26 - 07 - 2016, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 71 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
يمكن تفسير هذا كالآتي: إذا كنتِ، أيتها النفس قد نظرت جميع الوصايا وتطلعتِ عقليًا من خلال شبابيك الآنبياء على الأشعة الساقطة عليك، فلا تهربي بعد ذلك إلى ظل الحائط، لأنها تكون فقط ظلاً للخير الذي يحل في المستقبل، فهي إذن لا توفر صورة صادقة للحقيقة. فلابد أن تعبر من الحائط إلى الصخرة القريبة منها. والصخرة قريبة من الحائط لأن الوصايا كانت الحائط الذي حفظ الإيمان بالإنجيل، وتعاليم الوصايا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتعاليم الإنجيل. مثال: لا تزن ولا تشتِه ولا تتنجس بالقتل، ولا تنجس قلبك بالغضب. ولما كان ملجأ الصخرة يقع قريبًا من الحائط فالمسافة بين الحائط والصخرة قصيرة. ويحدث تطهير من الخطية في كل من الحائط والصخرة، فيوجد خروف في كل منهما ودم وعبور، وهكذا في كل شيء آخر يتعلق بالحائط والصخرة لأنهما مرتبطان ببعضهما. إلا أن الصخرة روحية بينما الحائط أرضي، لأنه مصنوع من الطين الأرضي. وعلى الجانب الآخر لا يوجد بصخرة الإنجيل طين لحمي في تعليمها. يُختَن الرجل ولكنه يظل كاملاً ولا يعاني ضررُا في جسمه. ويحفظ السبت في عدم الوقوع في الخطية ولا يتوقف عن عمل الخير لأنه تعلَّم: “أن الوصايا تحُضّ على عمل الخير في السبت” (مت 12:12) مثل هذا الرجل يتناول طعامه دون الامتناع عن بعض الآنواع، ولكنه لا يمس أي شيء نجس أو غير نظيف. لقد تعلم بواسطة الصخرة: “أن كل ما يدخل الفم لا ينجس الإنسان” (مت 15: 17). يرفض الصخرة كل الملاحظات الجسدية للوصايا ويتسأمي بمعاني الكلمات إلى الدائرة الروحية والعقلية. وكما قال بولس عن: “الوصية الروحية” (رو 7: 14). لأن الشخص الذي يرفض الوصية يأتي إلى “ملجأ الصخرة” إلى الإنجيل، وهو قريب من الحائط المادي. |
||||
26 - 07 - 2016, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 72 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
نادى الكلمة بهذه التعاليم من خلال الشبابيك إلى عروسه، وهي الحمامة، استجابت له بجمال، لأنها استنارت بشعاع الفهم وتعرفت على الصخرة وهو المسيح. وهو يقول: “أريني وجهك، اسمعيني صوتك لأن صوتك لطيف ووجهك جميل” [ع14]. يمكن تفسير معنى هذه الآية كالآتي: لا تكلمني من الآن فصاعدًا برموز الآنبياء والوصايا. وحتى أراك اِظهر لي نفسك حتى آتي إلى داخل الصخرة، الإنجيل، وأترك خلفي حائط الوصايا. وحتى أسمعك اِجعل صوتك يرن في أذني. فإذا كان صوتك حلوًا جدًا من خلال شبابيك الآنبياء، فكم تكون رؤية وجهك الجميل مُجْلِبةً للحب والسعادة؟ فهمت العروس السر في صخرة الإنجيل التي قادها إليها الكلمة بطُرق عديدة ومختلفة (عب 1: 11). بينما كان عند الشبابيك. والآن ترغب العروس في ظهوره في الجسد، حتى يمكن رؤية الله في الجسد ويتكلم عن الوعود الإلهية للسعادة الأبدية لكل من يستحقها. لاحظ توافق كلمات سمعان مع رغبة العروس: “الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام، لأن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك” (لو 2: 29-30). رأى سمعان مثل ما أرادت العروس أن ترى. وهؤلاء الذين اِستقبلوا صوت المسيح الحلو تعرفوا على نعمة الإنجيل وصرخوا: “فأجابه سمعان بطرس: يا رب إلى من نذهب. كلام الحياة الأبدية عندك” (يو 6: 68). اِلتمست العروس أن ترى العريس النقي الذي وافق، لذلك فسوف يُظِهر نفسه علانية. ويحفِّز العريس الصيادين لكي يصطادوا الثعالب حتى لا يتلفوا أشجار العنب: “خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المُفسِدة الكروم لأن كرومنا قد أقلعت” [ع15]. سوف يزدهر ثمر العنب إذا ما أزيلت الثعالب التي تتلفها… امسك الثعالب الصغيرة التي تتلف كرم العنب لأن كرمنا يعطي عنبًا طريًا. |
||||
26 - 07 - 2016, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 73 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
من الممكن أن نحترم نبل هذه الأفكار. ولنَرَ ما هو العجب في العظة الإلهية التي تحتويها النص؟ ما هو تأثير القوة الإلهية في معنى النص؟ يتكلم النشيد عن هذا القائل، “ماذا يعطيك وماذا يريد لك لسان الغش”، ويقول عنه النبي: “سهام جبار مسنون مع جمر الرتَم” (مز 120: 4). ويقول أيضًا: “يكمن في المُخْتَفي كأسد في عَرِّيسه” (مز 10: 9). هو حية عظيمة، ضَلَّت وعصت الله، جهنم بفمه مفتوحة هو حاكم قوي الظلمة وله سلطان الموت. كما تصفه النبوءات الكثيرة بصفات أخرى، فلقد حطم الحدود بين الأمم التي كانت مستقرة حسب أمر الله القوى العالي (تث 32: 8)، وذلك بين ملائكة عديدين. وهو يقبض على العالم كما يمسك شخص بعُشّ طائر، ويخطفها بعيدًا كالبيض من عشه. وقال أنه سوف يضع عرشه فوق السحب ويصبح مثل القوي العالي. يقول عنه كتاب أيوب أنه مرعب ومخيف (أي 40: 18، 41: 7)، عظامه نحاس وأطرافه قضبان حديد وأحشاؤه حجارة صلبة أتثخن جلده بالحراب، ورأسه بأسنة الرمح. يذكر الكتاب هذا وغيرها. هذا هو الرئيس القوي لقوى الشر. ولكن ماذا تقول القوة الحقيقية الوحيدة عنه؟ أنه ثعلب صغير وسوف يصغر ويُستهزئ بكل من هو مع الشيطان وأعوانه جميعهم. ويناديهم الله بنفس الاسم ويحفز الصيادين ضدهم. وقد يكون الصيادون هم قوى الملائكة الذين يرافقون الله عندما يظهر على الأرض. فيذهبون مع ملك العظمة والنعمة ويُظهرونه إلى من لا يعرفونه. من هو ملك المجد؟ “الرب القدير الجبار، الرب الجبار في القتال” (مز 24: 8) وقد يكون هؤلاء الصيادون “أرواحًا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص” (عب 1: 14)، أو قد يكونوا الرسل الأطهار أُرسِلوا لكي يصطادون هؤلاء الوحوش” (مت 4: 19).
|
||||
26 - 07 - 2016, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 74 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
لأنهم لا يقدرون أن ينجزوا عملهم في اصطياد الرجال أو يمسكوا بالنفوس التي خلصت بشباك كلماتهم، إلا إذا أبعدوا هذه الوحوش من أماكن اختبائها، وينتزعوا هذه الثعالب الصغيرة من قلوب الرجال حيث يختبئون. وعندما تتوقف الثعالب الصغيرة عن الاختباء في قلوب الناس استعدادًا للخروج والقتال، يُوجد الرسل مكانًا لابن الإنسان حيث يسند رأسه لأنه يقول: “ليس له أين يسند رأسه” (مت 8: 20) يمكن أن نتعرف على مجد القوة الإلهية الذي لا يمكن التعبير عنه من الأوامر التي أعطيت حسب النص لأي من الصيادين. لأن الله لا يقول: اِصطاد الخنزير البري في الغابة والذي يخرب الكرم والربأ والخنزير البري الذي يعيش وحيدًا أو الأسد الثائر أو الحوت العظيم أو ثعبان الأعماق. سيوضح الكلمة لصياديه ما هي القوة التي يمتلكها الذين يقفون ضدنا بسرد أنواع الوحوش التي سبق ذكرها. وبدلاً من ذلك تقول أن جميع هذه القوى الأرضية التي نحارب ضدها مثل الرئاسات وأصحاب السيطرة، والقوى الكونية للظلمة، والأرواح الشريرة كلها هي “الثعالب الصغيرة”، وهي كائنات بائسة ومتشردة بالمقارنة بما عندكم من قوة. إذ انتصرتم على مثل هذه القوى، فإنكم ستحصلون على النعمة التي تكون لكم. ستبتدئ كرم طبيعتنا البشرية في حمل عناقيد العنب وزهور حياة الفضيلة. “أقبض على الثعالب الصغيرة التي تفسد كرم العنب لأن كرمنا ينتج عنبًا طريًا”.
|
||||
26 - 07 - 2016, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 75 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
سمع الكرام باِهتمام إلى الأوامر الإلهية مثل المرأة التي قال عنها داود، “امرأتك مثل كرمة مثمرة (مز 128: 3). أنها رأت نفسها بعيدة عن القوة المدمرة لهذه الوحوش بواسطة قوة من أمرها، وفي الحال وهبت نفسها لراعيها الذي أزال الحائط الحاجز. فلا يحجز حائط الوصايا الاِتحاد بينها وبين الواحد الذي ترغبه. وهي تقول: “أنا لحبيبي وحبيبي لي الراعي بين السَوْسن. إلى أن يفتح النهار، وتنهزم الظلال أرجع وأشبه يا حبيبي الظبيْ أو غفر الأيائل على الجبال المشبعة” [ع17]. أي أنها عرفته وجهًا لوجه، الواحد الذي يعيش منذ الأول، ومن أجل خلاصي جاء في صورة إنسان إني استريح فيه وأسكن. لأنه هو الراعي الصالح الذي يرعى غنمه ليس بالعُشب بل بالنرجس النقي. حقيقة إنهم لا يتغذون على العشب، فالعشب هو الغذاء الصحيح للحيوانات الغير عاقلة، ولكن الإنسان عاقل ويتغذَّى على الكلمة الحقيقي. أما إذا اكتفى الإنسان بالعشب، فسوف يتحول إلى عشب “كل جسد عشب وكل جماله كزهر الحقل” (إش 40: 6)، طالما هو جسد. أما إذا تحول الشخص إلى روح وولد من الروح، فلا يتغذى بعد ذلك على العشب بل يتغذى على الروح، التي ترمز إليها بنقاء النرجس ورائحته الزكية. وسيتحول إلى نرجسة نقية وعَطرة، فلقد تغيّر حسب المادة الطيبة التي يأكلها. هذا هو اليوم الذي أرسل فيه أشعته إلى الأرقام، وبالأحرى، أنه “استنشق إلى الأمام” لأن الصوت الإلهي يسمى هذا “زفيرًا” وهو اِنتشار الأشعة بواسطة الروح القدس. وبواسطة نوره تختفي ظلال الحياة. ويُسرع هؤلاء الذين لم تُضأ عيون نفوسهم بواسطة نور الحق، وراء تلك الظلال. وهم يعتبرون الظلال، الباطلة كأنها حقيقة بينما ينظرون إلى الحق على أنه غير موجود. ولكن هؤلاء الذين تغذوا على النرجس، أي الذين نمت وترعرعت نفوسهم على تغذية عطره ونقائه، قد خلَّصوا أنفسهم من كل مظاهر الظلال والخداع التي يسعى الناس إليها أثناء هذه الحياة. لقد أصبحوا أولاد النور والنهار، وسوف يتعرفون على المادة الحقيقية للأشياء. |
||||
26 - 07 - 2016, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 76 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
وترى العروس هذه الأشياء وتحفز الكلمة لكي يحقق لها آمالها: “إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال ارجع وأشبه يا حبيبي الظبيْ أو غُفر الأبائل على الجبال المشبعة” [ع17]. “شكله مثل غزال الذي يعرف أفكار الناس ويقرأ ما في قلوبهم. أبيد ابن الشر كما يحطم ذكر الغزال الصغير الحية. أنت ترى الجبال الفارغة لحياة الإنسان ومعظمها وِدْيانًا وليست قمم. “لذلك يجرى بسرعة على الجبال التي أصبحت وِدْيانًا، لأن من يرفع نفسه ضد الحق يصبح حفرة وليس جبلاً، شقًا عميقًا في الأرض وليس ارتفاعًا. ويقول إذا أسرعت في الجري على هذه؛ “كل وطاء يرتفع وكل جبل وأكمة ينخفض ويصير المعوج مستقيمًا والعراقيب سهلاً” (إش 40: 4). هذا ما تقوله النفس التي غذاها الكلمة ليس على الأشواك أو العشب، ولكن على عبيق النرجس الجيد للحياة النقية. ليتنا نحن أيضًا نمتلئ ونتغذى على مثل هذا النرجس بواسطة الكلمة، الذي له المجد والقوة إلى الآبد آمين. يتبع….. القديس غريغوريوس النيصي |
||||
26 - 07 - 2016, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 77 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
الفضيلة تنمو إلى أعلى وتنظر لما هو فوق
سفر نشيد الأنشاد كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتي بين البنات” [ع2]. إننا نرى تقدمًا عظيمًا في ارتفاع النفس، كانت الخطوة الأولى في الارتفاع هي مقارنة العروس بالخيل التي حطمت قوى المصريين. وكانت الخطوة الثانية عندما أصبحت العروس رفيقًا للعريس ومقارنة عيونها بالحمامة. وتتكون الخطوة الثالثة في تسمية العروس ليس كرفيق ولكن “بأخت” الرب. “كل من يعمل مشيئة أبي الذي في السموات، هو أخي وأختي وأمي” (مت 12: 50). فعندما تصبح النفس زهرة لا تجرحها التجارب الشائكة خلال تطورها إلى نرجسة، وتنسى الناس وبيت أبيها وتنظر إلى أبيها الحقيقي. لذلك تسمى أخت الابن لأنها حصلت على هذه العلاقة بواسطة روح التبني وابتعدت عن ملازمة بنات الآب الكاذب. وهكذا تصبح أكثر سموًا وتنظر إلى السر من خلال عيون الحمامة. وأعني بذلك أنها تعمل ذلك بواسطة روح النبوة. إنها ترى الآتي: “كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين” [ع3]. فإذا رأت العروس؟ يطلق الكتاب المقدس كلمة “غابة” على الناحية المادية من الحياة البشرية الممتلئة بكثير من الانفعالات. وهنا تعيش الحيوانات المخربة في داخل شقوقها. أنهم عاجزون في وضح النهار وتكمن قوتهم في الظلمة. وتخرج الحيوانات من مخابئها بعد غروب الشمس ومجيء الليل كما يقول النبي (مز 104: 20). لذلك فالحيوان الوحيد الذي يتغذى في الغابة الكثيفة قد دمر جمال الطبيعة البشرية. وكما يقول النبي: “يفسدها الخنزير من الوعر ويرعاها وحش البرية” (مز 79: 13). من أجل هذا نمت شجرة التفاح وسط الأشجار الكثيفة، ولأنها مصنوعة من الخشب فإن لها مادة تشبه الطبيعة البشرية وجربت بكل وسيلة حين كانت بلا خطية. (عب 4: 15). وتختلف شجرة التفاح عن غيرها من الأشجار لأنها تحمل فاكهة تعطي عذوبة للنفس وهذا يجعلها تختلف عن غيرها من الأشجار كاِختلاف النرجس عن الأشواك. |
||||
26 - 07 - 2016, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 78 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
يبهج النرجس حاستيّ النظر والشم، وعلى جانب الآخر تُفرِّح شجرة التفاح ثلاث حواس وهي: جميلة يُنظر إليها، ولها رائحة ذكية، وفاكهتها ذات طعم حلو. ترى العروس فرقًا بينها وبين سيدها لأنه بكونه نور، فهو مسرَّة لعيوننا، ورائحة ذكية لأنوفنا، وحياة لمن يأكله. يقول الكتاب: “هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما أكل آباؤكم المنّ وماتوا. من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد” (يو 6: 58)، تصير الطبيعة البشرية كاملة وتتحول إلى زهرة من خلال الفضيلة، إنها لا تزوِّد الراعي بالغذاء لكنها توفر زينة لنفسها. فهو ليس بحاجة إلى صلاحنا، ولكننا نحتاج إلى صلاحه. كما يقول النبي: “قلت للرب أنت سيدي. خيري لا شيء غيْرك” (مز 15: 2). لذلك تنظر النفس النقية إلى عريسها وهو على هيئة شجرة التفاح بين أشجار الغابة. وهي تبحث لكي تُطعم على نفسها؟ جميع أغصان الأشجار البرية بالغابة، وتُعدهم لكي يزهر والإنتاج ثمارًا مماثلة. لقد فهمنا أن البنات (الأشواك) هم أطفال الأب الكاذب، وأنهم نموا مع الزهرة واِرتقوا إلى جمال النرجس. هكذا عندما نسمع أننا نقارن الأشخاص بأشجار الغابة، فإننا نفهم أنهم لا يرمزون إلى أصدقاء العريس بل إلى أعدائه. جميعكم أبناء ظلمة وأبناء غضب ( 1تس 5:5). ولكن الله يغيِّرهم إلى أبناء النور والنهار من خلال الشركة مع الثمرة، لذلك تقول النفس التي تدربت حواسها: “وثمرته حلوة لحلقي” [ع3]. إن الثمر ما هو إلا تعاليم الله، كما يقول النبي: “كلماته حلوة لحلقي أكثر من الشهد لفمي” (مز 118: 103). “كالتفاح بين شجر الوعر…” [ع3]. تزداد حواس النفس حلاوة حسب كلمة العريس عندما تظللنا شجرة التفاح وتحمينا من لهيب الإغراء، وتمنع تأثير أشعة الشمس الحارقة على رءوسنا العارية. ولكن لا يمكن للنفس أن تنتعش في ظل شجرة الحياة إلاّ إذا كان عندها اشتياق ورغبة كبيرة، لذلك توجد الرغبة بداخلك لكي تخلق شعور جارف نحو شجرة التفاح، التي يتعاظم الاِستمتاع بها لمن يقتربون منها. فتنتعش العين برؤية جمال التفاح، وتستنشق الأنف رائحتها الذكية، ويتغذى منها الجسم، ويتمتع الفم بمذاقها الحلو، وتبتعد عنا حرارة الجو ويصبح ظلها مثل مقعد مريح لتجلس عليه النفس، بعد أن ترفض كرسي المرض الخطير (الخطية). |
||||
26 - 07 - 2016, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 79 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
ثم تقول العروس “ادخلي إلى بيت الخمر وعَلَمُه فوقي محبة. اِسند بأقراص الزبيب. انعشوني بالتفاح فإني مريضة حبا” [ع4]. آه كيف تشبَّه النفس بالحصان الذي يجري على الطريق المقدس. كيف تقفز وتجري في قفزات متجهة إلى ما يقع أمامها ولا ترجع إلى الخلف. وبالرغم من ذلك فهي لا زالت عطشانة. لقد أصبح عطشها شديدًا لدرجة أنها لم ترتوِ بكأس الحكمة. فلم يكف الكأس كله ليطفئ ظمأها. إنها تبحث لكي تذهب إلى بيت الخمر نفسه لتضع فمها على البرامي التي تخرج منها فقاقيع الخمر والكرمة التي غذَّت العناقيد، وأخيرًا لترى راعي الكرمة الحقيقية الذي اِهتم بالعناقيد وجعلها حلوة. ولا يلزم هنا أن نشرح بالتفصيل جميع هذه العناصر فالمعنى الرمزي لكل منها واضح. ترغب العروس أن تعرف السر الخاص بملابس العريس التي صار لونها أحمر نتيجة للمشي في معصرة العنب. ويقول النبي عن هذا السر: “ما بال لباسك مُحمَرّ وثيابك كدائس المعصرة” (إش 63: 2)؟ من أجل هذا وأسرار أخرى شبيهة به ترغب العروس أن تكون داخل البيت الذي يحوي سر الخمر. وبعدما دخلته، ابتدأت في القفز إلى أعلى لكي تصل إلى ما هو أعظم لأنها. كانت تبحث لكي تقع في الحب. وتبعا للقديس يوحنا، الله محبة (1 يو 4: 8). إن خضوع النفس لله هو الخلاص، كما يشير داود (مز 61: 2). “أدخلني إلى بيت الخمر وعَلَمُه فوقي محبة” [ع4]. تقول العروس ضع حبه فوقي إني خاضعة لحبه فكلا الجملتين لهما نفس المعنى. نتعلم هنا من العروس نظرية معرفة وهي حبنا الذي نقدمه لله ومعاملتنا للناس. يجب أن نعمل كل شيء بنظام خصوصًا ما يتعلق بالحب. فلو اِتبع قايين الترتيب الصحيح، أي لو أبقى ما احتاجه لنفسه ثم وهب الباقي لله (تك 4: 7). كان يجب على قايين أن يقدم المولود الأول من قطيعه، ولكنه أبقى لنفسه الأحسن وقدم الباقي لله. |
||||
26 - 07 - 2016, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 80 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر نشيد الأنشاد
إنه من المهم أن نعرف ما هو ترتيب الحب، والوصايا هي التي تقودنا، لذلك كيف يحب الشخص الله ثم الجار والزوجة والعدو لئلا يضيع الترتيب في ممارسة الحب ويتغير اتجاهه إلى عكس ما أريد له. يلزم أن تحب الله من كل القلب والروح والقوة والشعور والجار كنفسك (تث 6: 5). وإذا كان لنا نفوسًا نقية فيجب أن نُحب زوجاتنا كما أحب المسيح الكنيسة. وعلى جانب الآخر، إذا كنا خاضعين للانفعال، فيجب أن نحب زوجاتنا كما نحب أجسادنا كما يحثنا الرسول بولس المرجع في هذه الأمور (أف 5: 25). يجب أن لا نجازي أعداءنا شرًا بشر ولكن نجازي الظلم بالعمل الطيب. والآن نلاحظ أن الكثير من الناس تختلط عليهم الأمور ويمارسون الحب بلا ترتيب، فحبهم غير متزن وينقصه الاتجاه الصحيح. فيحبون المال والشهرة والنساء – بعض الأحيان بانفعال – بكل أرواحهم وقوتهم. ويظهرون أنهم قد يضحون بحياتهم مسرورين من أجلها. ولكنهم يحبون الله فقط على سبيل التظاهر. وقليلاً ما يظهرون حبًا لجارهم الذي كان يجب أن يظهروه للأعداء، أو لمن يكرهونهم، واِتجاههم هو أن يردوا شرًا أعظم مما وجه إليهم. لذلك تقول العروس: “أعطي أمرا للحب بداخلي، حتى أقدم لله ما يحق له، وحتى لا أفقد المقياس الصحيح لكل شيء آخر”. ويمكن أن نفهم النص أيضًا كالآتي: بالرغم من أني قد قُدم لي الحب أولاً، فإني جابهت عدوى نتيجة لعصياني، ولكني الآن تصالحت مع العريس وارتبطت معه بالحب. اثبتوا في داخلية هذه النعمة المرتبة، والتى لا تتغير يا رفاق العريس، خلال رعايتكم واِهتمامكم احفظوا بحزم ميولي نحو الأفضل. وبعدما قالت العروس هذه الكلمات اِنتقلت إلى أمور أكثر سموًا، وهي أنها تبحث في أن تدعمها الروائح الذكية حتى تحفظ بما عندها من صفات جيدة. “اسندوني بالروائح الذكية” [ع5]. يا لهذا السند الفائق! كيف تكون الروائح الطيبة أعمدة لدعم المنزل؟ كيف يُرفع السقف المكوّن من مواد ذات أوزان ثقيلة على الروائح الذكية؟ |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مهاجمة سفر نشيد الأنشاد |
سفر نشيد الأنشاد |
سفر نشيد الأنشاد |
المسيح في سفر نشيد الأنشاد |
نشيد الأنشاد |