30 - 06 - 2014, 03:46 PM | رقم المشاركة : ( 71 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حتمية التجسد الإلهي
كيف يتجسد الله ويحل في جسد إنسان ترابي دنئ يأكل ويشرب ويمارس عمليات الإفراز والإخراج.. إلخ؟ وكيف يعيش في عالم موبوء بالخطية؟ ج: نعم الله تجسد حيث اتخذ الله جسدًا واتحد به، ولم يكن مجرد حلول في جسد إنسان ترابي، فهذا فكر نسطور المرفوض. إنما اتحد بجسد إنسان ذو نفس عاقلة، وجسد الإنسان بالنسبة لمن يفهم هو معجزة عظيمة بكل المقاييس، فعمل أي جهاز داخل الجسم هو مثار عجب العلماء، فمن قال أن جسد الإنسان دنيء إلاَّ الإنسان الجاهل؟ ولو كان هذا الجسد دنيء فكيف خلقه الله؟ هل يخلق الله شيئًا دنيئًا؟ وإن كان غير المؤمنين يقولون بأن الله أمر ملائكته بالسجود لآدم فأطاعوا ماعدا إبليس آبى واستكبر فحلَّ به العقاب الإلهي، فلو كان آدم دنيئًا.. فكيف يأمر الله ملائكته النورانية بالسجود له، ومن لم يسجد له نال العقاب؟ ثم ألاَّ يؤمن الجميع بأن الله يملأ الكون المادي، فلو كانت المادة شرًا حسب التفكير الغنوسي فكيف يملأ الله هذا الكون المادي ويديره ويدبر كل أموره؟ .. يقول القديس أثناسيوس "وإن كان (الله) يسكن في كل الكون وبكل أجزائه، فما هو وجه الغرابة أو السخف إذا قلنا انه اتحد بالإنسان أيضًا؟ لأنه لو كان حلوله في جسد أمرًا سخيفًا وغير مقبول، لكان أمرًا سخيفًا أيضًا أن يسكن بكل الكون ويعطي ضياء وحركة لكل الأشياء بعناية.. أما إن كان قد لاق به أن يسكن بالكون، وأن يُعرَف في الكل، وجب أن يليق به أيضًا أن يظهر في جسد بشري، وأن يستضئ به ذلك الجسد ويعمل" (تجسد الكلمة 41: 5-7). وإن كان الله منذ القديم يعمل في البشرية الخاطئة ويُقدّسها ويُطهّرها دون أن يتدنس بآثامها، وإن كان الله قد حلَّ في العليقة (خر 3: 3) على شكل نار، وظلل على بني إسرائيل على شكل عمود سحاب نهارًا وعمود نار ليلًا (خر 14: 24).. إلخ ألا نقبل إتحاده بجسد الإنسان المخلوق على صورته ومثاله؟ وهل النار والسحاب أشرف وأكرم وأعظم من الإنسان؟ حقًا إن الجسد هو من المادة الكثيفة لكنه ليس خطية ولا شر كقول ماني والغنوسيين، والله هو شمس البر الذي يحل بالمكان فيطهره ويقدّسه، ويؤثر فيه ولا يتأثر به، وعلى رأي القديس أثناسيوس "إن كانت الشمس التي خلقها هو والتي نراها، وهي تدور في السماء، لا تتدنس بمجرد لمسها الأجساد التي على الأرض، ولا بارئ الشمس وربها، لم يتدنس قط بمجرد ظهوره في الجسد، بل بالعكس، لأنه عديم الفساد، فقد أحيا وطهر الجسد الذي كان في حد ذاته قابلًا للفناء، لأنه قيل عنه {الذي لم يفعل خطية ولا وُجِد في فمه مكر} (1 بط 2: 22)" (تجسد الكلمة 17: 7). وقال القديس كيرلس الكبير "وكما أن شعاع الشمس عندما يسقط على أي شيء من الأشياء الأرضية النجسة لا يتدنس بل يظل كما هو بدون أن تلتصق به حتى الرائحة الكريهة للقاذورات التي يقع عليها، فكم بالأكثر طبيعة الله الكلية القداسة التي لا تسمح بأي عيب أو دنس يؤثر فيها" (1). ونعيد القول بأن جسد الإنسان ليس خطية ولا شر ولا نجاسة وبالتالي فان عمليات الأكل والشرب والإفراز والإخراج إنما هي عمليات حيوية لتحفظ للإنسان حياته، وليست هي شر ولا نجاسة ولا خطية. إنما الخطية هي في كسر وصايا الله، ولا ننسى أن الله اتحد بجسد خالٍ تمامًا من الخطية، فهل التجسد يتعارض مع قداسة الله؟.. كلاَّ لأن الرب يسوع هو الإله القدوس الذي بلا عيب ولا خطية وتحدى الكل قائلًا "من منكم يبكتني على خطية؟"، وهل التجسد ضد كرامة الله؟ كلاَّ لأن الله سبق وكرَّم الإنسان عندما خلقه على صورته ومثاله، فالله اتحد بصورته.. فما الخطأ في هذا؟ وهل التجسد ضد عظمة الله؟ كلاَّ.. لأن العظمة الحقيقية كما علمها لنا الرب يسوع هي في الاتضاع وليس في التشامخ والكبرياء، وفي التجسد قد لمسنا بل أمسكنا بل انبهرنا بعظمة الاتضاع الإلهي.. من العرش الإلهي إلى المزود.. من المجد الإلهي إلى صليب العار.. المجد لك يا رب، يا رب لك المجد.. وهل التجسد يتعارض مع حكمة الله؟ كلاَّ.. بل بالتجسد ظهرت حكمة الله التي صرعت العدو القوي وأزلته وحررت سباياه.. حقًا لقد صنع الله بالضعف ما هو أعظم من القوة، وهل التجسد يتعارض مع كمال الله؟.. كلاَّ، ويجيب العلامة ترتليان على هذا التساؤل قائلًا "الجواب: طبعًا لا. بل هو لائق بكماله كل اللياقة، لأن من مستلزمات الكمال العطف على الناس وإنقاذهم من خطاياهم، وتقريبهم إلى الله لكي يعرفوه ويفيدوا منه "(1). أما عن التساؤل بأنه كيف يليق بالله القدوس أن يلبس جسدًا ويعيش في عالم موبوء بالخطية؟ فإننا نقول نعم إن الرب يسوع عاش في عالم موبوء بالخطية ولكنه لم يتأثر بها. إنه النور الحقيقي الذي يقهر الظلمة وهي لا يمكن أن تقهره، والنجاسة تهرب من أمامه، والخطية تشبه الميكروب الذي يواجه نور الشمس وقوتها فتقضي عليه سريعًا. |
||||
30 - 06 - 2014, 03:47 PM | رقم المشاركة : ( 72 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حتمية التجسد الإلهي
هل لا يقدر الله أن يتجسد؟ ج : إن قلنا أن الله لا يقدر أن يتجسد فمعنى هذا إننا ننسب له العجز، فيصبح الله غير قادر على كل شيء، أو إنه قادر على كل شيء ماعدا التجسد، وهذا ضد الاعتقاد الصحيح بأن الله كلي القدرة " هل يستحيل على الرب شيء" (تك 18: 14) لذلك فمن اللائق أن نؤمن بقدرته على التجسد. وإن كانت أرواح الملائكة والقديسين قد يسمح الله لها أحيانًا بالظهور في شكل مرئي ومحسوس أفلا يقدر هو أن يتجسد؟! ألم تظهر الملائكة مرارًا وتكرارًا لرجال الله يحدثونهم بلغتهم البشرية حتى أصبح للملاك شكلًا معروفًا لدينا؟ ألم تتجلى أم النور مريم على قباب كنيستها في الزيتون وفي كنيسة الشهيدة دميانة في شبرا وشاهدها الملايين عيانًا؟!.. فهل يُعقَل أن الملائكة يظهرون في أشكال ظاهرة للعيان، ورب الملائكة لا يقدر؟! بل هل يعقل أن الشياطين يظهرون بأشكال مجسَّمة حتى إن الشيطان يستطيع أن يظهر في شكل ملاك نور، والله يعجز عن الإتحاد بجسد الإنسان؟!.. ألاَّ تستمد الأرواح هذه القدرة على الظهور من الله، فهل يُعقَل أن رب القدرة يفتقد هذه الإمكانية التي يهبها للآخرين؟! وإن كان الإنسان يقدر أن يجسد أفكاره في صورة كلمات مسموعة أو مقروءة، وإن كانت الكهرباء تتجسد في الأسلاك وتظهر فاعليتها في الإنارة والحركة والطاقة، وإن كانت المغناطيسية تتجسد في الحديد وتظهر فاعليتها في الجاذبية، وإن كان أعظم إنسان في العالم قادر على زيارة أشقى إنسان في العالم بالطريقة التي يراها، وبالمظهر الذي يريده أفلا يقدر واهب هذه الإمكانات أن يتجسد؟!.. يقول القديس غريغوريوس النيسي "كشفت الطبيعة الإلهية الفائقة عن قدرتها العظيمة بالتنازل والتواضع إلى مستوى الناس، وإن هذا التنازل لدليل على إمكانيات الله الفائقة أكثر مما تدل المعجزات الفائقة للطبيعة" (1). |
||||
30 - 06 - 2014, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 73 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حتمية التجسد الإلهي
هل نجد أثر للتجسد في الفكر الإسلامي؟ ج: بلا شك أن هناك آثار واضحة وإشارات لامعة للتجسد في الإسلام نذكر منها الآتي(1):
هل الله موجود في داره فقط؟ وهل الدار حوت وحيَّزت الله، ولم يعد موجودًا خارج الدار؟ بلا شك إن الله في داره موجود، وخارج داره موجود أيضًا.. الجسد البشري هو دار الله الموجود فيه. _____ الحواشي والمراجع :(1) أرسل لنا أحد الأخوة كذلك آية أخرى متشابهة مع القرآن الكريم، وهي آية: "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ." (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 7)، وربط بينها وبين آية: "هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ" (سورة البقرة 210). |
||||
30 - 06 - 2014, 03:50 PM | رقم المشاركة : ( 74 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حتمية التجسد الإلهي
ماذا أخذنا من التجسد؟ ج : ما أكثر الثمار التي جنتها البشرية من التجسد، وحقيقة إن الإجابة على هذا السؤال تستحق بحثًا منفردًا، ولكن دعنا يا صديقي، وقد أطلت عليك كثيرًا كثيرًا، أن نلقي الضوء على هذه الثمار. يقول القديس ايريناؤس "إن المسيح تجسد: أولًا : من أجلنا ومن أجل خلاصنا. وثانيًا : من أجل أن يتحدنا بالله ويقدمنا لأبيه السماوي. وثالثًا : ليخلصنا من جهلنا ويعطينا المعرفة التي من الله. ورابعًا: ليصالحنا مع الله ويعطينا الحياة الأبدية غير الفاسدة والخالدة. وخامسًا: ليورثنا ملكوت السماء فنصبح في الرؤية الطوباوية لله. وسادسًا : ليعيد الخراف الضالة إلى القطيع. وسابعًا : ليشفي جراحاتنا ويغفر آثامنا. وثامنًا : ليبيد الخطية ويبطل سلطة الموت. وتاسعا : ليضع حدًا لنفينا في هذه الدنيا، وننتصر على الشيطان وحيله وخزعبلاته. وعاشرًا: من أجل خلاصنا الأبدي لأنه هو المخلص والفادي. وبما إن المسيح هو الوسيط بين الله والبشر، أراد أن يعيد الاثنين إلى الصداقة الأولى وإلى الوفاق لكي يقدم الإنسان لله والله للإنسان" (ضد الهرطقات 3: 18، 7) (1). (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). فمن بركات التجسد نتذوق طعم الثمار الآتية: أولًا : بالتجسد تم فداء البشرية. ثانيًا : بالتجسد تجدَّدت وتباركت طبيعة الإنسان. ثالثا : بالتجسد نلنا التبني لله. رابعًا : بالتجسد عرفنا الله. خامسًا : التجسد ردَّ للإنسان كرامته. سادسًا : التجسد ميَّز المسيحية عن أديان الأرض كلها. |
||||
30 - 06 - 2014, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 75 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حتمية التجسد الإلهي
بالتجسد تم فداء البشرية لولا التجسد ما كان الفداء.. لقد ضرب الموت في طبيعة الإنسان ففسدت الطبيعة الإنسانية وأصبحت طبيعة مائتة يسري عليها حكم الموت لأن "أجرة الخطية هي موت" (رو 6: 23) ويقول الأنبا موسى أسقف الشباب "هذا حكم إلهي لا رجعة فيه. ليس لأنه مجرد إدانة غاضبة على الشر. بل لأن هذا هو المآل الطبيعي للنفس الساقطة. إنها في الموت تسعى وإلى الموت الأبدي تسير. من يجدد النفس والروح؟ ومن يقيم الأجساد بعد دفنها وانحلالها؟ ومن يعطيها أن تتحول إلى أجساد نورانية؟ ليس سوى الله قطعًا" (2). بالتجسد تم الخلاص من الخطية "المسيح يسوع جاء إلى العالم (تجسَّد) ليخلص الخطاة الذين أوَّلهم أنا" (1تي 1: 15) وبالتجسد تم الفداء من الإثم "الذي بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم" (تي 2: 14) وبالتجسد تصالحنا مع الله "إن كنا ونحن أعداء قد صُولحنا مع الله بموت إبنه" (رو 5: 10) وبالتجسد اقتربنا لله " فإن المسيح أيضًا تألم مرة واحدة من أجل الخطاة البار من أجل الأثمة لكي يقرّبنا إلى الله" (1بط 3: 18). من أجل إغاثتنا كان التجسد، فيقول البابا أثناسيوس الرسولي "لكي نعلم إن نزوله إلينا كان بسببنا، وإن عصياننا استدعى تعطف الكلمة لكي يسرع الرب إلى إغاثتنا، فقد كانت إغاثتنا هي الغرض من تجسده، فإنه لأجل خلاصنا أظهر محبته العظمى إلى حد أن يظهر ويولد في جسد بشري" (تجسد الكلمة 4: 2، 3). بالتجسد رُفِع حكم الموت عنا، فيقول القديس أثناسيوس "وإذ قدم للموت ذلك الجسد، الذي أخذه لنفسه، كمحرقة وذبيحة خالية من كل شائبة فقد رفع حكم الموت فورًا عن جميع من ناب عنهم، إذ قدم عوضًا عنهم جسدًا مماثلًا لأجسادهم" (تجسد الكلمة 9: 1) وقال أيضًا "لأنه بذبيحة جسده وضع حدًا لحكم الموت الذي كان قائمًا ضدنا، ووضع لنا بداية جديدة للحياة برجاء القيامة من الأموات الذي أعطاه لنا إن كان بإنسان قد ساد الموت على البشر، لهذا السبب أيضًا بطل الموت، وتمت قيامة الحياة بتأنس كلمة الله" (تجسد الكلمة 10: 5). لقد أشفق الله علينا فلهذا تجسد من أجل خلاصنا، ويقول القديس أثناسيوس "إذ رأى جنس الخليقة العاقلة في طريق الهلاك، وإن الموت يسودهم بالفساد وإذ رأى أخيرًا إن كل البشر كانوا تحت قصاص الموت لهذا أشفق على جنسنا، وترفق بضعفنا، ورثى لفسادنا، وإذ لم يحتمل أن يرى الموت تصير له السيادة، لئلا تفنى به الخليقة، وتذهب صنعة أبيه في البشر هباءً، فقد أخذ لنفسه جسدًا لا يختلف عن جسدنا" (تجسد الكلمة 8: 1، 2). بالتجسد تحقق أمل البشرية على لسان الأنبياء "ليتك تشقُّ السموات وتنزل" (أش 64: 1) "يا حارس ما من الليل. يا حارس ما من الليل" (أش 21: 11). لقد انتهى الليل وأشرق علينا نور الألوهية في وجه ربنا يسوع المسيح، وتحقق أمل أيوب، بعد أن قال "ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا" (أي 9: 33) جاء ابن الإنسان وصالح الله مع الإنسان في جسده على الصليب. |
||||
30 - 06 - 2014, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 76 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حتمية التجسد الإلهي
بالتجسد تجدَّدت وتباركت طبيعة الإنسان قال البابا أثناسيوس "وإذ تلطخ الرسم المرسوم على الخشب بالأوراق والأوساخ، فلا بد من إعادته عن طريق الصورة الأصلية نفسها، وعلى هذا المثال أتى إلى عالمنا ابن الله الكلي القداسة، إذ هو صورة الآب، لكي يجدّد خلقة الإنسان الذي خُلِق مرة على صورته" (تجسد الكلمة 14: 1). عندما تجسد الله بارك طبيعتنا "باركت طبيعتي فيك" (القداس الغريغوري) وشاركنا في كافة أمور حياتنا ماعدا الخطية لكيما يبارك كل مراحل وجوانب حياتنا، فقال عنه الإنجيل أنه وُلِد طفلًا وقُمِط (لو 2: 12) ورضع كطفل (لو 11: 27) وعمل نجارًا (مر 6: 3) وجاع (مت 4: 2) وجُرّب (مت 4: 1) ونام واستيقظ (مر 4: 38) وفرح وتهلل (لو 10: 21) وافتقر (2كو 8: 9) وإحتاج (مت 21: 3) وظُلِم وتذلل (أش 53: 7) وحزن واكتئب (مت 26: 37) وبكى (يو 11: 35) وعطش (يو 19: 28) وتألم (لو 24: 26) وأهين (مت 27: 31) ومات وأسلم الروح (مت 27: 50). ويقول القمص بيشوي وديع "إن سر التجسد الإلهي ليس مجرد حدثًا تاريخيًا يخص الإله ولكنه سرُّ عميق يكشف لنا عن عمق العلاقة الجذرية بين الله والإنسان، وهو ليس مجرد قصة تحمل بعض الأيديولوجيات المسيحية في حياة الإنسان بقدر ما هي عقيدة راسخة تحمل حياة جديدة للإنسان وتكشف سر وجمال إتحاده بخالقه.. هذا الهدف العظيم ما كان ممكنًا أن يتحقق إلاَّ بالتجسد الإلهي بأن يأخذ ابن الله جسد طبيعتنا البشري ويباركه ويأخذ الذي لنا ويعطينا الذي له" (1). بالتجسد دُعي اسم الإله المتأنس يسوع، ومعنى اسم يسوع يهوه المخلص أو الرب المخلص، فالرب يسوع هو مخلص العالم كله، وهو حصن أمان لكل من يلجأ إليه.. لم يأتِ لقبيلة معينة أو لشعب معين ولم يقيد كلمته بلغة معينة بل هو مسيح الكل جاء لكي يبارك الكل ويجدد طبيعة كل من يقبل إليه، ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم "كيف دُعي إسمه عمانوئيل..؟ إن الرب لم يقل بأشعياء النبي إن أمه "تدعو اسمه عمانوئيل" بل قال "ويدعون إسمه" يقصد الشعوب لأنهم سيبصرون الله بين الناس وفي وسطهم لأول مرة منذ الخليقة" (1). |
||||
30 - 06 - 2014, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 77 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حتمية التجسد الإلهي
بالتجسد نلنا التبني لله بالتجسد صار السيد المسيح "بكرًا بين أخوة كثيرين" (رو 8: 29) فصرنا نحن فيه أولادًا لله بالنعمة والتبني كقول الإنجيل "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله" (يو 1: 12) ولهذا أوصانا السيد المسيح قائلًا "متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السموات" (لو 11: 2) ويقول القديس كيرلس الكبير "ابن الله صار إنسانًا لكي يصير الناس فيه وبواسطته أبناء الله بالتبني" (تفسير يوحنا 12: 1). |
||||
30 - 06 - 2014, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 78 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حتمية التجسد الإلهي
بالتجسد عرفنا الله لقد كان من المستحيل على الإنسان أن يعرف بذاته الله المعرفة الحقيقية، لهذا كان لابد أن يعلن الله ذاته للإنسان عن طريق التجسد لأنه يستحيل على الإنسان أن يعرف الله إلاَّ بواسطة الله، فمن السهل أن يتنازل الآب العبقري الذي يحمل أعظم الشهادات العلمية إلى ابنه الصغير يتفاهم معه بلغته البسيطة، ولكن يستحيل على هذا الابن الصغير أن يصعد إلى مستوى أبيه العلمي والأدبي ويتفاهم ويتحاور ويجادل معه بلغة العلم والعلماء، ولذلك كان من أهداف التجسد أن يهب السيد المسيح المعرفة الإلهية للإنسان، فلم يقدم ذاته ذبيحة ويتمم الفداء وهو مازال طفلًا أو صبيًا، ولكنه انتظر حتى بلغ سن الثلاثين وظل يخدم لمدة أكثر من ثلاث سنوات ينشر نور معرفة الله وسط ظلام البشرية الدامس، وقال للآب السماوي "أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتني من العالم.. وعرفتهم اسمك وسأعرّفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم" (يو 17: 6، 26) والأب الكاهن يصلي في القداس الغريغوري " أعطيتني علم معرفتك.. أظهرت لي نور الآب.. وأنعمت علينا بمعرفة الروح القدس الحقيقية". فبعد أن لوثت الخطية وطمست فكر الإنسان تجاه الله، وصار الله مجهولًا بالنسبة للإنسان، وكل محاولات الآباء والأنبياء لنشر معرفة الله لم تأتِ بالثمار المرجوة، بل امتلأت الأرض بالجهالة عن الله، وأخذ الإنسان يتصوَّر الله في صور خاطئة، فهو في نظره الإله المجهول الساكن وراء الجبال في غياهب الكون الرهيب كما تصوّره الأساطير الوثنية، وهو السيد المتعالٍ في سماه المنزَّه عن المادة والمترفع عن الحسيَّات، وهو السيد القاسي المنتقم الجبار الذي يحكم العالم بعصا من حديد ونار، يمسك بالسوط ليلهب ظهر كل من يخطئ.. وأي مولود امرأة لا يخطئ؟!، ويقف وخلفه البحيرة المضطرمة بالنار والكبريت ليلقي فيها كل من يخالفه الرأي.. حقًا قبل التجسد عاشت البشرية في جهل مريع، فيقول البابا أثناسيوس الرسولي " تركوا الله كلية، وأظلمت أنفسهم.. لم يكتفوا أن يصوّروا لأنفسهم التماثيل بدل الحق ويكرموا المخلوقات دون الله الحي، ويعبدوا المخلوق دون الخالق (رو 1: 25).. بل ذهبوا إلى أبعد من هذا.. وقد بلغ بهم الفجور إنهم تقدموا لعبادة الشياطين ونادوا بها آلهة، متمّمين بذلك شهواتهم.. قدموا محرقات من الحيوانات العديمة النطق وذبائح من البشر.. وأصبح كل البشر ينسبون سبب ميلادهم، بل وجودهم إلى الكواكب وكل الأجرام السماوية.. وبالاختصار لقد أصبح كل شيء مشبعًا بروح الكفر والاستباحة، وصار الله وحده وكلمته غير معروف" (تجسد الكلمة 11: 4-7). وإن كانت الخليقة لا تعرف الله فما الفائدة من وجودها كقول البابا أثناسيوس "لأنه أية منفعة للمخلوقات إن لم تعرف خالقها؟ أو كيف يمكن أن تكون عاقلة بدون معرفة كلمة (وفكر) الآب الذي أوجدهم في الحياة؟ لأنه إن كانت كل معلوماتهم محصورة في الأمور الأرضية فلا شيء يميزهم عن البهائم العديمة النطق. نعم، ولماذا خلقهم الله لو كان لا يريدهم أن يعرفوه؟" (تجسد الكلمة 11: 2) ثم يستكمل قائلًا "إن المخلص فعل ذلك (التجسد) حتى، كما يملأ كل الأشياء في كل الجهات بوجوده، كذلك أيضًا يملأ كل الأشياء من معرفته، كما يقول الكتاب المقدس أيضًا {الأرض كلها امتلأت من معرفة الرب}" (تجسد الكلمة 45: 2). بالتجسد رأينا الإله المتأنس أبًا حنونًا عطوفًا شفوقًا ودودًا ينتظر عودة الابن الضال ليحتضنه ويقبّله مهما كان منظره بشعًا، مؤكدًا "ابني هذا كان ميتًا فعاش" (لو 15: 24) وما أجمل قول القديس أثناسيوس " لقد أحب الله الإنسان في هوانه. أحب أن يكون واحدًا معه، وهذا هو التجسد" (1). بالتجسد رأينا الإله المتأنس طبيبًا حنونًا قد جاء من أجل الخطاة مؤكدًا "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى. لم أتِ لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة"(مت 9: 12، 13).. رأيناه خادمًا متواضعًا يشتد بمنديل ويغسل الأقدام "إن ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت 20: 28).. رأيناه راعيًا صالحًا يجوب الجبال والوديان عن الإنسان الخروف الضال، ومتى وجده يحمله على منكبيه فرحًا. بالتجسد اكتشف الإنسان أعماق محبة الله للبشر.. حقًا إنه محب البشر "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15: 13) وعلى رأي أحد الكُتّاب إنه لو كتب الله في كبد السماء بحروف من نور على مدى العصور والأجيال عبارة "الله محبة" ما أدركت البشرية هذه المحبة مثلما أدركتها بالتجسد والفداء "بهذا أظهرت محبة الله فينا إن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به" (1يو 4: 9) سمعناه يقول "أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو 10: 11) ورأيناه يفعل ما قاله على صليب العار فوق جبل الجلجثة. حقًا كانت معرفتنا لله قبل التجسد مشوشة، ولا أحد يستطيع أن يتصوَّر الله. أما بعد التجسد فأصبح من السهل أن يتصوَّر الإنسان الله في شخص الرب يسوع "والكلمة صار جسدًا وحلَّ بيننا ورأينا مجده مثل مجدًا كما لوحيد من الآب مملوءًا نعمة وحقًا.. الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر" (يو 1: 14، 18) ونستطيع أن نقول مع يوحنا الحبيب " الذي كان من البدء. الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة" (1يو 1: 1) فغير المرئي صار مرئيًا، وغير المحسوس صار محسوسًا، وغير الزمني دخل تحت الزمن، فالرب يسوع هو غير المرئي بلاهوته وهو المرئي بناسوته في آن واحد. أما الذين لا يؤمنون بالتجسد فكيف يتصوُّرون الله؟ إنه بالنسبة لهم هو الإله المجهول. بالتجسد عرفنا أعظم الأسرار عن اللاهوت إذ كشف الله لنا عن سر الثالوث القدوس، فرأينا الابن متجسدًا، ورأيناه يتحدث مع الآب ويحدثنا عنه، وسمعناه يحدثنا عن الروح القدس، وفي العماد أُستعلن لنا سر الثالوث القدوس. |
||||
30 - 06 - 2014, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 79 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حتمية التجسد الإلهي
التجسد ردَّ للإنسان كرامته بعد أن تسلط الشيطان القوي على البشرية في الحياة وبعد الموت.. من كان يستطيع أن يخلص البشرية المسكينة من قبضته إلاَّ الله الأقوى منه، وهذا ما حدث بالتجسد والفداء "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم إشترك هو أيضًا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس" (عب 2: 14) فعندما قال المصلوب "يا أبتاه في يديك أستودع روحي" هجم الشيطان عليه قائلًا هذه الروح البشرية ملك لي أنا، ففوجئ بنار اللاهوت فأضطرب وأراد أن يهرب، ولكن إلى أين؟.. قبض عليه ابن الله وهو متلبسًا بالتعدي على العزة الإلهية، وجرده من سلطانه، واقتحم مملكته وخلص أسرى الرجاء، ولم يعد للشيطان سلطانًا قط على أولاد الله، وفي ساعة الموت تحمل الملائكة روح الإنسان البار إلى الفردوس في زفة وفرحة عظيمة. وبعد أن أذل الشيطان الإنسان وأخرجه من فردوس كان فيه، جاء ابن الله وأعطاه ليس الفردوس المفقود، إنما وهبه الحياة الأبدية "إن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة" (1 يو 5: 11، 12). لقد فشل الإنسان أن يحيا حياة البر، فجاء ابن الله وأكمل عنا كل برّ، وفي عماده قال ليوحنا "اسمح الآن. لأنه هكذا يليق بنا أن نكمّل كل بّرٍ" (مت 3: 15)، وفشل الإنسان أن يصوم صومًا روحانيًا مقدسًا، فجاء ابن الله وصام عنا، ولم يعرف الإنسان كيف يصلي كما ينبغي فعلمنا ابن الله الصلوات النقية عندما كان يقضي الليل كله في الصلاة ومناجاة الآب، وفشل الإنسان في الخضوع لمشيئة الله، فجاء ابن الله وخضع لمشيئة الآب "طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله" (يو 4: 34) وفشل الإنسان في إتمام وصايا الناموس، فجاء ابن الله وتمم الوصايا وقال "لا تظنوا إني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل" (مت 5: 17) ، وفشل الإنسان في حياة التواضع والوداعة، فجاء ابن الله وقال "تعلموا مني. لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 11: 29). وبالجملة لقد أعاد الله للإنسان بالتجسد كرامته المفقودة.. ألا يكفي أن يصير الله إنسانًا!! ويقول د. موريس تاوضروس بتصرف عن الفرنسية "ويكفي لنا أن نتأمل كيف صار الله إنسانًا حتى ندرك على التو كيف أصبح الإنسان مكرما. بل هنا يبدو السمو والرفعة على أكثر ما تكون عليه درجات السمو والرفعة. فإن الخالق قد أكسب البشرية جلاله وعظمته.. وبذلك سما الإنسان وارتفع قدره، وبمقدار ما تنازل الله ليقترب من الإنسان بمقدار ما ارتفع الإنسان ليشبه بالله، ولقد رأينا المسيح {المعبود} في صورة إنسان {عابد} وبذلك أمكننا أن نرى الإنسانية {العابدة} في صورة الإله {المعبود}، وأوضح المسيح بصريح العبارة إنه الكرمة ونحن الأغصان، كما أوضح الرسل أيضًا إننا أعضاء في جسد المسيح الواحد.. فتأمل معي إنك غصن في الكرمة التي هي المسيح، وتأمل أيضًا إنك عضو في جسد المسيح.. أليس معنى ذلك إننا في المسيح الإله المتأنس، فهل هناك كرامة تفوق هذه الكرامة" (1). |
||||
30 - 06 - 2014, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 80 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب حتمية التجسد الإلهي
التجسد ميَّز المسيحية عن أديان الأرض كلها ليست الميزة في المسيحية تعاليمها الأخلاقية السامية فحسب، ولكن الميزة الأولى هي في حقيقة التجسد الإلهي، فكما إن التجسد الإلهي حادثة فريدة هكذا المسيحية دين فريد، فالمسيحية هي إنها حققت الصلة الكاملة بين الله والإنسان.. بين الخالق والمخلوق.. بين المعبود والعابد.. حقًا ما أوسع المسافة بين الله الخالق المعبود القدوس القوي اللامتناهي وبين الإنسان المخلوق العابد الخاطئ الضعيف؟!.. إنه فارق لا نهائي بين نقطتين متباينتين، ولكن هذا الفارق اللانهائي والمسافة الشاسعة قد اختفت في شخص الرب يسوع، ويقول د. موريس تاوضروس بتصرف عن الفرنسية "فالأديان جميعها تتفق على ضعة الإنسان إذا قيس بسمو الله، وعلى حقارة الإنسان إذا قيس بقداسة الله، وعلى النظرة إلى الإنسان كأنه لا شيء إذا قيس بالله الذي هو كل شيء، ويبقى السؤال قائمًا: كيف تتم علاقة وتقع صلة بين الله والإنسان مع وجود هذا الفارق العظيم اللانهائي بين الله والبشر؟ وتاريخ الأديان يظهرنا على محاولات عدة لتفسير هذه الرابطة ولتحقيق هذا الاتصال. من ذلك مثلًا إنهم كانوا يعتقدون بمخلوق وهمي لا هو بالإلهي ولا هو بالإنساني الخالص. إنما هو وسط بين الاثنين يجمع بين الطبيعتين ويمثل كلا العالمين السماوي والأرضي. وأيا كان هذا المخلوق الوهمي "النصف إلهي" فإننا لا نستطيع أن نعرف هل هو إنسان أم هو إله. فليس هو بالإله المتأنس ولا هو بالإنسان الإلهي. لكنه يجمع بينهما دون وحدة، أو هو آنيتان وليس آنية واحدة. إن الإجابة على الأسئلة السالفة الذكر.. نجدها في عقيدة التجسد المسيحي، العقيدة التي تقول إن الله صار إنسانًا، وهذه الصيرورة تفوق الوصف. هي إتحاد عميق لم يصبح الإله على إثره نصف إنسان. ولم يسمَ الإنسان على إثره فيصبح إلهًا إنه إتحاد لا يغير في طبيعة الله ولا طبيعة الإنسان، ولكنه يزيل الفاصل بينهما ويبطل المسافة التي تباعد الواحد عن الآخر. إنه إتحاد من نوع فريد. وفي هذا الإتحاد لا نرى الإله وحده أو الإنسان وحده، ولكننا نرى ذاتًا واحدة، أو آنية واحدة هي التي كان يعبر عنها السيد المسيح على الدوام بلفظ أنا.. وإذا كان الدين ليس أكثر من الرابطة التي تقوم بين الخالق والمخلوق، فهو من جهة المخلوق عبادة وتضرع وصلوات، ومن جهة الخالق رحمة وعطف وغفران. جاز لنا أن نقول إن المسيح الذي فيه اتحد الخالق مع المخلوق هو ذاته الدين، ولم يصبح بعد ذلك ثمة صعوبة إذا قلنا إن الدين المسيحي هو دين الكمال أو الدين الكامل، وإن قيمته مستمدة من التجسد.. يقول الأب بياردونتان "ما هو الدين في حقيقته؟ إن في لفظة دين Religion فكرة الترابط والعلاقة. أي فكرة إتحاد الإنسان بالله، ومن ثم تكون أحسن ديانة تلك التي تحسن الربط بين الطرفين. الإنسان بالله.. وإذ يمتلك يسوع تمام الطبيعة الإلهية والطبيعة البشرية يمثل الرباط الكامل بين الله والإنسان.. ومن ثم ينبغي علينا أن نبقى فيه لأننا هناك نجد الله" (1) |
||||
|