02 - 07 - 2015, 04:37 PM | رقم المشاركة : ( 8221 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نظرية "العبد الأمين الحكيم"
يفتخر الشهود بأنّ يهوه هو قائدهم الأعلى والمسيّر لمنظمتهم بكل فروعها. فيدّعون أن"ليس لديهم صف رجال دين مأجور وليس لديهم أيّ قائد بموهبة قيادية في مقام عال - من يتحكّم في الهيئة؟ من الذي يوجهها؟ من هو الرأس؟ أرجل هو؟ أم مجموعة من الرّجال؟ أم طبقة رجال الدين؟ البابا؟ الهرميّة؟ مجلس؟ لا ...هل الإله الحيّ، يهوه، قائد الهيئة المسيحيّة الثيوقراطية؟ نعم! " [8] ليست الحقيقة كما يصورنها، وقولهم لا يصيب من الحق إلا نصفه. فرغم أنّ لا رئيس يحكمهم اليوم كما في الماضي، إنما هم يخضعون لهيئة بشرية تأتي في المرتبة الثالثة بعد يهوه والملك يسوع ضمن نظام ثيوقراطي يسود على هيكلية منظمتهم، التي بواسطتها سيحكم الله العالم قريباً، كما يعتقدون. تُلقّب الهيئة الحاكمة بـ "صف العبد الأمين الحكيم"، وتستمد لقبها من قول المسيح في إنجيل متى 24: "فمن هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام في حينه؟". وتقول: "يسوع بدوره أقام عبده الأمين الفطين للاعتناء بحاجات شعب الله الروحية على الأرض(متى 24: 45 – 47) والهيئة الحاكمة لشهود يهوه تمثل صف العبد هذا". [9] هدف الهيئة، قيادة المشايعين قيادة موحّدة فكراً وقولاً وعملاً، ولأعضائها مكانة بين شهود يهوه كمكانة رسل المسيح في الكنيسة الأولى، فيقال: "رجال هذه الهيئة الحاكمة، هم كالرسل والشيوخ... يتبعون مثال الهيئة الحاكمة في أورشليم التي كانت قراراتها مؤسسة على كلمة الله ومتّخذة تحت إرشاد الروح القدس - والترتيب عينه يعمل في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه اليوم". [10]وتسعى الهيئة نحو المزيد، فتدعي بأنها "قناة الله الوحيدة" التي يكلم بها البشر:"لإرضاء يهوه يلزمنا أن نقبل الإرشاد الذي يزوّدنا إيّاه بواسطة هذه القناة ونعمل بانسجام تام معه"[11]، ولا يُعرف شيئاً عن الشخصيات التي تتألف منها الهيئة، فالغموض يكتنف جنسياتهم وقدراتهم العلمية وممتلكاتهم. وللتخفي منافع، فهو بلا شك يجنبهم المساءلة والفحص والانتقاد. نشأت هذه الأيديولوجية وتبلورت على مدار أكثر من أربعين عاماً، والغرض منها هو طلاء تنظيمهم بصبغة روحية وتحويله من نظام بشري تقمع فيه الإرادة ويمارس فيه الإرهاب الفكري إلى نظام ديني ثيوقراطي. بدايةً أشار إليها رصل في مجلة برج المراقبة فقال: "إنّ هدف الناشر لهذه المجلة يتمثل في حث جماعة المؤمنين على السهر وإمدادهم بالطعام الروحي في أوانه استعدادا للحوادث المتعلقة بمجيء المسيح". [12] تلا ذلك تلميحات من أتباع رصل وزوجته على أنه العبد المشار إليه في قول الرب. وما باتت أن تحولت التلميحات إلى إعلان صريح في كتاب صدر لرصل بعد موته بعنوان "اللغز المنتهي"، وهو جزء سابع من سلسلة "دراسات في الكتاب المقدس". ازدادت العقيدة قوة أبان حكم رذرفود الذي رسم لها الحدود النهائية بالقول:"نؤمن بأن الأخ رصل حافظ على مقامه كعبد مميز وأمين للرب ، وقد أوكله الرب على كل ما له ، ولهذا من لا يتبع تعليم هذا الرجل ويتمثل بسيرته يكون رافضاُ للمسيح ومرتداً عن الإيمان". [13]بعدها بحوالي ثلاثين سنة تثبتت العقيدة في كتاب "شهود يهوه يكرزون بالملكوت"، ونُسبت مهام العبد إلى مجموعة من القادة يؤلفون الهيئة الحاكمة لشهود يهوه. يرى الشهود وقادتهم في قول المسيح نبوّة عن قدوم عبد أمين وآخر شرير ليرعى جماعة المؤمنين. العبد الأمين يتمثل في قادتهم، والشرير في قادة الكنائس المسيحية. لكن في مراجعتنا لسياق النص لا نرى شيئاً من هذا القبيل، بل هو مثال عن عبد واحد قد توجد فيه الأمانة أو تنعدم، أي تصرفين محتملين لعبد واحد. والاحتمال هنا ينفي النبوّة لأن النبوّة ثابتة لا تقبل باحتمالات. وبالرجوع إلى القرينة في لوقا 12، نلحظ أنّ الكلام موجه لجميع المؤمنين بالمسيح، ويعلن موقف المؤمن منوكالة أقامه عليها الرب، كما ويضع المعايير الصحيحة للحياة والخدمة المسيحية، ويحدد سلوك أتباع المسيح. فيجعل الحكمة والأمانة صفتين يتطلب وجودهما في حياة كل مسيحي يسعى إلى أتّباع المسيح. فلا شك بإنه مثل ضربه الرب، ولا أثر فيه لنبوّة عن رصل أو غيره. |
||||
02 - 07 - 2015, 04:40 PM | رقم المشاركة : ( 8222 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صفات العبد ومهامه
إيديولوجية "العبد الأمين الحكيم" أجازت للهيئة الحاكمة الادعاء بأنها قناة الله، فصارت تمرر إلى الشهود تعاليمها الهشة على أنها حق إلهي نقي. حقوق التفسير والتعليم والتوجيه محفوظة للعبد وحده دون سواه. هو يقرأ الكتاب ويستخرج منه الغذاء الروحي للشهود، ولا يمكن الاعتماد على سواه في تفسير كلمة الله وقيادة شعبه. لذلك فإنّ أول درس يلقّن للمنخرط في صفوفهم هو إخضاع العقل والإرادة للعبد كما لله. فمادام المرء يؤمن بأن الله يمرر كلامه للناس عن طريق العبد، فهو بالتالي مرغم على قبول إرشاداته وتعاليمه مع تقديم الطاعة العمياء له من أجل إرضاء ضميره تجاه الله. من مزاعمهم بهذا الخصوص: "إذا لم نكون على علاقة بقناة الاتّصال التي يستخدمها اللّه، فلن نتقدّم في الطّريق إلى الحياة، حتى وإن قراءنا بكثرة في الكتاب المقدس". [14] "جميعنا نحتاج المساعدة على فهم الكتاب المقدس، و لا يمكننا الحصول على حاجتنا من توجيه كتابي خارج صف العبد الأمين الحكيم".[15] "يهوه لا يتكلم معنا إفرادياً اليوم، بل يستخدم كلمته وممثليه على الأرض ... فنحن نخطئ إلى إلهنا إن تمردنا على أشخاص كهؤلاء". [16] في قضية Douglas Walsh الشهيرة، التي خاضتها منظمة برج المراقبة بداية خمسينات القرن الماضيأمام القضاء البريطاني في اسكتلندا لانتزاع الاعتراف بشرعية قادتها ومساواتهم للكهنة والقسس في الطوائف المسيحية، استُدعي نائب رئيس جمعية برج المراقبة فريدريك فرانس، والمستشار القانوني للجمعية هايدن كوفينغتون * للإدلاء بشهاداتهم. وفيما يلي مقتطفات من الاستجواب كما رواه الانفصالي رايموند فرانس * في كتابه "صراع الضمير"، وفيه تتجلى أفكارهم بوضوح: محضر استجواب نائب الرئيس فريدريك فرانس: * "المدعي العام: ينبغي على كل عضو من شهود يهوه التسليم، بأن كتب الجمعية، التي أشرت إليها أنت هي شبيهة بالكتاب المقدس وتفسيرا حقاً له؟ فرانس: لكنه غير مرغم على هذا الفعل؛ كمسيحي له الحق في فحص نصوص الكتاب المقدس للتأكد بأن الكتاب يوافق تفاسيرنا... المدعي العام: لا خيار لدى الشاهد إلا بقبول معلومة مجلة "برج المراقبة" أو مجلة "استيقظ" والعمل بما يأتي فيهما من توجيهات؟ فرانس: عليه القبول بهذا ... الرئيس هو القناة الناطقة [باسم الله]. هو يلقي الكلمة التي تطور المعرفة الكتابية ... المدعي العام: هل هنالك رجاء بخلاص إنسان اسند إيمانه على الكتاب المقدس، لكنه يتواجد في مكان ما من العالم لم تصله منشورات منظمتك ... هل يقدر أن يفسر الكتاب بطريقة سليمة؟ فرانس: لا... " محضر استجواب المستشار القانوني هايدن كوفينغتون: "المدعي العام: لقد نشرت جمعيتكم، نبوّات كاذبة. هايدن: لنقل تصريحات خاطئة أو توقعات خاطئة حول إتمام النبوءات. المدعي العام: وكان على الشهود القبول بها؟ هايدن: هذا صحيح. المدعي العام: كل شاهد اقتنع بخطأ النبوّة وقال بذلك تم طرده ؟ هايدن: نعم، فحين تعتمد المنظمة على اعتقاد ما، لا يسمح لأحد بالتشكيك فيه أو تسريب أفكار خاصة بين الشهود، حتى لو ثبت خطأه، لأن ذلك يحدث خللاً في النظام. التغيير ينبغي أن يأتي من الجهة المعنية في الهيئة الحاكمة وليس من أسفل إلى أعلى ... هدفنا هو الوحدة. المدعي العام: وحدة مهما كان الثمن؟ -------------------------------- * Hayden C. Covington كان من المقربين إلى رذرفورد ومطّلع على معظم أسراره. مثّل المنظمة في الكثير من القضايا أمام المحكمة الأميركية العليا، وكان أحد أعضاء اللجنة الإدارية ثم تركها في نهاية الأربعينيات، مع احتفاظه بوظيفة مستشار قانوني للمنظمة. له يعود الفضل في نجاح معظم قضايا شهود يهوه أمام المحاكم الأمريكية، ومنها المختصة بسماح الكرازة من بيت إلى بيت، وعدم تقديم التحية للعلم. * رايموند فرانس هو ابن أخت الرئيس فريدريك فرانس، وكان من لجنة التأليف وأحد أعضاء الهيئة الحاكمة. انفصل عن المنظمة سنة 1980 ووضع كتاب "صراع الضمير"، Crisis of Conscience ويعتبر كتابه المرجع الوحيد الذي يلقي الضوء على ممارسات الهيئة الحاكمة. *محضر الاستجواب: Evidence of the accuser in the case Douglas Walsh against The Right Honorable James Latham Clyde, Scottish Court of Sessions, November 1954, pages (348-347). Crisis of Conscience, Raymond Franz هايدن: وحدة مهما كان الثمن... المدعي العام: وحدة على أساس القبول ألقسري بنبوءات خاطئة؟ هايدن: أقر بهذا..." إنها تصريحات واضحة تقودنا إلى جملة من التساؤلات تتعلق بعقيدة "العبد"، منها: أ - إن كانت المسيحية بجملة كنائسها فاسدة، ممن تألف صف "العبد الأمين الحكيم" في الفترة الزمنية مابين صعود المسيح إلى السماء ومجيء تشارلز تاز رصل؟ ب - إن كان لا يسوغ لبشر فهم الكتاب المقدس أو شرحه بدون "العبد"، كيف تعرّف رصل التائه على الحق الإلهي، وممن استلم المعرفة الروحية الكتابية، لاسيما أن المسيحية، بحسب ماكان يعتقد، فاسدة؟ ت - صرّح رصل قائلا: "بعد أن تركتُ المسيحية عبدتُ الإله المجهول وسعيتُ بحثا عن إعلان إلهي". [17] وتصريحه يقودنا إلى أحد الاحتمالين، إما أن يكون رصل الضال وجد "العبد" ونهل منه المعرفة واستنار بنور الحق، مما يؤكد سلامة المسيحية وتعاليمها خلافاً لمزاعمه، أو أنه لم يجد "العبد"، فانزلق إلى هاوية البدعة والضلال. قالوا: "يسوع هو رأس الجماعة، أما عبده و كلماته فكانا يقوّيان خدمه خلال القرون الماضية، بحيث غذى صف العبد الجيل التّالي، وهكذا استمرت التغذية- كانت الجماعة المشبهة بالعبد تغذّي رعاياها الحقيقيين بحكمة و أمانة،منذ يوم الخمسين سنة 33 ميلادية حتّى يومنا هذا... والخدم تناولوا طعاماً روحياً أهلهم إلى معرفة النور الذي يزداد إنارة يوماً فيوماً".[18] نسألهم: ماداموا يعتقدون بوجود عبد غذى أتباع المسيح بالحقائق الإلهية، لماذا يتهمون المسيحية بالارتداد عن الحق؟ جوابهم: "كانت المعتقدات الكتابية الحقيقية قد أصبحت ملتوية جدا خلال فترة الارتداد بحيث غابت معها الرؤية الواضحة لمجيء المسيح الثاني، ولم يكن الوقت المعين من الله لإعادة ترميم العبادة الحقيقية قد حان". [19] مجرد مراوغة كلامية، فتارة تواجد العبد على مدى العصور وتارة غيرها لم يتواجد. ونعود للسؤال: إن كانت المعتقدات المسيحية الحقيقية قد أصابها الالتواء، من أين أتى رصل بالحق النقي الذي لا تشوبه شائبة؟ جوابهم: "أنشأ رصل فريقاً لدرس الكتاب المقدس اسبوعياً مع شبان آخرين. وبدأوا يحللون تعاليم الكتاب المقدس". وبالطبع درسوا وشرحوا بدون العبد. وماذا كانت النتيجة؟ "نتيجة لدرسهم الكتاب المقدس وصل رصل وعشراؤه إلى رفض تعاليم العالم المسيحي". [20] نستنتج مما تقدم أنّ رصل التائه لم يتقابل مع "العبد" ولم يتغذى منه، وإنما جمع حوله زمرة من الناس واستخرج ما لذ وطاب لنفسه من النصوص الكتابية، نابذاً بذلك الإيمان المسلم لأجيال الكنيسة عبر العصور. وهذا ما يؤكده أتباعه بالقول: "كان رصل متشوق لتعلم أي شيء عن الله بدون أن يقيم أهمية للمصدر".[21] وجماعة السبتيين هي إحدى المصادر التي استقى منها رصل تعاليمه، وبالأخص شريكه في "النبوّة" نيلسون باربور، الشراكة التي تضرب برج المراقبة عنها صفحاً، فتكتفي في سردها لتاريخ الحركة ببضعة كلمات تصف فيها انفصال الشريكان: "في سنة 1878 حصل خلاف رئيسي بين رصل وأحد مشاركيه، الذي رفض التعليم أن موت المسيح يمكن أن يكون كفارة عن الخطاة... قطع رصل كل الروابط بمشاركه السابق".[22]نعم،انفصل عنه لكنه احتفظ بأفكاره المختصة بالهرم وبنبوّة 1914، الفكر الذي خصص له رصل أكثر من خمسين صفحة في الجزء الثالث من كتابه "دراسات في الكتاب المقدس". |
||||
02 - 07 - 2015, 04:42 PM | رقم المشاركة : ( 8223 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العبد ونظامه
نظامهم غريب من نوعه بين الفرق المسيحية وأقرب في تركيبته إلى المنظّمات العالميّة منه إلى النظام المسيحي الكنسي. تتألف المنظمة من مناصب عديدة تتشّعب من المركز الرئيسي لها في بروكلين- نيويورك لتمتد إلى الجماعات المحلية الصغيرة. أما اليد المحركة للمنظمة بكل فروعها فهي "الهيئة الحاكمة لشهود يهوه"، وتتألف الهيئة من 18 شخصاً ينتخبهم أعضاء المركز الرئيسي في بروكلين في جو سرّي تام، وتنتخب الهيئة بدورها رئيساً لها من صفوفها. تصف برج المراقبة طبيعة نظامها وترتيبه بالثيوقراطي، فتجعل الله يهوه رأساً، ثم يليه الملك يسوع المسيح، فالهيئة الحاكمة بشتى لجانها وفروعها، كما يتضح من التركيبة الهرمية في الرسم التالي: الله يهوه صف "العبد الأمين الحكيم" (متى 24: 45-47) الهيئة الحاكمة لجنة التعليم لجنة الخدمة لجنة الموظفين لجنة النشر لجنة التأليف لجنة الرئاسة يسوع المسيح النظام الثيوقراطي، عن " مجلة برج المراقبة" 1/4/1970 تقدّر أرباح المنظمّة ودخلها السنوي بأكثر من 350 مليون دولار. ومن مواردها المطبوعات، التي تُباع للشهود بسعر زهيد، لكنها مع ذلك تدرّ على المنظّمة أرباحاً طائلة بفضل توفّر عدة عوامل مساعدة هي: أ - عدم احتياج المنظّمة للمطابع ودور النشر، فهي تطبع الكتب في المركز الرئيسي في بروكلين، حيث تملك المنظّمة إحدى أكبر مطابع العالم على الإطلاق، فضلاً عن مطابع عدّة في بلدان أخرى. ب - عدم احتياجها إلى مواد الطباعة، إذ تصنعها بنفسها. ت - تطبع الكتب والمجلات بملايين النسخ، الأمر الذي يخفّض من كلفتها. ج - عدم احتياج المنظّمة إلى أيدٍ عاملة، فالأتباع هم عمّال متطوّعون وزبنٌ مضمونون في الوقت ذاته. وللتهرب من النظام الضريبي في بعض البلدان تتجنب الجمعية بيع الكتب، فتوزعها مجاناً أو تأخذ مقابلها التبرعات. أما الموارد الأخرى والأهم فهي اشتراكات الشهود وتبرعاتهم وممتلكاتهم. غالبية المشايعين يتركون ثروتهم للمنظمة التي تحثّ المسنّين منهم على كتابة الوصية قبل أن توافيهم المنّية، فتتسرب الثروة إلى الخارج. والأموال الواردة يُخصص بعضها للخدمة الدعائية والبعض الأخر يتم استثماره. تفتقر برج المراقبة إلى أهم مقومات وصفات المسيحية المتمثلة بالروح الساعية إلى فعل الخير للإنسان. فلا تكرس جهداً أو مالاً لإقامة مستشفيات أو مدارس أو دور للأيتام والعجزة والمعاقين، ولا تعين الجياع والمحتاجين لاعتقادها، أنّ مدّ يد العون للمنكوبين في هذا العالم هو ضد الإرادة الإلهية. لقد تأسست كجمعية لنشر وتوزيع الكتب، ولازالت هكذا رغم صبغتها الدينية. تتفوّق منظمة برج المراقبة على غيرها من البدع المعاصرة في العمل الكرازي. ويرجع نجاحها إلى ثلاثة عوامل، هي: أ - الدّعم المالي للكرازة والذي يتراوح ما بين 30 إلى 40 مليون دولار للسنة الواحدة. ب - الخدمة الإلزامية المجانية التي يقوم بها شهود يهوه. ت - حسن استخدامها لوسائل الدعاية، وأهمّها المطبوعات. هذه العوامل أهّلتها إلى نشر معتقداتها في أكثر من مائتي بلد في العالم، كما عملت على ازدياد نسبة أعضائها الفعّالين بشكل خيالي. وفي إحصائياتها لسنة 2008 تقول بأن عدد أعضائها الفعّالين يبلغ "نحو 6.000.000 شاهد في أكثر من 230 بلدا"وأنها طبعت "ما يزيد عن 28 مليون كتاب بما فيها أكثر من 2.6 مليون كتاب مقدس". [23] |
||||
02 - 07 - 2015, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 8224 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العبد والوحي
إنّ الطريقة التي يتعامل بها الإنسان مع كلمة الله تؤدي دوراً لا يقل أهميّة عن الإيمان بسلطانها المطلق. فهي التي تحدّد موقف الإنسان تجاه الله وتظهر مقدار النور الإلهي الذي يشعّ في أعماقه. ومن الحقائق الجوهرية الظاهرة في كتاب الله وفي الاختبار الإيماني، أن وجود كلمة الله بين يدي الإنسان، ووجود الإيمان لديه بصدق إرشاداتها وكمالها غير كافٍ للوصول به إلى الهدف، إذ يعوزه أن يدرك فحواها بمعونة الروح القدس، ويحسن استخدامها، ويستنبط منها الحقائق الروحية كما أرادها الله، وإلاّ انتهى به الأمر إلى أغوار بحور الشطط . القولبأنّ الكتاب المقدس بسيط ويستطيع أي كان أن يفهمه، هو قول حق، لكنه يصح فقط على مستوى التعاليم الأخلاقية والسلوكيات الروحية، ولا ينطبق على مستوى التفسير العميق وفهم المعاني والنبوّة والرموز. فهذا يتطلب قدرة علمية ومعرفة روحية عالية. لقد أساء قادة شهود يهوه في تعاملهم مع وحي كلمة الله من أربعة جوانب: أولاً: أساؤوا في نظرتهم الخاطئة إلى موضوع الوحي وهدفه. فنحن نؤمن بأنّ موضوع الوحي هو شخص الرب يسوع، كما أنّ هدفه إنارة الذهن والبصيرة لمعرفة مجد المسيح والتمتّع ببركات خلاصه. لكن شهود يهوه لا يشاركوننا إيماننا، بل يعتقدون بوحي يراد به إعلان مقاصد الله المتعلّقة بملكوته الأرضي بقيادة المسيّا ابنه. ومن البديهي، نظراً لإيمانهم هذا، أن يخرجوا بنتائج متعارضة مع إعلانات الكتاب المقدس والمعتقدات المسيحية المُسلّم بها. فعلى الرغم من تمسّكهم الشديد بالكتاب واعترافهم بسلطانه المطلق، ضلّوا الطريق إلى الحياة وأصابهم ما أصاب فطاحل اليهود وعلماء الكتاب قديماً، الذين جالوا باحثين في الكتب المقدسة عن الحياة بينما أمسكت عيونهم عن رؤية رب الحياة ورئيسها يسوع؛ لقد قبلوا الكتاب ورفضوا ربّه، ممّا دفع الرب ليردّ على حماقاتهم قائلاً: "فتّشوا الكتب لأنكم تظنّون أن لكم فيها حياة أبدية. وهي التي تشهد لي. ولا تريدون أن تأتوا إليّ لتكون لكم حياة"(يوحنا 5: 39و 40). ثانياً: أساؤوا في الأساليب الغريبة التي يعتمدون عليها في تفسير الكلمة، وألّخصها في ثلاثة: أ - التفسير بالتنقل من موضع إلى آخر في أسفار الكتاب المقدس بغرض تدعيم تعاليمهم، فيقتبسون الآيات بمعزل عن سياق النص، ثم بعد تجريدها من معناها الحقيقي الذي لا يتكامل ولا يتّضح إلا في السياق، يصلونها بآيات من أسفار أخرى لتعطي المعنى المطلوب منها. ب - التفسير الحرفي والمجازي. النصوص المتّفقة مع فكرهم لها تعبير حرفي لا يتغيّر، أما المتعارضة معه فيفسّرونها مجازياً ويضفون عليها ما أرادوا من معانٍ. ويظهر هذا الأسلوب بشكل خاص في حساباتهم لزمن النهاية حيث يحوّلون الأيام إلى سنين والسنين إلى مئات وآلاف متى شاءوا ورغبوا. ت - التفسير بالمقارنة والرموز. يستنتج المرء من قراءة مطبوعات برج المراقبة إن معظم ما جاء في كلمة الله موضوعه شهود يهوه ومنظّمتهم الملقّبة "عروس الله"، فاعتبروا أن الزيتونتين والمنارتين القائمتين أمام الرب في رؤيا 11 هما "رذرفورد ورجاله"، فيما النار الخارجة من فمها "هي الكرازة التي تقتل أعداءهما"، أي الكنيسة. والوحش الصاعد من الهاوية غلبهما وقتلهما "وذلك حين ألقاهما الأعداء سنة 1918 في السجن بتهمة باطلة". وحل فيهما روح حياة من الله حين "أطلق سراحهما بكفالة مادية سنة 1919". ثم دعاهما صوت من السماء للصعود، أي أنهم"نالوا شهرة عالمية لم يحظ بها رسل المسيح". [24] ثالثاً: أساؤوا إلى كلمة الله باحتكارهم السلطان على فهمها وتفسيرها. والادعاءات المتكرّرة من جانب الهيئة الحاكمة أحدثت في شهود يهوه شعوراً بالعجز التام عن فهم كلمة الله بمعزل عن مطبوعات الجمعية، فباتوا يقرؤون الكلمة ليس للتعمّق في معرفة الله وتغذية أرواحهم بشخص المسيح، بل لاستخراج الآيات التي تدعم تعاليم الجمعية وحفظها غيباً للاستشهاد بها عند الحاجة. وعليه جاز القول، إنّ الكتاب المقدس صار لهم بمثابة قاموس مساعد على فهم تعاليم الجمعية، وبالتالي حرفاً ميتاً لا روح فيه، إذ إنّه لا يقرأ في ضوء الروح القدس وإنما في ضوء تفسيرات الهيئة الحاكمة. وهكذا على قدر إيمان الهيئة ومعرفتها بالله يعرف شهود يهوه ويؤمنون، لا أكثر ولا أقل. رابعا: أساؤوا في ترجمتهم للكتاب المقدس، الترجمة التي خرجت إلى الوجود بدافع التغلّب على بعض الصعوبات التي واجهتهم في التفسير*. |
||||
02 - 07 - 2015, 04:45 PM | رقم المشاركة : ( 8225 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العبد وشهوده
الشهود هم غالباً أُناس عصفت بهم ضغوط الحياة وصعابها، وزعزعت الشكوك وقلة المعرفة الروحية إيمانهم، فبحثوا في غمرة يأسهم عن الخشبة التي تنقذهم من الضياع النفسي والروحي، فوجدوا شهود يهوه يطرقون أبوابهم، ولمــّا فتحوا لهم الباب دخلوا بيوتهم وحياتهم. ولعّلهم أُناس تعرضوا للوحدة والتغييب والرفض فبحثوا عن حضن دافئ. والإنسان الذي يشعر بغياب الكينونة والاعتبار عنه، يسهل انسياقه إلى البدع التي تدخل بيته لتأخذه وتُدخله في بيئة تحتضنه وتؤمّن له المحبة والعناية ، فيجد نفسه وسط مجتمع يعتبره ويحترمه ويبدي به اهتماماً بالغاً، وهذا ما يعطيه شعوراً بقيمته في الحياة. وبعضهم خاضوا صراعاً عقلياً واجتماعياً بحثاً عن الحق والحقيقة وعن معنى الوجود. فوجدتهم جمعية برج المراقبة ودخلت إلى حياتهم لتلعب الدور الهام في فكرهم وقرارهم النهائي. ومنهم من احتاج إلى أيديولوجية جديدة تملئ فراغاً في حياته، والطبيعة البشرية تكره الفراغ. هذا الأمر تستغله برج المراقبة بحرفية وامتياز كسائر البدع، فتزرع في قلوب الناس الأمل بعصر سلام دائم على وشك البزوغ. هذه الأيديولوجية تذوب الشخصية ومتطلباتها وسط دفء جماعي مصطنع. وبعضهم تعطش إلى المعرفة التي عجزت الكنائس التقليدية عن تقديمها لهم بسبب ما لحق بها من تصدع روحي وتحزب وشقاق. -------------------------------- *راجع الجزء الثاني من هذا الكتاب "الحكم السديد على ترجمة العالم الجديد". حال انضمام الشخص إليهم تعمل المنظمة على ضمان عدم خروجه من العائلة الجديدة، فيُبنى حوله جدار فكري ونفسي حصين، ويجاز في منهاج تعليمي خاص تغسل فيه الدماغ ويمحى منها كل ماله علاقة بالمجتمع القديم الذي عاش فيه و بالإيمان الذي تربى عليه، إلى أن يبات يرى في نحاس برج المراقبة ذهباً خالصاً وفي زجاج مبادئها لآلئ برّاقة. أما المنهاج فيقوم على أساسين: 1 - إشعال نار التذمّر والعدائية نحو المسيحية بمختلف طوائفها وزعزعة الإيمان والثقة في تعاليمها. فيُقلب التاريخ، وتُنبش الأخطاء وتُقيَّم أمامه بالاعتماد على تشويه الحقائق. وهكذا يصوّرون له المسيحية في وضع مأساوي ينتشر فيها الفساد والضياع فلا يعود يرى فيها سوى "بابل الزانية". هذا يوَّلد ليس حقد على المسيحية وأتباع المسيح وخدامه فحسب، وإنما يزرع الخوف في نفسه تجاهها، مما يقوده إلى الاحتماء في حضن المجتمع الجديد، مجتمع برج المراقبة. 2 - والأساس الآخر هو التعليم والتلمذة. فالمنخرط في صفوفهم يتلقّى دروساً عقائدية مُنظّمة ومُكثّفة وتحشى دماغه بمعلومات يقدمها له "العبد الأمين الحكيم". وأمام هذا الغزو ألمعلوماتي تنعدم قدراته التحليلية وتنهار مناعته الفكرية إلى أن تُغسل دماغه تماما، فيستسلم للتبعية العمياء. والذين اجتازوا المنهاج التعليمي وتأصلت في نفوسهم الثقة تجاه الهيئة الحاكمة، أضحوا في قبضة إخطبوط رهيب يصعب التخلص منه، ومحاطين من كل جانب بجدار سميك يستحيل اختراقه إلا بقوة روح الله. فالفكر أُغلق والإرادة استُعبدت والرؤيا حُجبت. إن اكتشف المرء ضلال برج المراقبة فالعوامل النفسية ستحول دون الانفصال عنها، وأهم هذه العوامل الخوف: أ - خوف من السقوط في هوة الماضي. الماضي بما فيه من مشاكل نفسية وروحية، قد يكون المرء اختبرها قبل انضمامه لشهود يهوه. ب - خوف من نبذ المجتمع والأقرباء. فحين انضم المرء إلى مجتمع الشهود اتبع حكمة "العبد الحكيم" وقطع صلته بمجتمع الأشرار في سبيل إرضاء يهوه. ج – خوف من فقدان الارتباط العائلي. فالمنظمة تمنع اتصال الشهود بذويهم المرتدين أو المفصولين وتحذر "أن هؤلاء المرتدّين هم "ليسوا منا"، فقد رفضهم الله ويتوجب على المسيحيّين المخلصين أن يتجنبونهم. كل من يرتدّ و لا يتوب بنهاية نظام الأشياء سيلقى نفس مصير"الزوان"، سيحرق بالنار ويباد بالتمام".[25] وتقدم النصائح في كيفية التعامل مع المفصولين من العائلة الواحدة، فتقول: "فنحن لا نعاشر المفصولين معاشرة اجتماعية أو روحية... مجرد قول "مرحبا "لأحد يمكن أن يكون الخطوة الأولى التي تتطور إلى محادثة... فأفراد العائلة الأولياء لا يبحثون عن الأعذار لتبرير تعامل مع قريب مفصول... يدفعهم الولاء ليهوه وهيئته إلى تأييد الفصل". فالولاء للهيئة هو ولاء لله، "نحن نعرب عن الإذعان لسلطة يهوه باحترام البشر الذين عيّنهم". [26] حتى القاصرين يتعرضون للفصل والطرد "إذا كان المفصول ولداً قاصراً... يرتب الوالدان المحبان أن يعقدا مع الولد درسا في الكتاب المقدس"[27]، طبعا لإعادته إلى رشده بتقديم الولاء لمنظمة يهوه. د – خوف من الخسارة المادية. هجر المنظمة يعني الاستغناء عن ميراث الآباء، لأن أصحاب الممتلكات من الشهود لا يتركون ممتلكاتهم سوى للمنظمة أو للأقرباء الذين ينتمون إليها. س- خوف من المسيحية وكنائسها. لقد تبرمج فكر الشهود على أن مجمل الطوائف المسيحية وثنية ترزح تحت سلطان إبليس؛ وعليه فإنّ السؤال الذي يخطر ببال كل شاهد، إلى أين أذهب؟ مع الشهود تحت الدلف وبدونهم تحت المزراب. أما التلمذة فتقوم على محورين، المحور الأول يعتمد على استعراض نصوص وآيات الكتاب المقدس وتطويعها في إعطاء صورة عن مسيحية خربة ومشوهة. والمحور الثاني، يعتمد على تصوير الحق الإلهي بعدسة برج المراقبة الفاسدة، وبالتالي إعطاء صور وتفاسير مزيفة لكلمة الله. بعد ذلك يصبح المتحكّم في حياة مشايعي برج المراقبة غرضان أساسيان هما، الاجتماعات وخدمة الكرازة. الاجتماعات، وعددها ثلاثة في الأسبوع وتقام في ما يسمونه "قاعة الملكوت"، وتتطبّع بروح مخالفة لروح العبادة والتمتّع بحضور الرب، إذ أنها دراسية أكثر منها تعبّدية وهدفها الأساسي تحضير الشهود للعمل الدعائي. قالوا عنها: "لذلك يجتمع شهود يهوه ثلاث مرات اسبوعيا لزيادة فهمهم للكتاب المقدس ولتعلم كيفية الكرازة برسالته وتعليمها للآخرين". [28] والكرازة، أو "خدمة الحقل" كما يسمونها، هي إلزامية وعلى المشايعين ممارستها وتقديم تقارير مستمرة حولها. وتحذر المنظمة من التقاعس في الخدمة أو خداع في التقارير، "يجب أن نحرص على عدم تزوير الوقائع عند تقديم تقرير عن نشاطنا في خدمة الحقل. كما انه لا ينبغي أبدا أن نحرف الحقيقة عن حالتنا الصحية أو أي أمر آخر متعلق بنا عند ملء طلب لخدمة خصوصية"[29]. وما ينتجه المشايع يقرّر بقاءه في المنظّمة أو استبعاده منها. وبسبب خوف الشهود من الطرد، وأملهم بمركز مرموق في "العالم الجديد"، ينتجون للمنظّمة عملاً يفوق كل وصف. يذكرنا النظام المهيمن وسط جماعة شهود يهوه بالجهاز ألمخابراتي لبعض الأنظمة القمعية. التجسس عندهم فريضة والوشاية فضيلة، الزوجة تشي بخطايا زوجها، والأب بخطايا ابنه والعكس. لكن الأهم والأخطر من الخطايا الأدبية هي المعارضة الفكرية للنظام والأيديولوجية. وتحذر المنظمة شهودها من التستر على أخطاء الغير "أننا نلحق أذى كبيرا بالخاطئ إذا ساعدناه على إخفاء خطاياه...صحيح أن الخاطئ قد يخشى التأديب، لكن هذا التأديب هو أعراب عن محبة يهوه...إذاً احرص على جعل الخاطئ يعترف بخطيته لشيوخ الجماعة ... من المهم خصوصاً أن نكون مستقيمين وصادقين مع الذين يتولون القيادة ... صدقين مع هيئة يهوة حين نجيب خطياً عن بعض الأسئلة". [30] نعود مجدداً إلى قضية Douglas Walsh لنرى الترهيب والتهديد بالطرد في تصريحات فريدريك فرانس: "المدعي العام: هل توجد مخالفات صعبة تبرر طرد الأعضاء وعدم قبولهم ثانية؟ فرانس: نعم، بالحقيقة أن الطرد قد يقود الإنسان إلى الإبادة إن بقى خارج المنظمة ولم يندم ويغير سلوكه. لن يكون له رجاء بالحياة في العالم الجديد. هنالك سلسلة من التصرفات تجلب معها الفصل الذي لا رجوعا عنه..." لم يتناقض موقف هايدن كوفينغتون مع موقف فرانس في هذا الصدد: "المدعي العام: إنّ الذي يعبر عن رأيه يتم استبعاده ويعتبر مخالفا للعهد؟ هايدن: هذا صحيح المدعي العام: ويكون، كما صرّحت حضرتك بالأمس، مستحق الموت؟ هايدن: اعتقد... المدعي العام: هل تجيب بنعم أم لا؟ هايدن: أجيب بنعم وبلا تردد المدعي العام: هل تسمي هذه ديانة؟ هايدن: بالتأكيد المدعي العام: وتسمي هذه مسيحية؟ هايدن: بالضبط المدعي العام: وافقت حضرتك بصراحة وعلانية، على طرد المعارضين وتحميلهم العواقب الروحية والنفسية الناتجة عن ذلك؟ هايدن: نعم، لقد صرّحت بهذا واكرر التصريح". لدى منظمة برج المراقبة مواقف متشددة تجاه بعض الممارسات في الحياة الاجتماعية والدينية تلزم أتباعها برفضها، أما المعترض عليها فلا مكان له بين "جماعة يهوه". من هذه الممارسات: 1 - الاحتفال بالأعياد المسيحية، الميلاد والقيامة. بحجة أنها عادات وثنية تتعلق بالدين الباطل.[31] 2 - الاحتفال بعيد الميلاد الشخصي،والحجة في ذلك، أن"أهم يوم في نظر عبدة الشيطان هو يوم الميلاد. لماذا؟ لأنهم يعتقدون أن كل شخص هو إله إذا اختار أن يعتبر نفسه إلها. لذا فإن الاحتفال بيوم الميلاد الشخصي هو بمثابة الاحتفال بولادة إله". [32] 3 - تقديم التحية للعلم. "إنّ الانحناء للعلم أو أداء التحية له، اللذين غالبا ما يرافقهما النشيد الوطني، هما عمل عبادة يدل أنّ الشخص لا ينسب الخلاص إلى الله". [33] 4 - الخدمة العسكرية ولو أدى ذلك إلى دخول السجن. [34] 5 - الاشتراك في التصويت والانتخابات في البلدان الديمقراطية. وحيث التصويت إلزامي يترك القرار للشاهد، مع وجوب الأخذ بتحذير العبد "اعتبر يهوه رغبة الإسرائيليين في حاكم منظور بمثابة رفض له". [35] 6 – نقل الدم إلى الجسم تحت أي ظرف من الظروف، حتى لو أدى ذلك إلى الموت. |
||||
02 - 07 - 2015, 04:47 PM | رقم المشاركة : ( 8226 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العبد والماسونية
قال البعض بوجود علاقة غير مباشرة لجمعية برج المراقبة بالماسون، وقال غيرهم بانتماء تشارلز رصل إليهم. * وللأطروحتين بواعث عدة منها، أنّ رصل وأتباعه أقاموا اجتماعاتهم لعشرات السنين في قاعات الماسون، [36] وأنّ رموز الماسون زينت مؤلفات رصل، كما أنّ رمز مجلة برج المراقبة قديماً وحديثاً له علاقة بالماسون وفرسان الهيكل. * زد على ذلك انحدار رصل من عائلة ارتبط تاريخها بتجارة الأفيون وقد قام أحد أفرادها، وهو ويليم رصل سنة 1832 بتأسيس جماعة "فرسان الموت" Skull & Bones، وهي جماعة شيطانية خرجت من رحم الماسونية وضمت العديد من الشخصيات المرموقة في الولايات المتحدة. وأسوق أمامنا ثلاثة إشارات أساسية في هذه المسألة: 1 – كان لرصل تعلق مشبوه وغامض بهرم الجيزة أو الهرم الأكبر، الذي يشكل عاملاً أساسيا في عبادة الماسون المرتبطة بالديانات القديمة. وقد اعتقد بعلاقة تقوم بين الهرم والنبوّات المتعلقة بنهاية العالم *، فسماه "حجر الشهادة الإلهي"، وقال: "الهرم الأكبر هو بمثابة مستودع مليء بالحقائق العلمية والتاريخية والنبوية، وشهاداته تتوافق تماما مع الكتاب المقدس...الحكمة الإلهيةتقف خلف شكلها الهندسي ومخططاتها وإنها عامود الشهادة كما سماها النبي ["يكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر"(إشعياء 19: 20)]". [37] 2 - الإشارة الأوضح نراها في عظة ألقاها رصل في محافل للماسون، قال فيها: "...وأنا ماسوني حر ومعترف به ... لدي أصدقاء من الماسون، وأدرك أن الماسونية تحتوي على حقائق ثمينة... لهذا يندهش أصدقائنا الماسون حين نتحدث إليهم عن الهيكل ومعانيه وكيف يصبح المرء ماسونياً صالحاً، وعن الهرم، رمزكم الفعلي، وما يعنيه الهرم الأكبر...".[38] عظته يمكن التأمل بها من منظورين، أن يكون رصل اتبع نهج الرسول بولس في حديثه إلى أهل أثينا ليوصل إليهم الحق بلغتهم، أو أنه حاول التقريب ما بين الماسونية ومعتقده. وقد تكون النظرة الثانية هي الأقرب إلى الصواب، ولعلّ في تصريحاته الآتية التأكيد. 3 – في عظة أخرى يقرّب رصل بين مسيح المسيحية و"مسيح الماسون" حيرام أبيف، فيقول: [39]"منذ زمن بعيد والأمم المتمدنة تنتظر المسيح العظيم، ملك المجد... لقد انتظر الماسون2500 سنة مجيء نفس الشخصية المجيدة المتمثلة في حيرام أبيف، ------------------------------- *"الماسون" Free-masons ، أي "البناؤون" هم جماعة دينية سرية غامضة، ترجع نشأتهم إلى اسطورة سابقة للميلاد، حيث عاش المهندس والشهيد الماسوني الأول حيرام أبيف باني هيكل سليمان. هو عندهم مثل "المسيح القادم"، يأتي ليعيد بناء هيكل سليمان في فلسطين. عُرف الماسون بشكل خاص بعد تدمير أورشليم، حينها تشكلت الحركة بهدف إعادة بناء الهيكل، لهذا فإن غالبية رموزهم ومصطلحاتهم تتعلق بالهندسة المعمارية. ينتسب للماسونية أشخاص من كل طبقات المجتمع، من قادة أديان وطوائف، إلى سياسيين، فعلماء، فأصحاب رؤوس أموال، ومشاهير، وفنانين. أهم أهدافها اثنان: أ - السيطرة على العالم بواسطة منظمات خلقتها هي لهذا الغرض كالصهيونية والعصر الجديد ب – التآمر على تخريب المسيحية، بالاعتماد على أساليب شيطانية عديدة ومتنوعة. * منهم أصحاب قاموس ( Occult Thekrasy ) الذين أدرجوا اسم تشارلز رصلتحت رقم 737 بين مشاهير الماسون. * انظر الصور رقم 5 و6 في نهاية الكتاب. كان عنوان المجلة قديما "برج المراقبة، صهيون"، ثم أزيلت "صهيون" فيما بعد. واللافت أنهم يترجمون الاسم القديم في المطبوعات العربية إلى "برج المراقبة، زيون" (كتاب " بحث الجنس البشري عن الله"). فهل هي محاولة لإخفاء الانتماء أم مراعاة الشعور العربي أم سوء ترجمة، ولو إننا نستبعد الاحتمال الأخير. الماسوني العظيم، الذي تعيّن موته و تمجيده ومستقبلهقبل أن تعلنهما الأحرف المنقوشة على حجر قبره. لقد مات، على حد قولهم، موتة قاسية بسبب ولائه للأسرار الإلهية المنقوشة في معبد سليمان"*ويسترسل في تصريحاته جاعلا العهد القديم مصدرا لكل الديانات الكونية ومنها الماسونية: "بالحقيقة، كون اليهود، والمسلمون، الكاثوليك والبروتستانتوالماسون الأحرار يؤسسون إيمانهم على العهد القديم، فهذا أساس يؤدي إلى تفاهم أفضل".ويأتي على ذكر الماسونية وكأنها جزء من الكيان المسيحي: "لا ننسى الماسون، الأتباع القدامى، المشيخيين، الميثوديست، الاسقفيين، اللوثريين ، الروم كاثوليك ... الخ". هذه إشارات لا تجرنا إلى تأكيد أو نفي قطعي لعلاقة قامت بين رصل والماسون، كما ولا يمكننا رصد يد ماسونية أقدمت على تأسيس جمعية برج المراقبة، لكن نظراً لمعرفتنا بأساليب الماسون لا نستبعد أنهم استغلوا انحراف رصل وتلاميذه عن الحق المسيحي فجندوهم من أجل بث تعاليم فاسدة في العالم المسيحي على أنها تعاليم مسيحية حقة. إنّ بطون التاريخ تذكرنا بمؤامرات شبيهة حيكت للمسيحية بأدوات الغنوسية والآريوسية. دليلاً ملموساً على كونهم أداة في يد الماسونية تم تقديمه في دعوة قضائية رفعت ضدهم سنة 1924 في بلدة سانت غالن بسويسرا، إثر ارتياب البروتستانت في أنشطتهم ومصادرهم المالية الغامضة. تمثل الدليل في رسالة وجهها "أخ" ماسوني من ذوي الدرجة العلية في أمريكا إلى "أخ" آخر في سويسرا، مضمونها: "سؤالك الثاني بخصوص تلاميذ الكتاب المقدس المتمركزين في بروكلين- نيويورك. بالتأكيد لنا أغراض مع هذه الجماعة. وكما تعلم نمدهم بطرق غير مباشرة بأموال كسبناها أثناء الحرب، الأمر الذي لا يضر جيبهم الواسع. إنهم مُلك لليهود. في الربيع القادم قد يحضر إلى أوربا رجل قانون رفيع المستوى، هو السيد رذرفورد، ليلقي خطب دعائية. وهاأنا انتهز الفرصة أخي العزيز فأناشدك، أن تبذل ما بوسعك لتمنع تعّرض الصحافة ومقالاتها لعمله، مستعينا بأخوتنا في الصحافة السويسرية. بذلك نتجنب تقييماً سلبياً لعمل تلاميذ الكتاب المقدس في سويسرا. نحن بحاجة ماسة إلى هؤلاء الناس كرسل لنا...إنّ السبيل للسيطرة على بلد ما هو استغلال ضعفه وتقويض قوته. أعداءنا هم البروتستانت والكاثوليك في أوربا، وعقائدهم تفسد مخططاتنا، لذلك نعمل ما في استطاعتنا للحد من تزايد عددهم والاستهزاء بهم".* عند البعض، علاقة شهود يهوه بالماسونية لاتتعدى كونها فرضية تفتقد إلى براهين قطعية. وإذ نرى أن إيجاد براهين تتعلق بأنشطة الماسونية السرية من الأمور الصعبة، نسند حكمنا في هذه المسألة إلى مواقف شهود يهوه من المسيح والتعاليم المسيحية. -------------------------------- * لشدة عشقه لهذه النظرية، أمر رصل ببناء هرم فوق قبره الواقع شمال مدينة بتسبرغ في مقاطعة بنسلفانيا، وقد زُخرِف بالطريقة النموذجية التي للماسونية، كما وزين بكتاب مقدس وصليب ورمز برج المراقبة. وتتجنب جمعية برج المراقبة التطرق إلى ذكره، فتصور غالبا الحجر الذي بجانبه بمعزل عن الهرم. انظر الصور 3 و4 في نهاية الكتاب. *"The great Messiah, "King of Glory," has long been waited for by the civilized nations… Free Masons have waited twenty-five hundred years for the same glorious personage, as Hiram Abiff, thegreat Master Mason whose death, glorification and future appearing are continually set before them by the letters upon their keystones. He died a violent death, they claim, because of his loyalty to the Divine secrets typed in Solomon's Temple" "The fact that the Jews and Mohammedans, Catholics,Protestants and Free Masons all base their faith on the Old Testament of the Holy Scriptures, is ground for the better understanding pleaded for." "We are not forgettingthe Masons, the Old Fellows, the Presbyterians,the Methodists, the Episcopalians, the Lutherans, theRoman Catholics, etc." وفي مواقفهم يلحظ المرء قواسم مشتركة كثيرة مع الماسونية، منها: التقبيح بعقيدة الثالوث، والطعن في لاهوت المسيح. إنكار حياة ما بعد الموت، ونفي العذاب الأبدي. تحقير الأعياد المسيحية كالميلاد والقيامة. إلغاء كلمة كنيسة واستخدام تعبير "محفل" للإشارة إلى تجمعاتهم. إلغاء التناول من مائدة الرب. القول بتحريف الكتاب المقدس. أما على الصعيد التنظيمي فهناك تشابه مع الماسونية في القيادة الديكتاتورية، وحث المشايعين على تقديم الطاعة العمياء والولاء الكامل، والالتزام بالوحدة بأي ثمن، وتجنب كل انتقاد للدستور والنظام. هناك تشابه في القمع الفكري، والسيطرة بواسطة الإرهاب النفسي، ومعاقبة المخالفين وفصلهم، وفي الحفاظ على السرية التامة، والتجسس على المعارضين والوشاية بهم. أما من الناحية الأيديولوجية فلا تفوتنا الربط التي تقوم بينهم وبين منظمة "العصر الجديد" New Age ، وهي إحدى أوجه الماسونية العصرية. ومن هذه الاعتقادات، إمكانية الوحدة الأخوية بين طبقات المجتمع المختلفة في ظل سلام عالمي، وحلول "نظام عالمي جديد". ----------------------------------- * نُشرت الرسالة بدايةً في الصحيفة السويسرية Der Morgenبتاريخ 18. 05 .1923وكانت قد حصلت عليها من "الأخ" الماسوني السويسري Herbert von Bomsdorff-Bergenبعد انفصاله عن الماسونية سنة 1923. ونشرتها صحف ألمانية، منها August 1925 ، Ludwigshafener Abwehr Nr. 2 |
||||
02 - 07 - 2015, 04:48 PM | رقم المشاركة : ( 8227 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شهود ضد المسيح عرّف المسيح نفسه وعرّفه الوحي كما وعرّفه أيضاً المسيحيّون بأنّه الله الذي ظهر في الجسد. وقد تمسّكت الكنيسة في كلّ جيل وقرن بهذا الحقّ وتعبّدت للمسيح فاديها معلنة ذلك في خلاصات عقيدتها وقوانين إيمانها وترانيمها وكتاباتها. لكنّ شهود يهوه يخالفوننا الرأي ويعتقدون بعدم استحقاق المسيح لهذه العبادة، لهذا جرّدوه في أذهانهم من كل صفاته الجوهرية وأمجاده السماوية حتى باتوا لا يرون فيه إلاّ مجرد "عميل يهوه وشاهده المثالي الأعلى". ولا غرابة البتة في إنكارهم للاهوت المسيح وفي الأفكار الخاطئة التي استنتجتها عقولهم عنه. فهذه نتائج بديهية تظهر في كل الذين يتأملون في شخصه بقلب غير متجدّد وعينين غير مستنيرتين بعمل الروح القدس، لأن "ليس أحد يقدر أن يقول: يسوع ربّ، إلاّ بالروح القدس" (1كورنثوس 12: 3). وكل مسيحي مستنير يتأمل في تعاليمهم يلمس فيها روح ضد المسيح، الذي يسّر بكلّ ما يحطّ من مجد ابن الله، ويجد لذّة خاصّة بتحقيره في أعين الناس. |
||||
02 - 07 - 2015, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 8228 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف صار الخالق مخلوقا؟
يعّلمون بأنّ المسيح خالق مخلوق، ويوافقون أباهم آريوس * في اعتراضه على أزليّة المسيح ويؤيّدون قوله: "إنّ المسيح خلق من العدم"، مع تمييزه عن باقي مخلوقات الله بوصفه: "خليقة الله الأولى، ولذلك يُدعى ابن الله البكر. (كولوسي 1: 15؛ رؤيا 3: 14) ويسوع هو الابن الوحيد الذي خلقه الله بنفسه. وقبل أن يصير يسوع بشرا استخدمه يهوه كصانع مبدع في خلق كل الأشياء الأخرى في السماء وعلى الأرض (امثال 8: 22-31 ). وبانسجام مع دوره كصانع تقول كولوسي 1 :16 عن يسوع أنه "به خلق الله كل شيء". [40] الرد في معنى "بكر كل خليقة":أ - إنّ جعل الخالق مخلوقاً ومن ثم وصفه بخالق كل الأشياء الأخرى هو قمة البدعة. ونتساءل، كيف توصلوا إلى هكذا استنتاج وليس في كلمة الله ما يدل بصريح العبارة أن يسوع مخلوق؟! هل افتقر سليمان وبولس ويوحنا إلى كلمات مناسبة تُعبّر عن مسيحاً مخلوقاً لو أنهم أرادوا إعلانه؟ ب - إنّ البكورية لاتشير إلى أول الخلائق، بل إلى أول المولودين، وإلى الأسبقية والأولية في المقام، وليس في الخلق، كما ---------------------------------- *كبير الهراطقة الذي ظهروا على مسرح المسيحية في القرن الثالث. أنكر أزلية المسيح وقال بعدم مساواته للآب. تعتبر حركة شهود يهوه اليوم امتداد الآريوسية. يتضح من السياق "ليكون هو المتقدم في كل شيء". ويتأكد هذا المفهوم حول البكورية من موضع آخر من كلمة الله حيث جاء القول: "شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه"( يعقوب 1: 18). وغني عن الشرح، أنّ المؤمنين بالمسيح هم باكورة بالولادة الثانية والخليقة الروحية، وليس بالترتيب الزمني للخلق. ت - واقتران البكورية بكلمة "كل" يزيد معناها قوة، وتجعل المسيح قطعا وبلا استثناء مصدر كل الأشياء، وبذلك ينتفي انتمائه للخليقة. وعند مراجعة السياق الذي جاءت فيه عبارة "بكر كل خليقة"، نلحظ أن العبارة يسبقها إعلان واضح بمعادلة المسيح لله بوصفه "صورة الله"، "الذي، وهو بهاءمجده، ورسم جوهره، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته"(العبرانيين 1: 3). فهل يعقل أن يكون "حامل كل الأشياء" ضمن الأشياء المحمولة؟ ج - جاءت كلمة "كل" 7 مرات في النص، لتؤكد أن لا شيء أتى إلى الوجود إلا من خلال الابن، ومنها القول: "فيه خلق الكل ... سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين"، وعليه نسأل: فكيف يكون المسيح هو أول الخلائق ولا خليقة أتت إلى الوجود إلا به؟ ألعله خلق نفسه؟ د - ويفهمون من كلمة "به"، في الآية "الكل به وله قد خُلق" (كولوسي 1: 16)، أن المسيح كان أداة للخلق، لكن في هذا أيضاً تجنبوا الصواب، لأنّ الكلمة استخدمت في الحديث عن الله نفسه، الذي: "به وله كل الأَشياء" (رومية11: 36). فليقارن المعترضون ويقولوا لنا أين الفرق بين التعبيرين؟ الرد في معنى "بداءة خليقة الله":لم يدع المسيح هكذا لأنه أوّل خلائق الله، بل: أ- لأنه رأس الخليقة وأصلها وعلّتها وسبب وجودها. فالكلمة "بدء" archē هي الكلمة التي استخدمها فلاسفة اليونان للتعبير عن الأزل، والبدء المطلق. وفي الأصل اليوناني تحمل معانٍ عدة هي: "البدء"، "الأول"، "الأساس"، "القاعدة"، "الزاوية"، "القوة"، "الرياسة"، "السلطان".* تنقلها الترجمة العربية المشتركة إلى "رأْسُ خَليقَةِ اللهِ" وترجمة الحياة إلى "رَئِيسُ خَلِيقَةِ اللهِ"، وقد ترجمت في مواضع أخرى إلى "رياسة"، (أفسس 1 : 21 ، كولوسي 2 : 10، 1 كورنثوس 15: 24).وعليه يكون المعنى الحقيقي، أن المسيح هو السابق الأزلي لكل الكون ورئيس الخليقة والمتسلط عليها. ب- لأنه بداءة خليقة الله الروحية، أي جماعة المؤمنين الذين اختبروا الميلاد الروحي وتجديد الروح القدس، "إن كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2 كورنثوس 5 : 17)، وقيل عنه "البداءة، بكر من الأموات" (كولوسي1: 18). هنا البداءة ------------------------------ *قاموس سترنج G746Strong والبكورية مقترنتان بشكل وثيق بقيامة المسيح. فعلاقة المسيح بالخليقة هي علاقة مزدوجة، من حيث جوهر اللاهوت "الكل به وله قد خلق"، أما من حيث الناسوت فهو البكر المولود، الذي قام من الأموات "وصار باكورة الراقدين" ( 1 كورنثوس 15 : 20). ت - بالعودة إلى القرينة في سفر الرؤيا حيث وردت عبارة "بداءة خليقة الله"، نجد أنّ المسيح في الإصحاحات 1 و 2 و 22 يوصف بـ "الأول والآخر"، والأول تشير قطعا إلى الأزلية المطلقة وما قبل زمن الخليقة، فإن قلنا أن الأولية والبداية يشيران إلى الخلق فإننا بذلك ننفي عن الله أزليته، إذ ما قيل عن المسيح قيل أيضا عن الآب (إشعياء 44 : 6)، فكيف يكون الآب أزلي والمسيح لا؟ الرد في معنى "قناني" و "كنت عنده صانعا":أ - هذه الكلمات من سفر الأمثال كانت وما تزال، منذ أن بدأ البحث والجدل حولها زمن آريوس في القرن الرابع إلى اليوم، من أكثر ما تمت مناقشته من الكتاب المقدس. استندوا عليها لتأكيد أنّ المسيح مخلوق، وفي هذا أيضاً يضلّون، لأنّ التسليم بخلق المسيح - الحكمة يحمل اعترافاً ضمنياً مفاده، أن الله كان قبلا من غير حكمة، إلاّ أنّه خلقها لنفسه في وقت من الأوقات، وهذا فكر يتعارض مع كمال الله. فالله وحكمته متلازمان، وحكمة الله هي في المسيح "فبالمسيح قوة الله وحكمة الله" (1كونثوس 1: 24)، فكيف يخلق الله حكمته، وبأي حكمة يخلق لنفسه حكمة؟ بناء على ذلك أبعد المسيحيّون وقاوموا بشدّة كل فكرة تقول بخلق الحكمة. ب - يفهم المسيحيون أنّ الكلمة " قناني" تعني "ملكني" وليس "خلقني"، رغم أن الكلمة في الأصل العبريتتضمن معان عدة هي: "ينشىء"، "يخلق"، "يدبر"، "يُحدث"، "يمتلك"، "يقتني". * لكن سياق النص لا يسمح إلا بمعنى الاقتناء، وذلك لأنّ صفات المسيح في النص لا يتصف بها إلا الله وحده، فهو الحكمة وصاحب المشورة والرأي والفهم والقدرة والغنى والكرامة، ولم يأتي شيء إلى الوجود بدونه. فالابن هو واحد مع الآب في الأزليّة، وهو "بهاء مجده ورسمجوهره"، ولا مجد إلاّ ويلازمه بهاؤه منذ وجوده، كما ولا جوهر حقيقي إلاّ ويلازمه رسمه منذ وجوده. ت - أما التعبير "كنت عنده صانعاً" فلا يراد به "عاملاً" أو "أجيراً"، وإنّما "خالقاً" و "مصمماً" و"مبدعاً"، لأن الصنع في كلمة الله يفيد الخلق، كما في القول: "الغني والفقير يتلاقيان. صانعهما كليهما الرب" (أمثال22: 2). الرد في معنى "ابن الله":عبارة "ابن الله" لا تعني أنّ المسيح خلق قبل غيره من خلائق، وإنما تعلن مساواة الابن للآب في كل شيء، في الطبيعة، في -------------------------------- *قاموس سترنج Strong H7069 المجد، في القدرة والسلطان، "فمن أجل هذا كانَ اليهود يَطلبونَ أَكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أيضا إنّ الله أبوه معادلاً نفسه بالله" (يوحنا 15 : 18). وقولهم "ابن الله تعني أول الخلائق" يشير إلى أن الخلائق الأخرى هي أبناء الله بالمعنى ذاته، وهذا ما تنفيه عبارة "الابن الوحيد". فتعلن أن بنوة المسيح لله هي بنوة فريدة لا يشاركه فيها أحد، كما ولا علاقة لها بالخلق. يقول جوش مكدويل: "صحيح أن البشر يدعون أبناء الله، كما أن الملائكة يدعون كذلك، لكن المسيح يستخدم هذا اللقب عن نفسه بمعنى مختلف، فهو الوحيد، المولود من الله، المساوي لله، الأزلي كالله". ويقتبس مكدويل قولاً لعالم اللغة الآرامية دالمان، مفاده، أن "يسوع أعلن بعيداً عن أي لبس أنه ليس أبنا من أبناء الله بل أنه هو "الابن الوحيد".* اعتراض: "مسحه الله بالمعمودية معترفاً به ابناً بالقول: "أنت ابني أنا اليوم ولدتك"؛ وبهذه الطريقة ولد يسوع أيضاً بواسطة روح الله بعد ولادته من مريم ليصير ابن الله بالروح".[41] الرد: تذكرنا أقولهم بعقيدة التبني Adoptionis، التي ابتدعها ثيودوتس ونادى بها بولس الساموساتي في القرن الثالث*. والقول أشبه بالطلاسم منه إلى التعليم، وإننا نسأل: من كان المسيح قبل أن يصير ابن الله بالروح وما نوع العلاقة التي ربطته بالله؟ لا شك أنّ بنويّة المسيح لله هي بنويّة أزليّة، وخير دليل عليها أزلية الآب، لأنّه لا توجد أبوّة إلاّ ومعها بنوّة ولا توجد بنوّة من غير أبوّة. والابن يؤكد فيقول: "منذ وجوده أنا هناك" (أشعياء 48: 16). فإن لم يكن بداية لأيام الله، والمسيح كان أبداً معه، فهما إذاً واحد في الأزليّة. من يقول بغير هذا ينفي عن الله صفة الأبوية وأزلية صفاته، ويقر بوجود زمان لم يكن فيه آب إلى أن خلق لنفسه ابناً. بناءاً عليه يكون المعنى الصحيح لقول الله "أنت ابني، أنا اليوم ولدتك"، أنّ الله أعلن ابنه للعالم وليس تبنّاه أو ولده بروحه يوم العماد. ثم إنّه لأمر لا مبرّر له أن يتخلّى المسيح عن بنويته في التجسّد ثم يستعيدها في المعمودية. إضافة إلى ذلك أكّد على بنويّته لله في طفولته قبل المعمودية (لوقا 2: 49). فليس من شك بأنّ المعمودية أتت بعد ذلك ليس لتجعله ابناً لله بل لتشهد له ببنويتّه الأزليّة. وما يؤكد هذا الحق قول الله "أنت ابني" ثم "أنا ولدتك" جاعلاً البنويّة قبل الولادة عكس ما هو معتاد. قالوا: "يدعو الكتاب المقدس يسوع "الابن المولود الوحيد" لله (يوحنا 1: 14 ... لكن كيف يمكن للشخص أن يكون ابنا وفي الوقت نفسه أن يكون قديما قدم أبيه؟... ويقول القاموس اللاهوتي للعهد الجديد، حرره غيرهارد كيتل: "[ مونوجينيس]" تعني "بتحدر وحيد" أي دون إخوة أو أخوات " ويعلن هذا الكتاب... أنها علاقة المولود الوحيد بالآب". وبعد اقتباسهم لكلام غيرهارد كيتل يتوصلون إلى الاستنتاج، "وهكذا فان يسوع، الابن المولود الوحيد كانت له بداية. والله الكلي القدرة يمكن بالصواب أن يدعى والده، أو أباه، بنفس معنى ابنا ارضيا، كإبراهيم، يلد ابنا... فالله هو الأكبر. ويسوع هو الأصغر في الزمان، المركز، القدرة، المعرفة".[42] -------------------------------- *جوش مكدويل ، برهان يتطلب قرار، ص 125 *تاريخ الكنيسة، جون لوريمر ج 2 ص 46 الرد:أ – نقلت ترجمة "العالم الجديد" يوحنا 1: 14 إلى "كما لمولودٍ وحيدٍ من أبٍ" وهي ترجمة خاطئة راعت النسخة الإنكليزية وأهملت الأصل اليوناني للنص والذي لفظه monogenous para patros. والحقيقة أن mono-genēs هي عبارة مركبة من mono"واحد" وgenēs "نوع" أو "جنس"، فيكون المعنى الكامل لها "نوع واحد" أو "وحيد من جنسه"، ولا علاقة للعبارة بالولادة. فيسوع الابن هو الوحيد من نوعه ولا يشاركه أحد في علاقته مع الله الآب. والسياق يؤكد هذه الحقيقة بلا نزاع. أما كلمة patros فرغم أنها جائت في النص نكرة لا ينبغي أن تترجم "أب"، وإنما تترجم "الآب"، كما يدل عليها السياق، الذي فيه الحديث عن الآب السماوي وليس غيره، وأن غياب أداة التعريف في الأصل اليوناني لا يستلزم دوماً التنكير. * بالرجوع إلى الترجمات العربية نرى توافقاً في المعنى مع النص اليوناني. فنقلتترجمة فندايك: "كما لوحيدٍ منَ الآبِ"، ونقلت المشتركة: "منالآبِ، كاَبنٍ له أوحدَ"، والكاثوليكية: "مِن لدُنِ الآبِ لابنٍ وحيد"، والبولسية: "من الآبِ لابْنهِ الوحيدِ"، والحياة: "ابنٍ وحيدٍ عندَ الآبِ". لقد غابت في مجمل الترجمات كلمة "مولود" و "أب" نكرة، لأن الأصل لا ينصّ عليها. لكن ترجمة "العالم الجديد" عوّجت المعاني بغرض مساوة بنوة المسيح بأية بنوة، كما يتضح من قولهم أعلاه. ب -أما في منطق الحجة فنقول، بأن المنطق البشري وإن كان وسيلة إلى فهم اللاهوت، إلاّ أن اللاهوت لا يخضع له. ولو كنا نعتقد بخلق المسيح أو بولادة تناسلية لنفينا أمكانية أن يكون الابن بقدم أبيه، لكن مادمنا لا نعتقد بهذه أو تلك يصبح التعامل بهذا المنطق غير صالح. ت – لقد ابتتروا كلام كيتل من سياقه للتعتيم والتضليل.* وبالعودة إلى المرجع نرى أن كيتل بعد إعطاءه المعنى الحرفي لعبارة monogenes ، يوضح أنها ضمن السياق، تشير بالدرجة الأولى إلى التفرد في العلاقة مع الوالدين، ويضيف إلى هذا المعنى معان أخرى فيقول:"أيضا يمكن استخدام الكلمة بشكل أعم من دون الإشارة إلى اشتقاق في المعنى "فريد من نوعه"، "لا نظير له".* ومهما أعطى كيتل للكلمة monogenēs من معانٍ، فهو لم يشر في حال من الأحوال إلى نقطة بداية للمسيح، وليس في كلامه ما يدل على ذلك، بل في مجمل قاموسه تصريح واضح بسموا بنوة المسيح عن أية بنوة أخرى. -------------------------------- *راجع الجزء الثاني من هذا الكتاب "الحكم السديد على ترجمة العالم الجديد"، فصل "المسيح في فكر الشهود". * في منشورهم "هل يجب أن تؤمنوا بالثالوث؟" يقتبسون كم هائل من أقول العلماء واللاهوتيين مع عدم الإشارة إلى المصدر الأصلي بالاسم والصفحة، فيستلزم على من يريد التحقق من صحة المصادر أن يبحث أولا عن أسمائها الحقيقية باللغة التي وضعت فيها ومن ثم قراءة الكتب والقواميس كاملة، وإن حالفه الحظ ووجد الاقتباس المشار إليه سيتحقق غالبا، بأن العبارة المقتبسة بترت عن السياق واستعرضت بطريقة مشوهة، ومثالا على ذلك كلام غيرهارد كيتل. *Gerhard Kittel, Theological Dictionary of the New Testament, Vol. 3, p. 108: "This gives us the sense of only-begotten. The ref. is to the only child of one's parents, primarily in relation to them. Mono-genes is stronger than [Greek], for it denotes that they have never had more than this child. But the word can also be used more generally without ref. to derivation in the sense of "unique," "unparalleled". |
||||
02 - 07 - 2015, 04:51 PM | رقم المشاركة : ( 8229 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل يسوع مجرد إله؟
تقول الآية الأولى من إنجيل يوحنا: "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله"، نقلوا الشطر الأخير منها في ترجمة العالم الجديد إلى "إلهاً كان الكلمة"،وقالوا: "المسيح خلق كإله غير أنّه ليس الله يهوه." [43]ويمعنون في هرطقتهم إلى أبعد من ذلك فيعادلون لاهوت المسيح بألوهية الشيطان، بقولهم: "ولكن ألا يدعى يسوع إلهاً في الكتاب المقدس؟ قد يسأل المرء، وهذا صحيح. ولكنّ الشيطان أيضاً يدعى إلهاً". [44] الردّ:لا يجوز أن يكون المسيح مجرّد إله مخلوق وغير الله يهوه للأسباب التالية: أولاً: وردت كلمة theos ، أي "الله" في الأصل اليوناني للآية نكرة لا تتقدمها أداة تعريف، وهذه صيغة يكثر استخدامها في الأسفار اليونانية، وتتكرر خمسة مرات في ذات الأصحاح. لكن لا السياق ولا قواعد اللغة اليونانية يلزمان بالترجمة إلى "إله"، هذا لأن يوحنا في مجمل الأصحاح يستعمل "ثيوس" النكرة للدلالة على الكيان الإلهي لا على إله نسبي أو مجهول الهوية، لذا انبغى أن تكون الترجمة "وكان الكلمة الله". * ثانياً: لا يفوتهم أنّ المسيح هو كلمة الله، والكلمة Logosتعرف عند أهلها بفكر الله وعقله الناطق، ولا يعقل أن عقل الله، الذي يعبر به عن ذاته ومكنوناته وأسراره، مخلوق. ثالثاً: لا يعقل أن يخلق الله إلهاً آخر لكي يساعده في الخلق، لأنّ الله كامل بذاته ومستغنٍ بها عن كل شيء في الوجود. ولا نستطيع أن نسلم بأن الله خلق إلهاً وسيطاً ليقوم بتكوين العالم لأنه أمر يتعارض مع قدرته الذاتية ولا لزوم له قط ما دام الله قادراً بنفسه على الخلق. فضلاً عن ذلك لو أن كائناً آخر غيره قام بالخلق لكانت له السلطة المطلقة على مخلوقاته؛ عليه لا يجوز الاعتقاد بوجود أكثر من إله، فهو وحده خالقنا وكل الأشياء هي منه وبه وله (رومية11: 36). رابعاً: كون المسيح إله غير الله يتناقض مع قوله "أنا هو وليس إله معي" (تثنية 32: 39)؛ و "إني أنا هو. قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون" (أشعياء 43: 10). خامساً: يوجد إله واحد بار ومخلِّص، وهو الذي قال: "أنا أنا الرب وليس غيري مخلّص... أليس أنا الرب ولا إله آخر غيري. إله بار ومخلّص ليس سواي"(اشعياء 43: 11؛ 45: 21). فمن هو إذاً المسيح البار الذي خلّصنا؟ فإن كانوا لا يريدون التسليم بأن المسيح هو الله، فلا مهرب من تبني أحد الجوابين التاليين، إذ لا وجود لثالث: فإما أن الله يكذب في قوله، وإنه يوجد إله آخر بار ومخلّص غيره هو المسيح، أو أن المسيح إله، لكنه إله غير بار وغير مخلّص. وفي كلتا الحالتين يتجنبون الحق. ------------------------------ *راجع الترجمة الصحيحة في الجزء الثاني "الحكم السديد على ترجمة العالم الجديد"، فصل 2 سادساً: إن الله فريد بصفاته وألقابه وأمجاده، وقد قال: "أنا الرب هذا اسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر" (أشعياء 42: 8). ونسألهم: إن كان الله لا يعطي مجده لآخر، من أين أتى المسيح بالأمجاد الإلهية؟ وكيف استطاع أن يقول، إن كل ما للآب هو له، ومهما يعمل الآب يعمله الابن أيضاً (يوحنا 16: 15 ؛ 5: 19) ؟ بل كيف تهدي الخليقة كلها لله "الجالس على العرش وللخروف (المسيح) البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين" (رؤيا 5: 13)؟ لا شك أبداً أنّ المسيح الذي قاسم الله أمجاده هو واحد معه في الجوهر والأزليّة. نظراً لما سلف تسقط دعواهم الباطلة عن "يسوع الإله المخلوق" لأنها لا تقوم على أساس كتابي، بل هي من إعلانات روح ضد المسيح. |
||||
02 - 07 - 2015, 04:53 PM | رقم المشاركة : ( 8230 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نظرية "يسوع رئيس الملائكة"
قالوا: "هنالك صلة بين يسوع ومركز رئيس الملائكة. تذكر ١ تسالونيكي ٤:١٦ ... «الرب نفسه سينزل من السماء بنداء آمر، بصوت رئيس ملائكة»... تصف صوت يسوع بأنه صوت رئيس ملائكة... يسوع هو ميخائيل رئيس الملائكة ". " يُخبر الكتاب المقدس أن «ميخائيل وملائكته حاربوا التنين ... وملائكته». (رؤيا ١٢:٧) ... ويسوع أيضا موصوف في سفر الرؤيا بأنه قائد جيش من الملائكة الأمناء. (رؤيا ١٩:١٤-١٦) ". "والرسول بولس يذكر بالتحديد «الرب يسوع» و «ملائكته الأقوياء». (٢ تسالونيكي ١:٧)...كلمة الله لا تذكر مطلقا أن هنالك جيشين من الملائكة الأمناء في السماء، واحد بقيادة ميخائيل والآخر بقيادة يسوع، فمن المنطقي أن نستنتج أن ميخائيل هو نفسه يسوع المسيح في دوره السماوي."[45] نقول: لقد تاهوا في مفهومهم لشخص المسيح وتضاربت آراؤهم. فتارة يدعونه "إلهاً" وتارة أخرى "ملاكاً". وإني استهل الرد بتوضيح موقفنا من نظرية "المسيح الملاك"، ثم استعرض أسباب رفضنا لها: 1 - الآية المشار إليها (1 تسالونيكي 4 : 16) لا تُبّين في حال من الأحوال أن صوت رئيس الملائكة هو صوت المسيح، ولا إشارة إلى ذلك في مجمل الترجمات العربية: ترجمة فانديك: "لأن الرب نفسه بهتافٍ، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء". اليسوعية: "لأن الرب نفسه، عند إعلان الأمر، عند انطلاق صوت رئيس الملائكة والنفخ في بوق الله، سينزل من السماء". المشتركة: "لأن الرب نفسه سينزل من السماء عند الهتاف ونداء رئيس الملائكة وصوت بوق الله". البولسية: "لأن الرب نفسه، عند إصدار الأمر، وعند صوت رئيس الملائكة، وهتاف بوق الله، سينزل من السماء". الحياة: "لأن الرب نفسه سينزل من السماء حالما يدوي أمرٌ بالتجمع، وينادي رئيس ملائكة، ويبوق في بوق إلهي". جميع الترجمات، ومن ضمنها ترجمتهم، لا تجيز الاستنتاج بأن المسيح هو ميخائيل، لكنها تعلن ثلاثة أفعال ترافق مجيئه: هتاف، وصوت رئيس الملائكة، وبوق الله. مع عدم التأكيد أن المسيح هو الفاعل في واحدة منها. فإن نسبنا له "صوت رئيس الملائكة" انبغى أيضاً أن ننسب له "الهتاف" و "بوق الله"، فالأفعال الثلاثة في حلقة متصلة لا يفصلها في الأصل اليوناني نقطة أو فاصلة، إذ لا علامات وقف أو حروف ابتداء في اليونانية القديمة. لكن كلمة الله تقف حائلاً دون ذلك، فتؤكد أن النفخ بالبوق هو من عمل الملائكة، كما في القول "ويبصرون ابن الإنسان آتيا...فيرسل ملائكته ببوق عظيم"(متى 24 : 31 )، وفي هذا تمييز واضح بين المسيح والملائكة. 2 - الآية في تسالونيكي الثانية تقول: "عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته"، وهي كسابقاتها ليس فيها ما يدل على كون المسيح هو ميخائيل رئيس الملائكة، فاستنتاجهم مبني على أوهام وظنون. 3 - لا علاقة أو تشابه بين الأشخاص في الرؤيا. ففي الإصحاح 12 يُذكر ميخائيل باسمه الحرفي، بينما الإصحاح 19 يأتي الحديث عن شخص راكب على فرس أبيض، اسمه "كلمة الله" الصادق الأمين، "متسربل بثوب مغموس بالدم"علامة الفداء، وعلى فخده اسم "رب الأرباب وملك الملوك" وهو سيرعى الأمم بعصا من حديد . فهل هذه صفات وأعمال الملاك ميخائيل ؟ 4 - وظنوا أن الأجناد في رؤيا 12 هي ذاتها في رؤيا 19، ثم قالوا باستحالة وجود قائدين لجيش واحد؛ وعليه استنتجوا، بكل بساطة ومن غير تكلّف، أن قائد الجيش في رؤيا 19 هو نفسه في رؤيا 12 أي ميخائيل. لكن السياق يعلن حقيقة ناصعة تتعلق بالأجناد التابعة لراكب الفرس الأبيض. فيصفهم "لابسين بزا أبيض ونقيا"، والثوب الأبيض علامة البر والقداسة التي تميز كنيسة المفديين. والعدد 8 يؤيد ذلك بالقول عن الكنيسة عروس المسيح "وأعطيت أن تلبس بزا نقيا بهيا، لأن البز هو تبررات القديسين". فليس من شك البتة أن الأجناد في رؤيا 19 هم جماعة المفديين وليسوا أجناد من الملائكة. هذا الحق يتأكد لنا عند الرجوع للقرائن، وفيها القديسون الأبرار يرافقون المسيح في مجيئه الثاني مع الملائكة. "مجيء ربنا يسوع المسيح معجميع قديسيه" ( 1 تسالونيكي 3 : 13 ). "متى اظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون انتم أيضا معه في المجد"( كولوسي 3 : 4 ). فالملائكة والمؤمنون بالمسيح سوف يأتون معه. منذ بدايتها قاومت الكنيسة وأبعدت كل فكرة عن "يسوع الملاك" للأسباب التالية: 1- لأنه المخلّص، ولا يجوز بالتالي أن يكون مخلّص البشرية وحامل ذنوبها ملاك، وإلا لكان الخلاص غير مضمون، لكون الملاك معرضاً كالإنسان للسقوط في الخطية (2 بطرس 2: 4). كذلك لو كان يسوع مجرد ملاك وليس هو الله، لا تعود ذبيحة جسده على الصليب قادرة على تكفير كامل ذنوب البشرية. 2 - لأنه كلمة الله، الذي به أعلن الله ذاته لخليقته وعبّر لهم عن فكره ومحبته. فإن سلّمنا أن كلمة الله هو ملاك، يكون الله، وحاشاه من هذا، إلهاً ضعيفاً يتحكم به ملاك. ثم إن الكلمة هي لسان حال صاحبها التي تعلن ذاته؛ وعليه فإن المعلن لذات الله يجب أن يكون كلمته. "الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر" (يوحنا 1: 18 ). 3 - لأنه اللاهوت متجسدا، وقد قال الرسول بصريح العبارة "الله ظهر في الجسد"، وليس ملاكاً (1 تيموثاوس 3: 16). وفيه "يحل كل ملء اللاهوت جسديا "( كولوسي 2 : 9)، وما "كل الملء" إلا الله بملئه. 4 - لأن الآب أشرك الابن في كل أمجاده، وكل ماله هو لابنه (يوحنا 17: 10)، وقد جعله "وارثا لكل شيء"(عبرانيين 1: 2)، وهو الجالس مع الله على عرش واحد يقال له "عرش الله والحمل"(رؤيا 22: 1). فإن جاز قول الشهود، أن المسيح هو ميخائيل، يكون الله قد أشرك ميخائيل في أمجاده، وهذا لا يعقل. 5 - لأنه الخالق، الذي "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان"( يوحنا ٣:١ )، ومن يقول أن ميخائيل هو الخالق يجيز للخلائق عبادة خالقها الملاك، وهذا إجحاف. 6 -لأنه المتسلط على العالمين. وقد جاء في كلمة الله: "فإنه لملائكة لم يخضع العالم العتيد الذي نتكلم عنه" (عبرانيين 2: 5). أما عن المسيح فقيل: "وأخضع (الآب) كل شيء تحت قدميه" (أفسس 1: 22). لذلك من المحال أن يكون المسيح، "الذي هو في يمين الله...وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له" (1 بطرس 3: 22) مجرّد ملاك. 7 - لأن كلمة الله تميزه عن ميخائيل، فتأتي إلى ذكرهما في آية واحدة "وأما ميخائيل رئيس الملائكة، فلما خاصم إبليس ... قال: لينتهرك الرب" (يهوذا 9). وللتعتيم ترجموا العبارة الأخيرة "لينتهرك يهوه"، رغم غياب الاسم يهوه في الأصل اليوناني الذي يستخدم كلمة "كيريوس"، أي الرب. لكن مع ذلك تبقى الحقيقة ناصعة، إذ أن الصيغة الكلامية التي يستخدمها ميخائيل تدل على ضعف وعجز في القدرة الذاتية على مقاومة إبليس، وهذه ليست من صفات ابن الله الذي مجرد حضوره يرعب إبليس وأجناده. 8 - لأنه المعبود والمستحق لكل سجود. "وأما عن الابن: كرسيك يا ألله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك" هو "أعظم من الملائكة" (عبرانيين 1: 4)، والكلام يشمل أيضا ميخائيل. وأيضا "لتسجد له كل ملائكة الله" (عب 1: 6)، بما فيهم ميخائيل. "لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني أنا اليوم ولدتك ... ثم لمن من الملائكة قال قط اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك"(عب 1 : 5 ، 13). هو السيد الجالس "على كرسي عال ومرتفع" (اشعياء 6: 1) وفي محضره الملائكة تخدم وتسجد. ولا يترك يوحنا مجالاً للشك، فيشرح بالقول: "قال اشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه".(يوحنا 12 : 41 ). فالابن أعظم من الملائكة وميخائيل بما لا يقاس، والملائكة بكل رتبها تسجد وتسبح له، فهل يجوز بعد ذلك القول، أن المسيح هو ميخائيل؟ والبشر أيضا قدمت له السجود، فالمجوس"خروا وسجدوا له" (متى 2: 11)، "والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له" (متى 14 : 33)، والمريمات "أمسكتا بقدميه وسجدتا له" (ومتى 28: 9 )، والتلاميذ "سجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم" (لوقا 24: 51و 52). لم يرفض المسيح ولا في مرة واحدة السجود المُقدم لشخصه، بينما الملاك يرفضها في الرؤيا 19 و 22، مما يدل على عظم الفرق بين الملاك، مهما فاقت رتبته، والمسيح الذي تسجد له الملائكة والبشر. فإن لم يكن المسيح هو الله، كيف يمكن التوفيق بين التحذير "لا تسجد لإله آخر"، وبين إعلانات العهد الجديد عن صحة السجود للمسيح؟ في ختام هذه المسألة يأتي القول من دانيال، "كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه,فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض" (دانيال 7: 13– 14). من قال، أن كل الشعوب تتعبد لميخائيل إلى الأبد، يكون قد بلغ من الانحراف أقصاه. وبهذا يكون زعمهم عن " يسوع الملاك" هو الآخر قد أبطل، لأنه غير مؤسس على كلمة الله. تجسّد المسيح وطبيعتهتعمُّداً يتغاضى الشهود عن كل ما يشير في كلمة الله إلى طبيعة اللاهوت في المسيح ويحرصون أن يلفتوا أنظار الناس إلى النصوص التي تشير إليه كابن الإنسان المعين من الله ملكاً ونبياً وكاهناً، ليبرهنوا أنه مجرد إنسان عادي كسائر البشر. قالوا: "لم يكن يسوع نصف إله ونصف إنسان، ولم يكن الله في الجسد. كان عليه أن يصير إنساناً كاملاً لا أكثر ولا أقل. فإن الله القادر على كل شيء جرد الابن من وجوده السماوي ونقل حياته إلى رحم مريم. وهكذا لم يكن يسوع خليطاً ولم يكن شخصاً روحانياً مسربلاً بجسد، لكن يوحنا 1: 14 يقول إنه "صار جسداً" أو جُعل جسداً. لقد كان إنساناً بكليّته." [46] نقول: لم يؤمن المسيحيون يوماً بمسيح هو نصف إله ونصف إنسان، أو خليط من لاهوت وناسوت، بل بالحري بالمسيح الإله الكامل والإنسان الكامل بكل ما للكلمة "كمال" من معنى، مستندين بذلك على إعلان الكتاب، بأن "كل ملء اللاهوت" حلّ في المسيح جسدياً، لا نصفه ولا جزء منه (كولوسي 2: 9). لكن على الرغم من حلول اللاهوت في الجسد واتحاده به كلياً، لم يحدث اختلاط أو امتزاج بين الطبيعتين أو يطرأ أي تغيير على اللاهوت. فالآية "والكلمة صار جسداً" لا تفيد تحول الابن إلى جسد، بل بالحري اتخاذه جسداً واتحاده به تماما ًمن غير أن يلاشي الناسوت اللاهوت أو العكس. يؤكد اغسطينوس هذا الحق بقوله عن المسيح: "هو لم يصر إنسانا بطريقة جعلته يخسر ما هو الله بل أضيف الإنسان له دون أن يخسر الله". والرب نفسه يؤكد لنا من فمه الكريم أنه لم يجرد نفسه من الوجود السماوي، بل كان رغم وجوده على الأرض حاضراً أيضاً في السماء (يوحنا 3: 13). فليعلم شهود يهوه أن مسيحنا لا يتغير في طبيعته من إله إلى ملاك إلى إنسان، لكنه يبقى "هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عبرانيين 13: 8)، وامتلاكه لطبيعتي الناسوت واللاهوت أمر جوهري يتوقف عليه خلاص البشرية. وفي الرد على آريوس الهرطوقي يقول اثناسيوس أسقف الإسكندرية "أن الألوهية دون بشرية لا تخلص، والبشرية دون ألوهية لا تفدي". قالوا: "وبما أنّه أولاً، إنسان كامل كما كان آدم، دُعي يسوع آدم الأخير (1كورنثوس 15: 45)...فكان معادلاً لآدم". [47] قلنا: ليس المقصود بتسمية المسيح "آدم الأخير" معادلته بآدم من حيث الطبيعة والكمال البشري، لأنّ المسيح ابن الإنسان يسمو عن آدم كلّ السمو للأسباب التالية: المسيح آدم سماوي مولود من عذراء أرضي مخلوق من التراب صورة الله الحقيقية خلق على صورة الله تغلب على تجارب إبليس سقط في تجارب إبليس وهبنا بفدائه الحياة أورثنا بمعصيته الموت بناءً على عظم الفرق بين المسيح وآدم يكون المقصود بتلقيبه "آدم الأخير" الإعلان عنه بصفته المتقدّم على خليقة الله الروحية تماماً كما كان آدم المتقدّم في الخليقة الترابية. ويوضح النص الذي أشاروا إليه أن "الإنسان الأول من الأرض ترابي؛ الإنسان الثاني الرب من السماء. وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضاً صورة السماوي" (1 كورنثوس 15: 47 و49). موته وقيامتهقالوا: "لو أنّ المسيح هو الله لكان الله قد مات لثلاثة أيام؛ ويا لها من فرصة عظيمة يتسلّم فيها الشيطان السلطة على الكون. ثم لو كان المسيح هو الله، فلمن وجّه هده الصرخة على الصليب: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" وإضافة إلى ذلك كلّه، هل الله يموت؟"[48] الردّ: اختبر المسيح الموت بصفته ابن الإنسان، ومشهد الصليب هو عن يسوع، رجل الأوجاع والأحزان، حمل الله الذي ارتضى طوعاً أن يرفع خطية العالم بالموت. وإذ أخذ المسيح موضع الخطاة، كابد في جسده الطاهر قصاص الخطية بديلاً عنا، وهكذا عانى فراق الآب له واختبر مرارة الوحدة وتحمّل الآلام المبرحة. وبحقّ قيل فيه: "مجرّب في كل شيء مثلنا بلا خطية...لأنه في ما هو قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين" (عبرانيين 4: 15 ؛ 2: 18). لكننا نقول، رغم أن الذي قام بعملية الفداء والخلاص كان يسوع الإنسان، إلا أن الله الذي كان فيه، مع أنه لم يصلب أو يموت، فقد قبل حكم الصلب والموت في الناسوت. وهكذا يكون الله بثالوثه الآب والابن والروح القدس قد اشترك في الخلاص؛ وعليه فإن الدم المسفوك على الصليب هو دمه (أعمال 20: 28). ويجدر بنا أن نقر بعجزنا عن إدراك كل ما يتعلق بموت المسيح، فهو يبقى، بالرغم من كل الشروحات والتفسيرات، سراً نعجز بعقولنا المحدودة عن سبر أغواره، ولذا ينبغي لنا أن نقبله بالإيمان. قالوا: "يسوع مات فعلا وكان في حالة عدم الوعي في القبر".[49] نقول: المنطق البشري والروحي يخطئان هذا الكلام. وكما أسلفنا، المسيح مات بناسوته وليس بلاهوته، فلا سلطان للموت على اللاهوت. أما اعتقادهم بأن المسيح تحول كليا من إله إلى إنسان فقد أظهرنا بطلانه. وليس من دليل كتابي لدى شهود يهوه يؤكد نظريتهم هذه، كما ولا إشارة في كلمة الله عن مصير جسد المسيح مابين الصلب والقيامة، فنرى أنهم يبنون على ظنون وتخمينات. كل ما لدينا من معرفة في هذا الشأن مصدرها قول المسيح للص قبيل تسليم الروح "اليوم تكون معي في الفردوس"، وهذا القول يهدم نظريتهم بالتمام ( لوقا 23 : 43 ) . قال تشارلز رصل: "في الصليب أبيدت طبيعة المسيح البشرية- وفي القيامة نال المسيح روحاً إلهية وجسداً إلهياً ورفع إلى مستوى الله"، ويعلّل عدم عثور التلاميذ على جسد المسيح في القبر بالقول: "رفع جسد يسوع بمعجزة من القبر...تحلل وأصبح غازاً". [50] نقول: يدحض الرب هذا المعتقد في حديثه مع اليهود فيشير إلى قيامته في الجسد بالقول: "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه". ولو أن الكتاب المقدس توقف عند هذه الكلمات لصار لنا حق الأخذ بتعليم رصل، لكن الوحي يتابع موضّحاً ومؤكّداً: "وأمّا هو فكان يقول عن هيكل جسده" (يوحنا 2: 19 و21). وفي موضع آخر يصف الوحي ظهور المسيح في الجسد لتلاميذه فيقول: "جزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحاً"، لكن يسوع طمأنهم بالقول: "جسّوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه...فأخذ وأكل قدّامهم" (لوقا 24: 37، 39 ، 40، 43). وكذلك توما أيضاً تحقق من قيامة يسوع في الجسد إذ دعاه الرب أن يبصر يديه وأن يلمس جنبه فخرّ أمامه قائلاً له: "ربي وإلهي". قالوا: "لقد اتّخذ يسوع جسداً لحمياً، على غرار الملائكة في ما مضى. ولكي يقنع توما بشخصه استعمل جسماً بثقوب جروح فظهر أو بدا بشراً كاملاً، قادراً على الأكل والشرب". [51] نقول: على الرغم من سخافة الاعتراض فهو لا يخلو من التهكّم، إذ يفهم منه، أن الرب أدى دور الممثل باتخاذه جسد مشابه للذي صلب به لكي يخدع تلاميذه ويقودهم إلى الإيمان بقيامته. وهكذا كرز الرسل والمؤمنون بالمسيح من بعدهم طيلة 19 قرناً بقيامة المسيح في الجسد، هذه القيامة التي، على حد قولهم، لم تكن إلا خدعة اكتشفها في الأزمنة الأخيرة المدعو تشارلز تاز رصل. اعتراض: "لم يأخذ ثانية حياة بشرية، لأنّ ذلك يعني استرداد ثمن الفدية". [52] الردّ: إن الفداء لم يتمّ بموت المسيح فقط، بل وبقيامته أيضاً (1 كورنثوس 15: 17). ولو أن المسيح لم يقم بجسده الذي بذله عنّا لكان مثله مثل الذبائح الحيوانية التي عجزت عن إحراز رضا الله. لكن شكراً لله، لقد قام منتصراً على الموت "ولا رأى جسده فاسداً" (أعمال 2: 31). وفي هذه الآية بالذات حجة دامغة ضد قولهم بتحلل جسد المسيح. قالوا: "في اليوم الثالث أقامه يهوه شخصياً إلى الحياة الروحانية ومنحه خلوداً، وأعطاه مجدا أعظم مما كان له سابقا". [53] نقول:1 - لا اعتراضا لدينا على القول، إنّ الله أقام المسيح. ولكننا إلى جانب هذا نؤمن بسلطان ابن الله وقدرته على إقامة نفسه من القبر، ولنا برهان قاطع على ذلك في كلمة "أُقيمُه"، من قوله السالف، كما في قوله عن حياته: "لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها" (يوحنا 10: 18). 2 - إن المسيح لا يحتاج لأن يعطيه الله خلوداً وحياة أبدية، إذ إنّه ربّ الحياة ورئيسها (أعمال 3: 15)، الذي "فيه كانت الحياة" (يوحنا 1: 4). فزعمهم أن الله أعطاه خلوداً هو طعن قبيح في أزليّة المسيح. 3 - إنّ الله لم يرفع ابنه من ناحية اللاهوت إلى درجة العظمة التي لم تكن قبلاً، لأن المسيح هو واحد مع الآب في الجوهر، وقد كان ممجداً عنده قبل إنشاء العالم، ولم يكن محتاجاً بأي حال من الأحوال إلى الرفعة والعظمة لأنها كانت أصلاً ملكه (يوحنا 17: 5). لكنّ الله رفع ابنه ومجده بصفته يسوع ابن الإنسان الكامل الذي أطاع حتى الموت موت الصليب (فيلبي 2: 9). وأضحى هو الشخص الأعظم المذخر فيه كلّ معاني الإنسانية وآمالها وأمجادها وانتصاراتها، وصارت قيامته رمز انتصارنا ومنبع رجائنا وأساس فخرنا، وسنبقى نحتفل بها أبداً. اعتراض: "الأسفار المقدسة لا توصي ولا تجيز الاحتفال بقيامة يسوع. لذلك فإن الاحتفال بقيامة يسوع...أمر ينم عن عدم ولاء".[54] الرد: لقد تعرض المسيح في كل أمجاده إلى طعنهم ولم يسلم من تحقيرهم شيئاً. إن الدلائل الكامنة في موقفهم من أمجاد المسيح هي بالنسبة للمسيحي أقوى بما لا يقاس من أية دلائل أخرى على انتمائهم للماسونية وغيرها من عبادات روحانية غامضة. وإننا هنا نلمس بكل وضوح روح ضد المسيح، الذي يسوقهم باستمرار إلى تحقير رب المسيحيين والتهجم على المسيحية ورموزها وأعيادها. |
||||