17 - 05 - 2012, 10:44 AM | رقم المشاركة : ( 71 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضاً» (فيلبي4:2) إن الكلمة الرئيسية في فيلبي الأصحاح الثاني هي «لآخرين». لقد عاش الرَّب يسوع من أجل الآخرين، وبولس عاش من أجل الآخرين، وتيموثاوس عاش من أجل الآخرين وأبفراس عاش من أجل الآخرين، ونحن أيضاً ينبغي أن نعيش من أجل الآخرين. لقد طُلب منا أن نفعل هذا ليس فقط لأنه العمل الصحيح بل لأن هذا يؤول لخيرنا أيضاً، فإذا كان العيش لأجل الآخرين مُكلِفاً، فإن الثمن سيكون أفدَح إن لم نقم بذلك. إن مجتمعنا حافلٌ بالناس الذين يعيشون فقط لأجل مصالحهم الشخصية بدل أن يشغلوا أنفسهم بخدمة الآخرين، يجلسون في بيوتهم بكآبة، ويفكّرون في كل ألم وكل وجع وسرعان ما يتبيّن أنهم مصابون بوسواس المرض، وفي وحدتهم يشتكون بأن لا أحد يَهتمُ بهم فيقعون فريسة للشفقة على ذواتهم. وكلما فكّروا بأنفسهم أكثر كلما زادت كآبتهم وتصبح حياتهم متجهة نحو رعب مظلم فيتوجهون إلى الطبيب ويبدأون بابتلاع كميّات من الأدوية التي لا يمكنها علاج مشكلة التركيز على الذات، ومن ثم يبدأون بزيارة الطبيب النفسي ليجدوا بعض الراحة لضجرهم وتعبهم من الحياة. إن أفضل علاج لمثل هؤلاء الناس هو حياة الخدمة للآخرين، فهناك أشخاص يقبعون في البيت ويحتاجون لزيارة، ويوجد مواطنون مسنون بحاجة إلى أصدقاء، كما ويوجد مستشفيات ترحِّب بمساعدة متطوّعين، ثم هنالك أناس يفرحون لإستلام رسالة أو بطاقة، ويوجد مُرسلون يرحبون بأخبار من الوطن، ثم هنالك نفوس بحاجة للخلاص ومؤمنون بحاجة للتعليم. باختصار، لا يوجد أي عذر لأي شخص ليكون ضجراً، فهناك ما يكفي من العمل لملء حياة كل شخص بنشاطات مثمرة، وفي عملية الحياة ذاتها لأجل الآخرين نحن نوسِّع دائرة الأصدقاء ونجعل حياتنا أكثر متعة ونجد إكتفاء ورضى. لقد قال ب.م. دِرهام، «القلب المليء شفقة للآخرين قلّما ينغمس في أحزانه أو يتسمّم بالشفقة على ذاته». نعم، الآخرين يا ربّ الآخرين ليت شعاري يكون الآخرين ساعدني لأحيا لأجل الآخرين لكيما أحيا مثلك. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:46 AM | رقم المشاركة : ( 72 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«إِلْعَنُوا مِيرُوزَ قَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ. إلْعَنُوا سَاكِنِيهَا لَعْناً, لأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا لِمَعُونَةِ الرَّبِّ, مَعُونَةِ الرَّبِّ بَيْنَ الْجَبَابِرَةِ» (قضاة 23:5). إن ترنيمة دبورة تُكرر اللعنة على ميروز لأن سكانها وقفوا في الحِياد بينما كان جيش إسرائيل منخرطاً في قتال الكنعانيين، وسبط رأوبين أيضاً نالهم التحقير، لقد كانت نواياهم حسنة لكنهم لم يغادروا حظائر غنمهم، أما جلعاد وآشير ودان فقد ذُكروا بالإحتقار لعدم تدخُّلهم. قال دانتي؛ «أحمى الأماكن في الجحيم محجوزة للذين يحافظون على الحياد في زمن الأزمات الأخلاقية». ترددت نفس المشاعر في سِفر الأمثال حيث نقرأ؛ «أَنْقِذِ الْمُنْقَادِينَ إِلَى الْمَوْتِ وَالْمَمْدُودِينَ لِلْقَتْلِ. لاَ تَمْتَنِعْ. إِنْ قُلْتَ: «هُوَذَا لَمْ نَعْرِفْ هَذَا» أَفَلاَ يَفْهَمُ وَازِنُ الْقُلُوبِ وَحَافِظُ نَفْسِكَ أَلاَ يَعْلَمُ؟ فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ» (أمثال24: 11-12). علَّق كيندر؛ «إنه الراعي الأجير وليس الحقيقي، من يترجى ظروفاً سيئة، مهاماًّ ميئوس منها، وجهالة مغفورة؛ فالمحبة لا يمكن إسكاتها بصمت ولا محبة ﷲ كذلك». ماذا نعمل لو اجتاحت بلادنا موجة من اللّاسامية، وسيق اليهود إلى غرف الغاز، والأفران؟ فهل نخاطر بحياتنا لكي نمنحهم اللجوء؟ أو إذا إضطُهد بعض من إخوتنا المسيحيين واعتُبر إيوائهم جريمة كبرى، فهل نرحب بهم في بيوتنا؟ ماذا نفعل؟ لنأخذ مثالاً أقلُّ قساوة لكنه أكثر عصريةً، لنفترض أنك كنت مديراً لمنظمة مسيحية حيث يتم الضغط على أحد الموظفين الأوفياء ليُرضي مديراً آخر يتمتّع بثروة مالية وذو تأثير، عندما يتم الإدلاء الأخير في التصويت، هل ستبقى هادئاً وتلزم الصمت؟ لنفرض أننا كنا في السنهدريم عند محاكمة يسوع، أو عند الصليب عندما صُلب، فهل كنا سنقف على الحياد أم كنا سنقف إلى جانبه ونؤيّده؟ «السكوت ليس دائماً من ذهب، في بعض الأحيان يكون فقط لونه أصفر». |
||||
17 - 05 - 2012, 10:47 AM | رقم المشاركة : ( 73 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«يا أبي، أخطأتُ. «(لوقا 21:15) بعد أن عاد الإبن الضالّ تائباً ركض والده لملاقاته، وقع على عنقه وقبّله. إنه ليس جيداً مَنح المغفرة قبل التوبة أوّلاً، فالمبدأ الكتابي هو «إِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ» (لوقا3:17). ليس هناك أي ذِكِر إن كان الأب قد أرسل معونة للإبن الضال طالما كان في البلاد البعيدة، ففي الواقع لو عمل هذا لاعتُبر عرقلة لعمل ﷲ في حياة المتمرّد. لقد كان هدف الرَّب أن يَصِلَ بالعاصي حتى تبلغ الأزمة أقصاها، فقد كان يعلم بأَنّ الإبن سيصل إلى قرارة نفسه، وأنه لن يرفع بصره قبل أن يتردّى أوّلاً إلى الحضيض، وكلّما أسرع في التّردي إلى الأسفل كان إستعداده للإنكسار أسرع، لهذا كان على الوالد أن يُسلّم أمر إبنه للرَّب وينتظر حتى تستفحل الأزمة. هذا أحد أصعب الأعمال التي تُلقى على كاهل والدين وخاصة الأمهات، إن الميل الطبيعي هو أن نَكفل الإبن أو الإبنة العاصي/ية من كل خطر يرسله ﷲ في طريقهما، لكن كل ما يفعله هذين الوالدين هو إعاقة الرَّب عن قصده وإطالة فترة الألم لمحبوبهما. قال سبيرجن مرّة، «إن المحبة الحقيقية لأولئك الذين يخطئون هي بأن لا نصادق على خطأهم بل نحافظ على الولاء للمسيح في كل شيء». إنها ليست محبة السماح للشخص بالإنغماس في شروره، بل إن المحبة بالحريّ تترك الشخص إلى الرَّب والصلاة، «يا رب أعِده مهما يكن الثمن». إن أحد الأخطاء التي ارتكبها داود كانت إعادة أبشالوم قبل أن يتوب، ولم يمر وقت طويل حتى بدأ أبشالوم يكسَب قلوب الناس ويتآمر للثورة ضد أبيه، وأخيراً طرد والده من أورشليم ومُسِحَ ملكاً بدله، وحتى عندما خرج على رأس جيشه ليقضي على داود، أمر الأخير رجاله ألاّ يقتلوا أبشالوم عند مواجهته، لكن تفكير يوآب كان أفضل فقام بقتل أبشالوم. إن الوالدين اللذين يكونان مستعدين ليتحمّلا مراقبة كيف يسحق ﷲ إبنهما أو إبنتهما حتى حظيرة الخنازير، يوفّران على أنفسهما حزناً أعظم. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:48 AM | رقم المشاركة : ( 74 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ يَحْمَدُكَ. بَقِيَّةُ الْغَضَبِ تَتَمَنْطَقُ بِهَا» (مزمور10:76) إن إحدى ميزات تاريخ البشرية العجيب هي الطريقة التي يجعل ﷲ بها غضب الإنسان يحمدهُ، فمنذ السقوط والإنسان يهُزَّ قبضته ضد ﷲ وضد أخيه الإنسان وحتى ضد نفسه، وبدل أن يحكم ﷲ في الحال على غضب كهذا فإنه يترك ذلك العمل لنفسه ويتحكم به لأجل مجده ولبركة شعبه. لقد قامت مجموعة من الرجال بوضع خطة شريرة ضدَّ أخيهم، فباعوه لقافلة من البدو الذين أخذوه إلى مصر، فرفّعَه ﷲ ليكون ثانياً في السلطة ومخلّصاً لشعبه، وذَكَّر يوسف إخوته لاحقاً بقوله: «انْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّا أمَّا ﷲُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْراً» (تكوين20:50). لقد أدّى غضب هامان ضدَّ اليهود إلى تدمير نفسه وترفيع من أراد إهلاكهم. رُمِيَ ثلاثة فتيان عبرانيّين في أتون نار حامٍية لدرجة أنه حتى أحرق الذين رموهم فيه، لكن الفتيان العبرانيين خرجوا دون أذى وحتى رائحة الدخان لم تعلق عليهم. فأصدر عندئذٍ الملك الوثني أمراً بقتل كل من يقول كلمة ضد إله اليهود. لقد أُلقيَ دانيال في جُب الأسود لأنه صلّى لإله السماء، لكن خلاصه العجيب سبب في صدور تشريعٍ آخر بواسطة حاكمه الوثني طالباً الإنتقام واحترام إله دانيال. لنأتِ لعصر العهد الجديد، فإن إضطهاد الكنيسة سبَّب إنتشاراً سريعاً للبشارة، فإن إستشهاد إستفانوس حمل في طياته بذرة إيمان بولس، ثم أن سَجن بولس أنتج أربع رسائل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الكتاب المقدس. ولاحقاً عندما ذُرَّ رماد جثمان جان هوس في النهر، فكل مكان جرى اليه النهر تبعه الإنجيل بعد وقت قصير. مزّق الناس الكتاب المقدس ورموه للرياح، لكن أحداً ما التقط ورقة منه عشوائياً فقرأها وخَلُص خلاصاً مجيداً. إن الناس يستهزأون بما يتعلق وتعليم المجيء الثاني للمسيح، وبهذا يتمّمون النبوءة القائلة بظهور المستهزئين في آخر الأيام (بطرس الثانية3:4،3). وهكذا فإن ﷲ يجعل غضب الإنسان يسبِّحه ومن لا يمجّده يُكبَح. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:49 AM | رقم المشاركة : ( 75 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«قَدْ أَحْسَنْتَ بِكَوْنِهِ فِي قَلْبِكَ». (الملوك الأول18:8) كانت إحدى أعظم رغبات قلب داود بناء هيكل للرَّب في أورشليم، فأرسل الرّب كلمة بأنه سوف لا يُسمح له ببناء الهيكل لأنه كان رجل حرب، لكن الرَّب أضاف هذه الكلمات الهامة، «قَدْ أَحْسَنْتَ بِكَوْنِهِ فِي قَلْبِكَ»، ويبدو واضحاً من هذا أن ﷲ يَحسُب الرغبة في العمل عندما نكون غير قادرين على تنفيذ رغباتنا لأجله. إن هذا لا ينطبق في حالة أنّ فشلَنا في التنفيذ يرجع إلى مماطلة أو تقاعس عن العمل، فالرغبة هنا لم تكن لتكفي، وكما قيل فإن شوارع الجحيم مرصوفة بالنوايا الحسنة. لكن هنالك مناسبات عديدة في الحياة المسيحية عندما نريد أن نعمل شيئاً لنرضي به الرَّبّ، تحول دونه ظروف خارجة عن إرادتنا. وعلى سبيل المثال، مؤمن حديث الإيمان يرغب في أن يعتمد لكن والديه غير المؤمنين يمنعانه عن ذلك، في هذه الحالة يحسب ﷲ عدم عمّاده كعُمّاد إلى أن يغادر البيت، عندها يستطيع إطاعة ﷲ إذ أصبح غير خاضع لمشيئة والديه. زوجة مسيحية ترغب في حضور جميع لقاءات الإجتماع المحلي، لكن زوجها السكير يُصرّ على بقائها في البيت، هنا الرَّب يكافؤها على إطاعة زوجها وعلى رغبتها في الإجتماع مع الآخرين بإسمه. إحدى الأخوات المسنّات بَكت عندما رأت غيرها يقدّمون الطعام في مؤتمر كتابي، لقد كانت هذه فرحتها العظمى لسنوات عديدة عندما فعلت ذلك لكنها الآن غير قادرة جسدياً، بالنسبة لها ستنال مكافأة ثمينة لأجل دموعها بينما يقوم الآخرون بالخدمة. مَن يَعلم كم عدد اِلأشخاص الذين عرضوا أنفسهم للخدمة في حقول التبشير، لكنهم غير قادرين على السفر خارج مدينتهم؟ ﷲ يَعلم وسوف يُكافئ كل هذه الطموحات المقدّسة عند كرسي قضاء المسيح. إن هذا المبدأ ينطبق أيضاً على العطاء، يوجد هؤلاء الذين يستثمرون الآن مضحّين في عمل الرَّب ويتمنّون لو استطاعوا تقديم الأكثر، ففي الأيام القادمة سيُظهر السِّفر الإلهي أنهم قدموا أكثر. المرضى والمقعدون وطريحو الفراش والمسنّون لا يُحرمون من مراكز الشرف الأولى لأنهم لا يستطيعون أكثر «لا يديننا الرَّب برحمته بحسب إنجازاتنا فقط بل بحسب أحلامنا». |
||||
17 - 05 - 2012, 10:50 AM | رقم المشاركة : ( 76 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَلاَ أُصْعِدُ لِلرَّبِّ إِلَهِي مُحْرَقَاتٍ مَجَّانِيَّةً» (صموئيل الثاني24:24) عندما طُلِب من داود أن يقدّم ذبيحة محرقة في المكان حيث أَوقفَ الرَّب الوباء، تَبرَّع أرونة على التّو ببيدره وبثيران وحطب للنار، لكن داود أصَرَّ أن يشتري هذه الأشياء لأنه لم يُرد أن يقدّم للرَّب شيئاً لم يكلّفه ثمناً. نعرف أن الإيمان لا يكلف الإنسان المسيحي أي شيء، لكن ينبغي علينا أن نعرف أيضاً بأن حياة التلمذة الحقّة تكّلِّف كثيراً. «الديانة التي لا تكلّف شيئاً لا تساوي شيئاً». غالباً ما يتم تحديد مدى التزامنا بإعتبارات مثل الملاءمة والتكاليف والراحة. نعم سنذهب لإجتماع الصلاة إذا كنا غير متعبين، أو كنا لا نعاني من آلام في الرأس، نعم سنُعلِّم درساً من الكتاب المقدس ما دام لا يتعارض ونزهة نهاية الأسبوع في الجبال. نشعر بالإرتباك عندما نصلّي أمام الجمهور أو نعطي شهادتنا أو نبشِّر بالإنجيل لذلك نبقى صامتين، ولا نرغب في المساعدة مع طاقم الطوارئ خوفاً من إنتقال حشرات غير مرغوب فيها إلينا، نطرد أية فكرة للعمل في الحقل التبشيري فَزَعاً من الأفاعي والعناكب. غالباً ما يكون عطاؤنا عبارة عن بقشيش بدل أن يكون تضحية، فإننا نعطي ما لا نفتقده بتاتاً بعكس الأرملة التي أعطت كل مالها، ثم إن ضيافتنا تتوقف على مقدار التكلفة والملاءمة والفوضى المتسببة للبيت، بعكس رابح النفوس الذي قال أنّ كل سجادة في البيت عليها بُقعٌ من تقيّؤات سكارى، وعندما نضطجع على فراشنا الوثير لا نعود متيسرين لمن هم في إحتياج إلينا، بعكس الشيخ الذي كان مستعداً أن يُوقَظ في أي وقت لكي يقدِّم مساعدة روحية أو مادية. في كثير من الأحيان عندما يأتينا نداء المسيح نميل للسؤال «ماذا لي من هذا؟» أو «هل أربح شيئاً؟» لكن السؤال هو إلى حد ما: «هل هذه التقدمة مكلفةٌ حقاً؟» لقد قال أحدهم: «مِن المفضّل في الحياة الروحية أن تكلفنا الأمور من أن يُدفَع لنا». عندما نفكر بما كلَّف المخلص لفدائنا نرى أنه مردود قليل لنتراجع عن إستعدادنا لدفع التكلفة والتضحية من أجله. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:51 AM | رقم المشاركة : ( 77 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَلَكِنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ» (أفسس7:4) ينبغي علينا أن نتذكّر دائماً أنه كلما كان الرَّب يقول لنا أن نفعل شيئاً فهو يعطينا القوة اللازمة، فجميع أوامره تشتمل تمكينه لنا حتى ولو كانت ضرباً من المستحيل. قال يثرون لموسى، «إِنْ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ وَأَوْصَاكَ ﷲُ تَسْتَطِيعُ الْقِيَامَ» (خروج23:18). «إن المبدأ هو أنّ ﷲ يتحمّل كل المسؤولية ليمنح القّوة لخادمه ليُتمّم كلَّ مهمّة عيَّنه لأجلها» (ج.أو. ساندرز). لقد التقى الرَّب يسوع خلال خدمته مع مشلولين على الأقل (متى6:9، يوحنا9:5). وفي كلتا المناسبتين قال لكل منهما أن يقوم ويحمل سريره، وبينما مارسا إرادتيهما لإطاعته تدفقت الطاقة في أطرافهما العاجزة. لقد أدرك بطرس أنه إذا دعاه الرَّب يسوع ليمشي على الماء فسيتمكن من المشي على الماء، وحالما قال يسوع «تعال» نزل بطرس من السفينة ومشى على الماء. كان من المشكوك فيه أن يستطيع الرجل ذو اليد اليابسة أن يمدّ يده، إلا أنه عندما قال له ربُنا أن يقوم بذلك فعل وعادت يده سليمة. إن فكرة إطعام الخمسة آلاف بقليل من الأرغفة والسمك كانت غير واردة على الإطلاق، ولكن عندما قال يسوع للتلاميذ «أعطوهم ليأكلوا» إختفى المستحيل. كان لعازر قد وُضِع في القبر منذ أربعة أياّم، ولكن عندما ناداه يسوع «لعازر، هلمّ خارجاً» صاحَبت الأمر القوة اللازمة، فقام لعازر وخرج. علينا أن نطاِلب بهذه الحقيقة، فعندما يقودنا ﷲ يجب ألاّ نتهرَّب بإدعاء أننا لا نستطيع القيام بالعمل، فإن هو دعانا للقيام بشيء فهو سيزوِّدنا بالقدرة على ذلك. لقد قيل: «لن تقودك مشيئة ﷲ إلى حيث لا تُساندك نعمته»، ومن الصحيح أيضاً أنه عندما يطلب ﷲ شيئاً، فهو الذي يدفع ثمن ما طلبه، فإذا كنا متأكدّين من قيادته فيجب أن لا نقلق بشأن المال، فهو سيُدّبِِّر. إن الإله الذي شقّ البحر الأحمر ونهر الأردن كيما يعبر شعبه، هو نفسه اليوم. وهو لا يزال يعمل كي يزيل المستحيلات عندما يطيعه شعبه، وهو لا يزال يعطي النعمة اللازمة لكل ما يأمرنا به. إنه لا يزال يعمل فينا لنريد ونفعل مَسَرّة مشيئته. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:53 AM | رقم المشاركة : ( 78 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ» (تكوين1:1) لو أننا فصلنا الكلمات الأربع الأولى من تكوين 1:1 عن باقي العدد، فإنها ستُشكِّل نوعاً من شعار لحياتنا جميعاً، يقول؛ «أوّلاً ﷲ». نجد هذا الشعار قد إقتُرح في الوصية الأولى؛ «لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي» (تكوين02:3)، فلا أحد ولا شيء ينبغي أن يأخذ مكان الإله الحي الحقيقي. نتعلَّم هذا الدرس من قصة إيليا والأرملة التي كان لديها ما يكفي من الدقيق والزيت لعمل رغيف أخير لها ولإبنها (ملوك الأول12:17). ومما يدعو إلى الدهشة أن قال لها إيليا: «إعْمَلِي لِي مِنْهَا كَعْكَةً صَغِيرَةً أَوَّلاً»، مع أن هذا يبدو أنانية لكنه لم يكن كذلك، كان إيليا يُمثلّ ﷲ، فكأنه يقول؛ «ضعي ﷲ أوّلاً ولن يخيب ظنكّ بأن يزوّدك بكل ضروريات الحياة». لقد علَّم الرَّب يسوع نفس الشيء بعد قرون في الموعظة على الجبل حيث قال: «لَكِنِ أطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرهُ وَهَذهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ» (متى33:6). إن الأولوية المركزية في الحياة هي ملكوت ﷲ وبرُّه. لقد أكَّدَ المخلِّص مجدداً مطالبته السابقة، في لوقا26:14، «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَإمْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً»، لذا فيجب أن يكون للمسيح المكانة الأولى. لكن كيف نضع ﷲ في المرتبة الأولى؟ فإنه لدينا عائلة لنهتم بها، وعندنا وظيفتنا المدنية لنفتكر بها، ثم عندنا العديد من الواجبات التي تصرخ كلها لتأخذ أوقاتنا ومواردنا. يمكننا أن نضع ﷲ في المرتبة الأولى بأن نحبّه محبة بحيث تَظهَر كل محبة أخرى وكأنها كراهية بالمقارنة بها، بأن نستخدم كل شيء مادي كوكالة منه، متمسّكين فقط بالأشياء التي يُمكن إستخدامها فيما يتعلّق بملكوته، وبإعطاء الأولوية لأمور ذات نتائج أبدية، متذكّرين أنه حتى الأشياء الجيدة في بعض الأحيان تكون عدواً للأفضل. إن مصلحة الإنسان الأولى تكمن في علاقته الصحيحة مع ﷲ، فالعلاقة الصحيحة هي عندما يُعطى ﷲ المكانة الأولى، وحتى عندما يضع الإنسان ﷲ في المرتبة الأولى، إلاّ أنه سيواجه بعض المشاكل ويجد الإكتفاء في هذه الحياة، لكن عندما يضع ﷲ في المرتبة الثانية، فسوف لا يحصل إلاّ على المشاكل وبؤس العيش. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:54 AM | رقم المشاركة : ( 79 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَمَاذَا لَكَ؟ اتْبَعْنِي أَنْتَ» (يوحنا23:21) لقد قال الرَّب يسوع لتوه لبطرس أنه سوف يعيش ليصبح شيخاً، ثم يموت شهيداً، في الحال نظر بطرس إلى يوحنا وتساءل بصوت مرتفع إن كان يوحنا سينال معاملة أفضل، فكان جواب الرَّب: «فَمَاذَا لَكَ؟ إتْبَعْنِي أَنْتَ». إن موقف بطرس هذا يذكِّرنا بكلمات داغ همرشولد، «على الرغم من كل شيء، فإنه بسبب مرارتك عندما ترى الآخرين يتمتعّون مما حُرمت أنت منه، فستكون دائماً مستعداً لثورة غضب، وفي أحسن الأحوال فإنها قد تظلُّ كامنة لبضعة أيام مشرقة، ومع ذلك، وحتى في هذا الحال الذي يرثى له، فإنها لا تزال تعبيراً عن مرارة الموت الحقيقية، الحقيقة التي يُستشفُّ منها أنه يُسمح للآخرين بالإستمرار في الحياة». فإذا كنا نقبل كلمات الرَّب في قلوبنا فإنها تَحُلّ مشاكل عديدة بين المسيحيين. من السهل الشعور بالإستياء عندما نرى الآخرين ناجحين أكثر منّا، حيث يَسمَح لهم الرَّب بإمتلاك بيت جديد، سيارة جديدة، أو بيت ريفي على شاطئ البحيرة. نرى الآخرين ممن هم أقل منّا تقوى يتمتعون بصحة جيدة بينما نحن نعاني من مرضٍ أو إثنين من الأمراض المزمنة. يتمتّع أولاد العائلة الأخرى بالظرافة ويتميزون في الرياضة والتعليم، بينما أولادنا عاديون مثل حديقة متنوعة. نرى مؤمنين آخرين يقومون بأعمال لا نملك الحرية لكي نعملها، حتى لو لم تكن هذه الأعمال شريرة، فنشعر بالإمتعاض من حريتّهم. من المحزن القول أن هناك حسداً معيَّناً بين الخدّام المؤمنين، يشعر أحد الوُعاظ بالإهانة لأن لآخَرٍ شعبية أكثر منه وله أصدقاء ومحترم أكثر في نظر الجمهور، وغيره منزعج لأن زميله يستعمل أساليب لا يوافق عليها. لجميع هذه المواقف غير اللائقة، تأتي كلمات الرَّب بقوة ضاربة؛ «فَمَاذَا لَكَ؟ إتْبَعْنِي أَنْتَ». ليس من شأننا كيف يتعامل الرَّب مع المؤمنين الآخرين، فمسؤوليتّنا أن نتبعه في أي طريق أشار لنا إليها. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:54 AM | رقم المشاركة : ( 80 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ» (يوحنا8:3) إن روح ﷲ ذات سيادة، يتحرّك كما يشاء، فنحاول نحن أن نصبّه في قالبنا الخاص، لكن محاولاتنا تفشل دائماً. إن معظم تشبيهات الروح القدس هي؛ سوائل، ريح، نار، زيت وماء، ربما نحاول الإمساك بهذه الأشياء في أيدينا، لكن كأنها تقول «لا تحجِزني». إن الروح القدس لن يفعل أي شيء خطأ من الناحية الأخلاقية، ولكنه في مجالات أخرى يحتفظ لنفسه بِحقّ العمل بطرق إستثنائية وغير تقليدية، فعلى سبيل المثال: في حين أنه صحيح أن ﷲ قد أعطى الرجل أن يكون رأساً، فلا يمكننا القول أن الروح القدس لا يمكنه أن يُقيمَ دبّورة لتقود شعب ﷲ، لو شاء ذلك. ففي أيام الإنحطاط، يسمح الروح القدس بسلوك عادة ما يكون ممنوعاً، وهكذا فقد سُمح لداود ورجاله بأن يأكلوا من خبز الوجوه الذي كان محفوظاً للكهنة فقط، وكذلك تم تبرير عمل التلاميذ بقطفهم السنابل في يوم السبت. يقول الناس أنه يوجد أسلوب محدد ومتوقَّع للتبشير في سفر أعمال الرسل، لكن الأسلوب الوحيد الذي يمكنني رؤيته هو سيادة الروح القدس. إن الرسل وغيرهم لم يتبعوا كتاباً مُعيَّناً، بل تبعوا إرشاده الذي كان في معظم الأحيان مُغايراً تماماً عما كان يمليه الحِسّ السليم. وعلى سبيل المثال، نرى الروح يقود فيلبس ليترُك إنتعاشاً ناجحاً في السامرة كي يشهد لوزير الحبشة الوحيد على طريق غزة. يجب أن نَحتَرس في أيامنا هذه من الإملاء على الروح القدس بما يُمكن أو لا يُمكن عمله، نَعلَم أنه لن يفعل أي شيء خطأ، لكن يمكن في مجالات أخرى الإعتماد عليه في أن يفعل ما هو غير عادي. إنه لا يقتصر على مجموعة معينة من الأساليب، وهو غير ملتزم بطرقنا التقليدية في عمل الأشياء، لديه طريقته الخاصة للإحتجاج على الشكليّات والتقاليد والسُبات الروحي بإقامة حركات جديدة بقوة مُنعشة، لذا يجب أن نكون منفتحين لعمل سيادة الروح القدس، ولا ننزوي جانباً نوجِّه سهام النقد. |
||||
|