منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 07 - 2015, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 8501 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الكنيسة المسيحية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بعد أن نعترف بإيماننا بالله الواحد المثلث الأقانيم الآب والابن والروح القدس نأتي إلى اعترافنا في قانون الإيمان المسيحي بالكنيسة المسيحية، فنقول: أومن أو اعترف بكنيسة واحدة جامعة مقدسة ورسولية. وعلينا أن نذكر توا أن الروح القدس هو الذي يوجِد الكنيسة المسيحية إلى الله، وبدون عمل الله الخاص لما كانت هناك كنيسة. لِنبقي هذا الأمر في عقولنا ونحن نبحث في موضوع الكنيسة المسيحية لئلا نتصور بأنها مؤسسة ذات طابع بشري محض.
ما هي الكنيسة المسيحية أو الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة والرسولية حسب قانون الإيمان؟ إن الكنيسة هي جماعة المؤمنين والمؤمنات بالمسيح يسوع في سائر بلدان العالم وفي جميع أجيال التاريخ منذ بدء العالم إلى نهايته. إن المسيح يسوع ذاته هو الذي يَجْمعُهم أي يجمع المؤمنين ويعترف بهم كخاصته ويقودهم إلى الحياة الأبدية. وفي هذا نرى العلاقة الشخصية الحيوية الواقعية بين المؤمن والسيد المسيح يسوع تلك العلاقة التي ترتكز على إيمان شخصي وحيّ لا على مجرد اعتقاد عقلي ولا على مجرد وراثة عادات أو تقاليد مسيحية مهما كانت ذات أهمية. وقد قال السيد المسيح له المجد عن المؤمنين به أي عن أعضاء كنيسته الحقيقيين عبر القرون وفي شتى الأقانيم:
" أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف... إني الراعي الصالح وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني، كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب. وأنا أضع نفسي عن الخراف ولي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد" (الإنجيل حسب يوحنا 10: 11و 14- 16).
وفي سفر الرؤيا كتب الرسول يوحنا عن جماعة المؤمنين أي عن سائر أعضاء الكنيسة:
" بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يَعُدَّه من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف متسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سُعف النخل وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين: الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف. وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والكائنات الحية الأربعة وخرُّوا أمام العرش على وجوههم وسجدوا قائلين: آمين. البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا إلى أبد الآبدين، آمين.
وأجاب واحد من الشيوخ قائلا لي: هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض من هم ومِن أين أتوا؟ فقلت له: يا سيد أنت تعلم. فقال لي: هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسَّلوا ثيابهم وبيَّضوا ثيابهم في دم الخروف، من أجل ذلك هم أمام عرش الله ويخدمونه نهارا وليلا في هيكله والجالس على العرش يحل فوقهم. لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح الله كل دمعة من عيونهم" (7: 9- 17).
وكون يسوع المسيح ذاته أساس الكنيسة واضح من التعاليم الكتابية الآتية:
من رسالة بولس الأولى إلى أهل الإيمان في كورنثوس وهي مدينة في جنوبي بلاد اليونان:
" فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساسا آخر غير الذي وُضِع الذي هو يسوع المسيح" (3: 11).
خاطب الرسول بولس أهل الإيمان في مدينة أفسس بآسيا الصغرى قائلا:
" أما الآن ففي المسيح يسوع، أنتم الذين كنتم قبلا بعيدين قد صِرتم قريبين بدم المسيح... فلستم إذا بعد غُرباء ونـزلاء، بل أنتم مواطنوا القديسين ومن أهل بريت الله وقد بُنيتم على أساس الرسل والأنبياء، والمسيح يسوع نفسه حجر الزاوية..." (2: 13و 19و 20).
وكذلك تكلم الرسول عن الموضوع ذاته في مكان آخر من الرسالة إلى أفسس قائلا:
"إن الرب واحد والإيمان واحد والمعمودية واحدة والإله والآب واحد للجميع وهو فوق الجميع وبالجميع وفي الجميع" (4: 5و 6).
ونظرا لكون الرب يسوع المسيح غير قابل للتجزؤ أو التقسيم فإن أعضاء جسده أي المؤمنين به إيمانا حقيقيا خلاصيا يُشكلون أيضا جسدا واحدا وكنيسة واحدة بالرغم من كثرة الأقاليم والبلاد التي تُوجد فيها الكنيسة. وكل انقسام في الكنيسة المنظورة أي الكنيسة كما نشاهدها في مجرى التاريخ لا يعود إلى الرب يسوع المسيح بل إلى أعضاء الكنيسة الذين هم غير متفقين على الخضوع التام والمطلق لسيد الكنيسة الوحيد بواسطة كلمته المقدسة والروح القدس. وأحسن طريقة لتوحيد الكنيسة المنظورة(وهذا يعني طبعا الطريقة الكتابية المبنية على كلمة الله لا على مهارة الإنسان وحكمته) هي بالعودة التامة إلى تعاليم كلمة الله تلك التعاليم التي لا تتغير ولا تتبدل مهما تبدلت ظروف وأحوال هذه الحياة.
أما كون الكنيسة جامعة فإن هذا يدل على أنها ليست منحصرة بمكان واحد ولا مُلك لشعب واحد أو لعنصر واحد. إن الله هو حسب تعليم الرسول بولس في الرسالة إلى رومية:
" هو رب واحد للجميع وغني لجميع الذين يدعون به، لأن كل من يَدعو باسم الرب يَخلص" (10: 12).
وهذا ما يفسر لنا أن الكنيسة لم تنحصر منذ أوائل عهدها في الأراضي المقدسة بل ذهبت إلى سائر أنحاء المعمورة تُنادي بخلاص الرب وتدعو الجميع للإيمان برب الكنيسة ومخلصها.
أما معنى كلمة مقدسة فإن ذلك يدل على أن الله يدعو الخطاة إلى الإيمان بيسوع المسيح وكل المؤمنين يُصبحون مقدسين ومبرَّرين فيتمجد الله فيهم. القداسة تعني الفرز التام عن الخطية وعن كل شر والابتعاد عنهما بشكل مستمر وكذلك تعني الإمتلاء بالأمور الحسنة والجيدة التي يأمر بها الله والتي يمنحها الروح القدس للمؤمنين. وهذا ما كتبه لنا الرسول بولس في رسالته إلى أفسس:
" ... أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ليقدسها، وقد طهَّرها بغسل الماء بالكلمة، ليقدم الكنيسة لنفسه، مجيدة لا دنس فيها ولا غصن ولا شيء مثل ذلك بل لكي تكون مقدسة ولا عيب فيها" (5: 25- 27).
 
قديم 20 - 07 - 2015, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 8502 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الكنيسة المسيحية ومغفرة الخطايا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لم ننته في الدرس السابق من دراستنا لموضوع الكنيسة المسيحية ولذلك نبدأ هذا الدرس بالتأمل في موضوع الكنيسة ذاكرين العبارة الأخيرة التي ترد في قانون الإيمان بخصوص الكنيسة أي الكنيسة الرسولية. ماذا نعني بكلمة رسولية؟
تُشير هذه العبارة إلى رسل المسيح الذين دعاهم للمناداة بالإنجيل ولتأسيس الكنيسة في سائر أنحاء العالم. فبما أن السيد المسيح لم يبق على الأرض بعد قيامته من الأموات بل صعد إلى السماء بعد مدة أربعين يوما طلب من التلاميذ الذين كانوا قد التصقوا به منذ بدء حياته العلنية بأن يذهبوا إلى العالم بأسره منادين بخبر الإنجيل المفرح. وكل من آمن بالإنجيل تائبا عن خطاياه كان يُصبح عضوا في كنيسة المسيح. وبما أن التلاميذ أُرسلوا مِن قِبل الرب يسوع فإننا ندعوهم بالرسل وندعو الكنيسة التي أسسوها بالكنيسة الرسولية وذلك لِفصلها عن البدع والجماعات الكاذبة التي ظهرت منذ أوائل عهد المسيحية والتي كانت لا تَعترف بالإنجيل ولا بنقاوته. وقد دعا أيضا السيد المسيح شاوول الطرسوسي للقيام بمهمة خاصة إلا وهي نشر الإنجيل بين الأمم الوثنية وصار يُسمى بعد اهتدائه باسم الرسول بولس. وفي تدبير الله الخلاصي نلاحظ أيضا أن بعض الرسل تركوا لنا كتاباتهم بشكل رسائل أُرسلت إلى الكنائس الفتية في عالم المتوسط. وقد حُفِظت هذه الرسائل لنا بعناية الكنيسة وتحت إرشاد روح الله القدوس وعُدَّت منذ العصر الأول كجزء هام من كلمة الله أي من الكتاب المقدس. في هذه الرسائل نلاحظ كيف أن رسل المسيح شرحوا وفسروا طبيعة العمل الخلاصي العظيم الذي أتمه السيد المسيح. يمكن النظر إلى الرسل تحت قيادة المسيح وبواسطة إرشاد الروح القدس كأسس الكنيسة المسيحية. ولذلك إن لم نبق على الأساس الذي وضعوه لا نكون أمناء للرب الذي دعاهم. والأساس الذي وضعوه لا نكون أمناء للرب الذي دعاهم. والأساس الذي وضعوه هو الآن قسم هام من الكتاب وليس إلا التعاليم الموحى بها من الله التي هي ذات منفعة لكل إنسان لأنها تُخبرنا عن طريقة الخلاص من الخطية وكيفية الحياة بصورة تتفق مع المشيئة الإلهية وعن الرجاء العظيم الذي لكل مؤمن أي رجوع المسيح إلى العالم لإظهار مجد ملكوته الأبدي. الكنيسة هي رسولية إذن بمعنى أنها تحيا وتعيش حسب تعاليم الرسل وتُمَجِّد رب الكنيسة وسيدها الوحيد: يسوع المسيح.
نأتي بعد هذا البحث إلى الكلام عن مغفرة الخطايا. الإنسان حسب طبيعته الحالية الساقطة لا يغفر لقريبه الإنسان أخطاءه أو زلاته. المغفرة هي فوق طاقة الإنسان الطبيعي ولكن الله ذاته يُعلن لنا في الإنجيل إنه هو تعالى يَغفر لنا خطايانا نظرا لموت يسوع المسيح الكفاري على الصليب. والله يؤكد لنا هذا الأمر المخالف لفكر بني الإنسان في كلمته ولذلك علينا أن نؤمن ونعترف بغفران الخطايا ذلك الغفران الإلهي الذي يفوق كل عقل وتصور. وهذه بعض الآيات الكتابية عن موضوع الغفران:
قال الرب بواسطة أشعياء النبي:
" هلم نتحاجج يقول الرب: إن كانت خطاياكم كالقِرْمز تَبْيَض كالثلج، إن كانت حمراء كالدودي تَصير كالصوف" (1: 18).
وقال الرسول بولس في رسالته الثانية إلى كورنثوس:
" ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة أي أن الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة. إذن نسعى كسفراء عن المسيح تصالحوا مع الله. لأنه جعل الذي لم يَعرِفْ خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه" (5: 18- 21).
وهكذا يقدر كل مؤمن اختبر خلاص الرب في حياته أن يقول عن موضوع الغفران أو مغفرة الخطايا: إن الله بنعمته المجانية ونظرا للثمن الذي دفعه يسوع المسيح على الصليب لن يذكر مطلقا خطاياي وطبيعتي الساقطة (التي يجب عليّ أن أكافحها في كل أيام حياتي على الأرض) بل أنه تعالى يمنحني بنعمته المجانية أيضا بر يسوع المسيح، وهكذا لن أُدان مطلقا متى ظهرت أمام العرش الإلهي.
وهذه بعض الآيات التي تُظهر حقيقة ما تقدم:
قال الله بواسطة عبده أشعياء النبي: " أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها" (43: 25).
وقال السيد المسيح:
" الحق الحق أقول لكم: إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة" (الإنجيل حسب يوحنا 5: 24).
" لأنه لم يُرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يُدان والذي لا يؤمن به قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (الإنجيل حسب يوحنا 3: 17و 18).
وهذه المغفرة لم يستحقها أي بشري ولا يقدر أن ينالها بواسطة الأعمال لأن أعمال كل إنسان ملوثة بالخطية. المسيح يسوع وحده قادر بأن يدفع ثمن الخطية التي ارتكبها الإنسان ولذلك فإن مغفرة الخطايا تُقبل بالإيمان ولا تُكتَسب بالأعمال.
وقد كتب الرسول بولس عن هذا الموضوع قائلا:
" الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله. متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله" (الرسالة إلى أهل رومية 3: 23- 25).
وكذلك كتب الرسول يوحنا في رسالته الأولى قائلا:
" أكتب إليكم أيها الأولاد لأنه قد غُفرت خطاياكم من أجل اسمه" (2: 12).
 
قديم 20 - 07 - 2015, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 8503 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مغفرة الخطايا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لا زلنا نقوم بدراسة موضوع مغفرة أو غفران الخطايا ذلك الموضوع الذي نأتي على ذكره في قانون الإيمان.
من المهم أن نلاحظ أننا عندما نقوم باعترافنا بغفران الخطايا لا نكون بذلك معبرين عن رغبة بشرية في أن تكون خطايانا مغفورة بل إنما نكون مؤكدين لحقيقة واقعية مبنية على وعد الله الصريح الذي نجده في الإنجيل. لو كان عليّ أنا كإنسان أن أقوم بتخليص نفسي بنفسي لكان من المستحيل لي أن أصل إلى اليقين التام بأن خطاياي مغفورة لأني أكون دائما شاعرا بأنني لم أقم بكل ما يتوجب علي القيام به. يبقى ضميري إذا تحت رحمة الشك والعذاب. ولكن أمر خلاصي كإنسان ليس مبنيا على عملي أو جهدي الخاص إنه بيد الله الذي قام بكل شيء م أجل إنقاذ البشرية من الموت والخطية والدينونة. والله ذاته يُعطيني كمؤمن اليقين التام بأن جميع خطاياي مغفورة نظرا لما قام به السيد المسيح على الصليب. وهذا اليقين أحصل عليه كمؤمن بواسطة الروح القدس الذي يجعل من كلمة الإنجيل جزءا لا يتجزأ من حياتي الخاصة. ليس الإيمان بمغفرة الخطايا عبارة عن رغبة في التخلص من عاقبة الخطية ولا عن افتراض بشري واه بل هذا الإيمان هو يقين تام بأن يسوع المسيح يغفر الخطايا وهو لي ولسائر الناس عندما نؤمن به إيمانا قلبيا وشخصيا. وهذه بعض الشواهد الكتابية التي تشير إلى موضوعنا:
قال زكريا والد يوحنا المعمدان وهو يخاطب ابنه قائلا:
" وأنت أيها الصبي نبي العلي تُدعى لأنك تتقدم أمام وجه الرب لِتُعدَّ طرقه: لِتُعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم، بأحشاء رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المُشرق من العلاء ليُضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يَهدي أقدامنا في طريق السلام" (الإنجيل حسب لوقا 1: 76- 79).
وقال الرسول بولس في رسالته الأولى إلى مؤمني كورنثوس:
" لكن اغتسلتم بل تقدَّستم بل تبررّتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا" (6: 11).
وفي رسالته إلى أهل رومية كتب الرسول بولس قائلا: " إذا لا شيء من الدينونة الآن على الذين في المسيح يسوع لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت" (8: 1و 2).
وكان قد كتب قبل ذلك قائلا: " فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح الذي به أيضا قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله" (5: 1- 2).
علينا الآن أن ننتقل إلى البحث في المواضيع المتعلقة بغفران الخطايا. أولا نشير إلى أن هذا الإيمان له تأثير كبير وعظيم في حياة كل مؤمن. طبعا كل ما يؤمن به الإنسان له تأثير على حياته وغايتنا هي الإشارة إلى الفؤاد التي يجنيها المؤمن بالمسيح يسوع وبغفران خطاياه.
يعيش كل إنسان تحت رحمة عذاب ضميره الذي يؤنبه كلما تَعَدى على شرائع الله. وإذ يود الإنسان أن يتخلص من هذا العذاب فإنه يبدأ بانتقاد غيره ومحاولة لوم الآخرين كسبب للشرور التي تحيق بحياته. الإنسان إذن تحت رحمة عبودية روحية غاشمة لا يعرف كيف يتخلص منها.
لكن الله يَكْسُر نير هذه العبودية ويحرر الإنسان الذي يؤمن بالمسيح يسوع معطيا إياه أعز شيء في الحياة: اليقين التام بأن جميع خطاياه قد غُفرت له نظرا لاستحقاقات السيد المسيح التي كسبها بموته على الصليب موتا كفاريا وبدليا. وعندما يختبر المؤمن هذا الخلاص العظيم فإنه لا يعود يحاول تبرير نفسه أو لوم الآخرين. يُصبح المؤمن بالحقيقة خليقة جديدة. إن غفران الله يُغير روح الحياة ويعطي الإنسان الفرح الداخلي والسلام الحقيقي الذي يفوق كل تصور أو فكر. وإذ يختبر الإنسان هذا السلام في حياته يرى أن جميع الحواجز التي كانت تفصله عن الله وعن العالم وعن بقية الناس قد زالت. وإذ نُصْبِحُ مصالحين مع الله نكون أيضا قد تصالحنا مع الناس. والإنسان ليس بحي إلا إذا كان قد اختبر غفران الله في حياته.
ننتقل الآن إلى البحث في بعض الصعوبات التي تقف في وجه الإنسان الذي يود أن ينال الغفران ولكنه لا يشعر ضمن حياته بأنه قد وصل إلى ضالته المنشودة.
أولا: الغفران هو نتيجة الإيمان بالله كأبينا السماوي الذي يُريد أن يغفر لنا خطايانا وأن كل ما يلزم لهذا الغفران قد قام به الرب يسوع المسيح. الغفران لا يُحصل عليه بمعزل عن هذا الإيمان القويم. لا بد من أن يعرف الله ويسوع المسيح معرفة حقيقية وصحيحة. بدون معرفة الله ويسوع المسيح ليس هناك إيمان صحيح وبدون الإيمان الصحيح ليس هناك مغفرة خطايا.
ثانيا: وإذا ما وصلنا إلى معرفة الله معرفة صحيحة وحقيقية نصل في نفس الوقت إلى معرفة أنفسنا بصورة صحيحة أيضا وهذه المعرفة المزدوجة تُنْشِئ فينا الثقة بالله والتوبة عن خطايانا. وهذه الثقة ليست عبارة عن ثقة عامة بل هي يقين شخصي ذلك اليقين الذي يسمح لنا بأن نحصل شخصيا على جميع مواعيد الله ونعمه وأن نطيعه تعالى بصورة مستديمة.
 
قديم 20 - 07 - 2015, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 8504 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مغفرة الخطايا- الجزء الثالث
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة a



عندما ابتدأنا بدراستنا لموضوع مغفرة الخطايا لاحظنا أن هذا الأمر هو غير طبيعي بالنسبة للإنسان أي الإنسان في حالته الحاضرة كما هو تحت تأثير الخطية. لا يغفر الإنسان خطايا الآخرين ولا خطاياه ولا ينساها. الغفران إذن أمر إلهي لا بشري فعندما يغفر الله خطية الإنسان يستطيع هذا الإنسان أن يشعر بالغفران وكذلك أن يغفر خطايا الآخرين وينساها. ونظرا لأن هذا الأمر هو مخالف ومضاد لحالة الإنسان الطبيعية فإننا أتينا إلى البحث في موضوع الصعوبات التي تعترض سبيل الغفران. ووصلنا في درسنا السابق إلى القول بأن واجب الإنسان قبل كل شيء أن يؤمن بكلمة الله وبمواعيدها التي تَذكرُ الغفران قبل أن يشعر بالغفران داخل نفسه. يأتي الإيمان قبل الإحساس. هذا هو الترتيب الإلهي. تُبْ وآمن بالمسيح يسوع فتنال مغفرة خطاياك.
نستمر الآن في بحثنا في الموضوع ذاته نظرا لأهميته القصوى في حيانا فنقول: إن مغفرة الخطايا التي يعدنا بها الله في خبره المفرح أي في إنجيله ليست بمعزل عن بقية أمور الله التي يأمرنا بها في كلمته. من يود أن ينال الغفران وأن يستمر في نفس الوقت على خطاياه أو أن يحيا حياة الإهمال لا يكون بالحقيقة قد فهم المبادئ الأولى المتعلقة بالحياة الجديدة التي تبدأ بالغفران. لا بد لكل من يود أن يشعر بالغفران من القيام بجميع مطاليب كلمة الله وإن كان عالما أنه لن ينجح في ذلك بشكل تام. وبكلمات أخرى ليس هناك بديل عن إطاعة الله. المؤمن الذي نال غفران الله بواسطة الإيمان يعلم أنه لم يَقُمْ بأي شيء يستحق الغفران بل إنما وُهب هذه النعمة نظرا لموت المسيح على الصليب عوضا عنه. فأقل سيء يقدر أن يقوم به الإنسان هو أن يضع نفسه تحت تصرف الله. ومن الناحية العملية هذا يعني إطاعة الله أي العمل بما يطلبه منا تعالى في كلمته المقدسة. وهذه الطاعة لمشيئة الله المعلنة في الكتاب المقدس تظهر ليس فقط في أمور الحياة الكبيرة بل في كل شيء حتى في الأشياء التي تظهر تافهة في حياتنا اليومية.
الغفران غير ممكن بدون أن يكون الإنسان راغبا في إطاعة الله لا لأن هذه الطاعة تُشَكِّلُ أساس الغفران بل لأنها تُظهرُ فيما إذا كان الإنسان قد اختبر فعلا الغفران الحقيقي أو أنه يشعر بغفران مزيف. ومن الأوامر الإلهية ذات الأهمية العظمى هي أن تكون راغبين من أعماق قلوبنا في مغفرة الخطايا التي يرتكبها الآخرون ضدنا. فقد قال السيد المسيح في العظة على الجبل:
" فإنكم إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي" (الإنجيل حسب متى 6: 14).
التأكد من الغفران: إن الكثيرين من المؤمنين الذين قبلوا يسوع المسيح كمخلص لهم وهكذا نالوا غفران خطاياهم من الله لا يتجاسرون بأن يؤكدوا أمر غفرانهم ولا يقين خلاصهم، وهؤلاء يخشون بأن يقعوا في خطية الكبرياء إن تأكدوا بأنهم نالوا غفران خطاياهم ويقين خلاصهم.
ولكنه ليس هناك مبرر حقيقي للاستمرار على حالة غير مستقرة من الإيمان لأن الله تعالى ذاته يؤكد لنا في كلمته المقدسة بأن كل من يؤمن بالمسيح يسوع ينال حياة أبدية وإننا نتبرر بإيماننا بالمسيح يسوع وهكذا لا خوف من وقوعنا في دينونته العادلة في اليوم الأخير. ولذلك لا بد لنا من طرح بعض الأسئلة التي تتعلق بهذه الناحية من موضوع التأكد من مغفرة الخطايا:
أولا: هل المانع الذي يقف في طريقي منبعث من تواضع حقيقي ومن عدم رغبتي في السقوط في الكبرياء؟ أم هل هو في صُلبه ينبعث من رغبة سرية عميقة في أن أحصل بنفسي على غفران خطاياي أي بواسطة أعمالي الخاصة؟ بعبارة أخرى هل أرفض راحة الضمير والسلام الداخلي للذين ينبعثان من مغفرة الله التامة لأنني لا زلت أحاول تبرير نفسي بنفسي؟ هل هناك في حياتي أية مقاومة لعقيدة التبرير المجاني بنعمة الله؟
ثانيا: هل أومن إيمانا قلبيا وحقيقيا بمواعيد الله الصريحة في كلمته أم أنني لا زلت غير مؤمن بها ولا آخذها وكأنها موجهة إلي بصورة خاصة؟ ففي كثير من الأحيان يحدث أن الذي يمنع نفسه عن قبول غفران الله التام أو التأكد بصورة تامة من غفران الله يكون هذا الإنسان غير مؤمن بوحي الله الذي يُعلمنا بأن كل من يؤمن بالمسيح يسوع يتبرر وينال سلام الله وغفرانه.
ثالثا: ألا تعلم أننا كلما أظهرنا ترددا في قبول حقيقة الغفران إنما نكون غير ممجدين لمحبة الله وَجُودِه ونعمته؟ لماذا نضع أفكارنا وهواجسنا قبل الكلمة الإلهية أو فوقها فنحرم أنفسنا السلام والطمأنينة؟
رابعا: ألا تعلم أن الشيطان يريد بأن يوقعنا أما في مطية التأكد الكاذب أو المزيف من الغفران – وهذا إن لم نكن قد تبنا توبة حقيقية عن خطايانا وآمنا بالمسيح يسوع- أو في خطية الريبة المستديمة وذلك بمنعنا من أن نجني جميع ثمار إيماننا وتوبتنا؟ هل نأخذ بعين الاعتبار الدور الهدام الذي يلعبه عدونا اللدود، الشيطان الرجيم؟
خامسا: ألا نرى هناك تناقضا كبيرا في الفكرة التي يُحبذها بعض الناس وهي أن الله سيغفر الخطايا تماما في يوم الدينونة، لا قبل ذلك اليوم؟ إن كان الله يغفر في اليوم الأخير فلماذا لا يغفر الآن؟ إن جميع مواعيد الله لها علاقة بالحاضر، باليوم، وليس فقط بالمستقبل. ألم يقل السيد المسيح في مناسبة: " الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية" ؟ إنه لم يقل: " ستكون له حياة أبدية" بل استعمل صيغة الحاضر وقال: " من يؤمن بي فله حياة أبدية" أي عندما يؤمن. يعلم المؤمن علم الأكيد أن حياته كما يريدها الله يجب أن تكون حياة غير دائرة على محور النفس بل رغبتها العظمى هي تمجيد الله والعمل على نشر بُشرى الخلاص بين الجميع وعلى مساعدة جميع أفراد المجتمع البشري. فمتى وصل المؤمن إلى هذه المرحلة الهامة من حياته يكون قد ترك وراءه سائر الشكوك والمخاوف الروحية التي كانت تعكر جو حياته ويعلم علم الأكيد بأن الله غفر له جميع خطاياه وأنه من الآن فصاعدا سيعمل بصورة مستديمة لخير الآخرين سائرا بذلك على الطريق الذي تركه السيد المسيح ورسله الذين عملوا على خدمة المؤمنين خدمة قلبية وتفانوا في عملهم التبشيري وحياتهم كلها دائرة في محيط مليء بنور الله ومحبته وغفرانه.
 
قديم 20 - 07 - 2015, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 8505 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القيامة من الأموات
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نبحث الآن في موضوع القيامة من الأموات وهو الموضوع الأخير الذي نجده في قانون الإيمان عندما نقول: وأترجى قيامة الأموات والحياة في الدهر الآتي. ونحن لا نقدر أن نُغالي في أهمية هذا الموضوع وخاصة في أيامنا هذه عندما نرى حياتنا مهددة بصورة دائمة من جراء أسلحة الإنسان المعاصر المُهلكة والمدمرة.
ماذا نعني بقولنا إننا نؤمن ونترجى قيامة الأموات والحياة في الدهر الآتي؟ بهذه الكلمات نُعبر عن إيماننا القلبي بأن الله تعالى قد أقام السيد المسيح من الأموات وأنه كذلك سيُقيمنا من الأموات في اليوم الأخير ليعطي جميع المؤمنين بالمخلص حياة أبدية في ملكوته البدي. وقد أكد السيد المسيح ورسله أن القيامة من الأموات لها علاقة وثيقة بالمسيح يسوع وبقيامته وهكذا لا نقدر أن نبحث في موضوع القيامة بصورة عامة بل نبحث في موضوع قيامة المسيح وقيامة الموتى في اليوم الأخير أي لدى رجوع السيد المسيح إلى الأرض. وهذه بعض الشواهد الكتابية التي تُعَلّق على موضوعنا:
قال السيد المسيح لمرثا أخت لعازر الذي قام من الأموات:
" أنا هو القيامة والحق والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد" (الإنجيل حسب يوحنا 11: 25و 26).
وقد كتب الرسول بولس في رسالته إلى أهل الإيمان في كورنثوس عن علاقة موضوع قيامة السيد المسيح بقيامة الأموات في اليوم الأخير:
" ولكن إن كان المسيح يُكْرَز به (أي يُنادى به) إنه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم ليس قيامة أموات؟ فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا (أي مناداتنا بالإنجيل) وباطل أيضا إيمانكم. ونوجد نحن أيضا شهود زور لله لأننا شَهِدنا من جهة الله إنه أقام المسيح وهو لم يُقِمه إن كان الموتى لا يقومون. لأنه إن كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم، أنتم بعد في خطاياكم. إذن الذين رقدوا في المسيح أيضا هلكوا. إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقى جميع الناس.
" ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين. فإنه إذ الموت بإنسان بإنسان أيضا قيامة الأموات. لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سَيَحْيا الجميع. ولكن كل واحد في رُتْبَته، المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه، وبعد ذلك النهاية متى سلَّم المُلك لله الآب متى أبطل كل رياسة وكل سلطان وكل قوة. لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه. آخر عدو يُبْطَل هو الموت" (الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 12- 26).
وإذ أعترف كمؤمن بعقيدة القيامة من الأموات المبنية على قيامة السيد المسيح أعترف بأن سعادتي العظمى ليست في هذه الدنيا بل في العالم الآتي، ولذلك أصل إلى القول:
أولا: عقيدة القيامة تُعلمني بأن أحيا في هذه الدنيا وأنا عالم بأنني سأتركها في يوم ما ولذلك لا أتعلق بالحياة على الأرض إلى هكذا درجة حتى أنها تصبح بالنسبة إلي كل ما في الوجود، بل أعلم نظرا للقيامة أن أفق حياتي هي في هذه الدنيا وكذلك في العالم الآتي الذي هو حقيقي وإن كان في الوقت الحاضر غير منظور. وقد كتب بصدد هذا الموضوع الرسول بولس في رسالته الأولى إلى مؤمني كنيسة كورنثوس:
" فأقول هذا أيها الأخوة: الوقت منذ الآن مُقَصِّر لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم والذين يبكون كأنهم لا يبكون والذين يفرحون كأنهم لا يفرحون والذين يشترون كأنهم لا يملكون والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه، لأن هيأة هذا العالم تزول" (7: 29- 31).ثانيا: أتعلم من هذه العقيدة بأنه ليس علي الوقوع في اليأس إن لم أكن قد حصلت على جميع النعم التي كسبها لي السيد المسيح إذ أنني لا بد من أن أنالها في الدهر الآتي. يتوق كل مؤمن أن يكون عاملا بكل قواه في سبيل الرب وبحالة غير خاضعة لتأثير الخطية والشر ولكن هذا العالم مليء بالشرور والمؤمن غير خال من الأخطاء والذنوب وكذلك بعض الظروف القاهرة كالفقر أو المرض أو الضعف تمنعه عن القيام بكل ما يود القيام به في سبيل ربه. أيجوز للمؤمن أن يستنتج إذن بأن حياته ستبقى على هذا المنوال بصورة دائمة وفي الحياة الآتية؟ كلا إن السيد له المجد سيكلل حياة كل مؤمن ومؤمنة بالظفر وبالفرح التام وبالخدمة الكاملة في يوم القيامة المجيد. وقد علّق على هذا الرسول بولس في رسالته الثانية إلى كورنثوس وقال:
" لذلك لا نفشل بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما. لأن خفّة ضيقتنا تُنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا. ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل التي لا ترى، لأن التي ترى وقتية وأما التي لا ترى فأبدية.
لأننا نعلم أنه إن نُقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السموات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد، أبدي. فإننا في هذه أيضا نئن مشتاقين إلى أن نُلبس فوقها مسكننا الذي من السماء وإن كنا لابسين لا نوجد عراة. فإننا نحن الذين في الخيمة نئن مُثقلين إذ لسنا نريد أن نخلعها بل أن نلبس فوقها لكي يُبْتَلع المائت من الحياة. ولكن الذي صنعنا لهذا عينه هو الله الذي أعطانا أيضا عربون الروح. فإذا نحن واثقون كل حين وعالمون أننا ونحن مستوطنون في الجسد فنحن مُتَغَرِّبون عن الرب لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان. فنثق ونُسَرُّ بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب. لذلك نحترص أيضا مستوطنين كنا أو متغربين أن نكون مرضيين عنده. لأنه لا بد أننا جميعا نظهر أما كرسي المسيح لينال كل ولحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا أم شرا"
 
قديم 20 - 07 - 2015, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 8506 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الإيمان والتبرير

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



كنا ندرس في المدة الأخيرة خلاصة التعاليم الكتابية التي هي موضوع الإيمان الذي أوحى به الله لعبيده الأنبياء والرسل. وقد انتهينا في درسنا السابق من البحث في الحياة الأبدية السعيدة التي سينعم بها أولئك الذين آمنوا بالله وبكل ما أوحى به.
أما الآن وفي الدروس الآتية فإننا سنشرع في بحث مفصل في موضوع كيفية الاستفادة من الإيمان القويم ونتيجة ذلك في حياة الإنسان. فمن البديهي أنه لا يكفي للإنسان أن يقر بصحة هذا المعتقد أو ذاك لكي يُعد مؤمنا. فالإيمان ليس بالأمر العقلي المجرد عن الحياة. من يؤمن بالله وبما يعلمنا الله في كتابه المقدس، من يؤمن بكل ذلك يشعر أن حياته قد تغيرت بشكل كامل وجذري فالإيمان الذي يُنادي به الكتاب يصل الإنسان بجميع الأمور العظيمة المدهشة التي قام بها الله والتي تجعل حيلته حياة جديدة، حياة سائرة في دائرة المشيئة الإلهية، حياة منسجمة كل الإنسجام مع قانون الحياة والوجود.
ولا بد لنا من التشديد على أهمية الإيمان الشخصي بعد الانتهاء من الكلام عن المواضيع التي تُكَوِّن فحوى الإيمان القويم أي تلك المعتقدات الكتابية التي كنا ندرسها. تُعلِّمنا كلمة الله بشكل لا يقبل التأويل أن الإيمان هو أكثر بكثير من الإقرار العقلي بصحة تعاليم ومعتقدات. الإيمان هو ثقة قلبية أكيدة بالله وبكل ما أوحى الله والذي نجده على صفحات الكتاب.
وهكذا لا نأتي للكلام عن موضوع الإيمان الشخصي حتى نذهب للكلام عن ثمرة الإيمان. ما هي ثمرة الإيمان؟ ثمرة الإيمان القويم هي الحصول على ذلك البر الإلهي المجاني، ذلك البر الذي يجعل صاحبه عائشا في جو روحي سماوي والذي يضمن له القبول التام لدى الله والحياة الأبدية السعيدة. وبكلمة أخرى: يصلنا الإيمان الشخصي بالله وبكل ما قام به تعالى لإنتشالنا من وهدة الهالك الروحي فنختبر ضمن حياتنا عمل الله الخلاصي والفداء الجبار الذي قام به يسوع المسيح على الصليب.
وقد تكلم عن موضوعنا هذا الرسول في مقدمة رسالته إلى مؤمني رومية قائلا:
" لأني لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن ... لأن فيه معلن بر الله بإيمان لإيمان، كما هو مكتوب: أما البار فبالإيمان يحيا" (1: 16و 17).
وكتب الرسول أيضا في هذه الرسالة عن موضوعنا قائلا:
" وأما الآن فلقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهودا له من الناموس والأنبياء، بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون، لأنه لا فرق، إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله. متبرِّرين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدَِّمه الله كفارة بالإيمان بدمه" (3: 21- 25).
أما في رسالته إلى مؤمني غلاطية فإن الرسول بولس كتب عن موضوعنا قائلا:
" إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس (أي الشريعة الإلهية) بل بإيمان يسوع المسيح، آمنا نحن أيضا بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما" (2: 16).
ولئلا نظن أن الإيمان هو عمل بشري أو نتيجة جهودنا الخاصة وأننا نقدر أن نفتخر بأنفسنا وكأننا نحن سبب قبولنا لدى الله نرى أن بولس الرسول يعلمنا مجانية التبرير والخلاص في رسالته إلى أهل أفسس:
" لأنكم بالنعمة مُخَلَّصون(أي بهبة الله المجانية) بالإيمان (أي بواسطة الإيمان) وذلك ليس منكم: هو عطية الله، ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد" (2: 8و 9).
فالإيمان الشخصي ليس إلا اليد الفارغة التي تستلم من الله جميع هذه الفوائد العظيمة التي هي نتيجة عمل يسوع المسيح الخلاصي الذي تم على الصليب. والكلام عن البر والتبرير بالإيمان يبقى بدون معنى فليما إذا نسينا عمدا موضوع ذنوب ومعاصي وخطايا الإنسان. فلو لم يكن الإنسان مذنبا لما كان بحاجة إلى بر أو تبرير من خارج حياته. لو لم يسقط الإنسان في حمأة الخطية لما كانت هناك حاجة إلى خلاص وإنقاذ وتحرير. لو لم يقع الإنسان في عبودية الشيطان الرجيم لما كانت هناك حاجة إلى فداء. نرى إذا معجزة الإيمان في أن هذه اليد الفارغة تستولي على جميع حاجات الإنسان الروحية نظرا لأن الله تعالى هو الذي قام بتهييء سائر احتياجات الإنسان الروحية وهو الذي يأتي إلى كل منا قائلا بواسطة عبده الرسول بولس:
" لكن حكين ظهر لُطف مخلصنا الله وإحسانه، لا بأعمال في بر عملنا هنا نحن بل بمقتضى رحمته بِغُسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس، الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا، حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية" (تيطس 3: 4- 7).
فخلاصة الموضوع هي أن الله تعالى يهبنا مجانا جميع فوائد الفداء الذي أتمه المسيح على الصليب ونحظى شخصيا على هذه الفوائد بواسطة الإيمان. يهبنا الله في خبره المفرح أي في الإنجيل غفران الخطايا والبر والقداسة، بشرط أن نأخذها نحن عن قلب صادق ومؤمن. بالإيمان نتبرر ونحيا وبدون الإيمان نبقى تحت سطوة الخطية والشر وتكون العاقبة موتا أبديا لا خلاص منه ولا نجاة.
 
قديم 20 - 07 - 2015, 05:06 PM   رقم المشاركة : ( 8507 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أساس التبرير
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عندما تكلمنا في درسنا السابق عن موضوع قبولنا لدى الله نحن الخطاة الأثمة، لاحظنا أن تبريرنا هو بواسطة الإيمان. وشددنا على أهمية التسلح بإيمان شخصي وقلبي صادق مُظهرين أن ذلك الإيمان وحده هو الذي يصلنا بفوائد العمل الخلاصي الذي أتمه السيد المسيح على الصليب. وصفنا الإيمان الذي يُبرر صاحبه قائلين أنه اليد الفارغة وذلك لإلبعاد أي فكرة خاطئة عن كون إيمان الإنسان هو الأساس الذي يُبنى عليه التبرير.
فعندما نقول أننا نتبرر بالإيمان لا نكون قائلين بأن الله يَعُدُّنا أبرارا ومستحقين لدخول ملكوته السماوي المجيد نظرا لاستحقاق أو عظمة إيماننا. لو كنا نكسب البر على تلك الطريقة لكان إيماننا قد تحول على عمل أو جهد بشري محض. عندما نقول أننا نتبرر بالإيمان نكون مُوجهين أنظارنا إلى أساس التبرير ألا وهو عمل الله الخلاصي الذي تم في يسوع المسيح وعلى الصليب. بالإيمان أحصل على التبرير ولكن التبرير مبني على الحقيقة العظمى بأن السيد المسيح دفع عني أنا الخاطئ ثمن أو أجرة خطيتي وأعطاني بره وقداسته. فالتشديد على الإيمان لا يعني أن أساس البر هو في الإنسان المؤمن بل إنما يعني أن الواسطة الوحيدة التي تُمكننا من الحصول على البر الإلهي المجاني هي الإيمان. وهذا الذي دفعنا إلى القول بأن الإيمان هو كَيَدٍ فارغة تقبل الخلاص المجاني من الله. الإيمان هو كالفتاة التي تجلب المياه المنعشة على سكان بلدة ما، وكما أننا لا نقدر أن نقول أن الفتاة عي التي تُفجِّر المياه أو تكونها لا نقدر أن نقول أن الإيمان هو أساس التبرير، الإيمان هو الواسطة لا الأساس وهكذا يُحافظ على مجانية الخلاص أي الخلاص بالنعمة بواسطة الإيمان.
وهذه بعض التعاليم الكتابية الخاصة بموضوعنا هذا:
" لأنه ماذا يقول الكتاب: فآمن إبراهيم بالله فَحُسِب له برا. أما الذي يعمل فلا تُحسب له الأجرة على سبيل نعمة (أي هبة مجانية) بل على سبيل دين، وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يُحسب له برا. كما يقول داود أيضا في تطويب الإنسان الذي يَحسب له الله برا بدون أعمال: طوبى للذين غُفرت آثامهم وسُترت خطاياهم، طوبى للرجل الذي لا يَحسب له الرب خطية" (رسالة بولس الرسول إلى رومية 4: 3- 8).
" وإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح الذي به أيضا قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مُقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله" (رومية 5: 1و 2).
" فانظروا دعوتكم أيها الأخوة إن ليس كثيرون حكماء حسب الجسد ليس كثيرون أقوياء ليس كثيرون شرفاء بل اختار الله جهال العالم لِيُخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم لِيُخزي الأقوياء، واختار الله أدنياء العالم والمُزْدرى وغير الموجود لِيُبطل الموجود لكي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه. ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء، حتى كما هو مكتوب: من افتخر فليفتخر بالرب" (الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 26- 31 ).
وهنا من يقول: لماذا لا يقدر الإنسان أن ينال بره أو على الأقل جزءا من بره بواسطة الأعمال؟ ألا يستطيع الإنسان أن يعمل على تكميل بره بواسطة حياة مقدسة ومبنية على إطاعة الوصايا الإلهية؟ وبكلمة مختصرة: أليس هناك من تعاون بين الله والإنسان في موضوع التبرير؟
الجواب الذي نحصل عليه من دراستنا للكلمة الإلهية هو أننا لو أردنا أن نُرجِع قسما من برنا إلى أنفسنا أو أعمالنا أو سيرتنا فإن ذلك يعني أننا قادرون على العيش بطريقة كاملة ومتجانسة بشكل مطلق مع الإرادة الإلهية. من أراد أن يُرجِع إلى أعماله أو إلى حياته سبب بره عليه أن يحيا حياة كاملة خالية من الخطية والشر والإثم. من هو الإنسان الذي يستطيع أن يقوم بذلك؟ ألم يقل أشعياء النبي عن نفسه وعن شعبه:
" وقد صرنا كلنا كنجس وكثوب عِدة كل أعمال برنا، وقد ذبلنا كورقة وآثامنا كريح تحملنا" (64: 6).
ألم يقل بولس وهو الذي كان قبل الاهتداء إلى نور الإنجيل من المعتقدين بأن أعمال الإنسان تؤول إلى تبريره:
" لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة/ لأنه مكتوب: ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به. ولكن أنَّ ليس أحد يتبرر بالناموس(أي بواسطة الأعمال التي يأمر بها الناموس أو الشريعة الإلهية عند الله فظاهر لأن البار بالإيمان يحيا" (الرسالة إلى غلاطية 3: 10و 11).
فجميع أعمالنا التي نقوم بها هي أعمال ناقصة أو غير كاملة وإن فكرنا بأنها ستكون سبب قبولنا لدى الله فإننا سنمنى بخيبة أمل مريرة. فالله الذي ينظر لا إلى أعمال فقط بل إلى القلوب يعلم تماما أننا ذوي قلوب قد نجستها الخطايا والآثام والشرور والمعاصي وأن كل ما يصدر عنا مهما ظهر صالحا إنما هو ملوث بآثار الخطية.
فخلاصنا بأسره إنما يرجع إلى محبة الله ورحمته ونعمته المجانية لا إلى أي عمل أو جهد شخصي نقوم به. هذا هو تعليم الإنجيل الذي يُفهمنا أيضا أن الطريقة الوحيدة لحصولنا شخصيا وفرديا على هذا البر الإلهي إنما هي الإيمان.
 
قديم 20 - 07 - 2015, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 8508 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الإيمان والأعمال الصالحة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



لقد تعلمنا في درسينا السابقين أن الطريقة الوحيدة لقبولنا لدى الله ولهربنا من غضب الله على الخطية، إن الطريقة الخلاص الوحيدة هي أن نقبل البر المُقَدَّم لنا مجانا في الإنجيل. وقبول هذا البر يجري بواسطة إيمان فردي قلبي. وهكذا وصلنا إلى القول مع الكتاب: إن البار بالإيمان يحيا وهذا يعني أن الإنسان يتبرر بالإيمان وأن حياته الجديدة تستقي حيوتها بصورة مستمرة من الله وبواسطة الإيمان.
هذا التشديد الكبير على أهمية الإيمان والذي نستقيه من الكتاب لا بد أن يجعلنا نفكر ببعض الأمور المتعلقة بالإيمان مثلا ما هي علاقة الإيمان بالعمال؟ وما هي أهمية الأعمال التي يقوم بها البار؟ ونحن إذ نسعى بأن نجيب على هذه الأسئلة نشكر الله لأنه لم يتركنا بدون وحي بخصوص هذا الموضوع بل أن كلمته المقدسة طافحة بالتعاليم التي تُنظم علاقة الإيمان بالأعمال وأهمية الأعمال في حياة المتبررين.
السؤال الأول الذي يجول في خاطرنا قد يكون: بعد أن نكون قد تبررنا بالإيمان هل تصبح أعمالنا (التي نقوم به بمعونة نعمة الله) مقبولة لدى الله لاستحقاقها أي لقيمتها الذاتية؟ الجواب الذي نستقيه من الكتاب هو أن الله يقبل أعمال المتبررين لا نظرا لأنها ذات قيمة ذاتية بل نظرا للإيمان الذي نتجت عنه هذه الأعمال. فإنه يجدر بنا أن نتذكر دوما أن جميع أعمالنا هي في ذاتها متلوثة بالخطية وأن المتبررين لا يصبحون كاملين روحيا وأخلاقيا منذ ساعة تبريرهم بل إن الخطية تبقى عالقة بهم إلى أن ينطلقوا من هذه الحياة. وهكذا إن ظن المتبررون بأن أعمالهم هي في ذاتها ذات قيمة وأن الله يقبلها على سبيل استحقاقها الذاتي فإن المتبررين يكونون على ضلال كبير. الأعمال الصالحة إذن مقبولة لدى الله إن كانت صادرة عن إيمان صحيح، وبدون الإيمان ليس للأعمال أية قيمة وليس لها احتمال بأن تُقبل لدى الله.
وقد قال بصدد ذلك الرسول بولس: " وكل ما ليس من الإيمان فهو خطية" (الرسالة إلى رومية 14: 23).
وأعطانا الرب يسوع تعليما صالحا للغاية بهذا الخصوص والذي إن قبلناه يقضي قضاء مبرما على أية فكرة تُعْطي لأعمال الإنسان المبرر قيمة استحقاقية ذاتية. قال السيد له المجد لتلاميذه:
" ومن منكم له عبد يحرث أو يرعى يقول له إذا دخل من الحقل: تقدم سريعا واتكئ؟ بل ألا يقول له: أعْدِدْ ما أتعشى به وتمنطق واخدمني حتى آكل وأشرب وبعد ذلك تأكل وتشرب أنت. فهل لذلك العبد فضل لأنه فعل ما أُمر به؟ لا أظن. كذلك أنتم أيضا متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا" (الإنجيل حسب لوقا 17: 7- 10).
ما فائدة الأعمال الصالحة إذن إن كانت قيمتها متعلقة بالإيمان ولماذا يعدنا الله بان يكافئنا في هذه الحياة وفي الحياة الآتية؟ الجواب هو أن الإيمان هو الذي يولد أو يوجد هذه الأعمال وهو الذي يُعطيها قيمتها ولكن ذلك لا يعني إن الله يكافئنا نظرا لاستحقاقاتنا المزعومة بل نظرا لنعمته. الخلاص يعود لنعمة الله ومكافأة الأعمال الصالحة تعود إلى نعمة الله. ليس الله بملزم أن يكافئنا على أي شيء نقوم به لأننا في أنفسنا لا نستحق المكافأة ولأن المقدرة على القيام بالأعمال الصالحة صادرة عنه تعالى. لأننا إذا تركنا في وهدة الهلاك وفي حمأة الشر علينا غضب الله. ولكن الله يعدنا بالمكافأة ونحن لا ننكر أنه سيكافئ المؤمنين ولكن نعمته تعالى هي سبل المكافأة لا أعمال المؤمنين.
وهناك سؤال آخر يخطر على بالنا ونح نتأمل في موضوع التبرير والأعمال الصالحة. هل من الممكن أن يتبرر إنسان ما بواسطة الإيمان بدون أن يقوم بنفس الوقت على إظهار إيمانه بواسطة أعمال صالحة؟ وبكلمة مختصرة: هل هناك تبرير بواسطة إيمان غير مثمر؟ وجواب الكتاب واضح وصريح للغاية: ليس هناك من إيمان عقيم غير مثمر. الإيمان الذي يبرر الإنسان الخاطئ مصدره الله وهو يُثمر دوما في حياة المتبرر. والخاطئ الذي يتبرر بالإيمان إنما يختبر تغييرا شاملا في حياته وتبريره هذا ليس بنهاية المسعى أو الطريق إنما التبرير هو باب الحياة الجديدة وبدايتها. لا بد لكل من تبرر بالإيمان من أن يُظهر للملأ أن بره هو واقعي وحقيقي لا مجرد أفكار وأوهام. ولذلك نرى أن الكتاب المقدس الذي يُعلمنا عقيدة التبرير بالإيمان يُعلمنا أيضا أن كل من تبرر مدعو من الله لحياة القداسة والطهارة، لحياة مليئة بالأعمال الصالحة، لحياة منسجمة مع وصايا الله وأحكامه ونواميسه. لا يعرف الكتاب المقدس أي طلاق بين الإيمان والحياة، ولا يعترف كتاب الله بإمكانية الحصول على إيمان مبرر بدون أن يكون ذلك الإيمان ظاهرا بأعمال صالحة.
وهذه بعض الآيات الكتابية التي تعلمنا أن المؤمن يُظهر حياته الجديدة بواسطة أعماله:
" وأما الآن إذ أُعْتِقْتُم من الخطية وصِرتم عبيدا لله فلكم ثمركم للقداسة، والنهاية حياة أبدية، لأن أجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (الرسالة إلى رومية 6: 22و 23).
" لأن هذه هي إرادة الله: قداستكم... لأن الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة..." (الرسالة الأولى إلى أهل تسالونكي 4: 3و 7).
وبعدما علَّمنا الرسول بولس في رسالته إلى أهل أفسس أن الخلاص والتبرير إنما هما بواسطة الإيمان استطرد قائلا:
" لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (2: 10).
وهكذا فإن عقيدة التبرير بالأعمال لا تؤدي إلى الإهمال أو التقاعس عن القيام بالأعمال بشرط أن نقبلها كما أعطانا إياها الله في كتابه بدون تحوير أو تغيير. ومتى قبلناها واختبرنا قوتها الفعالة في حياة مليئة بأعمال الخير والصلاح.
 
قديم 20 - 07 - 2015, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 8509 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ينبوع الإيمان


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لقد بحثنا في دروسنا الأخيرة في موضوع الحصول على رضى الله وبره ووصلنا إلى القول أن الإنسان لا يقدر أن يقوم بأي شيء للحصول على البر الذي يفتقده بل أن الله هو الذي يقدم لنا هذا البر كهبة مجانية. وكذلك أتينا إلى القول بأن أعمال المؤمن الصالحة ليست ذات قيمة استحقاقية بل إن الله يقبلها لأنها مبنية على الإيمان ويكافئها نظرا لنعمته. ورأينا أيضا أن الإيمان الحقيقي لا بد له من أن يثمر في حياة المؤمن وأن الأعمال الصالحة إنما تشير إلى وجود الإيمان وحيويته.
وهنا نصل إلى هذا الأمر الهام: إن كانت جميع هذه الفوائد العظيمة إنما نحصل عليها بالإيمان(لا بواسطة الأعمال) فمن الضروري جدا لنا أن نعلم علم اليقين عن موضوع ينبوع الإيمان. كيف نحصل على هذا الإيمان؟ الإيمان الصحيح الإيمان القويم، هذا الإيمان أين منبعه؟ الجواب الكتابي هو: وذلك ليس منكم: هو عطية الله" كما كتب الرسول بولس في رسالته إلى مؤمني أفسس (2: 8).
لا بد لنا الآن من أن نسأل: كيف يهب الله هبة الإيمان هل هناك وسائط أو سبل خاصة يستعملها الله تعالى في إعطاء الإيمان؟ وجواب الكتاب هو أن الله يلجأ إلى استعمال وسائط معينة لإيجاد الإيمان القويم في قلوب الناس. وكما قال الرسول في رسالته إلى رومية: " إذا الإيمان بالخَبَر والخبر بكلمة الله" (10: 17).
كل من يريد أن يحصل على الإيمان القويم وأن يصبح بارا ومقبولا لدى الله لا بد له من الاهتمام بموضوع ينبوع الإيمان إن كانت حياتنا الروحية لا تزدهر بدون الإيمان وإن كان مصيرنا الأبدي قاتما بدون الإيمان أفلا يجدر بكل واحد منا أن نضع أنفسنا تحت تأثير ينبوع الإيمان لننال ما نفتقر إليه؟ ولذلك فإننا سنبدأ الآن وفي دروسنا المقبلة في بحث مفصل لينبوع الإيمان أي للطرق التي يلجا إليها الله في إعطائنا هبة الإيمان المبرر.
وإذ نعود على كلمة الله، مصدر إيماننا (أي مصدر اعتقادنا) نبني عليها الأجوبة التي تتعلق بموضوع ينبوع الإيمان. ينبوع الإيمان الخلاصي، ينبوع الإيمان المبرر هو المناداة بإنجيل ربنا ومخلصنا يسوع المسيح كما نجد هذا الإنجيل في الكتاب المقدس. وقد اظهر الرسول بولس أهمية هذا الأمر في اسئلة طرحها على مؤمني الكنيسة المسيحية في رومية قائلا:
" لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص. فكيف يَدعُون بمن لم يُؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز (أي مناد بالإنجيل)؟ وكيف يكرزون (أي كيف ينادون بالإنجيل) إن لم يرسلوا؟" ويعطينا الرسول خلاصة الأمر في هذه الكلمات الهامة: " إذا الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله" (10: 13- 15و 17).
أولا: الإيمان بالخبر: هذه شهادة السيد المسيح:
قال السيد المسيح: لهذا قد وُلدتُ أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق، كل من هو من الحق يسمع صوتي" (الإنجيل حسب يوحنا 18: 37 )هذا ما يفسر لنا لماذا كان المسيح يتجول في الأراضي المقدسة مناديا بكلمة الله.
مثلا أهناك إيمان صحيح إن لم نكن قد اعترفنا بخطايانا؟ وكيف نعرف أننا غارقين في الخطايا بدون المناداة بكلمة الله؟ كيف نعلم أن السيد المسيح قد علمنا عن الله وأنه قد أتم تدبير الله الخلاصي من أجلنا نحن الخطاة؟ أليس من كلمة الله ومن المناداة بها؟ ألم يقل السيد في الصلاة التي رفعها إلى الله قُبيل الصليب: " لأن الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتم وهم قبلوا وعلموا يقينا أني خرجت من عندك وآمنوا أنك أنت أرسلتني" (الإنجيل حسب يوحنا 17: 8).
كيف نقدر نحن الأموات روحيا أن نعيش ونحيا؟ جواب الكلمة: " الحق الحق أقول لكم أنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون" (يوحنا 5: 25).
وهكذا إذا ما فحصنا حياة السيد المسيح على الأرض أثناء خدمته العلنية نقدر أن نقول أنه له المجد كان ينادي بالكلمة الإلهية معلما الجموع أمر الله وملكوت الله. ولماذا كان يقوم بذلك؟ ألتسلية الناس أم لإنقاذهم؟ وكيف كان يتم إنقاذ الناس؟ أليس بواسطة الإيمان، الإيمان الحي بالمسيح يسوع الذي جاء من السماء لتتميم خطة الله الخلاصية؟ طبعا الإيمان هو عطية الله ولكن الإيمان لا ينـزل علينا كالمطر بل إنما نحصل عليه بواسطة كلمة الله والمناداة بها. ونظرا لأهمية كلمة الله القصوى في إيجاد الإيمان المخلص في حياة الناس نرى أن السيد المسيح حذرنا من مغبة عدم الإيمان قائلا:
" أنا قد جئت نورا للعالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة، وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه: لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم. من رذلني ولم يقبل فله من يدينه: الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير. لأني لم أتكلم من نفسي لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول وبماذا أتكلم وأنا أعلم إن وصيته هي حياة أبدية، فما أتكلم أنا به فكما قال لي الآب هكذا أتكلم" (الإنجيل حسب يوحنا 12: 46- 50).
 
قديم 20 - 07 - 2015, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 8510 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ينبوع الإيمان
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



كنا قد وصلنا على القول بأن شهادة يسوع المسيح المنبثقة من خدمته العلنية مع قول بولس في الرسالة إلى رومية بأن الإيمان بالخبر أي بواسطة خبر الإنجيل وأن الخبر هو بكلمة الله. ينبوع الإيمان أي طريقة الحصول عليه إنما هو في دائرة المناداة بكلمة الله الخلاصية.
ثانيا: الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله: هذا هو أمر يسوع المسيح
إن السيد المسيح أعطانا تعليمات كافية في الإنجيل لِنعلم عِلم اليقين أن الإيمان الخلاصي إنما يولد ويترعرع ضمن المناداة بالكلمة الالهية وهكذا نقول أن الإيمان والتوبة والغفران والراحة والسلام وكل ما تتوق إليه أنفسنا، كل هذه الأمور العظيمة إنما هي ثمار الكلمة الإلهية التي يُنادى بها. ففي صلاة المسيح المدونة في الإنجيل حسب يوحنا 17 والمعروفة أحيانا باسم الصلاة الكهنوتية نسمع سيدنا المسيح يقول:
" ولست أسأل من اجل هؤلاء فقط (أي من أجل التلاميذ) بل أيضا من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم (أي بواسطة كلام الرسل والبشيرين الذين كانوا سينادون بعد القيامة بكلمة الله الخلاصية"
وكذلك نرى أن السيد المسيح أمر بخصوص المناداة بكلمة الله قائلا للتلاميذ قُبيل صعوده الظافر إلى السماء:
" فاذهبوا وتلمذوا (أي علموا) جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به... اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا (أي نادوا بالانجيل) للخليقة كلها... وقال لهم( أي السيد المسيح للتلاميذ): هذا هو الكلام الذي كلّمتم به وأنا بعد معكم.. إنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير. حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب وقال لهم: هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث وأن يكرز (أي ينادي) باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم" (الإنجيل حسب متى 28: 19و 20، ومرقس 16: 15، لوقا 24: 44- 47).
وهكذا نفهم من هذه القوال الربانية المسجلة لنا في كتاب الله أنه ليس علينا أن ننتظر معجزة من السماء ولا تأثيرا ما ولا تدخلا من قِبَل في حياتنا سوى ذلك الذي يقوم به تعالى في حياتنا بواسطة المناداة بكلمته الخلاصية التي تُصبح حية ضمن قلوبنا بواسطة الروح القدس. الإيمان، وجميع الأمور التي تنتج عن الإيمان القويم، الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله. وقد قال أحد رجال الله الأتقياء: كما أن الحديد يحمر عندما نضعه في النار هكذا أيضا يتكون إيماننا الصحيح بواسطة المناداة بالإنجيل.
ثالثا: الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله: هذه هي شهادة رسل المسيح.
سأل الرسول بولس أهل غلاطية الذين وقعوا تحت تأثير معلّمين مُتَهوِّدين قائلا:
" أيها الغلاطيون الأغبياء من رقاكم حتى لا تُذعنوا للحق أنتم الذين أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا؟ أريد أن أتعلم منكم هذا فقط: أبأعمال الناموس أخذتم الروح أم بخبر الإيمان؟... فالذي يمنحكم الروح ويعمل قوات فيكم أبأعمال الناموس أم بخبر الإيمان؟ (3: 1- 2و 5).
وكتب الرسول إلى مؤمني مدينة أفسس في آسيا الصغرى قائلا عن ينبوع الإيمان:
" الذي فيه (أي في السيد المسيح) أيضا أنتم إذ سمعتم كلمة الحق: إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضا إذ آمنتم خُتِمتم بروح الموعد القدوس الذي هو عُربون ميراثنا لفداء المُقتنى لمدح مجده" (1: 13و 14).
فالإيمان يرتكز على قوة الله ولكن هذه القوة إنما تظهر لنا بواسطة المناداة بالإنجيل كما يُفهمنا أيضا الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس حيث يقول:
" وأنا لما أتيت إليكم أيها الأخوة أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة مناديا لكم بشهادة الله. لأني لم أعزم أن أعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبا. وأنا كنت عندكم في ضعف وخوف ورعدة كثيرة، وكلامي وكرازتي (أي مناداتي بالإنجيل) لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله" (الرسالة الأولى إلى كورنثوس 2: 1- 5).
حيثما يُنادى بإنجيل الله وبشهادة الله هناك ينبوع الإيمان القويم، هناك الروح القدس العامل مع كلمته المحررة والمنعشة. أتود من كل قلبك أن تنال الخلاص والبر والفداء والسلام والراحة الأبدية؟ آمن أيها القارئ آمن بكلمة الله وإذ ذاك تنال جميع فوائد الفداء وتعلم عِلم اليقين أن إيمانك هذا ليس من ينبوع بشري بل مصدره روح الله القدوس.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024