11 - 07 - 2015, 03:45 PM | رقم المشاركة : ( 8391 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإجماع على حقيقة التجسد
أكد الرسول بولس حقيقة التجسد بهذه العبارة الخالدة "وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الأمم أؤمن به في العالم رفع في المجد" (1تى 3: 16) وفي هذه الآية أكد لنا رسول الأمم الإجماع على حقيقة التجسد، والإجماع كما يقول جورج جودمان معناه "المصادقة من الجميع" فلنأخذ الآن مجالاً نستمع فيه إلى أولئك الشهود الذين أجمعوا على حقيقة التجسد. يقول الكثيرون من المعارضين لحقيقة التجسد، إنه من المستحيل أن يصير الله إنساناً، فيصبح حادثاً له بداية ونهاية، لكن ظهورات الله المتكررة في العهد القديم تؤكد قدرة الله على أن يتخذ صورة بشر ومع ذلك يظل هو الألف والياء البداية والنهاية، فقد ظهر الله لإبراهيم عند بلوطات ممراً (تك 18: 1-32)، وظهر لهاجر الجارية (تك 16ك 7-16)، وظهر ليعقوب "فبقي يعقوب وحده وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه. وقال أطلقني لأنه قد طلع الفجر فقال له لا أطلقك إن لم تباركني فقال لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت... فدعى يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلاً لأني نظرت الله وجهاً لوجه ونجيت نفسي" (تك 32: 24-30) وظهر ليشوع ودفع له أريحا (يش 5: 13-6: 2)، وظهر لجدعون (قضاة 6: 11-25) وظهر لنوح وامرأته (قضاة 13: 2-33)، هذه الظهورات ترينا أن الله يمكن أن يتمثل للناس في صورة بشر ليتفاهم معهم، ويتحدث إليهم. 2- الشاهد الثاني نبوات العهد القديم:والعهد القديم مليء بالنبوات عن تجسد المسيح، ومكان هذا التجسد، وغرض هذا التجسد، وبعض هذه النبوات كتب قبل المسيح بمئات السنين لكنه تم حرفياً في شخصه الكريم، وسأكتفي بذكر القليل من هذه النبوات، ففي سفر أشعياء نقرأ هذه النبوة "ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل" (أش 7: 14) ويقول متى البشير عن هذه النبوة "وهذا كله كان لكي يتم ما قيل بالنبي القائل هوذا العذراء تحبل وتلك ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" (مت 1: 22-23) فالوليد المجيد كان هو نفسه عمانوئيل "الله" في صورة بشر. وفي سفر أشعياء نقرأ أيضاً "لأنه يولد لنا ولد ونعطي ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاًً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (أش 9: 6) وهنا نجد أن أشعياء يعترف أن هذا الوليد هو بذاته الإله القدير والآب الأبدي. وهل يقبل الفكر اليهودي أن يعلم بوجود إلهين في وقت واحد؟ كلا. وإنما تنبأ النبي عن تجسد الله عندما يأتي في المسيح. وفي سفر ميخا نقرأ هذه النبوة "أما أنت يا بيت لحم إفراته وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (ميخا 5: 2) ومن هو ذلك المتسلط منذ القديم ومنذ الأزل سوى الله العلي القدير؟! هذه النبوات وكثير غيرها تدل دلالة قاطعة على حقيقة التجسد. 3- الشاهد الثالث الملائكة:اشترك العالم السماوي مع العالم الأرضي في الإجماع على حقيقة التجسد ففي ليلة الميلاد ظهر ملاك من السماء لجماعة الرعاة وقال لهم "لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" (لوقا 2: 11) وهل يعقل أن يعترف ملاك من السماء بالمسيح الرب ولا يكون المسيح هو الله" ؟! وفي سفر أشعياء نرى الملائكة تنادي السيد "قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض" (أش 6: 3) ويؤكد يوحنا أن أشعياء كتب هذا عن المسيح المجيد بعد أن "رأى مجده وتكلم عنه" (يو 12: 41) وهكذا نرى أن الملائكة شهدت بحقيقة التجسد. 4- الشاهد الرابع الرسل الأولين:لقد أجمع الرسل على تأكيد حقيقة التجسد، فيوحنا يكتب قائلاً "في البدء كان الكلمة.... وكان الكلمة الله.... كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس.... والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً" (يو 1: 1-4، 14) ويكتب بولس للعبرانيين قائلاً "الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء الذي به أيضاً عمل العالمين الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته" (عب 1: 1-3) ويعود فيكتب إلى أهل كولوسي "الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا.... الذي هو صورة الله غير المنظور...الكل به وله قد خلق الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل... لأنه فيه سر أن يحل كل الملء...فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" (كولو1: 14-17، 19، 2: 9) ثم يكتب لأهل رومية قائلاً "ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين" (رو 9: 5)، وفي رسالة كورنثوس الأولى يقول "لأنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (1كو 2: 28)، وفي الرسالة الثانية لكورنثوس يكتب "أي أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم" (2كو 5: 19)، وكذلك يقرر يوحنا في رسالته الأولى حقيقة التجسد بالقول "أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم، بهذا تعرفون روح الله. كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله" (1يو 4: 1-3) وفي رسالته الثانية يقول "لأنه قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح آتياً في الجسد هذا هو المضل والضد للمسيح...إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام" (2يو 7: 10)، وينضم إلى هذين الشاهدين بطرس الرسول فيقول "لأننا لم نتبع خرافات مصنعة إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه بل قد كنا معاينين عظمته" (2بط 1: 16). هذه الآيات تؤكد في صورة قاطعة إجماع الرسل الأولين على الإيمان بحقيقة التجسد. 5- الشاهد الخامس حياة المسيح الشخصية وشهادات عن نفسه:لقد كانت حياة المسيح في الجسد البرهان الأكبر على أنه هو الله لذلك كتب يوحنا قائلاً "الكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً" (يو 1: 14) نعم فلم يعش على الأرض شخص في طهارة المسيح، ولم يستطع أحد أن ينتصر على الخطيئة طول حياته كما انتصر المسيح، فآدم الأول أسقطه الشيطان عن طريق الإغراء، وداود أسقطه الشيطان عن طريق الشهوة الجنسية، وموسى أسقطه الشيطان عن طريق العصيان،وإيليا النبي الجريء مر عليه الوقت الذي خاف فيه لأجل نفسه، وسليمان في كل حكمته أمالت النساء قلبه، وحزقيا في إيمانه هدمه الغرور وحب الظهور. وقس على هذا كل الأنبياء والعظماء بلا استثناء، فالاسكندر، ونابليون، وهتلر، وموسوليني، وغاندي، وغاريبالدي، وبوذا، وكونفوشيوس، وسقراط كل هؤلاء غلبتهم الخطية على أمرهم إذ لم يكونوا سوى بشر كسائر الناس أما المسيح المجيد فقد كانت حياته شهادة كاملة على لاهوته، فميلاده العذراوي، وحياته المرتفعة فوق ظروف الحياة، وقيامته المعجزية الرائعة، كل هذا يؤكد أن المسيح هو الله، وكما قال أحد الخدام المصريين بحق "لو كان المسيح مجرد إنسان لما وجد داع لميلاده من عذراء، ولا لقيامته بالجسد، بل كان الأجدر به أن يولد كما يولد غيره من بني الإنسان وأن يرجع بعد موته إلى التراب كما يرجع إليه غيره من بني آدم" لقد عاش المسيح طفلاً لكن طفولته كانت طفولة باردة كاملة، وعاش غلاماً لكن أخطاء الصغر لم تخالط صبوته، وعاش شاباً، لكن خطايا الشباب لم تقدر أن تلوثه وعاش في الألم لكن الألم لم يدفعه إلى التذمر يوماً، وعاش في الفقر لكن الفقر لم يذله، وتألب عليه الأصدقاء والأعداء لكنه لم يحقد عليهم بسبب شرهم. وثارت عليه قوات الجحيم لكنه غلبها جميعاً، هتف في ختام حياته على الأرض بالجسد "ثقوا أنا قد غلبت العالم" وأخيراً دخل المعركة مع قوات الظلام فرضى لهم أن يقيدوه، وأن يصلبوه وأن يطعنوه، وغلبهم بعد أن سمروه على الصليب. 6- الشاهد السادس- شهادة الاختبار:هذا الشخص الطاهر المنتصر، منزه عن الكذب، ولذا فقد تحدى أعداءه يوماً قائلاً "من منكم يبكتني على خطية" (يو 8: 46) وإذا كان أعداؤه أنفسهم قد عجزوا عن أن يجدوا في حياته خطية حتى شهد بيلاطس "لم أجد في هذا الإنسان علة" (لوقا 23: 13) إذاً فكل شهادة نطق بها المسيح عن نفسه هي الصدق الكامل والحق الصراح، وقد شهد المسيح عن نفسه بأنه هو الله، وتصرف بهذا الإحساس الكامل بلاهوته المجيد. فقد قرر إنه الكائن الأزلي "قال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو 8: 58) "أنا هو الأول والآخر" (رؤ 1: 17) "أنا الألف والياء البداية والنهاية" (رؤ 22: 13). وقال إنه مطلق الوجود فقال لنيقوديموس وهو في الأرض أنه أيضاً في السماء "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو 3: 13)، وقال لتلاميذه "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" (مت 18: 20)، وقرر أيضاً أنه أعظم من الهيكل، ومن أعظم من الهيكل غير الإله الذي يعبد فيه؟ "ولكن أقول لكم أن ههنا أعظم من الهيكل" (مت 12: 6) ثم قرر أنه أعظم من سليمان فقال "هوذا أعظم من سليمان ههنا" (مت 12: 42) ومن أعظم من سليمان الذي قال له الله "لم يكن مثلك قبلك ولا يقوم بعدك نظيرك" (1مل 3: 12) إلا إله سليمان "ملك الملوك ورب الأرباب" (رؤ 19: 16). وقد وقف منادياً العالم المتعب المسكين "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 11: 28) ومن ذا الذي يجسر أن ينادي المتعبين في العالم. في مختلف أنواع متاعبهم، سواء أكانت المرض، أم الفقر، أم الدين، أم الخطية أم الآلام الرهيبة المنتشرة، ويعدهم براحة لو جاؤوا إليه ما لم يكن هذا الداعي هو الله في ذاته وقدرته وغناه؟! وقد أعلن أيضاً أنه هو "الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6) وأنه "القيامة والحياة" (يو 11: 25) وأنه هو "الراعي الصالح" (يو 10: 11) وكونه هو الراعي يؤكد أنه هو يهوه القديم الذي رنم عنه داود قائلاً "الرب راعي فلا يعوزني شيء" (مز 23: 1)، وكونه هو الصالح يؤكد أيضاً أنه الله كما قال للشاب الغني "لماذا تدعوني صالحاً. ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله" (مرقس 10: 17 و18)، وقرر أنه واحد مع الآب فلما قال له فيلبس "يا سيد أرنا الآب وكفانا" (يو 14: 8) أجاب بالقول "أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب في الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال فيّ هو يعمل الأعمال صدقوني أني في الآب والآب فيّ وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها" (يو 14: 10 و11) وقد أعلن معرفته، كل شيء عندما قال "أنا هو الفاحص الكلي والقلوب" (رؤ 2: 23). وأعلن قدرته على كل شيء عندما قال "أنا هو القادر على كل شيء" (رؤ 1: 8) وأكد سلطانه لغفران الخطايا فقال للمفلوج "مغفورة لك خطاياك" (مر 2: 5) ولما تذمر الكتبة قائلين "من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده" (مر 2: 7) شعر بروحه بما يجول في أفكارهم، ولكنه لم ينكر سلطانه بل أكده بالقول "أيما أيسر أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم أن يقال قم واحمل سريرك وامش ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا قال للمفلوج قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك" (مرقس 2: 9-11) وهنا نجد أن المسيح قد أكد لقلوب سامعيه أنه هو الله غافر الخطايا "لأنه من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده" وأن له السلطان على الجسد، وأنه يعرف ما يجول في صور الناس. وكذلك قبل المسيح السجود من البشر مع أنه هو بذاته قال للشيطان في البرية "إنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" (لوقا 4: 8) ولكننا نراه يتقابل مع الأعمى الذي فتح عينيه، ويقول له "أتؤمن بابن الله؟" فيقول الرجل "من هو ياسيد لأؤمن به؟ فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو فقال أؤمن يا سيد وسجد له" (يو 9: 35-38) ونحن نرى أن المسيح قد قبل هذا السجود، مع أننا نقرأ أن بطرس رفض أن يسجد له كرنيليوس "فأقامه قائلاً قم أنا أيضاً إنسان" (أعمال 10: 26) ونقرأ أيضاً أن الملاك رفض سجود يوحنا "وحين سمعت ونظرت خررت لأسجد أمام رجلي الملاك الذي كان يريني هذا فقال لي انظر لا تفعل أنا عبد معك ومع إخوتك الأنبياء والذين يحفظون أقوال هذا الكتاب اسجد لله" (رؤ 22: 8 و9) ولكننا نجد المسيح مسروراً بهذا السجود راضياً عنه في كل المناسبات (اقرأ رؤ 1: 17). ولنقف الآن لحظة ولنخلع أحذيتنا من أرجلنا، لنتأمل ذلك الفادي العجيب، وهو يسكت أمواج البحر ويهدئ العاصفة (مرقس 4: 39-41)، وهو يقيم لعازر بعد أن أنتن (يو 11: 43 و44)، بل لنتأمله وهو ينقذ من فم الموت ابن أرملة نايين (لو 7: 14 و15) وابنه يايرس (لو 8: 54 و55) ولندقق النظر فيه وهو يطهر الأبرص بلمسة من يده الإلهية (مرقس 1: 41 و42) ثم وهو يبارك الخمسة الأرغفة الجامدة فيشبع بها خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد (مت 14: 19-21) ولنقترب إليه وهو يخلق من الطين عينين يعيد بهما البصر لمولود أعمى (يو 9: 6 و7) وأخيراً لنراه وهو يواجه الجنود الذين أتوا للقبض عليه فيسلط عليهم شعاعاً من نور لاهوته يرغمهم على السجود في محضره (يو 18: 6) نعم لحظة نرفع فيها قلوبنا إليه لنفكر في معجزاته الرائعة قائلين "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد". يبدأ يوحنا الحبيب رسالته الأولى بالقول "الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة فإن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية" (1يو 1: 1 و2) وفي هذه الكلمات يسجل الرسول شهادة الاختبار، فالاختبار هو خير دليل، وقد رأى الرسول المسيح واختبر قدرته فاعترف بلاهوته. نعم فقد غير المسيح حياة الناس لا بقوة السيف وخوف الموت، بل بتأثير قدرته السرمدية، فقد تحدث حديثاً قصيراً مع امرأة سامرية نجسة فجعل منها قديسة تحمل اسمه الكريم على شفتيها، وقد تقابل في لحظة خاطفة مع زكار العشار الظالم فجعله يقول "ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف" وتقابل مع يوحنا ويعقوب ابني الرعد، فجعل منهما رسولي الحب والسلام. وتقابل مع المجدلية مسكن الشياطين فحولها إلى امرأة تتفانى في حبه وتكون آخر من يقف تحت صليبه، وأول من يقابله فجر قيامته، وتقابل مع توما التلميذ المتشكك فاندفع الرجل حين أبصر أثر المسامير في يديه وأثر الطعنة في جنبه يهتف قائلاً "ربي وإلهي" (يو 20: 28) وأخيراً تقابل مع شاول اليهودي المتعصب المضطهد المجدف المفتري فجعله يركع أمام نوره الساطع قائلاً "يا رب ماذا تريد أن أفعل" (أعمال 9: 6) ولكن هذه السحابة من الشهود لم تتوقف بانقضاء حياة المسيح بالجسد على الأرض، بل زادت سعة بعد صلبه وقيامته، ومع أنه لم يعد إتباعه في الأرض براحة أرضية فقد رضوا أن يموتوا وأن يحترقوا في النار. وأن ترمي أجسادهم للأسود في سبيل حبه وما زالت رسالة التجسد تعمل عملها الإلهي في القلوب إلى اليوم رغم ما تلاقيه من اضطهاد في بعض البلاد، فهي الرسالة التي تجدد المصري، والهندي، والياباني، والصيني، واليوناني، والألماني، والإنجليزي، والأمريكي، والفرنسي، والإيطالي، وتفعل فعلها في القلوب أينما ذهبت، لذلك قال رسول الأمم "لأني لست استحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي أولاً ثم لليوناني" (رو 1: 16) فهل رأيت عقيدة تغير الناس بلا سيف ولا إغراء كهذه العقيدة؟! سأل أحدهم كاجاوا المسيحي الياباني المشهور "أي معجزة عملتها المسيحية في هذا القرن؟" فالتفت كاجاو إليه وقال له بوداعة "أنا معجزة المسيحية" لأني كنت أعمى والآن أبصر" فهل بعد دليل الاختبار دليل على حقيقة التجسد؟ 7- الشهادة السابعة شهادة جسد المسيح ذاته:لو كان المسيح مجرد إنسان، لما كان هناك داع أن يعد له جسداً ممتازاً عن أجساد البشر، فيولد بمعجزة لا كما يولد سائر البشر. لكن المسيح هو الله، لذلك جاء إلى الأرض بمعجزة، وكان جسده معداً له بترتيب خاص كما يقول كاتب العبرانيين "ذبيحة وقرباناً لم ترد ولكن هيأت لي جسداً" (عب 10: 5)، وقد قال عن هذا الجسد أنه هيكل "أجاب يسوع وقال لهم انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه. وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده" (يو 2: 19، 21)، وقد كان هذا الجسد هو شبه جسد الخطية ولكنه كان بلا خطية (رو 8: 3) مع (2 كو 5: 21) كما كانت الحية النحاسية شبه الحية الحقيقية لكنها كانت خالية من السم، لأنه حبل به من الروح القدس (لو 2: 35) "فهو قدوس بلا شر ولا دنس انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات" (عب 7: 26). لم يرث خطية آدم في هذا الجسد كما قال عن نفسه "رئيس هذا العالم يأتي وليس له في شيء" (يو 14: 30) هذا الجسد الكامل العجيب، المهيأ، كان هو مسكن الله ذاته عندما جاء ليصالح أرضنا في المسيح ويوفي عنا قصاص خطايانا في هذا الجسد. |
||||
11 - 07 - 2015, 03:46 PM | رقم المشاركة : ( 8392 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أسباب التجسد
لماذا تجسد الله في المسيح؟ وهل من ضرورة حاتمة لهذا التجسد؟ نعم بلا جدال، فقد تجسد الله في المسيح لضرورات حاتمة سأكتفي بذكر ثلاث منها: سأل شاب المستر جرينفيلد هذا السؤال "هل تقدر أن تفسر لي لماذا دعى يسوع المسيح "الكلمة"؟ 2- السبب الثاني هو أن الله تجسد في المسيح ليعلن حبه للإنسانأجاب مستر جرينفيلد "أعتقد أن الكلام هو واسطة التفاهم بين البشر، وقد استخدم الوحي هذا التعبير "الكلمة" ليوضح لنا أن المسيح جاء كواسطة تفاهم بين الله والناس (1 تى 2: 5). لقد حاول الله أن يتفاهم مع البشر في مختلف عصور التاريخ، فكلم الآباء بالأنبياء فلما وجد أن البشر لم يستطيعوا أن يفهموا جاء في ابنه ليتفاهم معنا كما يقول الرسول "كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه" إن رغبة القلب الإنساني هو أن يرى إلهاً تتوفر فيه كل الكمالات هذا هو الذي دفع قدماء المصريين أن يقيموا لكل إله تمثالاً، فهذا إله الحرب، وهذا إله الحب، وهذا إله الجمال، وهذا إله العناية، وهذا إله العدل. إنهم لم يجدوا إلهاً واحداً تتمثل فيه الكمالات جميعاً فابتكروا من مخيلتهم آلهة علها تشبع جوع قلوبهم. ولقد أعلن الله نفسه على صفحات العهد القديم، لكننا نرى على هذه الصفحات نقمة الله في طوفان نوح، ونرى غضب الله في نيران سدوم، ونرى قداسة الله في لهيب جبل سيناء....فأين محبة الله؟! وكيف يعلن الله للبشر حبه العظيم له، وكيف يؤكد لهم أن لذته في مسكونة أرضه؟ لهذا تجسد الله في المسيح "وليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه"، ولهذا عاش على أرضنا المليئة بالآثام ومات على صليب "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16) "الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رو 5: 8) 3- السبب الثالث هو أن الله تجسد في المسيح ليخلص الإنسان:إن فكرة التجسد تتمشى مع العقل السليم والمنطق السليم. إذ ليس هناك جدال في أن الله كامل في صفاته، فهو كامل في عدله، كامل في رحمته، كامل في قداسته، كامل في محبته، كامل في ذاته وفي صفاته. فهل يقدر الله أن يحتفظ بهذه الصفات الكاملة لو صفح للخاطئ دون أن يكون له بديل؟ أو لو عاقب الخاطئ دون أن يعطى له مجالاً للرحمة؟! وكيف يوفق الله بين عدله ورحمته؟ لو قال الله للخاطئ – اذهب مغفورة لك خطاياك، دون أن يكون قصاص خطاياه قد دفع لاحتج العدل قائلاً- كلا "النفس التي تخطئ هي تموت" ولا أقبل أن أتحطم أنا على حساب الرحمة. ولو عاقب الله الخاطئ دون أن يعطيه طريقاً للنجاة لبكت الرحمة وقالت- لقد تحطمت على حساب العدل.... كيف الطريق لخلاص الخاطئ إذاً ؟ هل تستطيع حسناته أن تمحو سيئاته؟ كلا فما من قانون في الأرض يوافق على هذا الوضع فالشخص الذي يسرق عشرة آلاف جنيه، لا يرحمه القانون لو تبرع لمستشفى بعشرين ألفاً. فكيف تمحو الحسنات السيئات، وما فائدة الله من الحسنات التي نقدمها له، وهو منزه عن قبول الرشوة؟! هل من سبيل لإنقاذ الخاطئ الأثيم؟ هل من حكمة توفق بين عدل الله ورحمته؟! نعم وجد الله السبيل بنفسه. فلم يرسل ملاكاً لأن الملاك لا يفدي البشر إذ ليس هو من معدنهم- وإنما قال في حنان قلبه "سمعت أنينهم وأنا أنزل لأخلصهم" لقد وجدت المحبة طريقاً. "فأخلى الله نفسه آخذاً صورة عبد، وصار في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" صار إنساناً ليأخذ مكان الإنسان الخاطئ. وأخذ مكان الخاطئ وتحمل عقاب الخطية في جسده وأعطى للخاطئ الغفران. هذا هو الحق الذي أعلنه العهد الجديد والقديم "ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو 19: 10). "الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة.... لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه" (2كو 5: 19، 21). "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية" (عب 2: 14، 15). "لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد" (عب 2: 9). هذا هو الذي جعل الرسول يهتف من شدة الفرح قائلاً "ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي" (غلا 2: 20) بهذه الحكمة العلوية التي ظهرت في تجسد المسيح وموته على الصليب أمكن أن يشبع العدل، وأن تفرح الرحمة، وحق لإمام المغنين أن يرنم في المزمور والرحمة والحق التقيا البر والسلام تلائماً. الحق من الأرض ينبت والبر من السماء يطلع" (مز 85: 10، 11) لأنه قد تمت نبوة أشعياء القائلة "هو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53: 5، 6). ولكي أوضح هذا الحق ببساطة أستخدم هذا المثل الحقيقي. في يوم محاكمة المسيح، كان في السجن رجل اسمه باراباس، وقد حاول بيلاطس أن يجعل اليهود يطلقون يسوع البار، ويقتلون باراباس، فقال لهم- من من الاثنين تريدون أن أطلق لكم باراباس أم يسوع الذي يدعي المسيح؟ فقالوا باراباس فقال فماذا أفعل بيسوع؟ فقالوا صارخين "ليصلب" فأطلق بيلاطس باراباس وأما يسوع فأسلمه ليصلب. وفي زاوية من الزوايا عند مكان الجلجثة.... وقف باراباس يتأمل يسوع وهو على الصليب، يتأمل ذلك البديل الذي أخذ مكانه. يتأمل ذلك الذي جاء ليموت وهو بار ويعطيه الحرية وهو القاتل الشرير.... واسمع الآن باراباس يتكلم موجهاً حديثه للسيد "أشكرك أيها السيد لأنه لولاك لمت أنا.... أنت أسلمت نفسك لأجلي.... أنا اليوم حر لأنك أنت مسمر على الصليب لك الشكر الكامل" نعم هذا ما فعل الله لي ولك، فأنا وأنت كنا في سجن الخطايا إلى أن جاء المسيح وأطلق أسرنا وأخذ مكاننا- ولنا الآن أن نرنم: كنت في سجن الخطايا عبد إبليس الرحيم غير مأمول خلاصي ثم نجاني الرحيم واشتراني واشتراني ذاك بالدم الكريم نعم قـد قضى ديني كـله الحمل حينما مات لذا قال قد كمل لهذا تجسد الله في المسيح ليفدينا، ويغفر خطايانا، ويطهر قلوبنا بدم صليبه "الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا الذي هو صورة الله غير المنظور" (كولوسي 1: 14، 15). |
||||
11 - 07 - 2015, 03:47 PM | رقم المشاركة : ( 8393 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأثيرات الإيمان بحقيقة التجسد
هل يحدث أي تأثير في حياة الذين يؤمنون من القلب بحقيقة التجسد؟ هل تتغير حياتهم أم أن هذا الإيمان مجرد عقيدة نظرية لا قوة فيها؟ 1- إن الإيمان بحقيقة التجسد هو قلب المسيحية ذاتها، وهذا الإيمان هو وسيلة تجديد الخطاة، فالخاطئ عندما يتأكد أن خطاياه كلها قد غفرت لأن الله حملها عنه في الصليب يرتاح ضميره، ويفتح قلبه لإلهه فيعطيه قوة ونصرة للحياة الطاهرة كما يقول يوحنا "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يو 1: 12، 13). 2- كذلك يخلق الإيمان بحقيقة التجسد شعور الوداعة والتواضع في القلب الإنساني فلا يبقى هناك مجال للكبرياء لأن الله نفسه تنازل من سمائه لفداء الخاطئ الأثيم، هذا هو الذي كتبه بولس للفليبيين فقال "فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (في 2: 5-8). 3- كذلك يخلق الإيمان بحقيقة التجسد الشعور بضرورة العطاء بسخاء، فإذا كان الله قد أعطانا ذاته فهل يكثر علينا أن نعطيه مما أعطانا؟ لما أراد الرسول بولس أن يشجع المؤمنين في كورنثوس على العطاء ذكرهم بحقيقة التجسد فقال "فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره" (2كو 8: 9). 4- كذلك يولد الإيمان بحقيقة التجسد الشعور بحب الله فنقول مع الرسول "نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً" (1يو 4: 10) |
||||
11 - 07 - 2015, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 8394 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشعور بالطمأنينة
إن أهم ما يخلقه الإيمان بحقيقة التجسد في الحياة الشخصية هو الشعور بالطمأنينة، فعندما يحس الإنسان أن الله قد جاء إلى أرضنا في صورة بشر وأنه اجتاز آلامنا، وجرب بذات تجاربنا يقترب إليه وهو واثق بأنه يرثي لضعفاته وآلامه. إن كثيرين من أولاد الله الأحباء ينسون الناحية الإنسانية في المسيح، ينسون أنه "إذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما" (عب 2: 14)، ينسون أن اللقب الذي أحبه المسيح وردده مراراً في أيام جسده هو لقب "ابن الإنسان" (لو 19: 10، مت16: 27، 28، مت 8: 20) نعم فقد كان المسيح إنساناً كاملاً "مجرباً في كل شيء مثلنا بلا خطية" (عب 4: 15) فتعب (يو 4: 6)، وعطش (يو 19: 28)، وبكى (يو 11: 35)، وحزن (مت 26: 38) وجاز معركة الحرب ضد إبليس على رمال البرية المحرقة (مت 4) فقد جاءه الشيطان في لحظة الجوع والأعياء وقال له أن يصنع من الحجارة خبزاً لكي يشبع بطنه الجائعة، ومع أن يسوع كان في حالة الجوع المضني فهو لم يشأ أن يفعل ذلك، لأنه لم يرض أن يسمع لصوت الشيطان. كذلك حاول الشيطان إغراءه عن طريق اختيار السبيل السهل فقال له أن يسجد له ليعطيه ممالك العالم، لكن المسيح طعنه بالمكتوب قائلاً "مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" وأخيراً حاول إسقاطه عن طريق تجربة الله فقال له "مكتوب لا تجرب الرب إلهك" نعم انتصر سيدنا لأنه "خرج غالباً ولكي يغلب" وهو بهذه النصرة يعطينا الشعور بالطمأنينة إذ نعرف أنه كإنسان جاز المعركة قبلنا وبقوته نقدر نحن أن نجتاز الحرب ضد قوات الظلام في ظفر ونصرة وسلام. تقابل مرسل في بلاد الصين مع شاب صيني، وبينما هما يمران في الطريق مرا على تمثال لبوذا، فأشار الشاب إلى التمثال وقال للمرسل- أترى هذه الابتسامة الساخرة المتهكمة على فم بوذا؟ يا له من إله قادر، أما إلهكم أنتم يا معشر المسيحيين فهو إله متألم جاز آلام الحياة، وأخيراً مات مصلوباً على صليب" قال المرسل للشاب في هدوء ودعة "أيها الصديق الشاب، عندما تحيط بك أحزان الحياة، وتحس أنك وحيد في معركة الأرض، ويضني جسدك المرض، ويخونك الأصدقاء، ويتألب عليك الأعداء.... إنك عندئذ تحتاج إلى إله يرثى لضعفاتك، ويعرف ظروفك، ويقدر أن يعين المجربين، لأن ابتسامة بوذا الساخرة لا تقدر أن تجبر قلباً كسيراً.... أما إلهنا فمكتوب عنه "لأنه في ما هو قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين" (عب 2: 18). فيا صديقي المتألم في ظروف أحزانك، ويا أختي المتألمة في سرير مرضك، ويا أيها الفاشل في حياتك كونوا "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم" (عب 12: 2، 3). وأختتم بهذه الكلمات الجليلة التي كتبها القس هنري هوايتمان الانجليزي يصف فيها رجل القرن العشرين فقال "إنه يستطيع أن يطوف بالكرة الأرضية.... ويقتل الناس الذين يعيشون على بعد أميال منه، ويزن الكواكب ويحدد أماكنها، ويخرج البترول من باطن الأرض ويطبع ملايين النسخ من الصحف اليومية ويجعل الدجاجة تبيض 365 بيضة في السنة والكلاب تدخن "البيبة" وكلب البحر يلعب بكرة الماء.... وهذا الرجل العجيب إذا رأى خمسة أرغفة وسمكتين، وخمسة جياع وطفلين فقيرين، فإنه يعقد مؤتمراً ويشكل لجنة كبرى وبعض اللجان الصغيرة، ويدعو إلى عملية انتخابات حرة.... ثم يصرخ بأعلى صوته أن هناك أزمة شديدة تواجهه... وهو يضع تعليمات لا حصر لها ثم يبتعد تاركاً الأشخاص الخمسة والطفلين جياعاً كما كانوا قبل تأليف المؤتمر واللجان. "هذا هو رجل القرن العشرين، أما يسوع الرب المجيد، فإنه عندما يرى الجموع يتحنن قلبه الكبير، فيمسك بالأرغفة الخمسة والسمكتين بين يديه المباركتين ويطعم الجماهير". فهل تقبله اليوم مخلصاً لك وغافراً لخطاياك، ومعطياً إياك قوة للحياة الغالية؟ إنك عندئذ ستسمع صوته الحنون يرن كالموسيقى في أرجاء قلبك "يا بني مغفورة لك خطاياك إيمانك قد خلصك" عندئذ تمتلئ من روح الله وتهتف قائلاً "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" لأنه "لا يقدر أحد أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس" 1كو 12: 3). |
||||
11 - 07 - 2015, 03:50 PM | رقم المشاركة : ( 8395 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اختبار الميلاد الثاني
سألتني آنسة كريمة من خريجات كلية الآداب هذا السؤال "إنني أتعجب وأقف في حيرة بإزاء أعمال الله، فأنا عندما أكتب كتاباً ثم أجد أن عيوباً تجعله بلا قيمة، أحرقه، وأبدأ في كتابة نسخة أخرى خالية من العيوب والأخطاء. فلماذا لم يفعل الله ذلك يوم رأى آدم الأول- وهو النسخة الأولى التي خلقها من بني الإنسان- وقد شوهته الخطية، وسودته الآثام؟! نعم.... لماذا لم يحرق ذلك الإنسان الأول، ويخلق إنساناً جديداً خالياً من جذور الشر وأصل الخطية؟" كانت الآنسة المثقفة تتكلم في قوة، وكان يبدو أن هذا الفكر يقلقها ويقض مضجعها ويحرمها من التمتع بمحبة الله. نظرت إليها في هدوء وقلت "إن الله لم يحرق النسخة الأولى من خليقته أيتها الآنسة، لأنه عرف أنه يقدر على أن يجعل من هذه النسخة التي شوهها الشيطان بالسقوط طبعة جديدة نظيفة كأنها لم تتشوه ولم تنحدر إلى أعماق الفساد، ومع أن إعادة هذا المخلوق الساقط إلى مخلوق جديد قد كلف الله ثمناً كبيراً، إلا أن هذا الطريق قد أعلن لذلك المخلوق أن الله يحبه من قلبه، فأدرك المخلوق البائس المسكين أن الله محبة، فانجذب نحوه، وتعبد له في حرية وحب شديد". وسكتت الآنسة لحظة ثم قالت "وكيف يعيد الله طباعة المخلوق المشوه بحياة جديدة؟!" قلت "إن الطريق إلى ذلك يا آنسة هو اختبار الميلاد الثاني، هذا الاختبار الفريد، الذي تتميز به المسيحية عن سائر الديانات" إن كل ديانات الأرض، تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر، فاليهودية تقول "افعل الصلاح فتحيا" وكأنها تطلب الحركة من ميت فاقد الحياة، والبوذية تقول "إن الصلاح والخير هما الطريق إلى بوذا الإله الأكبر" وكأنها تقول للإنسان الساقط إنه يستحيل عليه الوصول إلى الإله الأكبر، لأنه أين نجد الإنسان الصالح الذي عاش على أرضنا "وليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد" (رومية 3: 12). والإسلامية تقول "الحسنات تذهب السيئات"، فالخلاص في عرف الإسلام "بالأعمال" وكيف يقدر الإنسان وهو شرير بطبيعته أن يقدم لله أعمالاً تسر قلبه، إنه يصرخ في عمق إحساسه بحقيقة حاله "قد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا" (أش 64: 6). لكن المسيحية تقف فريدة بين هذه الديانات فتقول "إنني آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر كما يعلم غيري وأكثر مما يعلم غيري، لكنني أحل للبشر عقدة العقد، فأريهم الطريق إلى الميلاد الثاني، ذلك الاختبار الذي يغير طبيعتهم ويجدد حياتهم، ويهبهم طبيعة نقية تكره الشر وتفعل البر "وإن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" يوحنا (3:3). نقرأ في الكتاب المقدس قصة ذلك الرجل الفريسي المتدين المدقق "نيقوديموس" ونستطيع أن نتصوره وهو يجلس في يوم ما ليتباحث مع بعض زملائه في أمر المسيح، ثم ينتهي بحثهم بأن يقرروا انابته للذهاب إلى يسوع لمعرفة حقيقة رسالته، ومغزى دعوته.... وها هو المعلم الفريسي العجوز يأتي للمسيح تحت جنح الظلام حتى لا يراه الناس.... ويبدأ نيقوديموس حديثه مع يسوع بهذه الكلمات اللطيفة "يا معلم، نعلم- أنا وزملائي- أنك قد أتيت من الله معلماً لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه" (يو 3: 2) ويتوقع الإنسان أن يسوع يرد على صاحب هذه التحية قائلاً "شكراً لك ولزملائك لهذا الشرف الرفيع الذي أغدقتموه عليّ "لكن المسيح يدخل إلى صميم رسالته في الحال فيرد على الفريسي الجليل بالقول "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يو 3: 3) وأمام هذه الكلمات العجيبة يقف نيقوديموس حائراً (إنه أحد شيوخ اليهود، وهو رجل مواظب على حضور المجمع، لكنه يذهب إلى المجمع ويخرج منه دون أن يحس بتأثير كبير.... ولقد سئم التقاليد والطقوس والعبادة الميكانيكية، وهاهو ذا قد أتى للمعلم الجديد الذي ظهر في اليهودية ليفحص عن حقيقة تعليمه، عله يجد فيه شبع نفسه، وري قلبه..... لكن المعلم الجديد يقول له "إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله". يولد من فوق؟! وكيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ، ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟! وإذا بالمعلم الذي أتى من الله معلماً يعود مؤكداً وقائلاً "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يوحنا 3: 5). يولد من الماء والروح؟ وما معنى الولادة من الماء والروح؟ وهنا يستطرد نبي الناصرة قائلاً "المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" (يوحنا 3: 6). ويقف نيقوديموس مفكراً، إنه رجل متدين، فريسي مدقق في ديانته، معلم من معلمي الناموس، عضو من أعضاء السنهدريم، رجل طيب في معاملاته الاجتماعية، مؤدب غاية الأدب، لطيف في حياته العائلية، لكنه يحس في أعماق نفسه أنه "مولود من الجسد" وأن هذا الاختبار الجديد الذي ينادي به ذلك المعلم الصالح هو حاجته العظمى لرؤية ملكوت الله وللدخول إلى ذلك الملكوت العظيم... فيلتفت في حيرته إلى السيد ويقول "كيف يمكن أن يكون هذا؟!" فهل وصلت يا صديقي القارئ إلى هذا الحد من التفكير، فتأكدت أن علمك، وأدبك وثقافتك العالية، ولطفك الجوهري، ومشاعرك الرقيقة، كل هذه لم تعطك هذا الاختبار المجيد، اختبار الميلاد الثاني....؟؟ |
||||
11 - 07 - 2015, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 8396 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إصلاح الحياة والميلاد الثاني؟!
هل إصلاح الحياة هو الميلاد الثاني؟ كلا.... تسأل أحدهم هذا السؤال- هل أنت مولود من الله؟ فيقول " يا سلام الحمد لله، لقد تحسنت حياتي كثيراً، كنت سكيراً عربيداً نجساً، أما الآن فقد ذهبت هذه الخطايا الكبيرة ولم تبق إلا الخطايا الصغيرة مثل الشتم والحلف، والتدخين، والزينة الخارجية، والقليل من الهزل، وأنت ترى أن هذه الخطايا بسيطة، فأنا أحسن من الأول لأني قد أصلحت حياتي". لكن الحقيقة الكبرى هي إن إصلاح الحياة القديمة، ليس هو الميلاد الثاني، لأن الله " لا يرقع" الحياة القديمة برقعة جديدة، بل يخلق الإنسان خلقاً جديداً فقد وعد بفمه الكريم قائلاً "وأرش عليكم ماء طاهراً فتطهرون من كل نجاستكم ومن كل أصنامكم أطهركم وأعطيكم قلباً جديداً وأجعل روحاً جديدة في داخلكم وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم" (حزقيال 36: 25-27). لقد قال المسيح لنيقوديموس "المولود من الجسد جسد هو" ويقول بولس الرسول "الذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله" (رومية (8: 8) "لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله إذ ليس هو خاضعاً لناموس الله لأنه أيضاً لا يستطيع" (رو 8: 7) ولذلك أكد الرسول أيضاً أن الإنسان الطبيعي يجهل ما لروح الله فقال "ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحياً" (1كو 2: 14) فإصلاح الحياة الطبيعية ليس هو الميلاد الثاني، ليس هو التجديد، وليس هو ما قصده الرب يسوع حينما قال "ينبغي أن تولدوا من فوق". أتعرف كيف أصف لك إصلاح الأخلاق والحياة القديمة؟ إصلاح الحياة هو طلاء طلمبة بدهان الدوكو اللامع الجميل لكي تخرج ماء عذباً ولكنها ستستمر تخرج ماء مالحاً لا يصلح للشرب لأن هذا الطلاء الخارجي لم يغير قلبها. إصلاح الحياة يشبه قبراً مصنوعاً من الرخام الثمين، ولكنه ملآن بعظام الأموات وكل نجاسة. في إنجيل متى الأصحاح الثاني عشر يصف لنا المسيح إنساناً أصلح حياته، وأخرج منها الخطايا الكبيرة، ولكنه لم يولد الميلاد الثاني ولم يمتلئ بالمسيح، وشبهه برجل خرج منه الروح النجس، ولكنه بعد قليل عاد إليه ومعه سبعة أرواح أخر أشر منه، لأن القلب لم يتجدد، ولم يمتلئ بالرب يسوع المسيح، ولم يتغير "فصارت أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله" (متى 12: 44 و45). يحدثنا التاريخ عن مرسل أمريكي ذهب إلى إفريقيا الوسطى ليبشر آكلي لحوم البشر ورأى هناك رئيس قبيلة له سبع زوجات، فعقد أواصر الصداقة مع هذا الزعيم، وبدأ يلقنه بعض التعاليم المسيحية عن مضار تعدد الزوجات، وكيف يجب أن يتخلص من زوجاته.... وقال الزعيم للمرسل "سوف أعمل بكل نصائحك" وسافر المرسل إلى بلاده في إجازة وعاد بعد ثلاث سنوات وأخبره أهل المدينة بأن رئيس القبيلة قد أصلح حياته وأصبح زوجاً لزوجة واحدة، أسرع المرسل بفرح إلى الرئيس وصافحه بحرارة وهو يقول " يا أخي كم أشكر الله لأجل طاعتك ومحبتك للرب" قال الرئيس يا حضرة المرسل "لا داعي للشكر فقد كان الأمر سهلاً ولذيذاً" قال المرسل "وهذا مما يدعو للشكر أكثر يا أخي أن تطيع الله بفرح، لكن كيف تخلصت من زوجاتك؟، وسكت الزعيم الإفريقي لحظة ثم قال "كان الأمر سهلاً ولذيذاً كما قلت لك، فقد أكلتهن جميعاً" عندئذ نكس المرسل رأسه إلى الأرض وقال "هذه خطيتي فقد كان ينبغي أن أعلمك أولاً عن الميلاد الجديد" فالميلاد الجديد يجب أن يسبق كل تعليم. إصلاح الحياة إذاً، أو الاعتقاد بعقيدة جديدة، أو الانتقال من طائفة إلى طائفة..... هذه كلها ليست هي الميلاد الثاني، فقد تبطل الخمر أو التدخين نتيجة نصيحة طبيب، أو تقلع عن عادة خوفاً من عواقبها، أو تنتقل إلى طائفة أخرى لاقتناعك العقلي بتعاليمها.... ومع ذلك فقد لا تكون مولوداً من الله. فإذا كان إصلاح الحياة ليس هو الميلاد الثاني، فما هي حقيقة هذا الاختبار المجيد؟! لنذهب إلى مقادس الوحي مصلين أن يعلن لنا إلهنا هذا الحق الثمين. يقول لنا بولس الرسول، وهو رجل اختبر حقيقة الميلاد الثاني "إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هو ذا الكل قد صار جديداً" (2كو 5: 17) هذا هو الميلاد الثاني بحسب تعريف الكتاب، الأشياء العتيقة- خطايا الغرائز المنحرفة، خطايا اللسان والعينين واليدين، والعادات المقيدة للإنسان، والزينة الخارجية والملابس التي لا تمجد الله، ومحبة المال، والبخل المخيف الرهيب، والأخلاق القاسية، والمعاملات الشديدة هذه كلها قد مضت "وهو ذا الكل قد صار جديداً". 2- الميلاد الثاني هو دافع المحبة للإخوة:حدثنا القس هملتون في كتابه "قوانين ملكوت السموات" بهذه القصة قال "منذ بضع سنوات كنت أعظ في اسكتلنده عن بعض قوانين ملكوت السموات، وكنت أعقد اجتماعاتي في كنيسة إنجيلية، وقد حدثني راعي الكنيسة عن قصة تشرح لنا قوة الله، وترينا ما يعمله الله بنا إن نحن سلمناه قيادنا، فقد كان هناك شيخان من شيوخ الكنيسة راجعين من الكنيسة، وكانا في أثناء سيرهما يتطارحان الحديث عن الموعظة التي سمعناها، فقال أحدهما للآخر "حقاً لقد كانت رسالة هذا الصباح على غاية من الإبداع". فأجابه الآخر "نعم ولكنك لا شك تعلم أنها ضرب من ضروب المحال". فأجابه الآخر على الفور "ضرب من ضروب المحال؟ كلا يا عزيزي ليست هي كذلك، ولا يجوز أن تقول أن في عالم النعمة أمراً مستحيلاً، فها أنا أقص على مسمعيك الآن قصة حادثة شاهدتها بعيني رأسي، فعندما كنت في خدمة الجيش كان معي في الثكنة رجلان قويان، عليهما إمارات الصحة وعلامات القوة، وكانا معدودين من أكبر المشاغبين المشاكسين، وقد حدث أن أحد هذين الرجلين، وهو الأكثر مشاكسة، سمع رسالة الإنجيل فتغلغلت في أعماق قلبه، ونال الولادة الجديدة، ولما عاد إلى الثكنة اعترف جهراً أمام رفاقه أنه قد أصبح أحد أتباع المسيح، وعندما سمع صديقه ذلك قال "هيهات أن يستمر ذلك طويلاً، ولسوف نرى ماذا تكون النتيجة". وفي الصباح التالي وقف ذلك الجندي المشاغب يوزع القهوة الساخنة على الجنود، ومن بينهم ذلك الجندي الذي تجدد في الليلة السابقة، وكان هذا مرتدياً "بنطلون" يعلوه "روب مفتوح" من فوق إلى أسفل وغير موثق العرى، وعندما كان الجندي المشاغب يوزع القهوة نظر وإذا أمامه رفيقه المتجدد، فما كان منه إلا أن تناول فنجاناً مملوءاً بالقهوة وهي في درجة الغليان، ثم سكبه على صدر ذلك الرفيق العاري..... وعند ذلك تمشت في جسم كل منا رعدة قوية من هامة رأسه إلى أخمص قدميه، وعلت بعضاً منا صفرة الوجل مما قد يكون لذلك من عاقبة وخيمة وشجار عنيف، ولكن لشد ما كانت دهشتنا عندما رأينا ذلك الرجل المتجدد ملازماً الصمت برهة قصيرة، أخرج بعدها منديله ومسح القهوة الساخنة وقد سلخت جلده، ثم التفت إلى زميله المجرم وقال "ممن حسن حظك إني تجددت في الليلة الماضية وقبلت يسوع المسيح مخلصاً لي ورباً، ولولا ذلك لفتكت بك، ولو أدى ذلك إلى شنقي". إن هذه الصورة الحية الواقعية تؤكد لنا حقيقة كلمات الرسول "إذاً إن كان أحد في المسيح هو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هو ذا الكل قد صار جديداً" (2كو 5: 17). كان يوحنا الحبيب في حياته الأولى أشد تلاميذ المسيح غضباً، حتى لقبه يسوع بابن الرعد، لكنه بعد أن اختبر اختبار الميلاد الثاني كتب يقول في تأكيد واضح "كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله، وكل من يحب الوالد يحب المولود منه أيضاً" (1يو 5: 1) "نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة" (1يو 3: 14)، من هذه الكلمات نتعلم أن المؤمن المولود من الله فيه روح الله، وروح الله، هو روح المحبة والوحدة، وعندما تولد من الله يدفعك الروح الذي يسكن فيك إلى محبة الإخوة.... هذا اختبار حقيقي، فكم من مرة أقابل أخاً لم أره من قبل، ومن أول مقابلة أشعر نحوه بعاطفة المحبة المقدسة، وكأنه أخي منذ زمن بعيد، فالمسيحي الحقيقي مع أخيه كقطعتي حديد ملآنتين بالمغناطيس، كل واحدة تجذب الأخرى، وتجذب إليها. 3- الميلاد الثاني هو الدافع المقدس لصنع البر:فهل تحب أخاك في الرب أيها القارئ أم تبغضه؟ إن القلب الذي يحتفظ بالإساءة ولا ينساها، هو في حقيقة الأمر قلب غير متجدد، لم يدخله نور الحب السماوي بعد "من قال إنه في النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن في الظلمة. وفي الظلمة يسلك ولا يعلم أين يمضي لأن الظلمة أعمت عينيه" (1يو 2: 9-11) "كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه" (1يو 3: 15). فهل أنت قاتل متدين أيها القارئ؟ هل تبغض أحداً من إخوتك؟ هل في قلبك حقد متربع على إحساساتك ومشاعرك؟ إنك في حاجة إلى اختبار الميلاد الثاني الذي يدفعك إلى محبة الإخوة. يقول يوحنا الرسول في شرح هذه الحقيقة الجليلة "إن علمتم أنه بار هو فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه" (1يو 2: 28). 4- الميلاد الثاني هو سر النصرة على الخطية:إن الإنسان الطبيعي قد يفعل البر، ولكنه بر ملئ بالشر، لأن دافعه حب الذات وحب مجد الناس، فهو بر منجس بمحركاته وبواعثه ينطبق عليه قول أشعياء النبي "قد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا" (أش 64: 6) لكن المولود من الله يصنع البر وهو مدفوع بحياة المسيح فيه والطبيعة الجديدة التي يتمتع بها "لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (أفسس 2: 10) وهكذا يترنم المؤمن الحقيقي بالقول "وصاياه ليست ثقيلة" (1يو 5: 3)، فهو يحيا بسرور متمماً مشيئة الرب، فإن أعطى من أمواله، لا يعطي ليفتخر بعطائه وإنما يعطي ليبني ملكوت الله، وهو يحيا حياة القداسة لا ليشتهر بتقواه بل ليرضي إلهه، إنه خال من روح الفريسي، ولكنه ملآن بحياة الله التي تجعله ينتصر على روح الشر في العالم عن طريق صنع البر. لنستمر مع يوحنا الحبيب وهو يشرح لنا هذا الاختبار المجيد ولنسمعه وهو يردد "كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية لأن زرعه يثبت فيه ولا يستطيع أن يخطئ لأنه مولود من الله" (1يو 3: 9) ثم يعود فيقول في ختام رسالته" نعلم أن كل من ولد من الله لا يخطئ بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسه" (1يو 5: 18) فالميلاد الثاني بحسب تفكير يوحنا الرسول، هو سر الانتصار على الخطية.... إن المولود من الله لا يقدر أن يستمر في خطية معروفة له، فالذي يفعل الخطية كل يوم هو خاطئ لم يتجدد بعد، ولكن المؤمن قد يزل- والزلل ليس كل يوم- وعندئذ لا بد له أن يذهب معترفاً لله بخطيته لينال الغفران، فالأمر الكتابي لأولاد الله هو هذا "يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً" (1يو 2: 1-2). 5- الميلاد الثاني هو سر النصرة على العالم:وقد يقول أحدهم معترضاً- ألم يخطئ داود وهو ابن من أبناء الله؟ والجواب- إن داود لم يستمر في خطيته طول حياته، بل كانت خطيته زلة قام منها باكياً نادماً طالباً الغفران صارخاً لإلهه "قلباً نقياً أخلق فيّ يا الله وروحاً مستقيماً جدد في داخلي.... طهرني بالزوفا فأطهر.... اغسلني فأبيض أكثر من الثلج" (مزمور 51: 10 و7) فالمؤمن المولود من الله يحيا حياة النصرة على الخطية، وإن زل في لحظة إهمال، فهو لا يستطيع الاستمرار سقطته وخطاياه، لأجل ذلك ينبر الكتاب عن هذه الحقيقة بالقول "لأن داود عمل ما هو مستقيم في عيني الرب ولم يحد عن شيء مما أوصاه به كل أيام حياته إلا في قضية أوريا الحثي" (1مل 15: 5). وهكذا نرى أن داود عاش حياته مستقيماً، ولم يزل إلا في قضية واحدة ثم قام من زلته نادماً باكياً معترفاً بخطاياه وعاد لخدمته لله. إن كثيرين يفعلون الخطية كل يوم معتذرين بالضعف البشري، لكن السيد قد جاء لكي يعطي للخاطئ خلاصاً من سلطان خطاياه ولذا فقد قال الكتاب "وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت 1: 21) ولم يقل يخلص شعبه ويتركهم ليستمروا في خطاياهم، وهكذا أكد الرب بفمه الكريم قائلاً "كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية. فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو 8: 34-36) فالرب قد وعد الخاطئ الراجع إليه بحرية من عبودية الخطية القاسية، بل هو بذاته يعطي القدرة لهذه الحياة العالية، لذلك فليس بعجيب أن يقول لمريض بركة بيت حسدا "ها أنت قد برئت فلا تخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشر" (يو 5: 14) فماذا قصد يسوع بقوله لذلك الرجل لا تخطئ أيضاً؟ هل كان يطلب منه أمراً مستحيلاً؟ كلا. إذاً فالحياة المنتصرة على الخطية، حياة ممكنة بحسب منطوق هذه الآية.... وهي ممكنة للذين ولدوا من الله. ونالوا منه القوة للغلبة والانتصار، ولهذا قال يوحنا الرسول الحبيب "أيها الأولاد لا يضلكم أحد. من يفعل البر فهو بار كما أن ذاك بار. من يفعل الخطية فهو من إبليس. لأن إبليس من البدء يخطئ. لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس" (1يو 3: 7 و8) "كل من يثبت فيه لا يخطئ. كل من يخطئ لم يبصره ولا عرفه" (1يو 3: 6) فهل اختبرت الحرية من الخطية أيها القارئ؟ هل الرب يسوع هو سر نصرتك وقوتك؟! إن غرض خلاص الله هو أن ينطبق على أولاده الكلمات التي كتبها الرسول لأهل فيليبي حين قال لهم "لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء أولاداً لله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو تضيئون بينهم كأنوار في العالم" (فيليبي 2: 15) فلندع يوحنا وهو أخصائي قدير في موضوع الميلاد الثاني، يوالي توضيح هذا الاختبار، ولنسمعه وهو يقول "كل من ولد من الله يغلب العالم وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا من هو الذي يغلب العالم إلا الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله" (1يو 5: 4-5) هذا هو الحق الصريح، أن المولود من الله له سر النصرة على مثلث الشر في العالم "شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة" (1يو 2: 16). ويكفي أن نقف لحظة أمام يوسف وهو في أرض مصر، ونراه محاطاً بثالوث العالم الجهنمي في شخص سيدته، فقد كانت التجربة الرهيبة تحمل في طياتها شهوة الجسد، وشهوة العيون وتعظم المعيشة، لكنه رغم سطوة التجربة وشدة إغرائها ، يصرخ في وجه امرأة سيده قائلاً "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟" (تك 39: 9). ومع يوسف، نستطيع أن نتأمل شخصية دانيال، ذلك العبد المسي في بلاد بابل، وكل مغريات القصر الملكي تحيط به، وهو يعيش في وسط ارستقراطي خليع، لكنه ينتصر على كل المغريات، ويحطم كل قوى الشر التي حوله إذ نقرأ عنه "وأما دانيال فجعل في قلبه أن لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه" (دانيال 1: 7) وهل يمكن أن نترك هذه النقطة قبل أن نعود بذاكرتنا إلى ختام رسالة فيليبي لنقرأ هذه العبارة التي تحمل كل معاني الانتصار على عالم الشر "يسلم عليكم جميع القديسين ولا سيما الذين من بيت قيصر" (في 4: 22)، في بيت قيصر، بيت الوثنية، والخلاعة، والقسوة الرومانية، والفجور الأكبر، عاش قديسون انتصروا على الوسط الذي أحاط بهم بقوة الرب الساكن فيهم. |
||||
11 - 07 - 2015, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 8397 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طريق نوال الميلاد الثاني؟
بعد أن سمع نيقوديموس عن اختبار الميلاد الثاني سأل المسيح قائلاً "كيف يمكن أن يكون هذا؟" كيف يولد الإنسان ثانية؟ كيف يولد من الماء والروح؟ كيف يولد من الروح القدس؟! كيف؟ وسأحاول بإرشاد الله أن أجيب عن هذا السؤال الخطير مستنداً على الحق الواضح المعلن في ثنايا كلمة الله. 1- الميلاد الثاني هو اختبار من فوق: لقد بدأ السيد حديث مع نيقوديموس بالقول "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يو 3: 3) وهذه الكلمات تؤكد لنا تأكيداً قاطعاً، أن اختبار الميلاد الثاني لا صلة له بالأرض والأرضيات. إن اختبار الميلاد الثاني ليس بالوراثة، فالولادة من أبوين مسيحيين لا تعني قط ولا تعطي فقط هذا الاختبار، ولذا فقد قال الرب بفمه الكريم المولود من الجسد جسد هو" (يو 3: 6) 2- ليس من الأعمالأجل، إن المولود من الجسد لا يرث الميلاد الثاني، لأن "الذي من الأرض هو أرضي" (يو 3: 31)، ولذا فقد صرخ داود وهو مثقل بميراث الخطية قائلاً "هاأنذا بالإثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي" (مزمور 51: 5) فالولادة الطبيعية لا تورثك إلا الخطية والعصيان والعبودية.... فآدم الذي امتلأ بالعصيان "ولد ولداً على شبهه كصورته" (تك 5: 3). سأل مودي مرة فتاة انجليزية قائلاً "هل أنت مسيحية؟" قالت "بالطبع أنا مسيحية" قال "وكيف نلت الاختبار المسيحي الحي؟" أجابت "لأني ولدت من أبوين مسيحيين..... أنا ولدت مسيحية" قالت مودي "أنت يا فتاتي أول فتاة قابلتها من هذا النوع" قالت بدهشة "هذا غريب، إن هناك كثيرات وكثيرين مثلي" قال المبشر المخلص "لكن يا فتاتي أنا أعلم أن الولادة الجسدية تورثنا الخطية، هكذا قال السيد نفسه "المولود من الجسد جسد هو" وهكذا صرخ داود " هاأنذا بالإثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي" فأنت إذاً يا ابنتي لم تنالي الاختبار المسيحي". فأحنت الفتاة رأسها وقالت في خجل "نعم يا سيدي إنني لم أتجدد بعد". نعم يا صديقي القارئ، أنت ابن آدم الساقط، الذي عصى وصية الله، وفي قلبك الطبيعي بذرة العصيان ورثتها من أبويك وهذا الحق الواضح يتأكد لك من كلمات الرسول العظيم "لأنه لا فرق إذا الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رو 3: 22 و23) "بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو 5: 12). فهل بعد ذلك تؤمن بأن الميلاد من أبوين مسيحيين يعطي الإنسان اختبار الميلاد الثاني....أذكر دائماً أن "المولود من الجسد جسد هو" (يو 3: 6) في الأصحاح الأول من إنجيل يوحنا يتحدث الرسول في صراحة فينفي التعليم القائل بأن الميلاد الثاني يعطى بالوراثة، أو بالولادة من أبوين مسيحيين فيقول في سباق حديثه عن الرب يسوع المسيح "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يو 1: 11-13) وفي هذه الآية نفي الوحي الإلهي ما يأتي: 1- حصول الميلاد الثاني عن طريق الوراثة، فقد قال بصراحة ووضوح "ليس من دم" (يو 1: 13). 2- وكذلك نفي حصول هذا الاختبار عن طريق القدرة والإرادة البشرية إذ قال "ولا من مشيئة جسد" (يو 1: 13). 3- وكذلك نفي حصول هذا الاختبار من الاستناد على عمل يعمله لنا أي إنسان فقال "ولا من مشيئة رجل". وهكذا يتوضح لنا الحق، إن الميلاد الثاني هو "من الله" "من فوق" هو عطية مجانية يعطيها ساكن السماء للذين يأتون إليه بتوبة صادقة كما يقول الرسول " لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تيطس 3: 5) فهل نلت اختبار الميلاد الثاني أيها القارئ أم أنت مرتكن على مسيحية وراثية لا تغير القلب ولا تجدد الحياة؟ لقد قال المسيح لليهود مرة "إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي وتعرفون الحق والحق يحرركم" (يو 8: 31- 32) فأجابه اليهود في اعتزاز بأصلهم ووراثتهم قائلين "إننا ذرية إبراهيم ولم نستعبد لأحد قط" وهنا هدم المسيح الاعتقاد بالدين الوراثي بقوله "أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا" (يو 8: 34 و44). ويوحنا المعمدان يتحدث إلى اليهود الذين اعتمدوا منه قائلاً "اصنعوا أثماراً تليق بالتوبة ولا تبتدئوا تقولون في أنفسكم لنا إبراهيم أباً لأني أقول لكم إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم" (لوقا 3: 8) ومن كل هذا يتبين لنا أن الوراثة لا صلة لها باختبار الميلاد الثاني، ففي وسع الوالد المسيحي والأم المسيحية أن يعلما أولادهما عن هذا الاختبار، أما الاختبار ذاته فهو هبة مجانية من الله توهب لطالبها بالإيمان، أنه اختبار سماوي من فوق كما يقول الرسول "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات" (1بط 1: 3). كتب بولس الرسول إلى أهل أفسس قائلاً "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد" (أفسس 2: 8 و9) وفي هاتين الآيتين وضح لنا الرسول أن الميلاد الثاني ليس من الأعمال، فالصوم، والصلاة وإعطاء الصدقات للفقراء كل هذه أشياء حسنة بعد نوال الاختبار لكنها لا تخلص أحداً من سلطان الخطية أو من عقابها، ولو أمكن أن يدخل أي فرد في هذا الوجود إلى السماء بأعماله الطيبة لما كانت هناك أية ضرورة لموت المسيح على الصليب، لأجل ذلك تكلم الله في القديم بوضوح كامل مبيناً لإسرائيل أن الأعمال الطيبة لا تخلص أحداً فقال "من يذبح ثوراً فهو قاتل إنسان. من يذبح شاه فهو ناحر كلب. من يصعد تقدمه يصعد دم خنزير. من أحرق لباناً فهو مبارك وثناً" (أش 66: 3)، وها هو أشعياء يصف البر الذاتي والأعمال الطيبة فيقول "قد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة- أي ثوب مهلهل ممزق- كل أعمال برنا" (أش 64: 6). وأكثر من ذلك يتكلم الله في سفر أرمياء إلى جماعة المتكلين على الهيكل والدين الأسمى والعبادة الميتة فيقول "هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل.... لا تتكلوا على كلام الكذب قائلين هيكل الرب هيكل الرب هيكل الرب هو.... ها إنكم متكلون على كلام الكذب الذي لا ينفع. أتسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون كذباً وتبخرون للبعل وتسيرون وراء آلهة أخرى لم تعرفوها. ثم تأتون وتقفون أمامي في هذا البيت الذي دعى باسمي عليه وتقولون قد أنقذنا" (أرمياء 7: 3-10). ومن هذه الآيات نرى أن الأعمال الصالحة، والبر الذاتي، والاتكال على الذهاب للأماكن المقدسة أو الصلاة فيها، كل هذه الأشياء لا تعطي للإنسان اختبار الميلاد الثاني، لأنه اختبار يعطى بالنعمة والإيمان بفاعلية دم المسيح، لأجل ذلك لن نرى في السماء فرداً واحداً يتغنى بأعماله الصالحة، بل سوف نسمع ترنيمات المفديين في المجد الأسنى وهم يترنمون لفاديهم قائلين "مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة وجعلتنا لإلهنا ملوكاً وكهنة" (رؤ 5: 9 و10) نعم سوف تردد أصداء الأبد هذه الكلمات من أفواه أناس تأكدوا أنهم ولدوا الميلاد الثاني بنعمة الله المجددة المغيرة. |
||||
11 - 07 - 2015, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 8398 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اختبار طبيب
نام طبيب شهير على فراش الاحتضار، وأرسل ليدعو راعي كنيسته ليحدثه عن الولادة الجديدة، لأنه أدرك وهو قريب من عالم الخلود أن الميلاد الثاني هو الطريق الوحيد للسماء، جاء الراعي وكان رجلاً عصرياً لا يفهم شيئاً في الروحيات، فنظر إلى الطبيب المسكين وقال له "هل تريد أن تولد من جديد؟ لا حاجة لك إلى هذا الاختبار، فأنت رجل طيب، فاضل، خدمت المرضى والمساكين، وأعطيت حسنات للفقراء، فلست في حاجة إلى هذا الاختبار القديم" أجاب الطبيب في هدوء "كلا يا حضرة الراعي العزيز، فأنا طبيب ومولد، وكم من أطفال ولدوا على هاتين اليدين، وكلما ولد طفل جديد على أرضنا، كنت أنظر إليه في حسد!! هتف الراعي "وعلى أي شيء كنت تحسد الطفل حديث الولادة؟ قال الطبيب "كنت أحسده يا راعي العزيز، وأقول له يا لك من مخلوق سعيد لأنك بلا ماض..... فلا شيء ضدك أيها الطفل في سجلات السماء.... ولا شيء ضدك في عقلك الباطن..... ولا شيء ضدك في سجلات البوليس والمحاكم..... نعم يا حضرة الراعي إن الطفل الوليد لا ماضي له، ولا شكوى ضده، ولا خطية في سجلات حياته، فأنا في حاجة إلى أن أولد من جديد ليمحو الله ماضي، ويغسل الإثم من سجلات حياتي، ويطهر قلبي وضميري، وهذا الاختبار هو معجزة لا بد أن أنالها من الله رب المعجزات، إذ لا يمكن الحصول عليه بالأعمال". فهل تمتعت أيها القارئ بهذا الاختبار الحلو؟ هل طهر الله ماضيك بدم المسيح؟ هل تأكدت من أنك أصبحت خليقة جديدة؟! اسمع أحدهم يقول "ولكن أليس العشاء الرباني هو طريق نوال الميلاد الثاني؟" ألم يقل المسيح "من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية؟". 2- الميلاد الثاني هو اختبار من الماء والروح:وأجيب هذا السائل الكريم ببضعة أسئلة أرجو أن يجيب عليها بإخلاص، وهذه الأسئلة سوف تريه في تأكيد كامل أن الميلاد الثاني لا يعطي بالتناول من عشاء الرب. 1- لو كان التناول من عشاء الرب هو طريق نوال الميلاد الثاني، فما ضرورة التبشير والوعظ والعمل الفردي، أفما كان الأجدر والأجدى أن نقنع الخطاة أن يتناولوا من عشاء الرب لينالوا الخلاص والحياة الأبدية؟! 2- لو كان عشاء الرب هو طريق نوال هذا الاختبار الحي فلماذا قال رسول الأمم "إذاً أي من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرماً في جسد الرب ودمه" (1كو 11: 27) وما علة الإجرام إن كان التناول من عشاء الرب هو طريق الخلاص والتجديد والغفران؟! 3-لو كان عشاء الرب هو طريق نوال الاختبار فلماذا يقول الرسول "ولكن ليمتحن الإنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس" (1كو 11: 28)، والامتحان هو لمعرفة إن كنا قد قبلنا الإيمان المخلص أم لا، كما يقول في موضع آخر "جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان. امتحنوا أنفسكم. أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم إن لم تكونوا مرفوضين" (2كو 13: 5)، هل تقدر أن تخرج من الإجابة على هذه الأسئلة بالقول إن العشاء الرباني هو طريق نوال الميلاد الثاني؟.... كلا لماذا؟ لأن عشاء الرب هو الوليمة الثمينة لأولاده المولودين منه، وهو ذكرى الفداء لأشخاص أدركوا معنى الفداء وتمتعوا به في اختبارهم الشخصي، وهو وسيلة الإخبار بموت الرب إلى أن يجيء.... فكيف يذكر الغير المولود من الله شيئاً لا علاقة له به؟ وكيف يخبر الخاطئ السائر في خطاياه عن موت الرب الذي ماته لأجل خلاص الخطاة؟ وكيف يشترك ابن إبليس على مائدة الرب قبل أن يصبح ابناً لله؟! إن الشخص الذي ينضم إلى كنيسة ما، ويتناول من مائدة الرب قبل أن يولد الميلاد الثاني، هو شخص مجرم في جسد الرب ودمه، وهو هالك ومسكين.... في سفر الأعمال الأصحاح الثاني نجد كلمات توضح لنا هذا الحق الثمين، فنقرأ "وكان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة.....من؟! هل قال الكتاب الذين يتناولون العشاء الرباني؟ كلا هل قال الذين يعتمدون بالماء قبل الإيمان؟ كلا يقول الكتاب المقدس في عبارة واضحة "وكان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون" (أعمال 2: 47)، وبعد أن كان الخطاة يخلصون وينضمون إلى الكنيسة نقرأ عنهم "وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز- أي العشاء الرباني- والصلوات" (أعمال 2: 42). فالميلاد الثاني أو الخلاص يأتي أولاً، ثم تعقبه معمودية الماء، وبالميلاد الثاني يصبح الفرد عضواً في بيت الله، وبعدئذ يواظب على كسر الخبز أو التناول من عشاء الرب. فهل وثقت من هذا الحق يا صديقي القارئ.... أطلب هذا الاختبار من الله وأذكر كلمات السيد وهي ترن في أرجاء الأرض "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله". قال المسيح لنيقوديموس "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5) وكثيرون يفسرون هذه الآية بأنها تشير إلى معمودية الماء، ويقولون إن معمودية الماء هي طريق نوال اختبار الميلاد الثاني. 3- الميلاد الثاني هو اختبار يحدثه الروح القدس:لكن هذا التفسير يناقض كلمات الكتاب المقدس الواضحة، فبولس يكتب إلى جماعة الكورنثيين قائلاً "لأنه وإن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح لكن ليس آباء كثيرون. لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع الإنجيل" (1كو 4: 15)، ومعنى هذه الكلمات أن الكورنثيين قد نالوا اختبار الميلاد الثاني، فلو كانت المعمودية هي طريق نوال الميلاد الثاني لوجب أن يكون بولس قد عمدهم بالماء، ولكننا نقرأ كلماته في ذات الرسالة وهو يقول "أشكر الله إني لم أعمد أحداً منكم" (1كو 1: 14) وبمقارنة الآيتين معاً نجد أن بولس ينفي بصراحة أن المعمودية بالماء هي الميلاد الثاني بل يقول أكثر من ذلك "أشكرك الله إني لم أعمد أحداً منكم.... لأن المسيح لم يرسلني لأعمد بل لأبشر" (1كو 1: 14 و17) وقد يقول قائل إذا كانت المعمودية بالماء ليست هي طريق نوال اختبار الميلاد الثاني، لأن الآية تتكلم عن ميلاد من الماء والروح وليس عن عماد بالماء والروح.... فما المعنى الذي قصده المسيح عندما قال "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" وهنا نعود إلى الكلمة المقدسة ونتركها تشرح لنا نفسها بنفسها "قارنين الروحيات بالروحيات" (1كو 2: 13). وإذ نعود إلى الأصحاح الخامس والخمسين من سفر أشعياء نقرأ هذه الكلمات "لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هناك بل يرويان الأرض ويجعلانها "تلد" وتنبت وتعطى زرعاً للزارع وخبزاً للآكل هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع إليّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما أرسلتها له" (أش 55: 10 و11) وفي هذه الآية تحدث أشعياء فأرانا أن كلمة الله هي طريق الميلاد الثاني، وأنها تشبه الماء الذي يجعل الأرض تلد وتنبت.... وهذا الكلام يؤكده ما قاله الرسول، فبطرس يقول: "مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد" (1بط 1: 23). ويعقوب يقول "شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه" (يعقوب 1: 18)، وبولس يضع الماء والكلمة في آية واحدة فيقول "أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة" (أفسس 5: 25 و26) ومن هذه الآيات الجلية يتبين لنا، أن الميلاد بالماء والروح يعني الميلاد بتأثير كلمة الله إذ يستخدمها روح الله في القلب، وهذا هو ذات ما قاله بولس للكورنثيين "لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل" (1كو 4: 15). فهل ولدت من تأثير كلمة الله يا قارئي الكريم، هل عمل الروح القدس في قلبك بقوة الكلمة الحية الفعالة فجددك، أذكر كلمات المسيح "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" وثق أن هذه الكلمات لا تعني قط المعمودية بالماء، فاللص على الصليب لم يعتمد بالماء إذ لم يكن له فرصة للعماد فلو كان الميلاد الثاني هو المعمودية لوجب أن نقول إن اللص على الصليب لم يدخل السماء لأنه لم يولد الميلاد الثاني الذي هو الشرط الأساسي لدخول ملكوت الله، لكن اللص قد ولد الميلاد الثاني بتأثير كلمة المسيح ورؤيا ذبيحة الكفارية ولذلك قال له المسيح بعد أن أعترف بألوهيته "الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لوقا 23: 43) فأقبل الآن كلمة الله والشهادة التي شهد بها عن ابنه، ودع روح الله يستخدم هذه الكلمة في قلبك لتنال هذا الاختبار الثمين. أكد المسيح لنيقوديموس ضرورة نوال الميلاد الثاني بهذه الكلمات " "المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح لا تتعجب أني قلت لك ينبغي أن تولدوا من فوق الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح" (يو 3: 6 و7). الميلاد الثاني إذاً هو عمل الروح القدس رأساً كما قال الرسول بولس "لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تيطس 3: 5). وروح الله قد يستخدم أبسط الأشياء في تجديد الفرد، فقد يستخدم نبذة بسيطة، أو قصة مؤثرة، أو عظة ضعيفة، أو آية مطبوعة أو حادثة من الحوادث، وإليك قصة توضح هذه الحقيقة |
||||
11 - 07 - 2015, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 8399 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مات واثقاً في المسيح
يحدثنا مستر مودي بقصة حدثت في أثناء الحرب الأمريكية يقول "ذهبت في إحدى الليالي إلى فراشي، بعد مجهودات التبشير وسط الجنود، وبعد أن نمت أحسست بشخص يلمس ذراعي ويقول لي "قم" قلت "ماذا تريد مني؟" قال بصوت آسف "أحد الجنود الجرحى يحتضر وأرجو أن تذهب لمساعدته قبل أن يموت" ذهبت إلى الجندي، ووجدته في حالة يأس مطبق، بدأت أحدثه عن المسيح الذي أحبه وكيف ترك السماء وجاء إلى الأرض لكي يطلب ويخلص ما قد هلك، لكن الجندي ظل في حالة اليأس والظلام....بدأت أذكر له وعداً بعد الآخر ولكن مجهوداتي ذهبت مع الريح، وبدا لي أن ظلام الأبدية يكاد يبتلع هذه النفس العزيزة، رفعت قلبي إلى الله لأجل الإرشاد وفتحت الكتاب وإذا بالأصحاح الثالث من إنجيل يوحنا يظهر أمامي، قلت للجندي "أصغ إليّ وسأقرأ لك حديثاً جرى بين رجل يهودي وبين المسيح، وفيه شرح المسيح طريق الخلاص لذلك اليهودي، وبدا على الجندي أنه مهتم بسماع ما أقول، فشرعت أقرأ الأصحاح إلى أن وصلت للآية القائلة "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"، وقصصت على الجندي قصة الحية في البرية وكيف أن نظرة الإيمان البسيط كانت تخلص الملدوغ من موت محقق، وأعدت له قراءة هذه الآية، عندئذ أبرقت عينا الجندي وهمس في صوت خافت "هل هذه الكلمات موجودة عندك؟" قلت "بلا شك" قال "كررها لي...."، كررتها له مرة وثانية وثالثة وعندئذ سمعته يقول "هذا ما أحتاج إليه، لقد لدغتني الخطية وهاأنذا قد وجدت الفداء في المسيح" ثم أغمض عينيه وأطبق شفتيه، وسمعته يردد بصوته الخافت "مبارك الله..... كما رفع موسى الحية في البرية هكذا لأجلي رفع ابن الإنسان" وأشرقت ابتسامة حلوة على وجهه وانطلق براحة على المجد" فهل قبلت المسيح وكفارته بهذا الإيمان وهذه الثقة؟ |
||||
11 - 07 - 2015, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 8400 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إيمان فتاة
تجددت فتاة في الثانية عشرة وأرادت أن تنضم إلى عضوية كنيسة معينة، وخشى راعي الكنيسة أن يقبلها لصغر سنها، لكن الفتاة ألحت كثيراً، فلم يجد الراعي مخرجاً إلا بأن يقول لها- سوف أحضر لزيارتك مع أحد شيوخ الكنيسة- وسوف نقدم لك امتحاناً فإن أجبت عليه قبلناك في عضوية الاجتماع وإلا فاعذرينا. قبلت الفتاة الشرط، وجاء الراعي مع شيخ ذكي لزيارتها، وبعد أن سألها الشيخ بضعة أسئلة وهي تجيب إجابات صائبة، التفت إليها وقال "إفرضي يا فتاتي أن الشيطان جاء وقرع على باب قلبك يريد الدخول فماذا تفعلين؟" أجابت الفتاة في هدوء وثقة "أقول للرب يسوع الساكن في قلبي..... افتح يا رب الباب وانظر من الطارق، وإذا فتح المسيح الباب ورآه الشيطان فسوف يهرب من محضره المقدس ولا يجرؤ على الدخول". وسكت الشيخ لحظة ثم قال- "إنك يا ابنتي أكثر إيماناً من معظم الأعضاء ونحن نقبلك في عضوية اجتماعنا....." فهل جاءك اليوم الذي قبلت فيه المسيح بإيمان في قلبك، فأيقنت من وجوده في حياتك.... ارفع اليوم إليه هذه الصلاة ادخل قلبي ادخل قلبي أدخل قلبي يا ربي تعال اليوم بالحب واسكنن قلبي يا ربي هذا هو الإيمان الذي خلص المجدلية من شياطينها السبعة، شيطان الكبرياء، وشيطان الحسد، وشيطان الطمع، وشيطان حب العالم، وشيطان حب المال، وشيطان حب الملذات، وشيطان الحياة الخليعة النجسة، وجعلها بشيرة البشيرين ورسولة الرسل.....فكانت المرأة التي بقيت عند الصليب، والتي استقبلت سيدها في فجر القيامة. هذا هو الإيمان الذي خلص بولس، وبطرس، ويوحنا، ومتى، وزكا العشار.....هذا هو الإيمان الذي يغمرك سلاماً ويعطيك حرية من كل خطاياك إذ تقبل "يسوع الذي يخلص شعبه من خطاياهم" (مت 1: 21) وعندئذ تقدر أن تهتف بفرح وسرور "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رو 5: 1). فهل نلت هذا الاختبار الحلو الذي يجعل للحياة معنى؟! "من آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص" (أعمال 16: 31). |
||||