منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 05 - 2014, 03:49 PM   رقم المشاركة : ( 71 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,452

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

أثيناغوراس
سيرة - تعاليم - أقوال

أولًا: سيرته:

1- دخوله الإيمان:

* هو رجل أثيني أقام بمدينة الإسكندرية، وكان يشغل وظيفة هامة في متحفها، وكان من أساطين الديانة الوثنية ومن أنصار المدرسة الأفلاطونية الحديثة. حيث كان يدير بالإسكندرية مدرسة وثنية تنهج نهج الأفلاطونية المحدثة.
* كان كغيره من الأفلاطونيين يكره الديانة المسيحية ويعمل على مقاومتها حتى أنه انكب على دراسة الكتاب المقدس لعله يجد فيه منفذًا للطعن والنقد، لكنه ما كاد ينتهي من قراءته حتى ترك فيه أثرًا عميقًا، جاذبًا إياه إلى الإيمان عام 176 م.، وصار من أنصار المسيحية ومن أكبر المدافعين عنها، ولذلك لُقب بأثيناغوراس المدافع، ولما وثق به المسيحيون قبلوه ونال المعمودية المقدسة، وعهدوا إليه بمهمة التعليم في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، وظل مع ذلك يرتدى ثياب الفلاسفة كما كان من قبل.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
2- نظرته إلى الفلسفة:

* أثيناغوراس كان فيلسوفًا ينتسب إلى الأفلاطونية الحديثة لكنه لم يخضع له تمامًا خصوصًا بعد أن تحول إلى الإيمان المسيحي، أنه كان يتخير أفضل ما في المذاهب الفلسفية جميعها، حتى قيل أنه أول القائلين بمذهب التخير وانتقاء المذاهب، ويرى أن كل مذهب يحمل نصيبًا من الحقيقة، لهذا يليق بالإنسان أن يطلب الحقيقة كاملة باختياره هذه الأجزاء وتوحيدها معًا، ولكن أثيناغوراس نادى بعجز الفلاسفة عن الوصول إلى الحق الكامل لذلك كان لابد من الوحي الأتي عن طريق الأنبياء (دفاع ف7).
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
3- أسلوبه:

* يتميز بالأسلوب الراقي ويعتبر، من أروع المدافعين المسيحيين ويفضل أن يقتبس من الشعراء والفلاسفة ويستعمل التعبيرات والجمل الفلسفية.


كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
* أسلوبه وبلاغته تؤكد انتماؤه للمدرسة البلاغية.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثانيًا: تعاليمه

القسم الأول: كتاباته

الكتاب الأول: الالتماس من أجل المسيحيين (شفاعة من أجل المسيحيين).

* كُتب حوالي عام 177 م. موجه إلى الإمبراطور وابنه كومودوس ليسيوس أوريليوس.
* في المقدمة (فصول من 3:1) يذكر هدف الالتماس بوضوح "ستعلم من هذه المقالة إننا نعانى ظلمًا يتنافى مع كل قانون وكل عقل، وهذا يتطلب من الحكام أن يُبطلوا بالقانون هذه المعاملة الشائنة".
* من فصول (4-36) يفند أثيناغوراس الاتهامات التي يُكيلها الوثنيون للمسيحيون وهى ثلاثة اتهامات.
1 - الإلحاد.
2 - أكل لحوم البشر.
3 - زنا المحارم (الاتصال الجنسي مع المحارم أو المعاشرات الأوديبية).
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
وتتلخص ردود أثيناغوراس على هذه الاتهامات هكذا:

1 - المسيحيون ليسوا بلا إله (ملاحدة) فرغم أنهم لا يؤمنون بالآلهة المتعددة، إلا إنهم يؤمنون بالإله الواحد... إننا نجد من الشعراء الوثنيين والفلاسفة من يؤمنون بالإله الواحد ولا يستطيع أحد أن يتهم هؤلاء الناس بأنهم ملحدين مع أن أدلتهم ضعيفة وبرهانهم بسيط.
* أن المسيحيون استلموا إعلانًا وتعليمًا إلهيًا من أنبيائهم الموحى إليهم بالروح القدس وعندهم الأدلة على سبب إيمانهم، أن المفهوم المسيحي عن الله أكمل وأنقى مما عند الفلاسفة، وهذه حقيقة يثبتها المسيحيون ليس بالكلمات ولكن بالأعمال أيضًا.
بدلًا من أن يكرهوا أعدائهم فأنهم يحبونهم.
بدلًا من أن يلعنوهم ويتكلموا عليهم بالشر فأنهم يصلون عنهم ويباركونهم.
* وبيننا سوف تجد أشخاصًا غير متعلمين وصناعًا (حرفيين) ونساء وعجائز، الذين وإن لم يستطيعوا أن يشرحوا بالكلمات ويثبتوا صحة عقيدتنا إلا أنهم بأعمالهم يظهرون ثمرة اقتنائهم لهذا الحق (دفاع ف11).
* ومن أجل ذلك هم يعبدون إله واحد، وليس آلهة متعددة وليس لديهم ذبائح مثل الوثنيين ولا يعبدون العالم الذي هو قطعة فنية عظيمة ولا أي صنم، لكنهم يعبدون خالق العالم.
* المسيحيون يعبدون إلهًا يختلف في صفاته عن آلهة الوثنيين، فهو (روح سرمدي، بسيط، متميز عن المادة، وهو الخالق الواجب الوجود، وهو وحده المسيطر على الكون، ولكن المسيحيون يعرفون في هذا الإله الواحد أنه آب وابن وروح قدس، هو واحد في الجوهر).
* فالمسيحيون مؤمنون بالله وليسوا ملاحدة، ولا يقدمون ذبائح دموية لأن إلههم لا يطلب إلا ذبيحة القلب والطهارة والبر.
* وإن كان المسيحيون لا يعبدون الآلهة الوطنية، فذلك لأنها مخلوقة، ولأنها في الحقيقة ليست آلهة، بل كانوا بشرًا رُفعت بواسطة البشر إلى مرتبة الآلوهة كما يعترف بذلك شعراء الوثنيين وفلاسفتهم وكهنتهم ومؤرخيهم.
2 - المسيحيون لا يأكلون لحوم البشر، أنهم لا يقتلون أي إنسان، المسيحيون لا يمتنعون عن القتل فقط بل يُحولون أنظارهم عن رؤية أية جريمة قتل على عكس الوثنيين الذين يجدون في ذلك مسرة خاصة كما تشهد بذلك مشاهد المصارعة والقتل.
* المسيحيون يحترمون الحياة البشرية أكثر من الوثنيين ولذلك فالمسيحيون يُحرمون الإجهاد وتعريض الأطفال لخطر الموت، وقتل الأولاد، وألعاب المصارعة، وهى أمور يرتكبها الوثنيين، أما المسيحيون فيعتبرونها أنواع من القتل وقسوة ووحشية.
* أن عقيدة المسيحيين في قيامة الجسد تتنافى مع هذا الاتهام، لأنه كيف يستطيع مسيحي يؤمن بقيامة الأجساد، أن يرتضى أن يكون قبرًا لجسدًا آخر - لابد أن يقوم ثانية، إن هذا الاتهام يُصدق على قوم ينكرون القيامة ولا يُصدق على المسيحيون الذين يؤمنون بحقيقة القيامة والدينونة والحياة الأبدية.
3 - أما المسيحيون ليست عندهم المعاشرات الأوديبية.
* التاريخ يقول لنا أن الفضيلة تُتهم وتُضطهد من الرذيلة، المسيحيون بعيدون عن مثل هذا الاتهام لا يرتكبون الجرائم ولا يسمحون لأي خطية تُدنس نقاوة الفكر، يؤمنون أن الله رقيب على أفكارهم وحركات قلوبهم وإنهم سيُدانون على كل فكر شرير يمنعون عن أنفسهم حتى النظرة الشريرة، فكم بالحري يَعِفون عن أعمال النجاسة،المسيحيون يُكرمون الزواج، والبتولية هي حياة طاهرة كاملة. المسيحيون يزدرون بالحياة الحاضرة، والبعض منهم يحيا في حياة طهارة كاملة متبتلًا لله، والبعض الآخر تزوج بقصد الإنجاب فقط.
* أنهم يعتبرون الزواج الثاني نوعًا من الزنا المستتر -ليس عند المسيحيون اختلاط أوديبى- أن هذا الاتهام يصدق على الوثنيون وآلهتهم مثل الإله زيوس الذي روى عنه الوثنيون أنه أنجب من أمه ومن أبنته وتزوج بأخته.
* والآن وبعد أن فندت هذه الاتهامات العديدة وبرهنت لكم أننا أتقياء ولطفاء، أشيروا لنا برؤوسكم أنكم موافقين لأنه من ذا الذي يستحق أن يٌجاب إلى طلبه مثلنا، نحن الذي نصلى لأجل مُلككم، لكي يُحفظ المُلك في العائلة فيتولاه الابن عن الأب، لكي تنمو المملكة وتزدهر ويخضع جميع الناس لسلطانكم وسيادتكم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الكتاب الثاني: قيامة الموتى:

(فصول من 1-10)

* يتحدث عن الله والقيامة ويظهر حكمة الله وقدرته الكلية وعدله الذي لا يتعارض مع القيامة، وهذه الصفات الإلهية تتوافق مع عقيدة القيامة موضحًا أن اعتراضات الفلاسفة على القيامة تقوم بسبب الإدعاء بنقص معرفة الله أو قدرته أو مشيئته في القيامة، فمن جهة المعرفة فأن الله الذي يخلق الأجساد يعرف كيف يقيمها، ومن جهة القدرة، ألا يقدر الذي يخلق الأجساد من العدم أن يُعيد تكوينها حتى لو تحللت أو تناثرت أو اندمجت عناصرها في الأرض أو في النبات أو في الحيوان، أو في الإنسان. أما من جهة المشيئة فأن الله لا يشاء القيامة متى كان سيلحق المُقام من الأموات ظلم، أو متى كان في القيامة ما يُشين الله، لكن الذي يُقام من الأموات لا يلحقه أي ظلم وليس في القيامة ما يًشين الله.
(فصول من 11-25)

* يتحدث عن الإنسان والقيامة فالقيامة ضرورة بحسب الطبيعة البشرية للأسباب الآتية:
1 - الإنسان خُلق للأبدية (ف12-13).
2 - الإنسان يتكون من جسد ونفس وهذه الوحدة التي يفكها الموت لابد أن تُستعاد بالقيامة ليحيا الإنسان إلى الأبد (ف14-17).
3 - لابد للجسد والنفس أن يشتركا في الثواب أو العقاب، فمن غير العدل أن يُكافأ الجسد وحده على الأعمال الصالحة، فالحقيقة أن النفس شريكة مع الجسد (ف18-23).
4 - الإنسان خُلق من أجل السعادة التي لا يمكن أن تتحقق هنا على الأرض ولكن في حياة أخرى (ف24-25).
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
القسم الثاني: مفاهيم أثيناغوراس اللاهوتية

1- أثيناغوراس أول من حاول أن يبرهن على وحدانية الله، بطريقة علمية، إنه يحاول أن يؤسس تأمل سببي لوحدانية الله، من خلال شهادة الأنبياء، أنه يفعل هذا بدراسة العلاقة بين وجود الله والمكان.
* يقول إذن يمكننا على هذا الأساس أن نعرفكم بالأدلة والحجج التي يستند إليها إيماننا في أن هناك إلهًا واحدًا منذ الأزل، وهو الذي أبدع الكون... لو كان هناك منذ البدء إلهان أو أكثر، فإنهم إما أن يكونا جميعًا في مكان واحد، وإما أن يكون كل واحد منهم في مكان خاص به على إنفراد، لكنهم لا يمكن أن يوجدوا معًا في مكان واحد لأنهم إذا كانوا آلهة فلن يكونوا متشابهين، ولما كانوا غير مخلوقين لذلك يختلف كل منهم عن الآخر، إذ أن كل إله من هذه الآلهة منفصلًا عن الآخر، وكان الإله الذي خلق العالم موجودًا فوق جميع المخلوقات، وحول الأشياء التي خلقها، فأين يوجد الإله أو الآلهة الأخرى. لأنه إذا كان العالم وهو كروي محصورًا في داخل دوائر الفلك وكان خالق العالم كائنًا فوق كل الخليقة ويديرها بعنايته الإلهية، واهتمامه بهذه الخلائق، فأين إذًا موضع الإله الثاني أو الآلهة الأخرى.
2- أثيناغوراس أكثر وضوحًا وأقل تحفظًا من يوستينوس الشهيد في تعريف اللوغوس ووحدته مع الآب هو يتجنب الحديث عن تبعية الابن للآب التي نادى بها المدافعين اليونانيين الآخرين، ويبدو ذلك واضحًا في الفقرات التالية:
* إننا نُقر بإله واحد، غير مخلوق، أزلي أبدى (سرمدي) غير منظور، غير قابل للتأثر أو الانفعال لا يمكن إدراكه، غير محدود، يُدرك على نوعًا ما بالعقل وحده، وهو الذي يكتنفه النور، والجمال، والروح، والقوة التي لا يُعبر عنها وبه، خلق الكون بواسطة كلمته، وبه نظم وبقى في الكون.
* (قُلت كلمته) لأننا نعترف بابن الله، ولن أسمح لإنسانًا ما أن يظن من السخرية أن يكون لله ابن، ولو أن الشعراء في روايتهم وخرافتهم لا يصفون الآلهة بصفات تسمو عن البشر، إلا أن أسلوب تفكيرنا يختلف عن أسلوب تفكيرهم فيما يختص بالله الآب أو الابن.
* لكن ابن الله هو كلمة الآب، في الرأي، (الصورة) والفعل، لأن جميع الأشياء قد صُنعت به وعلى مثاله -فالآب والابن هما واحد- ولما كان الابن في الآب والآب في الابن، في وحدة الروح وقوته فإن الفهم والعقل (العقل والكلمة) في الآب هو ابن الله.
* ولكن إذا لاح لكم نظرًا لذكائكم المفرط أن تبحثوا عن المقصود بالابن، فإنني أقرر في إيجاز أن الابن هو أول نتاج الآب لا من حيث أنه أخرجه إلى الوجود، إذ أن الله منذ البدء وهو الفكر الأزلي الأبدي السرمدي - ويوجد فيه الكلمة، وهو منذ الأزل كائن مع الكلمة من حيث أنه قد برز ليكون الصورة والقوة الفاعلة لجميع الأشياء الهيولية.
* وهو منه بمثابة طبيعة ليس لها خواص أو عوارض ساكنة (غير متحركة) تمتزج فيها الجزئيات الثقيلة بالجزئيات الخفيفة.
* كما أن الروح النبوي أيضًا يوافق أقوالنا فهو يقول الرب صنعني (فناني).
3- أما عن الروح القدس فيقول أثيناغوراس نحن نؤكد أن الروح القدس أيضًا العامل في الأنبياء ونؤكد أنه ينبثق من الله (يتدفق من الله) يصدر عنه ويرجع ثانية إليه مثل شعاع الشمس.
4- يقول عن الثالوث القدوس "إننا لسنا مُلحدين إننا نعترف بالله الواحد، ومن ذا الذي لا يندهش عندما يسمع أُناس يتكلمون عن الله الآب، وعن الله الابن، والله الروح القدس نعترف بما لهم (للثالوث) من قوة في الإتحاد وتمايز في الترتيب - أيقال بعد ذلك أننا مُلحدين" (الدفاع ف10).
5 - أما عن وجود الملائكة يقول "أننا نؤمن بجمهور الملائكة والخدام الذين أرسلهم خالق العالم وصانعه - عينهم ووزعهم في مواقع معينة، في أعمال عديدة بواسطة الكلمة ليعتنوا بالسماء والعالم، وكل المصنوعات التي فيها وبالأمور الحسنة".
6 - يشهد أثيناغوراس شهادة حسنة بالتعليم عن الوحي فيقول "سلك الشعراء والفلاسفة في هذا الموضوع كما في غيره على سبيل التخمين وقد اندفع كل منهم محاولين أن يجدوا الحق ويُدركوه، لكنهم لن يكونوا أهلًا بالتمام لإدراك الحق إذ حُسبوا أن من اللائق أن يتعلموا عن الله، لا من الله نفسه، بل كمن يتعلم من ذاته، لهذا انتهى كل منهم إلى رأى خاص فيما يتعلق بالله وبالمادة وشكلها والعالم... أما من جهتنا نحن فلنا الأنبياء شهود على صحة ما نؤمن به... الأنبياء هم أُناس تكلموا عن الله وما يتعلق بهم، مُسوقين بروح الله... وأنتم أنفسكم إذ تفوقون جميع الناس فطنة وتقوى نحو الإله الحق وتُسلمون معنا، بأنه من المحال بالنسبة لنا أن لا نؤمن بالروح الذي من الله... وهو الذي يحرك أفواه الأنبياء كما لو كانت آلات موسيقية".
* أصوات الأنبياء تثبت أدلتنا، ويُخيَّل إليَّ أنكم أنتم أيضًا، بما لكم من حماس للمعرفة عظيم، وإحاطة كبيرة بالعلوم والآداب.... لا يمكن أن تكونوا جاهلين بما كتبه موسى أو أشعياء أو أرمياء أو سائر الأنبياء هؤلاء الذين نطقوا بما أُوحى إليهم، في غيبوبة عن الحس سمت بهم عن عمليات النقل الطبيعية وذلك بفضل قوة الروح القدس الذي استخدمهم، ونفث فيهم كأنه لاعب الناي ينفخ في نايه (دفاع ف8).
7 - نظرة أثيناغوراس إلى البتولية أنها واحدة من أعظم ثمار الأخلاق المسيحية إذ يقول "سوف تجدون بيننا رجالًا ونساءً كبروا ولم يتزوجوا أملًا في أن يحيوا مع الله حياة أكثر إتحادًا وكمالًا (دفاع ف 33).
* بهذه الكلمات يوضح سمو البتولية وأنها هدف إيجابي يسعى إليه المسيحيون.
8 - فكرة أثيناغوراس عن الزواج يقول "نحن نترجى الحياة الأبدية، ونزدرى شئون هذه الحياة، حتى مسرات النفس، فكل منا يحسب المرأة التي تزوجها زوجة له حسب القوانين التي أوضحناها. والقصد من الزواج هو إنجاب الأولاد فقط، كما أن الرجل يُلقى البذار في الأرض منتظرًا الحصاد، هكذا نحن نضبط شهواتنا فلا نسمح لها إلا في حدود إنجاب البنين".
_____
(*) المرجع:
الآباء المدافعون القمص مينا ونيس
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 05 - 2014, 03:51 PM   رقم المشاركة : ( 72 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,452

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

ثيؤفيلوس الأنطاكي
سيرة - تعاليم - أقوال

أولًا: سيرته:

1- ميلاده: وًلد بالقرب من نهر الفرات من أبوين وثنيين.
2 - قبوله الإيمان: قبل الإيمان المسيحي في شبابه بعد تفكير طويل ودراسة للأسفار المقدسة ويصف تحوله للإيمان المسيحي بقوله "لا تكن شككًا بل آمن لأني أنا نفسي قد اعتدت أن أشك في قيامة الأموات، وعن إمكانية حدوثها، أما الآن فبعدما فكرة جيدًا في هذه الأمور آمنت وفي الوقت نفسه قرأت الأسفار المقدسة التي للأنبياء القديسين الذين بروح الله سبقوا وأخبروا عن الأمور التي حدثت فعلًا تمامًا كما حدثت، وعن الأمور التي تحدث الآن وعن الأمور المستقبلية التي ستحدث الآن تمامًا، كما قالت عنها النبوات لا أعود أشك بل أؤمن طاعة لله".
3 - ثقافته: تثقف بثقافة هيللنية.
4 - وظيفته: كان هو الأسقف السادس في أنطاكية بعد بطرس وأنوديوس وأغناطيوس وهيرون وكرنيليوس وإيروس.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثانيًا: كتاباته:

* نشط في إنتاجه الأدبي حوالي سنة 180 م. ولم يصلنا منها إلا ثلاثة أعمال فقط بعنوان إلى أوتوليكيوم.
* في هذه الكتب الثلاثة يدافع ثيؤفيلوس الأنطاكى عن المسيحية ضد اتهامات صديقه الوثني أوتوليكيوم.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
1 - في الكتاب الأول يتحدث عن جوهر الله الذي لا يُرى إلا بعيني النفس يقول "لا يرى الله إلا هؤلاء الذين يُعطون إمكانية رؤيته عندما تنفتح عيون نفوسهم، لأن الجميع لهم عيون ولكن البعض عيونهم مغشية ولا تبصر ضوء الشمس، ولكن ليس معنى أن الأعمى لا يبصر فأن ضوء الشمس لا يسطع، لكن دع العميان يلومون أنفسهم وعيونهم، وكما تلمع المرآة هكذا يجب أن ينقى الإنسان نفسه، وعندما تكون المرآة غير نقية (صدئه) فلا يمكن أن يرى وجه الإنسان فيها. هكذا عندما يكون الإنسان في خطية لا يستطيع أن يرى الله".
* يتحدث ثيؤفيلوس عن سخافات الوثنية وعن الاختلاف بين تكريم الإمبراطور والعبادة اللائقة بالله يقول "أنا سأكرم الإمبراطور لكنى لم أعبده، بل سأصلى لأجله، أما الله الإله الحقيقي الحي فإني أعبده عارفًا أن الإمبراطور مخلوق بيدي الله.
* في نهاية الكتاب الأول يقول ثيؤفيلوس عن أهمية لقب المسيحيين الذي كان يسخر منه بعد أن شرح عقيدة القيامة يختم بقوله "لقد قلت لي أرني وجهك... هذا هو إلهي وأنا أشير عليك بنصيحة أن تخافه وتؤمن به" (14:1).
2- في الكتاب الثاني يقارن ثيؤفيلوس بين تعاليم الأنبياء الموحى إليهم بالروح القدس وبين حماقات الديانة الوثنية والأقوال المتناقضة التي يقولها الشعراء اليونانيين مثل هوميروس وهزيود وعن أقوالهم عن الآلهة وأصل العالم.
* يُقدم ثيؤفيلوس وصفًا لسفر التكوين وعن خلق العالم والجنس البشرى والفردوس والسقوط ويستخدم التفسير الرمزي وفي النهاية يستشهد ببعض تعاليم الأنبياء عن كيفية إكرام وتوقير الله وعبادته عبادة لائقة، وعن الحياة البارة، والسلوك بلا عيب
* من الممتع أن نجد أن ثيؤفيلوس يقتبس من أقوال العرافين عن جمال الإيمان بالله الواحد.
3- في الكتاب الثالث: يشرح سمو المسيحية من وجهة نظر أخلاقية ويُفند كل افتراءات الوثنيين، واتهام المسيحيون بالفساد الأخلاقى، ويتحدث عن الفساد الأخلاقي السائد في الديانة الوثنية والواضح من الشر الذي ينسبه الشعراء والفلاسفة الوثنيين إلى آلهتهم، وأخيرًا لكي يُظهر أن التعليم المسيحي أقدم من كل الديانات الأخرى..
* يستشهد ثيؤفيلوس بتاريخ العالم لكي يثبت أن موسى وكل الأنبياء كانوا أقدم من كل الفلاسفة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثالثًا: كتاباته المفقودة:

* أشار يوسابيوس في تاريخ الكنيسة (24:4) أنه كتب ضد هرطقة هرموجينيس وكتب ضد مرقيون وله كتابات للموعوظين.
* كما أشار جيروم في كتابه مشاهير الرجال أن ثيؤفيلوس كتب تفاسير للأناجيل وهى بمثابة عظات للموعوظين، وله عن أمثال سليمان، كما له عن توافق الأناجيل كما أن ثيؤفيلوس يشير إلى عمل سابق له في التاريخ.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
رابعًا: أسلوبه:

* يتضح من كتاباته أنه ذو خبرة في البلاغة وهو يكتب بأسلوب سهل غنى، مليء بالحياة والقوة، وهو متمكن جدًا في الأساليب والتركيبات اللغوية، ومما يُزيد من جاذبية عمله، كثرة التشبيهات والاستعارات الدقيقة، وهو دارس جيد للآداب والفلسفة، حيث يقتبس مقاطع منها ومع ذلك فقد أخذ من نفس المصادر التي أخذ منها المدافعون اليونانيون الآخرون وهو يستشهد بكتابات العهد الجديد أكثر منهم، وهو يرى أن كتبة العهد الجديد موحى إليهم بالروح القدس مثل أنبياء العهد القديم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
خامسًا: مفاهيم ثيؤفيلوس اللاهوتية:

* ثيؤفيلوس أول من استعمل تعبير الثالوث عن الاتحاد بين الثلاثة أقانيم في الله يعتبر أن الثلاثة أيام التي سبقت خلقت الشمس والقمر صورة من صور الأقانيم الثلاثة.
1- الأيام الثلاثة التي سبقت الأنوار نماذج للثالوث القدوس وكلمته وحكمته (15:2).
2- يُميز ثيؤفيلوس بين اللوغوس العقلي وبين اللوغوس الكلمة الشفوية من الفم، يقول "أعطانا الله الكلمة العقلي، والكلمة مولود من الله، منبعث منه (مولود منه) ويلقب بالحكمة مولود قبل كل الخليقة، وهو الكلمة الذي به خلق الكل وبه خلق كل الأشياء" (10:2).
* اللوغوس تكلم مع آدم في الفردوس، "الله الآب للكل بالضرورة غير محصور ولا محدود في مكان معين، لأنه لا يوجد مكان يسعه، ولكن كلمته الذي به خلق العالم، هو قوته وحكمته، أعلن لنا شخص الآب، سيد الكل، ذهب إلى الجنة في شخص الله وتحادث مع آدم، لأن الكتابات الإلهية تُعلمنا أن آدم سمع صوتًا، ولكن أي صوت هذا إنه كلمة الله الذي هو أيضًا ابنه، ولكن ليس كما تخبرنا قصائد وكتابات الأساطير عن أحاديث أبناء الآلهة، ومجادلاتهم، ولكن في الحقيقة الكلمة الذي هو دائمًا موجود وكائن في قلب الله -لأنه قبل أن تكون الخليقة كان هو نفسه مُشيرًا وهو عقله وفكره ولكن عندما أراد الله أن يخلق ويُنظم العالم ولد الكلمة المطلق الذي هو بكر كل الخليقة- ليس تجريدًا أو إفراغًا للكلمة، ولكنه ولد العقل ودائمًا يتحادث مع العقل" (22:3).
* ثيؤفيلوس مثل يوستينوس وإيريناؤس يتطلع إلى خلود النفس ليس بالنظر إلى طبيعتها ولكن كمكافأة لحفظها وصايا الرب "النفس الإنسانية في طبيعتها ليست خالدة أو فانية ولكن لديها القدرة أن تتمتع بالخلود.
* يقول "هل خُلق الإنسان من طبيعة فانية؟ بالطبع لا، هل خلق من طبيعة غير فانية؟ لا نستطيع أن نُثبت ذلك، ولكن يسأل واحد ممن صُنع إذن..؟
* إن خليقته ليست فانية أو خالدة، لو كانت طبيعته فانية فإن الله سوف يحكم عليه بالموت.
* إذن ليست خالدة أو فانية.. إنه يجمع بين الطبيعتين، إنه يحمل الخلود لو حفظ وصايا الله وعلى ذلك سوف ينال المكافأة، وهى أنه ينال الخلود وعدم الموت ويصير إلهًا (بمعنى أن يصير وارثًا لله) ولكن من ناحية أخرى إذا خالف الله فسوف يُجازى بالموت،ولذلك فإن الله خلق الإنسان حرًا يملك القوة بنفسه ويُحدد مصيره" (27:31).
_____
(*) المرجع:
الآباء المدافعون القمص مينا ونيس
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 05 - 2014, 03:54 PM   رقم المشاركة : ( 73 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,452

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

ميليتو أسقف ساردس
سيرة - تعاليم - أقوال

أولًا: سيرته

1 - هو واحد من أعظم الشخصيات الموقرة والمهيبة في القرن الثاني الميلادي.
2 - كان أسقف ساردس وهو إحدى مقاطعات Lydia وهى من مدن مقاطعة آسيا الرومانية.
3 - كان كاتبًا لامعًا خصب الثمار في موضوعات عديدة في النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي.
4 - وصف بأنه من أعظم المنيرين الذين أناروا آسيا وعاشوا وماتوا فيها.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثانيًا: دفاعه:

1- في عام 170 م. تقريبًا أرسل دفاعه عن المسيحيين إلى الإمبراطور مرقس أوربليوس.
2 - أول من أشار في دفاعه إلى أهمية المسيحية بالنسبة للإمبراطورية الرومانية، ويرى أن المسيحية والإمبراطورية شقيقتان توأمان بالإضافة إلى الديانة - أن المسيحية بالنسبة للدولة الرومانية تعنى البركة والرفاهية الاجتماعية ويقول في دفاعه إلى الأمبراطور مرقس أوريليوس "أن الحوادث التالية حلت بنا في عهده لأن ما لم يحدث قط من الاضطهاد من قبل يعانيه جنس الأتقياء، إذ طردوا من آسيا بأوامر جديدة - فالوشاه الوقحون والطامعون في ممتلكات غيرهم، انتهزوا فرصة هذه الأوامر وصاروا يسطون وينهبون نهارًا وليلًا ويجردون الأبرياء من ممتلكاتهم.
* ثم يقول الإمبراطور " إن كانت هذه الأوامر تحدث بأمرك فمرحبًا بها، لأن الحاكم العادل لن يتخذ إجراءات ظالمة، ونحن فعلًا نقبل شرف الموت هكذا... على إننا نقدم إليك هذا الرجاء الوحيد، هو أن تُحقق بنفسك أولًا مع مسببي هذا النزاع، وعندئذ تحكم بعدل إن كانوا يستحقون الموت والقصاص، أو الأمان والراحة، أما إذا كانت هذه المشورة وهذه الأوامر الجديدة التي لا يليق تنفيذها حتى على الأعداء المتوحشين ليست منك... فإننا بالأولى نلتمس منك ألا تتركنا معرضين لهذا النهب الطائش من الغوغاء".
* ثم يضيف قائلًا: "أن فلسفتنا ازدهرت سابقًا بين البربر، ولكنها إذ انتشرت بين الأمم الخاضعة لك وقت حكم سلفك أغسطس، أصبحت بركة لإمبراطوريتك بصفة خاصة فقوة الرومانيون ازدادت قدرة وعظمة منذ ذلك الوقت. وقد ارتقيت (أنت) إلى عرش الإمبراطورية كمشتهى من الشعب، وهكذا ستستمر مع ابنك أن كنت ترعى الفلسفة التي نمت مع الإمبراطورية، والتي ظهرت مع الوجود مع أغسطس تلك الفلسفة التي أكرمها أسلافك مع الديانات الأخرى. وأقوى دليل على أن تعاليمنا ازدهرت لخير إمبراطورية ناشئة، هو أنه لم يحدث أي شر منذ حكم أغسطس، بل بالعكس كان كل شيء جليل ومجيد بسبب صلوات الجميع.
* إن نيرون ودومتيانوس وحدهما، إذ فتحا آذانهما لبعض الوشاة، أرادا الافتراء على تعليمنا وعنهما انتقلت الأكاذيب واتهم المسيحيون باتهامات باطلة.
* ولكن أبائك الصالحين صححوا جهلهما، وذلك بتوبيخاتهم المكتوبة المستمرة لمن تجاسروا على محاولة اتخاذ إجراءات جديدة ضدهم، ومن بينهم جدك هادريان الذي كتب إلى كثيرين، وأيضًا إلى فوندانوس -وإلى آسيا وحاكمها- وكتب أبوك عندما كنت تحكم معه -إلى المدن- مانعًا إياها من اتخاذ أي إجراءات ضدنا. ومن بين هذه المدن كتب إلى أهل لاريسا -وإلى التسالونيكيين إلى الأثينيين، وإلى كل اليونانيين... أما من جهتك فطالما كان اعتقادك من جهة المسيحيين مماثلًا لاعتقادهم والواقع أنه أكثر رفقًا وفلسفة فأننا مقتنعون تمام الاقتناع بأنك ستجيب كل ما طلبناه منك "
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثالثًا: أعمال ميليتو:

* عظة كاملة عن آلام المسيح وهذه العظة مجهولة العنوان - موجودة في السريانية والقبطية، واليونانية وتحمل هذه العظة الجزء الأخير من برديات ترجع إلى القرن الرابع وتشمل الأجزاء الأخيرة من سفر صعود أخنوخ، وعنوان العظة يشير إلى عظة عن آلام ربنا ومن الكلمات التي يستهل بها ميليتو العظة تجعلنا نعتقد أنها عظة ليتورﭽية بعد قراءة من العهد القديم وموضوعها مناسب لأسبوع الآلام Holy week وقد اسماها Bonner عظة الجمعة الكبيرة Good Friday Sermon.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
* ونلاحظ أن ميليتو كان يعتقد ويتمسك بعقيدة الاحتفال بالفصح في اليوم الرابع عشر. أن قصة الخروج بوجه خاص هي تأسيس للفصح كنموذج لعمل المسيح الفدائي وكلاهما (قصة الخروج وعمل المسيح الفصحى) يعتبر رمز سرى... أن الخروج والفصح القديم صار رمزًا لما فعله يسوع إذ مات وقام.
* أما آلام يسوع وموته تأكيد لهروب المسيحيين من الخطية، ونجد الرمزية لها في ذبح خروف الفصح وهروب العبرانيون - المسيحيون مثل العبرانيون قد خُتموا بختم كعلامة لحريتهم وخلاصهم. ولكن اليهود كما ذكرت النبوات عنهم قتلوا المسيح ورفضوه، وبالرغم من موته فأنهم أنكروه، ورغم أن موته كان مُرتبًا من قبل (ضمن تدبير الخلاص) إلا أن مسئوليتهم (أى اليهود) عن موته كانت اختيارية.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
رابعًا: أسلوبه:

* لغة العظة تكشف لنا عن ولع ميليتو بالكلمات الغريبة والشعرية وعن استخدام جديد للأدوات الأسلوبية وعن أسلوب فني عالٍ - يقول ترتليان عنه أنه كان يعتبر كنبي بين الكثيرين منا، وله براعة الخطابة ورقتها.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
خامسًا: التعاليم اللاهوتية للعظة:

1 - شخصية المسيح:

أ - يؤكد ميليتو على ألوهية المسيح وسبق وجوده (الأزلية) أنه يدعوه بهذه الألقاب الله - اللوغوس - الآب - الابن - بكر الله - السيد - ملك إسرائيل - ملكنا ونلاحظ أن لقب الآب الذي ينسب للمسيح أمر غير عادى.
* يصف عمل المسيح في فقرة رائعة فيقول "ولد كابن، سيق كشاه، ذُبح كحمل، دُفن كإنسان، قام من الأموات كإله، لأنه بالطبيعة إله وإنسان، أنه هو الكل.... وبما أنه يقضى فهو الشريعة والقانون وإذ هو يُعلم فهو الكلمة، وإذ يُخلص فهو النعمة،إذ هو يلد فهو الآب وإذ هو مولود فهو الابن، وإذ هو يتألم فهو الخروف الذي للذبيحة، وإذ هو دُفن فهو إنسان، وإذ هو قام فهو إله، هذا هو يسوع الذي له المجد إلى دهر الدهور.
* هذا التعريف الكامل للمسيح، عن ألوهيته يفسر لنا تأكيده على الألوهية الواحدة في هذا الزمن المبكر.
ب - من ناحية أخرى فأن ميليتو يوضح بطريقة أكثر وضوحًا عن التجسد إذ يقول "لقد أخذ جسدًا من العذراء هذا الذي عظامه لم تُكسر على الشجرة، هذا الذي دُفن ولم يَتحلل في الأرض، هذا الذي قام من الأموات وأرتفع كإنسان من القبر وصعد إلى الأعالي في السماويات، هذا هو الحمل الذي ذُبح هذا هو الحمل الذي كان صامتًا هذا الذي وُلد من العذراء مريم النعجة الحسنة.
* بطريقة مشابهة يدعو المسيح هذا الذي تجسد من العذراء مريم.
ج - أما عن وجوده الأزلي أو سبق وجوده فقد وصفه في مديح نشيدي يقول في الفقرة التالية:
هذا هو بكر الله، الذي وُلد قبل كوكب الصبح
الذي جعل النور مشرقًا، الذي جعل النهار لامعًا
الذي بدد الظلام، الذي ثبت أركان المسكونة الأولى
الذي علق الأرض في مكانها، الذي جفف اللجج، الذي نظم الرتب في العالم
الذي نشر القبة السماوية
* التجسد: إعادة الحياة للإنسان، لقد (تجسد المسيح) لكي يُعيد الحياة للإنسان ويُجمع أعضاءه التي شتتها الموت لأن الموت كان قد قسم الإنسان.
* أن عمل المسيح هو أن يُخلص الإنسان من الخطية ومن الموت ومن الشيطان.
د - يصف نزول المسيح إلى الهاوية ويرى أن المسيح نزل إلى الهاوية متجسدًا (أي بالجسد) وفي عظته بعض العبارات التي تُعتبر نشيد ليتورچى قديم، حيث يقول "... وقد قام من الأموات وصرخ إليك (أيها الجحيم) قائلًا... من هو الذي يقف مقاومًا لي، ليته يقف أمامي، أنا الذي حررت الإنسان المحكوم عليه والمُدان. أنا أقمت الموتى أحياء ثانية. أنا أقمت الذي دُفن، من الذي يستطيع أن يرفع صوته أمامي أنا، وقال أيضًا أنا المسيح.... أنا الذي غلبت الموت. وانتصرت على العدو. أنا الذي وطئته (دُسته) وألقيته في الهاوية. وقيدت القوى وأصعدت الإنسان إلى مكانه الآمن في الأعالي في السماويات... أنا المسيح" (101-102).
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
2- التعليم عن الخطية الأصلية.

* يُعبر عنه بكل وضوح فيقول "إن كل نفس تُخطئ تصير مستحقه للموت، لذلك يجب أن تموت وكل جسد يُسقط تحت قوة الخطية، كل إنسان ينسحق تحت وطأة الموت"
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
3 - الكنيسة:

* يُلقب الكنيسة خزانة الحق أو ذخيرة الحق.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
خامسًا: كتاباته الأخرى وهى:

1 - كتابان عن الفصح كُتب عام 166-167 وهو يدافع فيه عن عادة الاحتفال بالفصح في اليوم الرابع عشر من نيسان.
2 - تعاليم عن الحياة المسيحية والأنبياء أو بالحرى هي ردود على المونتانية.
3 - عن الكنيسة.
4 - عن يوم الرب.
5 - عن إيمان الإنسان.
6 - عن الخليقة.
7 - عن طاعة الإيمان.
8 - عن الشعور والأحاسيس.
9 - عن النفس والجسد.
10 - عن ضيافة الغرباء.
11 - عن المعمودية.
12 - عن الحق.
13 - عن الإيمان وميلاد المسيح.
14 - عن النبوة.
15 - عن المفتاح.
16 - عن الشيطان.
17 - عن رؤيا يوحنا.
18 - عن الله المتجسد.
19 - ستة كتب مقتطفات من الناموس والأنبياء تتحدث عن مخلصنا والإيمان الذي لنا فيه.
20 - عن تجسد المسيح.
* وكل هذه الأعمال مفقودة ولكن يظهر من هذه العناوين مدى قدرة ميليتو ككاتب خصب مُتدرب عملي يستطيع الإجابة على الأسئلة اللاهوتية في زمنه وعصره بطريقة متفتحة.
_____
(*) المرجع:
الآباء المدافعون القمص مينا ونيس
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 05 - 2014, 03:56 PM   رقم المشاركة : ( 74 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,452

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

ميليتيادس
سيرة - تعاليم - أقوال


كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
أولًا: سيرته

* ولد في آسيا الصغرى، معاصر لتاتيان، وعلى ما هو شائع كان تلميذًا ليوستينوس.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثانيًا: تعاليمه:

* للأسف فقد فُقدت كل كتاباته، يذكر ترتليانوس وهيبوليتس في تاريخه عن الكنيسة ويوسابيوس أنه دافع عن المسيحية ضد الوثنية وأيضًا ضد الهراطقة ويُذكر أيضًا أنه ترك أثارًا أخرى عن غيرته ومن أجل الأسفار الإلهية.
* وجه احتجاجًا ضد الحكام الأرضيين مدافعًا عن الفلسفة التي أعتنقها، والحكام الذين وجه إليهم الاحتجاج في الغالب هم مرقس أوريلوس أنطونيوس.
* له كتاب ضد المونتانيين Against the Montanists ويصف المونتانيين بالأنبياء الكذبة Pseudo - Prophets.
* وقد كتب أيضًا ضد الغنوسيين الفالنتينيين Ad. Valentinus.
* وقد دافع عن لاهوت السيد المسيح.
_____
(*) المرجع:
قاموس آباء الكنيسة - القمص تادرس يعقوب ملطي - مارجرجس سبورتنج
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 05 - 2014, 03:57 PM   رقم المشاركة : ( 75 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,452

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

هرمياس الفيلسوف
سيرة - تعاليم - أقوال

أولًا: سيرته

* لا نعرف شيئًا عن شخصية الكاتب ولا يمكن تحديد تاريخ الكتابة ولا يُقدم لنا الكاتب شيئًا عن فلسفته أو معرفته.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثانيًا: تعاليمه:

* له عمل دفاعي يتميز بالسخرية من الفلاسفة الوثنيين أو هجاء للفلاسفة الدنسين - فصول الكتاب عشرة.
* يحاول أن يُثبت تفاهة الفلسفة الوثنية ويُوضح التناقضات في العقيدة خصوصًا عن مفاهيم وجود الله والعالم والنفس.
* عمله بدائي هجائي وليس تعليمي أو تكريسي أو موجه إلى جهة معينة.
* من الصعب أن نحصل من داخل مُحتوى العمل على أية بيانات تُساعدنا في تحديد تاريخ العمل.
_____
(*) المرجع:
سير القديسين - موقع أسقفية الشباب
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 05 - 2014, 04:03 PM   رقم المشاركة : ( 76 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,452

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

القديس إيريناؤس
سيرة - تعاليم - أقوال

أولًا: سيرته:

1- ميلاده:

وُلد في سميرنا (أزمير) في آسيا الصغرى في الغالب ما بين عام 140 وعام 160 م.
2- تلمذته:

* اتصل بالعصر الرسولي من خلال معلمه بوليكاربوس.
3- وظيفته:

* لأسباب غير معروفه ترك إيريناؤس آسيا الصغرى وذهب إلى بلاد الغال (فرنسا) وسيم كاهنًا على كنيسة ليون.
* وعندما عاد إيريناؤس من روما كان بوثينوس الأسقف الشيخ قد نال إكليل الشهادة وهو في التسعين من عمره، فصار إيريناؤس خليفته في الأسقفية:
4- خدمته:

* يُعد القديس إيريناؤس أهم لاهوتي القرن الثاني.
* وفي عام 177 م. أرسل إلى البابا الفثيروس في روما من قبل كنيسة ليون ليتوسط لديه ويراجعه في موضوع المونتانية، التي كان يحتضن أتباعها.
* عندما اختلف فيكتور أسقف روما مع الأساقفة الأسيويين في أمر عيد الفصح، كتب إيريناؤس إلى عدد من هؤلاء الأساقفة، وإلى فيكتور نفسه يحثهم ويرجوهم أن يحفظوا السلام والمحبة، لذلك قال يوسابيوس إن إيريناؤس عاش كما يليق باسمه لأنه أثبت أنه صانع سلام حقيقي كما هو تفسير اسمه.
5- نياحته:

* تاريخ نياحته غير معروف، ولكن جيروم يخبرنا أنه "عاش وظل يكتب حتى عهد الإمبراطور كومودوس الذي خلف الإمبراطور مرقس أنطونيوس فيروس على العرش وفي القوة" وتعد شهادة غريغوريوس أسقف تورز القائلة أن إيريناؤس نال إكليل الشهادة موضع شك، لأنها جاءت متأخرة، ويوسابيوس لم يشر قط إلى مثل هذا الاستشهاد.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثانيًا: تعاليمه:

1- كتاباته:

* كرس إيريناؤس نفسه للعمل على دحض البدع الغنوسية عن طريق كتاباته ورسائله، وفي هذه الأعمال قدم تفنيدًا رائعًا وتحليلًا نقديًا لأفكار الغنوسيين وعقائدهم، وكانت معرفته التامة بالتقليد الكنسي والتي هي نتيجة تلمذته لبوليكاربوس ولتلاميذ آخرين للرسل، عونًا كبيرًا له في جهاده ضد هذه البدعة.
* وقد فقدت كتاباته في زمن مبكر، ولا يوجد إلا أثنين من أعماله الكثيرة التي كتبها باللغة اليونانية وأحد هذين العملين -وهو أهم أعماله- أصله اليوناني مفقود.
* وتعتبر كتاباته من أقوى ما كُتب في تراث الكنيسة الأولى.
أ- ضد الهرطقات:

* وهو يتكون من خمسة كتب، وينقسم العمل إلى قسمين:
القسم الأول: يتناول كشف ووصف البدعة الغنوسية، هذا القسم محصور في الكتاب الأول فقط.
القسم الثاني: يتكون القسم الثاني من هذا المؤلف وهو "الدحض" من أربعة كتب هي:
الكتاب الثاني: يفند بدعة الفالنتينيين وأتباع مرقيون بالاحتكام إلى العقل.
الكتاب الثالث: بالاحتكام إلى عقيدة الكنيسة في الله والسيد المسيح.
الكتاب الرابع: بالاحتكام إلى أقوال الرب.
الكتاب الخامس: أفرده إيريناؤس لشرح قيامة الجسد التي أنكرها جميع الغنوسيين.
* وقد عرف إيريناؤس كيف يقدم وصفًا بسيطًا واضحًا مقنعًا لعقيدة الكنيسة، لذا يظل عمله هذا أهم مصدر لمعرفة المنهج الغنوسي ومنهج الكنيسة الأولى.


ب- برهان التعليم الرسولي:

هو كتاب دفاعى وهو يتكون من قسمين.
* يتناول القسم الأول (الفصول 4-42) المضمون الأساسي للإيمان المسيحي، فيشرح إيريناؤس فيه عقيدة الثالوث القدوس والخلق والسقوط والتجسد والفداء، ويصف علاقة الله بالإنسان منذ آدم وحتى السيد المسيح.
* أما القسم الثاني (الفصول 43-94) فيقدم أدلة على حقيقة الاستعلان المسيحي من أنبياء العهد القديم، ويقدم المسيح ابن داود المسيا المنتظر.


ج- كتابات أخرى:

- من كتابات إيريناؤس الأخرى لا يوجد لدينا إلا أجزاء أو عناوين فقط:
* كتب رسالة إلى الكاهن الروماني فلورينوس عن أن "الله ليس صانع الشر" ويحتوى كتاب التاريخ الكنسي ليوسابيوس القيصري على مقطع طويل من هذه الرسالة.
* بعد أن ترك فلورينوس الإيمان المستقيم، كتب إيريناؤس عن "الثماني".
* كتب إيريناؤس رسالة أخرى عن "الانشقاق" إلى بلاستوس الذي كان يعيش في روما، ومثل فلورينوس كان يميل إلى الابتداع والانحراف الفكري، وحفظ لنا يوسابيوس عنوان هذه الرسالة فقط.
* ذكر جيروم في كتابه " مشاهير الرجال " أن إيريناؤس كتب كتاب صغير ضد " اليونانيين " وآخر عن التهذيب.
* يوجد جزء من رسالة أرسلها إيريناؤس إلى فيكتور أسقف روما في نسخة سريانية، وفي هذه الرسالة يطلب إيريناؤس من فيكتور أن يمضى قدمًا في مقاومة فلورينوس وأن يمنع انتشار كتاباته.
* حفظ يوسابيوس مقتطفات من الرسالة التي كتبها إيريناؤس إلى فيكتور بخصوص حساب الفصح.
* بالإضافة إلى ذلك كان يوسابيوس مطلعًا على كتاب لإيريناؤس بعنوان (عن المعرفة) وعلى "كتاب صغير فيه أحاديث متنوعة يذكر فيها الرسالة إلى العبرانيين وحكمة سليمان ويستشهد بصفحات معينة منهما" وهذا الكتاب الأخير هو في الغالب مجموعة عظات.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
2- لاهوت إيريناؤس:

لإيريناؤس أهمية كبيرة كلاهوتي، وذلك لسببين:

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
القديس إيرينيئوس
أ- كشف السمة المسيحية المزيفة للغنوسية.
ب- نجح في الدفاع عن حقائق وعناصر إيمان الكنيسة الجامعة والتي أنكرها الغنوسيون أو أساءوا تفسيرها، حتى استحق أن يُدعى مؤسس اللاهوت المسيحي.
* ولم يكرس إيريناؤس فكره لوضع النظريات اللاهوتية بل على العكس، كان يميل دائمًا إلى الحذر من أي علم فكرى معرفي: "من الأفضل أن لا يعلم المرء أي شيء عن أي سبب لخلق شيء ما، بل يؤمن بالله ويستمر في محبته، من أن ينتفخ بمعرفة من هذا النوع فيسقط بعيدًا عن هذه المحبة التي هي حياة الإنسان، والأفضل أن لا يطلب الإنسان أي معرفة أخرى سوى يسوع المسيح، ابن الله، الذي صلب عنا، من أن يسقط في عدم التقوى عن طريق الأسئلة الخبيثة والتعبيرات والألفاظ الخادعة".
* وبالرغم من موقفه الحذر تجاه اللاهوت الفكري النظري، إلا أنه استحق مكانة وثقة عظيمة لأنه كان أول من صاغ العقيدة المسيحية في ألفاظ ومصطلحات، وفي مواجهته للهرطقات لم يكن عدوًا للهراطقة بل راع يطلب الخروف الضال، فتميزت كتاباته بأنها كتابات راع أكثر منها كتابات لاهوتي، إلا أنه يدرك أهمية المناظرة اللاهوتية لحماية الرعية من الشرود خارج الحظيرة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الثالوث:

* رغم أن معاصره ثيوفيلس الأنطاكي كان قد استخدم اللفظ "ثالوث ترياس"، إلا أن إيريناؤس لم يستخدمه في الحديث عن الله الواحد المثلث الأقانيم، بل كان يفضل أن يؤكد على بُعد آخر للثالوث في جهاده ضد الغنوسيين: ذلك هو التأكيد على أن الله الحقيقي الواحد هو نفسه خالق العالم وهو نفسه إله العهد القديم وهو نفسه أبو الكلمة.
* ورغم إن إيريناؤس لم يبحث العلاقة بين الأقانيم الثلاثة في الله، إلا أنه مؤمن تمامًا بأن وجود الآب والابن والروح القدس واضح في تاريخ البشرية، فالأقانيم الثلاثة موجودة قبل خلقة الإنسان لأن الكلمات "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك 26:1) قالها الآب للابن وللروح القدس الذين يسميها إيريناؤس مجازيًا "يدي الله": "لأنه بيدي الآب أقصد الابن والروح القدس خُلق الإنسان كله".
* "ومن ثم فإن الإنسان إذ قد تشكل منذ البدء بيدى الله أعنى الابن والروح القدس، فإنه قد خُلق بحسب صورة وشبه الله:
* "الإنسان مركب من نفس وجسد، خُلق على مثال الله وتشكل بيديه أي بالابن والروح القدس".
* "ويشرح إيريناؤس مرة ومرات كيف إن الروح القدس يملأ الأنبياء بنعمة النبوة والوحي وذلك في خدمة الابن اللوغوس، وكيف أن الآب هو الذي يدبر كل ذلك، وهكذا يقدم إيريناؤس إيكونوميا (تدبير) الخلاص بأكمله في العهد القديم كتعليم رائع واضح عن الأقانيم الثلاثة في الله الواحد.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الخريستولوجي:

أ - علاقة الآب بالابن:

عن علاقة الآب بالابن يقول إيريناؤس بوضوح:
* " إذا سألنا أحد كيف وُلد الابن من الآب؟ نجيبه بأن أحدًا لا يفهم ذلك الميلاد أو الدعوة أو أيًا كان الاسم الذي يمكن أن نصف به ميلاده، الذي هو في الحقيقة لا يوصف على الإطلاق.. لكن فقط نعرف أن الآب هو الذي يلد والابن هو الذي وُلد".
* ونجد في إيريناؤس أول محاولة لفهم العلاقة بين الآب والابن بطريقة منهجية نظرية: "الآب عُرف بالابن الذي هو في الآب والذي الآب فيه".
* وكما دافع قديسنا أسقف ليون عن أن الآب هو خالق العالم ضد الغنوسيين، كذلك علم بأن هناك مسيح واحد، رغم أننا نلقبه بأسماء عديدة، لذلك المسيح هو نفسه ابن الله، وهو نفسه اللوغوس الكلمة، وهو نفسه يسوع المسيح الإله المتجسد، هو نفسه مخلصنا وربنا.
ب - الانجماع الكلى في المسيح:

* إن محور خريستولوجيا إيريناؤس بل وكل لاهوته هو "الانجماع الكلى في المسيح" وقد استقى هذا الفكر من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس حيث يوضح أن غاية الله النهائية من الخليقة كلها التي سيحققها في ملء الأزمنة هي " أن يجمع كل شيء في المسيح" (أف 7:1) ويقول إيريناؤس: "في ملء الزمان صار (الكلمة) إنسانًا منظورًا وملموسًا لكي يجمع كل شيء في نفسه ويحتوى كل شيء ويبيد الموت ويظهر الحياة ويعيد الوحدة بين الله والإنسان".
* وهذه الكلمة اليونانية التي استخدمها القديس بولس الرسول ثم القديس إيريناؤس تتركب من البادئة اليونانية،فهي تتضمن معنى "جمع الأطراف في رأس واحد" أو "تلخيص وتركيز الأشياء المتعددة في مجمل واحد" أو "تكميل الأشياء الناقصة".
وما يقصده إيريناؤس من الانجماع الكلى هو انجماع الكل في المسيح، إذ أن الله يُصلح الخطة الإلهية الأولى لخلاص الإنسان والتي أفسدها سقوط أدم، ويجمع الله عمله كله منذ البدء ويجدده ويستعيده ليراه ويعرفه في ابنه المتجسد الذي صار لنا بهذه الطريقة آدم ثان ولأن الجنس البشرى كله قد سقط بسقوط آدم، لذا كان لابد أن يصير الله إنسانًا لكي يجدد الجنس البشرى: "الأمور التي فنت كان لها جسد ودم لأن الرب أخذ ترابًا من الأرض وصنع الإنسان، ومن أجله تم كل تدبير مجيء الرب لذا صار (الرب) جسدًا ودمًا جامعًا ثانية في نفسه، ليس عملًا آخر بل نفس عمل يدي الآب الأصلي طالبًا ما قد هلك"
لكن بإنجماع الإنسان الأول هذا، ليس فقط آدم شخصيًا بل الجنس البشرى كله اُستعيد وتجدد: "عندما تجسد وتأنس، جمع في نفسه تاريخ الإنسان الطويل جامعًا ومعطيًا لنا الخلاص كي ننال ثانية في المسيح يسوع ما فقدناه في آدم، أي صورة وشبه الله".
* فما يقصده إيريناؤس من "الإنجماع الكلى" هو إنجماع الخليقة مع الخالق نفسه في المسيح الذي يحقق في نفسه ملء الوجود الكلى للخالق والخليقة معًا: "فإن المسيح كما قلنا قد وحد الإنسان مع الله... فقد كان لائقًا أن الوسيط بين الله والناس بحق قرابته الخاصة مع كل منهما يعيد الألفة والتوافق بينهما ويقدم الإنسان إلى الله ويُظهر الله للإنسان... فإنه من أجل ذلك قد جاء مجتازًا في جميع الأعمار لكي يعيد للجميع الشركة مع الله".
* فغاية التجسد النهائية هي إعادة الشركة بين الله والبشرية وهذا هو ما لم يفهمه الهراطقة: "إن البعض لا يقبلون عطية التبني ويحتقرون الميلاد البتولي الذي به تجسد كلمة الله، وهم بذلك يحرمون الإنسان من الارتقاء نحو الله، ويصيرون غير شاكرين لكلمة الله الذي تجسد من أجلهم، فإنه لهذه الغاية صار ابن الله ابنًا للإنسان: لكي يتحد الإنسان بالكلمة ويقبل التبني فيصير بذلك ابنًا لله".
* وهكذا جدد المسيح كل شيء بهذا الإنجماع الكلى فيه: "ما الذي أعطاه الرب عند مجيئه؟ اعلم أنه أعطى كل الجدة بأن أعطى نفسه، هو الذي قيلت عن النبوات، لأن هذا قد أُعلن قبلًا، إن جدة ستأتي وتعطى حياة للإنسان".
* ذلك أن أفعال المسيح الخلاصية التي أتاها من أجل خلاصنا إنما تبلغ إلينا من خلال هذه الحقيقة الإلهية، أي تجميع البشرية كلها في جسد المسيح، لأنه يحوى في ذاته الكل ومنه ينبع الكل ويتجدد.
ج - آدم والمسيح:

* يشرح إيريناؤس تلك المقابلة البديعة بين آدم والمسيح، على اعتبار أن الخليقة هي خليقته الخاصة، التي استجمعها ثانية في نفسه، فيقول أبو التقليد الكنسي: "استجمع ثانية في نفسه كل تاريخ الإنسان، مجملًا الخلاص ومقدمًا إياه لنا، حتى ننال ثانية في المسيح يسوع ما فقدناه في آدم (أي صورة الله ومثاله)، فالله جمع في نفسه خليقته القديمة، أي الإنسان، لكي يبيد الخطية، ويهلك الموت، ويحيى الإنسان "لذلك فإن كل أعمال الله حق" (تث4:32).
* ويعبر القديس إيريناؤس بلفظ رائع أن آدم لم يفلت من تحت يدي الله، إذ حتى بعد السقوط كانت يدا الله تمسكان به، ومن خلال العهد القديم "كان الكلمة حاضرًا مع البشرية إلى اليوم الذي اتحد فيه هو نفسه بخليقته وصار جسدًا".
* ويشرح القديس إيريناؤس كيف أُلغى عصيان آدم بمقتضى الطاعة الكاملة لآدم الثاني حتى ينال الكثيرون الخلاص والتبرير بطاعته، فيقول: "وهكذا صار الكلمة جسدًا حتى تبطل الخطية تمامًا بواسطة هذا الجسد نفسه الذي سبق أن ملكت فيه الخطية، لذلك أخذ الرب لتجسده نفس الشكل الأول حتى يشترك في المعركة عن سلفائه ويغلب في آدم ما صرنا نحن مغلوبين منه في آدم".
ه الصليب والخلاص (السوتيريولوجي):

* وفي مجال المشابهة بين آدم والمسيح نجد القديس إيريناؤس يتكلم عن الاقتداء بالمسيح عندما يوهب الإنسان مشابهة الله ومثاله، فيقول: "حيثما صار الكلمة إنسانًا وشابه الإنسان، جعل الإنسان يشابهه، وبصيرورة الإنسان على شبه الابن صار عزيزًا في عيني الآب".
* ويبين لنا إيريناؤس أن تعاليم السيد المسيح ومثال المسيح لا يمكن أن ينفصلا عن عمل الصليب، لأنه فقط بتجميع المسيح في نفسه كل مرحلة من عمر الإنسان أكمل المسيح الخلاص، بل هناك على خشبة الصليب (شجرة الطاعة) أباد المسيح الموت الذي سببته خشبة العصيان.
* والوعد للمرأة الأولى بأنها ستسحق رأس الحية، يشرح المعركة بين المسيح والشيطان والتي حدثت على الصليب، وإن كان الشيطان قد غلب في المعركة ظاهريًا وإلى حين، لكن المسيح انتصر بعد ذلك إلى الأبد، وكان لابد أن رئيس البشرية نفسه يصير إنسانًا لكي يستجمع في نفسه الحرب الدائرة بيننا وبين عدو جنسنا وليدخل المعركة مع قاهر آدم فيقهره، مقدمًا الانتصار على الموت إلى الذين كانوا في آدم أسرى الموت والشيطان.
فنسل المرأة هو المسيح الغالب الذي سحق رأس الحية وأباد آخر عدو الذي هو الموت وأطلق سراح آدم لأن خلاص المسيح هو إبادة الموت.
* فالمسيح بواسطة آلامه أباد الموت والخطية، والفساد والجهل، وألبس المؤمنين عدم الفساد، ويقول القديس إيريناؤس: "المسيح حارب وغلب. لأنه إنسان خاض المعركة عن الآباء، وبطاعته ألغى العصيان تمامًا، لأنه ربط القوى وحرر الضعيف وبإبادته للخطية ألبس خليقته الخلاص".
* ويضيف القديس إيريناؤس أن: "نزول المسيح إلى عالم الأموات (الجحيم) كان فيه أيضًا تحرير آباء العهد القديم".
* ويسوق القديس إيريناؤس دليلًا على العلاقة بين الخلاص من الموت والخلاص من الخطية، ذلك هو معجزة شفاء المفلوج (مت2:9-9)، فهذه المعجزة تعنى أن ابن الله الوحيد قد أتى من عند الله لخلاص الإنسان، والله وهب غفران الخطية في ابنه ولأن المرض كان أحد نتائج الخطية فقد أصبح من اللائق أن الذي أتى بالخلاص (سوتيريا) يصير هو الآتي بالصحة والشفاء من الموت أيضًا.
* وفي مواجهة الغنوسيين يصر إيريناؤس على أن الذي أتى بالخلاص من الخطية هو الذي أتى بالخلاص من المرض، هو المسيح نفسه، لذلك حينما غفر المسيحالخطية (في معجزة المفلوج)، ففي الوقت نفسه شفى المرض، وبالتالي أبرأ من الموت وهكذا أعلن عن نفسه من يكون، لأنه لا يستطيع أحد أن يغفر الخطايا إلا الله وحده فخلاص الشفاء وخلاص المغفرة، الذي أتى به المسيح كشف عن انه هو كلمة الله نفسه، وأنه بالرغم من أنه صار إنسانًا وتألم من أجل البشر (كإنسان)، لكنه هو الله الذي صنع رحمة بالإنسان وغفر له خطيئته (كإله).
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
3- الافخارستيا:

* أكد القديس إيريناؤس على الوجود الحقيقي لجسد ودم الرب في الإفخارسيتا، ويستدل على قيامة الجسد البشرى من حقيقة أن هذا الجسد قد تغذى بجسد ودم المسيح: "عندما ينال الكأس الممزوج والخبز المصنوع كلمة الله تصير الإفخارستيا جسد ودم المسيح، ومنها يتغذى ويحيا جسدنا وينمو. كيف إذًا يؤكدون أن الجسد غير قابل على تقبل عطية الله التي هي الحياة الأبدية، وهو الذي تغذى من جسد ودم الرب والذي هو عضو فيه؟.. هذا الجسد الذي تغذى بالكأس الذي هو دمه ونال نموًا من الخبز الذي هو جسده".
* "والآن كيف يقولون أن الجسد يمضى إلى الفساد ولا يتشارك في الحياة، وهو الذي تغذى بجسد الرب ودمه، أما أن يغيروا رأيهم أو يكفوا عن تقديم التقدمات التي ذكرتها لكن رأينا هو في توافق وهارمونية مع الإفخارستيا، والإفخارستيا تؤكد رأينا ونحن نقدم له مما له معلنين شركتنا ووحدتنا، معترفين بقيامة الجسد والروح، لأنه كما أن الخبز الذي من الأرض، بعد أن ينال استدعاء الله، لا يعود بعد خبزًا عاديًا بل يصير أفخارستيا مكونة من عنصرين أرضى وسماوي، كذلك أيضًا أجسادنا باشتراكها في الإفخارستيا لا تعود قابلة للفساد بعد أن نالت رجاء القيامة الأبدية".
* وكانت السمة الذبيحة للافخارستيا واضحة لإيريناؤس، لأنه يرى فيها الذبيحة الجديدة التي تنبأ عنها ملكى صاداق: "بعد أن أوصى تلاميذه أن يقدموا لله أبكار خلائقه -ليس كما لو كان محتاج إليها، بل لكي لا يكونون هم أنفسهم بلا ثمر أو غير شاكرين- أخذ خبزًا، وهو جزء من الخليقة، وشكر قائلًا "هذا هو جسدي" وأخذ الكأس وهى أيضًا جزء من الخليقة التي نحن منها، وأعلن أنها دمه، وعلم القربان الجديد الذي للعهد الجديد، والكنيسة إذ استلمت هذا مع الرسل، تقدمه لله في العالم كله، لذاك الذي يعطينا أبكار عطاياه في العهد الجديد من أجل حياتنا وغذائنا.
* وملاخي من بين الاثني عشر نبيًا، تنبأ قائلًا: "ليست لي مسرة بكم قال رب الجنود، ولا أقبل تقدمة من يدكم، لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها اسمي عظيم بين الأمم وفي كل مكان يقرب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة لأن اسمي عظيم بين الأمم قال رب الجنود" (ملا10:1-11) فبهذه الكلمات شرح بوضوح أن الشعب السابق (إسرائيل اليهودي) سيكف عن تقديم القرابين والتقدمات لله، لكن في كل مكان ستقدم ذبيحة له، ذبيحة طاهرة وسيتمجد اسمه بين الأمم".
* وقد شرح القديس إيريناؤس الفرق بين ذبائح العهد القديم وبين ذبائح كنيسة العهد الجديد فهو يقول: "نوع الذبيحة بصفة عامة قد أُلغى وبطل لأنه كانت هناك تقدمات في ذلك الحين، وهنا أيضًا تقدمات الآن، كانت هناك ذبائح وسط الشعب، والآن هنا ذبائح أيضًا في الكنيسة، لكن نوع الذبيحة فقط هو الذي تغير، لأن الذبيحة الآن ليست ذبيحة عبيد بل ذبيحة أحرار... كان اليهود يقدمون عشور خيراتهم وثمارهم له لكن هؤلاء الذين نالوا الحرية تركوا كل ما لديهم وكل ما يملكون للرب، مقدمين بفرح وحرية ما هو أقل قيمة بالنسبة لهم، لأن لهم رجاء في الأمور الأعظم، مثل تلك الأرملة الفقيرة التي وضعت كل معيشتها في خزانة الرب (لو1:21-4).
* كما وأكد القديس على الحياة الباطنية لمُقدم الذبيحة والحذر من التظاهر (المظهرية) وأهمية إنجماع الفكر والطهارة الداخلية: "لأنه منذ البداية نظر الله بسرور ورضى لتقدمة هابيل، لأنه قدمها بإنجماع في الفكر وببر، ولم يرض بتقدمة قايين، لأن قلبه كان منقسم بالحسد والحقد على أخيه، كما قال الله عندما وبخ أفكاره الخفية "إن أحسنت أفلا رفع، وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها" (تك7:4) لأن الله لم يقبل الذبيحة، لأنه إن حاول أحد أن يقدم ذبيحة بطهارة تقديمًا صحيحًا قانونيًا لمجرد المظهر الخارجي، بينما هو في داخله لا يتشارك مع جاره في هذه الأخوة، فهو يحفظ خطية في داخله، ولا يخدع الله بهذه الذبيحة التي هي صحيحة ظاهريًا (وشكليًا)، ومثل هذه التقدمة لن تفيده شيئًا إلا إذا ترك ما هو مخبأ داخله".
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
4- الماريولوجي:

* "مريم العذراء وُجدت مطيعة قائلة (هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك) لكن حواء لم تطع، وهى لم تطع عندما كانت لا تزال عذراء، بالرغم من أنه كان لها زوج أي آدم إلا أنها كانت عذراء، وبعد أن عصت صارت سبب موت لنفسها وللجنس البشرى كله كذلك مريم، فوهى مخطوبة لرجل ومع ذلك عذراء، صارت بطاعتها سبب خلاص لنفسها وللجنس البشرى كله".
* فبحسب إيريناؤس، تدبير الفداء يوازى تمامًا مراحل السقوط، لأن كل خطوة خاطئة اتخذها الإنسان بعد أن أغراه الشيطان، يقابلها عمل في تدبير الله، لكي يكون انتصار الإنسان على إبليس كاملًا، وقد أُعطى الجنس البشرى رأسًا جديدًا عوضًا عن آدم الأول، ولكن لأن المرأة الأولى اشتركت في السقوط بسبب عدم طاعتها لذا بدأت عملية الشفاء أيضًا بطاعة المرأة، ولأنها أعطت الحياة لآدم الجديد صارت حواء الحقيقية، الأم الحقيقية لكل حيّ، وهكذا صارت العذراء مريم محامية ومدافعة عن العذراء حواء: "وإن كانت الأولى (حواء) قد عصت الله إلا أن الأخيرة (مريم) كانت مطيعة لله، حتى تصير العذراء مريم المحامية والمدافعة عن العذراء حواء، وهكذا كما أن الجنس البشرى سقط في رباط الموت عن طريق عذراء، كذلك أيضًا خُلص وأُنقذ عن طريق عذراء، فعدم الطاعة العذراوية قُوبل بالطاعة العذراوية".
* وطور إيريناؤس المقارنة بين حواء والعذراء مريم (حواء الثانية الجديدة) أكثر من ذلك فرأى أن مريم الأم الجديدة للجنس البشرى كله، حتى أنه يدعوها "رحم البشرية" وهكذا يعلم بالأمومة المسكونية للعذراء مريم، ويتحدث عن ميلاد المسيح ويصفه: "الطاهر يفتح بطهارة الرحم الطاهر الذي يلد الناس لله".
* وعن ميلاد المسيح من العذراء يقول: "الابن نفسه المولود من مريم التي ظلت عذراء أحتوى في ميلاده آدم في نفسه"، وهو بذلك يؤكد على دوام بتولية العذراء مريم التي ظلت عذراء بعد ولادتها للمولود الإلهي.
* تكلم القديس إيريناؤس عن العذراء الدائمة البتولية كبرهان للإيمان بالسيد المسيح إذ يقول: "الذين أعلنوا أنه عمانوئيل المولود من البتول (اش 14:7) أعلنوا أيضًا اتحاد كلمة الله بصنعة يديه، إذ صار الكلمة جسدًا، وابن الله ابنًا للإنسان، وافتتح الطاهر بنقاوة الأحشاء النقية معطيًا البشرية تجديدًا في الله".
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
5- الكتاب المقدس:

* يتضمن قانون العهد الجديد بالنسبة لإيريناؤس: الأناجيل الأربعة، رسائل معلمنا بولس الرسول، أعمال الرسل، رسائل يوحنا وسفر الرؤيا، رسالة بطرس الأولى، وكتاب الراعي هرماس النبوى، ويسمى إيريناؤسالعهد الجديد "سفر" لأنه له نفس سمة الوحي مثل كتابات العهد القديم، وعن أصل الأناجيل الأربعة يقول أسقف ليون: "كتب متى إنجيله بين العبرانيين بلغتهم، بينما كان بطرس وبولس يبشران بالإنجيل في روما ويؤسسان الكنيسة هناك، وبعد نياحتهما، سلم لنا مرقس تلميذ ومترجم بطرس، ما كرز به بطرس، ولوقا أيضًا، رفيق بولس، سجل الإنجيل كما كرز به في كتاب، وأخيرًا كتب يوحنا، تلميذ الرب والذي إتكأ أيضًا على صدره، بنفسه إنجيلًا عندما كان مقيمًا في أفسس في آسيا".
* وأكد إيريناؤس أن هناك أربعة أناجيل فقط لا أقل ولا أكثر: "من المستحيل أن تكون الأناجيل أقل أو أكثر من ذلك العدد، لأنه طالما أن العالم ينقسم إلى أربعة مناطق، وتوجد أربعة رياح رئيسية، والكنيسة هي مبذورة في كل الأرض والإنجيل هو عمود الكنيسة وأساسها وتنفس الحياة، فمن الطبيعي أن يكون هناك أربعة أعمدة من كل جانب يتنفسون ويطردون الفساد، وينيرون الإنسان إلى الحياة لذا من الواضح أن الكلمة خالق كل الأشياء، الجالس على الشاروبيم، والذي يحفظ الكل معًا، عندما استعلن للبشر، أعطانا إنجيله في أربعة أشكال محفوظة معًا بروح واحدة".
* ويربط إيريناؤس بين عدد الأناجيل الأربعة وبين المخلوقات الأربعة الحاملة عرش الله "الشاروبيم لهم أربعة وجوه، ووجوههم هي أيقونات لتدبير ابن الله، لأن "الحيوان الأول شبه أسد (أي القديس يوحنا) مما يدل على عمله (أي عمل المسيح) وأثره الحقيقي وقوته المرشدة وملوكيته، "والحيوان الثاني شبه عجل" (القديس لوقا) يدل على مكانته ككاهن ومقدم للذبيحة، و"الحيوان الثالث له وجه مثل وجه إنسان" (القديس متى) يرسم بوضوح شديد حضوره (أي المسيح) كإنسان، و"الحيوان الرابع شبه نسر طائر" (القديس مرقس) يوضح عطية الروح المرفرفة والنازلة على الكنيسة".
* وإيريناؤس هنا يختلف عن التطور الذي حدث في الرمزية المسيحية فيما بعد، إذ أنه ينسب الأسد هنا إلى القديس يوحنا، والنسر إلى القديس مرقس، بينما صار الأسد فيما بعد رمزًا للقديس مرقس والنسرللقديس يوحنا المحلق في سماء اللاهوتيات.
* وفي تحديد قانونية الأسفار، يؤكد إيريناؤس على ضرورة وأهمية السمة الرسولية لهذه الأسفار، للكنيسة الصوت القاطع الحاسم في تفسير الكتاب المقدس، لأن كتابات وأسفار العهد القديم والجديد هي مثل أشجار في حديقة الكنيسة التي تغذينا بثمارها: "يجب علينا إذن أن نتجنب عقائدهم (الهرطوقية) ونحذر لئلا نجرح منهم، ونهرب إلى الكنيسة ونتربى في حضنها وتتغذى بكتاب الرب، لأن الكنيسة غُرست كفردوس في هذا العالم، لذا يقول روح الرب "من جميع شجر الجنة تأكل أكلًا" أي كُل (أنت) من كل كتاب الرب، لكن لا تأكل مع أي فكر أو عقل منتفخ مغرور أو تقرب أي انشقاق هرطوقي".
* ويحدد القديس إيريناؤس طريقة التفسير الإنجيلي وشرح الأسفار وتقديم المنهج الإيماني، فيقول: "إن العقل الراجح الذي لا يعرض صاحبه للخطر، المكرس للتقوى ومحبة الحق، يتأمل بشغف في الأشياء التي جعلها الله في حدود قدرة البشر وفي متناول إدراكنا، ويمكنه أن يحرز تقدمًا فيها جاعلًا معرفتها سهلة عليه بالمثابرة اليومية على دراستها، هذه الأشياء هي التي تضعها الأسفار المقدسة أمام عيوننا بوضوح وتعرضها لنا بلا غموض في كلمات معبرة، فلا ينبغي إذن أن تفسر الأمثال بتعبيرات غامضة، حتى لا يعرض الشارح نفسه للخطر، وتحظى الأمثال بشرح واحد من الجميع ويظل جسد الحقيقة سليمًا بواسطة تفسير متجانس لكل أعضائه وبلا أي تعارض، ولكنه أمر يتنافى مع العقل أن تُستخدم تعبيرات غير واضحة في تفسير الأمثال حسب هوى كل واحد وكما يراءى له، لأنه لن يقتنى أحد بهذه الطريقة قاعدة الحق بل على قدر تعدد الشارحين ستتعدد صور الحق وتتعارض مع بعضها البعض وينتج عن ذلك خليط من عقائد متضاربة، كالمسائل التي تتردد بين فلاسفة الأمم".
* وخلال كتابات القديس إيريناؤس نلمس استعماله الكثيف لآيات الكتاب والاقتباسات الكتابية مع تقييم شديد لنبوات العهد القديم وتأثره بفكر معلمنا بولس الرسول.
* استخدم القديس إيريناؤس في تفسيره للكتاب الأسلوب التصوفي المجازى، على اعتبار أن الوحي مشحون بالإعلان الإلهي خلال الرمز والمثال، كما يعتبر أن الأفعال التي ورد ذكرها في الأسفار المقدسة، يلزم أن نبحث لها عن مغزى.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
6- الكنيسة "الإكلسيولوجى":

* يرتبط الإكلسيولوجى عند إيريناؤس بمبدأ الإنجماع الكلى، فالله يجمع في المسيح ليس فقط الماضي بل وأيضًا المستقبل، لذلك جعله رأسًا للكنيسة كلها كي يستمر عمله في التجديد من خلالها حتى نهاية العالم: "لذلك هناك إله آب واحد، ويسوع المسيح ربنا الواحد، الذي يأتي بتدبير مسكوني ويجمع كل الأشياء في نفسه، لكن في "كل الأشياء" الإنسان متضمن أيضًا، إذ أنه خليقة الله، لذلك فهو (المسيح) يجمع الإنسان فيه، الغير منظور يصير منظورًا، غير المدرك يصير مدركًا، والمستحيل يصير ممكنًا، واللوغوس إنسانًا مُجمعًا ومُعيدًا كل الأشياء فيه، وهكذا، كما أنه الأول في الأمور السمائية الروحية غير المنظورة، هو أيضًا الأول في الأمور المنظورة المحسوسة، وجعل نفسه رأسًا للكنيسة وسيجمع كل الأمور فيه في الوقت المعين".
* ويرى إيريناؤس أن الكنيسة حفظت التقليد المسلم من الرسل حيًا بلا تغيير وتسلمه لأطفالها، وهذا التقليد هو نبع ومعيار الإيمان، هو قانون الإيمان، ويبدو أن قانون الإيمان هذا بالنسبة لإيريناؤس هو القانون الذي يتلى عند المعمودية لأنه يقول أننا نستلمه في المعمودية.
* ورأى أن التقليد المقدس تقليد حي "أن تقليد الرسل الذي صار واضحًا في العالم كله يمكن لهؤلاء الذين يريدون أن يعرفوا الحق أن يروه في كل كنيسة، ويمكننا أن نعدد هؤلاء الذين أقامهم الرسل أساقفة في الكنيسة، ونعدد خلفائهم حتى وقتنا هذا، وسنجد أن أيًا منهم لم يعلم ولم يفكر مثل هذه الأفكار المجنونة، وحتى لو كان الرسل قد احتفظوا بمعرفة الأسرار في الخفاء وعلموها للكاملين سرًا بعيدًا عن الآخرين، لكانوا سلموها خاصة لهؤلاء الذين استأمنوهم على الكنائس ذاتها، لأنهم أرادوا بالتأكيد أن يكون هؤلاء الذين سيخلفونهم والذين سيستلمون مركزهم التعليمي كاملين بلا لوم، إذ أن سلوكهم الصحيح منفعة عظيمة، أما فشلهم فهو كارثة كبيرة".
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
وأوضح إيريناؤس نقطتين هامتين:

1. التسلسل الأسقفي الغير منقطع الذي يعود للرسل هو الذي يحفظ ويحرس تطابق وتماثل التقليد الشفاهي مع الاستعلان الأصلي بلا تغيير.
2. الروح القدس هو أيضًا حارس لهذا التماثل لأن الرسالة سُلمت في الكنيسة، والكنيسة هي بيت الروح، وأساقفة الكنيسة هم رجال مملؤون من الروح القدس وقد أُعطوا "نعمة الحق التي لا تخطئ".
* وقدم أبو التقليد الكنسي وصفًا لإيمان الكنيسة يتبع فيه تمامًا قانون إيمان الرسل.
* هذا التعليم وهذا الإيمان تحفظه الكنيسة بعناية وحرص بالرغم من انتشارها في العالم كله كما لو كانت تسكن في بيت واحد، وتؤمن كما لو كان لها عقل واحد وتعلم كما لو كان لها فم واحد، ورغم أن هناك لغات كثيرة في العالم، إلا أن معنى التقليد هو هو واحد لأن نفس الإيمان تتمسك به وتسلمه الكنائس التي في ألمانيا وأسبانيا والتي بين قبائل ال Celts، والتي في الشرق، في مصر، في ليبيا والتي في مركز الأرض، إذ كما أن الشمس، خليقة الله، هي واحدة في العالم كله، كذلك أيضًا كل نور تعليم الحق يسطع على كل هؤلاء الذين يرغبون في معرفة الحق".
* لذا لا يمكن الاعتماد على الكنائس المؤسسة على الرسل، من أجل التعليم الإيماني الصحيح ومن أجل الحق، لأن التسلسل والتتابع الأسقفي الغير منقطع في هذه الكنائس يحرس ويحفظ حقيقة وصدق عقيدتها، ففي الكنيسة: "أستودع الرسل وديعتهم كما يصنع الأغنياء، إذ سلموها كل ما يتعلق بالحق حتى إن كل من يريد يستطيع أن يأخذ منها ماء الحياة، فالكنيسة هي باب الحياة، والآخرون هم سراق ولصوص، لذا يجب علينا أن نتجنبهم ونحب بغيرة عظيمة كل شيء في الكنيسة وبذا نتمسك بتقليد الحق".
* وأكد القديس على أننا ننال حياة داخل الكنيسة، لأن فيها يوجد روح الله وكل نعمة: "لقد أؤتمنت الكنيسة على عطية الله، تمامًا مثل النفس في خليقة الله، حتى إن كل الأعضاء الذين يستلمون هذه العطية ينالون حياة، وفيها نجد شركة مع المسيح، أي الروح القدس عربون الأبدية، ثبات إيماننا، سلم الصعود إلى الله، فالرسول يقول "وضع الله أناسًا في الكنيسة أولًا ورسلًا، ثانيًا أنبياء، ثالثًا معلمين" (1و28:12)... وهؤلاء الذين لا يأتون إلى الكنيسة لا يتشاركون في النعمة بل يحرمون أنفسهم من الحياة بعقائدهم وأعمالهم الشريرة، لأنه حيثما توجد الكنيسة يوجد روح الله وحيثما يوجد روح الله توجد الكنيسة وكل نعمة.
* ولأن الروح هو الحق، لذلك هؤلاء الذين لا يتشاركون في الروح لا يتغذون على صدر الأم الكنيسة إلى الحياة، ولا ينالون غذاء من نبع صافى ينبع من جسد المسيح بل يحفرون لأنفسهم " أبارًا مشققة" (أر13:2).
* لأن فداء الفرد تحققه الكنيسة وأسرارها باسم وفي اسم المسيح، فالسر هو للطبيعة، مثل ما يكون آدم الجديدللعتيق، فالمخلوق ينال كماله في الأسرار، لأن السر هو ذروة إنجماع الخليقة في المسيح.
* وحث إيريناؤس شعبه على التمسك بالتسلسل الرسولي والهيرارخية في كنيسة الله، والتعلم من هؤلاء الذين أقامهم الروح في الكنيسة: "يجب أن نستمع ونصغى لهؤلاء الشيوخ في الكنيسة " الذين لهم التسلسل من الرسل، مع تتابع الأسقفية واستلموا نعمة الحق الخاصة، أما الباقون، هؤلاء الذين يبتعدون عن التتابع الأصلي ويجتمعون بعيدًا، فيجب أن نشك فيهم إما أنهم هراطقة أو أن لهم أفكارًا خاصة أو أنهم منشقون متكبرون ومكتفون بذواتهم، أو أنهم منافقون يعملون من أجل المال أو من أجل الشهرة، وهؤلاء جميعهم ضالون عن الحق.
* يجب أن تبتعدوا عن كل من هم مثل هؤلاء، وتظلوا قريبين من هؤلاء الذين يتمسكوا بالتتابع الرسولي في طقس الكهنة، الذين لهم تعليم صحيح وسلوك بلا عيب كمثال وقدوة صالحة لتقويم الآخرين".
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثالثًا: أقواله:

* "لا يستطيع أحد أن يعرف الآب إلا إذا أعلنه له كلمة الله الذي هو الابن، كما لا يمكن لأي إنسان أن يعرف الابن إلا بحسب مسرة الآب الصالحة حيث أن الابن يفعل مسرة الآب الصالحة".
^ والابن من خلال الخليقة يعلن الآب كخالق:
^ " من خلال العالم، يعلنه كرب صنع العالم
^ ومن خلال صنعة يديه، يعلنه كفنان مبدع
^ ومن خلال الابن، يعلنه كآب ولده منذ الأزل"
_____
(*) المرجع:
سلسلة آباء الكنيسة - القديس إيريناؤس (أسقف ليون) - أنطون فهمي جورج
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 05 - 2014, 04:11 PM   رقم المشاركة : ( 77 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,452

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

العلامة كلمنضس الأسكندري
سيرة - تعاليم - أقوال

أولًا: سيرته:

* هو "تيطس فلافيوس كليمنضس"، ولد حوالي عام 150 م. ومكان ولادته مجهول لدى العلماء ولكن أبيفانيوس أسقف قبرص المؤرخ المشهور، يضع احتمال ميلاده في الإسكندرية ولكن المقطوع به أنه جال في بلاد كثيرة طلبًا للعلم بدءًا من اليونان ومرورًا بسوريا وفلسطين. وكان التجوال سمة الشباب في ذلك العصر المحب للمعرفة، يطلبونها أينما كانت، ويستقرون حيث تستقر نفوسهم عليها. وقد استقر كلمنضس في الإسكندرية عام 180 م. بعد تجوال طويل حيث صار تلميذًا للمعلم المصري المسيحي المشهور "بانتينوس" كما قال كلمنضس نفسه:
(حينما أتيت إلى ذلك الأخير وهو الأول في القدرة، اقتفيت أثره هناك، واختبأت في مصر حيث وجدت ضالتي. فهو كنحلة سيسيليا حقًا، يجمع رحيق الأزهار من مروج الرسل والأنبياء، ليحولها في نفوس سامعيه إلى مبادئ المعرفة الخالدة).
* ومن الظاهر في كتاباته أنه مر على ستة معلمين قبل أن يستقر على بانتينوس، حيث كانت لمحاضراته جاذبية خاصة على نفسه، وهكذا صار تلميذًا مرافقًا ومساعدًا لبانتينوس وكان ذلك عام 190 م. على الأرجح أو عام 200 م.، ثم بدأ يعلم فعلًا في أروقة المدرسة اللاهوتية عام 202 م. وفيما بين عاميّ 180 م. وهو تاريخ تجديده و202 م. كتب مؤلفاته المعروفة.
* وحينما شب اضطهاد الإمبراطور ساويرس انتقل من الإسكندرية ولم يعد إليها ثانية. وفي عام 211 م. نقرأ اسمه في رسالة بعث بها ألكسندر أسقف أورشليم من سجنه إلى أنطاكية وهذا يقطع أن كلمنضس كان لازال حيًا حتى هذا التاريخ. ومن الرسالة نفهم أن هذا الشيخ المبارك " كما لقبه أسقف أورشليم كان يؤدى عملًا نافعًا في كنيسة قيصرية الكبادوك بينما كان أسقفها ألكسندر نفسه في السجن.
* وفي رسالة أخرى كتبها نفس هذا الأسقف عام 217 م. إلى أوريجانس (تلميذ كلمنضس) يتكلم الأسقف عن كلمنضس باعتباره قد انتقل فعلًا من هذا العالم. إذن يكون كلمنضس قد انتقل قبل عام 215 م.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثانيًا: تعاليمه:

* كيف خاطب كلمنضس العالم الوثني في عصره
* كيف واجه معلم مدرسة الإسكندرية اللاهوتية الفلسفة والثقافة في عصره، وهو يربح المجتمع الوثني للمسيح.
* المعرفة والإيمان لا يتضادان..
* المسيح هو نهاية وتحقيق كل فلسفة ونبوة...
* المسيحي في العالم وكيف يسلك السلوك الذي يمجد الله..

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
* المسيحي الناضج... ودور المرشد الروحي في نموه...
* غاية الخلاص والإيمان...
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
1 كلمنضس ورئاسته لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية:

الإيمان والمعرفة هل يتضادان؟

* كلمنضس كان رائدًا شجاعًا لمدرسة أرادت أن تحمى الإيمان وتعمقه، باستعمال الفلسفة كأداة مجرد أداة لمخاطبة الجيل. ذلك لأن الخطر العظيم يكمن في صبغ المسيحية بعناصر الفلسفة اليونانية (كما فعل الغنوسيون) وكان هذا هو رأى كثير من معاصريه أيضًا مع بعض الاختلاف المميز.
* امتياز كلمنضس أنه بالرغم من تمسكه "بتعليم الشيوخ" إلا أنه لم يقف موقف السلبية في اتجاهاته ضد فلسفة عصره، بل أشهر في وجهها فلسفة حقيقية مسيحية فيها وضع كنوز الحق الموجودة في مختلف المناهج الفلسفية لتخدم الإيمان، فبينما الغنوسيون الهراطقة كانوا يعلمون بأن الإيمان والمعرفة لا يمكن أن يتصاحبا لأنهما متضادان بعضهما مع البعض، سعى كلمنضس أن يثبت انهما رفيقان الواحد مع الآخر وأن تناغم الإيمان والمعرفة ينتجان "المسيحي الكامل" و"الغنوسى الحقيقى الكامل".
* إن بداية الفلسفة وأساسها هو " الإيمان". هذه الحقيقة ذات أهمية قصوى لمن يريد أن يتفهم إيمانه بالعقل: (الإيمان يفوق المعرفة لأنه مقياسها).
* لقد كان خوف البعض من أن تتسرب الأفكار الفلسفية اليونانية القديمة إلى المسيحية، ولكن شكرًا لله أن الإيمان القديم قد حفظ، واللاهوت الأرثوذكسي قد انتصر في النهاية على الفكر الوثني، عبر صراع طويل وجهاد مرير، دفع الثمن فيه غالبًا بعض اللاهوتيين الأوائل (أمثال أوريجانس) الذين زلوا وهم يصارعون الفكر الوثني في عرينه، لكن اليقظة الإلهية حفظت الإيمان وربحت العالم الوثني للحق بآن واحد.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
2 مؤلفاته

* لقد ترك لنا كلمنضس ثلاث مؤلفات رئيسية هامة، تعتبر وكأنها كتاب واحد ذو ثلاثة أقسام، تمثل تدرج تقديم المسيحية أولًا لغير المؤمنين المبتدئين ثم للناضجين:
الكتاب الأول: "خطاب إلى اليونانيين (الوثنيين)".
الكتاب الثاني: "المربى " الذي يعلم الإنسان المؤمن الذي قبل المسيح.
الكتاب الثالث: "الستروماتا". ويصفه كلمنضس بأنه نسيج من التفاسير الرصينة بحسب الفلسفة الحقيقية، ويهدف إلى تقديم حقائق الإيمان المسيحي الموحى بها في صورة علمية ولكنه يعرض للاختبارات المسيحية الفائقة كالبتولية والكمال المسيحي والاستشهاد والغنوسية المسيحية الحقيقية.
إذن فنحن أمام منهج واحد متدرج في ثلاثة كتب:
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الكتاب الأول: المسيح هو "النهاية": "خطاب إلى الوثنيين".

* لقد كان كلمينضس يعتبر نفسه خادمًا، واعتبر رسالته في الحياة أن يقود الناس للمسيح وهى رسالة مارسها بطريقة خاصة. فهو لم يكن معلمًا شعبيًا وسط الكنيسة، ولم يعتبر نفسه عالمًا بالرغم من معرفته المتسعة بل كان رجل الحوار والخبرة، وراعيًا متمرسًا في خدمة النفوس.
* كلمنضس في خطابه للوثنيين، يوجه نداءه إلى رفقائه الفلاسفة، ليكملوا نظراتهم للعالم، بأن يقبلوا المسيح،فما استوعبوه من معرفة بأسرار الطبيعة بمحض عقولهم يسميه كلمنضس "مجرد شرارة صغيرة يمكن أن تضطرم لتصير شعلة" هذه الشرارة هي آثار "الحكمة" التي وضعها الله في الإنسان.
* فالإله "زيوس" حسب أديانهم هو "صورة الصورة"، أما الإيمان المسيحي فيبشرهم أن الصورة الحقيقية لله هي "الكلمة"، إذن فصورة الصورة ليست هي التماثيل الحجرية التي تدعو الأديان لعبادتها، بل هو الإنسان نفسه في عقله الإنساني.
* لقد صور كلمنضس بتعبيرات براقة، سمو العقل والخلق في الطريق المسيحي على كل ما عداه حتى على ما استطاع أفخر علمائهم أن يكتشفوه (إن ما خمنه زعيم الفلاسفة فهمه تلاميذ المسيح وأعلنوه).
* لذلك دعاهم كلمنضس أن يقارنوا مثلًا بين الكتاب المقدس وهوميروس:
* (الفلسفة عظة طويلة عن الحياة، سعى وراء الحكمة الأزلية، بينما وصية الرب "مضيئة تنير العينين عن بعد". إذن فاقبل المسيح، اقبل النور، حتى تعرف الله والإنسان بالحق".
* المسيح هو "نهاية كل فلسفة ونبوة"
* أي أن " الكلمة " بدخوله التاريخ (بالتجسد)، قد حقق كل ما كانت تصبو إليه وتبحث عنه الفلسفات والأديان المختلفة. وقد سلم الآباء القدامى بأن الإعلانات التي سبقت مجيء المسيح كانت بإلهام من الله.
* وقد عقد كلمنضس المقارنات العديدة وهو يستعرض هذه الحقيقة أنه: (كان هناك إعداد للإنجيل وسط العالم الوثني).
* لكن كلمنضس لا يغفل بل ويعترف بقيمة الحكمات الأخرى خارج اليهود أما الحكمة الحقيقية فقد جاء المسيح ليسترجعها.
* وأخيرًا، يأتي "كلمة الله"، ليعلن نفسه من جديد للعالم، يعلن نفسه في الشكل الذي يتوافق مع كل حضارة وثقافة. لذلك فإن كان على المسيحية أن تنتشر في العالم اليوناني، فلابد أن تنزع عنها شكلها ومظهرها السامي (اليهودي)، وتلبس الشكل الهللينى أي تتكلم بلغة أفلاطون وهوميروس، أي باللغة المعاصرة التي يفهمها مثقفو العصر والمستنيرون فيه
* ويعتبر العلماء أن كلمنضس هو أول لاهوتي مسيحي يثبت وجود الله وقدرته من خلال العقل.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الكتاب الثانى: سلوك المؤمن المسيحي "كتاب المربى"

* كيف يعيش المسيحي حياته اليومية في وسط عالم وثنى؟
* فإذا أمعنّا النظر في رؤية كلمنضس، نجده يهاجم أول ما يهاجم البذخ الذي كان يعيش فيه المواطن الوثني.
* المثل الأعلى للمسيحي هو البساطة، والسجية، أما عن الطعام فهو يهاجم "فنون الطهي الشيطانية" التي يحاول بها الإنسان أن يلذذ مذاقه فحسب، ولو على حساب صحته. أما المسكر فيستنكره كلمنضس، وهو يعقد فصلًا طويلًا في هذا الموضوع معطيًا الأمثلة من قصص الفلاسفة وأسفار العهد القديم.
* أما أواني الطعام والشراب فهو لا يستسيغ أن تكون من الذهب والفضة أو مطعمة بالجواهر، فهذا باطل وغير لائق.
* ثم يقدم كلمنضس توجيهاته الإيجابية في السلوك الصالح.
* (فليتميز المسيحي بالهدوء والسكون والسلام)
* أما استخدام العطور والأكاليل، ففي الفصل الثامن يحرمهما، ناصحًا أن توضع الزهور على المآدب لا على الرؤوس.
* والحمامات والمسارح العامة والرياضة كانت جزءًا أساسيًا من العالم الوثني في ذلك الوقت وكانت مسرحًا للإباحية والتسيب الخلقي. وهنا يتخذ الكاتب المسيحي إزاءها موقفًا صارمًا. وبالرغم من أن تليانس يقرر أن المسيحيين يكثرون من التردد على الحمامات، إلا أن كلمنضس يبدى توجيهًا في ذلك، فهو يحذر من أخطارها بالرغم من أنها في حد ذاتها ليست عيبًا. فقد كانت الحمامات العامة قديمًا مكانًا للاسترخاء والكسل وشرب المسكر وغير ذلك.
* أما نظرته للرياضة فهي ذات أهمية. فالرياضة البدنية ضرورية للشباب. والرياضة ليست فقط نافعة للصحة، لكنها أيضًا تنشط الحماس والمنافسة من أجل الصحة الطبيعية والخلقية على حد سواء. لكن الفتيات ليس لهن أن يمارسن المصارعة ورياضة العدو أما رياضات الرجال فهي (دون أن تكون مجالًا للمنافسة وحب التغلب) المصارعة وألعاب الكرة في الهواء الطلق والمشي والسباحة وقطع الأشجار وصيد السمك (كمثل بطرس). ولكن أفضل أنواع الصيد هو الذي علمه يسوع لتلاميذه أي صيد الناس!!
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
* القانون الذهبى:

* على أن كلمنضس كان يسعى إلى توضيح أن المسيحية يجب ألا تؤخذ على أنها مجرد وصايا ومطاليب خارجية لابد من تتميمها بحسب حرف الناموس. بل هي ديانة كيان الإنسان كله. والأخلاق المسيحية تنبع من النية. والقديس بولس نفسه ينبهنا إلى أن "ملكوت الله ليس أكلًا وشربًا" (رو17:14) بل هو "بر وسلام وفرح في الروح القدس". فقد يكون الإنسان غنيًا أو فقيرًا وفي نفس الوقت يستعمل هذا العالم وكأنه لا يستعمله (1كو31:7).
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الكتاب الثالث: الكمال المسيحي "كتاب سترومات"

* ثم ننتقل إلى كتابه الثالث حيث يقرر كلمنضس في بدايته وفي أماكن متعددة منه، أن المسيحية لا يمكن أن تعلم أو أن توصل بالكتابة، أو تصير في متناول كل إنسان مرة واحدة.
* يحث كلمنضس كل إنسان أن يختار لنفسه المرشد الروحي والصديق الذي يلقنه الحق بوضوح، والذي لا يخشى من أن يكون صارمًا إن استدعت الحاجة كواسطة للمساعدة وشفاء النفس من أمراضها.
* ويعلن الحق للمبتدئين. ويقدم لهم بتدرج حياة الصلاة المسيحية الجديدة، والرؤيا والمحبة، ويحول المؤمن البسيط إلى عارف بالرب وغيور وفاهم.
ويمضى كلمنضس في تتبعه لنمو الإنسان المسيحي في الروح:
* هنا يؤكد كلمنضس على الحياة الداخلية للمؤمن وصلاته القلبية، (ذلك الاختبار الذي صار تراثًا للروحانية القبطية ومارسه فيما بعد القديس مقاريوس وعلمه لتلاميذه في برية الإسقيط).
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثالثًا: من أقواله:

1 (ماذا تقول عن محبة الزينة، والأصباغ، والألوان البراقة الباطلة، والإسراف في لبس المجوهرات ومشغولات الذهب، ولف الشعر وتمويجه، ووضع الكحل في العيون وقلع الحواجب، ذلك تكلف خادع).
2 فيقول كلمنضس عن المسيحي الذي بدا يدخل سيرة الكمال.
أ (قد تجده مسافرًا أو مختلطًا مع الناس يقرأ أو ينهمك في عمله، لكن حياته كلها بالأساس هي صلاة دائمة لا تكف، محادثة مستمرة مع الله... حياة المسيحي عيد دائم!
ب صراخه وجهاده نحو الله، حتى وإن لم يعبر عنهما دائمًا بكلمات، دائمًا يسمعهما الله
ج العارف الحقيقي لا يعود يعيش من أجل نفسه. وإذا كان في حال الكمال المبارك، فإنه بمحبته لله يحيا الحب الإلهي فيه، ويصير صورة المسيح الحية الفعالة، فينزل بفرح إلى رفقائه البشر الذين هم مثله تمامًا، يدعوهم كلهم إلى العلى، ومن خلاله يدخلون ملكوت معرفة الله).
3 الله أرسل منذ البدء الملائكة ليوصلوا إلى كل جنس بتوسط رجل ملهم نوعًا من الحكمة. لكن الحكمة الأولى تآكلت، وتاريخ الفلسفة ما عاد يؤول إلى تقدم بل إلى فناء. ومنذ البداية ونحن نجد الحقائق في وضعها الأصيل النقي، كما وهبها الله، مثل حكمة العبرانيين.
_____
(*) المرجع:
اكليمندس الإسكندري - القمص تادرس يعقوب
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 05 - 2014, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 78 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,452

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

العلامة أوريجانوس
سيرة - تعاليم - أقوال
أولًا: سيرته:

* وُلد بالإسكندرية
حوالي 185 م.
* استشهاد والده
202-203 م.
* رئاسته مدرسة الإسكندرية
204 م.
* إخصاء نفسه، تحول أمبروسيوس
210-211 م.
* زيارته روما
212 م.
* رحلته الأولى إلى بلاد العرب
214 م.
* زيارته إلى فلسطين حوالي
216 م.
* مقابلته مع ماميا بأنطاكيا
(في بدء حكم ساويرس 232-235 م.)
* سفره إلى اليونان، سيامته كاهنًا في قيصرية فلسطين
231 م.
* انعقاد مجمع بالإسكندرية يحرم أوريجانوس
232 م.
* اضطهاد مكسيميان
235 م.
* التجأ أوريجين إلى كبادوكية قيصرية
-
* زيارته الثانية لأثينا وتصادمه مع Plotinus وLonginus
سنة 243 م.
* زيارته لبلاد العرب حوالي
245 م.
* احتمال الآلام أثناء اضطهاد دقيوس بقيصرية فلسطين
249 م.
* تحركه إلى صور ومقابلته مع بروفيرى
253 م.
* وفاته بصور
254 م.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثانيًا: العوامل التي أثرت فيه:

1- طفولته:

* وُلد في الإسكندرية حوالي عام 185 أهتم به والده ليونيدس Leonides فهذبه بمعرفة الكتاب المقدس، وقد أظهر الابن شغفًا عجيبًا في هذا الأمر، إذ يروى عنه يوسابيوس: "تهذب في الأسفار الإلهية منذ الطفولة.... لأن والده علاوة على أنه قدم إليه الثقافة الواسعة العادية، فإنه لم يجعل من دراسة الأسفار الإلهية أمرًا ثانويًا... بل كان يطلب منه أن يحفظ جزءًا معينًا كل يوم ثم يتلوه عليه.
* ولم يكن هذا العمل مضنيًا على الولد، إذ كان شغوفًا جدًا بهذه الدراسات. ثم أنه لم يكتف بدراسة الأمور السهلة والواضحة في الأقوال المقدسة، بل كان يطلب المزيد وكان ينكب على التأملات العميقة وهو بعد في هذا السن (الصغير) حتى كان كثيرًا ما يربك أباه بأسئلته عن المعنى الحقيقي للأسفار الإلهية.
* أما والده فقد كان يوبخه حسب الظاهر قائلًا له ألا يبحث فوق حدود سنه أو يذهب إلى أبعد من المعنى الظاهر. أما في الحقيقة فكان مغتبطًا جدًا يشكر الله مصدر كل صلاح، الذي حسبه أهلًا أن يكون أبًا لصبى كهذا.
* ويقال أنه كثيرًا ما كان يقف بجوار الصبي وهو نائم، ويكشف صدره كأن روح الله قد استقر في داخله، ويقبله بوقار معتبرًا نفسه بأنه قد تبارك بذريته الصالحة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
2- استشهاد ليونيدس:

* إن كان أوريجانوس قد تأثر بالكتاب المقدس بفعل تربية والده له، فإن العامل الثاني الذي كان له كبير الأثر على حياته وكتاباته هو " الاستشهاد"، فقد عاش في بيت له نفسية الشهيد، الكل مستعد أن يقدم حياته شهادة للمسيح. كما عاصر الاضطهاد الذي أثاره سبتيموس ساويرس عام 202 م.، والذي كان أكثر عنفًا على الكنيسة المصرية حتى ظن كثيرون أن هذا الاضطهاد هو علامة على مجيء "ضد المسيح".
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

* ألقى القبض على ليونيدس ووضع في السجن، أما أوريجانوس الذي لم يكن بعد قد بلغ السابعة عشر من عمره فكان يتوق بشغف أن ينال إكليل الاستشهاد مع والده. وفي اللحظة الحاسمة منعته أمه من تحقيق رغبته بإخفاء كل ملابسه حتى يلتزم البقاء في المنزل. ليرعى شئون أخوته الستة فأرسل إلى أبيه يحثه على الاستشهاد، قائلًا له: "أحذر أن تغير قلبك بسببنا"!
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
معلم الأدب:

* وجد أوريجانوس في تدريسه للوثنيين الأدب والنحو فرصته للشهادة للإيمان المسيحي قدر ما تسمح الظروف، فكان يعلن عن مركز اللاهوتيات بين الكتابات اليونانية. بهذا اجتذب أوريجانوس بعض الوثنيين الذين جاءوا يطلبون أن يسمعوا منه عن التعاليم المسيحية من بينهم بلوتارخس الذي نال إكليل الاستشهاد وأخوه هيراقليس (ياروكلاس (الذي صار بطريركًا على الإسكندرية).
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثالثًا: أوريجانوس ومدرسة الإسكندرية:

* إذ تركت مدرسة الإسكندرية بلا معلم بسبب الاضطهاد، ورحيل القديس اكليمنضس عين البابا ديمتريوس أوريجانوس رئيسًا للمدرسة، وهو بعد في الثامنة عشر من عمره، وذلك لما رآه فيه من غيره على الكرازة وقدرة على تعليم الموعوظين. كان لهذا المركز كرامته، لكنه لم يخلو من المخاطر.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
دور العلامة أوريجانوس في تطور المدرسة:

1- ألقى العلامة أوريجانوس بنفسه بكل طاقاته لا لدراسة الكتاب المقدس والتعليم به فحسب بل وفي تقديم حياته مثلًا للحياة.
لقد حاول أن يقود تلاميذه وسامعيه في ذات طريق النسك وآلاماته الذي سار فيه منذ شبابه.
بجانب حياته النسكية أهتم بممارسة الصلاة بكونها جزء لا يتجزأ من الحياة النسكية تسنده في تحرير النفس ودخوله إلى الاتحاد مع الله بطريقة أعمق. يرى في الصلوات أمرًا ضروريًا لنوال نعمة خاصة من قبل الله لفهم كلمة الله.
* رأى أن الإنسان يطلب الاتحاد مع الله خلال حفظ البتولية، فينسحب عن العالم وهو بعد يعيش فيه " مقدمًا تضحية في أمور الترف قدر ما يستطيع، محتقرًا المجد البشرى.
*وبسبب حضور النسوة يستمعن محاضراته، ولكي لا تحدث عثرة رأى أن ينفذ ما ورد في الإنجيل أن أناسًا خصوا أنفسهم من أجل ملكوت الله (مت 12:19)، لكنه يبدو أنه قدم توبة على هذا الفعل،وقد استخدمها البابا ديمتريوس ضده.
2- في البداية ركز أوريجانوس على إعداد الموعوظين وتهيئتهم للعماد، لا بتعليمهم الإيمان المسيحي فحسب، وإنما بتقديم التعاليم الخاصة بالحياة المسيحية العملية أيضًا. ففي حديثه مع الموعوظين الداخلين للمعمودية نراه يقول: "إن أردتم نوال المعمودية يلزمكم أولًا أن تتعلموا كلمة الله، وتقطعوا عنكم كل جذور الرذائل. وتصلحوا حياتكم القفرة البربرية وتمارسوا الوداعة والاتضاع، عندئذ تتهيأون بقبول نعمة الروح القدس".
* كما يقول أيضًا: "أذهبوا توبوا أيها الموعوظين، إن أردتم قبول المعمودية لمغفرة الخطايا... أظهروا ثمر التوبة المقبولة" (مت 8:3) "عيشوا في حياة طاهرة إلى حين... وتعالوا لتنالوا غفران الخطايا".
3- لم يقف عمل العلامة أوريجانوس عند تهيئة الأعداد الضخمة المتزايدة الجالسة عند قدميه لنوال سر العماد وإنما كان عليه بالحرى أن يهيئهم لقبول إكليل الاستشهاد. فكل من يقترب إليه إنما بالحرى يجرى نحو خطر الاستشهاد.
* روى أبيفانيوس أن رعاع الوثنيين أمسكوه يومًا وهو سائر في الطريق وحملوه بضجيج شديد إلى هيكل سيرابيوم الشاهق، وحلقوا رأسه، ووضعوا عليها قلنسوة وألبسوه حُلة بيضاء على طريقة كهنتهم رغمًا عنه، ثم أخرجوه خارج الهيكل وأصعدوه على القمة الكبرى التي أعلى السلم، وأعطوه سعف النخل، وأمروه أن يقوم بتوزيعه على عبدة الأوثان المجتمعين حوله، وكانوا يسخرون به مصفقين. فأسرع أوريجانوس يلوح بالأغصان وينثرها على المتجمهرين وهو يقول بصوت عظيم: "هلموا خذوا هذه الأغصان لا برسم الأوثان بل باسم يسوع المسيح خالق الإنسان"، فصّروا بأسنانهم عليه وأرادوا قتله، لكن الرب أنقذه من أيديهم.
4- أهتم أوريجانوس بتعميق الفكر الدراسي، فإذا كان جمهور تلاميذه يلتفون حوله من الصباح حتى المساء رأى أوريجانوس أن يقسمهم إلى فصلين، واختار تلميذه هيراقليس -المتحدث اللبق- ليدرس المبتدئين المبادئ الأولى للتعاليم المسيحية، أما هو فكرس وقته في تعليم المتقدمين اللاهوت والفلسفة معطيًا اهتمامًا خاصًا بالكتاب المقدس.
5- إبرازه التفسير الرمزي للكتاب المقدس. فقد كرّس حياته كلها لهذا العمل، حتى نسب هذا المنهج التفسيري لمدرسة الإسكندرية ولأوريجانوس... الأمر الذي نعود إليه بشيء من التفصيل فيما بعد.
6- دخل بالمدرسة إلى مرحلة جديدة هي إبراز أهمية الفلسفة كطريق لكسب الفلاسفة لكن في شيء من الحذر...
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
رابعًا: رحلات أوريجانوس:

1- حوالي عام 212 زار أوريجانوس روما في أثناء أسقفية زفيرينوس Zephyrinus، وفي حضرته ألقى القديس هيبوليتس مقالًا عن كرامة المخلص، وبعد إقامة قصيرة هناك عاد إلى الإسكندرية.
2- قام بعدة رحلات إلى بلاد العرب، أولها حوالي عام 214، حيث ذهب إليها بناء على دعوة من حاكم تلك البلاد الذي كان يرغب في التعرف على تعاليمه، كما دعى إلى العربية عدة مرات ليتناقش مع الأساقفة وقد أشار المؤرخ يوسابيوس إلى أثنين من هذه المناقشات، نذكر منهما أنه في عام 244 م. أنعقد مجمع عربي لمناقشة وجهة نظر الأسقف بريلوس Beryllus في شخص السيد المسيح. انعقد هذا المجمع على مستوى واسع أدان الأسقف بسبب قوله أن الله أقنوم واحد، وقد حاولوا باطلًا إقناعه أن يعود إلى الإيمان المستقيم. أسرع أوريجانوس إلى العربية ونجح في إقناع الأسقف الذي يبدو أنه بعث إليه رسالة شكر، وصار من أكبر المدافعين عنه.
* على أي الأحوال هذه الارتباط بين أوريجانوس والعربية إنما هو امتداد لارتباط العلامة بنتينوس بها.
3- حوالي عام 216 م. إذ نهب الإمبراطور كاركلا Caracalla مدينة الإسكندرية وأغلق مدارسها واضطهد معلميها وذبحهم، قرر أوريجانوس أن يذهب إلى فلسطين. هناك رحب به صديقه القديم الإسكندر أسقف أورشليم كما رحب به ثيؤكتستوس Theoctistus أسقف فلسطين، اللذين دعاه أن يشرح الكتاب المقدس في اجتماعات المسيحيين في حضرتهما.
* غضب البابا ديمتريوس الإسكندرى جدًا، لأنه حسب عادة الكنيسة الإسكندرية لا يستطيع العلماني أن يعظ في حضرة الأسقف، فأمره بعودته إلى الإسكندرية سريعًا. وبالفعل أطاع أوريجانوس بطريركه في خضوع، وبدت الأمور تسير كما كانت عليه قبلًا، لكن هذا الحدث صار مقدمة لصراع أوشك أن يحدث بعد عدة سنوات (حوالي 15 عاما).
4- مع بداية حكم أسكندر ساويرس (222-235 م.) أرسلت ماميا Mammaea والدة الإمبراطور حامية حربية تستدعى أوريجانوس لأنطاكيا كي يشرح لها بعض الأسئلة. وكما ورد في يوسابيوس أن أوريجانوس بعد أن لبث معها في القصر الإمبراطوري بعض الوقت أظهر فيه أشياء كثيرة لمجد الله وأوضح لها سمو التعاليم الإلهية، أسرع في العودة إلى مدرسته.
5- أرسل العلامة أوريجانوس إلى اليونان لضرورة ملحة تتعلق ببعض الشئون الكنسية وبقى عامين غائيًا عن الإسكندرية. ذهب إلى أخائية ليعمل صلحًا، وكان يحمل تفويضًا كتابيًا من بطريركه. وفي طريقه عبر بفلسطين، وفي قيصرية سيم قسًا بواسطة أسقفها. فقد بدى للأساقفة أنه لا يليق بمرشد روحي مثل أوريجانوس بلغ أعلى المستويات الروحية والدراسية يبقى مجرد علماني. هذا وقد أرادوا أن يتجنبوا المخاطرة التي يثيرها البابا ديمتريوس بسماحهم له أن يعظ وهو علماني في حضرتهم.
* وقد اعتبر البابا هذه السيامة أكثر خطأ من التصرف السابق، حسابًا إياها سيامة باطلة لسببين:
أ - أن أوريجانوس قد قبل السيامة من أسقف آخر غير أسقفه، دون أخذ تصريح من الأسقف التابع له.
ب - إذ كان أوريجانوس قد خصى نفسه، فهذا يحرمه من نوال درجة كهنوتية، فأنه حتى اليوم لا يجوز سيامة من يخصى نفسه.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
إدانته:

* لم يحتمل البابا ديمتريوس هذا الموقف فدعي لانعقاد مجمع من الأساقفة والكهنة بالإسكندرية، رفض المجمع القرار السابق مكتفين باستبعاده عن الإسكندرية.
* لم يرضى البابا بهذا القرار فدعى مجمعًا من الأساقفة وحدهم عام 232 م. قام بإعلان بطلان كهنوته واعتباره لا يصلح بعد للتعليم، كما أعلن عن وجود بعض أخطاء لاهوتية في كتاباته.
* كتب البابا الإسكندري القرار وبعث به إلى كل الإيبارشيات. فدعى Pontss أسقف روما مجمعًا أيد القرار، وهكذا فعل كثير من الأساقفة فيما عدا أساقفة فلسطين والعربية وآخائية وفينيقية وكبادوكية الذين رفضوا القرار.
* ومع أن أوريجانوس قد أخطأ في قبوله الكهنوت بدون تصريح من أسقفه، كما قبله رغم أنه كان قد أخصى نفسه، لكن كثير من المؤرخين يروا في أوريجانوس الرجل النبيل الذي أطاع القرار متحاشيًا كل انقسام، أطاع بروح مسيحية لا تحمل شيئًا من الأنانية، معتبرًا استبعاده عن الأرض الغالية عليه جدًا أكثر من أي بقعة أخرى على الأرض ليست بالتضحية الكبرى من أجل حفظ وحدة الكنيسة. فبالرغم من وجود أصدقاء لهم سلطانهم في الإسكندرية وفي الخارج، وكان يمكنه أن يقود حركة مضادة للبابا لكنه أبى أن يفعل شيئًا من هذا. في هدوء ترك الإسكندرية شاعرًا أنه لن يوجد من يقدر أن يفصله عن كنيسته المحبوبة، إذ يقول: "يحدث أحيانًا أن إنسانًا يطرد خارجًا ويكون بالحق لا يزال في الداخل، والبعض يبدو كما لو كانوا في الداخل مع أنهم في الحقيقة في الخارج".
* كانت هذه العاصفة التي ثارت ضد أوريجانوس بلا شك صفعة مرعبة، ومع ذلك فإننا نراه وهو يتحدث عنها يتكلم باتزان، إذ يقول في مقدمة الكتاب السادس عن إنجيل يوحنا: "بالرغم من العاصفة التي هبت ضدنا في الإسكندرية أكملت المجلد الخامس (من إنجيل القديس يوحنا) لأن يسوع أمر الرياح والأمواج. لقد بدأت فعلًا في المجلد السادس حين طردت من أرض مصر. منذ ذلك الحين والعدو يضاعف عنفه فينشر رسائله الجديدة، التي هي بالحق غريبة عن الإنجيل، هكذا يطلق علينا الرياح الشريرة قادمة علينا من مصر. وكان للعقل أن يشير علينا أن نستعد للمعركة لكن لا يمس هذا الأمر سلامنا إلى حد كبير فيعود الهدوء إلى ذهننا حتى نقدر أن نكمل أعمالنا السابقة الخاصة بدراسة الكتاب المقدس..."
* غير أن أوريجانوس أضطر أن يدافع عن نفسه ضد الاتهامات الخطيرة التي وجهت ضده فقد أورد روفينوس في كتابه De Adulteratione شذرة طويلة من خطاب كان قد وجهه أوريجانوس إلى أصدقاء له في الإسكندرية يشكو فيه من الملفقين الذين غيروا بعض فقرات من كتبه وشوهوها. ومن الذين نشروا في العالم المسيحي كتبًا مزورة ليس من العسير أن نجد فيها ما يستحق السخط.
* كذلك يعرفنا القديس إيرونيموس بوجود خطاب آخر كتبه أوريجانوس إلى أسقف روما فابيانوس يتهم فيه صديقه أمبروسيوس بأنه تسرع ونشر أحد كتبه في وقت غير مناسب وقبل أن يكمله، لعله قصد بهذا كتاب المبادئ De Principiis، الذي أثار سخط الكثيرين عليه حتى بعد وفاته بقرون.
* وجاء في ميمره الخامس والعشرين على إنجيل القديس لوقا: "أنه من دواعي سرور أعدائي أن ينسبوا لي آراء لم أكن أتصورها ولا خطرت ببالي".
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
مدرسة جديدة:

* إذ ترك أوريجانوس الإسكندرية وأستوطن في قيصرية فلسطين فرح به الإسكندر أسقف أورشليم وثيؤكتستوس أسقف قيصرية، وحسباه "معلمهما الوحيد، وسمح له أن يفسر الأسفار المقدسة ويقوم بتعليم الكنيسة كلها".
* حثه الأسقف ثيؤكتستوس على إنشاء مدرسة للاهوت هناك، رأسها قرابة عشرين عامًا. في هذه المدرسة تتلمذ القديس غريغوريوس العجائبى لمدة خمس أعوام.
* وبناء على طلب الأسقف كان أوريجانوس يشرح الكتاب المقدس من على إمبل الكنيسة في قيصرية على الأقل مرتين كل أسبوع: الأربعاء والجمعة، وبعد قليل كان يقوم بهذا العمل يوميًا، وأحيانًا أكثر من مرة في اليوم الواحد.
* هذا العمل لم يدفع بأوريجانوس إلى الكبرياء والتشامخ بل بالعكس كان يدرك أن الكارز يلزمه أولًا وقبل كل شيء أن يكون رجل صلاة، وفي مرات كثيرة حينما كان يقف أمام عبارة صعبة يتوقف عن الكلام ويطلب من سامعيه الصلاة من أجله لينال فهمًا أفضل للنص.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
اضطهاد مكسيميان:

* خلال الاضطهاد الذي أثاره مكسيميان التجأ أوريجانوس إلى كبادوكية قيصرية في هذا الاضطهاد ألقى القبض على صديقيه القديمين، أمبروسيوس وبروتوكتيتوس كاهن قيصرية، ووضعا في السجن. كتب أوريجانوس إليهما مقالًا "الحث على الاستشهاد" نظر فيه إلى الاستشهاد كأحد البراهين على صحة الحق المسيحي وكاستمرار لعمل الخلاص.
* أطلق سراح صديقيه وعاد أوريجانوس إلى قيصرية فلسطين.
* سافر أوريجانوس إلى أثينا عن طريق بيثينة، حيث قضى عدة أيام في نيقوديمية وهناك تسلم رسالة من يوليوس أفريقانيوس، يسأله فيها عن قصة سوسنة إن كانت جزءًا أصيلًا من سفر دانيال، وأجابه أوريجانوس برسالة مطولة بعثها إليه من نيقوديمية.
* وفي أيام دقيوس (249-251)، ثار الاضطهاد مرة أخرى، وألقى القبض أوريجانوس. تعذب جسده، ووضع في طوق حديدى ثقيل وألقى في السجن الداخلي وربطت قدماه في المقطورة أيامًا كثيرة، وهدد أن يعدم حرقًا.
* احتمل أوريجانوس هذه العذابات بشجاعة وإن كان لم يمت أثنائها، لكنه مات بعد فترة قصيرة، ربما كان متأثرًا بالآلام التي لحقت به.
* وفي عام 54 م. رقد أوريجانوس في مدينة صور بفلسطين وكان عمره في ذلك الحين 69 عامًا، وقد أهتم مسيحيو صور بجسده اهتمامًا عظيمًا فدفنوه إزاء المذبح وغطوا قبره بباب من الرخام نقشوا عليه: "هنا يرقد العظيم أوريجانوس".
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
خامسًا: كتابات أوريجانوس

1- أمبروسيوس وكتابات أوريجانوس:

* تعرف أوريجانوس على صديق غنى يدعى أمبروسيوس، من عائلة طيبة ويشغل مركزًا ممتازًا ويعتبر أحد المعترفين في أثناء اضطهاد مكسيميان كما رأينا قبلًا.
* إذ التقى أوريجانوس بأمبروسيوس جذبة إلى الإيمان المستقيم وأظهر له فساد هرطقة فالنتينوس الذي سقط فيها. وإذ أُعجب أمبروسيوس بصديقه ضغط عليه أن يكتب وأمده بأكثر من سبعة سكرتيريين في دورات بجانب الكثير من النساخ وبعض الفتيات اللواتي يجدن الكتابة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
2- ضياع الكثير من كتاباته:

* للأسف ضاع الجزء الأعظم من كتابات العلامة أوريجانوس بسبب الصراعات المرة التي نشبت بسبب أرثوذكسيته، فلم تكن مجرد قراءة أعماله محرمة وإنما مجرد الاحتفاظ بها كان يحسب عملًا غير شرعي.
* أما معظم ما تبقى من كتاباته فهي ليست في الأصل اليوناني بل جاءت إلينا خلال الترجمات اللاتينية، خاصة التي قام بها روفينوس أسقف أكويلا والقديس جيروم.
* القائمة الكاملة لكتابات أوريجانوس التي أضافها يوسابيوس إلى سيرة صديقه ومعلمه بامفيليوس قد فقدت. ويقدر جيروم مقالات أوريجين ألفين، أما عند أبيفانيوس فستة آلاف شهد جيروم عن كثرة كتاباته بقوله: "من منا يقدر أن يقرأ كل ما كتبه؟"
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
3- كتاباته:

النصوص النقدية:

* يعتبر كتابه هكسابلا "السداسيات" أول محاولة قامت على مستوى علمي في دراسة نصوص العهد القديم، وهو عمل ضخم كرس له أوريجانوس حياته كلها. فقد نسق ستة أعمدة متوازية تشمل النصوص التالية:
أ النص العبري للعهد القديم.
ب النص العبري بحروف يونانية.
ج- الترجمة اليونانية لأكيلا من بنطس، وهو مسيحي تهود، عاش في أوائل القرن الثاني، ترجمته حرفية على حساب اللغة اليونانية. وضعها لمقاومة استخدام المسيحيين للترجمة السبعينية. ترجع هذه الترجمة لحوالي عام 128 م.
د- الترجمة اليونانية لثيؤدوتيون، وهو يهودي من أفسس، قام بالترجمة حوالي عام 180 م. تمسك بحرفية اللغة، لكنها ليست في دقة ترجمة أكيلا.
* هذا وقد أضاف أوريجانوس ترجمات لم يعرف أسماء القائمين بترجمتها، وضمها إلى السداسيات، حتى أظهر أيضًا "التساعيات"، حيث وجدت تسع أنهر في بعض الأسفار.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
التفاسير:

* كرس أوريجانوس ساعات طويلة كل يوم للصلاة والدراسة، فجاءت تعليقاته وعظاته على الكتاب المقدس هائلة، شملت تقريبًا كل حقل الكتاب المقدس، أخذت ثلاث أشكال أدبية:
أ- ملاحظات مختصرة، غالبيتها ملاحظات نحوية بخصوص بعض العبارات الغامضة والصعبة
ب - عظات على فصول أو عبارات منتخبة من الكتاب المقدس، ألقيت في اجتماعات ليتورجية لتثقيف الشعب.
ج - تعليقات تحوى تفاسير رمزية وجوانب عقيدية، لا تزال هذه التعليقات لها أهميتها في مجال التفسير.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الكتابات العقيدية:

أ - عن المبادئ De Prircipiis (Peri Archon):

* الأصل اليوناني لهذا العمل مفقود.
أحتل هذا الكتاب أهمية كبرى بين كتابات العلامة أوريجانوس لسببين:
1- يعتبر هذا العمل أول محاولة قدمت لإيجاد منهج للاهوت المسيحي. فإذا انشغل أوريجانوس كثيرًا بالدفاع عن العقيدة المسيحية المستقيمة (الأرثوذكسية) ضد الهراطقة الغنوسيين، رأى الحاجة ماسة لا بالرد على نقاط منفصلة، وإنما ضرورة تقديم وجهة نظر للإيمان المستقيم تحمل طبيعة هذا الإيمان بطريقة شاملة وملتحمة، من خلالها تجد أسئلة الغنوسيين الإجابة فعالج هذا العمل الفكر المسيحي من جهة: الله والخليقة والخلاص والوحي الإلهي... قدمه للدارسين وليس للثقافة الشعبية العامة. فجاء العمل كأول محاولة مسيحية فيها تحكم الفلسفة في خطة الخلاص.
2- وجد مقاوموا أوريجانوس في هذا العمل المادة الغزيرة لاتهامه بالهرطقة، سواء في حياته أو بعد رقاده حتى بقرون طويلة، وهنا لا ننسى ما أعلنه القديس جيروم من أن أوريجانوس كتب إلى فابيانوس أسقف روما يوضح له أن بعض الأشياء الواردة في عمله (غالبًا ما يقصد به هذا العمل) تخالف وجهة نظره، وأن صديقه أمبروسيوس قد تسرع في نشرها بغير إرادته.
* كُتب هذا العمل في الإسكندرية ما بين عام 220 م. وعام 230 م.، في أربع كتب حوت المواضيع التالية:
1 - الله وعالم الأرواح.
2 - العالم والإنسان، وخلاص الإنسان ومصيره.
3 - الحرية الإنسانية ونصرة الخير النهائية.
4 - الكتاب المقدس وتفسيره.
* تحدث في الكتاب الأول عن الله وحدانيته وروحانيته، كما أوضح خطأ مرقيون وغيره من الغنوسيين من جهة التمييز بين إله العهد القديم وإله العهد الجديد. تحدث أيضًا عن الثالوث القدوس وعلاقتهم بالخليقة. تحدث عن الآب أنه عامل في كل الخليقة، والكلمة "اللوغوس" المولود قبل كل الخليقة يعمل في الخليقة العاقلة، أما الروح القدس فيعمل في الخليقة العاقلة المقدسة فقط. ثم تحدث عن الملائكة أصلهم وجوهرهم وسقوط الملائكة.
* في الكتاب الثاني عن العالم المادي وخلقة الإنسان كنتيجة لسقوط الملائكة فإن الإنسان هو روح ساقطة ليست جسدًا ماديًا. ثم تحدث عن تجسد اللوغوس لخلاص الإنسان، عقيدة القيامة والدينونة والحياة الأخرى.
* وفي الكتاب الثالث تحدث عن اتحاد الجسد بالنفس أنه يعطى فرصة للجهاد والنصرة. في هذا الجهاد يسند الإنسان الملائكة أو القوات الصالحة، بينما تقاومه الشياطين، وفي هذا يبقى الإنسان في حيرته. لقد ركز على " الحرية الإنسانية " ورافعًا عنها بقوة ضد الغنوسيين الذين يحطمونها.
* وفي الكتاب الرابع قدم التعاليم الأساسية مع بعض إضافات، كما تحدث عن الكتاب المقدس كمصدر للإيمان، والوحي وتفاسيره الثلاثة (الحرفية والأخلاقية والروحية)
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ب- مناقشة مع هيراقليدس:

* وجد بين مجموعة من أوراق البردى التي اكتشفت في طور بجوار القاهرة عام 1941 م. مخطوط يرجع لحوالي نهاية القرن السادس، يحوى نص المناقشة التي دارت بين أوريجانوس والأسقف هيراقليدس. وهى تمثل سجلًا كاملًا لمناقشة واقعية حدثت في كنيسة بالعربية في حضور الأساقفة والشعب حوالي عام 245 م. ويبدو من المناقشة أن أوريجانوس كان يتكلم وهو في سلطة المعلم.
* في الجزء الأول منها تدور المناقشة حول الآب والابن، فيشير أوريجانوس إلى الكتاب المقدس ليظهر ماذا يعنى أن الاثنين هما واحد.
* آدم وحواء هما اثنان لكنهما جسد واحد (تك24:2).
* (الإنسان البار) المرتبط بالرب يصير معه روحًا واحدًا (كو17:6).
* أما ربنا ومخلصنا ففي علاقته بالآب، إله المسكونة، ليس معه جسدًا واحدًا ولا روحًا واحدًا (بالمعنى الوارد في كو17:6)، "بل ما هو أعظم من الجسد والروح، هما الله الواحد".
* وفي نهاية المناقشة يعالج موضوع خلود النفس، حيث سأله الأسقف في هذا الشأن، ويجيبه أوريجانوس بأن النفس هي خالدة من ناحية وقابلة للموت من ناحية أخرى إذ هناك ثلاثة أنواع من الموت: موت الخطية (رو4:6)، وموت عن الله (خر 4:18) والموت الطبيعي. فالنفس لا تسقط تحت الموت الأخير، الموت الطبيعي، ولو أن الذين يعيشون في الخطية يشتهونه ولا يجدونه (رؤ 6:9). لكن النفس تخضع للموت الأول أو الثاني، بهذا يمكننا أن نسميها قابلة للموت.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ج - عن القيامة:

* يمكن اعتبار عمله "عن القيامة Peri Anastasius" مقدمة لعمله الضخم "عن المبادئ الأولى". أشار إليه في هذا العمل طالبًا الرجوع إليه حيث تحدث في أمر القيامة بتوسع كبير وأشار المؤرخ يوسابيوس إلى كتابين له في هذا الموضوع، كذلك جيروم... وللأسف فًقد هذا العمل، ولم يبق منه إلا مقتطفات في أعمال بامفيلوس وميثوديوس أسقف فيلبى وجيروم ويروى لنا ميثوديوس أن جيروم غير رأيه الذي أورده في كتاب "المبادئ" عن القيامة وذلك في أواخر حياته رافضًا فكرة التعرف المادي للشخص المقام ببشريته وجسده وكل تفاصيله...
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
د - المتفرقات:

* هذا العمل مفقود، إلا شذرات قليلة منه اقتبسها جيروم باللاتينية. وقد أشار المؤرخ يوسابيوس إليه، أنه يحوى عشر كتب سجلها في الإسكندرية قبل رحيله منها.
* يشير العنوان إلى موضوعات متنوعة لم تناقش بترتيب خاص.
أعماله الدفاعية:
* أهم أعماله الدفاعية هو "ضد كلسس"، وهو مقال مكون من ثمان كتب في إجابة مطولة ضد كلسس - كتبه في أواخر حياته حوالي عام 248 م.
* كلسس هذا في نظر أوريجانوس كان أبيقوريًا، لكنه كانت له أفكار أفلاطونية وهو صديق الخطيب لوقيان (حوالي 120-200 م).
* كتب عمله "True Discourse" حوالي عام 178 م.، مستخدمًا كل وسيلة تعلمها للهجوم على المسيحية، هذا العمل مفقود، لكن مقال أوريجانوس حفظ الكثير من نصوص الهجوم.
أ - هاجم شخص يسوع المسيح، متهمًا القديسة مريم بالزنا، كما أستخدم إنكار بطرس وخيانة يهوذا وموت يسوع كمتناقضات للاهوته، فقد رفض التجسد والصلب، كما جعل من القيامة خدعة.
ب - هاجم اليهودية والمسيحية معًا، فسخر بفكرة المسيا، كما اتهم السيد المسيح أنه تعلم السحر في مصر.
ج - هاجم فكرة "ما فوق الطبيعة" التي تقوم عليها المسيحية واليهودية معًا، ويرى أن الصراع بين المسيحية واليهودية نوعًا من الغباء.
د - هاجم فكرة "الوحي الإلهي" وأنكر العقاب الأبدي متهمًا المسيحيين أنهم ورثوا الجهل والقسوة عن آبائهم اليهود، ودعاهم غير متعلمين وعبيد ونساء وأطفال وسخفاء.
ه في رأيه أن الله لا يهتم بالإنسان أكثر من اهتمامه بالقرود والحشرات... وفي مجمله لم يحمل مشاعر دينية قوية.
و - مدح التعاليم المسيحية السلوكية وتعاليم اللوغوس، وفي رأيه أن يترك المسيحيون يعيشون بشرط أن يتخلوا عن عزلتهم السياسية والدينية ويخضعوا لتقاليد الدولة الدينية. فقد كان متخوفًا من عزلتهم أن تسبب شقاقًا في الدولة وانهيار للإمبراطورية الرومانية. لهذا دعاهم لمساندة الملك والعمل معه في تحقيق العدل، والمحاربة من أجله، وإن استدعى الأمر أن يكونوا في الحرب تحت قيادته أو من ينيبه عنه، وذلك لتدعيم شرائع الدولة ودينها.
* لم يقرأ أوريجانوس هذا العمل، الذي كان أثره على مصر وفلسطين لا يذكر. ولولا أن أمبروسيوس صديقه قرأ الكتاب وشعر بخطورته فأرسل إليه يطلب أن يفنده لما علمنا شيئًا عنه.
* في البداية كان رأيه أنه لا حاجة لتفنيده فأن حياة السيد المسيح وسلطانه يعرفها الجميع، وهو خير شاهد ضد ما كتبه كلسس، وأن هذا العمل لم يهز إيمان أي مسيحي. لكنه عاد واستجاب لطلب صديقه فكتب الرد بنظرة روحية ثاقبة ومهارة عظيمة وفكر ناضج يحمل قوة. وجاء رده يحوى اقتباسات كثيرة من الكتاب الوثنيين، ولعله بهذا أثبت أنه كان من حيث علمه منافسًا كبيرًا لخصمه الوثني كلسس.
* وجه أوريجانوس مقاله لا للمؤمنين تمامًا، بل للذين ليس لهم معرفة بالإيمان المسيحي أو الذين قال عنهم الرسول بولس (رو 1:14) أنهم ضعفاء في الإيمان.
فى هذا العمل أوضح الأتي:

أ - لو قرأ كلسس النبوات ودرس الكتاب المقدس بعهديه كما يجب لما قال أنه يعرف " كل شئ"... "نحن الذين درسنا هذه الأمور دراسة عن قرب لا نستطيع أن نجرأ ونقول أننا نعرف كل شيء لأننا نحب الحق".
ب - أجاب على اعتراض كلسس بأن المسيحية إيمان البسطاء، بأن هذا الإيمان البسيط يحمل نوعًا من المعرفة أكده كلمة الله، وحمل ثمارًا حية في حياة المسيحيين أنفسهم الذين تركوا رذائلهم القديمة. هذا وأن المسيحية تقدم بساطة الإيمان للبسطاء، كما تقدم سمو المعرفة العالية للكاملين، الله في محبته للبشر قدم لبنًا للأطفال وطعامًا قويًا للبالغين. لقد أراد أن يرفع بالضعفاء إلى " معرفة الله في حكمة الله".
ج - أنتقد أوريجانوس كلسس لأنه عبر عن النبوات الخاصة بالسيد المسيح دون مناقشتها كما ينبغي، فقد شهد الأنبياء قبل مجيئه عن ميلاده في بيت لحم وآلامه ومجيئه الأول والأخير وقيامه والتحول الذي يصنعه.
د - أكد صدق الأناجيل بما تحمله الرسل من أجل الكرازة به، كما تحدث الإنجيليون عن ضعفاتهم الخاصة وعن تركهم للسيد أثناء الصلب وإنكار بطرس... فلو أن الأناجيل من عملهم الذاتي لما ذكروا شيئًا من هذا.
* أكد أوريجانوس كيف أن وعود السيد المسيح قد تحققت، فالعالم قبل رسالته والإنجيل انتشر في كل المسكونة، ومن أجله أحتمل الكثيرين الاستشهاد.
ه أما عن قيامة السيد المسيح فقد أوضح أوريجين أنه ُصلب علانية، ومات أمام الكثيرين، فإذا ظهر بعد ذلك كانت قيامته حقيقة لا شك فيها. وقد شهد الرسل عنها حتى الموت. "لو أنهم اخترعوا رواية القيامة، كيف كانوا يبشرون بها بعد ذلك بقوة حتى إنهم ليس فقط قادوا الآخرين إلى احتقار الموت بل هم أولًا احتقروه".
* قد يعترض: لماذا لم يظهر بعد قيامته للجميع؟ أجابه ليس الكل كان مستحقًا لرؤيته ولا كان قادرًا على التفرس فيه، فليشرح لنا ظهوره لتوما وللتلميذين اللذين كانا في طريقهما لعمواس... الخ.
* تأكدت القيامة أيضًا بالنبوات وبالمعجزات وفوق الكل بثمار الخلاص التي قدمتها للجنس البشرى.
و- تحدث عن التحول الذي حدث في العالم، وكيف قدمت المسيحية حياة فضلى فعالة في حياة الناس،يحول السيد الخطاة إلى قديسين... ويغير النفس البشرية ويجدد طبيعتها.
ز- أكد أوريجانوس طاعة المسيحيين للحكام، لكنها ليست طاعة مطلقة، إنما في الرب... فلا يقبلون العبادات الوثنية.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
كتاباته العملية:

أ - عن الصلاة De Oratione

* مقال وجهه إلى صديقة أمبروسيوس وسيدة غير معروفة تسمى Tatiana ربما أخت أمبروسيوس أو زوجته. كتبه ما بين عاميّ 233 و234 م.، عالج فيه موضوع الصلاة
* هذا العمل أوضح بأكثر جلاء عن بقية كتاباته عمق حياة أوريجانوس وغيرته الروحية
* وأرجو أن أتحدث عن أفكاره بخصوص الصلاة فيما بعد إن شاء الرب.
ب - حثه على الاستشهاد:

* كُتب هذا المقال في قيصرية فلسطين عام 235 م. في بدء اضطهاد مكسيميانوس، وجهه إلى أمبروسيوس صديقه وبروتوكتيوس كاهن في إيبارشية قيصرية، اللذين ألقيا في السجن في هذا المقال كشف عن أعذب ما تشتهيه نفسه كل أيام حياته ألا وهو "الاستشهاد".
ج - عن القيامة:

* حفظ المخطوط الذي وجد بطور عام 1941 مقتطفات عن مقال لأوريجين عن القيامة.
د - رسائله:

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
لا يوجد من رسائله سوى رسالتين كاملتين:

1- الأولى وردت في كتاب الفيلوكاليا فصل 13 وهى رسالة موجهه إلى تلميذه السابق القديس غريغوريوس الصانع العجائب، كُتبت ما بين عام 238، وعام 243 م. بينما كان أوريجانوس في نيقوميديا.
* في هذه الرسالة يطلب من تلميذه أن يقتطف من الفلسفات اليونانية ما يمكن أن تنتفع به المسيحية، كما أنتفع اليهود بالأواني الذهبية والفضية التي أخذوها من المصريين في خدمة الله الحقيقي. كما طالبه بالإهتمام الشديد بدراسة الكتاب المقدس، وأن يقرع الباب ويسأل خلال الصلاة لكي يتفهم الأسرار الإلهية.
2- الرسالة الثانية وجهها إلى يوليوس أفريقيانوس التي سبق الإشارة إليها كتبها حوالي عام 240 م. من منزل صديقه أمبروسيوس بنيقوميديا.
3 - كثير من رسائله المفقودة نسمع عنها في يوسابيوس "الكتاب السادس"، منها رسالة إلى الإمبراطور فيلبس العربي، وأخرى إلى زوجته سيفيرا، ورسائل إلى الأسقف فابيانوس.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
سادسًا: أوريجانوس والعالم المسيحي

تلاميذ أوريجين والمعجبون به:

1- في الإسكندرية تتلمذ (البابا) ديونسيوس على يديه، وحينما بدأ العالم ينقلب عليه بقى البابا يشعر أنه مدين بالجميل له، فأرسل إليه رسالة عن الاستشهاد عام 259 م.
2- وقد مدحه القديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الإسكندرية وأكمل عمله في حقل التفسير واللاهوت الرمزي.
3- ونسخ بمفيليوس البيروتى تلميذ بيروس مدير مدرسة الإسكندرية معظم مؤلفات أوريجانوس بيده وشغف بقراءتها.
4- ودافع عنه البابا أثناسيوس الرسولي ولقبه بألقاب جميلة مثل: "العجيب " و"العامل بالحب".
5- أما الآباء الكبادوك فقد أحبوه وورثوا تعاليمه التي نقلت إليهم بواسطة تلميذه القديس غريغوريوس صانع العجائب الذي تتلمذ هو وأخوه ثيؤدورس على يديه بسبب اهتمامهما بالعلوم اليونانية وحبهما للفلسفة، لكنه استبدل غيرتهما القديمة بدراسة اللاهوت، وإذ لبثا خمس سنوات أظهرا تقدمًا عظيمًا في الروحيات حتى سيم كلاهما أسقفًا في كنائس بنطس رغم حداثة سنهما.
6- القديسان غريغوريوس النزنيزى وباسيليوس الكبير وإن كانا لم يقبلا نظامه اللاهوتي بكليته لكنهما رأيا فيه الشكل الوحيد الكافي للفكر العلمي المسيحي المعروف في ذلك الحين.
7- ويعتبر القديس أوغريس من بنتس هو المسئول عن نشر تعاليمه بين رهبان مصر، فقد اعتمد على كتاباته وكان ينشرها أثناء وجوده في مصر. ومن خلاله أيضًا تسلم القديس يوحنا كاسيان تعاليمه وبهذا إنتقلت إلى رهبان الغرب.
8- تأثر الأب مكسيموس المعترف بأوريجانوس تأثيرًا مطلقًا في وقت ما.
9- عُرفت أعماله في الغرب بواسطة روفينوس من أكويلا الذي أعجب به جدًا ودافع عنه بشدة.
* ويعتبر القديسان هيلارى وأمبروسيوس مدينان لتفاسيره بالكثير.
10- أما القديس جيروم فقد كان منذ صباه المبكر معجبًا به جدًا، دعاه "أعظم معلم للكنيسة بعد الرسل". دفع الكثير ليقتنى كل كتبه، وترجم الكثير من مقالاته إلى اللاتينية، وجعل اسمه مشهورًا في الغرب. معرفته للتفسير جاءت عن رجال أوريجانيين مثل ديديموس الضرير وغريغوريوس النزينزى... لكنه فيما بعد انقلب إلى عدو لدود ضد أوريجانوس.
11- كما مدحه القديس أغسطينوس.
12- بين المؤرخين الأولين مدحه يوسابيوس وسقراط جدًا.
13- أخيرًا نذكر مجرد أسماء لتلاميذه والمعجبين به: "القديس يوحنا أسقف أورشليم ويوسابيوس أسقف Vercellae، والأخوة الطوال القامة الذين بسببهم تعرض ذهبى الفهم لكثير من المتاعب، والقديس بلاديوس، وتوتيم أسقف سيتى الذي أعترض على أبيفانيوس عدو أوريجانوس.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
خصومه:

1- البابا ديمتريوس الكرام وسبق الحديث عنه.
2- ولعل أول هجوم خطير ضده كان من ميثوديوس أسقف أولمبيا في بدء القرن الرابع الذي كتب ضده بعنف، وهاجم التعاليم الواردة في كتاب De Principiis، مثل: أبدية الخليقة - الوجود السابق للنفوس قبل تجسدها - طبيعة الجسد المقام... لكنه عاد فامتدح العلامة أوريجانوس في أواخر أيامه.
3- أما أبيفانيوس أسقف سيلاميس بقبرص قد هاجمه في كتابيه: Anchoratus Adv. Haeres معتبرًا إياه هرطوقيًا معتمدًا على ما ورد في ميثودوسيوس وغيره. وقد عرف هذا الأب ببساطته وسرعة تصديقه وحماسه.
* بدأ أبيفانيوس عمله بعظة هجومية ضد الأوريجانية في كنيسة القيامة، قام بعدها بتحريض الرهبان أن ينفصلوا عن الأسقف حتى يتطهر تمامًا من كل شك في الهرطقة الأوريجانية. وأستطاع أبيفانيوس أن يكسب جيروم في صفه. فحدث خلاف بينه وبين رفينوس.
4- أمام هذا التيار العنيف قام روفينوس بترجمة كتاب المبادئ De Principiis (موضوع كل النزاع وفيه وجدت الآراء اللاهوتية الخاطئة) إلى اللاتينية ومعه دفاع عن أوريجانوس. لكن نشر الكتاب أثار عدة تساؤلات حول أوريجانوس مثل نظرية للثالوث القدوس إن الآب يحتضن الخليقة كلها، أما الابن فيهتم بخلاص الخليقة العاقلة وحدها، وأما الروح القدس فيعمل فقط في القديسين. فتساءل البعض هل بهذا أراد أوريجانوس أن يجعل من الآب أعظم من الابن، ومن الابن أعظم من الروح القدس. كذلك في حديثه عن الرمزية جعل البعض يفهم أنه قصد بأن أحداث التاريخ حتى حياة السيد المسيح في الكتاب المقدس مجرد حياة رمزية.. هذا مع إنكاره العقاب الأبدي لأن البشر لا يكون لهم أجساد مادية تسقط تحت العقاب، ونظرته لتناسخ الأرواح.
* لقد أرفق روفينوس ترجمته بمذكرة له تحت اسم "الفساد أعمال أوريجانوس" يعلن فيها أن النساخ أدخلوا بعض المبادئ الهرطوقية... وقد شملت النقاط التالية:
أ) يستحيل لرجل متعلم وعاقل مثل أوريجانوس أن يناقض نفسه ليس بين كتاباته في شبابه وكتاباته في الشيخوخة، وإنما جاء التناقض في الكتاب الواحد.
ب) أن هناك آباء أرثوذكسيوا المعتقد شوه الهراطقة كتاباتهم مثل القديسون أكليمنضس الأسكندرى وأكليمنضس الروماني وديوناسيوس الأسكندرى.
ج) أشتكى أوريجانوس نفسه برسالة له لا تزال موجودة مما فعله الهراطقة بكتبه (في هذه الرسالة دافع أوريحانوس عن نفسه أنه يستحيل أن يقول بأن الشيطان يخلص فأن هذا لا يقوله إلا من كان مجنونًا).
5- أخيرًا فلا ننس موقف البابا ثاؤفيلس الأسكندرى ضد أوريجانوس كما ظهر في شكله الأخوة الطوال القامة.
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 05 - 2014, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 79 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,452

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

ديونسيوس الاسكندري
سيرة - تعاليم - أقوال


حياته:


أولًا: ميلاده

* وُلد بالإسكندرية مع نهاية القرن الثاني حوالي عام 190 م.، من أبوين وثنيين غنيين وذا جاه.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثانيًا: ثقافته:

* كان من مذهب الصائبة يعبد الكواكب، محبًا للقراءة، يعمل كطبيب ناجح.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثالثًا: قبوله الإيمان:

* قادته قراءته المستمرة إلى قبول الإيمان المسيحي، فقد قيل أن أرملة عجوز مرت به معها بعض كتابات الرسول بولس تريد بيعها، فاشتراها منها وأخذ يدرسها ويفحصها. فأعجب بها جدًا وحسبها أنها أفضل ما قرأه من كتب الفلاسفة. وإذ طلب من السيدة أن تأتيه ببقية الأوراق ويدفع لها ما تريد، أحضرت له ثلاث رسائل أخرى، وإذ شعرت الأرملة أن نعمة الله قد عملت في قلبه قالت له: "إن شئت أيها الفيلسوف أن تطلع على كثير من مثل هذه الأقوال عليك بالذهاب إلى الكنيسة لتجد من يعطيها لك مجانًا فمضى إلى الكنيسة حيث التقى بشماس يُدعى أغسطين الذي دفع له رسائل معلمنا بولس الرسول كاملة فقرأها وقبل الإيمان المسيحي.
* مضى ديونسيوس إلى البابا ديمتريوس ونال منه سر العماد، ثم ألتحق بالمدرسة اللاهوتية حيث تتلمذ للعلامة أوريجانوس، وصار أحد كواكبها اللامعين.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
رابعًا: سيامته شماسًا:

* سيم ديونسيوس شماسًا بواسطة البابا ديمتريوس، كما سيم قسًا بواسطة البابا ياروكلاس (هيراقلاس).
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
خامساُ: رئاسة المدرسة:

* خلف ديونسيوس هيراقليس في رئاسة المدرسة لحوالي 16 أو 17 عامًا، كما خلفه أيضًا في الباباوية.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
سادسًا: بابا الإسكندرية:

* في عام 247 م. أختير القديس ديونسيوس بابا للإسكندرية، حيث كانت رسالته صعبة ألا وهى الحفاظ على الكنيسة وسط موجات مستمرة من الاضطهادات.
1- في عام 250 م. بدأ اضطهاد ديونسيوس للكنيسة. وقد قدم البابا لمسات سريعة لشهداء الإسكندرية في ذلك الوقت في رسالته إلى دومثيوس وديديموس ورسالته إلى فابيوس أسقف أنطاكية.
* وإن كان البابا نفسه لم يستشهد لكنه حسب نفسه ضمن الذين رغم معرفتهم للرب زمانًا طويلًا لكنه لم يعد بعد أهلًا لذلك، وإن كان في اعتقاده أن السيد المسيح قد حفظه لزمن آخر مناسب.
* لقد بقى البابا في داره 4 أيام ينتظر بينما كان رجال الوالي يبحثون عنه في كل موضع غير متوقعين أن يجدوه في داره. أخيرًا هرب، فعرض نفسه مثل القديس كبريانوس للاتهام بالجبن. وقد أقتطف المؤرخ يوسابيوس رسالة القديس ديوناسيوس إلى أحد أساقفة الأقاليم يُدعى جرمانيوس يدافع فيها عن نفسه، قائلًا: "أتحدث كمن هو في حضرة الله، أنه يعلم إني لا أكذب، إنني لم أهرب بدافع من نفسي، أو بدون إرشاد إلهي. وحتى قبل هذا، وفي نفس الساعة التي بدأ فيها اضطهاد ديسيوس أرسل سابينوس جنديًا يبحث عنى، وكنت في الدار 4 أيام أنتظر قدومه، لكنه تجول يبحث في كل موضع، في الطرق والأنهار والحقول - إذ ظن إني مختبئ فيها أو إني في الطريق إليها، فقد انطمست بصيرته ولم يجد البيت، ولا تصور إني أبقى في البيت في الوقت الذي فيه يجرى البحث عنى.
* فقط بعد أربعة أيام أمرني الله أن أغادر الدار مع أتباعي وكثير من الأخوة. أما كون هذا قد تم بعناية إلهية فواضح مما حدث بعد ذلك إذ ربما كنت نافعًا لبعض الأشخاص.
* أخيرًا قبض الجند عليه مع من كانوا معه وأرسلوه إلى السجن في Taposris، لكن استطاع شماس يُدعى تيموثاوس أن يفلت من يدي الجندي، التقى بمسيحي في الطريق كان ذاهبًا إلى وليمة عرس، أخبره مما حل بالبابا، إذ سمع الحاضرون أنطلق الكل إلى السجن، فهرب الجند تاركين الأبواب مفتوحة، وإذ دخلوا السجن وجدوا البابا نائمًا طلبوا منه مغادرة السجن فرفض حتى اضطر الشعب أن يحملوه من يديه ورجليه ويدفعونه دفعًا... فذهب معهم إلى داره.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

2- في عام 257 م. حدث أيضًا اضطهاد أثاره الإمبراطور فاليريان فاستدعاه الوالي أميلينوس ومع الكاهن مكسيموس والشمامسة فوستوس ويوسابيوس وشيريمون، وإذ طلب الوالي من البابا أن يترك عمله، أجاب: "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس، فنفاه إلى قرية صحراوية تسمى خفرو. هناك أستطاع أن يبشر بين الوثنيين بالرغم مما عاناه من اضطهادات. فاضطر الوالي أن ينفيه إلى صحراء ليبيا في Collutho... هناك لم يقف عمله على عقد اجتماعات والكرازة بالمسيحية بين الوثنيين بل أجهد نفسه في خدمة كنيسته بالإسكندرية (بالرسائل) ليحفظ الخدمة هناك.
3- حدثت أيضًا اضطرابات جديدة، إذ هوجمت مدينة الإسكندرية من الجنوب بواسطة قبائل بربرية.
* كذلك أعلن والى مصر إميلينوس في الإسكندرية إمبراطورًا، فنشبت حرب مدنية انتهت بأسره بواسطة القائد الروماني ثيئودوتيوس الذي أرسل المتمرد مقيدًا إلى روما. خلال هذه الحرب دُمرت المدينة وحلت مجاعة وانتشرت الأوبئة.
* تحدث البابا عن هذه الاضطرابات في رسالته الفصحية الدورية عام 263 م.، جاء فيها: "قد يبدو أن الوقت غير مناسب للعيد... فنحن لا نرى إلا الدموع، الكل ينوح والعويل يسمع كل يوم في المدينة بسبب كثرة الموتى.
* بعد هذا حلت الحرب وحدثت المجاعة. الأمرين اللذين تحملناهما سويًا مع الوثنيين... لكننا فرحنا بسلام المسيح الذي وهب لنا نحن وحدنا.
* كان أكثر الأخوة أسخياء جدًا في محبتهم الزائدة وعطفهم. فازدادت رابطتهم مع بعضهم البعض، فكانوا يفتقدون المرضى بغير تخوف، ويخدمونهم بصفة مستمرة يخدمونهم في المسيح". أما الوثنيون فكانوا ينفرون من المرضى ويطرحونهم في الشارع بين أموات وأحياء!
4- في نهاية كل اضطهاد كان البابا ديونسيوس يواجه مشكلة المرتدين. كان يضمهم، بل غالبًا ما كان يمنع إعادة معمودية حتى الهراطقة أو المنشقين الراجعين (مع أن الكنيسة فيما بعد لم تستقر على ذلك).
5- "مركز ديونسيوس العظيم مع قدرته وعلمه واعتداله الممتاز جعله موضع التماس أن يتدخل غالبًا في كل الصراعات الهامة التي ثارت في الكنيسة في أيامه "ففي الانقسام الخاص بنوفاتيوس الذي سيم على كرسي روما بطريقة غير شرعية، التجأت جميع الأطراف إليه، كما انشغل بهرطقة نيبوس أسقف أرسينوا بالفيوم، وسابيليوس أسقف بتولمايس (المدن الخمس الغربية) وبولس السموسطائي.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
سابعًا: جهاده


1- مع نيبوس أسقف أرسينو:

* في رحلته الرعوية لمدن إيبارشيته، التقى البابا بنيبوس أسقف أرسينو بالفيوم، الذي استخدم سفر رؤيا يوحنا في تأكيد آرائه في الملكوت الألفي المادي بطريقة يهودية فيه يأتي السيد المسيح على الأرض ليملك كأحد الملوك، في كتاب له يرفض فيه التفسير الرمزي لأوريجين. دعى البابا مجمعًا محليًا في أرسينو وأوضح للأسقف وأتباعه كيف أن ملكوت الله روحي, وأن المؤمنين لا يترجون أي ملكوت زمني أو ملذات أرضية، وكان يتحدث معهم بروح الحب في وداعة فاقتنعوا بكلماته.
* وإذ عاد إلى الإسكندرية كتب البابا كتابين عن "المواعيد" جاء فيهما: أنه ليسعدني أن أصف ما رأيته من إخلاص أبنائي أهالي أرسينو ومحبتهم وذكائهم،فقد تبادلنا الآراء بصبر وجلد، ولم ندع صغيرة أو كبيرة إلا وبحثناها بحثًا مستفيضًا. ومما يسرني أن أبنائي حين وقفوا على ما هم فيه من خطأ أعلنوا ذلك جهارًا في غير حياء ولا تردد. وفي طليعة المعترفين بخطئهم كوراسيوس الكاهن الذي أقام المثل الحيّ الدال على إخلاصه للحق. كما يسرني ما بدا من أبنائي أهل أرسينو إذ نسبوا نقضى للبدعة الألفية إلى إخلاصي الأبوي".
* وبعد تفسيره الإصحاح العشرين من سفر الرؤيا أشار إلى مواعيد الله لشعبه، ثم ذيل الرسالة بمدحه للأسقف نيبوس قائلًا: "أنني أحب نيبوس وأمتدحه، لأنه يسعى بكل جهده للوقوف على الحقيقة. وأمتدحه أيضًا للترانيم الروحية التي وضعها ليترنم بها الشعب في حفلاته. غير أن محبتي للحق تفوق محبتي لنيبوس، لذلك بادرت إلى ادحاض بدعته لإرشاده وإنارته".
* حقًا كم كان تاريخ الكنيسة قد تغير لو أن كل الصراعات عولجت هكذا بالروح الهادئ اللطيف.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
2- مع الهرطوقي سابيليوس:

* جاء إلى مصر رجل من روما ينشر بدعة تسمى "مؤلمي الآب" يعتقد أصحابها بأن الله أقنوم واحد، وهو الذي كفر عن خطايا البشر... بهذا يكون الآب قد تألم...
* قاوم البابا هذا الضلال، وأرسل منشورًا إلى الأسقفين أمونيوس وأفراندر، كما حرم سابليوس في مجمع عقده عام 261 م. بعد أن فند تعاليمه الفاسدة... فالتجأ أتباعه إلى الأسقف الروماني ديونسيوس الذي كان شابًا قليل الخبرة، فعقد مجمعًا حرم فيه بابا الاسكندرية وأرسل إليه يخبره بالحكم ويسأله إن لديه ما يدافع به عن نفسه. لكن بابا الإسكندرية بحكمته بعث برسالة أوضح فيها ما عسر عن فهم الأسقف الروماني فاستراح الأخير إليها. وقضت الرسالة على ما يسميه المؤرخين "نزاع الديونسيين" وشعر الروماني بتسرعه فاحترم الإسكندري، ووقف بجانبه في دحض بدعة بولس السومسطائي أسقف أنطاكية.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثامنًا: كتاباته:

* كتب الكثير لكن للأسف لم يبقى فيها إلا شذرات.

1- عن الطبيعة:

* في هذا العمل يفند المادية الأبيقورية، في شكل رسالة موجهة إلى ابنه تيموثاوس. يكشف هذا العمل أن القديس كان ذا معرفة كبيرة بالفلسفة اليونانية وأنه كاتب قدير. شهد بطريقة مقنعة عن نظام الكون وعناية الله، ردًا على الفكر المادي نحو العالم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
2- عن المواعيد:

* سبق الحديث عنه تحت عنوان: "مع نيبوس أسقف أرسينو".
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
3- تفنيد ودفاع:

* جاء هذا العمل في أربع كتب موجهة إلى الأسقف ديونسيوس الروماني إذ طلب الأخير من الإسكندري أن يوضح له اعتقاده في التعليم بالثالوث القدوس، فأجابه بوضع هذا العمل.
* في خطابه يشرح العلاقة بين الآب والابن، وهو الموضوع الرئيسي في المجادلات الخاصة بالتثليث، فيقول: "بالتأكيد لم يكن هناك زمان فيه كان الله ليس بالآب... بكون (الابن) بهاء النور الأبدي لذا فهو أيضًا أزلي مطلق. حيث يوجد النور على الدوام يكون أيضًا بهاؤه موجودًا على الدوام... لذلك فإن البهاء الأبدي يشع أمامه، واحد معه في الوجود. موجود بلا بداية، مولود على الدوام. يشع دومًا أمامه، وهو الحكمة القائل: "كنت كل يوم لذته فرحة دائمًا قدامه" (أم30:8).
* مادام الآب أبدى فالابن أيضًا أبدى، هو نور من نور..."
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
4- رسائله:


الرسالة الأولى:

* بعث بها إلى نوفاتيوس الذي رسم أسقفًا على روما بطريقة غير شرعية، يسأله في هذا الخطاب الرقيق أن يترك هذا المركز للأسقف الشرعي كرنيليوس، موضحًا أنه بهذا ينال إكليلًا أفضل من الاستشهاد لأنه يحفظ الكنيسة من الانشقاق.
* في هذه الرسالة يقول: "سلام من ديونسيوس إلى أخيه نوفاتيوس... إن كنت كما تقول أنك قد دفعت دفعًا إلى ذلك بغير إرادتك، فبرهن على هذه بتركك هذه الوظيفة بإرادتك. لأنه كان خير لك أن تحتمل كل ألم ولا تقسم كنيسة الله. حتى الاستشهاد من أجل تجنب الانقسام لا يكون أقل مجدًا من الاستشهاد بسبب رفض عبادة الأوثان. بل يبدو لي أعظم منه. لأنه في الحالة الأخيرة يستشهد الإنسان من أجل نفسه، أما في الحالة الأولى فمن أجل الكنيسة كلها.
* والآن إن أمكنك إقناع الأخوة أو حملهم على اتفاق آرائهم زاد برك على زلتك، فلا تحسب عليك، بل يمدح برك. ولكن إن لم تستطع أن تفلح مع المتمردين، فعلى الأقل خلص نفسك. أتوسل إليك أن تحسن التبصر في الأمر وتبقى في سلام الرب".

الرسالة الثانية:

* بعث بها إلى باسيليدس أسقف بانتوبوليس (الخمس مدن الغربية) يجيبه على أسئلة كثيرة بخصوص تحديد زمن الصوم الكبير والشروط الجسدية الخاصة بالاستعداد للتناول.

الرسالة الثالثة:

* بعث بها إلى فابيوس أسقف أنطاكية، عالج فيها مشكلة المرتدين أثناء الاضطهاد جاء فيها: "سأقدم لك هذا المثل الواحد الذي حدث بيننا. كان معنا رجل مسن مؤمن يدعى سرابيون، عاش بلا لوم زمانًا طويلًا، لكنه سقط عند التجربة. هذا توسل كثيرًا طالبًا الحَّل لكن لم يلتفت إليه، لأنه ذبح للأوثان. اعتراه مرض فبقى ثلاثة أيام متوالية فاقد النطق والوعي.. وفي اليوم الرابع إذ فاق قليلًا دعى حفيده (ابن ابنته) قائلًا: إلى متى تعوقني يا ابني؟ أتوسل إليك أن تسرع وتدع لي كاهنًا. وإذ قال هذا فقد النطق ثانية. أسرع الولد إلى الكاهن، وكان الوقت ليلًا، والقس مريضًا لم يقدر الذهاب معه. لكنني إذ كنت قد أصدرت أمرًا أن الذي على حافة العبور من العالم أن طلب حلًا، خاصة إن كان قد سبق وطلبه قبلًا، فيلزم أن ينطلقوا برجاء، أعطاه الكاهن جزءًا صغيرًا من الإفخارستيا، وأمره أن يغمسه في الماء، ويدع النقط تسقط في فم الشيخ. عاد به الصبي، وإذ اقترب، وكان لم يدخل بعد تحرك سرابيون ثالثة وقال: لقد أتيت يا ابني ولم يقدر القس أن يأتي معك. افعل ما آمرك به سريعًا ودعني أنطلق. عندئذ غمسه الصبي وجعل النقط تسقط في فمه، وإذ بلع قليلًا أسلم الروح حالًا".

الرسالة الرابعة:

* حينما بدأ العالم ينقلب على العلامة أوريجانوس بقى البابا ديونسيوس يشعر بالدين نحو هذا المعلم، ففي عام 259 م. بعث إليه برسالة عن الاستشهاد، حين كان مسجونًا في صور.

الرسالة الخامسة:

* وبعد موت أوريجانوس كتب رسالة إلى أسقف قيصرية يمتدحه فيها.


رسائل أخرى:

* أرسل أيضًا عدة رسائل إلى بولس السومسطائي، بطريرك أنطاكية، وهو رجل هرطوقي عرف بالرفاهية والفخفخة، صارت له حظوة لدى ملكة تدمر التي وكلت إليه جباية الخراج وبذلك تقلد وظيفة دوسناريوس (والى)، ورغم أن كلمة الله حل على يسوع عند ولادته، وأنه فارقه عند الآلام... بهذا أنكر الثالوث القدوس.
* أيضًا أشار المؤرخ يوسابيوس إلى رسائله الفصحية التي كان القديس ديوناسيوس يكتبها ليعلن عن موعد الفصح (عيد القيامة) وبدء الصوم الكبير. أخذت هذه الرسائل شكل رسائل رعوية، فيها يحث الشعب أن يراعوا الصوم والعيد بطريقة روحية كما انتهزها كفرصة لمناقشة بعض الأسئلة الكنسية المثابرة في ذلك الحين.
_____
(*) المرجع:
آباء مدرسة الإسكندرية الأولون - القمص تادرس يعقوب ملطي
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 05 - 2014, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 80 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,452

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

الدسقولية


* تتميز الدسقولية عن سائر كتب القوانين الكنسية بطابعها التعليمي، ولذلك سميت كذلك "تعاليم" إنها ليست مجرد نصوص، بل تمتاز بكثرة الشرح والتفسير والعمل على إثبات الرأي المذكور من الناحية العقلية والكتابية أيضا. ولذلك يكثر فيها الاستدلال بآيات من الكتاب المقدس وحوادث منه، حتى أنها شملت المئات من الآيات من كلا العهدين القديم والجديد. وبعض فصولها تكاد تكون عظات. ففي الباب الأول مثلا عن قراءة الكتب المقدسة، وأخرى عن عدم دخول حمامات النساء والاحتراس من فخاخهن يكاد أن يكون قد استخدم فيها كل الإصحاح السابع من سفر الأمثال، ثم عظة أخرى للنساء مشابهة لهذه في الباب الثاني تليها عظة عن النسوة الحكيمات وطاعتهن وخدمتهن لأزواجهن أستشهد فيها بغالبية الإصحاح 21 من سفر الأمثال أيضا،وتكاد غالبية الباب الخامس أن تكون عظة عن التوبة موجهة إلى العلمانيين ليتوبوا والى الأساقفة ليقبلوا التائبين، وكذلك الباب الثامن عن نفس الموضوع تقريبا..
* وتتميز الدسقولية أيضا بإيرادها أشياء من الأسفار التي حذفها البروتستانت ففيها إشارة إلى قصة سوسنة والشيخين اللذين شهدا عليها زورا وهى تتمة سفر دانيال، وفيها إشارة إلى سفر باروخ والاستشهاد بآيتين منه، وفيها إشارة إلى صوم يهوديت وفيها صلاة منسى الملك وتوبته وهى التي أشار إليها سفر الأيام الثاني وهى موجودة في تسابيح أبو غالمسيس.
* والدسقولية تكاد تكون خالية من العقوبات. فليس فيها شيء بتاتًا من الحكم على الخطاة سنوات معينة يقضونها في خوارس التوبة أو خارج الكنيسة كما تتميز بذلك قوانين باسيليوس وبعض المجامع الصغار وعبارات القطع والفرز والإخراج نادرة فيها جدا، بل هي تحاربها وتقول للأسقف " لا تكن مسرعا إلى القطع ولا جسورًا ولا تستخدم المنشار الحاد الأسنان".
* وهكذا تكثر الحديث عن التوبة وقبول الخطاة والرحمة، وتصف الأسقف بطبيب يعالج المرضى من الخطايا.
* أما متى كتبت الدسقولية، فهذا أمر غير معروف، تعددت فيه الأقوال وتضاربت ويحتاج إلى أن يكون موضع بحث قانوني هام. إنها كتبت بلا شك بعد قوانين الرسل إذ فيها إشارة إلى تلك القوانين في المقدمة حيث قيل: "وكنا قد قررنا ووضعناها في الكنيسة..".
* وهى أيضا قد كتبت بإرشاد، بعد استشهاد القديس يعقوب والرسول أسقف أورشليم ففي الباب إشارة إلى استشهاده وإكرامه كشهيد.
ب أما القسم الثاني: يشمل الأبواب الباقية (من 23الى 51) يختص بالمعاملات. وأهم ما فيه الموضوعات الخاصة بالزواج والطلاق أما الباقي فيتعرض لمعاملات مهمة عديدة كالبيع والإيجار والقرض والرهن، والضمان، والوصية، والميراث والشركة... إلخ، وبعض موضوعات اجتماعية كالمأكل والملابس والصنائع وعقوبات عن خطايا كالزنا والسرقة والقتل.
وهنا نتعرض لمحتويات كتاب الدسقولية تعريب القمص مرقس داود. والتي كانت على النحو التالي:
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
مقدمة:

الباب الأول: وجوب سير الأغنياء بتحفظ وقراءة الكتب المقدسة.
الباب الثاني: خضوع النساء لأزواجهن وسيرهن بحكمة.
الباب الثالث: الأساقفة والقسوس والشمامسة.
الباب الرابع: وجوب قبول الأساقفة للتائبين.
الباب الخامس: عدم دينونة أي شخص قبل التثبت من خطيته.
الباب السادس: يجب على العلمانيين أن يأتوا بالقرابين إلى الكنيسة كقدرتهم.
الباب السابع: ليستأذن الشمامسة أساقفتهم في كل ما يفعلون.
الباب الثامن: لا يتعجل الأساقفة في ما يقولون أو يفعلون.
الباب التاسع: ليغفر المسيحيون خطايا بعضهم بعضًا.
الباب العاشر: ليكن الأساقفة محبين السلام غفورين رحومين.
الباب الحادي عشر: لا يذهب المسيحيون إلى الملاعب أو حيث يجتمع غير المؤمنين
الباب الثاني عشر: لأجل الأيتام.
الباب الثالث عشر: وجوب اهتمام الأساقفة بالأيتام.
الباب الرابع عشر: ليقبل الأساقفة القرابين من المؤمنين دون سواهم.
الباب الخامس عشر: لينفق الأساقفة ما يأتيهم من الصدقات على المحتاجين.
الباب السادس عشر: ليطع العبيد أسيادهم وإن كانوا غير مؤمنين.
الباب السابع عشر: قيامة جميع الأموات.
الباب الثامن عشر: وجوب حفظ الأعياد وتكميلها بفرح روحاني.
الباب التاسع عشر: الأرامل والعذارى.
الباب العشرون: النساء لا يعمدن أحدًا.
الباب الحادي والعشرون: لا يتمم العلمانيون شيئًا من أعمال الكهنوت.
الباب الثاني والعشرون: الأرامل الهائمات.
الباب الثالث والعشرون: الأساقفة الذين يقامون.
الباب الرابع والعشرون: ليقبل الأرامل والأيتام ما يدفع لهم بالشكر.
الباب الخامس والعشرون: وجوب تعليم الآباء لأبنائهم.
الباب السادس والعشرون: العذارى لا يتسرعن في نذر عفتهن.
الباب السابع والعشرون: الشهداء.
الباب الثامن والعشرون: منزلة الشهداء.
الباب التاسع والعشرون: الابتعاد عن الأقوال والأفعال القبيحة.
الباب الثلاثون: عدم الحلف بأسماء الأوثان.
الباب الحادي والثلاثون: أوقات الأعياد والفصح المجيد.
الباب الثاني والثلاثون: البدع والهرطقات.
الباب الثالث والثلاثون: الترتيل على المسيحيين وقت موتهم وتقديم القرابين عنهم.
الباب الرابع والثلاثون: الأرامل الهائمات.
الباب الخامس والثلاثون: ترتيب بنيان الكنيسة.
الباب السادس والثلاثون: إقامة الأساقفة.
الباب السابع والثلاثون: أوقات صلاة الأساقفة والكهنة.
الباب الثامن والثلاثون: صوم الأساقفة بعد إقامتهم.
الباب التاسع والثلاثون: الأمانة التي تقال قبل القداس.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
فهرس مواضيع الدسقولية

(أ)


الأرامل

* سنهن لا يكون دون الستين.
* حديثات السن قد يشعرن بميل للتزوج.
* زواج الشابات الأرامل غير جائز.
* وجوب مساعدة الأرامل.
* حياة الأرامل وأخلاقهن.
* لا يحل لهن أن يلعن أحدًا.
* لا يحل لهن التذمر.
* وجوب تقديم الشكر على ما ينلنه من المساعدات.
* ما لا يليق بهن فعله.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الأساقفة - الشروط التي يجب أن تتوفر فيهم قبل الرسامة

* يكونون طاهرين وبلا علة.
* ومتصفين بكل الصفات الحسنة.
* لا يكون عمرهم دون الخمسون.
* أن وجد واحد ينقص عن هذا الحد وحسنت سيرته يرسم.
* معتدلي القامة.
* مملوئين من كل تعليم.
* دربي اللسان.
* محبين للسلام بين الناس.
* لا يكونون سكيرين.
* ولا محبين للعالم.
* ولا مستجدى الدخول إلى الإيمان.
* ولا غضوبين.
* يحسن أن يكونوا غير متزوجين.
* وإلا فليكن بعلًا لامرأة واحدة.
* ويكونون قد ربوا أولادهم بخوف الله.
* وجوب الرضى عند رسامتهم من كل الشعب والكهنة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الأساقفة - رسامتهم

* يختارهم كل الشعب.
* يرسمون من ثلاثة أساقفة.
* يرسمون بوضع اليد.
* الصلاة التي تقال عند رسامتهم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الأساقفة - في السنة الأولى من رسامتهم

* ملازمة الكنيسة.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
* التفرغ للصلاة.
* الصوم.
* تناول الأطعمة الخفيفة مع الصوم.
* تحريم الخمر قطعًا.
* عدم أكل اللحوم.
* طعامهم أثناء المرض.
* التناول من الأسرار المقدسة كل يوم.
* تعليم الشعب.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الأساقفة - واجباتهم نحو الشعب

* الإحسان للأرامل والمحتاجين.
* الاهتمام بالأيتام.
* عدم محاباة الأغنياء.
* إشباع الشعب بالتعليم.
* الرقابة عليهم.
* تثبيت القائمين.
* الاهتمام بخلاص الجميع.
* السهر عليهم وتفقدهم من وقت لآخر.
* الصلاة من أجلهم باستمرار.
* محبتهم كأب.
* تعزية الحزانى.
* مصالحة المتخاصمين.
* أكرام الفقراء أكثر من الأغنياء في وقت الاجتماع.
* الاهتمام بتزويج الشبان.
* وبتزويج الشابات.
* الاهتمام بمن يتخلف عن الكنيسة.
* مسئولون عنهم ويحملون خطيتهم أن توانوا عنهم.
* لا يسمحون لهم بالرئاسة عليهم
* لا يوكلون إدارة شئونهم لغيرهم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الأساقفة - مركزهم بالنسبة للشعب

* الراعي الصالح.
* رئيس.
* رقيب.
* ربان السفينة.
* أب.
* نبى.
* صديق.
* معلم الصلاح.
* طبيب.
* فم الله.
* سيد.
* شفيع لهم لدى الله.
* كما يكونون يكون شعبهم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الأساقفة - واجبات الشعب نحوهم (أنظر واجبات العلمانيين)

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الأساقفة - واجباتهم نحو الخطاة

* ردهم عن ضلالهم وتعليمهم الصلاح.
* المثابرة على تعليمهم.
* عدم محاباتهم.
* عدم الإغفال عن توبيخهم أو قصاصهم
* قبول توبتهم.
* ردهم لرتبتهم الأولى.
* الرحمة في قصاصهم.
* أن دان غير الخاطئ أو لم يقبل التائب فقد قتله.
* أخراجهم من الكنيسة.
* عدم التسرع في إخراجهم.
* لا يخرجونهم إلا بعد أن تعييهم الحيل.
* السعي في ردهم بعد إخراجهم.
* عمل كل الطرق الممكنة لردهم وشفائهم.
* تشجيعهم على التوبة.
* وضع اليد عليهم بعد توبتهم عوضًا من المعمودية.
* عدم الأمتناع عن مخالطتهم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الأساقفة - واجباتهم نحو بعضهم البعض.

* أن يكونوا معًا بقلب واحد واتفاق واحد.
* أن يتعاونوا على تعليم الشعب.
* أن يقبلوا الغرباء منهم في الكنيسة ويسمحوا لهم بالصلاة والتعليم.
* أن يشجعوا بعضهم في الصلاة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الأساقفة - وصفاتهم وواجباتهم وأعمالهم.

* عدم الإسراف في الأكل والشرب.
* عدم الإسراف في الملبس.
* عدم محبة العالم.
* عدم محبة الرئاسة.
* أن لا يكونوا سريعي الغضب.
* الترفع عن كل المساوئ.
* التحلي بكل الفضائل.
* عدم الرياء.
* عدم قبول الرشوة.
* أن يجعلوا الرب رقيبًا لهم وشاهدا عليهم
* توزيع الصدقات على المحتاجين بحكمة.
* عدم السكر بالخمر.
* أن يكونوا مستقيمين في الحكم.
* درس كلمة الله.
* تفسير كلمة الله.
* الكرازة بكلمة الله.
* السير بحسب التعاليم التي يعلمونها.
* السير بحسب الصلاة التي يصلونه
* أن يغفروا لمن أخطأ إليهم.
* عدم قبول قرابين الأشرار.
* الابتعاد عن الشيع والهرطقات.
* أن لا ينجسوا لسانهم باللعن.
* إن كانوا خطاه لا يستطيعون تأديب الخطاة أو إصلاحهم.
* أن حكموا على أحد ظلمًا فالحكم يقع عليهم.
* سيرتهم الشريرة تبدد شعب المسيح.
* تصرفاتهم السيئة تبدد شعب المسيح.
* بسيرتهم الحسنة يربحون الكثيرين.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الأساقفة - السلطان الذي أعطى لهم

* دينونة الخطاة وحلهم من خطاياهم.
* العماد.
* إقامة الشمامسة.
* إقامة القسوس.
* أكلمنضس.
* الأناجيل الأربعة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
(ب)

* بولس رسول الأمم.
* توبته.
* دعوته رسولًا.
* رسائله.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الأبرار

* لا يهلكون بمعاشرة الخطاة.
* ولكنهم يفسدون إن شاركوهم في العبادة
* أن فعلوا البر والحق يحيون.
* وأن فعلوا الشر ينسى كل برهم ويهلكون.
* يرتل عليهم عند الموت.
* يجب مطالعة سيرهم للاستفادة.
* ينيرون مثل الأنوار في القيامة.
* ينالون الإكليل في القيامة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
(ت)

* التعاليم الصالحة تقرب الإنسان من الله.
* التعاليم الفاسدة يجب الابتعاد عنه.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
(ج)

الاجتماعات

* تكون في هدوء تام.
* الشماس يرتب المجتمعين كلا في مكانه.
* تكون كل يوم لاسيما السبت والأحد.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الاجتماعات - ترتيبها

* النساء يجلسن وحدهن
* الشبان يجلسون وحدهم.
* الأطفال يجلسون مع أبائهم وأمهاتهم.
* العذارى والأرامل يجلسن وحدهن
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
(ح)

المحاكمة

* لا يليق بأن يحاكم المؤمنون أمام الأمم.
* أنسب يوم لها يوم الاثنين حتى إن أتى يوم الأحد لا يكون لأحد على أخيه شكوى.
* ليحضر فيها مع الأساقفة الشمامسة والقسوس.
* ليكن الحكم بلا رياء.
* وبعدل.
* لا يحكم بحكم واحد على كل الخطايا.
* لا تقبل الشكاية لأول وهلة.
* لا تقبل الشكاية إلا على فم شاهدين أو ثلاثة.
* الشهود يجب أن يكونوا بلا عيب ولا غرض.
* ليحضر الفريقان المتخاصمان معًا.
* المسيح يحضر في موضع الحكم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
(خ)

الخطاة

* دعوة المسيح لهم بالراحة.
* يجازون كل واحد كعمله وعن نفسه.
* لا يقبل الأسقف قرابينهم.
* ضرورة قبول توبتهم.
* إن رجعوا لا يقبلون دفعة واحدة في الكنيسة بل يحسبون في عداد الموعوظين.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الخطاة - صفاتهم

* عميان.
* عديمو العقل.
* أعداء الله.
* أعداء لأنفسهم.
* مقاومون لله.
* يؤلمون قلب المسيح.
* يغضبون الله.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الخطاة - واجباتهم

* أن يتمثلوا بالقديسين.
* أن يسمعوا لتحذير وتعليم معلميهم.
* أن لا يستهينوا بخطيتهم.
* الاستحياء من خطيتهم.
* التوبة عن خطاياهم.
* عدم تأجيل التوبة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الخطية

* أن لم تردع تتضاعف.
* تغفر مهما عظمت.
* تطهر بالرحمة والأمانة.
* أجرتها الموت.
* وتعب القلب.
* وغضب الله.
* وعدم استجابة الصلاة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
(د)

الدينونة

* الاستعداد لها.
* عدم دينونة الأبرار من أجل الأشرار، ولا الآباء عن بنيهم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
(ر)

* رتب الكنيسة
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
(ش)

الشبان

* ليقفوا في الكنيسة وحدهم.
* ليلازموا الكنيسة بلا فتور.
* ليهتموا بعمل أيديهم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الشمامسة - يرسمون بواسطة الأسقف وحده

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الشمامسة - واجباتهم

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
* خدمة الأسقف.
* لا يفعلون شيئًا بغير إذنه.
* لا يسيئون إليه بقول أو فعل.
* خدمة الله بخوف ورعدة.
* ليرتبوا المصلين كلا في مكانه.
* صفاتهم وواجباتهم.
* لا سلطان لهم في رسامة كهنة.
* لا سلطان لهم في التعميد.
* يقرأون فصول الكتب في الكنيسة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الشماسات

* الحاجة إليهن.
* تكن جليلات السيرة.
* لا يصنعن شيئًا إلا بأمر الشماس.
* يأتين بالنساء إلى الشماس أو القس أو الأسقف.
* واجباتهن وصفاتهن.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الشهداء

* وجوب الاهتمام بهم ومساعدتهم.
* من ليس له فليصم ويقدم لهم حاجتهم.
* ضرورة زيارتهم.
* مشاركتهم في آلامهم واضطهادهم
* المجاهرة والاعتراف بالمسيح.
* ينالون إكليل الشهادة.
* ضرورة إجلالهم.
* ليس من يتألم ظلمًا بشهيد.
* أن لم يتحملوا الاستشهاد صاروا عثرة للكثيرين.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الشهود

* يكونون بلا عيب ولا غرض.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
شهود الزور

* عدم قبول شهادتهم.
* يسعون للشر ويسرون به.
* يجلبون الشر على أنفسهم.
* هم بمثابة قاتلي أخوتهم.
* يحدثون الشغب في الكنيسة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الشهوة

* تعد في نظر الله كالخطية الفعلية.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الشيع

* وجوب الابتعاد عنها.
* وجوب الابتعاد عن أصحاب الشيع.
* وجوب الحذر من إيجاد شقاق وشيع في الكنيسة.
* قصاصها مريع.
* أساسها الشيطان
* أمثلة من الشيع الأولى.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
(ص)

الصدقة

* شرطها الأساسي أن تكون في الخفاء.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الصلاة

* تمنع التجارب.
* الخطية تمنع استجابتها
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الصلاة

* بعض آدابها وواجباتها الوقوف.
* الهدوء والسكون.
* عدم مراعاة الشر من جهة الآخرين.
* تكون ثلاث دفعات في النهار.
* تقبيل المؤمنين بعضهم بعضًا.
* الصلاة الربانية.
* صلاة قسمة الأساقفة.
* صلاة القداس - موضوعها.
* الصلاة عن المؤمنين الراقدين.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الصوم

* هو إذلال النفس.
* ضرورة اقترانه بالصلاة.
* الصوم لأجل الخطية.
* صوم الأربعين.
* صوم أسبوع الفصح.
* الصوم بعد عيد الخمسين.
* صوم الأربعاء والجمعة.
* صوم أحد القيامة ممنوع.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
العبيد

* وجوب طاعتهم لسادتهم.
* عدم التشبه به إن كانوا غير مؤمنين.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
العذارى

* لا يتسرعن في نذر عفتهن.
* تكن جليلات السيرة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
العلمانيون - واجباتهم

* الابتعاد عن الخطية.
* الهروب من الأقوال والأفعال الرديئة.
* الهروب من تسابيح الأمم.
* عدم الحلف بأسماء الأوثان والشياطين
* عدم الإيمان بها وعبادتها.
* عدم مخالطة الأشرار أو حضور اجتماعاتهم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الرجل ليحتمل امرأته ويحبها ويرضيها.

* ولا يسبب للمرأة أية عثرة.
* عدم مجازاة الشر بالشر بل بالخير.
* محبة الأعداء.
* عدم التزين.
* عدم الغضب.
* عدم شهوة ما للآخرين.
* عدم تربية الشعر وخدمته.
* عدم لبس الملابس الفاخرة أو الخليعة.
* عدم السكر.
* عدم الحلف.
* عدم دينونة الآخرين.
* ليغفروا خطايا بعضهم بعضًا.
* ليتصالحوا بأقرب فرصة إن تخاصموا.
* محبة القريب كالنفس.
* إضافة الغرباء.
* إعالة الأيتام.
* الاهتمام بتزويجهم متى كبروا.
* أن يحبوا عبيدهم.
* أن لا يدعوا للآخرين فرصة ليشتكوا عليهم.
* أكرام الوالدين.
* درس كلمة الله.
* تكريس العشور لله.
* تقديم العشور للأسقف ليوزعها على المحتاجين.
* الجد والاجتهاد في الأعمال العالمية وعدم الكسل.
* المداومة على حضور الكنيسة.
* التناول من الأسرار المقدسة كل أسبوع.
* أن لا تلهيهم مشاغل الحياة عن عبادة الله.
* حمل الصليب من أجل المسيح.
* عدم ممارسة شيء من الطقوس الدينية بدون الكاهن.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
العلمانيون - واجباتهم نحو رعاتهم

* أن يحبوهم.
* ويخافوهم.
* ويقبلوا كلامهم.
* ويطيعوهم.
* ويكرموهم.
* ويقوموا بحاجياتهم الجسدية.
* ولا يحاسبوهم عن تدبيرهم.
* ولا يدينوهم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
العلمانيون - واجباتهم نحو أولادهم

* تعليمهم في خوف الله وتقواه.
* تعليمهم صنائع تليق بهم.
* تأديبهم بالعصي.
* توانيهم عن تأديبهم فيه دينونة لهم ولأبنائهم.
* الاهتمام بزواجهم عند بلوغهم السن.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الأعياد - وجوب حفظها

* عيد الميلاد.
* عيد الغطاس.
* عيد الفصح.
* زمانه.
* أن يكون مرة واحدة في السنة.
* عدم موافقته لعيد اليهود.
* عيد القيامة.
* أن يقع في يوم الأحد فقط.
* عيد الصعود وميعاده
* عيد الخمسين.
* الأعياد تكون مقترنة بفرح روحاني.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
(غ)

* الأغنياء يتساوون مع الفقراء في الإنسانية.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الأغنياء - واجباتهم

* الالتصاق بالمؤمنين.
* التحدث معهم في الروحيات.
* قراءة الكتب المقدسة.
* الابتعاد عن كتب المخالفين.
* عدم إعثار النساء.
* الحذر من السير وراء النساء الشريرات
* الترتيل بالتسابيح.
* درس سير القديسين.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
(ق)

القداس

* ترتيب صلاته.
* مواضيع صلاته.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
القديسون

أنظر الأبرار

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
القسوس

* يسمون معلمين.
* وظيفتهم تعليم الشعب.
* واجباتهم الأخرى.
* عدم التصريح لهم برسامة شمامسة
* عدم التصريح لهم برسامة قسوس.
* يجب أن لا ينجسوا لسانهم باللعن.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
قوانين الرسل



القيامة

* للجميع: الأشرار والأبرار.
* المجازاة.
* الإيمان بالقيامة.
* ضرورة القيامة والأدلة عليها.
* تكون القيامة في جسد غير فاسد.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
(ك)

الكنيسة

* تكون متجهة نحو الشرق.
* كرسي الأسقف في وسطها.
* لا يدخلها غير المؤمنين وقت الصلاة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الكنيسة - ترتيب بنائها

* يكون لها ثلاث أبواب.
* مكان المعمودية.
* أمكنة الجلوس.
* موضع القراءة.
* تخصيص محل فيها لإيواء الغرباء.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
(م)

المرأة - واجباتها نحو زوجها

* الخضوع له وإرضاؤه.
* تجنب النزاع معه.
* المرأة الصالحة بركة لزوجها.
* تنال كرامة من الله.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
المرأة - واجباتها

* عدم التزين.
* عدم تزويق الوجه.
* عدم لبس الملابس الخليعة.
* الهرب من نظر أعين كثيرة.
* السلوك بعفة وحشمة.
* خدمة الله.
* رد الخارجين للإيمان.
* عدم التعليم في الكنيسة.
* عدم التعميد.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
المسيح

* جاء ليكمل الناموس.
* يدعو الخطاة للراحة.
* ضحى كل شيء في سبيل خلاصنا.
* هو رأس السائر في طريق البر.
* رأسه هو الله أبوه.
* هو رقيب للأساقفة.
* كاهن على طقس ملكي صادق.
* صفاته.
* لم يمجد نفسه وحده.
* لم يصنع شيئًا بغير إرادة أبيه.
* تسليم يهوذا له.
* صلبه.
* قيامته وظهوره للتلاميذ.
* صعوده.
* الميرون.
* المعمودية
* يجب أن تكون بالتغطيس في الماء.
* هي مثال موت المسيح.
* بها ننال الشركة مع الله.
* ونصير وارثين مع المسيح.
* وأبناء الله.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
المعمودية - واجبات الذين يتعمدون

* الابتعاد عن الخطية.
* مقاومة الشيطان وجحده.
* الاعتراف بالله.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
(ى)

الأيتام

* ضرورة الاهتمام بهم.
* تزويجهم.
* ضرورة اهتمام الأساقفة بهم.
* الله أب لهم.
* يعقوب أخو الرب.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
يهوذا الإسخريوطي

* وتسليمه للمسيح.
_____
(*) المرجع:
الدسقولية: تعاليم الرسل - تعريب القمص مرقس داود (الناشر مكتبة المحبة)
موسوعة الخادم القبطي ج4 - كنيسة مارجرجس المطرية
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مؤلفة كتاب «حماتي ملاك» كنت هقتل جوزي أو أدخل مستشفى المجانين
كتاب دورة الصليب و الشعانين - كتاب المدائح والتماجيد - كتاب الخدمات
نصيبنا كأقباط في علم الباترولوجى
تاريخ علم الباترولوجى من بدء ظهور المسيحية
لا أخجل من أخطائي لكوني مصنف ضمن البشر ولكن أخجل أن أكررها وادعي بإنها فعل القدر


الساعة الآن 04:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025