20 - 07 - 2015, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 8521 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غاية الوصية الثانية شرعنا في درسنا السابق في الكلام عن الوصية الثانية من وصايا الله العشر والتي تأمرنا بألا نستعمل تماثيل منحوتة في عبادتنا لله تعالى. ولقد رأينا أنه من السهل جداً الانـزلاق من خطية استعمال التماثيل المنحوتة إلى خطية عبادة الآلهة الوثنية. وتكلمنا أيضاً عن التحذيرات الإلهية التي وردت في نص الوصية وكيف أن الله أظهر أنه إله غيور يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء وكذلك بحثنا في محبة الله وفي وعده بأن يصنع إحساناً إلى ألوف من محبيه وحافظي وصاياه. أما الآن فإننا نستمر في البحث في غاية هذه الوصية الثانية. إذ أن الله عندما أعطانا هذه الوصية بواسطة كليمه موسى لم يكن ليحرّم فقط عبادة الأوثان الظاهرية أو اللجوء إلى التماثيل المنحوتة في العبادة فقط بل أنه تعالى كان يُحرّم أي ابتعاد عن عبادته الحقيقية. وكنا قد ذكرنا بعض الشيء عن هذا الموضوع عندما اقتبسنا قول الرب يسوع المسيح: الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا. وبما أن تجارب هذا العصر ليست كتجارب العصور الماضية فإنه يجدر بنا أن نذكر أن كسر هذه الوصية يجري ليس فقط في الأماكن التي يلجأ فيها الناس إلى عبادة الأوثان بصورة ظاهرية بل إن كسر هذه الوصية يجري أيضاً حيثما يعمد الناس إلى نسيان الله تعالى وكلمته المقدسة واضعين ثقتهم في الحظ أو النصيب أو أية قوة طبيعية عمياء أو أية نظرية فلسفية إلحادية. فالإنسان مخلوق لا بد له أن يعبد لأن العبادة جزء لا يتجزأ من تكوين شخصيته وإذا لم يكن الإنسان يعبد الله الحقيقي فإنه لا بد له من أن ينحرف دينياً إلى عبادة الآلهة المتعددة وهذا يعني أن الإنسان وإن لم يكن عنده أصنام منظورة وإن لم يكن يذهب إلى هياكل أو معابد وثنية فإنه يكون كاسراً للوصية الثانية عندما يحول ولاءه التام والمطلق إلى أمور أو أشياء مخلوقة. وثنية القرن العشرين المعاصرة هي وثنية غير منظورة، إنها صنمية من لون جديد وهي ليست أقل خطراً من صنمية العصور القديمة. فلنذكر جيداً أن الله تعالى اسمه غيور ى يرضى عن مخلوقاته المتهافتة على خدمة وعبادة القوة والمادة العمياء. وحتى إن سَلِم الإنسان من الوقوع في خطية عبادة آلهة العصر الحديث فإنه يكون معرّضاً للوقوع في خطية عبادة آلهة من صنع عقله أو خياله وذلك إن لم يُخضع جميع أفكاره لتعاليم كلمة الله وهي الدستور الوحيد للإيمان والحياة ولاسيما في أمور الله وعبادته. ويظهر هذا الخطر الحقيقي في حياة الناس الذين لا يودون الرضوخ لتعاليم كلمة الله بخصوص الله وملكوته وسلطانه وشريعته وأحكامه. فمن لم يود الإذعان لسلطان الله ومن لم يعترف بأن الله يتطلب منا عبادة روحية نقية ومن أنكر هذا الأمر أو ذاك في كلمته المقدسة؟ من قال بأن الله لا يعاقب الخطاة ومن كوّن فكرة بشرية عن الله تعالى أو من لجأ إلى عبادة الله في الطبيعة العمياء، أفلا يكون هذا الشخص عابداً لآلهة وهمية من اختراع أفكاره الخاصة وإن لم يكن قد صنع لهذه الآلهة أصناماً منظورة أو تماثيلاً منحوتة؟ ويكسر الناس هذه الوصية الثانية عندما لا يعترفون بالله تعالى وبعنايته الشاملة لكل شيء. إن الله- حسب تعليم كلمته المقدسة- هو مالك كل الكون وهو مُسيّر دفة التاريخ البشري وهو المشرف على حياة كل إنسان. ولكنه يحدث كثيراً أننا نرى الناس ينسون هذه الحقيقة الكتابية المنعشة والمحررة ويذهبون وراء الخرافات البالية والأضاليل البشرية الواهية ويزعمون بأن هناك نواحي عديدة من الحياة تحت تأثير قوة حتمية عمياء وأن الإنسان في هذه الحياة ليس إلا فريسة ظروف آلية حتمية وأنه لا يستطيع مطلقاً أن يجد مخرجاً للمآزق الحرجة التي يجد نفسه فيها. إن هكذا آراء وأفكار وتعاليم هي مخالفة تماماً لروح ونص الوصية الثانية التي تتطلب منا أن نعبد الله عبادة روحية سليمة وأن ننظر إليه تعالى في جميع ضيقاتنا منتظرين منه العون والنجاة. وتتهي هذا البحث المختصر في الوصية الثانية باقتباسنا من كلمة الله، من سفر نبوءة اشعياء (40): "فبمن تشبهون الله وأي شبه تعادلون به؟ الصنم يسبكه الصانع والصائغ يغشيه بذهب ويصوغ سلاسل فضة. الفقير عن التقدمة ينتخب خشباً ولا يسوّس، يطلب له صانعاً ماهراً لينصب صنماً لا يتزعزع. "ألا تعلمون؟ ألا تسمعون؟ ألم تُخبروا من البداءة؟ ألم تفهموا من أساسات الأرض؟ الجالس على كرة الأرض وسكانها كالجندب الذي ينشر السموات كسرادق ويبسطها كخيمة للسكن. "فبمن تشبهونني فأساويه يقول القدوس؟ ارفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا من خلق هذه؟ من الذي يُخرج بعدد جندها يدعو كلها بأسماء لكثرة القوة وكون شديد القدرة لا يفقد أحد. "أما عرفت أم لم تسمع؟ إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يعيا، ليس عن فهمه فحص. يُعطي المعيي قدرة ولعديم القوة يكثّر شدة. الغلمان يعيون ويتعبون والفتيان يتعثّرون تعثّراً، وأما منتظروا الرب فيجددون قوة، يرفعون أجنحة كالنسور، يركضون ولا ينعبون، يمشون ولا يعيون". |
||||
20 - 07 - 2015, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 8522 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوصية الثالثة: احترام اسم الله المقدس الوصية الثالثة التي أعطاها الله تعالى هي: "لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً، لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً". صيغت هذه الوصية في قالب سلبي وفيها دروس سلبية وأخرى إيجابية وسنبحث في تعاليمها على ضوء سائر تعاليم الكتاب. قبل كل شيء يتطلب منا الله تعالى بألا ننطق باسمه باطلاً أي ألا نعمد إلى استعمال اسمه القدوس بطرق غير مناسبة أو في كلمات قبيحة أو منافية لشريعته الأخلاقية. وكذلك يتطلب منا في هذه الوصية بألا نعمد إلى الصمت عندما تُكسر هذه الوصية بشكل كبير من قِبل العديد من الناس. علينا أن نكون مشبعين بغيرة وحماسة مقدسة لاسم الرب إلهنا ولا نكون مشاركين للناس في كسرهم لهذه الوصية بصمتنا لدى سماعنا للمسبات واللعنات التي تنهال من أفواه الناس في كل مناسبة. وكذلك تتطلب منا هذه الوصية بألا نستعمل اسم الخالق تعالى إلا بكل لياقة وخشوع واحترام لأننا عندما نتفوه باسمه القدوس نكون متفوهين بأعظم وأكبر اسم في الوجود. وإن كنا نُظهر احترامنا في هذه الدنيا لأسماء الملوك والرؤساء والعظماء فكم بالحري ينبغي أن نُظهر احترامنا لاسم بارينا ومخلصنا ومجددنا؟ وكما رأينا في درس سابق أن الله عندما ينهانا في وصاياه عن أمر ما إنما يكون طالباً منا بأن نقوم بعكسه أي أنه تعالى عندما يطلب منا بألا ننطق باسمه باطلاً إنما يطلب منا بل يأمرنا بأن ننطق باسمه ونعترف به في كل مناسبة ذاكرين للملأ بأننا إنما نعبد الله الواحد الحقيقي الآب والابن والروح القدس الذي ننال كل خير وبركة ولاسيما نعمة الخلاص العظيم من سلطة الخطية وطغيان إبليس الرجيم. وبما أننا نحيا دوماً في حضرة إلهنا القدوس وبما أنه عليم بكل شيء فإن كلامنا يجب أن يكون دوماً كلاماً صادقاً مبتعدين ليس فقط عن الكذب بل عن كل أمر مناوئ لروح هذه الوصية. ولذلك ينبغي ألا نلجأ إلى القسم في حالات اعتيادية عندما يكفينا القول: نعم نعم أو لا لا. يجب أن نُعلّم الناس الذين نحتك بهم في حياتنا الاجتماعية اليومية أننا إنما نتكلم بالصدق وأننا لا نبغي الغش أو الخداع ولذلك فإنه ليس علينا جلب اسم الله إلى كل جملة نتفوه بها. طبعاً هذا لا يعني أن الله يأمرنا في هذه الوصية بألا نلجأ إلى القسم بصورة مطلقة: تعليم الوصية صريح في نصها: لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً، وهذا يعني أنه توجد هناك حالات أو ظروف عندما يتوجب على الإنسان أن يستعين باسم الله وذلك بصورة خاصة أثناء قيامه بوظيفة شاهد في المحاكم الرسمية أو عندما يُطلب من الإنسان أن يشهد بأن ما كتبه أو صرّح به أمام سلطات حكومية هو الحقيقة بعينها. في هكذا حالات يُقسم المؤمن باسم الله ويشهد بأنه يتكلم الصدق أمام الله. ويتوجب على كل منا أن يسأل نفسه هذه الأسئلة فيما يتعلّق بحفظ الوصية الثالثة التي تأمرنا بأن نحترم اسم الله القدوس: أولاً: هل طردتُ من أفكاري ومن لغتي جميع الكلمات والتعابير والمفردات التي تُستعمل بشكل كبير من قبل كاسري هذه الوصية؟ ثانياً: هل أتكلم عن الله بطريقة تتفق مع إيماني به كإله قدوس خالق الكل وباري البشر ومنبع جميع الخيرات والبركات ولاسيما الخلاص والتحرير من الشر؟ ثالثاً: هل ابتعد كل الابتعاد عن انتقاد أعمال الله ونظامه في هذا الكون؟ رابعاً: هل أقرأ كلمة الله بطريقة تتفق مع كرامة الله وقداسة اسمه؟ خامساً: هل أظهر الخشوع والاحترام أثناء خدمة العبادة الجمهورية أي عندما أذهب لعبادة الله في بيته مع سائر المؤمنين وهل أُنصت بانتباه إلى تلاوة كلمته المقدسة والمناداة بالإنجيل وكأن الله يتكلم معي شخصياً معطياً إياي كل ما أنا بحاجة إليه في حياتي الروحية؟ سادساً: هل أهب للدفاع عن قداسة اسم الله عندما ينطق الناس باسمه باطلاً؟ ونظراً لأن هذه الخطية أي خطية كسر الوصية الثالثة هي شائعة جداً في أيامنا هذه يجدر بكل من نال خلاص الرب وذاق نعمة التحرير من سلطان الخطية أن يُظهر للملأ بأنه يحيا ويعمل لمجد اسم الله القدوس وأنه يحزن جداً من كل كسر لهذه الوصية وأنه يشهد بواسطة الكلمة الإلهية قائلاً ومحذراً: لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً. وأخيراً نأتي على ذكر بعض الآيات الكتابية المتعلقة بموضوعنا هذا: قال الله بواسطة عبده اشعياء النبي عن موضوع اسمه: "من أجل اسمي أُبطّئ غضبي ومن أجل فخري أمسك عنك حتى لا أقطعك. هأنذا قد نقيتك وليس بفضة، اخترتك في كور المشقة. من أجل نفسي، من أجل نفسي أفعل، لأنه كيف يدنس اسمي؟ وكرامتي لا أعطيها لآخر" (48: 9- 11). وكذلك قال الرب بواسطة عبده النبي حزقيال عن اسمه القدوس: "لذلك فقل لبيت إسرائيل: هكذا قال السيد الرب: ليس لأجلكم أنا صانع يا بيت إسرائيل بل لأجل اسمي القدوس الذي نجّستموه في الأمم حيث جئتم، فأقدس اسمي العظيم المنجّس في الأمم الذي نجستموه في وسطهم فتعلم الأمم أني أنا الرب يقول السيد الرب حين أتقدس فيكم قدام أعينهم" (36: 22و 23). |
||||
20 - 07 - 2015, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 8523 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوصية الرابعة: يوم الرب لازلنا نقوم بدراستنا لوصايا الله العشر وتطبيقها في حياتنا اليومية وقد انتهينا في درسنا السابق من دراسة الوصية الثالثة التي تأمرنا باحترام اسم الله تعالى. وهذا هو نص الوصية الرابعة التي أعطاها الله لعبده موسى النبي: "اذكر يوم السبت لتقدسه. ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك، لا تصنع عملاً ما أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونـزيلك الذي داخل أبوابك. لأن في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها واستراح في اليوم السابع، لذلك بارك الرب يوم السبت وقدّسه". وعندما نبدأ بالكلام عن هذه الوصية آخذين بعين الاعتبار سائر تعاليم الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد فإننا نأتي إلى القول ما يلي: أولاً: إن معنى كلمة سبت هو الراحة. أي أن الله يأمرنا بأن نحفظ يوماً للراحة وقد كان هذا اليوم في أيام النظام القديم اليوم السابع من الأسبوع أي اليوم الذي ندعوه يوم السبت بلغتنا العربية. أما في أيام النظام الجديد فإن يوم الأحد، اليوم الأول في الأسبوع المدعو أيضاً بلغة الكتاب بيوم الرب. ثانياً: إن يوم الراحة الأسبوعي (أي يوم الأحد) هو رمز للراحة الروحية التي ينعم بها المؤمنون في هذا اليوم الذي هو يوم الرب بصورة خاصة وبناء على أمره تمجّد اسمه، علي كمؤمن أن أتفرغ لعبادة الله وللامتلاء بالأمور الروحية. وإن ذاك يعمل في الله بواسطة روحه القدوس على تنفيذ تدبيره لحياتي ولمجد اسمه القدوس فيوم الرب إذن هو صورة لملكوت الله. فعندما أستريح من أعمالي ومشاغلي الخاصة إنما أكون متمتعاً منذ الآن بتلك الراحة الروحية الفريدة التي سأنعم بها بصورة تامة وكاملة متى جاء ملكوت الله المجيد في اليوم الأخير. ولذلك يجدر بي كمؤمن أن أحيا هذا اليوم أي يوم الراحة الأسبوعي في فرح الرب يسوع المسيح وفي الشكر والامتنان لله تعالى محاولاً بصورة جدية أن تكون سائر أيام الأسبوع تحت تأثير الرياضة الروحية التي أمارسها في يوم الرب. ومن المهم جداً أن يلعب الرجاء المسيحي الحيّ دوراً هاماً في حياة كل مؤمن وهذا الرجاء يتطلع إلى المستقبل، إلى يوم عودة المسيح إلى العالم وتأسيس ملكوته المجيد وتنعّم المؤمنين أجمعين بيوم الراحة الأبدي في ملكوت الله الأبدي. ونلاحظ أن كاتب الرسالة إلى العبرانيين شدّد على أهمية يوم الراحة الحالي وكذلك على الراحة الأبدية التي سينعم بها أهل الإيمان في الدهر الآتي عندما كتب في الفصل الرابع من رسالته قائلاً ومحذّراً: "فلنخف أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته يُرى أحد منكم أنه قد خاب منه. لأننا نحن قد بُشرنا كما أولئك ولكن لم تنفع كلمة الخبر أولئك (أي بني إسرائيل في أيام موسى) إذ لم تكن ممتزجة بالإيمان في الذين سمعوا. لأننا نحن المؤمنين ندخل الراحة كما قال: حتى أقسمتُ في غضبي لن يدخلوا راحتي، مع كون الأعمال قد أكملت منذ تأسيس العالم. لأنه قال في موضع عن السابع هكذا: واستراح الله في اليوم السابع من جميع أعماله. وفي هذا أيضاً: لن يدخلوا راحتي. فإذ بقي أن قوماً يدخلوها والذين بُشروا أولاً لم يدخلوا لسبب العصيان، يُعين أيضاً يوم قائلاً في داود (أي المزامير): اليوم بعد زمان هذا مقداره كما قيل، اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم. لأنه لو كان يشوع قد أراحهم لما تكلم بعد ذلك عن يوم آخر. إذاً بقيت راحةٌ لشعب الله. لأن الذي دخل راحته استراح هو أيضاً من أعماله كما الله من أعماله. فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة لئلا يسقط أحد في عبرة العصيان هذه عينها. لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته. وليست خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا" (1- 13). فمن البديهي إذن أن كل من يود التنعم براحة الله الأبدية في الدهر الآتي عليه أن يكون من المؤمنين بالله ومن العاملين بأوامره وهذا يعني أنه من واجب كل إنسان أن يؤمن بالمسيح يسوع ناظراً إليه كالمخلّص والمنقذ الوحيد من سلطة الخطية والشر والموت. والشيء الوحيد الذي يحرم الإنسان من الراحة الأبدية في العالم الآتي هو الخطية، الخطية التي تولّد عدم الإيمان وعدم الطاعة، الخطية التي تولّد العصيان كما حدث في أيام موسى النبي. وكذلك من البديهي أن يود كل مؤمن اختبر خلاص الرب أن يقدّس يوم الراحة الأسبوعي ناظراً إلى هذا اليوم كرمز حي للراحة الأبدية الموعودة في إنجيل الله. |
||||
20 - 07 - 2015, 05:35 PM | رقم المشاركة : ( 8524 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوصية الخامسة: إكرام الوالدين عندما أعطى الله الوصايا العشر لعبده موسى كتبها تعالى على لوحي حجر في اللوح الأول كتب الوصايا الأربعة الأولى وفي اللوح الثاني كتب الوصايا الستة الباقية. وقد انتهينا في درسنا السابق من دراستنا للوصية الرابعة وبذلك نكون قد انتهينا من دراستنا لوصايا اللوح الأول التي تنظم علاقتنا بالله خالقنا وفادينا ومجددنا. أما في وصايا اللوح الثاني فإننا نأتي للكلام عن الوصايا التي تنظم علاقتنا مع بعضنا البعض ضمن نطاق الأسرة والمجتمع البشري الذي يضعنا الله فيه. ولكننا عندما نقول بأن الوصايا الستة المكتوبة على اللوح الثاني تنظم علاقة الإنسان بالإنسان فإننا لا نكون قائلين بأنها بدون علاقة بالله. الله هو معطي الوصايا العشر بأسرها وبلوحيها وهو الذي يسن القوانين والشرائع التي تنظم حياة الإنسان الدينية التي لها علاقة بكل ما في الحياة. فلنذكر جيداً ونحن نبدأ الآن بدراستنا للوصية الخامسة أن هذه هي وصية الله وأن الله هو الذي يأمرنا في جميع وصايا اللوح الثاني بأن نظهر محبتنا لقريبنا بصورة عملية وواقعية. هذا هو نص الوصية الخامسة التي أعطاها الله لموسى: "أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك". وعندما ننظر إلى تعاليم هذه الوصية حسب ضوء سائر تعاليم الكتاب المقدس فإننا نستنتج ما يلي: أولاً: يأمرني الله بأن أُظهر إكرامي ومحبتي وطاعتي لوالدي ولسائر الذين وضعهم الله في مكان السلطة وبذلك اعترف بسلطة الله على سائر نواحي حياتي. فمن المهم جداً أن أرى سلطة الله في سلطة الوالدين وسائر السلطات الأخرى كالسلطات المدرسية والحكومية وغيرها لأن الله خالق الكون وباريه يعطي الوالدين وغيرهم هذه السلطات ليمارسوها وكمنتدبين من قبله لأن الحياة لا يمكن أن تزدهر بدون وجود النظام في حياة الأفراد والجماعات. طبعاً الوالدون هم أول سلطة منتدبة في هذه الحياة. ففي نطاق الأسرة البشرية- حسب تكوينها من قبل الله- يجد الإنسان جو المحبة والنظام والسلام والوئام وكل ما ترنو إليه النفس البشرية للنمو والازدهار. الله هو موجد نظام الأسرة البشرية وكل ما يهدد الكيان العائلي إنما يكون مهدداً لنظام الله في العالم. ونظراً لوجود الخطية والشر في العالم نرى أن حياة الأسرة البشرية الواقعية هي بعيدة كل البعد عن المثل العليا التي أوجدها الله لتسيير حياة الأسرة. ألم تحدث أول جريمة مروعة في دنيانا هذه عندما قتل قايين أخاه هابيل؟ ولكن الخلاص من الخطية والشر الذي يتم بواسطة المسيح يسوع يظهر بصورة كبيرة ضمن نطاق الأسرة لأن مبادئ الإنجيل التحريرية متى طبقت في حياة العائلة ترجع إليها ذلك النظام والسلام اللذين فقدا في الخطية. ثانياً: بما أن الإنسان لا يحيا فقط ضمن نطاق الأسرة بل في المجتمع البشري وبما أن هذا المجتمع نراه منظماً بصورة كبيرة ضمن نطاق الدولة الحديثة فإننا نقول استناداً أيضاً على تعاليم الكتاب أن إطاعة الوالدين التي يأمرنا الله بأن نظهرها في حياتنا يجب أن تمتد إلى سائر الدوائر الحياتية التي نعيش فيها. وهذا يعني مثلاً أنه من واجب الطلاب أن يطيعوا ويحترموا ويكرموا معلميهم وكذلك من واجب المواطنين أن يطيعوا ويحترموا ويكرموا السلطات الحكومية التي تسعى لخير ورفاهية الجميع، لأن جميع هذه الأنظمة التي نجدها في دنيانا هي أنظمة جاءت إلى الوجود نظراً لمشيئة الله لأن الله إله نظام وترتيب وخير وبركة لا إله تشويش وفوضوية. ثالثاً: وبناء على المبدأ الذي نستقيه من الكتاب والذي نطبقه على تفسير الوصايا العشر والذي كنا قد لخصناه في درس سابق بقولنا أن الله عندما يأمرنا بشيء إنما يحرم علينا عكسه وإنه تعالى عندما ينهانا عن شيء إنما يأمرنا بعكسه نقول أن الله يحرّم علينا إهمال الوالدين أو عدم إكرامهم لاسيما أثناء شيخوختهم. وهو كذلك ينهانا عن أي عمل ضار بسمعة أو سلطة أولئك الذين أوجدهم ليهتموا بحياتنا الاجتماعية والوطنية. رابعاً: نلاحظ في نص الوصية الخامسة أن الله تعالى أرفق هذه الوصية بوعد صريح بأنه يُطيل أيام حافظي هذه الوصية على الأرض. وهنا قد نلاقي بعض الصعوبة فنقول: نحن نعرف بعض الأولاد المطيعين والذين ماتوا في أيام الفتوة بينما هناك أولاد أشرار عاشوا مدة طويلة فكيف نفسر قول الرب في الوصية الخامسة أي وعده بإطالة حياة حافظي وصية؟ الجواب الكتابي هو أن الله يعمل كل شيء من أجل خير المؤمنين به وهو لذلك قد يأخذ من هذه الحياة بعض الشبان والشابات الأتقياء وينقلهم إلى حياة النعيم والراحة الأبدية، ولذلك ليس بدليل على عدم محبته لهم أو على عدم حفظهم لروح ونص وصية الله الخامسة. أما بخصوص أولئك الذين يعيشون حياة التمرد على الوالدين وعلى سائر السلطات الكائنة بمشيئة الله والذين لا يؤخذون من هذه الحياة أثناء تمردهم فإن ذلك لدليل على طول أناة الرب ورحمته لأنه لا يرغب بموت الخاطئ ولا يُسر بذلك بل إنما يتأنى على الجميع ليقبلوا إلى معرفة الحق ويصلحوا حياتهم بما في ذلك موقفهم من الوالدين ومن سائر السلطات البشرية التي تنظم حياة المجتمع. فالقاعدة العامة التي يعطينا إياها الرب إلهنا في الوصية الخامسة هي أننا عندما نطيعه بإكرام والدينا وسائر الذين انتدبهم ليكونوا معتنين بحياتنا الاجتماعية والوطنية يباركنا تعالى بحياة طويلة. |
||||
20 - 07 - 2015, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 8525 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طهارة الجسد والنفس عندما أعطانا الله تعالى الوصايا العشر كانت غايته أن يظهر لنا الطريق الذي يجب أن نسير عليه إن كنا بالحقيقة راغبين في تكييف حياتنا بمقتضى إرادته السنية. ومع أن الناس يعيشون في هذه الدنيا وهم مثقلون بالخطايا والذنوب وعاجزون عن المعيشة حسب الوصايا الإلهية إلا أن ذلك لا يعني أن الله عليه أن يتراجع عن وصاياه أو أن الإنسان يستطيع أن يتنصل من المسؤولية الملقاة على عاتقه كمخلوق عاقل. فعجز الإنسان عن الحياة حسب الوصايا العشر لا يعود إلى الله بل إلى الإنسان الذي ثار على الله في بدء التاريخ وجلب على حياته الشقاء والتعاسة. وقد أصبحت الوصايا الإلهية تعمل على إظهار طبيعة الداء الوبيل الذي ألمّ بالإنسان وتدفعه إلى اللجوء إلى الله لينال منه الخلاص والانعتاق من داء الخطية. وحتى بعد أن يختبر الإنسان الخلاص عليه أن ينظر إلى الوصايا الإلهية كدليل للحياة لأنها من صلبها لا تتغير على مدى الأجيال لأنها إنما تعبر عن إرادة الله المختصة بحياة الإنسان. وإن ظن البعض بأن هذه الوصايا تضع حدوداً كثيرة حول حياة الإنسان أو أنها تضيق من نطاق الحياة فإن ذلك يعود إلى سوء فهم كبير لغاية الوصايا التي هي قوانين سنها الله لتكييف حياة الإنسان وتؤول إلى خيره الزمني والأبدي. ومع أن الناس لا يفكرون ولا إلى لحظة بأن يثوروا مثلاً على قانون الجاذبية إلا أن الكثيرين يثورون على قوانين الحياة الأخلاقية الواردة في وصايا الله العشر. من المهم بأن نذّكر القراء الكرام بهذا الأمر ونحن لازلنا نقوم بدراستنا لوصايا اللوح الثاني من الوصايا العشر أي تلك التي تنظم حياة الإنسان الاجتماعية. وهذا هو نص الوصية السابعة: لا تزنِ. ماذا يطلب منا في هذه الوصية؟ يطلب منا الله أن نكره كل ما هو غير طاهر كل ما هو دنس أو مخالف لروح العفة إن كان بالفكر أو القول أو الفعل. ونحن عندما نشرع بتفسير هذه الوصية متكلين على سائر تعاليم الكتاب المقدس نرى أن الله لا يكتفي بأن يحرّم فعل الزنى فقط بل كل ما يؤول إلى ارتكاب هذه الخطية الشنيعة أو خرق روح الطهارة والعفة. فإنه يجب ألا يغرب عن بالنا بأن الله روح وأنه يعلم بكل ما يدور في قلب الإنسان من أفكار رديئة وهو لذلك يود منا (وهو ينهانا عن الزنى في الوصية السابعة) أن نبعد عن أنفسنا الأسباب البعيدة لهذه الخطية. وهذه الأسباب إنما هي الأفكار الرديئة والكتب أو المجلات الخلاعية أو الأقوال المشحونة بالألفاظ الرديئة وأي شيء يؤدي الإنسان إلى الانحراف عن طريق العفة والطهارة. وعندما ندرس كتاب الله بتمعن نرى كيف أن شعب الله في سائر العصور والأصقاع يحذرون من مغبة السقوط في خطية الزنى تلك الخطية التي تكون علامة مميزة لسائر الشعوب الوثنية التي كانت في أيام الأنبياء والرسل تقترف الخطايا الشنيعة وتجعلها جزءاً من العبادة الوثنية. ولذلك فإن طابع شعب الله المميز يجب أن يكون الطهارة والقداسة ولاسيما في مضمار الحياة الجنسية. وهذه بعض التعاليم التي نستقيها من الكتاب المقدس بخصوص روح ونص الوصية السابعة: قال السيد المسيح في العظة المعروفة بالعظة على الجبل: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تزن. وأما أنا فأقول لكم: إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه. فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك، لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يُلقى جسدك كله في جهنم. وإن كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها وألقها عنك، لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. "وقيل: من طلّق امرأته (إلا لعلة الزنى) يجعلها تزني، ومن يتزوج مطلّقة يزني" (27- 31) وناشد الرسول بولس أهل الإيمان في مدينة تسالونيكي قائلاً عن موضوعنا هذا: "فمن ثم أيها الأخوة نسألكم ونطلب إليكم في الرب يسوع أنكم كما تسلّمتم منا كيف يجب أن تسلكوا وترضوا الله، تزدادون أكثر، لأنكم تعلمون أية وصايا أعطيناكم بالرب يسوع، لأن هذه هي إرادة الله: قداستكم، أن تمتنعوا عن الزنا، أن يعرف كل واحد منكم أن يقتاني إناءه بقداسة وكرامة لا في هوى شهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله" (الرسالة الأولى إلى أهل تسالونيكي4: 1- 5) وكتب الرسول أيضاً عن موضوعنا هذا في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس قائلاً: "ولكن الجسد ليس للزنا بل للرب والرب للجسد، والله قد أقام الرب وسيقيمنا نحن أيضاً بقوته. ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح؟ أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية؟ حاشا. أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد، لأنه يقول: يكون الاثنان جسداً واحداً. وأما من التصق بالرب فهو روح واحد. "هربوا من الزنا. كل خطية يفعلها الإنسان هي خارجة عن الجسد، لكن الزنى يخطئ إلى جسده. أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم؟ لأنكم قد اشتريتم بثمن، فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (6: 13ب- 20). كلمة الله صريحة للغاية فيما يتعلق بحياة الطهارة والعفة ولذلك يجدر بكل من يُسمي نفسه مؤمناً أن يظهر إيمانه بحياة متجانسة مع تعاليم الكلمة، ومن يرى نفسه في عبودية هذه الخطية أو غيرها من الخطايا المخالفة لوصايا الله فعليه بالتوبة والإيمان بالمخلص المسيح الذي يعطينا الغلبة على سائر المعاصي والآثام بما فيها الخطايا المحرّمة في الوصية السابعة. |
||||
20 - 07 - 2015, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 8526 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوصية الثامنة: صيانة مقتنيات الآخرين عندما ابتدأنا بدراستنا لوصايا اللوح الثاني من وصايا الله العشر ذكرنا أن هذه تنظم حياة الإنسان الاجتماعية. وهكذا ذكرنا أن الوصية الخامسة تأمرنا باحترام الوالدين وسائر الذين وضعهم الله في مناصب ذات سلطات معينة كالسلطات المدرسية والحكومية، وذكرنا أيضاً أن الوصية السادسة تأمرنا باحترام وصيانة حياة الآخرين، أما الوصية السابعة فإنها تأمرنا بأن نكون طاهرين جسدياً وروحياً في حياتنا الجنسية. والوصية الثامنة تنظم حياتنا الاقتصادية وتختص بصيانة مقتنيات الآخرين. كل هذه الوصايا هي ذات أهمية قصوى في أي مجتمع بشري لأننا خلقنا من قِبل الله ولحياتنا قوانين وأنظمة يتوجب السير عليها. وأما ما يؤول إلى سن هذه الوصايا بقالب سلبي فهو أننا نحن البشر أصبحنا خطاة وأثمة عندما ثار أبونا آدم على الله فسقط في الخطية وجلب على نفسه وعلى نسله الشقاء والدمار والعبودية الروحية الغاشمة. ولكن وجود الوصايا الإلهية بقالب سلبي لا يعني أن هذه الوصايا هي في صلبها سلبية، كلا إنها إيجابية بنّاءة ومفيدة وضرورية للحياة. وهذا هو نص الوصية الثامنة: لا تسرق. أولاً: ينهانا الله في هذه الوصية ليس فقط عن السرقة حسب مفهومها الاعتيادي والتي يعاقب عليها الإنسان من قِبل السلطات الحكومية، بل ينهانا أيضاً عن كل ما له علاقة بسلب الآخرين لمقتنياتهم الخاصة وما يؤول إلى معيشتهم المادية. وهذا يعني بصورة عملية أن الله تعالى إنما ينهانا عن اللجوء إلى أية طرق يُراد منها سلب قريبي الإنسان ما هو له وما هو بحاجة إليه في حياته اليومية. يأمرنا الله بألا نلجأ إلى استعمال الموازين المغشوشة أو المقاييس الخادعة أو المنتوجات غير الصالحة. كل ما يسلب الآخرين حقهم في الحياة الهنيئة، كل ما يسلب الآخرين قوتهم اليومي، كل ما يسلب الآخرين ثمر أتعابهم، محرّم من الله في الوصية الثامنة. لأن الله خلقنا جميعاً وأوجدنا على هذه الأرض لنحيا كما يليق بنا كتاج المخلوقات ومن سلب الإنسان حقه في الحياة إنما يضع نفسه كمحارب لله ولمشيئته المقدسة. فالله تعالى هو المالك المطلق لكل ما في الأرض وهو الذي ينتظر منا أن نسلك بنـزاهة مهتمين بصيانة حقوق ومقتنيات الآخرين مبتعدين كل البعد عن السرقة والسلب أو أي شيء يحرم الناس من التنعم بحياة هنيئة. فنحن لا نملك أي شيء بصورة مطلقة بل إنما يوكلنا الله على بعض كنوز هذه الدنيا لننعم بها لا بروح الأنانية بل روح المحبة للقريب. وهذه بعض الآيات الكتابية المتعلقة بموضوعنا: كتب صاحب الرسالة إلى العبرانيين قائلاً: "لتكن سيرتكم خالية من محبة المال. كونوا مكتفين بما عندكم لأنه (أي الله تعالى) قال: لا أهملك ولا أتركك. حتى أننا نقول واثقين: الرب معين لي فلا أخاف. ماذا يصنع بي إنسان؟" (13: 5و 6). وقال الله بواسطة عبده موسى النبي في سفر التثنية عن موضوعنا هذا: "لا يكن لك في كيسك أوزان مختلفة كبيرة وصغيرة. لا يكن لك في بيتك مكاييل مختلفة كبيرة وصغيرة. وزن صحيح وحق يكون لك ومكيال صحيح وحق يكون لك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك. لأن كل من عمل ذلك، كل من عمل غشاً مكروه لدى الرب إلهك" (25: 13- 16). ثانياً: نتعلم من الكتاب المقدس أيضاً بأنه علينا عدم الاكتفاء بالقول: إننا لا نسلب حقوق الآخرين ولا نغشهم في معاملاتنا التجارية. هذا غير كاف لأن الله إنما يتطلب منا موقفاً إيجابياً تجاه جميع الوصايا المعطاة بقالب سلبي ولاسيما تجاه الوصية الثامنة. ولذلك فإننا إنما تكلمنا عنها في عنوان درسنا كوصية صيانة مقتنيات الآخرين. وهكذا بعد أن انتهينا من الكلام عن الأمور المحرمة علينا الآن أن نأتي على ذكر الأمور التي تطلب منا في نطاق حفظ الوصية الثامنة. يطلب منا الله أن نساعد قريبنا الإنسان على تحصيل معيشته بأن نعطيه حقه التام في جميع علاقاتنا الاقتصادية والتجارية والمالية. إنه يطلب منا أن نعامل الآخرين حسب قانون القاعدة الذهبية أي أن نعاملهم- اقتصادياً كما في نواحي الحياة الأخرى- كما نود منهم أن يعاملونا. وعندما نضع هذا نصب أعيننا وعندما نذكر أنفسنا بأن الله وحده هو المالك المطلق لكنوز هذه الدنيا وأننا نعمل كوكلاء له على الكنوز التي أؤتمنا عليها، فإذ ذاك نعطي كلاً حقه ونسعى بأن يكون لكل إنسان الإمكانية بأن يحصّل معيشة شريفة. وإذا ما وقع قريبنا الإنسان في الضيق أو الفقر فمن واجبنا أن نساعده ونظهر الشفقة والرحمة بصورة عملية. وما يطلب الله من الجميع يطلبه بصورة خاصة من المؤمنين الذين اختبروا خلاصه وذلك بأن يظهروا حيوية وحقيقة إيمانهم بحياة النـزاهة في أمور المال والمحبة والمساعدة الأخوية للذين سقطوا في حالة الفقر، لأن الإيمان الحقيقي الفعال إنما يظهر في الحياة اليومية. |
||||
20 - 07 - 2015, 05:57 PM | رقم المشاركة : ( 8527 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوصية التاسعة: صيت الآخرين كما كررنا مراراً أثناء دراستنا لوصايا اللوح الثاني من الوصايا العشر، هذه الكلمات الإلهية تنظم حياتنا الاجتماعية لأنها تطلب منا أن نحيا مع بعضنا البعض وبمقتضى التعليمات الإلهية المعطاة لنا والتي هي لصالح البشرية جمعاء. ولكنه بما أن الخطية أدخلت الشر والتشويش على حياة البشرية جمعاء فإننا نرى الوصايا الإلهية قد صيغت في كثير من الأحيان في قالب سلبي وذلك لإعطائنا الأوامر الإلهية التي تحرّم علينا التعدي على روح الوصايا ذلك التعدي الذي نميل إلى ارتكابه بصورة دائمة. والخطية التي ولدت في ثورة الإنسان وعصيانه على كلمة الله إنما تولّد ثورة دائمة على جميع تعاليم ووصايا الله ليس فقط في موضوع علاقاتنا معه تعالى كخالقنا والمعتني بنا بل أيضاً توجد الخطية ثورة مستمرة ضمن علاقاتنا الاجتماعية أي بين الإنسان وقريبه الإنسان. وهكذا عندما نأتي إلى دراسة الوصية التاسعة التي تنظم علاقاتنا من أقربائنا بني البشر في نطاق سمعتهم وصيتهم فإننا نرى أن الله يذكر أسوأ تعدي على روح هذه الوصية عندما يحرّم علينا الطعن في صيت قريبنا قائلاً: "لا تشهد على قريبك شهادة زور". وسنأتي إلى تفحّص تعاليم هذه الوصية مستقين معلوماتنا التفسيرية من جميع أقسام الوحي الإلهي: أولاً: ينهانا الله عن قول أية كلمة تكون مضرة بصيت أو سمعة الآخرين، وخاصة يحرّم علينا الله بأن نعطي شهادة زور ضد أقربائنا بني البشر. لأن كل ما هو مخالف للصدق والحق، كل ما هو من الكذب إنما هو من الشرير الذي كذب على الإنسان منذ البدء وقاده للتمرد على الوصية الإلهية. يحب الله الحق وبما أنه تعالى مصدر الحق وكل شيء منطبق على الحق فإنه يطلب منا بأن نمتنع عن التفوه بما هو مخالف للحق ولاسيما فيما يتعلق بسمعة وصيت الآخرين. ومن المهم أن نلاحظ أن لهذه الوصية علاقة بسائر الوصايا الأخرى وأن الذي يرتكب الخطية التي تنهانا عنها الوصية التاسعة يمهد لنفسه السبيل لارتكاب الخطايا الأخرى، الخطايا الموجهة ضد الإيمان القويم وكذلك ضد الحياة المبنية على ذلك الإيمان. فمن يتعدى على سمعة الآخرين ويسلبهم صيتهم الحسن يعمل على نشر الكذب والضلال ومن وقع في شراك نقل الكذب ونشره يعرّض نفسه أيضاً للوقوع في الضلال فيما يتعلّق بالمعرفة المتعلقة بالله وبعبادته. وبكلمة أخرى من سار على طريق كسر الوصية التاسعة يعرّض نفسه لكسر الوصية الأولى والثانية والثالثة. وإن كنا قد وصلنا إلى هذه الحالة المحزنة فإن حياتنا الروحية تكون مصابة بداء الشلل الروحي الذي لا خلاص منه إلاّ بقوة المسيح الفدائية. وبينما يستطيع الإنسان أحياناً أن يعوض على الآخرين ما قد سلبهم إياه- إن كان قد سلبهم أموراً مادية- فإنه من المتعذّر على الإنسان أن يعوض على الآخرين سمعتهم الجيدة إن كان قد سلبهم إياها. وبما أنه يسهل ارتكاب الخطايا المحرمة في الوصية التاسعة نظراً لكون هذه الخطايا خطايا اللسان، فإنه يتوجب علينا جميعاً أن نكون على حذر لئلا نكون من الذين يتعدون على الوصية التاسعة بدون انتباه أو تفكير. فجميع الوصايا هي من مصدر إلهي وجميع الخطايا المرتكبة ضدها هي خطايا مكروهة من قبل الرب إلهنا. وعلاوة على ما تقدّم يجدر بنا أن نتذكر أن الله عندما ينهانا عن التفوه بشهادة زور ضد أقربائنا بني البشر إنما يأمرنا بأن نتكلم بالصدق وأن نعمل على صيانة صيت وسمعة الناس لأننا بذلك إنما نُظهر بصورة لا مجال فيها للشك بأننا نحبهم محبة حقيقية، تلك المحبة التي تلخص الوصايا الإلهية وتكملها. وهكذا كما لاحظنا أثناء دراستنا للوصايا السابقة هناك وجه إيجابي لهذه الوصية أيضاً ذلك الوجه الذي يعطينا مجالاً واسعاً للعمل على رفع شأن الآخرين. لا يكفي للإنسان أن يمتنع عن الشر بل من واجب كل بشري أن يقوم بصنع الخير. وهذه بعض الآيات الكتابية التي تتعلق بموضوع الوصية التاسعة: قال الرب يسوع المسيح: "لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكماً عادلاً" (الإنجيل حسب يوحنا 7: 24). "فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم، ولا تدينوا فلا تدانوا، لا تقضوا على أحد فلا يُقضى عليكم، اغفروا يُغفر لكم، أعطوا تُعطوا. كيلا جيداً ملبداً مهزوزاً فائضاً يُعطون في أحضانكم، لأنه بنفس الكيل الذي به تكيلون يُكال لكم" (الإنجيل حسب لوقا6: 36- 38). وقال الرسول بولس عن موضوعنا هذا: "إذ لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويُظهر آراء القلوب، وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله" (الرسالة الأولى إلى كورنثوس4: 5) "لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه لأننا بعضنا أعضاء البعض... لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم بل كل ما كان صالحاً للبنيان حسب الحاجة كي يُعطي نعمة للسامعين ولا تُحزنوا روح الله القدوس الذي به خُتمتم ليوم الفداء. ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح" (الرسالة إلى أهل أفسس4: 25و 29- 32) |
||||
20 - 07 - 2015, 05:58 PM | رقم المشاركة : ( 8528 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوصية العاشرة: أفكارنا الخفية لقد وصلنا الآن في دراستنا للوصايا العشر إلى الوصية الأخيرة وهي: "لا تشته بيت قريبك. لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئاً مما لقريبك". قد يخال لنا ونحن نقوم بدراستنا لوصايا الله العشر أن الوصايا التي تنظم حياتنا الاجتماعية كانت تتعلق بأعمالنا فقط فعندما يقول لنا في شريعته: لا تقتل. لا تزن. لا تسرق. لا تشهد على قريبك شهادة زور." قد يظهر لنا بأن الله يحرّم الأعمال الشريرة فقط. ولكننا لاحظنا أثناء دراستنا لهذه الوصايا أن الأعمال والأقوال والأفكار وكل ما يؤول إلى التعدي على هذه الوصايا إنما كان ولا يزال محرّماً على الإنسان وعندما نأتي إلى الوصية العاشرة نلاحظ تواً أن الله تعالى أعطانا وصية معينة تظهر ذلك بصورة واضحة لا مجال فيها للشك. ففي الوصية العاشرة يطلب منا الله بأن لا نعطي مجالاً لأية فكرة أو رغبة مخالفة لروح ونص وصيته المقدسة. لأن الأعمال الرديئة والأقوال الشريرة وكل الخطايا الظاهرة للعيان لا تحدث بصورة عفوية بل إنما تظهر نظراً لوجود الشر في قلب الإنسان. القلب هو منبع الشرور والمعاصي والخطايا ولذلك يشير الله في وصيته العاشرة إلى ذلك المصدر قائلاً لكل منا: لا تشته. فالشهوة الجامحة إنما تحدث في عقل وقلب الإنسان ولا يراها أحد إلا الله والإنسان الذي يشتهي. وعندما يقول لنا الله: لا تشته، فإنه إنما يلفت أنظارنا إلى كون وصاياه وصايا روحية وإلى أنه تعالى روح وهو لذلك يعلم بكل ما يحدث في قلوبنا وبكل ما يجول في أفكارنا. فالخطية إذن ليست مسألة سطحية يقدر الإنسان بأن يتغلب عليها بواسطة جهوده أو قواه الخاصة، الخطية كامنة في صُلب حياة الإنسان في قلبه وعقله وسائر نواحي حياته. لو كان قلب الإنسان نقياً وطاهراً لما ولدت الشهوة الجامحة في حياته ولما فكّر بالتعدي على وصايا الله التي هي نواميس الحياة. لكن قلب الإنسان مشحون بالخطايا والذنوب والآثام- وإن كان الإنسان لا يُقر بذلك في كثير من الأحيان- ولذلك يذّكره الله في الوصية العاشرة بواجبه بألا يشته. ونلاحظ في هذه الوصية علاقة وثيقة بالوصايا الأخرى. مثلاً عندما يُحرّم الله على الإنسان بأن يشتهي بيت قريبه فهو يشير إلى أن الشهوة لما هو في بيت القريب إنما تولّد التعدي على وصايا أخرى، تلك الوصايا التي تنظم حياة الإنسان في المجتمع وعلاقته مع أقربائه بني البشر. وعندما يقول الله: لا تشته امرأة قريبك فهو يشير إلى أن خطية الزنى إنما تبدأ بالشهوة، وعندما يحرّم الله علينا أن نشتهي مقتنيات القريب فهو يعلمنا بأن خطية السرقة إنما ولدت في تلك الشهوة. وبالفعل نقول أن الوصية العاشرة لها علاقة وثيقة بجميع الوصايا الأخرى حتى تلك التي وردت في اللوح الأول والتي تنظم علاقتنا مع الله بارينا. ويواجه الإنسان موضوع الوصية العاشرة في كل يوم من حياته وذلك لأنه إن كان يجد أن ارتكاب الخطايا المحرّمة في الوصايا الأخرى أمر يعاقب عليه من قبل السلطان الحكومية، فإن ترك العنان لنفس الإنسان بأن تشتهي كل ما هو للقريب هو أمر خفي لا يعلم به إلا الله، ونظراً لطبيعة الإنسان الخاطئة يسهل جداً للإنسان بأن يترك لنفسه العنان لارتكاب الخطايا التي تأتي تحت موضوع الشهوة. وبما أن الوصايا الإلهية إنما تعمل على إظهار فقرنا الروحي المدقع وبما أنها تعمل على إرسالنا إلى خارج أنفسنا للحصول على الحرية الروحية التي نحن بحاجة إليها فإنه يجدر بنا ونحن نبحث في موضوع الوصية العاشرة وأفكارنا الخفية الشريرة، أن نسأل أنفسنا: كيف نقدر أن نحصل على الخلاص من حالتنا الروحية المحزنة؟ الجواب هو: الخلاص ممكن، بل الخلاص أكيد بواسطة السيد يسوع المسيح. فعندما نبحث في موضوع الشهوة لا بد لنا من الإقرار بأن الشهوة إنما تدل على وجود فراغ كبير وهائل ضمن حياة الإنسان. لو لم يكن هناك فراغ في حياة الإنسان، لو لم تكن هناك حالة روحية محزنة، لما كان الإنسان يشعر بحاجة إلى أمور ليست في حوزته. وجود الشهوة الدائمة لأمور عديدة لدليل على أن الإنسان بحاجة إلى من يملأه، والفراغ الروحي لا يذهب إن لم يحدث هناك امتلاء روحي شامل. الرب يسوع المسيح هو الذي يعطينا ذلك الامتلاء الروحي الذي يطرد الفراغ الروحي من حياتنا. وكل ما كان مثل السراب الخادع، كل ما كان وهماً نتعلّق به وكأنه الحقيقة يذهب ويتلاشى عندما يأتي المسيح يسوع إلى حياتنا ويعطينا الحياة الممتلئة بالنعمة والقوة الروحية التي تساعدنا على التغلب على جميع الخطايا التي يرد ذكرها في الوصية العاشرة. ودراستنا هذه لوصايا الله العشر تكون قد ساعدتنا جميعاً إن رأينا أن الغاية من إعطائها هي أن نأتي جميعاً إلى المسيح يسوع ونعترف أمامه بفشلنا التام في العيش بمقتضى وصايا الله ونطلب منه أن يحررّنا من ربقة ولعنة الخطية ويعطينا المقدرة للبدء بالعيش حسب إرادة الله. وعندما نؤمن بالمسيح يسوع إيماناً قلبياً ونضع ثقتنا التامة بما قام به على الصليب فإننا نختبر أن الإنسان العتيق (أي طبيعتنا الساقطة) قد صُلب وأننا نختبر جدة الحياة المتحررة والظافرة. |
||||
20 - 07 - 2015, 06:06 PM | رقم المشاركة : ( 8529 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صابرين فى الضيق ††† فضيلة الصبر " الذى يصبر إلى المنتهى فهذا يخلُص " ( مت 10 : 22 ) +الصبر: من الفضائل الأمهات التى تلد بنين كثيرين : كالأحتمال ، والأنتظار بلا ملل ولا ضجر ، ويقود للإيمان . ومن ثماره : الشكر ، وتسليم المشيئة لله ، والفرح أخيراً بالنجاح ، والسلام والراحه النفسية والبدنية . + والمصدر الأساسى للصبر وطول الأناة ، هو مداومة ممارسة كل وسائط النعمة، والمشورة الحكيمة ، فيفيضالروح القدس فى النفس بثماره ، ومنها" طول الأناة " ( غل 5 : 22- 23 ) . + ويرى الآباء أن عدم الصبر ( أو التسرع ) يقود غالباً للفشل واليأس . + بينما نرى " الأمثال " تدعو للصبر للتغلب على المُحال : " دواء الزمن الصبر عليه " ، " الصبر طيب " ، " ربنا عوض صبرنا خيراً " ، " الصبر مفتاح الفرج " ، " صبرنا ونلنا " ، " الصبر مُر وآخرته حلوة " ............... الخ . + ويحثنا الرب على ضرورة الصبر ، حتى يقضى الرب الأمر ، وترتاح النفس وتخلص من الخطايا والعادات الضارة : ·" بصبركم اقتنوا ( اشتروا ) أنفسكم " ( لو 21 : 19 ) . ·" الذى يصبر إلى المنتهى ، فهذا يخلُص " ( مرقس 13 : 13 ) . ·" قد سمعتم بصبر أيوب ، ورأيتم عاقبة الرب " ( يع 5 : 11 ) . ·" إن كنتم تتألمون – عاملين الخير – فتصبرون ، فهذا ( له ) فضل ( جزاء ) عند الله ، فإن المسيح أيضاً تألم لأجلنا ( صبر على آلام الصليب ) تاركاً لنا مثالاً ، لكى تتبعوا أثر خطواته " ( 1 بط 2 : 20 – 21 ) . + ونصحنا القديس بولس بالسلوك على مثاله" فى الصبر "وقال : ·" أنا أصبر على كل شئ" ( 2 تى 2 : 10 ) ، " صابرين فى الضيق " ( رو 12 : 12 ) . ·" إنكم تحتاجون إلى الصبر " ( عب 10 : 36 ) . ويلزم التمثل بالشهداء : ·" إذ لنا سحابة من الشهود ( الشهداء ) لنُحاصر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا ، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ، الذى من أجل السرور الموضوع أمامه ، احتمل الصليب " ( عب 12 : 1 – 2 ) . + وعن بركات الصبر : ·قال القديس بولس:" إن كنا نصبر ( نحتمل أذى الأشرار ) فسنملك معه " ( 2 تى 2 : 12 ) . ·وقال داود : " انتظاراً انتظرت الرب ، فمال إلىّ ، وسمع صراخى " ( مز 40 : 1 ) . ·وقال إشعياء : " أما منتظروا الرب فيجددون قوة ، يرفعون أجنحة كالنسور " ( إش 40 : 31 ) . + وقد صبر دانيال وأصجابه الثلاثة على أذى أشرار بابل ، فأنقذهم الرب من الوحوش والنيران ، وصبر يونان حتى أنقذه الله من جوف الحوت . + وصبرت أم النور مريم فى كل مراحل حياتها ، إلى أن نالت راحتها . + وصبر المفلوج سنوات طويلة ، حتى شفاه يسوع . + وصبر الشهيد يعقوب المقطع ، حتى بقى من جسده رأسه وجزء من صدره ، وتنيح وفرح ، واستراح فى عالم المجد . + فهل نقلد ( يا أخوتى / وأخواتى ) ، كل هؤلاء السابق ذكرهم ؟! أم نستمع لصوت عدو الخير ، الداعى إلى اليأس ، وعدم الاستمرار فى حمل الصليب ، وضياع الأكليل ، والندم الدائم ، فى العالم الآخر ؟! . + ومن الواضح منطقياً ومن الحكمة العالية ، أن يستمر المرء فى سلوك طريق الكفاح – والجهاد الروحى مع النعمة – إلى آخر نسمة ، حتى ينعم أخيراً بملكوته ، وأن يثق أن الرب بجواره ، طالما صبر وشكر ، وانتظر ، حتى ولو لسنوات طويلة ، لأنه لا بُد يأتى ، ولو فى الهزيع الأخير من الليل ، أو فى أوقات اشتداد الحروب الروحية والعالمية . + والحمد لله على كل حال ، لأن إرادته صالحة لنا دائماً ( رو 8 : 28 ) ، حتى ولو بدت غير ذلك ، فى نظر المرء القاصر ، والذى لا يعلم الصالح لنفسه فعلاُ . |
||||
20 - 07 - 2015, 06:10 PM | رقم المشاركة : ( 8530 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ. متى 5 : 8 أنقياء القلب ذوو بساطة روحية تنعكس على قلوبهم فتزيدهم صفاء . فقنى القلب صاحب روح وديعة و بسيطة كالطفل , لا يستمدها من أخلاق مصطنعة , و انما هى خصال يهبها الله كطبيعة جديدة للانسان الوديع المحب الذى ارتوى من نهر نعمة الله . لذلك نسمع السيد المسيح الذى ظهر لـ"فيبى" المتنصرة, يقول لها عندما ارتبكت و اضربت من ملاحقة الذين ارادوا الفتك بها : " انظرى الى " , " انظرى الى " . لا نظرة العين , بل نظرة القلب التى حققها موسى بأمر الرب أن يصنع حية نحاسية يرفعها على صارى , حتى اذا نظر اليها الذين كانت الحيات المحرقة تلدغهم يبرأون فى الحال . و كان هذا تشبيها لما سيكون من أمر المسيح و ابليس الحية القديمة قتال الناس منذ البدء ( وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ يوحنا 3 : 14, أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. يوحنا 8 : 44 ) . فكل من نظر الى المسيح بالروح و الحق يبرأ من ملاحقة أعدائة . هكذا الذين ينظرون بقلوبهم بالروح الى المسيح , تبرأ قلوبهم من كل غش او فساد , و تتنقى و تصفو كالنور . لأن من كثرة النظر الى المسيح فى انجيلة المقدس و فى وصاياه المعزية , تستنير أعين قلوبهم و تتنقي من شوائب العالم , التى تعكر من صفاء القلب و الروح . و من كثرة النظر الى المسيح تخترق عيونهم حجب الظلمة التى تصيب القلوب من جراء سماع قباحات العالم و النظر اليها فى ما يسمى بالتلفزيون و الصور الخارجة عن حدود الادب , التى تسد منافذ النعمة و تعمى عيون القديسين . فنقاوة القلب فى هذه الايام بضاعة نادرة , لا يهنأ بها الا الذين ضاموا عن الدنيا و مباهجها . فطوبى لاولائك الاحبة الذين أخرجوا هذه التلفزيونات من بيوتهم , و هيأوا للمختارين فرص القداسة رحمة بمستقبلهم العتيد ان يكون . أعرف سيدة نبيلة تحسب من القديسات , ظلت تترجى زوجها أن يتخلص من التلفزيون الذى يلهى الاولاد عن الله و الطهارة و الدراسة ايضا . و أخيرا استجاب لها , و أخذ التلفزيون و نزل من البيت و وضعة على الرصيف , و وقف هو و زوجتة يترقبون مصيرة . و لكن مر علية كثيرون و هم مستغربون الامر , و أخيرا جاء انسان و التقط التلفزيون و جرى و هو يبتفت وراءه .فما كام من السيدة النبيلة الا ان صفقت بيديها و شكرت الله و زوجها , و عاشت الاسره فى خوف الله و تربى الاولاد عى التقوى . يا ليت اولاد الله يسمعوننى اليوم و يتخلصون من هذا الوباء الاخلاقى, الذى يفسدالنفوس و القلوب . و ان كانت الاسرة لم تشتر بعد هذه المسيبة , فياليتها لا تشترى بيديها خراب أخلاق الاولاد , بل و ربما الكبار أيضا . فالعالم اليوم و صاحب هذا العالم دخل كل البيوت , و أفسد قلوب النشء الذين هم ذخيرة الكنيسة , و فقدوا نصيبهم فى ميراث المسيح و شركتة السعيدة . و يكفى جدا رجاء المسيح , أن طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله . فهل نعاين التلفزيون بعد أو نعاين الله ؟ احكموا انت حكما عادلا و لا تخيبوا ظن المسيح فيكم , فتحكموا على انفسكم بالحرمان من ملكوت الله و معاينة الحياة الابدية فى ملك الله السعيد |
||||