23 - 07 - 2015, 05:23 PM | رقم المشاركة : ( 8541 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قانون الإيمان
1 - وحدانية الله، إذ يبدأ بعبارة "بالحقيقة نؤمن بإله واحد". 2- عقيدة الثالوث القدوس. و لاهوت كل أقنوم وعمله. 3- عقيدة التجسد والفداء و الخلاص. 4- عقيدة المعمودية لمغفرة الخطايا. 5- عقيدة قيامة الأموات، و الحياة الأخرى في الدهر الآتي. 6- عقيدة المجيء الثاني للمسيح، حيث تتم الدينونة. 7- الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية. قداسه البابا شنوده |
||||
23 - 07 - 2015, 05:31 PM | رقم المشاركة : ( 8542 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أين الروح الشاكرة؟
منذ أربعين عاماً كان أحد الوعاظ يروي رواية من على المنبر في أثناء موعظته كإيضاح لفضيلة الشكر، فقال: كانت سفينة تبحر في بحيرة «ميتشيغان» الواقعة بين الولايات المتحدة وكندا. وبغتة هبت العواصف ولطمت السفينة التي كادت تغرق. فأخذ المسافرون السياح يصرخون بأعلى أصواتهم: «أنقذونا، أنقذونا». وكان هناك شاب على شاطئ البحيرة جالساً على صخرة. وهذا راقب الحادث الأليم وهو سباح ماهر. فتواً رمى بنفسه في البحيرة وسبح نحو الهالكين لإنقاذهم. فانتشل أحدهم من بين الأمواج عائداً به إلى الصخرة. ثم رجع إلى السفينة لينقذ ثانياً وثالثاً ورابعاً، بينهم رجال ونساء وأولاد. وهكذا حتى أنه أنقذ خمسة عشر. ولكن ما زال الصياح يصعد من جوار السفينة الغارقة. فرجع الشاب سبع مرات أخرى إلى السفينة وهو مرهق يكاد يغرق. وهكذا أصبح عدد الناجين اثنين و عشرين. وبينما كان يستريح على الصخرة سمع صيحة تأتي من وراء السفينة. صيحة ترتجي النجاة. فاندفع الشاب بكل عزمه لإنقاذ الثالث والعشرين. فوصله وخلصه وعاد به إلى الشاطئ واضعاً إياه على الصخرة. انتهت العظة وبعد الصلاة الختامية انطلق الناس من الكنيسة وهم يحيون الواعظ. وتقدم إليه رجل مسن وقال له «أشكرك يا سيدي على العظة وعلى الإيضاح الجميل، أنا كنت ذلك الشاب المنقذ ولا أنسى ذلك الحادث الفريد». فاندهش الواعظ وسأله «قل لي يا أخي ماذا كان انطباعك الأقوى خلال الإنقاذ وبعده» فأجابه الرجل «ما لا أنساه أبداً هو هذا لم يشكرني أحد هؤلاء المنقذين البتة». نعم أن هذا أمر محزن ألا يشكر الناجي منقذه والمفدي مخلصه. هل شكرت الرب، المسيح المخلص، الذي خاطر بحياته لكي ينقذك من الهلاك والجحيم وبحيرة النار؟ لا بل خاطر ومات أنثاء عملية الإنقاذ العالمي. وهل شكرت الله الأب على جميع بركاته؟ بركات الرب عدد شاكراً واعترف بالجود حتى في العناء كل صبح ومساء ذاكرا جوده السامي بحمد وثناء إن الحياة الشاكرة هي الحياة السعيدة. |
||||
23 - 07 - 2015, 05:36 PM | رقم المشاركة : ( 8543 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شرح مُختصر للصلاة الربانية بحسب تعاليم اباء الكنيسة
يقول القديس اغسطينوس: لقد علّم ابن الله ذاته تلاميذه ومؤمنيه هذه الصلاة، لذلك لنا رجاء عظيم في الفوز في القضيَّة مادام لنا مثل هذا الشفيع الذي يلقِّننا ما نطلبه. إنَّه الديان الجالس عن يمين الآب كما تعرفون، هو شفيعنا وفي نفس الوقت هو الذي سيديننا، لذلك تعلَّموا هذه الصلاة[1]. ويقول القديس كبريانوس القرطاجني: هل هُناك صلاة أكثر روحانيَّة من تلك التي أعطانا إيَّاها المسيح الذي فيه أيضًا ً(أي المسيح) نلنا الروح القدس؟ هل هناك صلاة للآب صادقة أكثر من تلك التي أعطانا إيَّاها الابن - الذي هو الحق - من فمه؟ هكذا فالصلاة بخلاف ما علَّم لا تكون جهل فحسب بل تكون خطيَّة أيضًا إذ قد أسَّس المبدأ قائلاً: "رفضتم وصيَّة اللَّه لتحفظوا تقليدكم"[2] (مر7: 9). لذلك أيُّها الإخوة الأحبَّاء فلنُصلِ كما علَّمنا اللَّه مُعلِّمنا. فالصلاة تكون أكثر قربًا ودالَّةً عند اللَّه عندما نتضرَّع إليه، بنفس كلماته الخاصة ونُصعِد إلى آذانه صلاة المسيح. وهكذا يقبل الآب كلمات ابنه عندما نصلِّي. ولنجعل الابن الذي يسكن في قلوبنا ينطق أيضًا في أفواهنا. وحيث أنَّه شفيع لنا أمام اللَّه من أجل خطايانا، فلنقدِّم كلمات شفيعنا عندما نطلب كخطاة من أجل خطايانا. لأنَّه قال أن "كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم" (يو16: 23) فما أعظم الفاعليَّة التي بها ننال ما نطلب باسم المسيح إن كنَّا نطلب بصلاته الخاصة[3]؟! ويكمل قائلاً: إنَّنا حقاً نتعجَّب من كثرة وعظم الأمور العميقة الموجودة في الصلاة الربانيَّة والمجتمعة باختصار في هذه كلمات، لكنها تفيض روحيًا بالفضيلة، حتى أنَّه لا يوجد شيء في صلواتنا وطلباتنا غير مُحوى في كلمات الصلاة الربانيَّة، كما لو كانت خلاصة وافية للعقيدة السماويَّة[4]. ويقول ايضاً: إن معلِّم السلام ورب الوحدانيَّة لا يريد أن تكون الصلاة فرديَّة أو بمعزل عن الآخرين، أي أن يصلِّي أحدٍ ما لأجل نفسه فقط. فنحن لا نقول "أبي الذي في السموات" أو "خبزي الذي يكفيني أعطيني اليوم" ولا يطلب كل شخص أن تُغفَر له ذنوبه الشخصيَّة فقط ولا يطلب لأجل نفسه وحده ألاَّ يُدْخَل في تجربة ويُنْجَى من الشرِّير، فصلاتنا عامة ومشتركة بين الجميع، وعندما نصلِّي لا نطلب لأجل واحد ولكن لأجل الكل، لأنَّنا نحن الكل واحد. فإله السلام ومعلِّم المصالحة، الذي علَّم بالوحدانيَّة، أراد أن يصلِّي الواحد هكذا لأجل الكل، كما حملنا هو كلّنا في واحد[5]. - وتنقسم الصلاة الربانية إلي سبعة توسلات، يمكن تقسيمها إلى قسمين: ( أ ) القسم الأول: ثلاثة توسلات بروح البنين تخص مجد الآب: اسمك، وملكوتك، ومشيئتك! (ب) القسم الثاني: أربعة توسلات تخص حياتنا أمامه: خبز الحياة في اليوم الزمني، غفران ذنوبنا، لا تدخلنا في التجربة، نجنا من الشرير. ولكن في مضمون السبعة توسلات يعطينا المسيح القاعدة الراسخة التي تنطلق بها من الأرض إلى السماء كاستجابة ورد فعل لما عمله الآب في ابنه من أجلنا ونزل من السماء إلى الأرض. وهنا لو دققنا الرؤية نجد أن الثلاثة توسلات الأُولى هي تطُّلع نحو السماء لاكتشاف قداسة الاسم ومجد الملكوت وصلاح المشيئة، ثم رجاء بعشم عظيم في يسوع المسيح الذي كان في الحضن الأبوي ونزل إلى أرضنا، أن يظل الاسم يتقدَّس في الأرض كما هو في السماء، ويتمجد الملكوت كما هو في السموات يكون على الأرض، وتتراءف المشيئة الصالحة لتكون كما في السماء كذلك على الأرض. فلأن المسيح وهو الله ظهر في الجسد ونزل إلينا، نطمع فيه أن تنزل معه وبسببه قداسة الاسم ومجد الملكوت وصلاح المشيئة على الأرض كما في السماء. وقد احترس المسيح جداً أن يتمِّم ذلك بالفعل[6]. + ابانا الذي في السموات: يقول القديس اغسطينوس: "فصلُّوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السماوات"، ففي قوله هذا نرى أن الله صار أبًا لنا. إنَّه يكون أباكم متى وُلدتم (بالمعموديَّة) ولادة جديدة. فالآن (وأنتم على أهبَّة العماد) قبل ميلادكم الجديد، قد حُبل بكم بزرع الله. إنَّكم على وشك الوجود حيث تُجلبون إلى جرن المعموديَّة رحم الكنيسة. تذكَّروا أن لكم أبًا في السماوات، تذكَّروا إنَّكم وُلدتم من أبيكم آدم للموت، وأنَّكم تولدون مرَّة أخرى من الله الآب للحياة – فما تصلُّون به قولوه بقلوبكم[7]. ويكمل قائلاً: لنا والدان قد ولدانا على الأرض للشقاء ثم نموت. لكنَّنا وجدنا والدين آخرين، فالله أبونا والكنيسة أمِّنا، ولدانا للحياة الأبديَّة. لنتأمَّل أيها الأحبَّاء أبناء من قد صرنا. لنسلك بما يليق بأبٍ كهذا، انظروا كيف تنازل خالقنا ليكون أبًا لنا؟! لقد وجدنا لنا أبًا في السماوات، لذلك وجب علينا الاهتمام بسلوكنا ونحن على الأرض، لأن من ينتسب لأبٍ كهذا ينبغي عليه السلوك بطريقة يستحق بها أن ينال ميراثه[8]. ويقول ايضاً: يا من وجدتم لكم أبًا في السماوات، امتنعوا عن الالتصاق بالأمور الأرضيَّة، إذ اقترب الوقت الذي فيه تقولون: "أبانا الذي في السماوات". إن كان أبونا في السماء، فهناك أيضًا يُعدّ لنا الميراث. إنَّه يعطينا إمكانيَّة امتلاك ما قد وهبنا معه. فقد وهبنا ميراثًا لا نرثه بعد موته (كما هو الحال في العالم)، فأبونا حيّ لا يموت، وسيبقى إلى الأبد هناك حيث نذهب عنده[9]. ويقول القديس يوحنا فم الذهب: لكنه حين يقول "في السماوات" لا يقول ذلك وكأنه يغلق على الله هناك، بل ليرفع من يصلي من مستوى الأرض إلى فوق، ليثبته في الأعالي وفي المساكن الفوقانية[10]. ويقول القديس كيرلس الاورشليمي: والذين يحملون صورة السماوات، هم أيضًا سماوات حيث يسكن الله، ويمشي فيهم[11]. ويقول القديس كبريانوس: فيجب إذن أيُّها الإخوة الأحبَّاء أن نتذكَّر ونعرف أنَّنا عندما ندعو اللَّه "أبانا" يجب أن نسلك كأبناء اللَّه، حتى كما أنَّنا نجد المسرة في اعتبار اللَّه أب، يجد هو أيضًا مسرَّته فينا. فلنسلك إذن كهياكل للَّه، حتى يظهر جليًا أن اللَّه ساكن فينا. فليت أفعالنا لا تحيد عن الطريق الروحي لأنَّنا نحن الذين صرنا روحيِّين ومنتمين للسماء، علينا ألاَّ نفكِّر ولا نفعل إلاَّ ما هو روحي وسماوي لأن الرب الإله نفسه قد قال: "فإنِّي أُكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون" (1صم2: 30). والرسول المبارك قد قال في رسالته "إنَّكم لستم لأنفسكم لأنَّكم قد اشتُريتم بثمن فمجِّدوا اللَّه في أجسادكم" (1كو6: 19-20)[12]. و يقول القديس كيرلس السكندري: إن تعليم المسيح لنا أن نصلى كأبناء هو جودٌ فائقٌ ولطفٌ لا يُبارى وأنه بذلك يمنحنا مجده الخاص، ويستشهد على نوال نعمة البنوة من (مز6:81س) " أنا قلت أنكم آلهة وبنو العلى كلكم " وأنه بذلك حررنا من العبودية وأدخلنا فى مرتبة البنين، ويستشهد أيضًا عن نوال البنوة بـ(يو11:1ـ13) " وكل الذين قبلوه أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله .. الذين وُلدوا من الله "، وأيضًا بـ(1بط23:1) " مولودين ثانية بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد "، وأيضًا بـ(يع18:1) " شاء فولدنا بكلمة الحق "، ويشير القديس كيرلس إلى الولادة الروحية التى يتحدث عنها المسيح فى (يو5:3) " إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله "، وهو بإشارته هذه يقصد أننا ننال البنوة بواسطة المعمودية[13]. وبعد ذلك ينتقل القديس كيرلس ليتكلم عن مسئولية الذين يدعون الله " أبًا "، وكأنه يقول إنه فى مقابل امتياز وكرامة البنوة لله، هناك مسئولية تنبع من هذا الامتياز وهى [ إنه ينبغى أن نسلك بسيرة مقدسة وبلا لوم وأن نحيا هكذا كما يرضى أبانا[14] ]. ويستشهد فى ذلك بقول الرسول بطرس " وإن كنتم تدعون أبًا الذى يحكم بغير محاباة .. فسيروا زمان غربتكم بخوفٍ " (1بط17:1). ويحذر من [ خطورة إحزان الله أبانا وإغضابه بالإنحراف وراء الأمور غير المستقيمة، وأن من لا يراعى نفسه ولا يبالى بسخاء النعمة التى أًعطيت له، فإنه يكون محبًا للذّة أكثر من حبه للآب السماوى، وأن الذين يتمردون على الآب يرتكبون جرمًا عظيمًا. وبالعكس فإن الذين يخضعون للآب ويطيعونه ويكرّمونه، فإن الآب يكرمهم ويجعلهم شركاء فى الميراث مع ابنه الوحيد بالطبيعة؛ وإذ نسلك بطريقة تليق بمن أكرمنا هكذا، فإنه سيقبل ابتهالاتنا التى نقدمها فى المسيح[15] ]. + ليتقدس إسمك: يقول القديس اغسطينوس: لماذا تسألون من أجل تقديس اسم الله؟! أنَّه قدُّوس، فلماذا تسألون القداسة لمن هو قدُّوس أصلاً؟! إنَّكم إذ تسألونه ذلك هل تطلبون لأجل الله وليس لأجل صالحكم؟! لا، افهموا هذا جيِّدًا، وهو إنَّكم تسألون هذا لأجل أنفسكم. إنَّكم تسألون من هو قدُّوس في ذاته دائمًا أن يكون مقدَّسًا فيكم. ماذا تعني كلمة "ليتقدَّس"؟ إنَّها تعني أن يتقدَّس اسم الله فيكم ولا يُحتقر فيكم. لذلك فإن ما تطلبونه هو لخيركم، لأنَّكم إن احتقرتم اسم الله تصيرون (وليس الله) أشرارًا. يتقدَّس اسم الله فيكم بنوالكم سرّ المعموديَّة، ولكنَّكم لماذا تطلبون هذه الطلبة بعد العماد، إلاَّ لكي يبقى فيكم ما استلمتموه بالعماد إلى الأبد[16]. يشرح القديس كيرلس قول الأبناء للآب " ليتقدس اسمك " بأن [ الله ليس محتاجًا إلى مزيد من القداسة، منا إذ هو كُلىَّ القداسة وهو مانح القداسة للخليقة ]. بل إن ليتقدس اسمك معناها [ليت اسمك يُحفظ مقدسًا فينا، فى أذهاننا وإرادتنا]. [وإن من يصلى قائلاً ليتقدس اسمك، فهو يطلب أنه هو نفسه يقتنى ذهنًا مقدسًا وإيمانًا، لكى يشعر بأن اسم الله مكرم وقدوس، فالتقديس هو مصدر الحياة وسبب كل بركة ]. وإن [ من يصلون بجد معتمدين على محبته، فإنهم لا يطلبون التقديس لأنفسهم فقط، بل لأجل كل سكان الأرض سواء الذين آمنوا أو الذين لم يقبلوا الإيمان بعد ، لكى يشرق عليهم نور الحق ويعرفون الله أنه قدوس ]. ويقول إن عبارة [ الله يتقدس بواسطتنا هو اعتراف منا بأنه " قدوس الأقداس "] ويستشهد بقول إشعياء النبى " قدسوا الرب فيكون مخافتكم، ويصير قداسة لكم " (إش13:8س). ويقول إن ما يعلّمه لنا الرب فى الصلاة هو : آمنوا إنه قدوس .. وهكذا سيصير هو نفسه واسطة تقديسكم[17]. + ليأت ملكوتك: يقول القديس اغسطينوس: ينبغي علينا أن نَعَلم أنَّنا نصلِّي بهذه الطلبة لأجل أنفسنا وليس لأجل الله، لأنَّنا لا نقول "ليأتِ ملكوتك"، كما لو كنَّا نسأل من أجل أن يملك الله، بل لكي نكون نحن من ملكوته، وذلك إن آمنّا به وتقدَّمنا في إيماننا هذا. كل المؤمنين الذين يخلصون بدم ابنه الوحيد سيكونون ملكوته[18]. وهذا الملكوت آتٍ بعد القيامة، حيث يأتي الابن بنفسه ويقيم الأموات. ويقول للذين عن يمينه: "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت" (مت ٢٥: ٣٤). هذا هو الملكوت الذي نرغبه ونطلبه بقولنا: "ليأت ملكوتك". إنَّنا نطلب أن يأتي بالنسبة لنا، لأنَّه وإن لم يأتِ بالنسبة لنا فسيأتي ولكنَّ للآخرين. أمَّا إذا اِنتمينا إلى أعضاء ابنه المولود الوحيد، فسيأتي ملكوته بالنسبة لنا ولا يتأخَّر[19]. ويقول القديس كيرلس السكندري: الذين يدعون الله أبًا يطلبون مجىء الملكوت ، بمعنى مجىء المسيح بملكه الكامل لأنهم ينتظرون الأكاليل عند مجيئه ، ويقتبس " تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملكوت.. " (مت34:25)، لأنهم جاهدوا وصاروا أنقياء، واحتملوا الآلام والاضطهادات لأجل مجد المسيح، و(2تى12:2) " إن كنا نصبر فسنملك أيضًا معه " و(فى21:3) " سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده " . وإنهم آمنوا بما قاله عن نهاية العالم أنهم " سيضيئون كالشمس فى ملكوت أبيهم " (مت43:12)[20]. ويقول القديس كبريانوس: نحن نصلِّي أن يأتي ملكوتنا الذي وعدنا به اللَّه، الذي نلناه بدم المسيح وآلامه، حتى أنَّنا نحن الذين كنَّا خاصَّته في العالم نملك معه في ملكوته، كما يعدنا هو نفسه ويقول: "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم" (مت25: 34). أيُّها الإخوة الأحبَّاء، نستطيع أن نعتبر المسيح نفسه هو "ملكوت اللَّه" الذي نريده كل يوم أن يأتي، الذي نشتهي أن يُستعلَن لنا سريعًا. حيث أنَّه هو نفسه القيامة[21]، إذ فيه سنقوم من جديد، فهكذا أيضًا نستطيع أن نفهم أن ملكوت اللَّه هو المسيح نفسه حيث أنَّنا سنملك فيه[22]. + لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك علي الارض: يقول القديس اغسطينوس[23]: إذن ماذا يقصد بالطلبة "لتكن مشيئتك"؟ إنَّه يقصد بها أن تعمل مشيئته فيّ ولا أقاومها. وبذلك تطلبون من أجل أنفسكم لا من أجل الله لأن مشيئة الله عاملة فيكم ولو لم تكن بواسطتكم[24]. ويكمل قائلاً: إنَّنا نقبل وصايا الله، وهي مبهجة لنا... مبهجة لعقولنا، "فإنَّنا نُسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن" (رو ٧: ٢٢). وهذه هي مشيئته النافذة في السماء، لأن أرواحنا تشبه السماء، وأما الأرض فهي أجسادنا. إذن ماذا يقصد بالطلبة: "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض"؟ يقصد بذلك كما تبتهج عقولنا بوصاياك، فلتُسر أيضًا بها أجسادنا. بهذا ينتهي الصراع الذي وصفه الرسول. فعندما تشتهي الروح ضدّ الجسد تكون مشئيته عاملة في السماء، وعندما لا يشتهي الجسد ضد الروح حينئذ تنفذ مشيئته على الأرض أيضًا. فإذ تتم مشيئة الله، يحدث وفاق تام بينهما ويتحوَّل الصراع الحالي إلى نصرة فيما بعد[25]. ويقول ايضاً: يوجد معنى روحي آخر... فقد طلب منَّا أن نصلِّي لأجل أعدائنا. فالكنيسة هي السماء، وأعداؤها هم الأرض، فماذا يعني "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض"؟ أي أن يؤمن بك الأعداء، كما نؤمن نحن بك. إنَّهم أرض لذلك هم يعادوننا، فليصيروا سماءً، يكونوا معنا. السماء هي الكنيسة، لأنَّها عرش الله. والأرض هي غير المؤمنين، الذين قيل عنهم "لأنَّك تراب (أرض) earth وإلى التراب تعود" (تك ٣: ١٦LXX )... فيقصد بـ "كما في السماء كذلك على الأرض"، أي كما في مؤمنيك كذلك في الذين يجدِّفون عليك حتى يصيروا "سماءً"[26]... لقد وهبنا الله ميثاقًا وعهدًا وارتباطًا راسخًا فيه، فمن أراد القول "اغفر لنا ذنوبنا" بطريقة مجدية، عليه أن ينطق بحق قائلاً: "كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا". فإن لم ننطق بهذا القول الأخير، أو قلناه بخداعٍ يكون طلبنا الغفران باطلاً[27]. و يقول القديس كيرلس السكندري: الذين يصلون كأبناء، يطلبون أن تتم مشيئة الله على الأرض بمعنى أن يحيوا هم أنفسهم بلا لوم .. وكذلك سكان الأرض أن يهبهم [ الله القوة ليصنعوا مشيئته، ويتمثلوا بالملائكة فى السماء.. يصلون أن يروا توقف الخطية ولا يتبعوا مشيئتهم الخاصة. فالأبناء يبتهلون من أجل جميع الناس.. ليُحسبوا أهلاً للسلام الذى من فوق.. ويجدوا راحة القلب.. وهم مثابرون على التمثل بالجمال الروحانى للأرواح السماوية..[28]]. + خبزنا كفافنا إعطنا اليوم: والذين يُصَلُّون للآب كأبناء، يمكن أن يطلبوا منه الخبز الضرورى للحياة اليومية. ويقول القديس كيرلس إن هذا الخبز الذى يطلبه القديسون، هو الخبز الروحى النازل من السماء، هذا أولاً، ولكن من جهة أخرى، يقول إنه لا لوم عليهم البتة أن يطلبوا مجرد الخبز العادى اللازم لاحتياجات الجسد يوم بيوم، ويقول إن هذا يليق بتقوى حياتهم على أساس أن القديسين الذين يطلبون خبز يوم واحد، فهذا برهان واضح على أن الرب لا يسمح لهم بامتلاك أى شئ، ولا يريدهم أن يبتغوا الغنى الأرضى كما قال فى مناسبة أخرى " لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون … لأن أباكم يعلم أنكم تحتاجونها " (مت25:6،32). ويشرح الكلمة اليونانية " إيبى أوسيوس epiousios" ويقول إن معناها ما هو ضرورى وكافى، ويقول إن طلب الخبز الضرورى لليوم الواحد مرتبط بالتجرد من الهموم الدنيوية والشهوات الجسدانية ومن الغنى، لتكون حياتهم نقية من محبة المال ويثقون أن الآب سيعطيهم ما وعد به ويسد احتياجهم روحيًا وجسديًا عندما يسألونه ما يكفى لحياتهم من طعام وكساء[29]. يقول القديس اغسطينوس: إعطنا أشياء زمنيَّة. التي لقد وعدت بالملكوت، فلا تمسك عنَّا الوسيلة نعيش بها. ستهبنا مجدًا أبديًا بإعطائنا ذاتك فيما بعد. أعطنا في هذه الأرض المئونة الزمنيَّة التي نقتات بها. لذلك فهو خبز يومي، وليعطنا إيَّاه "اليوم" أي في هذه الحياة. لأنَّكم هل تطلبون خبزًا يوميًا بعد عبوركم هذه الحياة؟! هناك لا تقال كلمة "يوميًا" بل "اليوم"[30]. الآن يقال يوميًا، أمَّا هناك فهل سيُدعى "يوميًا" حيث يكون يومًا واحدًا أبديًا[31]؟! و يقول ايضاً: يوجد خبز آخر. ويُدعى خبزًا يوميًا، لأنَّه ضروري كالخبز العادي، بدونه لا نستطيع أن نحيا... ألا وهو كلمة الله التي توزَّع يوميًا! خبزنا خبز يومي، تحيا به أرواحنا لا أجسادنا، ضروري لنا نحن الذين لا نزال نعمل في الكرمة. هو غذاؤنا وليس أجرتنا، فمن يستأجر عاملاً يحق عليه الغذاء الذي بدونه يخور العامل. كما تحق عليه الأجرة التي بها يُسر العامل. غذاؤنا اليومي في هذه الحياة هو كلمة الله التي توزع على الدوام في الكنائس، أمَّا الأجرة (المكافأة) التي ننالها بعد العمل فهي ما تدعى بالحياة الأبديَّة. أما ما عالجته الآن أمامكم (أي شرح الصلاة الربانيَّة نفسه) هو خبز يومي، كذلك فصول الكتاب المقدَّس اليوميَّة التي تسمعونها في الكنيسة هي خبز يومي. كذلك التسابيح التي تسمعونها وتمجِّدون بها الله هي خبز يومي. لأن هذه جميعها لازمة لنا أثناء رحلتنا[32]. + أغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن للمسيئين إلينا : المسيح يعلّم تلاميذه بعدما يطلبون الخبز الضرورى من الآب أن يطلبوا كأبناء " اغفر لنا خطايانا " . ويقول القديس كيرلس إنهم بعدما يسألونه غفران خطاياهم بعد ذلك يعترفون أنهم يغفرون للذين يسيئون إليهم، فنوال الغفران يستلزم الاعتراف أولاً بالخطايا أمام الله ، ويقتبس قول إشعياء " اعترف أولاً بتعدياتك لكى تتبرر " (إش26:43س) ومزمور(5:32) " قلت اعترف للرب بذنبى وأنت غفرت آثام خطيتى ". فطريق الخلاص هو الإقرار بالذنوب وأن نطلب من الذى يبرر الأثيم قائلين " اغفر لنا خطايانا ". ويقول القديس كيرلس إن الرب اهتم بأن يضيف بعد " اغفر لنا خطايانا " قوله [ إننا نحن أيضًا قد غفرنا لكل من أساء إلينا] لأن الذين يصلون هكذا يتحلُون بطول الأناة ويغفرون للمسيئين[33]. يقول القديس اغسطينوس: اغفروا من القلب، أي انزعوا الغضب من قلوبكم. لنقل في كل يوم: "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا"، وليكن هذا القول من القلب، عالمين بما نقوله. أنَّه عهد وميثاق، إنَّه ارتباط بيننا وبين الله. فالرب إلهنا يقول لنا: "اغفروا يغفر لكم"، فإن لم نغفر للآخرين تبقى خطايانا علينا وليس عليهم[34]. ويقول القديس كيرلس الاورشليمي: إذ لنا ذنوب كثيرة لأننا نسيء بالقول والفكر وأشياء كثيرة جدًا نعملها نستحق عليها القصاص. "فإن قلنا ليس لنا خطية، نضل أنفسنا، وليس الحق فينا" كما قال المطوّب يوحنا (1 يو 1: 8). فنصنع مع الله عهدًا نستعطفه، ليغفر لنا خطايانا كما نغفر نحن لإخواننا ذنوبهم، مترجين ذلك فيما نتقبله، مستبدلين به غفراننا للآخرين، فلا نهمل أو نتأخر في تسامح بعضنا بعضًا. فالإساءات التي تُرتكب ضدنا خفيفة وزهيدة وتنتهي بسرعة. لكن التي تُرتكب ضد الله عظيمة وتحتاج إلى رحمة كرحمته فقط. لذلك انتبه لئلا من أجل الذنوب الزهيدة الطفيفة، تمنع عن نفسك غفرانًا من الله لخطاياك المحزنة[35]. + لا تدخلنا فى تجربة : الأبناء الذين يصلون للآب السماوى يعلّمهم الرب أن يختموا صلاتهم قائلين : " ولا تدخلنا فى تجربة". ويقول القديس كيرلس إن طلب عدم الدخول فى التجربة لا يعنى الجبن أو التكاسل، بل يعنى اعترافًا بخطورة التجارب التى يسوقها الشيطان، فيقول [ إن عنف التجربة قد يهز أحيانًا عقل أشد الناس شجاعة ]، ويحذر من الثقة فى النفس بزيادة بل [ يجب أن نعرف ضعف ذهننا ]، ويقول [ فلنصل أن لا نُجَرَّبْ .. ولكن إذا ما دعت الضرورة وأُلقينا فيها رغمًا عنان فلابد أن نبذل أقصى جهدنا ونصارع من أجل نفوسنا .. طالبين معونة الرب لنا ]. ويذكر نوعين من التجارب : 1 ـ تجارب تأتى من الهراطقة . 2 ـ تجارب الخطية . ويقتبس (1بط19:4) " الذين يتألمون بحسب مشيئة الله فليستودعون أنفسهم لخالق أمين "، (1بط15:4) [ إن كان يتألم كمسيحى فلا يخجل بل يمجد الله ]، وأن الذين يحتملون هذه الآلام ينالون الأكاليل. " جاهدت الجهاد الحسن .. وأخيرًا وُضع لى إكليل البر " (2تى7:4). وعن تجارب الخطية يقتبس (يع13:1ـ15) " كل واحد يُجرب إذا انجذب ينخدع من شهوته..". وهناك أيضًا تجارب " حب الربح المادى " و" حب الاكتناز الخسيس ". [ لذلك يليق بنا حسنًا نحن المُعَرَّضين لمثل هذه الشرور الخطيرة حتى إن لم نكن قد سقطنا فيها بعد، أن نصلى قائلين " لا تدخلنا فى تجربة لكن نجنا من الشرير"]. والله الذى نحبه أكثر من أى شئ سوف يعيننا ويهبنا النصرة فهو مخلص الكل[36]. ويتسائل اغسطينوس: لماذا نصلي: "لا تدخلنا في تجربة"؟ غالبًا أنت لا تعرف حتى نفسك؛ لا تعرف ما يمكنك أن تحتمله وما لا يمكنك. أحيانًا تظن أنك تثبت فيما هو فوق طاقتك، وأحيانًا تيأس من كونك قادر أن cope ما تقدر أن تحتمله حسنًا. تأتي التجربة، كما لو كانت سؤالاً، فتجد نفسك خاردًا لأنك لا تعرف حتى نفسك[37]. يقسم القديس أغسطينوس التجارب إلى نوعين: الأول يخدع الإنسان، والثاني يمتحنه ليعلن للإنسان عن ضعفه أو قوته الروحية. يستخدم الله النوع الثاني لا ليتعلم شيئًا لم يعرفه قبلاً، وإنما لكي بامتحانك، بسحبك خارجًا يعلن لك ما هو خفي فيك. إذ توجد فيك أشياء خفية حتى عن نفسك التي تسكن هي فيها. تُكتشف هذه الأشياء، وتُخرج خارجًا عل المكشوف و exposed وذلك بالتجارب وحدها. فإن توقف الله عن السماحح للتجربة، إنما يتوقف السيد عن أن يعلم[38]. ليس حسنًا لك أن تكون بلا تجربة لا تسأل الله الا تجرب بل الا تدخل في تجربة[39]. إننا ندخل في تجارب متى كانت هكذا اننا لا نقدر ان نتحملها[40]. لا يدخل في تجربة من يغلب رغبته الشريرة بانحناء إرادته يعمل الصلاح. ومع ذلك فإنه الإرادة البشرية غير كافية ان ترفض الدخول في تجربة ما لم يمنحها الرب نصرة كاستجابة للصلاة[41]. ويقول القديس كيرلس الاورشليمي: هل هذا ما يعلمنا الرب أن نصلي لكي لا نُجرّب أبدًا؟ فكيف إذن يُقال في موضع آخر: "الرجل غير المُجرب، يعلم قليلاً" (سي 34: 10، رو 5: 3-4)، وأيضًا يقول يعقوب: "احسبوا كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة" (يع 1: 2). لكن هل يعني الوقوع في التجربة ألا يدع التجربة تغمرنا وتجرفنا؟ لأن التجربة كسيل الشتاء يصعب عبوره. لذا فهؤلاء الذين لا يغرقون فيها يمرّون مظهرين أنفسهم سبّاحين ممتازين، ولم يُجرفوا في تيارها أبدًا. بينما الآخرون يدخلون فيها ويغرقون. مثلاً دخل يهوذا الإسخريوطي في تجربة حب المال، فلم يَسبح فيها بل غَرق، وشُنق نفسه بالجسد والروح (مت 27: 5). وبطرس دخل في تجربة الإنكار، لكنه دخل ولم يُسحق بها. لكن كرجل سبح فيها ونجا منها. أنصت ثانية في موضع آخر إلى جماعة من القديسين لم يُصابوا بضررٍ يقدمون الشكر لنجاتهم من التجربة. جربتنا يا الله - جربتنا بالنار كتجربة الفضة - وضعتنا في الشبكة، وضعت عذابات على ظهورنا. جعلت الناس يركبون على رؤوسنا. "جزنا في النار والماء لكن أخرجتنا إلى موضع راحة" (مز 65: 10-12). فخروجهم إلى موضع راحة يعني نجاتهم من التجربة[42]. |
||||
23 - 07 - 2015, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 8544 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القراءة والنجاح والتجــــديد
+ القراءة بافراز وحكمة فى الكتاب المقدس والكتب الروحية ثم فى حياة القديسين والعظماء وأعمالهم وأقوالهم وفي كتب المعرفة والعلم والأدب عامة هي ينبوع للشبع الروحي { ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله }(مت 4 : 4). فان كان الجسد يتغذى بالأطعمة المفيدة فان الروح تغذيها كلمة الله والفكر تغذية القرءاة الجيدة وعندما تنتهى من قرءاة كتاب مهم فلن تبقى كما كنت قبل أن تقراءه بل يتسع فكرك وتكتسب فكر جديد وتضيف لحياتك حياة وفكر وثقافة من تقراء لهم. وعندما نتعلم القراءة ولا نقرأ، فكأننا لم نتعلم القراءة وسنبقى فى جهلنا وعدم معرفتنا. + نمي لديك موهبة القراءة المستمرة وخصص وقت يومي تقضيه في قراءة شئ يفيدك، ولا تبخل على نفسك بتجديد ذهنك وشحذه بما يفيد لتتخلص مما لا يفيد وتحصل على ما يبنى وينمي شخصيتك ويبعد عنك الملل والكأبة ويخرجك من الضغوط ويذيدك معرفة بنفسك ودوافعها وتصرفات الآخرين وأسبابها. أن الوقت الذى التى تقضيه فى القرءاة يشكل فكرك ومستقبلك ويقرر مصيرك. ومع الوقت ستتحسن حياتك بجهدك الواعي لتصل الي النجاح والتفوق الذى تتمناه. |
||||
23 - 07 - 2015, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 8545 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القراءة والنجاح والتجــــديد
+ القراءة بافراز وحكمة فى الكتاب المقدس والكتب الروحية ثم فى حياة القديسين والعظماء وأعمالهم وأقوالهم وفي كتب المعرفة والعلم والأدب عامة هي ينبوع للشبع الروحي { ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله }(مت 4 : 4). فان كان الجسد يتغذى بالأطعمة المفيدة فان الروح تغذيها كلمة الله والفكر تغذية القرءاة الجيدة وعندما تنتهى من قرءاة كتاب مهم فلن تبقى كما كنت قبل أن تقراءه بل يتسع فكرك وتكتسب فكر جديد وتضيف لحياتك حياة وفكر وثقافة من تقراء لهم. وعندما نتعلم القراءة ولا نقرأ، فكأننا لم نتعلم القراءة وسنبقى فى جهلنا وعدم معرفتنا. + نمي لديك موهبة القراءة المستمرة وخصص وقت يومي تقضيه في قراءة شئ يفيدك، ولا تبخل على نفسك بتجديد ذهنك وشحذه بما يفيد لتتخلص مما لا يفيد وتحصل على ما يبنى وينمي شخصيتك ويبعد عنك الملل والكأبة ويخرجك من الضغوط ويذيدك معرفة بنفسك ودوافعها وتصرفات الآخرين وأسبابها. أن الوقت الذى التى تقضيه فى القرءاة يشكل فكرك ومستقبلك ويقرر مصيرك. ومع الوقت ستتحسن حياتك بجهدك الواعي لتصل الي النجاح والتفوق الذى تتمناه. |
||||
23 - 07 - 2015, 06:54 PM | رقم المشاركة : ( 8546 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إطاعة الوصايا العشر كنا ندرس وصايا الله العشر التي أعطاها الرب لنبيه موسى والتي تكلم عنها الأنبياء في كتبهم وكذلك السيد يسوع المسيح أثناء حياته على الأرض. والآن وقد انتهينا من دراسة مختصرة لهذه الوصايا يجدر بنا أن نذكر بعض الأمور الهامة المتعلقة بجميع هذه الوصايا لأنه يحدث أحياناً أن يُسيء البعض فهم موضوع الوصايا الإلهية وعلاقة الإنسان بها. قبل كل شيء نقول: لو كان الإنسان بدون خطية ولو لم يكن فيه الميل الدائم لعمل الشر والتعدي على النواميس الإلهية لكان بإمكان الإنسان أن يحفظ جميع الوصايا الإلهية ولكانت حياته حياة مفعمة بالسلام والخير. ولكن الحقيقة الصارخة هي أن الإنسان لا يحفظ وصايا الله ولا يقوم بالحياة بموجب تعاليمها السامية. فوصايا الله تعمل إذن على إظهار الهوة الروحية العميقة التي سقط فيها الإنسان ووجوب التخلّص منها. وهكذا تعمل على إظهار عدم إمكان إنقاذ الإنسان بواسطة جهوده الخاصة ووجوب البحث عن الخلاص خارج نطاق البشرية الساقطة. وبكلمة أخرى تصبح الوصايا الإلهية معلماً ومؤدباً تأتي بنا إلى المسيح يسوع الذي قام بإنجاز مهمة الله الخلاصية والتحريرية. فعندما نضع ثقتنا التامة في المسيح وفي عمله الفدائي نختبر الخلاص الانعتاق من عبودية الخطية. السؤال العملي المهم الذي يجابهنا الآن هو: هل يصبح المؤمن بالمسيح يسوع، أي المتجدد بواسطة عمل الروح القدس في قلبه، هل يصبح إنساناً كاملاً بمعنى أنه يقدر أن يحفظ جميع وصايا الله حفظاً تاماً؟ وهنا وعندما نحاول الجواب على هذا السؤال علينا التمسك بتعاليم الكتاب لا بأقوال الناس أو أفكارهم. ما هو تعليم الكتاب؟ يعلمنا الكتاب أن المؤمنين لا يصبحون في هذه الحياة الفانية إلى حياة النعيم الكاملة. طبعاً هذا لا يعني أنه لا يوجد فرق بين المؤمنين وغير المؤمنين نظراً لعدم وصول المؤمنين إلى الكمال في هذه الدنيا. الفرق تام وجذري بين من تخلّص من عبودية الخطية ومن ظل عائشاً تحت سطوتها الغاشمة. تعلّمنا كلمة الله بكل وضوح أن الخالصين يخبرون تدريجياً وبصورة مستمرة نتائج انعتاقهم في الخطية وأن حياتهم هي حياة نمو في الإيمان وفي المعرفة وفي الانتصار ولكنها ليست بحياة الكمال الفجائي. لو كان المؤمنون فلماذا نجد التعاليم العديدة لأنبياء ورسل الله التي تعظ المؤمنين وتعلّمهم وتناشدهم بأن يجدّوا في حياة النعمة والقداسة؟ لو كان المؤمنون يصلون إلى الكمال في هذه الحياة لما كنا قد حصلنا- حسب تدبير الله- على رسائل الرسل في العهد الجديد مثلاً، لأنها إنما كتبت لمؤمنين (لا لغير المؤمنين) كانوا يعيشون في معترك الحياة الواقعية، ويحتاجون إلى التذكير بوجوب الجهاد الدائم في سبيل العيش حسب مشيئة الله وليس بمقتضى أهواء العالم الفاني. وهذه بعض الآيات والتعاليم المستقاة من الكتاب والتي لها علاقة بموضوعنا هذا: قال الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس عن موضوع الجهاد والسعي نحو الهدف الأسمى أي الحياة بمقتضى الإلهية ونيل إكليل الحياة في النهاية، قال الرسول: "ألستم تعلمون أن الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحداً يأخذ الجعالة؟ هكذا اركضوا لكي تنالوا. وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء، وأما أولئك (أي الذين يدخلون في المباراة الرياضية) فلكي يأخذوا إكليلاً يفنى (وهنا يشير بولس إلى العادة في أيامه بأن يعطى الفائزون إكليل النصر) وأما نحن فإكليلاً لا يفنى. إذاً أنا أركض هكذا كأنه ليس عن غير يقين، هكذا أضارب كأني لا أضرب الهواء. بل أقمع جسدي وأستعبده حتى بعدما كرزت (أي ناديت بالإنجيل) للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضاً" (9: 24- 27). وكتب الرسول بولس عن اختباراته في حقل الإيمان والجهاد المقدس إلى أهل الإيمان في مدينة فيلبي قائلاً: "بل إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفايةً لكي أربح المسيح وأوجد فيه، وليس لي بري الذي من الناموس بل الذي بإيمان المسيح، البر الذي من الله بالإيمان، لا عرفه وقوة قيامته وشركة ألامه متشبهاً بموته، لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات، ليس أني قد نلت أو صرت كاملاً ولكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضاً المسيح يسوع. أيها الأخوة أنا لست أحسب نفسي أني قد أدركت ولكني أفعل شيئاً واحداً: إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع" (3: 8- 14). |
||||
23 - 07 - 2015, 06:55 PM | رقم المشاركة : ( 8547 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خلاصة الوصايا الإلهية: حياة محبة لاحظنا في درسنا السابق أن الكتاب يعلمنا أن الإنسان لا يقدر أن يحفظ الوصايا الإلهية لأنه إنسان خاطئ وأن الله أعطانا وصاياه لتقودنا إلى المسيح فنحتمي به ونطلب منه أن يأخذ عنا حمل الخطايا الثقيل. وكذلك تعلمنا أن المؤمنين الذين اختبروا خلاص الرب وجدة الحياة بواسطة عمل الروح القدس في حياتهم، لا يحفظون الوصايا حفظاً تاماً نظراً لأن الخطية تبقى عالقة بهم وهكذا نرى أن المؤمنين- حسب تعاليم الكتاب- لا يصلون الكمال إلا متى عبروا شاطئ الأبدية وذهبوا إلى الحضرة الإلهية حيث يلبسون تاج الخلاص والانتصار. ولكن معرفة عدم إمكانية الوصول إلى الكمال في هذه الحياة لا تعني أن المؤمنين يهملون موضوع العيش بمقتضى تعاليم الوصايا الإلهية بل إن حياتهم الروحية- إن كانت على ما يرام وإن لم تكن مصابة بمرض روحي وبيل- هي حياة نمو في النعمة والمعرفة والقداسة لا حياة خمول وإهمال وإباحية. فالخلاص الذي يتكلم عنه الكتاب ليس بأمر نظري أو خيالي إنه أمر واقعي حياتي ومن لا يظهر ثمار الخلاص في حياته لا يجوز له أن يظن بأنه من عداد الخالصين ومن وارثي الحياة الأبدية السعيدة. أما في درسنا الآن فإننا نتكلم باختصار عن موضوع خلاصة الوصايا الإلهية. جاء مرة أحد الناموسيين (أي خبير في الشريعة الموسوية) إلى السيد المسيح وسأله ليجربه قائلاً: "يا معلم أية وصية هي العظمى في الناموس؟" فكان جواب الرب يسوع المسيح: "تُحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك، هذه هي الوصية الأولى والعظمى، والثانية مثلها: تُحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء" (الإنجيل حسب متى22: 37- 39). وهكذا أعطانا الرب يسوع المسيح خلاصة الشريعة الأخلاقية التي تعلمنا أن الناموس بأسره يتم بمحبة الله فوق كل شيء وبمحبة القريب أو الجار كالنفس وكالذات. ماذا نعني بمحبة الله من كل القلب ومن كل النفس ومن كل الفكر؟ إن هذه المحبة التي تكلم عنها السيد المسيح والتي ذُكرت أيضاً في العهد القديم تعني أن الله يطلب مني كمؤمن أن أحبه كما يليق به وهو الله تعالى اسمه أي أن أنظر إليه كربي وسيدي ومخلّصي وأبي السماوي. وهذه المحبة التي يجب أن أكنها لله يجب أن تكون مقرونة بمخافة واحترام وإطاعة الله والثقة به ثقة تامة وكلية. وعندما ذكر السيد المسيح عبارات من كل القلب ومن كل النفس ومن كل الفكر فإنه كان يعلمنا بأن محبتنا لله تعالى يجب أن تكون مقرونة بغيرة شديدة حتى أنه لا يوجد في داخلنا أية رغبة أو إرادة أو فكرة أو أي ميل يعارض هذه المحبة. وبكلمة أخرى محبتنا لله يجب أن تكون فوق كل شيء وقبل كل شيء. وقد قال عن موضوعنا هذا الرسول يوحنا في رسالته الأولى: "فإن هذه هي محبة الله: أن نحفظ وصاياه. ووصاياه ليست ثقيلة. لأن كل من ولد من الله يغلب العالم، وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم: إيماننا. من هو الذي يغلب العالم إلا الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله؟" (5: 3- 5). وبما أن الإنسان يحب نفسه بصورة طبيعية فإن الله يأمرنا بأن نحب القريب كأنفسنا. محبة القريب يجب أن تصبح رائد حياتنا وهذا يعني أننا نسعى من أجل خيره الدائم ونعمل بأن تكون جميع أعمالنا وأفكارنا ومواقفنا منه مدفوعة من قبل المحبة. وهنا قد نسأل: ماذا نعني بالقريب؟ من هو قريبي؟ ليس القريب من كان من أنسبائنا ومعارفنا وأصدقائنا فقط، القريب هو كل بشري يضعه الله في محيط حياتنا. وهكذا نقول استناداً على تعاليم الكتاب المقدس بأنه ليست هناك حدوداً للقرابة البشرية لأننا جميعاً خلقنا على صورة الله وشبهه وجميعنا انحدرنا من آدم ومن نوح ونسله. فواجبنا إذن أن نعمل لخير الجميع ونظهر بذلك أن محبتنا لهم هي محبة عملية حقيقية لا خيالية. وهذه بعض الآيات الكتابية المتعلقة بمحبة القريب: "قال السيد المسيح لتلاميذه: وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً، كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً. بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضاً لبعض... هذه هي وصيتي: أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم. ليس لأحد حب أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه. أنتم أحبائي إن فعلتم ما أوصيتكم به" (الإنجيل حسب يوحنا13: 34و 35، 15: 12- 14). وكتب الرسول يوحنا، المعروف أيضاً باسم رسول المحبة قائلاً في رسالته الأولى: "نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الأخوة، من لا يحب أخاه يبقى في الموت، كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس، وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه. بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا (وهنا أشار الرسول إلى موت المسيح يسوع الكفاري على الصليب) فنحن ينبغي أن نضع نفوسنا لأجل الأخوة" (3: 14- 16). |
||||
23 - 07 - 2015, 06:56 PM | رقم المشاركة : ( 8548 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حياة الصلاة عندما ابتدأنا بدراستنا لهذه الدروس العقائدية في تعاليم الكتاب المقدس لاحظنا أن غاية الإنسان الرئيسية هي أن يصل إلى معرفة الله وليمجده تعالى اسمه في الحياة. ورأينا أيضاً أن الوصول إلى هذه الغاية السامية يتوقف على الاعتراف بخطايانا العديدة التي تفصلنا عن الله وتحجبه عن بصرنا الروحي. وكذلك تعلمنا أنه يجب على الإنسان أن يقبل الخلاص الوحيد من الخطايا والآثام بقبوله لطريقة الله للخلاص ألا وهي بواسطة الإيمان بالسيد يسوع المسيح وبعمله الكفاري والفدائي على الصليب. ورأينا أيضاً أنه من المنتظر من الذين اختبروا الخلاص والتحرر من الخطية أن يظهروا حياتهم الجديدة بواسطة الأعمال الصالحة التي تشير إلى أن إيمانهم هو إيمان حقيقي لا خيالي. يعلمنا الكتاب أن طابع الحياة المتجددة والمتحررة المميز هو حياة الشكر والامتنان التي يحياها المؤمنون في حضرة الله. وهذه الحياة تظهر بأعمال الصلاح والخير التي يقوم بها المؤمنون لمجد الله وخير الناس أجمعين. ولكننا لا نكون قد انتهينا من الكلام عن حياة الشكر والامتنان، عن حياة الخير والصلاح إن اقتصرنا على مواضيع دروسنا السابقة في تعاليم الكتاب المقدس لأنه هناك موضوع ذو أهمية عظمى ألا وهو موضوع: حياة الصلاة التي هي جزء لا يتجزأ من حياة المؤمنين. فالصلاة هي تاج الحياة الروحية وذروة حياة الامتنان والشكر التي يحياها المؤمنون. كما أنه لا يمكننا الكلام عن الخلاص بدون الإيمان هكذا أيضاً لا يمكننا الكلام عن حياة الخالصين إن لم نتكلم عن حياة الصلاة والتعبد لله تعالى. وهكذا بعد أن انتهينا من دروسنا في وصايا الله نأتي الآن إلى البحث في موضوع حياة الصلاة. ونحن نتضرّع إلى الله تعالى اسمه أن يعطينا بأن نكون من ممارسي الصلاة حسب مفهومها الكتابي، لأن غاياتنا الرئيسية في دراسة تعاليم الكتاب هي أن نكون من العاملين بمشيئة الله ومن العائشين بمقتضى تعاليم كلمته الخلاصية. عندما نصلي إلى الله نظهر أننا ننظر إليه في جميع احتياجاتنا وننتظر منه العون والنجاة طالبين منه أن يعطينا ما يعدنا به في إنجيله وأن يمكّننا من العيش بمقتضى تعاليم وصاياه وأحكامه. الصلاة هي المحك الذي يبرهن وجود أو عدم وجود إيمان حي في حياتنا، فكما أنه من المستحيل أن يكون هناك إيمان حي إن لم يظهر في أعمال مبنية على ذلك الإيمان هكذا أيضاً من المستحيل أن يكون الإيمان حياً إن لم يكن مقروناً بحياة الصلاة والتضرّع إلى الله خالقنا وفادينا ومجدّدنا. ونتعلم من الكتاب ومن اختبارات رجال الله المؤمنين الأتقياء أن الصلاة هي ضرورة قصوى لحياة المؤمن: فنحن عندما نعيد إلى ذاكرتنا جميع التعاليم التي وقفنا عليها أثناء دراستنا لمحتويات المعتقدات الكتابية لا بد لنا من الشعور بضرورة الحصول شخصياً على جميع ما يعدنا به الله في إنجيله المقدس. فالمواضيع التي يتكلم عنها الإنجيل هي مواضيع هامة للغاية، إنها تمس صميم الحياة، إنها تتكلم عن الحياة والموت، عن غفران الذنوب، عن الحرية والعبودية، هذه مواضيع تُهم كل إنسان ولاسيما المؤمن. أفمن المعقول إذن أن يبقى المؤمن بدون رغبة في الابتهال لله بأن يهبه باستمرار جميع ما يعدنا به في الإنجيل وبواسطة الروح القدس؟ عندما أفهم كمؤمن بأن الله يضع قوته اللا محدودة في حياتي ويعتني بي اعتناء تاماً وعندما أرى كيف أن مخلّصي السيد المسيح يبقى أميناً إلى النهاية وعندما اختبر عمل الروح القدس في حياتي وهو يجددني ويقويني للعيش في طرق القداسة والطهارة، من المستحيل لي كمؤمن أن أبقى صامتاً ولا أتضرع إلى الله بأن يهبني جميع هذه الأمور العظيمة بصورة دائمة. عندما أطلب من الله يهبني هذه الأمور العظيمة الواردة في الإنجيل أكون ممارساً للصلاة. وكذلك عندما نعيد إلى ذاكرتنا تعاليم وصايا الله وخلاصه الوصايا ونرى كيف أننا لا نحيا بصورة تامة حسب هذه التعاليم أليس من البديهي لنا كمؤمنين أن نطلب إلى الله ونتوسل إليه بأن يعطينا القوة والمقدرة والرغبة الدائمة لنقوم بإطاعة وصاياه، عندما نطلب من الله القوة والمقدرة ليمكننا من الحياة حسب مشيئته المقدسة وبواسطة روحه القدوس نكون أيضاً ممارسين للصلاة. وأخيراً نذكر أننا بالإيمان نتحد مع يسوع المسيح ونصبح كرمة واحدة كما علمنا تمجد اسمه في الإنجيل حسب يوحنا فإن صرنا أغصاناً في كرمته وأعضاء في جسده (حسب تعاليم الرسول بولس) من المستحيل لنا ألا نصلي. فالمسيح يسوع هو رئيس حياتنا ومثالنا الأسمى وكما كانت حياته حياة الصلاة والالتجاء إلى الله هكذا هي حياة الذين يسمون باسمه المجيد. فالصلاة إذن هي الجو الروحي الطبيعي الذي يحيا فيه كل مؤمن، فلنصلي دوماً إلى الله ونطلب منه أن يجعلنا عائشين لمجده ولخيرنا الدائمين. |
||||
23 - 07 - 2015, 06:58 PM | رقم المشاركة : ( 8549 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة الربانية سنبحث الآن في موضوع الكلمات التي نتفوه بها أثناء صلواتنا إلى الله. فالسؤال الأول الذي يخطر على بالنا هو: هل نستعمل أية كلمات في صلواتنا أم هل توجد هناك قواعد معينة أو أنظمة تنظم حياة الصلاة؟ والجواب هو أننا بحاجة إلى تعلّم الصلاة وأن الله ذاته هو الذي يعلّمنا الصلاة بواسطة كلمته المقدسة وإرشاد الروح القدس. لنتعلم قبل كل شيء أن نصغي إلى الله لكي تكون صلاتنا متجانسة مع إرادة الله. فقد نظن أن العضو الأساسي في الصلاة هو اللسان لكن الكتاب يعلمنا أن الأذن تأتي قبل اللسان في موضوع الصلاة. فكما أن الطفل يسمع كلمات والديه قبل أن يبدأ بالكلام هكذا أيضاً المؤمن يتوجب عليه أن يصغي إلى الله قبل البدء في الكلام مع الله بواسطة الصلاة. وقد قال النبي اشعياء عن موضوع الاستماع لله: "أعطاني السيد الرب لسان المتعلمين لأعرف أن أُغيث المعيي بكلمة. يوقظ كل صباح لي أذناً لأسمع كالمتعلمين. السيد الرب فتح لي أذناً وأنا لم أعاند، إلى الوراء لم أرتد" (50: 4و 5). يوقظ الرب الأذن لكي يتعلم اللسان الصلاة. وإن كان العديدون من الناس لم يتعلموا الصلاة كما يجب فهذا يعود إلى أنهم لم يتعلموا الإصغاء إلى الرب. وهنا من يقول: كيف نصغي إلى الله؟ وبكلمة أخرى أين يتكلم الله حتى نصغي إليه؟ الجواب هو: يتكلم الله معنا اليوم بواسطة الكتاب المقدس، بواسطة هذه الكلمة المنزهة عن الخطأ. وما تكلم به الله مرة بواسطة عبده اشعياء النبي موجه إلينا الآن ويتعلق بموضوع الصلاة أيضاً: "أيها العطاش جميعاً هلّموا إلى المياه والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا، هلّموا اشتروا بلا ثمن خمراً ولبناً. لماذا تزِنون فضة لغير خبز؟ وتعبكم لغير شبع؟ استمعوا لي استماعاً وكلوا الطيب ولتتلذذ بالدسم أنفسكم. أميلوا آذانكم وهلّموا إلي. اسمعوا فتحيا أنفسكم وأقطع لكم عهداً أبدياً مراحم داود الصادقة" (55: 1- 3). وكذلك يتوجب علينا ونحن ننشد الإصغاء إلى الله أن نكون منصتين إلى أمور عنايته التي تشمل كل شيء والتي نفهمها بواسطة نور الكلمة المقدسة. فما يحدث في عالمنا لا يحدث بمعزل عن المشيئة أو العناية الإلهية ولذلك فإن كل مؤمن يقدر أن يعلم نفسه أو أن يتعلم تفسير الأمور التي تجري في هذه الدنيا بمقتضى نور كلمة الله. وهذا يعني أن الله يتكلم معنا أيضاً بواسطة عنايته وهذا ما يساعدنا أيضاً في صلواتنا لأننا لا نعيش في عزلة أو انفراد بل وسط العالم والتاريخ. وكذلك يتوجب علينا ونحن ننشد الإصغاء إلى الله أن نتعلم كمؤمنين كيف ننقاد بواسطة إرشادات الروح القدس. فلقد وعدنا الله بواسطة الرب يسوع المسيح أن يعطينا روحه القدوس ليعزينا ويقودنا في هذه الحياة. وهذا يتطلب من جهتنا الرغبة الشديدة في أن نكون منقادين بالروح. وقد تكلم عن موضوع إرشاد الروح القدس في الصلاة الرسول بولس في رسالته إلى المؤمنين في رومية عندما كتب قائلاً: "وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا، لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها. ولكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح، لأنه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين" (8: 26و 27). يجب إذن أن نتعلم أن نصغي لله قبل أن نصلي وهذا الإصغاء يتم بأن نضع أنفسنا تحت تأثير الكلمة الإلهية المقدسة وأن ننظر إلى العناية الإلهية المسيطرة على كل شيء ونفهم حوادث الحياة بواسطة نور الكلمة وكذلك نكون منصتين لله عندما ننقاد بواسطة الروح القدس المعزي. حياة الصلاة إذن ذات صلة تامة ووثيقة بحياة الإيمان والتقوى وكل من كان جاداً في موضوع الصلاة لا بد له من أن يكون جاداً في الحياة المبنية على الوحي الإلهي والعناية الإلهية وإرشاد الروح القدس. ونشكر الله الذي لم يتركنا بدون إرشاد خاص في موضوع الصلاة بل أعطانا بواسطة السيد المسيح الأنموذج الكامل لحياة الصلاة وذلك في الصلاة التي علمها المسيح لتلاميذه والتي ندعوها عادة بالصلاة الربانية والتي هي كما يلي: "أبانا الذي في السموات، ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض، خبزنا كفافنا أعطنا اليوم. واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير، لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد، آمين" |
||||
23 - 07 - 2015, 06:59 PM | رقم المشاركة : ( 8550 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مقدمة الصلاة الربانية عندما ندرس الصلاة الربانية فإننا عادة نقسّمها إلى ثلاثة أقسام: أولاً، مقدمة الصلاة. ثانياً، طلبات الصلاة. وثالثاً، خاتمة الصلاة. أما الآن فإننا نكتفي بدراسة مقدمة الصلاة الربانية. علمنا الرب يسوع المسيح أن نتوجه كمؤمنين إلى الله تعالى وأن نقول له: أبانا الذي في السموات. هذه هي مقدمة الصلاة الربانية التي هي- كما لاحظنا سابقاً- أنموذجاً ربانياً لجميع الصلوات التي تصدر عنا. قبل كل شيء نلاحظ أن الرب يسوع المسيح يعلمنا بأن ندعو الله "أبانا". لماذا ندعو الله أبانا؟ ندعو الله أبانا السماوي مستندين بذلك إلى تعاليم الكلمة الإلهية التي تفهمنا بأننا عندما نتقدم من الله في صلواتنا إنما نتقدم إليه ليس فقط كخالقنا وصانع الكون بأسره بل أيضاً كأبينا السماوي الذي يحبنا ويتحنن ويشفق علينا. كلمة آب إنما تولد فينا روح الثقة والإيمان بالله وتبعد عنا في نفس الوقت كل شك لأن الذي نذهب إليه في صلواتنا هو أبونا السماوي الذي يرغب في الاستماع إلينا وفي إعطائنا جميع الأمور والأشياء التي تؤول إلى مجد اسمه القدوس وإلى خيرنا الزمني والأبدي. وهذه بعض الآيات الكتابية التي تبحث في موضوع الله، الآب السماوي لجميع المؤمنين. قال الرسول بولس في رسالته إلى أهل الإيمان في رومية: لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله، إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ: يا أبا الآب. الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله، فإن كنا أولاداً فإننا ورثة أيضاً، ورثة الله ووارثون مع المسيح، إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه" (8: 14- 17). وقال الرب يسوع المسيح في عظته المعروفة بالعظة على الجبل والواردة في الإنجيل حسب متى: "فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألون" (7: 11). وكتب الرسول يوحنا في رسالته الأولى إلى المؤمنين في آسيا الصغرى قائلاً: "انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله" (3: 1). وفي رسالته إلى غلاطية كتب بولس الرسول عن موضوعنا قائلاً: "ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب" (4: 6). ونلاحظ هنا أن الكتاب يعلمنا بكل وضوح أننا لا نقدر أن ندعو الله أبانا إن لم نكن قد قبلنا الخلاص العظيم الذي أعده لنا بواسطة يسوع المسيح وعمله الكفاري الفدائي على الصليب. لأن هذا الامتياز العظيم هو فقط للذين تصالحوا مع الله الخالق والذين تخلّصوا من عبودية الشر والخطية والشيطان. وهذا ظاهر من التعاليم الكتابية الآتية: قال الرسول يوحنا في مقدمة الإنجيل المعروف باسمه: "وأما كل الذين قبلوه (أي قبلوا المسيح يسوع كمخلّص ورب) فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه، الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (1: 12و 13). وقال بولس الرسول عن قصد الله الأزلي بخصوص المؤمنين: "إذ سبق فعيَّننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرّة مشيئته" (أفسس 1: 5) ونلاحظ أيضاً في نص الصلاة الربانية أن المسيح يود أن نصليها بصيغة الجمع أي أننا نقول: أبانا لا أبي. مع أنه بمقدور كل مؤمن ومؤمنة أن يتوجها إلى الله كأفراد إلا أن المسيح يلفت نظرنا إلى أن حياتنا الدينية لها صبغة اجتماعية جمهورية وأننا لا نصلي إلى الله كمجرد أفراد بل كجماعات مؤمنة. وكذلك يعلمنا السيد المسيح بأن نردف قائلين: الذي في السموات لكن نرفع أرواحنا إلى الله القادر على كل شيء والمسيطر على الكون بأسره والذي لا يتوانى عن الإصغاء إلينا كأولاده المتبنين. وهكذا كما يناشدنا صاحب الرسالة إلى العبرانيين: لنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه. |
||||