02 - 07 - 2015, 04:54 PM | رقم المشاركة : ( 8231 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مساواته للآب في الجوهر، والقدرة، والمجد
قالوا: "كيف يعقل أن يكون يسوع مساوياً للآب في القدرة والمجد؟ لا يمكنه ذلك، ولا الكتاب المقدس يقول ذلك". [55] الردّ:ولم لا؟ ليخبرونا ما هي الأمجاد التي للآب والتي لم تكن للابن أيضاً؟ لقد قال الابن للآب بحق: "وكل ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي" (يوحنا 17: 10). ولم يستثنى في قوله شيئا مما للآب ولا حتى قدرته ومجده، فهو بحق "صورة الله غير المنظور"، وعلى أساس قوله الراسخ بنت الكنيسة تعليمها القائل بمساواة الابن للآب في جوهر اللاهوت وأقرت به في قانون إيمانها. وإذ ادعوا أن الكتاب لا يقول بمساواة الابن للآب في المجد اكتفي بمقارنة الصورة التي يرسمها الوحي لهما: صفات الآب والابن الإله الحق أشعياء 30: 18 1 يوحنا 5: 20 الإله القدير أشعياء10: 21 أشعياء 9: 6 ربُّ الأرباب مزمور 136: 3 رؤيا 17: 14 الأزلي أشعياء 44: 6 رؤيا 1: 8 النور ميخا 7: 8 يوحنا 8: 12 هو الحياة تثنية 30 :20 يوحنا 1: 4؛ 14: 6 يمنح الحياة تثنية 32: 39 يوحنا 5: 21 كلامه حياة تثنية 8: 3 يوحنا 5: 24 و25 القدّوس 1 صموئيل 2: 2 رؤيا 3:7 المخلّص أشعياء 43: 11 أعمال 4: 12 المعبود أشعياء 45: 23 فيلبي 2: 10و11 دانيال7: 13و14 الديّان عبرانيين 12 :23 2 تيموثاوس 4: 1 إن كانت للمسيح كل هذه الألقاب والصفات والسجايا الإلهية، فلم يصرّ شهود يهوه بعد على عنادهم ورفضهم للاهوت المسيح المطلق؟ اعتراض : "صحيح أن يسوع سيكون له دور في دينونة الأحياء والأموات، لكنّ يهوه هو الديان الأخير. (اعمال ١٠:٤٢)"[56] الرد: من الغريب استدلالهم بنص أعمال الرسل مع أنه يساوي الابن بالآب ويصرّح أن من أساسيات الكرازة، أن المسيح هو "المعيّن من الله دياناً للأحياء والأموات".يقول المسيح بصريح العبارة: "لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن" (يوحنا 5 : 22 )، وفي قوله رداُ وافياً على زعمهم، أن للمسيح مجرد دور في الدينونة. اعتراض: "على الرغم من أن يسوع دعي " قديرا" يمكن أن يكون هنالك واحد فقط قادر على كل شيء وأن يدعى يهوه ... يوجد آخرون يدعون آلهة ولكنهم يشغلون مركزا أقل أو أدنى ". [57] الرد: إن اللقب "قدير" أعطي للمسيح بلا حدود أو ضوابط وليس فيه ما ينفي قدرته الكلية أو ما يجعله أقل قدرة من يهوه. ثم أنّ الكلمة المستخدمة هنا في العبرية gibbôrגבור، والتي نقلت في الترجمة السبعينيةإلى megasقد جاءت في الحديث عنيهوه نفسه "الإله العظيم الجبار" ( إرميا 32: 18 ). فلا فرق البتة بين وصف الله ووصف المسيح بكلمة جبار، وكما أنها في حالة وصف الله تعني كلي القدرة هكذا أيضا في حالة نسبها للمسيح. لقد أعلن المسيح قدرته الكلية حين قال لليهود: "من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء". ويمين القوة هنا تفيد بلا شك المساواة بالقدرة الإلهية، وهذا ما أثار اليهود، "فَمَزَّق رئيس الْكهنة حينئذٍ ثيابه قَائلاً: قَد جدَّف! إِنَّه مستوجب الْموت" (متى 26: 64- 65 ). في منشورهم "هل يجب أن تؤمنوا بالثالوث" يحاولون التخفيف من بعض الآيات التي تعلن مساواة الابن للآب، ومنها: 1 - (يوحنا 10: 30 ) "أنا والآب واحد". اعتراض: "يسوع نفسه اظهر ما يعنيه بأنه "واحد" مع الآب ، ففي يوحنا 17 : 21 و 22 صلى إلى الله أن يكون جميع تلاميذه " واحدا كما إنك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ... ليكونوا واحدا كما أننا نحن أيضا واحد... كان يصلي أن يكونوا متحدين في الفكر والقصد، كما هو مع الله "[58] الرد : هذا خلط وتمويه للحقائق، فمع أن وحدة الرأي والفكر والهدف هي من صفات الوحدة بين الآب وابنه غير أنها لا تشكل الوحدة المشار إليها هنا، والتي هي وحدة الجوهر والطبيعة. هذا بتأكيد السياق، وفيه يصرّح الابن أنه مانح الحياة الأبدية، التي لا يمنحها إلا الله، ويشير إلى عظمة أبوه بأنه "أعظم من الكل" ليعقبها فورا بقوله الشهير "أنا والآب واحد". فالوحدة تعود إلى القدرة والعظمة التي للآب في العدد السابق وليس إلى وحدة الرأي الذي لا تلميح إليه في السياق. وعلى أثر التصريح "تناول اليهود أيضا حجارة ليرجموه" والسبب معلن في قولهم "أنت إنسان تجعل نفسك إلهاً". فهل الإعلان عن وحدة الفكر والقصد مع الله تجعل من الإنسان إلها؟ كلا، فاليهود لم يفهموا من قوله ما فهمه شهود يهوه، وإنما فهموا منه المساواة مع الله، وهذا تجديف حكمه الرجم، لأن "من جدف على اسم الرب فإنه يقتل. ترجمه كل الجماعة رجما" ( لاويين 24: 16). والمسيح في جوابه لم ينكر ما قصده أو يحاول تصحيح سوء فهم حاصل، بل أكّده من جديد بقوله، أنّ الآب فيه وهو في الآب، مما لا يدع مجالا للشك أن الوحدة جوهرية. ولكن لمــّا فشلت الحجة عند معشر الشهود تحولوا إلى كلمة الله ليحرفوا معانيها، فترجموا الآية: "أن الآب في اتحاد بي وأنا في اتحاد بالآب"، رغم عدم وجود ما يدل في الأصل اليوناني إلى كلمة "اتحاد". 2 - (يوحنا 5 : 18) "فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضا إن الله أبوه معادلا نفسه بالله". اعتراض:"من قال أن يسوع يعادل نفسه بالله؟ ليس يسوع. لقد دافع عن نفسه ضد هذه التهمة الباطلة في العدد التالي نفسه (19)" فأجاب يسوع وقال...لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل". بهذا أظهر يسوع لليهود انه ليس معادلا لله ولذلك لا يقدر أن يعمل من تلقاء نفسه".[59] الرد: لا اليهود قالوا ولا المسيح قال، بل الوحي يصف المفهوم الحقيقي لعبارة "ابن الله" التي نطق بها المسيح. ولو اعتقد المسيح بعدم استحقاقه للمساواة مع الله لتوجب عليه التصدي لهذا الفكر بعبارات واضحة لا تحتمل الظن. أما قوله أعلاه فلا يفهم إلا في السياق، وقد تعمدوا اقتطاع الآية وإخفاء الشطر الثاني منها بقصد التضليل. وهنا النص كاملاً: "فقال يسوع لهم: الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك". إنّ المسيح يعلن قدرته وسلطانه على عمل كل ما يعمله الآب، ويؤكد "كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي كذلك الابن أيضا يحيي من يشاء"، وكلمة "كما" تعلن مساواة تامة، "لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابنلكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب. من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله"، وهذا هو بيت القصيد، إكرام الابن بذات الكرامة التي تعطى للآب. 3 - (يوحنا 20: 27 و28) "أجاب توما: ربي وإلهي. قال له يسوع: لأنك رأيتني يا توما آمنت! طوبى للذين آمنوا ولم يروا". قالوا: "بالنسبة إلى توما كان يسوع مثل "إله" وخصوصا في الظروف العجائبية التي أثارت هتافه ...هتاف دهشة عاطفيا".[60] نقول: لو أن توما نطق بعبارته بدافع الحماس العاطفي وليس الإيمان القلبي يكون قد جدف، إذ جعل الإنسان إلهاً. علاوة على ذلك يكون الرب قد وافقه في تجديفه بعدم توبيخه. يقيناً القول لم يأتي بدافع الحماس، كما أن الغرض منه ليس نداء تعجب وتسبيح لله، على وتيرة "يا إلهي ما هذا؟!"، لأن صيغة التسبيح لا يمكن إسقاطها على هذه العبارة إلا إذا اعتقدنا أن التسبيح هو للمسيح، فالكلام موجه إليه وليس لله "أجاب توما وقال له". إن كانوا يؤمنون بأن توما سبح المسيح بالقول "ربي وإلهي"، فلا بأس. اعتراض: "هل قال يسوع مرة إنّه الله؟ كلا، لم يقل ذلك قط. ولكنه في الكتاب المقدس يدعى "ابن الله" وقد قال "أبي أعظم منّي". [61] الرد: إن كان القصد من سؤالهم تعجيزنا، فإننا بالمقابل نسألهم بذات الوتيرة وللغرض عينه: هل قال المسيح مرة عن نفسه إنه الملاك ميخائيل أو إله أدنى مرتبة من يهوه؟ لو أن المسيح قضى كل أيام حياته على الأرض في شرح أموره الإلهية لما استطاع البشر إدراكها، إذ إنها تسمو فوق العقول البشرية سمواً لا حدّ له ولا استقصاء. لقد اقتضى الأمر أن يتنازل إلينا ليس ليفجر قنبلة بالتصريح الكلامي، بل ليكلمنا بلغتنا، ويعبّر لنا عن ذاته بطريقة نستطيع أن نفهمها ونستوعبها، فنرى في حياته وتعليمه الله متجسدا. وقد أعرب عن أمنية قلبه فقال لتلاميذه: "إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق" (يوحنا 16: 12-13). لكن عندما أخفق فيلبس في أن يرى الله فيه لم يتردد في مساعدته فصرّح: "أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس. الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرِنا الآب" (يوحنا 14: 9). وقوله "أبي أعظم منّي" لا يحطّ قط من منزلته كابن الله الأزلي. فالمسيحيون أجمعون يؤمنون بأن المسيح نطق بهذه الكلمات، بصفته ابن الإنسان الكامل؛ أمّا بصفته ابن الله فقال: "أنا والآب واحد" (يوحنا 10: 30). اعتراض: "أوضح يسوع أيضاً أنّ هنالك أموراً لا يعرفها هو ولا الملائكة ولكن الله وحده يعرفها (مرقس 13: 32)". [62] الردّ: إنّ الحديث في الآية المشار إليها هو عن مجيء المسيح، الذي بوصفه ابن الإنسان في حدود تجسده المتواضع لا يشارك الآب في هذه المعرفة. وبقوله هذا يوضح لسامعيه أن لا يتوقعوا معرفة الأزمنة والأوقات من إنسان ما. أمّا من حيث لاهوته فيعرف هذه الساعة حق المعرفة، لأنه هو موضوعها وسيدها. وكيف لا يعرفها وهو "قوة الله وحكمة الله"(1كورنثوس1 :24) و "المذخر فيه جميع كنوز الحكمة" (كولوسي 2: 3- 4) و "القادر على كل شيء" (رؤيا1: 8)؟ لقد قال، أن كل ما للآب هو له، وهذا يشمل المعرفة المطلقة. وقال، بأن "ليس أحد يعرف الابن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن" (متى 11 : 27)، ومن يعرف الآب يعرف كل شيء. اعتراض: "في إحدى المناسبات صلّى يسوع إلى الله قائلاً: "لتكن لا إرادتي بل إرادتك" (لوقا 22: 42). فلو كان يسوع الله الكلّي القدرة لما صلّى إلى نفسه."[63] الردّ: لا يغفل المعترضين أنّ المسيح من حيث ناسوته كان خاضعاً لإرادة الله ونواميسه؛ وصلاته هنا لا تنفي لاهوته ووحدته مع الآب في الجوهر إذ إنّه يرفعها كابن الإنسان. أما من ناحية لاهوته فقد برهن على إرادته الذاتية وسلطانه المطلق: 1 - في مغفرته للخطايا 2 - في طرده الشياطين 3 - في شفائه المرضى 4 - في إقامته الموتى اعتراض: "حسنا، كانت للرسل وللنبيين إيليا وأليشع هذه القدرة أيضا، ولكن ذلك لم يجعلهم أكثر من رجال ...لم يجعل أيّا منهم جزءا من ذات إلهية".[64] الرد: أن سلطان المسيح في المعجزات لم يكن مشابهاً لسلطان الأنبياء المبني على إرادة الله، بل المبني على إرادته الذاتية، فقال للأبرص " اطهر" فطهر. وقال للميت "قم" فقام . وللريح "اسكني" فسكنت. فمن الإجحاف تشبيه سلطان المسيح بالسلطان المعطى للأنبياء، فحتى أعداء المسيحية لم يجرؤا على هذه المقارنة. اعتراض: "إنّ يسوع المسيح المقام والممجّد يعبد الآب السماوي بصفته إلهاً له، تماماً كما كان يعبده تلاميذ يسوع؛ ولهذا السبب خاطب يسوع أباه بقوله "إلهي" و"أنت الإله الحقيقي وحدك" (يوحنا 20: 17؛ 17 :3)." [65] الردّ: إنّ الآيات المعترض بها لا تنفي لاهوت المسيح في أيّة حال. وفي ما يلي نعرض توضيحاً لكل منها: أ - قوله لتلاميذه: "إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم". قلنا في ما سلف، إن طبيعتي اللاهوت والناسوت في شخص المسيح لم تمتزجا أو تختلطا بالرغم من اتّحادهما كلياً، بل بقيت كل طبيعة محتفظة بخصائصها. ولذلك نرى في أعمال المسيح وفي أقواله ما هو مختص باللاهوت أحياناً وبالناسوت أحياناً أخرى. فهو من حيث لاهوته "الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد" (رومية 9: 5). أما من حيث ناسوته فكان إنسانا كاملاً مقدّماً لله العبادة الكاملة اللائقة به. فضلاً عن ذلك انفرد المسيح بعبادته لله ولم يشاركه فيها أحد ولا حتى تلاميذه، لأنه كان بلا عيب ولا نقص وقد فاقت إنسانيته كل إنسانية. ب - قوله للآب: "أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك". لا يقصد منه أن الآب إله حقيقي بينما الابن إله مزيف أو إله أدنى مرتبة من يهوه، لأن المسيح، إضافة إلى كونه مباركاً وحكيماً ومخلّصاً، هو أيضا "الإله الحق والحياة الأبدية" (1 يوحنا5: 20)؛ وعليه يكون قصد المسيح أن الآب هو الإله الحقيقي الوحيد بالمقارنة مع آلهة الوثنيين الباطلة، وليس قط مع الابن. اعتراض: "الأسفار المقدسة تقول بعد ذلك أن الله ما يزال رأس المسيح (1 كورنثوس 11: 3)".[66] الردّ: بالصفة ذاتها التي اعتبر فيها المسيح الله إلهه، يصرّح الوحي أيضاً بأنّ الله رأسه. ولا غرابة في هذا القول، كما ولا اعتراض فيه على لاهوت المسيح. اعتراض: "يقول الكتاب المقدس أيضاً إنّ يسوع سيملك كملك معيّن من الله حتى يضع كل الأعداء تحت قدميه وحينئذٍ الابن نفسه أيضاً سيخضع للذي أخضع له الكل كي يكون الله الكلّ في الكلّ (1 كورنثوس 15: 28)." [67] الردّ: تلخّصت مهمة المسيح ابن الإنسان في مجيئه الأول إلى الأرض بإعلان محبة الله وبتقديم نفسه ذبيحة كفّارية عن الجنس البشري. وتتلخّص وظيفته الحالية في السماء بالشفاعة والوساطة للمؤمنين به. وستكون وظيفته في مجيئه الثاني دينونة الخطاة والحكم على العالم. فلا بد أن يتمّم كل ما عيّن لأجله كأبن الإنسان. بعد ذلك سيخضع كإنسان لله إذ لا تعود هنالك حاجة بعد إلى وساطة أو شفاعة أو فداء أو رعاية أو دينونة في الأبدية - الأمور التي تجسّد لأجلها المسيح- وبذلك يصبح الله هو الكلّ في الكلّ. شاء شهود يهوه أم أبوا، كان المسيح وسيبقى في قلوبنا وأذهاننا "الكائن على الكلِّ إلهاً مباركاً". وكما أن مسيحنا لا يتغير، هكذا أيضاً مسيحيّتنا لا تتغير وستبقى عابدة ومسبّحة لشخص الربّ يسوع المسيح إلى الأبد. |
||||
02 - 07 - 2015, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 8232 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شخصية الروح القدس إنّ مفهوم شهود يهوه لشخصية الروح القدس يختلف تماماً عن مفهوم المسيحيين له. وكما جرّدوا ابن الله في أذهانهم من مجده وجلاله وأنزلوه إلى مستوى الملائكة والبشر، هكذا فعلوا بالروح القدس الذي هو واحد مع الآب والابن في الجوهر. قوة فعّالة أم كائن حي؟ قالوا: "أمّا بالنسبة للروح القدس...أنه ليس شخصاً، بل قوة الله الفعّالة - ليهوه جسم، لكنه ليس كجسمنا. يقول الكتاب المقدس: «الله روح."... ولكن ما هو الروح القدس؟ انه ليس شخصا كالله. وبالأحرى، هو قوة الله الفعَّالة". [68] كلام لا ينطق به قارئ للكتاب المقدس مهما تدنى مستواه الروحي وعلمه الكتابي. وللرد نقول: أنّ الله لا جسم له، كما أن الروح القدس ليس مجرد قوة فعّالة أو تأثير أو طاقة، وإنما أسمى من ذلك بكثير. فهو يتّصف بكل صفات الشخص العاقل، وما القوة إلا إحدى صفاته الكثيرة. و فيما يلي بعض ألقابه وصفاته وأعماله، كما يذكرها الكتاب المقدس: 1 - ألقابه: "روح الآب" (متى 10: 20)، "روح الابن" (غلاطية 4: 6؛ 1 بطرس 1: 11)، "روح الحياة" (يوحنا 6: 63؛ رومية 8: 2)، "روح الحق" (يوحنا 15: 26)، "روح الحكمة والإعلان" (أفسس 1: 17)، "روح المجد" (1 بطرس 4: 14). 2 - صفاته: الحكمة والفهم والمشورة والقوة والمعرفة (أشعياء 11: 2). 3 - أعماله: يعزّي يعلّم ويذكّر ويرشد ويتكلّم ويبكّت ويمكث مع المؤمنين (يوحنا 14؛ 16و17و26؛ 16: 7و8)، ويحزن (أفسس 4: 30)، ويعمل في إحياء الخطاة وتجديدهم (تيطس 3: 5) يسكن في المؤمنين ويشهد لأرواحهم أنهم أبناء الله (رومية 8: 16). يدعو الرسل ويرسلهم (أعمال 13 : 2-4). أيجوز أن تكون هذه كلّها من خصائص قوة فعّالة أو طاقة كالكهرباء أو الماء أو الريح؟ وهل للطاقة مشاعر وأحاسيس كالتي للشخص العاقل، فتتكلّم وتحب وتحزن؟ قالوا: "والناس يجري حثهم على الامتلاء بالروح القدس ... بالطريقة نفسها التي بها يمتلئون بصفات كالحكمة، الإيمان، والفرح ( أعمال 6:3، 11:24،13:52)".[69] نقول: الروح القدس ليس مجرد صفة بل هو شخص، وما الحكمة والإيمان والفرح والسلام والمحبة سوى البعض من صفاته وثماره، (غلاطية 5: 22). اعتراض: "عندما جعل الله ابنه يسوع المسيح يسكب الروح القدس على التلاميذ...فهل امتلئوا من شخص؟ كلاّ بل من قوة الله الفعّالة- أعمال 2: 4، 33."[70] الردّ: إن أهم وظائف الروح القدس على الأرض هي تمجيد المسيح في الكنيسة وتوحيد المؤمنين في عبادتهم. وهذه لا تتمّ إلا بسكناه فيهم، لذلك يقول الرسول: "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم" (1كورنثوس 6: 19)، "وأمّا أنتم فلستم في الجسد بل في الروح إن كان روح الله ساكناً فيكم" (رومية 8: 9). لكن هذا الحق لا يروق لمعشر شهود يهوه لأنه يتعارض مع منطقهم البشري تماماً؛ وبدلاً من تغيير مفهومهم ليتوافق مع كلمة الله حرّفوا كلمة الله لتوافق مفهومهم. فحولّوا في ترجمتهم للكتاب المقدس العبارات التي تقول إنّ "الروح القدس فينا" إلى العبارة "في اتحاد معنا". وللتوضيح نقول، إن الميت لا يحيا بوجود إنسان حي قربه، لكنه يحيا إن سكنت فيه حياة الحي. وهكذا فإن الأموات بالذنوب والخطايا لا يحيون بوجود الروح معهم بل بسكناه فيهم. الله روح والروح القدس هو الله قالوا: "يخبرنا الكتاب المقدس...بأنّ الله روح (يوحنا 4: 24)...وقد أنجز الخليقة، لا بأدوات كالتي يستعملها الناس، بل بروحه القدوس، الذي هو قوّته الفعّالة غير المنظورة." [71] الرد: اقروا أن الله روح، ثم قالوا أن الروح قوة فعالة، وبهذا جعلوا من الله مجرد قوة. نرى في هذا الرأي عن ذات الله خليطاً من المسيحية والوثنية، بل هو توافق فكري مع الغنوسيين وفلاسفة الإغريق كأفلاطون وأفلوطين وغيرهم في اعتقادهم أن قوة ما انبثقت عن الله وخلقت العالم المادي. أما الكنيسة فقد آمنت بالله غير القابل للتغيّر والتفكّك في ذاته وتمسّكت بالحق القائل، أنّ الروح هو نفسه الله، وليس قوة خارجة عنه. وهذا الإيمان مؤسّس على إعلانات الله في كتابه العزيز. وأشير إلى بعض النصوص التي تتجلّى فيها منزلة الروح القدس كالله القدير: 1 - "فقال بطرس يا حنانيا لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس...أنت لم تكذب على الناس بل على الله" (أعمال 5: 3و4). واضحٌ من مقارنة الشطر الأول والأخير، أن الروح القدس الذي كذب عليه حنانيا ليس مجرّد قوة، بل هو الله ذاته. 2 - حذّر موسى الشعب قديماً من العصيان والتمرّد على الله فقال لهم: "لأني أنا عارف تمرّدكم ورقابكم الصلبة...قد صرتم تقاومون الرب" (تثنية 31: 27). لكن عندما وقف استفانوس أمام المجمع اليهودي وذكّرهم بعصيان آبائهم هذا، جعل الروح القدس موضع الله بالقول: "أنتم دائماً تقاومون الروح القدس. كما كان آباؤكم كذلك أنتم" (أعمال 7: 51). فهذا أيضاً كبطرس الذي أشرنا إليه من قبل لم يفرّق بين الله وروحه إذ أنهما ذات واحدة وجوهر واحد. 3 - يصف أشعياء ظهور الرب له، فيقول: "ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أرسل ومن يذهب من أجلنا. فقلت هاأنذا أرسلني" (أشعياء 6: 8 و9). لكن حين أشار الرسول بولس إلى هذا النص لم يقل: "كلّم الله آباءنا"، بل "حسناً كلّم الروح القدس آباءنا بأشعياء النبي" (أعمال 28: 25 و26). فبولس أيضاً، كبقية الرسل والتلاميذ آمن بأن الروح القدس هو الله ذاته. وهذا الإيمان المبارك عينه سلّمه الرسل لمؤمني العصور اللاحقة إلى أن وصل إلينا. فنحن نتمسّك بإعلانات الله "كما سلّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة" (لوقا 1: 2). 4 - تكلّم المسيح عن الروح القدس بصفته "المعزّي" الذي يرسله إلينا من عند الآب (يوحنا 14: 26). والمعروف أنّ تعزية المؤمنين عمل خاص بالله وحده، الذي هو "أبو الرأفة وإله كلّ تعزية الذي يعزّينا في كلّ ضيقتنا" (2 كورنثوس 1: 3 و4). وقد قال جلّ اسمه: "أنا أنا معزّيكم" (أشعياء 51: 12). فلا ريب أبداً بأن الروح القدس المعزّي هو شخص الله ذاته. 5 - اقتبسنا في ما سلف آيات تدلّ على سكنى الروح القدس في المؤمنين بالمسيح. ويوضح الوحي في أماكن أخرى أنّ الساكن في المؤمنين هو الله، فيقول: "فإنّكم أنتم هيكل الله الحي كما قال الله إني سأسكن فيهم" (2 كورنثوس 6: 16). وفي هذا إعلان صريح، أن الروح القدس هو الله. 6 - وقد حاز الروح القدس الصفات والأمجاد التي يملكها الآب والابن. فهو "الرب" (2 كورنثوس 3: 17 و18)، "الأزلي" (عبرانيين 9: 14)، "القدير" (زكريا 4: 6)، "الحق" (1 يوحنا 5: 6)، "الحي" (2 كورنثوس 3: 3)، "العليم بكل شيء" (1 كورنثوس 2: 10)، "الموجود في كل مكان" (مزمور 139: 7 و8). 7 – ومن أعماله التي تجعله بلا منازع مساو لله، أنه مصدر المسحة والقوة والسلطان، "مسحه الله بالروح القدس والقوة" (أعمال 10: 38) "فرجع يسوع بقوة الروح" (لوقا 4: 14) "لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس" (رومية 15: 13) "بقوة آياتٍ وعجائب بقوة روح الله" (رومية 15: 19). "ببرهان الروح والقوة" (1كورنثوس 2: 4). ونرى هنا أن الكتاب يقول تارة "قوة روح الله" وتارة أخرى "قوة الروح القدس"، مما يعلن أنه الله ذاته.والآيات تميز بشكل واضح بين الروح كشخص وبين القوة كصفة. أمام هذه الإعلانات الكتابية عن شخصية الروح القدس لا يبقى أيّ مجال للشك أو للاعتراض على كونه الله ذاته، وتكون دعوى الشهود، بأنّ المسيحيين نسبوا اللاهوت للروح القدس بقصد تثبيت عقيدة الثالوث، محض افتراء. |
||||
02 - 07 - 2015, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 8233 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عقيدة الثالوث الأقدس يُقرّ المسيحيون بأنّ للذّات الإلهية أسرارها، كما يسلّمون بعجز عقولهم عن إدراك إعلانات الله عن ذاته وثالوثه إدراكا كاملاً، لأنه إن جاز لهم ذلك يكون الخالق الغير محدود قد حدّ بالعقل المحدود. لذا فهم يحنون تلك العقول خضوعاً "لسرّ الله الآب والمسيح المذّخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كولوسي 2: 2و3). خلافاً لذلك يعتقد شهود يهوه أن كلّ أمور الله تُفهم بالعقل والمنطق، وما يتعارض معهما ليس من الله. فلا موضع للأسرار الإلهية في تعاليمهم وفكرهم على الإطلاق؛ وإن وجد في الماضي أسرار، كما يقولون، فإن "الله في وقته المعيّن أوضح معنى هذه الأسرار المقدسة لعباده الأمناء، شهود يهوه، ليتمكّنوا من إعلانها وجعلها معروفة." [72] مصدر العقيدةقالوا: "في القرن الرابع تبنّى العالم المسيحي عقيدة الثالوث، التي علّمها البابليون والمصريون والهندوس والبوذيون من قبل، فمَن هو وراء ذلك؟ إله هذا الدهر، الشيطان، إبليس. ففي السنة 325 ب م أسّس الإمبراطور الروماني غير المعتمد، قسطنطين، الكيان المسيحي ونظامه، فحرّف العقيدة المسيحية وخلطها بكثير من الأسرار الملهمة من الشيطان." [73] الردّ: اعتراضهم المتواصل، على أن الكيان المسيحي اخترع عقيدة الثالوث وتبنّاها في مجمع نيقية بأمر من قسطنطين لا أساس له من الصحة. لقد نصّ المجمع على العقيدة، إلاّ أنه لم يخترعها، والغرض من انعقاده كان مجابهة الذين انزلقوا إلى هوة الكفر والهرطقة. فالعقيدة ليست وليدة الفكر البشري،بل هي إعلان من الله في كلمته، بدلالة آيات كثيرة في غاية الصراحة، وقد كانت من المعتقدات الأساسية المسلّم بها لدى رسل المسيح وآباء الكنيسة قبل نيقية، أمثال اريناؤس و ترتليانوس من القرن الثاني. فاتهام نيقية عكاز مرضوض وحائط مهزوز لا يصح الاتكاء عليه. ثم إنّ العقيدة لا تمتُّ بصلة إلى التعاليم الوثنية. فكل عاقل يقارن بين عقيدة الثالوث المسيحية والعقائد الوثنية الباطلة يدرك حالاً مدى الخلاف القائم بينهما، ومقدار سمو عقيدة المسيحيين على الخُرافات المصطنعة. فالبابليون اعتقدوا بثالوثٍ وُسِمت طبيعته بالنجاسة، فآمنوا بوجود إلهين هما "نمرود" وأمه "سميراميس" وقد تزوّج نمرود بأمه فأنجبت إلهاً ثالثاً. والمصريون آمنوا بتسعة آلهة، "التاسوع المصري العظيم". ثم قسموا التسعة إلى ثلاث مجموعات وجعلوا عليها الإله "رع" رئيساً، أمّا الأساطير الهندية فتتحدّث عن ثلاثة آلهة فُضّلوا عن غيرهم، "براهما" و"فشنو" و"سيفا". آلهة الخلق والعطاء والتدمير. خلافاً لهذه الخرافات، يؤمن المسيحيون بإله واحد خالق السماء والأرض وكلّ ما فيهما. إلاّ أنّهم يؤمنون بأنّ وحدانية الله هي وحدانية جامعة على أساس الإعلانات الإلهية في الكتاب المقدس، كما سنرى لاحقاً. إذاً ثمّة احتمالان يفسّران سبب نسبة شهود يهوه عقيدة الثالوث إلى الوثنية: فإمّا أن يكونوا على جهل تام بما يعلّمه الفريقان، المسيحي والوثني، وإمّا أنّهم تجاهلوا الفرق عمداً ليفسحوا لأنفسهم في المجال للنقد اللاذع ويفتروا بهذا شرّ افتراء على الحق المسيحي المختص بذات الله، والمختلف كلّ الاختلاف عن اعتقادات الوثنيين في آلهتهم. قالوا: "الكتاب المقدس لا يتحدّث مطلقاً عن ذلك السر (سر الثالوث) لأنّه غير موجود - أنّ الكلمة "ثالوث" غير موجودة في الكتاب المقدس". "لماذا طوال آلاف السنين لم يعلم أحد أنبياء الله شعبه عن الثالوث؟- لم تكن العقيدة معروفة عند الأنبياء العبرانيين والرسل المسيحيين". "ألم يكن يسوع ليستخدم مقدرته بصفته المعلم الكبير لجعل الثالوث واضحا لأتباعه؟"[74] الرد: قولهم لا يبيّن من الحق إلا نصفه، لأن عدم ذكر الشيء لا ينفي مطلقاً وجوده، وغياب الدليل على الثالوث ليس دليلا على غياب الثالوث، الذي رغم كونه غريبا على الكتاب المقدس لفظا، إنّما ينبع منه معنوياً. فالكتاب يعلنه، سواء بالإشارة والتلميح أو بالأدلة الروحية والمعنوية، فيرسم لنا ثلاثة شخصيات تشاركت في الأعمال والصفات والأمجاد، ويبقى أمام هذه الإعلانات، إما أن نقول بتعدد الآلهة أو بإله واحد مثلث الأقانيم *. وقد استعان آبائنا بإرشاد الروح القدس، وقبلوا بالخيار الأخير رافضين كل محاولة لتأويل النصوص بعيدا عن هذا الفكر. فأتى من خالف هذا الفكر فوقع في شرك المشاكل اللاهوتية. ويجب أن لا يغفلوا، أن إعلانات الله عن ذاته جاءت متدرجة بقدر ما رأى الله ذلك في حكمته وعلمه. فلكل إعلان وقت، والعهد الجديد هو الوقت المعين لإعلانٍ أسمى عن ذات الله، العهد الذي فيه صرنا نرى جوهر الحقائق لا خيالها. لقد أشار الأنبياء قديما إلى الابن لكننا لم نعرفه تماما إلا بالتجسد، وتحدثوا عن روح الله لكننا لم نعرفه كما هو إلا بحلوله علينا وفي وسطنا، ومع أنهم لمـحوا إلى عقيدة الثالوث لكنهم لم يدركوها كما هي في العهد الجديد، كما ولم توكل إليهم مهمة كشف الحقائق الكاملة عن ذات الله لأنها من مهام الابن، "الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر"( يوحنا 1 : 18)، وما أوضحه الابن لتلاميذه فاق كل ما أعلنه لأنبيائه قديما، ليصل الإعلان بعد ذلك قمته بواسطة ما أعلنه الروح القدس للرسل. وإلينا من كتاب الله ما يشير فيه إلى الثالوث: الثالوث في العهد القديم1 - ( تكوين 1 : 1 ) "في البدء خلق الله (ايلوهيم) السماوات والأَرض... وروح الله يرف على وجه المياه". ففي أول آيات الكتاب نرى اشتراك الله وروحه في الخلق، ولنا في الاسم "ايلوهيم" خير إعلان كتابي على حقيقة التعداد في وحدانية الله. فالاسم هو لفظ جمع، ومفرده بالعبرية "ايلوه"، أي إله. وفي نور إعلانات العهد الجديد نرى في "ايلوهيم" أقانيم الله الثلاثة وحقيقة اشتراكهم في عملية الخلق:فالآب هو الخالق الذي منه كلّ شيء (رومية 11: 36)؛ والابن هو الخالق الذي به كل ---------------------------- * أقانيم: جمع أقنوم، وهي سريانية الأصل تفيد الشخصية المميّزة غير المستقلّة أو غير المنفصلة. شيء (يوحنا 1: 3؛ كولوسي 1: 16) والروح القدس هو الخالق الذي جدّد وجه الأرض وصنع الإنسان (مزمور 104: 30؛ أيوب 33: 4). وهؤلاء لا يمكن أن يكونوا ثلاثة آلهة، بل ثلاثة أقانيم مميّزين لكن غير منفصلين في الإله الواحد. اعتراض: "كلمة "إيلوهيم" لا تعني "أقانيم" بل "آلهة". لذلك فبحجة كهذه يجعل الثالوثيّون أنفسهم عابدي آلهة كثيرة... فمن الواضح إذاً أنّ اللقب "إيلوهيم" الذي له صيغة الجمع، هو جمع العظمة أو الجلالة".[75] نقول: لا اعتراض البتة، الاسم هو جمع "إله" ويترجم "آلهة"، ولا يوجد من نقله إلى أقانيم. لكن وروده بصيغة الجمع هو ليس للتعظيم والإجلال، لأن هذه الحالة اللغوية غير معروفة في العبرية، كما ولا يجوز أنّ يكون الاسم جمع العظمة والجلالة ولا في حالة من الحالات التالية: أ - لا يجوز استعماله للتعظيم في حالة التكلّم مع الله، لأنّه لا يقال للسيد أسياد وللإله آلهة وللملك ملوك وللرئيس رؤساء، وذلك لتعظيمهم، لأن هذا يدلّ على وجود أكثر من شخص واحد. ب - لا يجوز استعماله للتعظيم في حالة تكلّم الله، لأنّ اسمه عظيم في ذاته ولا يحتاج لأن يعظّمه، ثم لا يعقل أن الله يعظّم نفسه تارة ولا يعظّمها تارة أخرى. فإن كان الاسم "ايلوهيم" لا يشير إلى تعدد الآلهة، ولا يعني التعظيم فهو بالتالي يفيد التعداد في وحدانية الله. ولسنا عباد آلهة كثيرة كما يتهموننا، فقد عبّر آباءنا في مطلع دستور الإيمان عن إيمانهم بالإله الواحد الجامع في وحدانيته، وهم لم يعبدوا يوماً سوى الإله الوحيد خالق السموات والأرض. بينما معشر شهود يهوه هم ممّن يؤمنون بتعدّد الآلهة، وذلك بجعلهم يسوع إلهاً آخر إلى جانب يهوه. وفي الحقيقة أن تعاليمهم هي أقرب إلى الوثنية من غيرها. 2 - ( تكوين 1 : 26 ) "وقال الله: "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا"، إلى من يتحدث الرب هنا، إن لم يكن للابن والروح القدس؟ اعتراض: "في التكوين 1: 26 ... يقول الثالوثيون، إنّ الله كان يكلّم نفسه...لأنه ليس أقنوماً واحداً وإنّما ثلاثة أقانيم، ثالوث...ولكن من الواضح أنّه كان يكلّم الصانع...كان ايلوهيم يكلّم ابنه الوحيد".[76] الرد: الله كان يكلّم ابنه بصفته أحد أقانيم الذّات الإلهية المميّزة وليس كشخصية منفصلة أو مستقلة عن ذات الله وجوهره. والآية أعلاه تعلن وحدانية الله مع تميّز أقانيمه، أ- في الفعل "قال" الذي يدل على الوحدانية . ب- في الفعل "نعمل" الوارد في صيغة الجمع، ممّا يدلّ على التعداد في الوحدانية. ج- في الكلمة "صورتنا" التي تدلّ على الوحدة المميّزة غير المنفصلة، إذ لم يقل "صُورَنا" لأن في هذا دلالة على وجود أكثر من شخصية منفردة. 3 - ( تكوين 11 : 6 – 7 ) "وقال الرب...هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض"، وهنا أيضا يتحدث الرب إلى أقانيمه، إذ يستخدمالله الضمير الشخصي الجمع. 4 - (أشعياء 6: 8) "مَن اُرسل ومن يذهب من أجلنا"، وهذه العبارة كسابقاتها لا يمكن أن تدلّ على أنّ الله كان يكلّم نفسه أو يعظّمها، لأنّ الاعتقاد بهذا هو شطط بالغ. كما لا يجوز القول، أنّ الله كان يستشير ابنه بصفته رئيس الملائكة ميخائيل، "لأن من عرف فكر الرب أو من صار له مشيراً" (رومية 11: 34). فلا يبقى لدينا إلاّ التسليم بأنّ الله الآب كان يكلّم أقنومي الابن والروح القدس اللذين هما واحد معه في الجوهر والإرادة. فالابن قال بحق: "أنا الحكمة... لي المشورة والرأي. أنا الفهم لي القدرة" (أمثال 8: 12-14)؛ وعن الروح القدس قيل: "روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة" (أشعياء 11: 2). 5 - ( إشعياء 11 : 2 ) "ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب"، صورة للثلاثة معا، الروح القدس، روح الآب، يحل على الابن. 6 - (أشعياء 48: 16) "منذ وجوده أنا (الابن) هناك. والآن السيد الرب (الآب) أرسلني وروحه (الروح القدس)." هنا تتجلّى بصورة واضحة أقانيم الله الثلاثة، الآب والابن والروح القدس. 7 - ( إشعياء 63 : 9 ) "في كل ضيقهم تضايق(الآب) وملاك حضرته (الابن) خلصهم... ولكنهم تمردوا وأحزنوا روح قدسه ( الروح القدس) ". والتأكيد أن ملاك الرب هو الابن نراه في الآيات التالية: 8 - عند خروج بني إسرائيل من مصر، قيل: "وكان الرب يسير أمامهم" (خروج 13: 21)، ولمــّا اقترب فرعون بجيوشه منهم قيل: "فانتقل ملاك الله السائر أمام عسكر اسرائيل، وسار وراءهم" (خروج 14: 19 ). فملاك الله هو الرب الإله، اقنوم الابن. 9 - يصف يعقوب ظهور الرب له فيقول: "وقال لي ملاك الله في الحلم: يا يعقوب... أنا إله بيت إيل" (تكوين 31: 11-13). وبعد ثلاث عشرة سنة بنى يعقوب مذبحاً للرب، وقيل: "وبنى هناك مذبحا ودعا المكان إيل بيت إيل لأنه هناك ظهر له الله" (تكوين 35: 7). وإيل تعني الله. وفي هذا أيضا البرهان القاطع على أن ملاك الله هو الرب، الابن. 10 - وعندما أخذ إبراهيم ابنه إلى المكان المحدد لذبحه "ناداه ملاك الرب من السماء ...الآن علمت أنك خائفٌ الله، فلم تمسكْ ابنك وحيدك عني" (تكوين 22: 11-12)، فمن الواضح أن المتكلم ليس ملاك بل ابن الله. 11 - ومنوح يسجد لملاك الرب ويقدم له الذبائح، "ولم يعد ملاك الرب يتراءى لمنوح وامرأته. حينئذ عرف منوح أنه ملاك الرب فقال منوح لامرأته: نموت موتا لأننا قد رأينا الله"( قضاة 13: 21- 22)، يؤكد منوح أنه رأى الله، وأعلن النص أن اسمه عجيب كما جاء في الحديث عن المسيح ( اشعياء 9 : 6). 12 - (مزمور 110 : 1) "قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك"، ويمين القوة هي قوة الله، "يمينك يا رب معتزّة بالقدرة" ( خروج 15 : 6)، والنطق بهذه العبارة جلب على المسيح واستفانوس حكم الموت. فلا يعقل أن الله يجلس شخصا عن يمينه ليشاركه القوة والقدرة وهذا الشخص من خارج ذاته. الثالوث في العهد الجديد1 - (متى 3: 16و17) "فلمّا اعتمد يسوع...وإذا بالسماوات قد انفتحت له، فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه وصوت من السماوات قائلاً: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". في هذا المشهد يتجلّى أمامنا الله بأقانيمه الثلاثة: صوت الآب من السماء والابن المتجسّد والروح القدس بهيئة حمامة. اعتراض: "بطرس ويعقوب ويوحنا تذكر أسماؤهم معا، ولكن ذلك لا يجعلهم واحدا أيضا. وفضلا عن ذلك، نزل روح الله على يسوع عند معموديته، مظهرا أن يسوع لم يكن ممسوحا بالروح حتى ذلك الوقت. وإذ يكون الأمر كذلك، كيف يمكن أن يكون جزءا من ثالوث يكون فيه دائما واحدا مع الروح القدس؟"[77] الرد: ظنوا، أن الكنيسة استندت على هذه الآية لمجرد ظهور الثلاثة في المشهد، وفي هذا جهل أو تجاهل للحق. فليس الأمر كذلك، ومشهد المعمودية له عند الكنيسة بُعد أعمق، ففيه ترى انتساب الأقانيم لبعضها البعض، ووحدتها التامة في إتمام المقاصد المتعلقة بتجسد الابن وابتداء خدمته العلنية. كما و وترى في المشهد إعلان واضح لثلاثة أقانيم تعمل في وحدة تامة. ففي المعمودية يكرس المسيح نفسه علانية للخدمة التي عُيّن من أجلها فينال التأييد والمصادقة من الآب، ويحصل على المسحة بواسطة الروح. 2 - (لوقا 35:1) "الروح القدس يحل عليك، وقوة العليَّ تظللك، فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يُدعى ابن الله" وهنا الثلاثة، الآب العلي و ابن الله و الروح القدس. 3 - (يوحنا 15: 26) "ومتى جاء المعزّي (الروح القدس) الذي أرسله أنا (الابن) إليكم من عند الآب". 4 - (1كورنثوس 12: 4-6) "ولكن الروح واحد...ولكن الرب واحد...ولكن الله واحد". 5 - (2كورنثوس 13: 14) "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم. آمين". 6 - (أفسس 14:3-17) "بسبب هذا أحنى ركبتي لدى أبي ربنا يسوع المسيح…لكي يعطيكم…أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن، ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم". 7 - (يهوذا 20 و21) "مصلين في الروح القدس، واحفظوا أنفسكم في محبة الله، منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية". 8 - (رؤيا 1: 4 - 5 ) "نعمة لكم وسلام من الكائن والذي كان والذي يأتي، ومن السبعة الأرواح التي أمام عرشه، ومن يسوع المسيح الشاهد الأمين". 9 - ( أعمال 2 : 33) "وإذ ارتفع (الابن) بيمين الله واخذ موعد الروح القدس من الآب سكب هذا الذي انتم الآن تبصرونه وتسمعونه". 10 - (متى 28: 19) "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس". ما يجدر بالانتباه هنا هو، واو العطف التي تضع الثلاثة في مرتبة واحدة متساوية، ثم كلمة "اسم" التي قيلت بالمفرد مما يدل على أنّ الثلاثة هم واحد. اعتراض : "ولكن "اسم" لا تعني دائما اسما شخصيا. لا في اليونانية ولا في العربية. فعندما نقول "باسم القانون" لا نشير إلى شخص، إننا نعني ما يؤيده القانون... لذلك المعمودية باسم الروح القدس تعترف بسلطة الروح، انه من الله ويعمل بمشيئة الله ... هل تقول هذه الآية أن الله والمسيح والروح القدس يؤلفون ذاتا إلهية ثالوثية، متساوون في الجوهر، القدرة، والسرمدية؟ كلا، لا تقول ذلك، كما أن إدراج أسماء ثلاثة أشخاص مثل طوم ، دك ، وهاري لا يعني أنهم ثلاثة في واحد ". [78] أقول: إنّ كلمة "اسم" تشير إلى الشخص وسلطانه، وتستخدم في وصف الابن والروح القدس بذات المعنى الذي لله. فإن أنكرنا أنها تفيد الشخص في حالة الروح القدس، لزم أيضا نفي معناها كشخص بالنسبة للآب والابن. فالآية تميز كل شخص بوجوده، وتشير إلى الروح القدس كشخصية مميزة وليس مجرد قوة منبثقة عن الآب. والكلام في الآية عن أهم الممارسات المسيحية، الكرازة والتلمذة والمعمودية، وهذه لا تجوز إلا باسم الآب والابن والروح القدس، مما يجعلهم في مرتبة واحدة. ليس فقط في الهدف والفكر والإرادة، بل من حيث الجوهر واللاهوت أيضا. ولو ذكرنا طوم ودك وهاري، وتوقفنا عند ذلك فهذا لا يعني شيئا. لكن لو قلنا أن الحرب لا تقوم إلا باسم الثلاثة معا، فإننا نعطي الثلاثة ذات المركز والشأن ونضعهم في مرتبة واحدة. ثم لو كان الروح القدس مجرد قوة فعّالة لما استلزم ذكره بالمرة، لأن ذكر الآب يشمل ذكر جميع صفاته ومنها قوته. في الآيات السالفة ثالوث واضح لكل ذي عينين، وهي تزيل كلّ الشكوك حول صحة العقيدة. فالمسيحيون لم يؤسسوا إيمانهم على خرافات وأساطير وثنية، بل على كلمة الله الحق، دستور إيماننا ومنبع عقائدنا. لماذا لم يعلّم المسيح عن الثالوث؟هذا السؤال يطرح علينا في كل مناسبة بغرض التعجيز، وفيه يعلن شهود يهوه سطحية إيمانهم وضحالة فكرهم الروحي وشح معرفتهم في كتاب الله. و صدور هكذا سؤال عن جماعة تدعي المعرفة بأمور الله يثير فينا العجب والاستغراب. ردي أستهله باستخدام منطقهم، فأسأل: لماذا لم يقل المسيح بصريح العبارة "أنا ملاك متجسد"، فيحل جدلاً قام بشأن شخصه وينهي بذلك الإيمان بالثالوث الأقدس؟ أما جوابنا على سؤالهم، فأضعه في ثلاثة نقاط: أ - لله أسراره، منها ما يتعلق بعالمنا ومنها ما يتعلق بذاته، وإن كانت معرفتنا عن عالمنا لا تشكل نقطة في بحر فكيف بنا نستوعب إعلاناً كاملاً عن أسرار الذات الإلهية؟ وإن كان البشر قد اختلفوا في اغلب ما عرفوه من أمور تتعلق بالكون والخلق والوجود فهم بالتأكيد لن يتفقوا إن عرفوا سر الله الكامل. ب - البيئة التي كان المسيح يخاطبها هي بيئة توحيدية صرفة غير متهيئة روحيا لقبول إعلان إلهي مفاجئ يتعلق بثالوثه وأقانيمه، وكلمات مثل هذه كانت ستؤدي إلى التباس وتشويش، ومجرد ذكرها كفيل لجعل فرائص اليهودي ترتعش. إن كان تعبير "ابن الله"، المسلّم به عندهم أدى بهم إلى قتل المسيح، فكيف يكون تأثير كلام عن أقانيم وثالوث؟ ت - إننا نكتفي بما أعلنه لنا الله في كلمته عن ذاته وأقانيمه الثلاثة ولا نتجرّأ على الخوض في أعماقه إذ لنا صوت الروح مكلّماً: "أإلى عمق الله تتّصل أم إلى نهاية القدير تنتهي؟هو أعلى من السماوات فماذا عساك أن تفعل؟ أعمق من الهاوية فماذا تدري؟" (أيوب 11: 7)؟ وكلنا يقين بأن عقولنا المحدودة لن تستطيع أن تحد الله وتقبل بأسرار ذاته ووجوده، لكن رجاءنا الأعظم أن نراه لنعرفه كما عرفنا هو، "فأننا ننظر الآن في مرآة في لغز لكن حينئذ وجها لوجه.الآن اعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عُرفت" (1 كورنثوس 13: 12 ). الوحدانية الجامعة"هل الله واحد أم ثلاثة اقانيم في إله واحد؟" هذا السؤال يطرحونه في كتابهم "أمور لا يمكن أنّ الله يكذب فيها"، ثم يلجئون إلى العقل المجرّد للإجابة عنه، فيستنتجوا أنّ وحدانية الله هي وحدانية مجرّدة غير جامعة. وحجتهم التي يعترضون بها على إيمان الكنيسة تقول: "إن صدقت عقيدة الثالوث يكون: 1+1+1=1، وهذا يتعارض مع العقل والمنطق." نقول: إنّ الله هو الاثنان معاً، واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد، وإنّ الأرقام والحسابات ليست المقياس الصحيح لمعرفة ذات الله. فالله روح بينما الأرقام هي من خصائص واستعمالات العالم الطبيعي المنظور. ولكن في سبيل تقريب حقيقة التعداد في وحدانية الله إلى ذهن شهود يهوه بحيث لا تتعارض بقوة مع منطقهم البشري، نشير إلى بعض مما خلقه الله وترك عليه طابعه، كالإنسان الواحد في المظهر لكنه ثلاثة في الجوهر، أي روح ونفس وجسد. والكون الذي هو برّ وبحر وجو، كما أن الشمس هي كوكب وحرارة ونور. والهواء أكسجين وهيدروجين ونيتروجين. والزمن ماضي وحاضر ومستقبل..الخ. ليس الغرض من هذه الأمثلة تقديم البراهين على صحة عقيدتنا، ولا أن نأخذها تشبيهاً لذاته تعالى، الذي هو أسمى من تصوراتنا "فبمن تشبّهونني فأساويه يقول القدوس" (أشعياء 40: 25). إنّما نريد أن نوضح أنّ الإيمان بالتعداد في وحدانية الله أمر يسمو فوق العقل والمنطق لكنّه لا يتعارض معهما. إنّ الله الذي تؤمن به الكنيسة هو كامل في ذاته وصفاته ولا يحتاج إلى معين أو مشير. وهذا الكمال يتطلّب أن يكون الله جامعاً في وحدانيته وله علاقة مع ذاته وأقانيمه في الأزل، أي أنّه كان متكلّماً وناظراً وسامعاً، وأنه مستغنٍ في ذاته الكاملة، الآب والابن والروح القدس، عن كل شيء في الوجود. قالوا:"يلاحظ اللاهوتي الكاثوليكي هانز كيونغ في كتابه المسيحية واديان العالم أن الثالوث هو أحد أسباب عدم تمكن الكنائس من إحراز أيّ تقدم ذي مغزى مع الشعوب غير المسيحية... التمييزات التي تضعها عقيدة الثالوث بين الإله الواحد والأقانيم الثلاثة لا ترضي المسلمين الذين تشوشهم"، ثم يعقب القول استنتاج مفاده، أن "الإعلان الإلهي نفسه لا يسمح بهذه النظرة إلى الله:"الله ليس إله تشويش ".[79] كعادتها تستخدم جمعية برج المراقبة أسلوب المراوغة والتمويه فتقتبس كلاماً مبتوراً من سياقه مع عدم ذكر المرجع كاملاً لتزيد البحث صعوبة وتعقيدا. عند الرجوع إلى كتابات هانز كيونغ لن نرى أثراً أو إشارةً أو تلميحاً يضر بعقيدة الثالوث. أما كتابه المشار إليه ففيه توجه نحو حوار مسيحي إسلامي كما في معظم كتبه. ويرى كونغ التشويش في المفهوم الإسلامي للعقيدة المسيحية فيقول: "نجد في القرآن مفهوما خاطئا للثالوث قد تكون مصادره كتب الابوكريفا، وهو ثالوث يتحدث عن الله الأب، وعن مريم، وعن يسوع الابن".* لكن لا حديث عن ثالوث مسيحي مشوش كما ينقل الشهود. وإن أسلمنا جدلا بما نقلوه عن هانز، فإن كلامه ليس ملزماً ولا يغير في الحق شيئاً، لأن عقيدة الثالوث لم تكن يوما عائقا في اعتناق المسيحية، التي ضمت أناس من جميع الملل والأديان، كما أن عدم رضى المسلمين على العقيدة لا يستدعي منا إلغاءها، وإلا فسنضطر إلى إلغاء كل عقيدة لا ترضي هذا الفريق أو ذاك، وفي المقدمة عقيدة الفداء. فالحجة سخيفة بمقدار ما هي فاسدة. إنّ الثالوث يظهر مقدار ما لذات الله من عظمة كما يظهر استحالة أن نحد الله بعقل محدود، غير أن السبيل إلى إقناع شهود يهوه بصحته لا يعتمد على البراهين والأدلة، بل على روح الله القدوس القادر وحده على إنارة الذهن وإعطاء البصيرة لمعرفة الحق المختص بذات الله المجيدة، لأن "أمور الله لا يعرفها أحد إلاّ روح الله" (1كورنثوس 2: 11). ------------------------------ Christentum und Weltreligionen. Islam.S.178 |
||||
02 - 07 - 2015, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 8234 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
النفس البشرية، خلودها وأبديّتها من ضلالات شهود يهوه الجوهرية، التي تدلّ على إيمانهم المادي وجهلهم الكتابي، إنكارهم لخلود النفس البشرية وحقيقة استمرارها في حياة ما بعد الموت. كذلك لم يستطيعوا تمييز هذه النفس عن الأنفس الحيوانية بشيء إذ صنّفها زعيمهم رصل في مرتبة واحدة. فهم لم يضلّوا في مفهومهم لذات الله وحسب، بل أيضاً في تفسيراتهم لذات الإنسان المخلوق على صورة الله. يزعم الشهود بأن رصل توصل إلى استنتاجه حول النفس البشرية نتيجة بحث ودراسة في الكتاب المقدس.[80]وهو زعم لا يرتكز على أساس حق، لأن مجمل ما نادى به رصل من تعاليم تتعلق بمصير النفس وأبديتها هو من مخلفات هرطقة السبتيين الذين لقنوه البدعة وشبعوه بالفساد الفكري. هل للإنسان نفس أم أنّه نفس حية؟بالاستناد إلى كلمة الله تؤمن الكنيسة بأن الإنسان مكوّن من ثلاث عناصر، روح ونفس وجسد، بينما يعترف شهود يهوه بعنصرين هما الروح والجسد؛ أما الثالث، الذي هو النفس فينكرون إمكانية وجوده. وفي تعريفهم لذات الإنسان خلطوا بين جسده ونفسه ولم يميّزوا الواحد عن الآخر، وأقرّوا بأن الإنسان يتكون من روح وجسد، وهذان يؤلفان النفس البشرية أو الكائن الحي. قالوا: "لا يقول الكتاب المقدس إن الإنسان يملك نفساً. بل يقول: "وجبل (يهوه الله) آدم تراباً من الأرض. ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار آدم نفساً حية" (تكوين 2: 7). فالنفس هي الشخص المادي الحي ذاته، لا مجرد جزء روحي منه".[81] الرد: قولهم لا يتعدّى من الحق نصفه، أمّا الحق الكامل فهو أن الإنسان نفس حية لأنّه يملك نفساً محيية هي التي نفخها الله في أنفه، التي من دونها يكون تراباً لا حياة فيه. فالآية التي اقتبسوها آنفاً تأكد، أنّ آدم كان هيكلاً طبيعياً لا حياة فيه إلى أن حلّت فيه نسمة الله فأحيته. وقد خلطوا بين الجسد والنفس زاعمين أنّ الكتاب لا يشير إلى وجود عنصر النفس في الإنسان. هذا الادّعاء ليس في محلّه لأنّ الكتاب يميّز بين الاثنين، فيقول: "ولتُحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة" (1تسالونيكي 5: 23)، و"لأن كلمة الله...خارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ (التي هي أعضاء الجسد...)" (عبرانيين 4: 12)، و"تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس" (1 بطرس 2: 11). فكيف يحارب الجسد النفس إن كان الاثنان واحداً؟ أما الدليل القاطع على وجود النفس فهو في قول الرب: "ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكنّ النفس لا يقدرون أن يقتلوها" (متى 10: 28). فهل يعقل بعد، أن يقال إنّ النفس هي الجسد أو العكس؟ اعتراض: "الحيوانات والبشر تدعى جميعاً أنفساً في الكتاب لمقدس. فهي لا تملك نفساً- وكانت الأنفس الحية البشرية مصنوعة من الأرض ذاتها التي كانت هذه المخلوقات (الحيوانية) مصنوعة منها".[82] الرد: لا يجوز أن يعتبر الإنسان مجرّد نفس حية كسائر المخلوقات الأرضية، وذلك لأنه يمتاز عنها بعدّة أمور: 1 - يمتاز في كيفية خلقه. فقد خُلقت الحيوانات بفعل أمر صدر عن الله: "وقال الله لتُخرج الأرض ذوات أنفس حية كجنسها...وكان كذلك" (تكوين 1: 24). بينما الإنسان أبدعته يدا الله مباشرة (تكوين 2: 7)، وبذلك يكون الله قد خصّه بمركز أسمى من الحيوانات. 2 - يمتاز في طبيعته. فالله خلق الإنسان على صورته كشبهه مخالفاً لكلّ الخلائق الأخرى، ووضع فيه من صفاته وطبائعه السامية. فهو شخصية مستقلة خالدة، له القدرة والحرية المطلقة على تقرير مصيره، ويملك الإرادة والوعي الذاتي. لذلك حين بحث آدم عن معين له نظيره بين الخلائق الأخرى لم يجد، لأنّه يمتاز عنها (تكوين 2: 20). 3 - يمتاز في نسمة حياته. فبينما البهائم خرجت من التراب أنفساً حية، صار الإنسان نفساً حية بفضل نسمة القدير. وإلى هذه النسمة يعود الفضل في تعقيله (أيوب 32: 8). لهذا فإن حياة الإنسان هي أثمن بما لا يقاس من حياة الحيوان كونها شطراً من كيان الله. وللسبب عينه يُعتبر قتل الإنسان جرماً موجّهاً ضد قداسة الله، كما ويُعتبر الانتحار عمل ازدراء وتحقير وتدمير لأفضل ما صنعه. فلا يسوغ للمسيحي إذاً أن يقبل اعتقاد شهود يهوه هذا، لأنّه تحقير للنفس البشرية التي أكرمها المسيح بمجيئه إلى العالم لفدائها. خلود النفسقالوا: "يذكر الكتاب المقدس بوضوح أن النفس هي عرضة للموت: "النفس التي تخطئ هي تموت" (حزقيال 18: 4 و20)..."ويكون أن كلّ نفس لا تسمع لذلك النبي تُباد من الشعب" (أعمال 3: 23)...إذاً نرى أن النفس البشرية هي الشخص ذاته، وعندما يموت الشخص، فإنّ النفس البشرية هي التي تموت". [83] نقول: ويذكر الكتاب المقدس بكل وضوح أن هناك حياة بعد الموت. وأن الله لم يخلق الإنسان ليعيش عشرات السنين ثم يتلاشى، بل خلقه للخلود. ويتجاهل الشهود أن النفس قد وردت بأكثر من معنى واحد في الكتاب المقدس وهي: 1 - النفس بمعنى شخص أو فرد أو كائن حي (تكوين 36: 6؛ لاويين:23: 30). 2 - النفس بمعنى حياة (لاويين 17: 11؛ أرميا 22: 25). 3 - النفس بمعنى ذات (أمثال 21: 10؛ لوقا 9: 23). 4 - وفي المعنى الربع للنفس يظهر خلودها. فهي كالروح تُفتدى (مزمور 71: 23). وتخلّص (يعقوب 5: 20) ولا تباد عند الموت، (متى 10: 28). بل تسلّم لله الذي أعطاها ليرسلها إلى أبديتها. إنّ النفس في الآيات التي يقتبسونها تعني الشخص أو الحياة التي يشترك فيها كلّ من الإنسان والحيوان، وليست هي المشار إليها في قول أيوب "نسمة القدير أحيتني" (33: 4)، فهذه الأخيرة قد اتسمت بالخلود لأنها نفخة من الخالق. اعتراض: "إنّ الموتى هم في حالة عدم الوعي- يعلّم الكتاب المقدس بوضوح أن الشخص عندما يموت يزول عن الوجود. فالموت نقيض الحياة، والميت لا يرى ولا يسمع ولا يفكر. وما من جزء منا يبقى حيا بعد الموت. فنحن لا نملك روحا خالدة أو نفسا خالدة."[84] الرد: وفي هذا أيضاً لم يصدُقوا، لأنّ الكتاب المقدس هو الذي يؤكّد لنا استمرار الحياة بعد الموت، وهو الذي يبعث الأمل والشوق في قلب المؤمن بالمسيح، لرؤية وجه سيده في الابدية، حيث مع القديسين يسبح الرب إلى الدهر. وفي ما يلي بعض النصوص التي تبيّن بطلان مزاعمهم: 1 - (متى 17: 3) "وإذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه". نحن نسلّم بأن إيليا صعد حياً إلى السماء، لكننا نعلم يقيناً بأنّ موسى مات ودفنه الله، فكيف به يظهر ويتكلّم مع المسيح إن كانت نفسه قد تلاشت بالموت كما يزعمون؟ 2 - (لوقا 20: 38) "وليس هو إله أموات بل إله أحياء لأن الجميع عنده أحياء". 3 - ( رومية 14: 8-9 ) "لأننا إن عشنا فللرب نعيش وان متنا فللرب نموت. فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن. لأنه لهذا مات المسيح وقام وعاش لكي يسود على الأحياء والأموات". وهنا تأكيد للآية السابقة، ومنها نفهم أن الله لا يسود على أموات أبيدوا، بل على أرواح تستمر في حياة ما بعد الموت. 4 - ( رومية 8 : 38 ) "فإني متيقن انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة… ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا". الآية تنفي حالة اللاوعي وتؤكد أن الموت لايمكنه فصل المؤمن عن حياة المسيح. 5 - (أعمال 7: 59) "فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع اقبل روحي". وفي القول دليل على استمرار الروح في الحياة. 6 - (لوقا 23: 43) "فقال له يسوع الحقّ أقول لك إنّك اليوم تكون معي في الفردوس". كلمات المسيح هي من أوضح ما جاء في كتاب الله عن حقيقة استمرار الحياة بعد الموت، وإذ صارت مصدر قلق لهم حاولوا بجسارة طمس الحقائق في ترجمتهم لها. 7 - (2 كورنثوس 5 : 8 ) "فنثق ونسرّ بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب". وهل الاستيطان عند الرب يعني حالة اللاوعي؟ 8 - ( 2كورنثوس 12 : 2 ) "أعرف إنسانا في المسيح قبل أربع عشرة سنة. أفي الجسد؟ لست أعلم، أم خارج الجسد؟ لست أعلم. الله يعلم. اختطف هذا إلى السماء الثالثة". كان لبولس شوق بالانتقال إلى عالم الأبدية مع المسيح فيقول: 9 - (فيلبي 1: 23) "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً". الانطلاق، أو الموت الجسدي يعقبه لقاء فوري مع المسيح، وإلى هذا اللقاء يشتاق كل مؤمن. 10 - (رؤيا 6: 9 و10) "رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله...وصرخوا بصوت عظيم". ليقل لنا معشر شهود يهوه، كيف تصرخ نفوس غير واعية أبيدت على حد قولهم بالموت؟ 11 - ( يوحنا 5 : 24 و 11 : 26 ) "من كان حيّا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد". وهذا تأكيد من الرب باستمرارية حياة المؤمنين به بعد مفارقة الحياة الجسدية . واضح وضوح الشمس في وسط النهار، أنّ في الإنسان عنصراً خالداً يستمر في الحياة بعد الموت، وتبقى كل المحاولات لإنكار هذه الحقيقة غير مجدية. اعتراض: "إن رجاء القيامة بحدّ ذاته يبرهن أنّ الموتى لا يمكن أن يكونوا أحياء. فإذا كان الناس سيُقامون يجب أن يصيروا أولاً بلا حياة."[85] الرد: إن المفاد بالقيامة في الكتاب المقدس هو قيامة الجسد الترابي وليس قيامة النفس أو الروح. فقد تبرهن لنا في ما سلف خلود نفس الإنسان وعدم تلاشيها بالموت. قالوا: "تكلّم يسوع المسيح عن حالة الموتى عندما مات رجل يعرفه جيدا اسمه لعازر. فقال لتلاميذه: «لعازر صديقنا راقد»... كان راقد رقاد الموت...فعندما قام لعازر، هل أدهش الناس بأخبار مشوِّقة عن السماء؟ ... فخلال الأيام الأربعة التي قضاها لعازر في القبر، ‹لم يكن يعلم شيئا". [86] نقول: مما سلف يتبين لنا استمرار الحياة بعد الموت؛ وعليه فإن الرقاد هنا يفيد رقاد الجسد وليس رقاد الروح. وكل ما يقال في شأن لعازر بعد موته يبقى ضمن إطار الظن والتخمين، لأن الكتاب لا يكشف في موضع ما تفاصيل ما بعد الموت. كل ما نعرفه، أن أمور الأبدية لا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها (2 كورنثوس 12 : 4 )، ولو سمح الله للعازر أو غيره بكشف أسرار العالم الآخر لرخص الإيمان وفقد معناه الحقيقي . قالوا: "هل يعني ذلك أننا نحن البشر نموت كالحيوانات؟ لا شيء أفضل من كلمة الله الموحى بها للإجابة عن هذا السؤال. فهي تقول في الجامعة 3: 19–21: "لأن ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة وحادثة واحدة لهم. موت هذا كموت ذاك ونسمة واحدة للكل...كان كلاهما من التراب وإلى التراب يعود كلاهما." فهنالك روح واحدة أو قوة فعّالة غير منظورة تعمل في كلا الإنسان والحيوانات الدنيا".[87] الرد: لا شك أن اقتباسهم لقول الجامعة هو تمويه وتشويش للحقائق الكتابية النقية. فعلى الرغم من وجود أوجه شبه بين الإنسان والحيوان في الموت فإنّ مصيرهما يختلف بعد الموت. وإنّ الشبه القائم بينهما هو في عودة الجسد إلى التراب بدليل قول الجامعة: "كان كلاهما من التراب وإلى التراب يعود كلاهما". لذلك لا غرابة في قوله "موت هذا كموت ذاك" لأنه يقصد، أ- الموت بانتهاء الحياة الكامنة في الدم. ب - عدم مقدرة كليهما على التحكّم في تعيين ساعة الموت. ثم لا يمكن إلاّ لمن بلغ به الشطط أوجه أن يعتقد بأنّ للحيوانات والبشر روحاً واحدة يقال لها قوة فعّالة، لأنّ الاعتقاد بهذا يعني أنّ المسيح بموته على الصليب لم يفتدي البشر فحسب، بل والحيوانات أيضاً، التي بالتالي قد تخلص أو تهلك في يوم الرب تماماً كالأرواح البشرية. أإلى هنا وصلت الهرطقة بمعشر الشهود؟! العذاب الأبدي، حقيقة أم وهم؟ أنكر زعيمهم رصل فكرة العذاب الأبدي، ليس لأنه اكتشف زيفها وعدم انتماءها للكتاب المقدس، بل لأن الفكرة كانت تخيفه وتقض مضجعه. وبحسب وصفهم: "كانت تقلقه تعاليم كالقضاء والقدر والعذاب الأبدي في نار الهاوية"[88] قالوا: "كعقيدة خلود النفس فإنّ عقيدة هاوية العذاب مؤسسة على الكذبة البابلية –وهذه الكذبة مصدرها الشيطان أبو الكذّاب- ولكنّ الكتاب المقدس، يقابلنا بالتعليم البسيط الواقعي وهو أنّ الجميع أنفساً قابلة للموت...والموت هو نهاية الطريق..."أجرة الخطية هي موت" (لا نيران العذاب) (رومية 6: 23)." [89] الرد: تبيّن لنا ممّا سلف، أنّ النفس البشرية خالدة وعديمة الفناء ولا بد أنها تذهب إلى موضع ما بعد الموت. فإنّها تذهب إمّا إلى النعيم والراحة الأبدية، وإمّا إلى الجحيم والعذاب الأبدي، إذ لا موضع ثالث غيرهما. وعبثاً يحاول الشهود تخدير ضمائرهم بتفسير كلمة الله على هواهم. إنّ الآية "أجرة الخطية هي موت" لا تفيد الموت الجسدي فحسب، بل أيضاً الموت الروحي، أي الانفصال عن حياة الله، الأمر الذي يبدأ بفعل الخطية (تكوين 2: 17) لينتهي بهلاك النفس في النار الأبدية. ولذلك يقول الرب عن المؤمن به "قد انتقل من الموت إلى الحياة" (يوحنا 5: 24). فلا شك أنّه يوجد نوعان من الموت، أحدهما يصيب الجسد دون النفس والآخر يصيب الاثنين معاً ويسمّى "الموت الثاني"، أي الهلاك في البحيرة المتّقدة بالنار (رؤيا 20: 12-15) والمشار إليها أيضا بجهنم النار "حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ" (مرقس 9: 43-48). اعتراض: "بحيرة النار... لا تعني العذاب الواعي بل الموت أو الهلاك الأبدي - والأشرار طبعاً لا يعذّبون حرفياً- وجهنم... تشير إلى وادي هنوم وهو رمز للإبادة التامة وليس للعذاب الأبدي".[90] الرد: إنّ الرب لم ينطق قط بكلمات مجرّدة وفارغة من المعاني. فخلف كلماته تكمن حقائق وتعابير لن يقوى شهود يهوه على تحويرها، مهما بذلوا من جهد وبراعة في تفاسيرهم. وإن سلّمنا جدلاً بأن كلماته عن الدود الذي لا يموت والنار التي لا تُطفأ هي رموز وصور لحالة الشرير بعد الموت، فلا شكّ أنها تصف حالة العذاب والمرارة إذ ليس فيها ما يدل على الملاشاة أو الفناء. ولو أراد الرب أن يصف حالة من عدم الشعور عند الذين ماتوا، لما اقتضى الأمر أن يستخدم تعابير محدّدة كالألم، والبكاء، والنار، والخوف، والظلمة، والهلاك، واللهيب، والعذاب، إذ ليس في هذه ما يدلّ أو يشير إلى حالة عدم الوعي. ولنلاحظ جيداً أنه في كل وصف في الإنجيل لحالة الأشرار في الأبدية ترد عبارات تؤكد مصيرهم المؤلم. وهنا بعض النصوص التي لا تقبل الشك: - "فيجمعون ... فاعلي الإثم. ويطرحونهم في أتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (متى 13: 41 و42). - "اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدّة لإبليس وملائكته... فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي" (متى 25: 41و46). - "ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين ولا تكون راحة نهاراً وليلاً" (رؤيا 14: 11). - "وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون...فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني"(رؤيا21: 8). ولعلّ أوضح ما جاء في كلمة الله عن حقيقة العذاب الأبدي، رواية المسيح عن لعازر المسكين والغني المتنّعم المستبد، إذ يقول: "ومات الغني أيضاً ودفن. فرفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب... فنادى وقال يا أبي إبراهيم ارحمني وأرسل لعازر ليبلّ طرف إصبعه بماء ويبرّد لساني لأنّي معذّب في هذا اللهيب" (لوقا 16: 19-31). اعتراض: "هل يُعقل أو ينسجم مع الأسفار المقدسة أن يتعذّب الإنسان لمجرّد كونه غنياً؟ في مثل هذا المثل يرمز الإنسان الغني إلى صف القادة الدينيين الذين رفضوا يسوع وقتلوه".[91] الرد: طبعاً لا يعقل أن يعذّب الله إنساناً بسبب غناه. لكنّ هذا الغني وصل إلى ما وصل إليه بسبب أنانيته وقساوة قلبه وعدم رحمته وشفقته على لعازر المسكين. والله ينظر إلى الامتناع عن مساعدة الغير جرم موجّه ضد شخصه و يستحق العقاب (متى 25: 41-46). ثم لنسلم جدلاً بأنّ الغني يرمز إلى القادة الدينيين، فماذا يغيّر هذا في الحقيقة؟ هل يلغي تفسيرهم حالة العذاب التي وُجد فيها الغني؟ قالوا: "وإذ جرى رفضهم، أي القادة الدينيين، اختبروا العذاب بعد يوم الخمسين، عندما شهّر أتباع المسيح أعمالهم الشريرة (أعمال 7: 51-57)". [92] نقول: هذا الجواب غير مستحق عناء الردّ عليه لسخافته. فلا يعقل أبداً أن نتعامل مع العذاب، الذي وصفه المسيح بما يقارب 180 كلمة، بهذه الخفّة والبساطة. فكلماته تعلن على الأقل ثلاث حقائق تتعلّق بالأبدية: 1 - وجود عقاب وثواب بعد الموت. 2 - عذاب الأشرار في الهاوية. 3 - عدم القدرة على تقرير المصير بعد الموت ولا مجال للتبديل أو للتغيير. اعتراض: "في الأسفار العبرانيّة للكتاب المقدس تجري ترجمة الكلمة "هاوية" من الكلمة العبريّة "شيول" ... أما في الأسفار اليونانيّة فإن الكلمة "هادس" يجري نقلها غالباً إلى "هاوية" أو "جحيم"... وهاوية الكتاب المقدس أو جحيم الكتاب المقدس هو في الواقع مدفن للجنس البشري". [93] الرد: وإن كانت الهاوية قد اسُتعملت في الكتاب المقدس بمعنى مدفن، فإنّها تشير إلى عالم الأموات وليس إلى القبر الترابي. ويعلن العهد القديم، أنّ الأموات يذهبون إلى الهاوية ليكونوا فيها ضيوفاً إلى الموعد المعيّن لإقامتهم منها (أمثال 9: 18؛ أيوب 14: 13؛ 17: 13)؛ وهم هنالك في حالة الوعي التام (حزقيال 32: 18- 21). فالهاوية أشبه بسجن يُسجن فيه الأبالسة والشياطين والأشرار الذين اتّحدوا بهم (اشعياء 14: 9-15؛ 2بطرس 2: 4). وفي العهد الجديد يؤكّد لنا الوحي أنّ أرواح المؤمنين لا تذهب إلى الهاوية، بل إلى حضرة المسيح (فيلبي 1: 23؛ 2 كورنثوس 5: 8). هذا لأن المسيح قد أعدّ لنا، بدمائه الكريمة، الطريق إلى السماء. كذلك نفهم من قول المسيح عن كنيسته "وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (متى 16: 18)، أن في الجحيم قوات شريرة هي الشياطين والأبالسة التي تقاوم الكنيسة وعمل الله، ولذا لا يمكن أن تكون الهاوية التي ترجمت إلى جحيم وجهنم مجرّد قبر ترابي. محبة الله وعدلهقالوا: "إذا كانت فكرة شيّ الناس بالنار لم تخطر ببال الله، فهل يبدو معقولاً أن يخلق الله هاوية نارية لأولئك الذين لا يخدمونه؟ يقول الكتاب المقدس، "الله محبة"(1يوحنا4: 8)، فهل يعذّب الإله المحب الناس فعلاً إلى الأبد؟".[94] نقول: إنّه أمر معقول جداً، لأنّ الله علاوة على كونه محبّاً، فهو أيضاً قدوس وعادل، ومحبته لا تُنقص شيئاً من قداسته وعدله. فهو وإن كان يحبّ الخطاة ويرفق بهم إنّما يكره الخطية ويدينها. ومع أنه لا يرضى بتقديم محرقة بشرية، نجده بالمقابل يمطر على مدينة سدوم وعمورة ناراً وكبريتاً، غيرةً منه على قداسته، "واضعاً عبرة للعتيدين أن يفجروا" (2بطرس 2: 6). وكما يعجز العقل البشري عن استيعاب مقدار محبة الله وطول أناته، هكذا يعجز عن تصوّر غضبه المقدس وعدله الكامل اللذين يتطلّبان منه أن يقتصّ من الخطية على أكمل وجه. والنار هي الوسيلة الملائمة التي بها ينفّذ الله غضبه على أبناء المعصية "لأنّ إلهنا نار آكلة" (عبرانيين 12: 29). كما أن "غيظه ينسكب كالنار" (ناحوم 1: 6). شهود يهوه يروّجون فكرة أن الله محبة وبالتالي يتساهل مع الخطية ولا يعاقب فاعليها. وهم بذلك يضربون صفحاً عن قداسته وعدله. وبتعبير آخر، إنّهم يبيحون الخطية ويشيعون الطمأنينة في نفوس مقترفيها، إذ يشغلونهم عن النار الأبدية بتوافه الحجج وسخافة التفاسير، وبذلك يغرّرون ويطوّحون بهم في مهاوي الهلاك. "لا يغركم أحد بكلام باطل لأنّه بسبب هذه الأمور (الخطية والفجور) يأتي غضب الله على المعصية" (أفسس 5: 6). قالوا: "تعذيب الشخص إلى الأبد بسبب ارتكابه الخطأ على الأرض لسنوات قليلة إنما يخالف العدل". [95] نقول: إنّ عقوبة الخطية لا تقاس بالنسبة إلى مدّتها، وإنما بالنسبة إلى شناعتها وقباحتها باعتبارها إساءة إلى قداسة الله. فإن كانت الجريمة الواحدة تعاقب بالإعدام في القانون البشري، فلا غرابة، إذاً، إن كان عقاب الخطية عذاباً أبدياً في قانون الله. يا حبّذا لو أنّ معشر شهود يهوه وجّهوا أنظارهم إلى صليب المسيح وتأمّلوا في محبته للخطاة بدلاً من اللغو الفارغ. إنّ تضحية المسيح لهي خير دليل على وجود عذاب أبدي لغير التائبين، إذ لو لم يوجد عذاب لما اقتضى الحال أن يتجسّد المسيح ويموت. ونظراً لذلك تُعتبر خطية رفض محبة ابن الله أشرّ الخطايا ولها أشرّ عقاب، لأن "من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة. فكم عقاباً أشرّ تظنون أنّه يحسب مستحقاً من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قُدّس به دنساً وازدرى بروح النعمة ... مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي" (عبرانيين 10: 28- 31). ما هو العقاب الأشرّ من الموت إن كان الموت نهاية المطاف؟ سؤال، على شهود يهوه أن يتأملوا به. |
||||
02 - 07 - 2015, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 8235 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف يخلص الإنسان رُبّ سائل يسأل: ما هو نوع الخلاص الذي ينادي به شهود يهوه ما داموا لا يؤمنون بوجود عذاب أبدي يقتضي الخلاص منه؟ أقول، إنّ الخلاص بحسب مفهوم الكتاب المقدس هو خلاص من دينونة الله والعقاب الأبدي في الجحيم، واستتباعاً لذلك ينال الإنسان الحياة الأبدية. بينما الخلاص الذي ينادي به شهود يهوه يتعارض مع هذا المفهوم، وإن كان ظاهريا يتّفق معه في أوجه ثلاثة: 1 - الخلاص من عذاب الضمير في الحياة الحاضرة. 2 - الخلاص من غضب الله العتيد أن ينسكب على العالم. 3 - ونتيجة لذلك الحصول على الحياة الأبدية في ظلّ ملكوت الله. هذا الاتفاق يدفعنا لنوضّح أمر الخلاص والسبيل إليه والردّ على مفهومهم الخاطئ له. سأل حافظ السجن في مدينة فيلبي بولس وسيلا قائلاً: "يا سيّدي ماذا ينبغي أن أفعل لكي اخلص؟"، فأتاه الجواب واضحاً مبسّطاً: "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص" (أعمال 16: 30 و31). ولكن بماذا يجيب شهود يهوه لو طرح عليهم السؤال عينه؟ الجواب كما يستخلصه المرء من بشارتهم عن الخلاص، إن جاز لنا أن نسميّها بشارة، يقول: إن ابتغى الإنسان الخلاص عليه ممارسة الإيمان*، وهذا يعني بصريح العبارة: أ - الأعمال الحسنة، ومنها حفظ الوصايا والخدمة الكرازية. ب - المعرفة عن الله وملكوته، من خلال الدراسة مع معشر شهود يهوه. ت - الانضمام إلى منظمة برج المراقبة، "سفينة نوح". أمّا التوبة ووجوب التطهّر بدماء المسيح من دنس الخطية فيغيبان تماماً عن كرازتهم بالخلاص؛ لذلك تحدد الكنيسة موقفها من هذه الكرازة كما يلي: ------------------------------- *في ترجمتهم للكتاب المقدس يحوّلون الكلمة "إيمان" إلى "ممارسة الإيمان" المزيد في الجزء الثاني. بالإيمان أم بالأعمال؟قالوا: "هل تريدون أن تحيوا إلى الأبد؟...السلوك البار مطلوب...أن يحفظ الناس شرائع الله...أن يكونوا متكلّمين ومنادين أكفاءً، بملكوت الله وأن يملكوا الإيمان بيهوه [وليس بالمسيح!] وأن ينذر الإنسان نفسه ليهوه...وأن يكون هدفه معاشرة شعب يهوه النذيرين وأن يحضر اجتماعاتهم." [96] الرد: باطلاً يسعون إلى الخلاص بواسطة أعمال الناموس التي حرّرنا منها المسيح، "لأنّه إن كان بالناموس برّ فالمسيح إذاً مات بلا سبب" (غلاطية 2: 21). وإن جاز للإنسان أن يخلّص نفسه باتّباع الشروط التي وضعوها يكون موت المسيح أكبر مهزلة حصلت في التاريخ. إننا نرى في وصاياهم قيوداً ناموسية وستاراً يحجب عن أنظار الناس عطية الله، التي أنعم بها علينا في ابنه المحبوب "الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته" (أفسس 1: 7). لقد رتّب الله الخلاص للناس بغضّ النظر عن حالتهم الداخلية وأعمالهم: "ولكنّ الله يبيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا"(رومية 5: 8). وقد صرّح المسيح بأنّه أتى لكي تكون لنا حياة (يوحنا 10: 10). وهذه الحياة التي كلّفته ثمناً باهظاً على الصليب يهبها لنا مجّاناً،وذلك ليس لأننا مستحقّون بسبب أعمال برّنا وأمانتنا، بل: أ- محبةً بنا وإحساناً لنفوسنا الهالكة (تيطس 3: 4 و5). وأمر بديهي أن لا يتطلب الإحسان أجراً للحصول عليه. ب - ولكوننا عاجزين عن دفع ثمن الخلاص، إذ إنّ كلّ ما نقوم به من صلاح غير قادر أن يكفّر ولو عن خطية واحدة. فإنه لو ترك المسيح خطية واحدة لحتم علينا أن نعاني عقابها بؤساً وشقاءً الأبدية بطولها. لكنه أكّد لنا بأنه قد أكمل عمل خلاصنا (يوحنا 19: 30). لذلك نسأل معشر الشهود: إن كان المسيح قد أكمل عمل الفداء ولم تبقَ خطية واحدة لم يرفعها على الصليب فأيّة خطايا يبغون التخلّص منها بالأعمال الصالحة؟ يشير العهد الجديد بجملته إلى حقيقة كون الخلاص هبة مجّانية ينالها الإنسان بواسطة إيمانه القلبي بالمسيح، وأكتفي باقتباس آيتين في هذا المقام: "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدّمه الله كفّارة بالإيمان بدمه"(رومية 3: 24 و25). "لأنكم بالنعمة مخلّصون بالإيمان وذلك ليس منكم، هو عطية الله، ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد" (أفسس 2: 8 و9). اعتراض: "لا يكفي أن نقول إنّنا نؤمن بالمسيح..."الإيمان بدون أعمال ميت"، يقول الكتاب المقدس". [97] الرد: طبعاً لا يكفي مجرّد الإيمان العقلي بشخص المسيح وتصديق الحقائق المتعلّقة بولادته ورسالته وموته وقيامته لنيل الخلاص. فالإيمان الذي يقود للخلاص يفيد: أ - الثقة بكفاية عمل المسيح الكفّاري، ثقة الطفولة. ب - قبول المسيح في القلب ربّاً ومخلّصاً. ت - الاعتماد عليه وإراحة القلب في شخصه. ولهذا الإيمان ثمار تنمّ عن عمقه وصحته وهي أعمال البرّ التي من أجلها قد خُلق المؤمن من جديد (أفسس 2: 10). فالإيمان الذي يرفضه الكتاب هو الإيمان العقلي المجرد والخالي من الثمار، وليس الإيمان القلبي الذي يقود إلى الولادة الروحية وتجديد شخصية الإنسان والإثمار في العمل الصالح. بالمعرفة عن الله أم بالتعرّف به؟قالوا: "فإذا أردنا نيل الحياة الأبدية نحتاج إلى المعرفة الصحيحة عن الله وابنه وملكوته (يوحنا 17: 3). كما أنّ أخذ المزيد من المعرفة عن يهوه وابنه يسوع المسيح يمكن أن يقودنا إلى البركة والحياة الأبدية."[98]والآية المشار إليها تقول: "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته"، وقد أدخلوا بعض التعديلات عليها في ترجمتهم، وبالتحديد في الكلمة "يعرفوك" فصارت العبارة "أن يستمروا في نيل المعرفة عنك وعن الذي أرسلته، يسوع المسيح". وغرضهم من هذه الترجمة هو بالطبع تثبيت سلطان هيئتهم الحاكمة التي تدّعي استلامها المعرفة عن الله لكي تعلنها بدورها للبشر. فإنه يتحتّم "على من يصير تلميذاً ليسوع ...أن يقبل المعرفة بأن الله يعطي الفهم بواسطة هيئته المنظورة على الأرض – إن سلامتك أيها الإنسان ومستقبلك كلّه...موقوف على نهوضك الآن إلى درس الكتاب المقدس، وإلى انضمامك إلى مجتمع العالم الجديد لشهود يهوه - وفي المستقبل القريب سيهلك يسوع جميع المشبهين بالجداء. (2 تسالونيكي 1:6-9) فإذا اردتم ان تكونوا احد «خراف» يسوع، يجب ان تصغوا الى رسالة الملكوت وتعملوا بموجب ما تتعلمونه".[99] نقول: إنّ المسيح لم يأت ليعطينا المعرفة عن الله، بل ليعرّفنا به ويقرّبنا إليه. فهو لم يكن وسيلة للمعرفة عن الله كما كانت حال الأنبياء، بل كان الله ذاته معلناً. ولذا فإن الآية المذكورة أعلاه تستلزم معرفة الآب والمسيح معاً كأساس لا غنى عنه لنوال الحياة الأبدية. ولنلاحظ هنا التشديد على المعرفة الشخصية الاختبارية بالله وليس مجرد المعرفة عنه. وقد أكّد المسيح أيضاً في موضع آخر أن من لا يعرفه لا يعرف الآب (يوحنا 8: 19). لذلك حسب الرسول بولس كلّ شيء خسارة في سبيل معرفة الابن (فيلبي 3: 8). فهل عرف شهود يهوه الابن؟ إن أجابونا بنعم، سألناهم: كيف عرفوه وهم يرفضون كلّ اتصال روحي به عن طريق العبادة والصلاة؟ إنّ قوله له المجد "ليس أحد يأتي إلى الآب إلاّ بي" (يوحنا 14: 6) لا يدع مجالاً للشك، بأنّ الاقتراب إلى الله والتعرف به لا يتمّان إلاّ من خلال معرفة الابن. ومعرفته لا تأتي عن طريق الدراسة والمطالعة في الكتاب المقدس واستيعاب مواضيعه غيباً، بل بواسطة الاتصال الروحي به. مع هذا لا ينكر المسيحيون أهمية المعرفة الروحية الكتابية وعملها في بنيان النفوس، ولكنهم لا يضعونها أساساً للخلاص وقاعدة له. فلو كانت الحال كذلك لجاز لهم أن ينادوا "اعرف عن الله فتخلّص نفسك". أمّا نحن فنؤمن بأنّ الخلاص يتمّ بقبول المسيح في القلب والاتصال به بالإيمان، وليس من خلال السماع عنه؛ ولست أعتقد أن الشهود يعارضون القول، بأن السماع عن شريك الحياة هو غير الحصول عليه. وهكذا أيضاً "من له الابن فله الحياة؛ ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة" (1يوحنا 5: 12). ادّعوا أنّ الخلاص متوقّف على دراسة الكتاب المقدس والانضمام إلى مجتمعهم، ونسألهم بدورنا: هل يستطيع المرء أن يكفّر عن خطية واحدة أو يزيد على ما أكمله المسيح على الصليب، إن هو انضم إلى مجتمعهم أو قضى كامل سني حياته في دراسة الكتاب المقدس؟ إنّ عقيدتهم عن الخلاص بالمعرفة لا أساس لها البتة في كلمة الله، بل هي من مخلّفات هرطقة الغنوسيين، ولها جذورها في الفلسفات الإغريقية الوثنية. في المنظمة أم في المسيح؟قالوا: "بواسطة هيئته المنظورة برئاسة المسيح كرأس معيّن يتعامل معنا يهوه اليوم. فلا نستنتج أنّ هنالك طرقاً أو سبلاً يمكن للإنسان أن يتبعها لنيل الحياة في نظام الله الجديد. هنالك طريق واحد فقط. وقد كان هنالك مجرّد فلك واحد نجا من الطوفان، لا عدد من السفن. وستكون هنالك هيئة واحدة فقط، هيئة الله المنظورة، هي تنجّي- نهاية نظام الشيطان باتت وشيكة ... يجب أن تكون تلميذا مجتهدا في درس الكتاب المقدس وتداوم على معاشرة مَن يسعون إلى فعل مشيئة يهوه- موقفك تجاه الممسوحين هو ما يحدد، إما دخولك الحياة الأبدية أو القطع الأبدي".[100] الرد: لقد بذل شهود يهوه قصارى جهدهم لسلب مجد المسيح الذي "يقدر أن يخلّص إلى التمام الذين يتقدّمون به إلى الله إذ هو حيٌّ في كلّ حين ليشفع فيهم" (عبرانيين 7: 25). وجعلوا من هيئتهم إلهاً معبوداً يحلّ محلّ المسيح في كلّ شيء، وما يُقال عنه يُقال عنها أيضاً. هنا بعض أقوالهم، التي ترفع من شأن هيئتهم إلى مرتبة المسيح، وليُصدر القارئ حكمه: يقول الكتاب المقدس يقول شهود يهوه "إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك إن الله أقامه من الأموات خلصت" (رومية 10:9) "الاعتراف بالمنّظمة الثيوقراطية يقود إلى الحياة"[101] "لأنّه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح" (" 1تيموثاوس 2: 5 ) "لا يتعامل الله مع الناس إلاّ من خلال منظّمته ولا وجود لحالات استثنائية"[102] "(يسوع المسيح) ليس بأحد غيره الخلاص"(أعمال 4: 12) "لا خلاص إلاّ بالانضمام إلى منظّمة يهوه الثيوقراطية"[103] "إن حرّركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يوحنا 8: 36) "المنظمة تضمن للإنسان الحرية والقوة" [104] " من هو الذي يغلب العالم إلاّ الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله" (1 يوحنا 5 : 5 ) "لكي نغلب يستلزم أن نؤمن بمنظّمة يهوه" [105] في دراستنا لأسفار الكتاب المقدس ندرك أنّ كلّ شيء قد قُسم لنا في شخص المسيح وحده، "الذي صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسة وفداء. حتى كما هو مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب" (1كورنثوس 1: 30 و31). في المسيح...نلنا كل البركات الروحية (أفسس 1: 3) في المسيح...غُفرت خطايانا (1يوحنا 2: 12) في المسيح...تبرّرنا (غلاطية 2: 16 و17) في المسيح...لنا سلام مع الله (رومية 5: 1) في المسيح... صرنا خليقة جديدة (2كورنثوس 5: 17) في المسيح...أصبحنا ندعى قديسين (1كورنثوس 1: 2) في المسيح... صار لنا حياة أبدية (رومية 6: 23) ومع المسيح...وهبنا الله كل شيء (رومية 8: 32) "إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع" (رومية 8: 1)، أمّا الذين احتموا في منظّمة برج المراقبة فإنّ دينونة الله العتيدة أن تنصبّ على العالم تهدّدهم كسيف مُصْلَت فوق رؤوسهم، وليس ما يقيهم منه إلاّ كفّارة المسيح ودماؤه الكريمة. فالله لا يدين الناس بحسب مواقفهم من منظّمات وجمعيّات وهيئات، وإنّما بحسب موقفهم من ابنه المبارك (يوحنا 3: 19 و36). |
||||
02 - 07 - 2015, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 8236 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القيامة والدينونة كما مر بنا، أنكروا خلود النفس البشرية؛ وعليه اضطروا إلى نكران العذاب الأبدي الذي لا وجود له من غير خلود. وبما أن الكتاب المقدس يتحدّث بإسهاب عن قيامة للأموات ويوم دينونة للأشرار، جاء السؤال التالي يعترض سبيلهم: لماذا يقوم الأشرار ليدانوا إن كانت الدينونة تعني مجرد الموت والعودة إلى التراب؟ وهنا أنهك قادة برج المراقبة أدمغتهم لاختراع الفتاوى المناسبة لتعليل أمر القيامة والدينونة. قيامة الأبرار وقيامة الأشرار قالوا: "الصالحون والأشرار سيقامون من المدفن العام ويحصلون على فرصة الأهلية للحياة الأبدية في الفردوس المسترد على الأرض." [106] قلنا: إنهم يخلطون بين قيامة الأبرار وقيامة الأشرار ويجعلون منها قيامة واحدة، فيما يميّز الوحي بينهما بالقول: "وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون هؤلاء إلى الحياة الأبدية وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدي" (دانيال12: 2). "فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السّيئات إلى قيامة الدينونة" (يوحنا5: 29). وإن كانت القيامة من نصيب الفريقين، أبراراً وأشراراً، فإنّما الحياة الأبدية هي من نصيب الفريق الأول دون الثاني. ونفهم من كلمة الله أنّه يقوم فارق زمني بين القيامتين: "فعاشوا (أي المؤمنون) وملكوا مع المسيح ألف سنة. وأما بقية الأموات فلم تعش حتى تتم الألف سنة. هذه القيامة الأولى. مبارك ومقدّس من له نصيب في القيامة الأولى" (رؤيا 20: 4-6). اعتراض: "إنّ الآثمة الذين فعلوا السيّئات في الماضي والذين يقومون للدينونة، سيقومون ليواجهوا إمكانية الحصول على الحياة الأبدية على الأرض تحت رعاية الملكوت- ولا أحد من هؤلاء يُقام لمجرّد أن يدان...ففي البيئة البارة في ظل الملكوت ستجري مساعدتهم ليجعلوا حياتهم على انسجام مع طرق يهوه. وهكذا...تكون قيامتهم قيامة حياة".[107] الرد: لا يسوغ لنا الاعتقاد أنّ الخاطئ الذي لم ينسجم مع طرق الله في هذه الحياة، سيكون بمقدوره أن ينسجم معها في الملكوت القادم، إذ ليس للملكوت الأرضي تأثير أو سلطان في تغيير حياة الإنسان. ولو كان الخطاة يقومون فعلاً ليحيوا في ملكوت الله لتحوّل الملكوت إلى جحيم حرفي. تُبيّن لنا كلمة الله بكلّ وضوح أنّه لا فرصة لنجاة الأشرار بعد الموت ولا إمكانية للرجوع من وراء القبر لمن يموت في خطاياه من دون المسيح. وألّخص أسباب عدم قيامة الأشرار للحياة في أربع نقاط جوهرية: 1- إنّ قيامة الحياة هي رجاء المؤمن بالمسيح دون سواه. وعلى هذا الرجاء رقد الآباء القديسون في كل العصور. "وآخرون عُذّبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل" (عبرانيين 11: 35). 2- إنّه أمر يتعارض مع عدالة الله، أن يقوم الخاطئ، الذي ازدرى بمحبة المسيح وخلاصه، لكي يحيا مع المؤمن بالمسيح في ملكوت واحد "لأنّه أيّة خلطة للبرّ والإثم. وأيّة شركة للنور مع الظلمة" (2كورنثوس 6: 14). 3- إنّ أجساد المقامين للحياة تتغير لتكون على على صورة جسد المسيح الممجد (فيلبي3: 21). فإن كان المؤمن وغير المؤمن يقومان معاً ليلبسا صورة المسيح، فأيّ امتياز للمؤمن عن غيره؟ يقول الكتاب: "لا تضلّوا، لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون...يرثون ملكوت الله" (1كورنثوس6: 9 و10). اعتراض: "طبعاً لن يقام الذين عاشوا في ما مضى. فقد ارتكب بعضهم خطايا لا يمكن أن تُغتفر".[108] الرد: إنّ ذبيحة المسيح لا تعجز عن التكفير عن الخطايا الكبيرة؛ فمن الخطأ القول بأن الذين ارتكبوا الخطايا الكبيرة كالقتل والزنا لن يقوموا، بينما الكذبة وأصحاب الخطايا الصغيرة سيتمتّعون بالقيامة. بَيدَ أن قيامة الحياة هي من نصيب المقدّسين بدم المسيح. أمّا غير المقدّسين، مهما كبرت خطاياهم أو صغرت، فسيقامون ليدانوا كلّ واحد بحسب أعماله. ومع أنّ عقاب أصحاب الخطايا الصغيرة سيكون أكثر احتمالاً، إنّما يبقى أصغر عقاب هو النار الأبدية (رؤيا 20: 15؛ 21: 8). يوم الدينونةقالوا: إنّ الخطاة"سيدانون لا بحسب أعمالهم في أثناء نظام الأشياء الحاضر...بل بحسب أعمالهم في نظام الأشياء الجديد، أي بعد تقييد الشيطان وسجنه ...ولن تكون هنالك حاجة إلى مراجعة سجلّ حياتهم الماضية في الجسد، لأنّ القضاة *في السماء يعرفون جيّداً أنّ حياة الناس الماضية – حياة الخطية والنقص- قد دانتهم سابقاً، ولكن المسيح مات ذبيحة فدائية ليرفع عن الجنس البشري الخطية والنقص وعقابهما."[109] الرد: أرى أنهم يشاركون الشيطان ريائه بإبعادهم عن الخطاة شبح الموت وما يليه، فيصوّرون الموت في أشكال مطمئنة ويصفونه بكلمات مغشوشة لكي يفوّتوا على الخطاة فرصة التوبة والاستعداد للأبدية. فإنهم بأقوالهم هذه يحاولون: 1- تبطيل أهمية الإيمان بذبيحة المسيح، إذ إن هذه الذبيحة – على حد قولهم - رفعت خطايا المؤمنين بها، وغير المؤمنين على حد سواء. ------------------------------- *من بين هؤلاء القضاة قادة جمعية برج المراقبة، جماعة "العبد الأمين الحكيم" 2- تبطيل عمل الكرازة بالتوبة، فالخاطئ لا يحتاج إلى التوبة الآن لأنه ستُعطى له فرصة أخرى في ملكوت الله. ويصدق فيهم قول الكتاب "ويشدّدون أيادي فاعلي الشر حتى لا يرجعوا الواحد عن شرّه...ويقولون لكل من يسير في عناد قلبه لا يأتي عليكم شر" (أرميا 23: 14، 17). قال الرب يسوع: "مَن آمن واعتمد خلص ومَن لم يؤمن يُدن" (مرقس16: 16). واستناداً إلى كلامه الصادق والأمين هذا، نقول إنّ الذين يرفضون المسيح رباً ومخلّصاً اليوم سيقفون – شاء شهود يهوه أم أبوا- أمام القضاء الإلهي في يوم الدين لينالوا القصاص بحسب ما اقترفوا من خطايا. وكتاب الله مليء بالآيات التي تؤكّد وجود يوم الدين. قالوا: "هل فكرت مرة كيف سيكون يوم الدينونة؟...فكلمة الله لا تذكر أن هذا اليوم سيكون يوما مخيفا، بل تقول انه يوم رجاء وودّ ".[110] لنقارن يوم الدينونة مع "يوم الرجاء والود" الذي ينادون به: "هوذا يوم الرب قادم قاسياً بسخط وحموّ غضب ليجعل الأرض خراباً ويبيد منها خطاتها ... وأعاقب المسكونة على شرّها والمنافقين على إثمهم" (أشعياء 13: 9، 11). "فهوذا يأتي اليوم المتّقد كالتنور وكلّ المستكبرين وكلّ فاعلي الشر يكونون قشاً ويحرقهم اليوم الآتي، قال رب الجنود فلا يبقى لهم أصلاً ولا فرعاً" (ملاخي 4: 1). "فالله الآن يأمر جميع الناس في كلّ مكان أن يتوبوا...لأنّه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل" (أعمال 17: 30 و31). "ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة التي سيجازي كلّ واحد حسب أعماله" (رومية 2: 5 و6). "هوذا جاء الرب في ربوات قديسيه. ليصنع دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجّارهم على جميع أعمال فجورهم" (يهوذا 14 و15). لا رجاء في يوم الدينونة لمن استهان بخلاص المسيح واحتقر فداءه، بل عقاب مخيف. ونسألهم: لماذا يتكلّم الكتاب المقدس عن يوم الدينونة ما دام الخطاة لا يدانون؟ جوابهم: "سيُقامون ويحظون بفرصة التعلم عن الله وخدمته. فخلال فترة ألف سنة، سيُقام الموتى وسينضمون إلى البشر الأمناء على الأرض ليخدموا هم أيضا يهوه. وكم سيكون ذلك مفرحا! ويدعو الكتاب المقدس تلك الفترة يوم الدينونة ...وخلال هذا اليوم، سيحظى بلايين الناس بالفرصة ليتعلموا للمرة الأولى مشيئة الله ويطبقوها. وهذا يعني أن عمل تعليم ضخما جدا - وسيزيل الخطية تدريجيا من عقولنا وأجسادنا. وسنصير بشرا كاملين".[111] يوم دينونة طوله ألف سنة! فيه يخدم الخطاة يهوه، وتعطى فرصة الحياة الأبدية لمن سرق وقتل وزنى ورفض خلاص المسيح واضطهد خدامه، وهؤلاء ستعلّمهم منظمة برج المراقبة عن يهوه في ظل حكم المسيا. بالحقيقة، هذا ليس ملكوت المسيح وإنما الجحيم بعينه. ورُبَّ سائلٍ يقول: كيف وصلوا إلى هذا الاستنتاج؟ بالطبع لا يصعب على تلاميذ رصل، أن يخرجوا بالتأويل المناسب ليوم الدينونة ويدعموه بآية من الكتاب المقدس. وقد وجدوا ضالّتهم المنشودة هذه المرة في قول الرسول: "إنّ يوماً واحداً عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد" (2 بطرس 3: 8). رغم ذلك تبقى محاولاتهم لطمس الحقائق المتعلّقة بدينونة الأشرار غير مجدية. فكلمة الله واضحة وجلية في هذه المسألة وتؤكد، أن فرص التوبة تسبق الموت أما بعده فتنعدم. كما أن تجديد المؤمنين وتخليص الجسد من الخطية وقوتها هو عمل يبدأ بالإيمان بالمسيح وتسليم الحياة له و"بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" ( تيطس 3 : 5 )، وسينتهي فور لقاء المؤمن بالمسيح، " فإنه سيبوق فيقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغيّر. لأن هذا الفاسد لا بد أن يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت" ( 1 كورنثوس 15: 52) "نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" ( 1 يوحنا 3: 2 ). الحق في كلمة الله واضح لكل من يبحث عنه، وإن كانوا قد أفلحوا بعض الشيء في إقناع البعض بتفاسيرهم الجوفاء، فإنّ النجاح لن يظلّ حليفهم "لأنّ حمقهم سيكون واضحاً للجميع" (2تيموثاوس 3: 9). |
||||
02 - 07 - 2015, 05:05 PM | رقم المشاركة : ( 8237 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نهاية العالم بلا نهاية ليس شيء أحب إلى قلوب شهود يهوه من التحدث عن موضوع الساعة وقيامها، الموضوع الذي يتصدّر العناوين الهامة في خطبهم وكتاباتهم. فقد تحول هذا الموضوع بأيديهم إلى صنّارة يصطادون بها نفوس من جهلوا الحقائق الكتابية وأداة يستخدمونها للترهيب والترغيب ضمن عالم تحول إلى سوق للبدع ومسرح للأنبياء الكذبة. متى يأتي المسيح؟ حين سأل التلاميذ الرب عن زمن مجيئه أجابهم بالقول: "اسهروا وصلّوا لأنكم لا تعلمون متى يكون الوقت" (مرقس13: 33). وبدلاً من أن يكلّف الرسول بولس نفسه عناء الكتابة عن الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه قال: "وأمّا الأزمنة والأوقات فلا حاجة لكم أيها الأخوة أن أكتب إليكم عنها لأنكم تعلمون بالتحقيق إن يوم الرب كلصٍّ في الليل هكذا يجيء" (1تسالونيكي 5: 1 و2). لكن شهود يهوه لا يوافقون ربّنا ورسوله، بل يدّعون "أنهم يعرفون مقاصد يهوه وأزمنته وفصوله...فإنّ روح الله القدوس يكشف لهم أيضاً ما هو الفصل من وجهة نظره."[112] ومن هذا الفكر انطلقوا وتنبأوا عن زمن مجيء الرب. وفي محاولة لتبرير النبوّات الكاذبة قالوا: "يدّعي بعض المقاومين بأنّ شهود يهوه أنبياء كذبة. وهؤلاء الخصوم يقولون أن التواريخ حُدّدت، ولكن لم يحدث شيء...نعم، كان على شعب يهوه أن يعدّلوا توقّعاتهم من حين لآخر. وبسبب اشتياقنا رجونا أن يكون النظام الجديد أبكر مما اقتضاه جدول مواعيد يهوه...وعلاوة على ذلك فإنّ الحاجة إلى تعديل فهمنا بعض الشيء لا تجعلنا أنبياء كذبة".[113] نقول: إنّ التنبؤات التي لا تصدق في توقّعاتها والتي يجري فيها تعديل لا يجوز أن تُنسب بأيّة حال من الأحوال إلى روح الله؛ "فما تكلّم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلّم به الرب بل بطغيان تكلّم به النبي فلا تخف منه" (تثنية 18: 22). ونحن إذ يأمرنا كتابنا العزيز: "أيها الأحباء لا تصدّقوا كلّ روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأنّ أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم" (1يوحنا 4: 1) سنستعرض نبوّاتهم التي خرجوا بها منذ تأسيس شيعتهم. فإن تبيّن لنا صدقهم في واحدة منها يكونون أهلاً لثقتنا، وإلاّ فإنّنا نستطيع أن نحكم بكذبهم ونفاقهم. وفي ما يلي أهم تنبؤاتهم: - 1872: نهاية 6 آلاف سنة من تاريخ البشرية وابتداء حكم الله على العالم (نبوّة لرصل). - 1874: مجيء المسيح غير المنظور إلى هيكله في السماء (نبوّة لرصل). - 1878: خطف القديسين والقيامة الأولى (نبوّة لرصل). - 1881: انتهاء عهد النعمة – السماء تغلق أبوابها في وجه الخطاة (نبوّة لرصل). - 1914: مجيء المسيح المنظور وانبثاق ملكوت الله (نبوّة لرصل). - 1918: القيامة الأولى (نبوّة لرذرفورد). - 1925: قيامة أموات العهد القديم وعودة الآباء إبراهيم واسحق ويعقوب (نبوّة لرذرفورد). - 1940:حدوث معركة هرمجدون (نبوّة لرذرفورد). - 1975: مجيء المسيح إلى الأرض وابتداء ملكوت الله (نبوّة لفريدريك فرانس). في قضية Douglas Walshالتي مر ذكرها، يجري الحديث التالي بين المدعي العام وفريدريك فرانس *: "المدعي العام: ألم يشر رصل إلى 1874 كموعد هام ؟ فرانس: لقد توقع مجيء المسيح بالروح سنة 1874 المدعي العام: وكان هذا إعلاناً حقاً انبغى على جميع شهود يهوه القبول به؟ فرانس : نعم المدعي العام: والآن لم يعد مقبولا؟ فرانس: لا... المدعي العام: للتوضيح، لقد توجب على الشهود القبول بالحسابات الخاطئة؟ فرانس: نعم المدعي العام: وقد تعترف الجمعية بعد بضعة سنوات، بأن ما تقوله اليوم هو خطأ؟ فرانس: ننتظر لنرى المدعي العام: وخلال هذه الفترة اتبع مجمل شهود يهوه الضلال؟ فرانس: هم اتبعوا مفهومنا الخاطئ للكتاب. المدعي العام: بل ضلال؟ فرانس: ليكن ..." أمام كلّ هذه التنبؤات الكاذبة نحكم بعدم أهليتهم للقب "أنبياء الله" وأن التسمية الحقيقية التي تليق بهم هي: "الأنبياء الذين يرون الباطل والذين يعرفون بالكذب" (حزقيال 13: 9)؟ شهود يهوه وسنة 1914 يلعب الرقم 1914 دوراً هاماً في تعاليم وحياة شهود يهوه، وأهميته تكمن في كونه الأساس الذي تبنى عليه مجمل ------------------------------- *المرجع المذكور سابقا والفصل الثالث تعاليمهم حول مجيء المسيح الثاني وما يتعلق به. والأهم من ذلك، أنّ سلطان الهيئة الحاكمة يرتبط بهذا الرقم وإلغائه قد يزعزع دعامة سلطتها. فالمسيح، بحسب ما يروّجون، عيّن الهيئة ممثلا له على الأرض في السنة 1914. حدّد رصل تاريخين لمجيء المسيح، الأول عام 1874 وفيه يحدث الحضور غير المنظور، والثاني عام 1914 وفيه تكون نهاية العالم وحلول ملكوت الله. ورغم اعتراف رصل لأتباعه بخطأ نبوّاته، زعم رذرفورد أن نبوّة 1914 قد تمت حرفيا وكلّ ما عمله للاحتفاظ بالرقم، أنّه أضاف إلى الأرقام التي وضعها رصل أربعين سنة أخرى، فأصبح مجيء المسيح غير المنظور ليس 1874، بل 1914، وخطف القديسين والقيامة الأولى ليس 1878، بل 1918. تعتمد نظرية 1914 الحالية على رقمين، الأول تاريخي والثاني كتابي، وهي باختصار شديد كالتالي: تقول كلمة الله "يطردونك من بين الناس و تكون سكناك مع حيوان البر ويطعمونك العشب كالثيران ويبلونك بندى السماء فتمضي عليك سبعة أزمنة حتى تعلم أن العلي متسلط في مملكة الناس ويعطيها من يشاء" (دانيال 4 : 24 – 25). فقالوا هم، بأن السبعة أزمنة هي فترة تحكم فيها الأمم، وبانتهائها تحل مملكة يهوه بواسطة المسيا ابنه. ثم عرّفوا الزمان بسنة قمرية تتألف من 360 يوما، وهكذا يكون مجموع الأزمنة السبعة في سفر دانيال 2520 يوما. هذه الأيام حوّلوها إلى سنين استنادا على القول "إن يوما واحدا عند الرب كألف سنة" (بطرس 3 : 8). ولكي يصلوا إلى نهاية أزمنة الأمم يستلزم تحديد نقطة البدء، فاستنتجوا أن نقطة البدء تنصب في السنة التي دمرت فيها أورشليم على يد نبوخذ نصر البابلي مستندين على قول المسيح "وتكون أورشليم مدوسة من الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم" (لوقا 21 : 24). والآن ينبغي الرجوع إلى تاريخ دمار أورشليم على يد البابليين، ومن ثم إضافة الـ 2520 سنة لتوصلهم إلى سنة مجيء المسيح كما توقعوا. فما هو هذا التاريخ؟ يجمع المؤرخين على العام 587 ق.م. كتاريخ لخراب أورشليم، وتؤكد كلمة الله هذا التاريخ، إذ تعطي تاريخ انتهاء السبي بالسنة الرابعة لداريوس ملك الفرس (زكريا 7 : 1 – 5). و يؤرخها المؤرخين 517 – 518 ق.م. إن عدنا من هذا التاريخ 70 سنة' وهي مدة السبي، إلى الوراء سوف نصب في 587 ق.م. وهذا تاريخ لا ينفع معشر الشهود، لأن 2520 ينقص منها 587 تصل بنا إلى سنة 1933 ميلادية. فاضطروا إلى ابتداع رقم آخر يصل بهم إلى 1914. فعينوا العام 607 ق. م. تاريخ لدمار أورشليم، رغم مخالفة الكتاب المقدس والمؤرخين والفلكيين وعلماء الآثار لهذا التاريخ. وصح القول "الحاجة أم الاختراع". إن جارينا "الأنبياء" وأسلمنا جدلاً بحضور المسيح سنة 1914، يواجهنا السؤال: لماذا العالم باقٍ على حاله ولم يحدث تغيير نحو الأفضل؟ جواب برج المراقبة هو كالتالي [114]: منذ مجيء المسيح وتسلم السلطة سنة 1914 إلى معركة هرمجدون الأخيرة ونهاية "نظام الأشياء" يمر جيلا واحدا بحسب لوقا 21: 31- 32 "هكذا أنتم أيضا متى رأيتم هذه الأشياء صائرة فاعلموا أن ملكوت الله قريب، الحق أقول لكم: إنه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل". والجيل المتعارف عليه هو من 70 إلى 80 سنة؛ وعليه يكون الجيل الذي حدده الشهود قد انتهى بنهاية 1984. ولمــّا ابتدأ القلق يتسرب إلى الشهود تداركت الجمعية الأمر فراحت تشجع أتباعها، أن "كلمة يهوه النبوية إلى يسوع هي، أن هذا الجيل سوف لن يمضي حتّى تحدث كلّ الأشياء (لوقا 21:32) و يهوه الذي هو مصدر الوحي والنبوّة الغير كاذبة، سوف يحقق هذا ".[115]لكن مر لليوم 96 سنة منذ "حضور المسيح" سنة 1914، ولازالت النهاية بلانهاية. كيف يأتي المسيح؟قالوا: "عند رجوعه لا يأتي المسيح على الأرض. ولكن الذين يحكمون معه يؤخذون ليحيوا معه في السماء...فرجوع المسيح لا يعني عودته ثانية إلى الأرض حرفياً. لكن يعني تسلّم سلطة الملكوت في هذه الأرض...ففي السنة 1914 حان الوقت عند الله ليرجع ويبتدئ الحكم". [116] ونسأل: إن كان المسيح قد أتى ثانية وابتدأ حكمه فعلاً، لماذا قادتهم لازالوا على الأرض ولم يذهبوا إلى السماء للحكم معه؟ ألعلّ مسؤولياتهم الجسيمة على الأرض تحول دون ذلك؟ للرد، أكتفي باقتباس نص واحد من كلمة الله يغنينا عن كل شرح وتفسير، فيه يعلن لنا الوحي بكلّ وضوح كيفية عودة المسيح. "ولمـــّا قال (يسوع) هذا ارتفع عنهم وهم ينظرون. وأخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيض وقالا: أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء" (أعمال 1: 9- 11). فكيف نشك في عودة منظورة للرب أمام هذا الإعلان الواضح؟ اعتراض:"لقد رأوه منطلقاً ولكنهم لم يروه راجعاً. إنّ كلمة الملاكين "هكذا" لا تقول في نفس الجسد...فقد أخذته سحابة عن أعينهم بحيث صار غير منظور.وهكذا سيكون رجوعه غير منظور – في جسمه الروحاني صعد المسيح إلى السماء. وهكذا يكون رجوعه أيضاً غير منظور في جسم روحاني".[117] الرد: إن كلمة "هكذا" تُفهم بمعناها الحرفي التام وذلك للأسباب التالية: 1 – "هكذا" نسبة إلى الجسد. لقد قام الرب من الأموات بالجسد –كما تأكّد لنا في ما سلف- وهو لم يكن شبحاً أو روحاً؛ وعليه، يكون قد صعد إلى السماء في الجسد نفسه، كما أنه سيعود منها هكذا. 2 – "هكذا" نسبة إلى الجغرافية. يقول النص إنّه انطلق إلى السماء من على جبل الزيتون، ويؤكّد الوحي أنّه في عودته سينزل على الجبل عينه (زكريا 14: 4). 3 – "هكذا" نسبة إلى العيان. إنّ التلاميذ كانوا ينظرونه؛ ويقول الوحي بصريح العبارة إنّ الناس سينظرونه في عودته: "ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير" (متى 24: 30). 4 – "هكذا" نسبة إلى السحابة. وصعوده على السحابة ليس البتة دليلاً على عودة غير منظورة، لكنه يشير إلى عودته مع السحاب في مشهد الصعود ذاته: "هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كلُّ عين" (رؤيا1: 7). اعتراض: "وهنا يتحدّث الكتاب المقدس عن الرؤية، لا بالعيون الطبيعية، بل بمعنى التمييز والإدراك...ولذلك فإنّ عبارة "ستنظره كلّ عين" تعني أنّ كلّ فرد سيفهم أو يدرك أنّ المسيح حاضر – إن الكلمة اليونانية "مجيء" المترجمة هنا الواردة في متى 24: 3 "ما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر" هي "باروسيا" وتعني حضور".[118] الرد: إن تفسيرهم المجازي للعبارة "ستنظره كلُّ عين"، وإن كان يغيّر في كيفية مجيء المسيح وكيفية رؤية الناس له لا يقدر على تغيير حقيقة رؤية جميع الناس له، سواء كانت الرؤية بالعين المجردة أم بالعين الذهنية. وبما أنهم اعترفوا في اعتراضهم، أنّ كلّ فرد سيُدرك حضور المسيح، نسألهم بالتالي: من هم الذين أدركوا حضور المسيح سنة 1914 غيرهم؟ وبتفسيرهم للكلمة اليونانية "باروسيا" يُظهرون، كعادتهم في التفسير، نصف الحقيقة ويخفون نصفها الآخر. فالكلمة تعني "مجيء" علاوة على معناها "حضور" *؛ لكنها في الحديث عن عودة المسيح تعني حرفيّاً مجيئه إلى العالم وليس حضوره غير المنظور. فالمسيح كان في كلّ عصر وزمان حاضراً في عالمنا وبشكل خاص، في كنيسته. وقد وعد المؤمنين به بالمكوث معهم إلى انقضاء الدهر (متى28: 20)، وأكّد أيضاً، حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمه يكون هو في وسطهم (متى 18: 20). لذا فإنّ رجاء المؤمنين الأعظم يعبّرون عنه بالقول: "ولكن نعلم أنّه متى أُظهر (المسيح) نكون مثله لأننا سنراه كما هو. وكلّ من عنده هذا الرجاء به، يطهّر نفسه كما هو طاهر" (1يوحنا3: 2 و3). من يحكم العالم اليوم؟قسّم باربور وشريكه رصل الزمن من بداية الخليقة إلى حلول ملكوت الله إلى ثلاثة عصور . يمتد العصر الأول من الخلق حتى الطوفان (4128- 2473 ق.م.) وقد حكمته الملائكة. ويمتد الثاني من الطوفان حتى 1914 وقد حكمه الشيطان. أما الثالث الذي يبدأ بسنة 1914 إلى ما لا نهاية، وهو العصر الذي تكاثر فيه الشر وتفاقم فيه الفساد، فقد أُسندا حكمه إلى الله. لإبطال زعمهم أذكر بعض الفروق القائمة بين الملكوت الذي يدّعون أنّه انبثق سنة 1914 وبين ملكوت الله: 1- اختلاف في كيفية حلوله. إنّ حلول ملكوت الله تسبقه حوادث وعلامات عديدة منها: أ- خطف القديسين الأحياء وقيامة القديسين الأموات لملاقاة الرب (1تسالونيكي4: 16 و17) ب- حلول ضيق عظيم على الأرض (متى24: 21) ج- ظهور المسيح (متى24: 30) د- دينونة الشعوب (متى25: 31 و32). --------------------------------- * راجع الجزء الثاني من هذا الكتاب، فصل: عالم بلا نهاية 2- اختلاف في طبيعته. إنّ طبيعة ملكوت 1914 موسومة بالشر والوحشية عكس ملكوت الله الذي يتّسم بالبرّ والسلام، حيث لا حروب (أشعياء 2: 4)، ولا خطاة (أشعياء29: 20 و21)، ولا موت (أشعياء 25: 8)، وجميع الشعوب تعبد الرب (زكريا 8: 22). فلو كانت هذه العلامات ظاهرة اليوم لجاز لنا الاعتقاد بسيادة ملكوت المسيح سنة 1914 على الأرض. 3- اختلاف في كيفية دخوله. تضع جمعية برج المراقبة شرطين أساسيين لدخول ملكوتها هما، المعرفة عن شرائع الملكوت والسلوك الحسن [119]. بينما يوضح الرب: "إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يوحنا 3: 3). هذه الولادة تتم بواسطة الإيمان القلبي العميق بذبيحة المسيح، وعندئذٍ يصبح الإنسان مِلكَ المسيح في العالم الحاضر وفي الآتي. فالمسيح لم يأتِ ليسود على عروش أرضية بل على عرش القلب. فبما أنّ ملكوت 1914 لا يحتاج إلى ولادة جديدة، لا يمكن بالتالي أن يكون هو نفسه ملكوت الله. سكان السماء وسكان الأرضتقسّم جمعية برج المراقبة رعاياها إلى فريقين: فريق رجاؤه العيش مع المسيح في السماء، ويسمّى "القطيع الصغير" (لوقا 12: 32) و"الأبكار" وعددهم 144 ألفاً (رؤيا 7: 4). وفريق آخر رجاؤه العيش في الفردوس على الأرض، ويسمّى "الجمع الكثير" (رؤيا 7: 9) و"الخراف الأخر" (يوحنا 10: 16). اخترعوا هذا التعليم الغريب للتخلص من ورطة أوقعهم فيها زعيمهم رصل حين نادى، أن عدد المخلّصين من البشر هو 144 ألفاً لا غير. فلمّا ازداد عدد المشايعين بما يفوق هذا الرقم، وجب على خلفه رذرفورد ابتداع رجاءً آخر للأعضاء الجدد. فقسم المؤمنين إلى فريقين وأُعلن الرجاء الجديد سنة 1935 في مؤتمر واشنطن.[120] قالوا عن الفريق السماوي: "يوضح الكتاب المقدس أنّ 144000 فقط من الأشخاص المجرّبين الأمناء سيذهبون إلى السماء ليحكموا مع المسيح؛ ولماذا هؤلاء فقط؟... لأنّ هؤلاء وحدهم مولودون من روح الله، ولأنّ يهوه قد برّرهم بالإيمان به.... فعلوا ما هو حسن في هذه الحياة، وبرهنوا على الأمانة، فهم أهلٌ للجلوس على عروش سماوية مع المسيح. هذا، ومعظم هؤلاء هم الآن في السموات، أما بقيّتهم التي ما تزال على الأرض، فتؤلف صف "العبد الأمين الحكيم".[121]ولهؤلاء وحدهم حق تذكر موت المسيح بكسر الخبز و تناول الكأس. قالوا عن الفريق الأرضي: "وهذا الجمع الكثير الذي لا يُحصى، غير المختومين على جباههم بختم الله الحي، ليسوا في العهد الجديد الذي توسّطه يسوع المسيح...ليست لهم آمال سماوية...لم يولدوا ليكونوا أبناء الله الروحيين...لم يمسحهم الله كوارثين مقبولين مع المسيح في ملكوته السماوي ... كل الأنبياء قبل المسيح...لم يوضع أمامهم أي رجاء سماوي". [122]إذا،أنبياء كموسى وأيوب وإيليا سوف يخضعون لقادة شهود يهوه. نرد على هذه المهاترات بالتالي: 1 - إنّ كلمة الله لا تُحدّد عدد الداخلين إلى السماء ولا عدد المولودين من روح الله، بل تقول: "كلُّ من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد وُلد من الله" (1يوحنا 5: 1)، "وأمّا كلُّ الذين قبلوه (أي المسيح) فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله" (يوحنا 1: 12). ثم لا ينص سفر الرؤيا على أنّ دخول الـ 144000 إلى السماء متوقّف على أمانتهم، بل لأنّ الخروف قد اشتراهم بدمه الكريم. فأيّ إنسان ابتغى الدخول إلى السماء، إن كان من قادة برج المراقبة أو غيرهم، عليه أولاً أن يغتسل بدم المسيح. ذلك، لأنّ السماء "لن يدخلها شيء دنس" (رؤيا 21: 27) و"الشعب الساكن فيها مغفور الإثم" (أشعياء 33: 24). 2 - إنّ الفريق الأرضي حسبما وصفوه محروم من كلِّ البركات التي يتمتّع بها المؤمنون بالمسيح، المذكور عنهم أنهم تبرّروا بالإيمان بكفّارة المسيح (رومية 3: 21- 28)، وأنهم اشتُروا لله بدم الحمل (رؤيا 5: 9)، مختومين بالروح القدس (أفسس 1: 13)، مولودين من روح الله (1بطرس 1: 3)، ووارثين مع المسيح (رومية 8: 17). وهكذا نتحقّق بأنّ الذين دعاهم رذرفورد ليعيشوا في الفردوس الأرضي ما زالوا خطاة غير تائبين في نظر الله ولا علاقة لهم لا من بعيد ولا من قريب بجماعة المؤمنين الحقيقيين. 3 - إنّ المسيح لم يبذل نفسه فدية فقط عن 144000 إنسان، بل عن البشرية جمعاء، فيكون من حق جميع الذين آمنوا بموته وقيامته أن يدخلوا السماء وأن يتناولوا عشاء الرب ليتذكّروا موته البديلي عنهم. 4 - إنّ اختلاف رعايا جمعية برج المراقبة في رجائهم لَهُو دليل قاطع على عدم انتمائهم إلى كنيسة المسيح، التي لها وصية تقول: "مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام. جسد واحد وروح واحد كما دُعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد" (أفسس 4: 4). ورجاء الكنيسة وتعزيتها عبر العصور كانا في وعد سيّدها الأمين: "في بيت أبي منازلُ كثيرة... وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً" (يوحنا 14: 2 و3). 5 - وقولهم، إنّه لم يكن لأنبياء الله قديماً أيُّ رجاء سماوي، هو ادّعاء باطل، فالكتاب يقول عنهم: "في الإيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدّقوها وحيّوها وأقرّوا بأنّهم غرباء ونزلاء على الأرض. فإنّ الذين يقولون مثل هذا يُظهرون أنّهم يطلبون وطناً...يبتغون وطناً أفضل أي سماوياً" (عبرانيين 11: 13 و14 و16). 6- يعلّم الكتاب المقدس بأنّ الجمع الكثير سيكون مع الأبكار الـ144000 في الأبدية: "بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير...واقفون أمام العرش وأمام الخروف" (رؤيا 7: 9). وعرش الله هو في السماء وليس على الأرض. اعتراض: "وقوفهم أمام العرش (باليونانية"على مرأى من العرش") الذي لله لا يتطلّب أن يكونوا في السماء فموقعهم هو فقط على مرأى من العرش". [123] نقول: اعتراضهم هو حجّة سخيفة لا يمكن أن يقنع بها قرّاء الكتاب المقدس. فعبارة "أمام العرش" لم ترد في الحديث عن الجمع الكثير فقط، بل في الحديث أيضاً عن الـ 144000 (رؤيا 14: 1-3). ولذا ليس من بد أن تكون حال أولئك كحال هؤلاء في الأبدية. نعود مجددا إلى تصريحات فريدريك فرانس أمام القضاء البريطاني لتأكيد بطلان هذا المعتقد*: "المدعي العام : بالنسبة لسكان الأرض الجديدة، هل سيكونون قطعا من شهود يهوه؟ فرانس: هذه الحال في البداية، لكن الذين ينتمون إلى صف البقية يأملون أيضا النجاة من معركة هرمجدون ، وكذلك الجمع الكثير من الخراف الأخر. لكن نجاة البقية من هرمجدون سيكون مؤقت فقط ، إذ ينبغي أن يظهروا الأمانة حتى الموت، بينما الخراف الأخر سيسمح لهم بالعيش إلى الأبد على الأرض في حالة تقديمهم الطاعة المستمرة لله. المدعي العام: وينبغي أن يخضعوا لإجراءات تأديبية، حال تطلب الأمر ذلك؟ فرانس: نعم!" أعطوا الإنسان خيارين، أولهم مرّ وثانيهم أمرّ، فإما الخضوع والاستعباد لجماعة شهود يهوه، أو الإبادة من الوجود. |
||||
02 - 07 - 2015, 05:06 PM | رقم المشاركة : ( 8238 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شعبٌ على اسم الله يحاول شهود يهوه بسبل شتّى وبوسائل مختلفة إقناعنا بأنّهم شعب الله الوحيد وأصحاب المواعيد الإلهية، وأن الله خصّهم ببركات لا تتمتّع بها جماعة أخرى على الأرض. وانتمائهم ليهوه يبنوه على ثلاثة نصوص كتابية: أ - "افتقد الله أولا الأمم ليأخذ منهم شعبا على اسمه"( أعمال 15: 14 ). فقالوا: "يهوه أتمّ وعده في أعمال 15: 14 بكل أمانة إذ أقام اليوم شعباً على اسمه في الأرض وهم شهود يهوه. وكلمة الله تشير إلى شهود يهوه بصفتهم الشعب المنظّم الوحيد الذي يملك بركته".[124] ب - "أنتم شهودي يقول الرب (يهوه) وعبدي الذي اخترته"( إشعياء 43 : 10 – 12 ). فقالوا: "وليميِّز هؤلاء المسيحيون أنفسهم من طوائف العالم المسيحي، اعتنقوا سنة 1931 الاسم شهود يهوه. وهذا الاسم مؤسس على اشعياء 10:43-12". [125] ت - "أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتني ... وعرفتهم اسمك وسأعرفهم"( يوحنا 17 : 6 ، 26 ). فقالوا: "من اسمهم ذاته شهود يهوه أن نشاطهم الرئيسي هو أن يشهدوا لاسم يهوه الله وملكوته كما فعل المسيح - وكان ذلك على انسجام مع تصميمه أن يعّرف الناس باسم يهوه كما هو واضح في صلاته إلى أبيه: " أنا أظهرت اسمك للناس ". [126] الرد:1 – ادّعائهم أنّ الله شرع باختيارهم شعباً له في القرن العشرين يحمل في قراراته حكماً على كنيسة المسيح بالزوال، وبالتالي إبطال عمل المسيحيين وكرازتهم منذ صعود المسيح وإلى مجيء تشارلز تاز رصل، إذ لا توجد أمة أو كنيسة تسمت باسم يهوه على مر العصور والأزمنة. ونسأل أصحاب الدعوى: إن كان الله قد أقامكم شعباً له في الأزمنة الأخيرة، فشعب من يكونون الذين خاطبهم الرسول بالقول: "وأما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي أمّة مقدسة شعب اقتناء...شعب الله" (1بطرس 2: 9-10)؛ ألعلة تنبّأ عنكم يا معشر شهود يهوه؟ لسنا نشك البتة، أن الرسول بطرس خاطب بقوله جماعة المؤمنين بالمسيح في الكنيسة الأولى وأجيالها اللاحقة، كما سيتبين لنا لاحقا، وما قولهم إلاّ حجة واهية نابعة عن غرور النفس. 2 - لا اعتراض البتة على الاسم "يهوه"، غير أننا نرى في انتحاله اعتراضاً على اسم "يسوع" ورفضاً قاطعاً لمأموريته "وتكونون لي شهوداً" (أعمال 1: 8)، فالمسيحي هو من يشهد للمسيح ويعلن نوره ومحبته للناس. 3 - أما قوله "أظهرت اسمك للناس" فيقينا ليس المقصود به التلفظ باسم الله "يهوه"، والأسباب أسوقها كالتالي: أ- القول يراد منه إعلان ذات الله، ويخطئ من يحصر مفهومه لاسم الله في الأحرف اللغوية، لأن الاسم في لغة الكتاب يفيد غالبا الذات أو الشخص. كلامنا تؤكده جمعية برج المراقبة فتقول: "الكلمة " اسم" لا تعني دائما اسمًا شخصيًا، لا في اليونانية ولا في العربية".[127] وعليه يكون تقديس اسم الله تقديس شخصه، ومخافته تعني مخافة شخصه وليس مخافة الأحرف اللغوية، وهكذا أيضا تعظيم اسمه، فقيل: "اسمي عظيم بين الأمم" ( ملاخي 11 :1 ). إن أخذنا الكلام بحرفه نفينا صدقه، إذ أن اللفظ "يهوه" ليس عظيم بين الأمم، وبالمقارنة مع الاسم "يسوع" يكاد الاسم "يهوه" لا يعرف. ب- إنّ اليهود، ولاسيما قادتهم الدينيين، لم يحتاجوا إلى من يظهر لهم حقيقة اللفظ "يهوه"، فهم يعرفوه حق المعرفة، حتى وإن امتنعوا عن استخدامه إفراطا في تقديسه. فإن كان المسيح قد جاء ليظهر حقيقة اللفظ اللغوي للاسم يكون قد فشل فشلاً ذريعاً، إذ أن الاسم لم يستخدم زمن المسيح ولا ازداد شهرة وانتشاراً من بعده. ج- لا توجد أيّة مخطوطة يونانية تؤكد أنّ المسيح استخدم اسم "يهوه" في موضع ما. د- إنّ الاسم "يهوه" الذي ينادون به هو خاص بالمسيح، فقوله، إن كل ما للآب هو له، لا يشمل صفات الله وأعماله فحسب، بل وأسماءه أيضا، سواء حرفية أو معنوية " لذلك رفعه الله وأعطاه اسماً فوق كل اسم" ( فيلبي 2 : 9 ). اعتراض: "يفرّحنا أنّ يهوه بلطفه أعطى ابنه "اسماً فوق كلّ اسم باستثناء اسم الله".[128] نقول: إنّ الاسم الذي حازه المسيح هو اسم الله بكل ما له من قوة ومجد وعظمة، ولذلك لم تكن الكنيسة تنادي باسم آخر غير الاسم العظيم "يسوع" (أي يهوه الخلاص)، حيث فُتِنت المسكونة فيه. ولكثرة مناداة التلاميذ بهذا الاسم اغتاظ أعدائهم "ودعوا الرسل وجلدوهم وأوصوهم أن لا يتكلّموا باسم يسوع ثم أطلقوهم. وأما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع لأنّهم حُسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه" (أعمال 5: 40 و41). ويصف الوحي ثمار مناداتهم باسم يسوع بالقول: "وكان اسم الرب يسوع يتعظّم" (أعمال 19: 17). فالمسيحيون أطاعوا وصية المسيح "وتكونون لي شهوداً"، وقاموا بهذا العمل على أكمل وجه إذ شهدوا لاسم الرب يسوع واستشهدوا من أجله. إنّ الاسم الذي أعلن الله فيه ذاته مخلّصاً هو "يسوع"، "لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أعمال 4: 12): باسم يسوع صارت لنا الحياة (1يوحنا 5: 13)، ولأجل اسمه تغفر لنا خطايانا (1يوحنا 2: 12)، وبالإيمان باسمه نصبح أولاداً لله (يوحنا 1: 12)، وباسمه تخضع الشياطين (لوقا 10: 17)، وباسمه نعمل قوات وعجائب (أعمال 3: 16)، وباسمه نجتمع للعبادة (متى18: 20)، وباسمه يستجيب الآب لصلواتنا (يوحنا 16: 23 و24). ومن لا يؤمن باسم يسوع فهو تحت غضب الله ودينونته (يوحنا 3: 18) كائناً من كان، من الشهود أو غيرهم. بناءً على ما ورد تكون جميع الحجج التي قدّموها على كونهم شعب الله المختار باطلة لا تقوم على أساس كتابي. |
||||
02 - 07 - 2015, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 8239 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بأيّ إنجيل ينبغي أن نكرز؟ قال المسيح لتلاميذه: "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مرقس 16: 15). وإطاعة لهذه الوصية ذهب الرسل والتلاميذ إلى العالم وفي أفواههم بشارة واحدة، بشارة الخلاص بالمسيح. كان محور كلامهم ولبّ إنجيلهم بلا نزاع، شخص الرب يسوع نفسه. فقيل فيهم إنّهم "كانوا يخاطبون اليونانيين مبشّرين بالرب يسوع" (أعمال 11: 20). واليوم ينادي معشر شهود يهوه ببشارة خاصة يقال لها "بشارة ملكوت 1914 السعيدة". وهذه البشارة هي، حسب زعمهم، مطابقة لما قاله يسوع إنّه سيقوم شهود يهوه ويبشرون وهم على أبواب عالم جديد بإنجيل الملكوت المؤسس، "وإتماماً لهذه النبوّة ينادي شهود يهوه منذ سنة 1914 في كلّ الأرض بأنّ المسيح حاضر في سلطة الملكوت".[129] أما ما كرز به المسيح وأتباعه من بعده مدة عشرين قرناً فقد أصبح لديهم قديم العهد ولا يتناسب مع العصر الذي نعيش فيه باعتبار أنّ الملكوت الذي كرز به قبلاً قد حلّ على الأرض. [130]لذلك تتركّز كرازتهم على مجيء المسيح الثاني و يرون "أن المملكة كانت هي شغل يسوع الشاغل وموضوع كرازته الرئيسي".[131] الرد: تحذّرنا كلمة الله بالقول: "يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحولّوا إنجيل المسيح. ولكن إن بشّرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشّرناكم فليكن أناثيما (أي مرفوضاً)" (غلاطية1: 7 و8). فما هو إذاً الخلاف القائم بين إنجيل شهود يهوه والإنجيل الذي نادى به رسل المسيح وتنادي به الكنيسة اليوم؟ الخلاف كبير جداً، ليس لفظاً بل معنىً. صحيح أنّ المسيحيين يكرزون بملكوت الله، إلاّ إنهم لا يفهمون منه مجرد حكومة تتسلّط على رقاب البشر وتخضعهم لسلطانها. إنما يفهمون منه أموراً أخرى أستعرضها كالآتي: 1 - الكرازة بالملكوت تعني الكرازة بالمسيح لأنها مقترنة بشخصه. نقرأ: "فانحدر فيلبس إلى مدينة من السامرة وكان يكرز لهم بالمسيح...وهو يبشّر بالأمور المختصة بملكوت الله وباسم يسوع المسيح" (أعمال 8: 5، 12). وكان عمل الرسول بولس "كارزاً بملكوت الله ومعلّماً بأمر الرب يسوع المسيح بكلّ مجاهرة بلا مانع" (أعمال 28: 31). وقد كان يبشّر بين الأمم "بغنى المسيح الذي لا يستقصى" (أفسس 3: 8). ولم يكن ليحشو أدمغة الناس بكلام عن حكومة ستؤسس سنة 1914، بل كان "يشرح لهم شاهداً بملكوت الله ومقنعاًً إياهم من موسى والأنبياء بأمر يسوع من الصباح إلى المساء" (أعمال 28: 23). وهو الذي صرّح أنه لم يعزم أن يعرف شيئاً بين المؤمنين "إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً" (1 كورنثوس 2: 2). لذلك سمّى الإنجيل الذي نادى به "إنجيل مجد المسيح" (2كورنثوس 4: 4). العبارة لا تروق لجماعة شهود يهوه لأنها تظهر مجد المسيح وتضعه في مركز واحد مع الله، فانبغى عليهم التمويه. في حال اقتران البشارة بالله ترجموها "بشارة الله"، لكن في حال اقترانها بالمسيح رفعوا ضمير الملكية فأصبحت "بشارة عن المسيح" وليس "بشارة المسيح". نقارن ترجمتهم مع مجمل الترجمات العربية الماخوذة عن الأصل اليوناني: فندايك: "إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ". الكاثوليكية: "نورَ بِشارةِ مَجْدِ المسيح". المشتركة: "نُورَ البِشارَةِ بِمَجدِ المَسيحِ". البولسية: " إِنجيلِ مَجْدِ المَسيحِ". الحياة: "الإِنْجِيلِ الْمُخْتَصِّ بِمَجْدِ الْمَسِيحِ". العالم الجديد: "إنارة البشارة المجيدة عن المسيح". ومثالاً آخر على هذا التمويه من 1 بطرس 4: 17 حيث جاء القول: "فما هي نهاية الذين لا يطيعون إنجيل الله؟"، وهو القول الذي نقلوه بكل تدقيق. أما القول في 2 تسالونيكي 1: 8 "لا يطيعيون إنجيل ربنا يسوع المسيح" فقد حوّلوه إلى "لا يطيعون البشارة عن ربنا يسوع المسيح". هكذا فعلوا في كل المواضع حيث اقترنت البشارة باسم يسوع. 2 - الكرازة بالملكوت هي الكرازة بخلاص المسيح. فالكنيسة تؤمن بأن شغل المسيح الشاغل لم يكن الملكوت والحكم، بل خلاص البشرية الهالكة. وهذا الخلاص كان السرور الموضوع أمامه الذي من أجله "أحتمل الصليب مستهيناً بالخزي" (عبرانيين 12: 2). وهو الذي قال أيضاً بحق: "لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلّص ما قد هلك" (لوقا 19: 10)؛ "كما أن ابن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليَخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (متى 20: 28). وعن ساعة صلبه وموته قال: "لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة" (يوحنا 12: 27). 3 - الكرازة بالملكوت هي الكرازة بالتوبة. تُعتبر التوبة إحدى الأركان الأساسية لبشارة ملكوت الله، ولذا استهل الرب ويوحنا المعمدان كرازتهما بها (متى 3: 1و2؛ 4: 17). وحين أمر الرب تلاميذه بالذهاب إلى العالم أجمع أوصاهم بأن يكرزوا "باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم" (لوقا 24: 47). وهكذا كان، إذ أطاع التلاميذ أمر سيّدهم ونادوا حيثما ذهبوا: "توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم" (أعمال 3: 19). شتّان ما بين الإنجيل الذي يكرز به شهود يهوه وإنجيل مجد المسيح الذي تكرز به الكنيسة اليوم. هم يكرزون بملكوت 1914، "ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً...بالمسيح قوة الله وحكمة الله" (1كورنثوس1: 23 و24). "فإننا لسنا نكرز بأنفسنا (بأفكارنا وتفاسيرنا ومعتقداتنا) بل بالمسيح يسوع رباً" (2 كورنثوس 4: 5)، لأننا نؤمن بأنّ لب الإنجيل هو شخص المسيح بحبه وتعليمه وتضحيته. |
||||
03 - 07 - 2015, 03:13 PM | رقم المشاركة : ( 8240 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأمل في المزمور التسعين- الاتكال على الله "الساكن في عون العليّ، في ستر إله السماء يسكن" نقرأ في صلاة النوم الكبرى ستّة مزامير قبل ترتيل "معنا هو الله". والثلاثة الأخيرة منها مختارة من مزامير الاتّكال على الله. فالمزمور (24) يبدأ بـ"يا ربّ إليك رفعتُ نفسي، إلهي عليك توكلتُ فلا أخزى إلى الأبد". والمزمور (30) يُفتتح بالآية "عليك يا ربّ توكلتُ فلا أخزى إلى الأبد، بعدلك نجِّني وأنقذْني". وأخيراً المزمور (90) يبتدئ بـ"الساكن في عون العليّ، في ستر إله السماء يسكن". تتردّد في هذه المزامير أجمل صرخات الاتّكال على الله والثقة به. لعلّ أهمّ صفة من صفات الله، في ضمير الإنسان عموماً، هي سيادته. أي أنّه في موضع السيّد الذي نستطيع نحن العبيد أن نتّكل عليه."الاتّكال على البشر باطل" تقول المزامير. يحتاج الإنسان للإنسان ويعتمد عليه. لكن المتَّكَل الحقيقيّ والملجأ الأمين والأقدر هو الله! يتصارع الإنسان في سبيل وجوده وتحسينه مع مخاطر الحياة وظروفها ومسؤوليّاتها، ولطالما يشعر مرّات عديدة أنّه عاجز عن تحقيق أحلامه، ولربّما أيضاً حتّى أهمّ حاجاته! لذلك فهو يحتاج إلى معتمَد يستطيع الاستناد إليه في ضيقه وعجزه، فهو بحاجة لِمَن يثق به وقادر على التعويض له عن عجزه البشريّ. تمتلئ صلواتنا، والمزامير منها خاصّة، بآيات الاتّكال على الله. فالله هو الملجأ والصخرة والخلاص والستر، ومَن يتّكل عليه لا يخزى إلى الأبد. "على الربّ توكّلتُ فكيف تقولون لنفسي اهربي إلى الجبال؟" لكن هناك شرطان أساسيّان للاتّكال على الله، فهناك اتّكال على الله خاطئ. لقد استخدم الشيطان إحدى آيات هذا المزمور (90، 11) ليجرّب المسيح ويوقعه في اتّكال خاطئ، حين طلب منه أن يرمي ذاته من جدار الهيكل ويتّكل على الله الذي يقول في المزامير: "لأنّه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كلّ طرقك، على الأيدي يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك"! لكن يسوع رفض هكذا اتّكال على الله، واعتبره بالعكس تجريباً لله وليس اتّكالاً عليه. يسوع يتّكل على الله، ويصلّي تلك الصلاة الحارّة على الصليب "إلهي إلهي لماذا تركتني"، والتي غالباً ما نسيء فهمها، فنظنّ أنّ يسوع "يعاتب الآب" على هجرانه للابن في مثل هذه اللحظة التي كان عليه أن يكون أقرب فيها! الحقيقة أنّ هذا المزمور المسيانيّ هو من أجمل مزامير الاتّكال على الله! حيث أنّه يشدّد كتتمّة للآية السابقة "عليك اتّكل آباؤنا فنجّيتهم، إليك صرخوا فنجوا، عليك اتّكلوا فلم يخزوا... عليك ألقيتُ من الرحم من بطن أمّي أنت إلهي". ليس كلّ اتّكال على الله إذن صحيحاً! وبرهان ذلك المثالان السابقان المتناقضان بين يسوع والشيطان. الشرط الأوّل للاتّكال على الله هو أن نؤمن برحمة الله وقوّته. إنّ أغلب المسيحيّين والناس عموماً لا يشكّون في قدرة الله، لأنّها أهمّ صفة من صفات الله "القوّة". لكن ليس لدى الجميع شعور أكيد برحمة الله وعنايته. فلا يشكّ أحد أنّ الله خالق. ولكن لا يشعر الجميع بعناية الله في العالم فعلاً. لذلك نراهم يميلون يوم الضّيق إلى الاعتماد والاتّكال على الذّات أو على المقتنيات أو على الناس... ولا يشكّل الله في مثل هذه اللحظات حلاً أبداً. مَن منّا يؤمن أنّه عندما يواجه أمراً غير ممكن لديه يمكن لله فعلاً أن يساعد فيه؟ إذا كنّا نتّكل على الله بالأمور المستطاعة فهذا ليس ثقة حقيقيّة بالله. الثقة الحقيقيّة تظهر تماماً عندما نطلب من الله ما هو غير مستطاع لدينا. يبدأ عمل الله عندما تنتهي مقدراتنا. وهنا يَمتحِن الاتّكالُ على الله إيمانَنا الفعليّ به. لكن كي نضع اتّكالنا على الله، عندما نعجز أمام بعض الأمور، علينا أن نكون واثقين أنّ طلبنا هو موافق لمشيئته. هذا ما تمّمه يسوع عندما طلب من الآب "إن أمكن فلتعرضْ عنّي هذه الكأس"، ثم أضاف "ولكن لا تكنْ مشيئتي بل مشيئتك". نتّكل على الله يعني، أنّه عندما نعجز تجاه حاجة ما نطلبها من الله ولكن بالإيمان، نعرف أنّه إذا كانت للخير وبحسب إرادته- فهو قادر أن يتمّمها لنا، وإذا كانت ليست لخيرنا، فالأفضل ألاّ يحقّقها لنا. إنّ إيماننا أنّ الله قادر على تتميم أيّ شيء، ولكنّه بالوقت ذاته رحوم، فهو لا يحقّق لنا إلاّ ما هو لخيرنا- بحسب إرادته. لأنّ محبّته لا يمكنها أن تكون إلاّ عناية ، وعنايةً حقيقيّة. والشرط الثاني للاتّكال على الله هو أن نعمل نحن الآن ويحقّق هو الغد. غالباً ما نتّكل على الله بطريقة خاطئة. فحين نعجز مثلاً أمام صعوبة في الحياة "نتركها لله"، أي "نرميها في ملعبه"، ونقف نحن عادمي الحراك، وكأنّ على الله أن يعمل عنّا! الاتّكال على الله يعني تماماً أن نعمل نحن حتّى حين نعجز ونقدّم ضعفنا، وهو كلّ ما نستطيع. وإذا كان ذلك غير كافٍ أمام تلك الصعوبة فإنّنا نؤمن أنّه عندما نقدّم جهدنا اليوم وغير الكافي فإنّ الله يؤمّن لنا الغد. الاتّكال على الله لا يعني ترك الأمور لله (وحده). الاتّكال على الله يعني الثّقة به وبعنايته وعدم القلق واليأس. إذ عندما نواجه صعوبة تفوق طاقاتنا، نقدّم طاقاتنا دون قنوط مؤمنين أنّ الله سوف يتمّم إرادته بمساعدتنا وتحقيق كلّ خير عندما نتّكل عليه ونستدعيه لنجدتنا. "أؤمن يا سيّد، فأعِنْ ضعف إيماني"! أتّكلُ على الله يعني أنّني أقدّم أنا الآن ويقدّم الله الغد! "هم اتّكلوا على الفرس والمركبات، أمّا نحن فباسم الهنا ندعو". نتّكل على الله فلا نخشى صعوبات ولا أزمات، نعمل إرادته غير هيّابين ومؤمنين أنّ "صلاحه عظيم ومدّخر للذين يتّقونه". "تشجّعوا ولتقوَ قلوبكم يا جميع المتوكّلين على الربّ"، آمين. (المطران بولس يازجي (من كتاب مصاعد القلب |
||||