![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 81241 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث المحاربات التي من الخارج، هي مثل ما حدث لأمنا حواء: إنسانة بسيطة وهادئة وبريئة، وأتاها الفكر من الخارج، من الحية. أفكار شك مثل: "أحقًا قال لكما الله أن لا تأكلا..؟ "كلا، لن تموتا"، "يوم تأكلان من الشجرة، تصيران مثل الله، عارفين الخير والشر".. (تك3). هذا الفكر الذي أتى إلى حواء من الخارج، أتعبها، وذلك لأنها قبلته. وانتقل الفكر إلى الحواس، ثم إلى القلب. انتقل إلى الحواس فنظرت إلى الشجرة، بنظرة ليست كما كانت تراها من قبل. فوجدت أن الشجرة "جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وشهية للنظر" (تك1:2). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81242 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث أما أنت: فإن أتاك فكر خاطئ، قاومه. وكل فكر خاطئ، يوجد أسلوب تقاومه به. فهناك فكر ترد عليه بآية أو بضع آيات، فيهرب منك. وفكر آخر ترد عليه بمشاعر معينة، فلا يثبت أمامك.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81243 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث هذا الفكر يمكن أن تقاومه بأن تتذكر خطاياك، فيخجل من تذكارها فكر الكبرياء. أو أن تتذكر الدرجات العليا التي وصل إليها القديسون، فتشعر أنك لا شيء إلى جوارها. أو أن تقول لنفسك: لو أنني سرت في هذا الفكر، لتخلت عنى النعمة وفارقتني، وحينئذ أسقط في خطايا كثيرة، كما قال الكتاب "قبل الكسر الكبرياء. وقبل السقوط تشامخ الروح (أم18:16) أو انك تقول لفكر الكبرياء: هذا الذي أفتخر به، لم أعمله أنا، إنما عمله الله بواسطتي، فإن نسيته إلى نفسي، فسوف لا يعمل الله معي، لئلا يقودني ذلك إلى الافتخار وبهذا أفشل في أداء أي عمل صالح!! وليس هذا من صالحي.. وهكذا تجد إن تذكرك لعمل النعمة فيك، يبعد عنك فكر الكبرياء. وبهذه الطرق وغيرها تتخلص منه.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81244 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث وكانوا مرشدين في أساليب محاربتها. ومن بين هؤلاء القديس مار أوغريس الذي له ميامر (مقالات) عن حرب الأفكار والرد عليها. ومن وسائل ذلك الرد على كل فكر بآية من الكتاب. فإن حاربتك أفكار الغضب مثلًا، تضع أمامها قول الكتاب".. لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع20:1). وإن حاربتك أفكار الزنا، تقول كما قال يوسف الصديق "كيف أصنع هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله؟!" (تك9:39). أو تتذكر قول القديس بولس الرسول "لا تضلوا.لا زناة، ولا عبدة أوثان، ولا فاسقون ولا مأبونون، ولا مضاجعو ذكور، ولا سارقون.. يرثون ملكوت الله" (1كو9:6، 10). وأن حوربت بمحبة العالم، تذكر قول القديس يعقوب الرسول"..لأن محبة العالم عداوة لله" (يع4:4)، وكذلك قول القديس يوحنا الرسول: "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم.. إن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الأب" (1يو15:2). وهكذا تضع أمام كل فكر آية تطرده. لذلك عليك أن تحفظ آيات ترد بها على الأفكار التي تحاربك، فتصدها بها. آباؤنا القديسون كانت لهم خبرة في محاربة الأفكار. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81245 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث هناك طريقتان تتخلص بهما من حروب الأفكار، وهما: تنقية القلب والفكر. وأيضًا انشغال القلب والفكر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81246 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث لأنه إن انشغل فكرنا بالله، نصل إلى محبة الله. وإن تعمقت محبة الله في قلوبنا، تصير طبيعتنا غير قابلة لأفكار العدو. مثل إنسان قوى في صحته. إذا حاربه ميكروب، لا يستطيع أن يقوى عليه. أو شخص محصن ضد مرض معين، فذلك المرض لا يجد له مجالًا عنده. أنه لا يترك نفسه حتى تصيبه الأمراض ثم يعالجها!! بل يتخذ الوسائل التي تمنع أصابته بالمرض. فالإنسان الروحي يحصن نفسه ضد الأفكار الشريرة، بأن يملأ قلبه وعقله بمحبة الله ومحبة الخير. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81247 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث أشغل عقلك بالفكر الصالح، بالتأملات والقراءات الروحية، قبل أن يأتي عدو الخير، ويقدم لك أفكارًا من عنده. لأنه إن كان لإنسان سكن. وتركه فارغًا، قد يأتي أناس أشرار ويحتلونه ويسكنونه. وإخراجهم منه ربما يحتاج إلى تعب وجهد. أما إن كان في هذا المسكن نور وأثاث وكراسي مثلًا في شرفاته، فإنه لا يجرؤ أحد أن يدخله عنوة، إذ يخاف من ساكنيه. ويرى أنه إن أقدم على ذلك سيتعرض للمخاطرة.. هكذا إن كنت منشغل الفكر، يعرف الشيطان أنك لست متفرغًا له، فيتركك ولو إلى حين.. فإن كنت منشغلًا باستمرار، يحتار كيف يدخل إليك.. ليس فقط بسبب الانشغال الروحي، بل حتى الانشغال العلمي أيضًا، والانشغال بالعمل، وبالأنشطة المتعددة، وحتى الانشغال بالرياضة أو الفن، أو العمل اليدوي. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81248 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث يكونون غير متفرغين لأفكار الخطية. كما يقول المثل: عقل الكسلان معمل للشيطان. وبالتالي فإن الطلبة المهملين لدراستهم، يكونون أكثر تعرضًا لأفكار الخطية. لأن عقولهم غير منشغلة، فيأتي الشيطان ويعشش فيها.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81249 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث اشغل عقلك بقراءات وتأملات، بفكر نافع لك.. لكن أن كنت في فراغ، وعقلك في فراغ، ما أسهل أن يقول لك الشيطان: اسمح لي أن أجلس معك وأسليك.. أحكي لك حكاية، أقدم لك فكرة من عندي، مادمت لا تجد شيئًا تفكر فيه.. وهكذا يسرح بك من موضوع إلى موضوع، حتى يدخلك بالتمام إلى مجاله، ويسيطر على تفكيرك. أو على الأقل يضيع وقتك في ما لا يفيد.. إن آباءنا القديسين الذين كانوا يتدربون على الصلاة الدائمة، أو يرددون صلاة "يا رب يسوع" مئات أو آلاف المرات، كان عقلهم ينشغل بهذه الصلاة، بحيث يرددها تلقائيًا.. فإن سكت الواحد منهم، يظل عقله منشغلًا بهذه الصلاة، بدون جهد منه، وبدون أن يدفعه لتردادها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 81250 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث لذلك في خروجك من بيتك، لا تترك نفسك للطريق يرتب لك ما تفكر فيه. لا تترك عقلك سائبًا، دون فكر معين يربطه وينشغل به. لا تتركه للقاءات وللمناظر وللأحاديث، ترسم له مسار تفكيره، وتقدم له الفكر الذي يشغله والوقود الذي يشعله.. ما أسهل عندما تخرج من بيتك أن تأخذ معك آية أو مزمورًا، أو موضوعًا روحيًا، أو في الصباح اقرأ فصلًا من الكتاب، وتخيَّر لك معنى من معانيه يصحبك في الطريق أو مزمورًا تحفظه، وليكن ذلك موضوعًا لتفكيرك. وهكذا أن هاجمك فكر، يجدك مشغولًا، وأبوابك مغلقة أمامه. |
||||