15 - 07 - 2015, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 8461 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعض خصائص أخرى للأخطاء رأينا فيما سبق أن مبادئ حركة الشفاء الإلهي تتنافى مع كلمة الله. ولكن من المحزن أيضاً أن نجد في كتاباتهم ما يتعارض مع ما يعلمه الروح القدس فهم يقتبسون عبارات متفرقة من كلمة الله ينزعونها من قرائنها ويربطونها معاً لكي يصلوا إلى النتائج المغلوطة التي يريدونها. ففي كثير من الأحيان يشيرون إلى ما جاء في (يو14: 12) "من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها، يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها" ويطبقون هذا على عمل المعجزات ويقولون أن كل مسيحي بوسعه، بل يجب عليه أن يعمل أعمالاً عظيمة أعظم من تلك التي صنعها المسيح. فهل هذا الذي يقولونه يتفق مع مضمون أقوال الرب في هذا الفصل؟ لاحظ أن الرب لم يكن يتكلم عن آيات ولكن عن أعمال. ففي يوم الخمسين وبعد نجد أعمالاً أعظم. فلم يحدث أن آمن بسبب كرازة الرب ثلاثة آلاف نفس في يوم واحد كما حدث بسبب شهادة بطرس يوم الخمسين. إن أكبر عدد للمؤمنين قبل يوم الخمسين كان خمسمائة (1كو15: 6) والذين كانوا مجتمعين معاً في أورشليم بعد صعود المسيح كانوا نحو مئة وعشرين (أع1: 15). ومن خصائص هذه الحركات الخادعة أنها تهتم بالأمور الأرضية أكثر من الأمور السماوية والروحية. فأعظم الآيات التي منحها الله لخدامه هي إعطاء الحياة. حتى في رموز العهد القديم نرى ذلك. فسحرة مصر قلدوا موسى في جميع الآيات لكن أمام إعطاء حياة من التراب وقفوا عاجزين. عندما مد هرون عصاه وضرب تراب الأرض فصار بعوضاً (خر8: 16- 19). إن الشيطان يستطيع أن يقلد أشياء كثيرة لكنه لا يستطيع أن يعطي الحياة. ونرى مثالاً لذلك في (مت24: 24) عندما يستخدم الشيطان خدامه "لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلّوا لو أمكن المختارين". ومجيء الأثيم "سيكون بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة" (2تس2: 9). وقريباً سيقلد الشيطان القيامة كما لو كان قادراً أن يعطي الحياة (رؤ13: 3). ولكن كلمة الله توضح أن الوحش لم يكن قد مات، بل فقط "كأنه مذبوح للموت". وضد المسيح سيعمل آيات عظيمة حتى أنه يجعل ناراً تنزل من السماء على الأرض (وهي العلامة المعروفة لحضور الله)، كما يعطي روحاً (نفساً) لصورة الوحش حتى تتكلم (ولكن ليس حياة حقيقية) (رؤ13: 15). إن الله هو مصدر الحياة كلها والكتاب لذلك يدعوه "الله الحي". وكما أعطى الله عبيده أن يصنعوا آيات كذلك أعطاهم سلطاناً لإعطاء الحياة. لكن الشيطان لا يستطيع أن يقلدهم في ذلك، وهذه هي العلامة الأكيدة أن الله هو العامل. رأينا في ذلك في موسى كما نراه أيضاً في إيليا وأليشع (1مل17: 22، 2مل4: 32- 36) كما نرى ذلك مع الرب يسوع الذي أقام الفتاة التي كانت قد ماتت لتوها، كما أقام شاباً كان محمولاً في طريقه إلى القبر كما أقام لعازر الذي مكث في القبر أربعة أيام، حتى لا يقول أحد أنه ربما كان قد مات ظاهرياً فقط. كما أعطى الرب رسله سلطاناً أن يقيموا الموتى عندما أرسلهم (مت10: 8) وفي سفر الأعمال نرى أيضاً أن الرسل أقاموا موتى (أع9: 36- 41، 20: 9- 12). ولكننا لم نسمع أن أحداً من أعضاء هذه الحركات أقام شخصاً ميتاً. ومرة تسلمت خطاباً يقول فيه كاتبه "لقد أوقع الشيطان المرض مرة ثانية على المريض حتى وصل إلى حافة القبر مسبباً له التهاباً رئوياً وأمراضاً أخرى (مع أنه سبق أن شفى من أسبوعين) إلا أن الله القادر على كل شيء لن يسمح أن نفس هذا الشخص تفارق جسده". ولكن الذي حدث أن هذا الشخص مات بعد أربع وعشرين ساعة من كتابة الخطاب وفشلت جميع المحاولات لإقامته. في نشرتهم التي تسمى "مجاري القوة Streams of Power" التي صدرت في فبراير 1955 قيل أن "مجيء الرب لا يمكن أن يتم قبل أن يُكرز بالإنجيل كشهادة لجميع الأمم. وهذا لم يتم حتى الآن، ففي الوقت الحاضر يوجد أكثر من اثنين بليون من الناس يعيشون على وجه الأرض ولم يسمع إنجيل يسوع المسيح بطريقة أو بأخرى سوى نصف بليون من مجموع هؤلاء الناس. لكن ملايين آخرين يعيشون في جهات عديدة لا يزال فيها باب المناداة بالإنجيل مغلقاً في الوقت الحاضر..." هذا هو تفسيرهم الخاطئ لما جاء في (مت24: 14) إذ أن هذا الفصل يتكلم لا عن إنجيل النعمة الذي يكرز به في الوقت الحاضر ولكنه يتكلم عن إنجيل الملكوت الذي سوف يكرز به بعد اختطاف الكنيسة. وهذا واضح من قراءة الفصل مرتبطاً بقرينته. فهل كلامهم هذا هو صوت الروح القدس الذي يقول مع العروس "تعال"؟ وأوحى بالكلمة التي فيها يردد الرب مرات عديدة "ها أنا آتي سريعاً" وأيضاً "اسهروا إذن لأنكم لا تعرفون متى يأتي رب البيت" (مر13: 35) وأيضاً "اسهروا إذن لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة" (مت25: 13). أليس كلامهم هذا هو رجع الصدى لكلام العبد الرديء الذي يقول "سيدي يبطئ قدومه"؟ وفي إحدى نشراتهم الصادرة في مايو 1954 يسجلون هذه الأقوال المرعبة "أن المسيح حمل غضب الله ضد الخطايا بالنسبة لكل الجنس البشري أثناء حياته كلها هنا، ولا سيما في نهاية حياته. وهكذا سكن غضب الله، وأتى المسيح بالذبيحة لأجل العالم" وأيضاً "ما معنى الصعود؟ معناه أنه كرئيس كهنة يأتي أمام عرش النعمة وبذلك فقط تتم المصالحة مع الله بواسطة دمه". وبهذه الكيفية يهاجمون عمل المسيح العجيب على الصليب! والحقيقة كما تشهد كلمة الله أن المسيح لم يحمل خطايانا أثناء حياته على الأرض بل على الصليب فقط "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة" (1بط2: 24). كما أنه لم يحمل غضب الله بسبب خطايا الجنس البشري كله لأننا لا نجد مثل هذا في كل كلمة الله. وبكل تأكيد لم يكفر عن الخطايا أثناء حياته. لقد جُعل خطية لأجلنا على الصليب. ولو كان المسيح تحت غضب الله قبل الصليب لما أمكنه أن يكمِّل العمل. وكيف أمكن للآب أن يشهد عنه أثناء حياته قائلاً "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت3: 17)؟ وإن كان الرب قال "قد أكمل" وهو على الصيب (يو19: 30) كما أن كلمة الله في كل مكان تربط المصالحة بالصليب كما في القول "أُسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا" (رو4: 25) كيف يتجاسر واحد ويقول أن العمل لم يكمل على الصليب وأن المصالحة لم تتم إلا بعد الصعود؟ |
||||
15 - 07 - 2015, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 8462 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الاعتراف بالرب يسوع رباً
يقول الرسول في (رو10: 9) "إن اعترفت بفمك بالرب يسوع (أو يسوع رباً) وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت". وفي (1كو1: 2) شملت الكلمات الآتية كل المؤمنين باعتبارهم "تلاميذ" "جميع الذين يدعون باسم ربنا يسوع في كل مكان لهم ولنا" وفي (1كو12: 3) يقول "ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب (أو أيها الرب يسوع) إلا بالروح القدس. ومن هذا يتضح أن كلمة الله تقرر أن علامة التلمذة هي الاعتراف بالرب يسوع كالرب والسيد وأن هذا يرتبط بالخلاص بل وبالروح القدس الذي وحده يجعل المؤمن يقول الرب يسوع لأن الروح الشرير لا يستطيع ذلك. فالشياطين (الأرواح الشريرة) لا يعترفون مطلقاً بالرب يسوع كرب. والشيطان يستطيع أن يغيّر شكله إلى شبه ملاك نور (2كو11: 14) وملائكته يمكن أن يخاطبوا الرب يسوع "كابن الله" (مت8: 29) أو "قدوس الله" (مر1: 24). ويستطيعون أن يجاهروا بتمجيد خدام الرب (أع16: 17). ولكننا لا نجد أبداً في كلمة الله أن روحاً شريراً يدعو الرب يسوع رباً. فلقب الرب مع أنه لا يعلن أعظم أمجاد الرب يسوع الشخصية أو الأبدية، إلا أنه مرتبط بالمركز الذي أعطى له بعد إتمام عمله الكفاري وبعد القيامة (أع2: 36) "فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً". فالاعتراف به كرب هو امتياز بسيط يتمتع به كل المؤمنين ويقر به كل المعترفين. لأنه لقب يعتبر سيادة المسيح وسلطانه علينا. أما الأرواح الشريرة فلا تعترف له بهذا السلطان، لكن سيأتي الوقت الذي فيه يرغمون على الاعتراف به رباً لمجد الله الآب، عندما تجثو له كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف به كل لسان (في 2: 9- 11). هذا لم يتم بعد في الوقت الحاضر ولكن الآب يطلبه من الآن بل ويجعله شرطاً للخلاص. ليس معنى هذا أن كل من يقول الرب يسوع قد ولد ثانية؛ لكننا نتعلم من (1كو12) أنه يستحيل على الروح الشرير أن يجعل أحداً يقول "الرب يسوع". وهكذا نلاحظ خلو هذه الحركات المشار إليها من علامة التلمذة، أي أن تدعو يسوع رباً. وفي كتاباتهم وأقوالهم وصلواتهم يُذكر اسم "يسوع" أو "المسيح" أو "يسوع المسيح" لكننا لا نجد ذكر اسم "الرب يسوع". وعندما أشرت مرة إلى أحد أعضاء هذه الحركات، أثناء حديث شخصي معه، أن يقول "الرب يسوع"، لأنه يحز في نفسي أن أسمع حديثاً عن الرب يسوع بأسلوب يخلو من التوقير، فإنه اعتبر ذلك مجرد نقد من شخص ضيق الأفق! |
||||
15 - 07 - 2015, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 8463 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لاهوت الرب يسوع
في نبذة لهم بعنوان "حياة أفضل" يقول الكاتب "ربما يظن البعض أن يسوع عمل المعجزات لأنه كان إلهاً حقاً. ليس الأمر كذلك. إنه كان إلهاً قبل الخليقة، لكنه وضع جانباً كل ألوهته وصار إنساناً مثلنا بلا خطايا". إن الكلمات الأولى من هذه الجملة الأخيرة قد تظهر حسنة إذا قُرئت قراءة سطحية لكن في نور كلمة الله نراها مهينة لله مثل عقيدة الأريوسيين التي أدانها مجمع نيقية، فهم يقولون ويرددون في كتاباتهم أن الابن بدأ من الآب قبل الدهور، إله حق من إله حق، نور من نور. ولكنه ليس معادلاً للآب تماماً!! والحقيقة أن الرب يسوع ليس "إلهاً منذ قبل الخليقة" فقط بل بالحري هو "الكائن" "الأزلي" المعادل للآب تماماً والمعادل للروح القدس. وهو كذلك لما كان هنا على الأرض. كان هو الله الأزلي لما وضع طفلاً في مزود بيت لحم، وكان هو الله الأزلي عندما تعب من السفر وجلس على بئر سوخار (يو4) جائعاً عطشاناً (مع أن الله طبعاً لا يتعب ولا يجوع ولا يعطش). وكان هو الله الأزلي عندما أكمل عمل الفداء على الصليب. ففي ملء الزمان صار إنساناً حقيقياً مولوداً من امرأة. كان هو "الله" الظاهر "في الجسد" (1تي3: 16) "الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب" (يو1: 18) والذي "فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" (كو2: 9) "الله تكلم في شخص الابن[1]" (عب1:1، 2) هل يمكن أن الله يتوقف عن أن يكون هو الله؟ هل الله المثلث الأقانيم يمكن أن يتوقف عن أن يكون هو الله المثلث الأقانيم؟ كان هو الله الحقيقي وكان هو الإنسان الحقيقي لكن في شخص واحد. والويل لذلك الإنسان الذي يحاول أن يتداخل بفكره في هذا السر العجيب. والويل لذلك الإنسان الذي يحاول أن ينزل به إلى مستوانا أو حتى إلى مستوى أفضل وأعظم البشر (لو9: 33- 36) والآب يصون كرامة ابنه الحبيب ويحرص على مجده هذا ذاك الذي باختباره المطلق أخذ مكان الخضوع لمشيئة الآب (يو8: 50). والجملة الأخيرة في نبذتهم المشار إليها آنفاً تعبّر عن فساد عقيدتهم وفيها طعنة لمجد ابن الله إذ يقولون "صار إنساناً مثلنا بلا خطايا". لكن كلمة الله الصادقة تقول "... بلا خطية" ليس فقط أنه لم يخطئ بل بالحري لا يوجد أثر على الإطلاق من الطبيعة الخاطئة فيه. هو "الذي لم يعرف خطية" (2كو5: 21) "وليس فيه خطية" (1يو3: 5) و"القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو1: 35). والأردأ من كل هذا أن أولئك الناس الذين يعلّمون ويكتبون مثل هذه الأكاذيب يدّعون بأنهم قد حصلوا على الامتلاء بالروح القدس وأن ما يكتبونه موحى به لهم من الروح القدس! إن كلمة الله تعلمنا أن هناك ثلاثة مصادر للآيات والمعجزات والنبوات وحالات الشفاء... الخ وهي: 1-المصدر الإلهي (يوئيل2: 28- 32) 2-المصدر البشري (إر23: 16، 25- 27، حز13: 2) 3-المصدر الشيطاني (رؤ16: 13، 14، أع16: 16، 1مل22: 21، 22) وتعلمنا كلمة الله أيضاً أنه يمكن أن يوجد خليط من تأثيرات مختلفة في شخص واحد أو حركة واحدة (انظر مت16: 21- 23، في1: 14- 17). فالحركة التي نجد فيها مبادئ وسلوكاً عملياً لا يتفق مع كلمة الله، والتي تجري فيها أشياء تهين شخص ربنا يسوع المسيح أيمكن أن تكون من الله. وإن لم تكن من الله فمن أي مصدر تكون؟ نحن لا نشك في وجود مؤمنين في وسط هذه الحركات. والكاتب يقول أنه يعرف أشخاصاً أعزاء له ويصلّي لأجلهم لكي يخلصهم الله من هذه القيود المقيدين بها. وبسبب وجود مؤمنين بينهم فلا يمكن أن نقول أن كل شيء وسط هذه الحركات هو محض خطأ. لكن ليست المسألة هي كل شيء خطأ، بل هل المبادئ التي هي بحسب فكر الله موجودة أم لا وهل الطاعة للرب يسوع موجودة أم لا. إن الصوت الذي تسمعه من هذه الحركات ليس هو صوت الراعي الصالح، صوت الذي وضع حياته لأجلنا. فليتنا نطلب من الرب ونصلي باستمرار لكي يجعلنا أمناء له على الدوام، سائرين برفقته بعيداً عن كل التعاليم الغريبة. |
||||
15 - 07 - 2015, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 8464 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلمة مختصرة عن التكلم بألسنة
مأخوذة من نبذة "التكلم بألسنة" بقلم و. ج. هوكنج نشرت هذه النبذة باللغة العربية سنة 1932 وموضوعها "التكلم بألسنة" أو خدعة الأيام الحاضرة وسنكتفي بذكر بعض فقرات مما جاء بها. جاء في المقدمة أن الادعاءات بالتكلم بألسنة ظهرت في لندن حوالي سنة 1830 عن يد إدوارد إرفنج وأتباعه وقد بدأت هذه الحركة بالنطق بألسنة قيل عنها أنها جاءت من الله مباشرة ثم تدرجت بأن خصصت لأتباعها جميع مواهب وأعمال الكنيسة الأولى مدعين بوجود الرسل والأنبياء وهلم جرا، وانتهت بنشر وإذاعة تعليم تجديفي عن شخص ربنا المعبود. وقد نجا من بينهم بواسطة رحمة الله شخص "موهوب" (على حد تعبيرهم) يقال له "روبرت باكستر" تنازل الرب إليه وخلصه من الفخ المهلك. هذا كتب بياناً مطولاً عن اختباراته والشذرة الآتية المقتبسة من كتابه المسمى "بيان الحقائق" تصف كيف كانت تحل القوة عليه، وهذا لما بمثابة عينة حقيقية لهذه الخدعة. يقول: "بقوة غريبة لا أستطيع أن أصفها كنت أرغم على الكلام، ومع أني كنت أحجم عن الكلام وأنفر منه إلا أنني كنت أتلذذ به. وكان هذا الكلام عبارة عن صلاة إلى الرب أن يرحمني ويخلصني من الضعف الجسدي وينعم عليّ بمواهب روحه، موهبة الحكمة وموهبة العلم وموهبة الإيمان وعمل المعجزات وموهبة الشفاء وموهبة الألسنة وترجمة الألسنة، وأن يفتح فمي ويعطيني قوة لأعلن مجده. وهذه الصلاة القصيرة كما سطرتها الآن كنت أُرغم على النطق بها بواسطة قوة كانت تتسلط عليّ وتفعل فيّ، وكنت أصرخ بها بصوت عال حتى إني كنت أضطر لأن أضع منديلاً على فمي لكي أمنع الصوت من إزعاج أهل البيت... وكنت أفوه بكلام شاذ وغير طبيعي وفي أحوال كثيرة مرعب ومخيف". وظل روبرت باكستر يظن أن هذا من الله، ولكنه اكتشف أخيراً لخزيه وخجله أنه لم يكن إلا ألعوبة في يد عدو المسيح الأكبر. والادعاء بموهبة واحدة من مواهب الأيام الرسولية أدى في حالة إدوارد إرفنج وأتباعه إلى الادعاء بامتلاك سائر المواهب، والشذرة الآتية المأخوذة من إحدى المجلات المنتشرة بين أتباع هرطقة الألسنة تظهر بجلاء هذا الميل إلى النطق السريع وترينا كيف أن من يجرؤ على السير فوق مزالق الارتداد عن حق الله لا بد أن يتردى سريعاً إلى مهواة سحيقة من الضلال وقل من ينجو. والحق يقال أننا عندما نطالع الشذرة الآتية المشبعة بروح الافتخار لا يسعنا إلا أن نسائل أنفسنا: ترى ما هو مصير هذه الحركة وإلى أين هي منتهية؟ "الترجمة موجودة، والنبوة ممنوحة، وتمييز الأرواح موجود، والمعجزات ليست مجهولة، ومواهب الشفاء في وسطنا والأمل مزهر بالمواهب الأخرى". نحن نعترف صريحاً أن هذه المواهب موجودة فعلاً في حالات متعددة ولو في دور النشوء والتكوين، ولكنها بينما كانت مجهولة جهلاً تاماً قبل مجيء الألسنة إلا أنها الآن عاملة بدرجة ما: نعم إن الحاجة إلى "التقدم إلى الكمال" متفق عليها بلا نزاع ولكن الروح القدس عامل الآن بقدر ما يستطيع في إعادة باقي المواهب في إثر الألسنة... الخ. إن هذه الأقوال ليست في الواقع إلا صدى لذلك الافتخار الباطل الذي فاهت به لاودكية: "أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء" (رؤ3: 12). ومن جهة الواقع التاريخية نظنه نافعاً لو أتينا إلى القراء بخلاصات موجزة عن أمثلة واقعية للضلالات والخدع الشيطانية وليست هذه القوى الشيطانية التي نحن ذاكروها بحديثة العهد بل هي قديمة نذكر منها: (1) قام في القرن الثاني الميلادي شخص يدعى مونتاس ادّعى بأنه نبي ملهم. ولما كان يتملكه الروح الرديء كان ينطق بأقوال تجديفية ويقول "أنا الرب الإله القادر على كل شيء والذي نزل من إنسان" وكان هذا المجدف وشركاؤه يتكلمون بألسنة ويقولون بأن نبوءة يوئيل التي اقتبس منها بطرس في يوم الخمسين قد تمت على أيديهم. وقد ازداد أنصار هذا الرجل عدداً حتى انضم إليهم أناس من إيطاليا وفرنسا وأفريقيا الشمالية وإزاء هذه الحركة اجتمع مجمع في سنة 235 ميلادية. وبعده في سنة 381 اجتمع مجمع القسطنطينية، وكلاهما حكم بأن تلك حركة شريرة. وما أن استهل القرن الخامس حتى أخذت هذه الحركة تموت بالتدريج. (2)وفي فترة الإصلاح، ما بين سنة 1517، 1648 قامت في ألمانيا شيعة ادعى أصحابها بالتكلم بألسنة وبعمل معجزات الشفاء. (3)حوالي سنة 1650 قام "الأنبياء الفرنسيون" وادعوا بالمواهب الرسولية والتكلم بألسنة. (4)في النصف الأول من القرن التاسع عشر قامت في غرب اسكتلندة بدعة "الألسنة الغير مفهومة" ولما نما خبر هذه البدعة إلى إدوارد إيرفنج انضم إليها وأصبح فيما بعد عَلَماً من أعلامها. ومنه انتقلت العدوى إلى أعضاء كنيسته في لندن حتى كانت تلك الكنيسة مشهداً للتكلم بألسنة وانتهى به الحال إلى عزله بواسطة كنيسته المشيخية بلندن عزلاً شائناً مزرياً. (5)وامتد أثره إلى الكنيسة الكاثوليكية وكان من أتباعه فيها روبرت باكستر الذي سبق الإشارة إليه والذي انفلت بحمد الله من فخهم القانص. وما دمنا قد ذكرنا اسم باكستر فلا أقل من أن نشير على القارئ ليطالع كتابه المسمى "حكاية بعض الوقائع" وعلى الأخص الصفحة الخامسة والأربعين باللغة الإنجليزية. وفي سياق إتمام هذا البحث نراه مهماً أن نشير إلى مسألة الترجمة في الواقع مع أنصار الضلالة الحاضرة. فإن الكتاب يشترط في التكلم بألسنة وجود مترجم وإلا فليصمت المتكلم ويكلم نفسه والله. ومعنى ذلك أن وجود الترجمة الصحيحة برهان على وجود التكلم الصحيح بلسان مفهوم ولغة حاضرة ولكن الحوادث كثيرة، والوقائع لا تعوزها قوة المنطق لاستنتاج الدليل منها، على عدم وجود ترجمة صادقة وبالتبعية على عدم وجود لسان صحيح. وهأنذا أقتبس للقارئ بإخلاص وأمانة جزءاً من شهادة رجل عالم بلغات كثيرة اسمه القس س. أ. بولوفينا حيث يقول: "عرض لي أن دخلت اجتماع أصحاب الألسنة. وإذ كنت أنا نفسي أجنبياً (أي ليس إنجليزياً) لي إلمام بخمس أو ست لغات، أردت أن أستوثق من صحة دعواهم، فجلست في أحد المقاعد الأمامية لأسمع ما ينطقون به. وقد دهشت لأنني وجدتهم لم يتكلموا بأية لغة من اللغات التي طرقت سمعي أثناء طوافي في أوروبا وآسيا. ولشدة رغبة الاستيثاق فيّ أخذت معي في المرة التالية سبعة من الرجال العالمين بلغات كثيرة وأخبرتهم برغبتي. فدخلنا سوياً وأخذنا مجلسنا بين المقاعد الأمامية كالأمس. وبعد إتمام فروض الترنيم والصلاة أعطيت فرصة لتأدية الشهادة قبل خدمة الوعظ. ولما كان بينهم رجل ادعى بحصوله على موهبة الترجمة، وبدأوا في حركتهم المعتادة، ولم أقدر أنا وزملائي أن نفهم لفظة واحدة مما رطنوا به وأخيراً قام المترجم وقال أن المتكلم الأول استعمل اللغة الروسية. وقد دهشت لهذا الادعاء المكشوف لأنني كنت أجيد اللغة الروسية أكثر مما كان يجيد لغته الإنجليزية. ومرة أخرى حضرت اجتماعهم وبعد أن أتموا ما اعتادوا عليه وقفت أنا والآخر لكي أشهد واقتبست (يو3: 3) ونطقته بلغة أهل هنغاريا. وكم كانت دهشتي عظيمة حينما وقف المترجم وقال: تكلم الأخ باللغة الفرنسية وكان كلامه عن (أع19) فقلت له: يا صاحب، لماذا هذا الكذب المفضوح؟ فقد تكلمت الهنغارية واقتبست (يو3: 3) فلماذا هذا الكذب وإلصاقه بالروح القدس". هذه واحدة من كثيرات من الشهادات الواقعية التي تبين كذب هذا الادعاء المكشوف. وقد لامس هذه الضلالة ضلالة أخرى. تلك هي تحطيم حواجز المكتوب من حيث عدم جواز تكلم المرأة في الاجتماع. فقد أطلقوا لها العنان بشكل ضاعت معه هيبة المكتوب الذي يقطع بعدم السماح لها بالتكلم في اجتماع غير اجتماعات النساء فأجازوا للفتيات الوقوف على المنابر والتكلم بألسنة الرجال. والاجتماع الذي ذكرت للقارئ أن عدد المتكلمين فيه بلغ الاثني عشر كان منه سبع فتيات وخمسة رجال!! فهل توجد جماعة يضيع بينها الحق نظير هذه؟ ويا ليت إلهنا الحكيم الذي استرشدناه فأرشدنا يهدي قلوبنا كلنا إلى معرفة الحق وإلى التصرف بمقتضاه لمجده وخيرنا. |
||||
15 - 07 - 2015, 07:08 PM | رقم المشاركة : ( 8465 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكتاب المقـــدس والأدب
قال أحد الأفاضل: "لو أن كل نسخة من الكتاب المقدس أُبيدت، لأمكن استرداد كل الأجزاء الهامة من الكتاب المقدس من الاقتباسات المأخوذة منه في كتب مكتبة المدينة ! وهناك كتب كثيرة توضح كيف تأثر أعظم الأدباء بالكتاب المقدس". قال المؤرخ فيليب شاف، يصف تفرُّد المسيح: "يسوع الناصري هذا، بدون سلاح ولا مال، هزم ملايين من الناس أكثر ممن هزمهم الاسكندر وقيصر ونابليون وغيرهم. وألقى ضوءاً على الأمور الأرضية والسماوية أكثر مما فعل كل الفلاسفة والمعلمين مجتمعين ! وفي عبارات بسيطة تحدَّث بكلمات الحياة التي لـم ينطق أحد بمثلها، لا قبله ولا بعده وترك تأثيراً لا يدانيه فيه خطيب ولا شاعر. وبدون أن يكتب سطراً واحداً أوحى للكثيرين ليكتبوا، وأعطى أفكار آلاف المواعظ والخطب والمناقشات والمؤلفات وأعمال الفن والترانيم التي سطّرها عظماء الرجال في الماضي والحاضر". وقال كاتب آخر: "منذ عصر الرسل وحتى عصرنا الحاضر نرى نهراً متدفقاً من الأدب الذي أوحى به الكتاب المقدس، فهناك قواميس الكتاب وموسوعات الكتاب، وفهارس الكتاب، وأطالس الكتاب، ومعاجم الكتاب وجغرافية الكتاب. وهناك آلاف الكتب التي تدور حول اللاهوت والتربية المسيحية والترانيم والمرسليات ولغات الكتاب وتاريخ الكنيسة والشخصيات الدينية والكتابات التعبدية والتفاسير وفلسفة الدين .. وغير ذلك من المؤلفات التي لا تُعد ولا تُحصى" . وقال كنث لا توريت المؤرخ المسيحي العظيم : "من براهين عظمة يسوع وتأثيره الخارق على البشر جميعا، أن هذه الحياة التي لـم يعش مثلها أحد على كوكبنا قد أنتجت مجلدات من الإنتاج الأدبي وسط كل الشعوب وبكل اللغات، ولا زال السيل ينهمر دون توقف" . |
||||
15 - 07 - 2015, 07:09 PM | رقم المشاركة : ( 8466 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مابالكم خائفين محاضرة قداسة البابا تواضروس الثانى الأسبوعية فى يوم الاربعاء الموافق 11-3-2015 القى قداسة البابا تواضروس الثانى عظته الاسبوعية بعنوان"ما بالكم خائفين".....وقد جاء بها: الانسان يقضى سنوات عمره فى الصوم مع اسئلة الله والسؤال يقيم مسيرتك الروحية معجزة اليوم: اسكات البحر ، الامواج ، الريح العظيمة السؤال (ما بالكم خائفين ، كيف لا ايمان لكم) المعجزة فى شمال فلسطين المكان له ثلاث القاب فى بحيرة طبرية ، بحر الجليل ، بحيرة جيناسرت معناها جنة السرور ذكرت فى البشائر متى ومرقس ولوقا مرقس قال ان المسيح نزل ونام على الوسادة الوحيدة المنفردة بتلك التفاصيل لما حدث الموج تقليد يهودى قديم يقول (الشيطان يسكن فى مياه البحر) والسفن كانت بدائية وبدأوا يشعرون بالخوف الخوف منه ما يلازم او يصاحب حياة الانسان هؤلاء خافوا فى السفينة والخوف يتحول الى قلق واضطراب ويتحول الى هرمونات يصل الى ان القلب يقف (ايقظوا المعلم فجأة الا يهمك اننا نهلك) المسيح معهم فى الكنيسة كما هو معك فى كنيستك وفى بيتك اسكت الريح وقال لهم وما بالكم خائفين ، كيف لا ايمان لكم ؟ • هذا يقودنا الى ان الايمان طاقة تفوق العقل ويستحضر الله دائماً ويرى الله فى كل شئ وموضع لكن غياب الايمان يولد الخوف والقلق والشك وهذا (ضد الايمان) مهم يكون عندك ايات تحفظها تذكرك بموضوع الايمان • الغير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله • ان كان لكم ايمان مثل حبة الخردل تقول للجبل ينتقل فينتقل لماذا تعيش خائف من الغد ومتوتر، فهذا يعنى انك ليس عندك ثقة قوية فى يد الله، لماذا لا تقول فلنشكر صانع الخيرات، وتقول انت ضابط الكل فى كل قداس يقف الكاهن ويصرخ ويقول اين هى قلوبكم (هى عند الرب) هذا تعبير عن الايمان الجميل هل تضع قلبك فى يد الله مثل اثناسيوس الرسول لما وقف امام بدعة اريوس (قوة البابا اثناسيوس فى جهاده ضد العالم لايمانه فى قلبه هو فى يد الله) لا يوجد سلام الا فى شخص السيد المسيح من خلال ايمانك العاصفة والامواج مثل الاخبار والاحداث والمواقع وفى الاشخاص المزعجة (تضعف ايمان الانسان) ابعد عن الامور المزعجة ثق فى وعود الله (انجيلك اقوى مصدر لتقوية ايمانك) الله وعد ادم وحواء ان نسل المرأة سيسحق رأس الحية وتحقق الوعد وقصة ابراهيم وسارة التى لم تكن تثق فى الوعد وضحكت واليصابات وزكريا الايمان يحدث لك بركات وليس يحميك من الخوف فقط مثل معجزة السمك الذى صار يخرق الشبك من كثرته ايام ايليا النبى وقت المجاعة ، الرب ارسل امراة صرفة صيدا واحد واثق فى الله الله يدير العالم ويضبط العالم الشهداء عبر التاريخ ماذا كان ياتى بهم فى ثبات امام الذى يضطهدهم لان عندهم طاقة ايمان السيد المسيح معهم فى السفينة لكن فى لحظة نسوا ان المسيح معهم عندما القوا همهم عليه وسلموه زمام الامر صار هدوء فى البحر الله هو صاحب التدبير ويهتم بنا ما بالكم خائفين؟ ضابط الكل ، كيف حفظتكم كل هذه السنين ، غدا وبعد غد فى ايدى ، الله يعطى سلام وطمأنينة لا خوف فى المحبة لانها تطرد الخوف للخارج كلمة الرب معك لا تستهين بها فهى قوية جداً وهو ساكن فى قلبك تدرب على الثقة بالله ووعوده الصلاة القصيرة : ياربى يسوع المسيح ارحمنى انا الخاطئ هذا تعبير قوى يعطيك انطباع داخلى انك معه |
||||
15 - 07 - 2015, 07:24 PM | رقم المشاركة : ( 8467 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غاية الحياة الرئيسية والسعادة العظمى لا بد لكل إنسان من أن يتساءل: ما هي غاية الحياة والوجود؟ لماذا أوجد على الأرض؟ كيف أقدر أن أمضي حياتي على أحسن حال من التجانس مع قانون الحياة والوجود؟ لن نذهب في جوابنا إلى هذا المفكر أو ذاك الفيلسوف، لأننا نريد جواب الخالق عز وجل، ذلك الجواب الذي نجده على صفحات الكتاب الذي أوحى به الله لعبيده الأنبياء والرسل القديسين. نقول إذن بأن غاية الحياة الرئيسية هي معرفة الله ومعرفة النفس من وجهة نظر الله. لقد خلقنا الله تعالى ووضعنا على الأرض لا لنحيا لأنفسنا بل لنمجده ونشدو وبحمده. قال الله لعبده أرميا النبي عن هذا الموضوع: " هكذا قال الرب: لا يفتخرنَّ الحكيم بحكمته ولا يفتخر الجبَّار بجبروته ولا يفتخر الغني بغناه، بل بهذا ليفتخرنَّ المفتخر: بأنه يَفْهم ويعرفني أني أنا الرب الصانع رحمة وقضاء وعدلا في الأرض لأني بهذا أسرّ يقول الرب" ( نبوة أرميا 9: 23و 24) نلاحظ أن الإنسان عندما يسعى لتمجيد الله والازدياد من معرفته له إنما يكون في نفس الوقت على طريق السعادة العظمى في الحياة. وهذا عكس ما يظنه الكثير. فالخطية التي تسود قلب الإنسان إنما تصور له بأن الله واقف له بالمرصاد ولا يود أن يراه سعيدا. هذا عكس الحقيقة. إن الله يود أن يكون بني البشر سعداء، ولكن السعادة العظمى لا يمكن الوصول إليها بدون معرفة الله معرفة حقيقية والرضوخ لقوانين الله وشرائعه المقدسة. وقد عرَّف الرب يسوع المسيح الحياة الأبدية بهذه الكلمات الواردة في الإنجيل حسب يوحنا: " وهذه هي الحياة الأبدية: إن يعرفونك أنت الإله الحقيقي الوحيد ويسوع المسيح الذي أرسلته" (17: 3) لا سعادة حقيقية دائمة بدون معرفة الله. الله هو مجدنا وعِزَّنا وكما قال النبي داود في المزمور السادس عشر: " احفظني يا الله لأني عليك توكَّلت. قلت للرب: أنت سيدي، خيري لا شيء غيرك" (1و 2). وبما أن هذه الحياة كما نعرفها الآن وكما اختبرها الإنسان منذ فجر التاريخ هي حياة تعب ومشقات وآلام فالإنسان بحاجة ماسة إلى معرفة الله، الإله الذي لا يتغير، هو أمس و اليوم وإلى الأبد. وعندما يأتي الإنسان إلى معرفة الله كما كشف لنا عن ذاته في المسيح يسوع وعندما يأتي الإنسان إلى معرفة الله كما كشف لنا عن ذاته في المسيح يسوع وعندما يختبر ضمن حياته قوة الله الخلاصية و التحريرية فإنه يقدر أن يقول حسب تعاليم الكتاب المقدس الأكيدة: " إن تعزيتي العظمى في هذه الحياة أو في الموت هي معرفتي الأكيدة لله بأنني لست أملك جسدي ولا روحي بل إنما قد اقتُنيتُ من قِبَل المسيح مخلصي ومنقذي الأمين. وهو له المجد قد قام بكل شيء كممثّلي، لكي لا أعاقب على خطاياي متى ظَهَرْتُ أمام الله وذلك بواسطة موته على الصليب. وقد أنقذني ربي من سلطة الشيطان وهو يحفظني الآن إلى هكذا درجة حتى أنه لا تسقط شعرة واحدة من رأسي بدون إرادة أبي السماوي. وبما أنه المهيمن على سير جميع الأمور في هذه الحياة فإنه يَجْعَلها جميعا تعمل معا لخيري ولمجده تعالى. وهو يمكنني من الوصول إلى هذه التعزية الأكيدة بواسطة روحه القدوس الذي يمنحني ثقة وطيدة بأني حاصل منذ الآن على الحياة الأبدية. لذلك أكرس حياتي له وأسعى لأحبه من كل قلبي" وهذه المعرفة مبنية على تعاليم عديدة واردة في الكتاب نورد بعضها: من الرسالة إلى رومية نقرأ كلمات الرسول بولس: " فإنه ما من أحد منا يعيش لنفسه، ولا أحد يموت لنفسه. فإن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت. فسواء عشنا إذن أم متنا فللرب نحن" (14: 7- 8). وقد اشتهر النبي داود بثقته العظمى بالله وتغنى في المزامير قائلا: " الرب راعي فلا يُعْوزني شيء، في مراع خضر يُربضني، إلى مياه الراحة يوردني، يَرُّد نفسي، يَهديني إلى سبل البر من أجل اسمه. أيضا إن سِرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي، عصاك وعكازك يُعَزيانني. تُرتّب قدامي مائدة تجاه مضايقي. مَسَحتَ بالدهن رأسي، كأسي ريّا. إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام" (23) " إنما لله انتظري يا نفسي لأن مِنْ قِبَلِه رجائي. إنما هو صَخرتي وخلاصي وملجأي فلا أتزعزع. على الله خلاصي ومجدي، صخرة قوتي، مُحْتماي في الله. توكلُّوا عليه في كل حين يا قوم. اسكبوا قدّامه قلوبكم. الله ملجأ لنا" (62: 5- 8). وقال النبي أشعياء: " فرحا افرح بالرب، تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البر، مثل عريس يتزيَّن بعمامة، ومثل عروس تتزين بحليتها. لأنه كما أن الأرض تُخْرِجُ نباتها، وكما أن الجنة تُنْبِتث مزروعاتها هكذا الرب ينبت برا وتسبيحا أمام كل الأرض" (61: 10و 11) |
||||
15 - 07 - 2015, 07:25 PM | رقم المشاركة : ( 8468 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيفية الوصول إلى غاية الحياة العظمى إن غاية الإنسان العظمى هي معرفة الله كما كشف عن ذاته في الكتاب المقدس وبواسطة السيد المسيح. وهذه الغاية العظمى هي سعادة الإنسان الحقيقية وإنه إذا ما تسلَّح الإنسان بالمعرفة الحقيقية لله فإنه يحصل على تعزية قوية تصاحبه في هذه الحياة وتساعده على العيش بدون خوف أو وجل من الحاضر أو المستقبل. وقد أتينا على ذكر بعض الآيات الكتابية التي تعَّلم هذا التعليم لنتأكد أنه ليس عبارة عن فلسفة شخصية بل تعليم كلمة الله المنـزهة عن الخطأ. أما الآن فإننا سنبحث في موضوع: كيفية الوصول إلى غاية الحياة العظمى لأنه لا يكفي مطلقا للإنسان بأن يأتي إلى معرفة عقلية مجردة عن أمور الحياة الهامة بل عليه أن يستفيد منها بشكل شخصي واختباري. وقبل كل شيء علينا أن نذكر إنه إن كانت غاية الحياة العظمى هي معرفة الله بواسطة المسيح يسوع فإن الشقاء الأعظم هو عدم الحصول على هكذا معرفة. وقد يتوصل الإنسان إلى ربح العالم بأسره ولكنه إن لم يكن من المؤمنين الحقيقيين فإن ذلك الربح لن يمكِّنه من إنقاذ نفسه. وقد قال النبي أرميا بهذا الصدد: " هكذا قال الرب: ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان ويجعل البشر ذراعه وعن الرب يَحيد قلبه. ويكون مثل العَرعَر في البادية لا يرى إذا جاء الخير، بل يسكن الحَرَّة في البرية، أرضا سَبَخَة وغير مسكونة. مبارك الرجل الذي يتكل على الرب، وكان الرب متَّكله، فإنه يكون كشجرة مغروسة على مياه، وعلى نهر، تمدُّ أصولها ولا ترى إذا جاء الحرّ ويكون ورقها أخضر وفي سنة القَحط لا تخاف ولا تًكُّف عن الأثمار" (17: 5- 8). للوصول إلى غاية الحياة العظمى يجدر بكل إنسان أن يَعلَم وإن يَختَبر في حياته الأمور التالية: أولاً: وجوب معرفة واختبار كِبَر وفداحة خطية كل إنسان والشقاء الذي تجلبه هذه الخطية. لا بد أن كل إنسان يشعر بنقص في حياته أو بنوع من الفراغ إذ أنه كل إنسان يشعر بنقص في حياته أو بنوع من الفراغ إذ أنه مهما اختلف الناس في ميولهم الشخصية وفي آرائهم الخاصة فإن الأكثرية الساحقة منهم تُقِربان حياة الإنسان ليست على ما يرام وإن كل بشري يفشل في الانتصار على الشر في حياته وفي العيش بتناسق تام مع قوانين الحياة. ولكن الناس لا يتفقون في تشخيص المرض الروحي والنفسي المحيق بهم. فالبعض يلومون المحيط والآخرون يلومون الجسد أو المادة وآخرون يُقِرُّون بوجود ميل نحو الشر ضمن حياة الإنسان ولكنهم لا يَرَون فداحة هذا الميل ولا طُغيانه التام. ولذلك نرى أن الإنسان يحتاج إلى تشخيص إلهي لحالته التعيسة الحاضرة. وهذا بالفعل ما نراه في كلمة الله التي لا تَطلي حالتنا بطلاء يُقَلِّل من فداحة خطيتنا بل على العكس تقوم هذه الكلمة بوظيفة المرآة وتُرينا أنفسنا كما نحن بالحقيقة. وقد وصف النبي أشعياء حالة البشر قائلا: " من أجل ذلك ابتعد الحق عنَّا ولم يُدركنا العدل، ننتظر نورا فإذا ظلام. ضياء، فنسير في ظلام دامس. نتلمس الحائط كعمي وكالذي بلا لأعين نتجسس. قد عثرنا في الظهر كما في العتمة، في الضباب كموتى... لأن معاصينا كثرت أمامك وخطايانا تشهد علينا، لأن معاصينا معنا وآثامنا نعرفها. تَعَدَّينا وكذبنا على الرب، وحدنا من وراء إلهنا، تكلمنا بالظلم والمعصية، حَبِلنا ولَهَجْنا من القلب بكلام الكذب... فرأى الرب وساء في عينيه أنه ليس عدل" (59: 9- 10و 12- 13و 15) ثانياً: يتوجب علينا معرفة كيفية الخلاص والنجاة من خطايانا وذلك بوضع ثقتنا بالله وبالمخلص الوحيد يسوع المسيح. لم يترك الله البشرية على حالتها الشقية التعيسة بل قام بكل ما يلزم من أجل إنقاذ الإنسان من خطيته وشرِّه. وإذ لم يعد باستطاعة الإنسان أن ينال رضى الله بواسطة أعماله نظرا لعبوديته للخطية والشر فإن الله جاء بطريقة أخرى للخلاص تتفق مع حالة الإنسان الحاضرة. أرسل الله المسيح إلى العالم بمهمة خاصة ألا وهي التفكير عن خطايا العالم بموته النيابي على الصليب. وإذا ما وصل الإنسان إلى الإقرار بأن خلاصه ونجاته من الخطية ومن الموت إنما يَتِمان بواسطة الله وبما قام به السيد المسيح فموضوع الخلاص يُصبح أمرا واقعيا واختباريا ويقدر إذ ذاك إن يقول من أعماق قلبه: " انتظارا انتظرت الرب فمال إلي وسمع صراخي واصْعَدَني مِن جُب الهلاك، مِن طين الحمأة وأقام على صخرةٍ رجلي، ثَبَّتَ خطواتي وجعل في فمي ترنيمة جديدة، تسبيحة لإلهنا،كثيرون يَرَون ويخافون ويتوكلون على الرب. طوبى للرجل الذي جعل الله متّكله" (المزمور 40: 1- 4). ثالثاً: بعد أن يحصل الإنسان على معرفة الله الخلاصية أي تلك المعرفة القلبية، يتوجب عليه بأن يصل إلى معرفة مقدار دينه الذي قد ترتب عليه لله وإن يسعى من كل قلبه بأن يحيا حياة الشكر لربه وذلك بخدمته خدمة صالحة وبالسير حسب وصاياه وأحكامه. لأن الله لا يُنقذ الإنسان ليعيش حياة الخطية والانكسار بل يود من مخلوقاته العاقلة التي تصل إلى معرفة الخلاص واختباره بأن تسعى سعيا حثيثا للعيش حسب غاية الله الأولى التي تتعلق بخليقة الإنسان في البدء. فقد خلق الله الإنسان ليعمل على تمجيده بعبادته لله وبخدمته له في هذا العالم. وإن كانت الخطية التي سقط الإنسان فيها قد جعلت ذلك أمرا مستحيلا فإن إنقاذ الإنسان من براثنها إنما يعيد إليه المقدرة والرغبة للعيش حسب مشيئة الله المقدسة والطاهرة. وقد كتب الرسول بولس عن هذا الموضوع في رسالته إلى المؤمنين في أفسس قائلا: " فإنكم كنتم مرة ظلمة، أما الآن فأنتم نور في الرب، فاسلكوا كأبناء نور. فإن ثمر النور هو في كل صلاح وبر وحق. فاختبروا ما هو مَرْضِي لدى الرب. ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري اكشفوها" (5: 8- 11) وكذلك كتب الرسول إلى أهل الإيمان في رومية وقال: " فكذلك أنتم أيضا احسبوا أنفسكم أمواتا للخطية. ولكن أحياء لله في المسيح يسوع ربنا" (6: 11). |
||||
15 - 07 - 2015, 07:26 PM | رقم المشاركة : ( 8469 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شقاء الإنسان رأينا سابقا أن كلمة الله تعلمنا أن غاية الإنسان العظمى وسعادته الحقيقية إنما تمجيد الله وفي العيش حسب إرادته السنيَّة. نبدأ هذا القسم من دراستنا لتعاليم الكتاب بالكلام عن موضوع شقاء الإنسان. كيف يأتي الإنسان إلى معرفة حقيقة تعاسته وشقائه؟ وهنا نبدأ بمثل المريض الذي يشعر بوجود داء أو علة في جسده. إنه لا يكتفي بالتفكير بدائه ولا يسعى بأن يُشَّخص مرضه بنفسه بل يذهب إلى الطبيب ويثق به ويرجو أن يقف بواسطته على حقيقة حالته وعلى خطورة مرضه. والإنسان العاقل لا يكتفي أيضا بتعليل سبب شقائه بنفسه لأنه وإن كان يشعر بنقص أو خلل ويود أن تكون حياته أحسن مما هي على صورتها الحاضرة إلا إذا ذهب إلى ربه وخالقه وطلب منه أن يُشَّخص مرضه. ولقد أعطانا الله شريعته التي نجدها في كتابه المقدس والتي تخبرنا عن مقدار المرض الروحي المزمن المصابين به. شريعة الله هي إذن بمثابة الطبيب أو أشعة إكس التي تخترق حجاب النفس وتُظهر خُطورة المرض وكَبِر الشقاء الناتج عنه. وقد كتب الرسول في رسالته إلى أهل رومية: " إذ بالناموس تُعرف الخطية" (3: 20)وكلمة ناموس في الكتاب إنما تُسْتَعمل غالبا مرادفة لشريعة الله. ولقد أعطانا الرب يسوع المسيح خلاصة للشريعة الإلهية بقوله: تُحب الرب إلهك بكل قلبك، وكل نفسك، وكل قدرتك وكل ذهنك، وقريبك مثل نفسك" (الإنجيل حسب لوقا 10: 27) وهذه الخلاصة للشريعة الأخلاقية كافية للقيام بدور الطبيب أو الأشعة النفسية الكاشفة. لأن كل إنسان متى سمح لنفسه بان تقع تحت نور أشعة شريعة المحبة يرى أن نفسه مليئة بالقوى المعادية و المضادة لهذه الشريعة. إن حياته تسير حسب مبادئ مُغايرة تماما لشريعة محبة الله فوق كل شيء ومحبة القريب كالذات. وقد قال الرسول بولس في رسالته إلى رومية مقتبسا من سفر المزامير: " كما هو مكتوب: إنه ليس بار، ولا واحد، ليس من يفهم، ليس من يطلب الله، إنهم زاغوا جميعا وفسدوا معا، وليس من يعمل صلاحا، ليس ولا واحد" (3: 9- 12). وكذلك كتب الرسول يوحنا عن موضوعنا قائلا في رسالته الأولى: " إن قلنا: إنه لا خطية لنا، نصل أنفسنا وليس الحق فينا. وإن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل فيغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. وإن قلنا: إننا لم نخطئ، نكون كمن نكذبه وليست كلمته فينا" (1: 8- 10). يعلِّمنا الكتاب أن الإنسان خُلق على صورة الله وشبهه لا بمعنى أن المخلوق صار مثل الخالق لأن الخالق عزَّ وجل يبقى دوما متعاليا وساميا وفوق جميع مخلوقاته حتى العاقلة منها. ولكن الله أوحى لموسى بهذا التعليم الوارد على صفحات سفر التكوين لكي نعلم أننا مختلفون عن سائر المخلوقات وأنه هناك شبه بين الله والإنسان. ولو لا وجود هذا الشبه لما قال الله بواسطة موسى أن الإنسان خُلِق على صورته تعالى. يصف الكتاب المقدس صفات الله ويُخبرنا بأنه تعالى هو إله قدوس وأن قداسته لا متناهية وإنها تفوق تصور عقولنا المحدودة. وعندما نتأمل في قداسة الله نرى أيضا بشكل واضح فداحة شرورنا وآثامنا وخطايانا. وهذا الأمر اختبره حتى أنبياء الله الذين كانوا يمتازون عن غيرهم في بني البشر بمزايا عديدة. لندع النبي العظيم أشعياء يصف لنا اختباره الروحي الفريد: " في سنة وفاة عُزّيا الملك رأيت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل. السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة، باثنين يُغَطِّي وجهه، وباثنين يُغَطِّي رجليه، وباثنين يطير. وهذا نادى ذاك وقال: قدوس، قدوس، قدوس، رب الجنود مجده ملءُ كل الأرض. فاهتزت أساسات العتب من صوت الصاروخ وامتلأ البيت دخانا. " فقلت: ويل لي، إني هَلَكْتُ، لأني إنسان نجس الشفتين لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود. فطار إلي واحد من السرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح، ومس بها فمي وقال: إن هذه قد مسَّت شفتيك فانتزع إثمك وكَفِّر عن خطاياك" (6: 1- 7) وكذلك كتب النبي دانيال عن اختباره الفريد عندما شاهد الله في رؤيا قائلا: " وفي اليوم الرابع والعشرين من الشهر الأول إذ كنت على جانب النهر العظيم (هو دجلة) رفعت عيني ونظرت فإذا برجل لابس كتانا وحقواه متنطقان بذهب أوفاز وجسمه كالزبرجد ووجهه كمنظر البرق وعيناه كمصباحي نار وذراعاه ورجلاه كعين النحاس المصقول وصوت كلامه كصوت جمهور. فرأيت أنا دانيال الرؤيا وحدي والرجال الذين كانوا معي لم يروا الرؤيا لكن وقع عليهم ارتعاد عظيم فهربوا ليختبئوا. فبقيت أنا وحدي ورأيت هذه الرؤيا العظيمة ولم تبق في قوة ونضارتي تحولت فيّ إلى فساد ولم أضبط قوة. وسمعت صوت كلامه ولما سمعت صوت كلامه كنت مسبّخا على وجهي ووجهي إلى الأرض. وإذا بيد لَمَسَتْني وأقامتني مرتجفا على ركبتي وعلى كفيّ يدي. وقال لي: يا دانيال أيها الرجل المحبوب أفهم الكلام الذي أكلمك به وقم على مقامك لأني الآن أُرسلت إليك، ولما تكلم معي بهذا الكلام قمت مرتعبا. فقال لي لا تخف يا دانيال لأنه من اليوم الأول الذي فيه جعلت قلبك للفهم ولإذلال نفسك قدام إلهك سُمع كلامك وأنا أتيت لأجل كلامك" (10: 4- 12) إن كل من يتأمل في صفات الله الكاملة بواسطة الوحي المدون الآن في الكتاب لا بد له من أن يشترك مع أشعياء ودانيال في الارتعاد والخوف في حضرة الله القدوس ويطلب منه الرحمة والغفران. |
||||
15 - 07 - 2015, 07:33 PM | رقم المشاركة : ( 8470 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شقاء الإنسان2 رأينا في درسنا السابق أنه لا يكفي للإنسان بأن يعترف يوجود خلل في حياته وأنه من المستحيل للإنسان بان يصل إلى تشخيص حالته الروحية المريضة بواسطة اجتهاده الخاص وأنه من الواجب الذهاب إلى الله تعالى لمعرفة خطورة حالته الروحية وبالفعل يُعطينا الله في كتابه المقدس شريعته المقدسة التي يمكن تلخيصها بهذه الكلمات: تُحبُّ الرب إلهك بكل قلبك، وكل نفسك وكل قدرتك وكل ذهنك وقريبك مثل نفسك" (لوقا 10: 27) وإذ يقسي الإنسان نفسه بهذا المقياس الإلهي يكتشف أنه يفشل بصورة دائمة في القيام بما ينتظر منه كمخلوق عاقل لله تعالى. وهكذا استنتجنا أنه بواسطة الشريعة الإلهية(التي تُدعى غالبا بكلمة ناموس في الكتاب المقدس) يصل الإنسان إلى معرفة خطيته وفداحتها. ورأينا أيضا أن الإنسان إذا ما تأمل في الله وفي صفاته المذكورة في وحيه المقدس لا بد له من أن يرى ظلام نفسه الدامس وبُعْدَه الهائل في الناحيتين الروحية والأخلاقية عن الخالق القدوس. هذا بالرغم من أن الكتاب يُعلِّمنا أن الإنسان خُلق في البدء على صورة الله وشبهه. وهكذا لا بد لكل عاقل من استنتاج أنه قد حدث أمر ذو خطورة قصوى بعد خليقة الإنسان. والكتاب يؤكد حدوث ذلك ويدعوه بسقوط الإنسان في الخطية. وكذلك لاحظنا أن أنبياء الله شعروا بشقائهم وبفداحة خطاياهم لدى رؤيتهم الله في الرؤى التي شاهدوها واستشهدنا بما جرى لأشعياء ودانيال النبيين لإثبات أنه حتى الذين كانوا من أعظم أبناء البشر لم يُحجموا عن الإقرار بأنهم خطاة وبأنهم هالكون لا محالة بدون رحمة الله وغفرانه. وسنرى الآن أننا إذا ما تأملنا في حياة السيد المسيح على الأرض في مطلع التاريخ الميلادي نرى أيضا هوة سحيقة تفصلنا عنه. ونحن نعلم أن السيد له المجد كان في طبيعته الإنسانية مشابها لنافي كل شيء ما عدا الخطية. ولكن الخطية في حياتنا هي التي تسبب وجود فارق عظيم بين المسيح وبيننا ولولا وجود الخطية في حياتنا لكنا مثل المسيح يسوع في طبيعته البشرية. وهكذا إذا ما قسنا الهوة السحيقة التي تفصلنا عن المسيح نصل إلى معرفة مقدار خطيتنا وكذلك نبدأ بان نقدر حق تقديره ذلك الخلاص العظيم الذي جاء المسيح من أجل إتمامه. وإذ نتأمل مليا في حياة السيد المسيح ونحصل بذلك على صورة واقعية لسموه الأخلاقي ولانسجام حياته بشكل تام مع الإرادة الإلهية نفهم الحقيقة الصارخة بانه ليس لدينا المحبة والطهارة و التواضع التي يتطلبها الله منا. فنحن بني البشر إنما نسعى من أجل مجد أنفسنا عوضا عن أن نعمل من أجل الله ومجده، وعوضا عن أن نحيا في سبيل الله وملكوته نحيا لأنفسنا. القوة الدافعة التي تكمن فينا والتي تُسيَّر حياتنا إنما هي محبة الذات لا محبة الله الخالق. وقد تكلم الرب يسوع المسيح عن هذا الموضوع مرة أمام جمهور من المعاندين وقال: " إني لست أقبل مجدا من الناس. ولكنني قد عَرَفتكم إن محبة الله ليست فيكم. أنا قد أتيت باسم أبي ولم تقبلوني، وإن أتاكم آخر باسم نفسه تقبلونه. كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون المجد بعضكم من بعض، ولا تطلبون المجد الذي هو من لدن الإله الأوحد؟ لا تظنوا أني أشكوكم لدى الآب، فإن لكم من يشكوكم وهو موسى الذي فيه رجاؤكم. فإنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لأنه كتب عني. ولكن إن كنتم لا تصدقون كتبه فكيف تصدقون كلامي؟" (الإنجيل حسب يوحنا 5: 41- 47) تتغلغل الخطية إلى جميع نواحي الحياة ولا نقدر بأن نتخلص منها بواسطة قوانا الخاصة. ومهما عملنا وجاهدنا نبقى حسب قول الكتاب تحت سلطة الخطية، وهكذا فإن وجودنا بأسره إنما هو ثورة وتمرد على الله. وكما قال أشعياء النبي في الفصل الثالث والخمسين من نبوته:" كلُّنا كغنم ضللنا، مِلنا كل واحد إلى طريقه" (عد 6) وقال هذا النبي أيضا متكلما باسم الرب عن شعبه في العهد القديم: " ربَّيت بنين ونشَّأتهم، أما هم فَعَصُوا علي. الثور يعرف قانيه، والحمار مَعْلِف صاحبه، أما اسرائيل فلا يعرف، شعبي لا يفهم. ويل للأمة الخاطئة، الشعب الثقيل الإثم، نسل فاعلي الشر، أولاد مفسدين. تركوا الرب، استهانوا بقدوس اسرائيل، ارتدُّوا إلى وراء" (1: 2- 4). وقد تكلم الرب يسوع أيضا بخصوص حالة الإنسان الحاضرة قائلا في الفصل الثالث من الانجيل حسب يوحنا: " وهذه هي الدينونة: إن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة. فإن كل من يفعل السيئات يُبغض النور ولا يُقبل إلى النور لئلا تنكشف أعماله. وأما من يعمل الحق فإنه يقبل إلى النور لكي تظهر أعماله، إنها في الله مصنوعة" (19- 21). ويجدر بنا أن نؤكد من جديد أن الله خلق الإنسان بدون خطية: ففي سفر التكوين يخبرنا موسى ما يلي عن خلق الإنسان: " وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض. فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه، ذكرا وأنثى خلقهم" وعندما انتهى الله من أعمال الخليقة يُخبرنا موسى النبي أنه تعالى: " رأى كل ما عَمِلَه فإذا هو حسن جدا" كل شيء في الخليقة كان حسنا والإنسان تاج المخلوقات كان بمثابة ذروة الخليقة الأرضية وبدون أي خلل أو نقص. وهنا لا بد لنا من أن نسأل: كيف سقط الإنسان من مرتبته العالية وجلب الشر والدمار ليس فقط في حياته الخاصة وعلى نسله بل على الطبيعة بأسرها؟ ما هو التعليل الحقيقي لوقوع الإنسان في حالته التعيسة الشقية؟ وسنرى في درسنا المقبل أن وقوع الإنسان في حمأة الخطية جرى فجر التاريخ وأن الله قد سجل تلك الحادثة المؤلمة في كتابه المقدس بواسطة عبده وكليمه موسى. وكما أنه من الضروري أن نقف على عظم خطايانا وفداحتها بواسطة الشريعة هكذا يجدر بنا أن نقف على حقيقة ما حدث في فجر التاريخ لئلا نحرم أنفسنا من معرفة كيفية الخلاص من الشر والموت اللذين جاءت بهما الخطية. |
||||