![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 71 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 2- نماذج من حفريات تبرهن صحة العهد الجديد : (أ) مكانة لوقا كمؤرخ لا يرقى إليها الشك. ويقول أنجر إن علم الآثار القديمة أثبت صحة قصة الأناجيل وعلى الأخص إنجيل لوقا. ويقول: "هناك اتفـاق عـام اليـوم على أن سفـر الأعمال من قلم لوقا وأنه يرجع للقرن الأول م، وأنه بقلم مؤرخ صادق دقيق في مراجعِهِ" (24). يُعتبر السير وليم رمزي أحد عظماء رجال الآثار قاطبة، وقد تتلمذ على المدرسة التاريخية الألمانية في منتصف القرن التاسع عشر. ولذلك فقد اعتقد أن سفر الأعمال كُتب في منتصف القرن الثاني م. وقد مضى يبحث عن أدلة على هذه الفكرة، ولكن بحوثه جعلته ينقض هذه الفكرة تماماً، فكتب يقول : "لقد بدأتُ بحثي بدون تحيُّز أو اتجاه للفكرة التي انتهيت إليها. بل بالعكس: لقد بدأت وأنا ضد الفكرة، لأن المدرسة الألمانية التي انتميتُ إليها كانت ضدها. ولـم يكن في نيتي مطلقاً أن أفحص هذا الموضوع. ولكن بعد بحث دقيق وجدت أن سفر الأعمال مرجع عظيم المعالـم الجغرافية والتاريخية للمجتمع في آسيا الصغرى، ولقد وجدت أن المعلومات الواردة فيه صحيحة بصورة مذهلة.. ومع أنني - في الحقيقة - بدأت بحثي وفكرتي الراسخة أنه كُتب في القرن الثاني، ولا يمكن الاعتماد عليه فيما يختص بتاريخ القرن الأول، إلا أنني خرجت من أبحاثي بهذه النتيجة: "وهي أنه مرجع أكيد استطاع أن يحل لي الكثير من الغموض والمشكلات". ويُظهِر رمزي احتراماً كبيراً للوقا كمؤرخ، فيقول: "لوقا مؤرخ من الدرجة الأولى، لا لأن عباراته صادقة تاريخياً فحسب، لكن لأنه يملك حاسة تاريخية حقيقية، فإنه يركز على الفكرة والخطة التي تحكم تطوُّر التاريخ، ويزن أهمية كل حادثة يوردها. وهو يعالج كل الحوادث الهامة مظهراً طبيعتها الحقيقية باستفاضة، بينما يعالج بسرعة، أو يغفل تماماً، ما لا قيمة له بالنسبة لقصده. وباختصار يجب اعتبار هذا الكاتب ضمن عظماء المؤرخين" (34). ولقد ظن البعض أن لوقا أخطأ وهو يصوِّر الأحداث التي أحاطت بولادة المسيح (لوقا 1:2-3) قائلين إنه لـم يحدث اكتتاب (تعداد) وإن كيرينيوس لـم يكن والياً على سورية في ذلك الوقت، وإنه لـم يكن هناك داعٍ لأن يذهب كل واحد إلى مدينته. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 72 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ولكننا اليوم نعلَم، بدون أي شك، أن الرومان كانوا بانتظام يعملون إحصاءً لدافعي الضرائب كما كانوا يعملون تعداداً عاماً كل 14 سنة. وقد بدأ هذا النظام في عهد الإمبراطور أغسطس، وتـم أول تعداد في عام 23-22 ق.م. أو 8-9 ق.م. وتكون إشارة لوقا للتعداد الأخير.
ووجدنا دليلاً على أن كيرينيوس كان والياً على سورية عام 7 ق.م.، وذلك من كتابة وُجدت في أنطاكية. ومن هذا نرى أنه كان حاكماً مرتين. مرة في سنة 7 ق.م. ومرة في سنة 6 م (وهو التاريخ الذي يذكره المؤرخ يوسيفوس) (35). ووُجدَت بردية في مصر تذكر كيفية إجراء التعداد، تقول: "بسبب التعداد القادم يجب على كل من يقيم بعيداً عن بيته لأي سبب أن يجهّز نفسه للعودة إلى موطنه الأصلي وحكومته لاستكمال تسجيل العائلات في هذا التعداد ولتعود الأرض المزروعة إلى أصحابها". كما ظن رجال الحفريات أن لوقا أخطأ عندما قال إن لسترة ودربة مدينتان في ليكأونية، ولكن إيقونية ليست كذلك (أعمال 6:14). وقد بنوا افتراضهم هذا على كتابات بعض الرومان مثل شيشرون الذين قالوا إن إيقونية في مقاطعة ليكأونية. واستنتجوا أن سفر الأعمال لا يُعتمد عليه. لكن في سنة 1910 وجد السير وليم رمزي شاهداً اثرياً على أن إيقونية كانت مدينة في مقاطعة فريجية. وقد برهنت الحفريات التالية صدق ذلك (29). ويقول لوقا إن ليسانيوس كان رئيس ربع (tetrarch) على الأبلية (لوقا 1:3) في بدء خدمة يوحنا المعمدان عام 27م. وكان ليسانيوس الذي يعرفه المؤرخون قد قُتل عام 36 ق.م. لكن شاهداً وُجد بقرب دمشق يقول "معتوق ليسانيوس رئيس الرُّبع" ويرجع تاريخ الشاهد ما بين 14 و 29 م (36). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 73 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وفي الرسالة إلى رومية المكتوبة في كورنثوس يقول بولس إن أراستس هو خازن المدينة (رومية 23:16). وعند الحفر في كورنثوس عام 1929 وُجد شاهد رخامي يقول: "أراستس المشرف على المباني العامة أرسى هذا على نفقته الخاصة".
ويرجع تاريخ الشاهد إلى القرن الأول الميلادي، والأرجح أن أراستس هذا هو نفسه الذي ذكره بولس (15). وقد وُجد في كورنثوس شاهد رخامي آخر يقول: "مجمع العبرانيين" ولعله كان على باب المجمع الذي حاجَّ فيه بولس (أعمال 4:18-7). وهناك شاهد آخر مكتوب عليه "الملحمة" التي ذكرها بولس (1 كورنثوس 25:10). وكم نشكر علماء الحفريات الذين كشفوا معظم المدن القديمة التي وردت أسماؤها في سفر الأعمال. ونتيجة لذلك يمكن أن نتابع كل رحلات بولس. ويتحدث لوقا عن شغب جرى في أفسس، وعن "محفل" في مسرح المدينة (أعمال 23:19). وقد وُجدت هناك كتابة تتحدث عن تمثال أرطاميس (ديانا) الفضي الذي وُضع في المسرح خلال "المحفل". وقد وُجد أن المسرح (عند الحفر عنه) يسع 25 ألف شخص! (36). ويتحدث لوقا عن شغب آخر جرى في أورشليم لأن بولس أدخل أممياً إلى الهيكل (أعمال 28:21). وقد وُجدت كتابة باللغتين اليونانية واللاتينية تقول: "ممنوع دخول الأجانب عبر هذا الحاجز المحيط بالهيكل وما يتبع. وكل من يُقبَض عليه داخل الحاجز سيكون هو الجاني على نفسه بعقوبة الموت". وهذا أيضاً يبرهن ما قاله لوقا (36). وقد كان هناك شك في استخدام لوقا لبعض الكلمات، فهو يقول إن فيلبي جزء من مقاطعة مكدونية. ويستعمل لوقا كلمة يونانية هي “Meris” التي تعني جزءاً أو منطقة. وقد احتج هورث على استعمال لوقا لهذه الكلمة قائلاً إنها لا تعني "مقاطعة". ولكن الحفريات برهنت على أن هذه الكلمة تصف أقسام المقاطعة، وهكذا برهنت الحفريات على دقة لوقا (29). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 74 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وقد استخدم لوقا كلمة "والي" (Proconsul) كلقب لغاليون (أعمال 12:18) وثبت أن هذا هو اللقب المضبوط كما جاء في كتابة تـمَّ اكتشافها في دلفي جاء فيها: "لوسيوس جونيوس غاليون صديقي، ووالي أخائية" وهذه الكتابة نفسها (52 م) تعطينا التاريخ المضبوط لإقامة بولس في كورنثوس للكرازة مدة 18 شهراً، فقد تولى غاليون ولايته في أول يوليو (تموز)، واستمرت ولايته سنة واحدة، خدم خلالها بولس في كورنثوس (36).
ويطلق لوقا على الحاكم في مالطة لقب "مقدَّم الجزيرة" (أي الرجل الأول فيها) (أعمال 7:28) وقد أظهرت الحفريات أن هذا كان لقب الحاكم فعلاً. ويسمِّي لوقا رجال الحكم المدني في تسالونيكي "الحاكم" Poltrach (أعمال 6:17). ولمّا لـم تكن هذه الكلمة موجودة في الكتابات القديمة، قيل إن لوقا أخطأ. ولكن وُجدت حوالي 19 كتابة بعد ذلك تستعمل هذا اللقب، خمس منها بالإشارة إلى تسالونيكي (36). وفي عام 1945 اكتُشفت عظْمتان في نواحي أورشليم عليهما كتابة بالجرافيت، قال مكتشفهما إنهما أول السجلات المسيحية، وكانتا في قبر كان مستعملاً قبل سنة 50 م. وعليهما كتـابـة تقـول Lesos iou and lesous Aloth ورسم لأربعة صلبان. ولعل الأولى صلاة لطلب العون من المسيح، والثانية صلاة لقيامة الشخص صاحب العظام (36). (ب) "البلاط" لمدة قرون لـم نجد سجلاً عن القاعة التي حوكم فيها يسوع، وهي المدعوَّة "جباثـا" أي البلاط (يوحنـا 13:19). وقـال الكثـيرون إن الكتاب أخطأ، فلم يوجد وقتها "بلاط"! ولكن الحفريات في فلسطين أظهرت أن "البلاط" كان في قلعة أنطونيا، مقر قيادة الجيش الروماني في أورشليم. وقد دُمرت قاعة البلاط عام 66-70 م خلال حصار أورشليم، وظلت مدفونة، حتى عندما أعيد بناء المدينة في عهد هارديان. ولـم تُكتشف إلا حديثاً (32). (ج) "بركة بيت حسدا" - لـم يكن هناك ما يدل على وجودها إلا في العهد الجديد. ولكنها وُجدت الآن في شمال شرق المدينة القديمة. وقد وَجد رجال الحفريات بقاياها في سنة 1888 م بالقرب من كنيسة القديسة حنة (36). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 75 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الخــــاتمة ولكني أقابل مشكلة: هي قبول البعض للوثائق الأدبية القديمة، على أساس علمي، لكنهم يرفضون قبول الكتاب المقدس بناء على الأسس العلمية نفسها! وخليق بنا أن نستخدم ذات الأسس في فحص أية وثيقة سواء كانت دينية أم دنيوية! فإذا فعلنا هذا، فإنني متأكد أننا سنمسك الكتاب المقدس بيدنا قائلين "هذا كتاب صحيح تاريخياً، وجدير بكل ثقة!". |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 76 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الكتاب المقدس صادق في نبواته ![]() نهدف في هذا الفصل إلى ذكر نبّوات جغرافية وتاريخية تحققت? مما يظهر صحّة نبّوة قائلها? بالرغم من أن تحقيقها كان مستحيلاً. ومن النادر أن يجد الباحث فرصة لمثل هذه الدراسة الممتعة? ولكن عند الدرس والبحث نرى أن يد اللّه كانت على كتف أولئك الأنبياء عندما أعلنوا رسالة اللّه لسامعيهم. فالنبوات تُظهر أن اللّه كلي العلم وكلي القدرة? كما أنها برهان على وحي الكتب المقدسة. ولقد قسمنا النبوات التي نقدمها إلى إثني عشر قسماً? في كل قسم نبوة خاصة ببلد أو أمة. غير أننا قدمنا لهذا الفصل بمقدمة عامة تساعد على متابعة البحث. وهاك ملخصاً يساعد على متابعة ما جاء في هذا الفصل: أولاً - مقدمة: 1 - تعريف بالنبوة. 2 - فحوص النبوة الصادقة. 3 - الإعتراض على النبوات. ثانياً - نبوات تحققت عن: 1 - صور. 2 - صيدون. 3 - السامرة. 4 - غزة وأشقلون. 5 - موآب وعمون. 6 - البتراء وآدم. 7 - طيبة وممفيس. 8 - نينوى. 9 - بابل. 10 - كورزين وبيت صيدا وكفر ناحوم. 11 - إتساع أورشليم. 12 - فلسطين. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 77 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ثالثاً - الإحتمالات النبوية. أولاً - مقدمة: 1 - تعريف بالنبوة: قدمت دائرة المعارف البريطانية التعريف الآتي: السجلات المدونة للنبوة العبرية في سفر إشعياء توضح أن معنى النبوة الأساسي هو الكلمة أو الرسالة الشفوية التي يعلن فيها رسول خاص من الله إرادة الله. أما العنصر النبوي في التهديد أو المواعيد فهو مشروط باستجابة السامعين ـ 1: 18-20 ـ ? أو آية تحدث في المستقبل ـ 7: 14 ـ لأن كل ما يحدث يتمم مقاصد إرادة الله . ثم تمضي دائرة المعارف ذاتها لتقول: ويضع إشعياء أهمية خاصة على إبراز أوجه الفرق بين آلهة بابل وبين يهوه? في أن يهوه ينفّذ ما سبق أن أنبأ به ـ 48: 3 ـ . فنبوات الأنبياء هي إعلان لمقاصد الله الحي? أكثر منها لمصير الإنسان ـ 37 ـ . أما التعريف الكتابي للنبي فهو أنه الشخص الذي يعلن إرادة الله? والمستقبل? للشعب? كما يرشده الوحي الإلهي. وعلاوة على أنه ينادي بالقضاء على الخطأ? والدفاع عن الحق والبر? والشهادة لسمو الاخلاق على الطقوس الشكلية? فإن النبّوة وثيقة الارتباط بمقاصد نعمة الله من نحو شعبه ـ ميخا 5: 4?7: 20? أشعياء 6: 3?65: 25 ـ . ويهدف النبي إلى جوار إعلان الأتيات? أن يعلن صفات الله وما يعمله? حسب مسرة مشيئته. وباختصار هو يعرف الناس بالله وبإرادته وعمله. ولكل نبي أسلوبه الخاص في الإعلان.. ومع أن الطابع الشخصي لكل واحدٍ منهم باقٍ إلا أن ما يعلنونه هو الحق الواحد? بفضل سيطرة الروح القدس الكاملة! ويظن البعض أن كل ما يفعله النبي هو الإخبار بالمستقبل? وهذا حق. ولكن كانت رسالة النبي تشمل الإصلاح الإجتماعي والسياسي? عن طريق الكرازة بالبر والنهضة الروحية? مع إعلان القصاص للمخطئ والجزاء للمحسن. وقد تكلم الأنبياء بطريقة روحية تعكس إرادة الله وتطالب بالطاعة له. ولم تكن إعلانات الأنبياء للإثارة لكنهم أعلنوها بسبب الأحوال التي كانت تحيط بهم ـ قارن تثنية 18: 22 ـ . وفي كل إصحاح ينبئ بالخراب نجد السبب الذي جاء بهذا الخراب. وترجع النبوة الأولى في الكتاب إلى عصر آدم وحواء? عندما جاء الوعد بالفداء في التكوين ـ 3: 15 و 16 ـ . وكان أخنوخ وإبراهيم وموسى من الأنبياء الأولين ـ العدد 12: 6 - 8? التثنية 18: 18? يوحنا 6: 14? 7: 40 ـ . والنبوة مصدرها اللّه ـ 1 صموئيل 9: 9? 2 صموئيل 24: 11 ـ . ويوضح الكتاب أن التنبُّؤ بالمستقبل علامة على قوة اللّه ومجده? وبرهان على سمو كلامه? كما أنه استجابة اللّه لصلوات البشر واحتياجاتهم? لأنه لما كان اللّه يعلن المستقبل ـ العمل الذي يعجز البشر عن عمله ـ ولما كان يرى المستقبل قبل وقوعه? فإن كل مؤمن يجب أن يطمئن لأنه لا يحدث شيء لم يعيّنه اللّه! ـ 38 ـ . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 78 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 2 - فحوص النبوة الصادقة: حدثت في التاريخ الكتابي منازعات حول من هو النبي الصادق? ـ ملوك أول 13: 18 - 22? أصحاح 22? أرميا 28 ـ . وكان حل النزاع عملياً أكثر منه أكاديمياً? فإن هناك صفات تظهر النبي الكاذب من الصادق. ومن صفات النبي الكاذب النشوة الصوفية النبوية وهي حالة تظهر بدون إنذار سابق وفي حالات خاصة? خصوصاً بعد سماع نوع خاص من الموسيقى. وقد ظهر مع مثل هذه الحالات خروجٌ عن الشعور? مع ضياع الإحساس. ولكن ليست هذه الصفة فيصلاً في الحكم على النبي الكاذب? رغم أنها ظهرت على أنبياء البعل الكنعانيين.. فإن النبي أشعياء ـ في رؤياه في الهيكل ـ وحزقيال النبي إختبرا ما نسميه نشوة صوفية . وهناك صفة أخرى للنبي الكاذب? أنه عادة مأجور من الملك ليتنبأ بما يريده الملك. لكن هذه الصفة أيضاً ليست فيصلاً في الحكم على النبي الكاذب? فإن الأنبياء صموئيل وناثان وحتى عاموس? كانوا يعتبرون لحدٍّ ما أنبياء رسميين للدولة? ولكنهم كانوا أنبياء صادقين. ولكن العهد القديم يقدم لنا ثلاث فقرات كتابية هي التثنية 13? 18? إرميا 23? وحزقيال 12: 21 - 14: 11? تصف النبي الكاذب. أما التثنية 18 فيقول أن النبوة التي لا تتحقق? هي كاذبة لكن هذه صفة سلبية? فليست كل نبوة تتحقق هي من اللّه? فإن النبي الكاذب عندما يقول شيئاً يتحقق يكون هذا إمتحاناً للشعب. أما التثنية 13 فيقول إن النبي الذي ينادي بآلهة أخرى خلاف اللّه فهو ليس من اللّه ـ يهوه ـ . وكل نبي يتنبأ بنبوة تتحقق? ولكن تعليمه يخالف تعاليم موسى يكون كاذباً! أما ما جاء في أرميا 23 فهو توسّع في الحديث الذي جاء في التثنية 13? عندما يقول أرميا أن النبي الكاذب هو رجل فاسق ـ آيات 10 - 14 ـ يقود الآخرين للشر ـ آية 17 ـ . وهو ينادي بسلام مزيَّف غير إلهي. والنبي الحقيقي يجيء برسالة توبيخ تسبّب التوبة ـ آية 29 ـ ويدعو الناس للتوبة والطاعة ـ آية 22 ـ . ويخطئ بعض الناس في انتقاد الأنبياء لأن رسالتهم كلها إعلان للخراب? لكن إعلان الخراب لم يكن كل شيء قالوه! صحيح أنهم لم ينادوا أولاً بالسلام الحقيقي? لأن سلام اللّه يجيء نتيجة للقداسة والبر والتوبة. ويقول أرميا النبي إن النبي الكاذب يسرق أسم اللّه لكي يمجد نفسه ـ آيات 30 - 32 ـ ولكن النبي الصادق هو الذي أرسله يهوه? وهو الذي يتكلم بأسم يهوه وبسلطانه. أما حزقيال فيقول ـ 12: 21-14: 11 ـ إن الأنبياء الكذبة جاءوا من تلقاء ذواتهم وينادون بنبّوَات من عندهم ـ 13: 2?3 ـ ويعطون الناس تأكيدات كاذبة ـ 13: 4-7 ـ . والسلام الذي يعلنونه سلام كاذب ـ 13: 10-16 ـ لا يبنون حياة الناس الروحية ـ 13: 22 ـ . أما النبي الصادق فيدعو الناس إلى فحص نفوسهم ليروا مطالب الله منهم ـ 14: 4-8 ـ . وهو الذي يعلن بأسلوب جديد الحقائق الإلهية التي لا تتبدل ولا تتغير. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 79 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 3 - الإعتراض على النبوات: الإعتراف الأساسي هو القول بأن تسجيل النبوة وكتابتها حدث بعد وقوعها وليس قبلها. ولذلك فإننا نقدم هنا تواريخ نبّوة الأنبياء كما قدمها مرل أنجر في قاموسه? وقد استمدّ حكمه من واقع ما جاء في النبوات نفسها? خصوصاً عندما يسجل النبي نبّوته. يوئيل وعوبديا وحدهما لا يحدّدان تاريخاً لنبوتيهما. حزقيال تنبأ من 592-570 ق.م أشعياء 783-738 ـ القسم الأول ـ 735-719 ـ القسم الثاني 719-704 ـ القسم الثالث ـ أرميا 626 إلى ما بعد 586 ق.م عاموس الربع الثاني من القرن الثامن ق.م هوشع 748-690 ق.م ميخا نحو 738-690 ق.م عوبديا قبل 300 ق.م ناحوم بعد 661 إلى ما قبل 612 ق.م صفنيا بين 640-621 ق.م اللاويين ـ موسى ـ 1520-1400 ق.م يوئيل قبل 300 ق.م دانيال 605-538 ق.م متى 50 م وقد تمت ترجمة كل نبوات العهد القديم إلى اللغة اليونانية حوالي عام 280 ق.م ـ الترجمة المعروفة بالسبعينية ـ . وعلى هذا فإن كل النبوات? بما فيها يوئيل وعوبديا? قد كتبت قبل هذا التاريخ. ونود أن نورد بعض الحقائق عن نبّوة حزقيال? حيث أننا سنقتبس منها كثيراً في هذا الفصل. وتعود كتابة السفر إلى سنة 570 ق.م. ولنبدأ بإيراد ما قالته دائرة المعارف البريطانية عنه: توجد أفكار متنوعة عن وحدة سفر حزقيال وتاريخ كتابته. ولكن السفر يوضح أن خدمة النبي امتدت من 592 إلى 570 ق م? ولكن واحداً من العلماء ـ جيمس سميث ـ يقول إنه تنبأ في القرن السابع ق م في أيام الملك منسى. وآخر ـ ميسيل ـ يقول أنه تنبأ بعد زمن نحميا حوالي عام 400 ق م لكن معظم العلماء يقبلون التاريخ الأول. وقد وجدت نسخ من السفر في مخطوطات البحر الميت بوادي قمران. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 80 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وتتضح الوحدة الأدبية للسفر من تكرار عبارة فيعرفون أني أنا الرب أكثر من خمسين مرة? وعبارة حي أنا يقول السيد الرب 13 مرة? وعبارة سبوتي 12 مرة? يسلكون في شرائعي 11 مرة.. ألخ ـ 39 ـ . ولقد حدث هجوم شديد على صحة نبوة حزقيال التاريخية بسبب قوله إن الله كلّمه في السنة الخامسة من سبي يوياكين الملك . ولكن الحفريات الحديثة جاءت في صف هذا التأريخ. فقد وجدت ثلاث جرار مكتوب عليها ألياقيم وكيل يوياكين .. مما يدل على أن ألياقيم كان وكيلاً لممتلكات يوياكين أثناء وجود يوياكين في السبي? ومن الواضح أن الشعب كان يعتبر أن يوياكين هو ملك يهوذا? وأن صدقيا كان يملك كقائمقام يوياكين إبن أخيه. ومن هذا ترى أن كلمات حزقيال تأريخ سفره صحيحة ومناسبة للفكر اليهودي في وقته? الذي اعتبر يوياكين ملكاً? رغم أنه كان منفاه ـ 40 ـ . ونخلص من هذا أن قوله السنة الخامسة من سبي يوياكين الملك برهان على صحة السفر التاريخية? وليست ـ كما قال النقاد ـ هجوماً ضدها. ويرى دارسو الأدب القديم أن سفر حزقيال وحدة أدبية? تتضح من وحدة أسلوب كاتبه? ووحدة خطه الفكري? فإن الكاتب يكتب بضمير المتكلم? وهو يعطي زمن كثير من نبواته ومكان حدوثها? مما يبرهن أن السفر كله من نتاج قلم كاتب واحد. وهذا يجعلنا نقول أن حزقيال هو الكاتب ـ 41 ـ . وقد قال بيتر ستونر في كتابه العلم يتكلم إن النبوات التي جاءت في الكتاب عن البلاد المختلفة مثل صور وصيدون والسامرة وغزة وأشقلون وغيرها لا يمكن أن تكون قد كُتبت بعد حدوثها? فإن الفترة الزمنية التي مضت بين الكتابة والتحقيق كبيرة. لقد قيل إن ما جاء في النبوات هو تاريخ عن أشياء حدثت? وليس نبوة بأشياء ستحدث? ولكن هذه النبوات جاءت قبل ميلادالمسيح? لأنها في العهد القديم. وقد تحققت نبوة كاملة منها? وأجزاء فقط من اثنتين منها قبل ميلاد المسيح? ولكن الباقي كله تحقق بعد الميلاد. وحتى لو أسقطنا ما تحقق قبل الميلاد? فإن العدد الذي تحقق بعد الميلاد كثير جداً ـ 42 ـ . وقد راجعت كتاب ستونر لجنة من كبار علماء الجمعية العلمية الأمريكية وكتب أحدهم مقدمته? فقال إن المعلومات الواردة به صحيحة علمياً? وإن الحسابات الواردة فيه قد أُجريت طبقاً للنظريات العلمية الصحيحة ـ 42 ـ . ولو أننا طرحنا النبوات التي فيها شك من جهة تاريخها? وجعلنا الشك في جانب رفضها? لبقي الكثير المذهل بعد ذلك! والحقيقة أن الذين يشكّون في صدق النبوات يفعلون ذلك لأنهم لا يؤمنون بوجود الله? ولذلك فالمعجزات عندهم مستحيلة? ومن ثم لا توجد نبوات عن المستقبل? ولذلك فإنهم عندما يقرأون أقوال النبي ويرون أنها قد تحققت في زمن بعد النبي بكثير? فإنهم يزعمون أن النبوة قيلت بعد وقوع الحادث? وليس لأنهم درسوا الحفريات والإكتشافات الأركيولوجية الحديثة التي تقدم أدلة دامغة على صدق هذه النبوات. |
||||
![]() |
![]() |
|