11 - 07 - 2015, 06:23 PM | رقم المشاركة : ( 8431 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لاينزع أحد فرحكم منكم يوحنا 16 : 22 يحدثنا الكتاب المقدس بالبشارة المفرحة دائما فيقول الرب يسوع المسيح على فم القديس معلمنا يوحنا البشير فيقول لاينزع أحد فركم منكم هل تعلم لماذا؟ * لان الرب أمر أن نعطى هذا الفرح بل وقد أعطانا بنفسه أياه : ـ أعطانا أياه عندما خلقنا على صورته ومثاله. ـ أعطانا أياه عندما خلصنا على عود الصليب. ـ أعطانا أياه عندما سمح لنا بأن نولد على الأيمان المسيحى وهى هبة غالية جدا. ـ أعطانا أياه عندما وعدنا بوعوده السمائية المفرحة التى تمــــــلآ الكتاب المقدس. ـ أعطانا أياه عندما سمح لنا بأن ندعوه أبانا ونسمى أنفسنا أولاده. ولكن عزيزى انتظر : ليست هذه كل الأفراح ولكن كل هذا لايقاس بالفرح الذى سنناله عندما نجلس معه فى ملكوته وهو كأب حانى فى وسطنا فرح بأبنائه الذين انتصروا على العالم واستحقوا السماء ووقتها سنكون فى حمايته وبالطبع لن يتمكن أحد أن ينزع فرحنــــا منا لان الله سمح به والله يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح... |
||||
11 - 07 - 2015, 06:25 PM | رقم المشاركة : ( 8432 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي أعظم وأكبر خطية في حياة الإنسان
مكتوب عن مسيح القيامة والحياة: +عالمين أن المسيح بعدما أُقيم من الأموات لا يموت أيضاُ، لا يسود عليه الموت بعد. لأن الموت الذي ماته قد ماته للخطية مرة واحدة – رومية 6: 9 – 10)(أولاً) المسيح الرب هو نفسه وبذاته وحده حمل الله رافع خطية العالم كله، وبذبيحة نفسه أبطل موت الخطية تماماً، وبه صار لنا فداء أبدي لا يحتاج شيء آخر على الإطلاق، لا أعمال إنسان ولا قدرات أحد قط، لأن ذبيحة المسيح الرب أكثر كثيراً جداً من كفاية، ولا يعوز ذبيحة المسيح أي شبه إضافة أو تكملة، لا تقدمة ملاك ولا نبي ولا أعمل أي إنسان مهما ما على شأنه أو ضعف، لأن المسيح الرب أعظم من الملائكة والأنبياء وكل طغمات السماوات التي نعرفها والتي لا نعرفها، ولا يمكن بل يستحيل يوضع شيء آخر جنب ذبيحة نفسه، لأنه دخل مرة واحدة للأقداس بدم نفسه فصار لنا فداء أبدي ودمه وحده فقط يطهرنا من أي خطية (1يوحنا 1: 7) فعلناها أو سنفعلها عن جهل أو معرفة، فالمسيح الرب صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسة وفداء (1كورنثوس 1: 30)، بل وأي شخص – مهما من كان هوَّ يظن أو يُعلِّم بأنه يحتاج لأي شيء آخر أو أنه ينبغي تقديم أي شيء أو أعمال غير الإيمان بمسيح القيامة والحياة رافع خطية العالم، فقد وقع في الازدراء بالله الحي لأنه ظن أنه ليس كافي ويحاول أن يضع شيء آخر يظن أنه به يُخلِّص نفسه، وبذلك يزدري بروح النعمة ويدوس دم ابن الله الحي، لأنه قلل من عمله واعترف أنه أقل وأضعف من أن يغفر أو يغسل الإنسان من أوزاره ونجاسات قلبه، وكأن هناك خطية أو ضعف أو أي شيء سيقف أمام حمل الله القدوس عقبة لا يقدر على إزالتها، فهذا الكلام يُجلب السخط لأنه تجديف وعدم تقدير لقدوس الله الحي... +++ لا بأعمال في برّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس - تيطس 3: 5 +++فيا إخوتي حذاري أن يقع أحد في هذا التجديف القاتل للنفس، ويظن أنه توجد خطية أو ضعف يقف عائق أمام حمل الله رافع خطية العالم الذي نقطة من دمه فقط تطهر العالم كله مجتمع معاً، فاحذروا من هذا الوهم الشيطاني الذي يجعلكم تفقدون رجاءكم، بل كونوا صاحين منتبهين لبرّ الله الذي صار بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون (رومية 3: 22)، لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن برّ الله فيه (2كورنثوس 5: 21) فمنطقوا أحقاء ذهنكم صاحين والقوا رجاءكم بالتمام على النعمة المُخلِّصة التي صارت لنا نازلة من عند أبي الأنوار، ولا تظنون الظنون الغبية والسخيفة التي تُلقى في أذهانكم خُلسة وهي مضادة للحق المُعلن لنا، لأنه لا ينبغي أن نظن أن هناك خطية وإثم بلا غفران، أو ضعف بلا قيام، أو أننا نحتاج ان نقدم عن أنفسنا شيء أمام الله لكي يطهرنا أو يشفينا، فهو فقط يطالب أن نؤمن لنرى ونُبصر عمله فنمجده، لأنه هو وحده الطبيب والدواء، القيامة والحياة، الشافي والمُغير والمجدد للنفس بل لوجه الأرض كلها، هو الذي له وحده القوة والقدرة والسلطان، وكلمة واحده منه تصير قوة ترفع الذي في المزبلة للمجد العلوي الذي للقديسين، فهو سرّ طهارة النفس وغفرانها وحياتها، فقط سؤاله لكل نفس: أتريد ان تبرأ؟، فأن أرادنا ووثقنا فيه فهو يُشفينا ويبرأنا... (ثانياً) الخطية الوحيدة التي تُهلك الإنسان فقط الرب بنفسه أعلنها بفمه الطاهر إذ قال: أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون (لوقا 13: 3)، والتوبة هي: توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب (أعمال 3: 19)، يعني التوبة هي العودة لله الحي، والبعد عن الشرّ وطلب نعمته التي هي وحده سند الإنسان وقوة شفاءه، وعدم التوبة والرجوع لله الحي باعتراف الإيمان الحسن بأنه حمل الله رافع خطية العالم ولنا ثقة به للدخول إلى القداس، فأننا حتماً سنهلك أبدياً بسبب عدم الإيمان بشخصه، بكوننا في إصرار عدم التوبة رافضين أن نؤمن به هوَّ... كما أنه لو ظن أحد فينا أن بأعماله سيخلُّص فقد ارتد لأعمال الناموس، فأن أخطأ في واحدة فقط أخطأ في الكل وسيظل مُهدد بالطرد مثل العبد، بل ومهدد بأن يهلك لأنه لن يقدر أن يثبت في جميع أعمال الناموس، لأن بأعمال الناموس لن يكون هناك خلاص، بل بالمسيح الرب وحده فقط وليس معه شيء أو أحد: [ قد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد ] (اشعياء 63: 3) وأخيراً يا إخوتي: + اليوم أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم (عبرانيين 4: 7) وليكن ردنا الآن على نداءه لنا: ها قد أتينا إليك لأنك أنت الرب إلهنا (إرميا 3: 22) |
||||
11 - 07 - 2015, 06:53 PM | رقم المشاركة : ( 8433 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوسف النجار
الجندي المجهول مربي "المسيح" يُعتبر القديس يوسف النجار هو الجندي المجهول، في قصة ميلاد وحياة السيد المسيح على الأرض، فعلى الرغم من أهمية دوره كـ"أب أرضي" له أمام الناس، وتربيته وحمايته، وتعليمه صنعة "النجارة" إلا أن الآيات الواردة عنه في الكتاب المقدس قليلة جدا مقارنة بدوره. "يوسف النجار" هو خطيب العذراء مريم، وكان أول ظهور له في الأناجيل في إنجيل "متى ولوقا"، وهو ولد في بيت لحم وينتمي إلى سلالة ملكية تعود به إلى الملك داوود.[9] امتهن النجارة وأرسل الله الملاك جبرائيل إلى مدينة الناصرة ليبشر مريم بمولود وقد كانت مخطوبة ليوسف هذا وقتها، وتعجبت من كلام الملاك قائلة :"كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلًا". فكر "النجار" في فسخ خطوبته من مريم، ولكن ظهر له ملاك –حسب النص الانجيلي- أعلمه أنها غير خاطئة وأن المولود منها "بالروح القدس"، فأخذها وهي حبلى من الناصرة إلى بيت لحم حيث عشيرته وأهله حماية لها من الإشاعات التي تتهمها بالزنا. تولى "النجار" مهمة الهروب بالطفل يسوع من اليهودية إلى مصر حسب تعليمات ملاك ظهر له، عندما أراد هيرودس الكبير قتله، وبعد عودته إلى اليهودية مرة أخرى وكان يوسف يأخذ عائلته كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح، وقد أشار يسوع إلى يوسف بكلمة "أبي"، وكذلك فعلت أمه مريم، ولكن غير معروف موعد نياحته بالضبط، حيث أنه لم يرد ذكره في الأناجيل عند صلب المسيح أو بعد قيامته. وحسب موسوعة "ويكيبيديا" تعتبره الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية و الكنيسة الأرثوذكسية المشرقية قديساً شفيعاً وأعلنه البابا بيوس التاسع شفيعاً للكنيسة الكاثوليكية عام 1870. |
||||
11 - 07 - 2015, 06:55 PM | رقم المشاركة : ( 8434 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس سيلا الرسول
خادم في الظل قال عنه البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إنه ذكر في عدد آيات قليلة في الكتاب المقدس، ولكن كان له دور كبير جدا في الخدمة والكرازة، وذلك ضمن سلسلة "أسماء في الظل" التي يعظ بها البابا.. هو القديس "سيلا الرسول"، ويلقب أيضا بـ"سلوانس".. هو مواطن روماني، كان له دورا كبيرا في الكنيسة الأولى، وذكر الكتاب المقدس عنه أنه كان "نبيا"، وقد كلفته الكنيسة الأولى مع يهوذا الملقب بارسابا، أن يرافقا بولس وبرنابا لتبليغ كنائس إنطاكية وسوريا وكيليكية قرار المجمع، الذي انعقد لبحث مشكلة تهود الأمم. عاد القديس سيلا إلى أورشليم، بعد المهمة، وبعدها سافر ثانية إلى أنطاكية مع القديس بولس الرسول، في رحلته التبشيرية الثانية، وقد رافقه حينما اجتاز في سوريا وكيليكية يشدد الكنائس، وكذا في فريجية وكورة غلاطية. وبعد أن ظهرت لبولس رؤيا الرجل المكدوني، رافقه إلى فيلبي في مقاطعة مكدونيا. وحسب تاريخ الكنيسة لحق بالقديس بولس في زيارته إلى "أثينا"، وبعدها لم يذكر عنه الكتاب المقدس شيئا، ويقال أنه أنهى حياته بسفك دمه على اسم المسيح في مكدونيا. |
||||
14 - 07 - 2015, 04:46 PM | رقم المشاركة : ( 8435 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصوم زمن الصدقة الدكتور بولس الفغالي قراءة من إنجيل القدِّيس متَّى (6: 1-4) فانظُروا إلى صدقَتِكم: لا تَصنعونَها قدّامَ البشرِ لكي يرَوكُم، وإلاّ لا أجرَ لكم عندَ أبيكم الذي في السماء. فمتى أنتَ صانعٌ صدقَة، أنتَ لا تدعوُ بالبوقِ قدَّامَك مثلما الآخِذونَ بالوجوهِ فاعلون، في المجامعِ وفي الأسواقِ، لكي يمجَّدوا لدى الناسِ. فآمين، أنا قائلٌ لكم: قبِلُوا أجرَهم. أمّا أنت فعندما تَصنعُ صدقةً، لا تَعلَمُ شمالُك ما يمينُك صانعة. لكي تكون صدقَتُك في الخفاء، وأبوكَ الناظرُ في الخفاءِ هو يُجازيكَ في العلَن. زمن الصوم هو زمن الصدقة. والصدقة ترتبط بالصدق والصداقة والمحبَّة. فكلُّ عطاء لا ينطلق من المحبَّة يكون ضياعًا علينا. ننظر إلى ذاك السامريّ الذي رأى الجريح في الطريق. كان بالإمكان أن ينظر إليه نظرة الشفقة: يا حرام، ويتابع طريقه. ولكن لا. كان يمكن أن يرمي له بعض الدراهم عن بعد: تدبَّر أمرك. لا. فعلَ ما تفعله الأمّ. ركع قربه بحنان. ضمَّد جراحه. جعله على دابَّته وسار وراءه. قال النصُّ عنه: أشفق عليه، تحرَّكت أحشاؤه. ومعلِّم الشريعة فهمَ: عاملَه بالرحمة. هكذا تكون الصدقة أو ليست هي صدقة. لا يمجَّد الربُّ بواسطة صدقة نريد بها أن يرانا الناس: ضاع أجرنا. وفي أيِّ حال، حين نعطي المحتاج، نعطيه بمجّانيَّة، على ما طلب الربُّ من تلاميذه: مجّانًا أخذتم، مجّانًا أعطوا. فكلُّ ما لنا هو عطيَّة من الربّ، وما أجملنا حين نعطي، فنقسم ما لنا مع الآخرين. قال الربّ: من له ثوبان، يُعطي من ليس له ثوب. وقال القدّيس باسيل: الثوب الذي في خزانتك، ولا تلبسه، ليس لك. ونضيف: هو يجعل دينونتك قاسية. هذا ما عرفه الغنيُّ الذي نسيَ لعازر عند بابه. ومتى عرفه؟ حين صار في الجحيم. نحن نعطي ولا ننتظر أجرًا ولا ثوابًا. نعطي لأنَّ الله أعطانا. قال لنا الرسول: تشبَّهوا بالله كالأبناء الأحبّاء. وفي أيِّ حال، لن نكون يومًا أكثر سخاءً من الربّ. "أعطوا تُعطَوا". إذا أعطيتم الربُّ يعطيكم. بل يُعطيكم قبل أن تَعطوا. ويعطيكم لكي تَعطوا بحيث تكونون أسخياء مثله. تَعطون "كيلة" من القمح، تُعطَون كيلة "ملآنة، مكبوسة، مهزوزة". بقدر ما تكونون أسخياء يكون الربُّ سخيًّا معكم، وهو الذي قال: "بالكيل الذي تكيلون به يُكال لكم". فماذا ننتظر لنجعل من صومنا مناسبة للعطاء، لأنَّ في العطاء فرحًا لا نجده في الأخذ. |
||||
14 - 07 - 2015, 05:06 PM | رقم المشاركة : ( 8436 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصــــــــــــــــــلاة - لماذا أحتاج للصلاة ولماذا أُصلي لتحميل الموضوع بصيفة PDF أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
من واقع إعلان الحق في الكتاب المقدس، أن أبسط تعريف للإنسان هو: "إنسان الحضرة الإلهية"، لأن الإنسان في بداية وجوده عينيه انفتحت على نور وجه الله الحي، لأن الله خلق الإنسان على صورته في حضرته، فأول انفتاح للإنسان كان على المجد الإلهي، لأنه أول منظر وأول مشاهدة للإنسان كان هو الله النور والحياة، لذلك حياة الإنسان الطبيعية هي في الجو الإلهي الخاص، أي في حضرة الله ومعيته، وخارج هذه الحضرة الإلهية يظل الإنسان في قلق واضطراب عظيم وعدم راحة أو سلام، لأنه خرج خارج مكانه الطبيعي ومنزله الخاص، لأن لا يرتاح المثيل إلا على مثيله، والإنسان كان صورة الله ومثاله، لذلك يظل الإنسان على مر حياته يفتش على الراحة المفقودة التي في الله مقرّ سكناه ومصدر حياته ووجوده، لذلك يظل هناك حنين في النفس وشوق عظيم إلى الحضرة الإلهية، وهذا يُعَبَّر عنه بالعطش إلى الله: + عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي، متى أجيء واتراءى قدام الله (مزمور 42: 2) + يا الله إلهي أنت إليك أُبكر، عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء (مزمور 63: 1) |
||||
14 - 07 - 2015, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 8437 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله يرسل الملائكة لخدمتنا
يؤدي الملائكة خدمات شخصية للبشر. وفي الكتاب المقدس حوادث كثيرة تثبت أننا نحن المؤمنين المسيحيين أصبحنا موضع اهتمام الملائكة اهتماما فرديا. "والملاك هو مخلوق روحي خلقه الله بلا جسد لخدمة كنيسته وأولاده" كما يقول مارتن لوثر. كثيرا جدا ما لا نشعر بحضور الملائكة. فنحن لا نقدر أن نتكهن ونعرف متى يظهرون. ولكن قيل أن الملائكة جيران لنا يظلون قريبين منا، ويرافقوننا كثيرا مع أننا لا نحس بوجودهم. وما نعرفه عن خدمتهم المستمرة إنما هو قليل. ولكن الكتاب المقدس يؤكد لنا أن الغشاوة ستنقشع عن عيوننا يوما، وإذ ذاك نعرف إلى أي مدى كان الملائكة يعتنون بنا ونحن لا نعلم (1 كورنثوس 11:13 و12). يجتاز كثيرون من شعب الله اختبارات تؤكد أن الملائكة خدمتهم وساعدتهم. وبعضهم كانوا يواجهون ضيقا ثم انفرج الضيق وهم لا يدرون أن الملائكة ساعدتهم، مع أن افتقاد الملائكة لهم حقيقة ثابتة. فالكتاب المقدس يفيدنا أن الله أمر ملائكته بالسهر على سلامة شعبه - المؤمنين اللذين افتداهم المسيح بدمه المسفوك عنهم. وصف دانيال في العهد القديم وصفا حيا ذلك الصراع الدائر بين قوات ملائكة الله وقوات الظلمة. فقد جاء الملاك إلى دانيال بعدما كان هذا النبيّ قد أمضى ثلاثة أسابيع نائحا (دانيال 3:10) ولم يأكل طعاما شهيا ولا دخل فمه لحم أو خمر، ولا تعطر بالطيب حتى تمام ثلاثة أسابيع. وبينما كان يقف عند نهر دجلة إذ تراءى له إنسان يلبس كتاناً. كان وجه ذلك الإنسان لامعا كالبرق, “وعيناه كمصباحي نار ... وصوت كلامه كصوت جمهور". دانيال وحده رأى هذه الرؤيا, أما الرجال الذين كانوا معه فلم يروا شيئا, لكنهم ارتعدوا ارتعادا عظيما وهربوا ليختبئوا. وقد بقي دانيال وحده مع ذلك الزائر السماوي, فانهارت قواه, وكان لوجود تلك الشخصية السماوية وقع عنيف عليه. قوّات خفية ناشطةوقع دانيال في سبات عميق لكنه ظل يسمع صوت الملاك. ثم لمسته يد وأقامته, وراح الملاك يخبر دانيال بما حدث له في مجيئه إليه. فمنذ اليوم الأول الذي فيه ابتدأ دانيال بالصلاة أرسل له ذلك الملاك, ولكن رئيسا من رؤساء الشياطين اعترضه وقاومه فأعاقه. ثم جاء ميخائيل لمؤازرة الملاك, فتيسر له المضي قدما لتبليغ دانيال الرسالة. فقد كان ذلك الملاك مكلفا أن ينقل إلى دانيال رسالة إلهية فيطلعه على ما سيحدث في العالم من أحداث– وخصوصا ما سيحدث لبني إسرائيل في الأيام الأخيرة. وقد أحس دانيال بضعف شديد, وكان عاجزا عن الكلام فمس الملاك شفتيه وأعاد إليه قوته, ثم بلغه الرسالة. وبعد هذا أخبره أنه سيرجع ويحارب ذلك الشيطان الذي دعاه "رئيس فارس", وهكذا يستأنف الصراع الناشب بين قوات الخير وقوات الشر. إن دانيال في هذا الحادث لم يكن واهما أو حالما, بل كان اختباره حقيقيا مع شخص حقيقي, وما كان أحد ليستطيع أن يقنع دانيال بأن ما جرى كان غير ذلك. صلّى دانيال إلى الله من أجل بني إسرائيل, واستمر بالصلاة وهو صائم ثلاث أسابيع. عندئذ جاءت رسالة السماء على يد رسول ملائكي أخبره بأن صلاته قبلت. نفهم من هذا الحادث أن التأخير لا يعني الرفض, وأنه لا بد أن نواجه في حياتنا صعابا يسمح الله بأن نواجهها. في أثناء أزمات عالمية متعددة أتيح لي التحدث مع بعض رؤساء الدول أو وزراء الخارجية فيها. أذكر أنّي تحدثت مع دين ريسك (DenRusk), وزير خارجية أميركا, مباشرة بعد نشوب حرب سنة 1967 في الشرق الأوسط. وكان وزير الخارجية المذكور يزور مدينتنا مونتريت (Montrat) في ولاية كارولينا الشمالية, وقد دعاني إلى ذلك اللقاء وأذكر في حديثي معه أنّي قلت تعليقا على تلك الحرب: "يحس المرء كأن قوات فائقة للطبيعة تتدخل في تلك الحرب." اختبار يعقوبوالتقيت ذات مساء وزير الخارجية كيسنجر (Kissinger) في أثناء رئاسة فورد, وكان يقوم بمهمة خارج أمريكا. في ذلك اللقاء أوجز لي الوزير بعض المشاكل الضخمة التي تواجه العالم. فقلت له أني أعتقد أن العالم يعاني ويلات حرب روحية غير منظورة تشن فيها قوات الظلمة هجومها على قوات الله. وبينما كنا نستعرض الأحداث العنيفة التي جرت في العقد الأخير, ازددت اقتناعا بأن نشاط قوات الشر غير منظورة في تزايد وتعاظم. صدق ذلك المحرر التلفزيوني الذي قال لي إذ كنت أزوره في مكتبه:" العالم قد أفلت من عقاله ". وفي حين يبدو لبعضه أن هذه الحرب الروحية الناشبة في الخفاء غير معقولة, فإن الكتاب المقدس يؤكد حقيقة نشوبها. حسنا فعل الدكتور أرنو غيبالين Arno C. Gaebelein)), وهو أحد علماء الكتاب المقدس, إذ سمى هذه الحرب الخفية "صراع الدهور". فهي حرب لا تقف عند حد, وستظل نارها تستعر إلى أن يجيء يسوع المسيح مجيئه الثاني إلى الأرض. من أجل ذلك يفتش العالم عن "قائد". وإن "ضد المسيح", أو "الدجال" كما يسميه بعضهم, والذي يعتبر صنيعة الشيطان, سيظهر يوما على المسرح ويبقى فترة قصيرة, يظن الناس خلالها أنهم وجدوا أخيرا القائد المرتقب. ولكن لن تمر أشهر قليلة حتى يعود العالم إلى ما كان عليه من فوضى وصراع. وسيتبين أن القائد لم يكن إلا دجالا" وأكذوبة كبيرة" (2سلونيكي3:2 -10). ثم ينزل إلى الأرض, بمشهد من الجميع, ذلك (الرئيس) الحقيقي الذي اختاره الله ومسحه وعينه قبل الدهور, وينزل معه ملائكته القديسون. إنه هو الذي سيغلب الشيطان وأجناده من ا؟لأرواح النجسة ويطرحهم جميعهم في بحيرة النار وذلك عند انتهاء الدهر. فليطمئن كل مؤمن إذا ما دام الصراع قائم سينتهي حسب مقصد الله, إذ ينتصر البر على الشر في آخر الأمر. نجد في اختبار يعقوب مع الملائكة مثالا رائعا للخدمة التي يقدمونها للناس بتكليف من الله. كان يعقوب من بعض النواحي خداعا. فقد اختلس من أخيه حق البكورية، وكذب على أبيه إسحق وخدعه إذ كان أبوه فاقدا للبصر. ثم هرب من وجه أخيه عيسو إذ كان هذا يعدّ العدّة لقتله. هرب إلى خاله لابان حيث تزوج بابنته. وعندما لم يعد يلقى لطفا وبشاشة من لابان وأولاده اخذ عائلته وماشيته وقفل إلى أرض كنعان. مقابلة موسى لملاك الربكان الله مهتما بيعقوب، رغم أخطائه وأساليبه الخداعة، لأنه كان وليد الوعي الإلهي؛ وقد رزق اثني عشر ولدا، أصبحوا فيما بعد آباء أسباط بني إسرائيل. وجاء في الكتاب المقدس أن يعقوب، وهو عائد إلى أرض كنعان، "لاقاه ملائكة الله". كان لذلك وقع عنيف في نفس يعقوب، فقال لما رأى الملائكة "هذا جيش الله" (تكوين 1:32 و2)، ودعا اسم ذلك المكان "مناحيم" وتعني "مُعَسكرَين". أعبثاً دعا يعقوب الملائكة "جيش الله"؟ لم ينسى أنه خدع أخاه عيسو في الماضي، وها هو الآن يخشى مواجهته. فلم يكن يعرف كيف سيلقاه أخوه: أيرحب به أم يقتله؟ لذلك صلّى في وسط ضيقه معترفا بأنه غير مستحق لشيء من رحمة الله ولطفه وأمانته، وطالبا أن ينقذه الله من يد عيسو. ثم جاءت الليلة التي سبقت لقاء الأخوين، حيث وجد يعقوب نفسه وحيدا، إذ سبق فأرسل عائلته وخدامه ومواشيه عبر النهر إلى الجنوب. وظهر له إنسان في الظلام فتصارع معه حتى طلوع الفجر. وقد ضربه الرجل على حُقِّ فخذه، "فانخلع حق فخذ يعقوب" هنا أدرك يعقوب أنه يتصارع مع شخص سماوي، وتمسك به وطلب إليه أن يباركه. وإذ قال للشخص السماويّ أن اسمه يعقوب، أجابه ذلك: "لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت". وعندما سأل يعقوب ذلك الشخص عن اسمه رفض أن يجيبه، واكتفى بأن باركه قبل مفارقته له. ودعا يعقوب اسم ذلك المكان (فنيئيل)، والكلمة تعني "وجه الله"، لأنه قال "نظرت الله وجها لوجه ونُجِّيَت نفسي" (تكوين 24:32 – 30). يرجّح أن الذي صارع يعقوب كان المسيح في ظهور له في هيئة بشرية قبل تجسده. في بداية القصة وجد يعقوب نفسه محاطا بجمهور من الملائكة. وفي كلا الحادثين أعلن الله إرادته من جهة حياة يعقوب بشكل أتم من ذي قبل، ووعد بأنه سيجعله أميرا. وهذا شجع يعقوب فخرج في اليوم التالي للقاء عيسو بثقة واطمئنان. وتكلم النبي هوشع بعد هذا الحادث بعدة قرون فقال إن إله السماء هو الذي ظهر ليعقوب بشخصية ملاك وصارعه وباركه (هوشع 3:12 – 6). يعتبر إبراهيم وموسى أعظم شخصيتين بين شخصيات العهد القديم. وقد ظهر لهما الملائكة في مناسبات هامّة. مرّ بنا أن ملائكة جاءوا إلى إبراهيم وبشّروه بأنه سيولد له ابن, وأطلعوه على ما كان سيحل بسدوم وعمورة من دمار وخراب. فتأمل الآن في اختبار موسى أمام العلقة المشتعلة (خروج 3). سرّ الملائكةأن خلفية هذه الحادثة ذات أهمية. لقد نشأ موسى وتربى في مصر, حيث أمضى أربعين سنة من عمره في قصر فرعون في عزّ وأبهة. وكان يتكلم لغة المصريين ويعرف عاداتهم وقوانينهم. عاش حياة البذخ, واحتل مكانة رفيعة في المجتمع. ثم إذ زلت به القدم فقتل رجلا مصريا, ترك مصر وهرب ليقيم في الصحراء. وهنالك أمضى أربعين سنة أخرى راعيا للغنم متثقفا في "جامعة البرية ". وفيما لا يذكر الكتاب المقدس الشيء الكثير عن حياة موسى في هذه الفترة, فكل ما نعرفه أن أوضاع موسى تغيرت كثيرا. فقد انتقل من قصر ملك مصر إلى مراعي الغنم البرية , حيث تجردّ,في حياته الجديدة, من كل مركز اجتماعي. فقد أمسى فردا وحيدا منبوذا, على خلاف حياته السابقة في مصر. وهكذا عمل الله أربعين سنة في حياة موسى في البرية ليعده للقيام بالمهمة التي أعدها له. فلما صار موسى في الثمانين من عمره, أي في سن التوقف عن العمل اليوم, أصبح مستعدا لقبول دعوة الله. وحدث ذات يوم أن موسى, وهو يقوم برعاية المواشي كالمعتاد, رأى عليقة تشتعل بالنار, وتعجب أن النار لا تحرق العليقة . بل “ظهر له ملاك الله بلهيب نار من وسط عليقة". ليس لدينا ما يدل على أن موسى رأى أي ملاك قبل ذلك الحادث. ولذلك كان ذلك الاختبار أمراً فوق العادة بالنسبة لموسى. وقد رأى أولا ما لفت نظره وأثار اهتمامه. بعد ذلك الله نفسه من وسط العليقة. تأثر موسى تأثرا عميقا. وطلب منه الله أن يخلع نعليه من رجليه لأن الأرض التي كان يقف عليها مقدسة. ثم أعلن له أنه إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب. ذعر موسى مما سمعه. وغطا وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله. ثم كشف له الله عن خطته لإخراج بني إسرائيل من عبوديتهم في مصر, وأعلم أنه عينه قائدا لتنفيذ تلك الخطة. وعندما سأله موسى عن اسمه قال الله: تقول لبني إسرائيل أهيه } أنا الكائن { أرسلني إليكم. لم تأخذ موسى الحماسة عندما دعاه الله ليذهب ويخرج بني إسرائيل من مصر, بل راح ينتحل الأعذار ويورد الأسباب الداعية لإعفائه من تلك المهمة. قال أولا أن الشعب لن يصدقوه, لذلك لا أمل في أن يقبلوه قائدا لهم. فقال له الله: "ما هذه في يديك؟ “فأجاب موسى "عصا ". قال له الله:"اطرحها إلى الأرض ".فطرحها موسى فصارت حية. ولكن عندما امسك بها عادت عصا. ثم أمر الله موسى فوضع يده في عبه ثم أخرجها, وإذا هي برصاء مثل الثلج. وعندما أعادها إلى عبه ثم أخرجها ذهب برصها وعادت صحيحة. وطلب الله من موسى أن يصنع هاتين الآيتين أولا أمام الشعب ليعرف أنه هو تعالى الذي أرسله. لكن موسى عاد فقدم عذرا أخر. قال انه يعجز عن الكلام ولسانه ثقيل. قد يكون ذلك بسبب عزلته الصامتة في الصحراء طوال أربعين عاما. ولم يقبل الله هذا العذر, بل اعلمه أنه سيرسل معه هارون أخاه فيكون له فما. وهكذا ترك موسى الصحراء ونزل إلى مصر ليبدأ عملية إنقاذ الشعب لكن حادثة العليقة المشتعلة ذات أهمية بالنسبة إلى بحثنا, لأنها تتعلق على نحو وثيق بملاك الرب الذي ظهر في العليقة. من هذه الحادثة نستنتج أن الله استخدم ملاكاً (أو ظهر هو نفسه في هيئة ملاك), وذلك لكي يكشف للناس عن مراده ويبلغهم ما عزم عليه. ثم أن حضور الملائكة ثم أن حضور الملائكة أصبح جزء من "اختبار الخروج ",لذا جاء في سفر العدد : "فصرخنا إلى الرب فسمع صوتنا وأرسل ملاكاً وأخرجنا من مصر “(16:20). ويقول أشعياء: "في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم. بمحبته ورأفته هو فكهم ورفعهم وحملهم كل الأيام القديمة" (9:63).وليس ما يمنع أن يكون بعض هذه الحوادث في حقيقته ظهورا للمسيح يسوع, أحد أقانيم اللاهوت الثلاثة , في هيئة ملاك . وهذا ما نظنه. وفي هذا الحال يؤكد قول الوحي: "يسوع المسيح هوهو أمسا واليوم وللأبد" (عبرانيين 8:13) إذاً كما أن الرب يسوع حاضر معنا الآن بواسطة الروح القدس, معلنا ذاته وإرادته, هكذا كان أيضا مع شعب الله في العصور الماضية, وهكذا سيظل على مدى الأزمنة, بوصفه ملاك حضرة الله الذي يقودنا ويهدينا. فالله الآب يعلن حضوره, عن طريق الملائكة, للذين آمنوا في الأزمنة القديمة. وعن طريق "ملاك الرب" الذي هو الله الابن, يسوع المسيح, أعلن نفسه, وفدانا بصلب الإبن وموته وقيامته. هنا سرّ أعمق من أن نسبر غوره ونبلغ منتهاه تماما. الملائكة أرواح خادمةدعا علماء اليهود ملاك الرب "ميتاترون", أي "ملاك المُحيَّا", لأنه يشاهد وجه الله باستمرار, لذلك يعمل لإيصال برنامج الله إلى كل منا. لقد وافانا الإعلان الكامل في شخص الرب يسوع المسيح, إذ ظهر الله الابن في الجسد, فلم تعد ثمة حاجة لأن يعلن الله نفسه بهيئة ملاك الرب في عصر النعمة الحاضر. وعلى هذا, فإن الملائكة الذين ظهروا في فترة العهد الجديد – أو قد يظهرون في أيامنا هذه – ليسوا إلا "أرواحا مخلوقة". وليس أي منهم هو الله في شكل ملاك, كما كان يظهر في العهد القديم من حين إلى آخر. فإن ظهور الله الابن في شكل مرئي بهيئة جسميّة, كما كان يحدث في العهد القديم, هو ظهور لم تعد حاجة له في العهد الجديد, ما دام الابن نفسه قد تجسد. وإذا تأملنا في حضور الملائكة في العهد الجديد بعدما أرسل الله أبنه في الجسد بالولادة في بيت لحم, وجدنا أن عمل الملائكة صار منحصرا في إيصال رسالة الله والمساعدة على تثبيت رسالة إنجيل المسيح. ولكن ظهور الملائكة ما كان قطٌّ للإتيان بما يحل محل الإنجيل أو يناقضه أو ينتقص منه. في الواقع أن الله استخدم الناس والملائكة جميعا ليعلن رسالته لأولئك الذين نالوا الخلاص بنعمته. "أليس جميعهم (أي الملائكة) أرواحا خادمة مرسلة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص؟" (عبرانين 14:1). ويا له من شرف عظيم أن يعرفنا الملائكة بأسمائنا بسبب شهادتنا الأمينة التي نشهد بها للآخرين. والملائكة يشاركوننا في فرحنا بالذين يتوبون (لوقا 10:15) مع أنهم أنفسهم يعجزون عن توضيح رسالة الإنجيل. نذكر في هذا المجال المبشر الذي استخدمه الله في الكرازة بالإنجيل,فكان وسيلة خير. فقد ظهر له ملاك وقال له أن يذهب إلى البرية لحدوث نهضة روحية في السامرة (أعمال 26:8) وهناك, بتدبير إلهي, التقى رجلا حبشيا, وكلّمه بكلمة الحق فقبلها ونال الخلاص. وكذلك اختبر يوحنا أيضا خدمة الملائكة عندما كان منفيا في جزيرة بطمس ويتطلع في حيرة إلى البحر البعيد الخالي. ولقد كان يعجب كيف انتهى به الأمر إلى تلك العزلة حيث السماء أقرب إلى الإنسان من البشر. وظهر له ملاك الرؤيا فأطلعه على الرسالة التي يتكون منها سفر الرؤيا بما يتضمن من نبوات عن وقت النهاية (رؤيا 1:1 -3). كان ملاك آخر قد ظهر وقدّم خدمة مشابهة في حادثة جرت في حياة دانيال. 999ففي الفصل الخامس من سفر دانيال ذكرت وليمة عظيمة صنعها بيلشاصّر في بابل. وكان القصد الظاهر من تلك الوليمة إظهار مجد المملكة. غير أن بيلشاصر استغلها لإظهار عظمته الشخصية. وقد اشترك في تلك الوليمة ألوف من أعظم أشراف مملكته. وحدث في تلك الوليمة أن المحتفلين دنّسوا الآنية المقدسة التي كان البابليون قد أتوا بها من هيكل أورشليم لدى خراب الهيكل والمدينة معا, وقد استخدم المحتفلون الآنية في أكلهم وشربهم وهم يسبّحون آلهتهم, آلهة الخشب والحجر والفضة والذهب. لقد تمجد وتعظم اله المادة في وليمة بيلشاصر. وفجأة ظهرت أصابع يد إنسان وراحت تكتب على الحائط كلمات دينونة الله وحكمه الذي أصدر على بابل. كانت تلك الكلمات "منا, منا, تقيل وفرسين", وكانت تعني “وزنت بالموازين فوجدت ناقصا ... قُسمت مملكتك وأعطيت لمادي وفارس" (25:5 -28). كان ذلك أحد ملائكة الله وقد أرسل فأعلن دينونة الله الوشيكة الوقوع. ولقد أحصى الله أيام الملك بيلشاصر وأدنى نهايته. وفيما بعد صلّى دانيال من أجل الشعب. وبينما هو يصلّي جاء الملاك جبرائيل. ويقول دانيال عن ذلك: "... إذا بالرجل جبرائيل... لمسني... وفهّمني وتكلم معي وقال يا دانيال إني خرجت الآن لأعلّمك الفهم... فتأمل الكلام وافهم الرؤيا" (دانيال 21:9 – 23). فقد استجاب الله لدانيال صلاته فأراه منظرا شاملا لمستقبل الجنس البشري. وفي اعتقادي أن العالم الآن يكاد يبلغ قمة تلك الرؤى العظيمة التي أراها الله لدانيال. نحس أن الوضع الذي كان سائدا في زمن بيلشاصر يكاد يكون معاصرا لأوضاعنا. إنّ تلك الأيام والأحوال لا تختلف كثيرا عما نشاهده ونسمع به في أيامنا. بل ربما كان الله الآن يكتب كلمات الدينونة الوشيكة الوقوع فيما نرى من أزمات في أيامنا هذه أنه يعلن للناس في كل مكان أنهم إذا كانوا لا يتوبون عن خطاياهم, فأيامهم كأيام بيلشاصر باتت معدودة, وأجلهم قارب نهايته. ونود في ختام هذا الفصل المتعلق بخدمة الملائكة الشخصية أن نذكر حوادث أخرى استخدم الله فيها الملائكة ليعلن خطته للناس. الملاك جبرائيل في بداية العهد الجديد كان زكريا الكاهن يقوم بعمله في الهيكل, فظهر له ملاك من الرب وأعلن له أنه سيولد له ابن يسميه يوحنا. وأن ابنه ذاك سيهيئ الطريق أمام المسيح الموعود. ذلك الملاك الذي بشّر زكريا كان جبرائيل, رسول الوعد الإلهي, وقد شجّع زكريا ليؤمن بالمعجزة التي كان يوحنا ابنه سيولد بفضلها. وظهر جبرائيل بعد ذلك لمريم العذراء. فأعلن لها الخطة الإلهية القاضية بالتجسد, إذ ستحبل بمعجزة إلهية فيتصور ابن الله يسوع المسيح, في أحشائها بقوة الروح القدس. سألت مريم الملاك أسئلة عديدة, وكان جواب الملاك: "الروح القدس يحلّ عليك وقوة العليّ تظللك, فلذلك أيضا القدّوس المولود منك يدعى ابن الله" (لوقا 35:1). فجبرائيل, الملاك الخاص بالخدمة والإعلان, بلغ مريم هذه الرسالة, ثمّ إنه – هو أو سواه من الملائكة أكد ليوسف, خطيب مريم العذراء, أن عليه ألّا يتخلى عن خطيبته بل ينجز الخطبة ويتمم مراسيم الزواج دون تردد, "لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس" (متى 20:1). وقال ليوسف أيضا إن خطة الله تقضي بأن يسوع المولود "يخلص شعبه من خطاياهم “(متى21:1). إن الملائكة المختصّين بتبليغ إعلانات الله للبشر كانوا عبر الأجيال المتباعدة يحملون بكل أمانة رسالة الله ومشيئته في أوقات الضيق واليأس والألم. فأولئك الرسل السماويون, خدام الله, الواقفون دوماً أمامه لتلقي أوامره, كم ساعدوا من القديس متضايق وأنقذوه, وكم آزروا من مؤمن حائر وشجعوه. فتبدلت الأحوال وذهب اليأس وحل الرجاء. فطالما حمل الملائكة رسالة الله المفعمة برضاه, فسدّوا حاجات شعبه المادية والعاطفية والروحية. حتى غدا في وسع المؤمن أن يقول: "جاء إليّ ملاك الرب". |
||||
14 - 07 - 2015, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 8438 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل الملائكة هم وكلاء الله السريون؟
وُلدت زوجتي وتربّت في الصين، وهي ما تزال تذكر أن النمور الشرسة كانت تعيش في جبال الصين في تلك السنين. وتذكر أن امرأة خرجت يوماً إلى سفح تلة لتجمع العشب الأخضر. كانت تحمل طفلاً رضيعاً في ثوب على ظهرها وتقود صبياً آخر بيدها. أما يدها الأخرى فكان بها منجل حاد لقطع العشب. وما إن وصلت المرأة رأس تلة، حتى سمعت زمجرة عالية. فالتفتت وهي مذعورة ورأت نمرة تهجم عليها ووراءها اثنان من جرائها. كانت تلك المرأة صينية أميّة لا تعرف القراءة، وما دخلت كنيسة قط. إنها لم ترَ كتاباً مقدساً كل حياتها، لكنها قبل ذلك بحوالي سنتين التقت مبشّراً أخبرها عن يسوع وقال عنه أنه "يقدر أن يساعدك عندما تقعين في ضيق". وبينما أنشبت النمرة مخالبها في ذراع المرأة وكتفها، صرخت هذه من كل قلبها: "يا يسوع ساعدني". فما كان من النمرة الشرسة إلا أن تراجعت فجأة وفرّت هاربة. تُرى، ما الذي جعل تلك النمرة تنثني عن مواصلة هجومها وافتراس المرأة؟ يقول الكتاب المقدس: "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك" (مزمور 91: 11). هل أرسل الله ملاكاً هذه المرأة الصينية البسيطة الفقيرة؟ هل هناك كائنات خارقة للطبيعة تستطيع هذه الأيام أن تتدخل في شؤون الأفراد والأمم؟ ألا يحدث أحياناً كثيرة أن تتدخل العناية الإلهية لإنقاذ إنسان يبدو موته محققاً فتنقلب الأمور رأساً على عقب؟ فماذا يمنع أن يكون الله أرسل ملاكاً لإجراء الإنقاذ في اللحظة الحرجة؟ أوى أحد أطباء ولاية فيلادلفيا الأمريكية إلى فراشه ليلاً بعد أن تعب كثيراً في أثناء النهار. وفجأة أفاق إذ سمع قرعاً على الباب. فقام وفتح، فوجد بنتاً صغيرة ترتدي معطفاً رثاً وعلى وجهها علامات الاضطراب. قالت البنت الصغيرة إن أمها مريضة جداً، وطلبت إليه أن يجيء ليراها. كانت تلك ليلة باردة يتساقط فيها الثلج، ولكن هذا الطبيب المُنهك لم يستطع إلا أن يلبي طلب الصغيرة. فارتدى ملابسه وخرج يتبعها. حركة الأرواح الشيطانية الحديثة:وجد الطبيب الأم مريضة بذات الرئة (نيمونيا). فقام بإسعافها وعمل ما لزم لمعالجتها. وبعد ذلك ذكر للأم إعجابه بذكاء ابنتها الصغيرة واهتمامها وشجاعتها. إذ ذهبت إليه ليلاً وأصرت على مجيئه لمعالجة أمها. فتعجبت الأم مما سمعت، وقالت وهي تنظر إلى الطبيب مشدوهة: "ابنتي ماتت قبل شهر. وها حذاؤها ومعطفها في تلك الخزانة" .قام الدكتور متشل متعجباً ومشى إلى الخزانة وفتح بابها فإذا المعطف ذاته الذي البنت الصغيرة ترتديه تلك الليلة. لكنه لاحظ أن ذلك المعطف المعلّق في الخزانة كان جافاً دافئاً وليس فيه أثر لماء المطر. ما دامت بنت تلك المرأة قد ماتت قبل تلك الليلة بنحو شهر، فمن كانت تلك الصغيرة التي استدعت الطبيب لمعالجة الأم المريضة؟ ألا يمكن أن يكون الذي استدعى الطبيب ملاكاً ظهر في ساعة الحاجة الشديدة في هيئة ابنة تلك المرأة؟ وهل كان هذا من عمل ملائكة الله لخير المرأة المريضة؟ كذلك يروي القس جان ج. باتون (John G. Paton)، وهو من رواد المرسَلين إلى جزر نيوهبريديز في المحيط الهادئ، قصةً مثيرةً تبين عناية الملائكة وحراستهم. لقد هجم السكان المحلّيون في تلك الجزر على مركز الإرسالية ليلاً، وكان هدفهم إحراق المبنى والمرسَلين الساكنين فيه. وفيه أثناء الهجوم التجأ جان باتون وزوجته إلى الصلاة، وظلا طوال تلك الليلة يتضرعان إلى الله لينقذهما من المعتدين. ثم طلع النهار فتبين لهما أن المعتدين ذهبوا دون أن يفعلوا شيئاً، فشكرا الله على نجاتهما مع أنهما لم يعرفا سر ذهاب المعتدين دون إيقاع أي أذى بهما. وبعد مرور سنة تقريباً، تغير موقف زعيم القبيلة المحلية. بل فتح قلبه وقبل الإيمان بيسوع المسيح وأصبح صديقاً للمرسلين بعد أن كان عدواً. ووجه القس جان باتون إلى الزعيم سؤالاً عن سبب إحجامه، هو ورجاله، عن دخول مبنى المركز وإحراقه ليلة الاعتداء في العام الفائت. فقال الزعيم مدهوشاً: "من كان كل أولئك الرجال الذين كانوا يحيطون بالمبنى في تلك الليلة؟" فأجاب المرسل: "لم يكن في المكان أي رجال. كنت أنا وزوجتي وحدنا". لكن الزعيم أصر على القول أنهم رأوا عدداً كبيراً من الرجال يقومون بالحراسة- رأوا مئات من رجال ضخام يرتدون ملابس لامعة وسيوفهم مسلولة في أيديهم، وقد بدو وكأنهم فرقة تحيط بمركز الإرسالية، فخشي المهاجمون ولم ينفّذوا ما كانوا ينوون فعله. عندئذ أدرك القس باتون أن الله أرسل ملائكته ليحافظوا عليه وعلى زوجته تلك الليلة. وعندما سأل الزعيم عن رأيه أجاب بأنه هو أيضاً لا يرى أي تفسير معقول لما حدث غير ذلك التفسير. أفلا يعقل أن يكون الله قد أرسل جيشاً من الملائكة لحماية ذينك المرسلين إذ كانت حياتهما مهددة بالخطف؟ وكان رجل إيراني مؤمن يعمل موزعاً للكتاب المقدس، فالتقاه أحدهم وسأله هل يحق له أن يبيع تلك النسخ من الكتاب المقدس. قال الموزع: "نعم، إننا نحمل رخصة لبيع هذه الكتب في أي مكان نشاء". فسأله الرجل: "أريد أن أفهم إذاً لماذا أرى دائماً مجموعة من الجنود محيطة بك حيثما تذهب؟ فقد حاولتُ ثلاث مرات أن أهاجمك، وفي كل مرة كنت أحسب حساب أولئك الجنود. الآن فهمت. لن أحاول أذيتك بعد الآن". فهل كان أولئك الجنود الذين رآهم الرجل مخلوقات سماوية سخّرها الله لحماية موزع الكتاب المقدس؟ وحدث في أثناء الحرب العالمية الثانية أن طائرة يقودها الكابتن أدي ركنباكر (Eddie Rickenbacker) أُسقطت وهو يطير بها فوق المحيط الهادئ. ومرت أسابيع لم يصل عنه أي خبر. وقد ذكرت الصحفية حينذاك اختفاء الطائرة وركابها السبعة. فراح ألوف من الناس في كل الولايات المتحدة يصلّون طالبين إلى الله إنقاذ الطيار ورفقائه. وأطلق رئيس بلدية نيويورك نداء رجاء فيه من سكان المدينة الصلاة لأجل ذلك الطيار. وذات يوم عاد ركنباكر مع رفقائه سالمين وصدرت الصحف حاملة الخبر بعناوين كبيرة في صباح يوم أحد. وجاء في مقال للكابتن ركنباكر نفسه قوله: "وهذا الجزء من قصتنا كنت أتورع من ذكره لولا أن هناك ستة أشخاص يشهدون على صدق ما أقول. كنا نتضور جوعاً ونحن نركب تلك العوامة المطاطية فوق مياه المحيط. وجاء طائر نورس كبير، لا نعرف من أين جاء، وحط على رأسي، فمددت يدي بكل تؤدة وأمسكت برجليه. ثم ذبحناه واقتسمناه بيننا بالتساوي. أكلنا ذلك الطائر بأكمله حتى أصغر عظمة. وكان أشهى طعام أكلته في حياتي". لقد أنقذ ذلك الطائر حياة ركنباكر ورفقائه عندما كان يتهددهم الموت جوعاً. بعد ذلك الحادث بسنوات التقيته ورغبت إليه أن يخبرني شخصياً كيف كانت نجاتهم بعد سقوط طائرتهم في المحيط، إذ أن ذلك كان الباعث المباشر لإيمان ركنباكر بالمسيح وشروعه في حياة جديدة. فقال لي: "بالنسبة لذلك الطائر لا أعرف كيف جاء إلينا، ولا تفسير لذلك سوى أن الله أرسل ملائكته لإنقاذنا". ثم إني، في أثناء خدمتي التبشيرية، سمعت وقرأت الألوف من القصص الواقعية المشابهة لهذه القصة. فهل يُعقل أن تكون كل تلك مجرد هلوسات أو مصادفات لا تستحق الاهتمام؟ أم إن الله فعلاً يرسل ملائكته فيقومون بمهمات معينة؟ لو أن هذه القضايا ذكرت قبل بضع سنين أمام أكثرية المثقفين لهزئوا بها واعتبروها خرافات مختلفة. ففي الماضي كان العلم يُحسب هو السيد الملك سعيداً، وقد فهم الناس العلم على أنه فقط ما يمكن للإنسان أن يراه أو يقيسه. أما الكائنات التي هي فوق الطبيعة فلم يعترف كثير من الناس بحقيقتها وعدّوها خزعبلات وخرافات يهذي بها بعض المتطرفين المهووسين. حقيقة الشيطان وقوته:أما الآن فقد تغير هذا الوضع كله. فتصور مثلاً تعلق الناس في المجتمع الحديث بحركة مناجاة الأرواح والتعاطي مع الشياطين. ادخل إحدى المكتبات في عاصمة من عواصم العالم، أو تطلع إلى واجهة الصحف والمجلات في أي مطار حديث، أو زُرْ مكتبة في إحدى الجامعات، فماذا ترى؟ إنك ستعجب من كثرة ما ترى من الكتب المعروضة التي تبحث في موضوع الشيطان، وعبادته، وسكنى الأرواح في البشر. وإنك لتجد اليوم عدداً من الأفلام السينمائية أو البرامج التلفزيونية، وواحدة من كل أربع أغنيات شعبية محبوبة، ذات صلة وثيقة بما يدور حول الشيطان أو يشير إليه. لقد غنّت الفرقة المسماة "الحجارة المتدحرجة" (Rolling Stones)، أغنيتها "العطف على إبليس" فلاقت رواجاً كبيراً. وقامت فرقة أخرى فردت على الأولى بغناء سيمفونية لإبليس. كما أتن فيلم "الإكزورسست" (The Exorcist) (طارد الشياطين) قد دُرّ مالاً على أصحابه أكثر من أي فيلم آخر في التاريخ. هذا الموضوع، أي الشيطان، كان لا يلقى لدى العقلانيين في الجيل الماضي إلا السخرية، لكننا نره اليوم وقد أصبح الموضوع الجدي الذي يبحثه أساتذة جامعيون محترمون. وتثبت الإحصاءات أن الكثرة الكاثرة من البشر، شرقاً وغرباً، تعتقد أن الشيطان موجود بوصفه كائناً شخصياً. ومما يدعو للسخرية أن العلماء بالطبيعة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، بل بعلم اللاهوت أحياناً، كانوا قبل بضع سنين يتنبأون بأنه في آواخر العقد الثامن من القرن الحالي سيهبط الاعتقاد بما فوق الطبيعة هبوطاً شديداً سريعاً، ولكن الذي جرى فعلاً كان نقيض ذلك. زرت منذ سنين إحدى المدن الكبرى، حيث طالعت صحيفة محلية تصدر هناك. وبدافع من حب الاستطلاع، رحت اقرأ قائمة الأفلام التي تعرضها دور السينما في ذلك اليوم. فهالني ما قرأت إذ تبين لي أن الأفلام التي تُعرض في تلك المدينة تركز على مواضيع "السادية" (إيقاع الأذى بالآخرين بدافع من شذوذ جنسي) والقتل والتعاطي مع الأرواح، وعبادة الشيطان، والرعب، بالإضافة إلى الأفلام الخلاعية التي تصور أعمال الدعارة بشكل مثير منافٍ للحشمة. تبين لي كأن دور السينما المختلفة في تلك المدينة تتبارى، وكل واحدة تحاول أن تفوق الأخرى في عرض الأفلام الأكثر إثارة ورعباً وتدميراً للأفكار والأخلاق. وهذه الصورة القاتمة لما تتغير، بل إنها زادت سوءاً. نرى الآن كثيراً من الكتب التي صدرت مؤخراً عن مؤلفين مسيحيين، تبحث في موضوع الشيطان، حيث يولى الشيطان عناية متزايدة. حتى أنا أيضاً فكرت في كتابة كتاب عن إبليس وملائكته. يعلّم الكتاب المقدس أن الشيطان كائن حقيقي يعمل في العالم بالاشتراك مع أعوانه وعملائه من الأرواح الشريرة. وفي العهد الجديد كثّف الشيطان جهوده وبذل كل مسعى لإفشال عمل يسوع المسيح ابن الله. ولعل في ما نلاحظه من تزايد شيطاني ضد الناس على الأرض في هذه الأيام دليلاً على قرب مجيء يسوع المسيح ثانياً. فنشاط الشيطان في كل مكان أمر ظاهر لا يستطيع المرء إلا أن يلاحظه. نرى ذلك في الحروب والأزمات الأخرى التي تحلّ بالبشر يومياً، كما نراه أيضاً في هجمات الشيطان على أعضاء جسد المسيح أفراداً . الأجسام الطائرة المجهولة:كنت منذ سنين أتناول العشاء مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ ورجال الكونغرس، وكان ذلك في إحدى قاعات الطعام في مبنى الكابيتول، وتحدثت معهم عن الاهتمام المتزايد بشؤون الأرواح، وقد أشار بعضهم بشكل خاص إلى فيلم "الإكزورسست"، أو طارد الأرواح. فقال لي أحدهم، وهو سيناتور مر باختبار ديني عميق، إن له خبرة سابقة في أمور الأرواح الشريرة، وقال أنه يتجنب المرور من أمام أي دار للسينما تُعرض الفيلم المذكور، وإنه يفضل سلوك طريق دائرية طويلة بسيارته على المرور من أماكن يُعرض فيه ذلك الفيلم. لقد كان يخشى مجرد الاقتراب من مثل ذلك المكان. وقال لي: "أنا متأكد من أن الملائكة والشياطين جميعاً كائنات حقيقية". ومنذ سنوات قليلة، قال البابا الراحل بولس السادس إنه متيقن من أن القوى الشريرة التي تشن هجماتها على المجتمع من كل ناحية تستمد المَدَدَ من شيطان له شخصيته وتحت أمرته مملكة كاملة من الأرواح الشريرة. حتى إن الكنيسة الكاثوليكية أعادت النظر مؤخراً في موقفها من حقيقة عالم الروح، كما تجدد الاهتمام بهذا الموضوع بين اللاهوتيين، متحررين ومحافظين، في الكنائس البروتستانتية في كل مكان. إن الاهتمام المتشدد بموضوع الأرواح والشياطين ليس هو الدليل الوحيد على الانفتاح الحديث على الأمور الفائقة للطبيعة. بل يظهر هذا الانفتاح أيضاً في تزايد الكلام وطرح التخمينات والنظريات حول ما يسمى بالأجسام الطائرة المجهولة. تفسيرات أخرى:أما أن تلك الأجسام الطائرة تظهر فعلاً من وقت لآخر فأمر ينفيه بعض العلماء فيما يؤيده بعضهم. وقد بلغ الأمر ببعض العلماء حض الظن بأن في الإمكان البرهنة على أن تلك الأجسام الغريبة ما هي إلا كائنات تزور هذه الأرض من الفضاء الخارجي. حتى عن بعض الكتّاب يرون، من قبيل التخمين، أن الأجسام الطائرة المجهولة قد تكون لفئة من الملائكة التي تشرف على الشؤون الطبيعية للخليقة الكونية. وبينما لا نستطيع تأييد رأي كهذا بثقة ويقين، لا ننكر أن كثيرين يبحثون اليوم عن التفسير المعجزي الفائق للطبيعة لهذه الظواهر الغريبة. وعلى أية حال، فلا سبيل إلى إخفاء حقيقية أكيدة وهي أن هذه الأحداث المفتقرة إلى التفسير ما زالت تحدث، وفي شكل متزايد في العالم كله، وفي أماكن غير متوقعة. من ذلك مثلاً أن اليابان شهدت حادثاً من هذا النوع عندما ظهرت في سمائها أجسام لم يمكن تفسير ظهورها. ففي 15 كانون الثاني (يناير) سنة 1975، مر في كبد السماء سرب من أجسام غريبة تشبه في شكلها عقداً من حبّات لؤلؤ سماوية، وقد مرت في صمت في الفضاء فوق ما يقارب نصف اليابان. وبينما كان موظفو الكومة ورجال الأمن وألوف المواطنين يتطلعون إلى السماء بدهشة رأوا بضعة عشر جسماً متألقاً تنطلق في خط مستقيم وسط ضباب خفيف متجهة إلى الجنوب فوق القرى والمدن اليابانية، وقد شاهدها الناس في مدن تبعد الواحدة عن الأخرى أكثر من ألف كيلومتر، وبلغوا عما شاهدوا في أقل من ساعة. في تلك الفترة تلقت مراكز رجال الأمن والمراكز الحكومية المختلفة مئات المكالمات الهاتفية المتشابكة، وكان أصحابها يسألون، وهم في حالة من القلق والذعر، عن سر الظاهرة التي كانوا يشاهدونها، في ما كانت الأجسام العجيبة تسير بسرعة نحو الجنوب. وقد قال ضابط الأمن المناوب، بخصوص حادث ذلك اليوم: "قال جميع الذين اتصلوا بنا أنهم شاهدوا غيمة ضخمة تعبر السماء فوق المدينة. وقالوا أنهم رأوا أجساماً غريبة داخل غيمة تتحرك في خط مستقيم". وعندما سُئل موظف آخر: "هل تظن أن تلك كانت طائرات؟"، أجاب: "لا، لأن الرادار عندنا لم يظهر على شاشته أية طائرات أو ظواهر طبيعية مألوفة. كانت السماء صافية تماماً ذلك المساء، وكل ما جرى هو عندي لغز لا أعرف له حلاً". وقد رأى أحد الأساتذة الخبراء المشهد الغريب في سماء المساء من غرفة المراقبة في محطة الأرصاد الجوية في طوكيو قرب المطار، فقال معلّقاً: "عجبت أشد العجب مما رأيت، غذ أن شاشة الرادار لم تسجل شيئاً. اتصلت ببرج المراقبة في المطار وذكرت ما كنت أرى فأجابوني أن شاشة الرادار عندهم هي الأخرى لم تظهر شيئاً غير عادي". تزايد الاهتمام مؤخراً بالظواهر الغريبة، فصدرت كتب وأفلام تدور كلها حول آراء رجلين هما إمانويل فليكوفسي (Immanuel Velikovsky) وأريك فون دانيكن (Eric Von Daniken). وقد طلع فون دانيكن في كتابه الشديد الرواج "مركبات الله" بنظرية تقول بأن ملاحي فضاء من كواكب بعيدة زاروا أرضنا آتين إليها في مركبات فضائية. وتلك الزيارات كانت وراء فكرة الآلهة التي تبناها الإنسان قديماً والأفكار الأخرى الكثيرة التي انتشرت بين البشر عن أولئك الآلهة. ولكن فليكوفسي في كتابيه اللذين لا يقلان شهرة عن كتاب زميله، فهما "عوالم في تضارب" و"عصور في خراب وفوضى"، طلع بالفكرة القائلة بأن تاريخ الشرق الأدنى الذي كان مضطرباً في الألف الثاني قبل الميلاد يعود اضطرابه إلى حدوث تبدد عنيف في النظام الشمس آنذاك سبب وقوع الخراب على الأرض. وما عاناه البشر في تلك العصور من آلام اختفى وغطاه النسيان، مع أنه ظل مدفوناً في ذاكرة الجنس البشري، الأمر الذي يفسر ما يظهر في العصر الحديث من تصرف مدمر للذات. لماذا كتبت هذا الكتابوكان من الممكن أن يتجاهل الناس هذه الآراء المتعلقة بالكون ويهملوها بسهولة لولا أنها، مع غيرها من النظريات، أحيطت باعتبار كبير وحظيت باهتمام زائد حتى لم يعد ممكناً أن تُطرح جانباً. وقد جرت دراسة هذه النظريات بكل جدية في كثير من الجامعات. ويصعب أن تجد من يفوق فون دانيكن أو فليكوفسي بحثاً في هذه الشؤون. غير أن بعض المؤمنين المسيحيين المخلصين الذين يبنون آراءهم على أساس التزامهم للكتاب المقدس يرون أن تلك الأجسام الطائرة المجهولة ليست سوى ملائكة. ولكن أصحيح أنها ملائكة؟ يشير هؤلاء إلى مقاطع في أشعياء، وحزقيال، وزكريا، والرؤيا، ويوافقون بينها وبين إفادات مراقبي بعض ما وُصف بأنه أجسام طائرة مجهولة. فمثلاً يأخذون الأوصاف المفصلة التي أدلى بها طاقم طائرة أهل للثقة ويضعونها جنباً إلى جنب مع ما جاء في الأصحاح العاشر من سفر حزقيال، كي يدعموا وجهة نظرهم. "ونظرت وإذا أربع بركات بجانب الكروبيم، بكرة واحدة بجانب الكروب الواحد وبكرة أخرى بجانب الكروب الآخر. ومنظر البكرات كشبه حجر الزبرجد، ومنظرهن شكل واحد للأربع، كأنه كان بكرة وسط بكرة. لما سارت سارت على جوانبها الأربعة، لم تدر عند سيرها، بل إلى الموضع الذي توجه إليه الرأس ذهبت وراءه. لم تدر عند سيرها... وعند سير الكروبيم سارت البكرات بجانبها وعند رفع الكروبيم أجنحتها للارتفاع عن الأرض لم تدر البكرات أيضاً عن جانبها. وعند وقوفها هذه وعند ارتفاعها ارتفعت معها لأن فيها روح الحيوان" (حزقيال 10: 9- 11، 16 و17). إن أية محاولة للربط بين آيات كهذه وبين ما يعتقد بعضهم أنه ظهور ملائكة قد يكون مجرد تخمين لا يمكن الأركان إليه. لكن الذي يلفت الانتباه ويُدهش هو أن نظريات كهذه أصبحت تجذب الأنظار بشكل جدّي حتى بين أناس يقولون أنهم لا يؤمنون بإله الكتاب المقدس. مظهر آخر للاهتمام المتجدد بالأمور الفائقة للطبيعة هو انتشار الاهتمام الزائد بإدراك ما هو خارج نطاق الإدراك العادي. وقد نشأ علم جديد يجري البحث فيه في بعض الجامعات، هو فرع من فروع علم النفس يبحث في التخاطر وما شابه، يُدعى "باراسيكولوجيا" (parapsychology) ويعتبر اليوم من أكثر فروع الدراسات الجامعية نمواً وانتشاراً. في العقد الرابع من القرن الحالي شرع الدكتور جوزف ب. راين (Joseph B. Rhine)، من جامعة ديوك (Duke) الأمريكية، بدراسة "إدراك ما هو خارج نطاق الإدراك"، وعُني بتأسيس فرع للباراسيكولوجيا في تلك الجامعة، فاقترن اسمه بهذا العلم وكان رائداً من روّاده. والعلماء اليوم يذهبون في استقصائهم إلى أبعد حد ممكن ليكتشفوا إمكانات "إدراك ما هو خارج نطاق الإدراك". وما يكتبه هؤلاء يقرأه الناس بشغف شديد. فلا تُعقد فقد دراسات عقلانية علمية في هذا الموضوع، بل أيضاً يستقطب اهتماماً شعبياً كبيراً، ولا سيما لأن كثيرين من مؤيديه يعترفون بأنهم غير متدينين. وقد حظي هذا الموضوع في المجتمعات الشيوعية (كالاتحاد السوفييتي مثلاً) باهتمام أوسع نطاقاً مما حظي به في أمريكا. وهو يؤدي دور "الدين البديل" في بعض الحالات، مع أنه استخدم بشكل رئيسي كأداة للتأثير في الناس. ولو أن أحد المشاهير في العقد الماضي سُئل: "هل تعتقد إمكان إدراك ما هو خارج نطاق الإدراك؟" فأجاب: "لا"، لعُدَّ جوابه مستغرباً مستهجناً، تماماً كالجواب "نعم" قبل جيلٍ من الآن. لماذا نكتب في موضوع الملائكة؟ أليس التكلم عن الملائكة هو بث المزيد من التخمينات حول الظواهر الخارقة للطبيعة؟ وأي نفع يُرجى من بحث كهذا؟ أما زال بهاء الملائكة يبهر الأبصار الآن كما كان يبهرها في القرون الوسطى؟ ما دامت جميع قوى الظلمة في العالم الحاضر الشرير قد أخذت تجتاح أفكار الناس المضطربة اليائسة في جيلنا هذا، فأظن أن الوقت قد حان للتركيز على إيجابيات الإيمان المسيحي، إذ قال يوحنا الرسول: ".... الذي فيكم أعظم من الذي في العالم" (1 يو 4: 4). يستطيع الشيطان، بلا شك، أن يفعل أشياء خارقة للطبيعة- لكنه لا يعمل إلا بسماح من الله. إنه مربوط ولا يستطيع التحرك كما يهوى. فالله وحده هو الكلّي القوة. وهو وحده القادر على كل شيء. وقد أمد الله المؤمنين المسيحيين بأسلحة هجومية دفاعية. فلا داعي للخوف والحيرة. ولا يجوز أن نسمح لأحد بأن يخدعنا، ولن يستطيع أحد أن يرهبنا. إنما علينا أن نسهر ونكون يقظين متشددين "لئلا يطمع فينا الشيطان لأننا لا نجهل أفكاره" (2 كور 2: 11). من الخطط الماكرة التي يستخدمها الشيطان ضدنا صَرْفُ أفكارنا عن المساعدة التي يساعدنا بها الله في مصارعتنا لقوى الشر. ولكن يؤكد الكتاب المقدس أن الله أعد العدّة لمساعدتنا في جهادنا الروحي. فلسنا متروكين وحدنا في هذا العالم. كما يعلّمنا الكتاب المقدس بأن الروح القدس قد جعلنا ليعطينا قوة ويرشدنا. ثم إن الكتاب يؤكد في ما يقارب ثلاث مئة موضع منه، بأن لله ملائكة بلا عدد تحت أمره، وقد كلّف الله هؤلاء الملائكة مساعدة أولاده في صراعاتهم ضد الشيطان. وفيما لم يعطنا الكتاب المقدس معلومات عن الملائكة بالقدر الذي نرغب فيه، فإن ما يعطينا مصدراً للتعزية والقوة في كل ظرف من ظروف الحياة. أنا مقتنع بأن هذه الكائنات السماوية موجودة، وأنها تقدّم إلينا مساعدة غير منظورة. ولا يعتمد إيماني بوجود الملائكة سمعتها من شخص قال أنه رأى ملاكاً، مهما كانت تلك القصة رائعة ومؤثرة. كما لا أعتقد وجود الملائكة لأن الأجسام الطائرة المجهولة التي يجري التحدث عنها تشبه الملائكة في شكلها حسبما جاء على ألسنة بعض الذين شاهدوها. ولا أعتقد وجود الملائكة لأن الخبراء بقضايا "إدراك ما هو خارج نطاق الإدراك" يُثبتون أن العالم الروحي أمر معقول جدير بالتصديق. ولا أعتقد وجود الملائكة بسبب التشديد العالمي الواسع لنطاق الذي برز فجأة في هذه الأيام على حقيقة الشيطان والأرواح الشريرة. ولا أعتقد وجود الملائكة لأني رأيت ملاكاً في أحد الأيام- فإني في الواقع لم أشاهد أي ملاك. بل إنما أعتقد وجود الملائكة لأن الكتاب المقدس يقول بذلك، وأنا أؤمن بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله الصادقة. كذلك أعتقد وجود الملائكة أيضاً لأني شعرت بحضورهم في حياتي في بعض المناسبات الخاصة. إن ما أقوله في الفصول التالية من هذا الكتاب ليس عرضاً لآرائي حول عالم الروح ولا لاختباراتي الروحية الخاصة في عالم الروح، بل إن نيّتي أن أطلِع القارئ الكريم، ولو جزئياً، على ما أرى أن الكتاب المقدس يقوله بخصوص الملائكة. وطبعاً لن يكون هذا الكتاب بحثاً مستفيضاً جامعاً لهذا الموضوع. على أني أرجو له أن يثير اهتمامك أيها القارئ بحيث يحملّك على البحث في الكتاب المقدس لتستخلص منه كل ما يمكن أن تجده فيه حول هذا الموضوع. كما أن دعائي إلى الله، أولاً وقبل كل شيء، هو أن تتكشف لك حقيقة محبته لك وعنايته بك- وفي عمل ملائكته في سبيل خيرك برهان قاطع عليهما- وهكذا تتعرف به معرفة اختبارية بعد اتخاذ المسيح مخلّصاً لك وربّاً، وتمضي قُدماً في درب الإيمان الحق متّكلاً بكل ثقة على الإله القادر أن يخلّص ويحفظ ويعتني كل حين. إن القوى والموارد الروحية هي في متناول جميع المؤمنين بالمسيح. وهي موارد لا حدود لها؛ لذلك سينتصر المؤمنون بلا أدنى شك. فملايين الملائكة هي تحت أمر الله وفي خدمتنا لأننا نتبع يسوع المسيح. وإذ نسير في طريقنا من الأرض إلى المجد تقف جيوش السماء دائماً على أهبة الاستعداد. ومهما كانت أسلحة الشيطان فتّاكة، فهي لن تقوى على الوقوف في وجه سلاح الله الكامل. فلا تخف إذاً، ما دام الله يقف إلى جانبك، وقد أصدر أمره إلى ملائكته لخوض المعركة الدهرية الدائرة دائماً. وسيحرزون النصر حتماً. وقد قال بولس عن المسيح في كولوسي 2: 15، "جرّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهاراً ظافراً بهم...." ففي وسعنا الآن أن ننتصر على الجسد والعالم والشيطان. والملائكة على مقربة منا ليساعدونا، وهم على أتمّ الاستعداد لمواجهة كل طارئ. كانت مملكة الإنكليز فكتوريا مسافرة ذات مرة في قطار سريع يخرق ضوؤه الأمامي أستار الظلمة الكثيفة. وإذا بالسائق يلمح فجأة شبحاً غريباً متلفّفاً بعباءة سوداء، واقفاً وسط السكّة أمام القطار وهو يلوّح بذراعيه. فما كان منه إلا أن ضغط الكابح بكل شدة حتى توقف القطار. ثم ترجّل هو ومعاونوه فلم يجدوا أثراً لذلك الشبح. ولكن لما تقدم السائق بضع خطوات هاله ما رأى: جسرٌ مكسور وسيل جارف محا معالم السكة. فلو لم يتوقف لحدثت كارثة محققة. وفيما عكف الفنّيون على إصلاح الخلل في الجسر، بذل السائق ومعاونوه قصارى الجهد لعلّهم يعثرون على سر حامل الراية الذي أوقف القطار، دون جدوى. ولكن لما وصل القطار إلى مدينة لندن انكشف اللغز. فقد وجد السائق في قعر مصبح الضوء الأمامي فراشة كبيرة ميتة، فحدّق إليها هنيهة ثم بلَّ أجنحتها بريقه وألصقها على زجاجة الضوء. ولما صعد إلى مقصورة القيادة وأضاء الضوء، لاح أمام القطار ذلك الشبح الذي سبق أن رآه ملوحاً بيديه. عندئذ انجلت له حقيقة الأمر: فهذه الفراشة تراقصت أمام القطار قبيل وصول القطار إلى الجسر المكسور، فبدا كأن ثمة حامل راية يلوّح بذراعيه. وعندما أُطلعت الملكة فكتوريا على الأمر الغريب، قالت: "إني لعلى يقين من أن ذلك لم يكن من قبيل الصدفة. فلا شك أن الله استخدم هذه الطريقة لإنقاذنا". صحيح أن ما رآه السائق لم يكن ملاكاً، ولكن ألا يُعقل أن يكون الله- ربما بواسطة خدمة ملائكته غير المنظورة- قد أتى بتلك الفراشة إلى حيث كان يجب وحين كان ينبغي؟ حقاً إنه "يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك" (مز 91: 11). أخيراً، أطلب إلى الله أن يفتح عينيك وذهنك، وأنت تقرأ هذا الكتاب، لعلّك تُبصر المواد التي يقدمها لإغناء جميع الذين يتوجهون إليه بالإيمان طالبين القوة، كما أسأله أن يشعرك بحاجتك الدائمة إليه تعالى لتدرك عظمة محبته إذ أرسل ابنه يسوع المسيح إلى العالم لينقذك من عقاب الخطية وسلطانها. |
||||
14 - 07 - 2015, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 8439 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مراتب الملائكة
لا بدّ لمن يدرس موضوع الملائكة في الكتاب المقدس أن يلاحظ أن لهذه الكائنات رتباً ودرجات. ويستنتج من الكتاب أن بين الملائكة رتباً من حيث السلطة والمجد. من الرتب أو الطبقات الملائكية, وإن كان بعضها يعتبر رتبا أو طبقات افتراضية: رؤساء الملائكة, الملائكة, السيرافيم, الكروبيم, الرئاسات, السلاطين, القوات, العروش, السيادات (كولوسي 16:1؛ رومية 37:8). كان اللاهوتيون في القرون الوسطى يقسمون الملائكة إلى عشر رتب. ومن الناس من يتساءلون بشأن بعض هذه الرتب- أي الرئاسات والسلاطين والقوات والعروش والسيادات – هل تشير إلى مؤسسات وكائنات بشرية؟ فللإجابة عن هذا التساؤل لا بد لنا من أن نفهم كولوسي 16:1 . هنا بولس يتكلم عن الأشياء المخلوقة, سواء المنظورة أو غير المنظورة. ويقول متّى هنري في شرحه لهذه الآية إن المسيح"صنع كل شيء من العدم, سواء في ذلك أعظم ملاك في السماء وبنو البشر على الأرض. إنه هو صنع العالم العلوي والسفلي, وكل ما فيهما من خلائق. ويتبين من قول بولس: "سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين" أن هناك درجات عديدة من الملائكة, وذلك يتضمن أيضا تعددا في الرتب وتنوعاً في الدرجات واختلافاً في المهمات والأعمال." قد يوجد خطأ ما في أية قائمة تصنف فيها رتب الملائكة, لكننا نظل على يقين من أن بين الملائكة تفاوتا من حيث السلطان, فلبعضهم قوة وسلطة ليست للآخرين. ومع أنّي لا أريد أن أتشدد في ما أعتقد دون مبرر, أظن أن للملائكة درجات مختلفة, وأن القائمة الواردة في رسالة بولس إلى كولوسي تشير إلى هذه الكائنات والشخصيات السماوية. فلنتأمل في أربع رتب ملائكية: يذكر الكتاب المقدس أن ميخائيل هو رئيس ملائكة (يهوذا9). لكن هناك ما يدلّ على أن لوسيفر, أي إبليس, كان هو أيضاً رئيس ملائكة قبل سقوطه, وكان مساوياً في ذلك ميخائيل, أو ربما كان أعلى منه. والكلمة اليونانية المترجمة في العهد الجديد "رئيس ملائكة" تتضمن مقطعاً يجعلها تعني ملاكاً أعظم أو أعلى. وهكذا, فإن ميخائيل هو الآن عظيم بين الملائكة وله رتبة معترف بها تجعله رئيس ملائكة السماء. إنه بمثابة رئيس وزراء في إدارة الله للكون, وهو الملاك المنفّذ لدينونة الله. أما الاسم"ميخائيل" فكلمة عبرية تعني "مَن مثّل الله". 2- الملاك جبرائيليبيّن العهد القديم أن لميخائيل علاقة بإسرائيل من حيث كونها أمة. وقد جاء في سفر دانيال أن ميخائيل هو رئيس شعب دانيال: "الرئيس العظيم القائم لبني شعبك" (دانيال1:12). فهو إذاً يحفظ شعب الله عامة ويدافع عنهم أنّى وُجدوا. ويُشار إليه في دانيال بالقول: "ميخائيل رئيسكم" (دانيال21:10). إنه الملاك الذي يرسله الله لفرض النظام والفانون ولتنفيذ الحكم والدينونة. بهذه الصفة يظهر في رؤيا7:12- 12, حيث نراه يقود الجيوش السماوية في المعركة ضد الشيطان, التنين العظيم, وجميع أرواحه الشريرة. سيدخل ميخائيل وملائكته ذلك الصراع الكوني الرهيب, فيحاربون آخر حروب هذا الدهر الذي ستنتهي بهزيمة الشيطان ومعه كل قوات الظلام . ويفيدنا الكتاب المقدس مقدما بأن ميخائيل, رئيس الملائكة, سينتصر في المعركة. وبذلك سترتعد جهنم, أما السماء فستفرح وتحتفل بالنصر. يرى بعض دارسي الكتاب المقدس أن ميخائيل هو الذي أجلى إبليس وملائكته الساقطين عن السماء, وأنه, أي ميخائيل, منهمك منذ الآن بالصراع ضد الشيطان وملائكته الأشرار ليبطل قوتهم ويؤتي شعب الله, المؤمنين بيسوع المسيح, أن يتذوقوا مقدما انتصارهم النهائي على قوات الظلمة في المستقبل. وميخائيل, رئيس الملائكة, سيهتف هتافا عظيما إذ يصحب يسوع عند مجيئه الثاني, وبذلك يعلن بشرى نزول يسوع من السماء وقيامة الحياة - في الوقت ذاته- لجميع الذين ماتوا في المسيح على رجاء القيامة: "لأن الرب نفسه بهتاف, بصوت رئيس ملائكة وبوق الله, سوف ينزل من السماء, والأموات في المسيح سيقومون أولا" (1تسالونيكي16:4). "جبرائيل" كلمة عبرية تعني "جبار الله" أو "الجبار" أو "الله جبّار". يشير إليه الكتاب المقدس كثيراً على أنه "ملاك الرب" (أو رسوله). لكن الكتاب لا يذكره بصفة "رئيس ملائكة", على نقيض ما يظن بعضهم وما جاء في شعر جون ملتون (JohnMilton). انه ليس رئيس ملائكة. ولكن الكتاب المقدس يتحدث عنه وعن مهمته أكثر مما يتحدث عن ميخائيل وعمله. خدمة جبرائيلالملاك جبرائيل, بصورة رئيسة, هو رسول رحمة الله ووعده. فقد جاء في الكتاب المقدس ذكر ظهوره في أربع مناسبات وكان يحمل في كل منها أخباراً سارة (دانيال16:8؛21:9؛ لوقا 11:1 ,26). يتحدث الكتاب المقدس عن جبرائيل بوصفه الملاك الذي يكشف عن خطط الله ومقاصده, ويعلن أحكامه وقراراته. وعمله هذا فائق الأهمية. وليس في الكتاب المقدس ما يؤيد تلك الفكرة الشعبية الشائعة التي تصور جبرائيل وهو يحمل بوقاً فضيّاً ينفخ فيه. جبرائيل في العهد الجديديرد أول ذكر لجبرائيل في الكتاب المقدس في دانيال 15:8و 16, حيث يعلن رؤيا الله المتعلقة "بوقت المنتهى". لقد كلفه الله أن يأتي من السماء إلى الأرض حاملاً خطة الله في التاريخ. وفي دانيال17:8 يقول جبرائيل: "افهم يا ابن آدم, أن الرؤيا لوقت المنتهى". ويدوّن دانيال الظهور الثاني لجبرائيل: "وأنا متكلم بعد الصلاة إذ بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في الابتداء مُطاراً واغفاً لمسني عند وقت تقدمة المساء" (دانيال21:9) وقال لدانيال "افهم الرؤيا" (23:9), ثم أعلن له الترتيب المهيب الذي بحسبه ستجري الأحداث في وقت المنتهى. وعندما صوّر جبرائيل موكب الممالك العالمية المتلاحقة, أضاف مؤكّداً لدانيال أن التاريخ يبلغ ذروة النهاية بعودة المسيح "رئيس الرؤساء" (دانيال25:8) المنتصر على الملك "جافي الوجه" (دانيال23:8). أن صلاة دانيال في الأصحاح التاسع من سفره والإعلان النبوي الذي آتاه إيّاه الله بعد ذلك ينطويان على كشفٍ مزدوج. إذ بعدما أشار النبي صراحة إلى عقاب وشيك كان مزمعاً أن يحلّ ببني إسرائيل (دانيال16:9), ورد كلام يشير إلى دينونة "وقت النهاية" وإلى "الضيقة" التي ستستمر "أسبوعاً" أي سبع سنين (دانيال27:9). وسنرى في فصل لاحق, عنوانه "الملائكة والنبوات", كيف يشرف الملائكة على حوادث "وقت النهاية" الرهيبة. أوّل ذكر لجبرائيل في العهد الجديد يرد في لوقا1. فقد ظهر لزكريا وعرّفه بنفسه (الآية 19), وأعلن قرب مولد يوحنا المعمدان, وتكلّم عن سيرته وخدمته بوصفه السابق الذي يهيّئ الطريق أمام يسوع. 3- السيرافيملكن ظهور جبرائيل الأعظم أهمية كان لمريم العذراء عندما بشّرها بيسوع, الإله المتجسّد. ما أعظم تلك الرسالة التي حملها جبرائيل إلى العالم عن طريق فتاة ربما لم تكن قد بلغت العشرين من عمرها. وما كان أطهر تلك الصبيّة حتى أرسل الله إليها الملاك جبرائيل وبشرها قائلاً: لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع... ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد, ولا يكون لملكه نهاية (لوقا 30:1-33). هذا التصريح الإلهي ما برح يجلجل عبر العصور, وهو الوثيقة العظمى المعلنة لسرّ التجسد العظيم, وهو أيضاً حجر الأساس للعالم الآتي- كيف لا وهو التصريح بأن الله صار إنساناً لكي يفيدنا؟ يظهر من الكتاب المقدس أن الكائنات السماوية والعُلْوية تختلف من حيث الرتبة والسلطان. يأتي السيرافيم والكروبيم في الترتيب بعد رئيس الملائكة والملائكة. وربما هؤلاء هم المقصودون في رسالة بطرس عندما يتكلم عن يسوع فيقول انه "مضى إلى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له" (1بطرس 22:3). 4- الكروبيمإن الكلمة "سرافيم" (وهي بصيغة جمع) مشتقة في العبرية من كلمة تعني "محبة", (لكن بعضهم يقولون أن سرافيم تعني "الملتهبين" أو "الأشراف"). والموضع الوحيد الذي ذكرت فيه هذه الكلمة في الكتاب المقدس هو أشعياء1:6 -6, حيث وقف أشعياء يشاهد المنظر المهيب في أثناء سجوده في الهيكل. فقد رأى السيرافيم ذوات الأجنحة الست فوق عرش الله. ونعتقد أنهم كانوا جماعة, إذ يقول أشعياء: "لكلّ واحد", "وهذا نادى ذاك وقال ..." إن عمل السيرافيم هو تسبيح اسم الله في السماء والإشادة بسجاياه الإلهيّة المجيدة. تتعلق خدمتهم مباشرة بالله وبعرشه لأنهم يقفون فوق العرش – فيما يقف الكروبيم حوالي. ولم يكن دارسو الكتاب المقدس على رأي واحد دائما عند البحث في واجبات السيرافيم وأعمالهم التي يقومون بها, ولكننا نعلم علم اليقين إنهم لا يكفّون عن تمجيد الله. ونعلم أيضا, بالاستناد إلى أشعياء 7:6, أن الله يستخدمهم لتطهير خدامه وتنقيتهم. يتمتع السيرافيم بجمال يفوق الوصف. "السيرافيم واقفون فوقه. لكل واحد ست أجنحة. باثنين يغطي وجهه, وباثنين يغطي رجليه, وباثنين يطير", (وهذا يوحي بأن بعض الكائنات الملائكية تطير). ولكن ليس في الكتاب المقدس ما يؤكد الفكرة الشائعة بأن الملائكة كلهم لهم أجنحة. وربّما جاءت الفكرة التقليدية بأنّ للملائكة أجنحة من قدرتهم على التحرك بسرعة غير محدودة والانتقال في الحال من مكان إلى آخر, لذلك قدر بعضهم أنّه لا بدّ من أنّ للملائكة أجنحة تتيح لهم سرعة التحرك والانتقال. ولكن المقطع المشار إليه في أشعياء 6 يذكر أن اثنين فقط من أجنحة السيرافيم معدّة للطيران. يذكّرنا جمال السيرافيم ومجدهم بسفر حزقيال, حيث وصف هذا النبي شبه الحيوانات الأربعة التي رآها في رؤياه (حزقيال 5:1 -14). لم يسمّها حزقيال سيرافيم, لكنها كالسيرافيم كانت في خدمة الله, تنفّذ أوامره وتتكلّم بكلامه. إن كلتا الفئتين أظهرتا مجد الله وقدّمتا الشهادة له, غير أن السيرافيم دون سواهم ينفردون بالوقوف لديه في حال التأهّب الدائم لخدمته, وعملهم الرئيسي رفع الحمد إليه. وفي هذه الظهورات جميعا نرى الله راغبا في إطلاع الناس على مجده. فهو مصمم على إبقاء شهادة وافية لمجده في كلا العالمين الأرضي والسماويّ. الكروبيم ملائكة حقيقيون وذوو قدرة فائقة. لكننا نلاحظ أن الكتاب المقدس كثيراً ما يستخدمهم كرموز للأشياء السماوية. وتقول "موسوعة زوندرفان Zondervan المصورة" عنهم: "بحسب توجيه الله أدخِل شكل الكروبيم في غطاء تابوت العهد وفي حجاب خيمة الاجتماع أيضاً وكذلك استُخدم الكروبيم أيضاً في زخرفة هيكل سليمان." وللكروبيم أجنحة وأرجل وأيدٍ. كما جاء في حزقيال 10 وصفٌ مفصّل للكروبيم يتبيّن منه أنّ لها, عدا الأجنحة والأيدي, عيوناً عديدة جداً, فهي "ملآنة عيوناً", ولها "بكرة وسط بكرة." نجد في الرؤيا التي رآها النبي, في حزقيال 10, صورة كئيبة. ويرشدنا وجود الكروبيم إلى فهم تلك الرؤيا. فحزقيال يعرض هنا رؤياه التي تنبئ بخراب أورشليم. ونقرأ في 3:9 عن نزول الرب من على عرشه القائم فوق الكروبيم ومجيئه إلى عتبة الهيكل. ثم في 1:10 يعود الرب إلى مجلسه فوق الكروبيم. وفي فترة الهدوء قبل اشتداد العاصفة نرى الكروبيم تستقر في الجانب الجنوبي للمقدس أي الهيكل. إذاً وجود الكروبيم هناك يعني أجنحة الكروبيم يدل على قرب وقوع أحداث هامة (5:10). بعد هذا رفعت الكروبيم أجنحتها استعدادً للذهاب. يقينًا أن حزقيال 10 فصلٌ يصعب فهمه, ولكن هناك أمراً واضحاً مفهوماً: أن الكروبيم تتعلّق, من حيث المعنى, بمجد الرب. فأمامنا هنا أصحاح من أكثرها وصفاً لمجد الله, وفيه ذكر للكائنات الملائكية, أصحاحٌ حريّ بنا أن نقرأه بانتباه وروح صلاة.و أن من يقرأه ليشعر بعظمة الله ومجده. من هذه الناحية, ليس في الكتاب المقدس مقاطع أخرى كثيرة مثله. ينتمي كل من السيرافيم والكروبيم إلى فئتين تختلف إحداهما عن الأخرى, وكلتاهما تُحاطان بالكثير من الغموض في الكتاب المقدس, ومع ذلك تتفقان في شيء واحد هم أنهما باستمرار تمجّدان الله. نرى الكروبيم إلى جانب عرش الله. "يا جالساً على الكروبيم أشرق" (مزمور1:80). وهو جالس على الكروبيم" (مزمور 1:99). فما كان مجد الله ليختفي؛ وكل كائن سماوي, صامتاً أو متكلماً, سيشهد لعظمة ذلك المجد. يظهر الكروبيم في تكوين 24:3 وهم يحرسون شجرة الحياة في عدن. وفي خيمة الاجتماع في البرية يظهر الكروبيم فوق الغطاء الذهبي لتابوت العهد (خروج18:25), كما في الحجاب الفاصل بين القدس وقدس الأقداس (خروج31:26), فكأنهم يقومون بحراسة الطريق إلى حضرة الله. غير أن وجود الكروبيم الرمزي على غطاء تابوت العهد وفي تطريز الحجاب لم يكن فقط لحراسة قدس الأقداس من تطفّل مَن لا يحقّ له الدخول إلى قدس الأقداس حاملاً دم الذبيحة بوصفه الوسيط بين الله والشعب. فرئيس الكهنة كان وحده صاحب الحق الحاصل من الفداء, وبموجب المقام الموهوب للمؤمنين, يستطيع الآن كل واحد من أولاد الله بوصفه كاهناً يقدّم ذبائح روحية, أن يدخل حضرة الله بوساطة المسيح. ولن تحول الكروبيم دون اقتراب أي مؤمن, مهما صغر شأنه, إلى عرش الله. بل إن وجود الكروبيم يؤكد لنا أننا نستطيع الاقتراب من الله بجرأة بفضل عمل المسيح الذي تمّ على الصليب, إذ انشقّ حجاب الهيكل؛ مما يثبت أن الطريق إلى الأقداس السماوية باتت مفتوحة. قال بولس: "أفسس19:2). وكذلك أيضاً يؤكد بطرس قائلاً: "وأمّا انتم فجنس مختار, وكهنوت ملوكي, أمة مقدسة, شعب اقتناء, لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب" (1 بطرس9:2). إن مقدّس السماء الداخلي, حيث عرش الله, مفتوح دائماً في وجه كل من يتوب عن الخطية ويؤمن بالمسيح ويثق به مخلّصاً شخصياً له. كثيرون هم الذين يعتقدون بأنّ "الحيوانات" التي يتكرر ذكرها في سفر الرؤيا هم كروبيم. لكن مهما عظم شأن الملائكة والكائنات السماوية وتلألأ مجدها, فإن ضوءها يخبو في لمهان المجد الذي يشعّ من الحمل السماوي, رب المجد, إذ له تجثو على الدوام جميع القوات في السماء وعلى الأرض, و إياه تعبد وتسبّح. |
||||
14 - 07 - 2015, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 8440 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الملائكة كائنات حقيقية
كان موضوع الملائكة منذ أقدم الأزمنة محورا لكثير من التخمينات والخرافات. إلا أن الله, بواسطة الإعلان الإلهي في الكتاب المقدس, أطلعنا على كثير من الحقائق المختصة بهذا الموضوع . لهذا السبب نجد بين الكثير من اللاهوتيين في كل العصور, اتفاقا شاملا على أهمية الحقائق الواردة في الكتاب المقدس عن الملائكة. فهم يعتبرون أن هذا الموضوع جدير بأن يفرد له مكان خاص للبحث فيه في أي كتاب يتناول اللاهوت النظامي. وكثيرون كتبوا مطوّلا, مميزين بين الملائكة الأبرار والملائكة الأشرار أو الساقطين. لكننا أهملنا في هذه الأيام موضوع الملائكة الأبرار في حين يهتم كثيرون اهتماما كبيرا بالشيطان وأرواحه الشريرة حتى أن بعض المِلل تقدم العبادة لإبليس وأجناده. الملائكة كائنات مخلوقة مثلنا, لكن لهم بعد مختلف تماماً عن بعدنا, إذ أننا محصورون بالنظام الطبيعي بحيث لا نكاد ندرك ما هو خارج نطاق بعدنا. فالقوانين التي وضعها الله ليحكم بها عالم الملائكة تختلف عن القوانين والمحدوديات التي يحكم بها عالمنا الطبيعي. كذلك أعطى الله الملائكة معرفة أسمى مما أعطانا ومنحهم قوة وقدرة على التحرك أكثر منا. هل رأيت مرة أو التقيت أحد هذه الكائنات الفائقة المدعوة ملائكة؟ إنهم رسل الله الذين عملهم الرئيسي تنفيذ أوامر الله في العالم, وقد عهد إليهم بمهمات ليقوموا بها كما لو كانوا سفراء. فهم مكلفون تنفيذ أوامر بره ومزودون بالقوة والصلاحية بوصفهم وكلاءه المقدسين. بهذا الوجه هم أعوان خالقهم, يستخدمهم إذ يهيمن بسلطانه على الكون كله. ولذا وهبهم القدرة على إتمام أعماله المقدسة إلى النهاية بكل نجاح. لا تصدق كل ما تسمعه (أو تقرأه) عن الملائكة. فمن الناس من يريدنا على الاعتقاد أنّ الملائكة ليسوا سوى ومضات روحية تلمع وتختفي. ومنهم من يعتقد أنهم كائنات سماوية ذوات أجنحة جميلة ورؤوس محنية. وآخرون يصرون على القول بأن الملائكة إلاهات. الملائكة يخدمون الله والمؤمنين:يفيدنا الكتاب المقدس أن الملائكة كالبشر مخلوقات خلقها الله. فقد كان وقت في الأزل لم يكن فيه ملائكة, إذ لم يكن منذ الأزل إلّا الله المثلث الأقاليم وحده: الآب والابن والروح القدس. يقول بولس الرسول في كولوسي 16:1، "فإن فيه خلق الكل, ما في السماوات وما على الأرض, ما يرى وما لا يرى." هذا الخالق, ربُّنا يسوع "هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل" (كولوسي 17:1). فحتى الملائكة ينقطع وجودها لو أن الرب يسوع, وهو نفسه الله القدير, لا يدعمها بقوة. يبدو أن للملائكة قدرة على أن يغيروا شكلهم ويخرجوا من المجد الأسنى في السماء ويجيئوا إلى الأرض ويعودوا إلى السماء. وفيما رأى بعض المفسرين أن التعبير "أبناء الله" الوارد في تكوين 2:6 يشير إلى الملائكة, وأن أولئك تزاوجوا مع البشر, يؤكد الكتاب المقدس في مواضع متعددة أن الملائكة ليست كائنات مادية. فالآية في عبرانيين 14:1 تدعوهم "أرواحا "خادمة. إذا ليس للملائكة جوهريا, أجسام طبيعية, لكنهم يتخذون أجسادا طبيعية عندما يرسلهم الله في مهمة خاصة. ثم إن الله لم يعطي الملائكة القدرة على التناسل, وهم يزوِّجون ولا يتزوَّجون (متى30:22). إن دائرة عمل الملائكة متسعة اتساع خليقة الله. فإذا كنت تصدق الكتاب المقدس فلا بد أن تؤمن بالخدمة التي يقوم بها الملائكة. فقد ورد ذكرهم في مواضع شتى من العهد القديم والعهد الجديد, مباشرة أو مداورة, ما يقارب الثلاث مئة مرة. وذكر داود أن عشرات الألوف من الملائكة تذهب وتجيء في كبد السماء. وهو يقول أن "مركبات الله رِبْوات, ألوف مكررة". (مزمور17:68). ويقول متى هنري في تفسيره لهذه الآية: "الملائكة هم مركبات الله. مركباته التي يستخدمها في محاربة أعدائه. ومركباته التي يرسلها وسائل نقل لأصدقائه, كما فعل بإيليا. ومركبات جلاله التي بها يُظفر مجده وقوته. ومركبات الله عديدة, فهي ربْوات, أي عشرات الألوف, بل ألوف مكررة." ويرى بعض العلماء في الكتاب المقدس أن الملائكة يجاوزون الملايين عددا, إذ تقول الآية في عبرانيين22:12 "ربوات هم محفل الملائكة", والكلمة "محفل" تتضمن أصلا معنى "جماهير لا تكاد تحصى". نزلت ربوات من الملائكة على جبل سيناء لتؤكد حضور الله المقدس عندما أعطى الشريعة لموسى (تثنية2:33). وقد حدث زلزلة, فصار الجبل يرتجف. وعقدت الدهشة لسان موسى وهو يبصر تلك الظاهرة العظيمة وقد تخللها حضور ألوف من الكائنات السماوية. وفي العهد الجديد يقول يوحنا أنه رأى ربواتِ ربوات وألوف ألوفٍ من الملائكة يسجدون للخروف, ابن الله الممجد, في قاعة عرش الكون (رؤيا11:5). ويقول سفر الرؤيا أيضا أن جيوشا من الملائكة ستظهر مع يسوع في معركة هرمجدون, عندما يجتمع أعداء الله للحرب, فتتم هزيمتهم النهائية. كذلك يذكر بولس في رسالته الثانية إلى تسالونيكي "استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته" (2 تسالونيكي 7:1). يا له من أمر لا يكاد يحده عقل: جماهير من الملائكة المقتدرين قدرة لا توصف منصرفون إلى تنفيذ أوامر السماء. ومما يبعث على الدهشة أن كل ملاك بمفرده قوي بما يفوق الوصف, كما لو أنه امتداد لزراع الله. فالملائكة حقيقة لا ريب فيها, أفرادا وجماعات, وهم أحسن تنظيما مما كانت عليه جيوش الاسكندر الكبير أو نابليون أو أيْزنهاور. وأقدم ذكر للملائكة يعود إلى اليوم الذي وضع الله فيه جماعة منهم على طريق الجنة فأقفلوها بعد طرد آدم وحواء منها. أقام الله حرسا يسمون "الكروبيم" شقي جنة عدن, وكانت مهمتهم ليٍس فقط أن يمنعوا عودة الإنسان غلى عدن بل أيضا, مع "لهيب سيف متقلب لحراسة طريق الجنة" (تكوين24:3), يحولون دون أن يأكل آدم من تلك الشجرة فيحيا إلى الأبد. لأنه لو ظل آدم حيا إلى الأبد وهو في خطيئته, لكانت أرضنا منذ عهد بعيد تحولت إلى جحيم. ولذلك كان في الموت , من هذه الناحية, بركة وخير للجنس البشري. تصور ذلك المشهد الرهيب الذي عاينه بنو إسرائيل جاريا على جبل سيناء, وقد كان حادثة فريدة ليس مثلُها قبلَها ولا بعدها, فإذا توجه الله نحو الإنسان حدث عرضٌ مهيب اشتركت فيه جيوش ملائكية: من وسط السحب التي كانت تغطي الجبل بَوَّق ملاك بالبوق معلنا حضور الله. وظهر الجبل كله نابضا بالحياة, فيما استولى الرعب على الناس الناظرين من السهل عند أسفل الجبل. كانت الأرض كلها رهينة خوف يصعب وصفه, وقد حل الله على رأس الجبل وكان في رفقته ألوف الملائكة. كان موسى وحده هناك, وشهد كل ذلك في صمت, وأدهشه ما رأى من ملائكة الله مع أن رؤيته كانت محدودة. ماذا كانت صحفنا اليومية تنشر عن ذلك الحدث الجليل لو أنه جرى في أيامنا, مع أن معلوماتها لا بدّ أن تنحصر في نطاق استيعاب الإنسان لما جرى. لقد "كان المنظر هكذا مخيفا حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد" (عبرانيين21:12). اعتقاد وجود الملائكة: ظاهرة عامةكان ظهور الله مجيداً, إذ تألق كالشمس في رائعة النهار. ويقول متى هنري في شرحه لحادثة حلول الله على جبل سيناء: حتى سعير وفاران, الجبلان الواقعان على مسافة من سيناء, تألقا هما أيضا من المجد الإلهي الذي ظهر على جبل سيناء, وعكسا بعض أشعته لإظهار عجائب العزة الإلهية (حبقوق 3:3و4 ومزمور7:18-9). وقد ورد في حاشية "ترجوم أورشليم" (وهو ترجمة قديمة لبعض أسفار العهد القديم إلى الآرامية تتضمن شروحا وتعليقات)؛ حول حادثة جبل سيناء, أنه عندما نزل الله ليعطي الناموس بدأ عرضه على الأدوميين في جبل سعير, فرفضوه لأنهم وجدوا فيه الوصية "لا تقتل". ثم عرضه على الإسماعيليين في جبل فاران, فرفضوه هم أيضا لأنهم وجدوا فيه الوصية "لا تسرق". ثم جاء الله بالناموس إلى جبل سيناء وعرضه على بني إسرائيل, فقالوا: "كل ما تكلم به الرب نفعل". لا شك أن هذا الذي ورد في ترجوم أورشليم ليس إلا وليد الخيال, لكنه يلقي ضوءا على هالة التعظيم التي أضفاها اليهود المتأخرون على حادث حلول الله على جبل سيناء. إن تاريخ جميع الشعوب والحضارات تقريبا يكشف عن اعتقاد وجود الكائنات الملائكية بصورة أو بأخرى ولو جزئيا. فقد بنى المصريون القدماء قبور موتاهم بشكل أفخم وأضخم من بيوتهم لأنهم اعتقدوا أن الملائكة ستدخل تلك القبور وتزور الموتى في المستقبل. وقال علماء المسلمين بأن لكل إنسان ملاكين على الأقل يدون الواحد حسناته والآخر سيئاته. وفي الواقع أن بعض الديانات التي سبقت الإسلام بزمن طويل, ولم تكن ذات صلة بالكتاب المقدس, كانت تعلم بوجود الملائكة. ولكن مهما كان قول التقاليد والعقائد المختلفة, يظل الكتاب المقدس هو المصدر الأسمى والفريد في هذا الموضوع. القوى الكونيةّ:صار بعض متصلّبي العلماء اليوم يقبلون القول بإمكان وجود الملائكة علميّاً ما داموا يعترفون بإمكان وجود كائنات عاقلة خفيّة غير منظورة. و قد أصبح عالمنا يشعر على نحو متزايد بوجود الشيطان و مملكة الأرواح الشريرة, وبات الناس مولعين أكثر من ذي قبل بالكتب والأفلام ذات العناوين المثيرة التي تختصُّ بعالم الأرواح, وقد خلبت الألباب تلك الروايات التي تتحدّث عن أحداث غريبة في غير مكانٍ من العالم. أفلا يجدر بالمؤمنين من المسيحيين, وهم يدركون البعد الأبدي للحياة, أن يعوا حقيقة وجود القوى الملائكية الطاهرة, الملائكة المقدّسين الماثلين في حضرة الله دائماً لتنفيذ أعماله التي يعملها من أجلنا؟ على كل حال, إن الإشارات في الكتاب المقدس إلى الملائكة الأطهار تفوق في عددها كثيراً الإشارات إلى الشيطان وأعوانه من الملائكة الأشرار. ما دامت أعمال الشيطان وأرواحه تنشط كثيراً كما يبدو هذه الأيام, وهذا هو ما اعتقده, أفلا يجب أن تمتلئ أفكار أهل الإيمان بحقيقة وجود ملائكة الله المقدّسين بقواهم الفائقة للطبيعة وهي اقوي و أعظم من قوة الشيطان وأرواحه؟ فمن المؤكد أن عيد الإيمان تشاهد دلائل كثيرة على أنّ اللّه يظهر في هذه الأيام قوّته ومجده اللّذين يفوقان الطبيعة. فهو تعالى ما انفكّ يعمل أيضاً. يجب ألا يُخفق المسيحيون المؤمنين في ملاحظة عمل الملائكة المجيد. إن قوة اللّه التي يستخدم ملائكته تهيمن على عالم القوى الشيطانية كما تهيمن الشمس لدى إشراقها على نور الشمعة الضئيل. إذا كنت مؤمناً, توقّع أن ترافقك ملائكة الله القوية في اختبارات حياتك, ملاحظاُ في تلك الأحداث ما يُثبت الرّفقة الرفيقة للملائكة أو "القدوسين" كما يسميهم دانيال. الملائكة يتكلمون, ويظهرون للناس مرة ويعودون للظهور مراراً. ويشعر الملائكة بشعور عاطفي قويّ. وبينما هم قادرون على الظهور للناس, لا نقدر نحن أن نراهم كلّما شئنا ذلك. فإن عيوننا, بسبب تركيبها الطبيعي, تُعوِزها القدرة على رؤية الملائكة بطريقة عادية, تماماٌ كما تعوزها القدرة على رؤية أبعاد حقل ذرّي, أو تركيب الذرات, أو الكهرباء التي تجري في أسلاك النحاس. وقدرتنا على إدراك أية حقيقة هي قدرة محدودة. فالغزلان في الأحراج تتمتع بقدرة على الشم تفوق كثيراً قدرة البشر. والخفافيش (أي الوطاوط) تملك في أجسامها أجهزة رادار فائقة الحس والدقة. وبعض الحيوانات تستطيع أن نراها. ولطيور السنونو والوزّ أجهزة طبيعية ترشدها في حياتها وتوجهها بشكل يكاد أن يكون فائقاً للطبيعة. لماذا إذاً نستغرب كوننا لا نلاحظ حضور الملائكة؟ ألم يمنح الله بلعام وأتانه قدرة جديدة على الإبصار فرأيا الملاك الذي اعترض طريقهما؟ (31,23:22). ولولا تلك الحاسة الخاصة كيف كان لبلعام أن يعلّل ما حدث له مع الأتان؟ أما كان يمكن أن يحسب الأمر وليد الوهم والخيال؟ تستلفتني باستمرار أخبارٌ من أماكن عديدة حول العالم تتحدث عن ملائكة تظهر وتخدم وتتكلّم وتختفي. وهُم أحياناً ينذرون بقرب حلول دينونة اللّه, أو يُظهرون لطف محبته, أو يُنجدون شخصاً وسط شدة حاجته, ثم يختفون. ومهما يكن فثمّة أمر مؤكّد, وهو أن الملائكة لا يجتذبون الأنظار لأنفسهم بل يوجهون التمجيد إلى اللّه فيما يبلّغون الرسالة التي انتدبوا لتبليغها ويعظمونها لدى سامعيها على أنها كلمة اللّه التي فيها النجاة والحياة. كذلك تتزايد اليوم أعمال الأرواح الشريرة وعبادة الشيطان في كل أنحاء العالم. الشيطان حقيقة, ويعمل الآن أكثر كثيراً مما كان يعمل من قبل. وكما يقول عنه الكتاب المقدس, فلِكَونه "عالماً أنّ له زماناً قليلاً" يعمل بنشاط متزايد. وهو يصيب نجاحاً بتأثيراته الشريرة فيبعد كثيرين من الناس عن الإيمان الحق ولكننا نستطيع في الوقت ذاته أن نقول أن ملائكة الله, التي هي أرواح خادمة, تناهض أعمال الشيطان مدافعة عن شعب الله. وهؤلاء الملائكة المقدسون ينشطون باستمرار لإنقاذ وارثي الخلاص من مكايد الأشرار. وفي هذا ينجحون لا محالة ولا يخيبون. فيا أيُّها المؤمنون, انظروا إلى فوق. ارفعوا رؤوسكم وتشجّعوا. ملائكة الله أقرب إليكم مما تظنون. "يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك, على الأيدي يحملونك لئلّا تصدم بحجر رجلك" (مزمور 11:91 و12). |
||||