![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 82541 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الفرح إنه سرور صامت لنيلي هبات الله التي تحقق لي بهجةً مبدئية، مرشدةً إياي إلى أفراح الملكوت المدعو لأحياه في دنياي. لذا يجب على كل شخص منا أن يتقوى، ويقتحم أبواب السماء، ويحاصر الله ويغزوه، ويجعله هدفاً لرغباته ومقاصده الدفينة داخله. وما التقوية التي تدفع بالإنسان إلى مثل تلك المنجزات إلا الصلاة، التي يقول فيها بولس الرسول: "جاهدوا معي في صلواتكم" (رو3:15). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 82542 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فيشعر المصلّي بدفءٍ كبيرٍ في القلب، ويصير راغباً في معانقة الله، لأن صلاته تجعله محبّاً لله، فيناديه بفرحٍ عارمٍ: (بحسب مشيئتك أحيا يا ألله). فيُغمر المصلّي بفرحٍ لا يوصف، لأن الصلاة تعطينا فرح المسيح، إضافةً إلى أمور أخرى كثيرة. أما إذا كنا نصلي ولا ننال الفرح، فهذا يعني أن هناك شيئاً ما بداخلنا ليس على ما يرام. لذا علينا تفحّصه. فالصلاة الصحيحة ينبع الفرح منها بالنعمة في داخل قلب المصلّي، ويُشع لمن حوله، ويفرحهم بفرحه بفضل صلاته. المصلّي يعلو على وجهه الفرح بصورة دائمة. فالراهب ــ إجمالاً ــ رغم جديته ورصانته، إلاّ أنه في العمق ينكشف أنه إنسان الفرح الدائم. لماذا؟ لأن الصلاة التي هي وليدة مشاركة المصلّي مع الله هي هم هذا الراهب. وهنا نتساءل ما هو مصدر الفرح المتحقق؟ الجواب هو أن الصلاة سعي للوصول إلى حياة النقاوة، التي يتم فيها الظفر بعد الجهاد، ضد الخطيئة وضد الأهواء القابعة في داخل الإنسان. فالصلاة بمشاركتها لله تطرد بقوة، بواسطة النعمة الإلهية، كل هذه الشوائب، وتعطي القداسة للمصلّي، فلا يبقى في كنزه إلا النقاوة الجالبة للفرح، بل هي الفرح بعينه. وبحسب تعليم الآباء: (الصلاة هي قضية فرح وشكر). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 82543 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قد عبّر أحدهم عن الفرح هذا بقوله: (هل تريدون معرفة إن كانت صلاتكم حقيقية؟! لاحظوا هذا الأمر: هل تقفز قلوبكم من البهجة، وتدفعكم لتقديم الشكر؟ إن حدث هذا وقت الصلاة وشعرت بفرحٍ عارم يغطي كل شيء، عندها فأنت في الحقيقة وجدت الصلاة). هذا فيما يخص الصلاة عامة، أما إذا انتقلنا في الحديث عن تاج الصلوات، والذي هو سر الأفخارستيا، فالفرح عنه أكثر عمقاً، لأنه تعبير عن الحياة، ووصول إلى نهايتها، من حيث هي (سعي إلى السعادة) بصورة يرضى بها العقل، علاوةً على منهجها المنظّم الذي يعالج بواسطة الصليب قضايا الحياة من قلق ويأس ولا معقول، وتقديم أسلوب حياة يتبنى الفرح، مقابل الشقاء النفسي والجسدي. وأختم كلامي بمقطع للأب شميمن من كتابه "من أجل حياة العالم" يقول فيه: (كانت المسيحية منذ بدايتها إعلاناً عن الفرح الوحيد الممكن على الأرض.. بشّرت المسيحية بفرحٍ جديدٍ شامل.. وبما أن الكنيسة هي فرح انتصرت في العالم، لكنها خسرت العالم عندما خسرت ذلك الفرح، عندما كفّت عن الشهادة، بثقة لذلك الفرح، إن أفظع اتهام يوجّه للمسيحيين هو ذاك الذي صدر عن نيتشه حين قال أن المسيحيين لا يعرفون الفرح). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 82544 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() (الفرح العظيم) هو الذي منه نما كل ما في المسيحية وصار له معنى، "فها أنا أبشركم بفرح عظيم" (لو10:2) هكذا يبدأ الإنجيل وهكذا ينتهي: "فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم" (لو52:24). وهذا الفرح هو ما علينا أن نستعيد معناه وأن نشترك فيه ما أمكن. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 82545 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أن الفرح لا يمكن تحديده ولا تحليله، الفرح ندخل إليه: "ادخل إلى فرح ربك" (متى21:25). ولا سبيل لنا للدخول إلى هذا الفرح وفهمه، إلا من خلال عمل واحد هو الكنيسة، من حيث هي مصدر الفرح وملؤه. عنيت به سر الفرح (الأفخارستيا)... إن الأفخارستيا هي دخول الكنيسة إلى فرح ربها، لأن الكنيسة هي حب ورجاء وفرح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 82546 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() السعادة والفرح: ننطلق من التطويبات كما في (متى5: 3 ـ 12) وكذلك في (لوقا6: 2 ـ 32) متجاوزين النظر في تفاصيل التطويبات ومضمونها. نبدأ من معنى كلمة (طوبى)، وهي كلمة بالآرامية تعني (يا لسعادة) أو (السعادة الحقيقية). وفي الإنجيل تسع تطويبات، وكل واحدة من هذه التطويبات التسع تبيّن لنا (طريق السعادة). إنما السعادة هنا لا تعني مطلقاً الضحك أو السرور أو النجاح الدنيوي. وذلك لأن الرب يسوع يقلب فكرة العالم عن السعادة بمعناها الدنيوي هذا، ليصير معناها الرجاء والفرح وعدم الاتكال على الظروف الخارجية. فالرجاء والفرح هما أعمق أشكال السعادة. والإنسان يشعر بهما عندما يزداد قرباً من الله عن طريق خدمته وطاعته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 82547 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ترشدنا التطويبات عن الطريق الذي نتّبعه لنكون من أبناء ملكوت الله. ويسوع يبين لنا من خلالها أن على الإنسان أن يعيش بنهج يختلف عن النهج الذي ينادي به غير المسيح. فذاك النهج فيه سعيٌ وراء منافع ومكافآت للوصول إلى سعادة لا يطول أمدها، أما سعادة المسيح فهي متصفة بسعيٍ وراء فرح الله الذي لا ينتهي أجله. في الأولى تقترن السعادة بالأنانية والأثرة، وفي الثانية تكون السعادة تعبيراً عن المحبة والتضحيات والالتصاق بالله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 82548 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أليس المال والممتلكات المادية مجلبة للسعادة أيضاً؟ والجواب السريع والقريب هو نعم . ولكن الحقيقة أننا نخدع أنفسنا، عندما نقيس سعادتنا في الحياة بكمية ما نمتلكه من ثروة. فعندما نضع الغنى على قمة قيمنا، فإن طمأنينتنا الآنية تحجب القيمة الأبدية لعلاقتنا بالله، فنظن أننا سنكون سعداء وراضين دائماً عندما نغتني، ولكن سرعان ما نكتشف أن الغنى لا يجلب سوى سرور وقتي زائل. فالمقياس الصحيح للسعادة، إنما هو المقياس الأبدي. هذا يعني أن علينا أن يضع كل إنسان منا غناه الأبدي فوق كل غنى أرضي، وحينها يجد السعادة الحقيقية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 82549 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يتساءل سائل: أليس المال والممتلكات المادية مجلبة للسعادة أيضاً؟ والجواب السريع والقريب هو نعم . ولكن الحقيقة أننا نخدع أنفسنا، عندما نقيس سعادتنا في الحياة بكمية ما نمتلكه من ثروة. فعندما نضع الغنى على قمة قيمنا، فإن طمأنينتنا الآنية تحجب القيمة الأبدية لعلاقتنا بالله، فنظن أننا سنكون سعداء وراضين دائماً عندما نغتني، ولكن سرعان ما نكتشف أن الغنى لا يجلب سوى سرور وقتي زائل. فالمقياس الصحيح للسعادة، إنما هو المقياس الأبدي. هذا يعني أن علينا أن يضع كل إنسان منا غناه الأبدي فوق كل غنى أرضي، وحينها يجد السعادة الحقيقية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 82550 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أهم مثل نقدّمه في هذا المجال نأخذه من مذكرات سليمان الحكيم في الإصحاح الأول من سفر الجامعة الذي يكتب فيه عن حياته الشخصية. فقد اكتشف أن كل ثروته وسلطانه ومركزه وزوجاته وإنجازاته لم تجعله سعيداً. لأنه ليست جميع خبرات الحياة سعيدة دائماً. وخطورة السعادة أن العالم يقول لنا دائماً أن نطلب السعادة، وأن نفعل كل ما نستطيع لبلوغها. ولنعلم أن السعادة تحمل هدفاً مخادعاً، لأن الناس والظروف في تغير سريع. فلا تثبت السعادة على حال. فهي دائماً تتغير مرتكزاتها أو تتحطّم من تحتها. في حين أن السعادة الحقيقية دائمة ولا تأتي إلا بإرضاء الله، ولذلك فالسعادة لا يمكن اكتسابها، ولكن يمكن أخذها من خلال علاقة سليمة مع الله، لأن الله وحده يعرف ما هو الأفضل لنا. فما الحل إذن؟ إنه بكل بساطة السعي وراء الله، حيث سنجد فرحاً لا نهاية له. أما السعي وراء السعادة فستزول بزوال أغراضها. |
||||