![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 80841 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تكمن الحَياةُ الأَبدِيَّة في "أَن يَعرِفوكَ أَنت الإِلهَ الحَقَّ وحدَكَ ويَعرِفوا الَّذي أَرسَلتَه يَسوعَ المَسيح" (يوحنا 17: 3). فالحياة الأبدية هي ليست مجرد معرفة عقلية، انما هي معرفة شخصية وحياتية، انها اتحاد الروح والقلب والإرادة، وإنها عطاء الذات. وبلوغ هذه المعرفة للإله الحقيقي هي الحياة والسعادة الحقة وتحقيق الانسان لذاته؛ لكن الانسان لا يستطيع ان يبلغ هذه المعرفة الا بواسطة يسوع المسيح، ابن الإنسان. لهذا يجب ان يُمجّد وبدونه نحن في ظلام دامس كما جاء في تعليم بولس الرسول: " اُذكُروا أَنَّكم كُنتُم حِينَئذٍ مِن دُونِ المسيح مَفْصولينَ، غُرَباءَ عن عُهودِ المَوعِد، لَيسَ لَكم رَجاءٌ ولا إِلهٌ في هذا العالَم" (أفسس 2: 12). والحياة الأبدية هي حياة المسيح التي قام بها من الأموات وهي أبدية لأنه لن يموت ثانية. والروح القدس يعطينا هذه الحياة ويثبتنا فيها بالمعمودية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 80842 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ان يسوع صلى لكي يتم رسالة الفداء بموته على الصليب الذي ينجز خلاص الانسان، ويُظهر مجد الآب والابن، وينال الحياة الأبدية لكل من يؤمن به. والحياة الأبدية هي انتقال من حياة الايمان الى حياة المشاهدة، ومن حياة غربة في الزمن الى حياة بقاء في الأبدية، ومن حياة في الشفاء الى الحياة في الراحة، ومن ممارسة الاعمال الى حياة الثواب في معرفة الله ومشاهدته والتمتع به الى الابد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 80843 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تكليل لمشيئة الآب يسوع لا يطلب التمجيد مكافأة لعمل صالح، بقدر ما يطلبه تكليلا للعمل الذي أوكل إليه الآب "إِنِّي قد مَجَّدتُكَ في الأَرض فأَتمَمتُ العَمَلَ الَّذي وَكَلتَ إِلَيَّ أَن أَعمَلَه (يوحنا 17: 4). فتمجيد يسوع ضروري، لان عمل الابن لم يكن إلا لإظهار الآب للناس كما جاء صوت من السماء يقول "قَد مَجَّدتُه وسَأُمَجِّدُه أَيضاً" (يوحنا 12: 28). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 80844 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() العودة الى حضن الآب صلّى يسوع ايضاً لأجل ذاته ليتقدم الى حالة المجد التي تمتع بها مع الآب قائلاً: "مَجِّدْني الآنَ عِندَكَ يا أَبتِ بِما كانَ لي مِنَ المَجدِ عِندَكَ قَبلَ أَن يَكونَ العالَم" (يوحنا 17: 5). ان المجد الذي يتوق اليه يسوع ليس إلا العودة الى الآب في المجد الذي كان يتمتع به قبل ان يكون العالم. "فمَجِّدْني الآنَ عِندَكَ يا أَبتِ بِما كانَ لي مِنَ المَجدِ عِندَكَ قَبلَ أَن يَكونَ العالَم" (يوحنا 17: 5)، أنه يتوق الى الرجوع الى حضن الآب" (يوحنا 1: 18) حيث يشرق مجده ويُنير هذه البشرية كما جاء في مقدّمة إنجيل يوحنا " الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا فرأَينا مَجدَه مَجداً مِن لَدُنِ الآب لابنٍ وَحيد مِلؤُه النِّعمَةُ والحَقّ "(يوحنا 1: 14). فقد اتخذ يسوع هذه البشرية لكي يُظهر لنا الآب. وكان طريق الرجوع إلى الآب السماوي طريق الصليب، ولذلك فقد كان الصليب طريق المجد. والآن قد قرُبت رسالة يسوع على الانتهاء، فأنه يطلب من الآب ان يردَّه الى مكانته معه. وشهد إسطفانس اثناء استشهاده وهو ممتلئ من الروح القدس ان الرب يسوع قد عاد الى مكانه المُمجَّد عن يمين عظمة الله " إِنِّي أَرى السَّمواتِ مُتَفَتِّحَة، وابنَ الإِنسانِ قائِمًا عن يَمين الله" (اعمال الرسل 7: 56). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 80845 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صلاة يسوع من أجل التلاميذ: (17: 6-11) بعد أن صلى من أجل نفسه ليس عن حاجة، إنما علامة الشركة بينه وبين الآب، والمجد المتبادل بينهما، الآن يصلي من اجل تلاميذه كونهم المُبشرين بإنجيله الطاهر. وقبل صلاته وصف عمله معهم؛ لقد اظهر اسم الآب لهم "أَظهَرتُ اسمَكَ لِلنَّاسِ الَّذينَ وَهَبتَهُم لي مِن بَينِ العالَم. كانوا لَكَ فَوهبتَهُم لي وقَد حَفِظوا كَلِمَتَكَ" (يوحنا 17: 6) اظهر لهم ان الله أب، لان له ابنا، ويسوع هو هذا الآبن الذي اتخذ وجها وجسدا يعكس حبَّ أبيه. عرف التلاميذ كلام الله، وقبلوه ومن خلال تعليم يسوع وأعماله وحياته. وقد "حفظوا كلامك" كما كانوا يحفظون كلام الشريعة " طوبى لِلَّذينَ يَحفَظونَ شَهادَتَه وبِكُلِّ قُلوبِهِم يَلتَمِسونَه (مزمور 119: 2). فالتلاميذ هم عطيّة الآب للابن "اِحفَظْهم بِاسمِكَ الَّذي وَهَبتَه لي" (يوحنا 17: 11)، وروح الربّ يحرّك قلوبهم ليستجيبوا لنداء "يسوع". فقد صلى يسوع الى ابيه السماوي من اجل هؤلاء التلاميذ المجتمعين حوله والذين على وشك ان يبتدأ عملهم التبشيري فهم بحاجة الى نعمة وقوة. صلى من اجلهم كي يحفظهم الرب في الايمان والنعمة ويثبِّتوا في الوحدة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 80846 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حفظ التلاميذ في الايمان والنعمة كان على المسيح أن يذهب الى الآب، بينما هم يجب ان يبقوا في العالم ليتمِّموا مهمة يسوع “كَمَا أَرسَلَتني إِلى العالَم فكَذلِكَ أَنا أَرسَلتُهم إِلى العالَم" (يوحنا 17: 18). فصلى يسوع من اجلهم ليحفظهم الله "لَستُ بَعدَ اليَومِ في العالَم وَأَمَّا هُم فلا يَزالونَ في العالَم وأَنا ذاهِبٌ إِليكَ. يا أَبَتِ القُدُّوس اِحفَظْهم بِاسمِكَ الَّذي وَهَبتَه (يوحنا 17: 11). ولم يطلب يسوع لهم الغنى، ولا المجد الزمني، ولا النصرة الأرضية، لكنه طلب من الآب السماوي أن يحفظهم في اسمه من الخطيئة والعالم الشرير، حتى يجتازوا أيام غربتهم، ويبلغوا إلى حضن الآب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 80847 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صلى يسوع الى أبيه ليحفظهم في هذا الايمان، وفي النعمة التي تسلموها فيقيهم من روح العالم بما فيه من السلطة والشهرة والعظمة (لوقا 22: 24)، ومن سيد هذا العالم (يوحنا 12: 31)، لأنه كبرياء وجحود. فالتلميذ بحاجة ان يفسح المجال لله لكي يعمل في داخله. لان المجد الحقيقي هو مجد من يخدم، ومن يأخذ المكان الأخير، ومن يُقدّم حياته دون الاحتفاظ بأيّ شيء لنفسه على خطى معلمهم يسوع المسيح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 80848 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لم يصلِّ يسوع كي يأخذ تلاميذه من العالم بموتٍ مفاجئٍ سريعٍ ليعبروا إلى عالم أفضل. هذا ما اشتهاه بعض رجال الله مثل أيوب وإيليا ويونان وموسى عندما ضاق بهم الأمر واشتدت بهم الضيقات والتجارب. لكن السيد المسيح صلى لتلاميذه ان يحفظهم من فساد العالم، "لا أَسأَلُكَ أَن تُخرِجَهُم مِنَ العالَم بل أَن تَحفَظَهم مِنَ الشِّرِّير" (يوحنا 17: 15). وذلك أن يعهد بهم في حضن الآب، فلا يقترب إليهم الشرير. إنه لم يطلب حفظهم بإزالة التجارب والضيقات من طريقهم، وإنما لينعموا بالنصرة في صراعهم ضد الشرير؛ ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "احفظهم من الشرير"، يعني من الشر الأخلاقي، من الرذيلة، وضعف القلب". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 80849 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صلاة يسوع لتلاميذه ان لا يكونوا منفصلين عن العالم بل ان يندمجوا في العالم حتى يلعبوا دورا نبويا هاما فيه. أرسل المسيح تلاميذه نورًا للعالم وملحًا للأرض، لنشر معرفة المسيح. لذلك يجب أن يعيشوا وسط العالم. فبموجب دعوتهم أصبحوا مفروزين وسط شعب لله، ولكن لا ليكونوا في عزلة، وانما ليكونوا مكرَّسين كليا للعمل الذي يدعوهم اليه الرب" كَرِّسْهُم بالحَقّ إِنَّ كلِمَتَكَ حَقّ" (يوحنا 17: 15). لكنهم لا يستطيعون ان يكونوا خداما للمسيح، إن لم يكونوا شهودا للحياة الأبدية، لذا ينبغي ان يمارسوا عملهم في العالم كالخميرة في العجين بفضل قوة ونعمة المسيح الذي تحفظهم من كل شر. فالشر الذي في العالم نابع من سيطرت الشيطان على نفوس الناس كما جاء في تعليم يوحنا الرسول "العالَمُ كُلُّه تَحتَ وَطْأَةِ الشِّرِّير" (1يوحنا 19:5). والمسيح هنا يسأل الآب أن يحفظ تلاميذه من سلطان الشرير وقوته وتأثيره المخادع، ويعلم تلاميذه ان يصلوا قائلين " نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير" (متى 6: 13). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 80850 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "إن كهنة العهد الجديد، بموجب دعوتهم وسيامتهم، أصبحوا مفروزين بنوع ما وسط شعب الله، ولكنهم لا ليكونوا في عزلة عنه او عن أي إنسان، وإنما ليكونوا مكرَّسين كليا للعمل الذي يدعوهم اليه الرب. وإنهم لا يستطيعون أن يكونوا خداماً للمسيح، إن لم يكونوا شهودا وموزِّعين لحياة أخرى غير هذه الحياة الفانية. ولكنهم لن يستطيعوا ان يخدموا الناس، إذا ظلوا غرباء عن حياتهم وأحوالهم" (المجمع الفاتيكاني في حياة الكهنة وخدمتهم الراعوية، 3).ونستنتج مما سبق ان يسوع طلب في صلاته ست بركات لتلاميذه: ان يحفظهم أمناء في الايمان ونعمته وان ينصرهم على الشر والشرير وان يقدِّسهم وأن يملئهم فرحا وان يقدِّرهم على تمجيده وتمجيد الآب وأخيرا ان يكونوا معه في المجد. |
||||