منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 06 - 2015, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 8061 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

معاملات الله مع الأمة الإسرائيلية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نقرأ في سفر أشعياء النبي (ص 6) أنه عندما رأى النبي مجد الرب في هيكل أورشليم في سنة وفاة عزّيا الملك، أعلن له الرب حكمه القضائي على الشعب "أعمى عيونهم وأغلظ (قسّى) قلوبهم بسبب عدم إيمانهم بالرب يسوع. هذا ما نفهمه من انجيل يوحنا (ص 12: 37 – 41) لكنه أعلن أيضاً للنبي تلك الكلمة التي تدل على أن الرب سيظل أميناً لوعده ومواعيده للآباء (ابراهيم واسحق ويعقوب) "ويرجعوا فأشفيهم" فهو يجرح ويعصب. يجرح عندما تهان قداسته. لكنه في نعمته يعصب ويشفى التائبين الراجعين له. لقد تنبأ الأنبياء عن رجوعهم وشفائهم. ولا بد أن يتم المكتوب. في كل مرة يتكلم الكتاب عن ضربة العمى القضائي وقساوة قلوبهم يتكلم أيضاً عن رجوعهم وشفائهم لئلا يظن الناس أن الله قد رفض اسرائيل نهائياً وحاشا له أن يفعل ذلك بسبب مواعيده للآباء ولأنه أمين صادق في مواعيده.
نقرأ عن قساوتهم ورجوعهم في (أشعياء 6: 10) أن النبي الذي يعرف نعمة الرب لم يقل عبثاً "إلى متى أيها السيد الرب؟" ومضمون إجابة لرب على سؤاله إن البطمة التي قطعت سوف يفرخ في النهاية. ولو قطعت البطمة والبلوطة تبقى الساق. ولو قطعت الأمة تبقى بقية "بقية سترجع" وهذا هو معنى اسم ابن النبي "شآريا شوب" معنى الاسم "بقية سترجع" إن اسمى ابني النبي إشعياء كانا لأجل آيات وعجائب في اسرائيل (إشعياء 8: 18) أي إن أسماءهم كانت نبوية.
ولضيق هذا الحيز أرجو القارىء أن يرجع إلى كتابه المقدس لكي يقرأ ما جاء في العهد القديم والعهد الجديد عن "يرجعوا فأشفيهم". إن هوشع تنبأ عن رجوعهم وشفائهم قائلاً بلغة البقية التائبة الراجعة للرب "هلمّ نرجع إلى الرب لأنه هو افترس فيشفينا. ضرب فيجبرنا. يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه" (هوشع 6: 1، 2). اقرأ أيضاً (متى 13: 15) وكذلك (يوحنا 12: 40) أيضاً (أعمال 28: 27).
والرجوع معناه التوبة بالإيمان نظير قول الابن الضال "أقوم وأرجع إلى أبي وأقول له أخطأت" (لوقا 15) لأن التوبة والإيمان لا يفترقان ونقرأ عن توبتهم وإيمانهم في مواضع كثيرة في العهد القديم. في (إرميا 31: 8) يتكلم عن توبة الأسباط العشرة والذين يقال عنهم أنهم مفقودون. لكن مبدد اسرائيل لا بد أن يجمعه (إرميا 31: 10) "سمعاً سمعت إفرايم ينتحب (يبكي بمرارة) أدبتني فتأدبت – توبني فأتوب لأنك أنت الرب إلهي. لأني بعد رجوعي ندمت..." وعلى أثر توبتهم وإيمانهم بالرب يسوع سيقطع مع بيت اسرائيل (الأسباط العشرة) ومع بيت يهوذا (يهوذا وبنيامين) عهداً جديداً ليس كالعهد الذي قطعه مع آبائهم (إرميا 31: 31، عبرانيين 8: 7 – 13).
ونقرأ عن توبتهم وبكائهم في (زكريا 12: 10، 11) "وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون إليّ الذي طعنة وينوحون عليه..."
كما نرى توبتهم في (إشعياء 53) معترفين بخطيتهم أنهم كانوا ينظرون إلى الرب يسوع عندما جاءهم متضعاً في أيام جسده، كمن لا صورة له ولا جمال ولا منظر فيشتهوه. محتقر ومخذول من الناس... وكمستر عنه وجوههم (كأن برقعاً كان موضوعاً على وجوههم وقلوبهم) محتقر فلم يعتدوا به. لكن سيعترفون أنه كان مجروحاً لأجل معاصيهم مسحوقاً لأجل آثامهم.
كما تنبأ هوشع قائلاً بلغة البقية الراجعة التائبة "هلم نرجع إلى الرب" (ص 6: 1) كما تنبأ أيضاً قائلاً "لأن بني اسرائيل سيقعدون أياماً كثيرة بلا ملك ولا رئيس ولا ذبيحة ولا تمثال ... (كما هو حادث في الوقت الحاضر) فالآن لا توجد عبادة حقيقية عند اليهود: لأنه لا يوجد مذبح ولا ذبيحة تقدم على المذبح. كما لا توجد عبادة وثنية. لقد هدم الهيكل سنة 70 ميلادية وأخربت المدينة وقضى الله عليهم بالتشتيت ومنذ ذلك الوقت تعطلت عبادتهم وهذا ما أنبأ به النبي هوشع "يقعدون أياماً كثيرة... أكثر من (2000) سنة بلا ملك ولا رئيس ولا ذبيحة ولا تمثال وثني".
لأن روح العبادة الوثنية قد فارقهم منذ السبي البابلي لكنه سوف يرجع إليهم بأبشع صورة كما أنبأ عن ذلك الرب يسوع نفسه في (متى 12) فمع وجود الرب يسوع وسطهم وهو أعظم من الهيكل (متى 12: 6) وأعظم من يونان وأعظم من سليمان (متى 12: 41، 42) فإنهم جدفوا عليه وجدفوا على الروح القدس وقالوا عن الرب يسوع أنه ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين لذلك يقول لهم "إذا خرج الروح النجس من الإنسان يجتاز في أماكن ليس فيها ماء يطلب راحة ولا يجد. ثم يقول أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه. فيأتي ويجده فارغاً مكنوساً مزيناً (أي مهيأ لساكن). ثم يذهب ويأخذ معه سبعة أرواح أخر أشر منه فتدخل أيضاً لهذا الجيل الشرير" (متى 12: 43 – 45) ويقصد بالجيل الشرير الأمة اليهودية التي رفضت المسيح ولا زالت رافضة له. ومغزى كلام الرب يسوع أن روح عبادة الأوثان فارقهم منذ السبي البابلي سوف يرجع إليهم أردأ.
فكما نرى في الوقت الحاضر بداية تجمعهم في أرض فلسطين لكن سوف يظهر بينهم شخصية رهيبة يدعوه الرسول بولس في رسالة تسالونيكي الثانية (2: 3) "إنسان الخطية" و"ابن الهلاك" ويدعوه يوحنا في رسالته الأولى "ضد المسيح" (1 يو 2: 18، 22) كما يدعى في سفر الرؤيا "النبي الكذاب" و"الوحش الطالع من الأرض" وهو حليف الإمبراطور الروماني الغربي الذي هو "الوحش الطالع من البحر" (رؤيا ص 13).
والنبي الكذاب شخصية يهودية ويصنع آيات عظيمة حتى أنه يجعل ناراً تنزل من السماء على الأرض قدام الناس. ويضل الساكنين على الأرض بالآيات التي أعطي أن يصنعها... (رؤيا 13: 12 – 18) وكلاهما أي الرئيس اليهودي والرئيس الغربي سوف يطرحان حيين في بحيرة النار المتقدة بالكبريت (رؤيا 19: 20).
 
قديم 22 - 06 - 2015, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 8062 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الضيقة العظيمة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حدثت ضيقات كثيرة وشديدة في تاريخ الأمة اليهودية مثل الضيقة التي حدثت في أيام أنطيوخوس أبيفانوس ملك سوريا في الفترة من (168 ق.م إلى 165 ق.م) وسبقت الإشارة إلى ذلك عند الكلام عن ال 2300 صباح ومساء في الفصل الأول.
كما حدثت ضيقة مريرة وشديدة في حصار أورشليم على يد تيطس الروماني إذ لاقى اليهود المحاصرون أشد الأهوال وقد سجل يوسيفوس المؤرخ اليهودي أهوال هذا الحصار وأخيراً انتصر الرومان وهدموا الأسوار والهيكل والمدينة وكان ذلك سنة 70 ميلادية.
لكن كل الضيقات التي صادفت اليهود ليست شيئاً إزاء الضيقة العظيمة التي لم تأت والتي تنبأ عنها الأنبياء.
ونجد ذكراً صريحاً لهذه الضيقة في سفر إرميا (ص 30: 6، 7) ويسميها ضيقة يعقوب – لأنها تقع بصفة خاصة على الشعب اليهودي كما أشار إليها دانيال النبي عندما ذكر في أواخر سفره عن حروب وقت النهاية (ص 11: 36 – 45) أنه في ذلك الوقت (وقت النهاية المقضى بها على شعب دانيال) يقوم ميخائيل الرئيس الملائكي القائم لمعونة البقية الصغيرة التقية من الشعب اليهودي لكي يحفظها في زمان الضيق من اضطهاد رئيس الأمة (النبي الكذاب) الذي تنقاد وراءه أغلبية الأمة غير المؤمنة. وأشار دانيال النبي في (ص 12: 1) قائلاً بأنه سيكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلى ذلك الوقت.
كما أشار الرب يسوع إلى هذه الضيقة عينها في متى 24: 20 – 22 بقوله "لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون ولو لم تقصر تلك الأيام لم يخلص جسد ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام.
نعم إن الرب سوف يقصرها إذ جعلها مدة محددة يقول عنها أنها ثلاث سنين ونصف (النصف الخير من الأسبوع الأخير من أسابيع دانيال السبعين) كما يقول عنها أنها 42 شهراً أو1260 يوماً (رؤيا 11: 2، 3)، (رؤ 12: 6؛ 13: 5).
وسوف يستخدم الرب هذه الضيقة لتنبيه أذهان البقية الصغيرة من الأمة اليهودية الذين سوف يرجعون تائبين للرب يسوع نظير إخوة يوسف الذين ألزمتهم المجاعة أن يذهبوا إلى مصر ليشتروا قمحاً لمجاعتهم فوقفوا أمام يوسف وجهاً لوجه – وذلك بعد 22 سنة منذ أن طرحوا يوسف أخاهم في البئر ثم باعوه للمدنيين عبداً. بعد هذه المدة الطويلة تذكروا فعلتهم وقالوا بعضهم لبعض "حقاً إننا مذنبون إلى أخينا الذي رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع لذلك جاءت علينا هذه الضيقة" (تكوين 42: 21).
هذه الضيقة هي أشد ضيقة في تاريخ البشرية وفي بدايتها يطرح الشيطان من السماء لذا يقال "ويل لساكني الأرض والبحر لأن ابليس نزل إليكم وبع غضب عظيم عالماً أن له زماناً قليلاً" (رؤيا 12: 12) – زمناً مدته 42 شهراً وبعد ذلك يقيّد ويطرح في الهاوية طول مدة الملك الألفي (رؤيا 20: 1 – 3).
كما أنه في نهاية ال 42 شهراً سيقبض على الوحش (الإمبراطور الروماني) أي الوحش الأول الطالع من البحر (رؤيا 13: 1) كما سيقبض على النبي الكذاب أي الوحش الثاني الطالع من الأرض (رؤيا 13: 11) وهو الذي كان يصنع الآيات قدام الوحش الأول ويطرح الاثنان حيين إلى بحيرة النار (رؤيا 19: 11 – 20).
بعد ذلك تأتي دينونة الأحياء على الأرض المذكورة في (متى 25) (راجع دينونة الأحياء – الفصل السابع).
والفترة اللازمة لتطهير الأرض من الأشرار وفعلة الإثم تستغرق 75 يوماً كما أنبأ دانيال النبي بذلك أي بعد الثلاث سنين ونصف – بعدها يأتي الملك الألفي السعيد. كما قال دانيال "طوبى لمن ينتظر ويبلغ إلى الألف والثلاث مئة والخمسة والثلاثين يوماً (دانيال 12: 12) أي يبلغ إلى العصر السعيد ويصبح من رعايا الملك العظيم.
 
قديم 22 - 06 - 2015, 06:02 PM   رقم المشاركة : ( 8063 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الملك الألفي السعيد

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القاعدة العامة في الكتاب المقدس أنه ليس عند الله محاباة. إن الله ليس لليهود بل للأمم أيضاً كما يقول بولس "أم الله لليهود فقط؟ أليس للأمم أيضاً؟ بلى (نعم) إنه للأمم أيضاً" (رومية 3: 29).
وهذا ما برهن عليه صليب المسيح: عندما اجتمع اليهود والمم معاً لصلب الرب يسوع المسيح. بعد قيامة المسيح من الأموات وحلول الروح القدس على المؤمنين به وقع اضطهاد على الرسل لكنهم "رفعوا بنفس واحدة صوتاً إلى الله قائلين... لأنه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذي مسحته، هيرودس وبيلاطس النبطي مع أمم وشعوب اسرائيل..." (أعمال 4: 23 – 31) – الجميع في الشر سواء – والجميع أمام النعمة سواء ولا فرق كما قيل في
الرسالة "لأنه لا فرق بين اليهودي واليوناني لأن رباً واحداً للجميع الذين يدعون بع. لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص" (رومية 10: 12، 13).
وكما تكونت الكنيسة في بدايتها من عنصرين: يهود وأمم هكذا سيكون الملك الألفي السعيد: سيكون الرعايا من العنصرين اليهود والأمم لأنه ليس عند الله محاباة.
وهذا ما نراه في سفر الرؤيا (ص 7) من اليهود 144000 مختوم ويعطى التفاصيل من كل سبط 12000 مختوم (رؤ 7: 1 – 8)، ومن الأمم من جميع الأجناس كما قيل "جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة..." ويقول عنهم "إن هؤلاء أتوا من الضيق5ة العظيمة..... والجالس على العرش يحل فوقهم لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر... الخ" (رؤيا 7: 9 – 17).
أي أن رعايا الملكوت الألفي السعيد هم البقية الصغيرة اليهودية التي تنبأ عنها إشعياء النبي (إشعياء 1: 9؛ رومية 9: 29) الذين قيل عنهم أنهم ال 144000 مختوم والجمع الكثير من الأمم غير المسيحية الذين آمنوا بالمسيح بعد اختطاف الكنيسة. لكن السبتيين الأدفنتست يعتبرون أنفسهم أنهم هم فقط المقصودون ب ال 144000 مختوم من أسباط اسرائيل الاثني عشر. وأنه لا نصيب لأحد سواهم – هذا ما يقولونه صراحة في كتابهم (مأساة العصور صفحة 689، 690) حيث يقولون "أن المقصود بذلك هم السبتيون الأدفنتست فقط دون غيرهم من الطوائف المسيحية الأخرى وأن السبت هو ختم الله للسبتين أما باقي الطوائف المسيحية التي تقدس يوم الأحد، فالأحد هو سمة الوحش".
إنهم يرون أنفسهم فقط دون غيرهم من البشر. لكن الكتاب المقدس لا يعطى فرصة للإنسان للافتخار بل يقول "أما من افتخر فليفتخر بالرب. لأنه ليس من مدح نفسه هو المزكى بل من يمدحه الرب" (2 كو 10: 17، 18).
إن الرسول بولس وهو من أفضل القديسين في التاريخ البشري يقول عن نفسه "بل لست أحكم في نفسي أيضاً. فإني لست أشعر بشيء في ذاتي. لكنني لست بذلك مبرراً ولكن الذي يحكم فيّ هو الرب..." (1 كو 4: 3، 4).
وقال الرب يسوع عن الفريسيين... "وقال لقوم واثقين بأنفسهم أنهم أبرار ويحتقرون الآخرين هذا المثل... أقول لكم إن هذا (العشار) نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك (الفريسي). لأن كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع" (لوقا 18: 9 – 14).
بل إن الرب يسوع يقول "كذلك أنتم أيضاً متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا إننا "عبيد بطالون unprofitable" أي غير نافعين لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا".
إن موسى النبي لما نزل من الجبل كان وجهه يلمع بمجد وجميع الشعب رأى المجد الساطع على وجه موسى ما عدا موسى نفسه. هو وحده الذي لم يكن يعلم (خروج 34: 29) إن المجد المعطى من الله لا نراه نحن في أنفسنا ولكن يراه الآخرون لكن هامان لا يرى إلا ذاته فقط "فقال هامان في قلبه من يسر الملك بأن يكرمه أكثر مني" (أستير 6: 6).
هذه هي صفة الذين يتبررون بالناموس والسبب لأنهم لم يعرفوا نعمة ربنا يسوع المسيح النعمة التي لا تعطى فرصة للإنسان للافتخار "ولكي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه" (1 كو 1: 29).
إن الملك الألفي هو تدبير جديد يختلف عن التدبير المسيحي في الوقت الحاضر – سوف يكون عصراً سعيداً لرعايا الملك لأن الشيطان سيكون في سجن الهاوية (رؤيا 20: 1 – 3) والخليقة التي بهن الآن سوف تعتق من عبودية الفساد (رومية 8: 19 – 22) والحيوانات المتوحشة تتغير طبيعتها الوحشية وتصبح كما كانت قبل السقوط: الأسد يأكل التبن كالبقر (إشعياء 11: 6، 7).
هذا العصر تحددت مدته في رؤيا 20: 4 – بألف سنة وستكون القيامة الأولى التي تتضمن اختطاف المؤمنين الأحياء على الأرض (1 تس 4: 13 – 17) قبل أن يبدأ الملك الألفي وبعد القيامة الأولى تبدأ حوادث الأسبوع الأخير من أسابيع دانيال – الحوادث المدونة في سفر الرؤيا (ص 6 – ص 19).
بعد أن تنتهي الألف سنة تكون دينونة الأموات الأشرار أمام العرش العظيم الأبيض حيث يدانون بحسب أعمالهم (رؤيا 20: 11 – 15).
قبل إقامة الملك الألفي "قبض على الوحش الأول الطالع من البحر" والنبي الكذاب (وهو الوحش الثاني الطالع من الأرض) معه الصانع قدامه الآيات التي بها أضل الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته وطرح الاثنان حيين إلى بحيرة النار" (رؤ 19: 20) وفي نهاية الملك الألفي سيطرح إبليس في بحيرة النار والكبريت "حيث الوحش والنبي الكذاب" (رؤ 20: 10).
بعد ذلك مباشرة يقول "ثم رأيت سماء جديدة فيما بعد" (رؤ 21: 1) وهنا نجد وصف الحالة الأبدية (ص 21: 1 – 8) المزمور إليها باليوم الثامن بعد عيد المظال الذي استمر سبعة أيام والسبعة الأيام هي رمز الملك الألفي. فاليوم الثامن هو السبت الأبدي، يوم راحة الله التي قال عنها الرسول في الرسالة للعبرانيين "إذاً بقيت راحة لشعب الله" (عب 4: 9).
There remains then a Sabbatism to the people of God وكلمة راحة هنا تسمى Sabbatism أي حفظ سبت. ويسميها الله له المجد "راحتي" وهذا يأتي بنا إلى راحة السبت.
(ج) السبت

"فلا يحكم عليكم أحد (أحد المعلمين الكذبة) في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التي هي ظل الأمور العتيدة وأما الجسد (أي جسم الحقيقة) فللمسيح أو فالمسيح "is of Christ" (كولوسي 2: 16، 17) وقد تأملنا فيما يختص بالأكل والشرب والعيد والهلال وبقي أن نتأمل في السبت باعتباره ظلاً للأمور أو البركات العتيدة.
المقصود بالسبت بحسب فكر الله هو راحة الله نفسه في الأبدية، الراحة التي يدخلها المؤمنون. وهذا واضح من الرسالة للعبرانيين "لأننا نحن المؤمنون ندخل الراحة" (ع 3) أي راحة الله. أما عن غير المؤمنون فيقول الله "أقسمت في غضبي لن يدخلوا راحتي" ويقول في (ع 9) "إذاً بقيت راحة (أو حفظ سبت "Sabbatism") لشعب الله" أما عن غير المؤمنين فقد ذكر عنهم "يصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين ولا تكون راحة نهاراً وليلاً..." (رؤيا 14: 11) ويشير الرسول في عب 4: 4) أن الأقوال الواردة في (تك 2: 2) "وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع وقدسه لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقاً". إن في هذه الأقوال إشارة واضحة إلى راحة الله الأبدية. ويقصد أن يقول أن فكرة الراحة كانت في قلب الله من قبل دخول الخطية بعد الأعمال التي تمت بخلق آدم ووضعه على رأس الخليقة.
في خليقة الأيام الستة، في كل يوم كان يقول "وكان مساء وكان صباح يوماً واحد... وهكذا إلى اليوم السادس ثم بعد خلق آدم في اليوم السادس قال وكان مساء وكان صباح يوماً سادساً" (ص 1: 31) ثم فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع... وبارك الله اليوم السابع" (تك 2: 2، 3) لكنه لا يقول وكان مساء... فهو يوم "day" أو بالحري نهار لا يعقبه مساء لأن الله قصد أن يكون اليوم السابع ظلاً للنهار الأبدي أو البركة العتيدة التي تكلم عنها الرسول في (عب 4) كما أشرنا. نعم فإن السبت ظل للأمور العتيدة (كولوسي 2: 16، 17).
إن مقاصد الله الأخيرة المجيدة معلنة في بداية سفر التكوين "معلومة عند الرب منذ الأزل جميع أعماله" (أعمال 15: 18). أول عدد في الإصحاح الأول من سفر التكوين هو "في البدء خلق الله السموات والأرض". لكن في قصد الله أن تتوارى السموات والأرض وتحل محلها حسب قصده وحسب وعده "سموات جديدة وارض جديدة يسكن فيها البر" (2 بط 3: 13). وها هو يوحنا الرائي يقول في نهاية سفر الرؤيا "ثم رأيت سماء جديدة وأرضاً جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا..." (رؤيا 21: 1) ثم يعطينا وصفاً للحالة الأبدية، السعيدة "مسكن الله مع الناس" (ع 3) هذه هي مقاصد الله التي لا بد أن تتم معلنة منذ القديم وليس في مقدور الشيطان أن يعطل اتمامها. نعم هذا هو السبت الأبدي الذي فيه يستريح الله.
لكن متى يبدأ السبت الأبدي أي الحالة الأبدية؟ الإجابة: بعد أن يفرغ الله من جميع أعماله (تك 2: 2).
في (ص 20) من سفر الرؤيا نجد دينونة الناس الأشرار بعد أن تمت الألف سنة سوف يدان الجميع صغاراً وكباراً (صغار في المقام وكبار في المقام) ولا فرق، ولا يوجد هروب على الإطلاق، سوف يسلم البحر الأموات الذين فيه وسوف يسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما (الموت يسلم الأجساد والهاوية تسلم الرواح) ويدانون بحسب أعمالهم أي يحاكمون بحسب حجم أعمالهم وبحسب النور الذي أضاء أمامهم لكنهم أحبوا الظلمة أكثر من النور. بل أيضاً سرائر الناس سوف تدان (رومية 2: 16). في آخر (ص20) من سفر الرؤيا نجد أن الموت الأول يسلم أسراه أومسجونيه إلى دينونة اليوم العظيم (المحاكمة) ومنها إلى الموت الثاني (بحيرة النار). وهذا سوف يتم في نهاية كل شيء عندما تهرب السموات والأرض من وجه الجالس على العرش العظيم الأبيض. فعند نهاية كل شيء عندما توضع جميع الأعداء تحت قدميه، عندئذ يتم القول أن "الموت" آخر عدو يبطل (1 كو 15: 26). ليس الموت الثاني الذي لا يكون قد بدأ بعد بل الموت الأول. لأن الموت الثاني لا يبطل عندئذ بل بالعكس يظل جاثماً على الأشرار إلى أبد الآبدين، كما أن الحالة الأبدية السعيدة تبدأ بعد طرح الموت والهاوية في بحيرة النار.
بعد ذلك يبدأ السبت الأبدي الذي كان السبت الأول رمزاً وظلاً له. إن الذي يتطلع إلى الحقيقة أي "راحة الله" يعيش في جو هذه الحقيقة باستمرار نهاراً وليلاً. في النعمة يقيم (يستريح) ويفتخر (يفرح) على رجاء المجد (رومية 5: 1، 2) ولا يجري وراء الظل لكي يحفظ السبت من مساء الجمعة إلى مساء السبت كما يقول السبتيون ويريدون أن يحكموا على الآخرين أن يحفظوه خلافاً للتحريض الإلهي "لا يحكم عليكم أحد... أو سبت" (كولوسي 2: 16). السبت ظل ونحن لا نحفظ الظل.
ذكر السبت لأول مرة في (تك 2: 2) ثم بعد ذلك لا نقرأ عن السبت لمدة 2500 سنة تقريباً حتى نصل إلى (خروج 16) بمناسبة إعطاء المن للشعب في البرية. المن رمز للمسيح النازل من السماء. هو الطعام الوحيد الذي يقدمه الله للعالم (يوحنا 3: 16) ومن يأكله (يؤمن به) يحيا به "من يأكلني فهو يحيا بي" (يوحنا 6: 57) هو وحده الذي استطاع أن يقول "تعالوا إليّ (آمنوا بي) يا جميع المتعبين (بالخطايا)... وأنا أريحكم" (متى 11: 28) لا توجد راحة (سبت) إلا في المسيح هو الحقيقة وليس الظل "السبت ظل الأمور العتيدة وأما الجسد (الحقيقة) فالمسيح" (كولوسي 2: 17).
لكن الشعب (إسرائيل) وهو غير مدرك لنعمة الله قبل شروط الناموس واستند إلى بره الذاتي لذلك أعطاهم الرب السبت (الذي معناه الكف عن العمل أي الراحة) مشروطاً ومرتبطاً بالوصايا العشر فاكتسب طبيعة الفريضة الناموسية حتى أن من يكسره يرجم حتى الموت (عد 15: 32 – 36).
وكما أساء السبتيون فهم معنى السبت كذلك أساءوا فهم معنى يوم الحد. فإن المسيحيين لا يحفظون يوم الأحد ناموسياً من مساء السبت إلى مساء الأحد. لا يوجد شيء مثل ذلك في كلمة الله. كما أن السبت لم يستبدل بالأحد ولا الأحد استبدل بالسبت. السبت هو اليوم السابع والحد هو اليوم الأول. لقد تأسس السبت على حقين عظيمين: الأول هو سبت لخليقة الأولى والثاني هو سبت للشعب الأرضي (اليهودي). الحقيقة الأولى تعلن راحة الخليقة بعد أن أكمل الله عمله كالخالق. والحقيقة الثانية تعلن أن الناموس قرره كيوم راحة للشعب اليهودي. لكن المسيحية ليست في شيء من هاتين الحقيقتين. المسيحيون ليسوا من هذا العالم كسائر الخليقة (يوحنا 17: 14) كما ذكر المسيح له المجد مرتين في (يوحنا 17) إن المسيحيين ليسوا من العالم كما أنه هو ليس من العالم. والمؤمن المسيحي لا يقوم على أساس من الناموس. المؤمن خليقة جديدة في المسيح.لا هو في آدم ولا هو تحت الناموس. كل من هو في آدم وكل من هو تحت الناموس هالك لا محالة في كلتا الحالتين سواء بالسقوط أو بلعنة الناموس.
لكن منذ أن قام المسيح من بين الموات في يوم الحد وظهر للتلاميذ في ذلك اليوم ثم ظهر لهم مرة أخرى في يوم الحد التالي وكان توما معهم (يوحنا 1: 19، 26) كما حل الروح القدس عليهم يوم الأحد بعد خمسين يوماً من قيامته، اعتاد التلاميذ أن يجتمعوا يوم الأحد لكي في محفل الأحد يكسروا خبز عشاء الرب كما في (أعمال 20: 7) وعشاء الرب هو الامتياز المبارك الذي أوصى به الرب في ليلة آلامه تذكاراً لموته (لو 22: 19) والوصية تسلمها بولس من الرب وبولس هو الإناء المختار لكي يكون خادماً للكنيسة (كولوسي 1: 25) ويقول للكورنثيين "لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً إن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها (كلمة لها تأثيرها العظيم على قلوب المؤمنين)..." (1 كو 11: 23). فليس عشاء الرب فريضة بل هو امتياز معطى للمؤمنين فقط لأنه بالنسبة للمؤمنين لا توجد فرائض "إن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان العالم (الناموس) ... فلماذا كأنكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض؟" (كولوسي 2: 20). وإذ يمارسون هذا الامتياز بفرح يذكرون موت الرب ويخبرون به إلى أن يجيء. يذكرونه بالشكر والحمد والتسبيح – أي يقدمون ذبائح الحمد والتسبيح أي ثمر الشفاه المعترفة باسمه كما يقدمون ذبائح أخرى أي فعل الخير والتوزيع (عب 13: 15، 16) وهذه تقدم أيضاً في يوم الأحد مع صنع التذكار كما جاء في (1 كو 16: 20) نعم لأن يوم الأحد هو "يوم الرب" الذي قال عنه يوحنا في سفر الرؤيا أنه صار في الروح في "يوم الرب" (رؤيا 1: 10) والكلمة في معناها باللغة اليونانية "اليوم الذي يخص الرب" ولم ترد إلا في (رؤ 1: 10) والكلمة تترجم باللغة الإنجليزية "The Lords day" وذلك بخلاف يوم الرب العظيم الذي ذكر في (2 بط 3: 10) كما ذكر كثيراً في العهد القديم ويترجم في الإنجليزية "The day of the Lord" أما السبت فلم يدع يوم الرب إطلاقاً.
والعجيب في الأمر أن مبدأ حفظ السبت لم يكن وارداً في الأصل عند السبتيين الأدفنتست. كان اسمهم "أدفنتست" فقط أي منتظري مجيء المسيح على الأرض كملك سنة 1844. فإن رائدهم "وليم ملّر" لم يتكلم عن حفظ السبت إطلاقاً بل فيما بعد وعندما احتضنت "مسو هوايت" عقيدة السبت كان مقاوماً لها. أما كيف وصلت إليهم هذه العقيدة فقد كانت عن طريق إحدى السيدات وتدعى "راشيل واكس" والتي كانت تنتمي إلى طائفة صغيرة من المعمدانيين أطلقوا على أنفسهم اسم "معمداني اليوم السابع" هذه انضمت إلى الأدفنتست وأقنعتهم بحفظ السبت، ثم أيدت ذلك نبيتهم "مسز هوايت" برؤى واعلانات. وهكذا أصبح السبت عقيدة أساسية عندهم. عقيدة أتت بها امرأة وأيدتها امرأة أخرى وهكذا أصبح للشيطان آلات من العنصر النسائي لتأييد خططه وذلك مخالفة صريحة لأقوال الرسول الموحى له الذي كتب قائلاً "لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل..." (1 تي 2: 12 – 14) مع أن رائدهم "ملر" رفض في البداية الفكرة ولكنه اضطر للتسليم بذلك ثم اختاروا لأنفسهم اسم "السبتيون الأدفنتست" كما سلم ملر بكل ما ادعته "مسز هوايت" من عقائد هي في حقيقتها "بدع هلاك" مثل بدعة "رقاد النفوس" (أو عدم الوعي بعد الموت بالنسبة لجميع الناس مؤمنين وغير مؤمنين) وكذلك بدعة "ملاشاة الأشرار" وسنتأمل في ذلك في فصل تالٍ.
والعجيب أن رائد السبتيين اضطر أن يخضع لما تقوله النبية "مسز هوايت" وكذلك الأشخاص البارزين من الرجال الكل خضعوا لما تقوله "المرأة" وهكذا نرى أن الله يعاقب الجماعة التي تنحرف عن الحق بجعل امرأة تتسلط عليهم كما حدث قديماً عندما انحرف شعب اسرائيل عن العبادة الحقيقية فإن الرب خاطبهم بفم إشعياء النبي قائلاً "شعبي ظالموه أولاد ونساء يتسلطن عليه. يا شعبي مرشدوك مضلون" (إشعياء 3: 12) والمقصود بالأولاد هم الرجال الذين في تفكيرهم وأذهانهم كأولاد (1 كورنثوس 14: 20).
لقد جعلوا مبدأ حفظ السبت كأنه قضية حياة أو موت وجعلوا يوم السبت يصطدم مع يوم الأحد. فهل المسيحية هي حفظ أيام أم هي ارتباط بالمسيح؟ "الذي أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا ليكون لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 4: 25 – 5: 1). إن مبدأ حفظ الأيام قد أدانه الرسول في رسالة غلاطية موبخاً للغلاطيين وقائلاً لهم "أتحفظون أياماً... أخاف أن أكون قد تعبت فيكم عبثاً" (غلا 4: 10، 11). وفي نفس الرسالة يقول "مع المسيح صلبت (صلب للخطية والعالم وكل الفرائض الناموسية) فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ، فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي. لست أبطل نعمة الله لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذاً مات بلا سبب" (غلا 2: 20، 21).
اسمع أيها القارىء ما تقوله "مسز هوايت" نبية السبتيين في كتابها "مأساة العصور" تقول كأنها نبية تتنبأ "سيقع خصام نهائي بين مناصري يوم الأحد وجماعة السبتيين وذلك بقيادة روما الكاثوليكية. وأن الولايات المتحدة الأمريكية ستلعب دوراً هاماً في هذا الخصام لأنها ستكون حليف الوحش الثاني، النبي الكذاب المذكور في (رؤيا 13). كما قالت أن جهود العاملين لتقديس يوم الأحد ستؤول في أمريكا وخارجها إلى شرائع هجومية ضد السبتيين" (صفحة 626، 638) وقد أكدت "مسز هوايت" أن السبت سيكون حجر الصدمة الكبر! لتمييز الإخلاص وسيوضع خط فاصل واضح دقيق بين الذين يعبدون الله والذين لا يعبدونه" (مقتبسة ما جاء في سفر ملاخي 3: 18) ولقد اعتبرت مسز هوايت أن يوم الأحد هو سمة الوحش. (كتابها مأساة العصور صفحة 648).
هذه هي المبادىء السبتية: يعظمون شأن السبت ويقللون من أهمية ذبيحة المسيح ويعتبرونها غير كافية للخلاص لكن الرب يقول "حاشا لي. فإني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون" (1 صم 2: 30). هل هو أمر زهيد أن الله يرسل ابنه الوحيد الحبيب لكي يموت عن الخطاة، موت العار، موت الصليب؟
تقول "مسز هوايت" أن السبت سيكون حجر الصدمة الأكبر بخلاف ما يقوله الرسول بطرس أن حجر الصدمة وصخرة العثرة هو المسيح نفسه. "لذلك يتضمن في الكتاب هنذا أضع في صهيون حجر زاوية مختاراً كريماً والذي يؤمن به لن يخزى. فلكم أنتم الذين تؤمنون الكرامة وأمّا للذين لا يطيعون فالحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية. وحجر صدمة وصخرة عثرة. الذين يعثرون غير طائعين للكلمة ..." (1 بط 2: 6- 8). هل السبت هو الواسطة للخلاص أم المسيح الذي قال عنه الرسول بطرس "هذا هو الحجر الذي احتقرتموه أيها البناءون الذي صار رأس الزاوية. وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن تخلص" (أعمال 4: 11، 12).
لا يمكن أن تدسّ بدعة في وسط التعاليم المسيحية إلاََّ ويقصد الشيطان من ورائها شيئاً. فما الذي يقصده الشيطان من بدعة حفظ السبت؟ يقول الرسول بولس: نحن لا نجهل أفكاره (أفكار الشيطان). ليس الموضوع هو استبدال يوم بدل يوم ولكن ما يقصده الشيطان هو حجب المعنى المقصود باليوم الأول (الأحد) أي حجب مجد قيامة الرب من الأموات. لقد أقيم المسيح من الموات. بمجد الآب (رومية 6: 4) ويخاطب الرسول بطرس المؤمنين قائلاً لهم "أنتم الذي به تؤمنون بالله الذي أقامه من الأموات وأعطاه مجداً حتى أن إيمانكم ورجاءكم هما في الله (1 بط 1: 21). ما يقصده الشيطان هو إهانة الرب يسوع وإحزان المؤمنين. منذ أن قام الرب يسوع من الموات (يوم الحد) والشيطان يحاول أن يخفي حقيقة قيامته. إن رؤساء الكهنة الذين أعطوا الإسخريوطي ثلاثين من الفضة لكي يسلمه لهم اضطروا أن يدفعوا أكثر من ذلك للحراس حتى يشهدوا الشهادة الكاذبة لإنكار قيامته "أعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين قولوا أن تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحن نيام" (متى 28: 13).
ما يسبب فرحاً للمؤمنين يسبب ضجراً للشيطان والذين يقودهم وراءه. تذكر أيها القارىء ما جاء في سفر الأعمال (ص 4: 1، 2) عن بطرس ويوحنا أنهما بينما كانا يخاطبان الشعب في الهيكل أقبل عليهما الكهنة وقائد جند الهيكل والصدوقيين متضجرين من تعليمهما الشعب وندائهما في يسوع بالقيامة من الأموات". لو كان الأمر استبدال يوم بدلاً من يوم لكان ذلك موضوعاً مادياً محضاً بلا معنى. ولكن ما يقصده الشيطان أن يشغل الناس بمنازعات جانبية ليبعد النظار عن الموضوع الرئيسي. يقول السبتيون أن قسطنطين أو بابا روما هو الذي استبدل السبت بيوم الأحد لكي يرد آخرون قائلين كلا لم يحدث على الإطلاق شيء مثل ذلك وهكذا ينجح الشيطان في إخفاء الحقيقة العظيمة التي يريدها ألا وهي قيامة الرب من الأموات ويوم الأحد يذكر بها وليس السبت. يوم الحد هو اليوم الذي بدأت فيه الخليقة الجديدة التي رأسها المسيح المقام من الأموات. وقيامة المسيح من الموات هي أساس الإنجيل وأساس كل البركات يقول الرسول بولس للكورنثيين "وأعرفكم أيها الأخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه، وبه أيضاً تخلصون... إلا إذا كنتم قد آمنتم عبثاً... (الإنجيل هو) أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث (يوم الأحد) حسب الكتب" (1 كو 15: 1 – 4) الإنجيل معناه "البشارة المفرحة" إن إصحاح 15 من كورنثوس الأولى المكون من 58 عدداً يتكلم كله عن قيامة المسيح ويرتبط بها كل البركات التي حصل عليها المؤمنون فباطل إيمانكم. أنتم بعد في خطاياكم" (ع 17) وليتنا نرجع بذاكرتنا قليلاً إلى ما حدث في ذات يوم قيامة الرب، أنه تقابل مع مريم المجدلية ولم تكن تعلم أنه قد قام. ماذا كانت حالتها "واقفة عند القبر خارجاً تبكي" (يو 20: 11) وماذا كانت حالة التلاميذ الذين لم يكونوا يعلمون أنه قد قام؟ "كانوا ينوحون ويبكون" (مرقس 16: 10) وماذا كانت حالة تلميذي عمواس المنطلقين من أورشليم إلى عمواس ولم يكونا يعلمان أنه قد قام؟ "كانا ماشيين عابسين حزينين. لكن الرب رافقهما وهما يسيران بخطوات متثاقلة حتى وصلوا البيت لكن عندما عرفا الرب يسوع عند كسر الخبز قاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم للأحد عشر. رجعا بفرح عظيم وبخطوات سريعة إن جاز التعبير نقول أنهما كانا يقفزان كالأيائل لأن الرب قد قام.
نعم في يوم السبت كان الرب يسوع في القبر وليس هذا بالشيء الذي يفرح قلب المؤمن أما الأحد فإنه يذكر أن الرب قد قام من الأموات وهذا الشيء يفرح قلب المؤمن ويجعل الشيطان يتضجر لأنه لا يريد للمؤمن فرحاً.
إن المؤرخ الموحى له يذكر أن بولس وأصحابه صرفوا سبعة أيام في تراوس مع أن بولس كان يسرع في السفر لكي يصل إلى أورشليم قبل يوم الخمسين (أع 20: 16) لكنهم انتظروا حتى أول الأسبوع (يوم الأحد) إذ كانت لهم الأشواق أن يجتمعوا مع المؤمنين في تراوس في المناسبة السعيدة (يوم الأحد) ليكسروا خبزاً وأطال بولس الكلام إلى نصف الليل وتعزوا تعزية ليست بقليلة (أع 20: 12) مكثوا سبعة أيام لكن التعزية العظيمة كانت أول الأسبوع (يوم الأحد).
إن المسيح لم يصر رأساً للخليقة الجديدة إلا بعد قيامته من الأموات. الخليقة القديمة رأسها آدم "وفي آدم يموت الجميع. لكن في المسيح سيحيا الجميع" (1 كو 15: 22) مسيح يملك على الأرض هو كذلك بالنسبة لاسرائيل. مسيح مقام من الأموات وممجد في السماء هو كذلك بالنسبة للكنيسة. يقول الرسول بطرس "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث... محفوظ في السموات لأجلكم" (1 بط 1: 3، 4).
لقد فاضت رسائل العهد الجديد بالكلام عن بركات المؤمنين التي أساسها المسيح المقام من الأموات لذلك لا نستغرب أن الشيطان يحاول أن يمحو من ذاكرة المؤمنين موضوع قيامة الرب المرتبطة بيوم الأحد.
كتب بولس الرسول للقديسين في فيلبي وهو في سجن روما قائلاً لهم "...لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات" (فيلبي 3: 10، 11) إن الحقيقة المباركة التي تملأ قلب الرسول "قوة قيامته" تجعله يحتمل بسرور أن تكون له شركة آلامه متطلعاً إلى ذلك اليوم السعيد عندما يرى الرب يسوع وهو على صورة جسد مجد سيده.
وكان لدي الكثير لأقوله عن أمجاد وبركات قيامة الرب يسوع التي يذكر بها يوم الحد لكن لضيق المقام اكتفى بذلك ننتقل إلى الكلام عن بدع الشيطان التي يعتنقها كل أعوان الشيطان. وهذه البدع مثل بدعة "رقاد النفس" بعد الموت والخلود المشروط وملاشاة الأشرار وفي ذلك يتفق السبتيون مع شهود يهوه في هذه الهرطقات.
 
قديم 22 - 06 - 2015, 06:03 PM   رقم المشاركة : ( 8064 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بدعة رقاد النفوس بعد الموت والخلود المشروط
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في عام 1856 حدث انشقاق في صفوف السبتيين فانفصلت جماعة لقبوا أنفسهم الأدفنتست المسيحيين يعتقدون برقاد نفوس الأموات الأشرار والأبرار (في حالة عدم وعي أو شعور) ويعتقدون بالخلود المشروط وهاتان العقيدتان نادى بهما شخص يدعى "جورج ستورز" (1796 – 1879) وقد قوبل ادخالهما بمعارضة شديدة من رائد السبتيين "ملر" الذي كان يؤمن بوجود العذاب الأبدي رؤيا "حيرام إدسون" فيما يختص بتربة القدس سنة 1844 وافقت على كل آراء "جورج ستورز" بخصوص رقاد نفوس الأموات كما وافقت على فكرة ملاشاة الأشرار. واضطر ملر الذي وجد نفسه أمام شخصية أقوى من شخصيته أن يسلم لما تقوله النبية كما سبق وسلم لها نفسه فيما يختص بحفظ السبت. إنهم بحسب ظنهم يؤيدون اعتقاداتهم "بالمكتوب" كما حدث عندما جرب الشيطان الرب يسوع أجابه بقوله "مكتوب أيضاً". إن أقوال الكتاب المقدس لا تفهم على وجهها الصحيح إلا في مكانها وطبقاً لقرينتها. لأن الروح القدس لن يكون متعارضاً مع كلماته. كما قال الرسول عن الأقوال الموحى بها "التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال (بكلمات) "not in words" تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات" (1 كو 2: 13) لكن المبتدعين عادة يستعملون "كلمات معزولة" يستخدمونها بعيداً عن قرينتها لتثبيت مبادىء لا تمت إليها بأية صلة. وبذلك يضعون الأقوال التي علّم بها الروح القدس موضع التعارض مع الروح القدس الذي علّم بها.
ومثال ذلك لتأييد هرطقاتهم أن أقوال الكتاب المقدس لا تؤخذ بحرفيتها "لأن الحرف يقتل" (2 كو 3: 6). إن هذا التفكير يجعل النصوص الكتابية تعني أي شيء يوافق هوى المفسر ومزاجه. وما يجدر ملاحظته أن الرسول نفسه الذي يشهد عن "كلماته" بأنها من تعليم الروح القدس، هو ذاته الذي يخبرنا أن الحرف يقتل وإذا لم نأخذ هذا النص منعزلاً فإن القرينة تدلنا أن الحرف يقتل وإذا لم نأخذ هذا النص منعزلاً فإن القرينة تدلنا على معناه الصحيح. نجد هذا النص مع القرينة السابقة (ع 5) هكذا "ليس أننا كفاة من أنفسنا إن نفتكر شيئاً كأنه من أنفسنا بل كفايتنا من الله جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهد جديد لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيي".
إن الرسول كان يتكلم عن خدمة الناموس التي هي خدمة موت منقوشة بأحرف في حجارة معطاة لبني اسرائيل على يدي موسى وواضح أن ما يقصده الرسول هو أن الناموس (الحرف) يقتل. لأن خدمة الناموس هي خدمة موت. وفي هذا يقول الرسول في مكان آخر "لما جاءت الوصية (الناموس) عاشت الخطية فمت أنا" (رومية 7: 9). أما خدمة الإنجيل فهي "خدمة البر" أي أنه يقدم البر لا أن يطالب به. وهكذا كان الإنجيل حياة للنفوس وليس موتاً.
ورقاد النفس بدعة هرطوقية سببها انكار أن الإنسان ذو كيان ثلاثي "روح ونفس وجسد" ويعتبرون أن الجسد هو كل الإنسان لكن كثيرين ممن يسلمون بوجود النفس بعد الموت لا يسلمون بوعيها ويتمسكون بما يسمونه "رقاد النفس" مع أن الكتاب المقدس لا يذكر على الإطلاق ما يسمى "رقاد النفس" وكل ما يذكره الكتاب هو رقاد الجسد. ولأجل ذلك سنرى ماذا يقول الكتاب:
الإنسان كائن ثلاثي: روح ونفس وجسد

هذا ما تقوله كلمة الله في العهد القديم والعهد الجديد. وتذكر الثلاثة معاً في عدد واحد (1تس 5:23) " وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم ..."وواضح أن طلبة الرسول لأجل المؤمنين هو لأجل تقديس كل واحد منهم بجملته (أو كلية) لله، أن تقديس الإنسان كله معناه حفظ "الروح و النفس والجسد" بلا أمام الله. وفي هذا الترتيب تأتي الروح أولاً ثم النفس وهي حلقة الاتصال بين الروح والجسد .ومن هنا كما في فصول أخرى نفهم أن الروح الإنسانية هي الجزء الأسمى في الإنسان ، وهي التي جعلت الإنسان إنساناً مميزاً عن الخلائق الأدنى غير العاقلة لأنها نفخة القدير " لكن في الناس روحاً ونسمة القدير تعقلهم " (أيوب32: 8) فالروح الإنسانية هي التي جعلت الإنسان في علاقة مع الله. فمن ناحية جعل الله الإنسان سيداً على الخليقة الأدنى كممثل لله ومن ناحية أخرى مسؤولاً أمام الله لأجل طاعته وعبادته. فإنه بواسطة الروح يُعبد الله. كما قال بولس في (رو 9:1 ).
لكن الهراطقة مثل شهود يهوه السبتيين بعضهم يعتبر أن جسد الإنسان هو كل الإنسان وبعضهم يعتبر أن الإنسان هو نفس وجسد فقط مثل الحيوان أي أنهم يسقطون من الإنسان ما جعله إنساناً وأعني به الروح . ولكن إذا كانت الروح هي التي جعلته إنساناً فلماذا يقال " صار آدم نفساً حيةً " (تك 7:2 ) ولا يقال " صار روحاً "؟ السبب هو أن الملائكة أرواح عاقلة فتمييزاً للإنسان عن الملائكة يقال عنه أنه " نفس حية " ولكنه هو أكثر من ذلك إذ هو يتميّز عن الحيوان بالروح التي تعقل . والإنسان وهو على قيد الحياة يسمى "نفساً " كما قيل في (أع 14:7 )" فأرسل يوسف واستدعى أباه يعقوب وجميع عشيرته خمسة وسبعين نفساً" لكن في حالة انفصال الروح عن الجسد بالموت فالتعبير عن الإنسان هو أنه "روح " كما قيل عن قديسي العهد القديم الذين رقدوا أنهم "أرواح أبرار مكملين" ( عب 23:12 ) كما قال الرسول بطرس عن الناس الأشرار الذين هلكوا بدينونة الطوفان، أنه قبل الطوفان جاهد معهم الروح القدس بواسطة كرازة نوح لكن بسبب عصيانهم هم الآن " أرواح في السجن " أي في هاوية العذاب مقر أرواح الأشرار (ا بط 19:3).
 
قديم 22 - 06 - 2015, 06:08 PM   رقم المشاركة : ( 8065 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وظائف النفس والروح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الروح هي الجزء الأسمى في الإنسان وهي مركز العقل والفهم والحكم الأدبي أي التمييز بين الخير والشر وتوجد نصوص كتابية عديدة توضح ذلك اكتفى بالإشارة إلى بعضها ويستطيع القارىء أن يرجع إلى كتابه المقدس: (قض 8: 3؛ مزمور 106: 33؛ مر 8: 12؛ أيضاً في (1 كو 2: 11) يقول "لأن مَنْ مِن الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه".
أما النفس فهي مركز العواطف والشهوات والحبة والبغضة ونرجو الرجوع للشواهد التالية: (1 صم 18: 1)؛ مزمور 42: 1؛ لاويين 26: 15؛ 2 صم 5: 8؛ زك 11: 8؛ أيوب 30: 25؛ مز 10: 3؛ 1 بط 2: 11؛ مزمور 107: 18؛ أم 25: 25؛ أم 27: 7).
من هذه الشواهد نستطيع أن نفهم مكان النفس ووظائفها. فنراها كحلقة الاتصال بين الروح والجسد كما نرى التمييز واضحاً بين الروح والنفس. والحقيقة أن الروح والنفس والجسد في فترة الحياة "شخصية واحدة" وعند الموت يسقط الجسد مؤقتاً من هذه الوحدة المثلثة. وتبقى الروح والنفس متلازمتين لا تنفصلان. وإذا كانت الروح تفكر والنفس تشعر فذلك ليس معناه شخصيتين مستقلتين بل شخصية واحدة متفاعلة. فما تعرفه الروح يصبح نصيب النفس. وما تشعر به النفس وما يجيش فيها من عواطف يصبح نصيب الروح. ونجد تفسيراً لهذا التفاعل المتبادل مثلاً في القول "فتنهد بروحه" (مر 8: 12). فالتنهد ظاهرة بدنية وليست عقلية والكتاب لا يخلط بين الجسد والروح، كما لا يخلط بين النفس والروح. وإنما يقول "تنهد بروحه" فالذي أنتج التنهد انزعاج عاناه السيد عندما أدركت روحه المعنى الأدبي لرغبة أولئك القوم في أن يروا آية من السماء. ومع ذلك فالكتاب لا يقول تنهد بعقله بل بروحه. وهكذا نجد أن الروح التي تميز أمور الإنسان هي المذكورة باعتبارها أنها موطن العقل، هذا لا يمنع أن النفس والجسد كان لهما نصيبهما في الأمر ولكن التعبير دقيق ويعطى لكل من النفس والروح معناهما وكيانهما الخاص، الأمر الذي لا وجود له عند السبتيين.
إذاً كما قلنا، الروح هي الجزء الأسمى في الإنسان وهي التي تحكم بحق كلا من النفس والجسد. فلو كان الإنسان مجرد نفس وجسد كما يعلم السبتيون لكان على صورة الحيوان وليس على صورة الله. وأن الله هو أبو الملائكة وأبو البشر لكنه ليس هو أبا البهائم. أن الحيوانات لها نفس وجسد ونفسها في دمها (لاويين 17: 11) وتتلاشى بموتها (مز 49: 12) لأنها خلقت لأجل الإنسان، عند خلقها فاضت بها المياه أو أخرجتها الأرض بكلمة الله (تك 1: 20، 24). أما الإنسان فهو نفخة الله لذلك فهو خالد كخلود الله. في (تك 2: 7) نقرأ "وجبل (كوّن) الرب الإله آدم تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية. أي أن نفخة القدير خلقت لآدم كياناً مكوناً من روح ونفس وجسد (1 تس 5: 23) كما سبقت الإشارة. هذه الحقيقة كانت معروفة لقديسي العهد القديم إذ يقول اليهود "ولكن في الناس روحاً ونسمة القدير تعقلهم". الروح تذكر في علاقة الإنسان مع الله، لأن الله نفخ في الإنسان نسمة حياة، فالروح هي التي تميز الإنسان عن الحيوان. وكما جبل الرب جسد آدم من التراب هكذا بواسطة نفخته جبل (كوّن) روحه كما قيل في (زكريا 12: 1) "يقول الرب باسط السموات ومؤسس الأرض وجابل روح الإنسان في داخله" أي أن تكوين روح الإنسان في داخله هو عمل عظيم من أعمال الله نظير تكوين السموات والأرض. لذلك فإنه يقال أن الله هو "أبو أرواحنا وليس أبا أجسادنا" (عبرانيين 12: 9) كما قيل في سفر العدد (ص 16: 22؛ 27: 16) إنه "إله أرواح جميع البشر" لذلك فإن جميع البشر دعوا أبناء الله بسبب خلق هذه الروح الإنسانية فيهم. كما قال بولس "إننا نحن ذرية الله" لأنه خلق الإنسان على صورته (أعمال 17: 29؛ تك 1: 27) والملائكة وهم أرواح عاقلة دعوا "أبناء الله" (أيوب 1: 6؛ 38: 7).
ولكن يجب أن لا نخلط هذه الصورة الطبيعية التي لكل إنسان حتى ولو كان إنساناً خاطئاً (يعقوب 3: 9) مع الصورة التي لا يحصل عليها إلا كل ابن لله بالإيمان بالرب يسوع المسيح والولادة الثانية. فالمؤمن فقط هو "المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق" (أف 4: 24).
والنفس هي حلقة الاتصال بين الروح والجسد . والإنسان الطبيعي كشخص ساقط هو مخلوق " نفساني " منقاد بشهوات الجسد لأن النفس "مركز الشهوات " كما سبقت الإشارة عند الكلام عن وظيفة النفس ولا يعتق الإنسان إلا بالروح القدس بعد الإيمان، " إذ أعتقتم من الخطية صرتم عبيداً للبر ". كما صرنا عبيداً لله ولنا ثمرنا للقداسة" (رومية 6: 18، 22).
أما الجسد فهو المسكن أو الخيمة التي يسكنها الإنسان أو اللباس الذي يلبسه الإنسان ويخلعه عند الممات.
و من الروح العاقلة والنفس الحساسة تتكون " نسمة الحياة" التي نفخها الله في أنف الإنسان فسرت في جسده ولبسته كرداء تخلعه عند الممات ، كما نقرأ في الشواهد التالية:
(1) فما أحيه ( أنا ) الآن في الجسد فإنما أحيه في الإيمان .......( غلا 2: 20).
(2) إننا ونحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب ( 2 كو 5: 6).
(3) نثق ونسّر بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب (2 كو 5: 8).
(4) أعرف انساناً في المسيح..... أفي الجسد أم خارج الجسد لست أعلم ، الله يعلم. اختطف هذا إلى السماء الثالثة ( إلى الفردوس ) ( 2 كو 12: 2- 4) وهذه الأقوال تكذب ادعاءهم أن خارج الجسد لا توجد حياة أو شعور أو إحساس.
(5) أحسبه حقاً ما دمت في هذا المسكن (الجسد) أن أنهضكم بالتذكرة عالما أن خلع مسكني (أي جسدي) قريب ... فأجتهد أن تكونوا بعد خروجي تتذكرون كل حين بهذه الأمور (2 بط 1: 13- 15).
والموت ينسب للجسد لأن النفس لا تموت مع الجسد. وهذا واضح من قول الرب يسوع للتلاميذ عندما شجعهم أن يكونوا أمناء حتى الموت في طريق الشهادة لاسمه، فقد قال لهم "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم" (متى 10: 28).
والموت الآن بالنسبة للمؤمن يسمى رقاداً. ليس رقاد النفس بل رقاد الجسد أو موت الجسد – لكنه بالنسبة لغير المؤمنين يسمى موتاً. وغير المؤمن عندما يقاومون لأجل المحاكمة أمام العرش العظيم الأبيض يسمون "أمواتاً" "ورأيت الأموات ي جميع غير المؤمنين صغاراً وكباراً (صغاراً في المقام وكباراً في المقام لأنه لا فرق) واقفين أمام الله ... ودين الأموات ... بحسب أعمالهم (رؤ 20: 12). وطالما الإنسان على قيد الحياة يقال عن جسده أنه "مائت" أي في طريقه إلى الموت طال العمر أو قصر. لكن بعد الموت تدب عوامل الفساد في الجسد الموضوع في القبر لذلك يقال عن الجسد (المدفون) "الفاسد" أي الذي رأى فساداً (قارن 1 كو 15: 53 ، 54؛ أع 13: 36) .
الحالة المتوسطة التي بين الموت والقيامة

الموت بالنسبة للجسد هو التوقف عن كل وجود عملي. لكن الموت ليس انقراضاً للإنسان بحسب ما نفهمه من كلمة الله وإن النفس الحية في الإنسان لا تنقرض بتوقف عملها كحياة للجسد. ولذلك فإننا لا نستطيع أن نتخذ من تأثير الموت على الجسد حجةً نطبقها على تأثيره على الروح أو على النفس. فالجسد هو الخيمة والنفس هي الساكن في الخيمة. والرسول بولس في (2 كو 5: 1) يميّز بين الخيمة والساكن في الخيمة عندما يقول" إن نقض بيت خيمتنا الأرضي"فمن الواضح أن الخيمة هي التي تنقض وليس ساكنها. إذ بعد ذلك في (ع 4) يقول" فإننا نحن الذين في الخيمة" كما يقول في نفس العدد" لسنا نريد أن نخلعها" نظير خلع الثوب أي الإنفصال عن الجسد- ومن ذلك يتضح أن الموت ليس هو توقفاً عن الوجود بالنسبة للإنسان بل الإنسان بنفسه وبروحه في مكان آخر كما نفهم من إشارات كثيرة في كلمة الله.
وفي النص المقتبس من (2 بط 1: 15) والذي سبقت الإشارة إليه يُطلق على الموت كلمة "خروج" أو رحيل إذ يقول الرسول بطرس "بعد خروجي" أو بعد رحيلي. فالإنسان يخرج أو يرحل. لكن إلى أين ؟ هل إلى عدم وعي ؟ أن الكتاب لا يقول ذلك ولكنه يقول أنه بالنسبة للمؤمن "يستوطن عند الرب" "نثق ونسر بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب"(2 كو 5: 8) إن هاتين الحالتين: التغرب عن الجسد والاستيطان عند الرب متلازمتان أي تتمان في وقت واحد بدليل أنه يقول "إننا ونحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب" أي أن الحالتين تسيران معاً. فكيف يشك أحد في أن الشيئين اللذين يتوق إليهما، وهما الحالتان العكسيتان، تسيران معاً وفي نفس الوقت أيضاً؟. أن الرسول كان يشتاق "يسر بالأولى أن يتغرب عن الجسد" لأن الموت لم يكن مرعباً له بل وسيلة تجعله مع الرب بروحه ونفسه، وسبق الرب أن قال لتلاميذه "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها.." (مت 10: 28).
الوعي أو الشعور بعد الموت

لن نجد في الكتاب المقدس شيئاً عن رقاد النفس أو نوم النفس. بل كلمة رقاد ورقد هي بالنسبة لجسد المؤمن وهي كلمة لطيفة فيها تعزية للمؤمن أن جسده يرقد على رجاء القيامة من بين الأموات أي على رجاء القيامة في صباح قيامة الأبرار أو القيامة الولى يوم اختطاف الكنيسة وهذا ما يتوقعه المؤمنون الأحياء بين لحظة وأخرى. فنقرأ في (مت 27: 52) كنتيجة لعمل المسيح المجيد نتيجة للفداء بدمه "وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين" وأيضاً "رقد استفانوس وحمله رجال أتقياء ودفنوه" أي دفنوا جسده وكذلك "رقد داود وانضم إلى آبائه ورأى فساداً (أي جسده) (أعمال 13: 36).
والقصة المعروفة عن لعازر والغنى (لوقا 16) وغرض الرب من هذه القصة هو رفع الحجاب عن العالم الآخر. وبيت القصيد في هذه القصة هو هذا "انك استوفيت خيراتك في حياتك" والآن "أنت تتعذب" ولا تنسب للغنى أية جريمة سوى فشله فيما يتعلق بمال الظلم. فهو لا يقدر أن يخدم الله والمال. لقد خدم المال لا الله. إن المسكين الذي أهمله حملته الملائكة من عند بابه إلى حضن ابراهيم أما هو فكان يتعذب. وموضوعنا الهام في هذه القصة هي حالة رجل معذب بعد موته مباشرة، قبل القيامة وقبل الدينونة (المحاكمة) وله أخوة على الأرض يمكن أن يكرز لهم. ولعله لا يكون خروجاً عن الموضوع أن نذكر أن هذه القصة توضح كما في سائر كلمة الله أن كل شيء يتقرر في هذه الحياة. في (يو 3: 18) يقول "الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد يدين) (already) أي ليس له أن ينتظر لكي يرى فيما بعد هل هو خالص أم هالك. وهذا ما قاله الرب يسوع في (يو 5: 24). الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة". نعم فالمؤمن قد انتقل (إذا كنا نصدق الرب) من الموت إلى الحياة. وليكن الرب صادقاً وكل إنسان كاذباً. فالمؤمن في لحظة إيمانه ينتقل من الموت إلى الحياة لأن الإيمان يكرم المسيح. أما غير المؤمن فلا يكرمه ويزدري بكلامه، ولا يصدق الله حين أرسل المسيح في إرسالية المحبة.
والروح القدس في الرسائل يؤكد ذلك أيضاً، أن الإنسان، بعيداً عن المسيح هو "ميت في الذنوب والخطايا" إذ نقرأ "وأنتم إذ كنتم أمواتاً في الذنوب والخطايا... ونحن أموات في الخطايا أحياناً مع المسيح، بالنعمة أنتم مخلصون، وأقامنا معه وأجلسنا معاً (يهوداً وأمماً كل من قد آمن) في السماويات في المسيح يسوع" (أفسس 2: 1 – 10) فهل يوجد ما هو أسمى من ذلك؟ المؤمن جالس في السماء لأنه في المسيح. كما قيل في (رو 8: 30) "والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضاً والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضاً" وليس أنه سوف يمجدهم بل هم ممجدون منذ الآن These also He has glorified. (لأن الله وضعهم في المسيح الذي ممجد الآن". وفي رسالة كولوسي يقول "شاكرين الآب.... الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى الملكوت ابن محبته الذي لنا في الفداء بدمه غفران الخطايا" (كو 1: 12، 13).
إن الدينونة هي فقط للإنسان الذي بدون المسيح. وفكرة دينونة عامة هي فكرة خاطئة تماماً مع الإنجيل والزعم بدينونة عامة هو فهم خاطىء مؤسس غالباً على سوء تفسير ما جاء في (متى 25: 31 – 46) عن دينونة الأحياء التي هي خاصة بالأحياء الموجودين على قيد الحياة عندما يجيء الرب لكي يقيم ملكه على الأرض ولا بد من تنقية الأرض من الأشرار قبل أن يملك.
والآن نعود إلى موضوعنا وهو الوعي أو الشعور بعد الموت. نستطيع أن نعرف مدى شيوع استخدام كلمة "روح" من العبارة الموحى بها عن معتقدات اليهود (ما عدا الصدوقيين). في (أعمال 23: 8) نقرا "لأن الصدوقيين يقولون أنه ليس قيامة ولا ملاك ولا روح. وأما الفريسيون فيقرون بكل ذلك" ومن هنا نفهم أن كلمة روح مستخدمة استخداماً عادياً للتعبير عن أرواح البشر بالانفصال عن الجسد. وبولس كان يقر أنه فرنسي مؤمن بالقيامة ( 1 ع 23: 6) وكذلك تلاميذ المسيح. ونقرا أن الرب يسوع بعد قيامته عندما كان التلاميذ مجتمعين معاً "وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم. فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحاً. فقال لهم ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم. انظروا ورجلي ّ إني أنا هو. جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي" (لوقا 24: 36 – 39).
واضح هنا أن التلاميذ عرفوا صورة الرب والمشكلة لم تكن هل هو يسوع في الجسد أم روح فقط (روحه الإنسانية) وقد أجاب الرب على هذا السؤال بقوله "جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. إذاً كيف دخل العلية والبواب مغلقة؟ ذلك أن جسد القيامة له لحم وعظام (بدون دم) ولا تعيقه الحواجز.
وفي ضوء هذه الحقائق التي يؤمن بها جميع القديسين تصبح بعض الفصول الكتابية جلية مثل كلمات الرب للص المائت "اليوم تكون معي في الفردوس" أو طلبة استفانوس وسط الحجارة المنهارة عليه من أعدائه "أيها الرب يسوع أقبل روحي" (أعمال 7) أو الفصل الذي يتكلم عن "أرواح أبرار مكملين" بالقيامة في (عب 12: 23؛ 11: 40).
في رسالة فيلبي (ص 1: 21 – 24) يقول بولس "لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح، ولكن إن كانت الحياة في الجسد هي لي ثمر عملي فماذا أختار؟ لست أدري. فإني محصور من الاثنين: لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جداً. ولكن أن أبقى في الجسد ألزم من أجلكم". أن هذه الأقوال لا تحتاج إلى ايضاح.
لكن دعنا نتأمل فيها قليلاً:
(1)الشيء الأول هو أن غرض حياة الرسول كان المسيح. والموت كان ربحاً. أن عبارة "لأن لي" في بداية كلامه تسري على كل من العبارتين التاليتين. فيمكننا أن نقرأها هكذا "لأن لي الحياة هي المسيح و(لأن لي) الموت هو ربح" ثم يقول أيضاً.
(2) فماذا اختار لست أدري – من الواضح أنه رغماً عن كون الموت ربحاً له فإنه كان محصوراً بين اختيار الموت أو الحياة، وذلك لأن الأمر كان يتعلق باختيار ما فيه صالحه الشخصي أو ما فيه صالح القديسين كما يخبرنا بعد ذلك – لقد أعلن الرسول سبب حيرته بين هذين الشيئين (الموت أو الحياة) عندما يقول "لي اشتهاء" أن انطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جداً. ولكن – وهنا الحيرة – "أن أبقى في الجسد ألزم من أجلكم" فمع أن الموت كان ربحاً له إلا أن الانحصار كان بين ربحه الخاص وربح الآخرين. فالانطلاق ليكون مع المسيح لم يكن شيئاً ثالثاً على الإطلاق – لقد كان محصوراً بين اثنين لا ثالث لهما: الموت والحياة – الأول ربح له والثاني ربح للقديسين. وهو يحدد هنا بعبارة دقيقة أن الانطلاق والوجود مع المسيح معناه الموت كما أن البقاء في الجسد معناه الحياة أو العيشة مع الأرض. وقبل أن نترك هذه النقطة فإننا نوجه سؤالاً إلى أولئك القوم الذين يقولون بعقيدة عدم الوعي بعد الموت: كيف يكون الموت ربحاً للمؤمن إذا كان سيفقد صلته بالمسيح؟ ماذا يقصد الشيطان من وراء هذا التعليم إلا أن يحزن قلب المؤمن؟ لكن كلا يا قوم أنه لا يستطيع أن يحزن من قد فرحه الرب.
ثم ننتقل إلى نص واحد كتابي آخر في هذا الموضوع. وهو نص يصور لنا واقعية كاملة ذات الشيء الذي هو موضوع بحثنا. ليس في مثل بل في حقيقة تاريخية. رجل متغرب عن الجسد. روح واعية بأمور لا ينطق بها – شعاع عابر يضيء من دائرة غير المنظور – موسى على جبل التجلي مع الرب.
لم يكن الأمر حلماً فإن العيون المغلقة بالنوم لم تره بالعكس إذ استيقظت رأته (لوقا 9: 32) "وأما بطرس واللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم. فلما استيقظوا رأوا مجده والرجلين الواقفين معه" ذلك يدل أيضاً على أن الأمر لم يكن مجرد رؤية تجلت عند اليقظة بل أن المشهد كان هناك قبل أن يروه – "موسى وإيليا يتكلمان مع يسوع" إنه كان شيئاً حقيقياً واقعياً بغض النظر عن جميع المشاهدين وما أبسط وصفه "رجلان يتكلمان معه وهما موسى وإيليا" أحدهما رفع بمجد إلى السماء منذ قرون مضت، والآخر "انطلق" منذ عهد أطول ودفن جسده ومع ذلك لا زال "رجلاً" يرى ويشاهد ويتكلم، فلا هو تلاشى ولا هو نائم، بل في ملء النشاط والتفكير والتمتع. ولا هو مقام من الأموات أيضاً لأن يسوع نفسه هو "الباكورة" (1 كو 15: 20) كما هو "البكر من الأموات" (كو 1: 18؛ رؤ 1: 5) – والمسألة هنا لم تكن مجرد إعادة البعض إلى الحياة الأرضية التي تركوها منذ ساعات أو أيام مثل لعازر وغيره الذين أقامهم الرب، لأن هؤلاء ماتوا بعد ذلك – بل مسألة رجل يتمتع ببركة جو آخر – جو ما كان ممكناً أن يتمتع به ما لم يكن قد أقيم (حسب عقيدة السبتيين الذين يقولون بنوم النفس أو عدم وعيها) قيامة روحية وفي عدم فساد – ولكن هذه القيامة بدايتها وباكورتها هو الرب نفسه كما يؤكد الكتاب. فموسى إذاً لم يكن ممكناً أن يكون هذه الباكورة أو هذا البكر – ويتضح من هذا أنه كان في حالة الانفصال عن الجسد وقتذاك، ومع ذلك كان شريكاً لواحد لم يمر بالموت اطلاقاً. ومع أنهما لم يكونا على صورة جسد مجد المسيح إلا أنهما ظهرا "بمجد". وليس ذلك فقط بل دخلا في السحابة أو "المجد الأسنى" – سحابة الحضور الإلهي (2 بط 1: 17) وليس سحابة ممطرة.
فهل يمكن أن يكون هناك ما هو أوضح من ذلك لتبيان حالة الإنسان بعد الموت أو الانطلاق؟ - وهل هناك ما هو أوضح من قول الرب يسوع أن راحلين كإبراهيم واسحق ويعقوب لا زالوا "أحياء عنده" (لوقا 20: 38) عند ذاك الذي كما يخبرنا الرب "ليس إله أموات بل إله أحياء" – من هذا نرى ونتعلم كيف يوجد حقاً انطلاق ووجود مع المسيح، وإن هذا الانطلاق بالمقارنة مع الحياة الأرضية هو أفضل جداً – ونكتفي بهذا المقدار لنقض ما يقوله أصحاب بدعة "رقاد النفس" ولو أنه توجد براهين أخرى كثيرة خلاف ما ذكر.
اعتراضات من العهد القديم

كثيراً ما يأتي المعترضون باقتباسات من العهد القديم، خصوصاً من أسفار أيوب والمزامير وسفر الجامعة. وكأنها تتعارض مع أقوال العهد الجديد الواضحة. ولكن كلمة الله ليس فيها قول يعارض قولاً آخر لأن الكاتب الماهر هو الروح القدس ولم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان. ولكن يجب أن نعلم أن العهد القديم كله كان عهد ظلال وأما النور الكامل فكان ينتظر مجيء المسيح – قالت المرأة السامرية للرب يسوع "أنا أعلم أن مسيّا الذي يقال له المسيح يأتي فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء" (يو 4: 25).
كما أن الرسول بولس يخبرنا أن المسيح "أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل" (2 تي 1: 10) وهذا معناه أن المعترضين على الحقائق الواضحة في العهد الجديد يتلمسون النور بأنفسهم من بين ظلال العهد القديم حيث كانت الظلمة نسبياً لا زالت تخيم على هذا الموضوع بالذات، موضوع الموت ومصير الإنسان بعد القبر. فهم ينظرون إلى الموت كما كان قبل أن يبطله المسيح للمؤمن. وهم ينظرون إلى الحياة والخلود قبل أن ينيرهما المسيح بواسطة الإنجيل فلا عجب إن كانوا يتعثرون في الظلمة التي اختاروها لأنفسهم.
ولكن إبطال الموت مقترن بلا شك بإنارة الحياة والخلود بواسطة الإنجيل ومن الواضح أن تكون أقوال العهد القديم متمشية مع هذا الحق على نوع ما. فإذا كانت "الحياة" قد أنيرت فعلاً بواسطة الإنجيل وليس بغيره فكيف كان يمكن أن يكون الموت معروفاً معرفة كاملة في العهد القديم.
أيضاً ما جاء في رسالة العبرانيين (ص 9: 8) يزيدنا إيضاحاً حيث يخبرنا الوحي الإلهي أن الحجاب كان فيه قائماً "معلناً الروح القدس بهذا أن طريق الأقداس (حيث محضر الله) لم يظهر بعد ما دام المسكن الأول له إقامة؛ ذلك هو عنوان العهد القديم وطابعه. أما أن ابراهيم وقديسين آخرين ذهبوا إلى السماء (بأرواحهم) بعد الموت فهذا لا يتضمن أن الطريق إلى هناك كان معلناً في العهد القديم – أعني أنه لم يكن معلناً أن يموتوا. لأن تدبير العهد القديم كان يتناول المواعيد الأرضية وليس المواعيد السماوية.
أما ما جاء في سفر الجامعة فهو أسلوب شخص أُعطي حكمة من الله فيما يختص بما هو تحت الشمس أي سليمان. ولكن سليمان هذا وهو أعظم الحكماء يشهد في سفره أن حكمة أعظم الحكماء تعجز عن معرفة حقيقة غير المنظور ما لم يعلنه الله – أي الاعتراف بقصور الحكمة البشرية وعجزها عن إدراك سرائر الله – لذا يقول في (ص 3: 21) "من يعلم روح بني البشر هل هي تصعد إلى فوق، وروح البهيمة هل هي تنزل إلى أسفل إلى الأرض". وعلى نفس المنوال يقول في (ص 11: 5) "كما أنك لست تعلم طريق الروح (القراءة الصحيحة هي الروح وليس الريح) ولا كيف العظام في بطن الحبلى كذلك لا تعلم أعماله الله الذي يصنع الجميع" أي نحن بالعلم البشر لا نعل كيف تأتي روح الإنسان ولا حتى جسده – إلى حيز الوجود في بطن الحبلى. أي أن الحياة سرّ والموت أيضاً سر. فبالحكمة البشرية لا أحد يعلم. لكن القائل هذا في آخر سفره وبموجب إعلان من الله استطاع أن يقول "فيرجع التراب (أي الجسد) إلى الأرض كما كان (كما في تك 3: 19) وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها" (ص 12: 7). ألا يدل ذلك على أن رجوع التراب إلى الأرض "كما كان" ما هو إلا وسيلة لرجوع الروح إلى حضرة الله الذي أعطاها؟. ليس كما كانت. ونرجو أن نلاحظ ذلك جيداً، ليس كما كانت بل بالصفة التي اكتسبتها في خيمتها الأرضية أو مسكنها الأرضي.
ثم يقول فيد العددين الأخيرين من السفر (ص 12: 13، 14) "فلنسمع ختام الأمر كله. اتق الله واحفظ وصاياه لأن هذا (واجب) الإنسان كله. لأن الله يحضر كل عمل إلى الدينونة على كل خفي إن كان خيراً أو شراً" بمناسبة حفظ وصايا الله أقول أن حفظ الوصايا العشر لا يهب حياة أبدية. بل أقصى وعد الناموس هو "لكي تطول أيام حياتك على الأرض" لكن وصية الله في العهد الجديد هي "وهذه هي وصيته أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح ونحب بعضنا بعضاً كما أعطانا وصية" (1 يو 3: 23).
ومع أن كل عمل لا يأتي إلى دينونة قبل القيامة إلا أننا عندما نفنى (أي نموت) يحدث شيء من اثنين: إما أن نقبل في المظال الأبدية أي الفردوس (لو 16: 9) أو نذهب إلى السجن (سجن أرواح الأشرار) حيث تواجه النفس النذر الدالة مقدماً على مصيرها الأبدي كالرجل الغني في الهاوية (لوقا 16) لأنه كما سبقت الإشارة فإن مصير الإنسان يتقرر في حياته هنا على الأرض. لأن الذي يؤمن بالرب يسوع ينتقل من حالة الموت الروحي إلى الحياة الأبدية ولا يأتي إلى دينونة" (يوحنا 5: 24) "الذي يؤمن به لا يدان (إطلاقاً) والذي لا يؤمن قد دين (صدر الحكم عليه فعلاً ولكن التنفيذ مؤجل). لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (يوحنا 3: 18). الذي لا يؤمن قد دين already – أي ليس أن ينتظر لكي يرى فيما بعد هل هو خالص أم هالك.
إن أشياء كثيرة كانت غامضة في العهد القديم وكانت تنتظر مجيء السيد المسيح الذي إذ جاء بدأ "يذيع ألغازاً منذ القدم" (مز 78: 2) كما جاء في (متى 13: 35) حيث يشير إلى ما جاء في المزمور أنه "يفتح بأمثال فمه وينطق بمكتومات منذ تأسيس العالم" بل أنه في ليلة آلامه قال لتلاميذه "إن أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك، روح الحق، يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه (أي لا يعمل بالاستقلال عن الآب والابن لأنه لا يوجد استقلال بين أقانيم اللاهوت الثلاثة – قارن( يوحنا 5: 19) بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية" (يوحنا 16: 12، 13).
وهكذا استطاع بولس الرسول أن يقول للمؤمنين في تسالونيكي في أول رسالة كتبت "فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب أننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين ... والأموات في المسيح سيقومون أولاً" (1تس 4: 15، 18). بل ستطاع أن يقول للمؤمنين في كورنثوس: "هوذا سر أقواله لكم (سر لم يعلن قبل ذلك) لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين .... (1كو 15: 51 – 58).
ويقول الرسول بولس عن الروح القدس إنه هو الذي يفحص كل شيء حتى أمور الله العميقة (1كو 2: 10) وما أعظمها وما أعمقها تلك التي أعلنها لنا "ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان" ما أعده الله للذين يحبونه فأعلنه الله لنا نحن بروحه". فإن كانت الأشياء العميقة لم تعلن إلا بعد مجيء الروح القدس أي بعد تمجيد المسيح في السماء فكيف نتوقع أن نجد أشياء مثل هذه في العهد القديم عهد الظلال.
بل أن الكنيسة نفسها لا يوجد إعلان عنها في العهد القديم – هذا "السر العظيم" (أفسس 5: 32) بل أعطى بإعلان لبولس الرسول (أفسس 3: 3- 5).
وكما سبق ورأينا أن كلمة رقاد وهي كلمة لطيفة ومعزية للمؤمن هذه الكلمة لا تقال إلا بالنسبة لأجساد المؤمنين في حالة الوفاة أي الموت. أما النفس فإنها لا تموت ولا ترقد (مت 10: 28) والمؤمن عند رقاد جسده يكون بروحه ونفسه مع المسيح. مستوطناً عند الرب ومتغرباً عن الجسد (2كو 5: 8) أما غير المؤمنين فأجسادهم في القبر لكن أرواحهم ونفوسهم تكون في هاوية العذاب أي سجن أرواح الأشرار (لوقا 16: 23؛ 1بط 3: 19). فلا يوجد رقاد للنفس أو عدم وعي بعد الموت بل: إما عذاب للأشرار أو سعادة للأبرار. أما سبب هذه الضلالة فهو عدم الإيمان كلمة الرب يسوع الذي قال أن الشخص الذي يؤمن به ينتقل من الموت إلى الحياة ولا يأتي إلى دينونة (محاكمة). لأن الذين يسمعون صوت ابن الله يحيون" (يوحنا 5: 24، 25). فالشخص الذي يؤمن يفصل عن الكتلة غير المؤمنة، ويضم إلى الكنيسة التي هي جماعة المؤمنين. كما هو مكتوب "وكان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون" (أعمال 2: 47) وسبق الكلام عن ذلك أن مصير الإنسان يتقرر في هذه الحياة؛ وأقوال الروح القدس في سفر الأعمال والرسائل كلها تؤكد ذلك. أي لا يوجد رقاد للنفوس ولا ملاشاة.
أن الكلمة الحقيقية المعبّرة عن الخلود وهي المترجمة "عدم موت" "immortaliy" وردت في العهد الجديد 3 مرات فقط: مرتين في (1كو 15: 53، 54) – هذا المائت (أي الجسد الذي في طريقه إلى الموت) لا بد أن يلبس "عدم موت". والمرة الثالثة في (1تي 6: 16) لكن بمعنى آخر حيث يقال لنا عن الله أنه هو "وحده له عدم الموت" .. وفي (1كو 15: 53، 54) يقول عن أجساد المؤمنين الذين سيكونون على قيد الحياة عند مجيئه لاختطاف قديسه – أنها سوف تلبس "عدم موت" أو كما يقول في (2كو 5: 49) "يبتلع المائت من الحياة" أي يتغيّر جسد المؤمن بدون أن يرى موتاً – هذا الكلام عن الأجساد وليس عن النفوس.
لكن السبتيين وشهود يهوه وكل أبواق الشيطان يعترضون قائلين أن "الله وحده له عدم الموت" مستندين إلى ما جاء في (1تي 6: 16) ويستنتجون من هذا أن النفس لا يمكن أن لها الخلود أو عدم الموت. وإذا سايرناهم في منطقهم فالنتيجة واضحة وهي أن الملائكة أيضاً لا يمكن أن يكون لهم عدم الموت. فهل الموت يسود على الملائكة الخالين من الخطيئة؟ كلا بطبيعة الحال. ولكن هذا ما تنطوي عليه حجتهم الباطلة. أنهم يعترفون أن الملائكة أرواح وبديهي أن روح الإنسان هي الأخرى "روح" . وإذا كان الملائكة هم "أبناء الله" (أيوب ص 1، 2، 38) فإن الناس أيضاً هم "ذرية الله" للسبب عينه (أعمال 17: 29) فكل ما تثبته هذه الحقيقة بالنسبة للملائكة تثبته أيضاً بالنسبة لروح الإنسان.
والمعنى الكتابي للنصّ المذكور في (1تي 6: 16) هو أن الفارق الجوهري بين الخالق ومخلوقاته هو أنه وحده له المجد يقوم بذاته – في حين أنه "به" من الجهة الأخرى "يقوم الكل" وهو "حامل كل الأشياء بكلمة قدرته". فنحن لا ننادي بمبدأ الخلود الذاتي الجوهري للجنس الأرضي بل العكس ننادي بأن الجنس البشري كله "مائت" أي قابل للموت "mortal" وأن الخلود الذاتي الجوهري ليس ملك أي مخلوق ساقط أو غير ساقط بل ملك الله وحده. نحن نؤمن
أن الله وحده صاحب الخلود وعدم الموت وأننا به "نحيا ونتحرك ونوجد".
ولكن هذا لا يعني أن النفس تموت كما أنه لا يعني أن الملائكة – تملك خلوداً مستمداً من الله معتمداً عليه، وأن خلودها بهذا المعنى مؤكد – لأن من يستطيعون أن يقتلوا الجسد لا يستطيعون أن يقتلوا النفس.
 
قديم 22 - 06 - 2015, 06:09 PM   رقم المشاركة : ( 8066 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الحياة الأبدية وما هي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحياة الأبدية ليست مجرد وجود أبدي أو خلود ولا هي تبدأ فقط من لحظة القيامة. إنها تبدأ في المؤمن من لحظة ولادته الثانية بالروح القدس، الأمر الذي يعرفه كل مؤمن حقيقي من أولاد الله، وهي تظهر نفسها وأن كل العالم لا يراها. ليست هي الخلود فإن الشرار لهم خلود في جهنم. أما الحياة الأبدية فهي هبة مباركة من الله للمؤمنين. كما سبقت الإشارة ليست مجرد "وجود" فإن الأشرار الذين ليست لهم حياة أبدية لهم "وجود" أبدي. وقد ورد ذكر الحياة الأبدية 134 مرة في العهد الجديد. وهكذا يسجل الوحي بالنسبة للمؤمنين "أن الله أعطانا حياة أبدية، وهذه الحياة هي في ابنه. لذلك هي مضمونة ولا يمكن أن تفقد وضمانها أنها في ابنه. لذلك هي مضمونة ولا يمكن أن تفقد وضمانها أنها في ابنه. من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة" (1 يو 5: 11، 12).
"من له ابن الله له الحياة أي أنها له كملك حاضر وابدي. ليست له مجرد عربون أو وعد بها، بل امتلاكه إياها هو ما يجعله بالمعنى الروحي ابناً لله ومولوداً من الله. "الذي يؤمن بالابن له الحياة الأبدية" (يو 3: 36، 5: 24).
أيضاً "نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الأخوة، من لا يحب أخاه يبق في الموت. كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه" (1 يو 3: 14، 15).
من هنا نفهم أن الحياة الأبدية تبدأ في المؤمن عند إيمانه. أنها ليست وجوداً ولكنها قوة خير جديدة مباركة. والحياة الأبدية هي في مباينة مع الحياة الطبيعية التي تجد متعتها في الأمور الأرضية. أما الحياة الأبدية فتجد شبعها في "معرفة الآب والابن" (يوحنا 17: 3) وكذلك تجد فرحها "في الشركة مع الآب والابن" (1 يو 1: 3، 4).
صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً
إلهي إلهي لماذا تركتني
 
قديم 22 - 06 - 2015, 06:11 PM   رقم المشاركة : ( 8067 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القصاص الأبدي والادعاء بملاشاة الأشرار
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رأينا أن تعليم الرب يسوع فيما يختص بالنفس أنها لا تموت والذي يموت هو الجسد (وذلك وقتياً) إذ قال له المجد "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وأما النفس فلا يقدرون أن يقتلوها" (مت 10: 28). وفي قصة الغنى ولعازر (لوقا 16)، أن الغني مات ودفن جسده لكنه رفع عينيه وهو في هاوية العذاب ورأى ابراهيم من بعيد ولعازر في حضنه، لكن لنسمع ما تقوله "مسز هوايت" نبية السبتيين في كتابها (المعركة الفاصلة صفحة 22) تقول:
(بعد أن أسقط الشيطان آدم أمر ملائكته أن يضعوا في نفوس الناس الاعتقاد بخلود النفس، حتى إذا ما صدقوا هذا الأمر انقادوا إلى الاعتقاد بأن الخطاة سيخلدون في العذاب إلى أبد الآبدين؛ وهكذا يصورون الله بصورة الظالم المنتقم الذي يطرح الأثيم في نار جهنم ويصب عليه جام غضبه المتقد، وفيما يتمرغ الأثيم في هذا العذاب الأليم ترتاح نفس الله وترضى). ثم تقول أيضاً (أن التعليم القائل بعذاب الشرار بنار وكبريت عقابا لهم على خطاياهم إلى أبد الآبدين هو تعليم تأنفه نفس كل من يحس بالرحمة والمحبة، بل يناقض تعليم الكتاب المقدس)!!
فهل نصغي لأقوال الله الموحى بها أم تصغي إلى امرأة تدعم أقوالها بحجة عاطفية وكأنها هي أكثر إشفاقاً على الناس من الله. وكأن هناك تعارضاً بين محبة الله والعذاب الأبدي. وفي جرأة شديدة تجلس في منصة الحكم وتصدر حكماً ضد الله: أنه إما أن يعفو عن الناس المذنبين الذين استهانوا بالخلاص المقدم لهم، ويتغاضى عن قداسته وإما أن يكون الله ظالماً!! وكأنها توصلت للحل الأمثل وهو ملاشاة الشرار! لكن حاشا لله تعالى أن يظلم أحداً وهو المكتوب عنه "العدل والحق قاعدة كرسيه، الرحمة والأمانة تتقدمان أما وجهه" (مزمور 89: 14).
هل أمور الله وأمجاده وقداسته التي لا حد لها، وأحكام بره، وكذلك المصائر الأبدية للبشر هل تحكم فيه امرأة تدعى أنها رؤيا وحلمت أحلاماً وتلقت إعلاناً؟ ومن أين عرفت أن الشيطان أمر ملائكته أن يضعوا في نفوس الناس الاعتقاد بخلود النفس؟ من الذي أخبرنا بذلك؟ هل خلود النفس عقيدة شيطانية أم هو الحق الإلهي الذي يعلنه الله في كلمته؟ لكن ماذا يقول الرب للذين يقبلون الأوضاع؟ أنه يقول لهم "ويل للقائلين للشر خيراً وللخير شراً، الجاعلين الظلام نوراً، والنور ظلاماً – الجاعلين المر حلواً والحلو مرّاً – ويل للحكماء في أعين أنفسهم والفهماء عند ذواتهم" (أشعياء 5: 20، 21).
أن الله لا يتصرف بطريقة استبدادية في معاقبة الأشرار ذلك أنهم يستهينون بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالمين أن لطف الله إنما يقتادهم للتوبة ولكن من أجل قساوتهم وقلبهم غير التائب يذخرون لأنفسهم غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" (رومية 2: 3 – 6).
إنها دعوى باطلة وخبيثة أن نتحدث عن الله كمن هو من كثرة الرحمة لا يبعث أحداً إلى هاوية العذاب. ذلك أن الناس لا يرحمون أنفسهم، هم الملومون عن القضاء الذي يحيق بهم. ومما يضاعف الأمر هذه الحقيقة الملموسة وهي أن محبة الله المطلقة قد هيأت علاجاً "بلا مقابل" رفضه الكثيرون. إن السم الذي يقتل الإنسان يأتيه من داخله.
أن آية واحدة من أقوال الله تكفي لدحض أكاذيبهم وادعاءاتهم أنهم يقولون أن الذي يموت في خطاياه مصيره الفناء أو الملاشاة لكن مكتوب في (يوحنا 3: 36) "الذي يؤمن بالابن فله حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن فلن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله – وكلمة يمكث معناها يبقى ونفس الكلمة اليونانية وردت أيضاً في (يو 4: 40) "سألوه أن يمكث عندهم فمكث هناك يومين". وطبقاً لشهادة الكتاب المقدس أن غير المؤمن "لن يرى حياة" ولا يمكن أن يتلاشى لأن أقوال الله الصادقة تشهد أنه "يمكث عليه غضب الله" فهل نصدق الله أم نصدق المعلمين الكذبة؟ الذين يعطون اطمئناناً كاذباً لأتباعهم أنهم أن لم يخلصوا فعلى أسوأ الفروض أنهم يتلاشون. لكن كلا! "إن أعمى يقود أعمى كلاهما يسقطان في حفرة". هم وأتباعهم سوف يسقطون في الحفرة الأبدية. وكلمة "أبدية" تنطبق على الحياة الأبدية أي السعادة الدائمة، وتنطبق على الموت الأبدي أي الشقاء الدائم. كما قيل في (رؤيا 14: 11) "ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين".
إن الحياة الأبدية قد أنيرت فقط في العهد الجديد إذ قيل عن المسيح أنه "أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل" (2 تي 1: 10). لكن العهد القديم لا يتكلم عن الأمور الأبدية، سواء كانت الحياة الأبدية أو الموت الأبدي – وقد وردت "حياة للأبد" في العهد القديم مرتين، المرة الأولى في (مزمور 133: 3) والمرة الثانية في (دانيال 12: 2) ويقصد بها الحيلة السعيدة في الملك الألفي وذلك للتائبين الراجعين للرب من الشعب اليهودي في آخر الأيام – أما الحياة الأبدية التي يتمتع بها المؤمنون ويمتلكونها امتلاكاً حاضراً الآن فهذه تكلمنا عنها في نهاية الفصل السادس.
في (دانيال 12: 1) يتكلم عن ضيق عظيم لم يكن منذ كانت أمّة إلى ذلك الوقت. ضيقة سوف تحدث لشعب دانيال (اليهود) في المستقبل – وهذه الضيقة العظيمة أنبأ عنها إرميا النبي (ص 30: 7) ويسميها "ضيقة يعقوب" كما أنبأ أيضاً الرب يسوع في (متى 24: 21) كما تكلم عن رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي (متى 24: 15) – هذه الضيقة سوف تحدث بعد اختطاف الكنيسة وقبل مجيء المسيح مستعلناً للعالم كله عندما تراه كل عين، لكي يقيم ملكوته الألفي على الأرض (متى 24: 30؛ رؤيا 1: 7) وهذه الضيقة تكلم عنها أيضاً سفر الرؤيا (ص 7: 14).
يجب أن نقرن هذه الشواهد الكتابية الأربعة معاً لكي نعرف توقيت حدوث هذه الضيقة – في (دانيال 12: 1، 2) يقول "في ذلك الوقت ينجي شعبك (اليهود) التائبين الراجعين للرب بعد اختطاف الكنيسة، كل من يوجد مكتوباً في السفر وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون – ليست هذه قيامة أجساد لكن المقصود هو إحياء قومي للشعب اليهودي الذي ظل مدفوناً في التراب متفرقاً بين الأمم لمدة تقرب من 1900 سنة وكأنهم أموات في القبور كما قال حزقيال النبي عن هذا الإحياء "هكذا قال الرب هاأنذا أفتح قبوركم وأصعدكم من قبوركم يا شعبي وآتي بكم إلى أرض اسرائيل... وداود عبدي (المسيح ابن داود) يكون ملكاً عليهم... " (حزقيال 37: 12، 13 – 28) – قارن أيضاً (هوشع 6: 1، 2) وسبق الكلام عن رجوع بقية من الشعب اليهودي وتوبتهم عند الكلام عن "أعياد الشهر السابع" (الفصل الخامس).
أما عن وقت حدوث هذه الضيقة العظيمة فسوف يكون في النصف الأخير من الأسبوع السبعين من أسابيع دانيال. نلاحظ أن الأسبوع التاسع والستين انتهى بصلب المسيح. وبصلب المسيح انتهى تعامل الله مع اليهود وبدأ يتعامل مع العالم أجمع بالنعمة "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مرقس 16: 15) وبعد أن تنتهي فترة انجيل النعمة باختطاف الكنيسة ويغلق باب النعمة كما قيل في مثل العذارى "وأغلق الباب" (متى 25: 10) بعد ذلك يتعامل الله مع اليهود مرة ثانية ويبدأ الأسبوع الأخير من أسابيع دانيال كما سبق الكلام عن معاملات الله مع الأمة الإسرائيلية وكذلك سبق الكلام عن أسابيع دانيال السبعين عند الكلام على "الكتاب المقدس لا يخلط بين الأيام والسنين" 0 الفصل الأول. أن الأسبوع الأخير أي السبع سنين الأخيرة التي تبدأ بعد اختطاف الكنيسة تنقسم إلى قسمين" 2/1 3 سنة + 2/1 3 سنة. النصف الأول هو مبتدأ الأوجاع (متى 24: 8) والنصف الثاني هو الضيقة العظيمة (متى 24: 21) وذلك لأن حادثاً عظيماً ورهيباً سوف يحدث في منتصف الأسبوع وهو "استعلان انسان الخطية" (2 تس 2: 4).
 
قديم 22 - 06 - 2015, 06:12 PM   رقم المشاركة : ( 8068 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قيامتنا ودينونتنا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تكلم الرب يسوع (يوحنا ص 5) عن قيامتين متميزتين الواحدة عن الأخرى "قيامة الحياة" و "قيامة الدينونة" ومع ذلك ظن كثيرون أنهما قيامة واحدة عامة للقديسين والأشرار بدليل قوله "تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته ..." (ع 28، 29) مع أن هذه الساعة في حقيقتها ليست حرفية إذ بمقارنتها بالساعة التي قال عنها الرب في نفس الفصل "تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات (روحياً) صوت ابن الله والسامعون يحيون (روحياً) (ع 25) يتبين إن الساعة التي فيها لا زال ابن الله يحي النفوس المائتة روحياً والمعبر عنها بالقول "تأتي ساعة وهي الآن" قد مضى عليها نحو إلفي عام منذ نطق الرب بهذه الأقوال فليس المقصود إطلاقاً وقتاً زمنياً محدوداً بل كل ما يقصده الرب هو توكيد الحقيقة العامة وهي أن الجميع سيسمعون صوته مع الفارق المطلق الكبير بين نوع وطابع القيامتين فيهما سيلبي كل من الفريقين نداءه.
مع أننا نفهم من فصول أخرى أن الأبرار لهم قيامة خاصة بهم فيها تقام الأجساد التي فسدت في القبر وفي نفس الوقت تتغير أجساد القديسين الأحياء وسبق الكلام عن فصل المؤمنين عن غير المؤمنين هنا على الأرض وهم على قيد الحياة، وإن مصير الإنسان الأبدي يتقرر هنا على الأرض: فإما ن يؤمن الإنسان وينتقل من الموت إلى الحياة وإما لا يؤمن فهو يبقى في الموت. قال الرب يسوع لليهود "لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو (أي المسيح الذي تنتظرونه) تموتون في خطاياكم" (يوحنا 8: 24). والذي يموت في خطاياه فإن خطاياه سوف تلازمه وسوف يقام في خطاياه في قيامة الدينونة وسوف يطرح في بحيرة النار في خطاياه (راجع هذا الموضوع الذي سبق الكلام عنه عند الكلام عن "الوعي أو الشعور بعد الموت". في الفصل السادس
وقيامة الحياة الخاصة بالمؤمنين يسميها الرب يسوع "قيامة الأبرار" (لوقا 14: 14) وتسمى في (رؤ 20: 5) "القيامة الأولى" ومبارك ومقدس من له نصيب فيها. وهناك تعبير خاص انفردت به هذه القيامة وهو "القيامة من الأموات" أو "من بين الأموات" الأمر الذي جعل التلاميذ يتساءلون ماذا عسى أن يكون هذا القيام من الأموات (مرقس 9: 10) أو "القيامة من وسط الأموات" " What rising" "from among the dead" أي قيامة أجساد البعض (المؤمنين) دون البعض الآخر (غير المؤمنين).
وعن هذه القيامة الخاصة كان يتكلم الرب في حديث مع الصدوقين حينما قال له المجد "ولكن الذين حسبوا أهلاً للحصول على ذلك الدهر والقيامة من بين الأموات لا يزوّجون ولا يزوَّجون إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضاً لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة" (لوقا 20: 34 – 36) فكيف يمكن للناس أن يحسبوا أهلاً للحصول على قيامة عامة يشترك فيها الجميع بلا استثناء ؟ أو كيف يمكن أن يكونوا جميعاً أبناء الله إذ هم جميعاً أبناء قيامة عامة ؟ أن مثل هذا المسخ في المنطق والتفكير لا يليق بأي مسيحي عاقل له في قلبه احترام لأقوال الرب الواضحة.
وهناك شاهد آخر في (1كو 15: 23) إصحاح القيامة عندما يتكلم بولس الرسول عم مراتب القيامة وترتيب أدوارها فيضعها على الصورة التالية "المسيح باكورة ثم الذين للمسيح (أي المؤمنين به) سيقومون أولاً" والمؤمنين الأحياء يتغيرون ويخطف الجميع (جميع المؤمنين فقط) لملاقاة الرب في الهواء – وهذا يتم فبل ظهور المسيح للعالم لأنه "متى أظهر المسيح حياتنا (الذي هو حياتنا) فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه في المجد"(كولوسي 3: 4).
عند الاختطاف أي في القيامة الأولى لا يرى العالم شيئاً. كن حتماً سيشعرون به. لكن العالم سوف ينسى سريعاً هذا الحادث عندما يرى الشمس تُشرق وتغُرب كالمعتاد خصوصاً وإن الأحياء الذين سيخطفون سيكونون قليلين لأن قطيع الرب دائماً هو "قطيع صغير" (لوقا 12: 32).
وأما في سفر الرؤيا (ص 20) فنقرأ عن "القيامة الأولى" باعتبار أن شهداء الضيقة لهم نصيب فيها – شهداء مبتدأ الأوجاع الذين نرى نفوسهم في (ص 6: 9) تصرخ لله طالبة الانتقام من الساكنين على الأرض وقيل لهم أن يستريحوا زماناً يسيراً (ثلاث سنين ونصف) حتى يكمل رفقائهم العتيدون أن يقتلوا مثلهم (في النصف الثاني من الأسبوع) وبعد أن تكمل سبع سنين الضيقة يقام هؤلاء وأولئك لأن الله جعل لهم نصيباً في القيامة الأولى وسوف يملكون مع المسيح نظير قديسي العهد القديم – لمدة ألف سنة – وأما بقية الأموات (وهم جميع الأشرار بداية من قايين) فلم تعش (لم تقم) حتى تتم الألف سنة" (رؤيا 20: 4 – 6).
واضح من هذا أنه بعد أن تتم الألف سنة تقوم بقية الأموات، وهذه هي "قيامة الدينونة" (يوحنا 5: 29) ومن أجل هذا بالذات ليس للمؤمنين نصيب فيها – أنهم لا يأتون إلى الدينونة إطلاقاً (يوحنا 5: 24)؛ (رومية 8: 1).
إن الكتاب لا يحدثنا عن قيامة الأشرار، وهي في الحقيقة لا تستحق أن تدعي قيامة ولكنهم يقامون لكي يدانوا (يحاكموا) – دينونة عادلة كل واحد بحسب أعماله أي بحسب جسامة شرّه وكذلك بحسب النور الذي أضاء أمامه كما يتضح من (لوقا 12: 47 ، 48).
أما قيامة الأبرار فيتحدث الكتاب عنها كثيراً، إذ هي ثمر عمل المسيح الفدائي وهي وحدها الموصوفة في (1كو 15) فهي التي يقال عنها "يقام في مجد" و"يقام في قوة". "يقام جسماً روحانياً" وهي صفات لا يمكن أن ينطبق شيء منها على قيامة الأشرار. نعم "يقام الأموات عديمي فساد" وفي نفس الوقت ونحن الأحياء نتغيّر (كو 15: 52). أما في (2كو 5: 4) فيقول عن الجسد المائت عندما يتغيّر "يبتلع المائت من الحياة".
أما ما يقوله السبتيون وشهود يهوه عن فناء الأشرار فهو محض أكاذيب. ويكفي أن يقول لنا الرب ولو في موضوع واحد أن الذين فعلوا السيئات سيخرجون (من قبورهم) إلى القيامة الدينونة (يوحنا 5: 29). وإن سيئاتهم التي فعلوها ستأتي بهم إلى الدينونة (المحاكمة). بل إن الموت الذي يقولون عنه أنه فناء سيكون في ذلك الوقت قد أبطل (أي الموت الأول) أما الموت الثاني فسوف يبدأ بعد طرح الأشرار في بحيرة النار الذي هو الموت الثاني (رؤيا 20: 14).
ومع أن الألف سنة بدأت بأناس أبرار لكن يلد لهم عدد كبير من الذراري طوال الألف سنة التي لا يكون فيها مرض ولا موت ولكن هذا النسل الذي يولد سيكون عدد كبير منهم غير مولودين ثانية-هذا النسل في نهاية الألف سنة سيقومون بثورة ضد" المدينة المحبوبة" وذلك بتحريض من إبليس وهذا هو آخر عمل لابليس-وسوف تنزل نار من السماء وتأكلهم. أما ابليس الذي كان يضلهم فيطرح في بحيرة النار والكبريت" حيث الوحش والنبي الكذاب" (اللذين طرحا فبل بداية الألف سنة (رؤيا 19: 20) وسيعذبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين) (رؤيا 20: 7 – 10). لقد طرح الوحش والنبي الكذاب كما رأينا في بداية الملك الألفي وهكذا بعد 1000 سنة نراهما لا يزالان يعذبان في بحيرة النار وسيستمران إلى أبد الآبدين ومن هنا نفهم أن بحيرة النار لا تفني الأشرار أي أن الموت الأول ليس فناء للأشرار لا بحيرة النار التي هي الموت الثاني وهذا يدحض أفكار السبتيين وشهود يهوه.
 
قديم 22 - 06 - 2015, 06:12 PM   رقم المشاركة : ( 8069 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دينونة الأحياء

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا يوجد موضوع أُسيء فهمه مثل موضوع "دينونة الأحياء" المذكورة في إنجيل متى (ص 25: 31 – 46) – كثيرون ظنوا أن هذه الدينونة العامة النهائية لفصل الأبرار عن الأشرار. مع أن المشهد هنا مشهد أناس طبيعيين أحياء على الأرض سيجدهم المسيح عندما يأتي من السماء بالقوة ومجد كثير. أي عندما يجيء لكي يقيم ملكوته الألفي على الأرض الملكوت الذي أنبأ عنه الأنبياء قديماً. يقول متى الرسول "يجتمع أمامه جميع الشعوب (الأحياء على الأرض) فيميز بعضهم من بعض (ع 32) المشهد هنا ليس في السماء لأنه لا توجد شعوب في السماء وفي المشهد لا يوجد موتى أقيموا – هذه هي دينونة الأحياء على الأرض – يدين الأحياء قبل الملك الألفي لتطهير الأرض من الأشرار فلا يبقى لهم أصلاً ولا فرعاً على الأرض (ملاخي 4: 1) لأن الرب لا يملك على الأرض وبها شرير واحد. بل "سيكون الرب ملكاً على كل الأرض ويكون الرب وحده واسمه وحده" (زكريا 14: 9) وسوف يدين الأحياء كالملك "فيجيب الملك ويقول لهم..." (متى 25: 40).
أما دينونة الأموات فسوف تكون في نهاية الملك الألفي. والرب يسوع هو "المعين من الله دياناً للأحياء والأموات" (أعمال 10: 42). يدين الأحياء قبل الملك الألفي (متى 25) ويدين الموات بعد الملك الألفي (رؤ 20) أي الذين ماتوا في خطاياهم منذ بداية التاريخ البشري وأرواحهم في السجن (أي هاوية العذاب) (1 بط 3: 19؛ لوقا 16: 23) سوف تلبس أرواحهم أجسادها وهذه هي قيامة الدينونة (يوحنا 5: 29) المذكورة في (رؤيا 20: 11 – 15) والمشهد في دينونة الأموات ليس على الأرض ولا في السماء. إذ سوف تهرب الأرض والسماء (السماء المخلوقة) ولا يوجد لهما موضع. أن كل هذا ليس موضحاً في (متى 25) وينبغي الرجوع إلى الفصول الكتابية الأخرى لربطها معاً.
أما السبب الأساسي لعدم فهم هذا الموضوع فيرجع إلى أن كثيرين تجاهلوا موضوعاً هاماً أنبأ به أنبياء العهد القديم وكذلك الرب يسوع وكذلك الروح القدس بواسطة بولس الرسول كما نقرأ في الإصحاحات (9 – 11) من رسالة رومية. وهو موضوع "رجوع اسرائيل إلى أرضه" وخلاص بقية منهم. بعد اختطاف الكنيسة بعد "أن يدخل ملء الأمم" (رومية 11: 25) أي يكتمل عدد المؤمنين من الأمم في زمن انجيل النعمة. بعد اختطاف الكنيسة سوف ترجع بقية من اليهود وينادون بانجيل الملكوت. وليس انجيل النعمة كما في الوقت الحاضر. هذه البقية القليلة سوف تضطهد من إخوتهم اليهود وهم الأغلبية وسيظهر بينهم النبي الكذاب وليس هنا مجال الكلام عن ذلك. وأول من أشار إلى ذلك من مفسري الكتاب المقدس هو "يوحنا داربي" سنة 1830 وكان ذلك مفتاحاً لفهم نبوات العهد القديم وكذلك النبوة الواردة في رسالة تسالونيكي الثانية (ص 2) وكذلك (متى 24، 25) والحق الخاص بالقيامة الأولى واختطاف المؤمنين فقط. وأن مجيء الرب له وجهان – مجيئه للاختطاف وهذا لن يراه العالم. ثم بعد ذلك بسبع سنين (فترة الأسبوع الأخير من أسابيع دانيال) سيكون مجيء الرب ومعه جميع القديسين الذين سبق أن اختطفوا وسيكون مجيئه هذا ظاهراً للعالم أجمع.
الآن لا يتعامل الرب مع اليهود كأمة ومن يموت منهم يموت في خطاياه بسبب عدم إيمانه بالرب يسوع المسيح. لكن بعد اختطاف الكنيسة سينتهي تدبير النعمة الحاضر، وسيعود الرب ويتعامل معهم. حتى هذه اللحظة الرب يدعوهم "لوعمى" أي "لستم شعبي" (هوشع 1: 9) ولكن سوف يعود الرب ويتعامل معهم من خلف الستار لمدة 7 سنوات هي الأسبوع الأخير من أسابيع دانيال، يقودهم فيها للتوبة عن جريمة رفضهم وصلبهم لابن الله (رومية 9 – 11).
أن حوادث الأسبوع الأخير من أسابيع دانيال مدونة في سفر الرؤيا بداية من (ص 4 إلى ص 19) وإذا فهمنا هذه الحقائق وترتيب حدوثها فإننا سنجد أن سفر الرؤيا كله مرتب ترتيباً جميلاً بداية من العصر الرسولي في القرن الأول الميلادي حتى النهاية أي زوال الأرض والسموات المخلوقة وبداية الأبدية التي لا تنتهي والتي تبدأ بالسماء الجديدة والأرض الجديدة حيث البحر لا يوجد فيما بعد (رؤيا 21: 1).
 
قديم 22 - 06 - 2015, 06:14 PM   رقم المشاركة : ( 8070 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تلخيص مختصر لسفر الرؤيا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول الرب يسوع في (ص 1: 19) ليوحنا "فاكتب (1) ما رأيت" و(2) "ما هو كائن" و(3) "ما هو عتيد أن يكون بعد هذا".
(1) ما رأيت: أي ما رآه يوحنا، أي منظر الرب يسوع كابن الإنسان في وسط السبع المنائر الذهبية – التي هي السبع الكنائس أو الكنيسة في كل تاريخها على الأرض.
(2) ما هو كائن: أي رحلة الكنيسة على الأرض، مصورة في إصحاحي (2، 3) بداية من العصر الرسولي ممثلة في كنيسة أفسس حتى سنة 167م. ثم ممثلة في كنيسة سميرنا أي عصر الاستشهاد من سنة 167 حتى سنة 313م عندما أمر الإمبراطور قسطنطين رفع الاضطهاد. ثم كنيسة برغامس عندما أصبحت الكنيسة متحالفة مع الحكومة. وكان ذلك تمهيداً لظهور ضلالات كثيرة واشهرها بدعة أريوس التي تمس لاهوت المسيح ومجده كالابن الأزلي – وقد تصدى الأمناء لذلك مثل اثناسيوس الرسولي أسقف الإسكندرية الشهير في مجمع نيقية.
ثم كنيسة ثياتيرا التي تمثل العصور الوسطى المظلمة عندما تسلطت البابوية بعنف (مشبهة بالمرأة ايزابل) – وهذا هو الدور الرابع من تاريخ الكنيسة النبوي في سفر الرؤيا. ثم كنيسة ساردس التي بعدما أخذت معرفة الحق الذي نادى به المصلحون أمثال لوثر وزونجلي وكلفن لكنها لم تستفد به وهذا الدور يمثل البروتستانتية حتى مجيء الرب. ثم كنيسة فيلادلفيا التي تمثل النهضة المباركة في أوائل القرن التاسع عشر إذ تأسست جمعية التوراة لنشر الكتاب المقدس بلغات كثيرة وأثمان زهيدة وكذلك نهضة الإرساليات للبلاد الوثنية. وهي الكنيسة الوحيدة التي يمتدحها الرب وأخيراً كنيسة لاودكية التي لا نجد فيها إلا الكبرياء والإدعاء وصورة التقوى بدون قوتها وهي التي تمثل الحالة الحاضرة. ومن هنا نفهم أننا الآن في نهاية تاريخ الكنيسة على الأرض – لكن ليست نهاية العالم.
رأينا أن كنيسة فيلادلفيا هي الكنيسة الوحيدة التي يمتدحها الرب. ومعنى اسمها "المحبة الأخوية". وكما رأينا بدأت بنهضة روحية في أوائل القرن التاسع عشر وأبرزها حركة الأخوة الذين نادوا بمجيء الرب "لأجل المؤمنين" لتغيير الحياء وإقامة الراقدين منهم أي "القيامة الأولى" وملاقاتهم للرب "في الهواء" (1 تسالونيكي 4) وبعد ذلك يتعامل الرب مع شهبه القديم أي اليهود لتتميم مواعيده للآباء (رومية 9 – 11). هذه الكنيسة يقول لها الرب "هنذا قد جعلت أمامك باباً مفتوحاً..." لأنك حفظت كلمتي ولم تنكر اسمي (رؤيا 3: 8) لكن الشيطان الذي منذ أيام الرسل كانت مهمته أنه عندما يفتح الرب باباً فإنه يقاوم ذلك، كما قال الرسول بولس "لقد انفتح لي باب عظيم فعّال ويوجد معاندون كثيرون" (1 كورنثوس 16: 9) وفعلاً لقد أقام الشيطان معاندين وحركات مضادة وقد أعطانا الرب صفاتهم، وهي عكس صفات الأمناء. صفة الأمناء "حفظت كلمتي ولم تنكر اسمي" أما صفة هؤلاء فهي عدم حفظ كلمة الله بل أضافوا إليها رؤى وإعلانات كاذبة وشوهوا معناها بتفسيراتهم المغلوطة كما حذفوا منها الحق الإلهي الخاص بالرب يسوع ومجده. وأنكروا اسم الرب يسوع إذ قالوا عنه أنه "اشترك في طبيعة بشرية خاطئة مثل كل بني آدم كما قالوا عنه أنه هو "الملاك ميخائيل" – أما صفتهم الثانية التي سبق وأنبأ بها الروح القدس هي "أنهم يقولون أنهم يهود وليسوا يهوداً بل يكذبون" (لأن اليهود هم فقط من كانوا من ذرية يعقوب وينتسبون لأحد أسباط بني اسرائيل الاثني عشر) "بل هم مجمع الشيطان" (رؤيا 3: 9) مجمع الشيطان الذي يجمع كل الجماعات الهرطوقية أمثال – لكن ليس بين كل هذه الجماعات من ينطبق عليه القول "يقولون أنهم يهود وليسوا يهوداً بل يكذبون" إلا جماعة السبتيين الأدفنتست – إذ هم يقولون عن أنفسهم أنهم هم وحدهم المقصودون ب "ال 144000 مختوم من أسباط اسرائيل الاثني عشر المذكورين في سفر الرؤيا (رؤيا 7: 1 – 8) هذا هو اعترافهم في كتابهم (مأساة العصور صفحة 689، 690) علاوة على أنهم يضعون أنفسهم تحت الناموس الذي هو لليهود فقط وليس للأمم، من جهة تحريم بعض الأطعمة وحفظ يوم السبت كما سبقت الإشارة. وهكذا نرى أن هذا الثوب الذي يرتدونه لا يناسب أية جماعة من عشرات الطوائف المسيحية إلا هم فقط موضوع هذا الكتاب – وليس ذلك فقط بل قالوا عن جميع الطوائف المسيحية الذين يقدسون يوم الأحد – يوم الرب – أن يوم الأحد هو "سمة الوحش" المذكور في سفر الرؤيا (ص 13).
رأينا في (ص 2، 3) من سفر الرؤيا رحلة الكنيسة على الأرض كما سبق وأعطى الروح القدس نبوياً تاريخياً لها ونحن الآن في زمن لاودكية أي من نهاية الرحلة – في زمن النهاية – ليس نهاية العالم ولكن نهاية الكنيسة على الأرض وهذا من شأنه أن يجعل المؤمنين الآن أن يرفعوا رؤوسهم لأن الاختطاف عن قريب.
(3) ما هو عتيد أن يكون بعد هذا
هذا ما يقوله بداية من (ص 4) ويصعد يوحنا بالروح إلى السماء ويرى 24 شيخاً جالسين على 24 عرشاً في السماء صورة رمزية لمؤمني العهد الجديد مع مؤمني العهد القديم. ومن هنا نفهم أن الأحياء من مؤمني العهد الجديد قد تغيرت أجسادهم وأقيم الراقدون من مؤمني العهد القديم والعهد الجديد في أجساد ممجدة على صورة جسد مجد المسيح أي أن قيامة الأبرار قد تمت. وهنا يبدأ الأسبوع الأخير من أسابيع دانيال – سبع سنين: نصفها الأول مصور في ستة ختوم هي مبتدأ الأوجاع – تكلم الرب يسوع عنها في (متى 24) قائلاً "سوف تسمعون بحروب وأخبار حروب (مت 24: 6) وكلام الرب يسوع هنا غير موجه للمسيحيين لأن الكنيسة تكون قد اختطفت كما سبق الكلام. ولكن كلامه موجه للذين يؤمنون من اليهود الذين يكونون قد رجعوا إلى أرضهم وسبق الكلام عن رجوعهم وبناء الهيكل. كما أنبأ الرب عن مجاعات وأوبئة وزلازل ال 42 شهراً الأولى – ثم بعد ذلك الضيقة العظيمة (مت 24: 21) مصورة في سبعة أبواق يمهد لها الختم السابع (رؤيا ص 8) – ويعاصرها سبعة جامات غضب تنسكب على الأرض.
(في رؤيا 6) عند فتح الختم الأول نرى حادثاً هاماً بعد اختطاف الكنيسة ألا وهو ظهور الرئيس الروماني زعيم الدول الأوروبية العشر المتحدة تحت زعامته. وهو مصور براكب الفرس الأبيض وقد أعطى إكليلاً ويحرز انتصارات سليمة مثل التي أحرزها هتلر في بداية الحرب العالمية الثانية. لكن بعد ذلك تحدث حروب أهلية (فرس أحمر) تعقبها مجاعات (فرس أسود) ويعقب ذلك أوبئة وموت (فرس أخضر أو باهت) وهذا ما سبق وأنبأ به الرب يسوع وبنفس الترتيب (مت 24) وقد أنبأ الرب يسوع عن استشهاد يهود أتقياء يؤمنون به بعد اختطاف الكنيسة" حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم (مت 24: 9) والذين يقتلون نرى الكلام عنهم عند فتح الختم الخامس (رؤيا 6: 9) .
فبل أن يبدأ النصف الثاني من أسبوع الضيقة والذي تعطى تفاصيله في سفر الرؤيا (إصحاحات 8- 19) نجد في (إصحاح 7) ضماناً يعطى من الله للأمناء الذين يجتازون الضيقة العظيمة. وهو وضع ختم الله على جباه الأمناء من اليهود ويذكر عددهم 12000 من كل سبط من أسباط إسرائيل الاثني عشر وبالطبع هو عدد رمزي ووضع الختم عليهم هو لضمان حفظهم في زمن الضيقة. هؤلاء سوف يضطهدون وسوف يتشتتون مبشرين ببشارة الملكوت (ليس بشارة الإنجيل كما في الوقت الحاضر) أي يخبرون عن المسيح الذي سيأتي ويدين الأحياء ويملك على الأرض. هؤلاء سوف يعولون هؤلاء المبشرين في زمن الاضطهاد والجوع – والذين يقبلون البشارة من الأمم هم المعبّر عنهم بالخراف عن يمين الملك والذين يرفضون البشارة هم المعبّر بالجداء عن يسار الملك في دينونة الأحياء (مت 25: 31 – 46) أما اليهود المبشرون لهم فهم "أخوة الرب الأصاغر" – اليهود المؤمنون هم المعبر عنهم ب ال 144000 مختوم. والأمم المؤمنون الذين فبلوا البشارة هم المعبر عنهم بالجميع الكثير الذي لم يستطع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة (رؤيا 7: 9 – 17) – والغريقان اليهود والأمم هم فقط الذين يدخلون الملك الألفي بأجسادهم الطبيعية. يأكلون ويشربون ويزوجون ويتزوجون. والجالس على لعرش يحلّ فوقهم. وسوف يعيشون الألف سنة بطولها. وطبعاً سوف تتغير أجسادهم الطبيعية بعد الألف سنة وتصبح أجساداً روحانية. لا يأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون بل يكون كملائكة الله.
في الملك الألفي سيكون إسرائيل المؤمن بأسباطه الاثني عشر في أرضه في الحدود من مدخل حماه في الشمال إلى قادش في الجنوب وسيكون سبط دان في أقصى الشمال وسبط جاد في أقصى الجنوب كما في (حزقيال 48: 1 – 29).
أما من يتبقى من المسيحيين بعد اختطاف المؤمنين الحقيقيين (الكنيسة) فهم مسيحيون بالاسم. هم زوان وليسوا حنطة (متى 13: 24 – 30) وسوف يبادون بالضربات في مدة سبع سنوات الضيقة ولن يكون واحد منهم من رعايا الملك الألفي وسوف يقامون في قيامة الدينونة ليسمعوا الحكم بطرحهم في بحيرة النار بداية من (إصحاح 8) من سفر الرؤيا وحتى (ص 19) نجد حوادث ضيقة العظيمة والذي قادنا إلى هذا الإيضاح هو ادّعاء السبتيين الأدفنتست أنهم هم المقصودون وحدهم دون غيرهم ب ال 144000 مختوم {كتابهم مأساة العصور صفحة 666} وواضح أن هذا كذب مكشوف "يقولون أنهم يهود وليسوا يهوداً ل يكذبون" (رؤيا 3: 9) – لأن هؤلاء المختومين على جباههم كما هو واضح من كلمة الله هم إسرائيليون كما شهد يوحنا "وسمعت عدد المختومين مئة وأربعة وأربعين ألفاً مختومين من كل سبط من بني إسرائيل" (رؤيا 7: 4)ثم يذكر الأسماء وحزقيال النبي يحدد حدود كل سبط في أرض الموعد (حزقيال ص 48) – فهل يوجد غموض في هذه الأقوال ؟ هل الله يعطي أقوالاً غامضة لتضليل الناس ؟ أم أن الضلال يأتي من التفسير الشيطاني لأقوال الله الصادقة ؟. أن أساس كل ضلال هو عدم معرفة كلمة الله والاكتفاء بالقشور. كما قال الرب للصدوقين "أليس لهذا تضلّون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله" (مرقس 12: 24). في (ص 11) نرى قياس الهيكل والمذبح والساجدين فيه – والختم والقياس في كلمة الله يفيدان الملكية "يعلم الرب الذين هم له" (2 تيموثاوس 2: 19) – أما الدار التي هي خارج الهيكل (إشارة إلى اليهود المرتدين الذين لا يعترف بهم الرب) فاطرحها ولا تقسها" (رؤ 11: 1، 2).
في تلك الأيام سيقيم الرب شهادة له من الأمناء مرموزا لهم بالشاهدين ورغم أن ظروف الشهادة ستكون صعبة جداً لكن لا بد أن يتمما شهادتهما. ثم يكون آخر عمل شرير للوحش الصاعد من الهاوية أن يصنع معهما حرباً ومع أن الوحش سيغلبهما أي يقتلهما – لكن في الحقيقة أمام الله الذي يموت شهيداً هو الغالب الحقيقي وليس القاتل (رؤيا 15: 2).
في (ص 12) نرى المرأة تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد الابن الذكر العتيد أن يرعى جميع الأمم بعصاً من حديد أي المسيح (مزمور 2: 7 – 12) والمرأة هي الأمة الإسرائيلية التي أعدها لكي يأتي منها المسيح حسب الجسد كما قيل عن اليهود "ومنهم المسيح حسب الجسد" (رومية 9: 5) ومن سبط يهوذا على وجه التحديد (رؤيا 5: 5) والمخاض والأوجاع هي التأديبات التي أوقعها الله على الأمّة لأنه اختارها دون بقية الأمم لكي تكون "خاصته" (خروج 19: 4، 5) ويقول الرب لهم بفم عاموس النبي (ص 3: 2) "إياكم فقط عرفت من جميع قبائل الأرض لذلك أعاقبكم على جميع ذنوبكم" وهنا نرى طرح الشيطان إلى الأرض في منتصف الأسبوع وبه غضب عظيم. وسوف يركّز الشيطان اضطهاده على البقية اليهودية المؤمنة المعبّر عنهم بالقول "ذهب ليصنع حرباً مع باقي نسلها" (ص 12: 7) – وكلمة باقي هي نفسها كلمة "بقية" وهي التي يتكلم عنها بولس الرسول في (رومية 9: 27) "و إشعياء يصرخ من جهة إسرائيل وأن كان عدد بني إسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص – لأن الأغلبية التي كرمل البحر سترتد وراء نبيهم الكذاب (الوحش الطالع من الأرض) ولكن البقية التي ستخلص ستكون هي إسرائيل الحقيقي التي قيل عنها "وهكذا سيخلص جميع إسرائيل" (رومية 11: 26) ثم يقتبس بولس ما جاء في (إشعياء 1: 9) "لولا أن رب الجنود أبقي لنا بقية صغيرة لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة" لقد أبيدت سدوم و عمورة وليس لهما بقية.
والعجيب في هؤلاء السبتيين الأدفنتست أنهم يعتبرون أنفسهم أنهم هم المقصودون "بباقي نسلها" (ع 17) {كتابهم مأساة العصور صفحة 636} مع أنه كما سبق الكلام أن هؤلاء يهود وليسوا مسيحيين – أن كل البركات الخاصة بالبقية اليهودية في الأيام الأخيرة نسبوها لأنفسهم لهم وحدهم دون جميع الطوائف المسيحية أي أنهم يصممون على ارتداء هذا الثوب الذي يناسبهم دون غيرهم أي تلك الصفة التي سبق أن أنبأ عنها الوحي النبوي في (رؤيا 3: 9) "يقولون أهم يهود (والحقيقة أنهم ) ليسوا يهوداً بل يكذبون".
في (ص 13) نرى الوحش الطالع من البحر (الأمم ) هو نفسه المعبّر عنه بالقرن الصغير في (دانيال ص 7) رأس الدولة الرومانية في صورتها الأخيرة. والذي سيكون زعيماً للدول الأوربية الغربية العشر المتحدة. وفي نفس الوقت يتحالف مع النبي الكذاب رئيس الدولة اليهودية (الوحش الطالع من الأرض) الذي سيدّعى أنه هو المسيح. ويجلس في هيكل أورشليم بهذه الصفة وسيسجد له كل اليهود غير المؤمنين.
بعد ذلك نرى الدينونات التي ستنصب على العالم الذي يدعي مع الأسف "العالم المسيحي" والذي ليس هو إلا مسيحية مرتدة عن المسيح.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024