منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 07 - 2015, 07:02 PM   رقم المشاركة : ( 8481 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,582

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الآب القادر على كل شيء

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يجدر بنا ألا ننظر إلى عقيدة سلطة الله المطلقة على كل شيء كمجرد إيمان عقلي شبه فلسفي عن الله وعن سلطته اللامحدودة في الكون، بل علينا أن نذهب إلى كلمة الله لرؤية الثمار التي يجب أن تَنتج عن هذه العقيدة في حياة معتنقيها. وهنا نشير إلى مبدأ هام في الكتاب والذي تكلم عنه موسى النبي بهذا الشكل في سفر التثنية:
" السرائر للرب إلهنا والمعلنات لنا ولبنينا إلى البد لِنَعمل بجميع كلمات هذه الشريعة" (29: 29) وهذا يعني أن كل ما يوحي به الله في كتابه المقدس إنما هو عقيدة ولكنها ليست عقيدة مجردة أو بدون علاقة بالحياة بل أن كل عقيدة موحى بها هي عقيدة حياة وعمل. ولذلك لن نذهب إلى التأمل في بقية أقسام القانون الإيمان قبل أن نرى التطبيق العملي والحياتي لعقيدة كون الله الآب قادرا على كل شيء.
كمؤمن أَقدر قبل كل شيء أن أقول أنّ إيماني بالله الآب القادر على كل شيء يُمكنني من وضع كل ثقتي فيه ولا يسمح لي مطلقا بأن أشك في اعتنائه الدائم بي أو بإعطائي كل ما أحتاجه لجسدي ولروحي. وكذلك يمكنني هذا الاعتقاد بان أؤمن إيمانا تاما بأن الله يجعل جميع الأمور تعمل معا لخيري، لأنه يقدر أن يقوم بهذا الأمر لكونه قادرا على كل شيء ويرغب في القيام بذلك لأنه آب آمين على مواعده. قال السيد المسيح لتلاميذه:
" مِن أجل هذا أقول لكم، لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون ولا لأجسادكم بما تلبسون. فإن الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس. تأملوا الغرباء فإنها لا تزرع ولا تحصد وليس لها مخزن ولا هرى والله يقوتها، فكم أنتم بالحري أفضل من الطيور. ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على عمره لحظة واحدة؟ فإن كنتم لا تقدرون على الشيء الأصغر فلماذا تهتمون بالأمور الأخرى؟" (الإنجيل حسب لوقا 12: 22- 26).
وقال أيضا الرب يسوع: " أم أي إنسان منكم يسأله ابنه خُبْزا فيعطيه حجرا؟ أو يسأله سمكة فيعطيه حية؟ فإذا كنتم، وأنتم أشرار، تعرفون أن تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا صالحة، فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يَهِبُ خيرات للذين يسألونه" (الإنجيل حسب متى 7: 9-11).
وتكلم الرسول بولس عن هذا الموضوع في رسالته إلى أهل فيلبي:" وسيملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع " (4: 19).
وكذلك قال الرسول في رسالته إلى أهل رومية عن قوة الله وعملها لصالح المؤمنين:
" ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يُحبون الله الذين هم مَدعوون حسب قصده" (8: 28) وطبعا هذه الأشياء التي يتكلم عنها الرسول إنما تعمل حسب مشيئة الله المختصة بكل مؤمن ومؤمنة.
وعندما جاء أخوة يوسف إلى أخيهم بعد وفات والدهم يعقوب قالوا له:
" أبوك أوصى قبل موته قائلا: هكذا تقولون ليوسف: آه أصفح عن ذنب أخوتك وخطيتهم فإنهم صنعوا بك شرا، فالآن اصفح عن ذنب عبيد إله أبيك. فبكى يوسف حين كلموه. وأتى أخوته أيضا ووقعوا أمامه وقالوا: ها نحن عبيدك. فقال لهم يوسف: لا تخافوا: لأنه هل أنا مكان الله؟ أنتم قَصَدتم لي شرا، أما الله فقصد بي خيرا لكي يفعل كما اليوم، لِيُحْيي شعبا كثيرا" (التكوين 50: 16- 20).
يكشف الله إذا عن ذاته كآب ضابط للكل وقادر على كل شيء وذلك ليس فقط من ناحية نظرية بل عملية. وبالنسبة لكل مؤمن ومؤمنة تصبح هذه العقيدة من أهم العقائد العملية التي تُكيف حياتهما. ومن المؤسف جدا أننا لا نحيا حسب التعزية العظيمة التي تَكمن في هذا التعليم الكتابي إذ أن بقايا الخطية فينا وميلنا الشرير نحو الشك بكلمة الله وبمواعيده يحرمنا من العيش بصورة تامة على هذا اليقين الكتابي. ولكنه يتوجب علينا كمؤمنين أن نثابر مجاهدين على الطريق الإيمان وأن نُخضعَ جميع أفكارنا ونظرياتنا لحقائق الكلمة الإلهية الموحى بها.
وهذه بعض الأسئلة التي يقدر كل مؤمن ومؤمنة بأن يطرحها على أنفسهما:
1- هل قَبِلتَ الحياة التي وهبني إياها الله؟
2- هل قبلت بامتنان والديَّ وأهلي كما هم وهل أشكر الله من أجلهم؟
3- هل قبلت بامتنان الزمان والبيئة والمحيط التي ولدتُ فيها؟
4- ما هو موقفي من مواهب الله التي مُنحتُ إياها؟ هل أقبلها منه بامتنان؟
5- هل أؤمن إيمانا تاما بأن الله يعطيني اليوم كل ما أنا بحاجة إليه؟
6- هل أومن إيمانا تاما بأن الله تعالى سيعطيني أيضا في المستقبل كل ما أنا بحاجة غليه حسب حكمته؟
ما هي أجوبتي لهذه الأسئلة؟ هل أقدر أن أجيب عليها بشكل إيجابي وأقول نعم: أنا بنعمة الله قابل بامتنان كل مواهب الله ولست أخبئ ضمن حياتي أية ثورة أو امتعاض على موقف الله مني؟ فإن كنت لا أستطيع أن أقبل الحياة التي أتمتع بها كما أنا حاصل عليها من يد الله فإنني أكون في نفس الوقت منكرا لعقيدة الله الآب الضابط الكل والقادر على كل شيء، منكرا إياها من الناحية العملية إذ أنني أرفض تطبيقاتها ضمن نطاق حياتي.
إلا يجدر بي كمؤمن أن أتخلى بصورة تامة عن مخاوفي وقلقي بخصوص حياتي؟ هل يمكنني لأبي السماوي بأن يتخلى عني بعد أن أعطاني الحياة الأبدية؟ عل ينكر الله ذاته؟ هل يُغيِّر مواعيده؟ بما أن الآب هو قادر على كل شيء وأنه ليست هناك قوة عمياء تُسيِّر أمور هذا الكون فلماذا العيش وكأن حياتي هي تحت رحمة قوى غير خاضعة لسلطة الله المطلقة؟
عليَّ كمؤمن أن أطرح جانبا كل نظرية فلسفية تُغاير تعاليم الكتاب وأن أتيقن بأنه ليس هناك تعايش بين إيمان حي بالله القادر على كل شيء والاعتقاد بالحظ أو بالنصيب أو القدر أو أية قوة عمياء حتمية تعمل من تلقاء ذاتها ضد بني البشر وخارج نطاق قوة الله الآب.
 
قديم 17 - 07 - 2015, 07:07 PM   رقم المشاركة : ( 8482 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,582

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خالق السماء والأرض

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نعترف بإيماننا الكتابي ونقول: أومن بإله آب ضابط الكل خالق السماء والأرض وكل ما يرى ولا يرى. وقد رأينا حتى الآن في دروسنا في تعاليم الكتاب المقدس أن الله الآب هو قادر على كل شيء وأنه يستعمل هذه المقدرة اللامحدودة لخير أبنائه الذين تبناهم في المسيح يسوع. ولا بد لنا الآن من التعليق على العبارة: خالق السماء والأرض، كل ما يُرى وما لا يرى. إذ أننا عندما نقول بأننا نؤمن بإله واحد...
خالق السماء والأرض والأمور المنظورة وغير المنظورة نُقِرُّ ونعترف بإيماننا الكتابي الذي يختلف كل الإختلاف عن المعتقدات السائدة في أيامنا هذه والتي تؤله المادة وتُعَلِّم أن الكون المادي هو كل ما له وجود وأنه كان منذ الأزل من تلقاء نفسه ولنفسه. وما تعلمناه سابقا عن كون الله قادرا على كل شيء لا يكون ذو أهمية أن لم نُقر بعقيدة الخالق عزّ وجل الذي صنع السموات والأرض والكون وسائر المخلوقات المنظورة منها وغير المنظورة. إن لم يكن الله هو الخالق وخالق الكل فإنه لا يقدر أن يكون قادرا على كل شيء ولا ضابطا لكل شيء. نشكر الله لأنه كشف عن ذاته في كتابه المقدس وأخبرنا بأنه هو الخالق ولذلك نقدر أن نركن إليه ونحتمي ونلقي جانبا سائر النظريات والافتراضات التي تُحاول تفسير العالم والوجود بأسره بواسطة فلسفة مادية عقيمة وخالية من المحبة والرحمة.
يُعلمنا الكتاب إذن أن الله خلق الكون بأسره من لا شيء وأنه تعالى يسوس هذا الكون بكلمة قدرته. وعبارة السماء والأرض أنه هناك عالما روحيا فوق الطبيعة وكذلك كونا ماديا شاسعا تَسبح فيه النجوم والأفلاك العديدة. وهذا الكون بأسره إنما يعلن عن وجود الله ويُخبر عن عظائمه وعن قوته ولاهوته. فهو إذن ذو قيمة كبيرة وإن كانت هذه الأمور لا تفيد الناس الخطاة لأنهم لا يتمتعون ببصر روحي سليم. أي أن الإنسان الخاطئ لم يَعد ينظر إلى الكون بعين سليمة بل أصبح تائها في أفكاره الشريرة وغير قادر على رؤية عظمة الله في الكون.
وقد قال صاحب المزمور الـ 33 عن موضوعنا:
" بكلمة الرب صُنِعت السموات وبِنَسْمَةِ فيه كل جنودها" (6) قائلا:
" لأن ما يُعرف عن الله ظاهر فيهم لأن الله أظهَرَه لهم. لأن أموره غير المنظورة أي قُدرته السرمدية ولاهوته، تُرى منذ خلق العالم، مُدْرَكَة في المخلوقات، فلذلك هم بلا عذر" (1: 19و 20).
فكما أن الآلة المصنوعة من قِبَل المخترع الماهر تُشير إلى مخترعها هكذا أيضا تُشير السموات والأرض إلى باريها. وهذا الإعلان هام جدا أي إعلان الله الكائن في الطبيعة بالرغم من أنه لا يدرك الآن إدراكا صحيحا من قِبَل الإنسان الخاطئ الغير مهتدي إلى نور إعلان الله الخاص والفدائي الكائن في الكتاب.
فقد تَغَنى المرنِّم داود بالهام الروح القدس قائلا عن موضوعنا:
" السموات تُحَدِّث بمجد الله. والفلك يُخبر بعمل يديه. يوم إلى يوم يذيع كلاما وليل إلى ليل يبدي عِلما. لا قَوْلٌ ولا كلام. لا يُسْمَعُ صوتهم. في كل الأرض خرج منطِقُهُم وإلى أقصى السموات خروجها ومدارها إلى أقاصيها ولا شيء يختفي من حرّها" (المزمور الـ 19: 1- 6).
وأخيرا علينا أن نلاحظ أن الله لم يخلق الكون كما نراه الآن بأعيننا. فإن خليقة الله العظيمة والجميلة والحسنة التي نقرأ عنها في سفر التكوين هذه الخليقة سقطت مع آدم وحواء وأصبحت تحت سلطان الشر والخطية. وهكذا فإننا نقدر أن نقول بأن كل شيء في هذا العالم الذي لا يمكن إرجاعه إلى الله كَمُبْدِعِهِ إنما هو بسبب الخطية. الموت مثلا هو أجرة الخطية والطبيعة بأسرها تئن وتتمخَّض إلى الآن وحتى نهاية التاريخ البشري بسبب عصيان آدم الإنسان الأول. كل التشويش الهائل الذي نراه في العالم من قحط وجراثيم وأوبئة كل ذلك يعود إلى الخطية. فلنتذكر دوما هذا العامل المؤلم عامل الخطية والشر عندما ننظر إلى عالمنا الذي نحن جزء منه ولنشكر الله الذي لم يقف مكتوف اليدين تجاه ثورة الإنسان وعُصيانه بل جاء بتدبير الخلاص والإنقاذ الذي لا يستفيد منه الإنسان وحده فقط بل الطبيعة بأسرها بل الكون بأسره. المجد للآب والابن والروح القدس الإله الواحد من الآن وإلى الأبد، آمين.
 
قديم 17 - 07 - 2015, 07:08 PM   رقم المشاركة : ( 8483 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,582

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العناية الإلهية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يُعلمنا كتاب الله المقدس أن الله تعالى يعتني بجميع مخلوقاته ويسوس أمورها بصورة دائمة ومستمرة. وهذا التعليم أو هذه العقيدة تُعرف باسم العناية الإلهية. ولذلك لا يجوز مطلقا لأي إنسان أن يظن بأن الله الخالق ترك أمور الكون والعالم لتسير حسب رغبتها الخاصة بعد أن جاء بها إلى الوجود. لا يزال الخالق تعالى اسمه يُسيطر على جميع أمور العالم وكل شيء يوجد نظرا لإرادته السَنية ليس هناك أي طلاق بين عقيدة الخليقة وعقيدة العناية الإلهية ولا يمكن للإنسان أن يعتقد بالواحدة بدون أن يدين بالأخرى.
وهذه بعض الآيات الكتابية التي تُشير إلى عناية الله غير المنقطعة والدائمة في شؤون هذا العالم:
نقرأ من سفر أيوب: " لأجل ذلك اسمعوا لي يا ذوي الألباب: حاشا لله من الشر وللقدير من الظلم. لأنه يُجازي الإنسان على فعله وينيل الرجل كطريقة. فحقا أن الله لا يفعل سواء والقدير لا يُعَوّج القضاء. من وكَّله بالأرض ومن صنع المسكونة كلِّها؟ إن جعل عليه قلبه، إن جمع إلى نفسه روحه ونسمته، يُسلم الروح كل بشر جميعا، ويعود الإنسان إلى التراب" (34: 10- 15).
وبعد طوفان نوح قال الرب: " لا أعود ألعن الأرض أيضا من أجل الإنسان لأن تصور قلب الإنسان شرير منذ أيام الأرض زرع وحصاد، وبرد وحر، وصيف وشتاء، ونهار وليل لا تزال" (التكوين 8: 21و 22).
وعندما وفد بولس الرسول إلى برنابا إلى مدينة لسترة في آسيا الصغرى وقاما بمعجزة شفاء رجل عاجز الرجلين مُقْعد من بطن أمه جاء أهل المدينة الوثنيون وأرادوا أن يعبدوا خادمي المسيح فما كان منها إلا أن مزقا ثيابهما واندفعا إلى الجمع صارخين وقائلين: " أيها الرجال لماذا تفعلون هذا؟ نحن أيضا بشر تحت آلام مثلكم، نُبشركم أن تَرجعوا من هذه الأباطيل إلى الإله الحي الذي خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، الذي في الأجيال الماضية ترك جميع الأمم يسلكون في طُرفهم مع أنه لم يترك نفسه بلا شاهد وهو يفعل خيرا: يعطينا من السماء أمطارا وأزمنة مثمرة ويملأ قلوبنا طعاما وسرورا" (أعمال الرسل 14: 15- 17).
وعندما جاء الرسول بولس إلى أثينا عاصمة اليونان ورأى انغماس الناس فيها في عبادة الأوثان وبخهم على ظلامهم الديني وأظهر لهم أن الله أن الله الخالق هو الذي يُدير دفة التاريخ وذلك بهذه الكلمات الشهيرة:
" أيها الرجال الأثينيون، أرى أنكم من كل وجه متدينون كثيرا. فإني بينما كنت أمر وأشاهد معبوداتكم وجدتُ أيضا مذبحا مكتوبا عليه: للإله المجهول. فذاك الذي تعبدونه وأنتم تجهلونه، به أبشركم أنا. إن الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه، إذ هو رب السماء والأرض، لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي. ولا تخدمه أيدي البشر، كأنه محتاج إلى شيء إذ أنه هو الذي يُعطي الجميع حياة ونفسا وكل شيء. وقد صنع من واحد كل أمة من البشر ليسكنوا على وجه الأرض كلها.
وقد حتم بالأوقات المعينة وبحدود أماكن سكناهم. لكي يطلبوا الله لعلهم يتلمسونه فيجدونه. مع أنه غير بعيد من كل واحد منا. لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد.
" كما قال أيضا بعض شعرائكم:
فإننا نحن ذريته-،
فإن نحن ذرية الله فلا ينبغي أن تظن اللاهوت شبيها بالذهب أو الفضة أو الحجر، مما يُنقش بصناعة الإنسان واختراعه. ولقد أغْضَى الله عن أزمنة الجهل، أما الآن فإنه يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا، لأنه قد حدد يوما سيدين فيه المسكونة بالعدل بإنسان قد عينه مقدما للجميع برهانا إذ أقامه من بين الأموات" (أعمال الرسل 17: 22- 31).
العناية الإلهية عقيدة كتابية ومن يقرأ الكتاب لا بد من أن يجدها في جميع أسفار كلمة الله. وهنا لابد لنا من التساؤل: هل تشمل سلطة الله المطلقة والكلية جميع ما في الوجود؟ أم هل هناك حالات أو ظروف لا يقدر الله تعالى أن يضع فيها سلطته وسيطرته موضع التنفيذ؟ نعود إلى الكتاب المصدر الوحيد للعقائد ونقول: إن الله لا يعرف أية موانع ولا يقف مكتوف اليدين لأي أية ظروف أو حالات. إنه قادر على كل شيء ويعتني ويسوس كل شيء، وإن حددنا سلطته أي إن وضعنا لها حدودا فإننا نكون بذلك منكرين الإله الحقيقي صانع السماء والأرض ومعتقدين بكائن هو أقل من الله.
ولكننا نثابر على التساؤل ونقول: ما هو موقف الله من الرجال الأشرار والملحدين؟ ما هو موقف الله تجاه إبليس وأعوانه الشياطين؟ هل يمكن لنا أن نقول إن الله يُظهر سلطته في حياة هؤلاء العاصين على إرادته والثائرين على جلاله؟ الجواب الذي نستقيه من الكتاب هو أن سلطة الله ظاهرة وواقعية حتى في حياة أولئك الذين يُنكرونه، حتى في حياة الشياطين. طبعا لا نعني أن الذين يستمرون على إنكار الله ووجوده والذين لا يقبلون الخلاص المجاني المُنادى به في الإنجيل إنهم سينجحون أو إنهم يفعلون ما يُرضي الله. ولا نقول بأن الشياطين تسرُّ بعمل مشيئة الله وخِدمته كما تقوم بذلك ملائكة السماء. ما نجزم به هو أن جميع الثائرين على الله من بشر وشياطين لا يمكنهم أن يخرجوا خارج النطاق المعين الذي رسمه الله لوجوده وأنهم في كثير من الأحيان يقومون بعمل مشيئة الله وذلك بالرغم من ثورتهم عليه تعالى.
لنأخذ مثلا أيوب الصديق. سمح الله للشيطان بأن يُؤذي أيوب الصديق في أمواله وعياله وفي صحته الجسدية ولكنه قال للشيطان كانت في إيذاء أيوب ماديا وروحيا ولكنه لم ينجح في ذلك. وفي النهاية خرج أيوب من محنته الشديدة وهو أكثر إيمانا بالله وأكثر التصاقا بربه وباريه. وكذلك يمكن الإشارة إلى كورش الفارسي الذي كان وثنيا ولكنه قام بتنفيذ إرادة الله في معاقبة الأمم الوثنية الأخرى في أيام ما قبل المسيح والتي كانت آثامها الكثيرة قد وصلت إلى حدها الأعلى. لا شيء هو خارج نطاق العناية الإلهية ولكن المؤمن يعلم أن هذه العقيدة يُحاربها عندما يسمع بها ولكنه مع كل ذلك يبقى تحت سلطة وسيطرة الله خالق السماء والأرض والمعتني بكل ما في الوجود.
 
قديم 17 - 07 - 2015, 07:09 PM   رقم المشاركة : ( 8484 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,582

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ثمر الإيمان بالعناية الإلهية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تشمل عناية الله كل شيء وكل من يمس بهذه العقيدة يحط من شأن الله القدوس. حتى أعداء الله من البشر والشياطين لا يستطيعوا أن يتجاوزوا حدود شرهم وضلالهم وأنهم يقومون في كثير من الأحيان بعمل إرادة الله بالرغم من عداواتهم الشديدة للخالق عز وجل. هذا الإيمان ليس عبارة عن فلسفة أو اجتهاد بشري بل إنما نستقيه من كلمة الله الحية ويتفق بشكل تام مع وحي الله الذي نعترف به قائلين: أومن بإله واحد آب ضابط الكل خالق السماء والأرض كل ما يرى وما لا يرى. وكما لاحظنا في درس سابق أن تعاليم الكتاب هي عقائد حياتية لا مجرد تعاليم عقلية فلسفية. كل ما يوحي به الله له علاقة شديدة بالحياة التي نحياها على هذه الأرض. لسنا كأهل الوثنيين القدماء أو المعاصرين الذين يعتقدون بأن آلهتهم لا تهتم مطلقا بشؤون بني البشر وأنه من واجب المتعبدين لها بأن يرضوها بذبائح وتَقدمات ليتقوا شرها، ن}من بالله خالق السماء والأرض، برب العالمين، بسيد الكون، بملك الملوك ورب الأرباب، بمن له مطلق الصلاحية في شتى نواحي الحياة وبمن يُسَيّر دفة التاريخ إلى نهايته حسب تدبيره العظيم الذي لن يعرف الفشل أو الانهيار.
ولهذا الإيمان الذي ندين به والذي يرتكز على كونه تعالى المعتني بشؤون العالم وخاصة بالمؤمنين به، لهذا الإيمان نتائج عملية. تلخص أهم الثمار التي تنمو على شجرة الإيمان الحقيقي المختص بالله الآب وبعنايته للعالم الذي خلقه وخاصة بالنسبة لأحبائه الذين تبناهم في المسيح يسوع.
كم كانت تعاستنا عظيمة لو كان الجاحدون والملحدون والمضطهدون والأشقياء والمجرمون والشياطين، لو كانوا كلهم يقدرون أن يعملوا بالرغم من الإرادة الإلهية أو خارج تدبيره العجيب لحياتنا كمؤمنين. كيف بإمكاننا أن نحصل على أي هدوء أو سلام أن كنا نظن بأننا تحت رحمة أعداء الله الذين يقدرون أن يعملوا بدون إذن الله. ولكننا عندما نعلم بأن الله يضع حدودا لهؤلاء الأشرار من بشر وأبالسة وأنهم لا يقدرون أن يفعلوا أي شيء بدون إرادته، عندما نعلم أنه ليس هناك أي مخلوق يقدر أن يفصلنا عن محبة الله وحمايته لنا، عندئذ نكون صبورين إبان محننا، شكورين إبان أيام الخير والسلام، وواثقين بالله بصورة تامة بالرغم من كل ما يحدث لنا في الحياة. وإذ ذلك نكتشف أنه في كثير من الأحيان تكون قوة الله الآب مستترة تحت الآلام وبركته تحت التجارب والضيقات. وهذه بعض الآيات الكتابية التي تبحث في موضوع ثمار عقيدة الإيمان بالله وبعنايته لنا نحن الذين وضعنا رجاءنا في كلمته وفي ابنه يسوع المسيح:
كتب الرسول بولس في رسالته إلى أهل الإيمان في رومية: " ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يُحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده... فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عُمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا" (8: 28و 38و 39).
كتب الرسول في هذه الرسالة عن موقفنا من الضيقات:
" نفتخر أيضا في الضيقات عالمين أن الضيق يُنشئ صبرا والصبر تزكية والتزكية رجاء والرجاء لا يخزي لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا" (5: 3- 5)
وقال الرسول يعقوب عن الموضوع ذاته في رسالته:
" احسبوا كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة عالمين أن امتحان إيمانكم يُنشئ صبرا وأما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء" (1: 2- 4) فلولا اعتقاد المؤمنين كبولس الرسول ويعقوب بأن الله هو الذي له الكلمة الأخيرة في كل شيء، ولولا اعتقادهم بأن الله هو المسيطر على جميع المخلوقات حتى تلك التي هي ثائرة على شريعته، لما استطاعوا بأن يكتبوا ما كتبوه في رسائلهم لأهل الإيمان في القرن الأول الميلادي. لولا هذا الإيمان لما استطاع أيوب الصديق عندما سمع بالمحن المتتالية التي انقضت عليه وعلى أسرته، بأن يقول من أعماق قلبه:
" عريانا خَرَجت من بطن أمي وعريانا أعود إلى هناك، الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركا" (1: 21)
وهذه قَبلت الأمور التالية وكأنها آتية إليَّ من يد الله ولخيري: المرض الذي ألم بي وأقعدني عن العمل والنشاط لمدة ما؟ الخسارة المادية التي مُنيت بها في أعمالي؟ الفشل في الامتحان النهائي بالرغم من جَدِّي ونشاطي أثناء السنة الدراسية؟ موت أحد أفراد عائلتي أو وقوعهم في مرض مزمن من النادر أن يُشفى منه؟ هل أقبل مصائب الحياة مثل أيوب الصديق أم هل أفكر وأحيا وكأنه هناك نواحي عديدة من الحياة تقع خارج نطاق عناية الله وضمن قوة حتمية عمياء أو حظ ظالم؟ ليساعدنا الله القادر على كل شيء لنحيا بملء الإيمان التام والمطلق بعنايته التامة والكلية بجميع أمور حياتنا.
 
قديم 17 - 07 - 2015, 07:10 PM   رقم المشاركة : ( 8485 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,582

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفادي يسوع المسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تُعلمنا كلمة الله بشكل خاص عن الإنسان من الخطية والشر. وهكذا بعد أن انتهينا من البحث في موضوع الله الخالق وفي العناية الإلهية نأتي الآن إلى دراسة مطولة لعمل يسوع الفدائي من أجل تحرير البشرية من طغيان الشر وعبودية الشيطان والخطية. وكما ألمحنا مرارا في هذه الدروس الكتابية لا نقدر أن نكتفي بمعرفة عقلية مجردة لهذه الأمور الهامة بل يتوجب علينا أن نختبرها ضمن حياتنا وهذا لا يتم إلا بمعونة الله. فلنتضرع دوما إلى الرب ليمكننا من اختبار ما نتعلمه في هذه الدروس لكي لا نكون من سامعي الكلمة فقط بل من العاملين بها أيضا.
نلاحظ قبل كل شيء أن الرب أُعطي اسم يسوع عند ولادته من مريم العذراء وهذا أمر هام لأن اسم السيد المسيح له دليل قوي على العمل الذي أتى لإتمامه. ويمكننا القول بأن هذا الاسم يُشير حسب معناه الأصلي إلى كون المسيح له المجد مخلصا أي أنه أُعطي من الله الآب هذا الاسم المجيد لأنه وحده قادر بأن يُخلصنا من جميع ذنوبنا وخطايانا. فاسم يسوع إنما يُشير إلى من يُخلص أو يُنقذ أو يُحرر.
وهذه بعض الآيات الكتابية المتعلقة بموضوعنا هذا:
عندما ظهر ملاك الرب ليوسف قال له: " يا يوسف ابن داود لا تَخف أن تأخذ مريم امرأتك. لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابنا وتدعو اسمه: يسوع لأنه يُخلص شعبه من خطاياهم. وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: هوذا العذراء تَحبل وتلد ابنا ويَدعون اسمه عِمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا" (الإنجيل حسب متى 1: 20- 23).
وشهد بطرس الرسول بالمخلص أمام رؤساء الدين في مدينة القدس قائلا بدون خوف:
" ليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسم تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نَخلص" (أعمال الرسل 4: 12).
وكتب صاحب الرسالة إلى العبرانيين عن الرب يسوع المسيح قائلا: " وأما هو فلكونه يبقى إلى الأبد له كهنوت لا يَنتقل إلى آخر. ومن ثم فهو يقدر أن يُخلص تماما الذين يتقربون به إلى الله إذ هو حي كل حين ليشفع فيهم" (7: 24و 25).
وبما أن السيد المسيح هو المخلص الوحيد فمن العبث إذن الالتجاء إلى البشر من أجل الحصول على الخلاص ونلاحظ من تعاليم الرسل المدونة في الكتاب بأنهم كانوا غيورين جدا بالنسبة إلى كون المسيح المخلص الوحيد للبشرية وإنه لا جدوى مطلقا في السعي إلى إرضاء الله بواسطة أعمال صالحة أو التقرب إليه بواسطة ملائكة أو بشر. وكان الرسول بولس من أشد الرسل حماسا للدفاع عن هذه العقيدة الكتابية وذلك لأنه كان قبل اهتدائه إلى المسيحية من المعتقدين بأن الإنسان يُرضي الله وينال الغفران بواسطة الأعمال.
كتب الرسول بولس إلى أهل الإيمان في غلاطية والذين كانوا قد أخذوا يرتدُّون عن عقيدة الخلاص بواسطة المسيح ونعمته وقال:
" قد تبطَّلتم عن المسيح أيها الذين تتبررَّون بالناموس سقطتم من النعمة. فإننا بالروح من الإيمان نتوقع رجاء برّ، لأنه في المسيح يسوع لا الخِتان ينفع شيئا ولا الفُرْلة، بل الإيمان العامل بالمحبة" (5: 4- 6).
وكتب الرسول إلى المؤمنين في مدينة كولوسي قائلا عن موضوعنا هذا:
" لأنه فيه- أي في المسيح يسوع- سُرَّان يحل كل الملء وأن يُصالح به الكل لنفسه عاملا الصُلح بدم صليبه بواسطته، سواء كان ما على الأرض أم ما في السموات: (1: 19و 20)
ومن المؤسف جدا أن يكون هذا التعليم غير مُرَحَّب به وذلك لتعارضه مع تعاليم الحكمة البشرية. وقد أشار إلى هذا الأمر الرسول في بدء رسالته الأولى إلى المؤمنين في مدينة كورنثوس اليونانية:
" فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله. لأنه مكتوب: سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء. أين الحكيم؟ أين الكاتب؟ أين مباحث هذا الدهر؟ ألم يُجَهِّل الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يُخلص المؤمنين بجهالة الكرازة – أي المناداة بالانجيل. لأن اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة ولكننا نحن نكرز – أي ننادي – بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة وأما للمدعوين يهودا ويونانيا فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. لأن جهالة الله أحكم من الناس وضعف الله أقوى من الناس.
فانظروا دعوتكم أيها الأخوة أن ليس كثيرون حكماء حسب الجسد، ليس كثيرون شرفاء بل اختار الله جُهال العالم ليُخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم لِيخزي الأقوياء واختار الله أدنياء العالم والمُزْدرى وغير الموجود ليبطل الموجود لكي لا يفتخركل ذي جسد أمامه. ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء، حتى كما هو مكتوب: من افتخر فليفتخر بالرب" (1: 18 ).
 
قديم 17 - 07 - 2015, 07:12 PM   رقم المشاركة : ( 8486 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,582

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفادي يسوع المسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ابتدأنا في درسنا السابق بدراستنا لموضوع الفادي يسوع المسيح وذكرنا أننا سنقوم ببحث مطول لموضوعنا هذا نظرا لكون الكتاب المقدس في قسمه الأكبر يبحث في المخلص الذي جاء إلى العالم لإنقاذ البشرية من الخطية. فالكتاب المقدس ليس عبارة عن شرائع وقوانين وتاريخ فقط بل أنه قبل كل شيء وحي الله الفدائي، ذلك الوحي المتمركز بيسوع المسيح وبما قام به لتتميم خلاص العالم. ولذلك نستطيع أن نقول أن قسما كبيرا من تعاليم كلمة الله يبحث في الخبر المفرح، أي في الإنجيل.
لاحظنا في درسنا السابق أن معنى اسم يسوع هو المخلص أو المنقذ أو المحرر. أما الآن فإننا سنبحث في معنى كلمة المسيح. وهذه الكلمة تُشير إلى كون ابن الله المتجسد قد مُسح من قبل الله أي أُعطي جميع نعم الروح القدس التي تجعله نبيا وكاهنا وملكا. وبعبارة أخرى تُشير كلمة مسيح إلى نبوة المخلص وكهنوته وملكوته.
أولا: يسوع المسيح هو نبينا ومعلمنا الأعظم. فعندما كان على الأرض كان السيد له المجد يكشف الله الآب وخاصة مشيئته المتعلقة بفدائنا من ربقة الخطية. وجميع تعاليم السيد المسيح كانت نهائية وتامة. فقد قال له المجد في إحدى المناسبات:
" تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني. إن شاء أحد أن يعمل مشيئة يعرف التعليم هل هو من الله أم أتكلم أنا من نفسي، من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه، وأما من يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم" (الإنجيل حسب يوحنا 7: 16- 18).
"... لكن الذي أرسلني فهو حق وأنا ما سمعته منه فهذا أقوله للعالم" (الإنجيل حسب يوحنا 8: 26).
"... متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون إني أنا هو ولست أفعل شيئا من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبي" (الإنجيل حسب يوحنا 8: 28).
" أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله" (الإنجيل حسب يوحنا 8: 40).
وقال الرسول يوحنا في الإنجيل مايلي عن السيد المسيح:
" لأن الشريعة أُعطيت على يد موسى، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح جاءا. الله لم يره أحد قط، الإله، الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو قد أخبر عنه" (الإنجيل حسب يوحنا 1: 17و 18).
وقبيل موته على الصليب قال الرب يسوع لتلاميذه:
" الكلام الذي أكلكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال... الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي والكلام الذي تسمعونه ليس لي للآب الذي أرسلني" (الإنجيل حسب يوحنا 14: 10و 24).
ونستنتج من كون المسيح يسوع نبيا ومعلما عظيما أرسله الله إلى عالمنا هذا ليقوم بمهمة رئيسية ألا وهي فداء العالم أن هناك إنجيلا واحدا أو تعليما واحدا عن المسيح لا عدة تعاليم. وبعبارة أخرى لا يمكننا أن نكون من المؤمنين بالسيد له المجد وأن ننكر في نفس الوقت تعاليمه الواردة على صفحات الكتاب. لا نكون مخلصين له إن كنا لا نقبل جميع تعاليم رسله المدونة في الكتاب. ومنذ القديم كان البعض ينحرفون عن الإيمان القويم ويبدؤون بقبول تعاليم لم يكن السيد له المجد ولا رسله القديسون قد علموها أو تكلموا عنها. وهذا ما حدى بالرسول بولس إلى القول في رسالته إلى أهل الإيمان في غلاطية:
" إني أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى انجيل آخر- ليس هو آخر- غير أنه يوجد قوم يُزعجكم ويريدون أن يُحولوا انجيل المسيح. ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما(أي ملعونا). كما سبق فقلنا أقول الآن أيضا إن كان أحد يُبشركم بغير ما قبلتم فليكن أناثيما" (1: 6- 9).
ثانيا: يسوع المسيح هو أيضا كاهننا الأعظم: كان للكاهن في أيام النظام القديم أي أيام العهد القديم الصلاحية بأن يتقدم أمام الله ليمثل الشعب ويُصلي من أجلهم وذلك بواسطة تقدمة الذبائح. أما يسوع المسيح فإنه قدم نفسه وجسده مرة واحدة وافتدانا بدمه الزكي ولا يزال يشفع فينا أمام الله الآب ولذلك فهو في أيام النظام الجديد أي منذ مجيئه الأول إلى مجيئه الثاني الكاهن الأعظم والوحيد.
" من سيشتكي على مختارى الله؟ الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضا الذي هو أيضا عن يمين الله الذي أيضا يشفع فينا" (الرسالة إلى أهل رومية 8: 33و 34).
" ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. فبالأولى كثيرا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيرا ونحن مُصالحون نخلص بحياته" (رومية 5: 8- 10).
وكتب صاحب الرسالة إلى العبرانيين عن كهنوت المسيح مقارنا إياه بكهنوت العهد المتلاشي:
" لأن أولئك بدون قَسم قد صاروا كهنة وأما هذا فبِقَسم من القائل له: أَقسم الرب ولن يندم: أنت كاهن إلى الأبد على رتبة مَلكي صادق، على قدر ذلك قد صار يسوع ضامنا لعهد أفضل. وأولئك قد صاروا كهنة كثيرين من أجل منعهم بالموت عن البقاء وأما هذا فمن أجل أنه يبقى إلى الأبد، له كهنوت لا يزول، فمن ثم يقدر أن يخلص أيضا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي في كل ليشفع فيهم" (7: 21- 25).
لنشكر الله الذي أعطانا مسيحه ليكون نبينا وكاهننا الأعظم ولأنه حي يشفع فينا في كل حين ويظهر لنا محبته الأزلية.
 
قديم 17 - 07 - 2015, 07:13 PM   رقم المشاركة : ( 8487 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,582

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفادي يسوع المسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعلمنا الكتاب أن كلمة مسيح بالنسبة إلى المخلص يسوع تُشير أيضا إلى كونه ملكا أبديا والرب يسوع يمارس سلطته الملكية الروحية بواسطة كلمة الله والروح القدس بالنسبة لجميع الذين يؤمنون به كمخلص. وكذلك نتعلم من الكتاب المقدس أن الرب يسوع المسيح له سلطة مطلقة في هذا الكون وإن هذه السلطة قد مارسها له المجد أثناء وجوده على الأرض ولا يزال يمارسها وهو الآن عن يمين الله الآب. وهذه حقيقة واقعية بالرغم من العصيان الهائل التي شاهدته الأرض والتي لا تزال تشاهده ضد الله ومسيحه. والوقت آت هندما سيظهر الرب يسوع انتصاره التام والنهائي على جميع القوات المعادية له.
قال الملاك جبرائيل للعذراء مريم: " لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله، وها أنت ستحبلين وتلدين إبنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يُدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (الإنجيل حسب لوقا 1: 30- 33).
وقبل أن يصعد السيد المسيح إلى السماء قال لتلاميذه: " دُفِعض إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض. فاذهبوا وتلمذوا جميع المم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا ما أوصيتكم به، وها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر، آمين" (متى 28: 18- 20).
إن ملكوت السيد المسيح هو ملكوت عمل لا مجرد كلام وقد أظهر له المجد سلطته اللامحدودة على نواح عديدة من الحياة والوجود أثناء حياته على الأرض. نقرأ مثلا في الإنجيل حسب مرقس مايلي بخصوص تسلط المسيح على الطبيعة بشكل تام:
" وقال لهم في ذلك اليوم لما كان المساء: لِنَجْتَز إلى العَبْر. فصرفوا الجمع وأخذوه كما كان في السفينة وكانت معه أيضا سفن أخرى صغيرة. فحدث نوء ريح عظيم فكانت الأمواج تضرب إلى السفينة حتى صارت تمتلئ، وكان هو في المؤخر على وسادة نائما. فأيقظوه وقالوا له: يا معلِّم أما يهمُّك أننا نهلك؟ فقام وانتهر الريح وقال للبحر: اسكت. أبكم. فَسكت الريح وصار هدوء عظيم. فقال لهم: ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم؟ فخافوا خوفا عظيما وقالوا لبعضهم بعضاً: من هو هذا؟ فإن الريح أيضا والبحر يُطيعانه" (4: 35- 4).
وكذلك أظهر الرب يسوع المسيح أنه سيد الحياة والموت، والصحة والمرض. فإن معجزات الشفاء العديدة التي قام بها وكذلك أقامة الموتى كان لها صفة إعلانية عن كونه سيدا مطلقا لحياة البشرية وأنه له المجد لم يكن ليقف مكتوف اليدين تجاه المرض والموت. وكم من المؤسف أن نلاحظ أن العديدين من الذين شاهدوا تلك المعجزات لم يَرضخوا لشاهدتها القوية بخصوص سلطان المسيح وملكوته. وكذلك كم من المؤسف أن يحاول اليوم غير المؤمنين إنكار المعجزات والآيات التي قام بها الرب يسوع وذلك لكي يتخلصوا من شهادة الكتاب عن كونه الواقع التاريخي المدون على صفحات الإنجيل المقدس.
ويجدر بنا أن نشير إلى أن الرب يسوع المسيح أثناء وجوده على الأرض أظهر سلطته اللامحدودة على العالم الروحاني.فقد كان العديدون من الناس في تلك الأيام تحت سلطة الشرير وكانت تسكنهم أرواحا شريرة ولكن الرب يسوع طرد تلك الأرواح الخبيثة من الناس وأعطى للجميع صورة مصغرة لما سيجري في نهاية التاريخ البشري عندما سَيُظهر السيد له المجد اندحار الشيطان وأعوانه الأبالسة وانتصار ملكوت الله على الشر والخطية.
ولابد لنا الآن من التعليق على النتائج العملية التي نَجنيها من كون المسيح له المجد نبينا وكاهننا وملكنا الأعظم، فنحن لا ندرس في هذه الدروس الكتابية مجرد دروس تاريخية بل دروس حياتية لها علاقة بصميم الحياة التي نحياها اليوم. وهكذا نطرح بعض الأسئلة العملية: ماذا أستفيد أنا كمؤمن وفي هذا اليوم من كون المسيح نبيا؟ إني أستفيد بصورة كبيرة من كون مخلصي نبيا لأنه ينيرني بواسطة كلمته المقدسة ويُعطيني المعرفة الحقيقية عن الآب السماوي جاعلا إياي خادما أمينا لله وشاهدا غيورا لمخلصي وسيدي.
علينا ألا ننسى أن عمل المسيح لم يكن له علاقة بالماضي السحيق فقط بل إنه كنبي لا يزال ينير جميع المؤمنين به ويعطيهم يوميا(وهذا يُرينا أهمية قراءة الكلمة الإلهية والصلاة يوميا) إن ينمو في معرفة الله. والمسيح الحي الذي هو في السماء يمكننا من أن يكون خداما أمناء لله وأن نشهد له في شتى المناسبات. ولذلك لا نكون مبالغين إن قلنا أننا نُصبح مشاركين له في عمل النبوة العظيم لا بمعنى أننا نصبح أنبياء ولا بمعنى أننا نقدر أن نعرف المستقبل المجهول بل بمعنى أننا نُصبح متكلمين باسم الله وبخصوص عمله الخلاصي العظيم الذي تم في وسط العالم وفي ملء الزمن.
وقد كتب الرسول يوحنا عن موضوعنا: " الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب، هو خبر" (الإنجيل حسب يوحنا 1: 18).
وقال السيد له المجد لتلاميذه: " ليس أحد يعرف هو البن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن الابن أن يُعلن له" (الإنجيل حسب لوقا 10: 22).
 
قديم 17 - 07 - 2015, 07:14 PM   رقم المشاركة : ( 8488 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,582

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفادي يسوع المسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نعود الآن للبحث في موضوع الفائدة التي يجنيها المؤمنون من كون المسيح كاهنا أعظم. حسب تعليم كلمة الله يقدر كل مؤمن ومؤمنة بأن يقولا من أعماق القلب:
إني أستفيد من كون السيد المسيح كاهنا في هذين الأمرين:
1: بما أن المسيح وسيط لي أمام الله فإنه يُصالحني اليوم مع الله الآب وبذلك أُصبح متمتعا بسلام روحي لا يُقدر بثمن.
2: أقدر أيضا كمؤمن بكهنوت المسيح بأن أتقدم اليوم من العرش السماوي وبأن أقدم كل حياتي كذبيحة مقدسة لله الآب. وكذلك لي الامتياز العظيم بأن أتقدم من الآب متضرعا من أجل جميع الناس ليأتوا هم إلى معرفة الحق واختبار الخلاص في حياتهم.
وهذه العقيدة العملية التي يجني ثمارها المؤمن في كل يوم إنما مبنية على التعاليم الكتابية والتي نقتبس منها مايلي:
" لأن المسيح لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بيد، أشباه الحقيقية بل إلى السماء عينها ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا" (الرسالة إلى العبرانيين 10: 10و 14).
وبعد أن انتهى الرسول بولس من شرح الإنجيل في رسالته إلى رومية انتقل إلى الكلام عن تطبيق الإنجيل في الحياة وقال مناشدا أهل الإيمان:
" فأطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله: عبادتكم العقلية. ولا تُشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (12: 1- 2).
نأتي الآن إلى البحث في ثمار عقيدة ملكوت المسيح.
قبل كل شيء عندما أومن بالمسيح يسوع كملكي وسيد حياتي وآخذ بعين الاعتبار جميع الحقائق الكتابية المتعلقة بملكوته أشعر بأن ضميري قد تحرر وأني صرت عبدا لِفي الذي يُحبني حبا عظيما والذي يُعطيني كل ما أحتاجه للعيش في القداسة.
وكذلك أحصل على قوة تُمكنني من الانتصار على الشيطان عدوي اللدود وعلى الخطية والعالم. وأخيرا أتأكد في قرارة قلبي بأنني سأملك مع يسوع المسيح في ملكوته الأبدي ومع سائر الأبرار الخالصين.
وهذه بعض الآيات الكتابية التي تبحث في موضوعنا هذا:
كتب الرسول بولس لأهل الإيمان في غلاطية: " فاثبتوا إذن في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا أيضا بنير العبودية... فإنكم إنما دُعيتم للحرية أيها الاخوة غير أنه لاتُصيروا الحرية فُرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا" (5: 1و 13).
وكتب الرسول يعقوب في رسالته للمؤمنين مناشدا إياهم على محاربة إبليس: " فاخضعوا لله، قاموا ابليس فيهرب منكم، اقتربوا إلى الله يقترب إليكم" (5: 7و 8).
وكتب الرسول يوحنا في أواخر القرن الأول الميلادي قائلا عن موضوع الغلبة على الشيطان: " لأن كل من ولد من الله يَغلب العالم وهذه هي الغلبة التي تَغلب العالم: إيماننا. من هو الذي يَغلب العالم إلا الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله؟" (رسالة يوحنا الرسول الأولى 5: 4و 5).
وإذ نأتي إلى نهاية بحثنا لمعنى كلمتي يسوع ومسيح لا بد لنا من البحث في معنى كلمة مسيحي.
المؤمن بيسوع المسيح يُدعى مسيحيا ويقدر أن يقول: إنني أحمل اسم مسيحي لأني مؤمن باسم يسوع المسيح مخلص وفادي العالم ولأنه بإيماني هذا قد أصبحت عضوا من أعضاء جسد المسيح ولأنني أحظى بجميع الامتيازات الروحية التي منحها الله الآب للسيد المسيح ليمنحها بدوره لنا.
كمسيحي اعترف وأشهد باسم مخلصي وبذلك أكون مشاركا لنبوة المسيح. أقدم ذاتي كذبيحة لله وللمسيح وأصلي وأتضرع وأصلي وأتضرع من أجل إخوتي المؤمنين وأقربائي بني البشر، وبذلك أكون مشاركا لكهنوت المسيح.
كمسيحي أحارب في هذه الحياة الخطية والشيطان عن ضمير وأملك في الأبدية مع السيد المسيح ومع سائر المؤمنين.
نلاحظ من هذه التعاليم الكتابية التي استقيناها من كلمة الله أنه من المستحيل للإنسان أن يُسمي نفسه مسيحيا وأن يكون في نفس الوقت غير متمتع بحياة مسيحية وبإيمان مسيحي. المسيحي الذي هو مسيحي من الناحية النظرية فقط هو كائن غير موجود لأن المسيحية هي عقيدة وحياة ولأن السيد المسيح يتطلب من سائر الذين يُسمون أنفسهم باسمه المجيد أن يُظهروا ذلك في حياتهم اليومية. طبعا ليس هناك مؤمن بالمسيح على هذه الأرض يقدران يَدَّعي أنه أصبح كاملا في حياته ولكن مهما كانت حياته بعيدة عن الكمال لا بد له من أن يُظهر حيوية الإيمان بالفادي يسوع المسيح. وسائر تعاليم قانون الإيمان مبنية على كلمة الله ولابد لها من أن تأتي بثمار صالحة في حياة معتنقيها لأنه هي مشيئة الله أن يُظهر المسيحي والمسيحية بحياتهما إيمانهما بالفادي يسوع.
 
قديم 17 - 07 - 2015, 07:15 PM   رقم المشاركة : ( 8489 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,582

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفادي يسوع المسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كنا نبحث في دروسنا السابقة عن تعليم الكتاب المختص بكلمتي: يسوع المسيح اللتين تُستعملان لدى الكلام عن الفادي الذي أرسله الله لتتميم خلاص البشرية من الخطية. وفي هذه الدروس نتبع قانون الإيمان المبني على تعاليم الكتاب المقدس. وهنا نورد ما نعترف به في هذا القانون عن السيد له المجد ونقول مع سائر المؤمنين في شتى العصور والأقاليم:
" نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، إله من إله نور من نور، إله حق من غله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء"
وبما إننا تكلمنا باختصار عن كلمتي يسوع ومسيح نأتي الآن إلى الكلام عن هذه العبارة الكتابية: ابن الله الوحيد.
وهنا نبدأ بالقول أننا عندما نستعمل كلمة ابناء الله بالنسبة للمؤمنين لا نكون بذلك مشيرين إلى نفس العلاقة الكائنة بين الله الآب والابن. يَصير المؤمن ابن الله بمعنى أن الله يتبناه وينظر إليه نظرة خاصة لأن الإنسان حسب حالته الطبيعية لا يقدر أن يقول أنه ابن الله أو أن ينظر إلى الله كأبيه السماوي. وهذا التعليم شدد عليه الرسول يوحنا عندما كتب في مقدمة الإنجيل الذي يحمل اسمه قائلا: " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه، الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (1: 12و 13) وهنا يتكلم الرسول عن الذين قبلوا المسيح يسوع كلمة الله كما كشف عن ذاته بعكس الذين رفضوه.
ماذا نعني إذن بعبارة: ابن الله الوحيد؟ نفهم هذه العبارة الكتابية كما يشرحها لنا الكتاب المقدس: إن ابن الله هو أزلي، إله من إله، إنه كان قبل أن يبدأ الكون ولم يبدأ وجوده عندما تجسد من مريم العذراء. وهكذا من الخطأ الفادح أن تقاس حياة ابن الله كما تُقاس حياة بني البشر: من يوم الولادة إلى يوم الوفاة. قبل التجسد كان ابن الله موجودا وهو كلمة الله الأزلي. وعندما تجسد ابن الله دعي باسم يسوع الناصري أو يسوع المسيح وبذلك صار مثلنا في كل شيء ما عدا الخطية. وهذا الظهور التاريخي لابن الله الأزلي في طبيعة بشرية بواسطة الروح القدس ندعوه بلغة الكتاب يتجسد الابن.
وهكذا بالنسبة إلينا نحن البشر يمكن تلخيص المراحل الرئيسية لحياة ابن الله كما يلي:
أولا: قبل خليقة العالم والكون: ابن الله هو أزلي وهو مع الآب والروح القدس إله واحد وكما كتب يوحنا الرسول في مقدمة الإنجيل: في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" (1: 1و 2)
ثانيا: عند خليقة العالم: كان الابن عاملا مع الآب في الخليقة الوارد ذكرها في افتتاحية سفر التكوين وهو السفر الأول من الكتاب المقدس. وقد كتب الرسول يوحنا:
" كل شيء به كان (أي بواسطة كلمة الله أي ابن الله) وبغيره لم يكن شيء مما كان، فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور يضيء في الظلمة لم تدركه" (1: 3- 5) وورد أيضا في المقدمة للإنجيل مايلي:
" كان العالم وكُوِّن العالم به ولم يَعرفه العالم" (عد 10).
وشهد الرسول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية عن هذا الموضوع قائلا:
" فإنه فيه- أي في ابن الله الأزلي- خُلق الكل، ما في السموات وما على الأرض، ما يثرى وما لا يرى، سواء كان عروشا أو رياسات أم سلاطين، الكل به وله قد خلق، الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل" (1: 16و 17).
ثالثا: أثناء تاريخ العالم منذ الخليقة يعمل الابن مع الآب في الاعتناء بالخليقة وفي محاربة الخطية. وقد قال الرب يسوع المسيح لمضطهديه من اليهود بعد أن قام بمعجزة شفاء رجل مشلول في يوم السبت: " أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (الإنجيل حسب يوحنا 5: 17) وكذلك كان الآب يكشف عن ذاته في حقبة العهد القديم بواسطة الابن ولهذا السبب كتب الرسول بولس عن بني اسرائيل أثناء وجودهم في البرية:
" وجميعُهم شربوا سرابا واحدا لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح" (الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 10: 4).
رابعا: تجسَّد كلمة الله أي أخذ طبيعة بشرية وبواسطة هذه الحادثة العظيمة الفريدة صار ممكنا لنا أن نتمعن في الله المتجسد. وهذه بعض الآيات الكتابية التي تتطرق إلى هذا الموضوع أي تجسد كلمة الله:
" والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا" (الإنجيل حسب يوحنا 1: 14).
" الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع والذي من الأرض يتكلم. الذي يأتي نم السماء هو فوق الجميع... لأن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله..." (الإنجيل حسب يوحنا 3: 13).
" فنادى يسوع وقال: الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني والذي أرسلني يراني يرى الذي أرسلني" (الإنجيل حسب يوحنا 12: 44و 45).
وكتب الرسول بولس في رسالته إلى أهل كولوسي: " لأن فيه- أي في السيد المسيح- سُرَّ أن يحل كل الملء" (1: 19).
 
قديم 17 - 07 - 2015, 07:17 PM   رقم المشاركة : ( 8490 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,335,582

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

آلام وموت يسوع المسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عندما نعترف بإيماننا المسيحي المبني على تعاليم كلمة الله نأتي على ذكر تجسد ابن الله بواسطة الروح القدس ومن مريم العذراء ثم لا نلبث أن نذكر موضوع آلامه وموته على الصليب.
" وصُلب أيضا عنا على عهد بيلاطس البنطي، تألم وقبر..." وسبب عدم ذكرنا لحوادث حياة يسوع المسيح بين ولادته وآلامه وموته هو أننا في قانون الإيمان نأتي على ذكر الأمور الرئيسية المتعلقة بفدائنا من الخطية والموت. فنحن بذكرنا لموضوع الآلام وموت يسوع المسيح نُظهر أمانتنا لتعاليم الكتاب وخاصة لتعاليم رسل المسيح التي كانت تُظهر بكل جلاء أن سبب مجيء المسيح يسوع إلى العالم إنما كان انجاز العمل الفدائي العظيم الذي رسمه الله في الأزل. ذكر الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية:
" لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصتَ" لا يمكن الكلام مطلقا عن الإيمان المسيحي الرسولي والكتابي إلا بالتشديد على أهمية العمل الخلاصي العظيم الذي أتمه السيد المسيح بآلامه وبموته على الصليب وبقيامته من الأموات.
نأتي للبحث في معنى كلمة " تألم" كما ترد في نص قانون الإيمان بالنسبة للسيد المسيح. نعني بكلمة تألم أن السيد له المجد تألم في جسده وفي روحه أثناء حياته على الأرض وخاصة في نهايتها وإنه تحمل غضب الله على خطايا الجنس البشري ليقدر بواسطة آلامه وتقدمته الكفارية الفريدة بأن يَفْدينا جسدا وروحا من دينونة الله وإن يَكسب لنا أيضا نعمة الله الخلاصية والبر والحياة الأبدية.
وآلام السيد المسيح أثناء حياته على الأرض وفي أسبوع الآلام بصورة خاصة لم تكن إذن منحصرة بآلام الجسد. لو كانت آلام المخلص جسدية فقط لما كانت مختلفة عن آلام الشهداء وغيرهم من الذين ماتوا بسبب أمانتهم لمعتقداتهم الشخصية. كلا، إن آلام المخلص له المجد كانت أكثر من مجرد لام جسدبة، إنها كانت آلام روحية شديدة لا نستطيع مهما عملنا أن نسبر غورها أو أن نتذوقها نحن بنفس الصورة التي تذوقها وكذلك لم تكن آلام السيد المسيح بطريقة الصدفة بل إنها كانت ضمن تدبير الله لخلاص البشر. فتواضع ابن الله وتجسد إنما كان يدل على سيره على الطريق الآلام. ولذلك نقدر أن نقول أنه جاء إلى العالم ليقدم روحه وجسده بالآلام وبذلك يفدي روحي وجسدي من آلام الجحيم. وهذه بعض الآيات الكتابية التي تذكر بموضوع آلام المسيح يسوع:
" فإن المسيح أيضا تألم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتَّبعوا خطواته، الذي لم يفعل خطية ولا يوجد في فمه مكر، الذي إذ شئتم لم يكن يشتم عوضا وإذ تألم لم يكن يُهدد بل كان يُسلم لِمن يقضي بعدل، الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر، الذي بِجلدته شُفيتم، لأنكم كتنم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الآن إلى راعي نفوسكم وأسقفها" (رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 21- 25).
كتب الرسول بولس قائلا في رسالته الأولى:
" يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تُخطئوا. وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب: يسوع المسيح البار وهو كفّارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا" (2: 1و 2).
وكذلك كتب الرسول في نفس الرسالة:
" بهذا أُظهرت محبة الله فينا: إن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به، في هذا هي المحبة: ليس إننا نحن أحببنا الله بل إنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفّارة لخطايانا" (4: 9و 10).
وكتب بولس الرسول في رسالته إلى أهل الإيمان في رومية قائلا:
" متبرّرين بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار برّه من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله" (3: 24و 25).
وعندما نأتي على ذكر بيلاطس البنطي في قانون الإيمان فإننا بذلك نشير إلى أن هذه الحادثة الهامة في حياة المسيح يسوع لم تتم في مكان مجهول أو تحت ظروف غامضة بل في المدينة المقدسة وتحت إشراف ممثل الإمبراطورية الرومانية: الوالي أو الحاكم بيلاطس البنطي. وكذلك هناك إشارة رمزية ذات أهمية كبرى في أن بيلاطس حَكم على المسيح بالموت: إذ أننا كما كنا جميعا مذنبين تجاه المحكمة الإلهية، أراد السيد المسيح أن يظهر أمام حاكم أرضي بالنيابة عنا ولكي يُحكم عليه وهو البريء من كل خطية أو ذنب لينقذنا من دينونة الله التي كنا واقعين تحتها.
نجد هذه الكلمات التي تتعلق بموضوعنا والتي نقتبسها من سفر أعمال الرسل:
" لأنه بالحقيقة اجتمع على فتاك يسوع القدوس الذي مَسَحْته هيرودس وبيلاطس البنطي مع أمم وشعوب اسرائيل ليفعلوا كل ما سبقت فَعَيَّنت يدك ومشورتك أن يكون" (4: 27و 28).
وفي الإنجيل حسب يوحنا نقرأ مايلي:
" فخرج يبلاطس أيضا خارجا وقال لهم: ها أنا أخرجه إليكم لتعلموا أني لست أجد فيه علة واحدة: (19: 4).
وكان النبي أشعياء قبل قرون عديدة من أسبوع الآلام قد تكلم بوحي الروح القدس قائلا:
" لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحمَّلها ونحن حَسِبناه مضروبا نم الله ومذلولا. وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه، وبِحُبُرِهِ شُفينا" (53: 4و 5).
وكتب الرسول بولس في رسالته9 الثانية إلى أهل كورنثوس:
" إذن نسعى كسفراء عن المسيح تصالحوا مع الله: لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطيةً لأجلنا لنصير نحن برَّ الله فيه" (5: 20و 21).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025