28 - 03 - 2014, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 71 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
أنطيوكس أبيفانيوس يملك عوض سلوقس الرابع "وخرج منهم عرق أثيم هو أنطيوخس أبيفانيوس بن أنطيوخس الملك وكان رهينة في روما..." (1مكا 1: 10) " وحدث أنه بعد أن فارق سلوقس الحياة، وحصل أنطيوخس الملقب بأبيفانيوس علي الملك.." (2مكا 4: 7). " فيقوم مكانه محتقر لم يجعلوا عليه فخر المملكة ويأتي بغتة ويمسك المملكة بالتملقات" (دانيال 11: 21). |
||||
28 - 03 - 2014, 06:06 PM | رقم المشاركة : ( 72 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
ظهور كل من الحزب اليوناني، فرقة الحسيديين "حينئذ اجتمعت إليهم جماعة الحسيديين وهم ذوو البأس في إسرائيل وكل من تطوع في سبيل الشريعة" (1مكا 2: 42). "....فأستولي ياسون علي الرئاسة، وما لبث أن صرف أبناء جنسه إلي نمط حياة اليونانيين" (2مكا4: 10). أمة خاطئة متعدًية للشريعة (1مكا 1: 34). "والفاهمون من الشعب يعلمون كثيرين ويعثرون بالسيف وباللهيب وبالسلب وبالنهب أيامًا.." (دانيال 11: 33). "والمتعدون علي العهد يغويهم بالتملقات...." (دانيال 11: 32). |
||||
29 - 03 - 2014, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 73 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
استشهاد حونيا (أونيا) رئيس الكهنة، و اغتصاب منلاوس لرتبة الكهنوت "...فخلا منلاوس بأندرونكس وأغراه أن يقتل أونيا (حونيا). ثم اغتاله من ساعته.. فتأسف أنطيوخس ورق شفقة وبكي علي حكمة ذلك المفقود وشدة اعتداله" (2مكا 4: 34، 37). " فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلي المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعًا..." (دانيال 9: 25). " فأخذ منلاوس توصيات بنفسه إلي الملك وأبهره بمظاهر سلطانه وحول الكهنوت الأعظم غلي نفسه...ولم يكن علي شيء مما يليق بالكهنوت" (2مكا 4: 24، 25). " وأذرع الجارف تجرف من قدامه وتنكسر وكذلك رئيس العهد" (دانيال 11: 22). "وبعد اثنين وستين أسبوعًا يقطع المسيح وليس له شعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة وإلي النهاية حرب وخرب قضي بها" (دانيال 9: 26). |
||||
29 - 03 - 2014, 04:18 PM | رقم المشاركة : ( 74 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
بداية رجسة الخراب وهي غير تلك التي تحدث عنها السيد المسيح.. " وفي اليوم الخمس عشر من كسلو في السنة المئة والخمسة والأربعين بني الملك شفاعة الخراب علي مذبح المحرقات..." (1مكا 1: 54). "وتقوم منه أذرع وتنجًس المقدس الحصين وتنزع المحرقة الدائمة وتجعل الرجس المخرب" (دانيال 11: 31). |
||||
29 - 03 - 2014, 04:18 PM | رقم المشاركة : ( 75 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
إشارة إلى يهوذا المكابي " فقام مكانه يهوذا ابنه المسمًي المكابي ونصره كل أخوته وجميع الذين انضموا إلي أبيه وكانوا يحاربون حرب إسرائيل بفرح" (1مكا 3: 1، 2). "فإذا عثروا يُعانقون عونًا قليلًا ويتصل بهم كثيرون بالتملقات" (دانيال 11: 34). (حيث يشير التعبير عونا قليلًا إلي اشتراك الله معه في الجهاد). |
||||
29 - 03 - 2014, 04:19 PM | رقم المشاركة : ( 76 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
إشارة إلى تعاظم أنطيو خس أبيفانيوس وتشامخ قلبه " فأصبح بعدما خُيل له بزهوه الذي لم يبلغ إليه إنسان،أنه يحكم علي أمواج البحر ويجعل قمم الجبال في كفة الميزان. أصبح مصروعًا علي الأرض محمولًا في محفًة ليكون شهادة للجميع بقدرة الله الجلية" (2مكا 8: 8). "ويفعل الملك كإرادته ويرتفع ويتعظم علي كل إله ويتكلم بامور عجيبة علي إله الآلهة وينجح غلي إتمام الغضب لأن المقضي به يُجري". (دانيال 11: 36). |
||||
29 - 03 - 2014, 04:20 PM | رقم المشاركة : ( 77 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
عيد التجديد | تطهير الهيكل "ولما كان مُزمعين أن نعيد عيد التطهر، فقد كتبنا إليكم، وأنكم تحسنون عملًا إذا عيًدتم هذه الأيام" (2مكا 2: 16). (1مكا 4: 52 - 59). "طوبي لمن ينتظر ويبلغ إلي الألف والثلاث مئة والخمسة والثلاثين يومًا" (دانيال 12: 12). يضاف إلي كل ما سبق أن قوة الإيمان التي وهُبت الشهداء المكابيين الشجاعة في مواجهة التعذيب والموت، يشاركهم فيها دانيال النبي ورفقاؤه الثلاثة، وذلك في رفضهم للوثنية (2مكا 6: 10 - 7: 42 و14: 37 - 46) وكذلك في إيمانهم بالقيامة (دانيال 11: 35 و12: 2) وفي كل من سفر دانيال وسفر المكابيين الثاني (علي وجه الخصوص) نجد أن الحكام الوثنيون مضطرون للاعتراف بقوة وألوهية الرب (دانيال 2: |
||||
29 - 03 - 2014, 04:21 PM | رقم المشاركة : ( 78 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
سفرا المكابيين وسفر زكريا تنبأ زكريا النبي والذي عاش في أواخر القرن السادس قبل الميلاد، عن مملكة الإسكندر الأكبر والتي انتهت بها مملكة فارس، كما تنبأ عن الصراع فيما بين خلفاؤه ثم الثورة المكابية، بل وأبعد من ذلك إذ تتصل بعض نبوءاته بالعهد الجديد. وبالتالي فأن سفرى المكابيين يلقيان مزيدا من الضوء على النبوات الخاصة بتلك الفترة، ويعد السفران وثيقة تاريخية بالغة الأهمية لكل دارسى تلك الحقبة من تاريخ اليهود. أشار زكريا النبي إلى الحروب التي قامت ما بين البطالمة في مصر والسلوقيون في سوريا، وانتصار بطليموس فيلوميتور على أنطيوخس الثالث في موقعة رفح سنة 217ق.م.، ثم زحف جيشه شمالا وسقوط المدن الفلسطينية ومدن فينيقية، يرد ذلك في (زكريا9: 1-8و11: 1-3) إذ يذكر سقوط حدراخ على حدود دمشق وصور وصيدون وحصن صور وانكسار أشقالون، وهزيمة غزة وعقرون وأشدود ولبنان شمالا، كما يشير النبي إلى حماية الرب لأورشليم خلال جميع تلك الحملات العسكرية (زكريا9: 8). ويمكن أن نفهم من (زكريا9: 4، 7) أن الله يمهد المدن الفينيقية مثل صور وصيدا لكي تؤمن به، حيث تصبح هزيمتها تمهيدا لإيمانها وتطهيرها. وإشارة أخرى إلى إذلال المدن الساحلية الفلسطينية، وذلك عن طريق إدخال أجناس أخرى إليها، فيقضى بذلك على تعصبها وكبرياءها العرقى "ويسكن في أشدود (مدينة فلسطينية) زنيم (جنس خليط) فأقطع كبرياء فلسطين (زكريا9: 6) ويجدر بالذكر أن فلسطين أزلت إسرائيل نحو ألف سنة. فقد أقام فيها بعض من المصريين واليونانيين والسوريين واختلطوا بسكانها. وفى إشارة على رئيس الكهنة "ألكيمس" والذي حصل على منصبه بالرشوة، وهو كذلك الذي أثار الحرب التي قتل فيها يهوذا المكابى: يظهر وكأنه راعي يعمل ضد الرعية، فوصف في سفر زكريا ب الراعي الأحمق"فقال لي الرب خذ لنفسك بعد أدوات راع أحمق لأني هاأنذا مقيم راعيا في الأرض لا يفتقد المنقطعين ولا يطلب المنساق ولا يجير المنكسر ولا يربى القائم، ولكن يأكل السمان وينزع أظلافها، ويل للراعي الباطل التارك الغنم، السيف على ذراعه وعلى عينه اليمنى، ذراعه تيبس وعينه تكل كلولا" (زكريا11: 15-17) هذا وقد أصيب ألكيمس بالشلل قبل موته كما ورد في النبوة، بعد ثلاث سنوات من توليه منصب الكهنوت. كذلك يصف السفر بطريقة روحية، كيف وقف الله إلى جوار المكابيين في حروبهم ضد السلوقيين، وذلك عندما كان هدفهم نبيلا وهو تطهير الهيكل واستئناف الخدمة فيه" لأني أوترت يهوذا وملأت القوس أفرايم وأنهضت أبناءك يا صهيون على بنيك يا ياوان وجعلتك كسيف جبار، ويرى الرب فوقهم وسهمه يخرج كالبرق والسيد الرب ينفخ في البوق ويسير في زوابع الجنوب، رب الجنود يحامى عنهم فيأكلون ويدوسون حجارة المقلاع ويشربون ويضجون كما في الخمر ويمتلئون كالمنضح وكزايا المذبح، ويخلصهم الرب إلههم في ذلك اليوم كقطيع شعبه بل كحجارة التاج مرفوعة على أرضه ما أجوده وما أجمله" (زكريا 9: 13-17). أشار النبي أيضًا إلى النزاع التقليدي، والذي أستمر طويلا بين اليهود الساكنين في أورشليم، وأولئك اليهود الذين تأغرقوا (اعتنقوا المبادئ الإغريقية). والذين صاروا منبوذين من الآخرين"ثم قصفت عصاى الأخرى (المسماه) حبالا (أي الاتحاد) لأنقض الإخاء بين يهوذا وإسرائيل" (زكريا11: 14). وكذلك أشار إلى زوال سلطة كل من البطالمة في مصر والسلوقيون في سوريا، حيث عانت اليهودية كثيرا من هاتين القوتين "ويخفض كبرياء أشور ويزول قضيب مصر" (زكريا10: 11). ويضيف النبي في إشارة جديدة إلى تقوى المكابيين وازدياد قوتهم، مما جعل الأمم (تترنح) يقول:"في ذلك اليوم اجعل أمراء يهوذا كمصباح نار بين الحطب وكمشعل نار بين الحزم فيأكلون كل الشعوب حولهم عن اليمين وعن اليسار فتثبت أورشليم أيضًا في مكانها" (زكريا12: 6) وكذلك:"في ذلك اليوم انى ألتمس هلاك كل الأمم الآتية على أورشليم" (12: 9) وإشارة أخرى إلى الرغبة في الاتساع وحب السلطة الذي وقع فه خلفاء المكابيون، يقول:"يخلص الرب خيام يهوذا أولا (رؤساء المكابيين) لكيلا يتعاظم افتخار بيت داود وافتخار سكان أورشليم على يهوذا" (12: 7). وعند الحديث عن سمعان الكاهن، وعن الرخاء والسلام الذي حل في أيامه، يصف سفر المكابيين الأول ذلك قائلا"وكان الشيوخ يجلسون في الساحات يتحدثون جميعا عن الازدهار، والشبان يتسربلون بالبهاء وبحلل الحرب" (1مكا14: 9) وهو نفس الوصف الذي ذكره زكريا النبي:"هكذا قال رب الجنود سيجلس بعد الشيوخ والشيخات في أسواق أورشليم كل إنسان منهم عصاه بيده من كثرة الأيام وتمتلئ أسواق المدينة من الصبيان والبنات لاعبين في أسواقها" (زكريا8: 4، 5). فى نفس الإطار يذكر سفر المكابيين الأول:"كان الناس يفلحون أرضهم بسلام والأرض تعطى غلاتها وأشجار الحقول ثمارها" (1مكا14: 8). يقابله في سفر زكريا:"بل زرع السلام، الكرم يعطى ثمره والأرض تعطى غلاتها والسموات تعطى نداها وأملك بقية هذا الشعب هذه كلها" (زكريا8: 12). ويرد أيضا في نفس الإصحاح من المكابيين "جلس كل واحد تحت كرمته وتينته ولم يكن من يفزعهم" (1مكا14: 12) وهو ما يرد في سفر زكريا أيضًا عن هذه الفترة فيقول:"في ذلك اليوم يقول رب الجنود ينادى كل إنسان قريبه تحت الكرمة وتحت التينة" (زكريا3: 10). بل أن هناك من يرى أن نبوة الطعن الموجودة في سفر زكريا، تشمل كل من سمعان الكاهن الذي طعنه زوج ابنته بطليموس (1مكا16: 1-16) والسيد المسيح، وذلك عندما يقول زكريا النبي" وينظرون إلى (أنا) الذي طعنوه" (12: 10). وهكذا يتضح لنا كيف تنطبق الكثير من النبوات في سفر زكريا على عصر المكابيين، فكيف يكون سفرًا غير موحى به من الله؟ (هناك المزيد من النبوات والمقابلات ما بين سفر زكريا وسفرى المكابيين، ذكرت خلال التفسير). |
||||
29 - 03 - 2014, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 79 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
الاعتراضات على سفر المكابيين الأول والرد عليها تدور حول السفرين بعض النقاشات والتساؤلات، وهي في أغلبها معنية بالترتيب الداخلي للسفرين، مع بعض الاعتراضات على عدة تواريخ، والقليل جدًا من التشكك في صحة االسفرين. الجدير بالذكر هنا أن الكتاب المقدس هو أكثر تعرض للأضواء والبحث والنقد، بحيث شملت الدراسات النقدية له على مدار مئات السنين، جميع كلماته بل وحروفه وعلامات الترقيم!، بحيث أن أي كتاب أو وثيقة في العالم لا يمكن أن تثبت ليوم واحد، متى تعرضت لبعض ما تعرض له الكتاب المقدس، ونحن نشكر النقاد والمحللين بل والمهاجمين، الذين زادوا من حبنا لكتابنا وتمسكنا به والسعي في دراسته، وكلما وُجه إليه النقد كلما زادنا ذلك تمسكًا به وفخرًا، وقديمًا قال أحد المدافعين عن الإيمان "إننا نشكر الهراطقة لأنهم دفعونا لدراسة أعمق في الكتاب المقدس". وفيما يلي نورد هذه الاعتراضات مع الرد عليها ومناقشتها: سفر المكابيين الأول: 1- يشير السفر إلى أن عصر الوحي قد انتهى، وأن الأسفار المقدسة التي في أيديهم هي المصدر الوحيد للتعزية في الحزن والضيق (12: 9) فكيف يمكن النظر إلى الأسفار التي ظهرت بعد ذلك ومنها سفرى المكابيين أسفارًا مقدسة موحى بها من الله.؟ [هذه الفكرة موجودة منذ عصر أرتحتشتا إذ قيل " أن كلمة الرب كانت عزيزة في تلك الأيام" وأن الوحي، قد توقف منذ ذلك الحين، ولكن هذا الكلام ليس دليلًا على توقف الوحي، بل هو شعور بمفارقة دور النبوءة وذلك بسبب خطايا الأمة، وحتى سفر استير نفسه والذي تنتمي أحداثه إلى القرن الخامس قبل الميلاد، كان مثارًا لنقاشات عديدة قبل قبوله ضمن قائمة الأسفار القانونية لدى اليهود أنفسهم، كما نعرف أن القسم الثاني من سفر حكمة سليمان وكذلك سفر يشوع بن سيراخ، قد كُتب خلال القرن الثاني قبل الميلاد في عصر المكابيين، وهو العصر المقصود هنا في التساؤل. 2- اعتمد المؤرخ اليهودي يوسيفوس في تأريخه على سفر المكابيين الأول، غير أن اقتباسه من السفر يتوقف عند الأصحاح الرابع عشر مما يوحى بأن باقي السفر ليس أصيلًا فكيف ذلك؟ [يمكن تفسير ذلك بعودة يوسيفوس إلى عمل سابق له وهو "الحروب اليهودية" والذي كان قد اعتمد فيه بدوره وبشكل كبير على المؤرخ نيقولا الدمشقى، ويرى بعض العلماء أن الوصف الموجود في كتاب يوسيفوس " الآثار اليهودية" لا يخلو من تأثر بسفر المكابيين الأول، لاسيما فيما يختص بالجزء الأخير من حكم سمعان، ولذلك فليس هناك من مبرر لإنكار الجزء الأخير من السفر (1). 3- توجد بعض التناقضات الداخلية الصغيرة في الإصحاح الرابع عشر، مما يعزز الرأي القائل بان السفر كان أصلًا أقصر من ذلك، فإن معظمها هو خليط مابين المديح الشعرى لسمعان (الآيات 4-15) وكذلك الجزء النثرى التالي له، ثم النقش الذي على الألواح النحاسية في مدح سمعان (الآيات 27 ب - 45) وتسلسل الأحداث من الأجزاء الأخرى من الإصحاح. [ليست هناك تناقضات خطيرة فيما يُظن أنها اختلافات بل هي تنوعات أدبية، وربما هو اقتباس من الوثائق الرسمية التي نقل عنها الكاتب. 4- يرد في سفر الميكابيين الأول (6: 16) أن أنطيوخس أبيفانيوس مات في سنة 149 من تاريخ دولة اليونان (تاريخ السلوقيين) في حين جاء في سفر المكابيين الثاني (11: 21) أنه كان مالكًا في السنة 148 فكيف ذلك؟ [كاتب سفر المكابيين الأول اتبع تاريخ السلوقيين من شهر نيسان بعد وفاة الإسكندر الأكبر باثنتى عشر سنة تبعًا لحساب السكندريين، وأما الكاتب أو الملخص في السفر الثاني فقد اتبع تاريخ هذه الدولة من شهر أيلول من نفس العام، أو العام الذي يليه بحسب حساب الكلدانيين، إذن فالفرق في التاريخ وليس في الحدث ذاته، وهذا ما جعل البعض يظنون أن الفرق بين تاريخ تدنيس الهيكل وتاريخ تطهيره سنتان لا ثلاثة كما في الواقع (رجاء الرجوع إلى مسألة "التاريخ"في السفر في هذا القسم من الكتاب). 4- ورد في سفرى المكابيين ثلاث روايات مختلفة عن موت أنطونيوخس أبيفانوس، الأولى في (1مكا 16: 1-16) والثانية في (2مكا9) والثالثة في (2مكا1: 13-17) فأي من الروايات الثلاث هو الأصح ولماذا هذا التباين؟ [تفيد الروايتان الواردتان في (1مكا6؛ 2 مكا 9) بأن أنطيوخوس مات في فارس إثر آلام مفاجئة أصيب بها، وأما اختلاف الاسمين مابين "ألمايس" "وبرسابوليس" فإن ألمايس هي صيغة للاسم عيلام في بلاد فارس، وأما برسابوليس فهو اسم أطلق على نفس المكان، وإن كان بعض علماء الجغرافيا يرون أنه اطلق في بعض الأحيان على منطقة في شمال عكا (بتولمايس) والروايتان متفقتان، وأما الرواية الثالثة فهي عبارة عن "تقليد شعبي لموت أنطوخيوس" أو رواية شعبية "ملحمة" وللتوفيق بين العرضين يحتمل أن يكون أنطيوخس قد تعرض لخطر لم يصل به إلى حد الموت، وإنما أفضى إلى موته في طريق عودته. جدير بالذكر أيضًا أن الكتاب المقدس أورد العديد من القصص والأحداث والتي كذب فيها الرواه، ولا يمكن أن ينال ذلك من سلامة الوحي، إذ أن الوحي يؤكد أن ذلك قيل بالفعل، أو أن الخطايا قد حدثت بالفعل، ذلك مع عدم رضى الله عنها، وهو الأمر الذي حدث في قصة موت شاول الملك، والتي رويت بطريقتين (صموئيل أول ص31 ؛ صموئيل الثاني ص1) وكان الراوي في القصة الثانية كاذبًا. 6- لماذا لم يشر إلى اسم الله مطلقًا في سفر المكابيين الأول، وإنما أشير إليه بعبارات مثل إله السماء كما ورد في (3: 18) أو السماء كما ورد في (3: 19، 50، 60 و4: 10، 55 و12: 15). [جاء ذلك على سبيل التقديس، وتنزيه اسم الله عن النطق به بشفاه تشعر بدنسها، فمنذ قبل الميلاد بعدة قرون توقف اليهود عن نطق كلمة "يهوه" وهي لفظة الجلالة، حيث استعيض عنها عند الكلام أو القراءة بلفظات أخرى مثل أدوناي (أي السيد أو ربى) و"السماء" و"شداى" (أي أقوى الأقوياء) ولذلك فإننا نلاحظ أن إنجيل متى والذي كُتب لليهود استخدم هذا التعبير "السماء" كثيرًا (35مرة)، بينما تذكر الأناجيل الثلاثة الأخرى اسم الله بحرية أكثر [ورد تعبير "ملكوت السموات" في إنجيل متى حوالي 35 مرة. راجع التعليق على لفظة "يهوه" في (القيمة العقائدية للسفرين)]. 7- كاتب السفر بدا وكأنه يتساهل في السبت (على سبيل المثال في 2: 41) فهل يوحى ذلك بأن الكاتب صدوقى بعكس الفريسيين الذين يتعاملون مع السبت بحرص كثير.؟ [إن ما ورد في (2: 41) يؤكد أن اليهود لم يتساهلوا في السبت، ولكنهم أصبحوا أكثر تفهمًا لروح الشريعة، ومع اتساع أفقهم اللاهوتي - لاسيما من بعد السبي - رأوا أن السبت قد وُضع لأجل الإنسان، حيث صرح بذلك بعض الربيين، وعندما نطق السيد المسيح بهذه الحقيقة كان الكثير من اليهود يتفهمونها (مر2: 27) وفي هذا الإطار قرر اليهود أن الحرب جائزة في السبوت، متى كانت دفاعًا عن النفس. 8- لا يوجد في السفر أية إشارة إلى الرجاء المسيانى، رغم كل ما ورد عنه في الأنبياء، بل ويرد في (2: 47) ما يشير إلى الاعتقاد بأنه يومًا ما ستملك أسرة داود، فكيف يفسر ذلك؟ [رأى اليهود في شخص يهوذا الكابى "مخلص إسرائيل" (9: 21) مثلما كان القضاة والملوك قديمًا (قضاة 3: 9 وملوك ثان 13: 5) ورغم أن النبوة كانت قد توقفت، إلا أن الناس كانوا مازالوا ينتظرون مجئ "النبى" والمذكور في (تثنية18: 15، 18) ليقرر ما يجب أن يفعلونه بحجارة المذبح التي تنجست (4: 46) أو ليقرر من الذي يجب أن يصبح كاهنًا أو حاكمًا بعد التعيين المؤقت لسمعان وخلفاؤه (14: 41) ولم يظهر التنبؤ بمجئ المسيح المنتظر بالتحديد ولكن إحياء إسرائيل كدولة يبدو أنه كان تنبؤ بعصر المسيا، ولذلك فإن سمعان يُمتدح بألفاظ مستعارة من التنبؤات بالمسيا (14: 4- 15) قارن مع (ميخا4: 4، زكريا 8: 4- 6، 12). وهكذا يظهر الحشمونيين في السفر وقد تحقق فيهم الرجاء المسيانى. 9 - ولماذا لا توجد في السفر أية إشارة إلى الخلود وقيامة الأموات، رغم إيمان اليهود بهما في ذلك الوقت، كما ظهر ذلك أيضًا في (2مكا7: 9، 11، 14، 29). [عدم ذكر ذلك صراحة ونصًا لا يعنى عدم إيمان الكاتب بها، أو أن السفر غير مستوف لجوانبه القانونية، فإن روح السفر مشبعة بهذا الفكر وذلك الاشتياق للحياة الأخرى، كما أن الكثير من الأسفار الأخرى ليس بها إشارات صريحة للقيامة والخلود، ولم يقلل ذلك من قانونيتها إذ هي مشبعة ضمنًا بذلك. 10- جاء ذكر تدشين الهيكل في (4: 36) قبل خبر موت أنطيوخس في (6: 1 ومايليه) وكان المفروض أن يحدث العكس، فقد جاء تجديد الهيكل بعد موت أنطيوخس وتحقيق سلسلة من الانتصارات فكيف ذلك.؟ [وجود بعض الوقائع في غير ترتيبها الزمني، لا يُخل بوحدة السفر، فالسفر متكامل من حيث الفكر الديني، وكان لكاتب السفر محورًا يدور حوله، بل أنه متى حاولنا وضع كل حدث في ترتيبه الزمني الصحيح لأخل ذلك بسياق السفر، ووجود مثل هذا الاختيار في ترتيب الأحداث حدث في الكثير من الأسفار، مثل قصة يهوذا بن يعقوب وأولاده في سفر التكوين (أصحاح 38) تقطع، السرد الطبيعي لقصة يوسف الصديق، والتي بدأت في الأصحاح 37) واستمرت حتى نهاية السفر كما نلاحظ أن قصة شفاء الأعميان في الإنجيل، يبرز التساؤل الآتي: متى شفيا؟ هل قبل دخول أريحا أم بعد دخولها (متى ص9) 11- تتعارض رئاسة سمعان للكهنوت مع ماورد في الشريعة من حيث أن هذه الرتبة هي وقف على سبط لاوي وبالتحديد عائلة هارون. [يجب الانتباه أولًا إلى أن متتيا أبو المكابيين كان من سلالة يوياريب رئيس إحدى الفر ق الكهنوتية (1مكا 2: 1و54) وبتعيين يوناثان ومن بعده سمعان رؤساء كهنة تحولت رئاسة الكهنوت من بيت أونيا (حونيا) إلى عائلة الحشمونيين، ولكن الخطورة كانت في اتجاهين أولهما أصبحت رتبة تباع لمن يدفع أكثر فاستغل الحكام السلوقيين ذلك، ثم أصبحت ورقة رابحة يكسبون بها تحالف القائد اليهودي (1مكا 10) وثانيهما: انشغال رئيس الكهنة بالاهتمامات السياسية أكثر من واجباته الدينية، وهو الأمر الذي أفضى إلى مأساة أرسطوبولس، والذي أخطأ في إتمام الطقوس، فأهانه اليهود في الهيكل مما دفعه إلى قتل الآلاف منهم كما سيجيء. 12- ورد في الأصحاح التاسع آية تكررت مرتين، تفيد بزحف بكيديس يوم السبت إلى ضفاف الأردن، فلم هذا التكرار؟ (1مكا 9: 34، 43). [هذا أسلوب لغوى شائع، من حيث إعادة التأكيد على البداية، مثل قولنا: "فلما بدا الصوم الكبير.." وكان الآباء في الصوم لا يخرجون من قلاليهم.. (ويطول الشرح) ثم يعود الكاتب فيذكر بالبداية من جديد فلما بدأ الصوم.. الخ وعندئذ يكمل حديثه. 13 - ويرد في (13: 43) أن سمعان المكابى عسكر عند "جازر" والصواب أنه عسكر عند "غزة" فماذا الخلط بين الاسمين؟ [ورد في النسخة اللاتينية "الفولجاتا" أن الموضع الذي عسكر سمعان عنده "غزة" بالفعل، ويرجع السبب في ذلك إلى الشبه الشديد بين الاسمين في اللغات الأخرى. أنظر التعليق على هذه الآية عند التفسير. |
||||
29 - 03 - 2014, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 80 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
الخطابات والوثائق الرسمية يزخر السفر بالعديد من الوثائق، والتي كثيرًا ما يدور حولها النقاش، سواء من جهة موضعها في السفر أو مصادرها. 14 - بعض هذه الرسائل تقطع السرد الطبيعي في السفر، فعلى سبيل المثال يقطع الأصحاح الثامن استمرارية الأصحاحين السابع والتاسع، وكذلك فإن قصة أنطيوخس أبيفانوس توقفت عند (3: 37) لتستأنف من جديد في (6: 1) مما يؤثر على الانسياب الطبيعي للسفر من جهة، كما توحى بأنها أضيفت في وقت لاحق من جهة أخرى. [ حرص الكاتب على إبقاء قصتين مترابطتين تسيران جنبًا إلى جنب في ذات الوقت، كما أن ذلك يعد تنويعًا من الكاتب بإدخال مصدر أدبي مختلف، يضاف إلى ذلك أن هذا التركيب معروف ويسمى "فلاش باك FLASH BACK" أي إيراد لقطة سابقة تخدم السياق الحالي وتهبه زخمًا. 15 - يعترض البعض بأن هذه الرسائل المتبادلة مشكوك في مصدرها ومصداقيتها. [ يشير السفر إلى مصدر هذه الوثائق وهو سجلات رئيس الكهنة في خزانة الهيكل (1مكا 14: 23، 49) وهو أمر مقبول وطبيعي لأن أغلب تلك الوثائق موجهة إلى الأمة اليهودية، وهي على أقل تقدير هي صور من الوثائق أعدت خصيصًا لرئيس الكهنة (8: 12و11: 37 و15: 24) 16 - يتضح من رسالة يهود جلعاد إلى يهوذا المكابي (5: 10-13) يطلبون فيها العون، أنها مقتضبة وتوحي في (5: 15) بأنها رسالة شفهية وليست وثيقة مكتوبة فكيف نقبلها كجزء من السفر؟ [إن الذي يُعتد به ليس كون مادة السفر شفهية أو منقولة عن وثائق رسمية، ولكن الذي يعيننا في الأمر أنها موحى بها من الله فقد كتب موسى النبي الأسفار الخمسة من خلال التقليد المتوارث الذي حفظه الروح القدس وأودعه الضمير والوعي البشرى، إلى جانب السجلات المدونة ومع ذلك فإن الأرجح أن الكاتب استقى ما كتبه من مصدر مطلع. 17 - يلاحظ في الإصحاح الثاني عشر أن السرد سلس وغير منطقي، ففي البداية (12: 1) يذكر الرسل الذين أرسلوا إلى روما لعقد معاهدة سلام، ثم ينتقل فجأة في (12: 2) إلى الكتاب الذي أرسل إلى إسبرطة وأماكن أخرى، ثم تعود الأحداث إلى مجراها الطبيعي الذي بدأ عن روما في (12: 1) وعندما يتوقع القارئ من كاتب السفر تكملة أخبار إرسالية روما، يجده يواصل أخبار إسبرطة! فلما هذا الخلط.؟ [ يبدو أن العددان (1، 2) وكأنهما عنوانان أو رأس لموضوع الرسائل، ثم يبدأ العدد الثالث في سرد التفاصيل، حيث يورد أولًا ما حدث بخصوص رسل روما، ومن ثم يشرح ما حدث بخصوص إسبرطة حيث يورد وثيقتيّ التحالف الخاصة بإسبرطة مثلما نقرأ في (تكوين 1:1) "في البدء خلق الله السموات والأرض"، وبعد ذلك يسرد تفاصيل عملية الخلق هذه. 18 - الهدف من الكتابة إلى إسبرطة غير واضح، إذ يذكر اليهود أن ذلك بغرض تجديد المودة، ثم يعودوا فيؤكدون أنهم في غنى عن المساعدة فكيف ذلك (12: 6-18). [ كانت هناك علاقات مودة قائمة ما بين اليهود والإسبرطيين في ذلك الوقت، كما هو واضح من (12:7: 10) وبالتالي فالغرض من الكتابة هو التأكيد على هذه العلاقات، ولم يظهر من الرسالة أنهم كانوا في حاجة إلى العون العسكري أو المعنوي أو المادي فقط، ولا مانع من أن نضع في الاعتبار اللهجة الدبلوماسية المعتادة في مثل تلك المكاتبات، في ذلك الوقت. 19 - رسالة ملك إسبرطة إلى أونيا الكاهن مُقحمة، فلماذا وُضعت في هذا المكان من السفر (12: 20-23).؟ [ وضعت هذه الرسالة كتذييل لكتاب يوناثان لتأكيد ما ورد عن علاقات سابقة بين البلدين وكنوع من التوثيق (12: 7- 9) ويلاحظ أنه ربما يكون قد مرّ حوالي مئة عام مابين تاريخ هذه الوثيقة وتاريخ كتابة السفر، مما يؤكد على الدقة البالغة التي تحفظ بها الرسائل ودقة الكاتب بالتالي. 20 - الوثيقة الواردة لتكريم سمعان المكابي في (14: 27 - 47) تكرار غير مطابق لما ورد من أخبار سمعان في الإصحاحات (11-13) مما يوحى بأن الوثيقة مضافة، وإلا لكان الكاتب. اعتمد عليها دون الحاجة إلى سرد سابق للأحداث. [ذكر نص تكريم سمعان في إطار تعضيد السفر بالوثائق الرسمية، ولا يوجد خلاف جوهري بين ما ورد في الوثيقة والسرد السابق في الأصحاحات (11-13) وإنما في الصياغة وبعض التفاصيل، ولولا تأكد الكاتب من أن مجملها يوافق بعضها البعض لما أوردها، وبذلك فإن الوثيقة جاءت لتؤكد سرد التفاصيل السابقة. 21- رسالة الإسكندر بالاس إلى يوناثان (10: 18 - 20) تبدو وكأنها اختصار للوثيقة الأصلية. [كاتب السفر شأنه في ذلك شأن كتبة الأسفار الأخرى، ليس ملزمًا بنقل النصوص كما هى، وإنما له أن يختار من السجلات ما يراه مناسبًا لتدعيم حدث ما أو بعض الحقائق،ومع ذلك فلا شك أنه كانت تحت يديه الوثيقة الأصلية. 22- كتاب ديمتريوس الأول إلى اليهود والوارد في (10: 25 - 45) ملئ بعروض وامتيازات مُبالغ فيها وذلك مقابل مبايعة اليهود ومساندتهم له ضد الإسكندر بالاس، بما لا يتوافق مع الهدف منه (تزيد عطاياه عن الكسب الذي يتوقعه من اليهود). [ يمكننا الشك في صدق ديمتريوس نفسه، وإن كان يُناور ويُخادع أم لا، وليس في مصداقية الوثيقة نفسها وبالتالي في الكاتب،ومع ذلك فقد كان ديمتريوس بالفعل في ورطة، فيما أصبح اليهود قوة يُعتد بها وورقة يمكن المساومة عليها، لقد كان ديمتريوس مولعًا بالعرش، وكثيرًا ما يهتم بعض الحكام بالعرش أكثر من رخاء شعوبهم وسلامهم، كما أن احتمال خيانة ديمتريوس ونكثه بالعهد أمر وارد. وهذه الرسالة مثلها في ذلك: مثل الرسالة الموجهة من ديمتريوس إلى يوناثان (11: 30- 37) حيث استخدم الكاتب محتويات الرسالة دون التقيد بسرد النص الكامل، وكذلك رسالة أنطيوخوس السادس إلى يوناثان (11: 579 وكذلك الخطاب الموجه من أنطيوخس السابع إلى سمعان (15:2 - 9). 23- يرد في معاهدة الرومانيين مع اليهود، احتوائها على بند ألا يقوم اليهود بمساعدة أي من أعداء روما، بما في تلك المساعدات من طعام وأسلحة وفضة وسفن (8: 26) في حين أن اليهود حتى ذلك الوقت لم تكن لديهم سفنًا، مما يحملنا على الظن بأن هذا الجزء أضيف في وقت لاحق من قبل كاتب آخر. [توقع الرومان أن يكون لدى اليهود سفنًا، نظرًا لطول سواحلهم، وربما لتوقعهم امتلاك اليهود لتلك السفن في وقت قريب، وقد حدث بالفعل أن أقام سمعان المكابى ميناءًا في يافا وفتح مجازًا (طريقًا) لجزائر البحر (14: 5) راجع أيضًا (13: 29). 24- في تجديد التحالف مع روما وإسبرطة (14: 16- 24) توجد بعض المفارقات، فالرومانيين والإسبرطيين يرسلون بعد وفاة يوناثان ليؤكدوا تحالفهم مع اليهود (عدد18) وفي وثيقة الإسبرطيين إلى اليهود يُذكر أن اثنين من الرسل اليهود هم الذين أبلغوا خطاب المعاهدة (عدد23) وأخيرًا يذكر أن سمعان أرسل رسولًا إلى روما بهدية ليقر التحالف (عدد24)، وفي هذا عدة متناقضات. [بالرجوع إلى النص المشار إليه، يتضح لنا أن سمعان المكابى أرسل اثنان من رجاله هما: "نومانيوس بن أنطيوخس" و"انتيباتر بن ياسون" إلى روما وإسبرطة، وهناك علم الإسبرطيين بخبر موت يوناثان فأرسلوا في ردهم على سمعان بتأكيد التعاهد السابق، ومن بعد رجوعهم عاد سمعان فأرسل "نومانيوس" ثانية إلى روما محمّلًا بهدية ثمينة تأكيدًا للتحالف، غير أنه لم تثبت هنا سوى وثيقة الإسبرطيين دون الرومان. 25- لوقيوس الوزير الروماني والذىأُرسل إلى بطليموس يورجيتيس الثاني ملك مصر وإلى بلدان أخرى، هذا الوزير ذكره يوسيفوس المؤرخ باعتباره قد أرسل رسائل مودة إلى اليهود في عهد هركانوس الثاني (63- 40 ق.م.) (1) مما يوحى بأن الخطاب أضيف إلى السفر في وقت لاحق، إذ أن الأحداث الواردة في (1مكا 15: 15-24) تخص سنة 139 ق.م. لاسيما وقد ذكر يوسيفوس اسم "نومانيوس" و"ترس الذهب" (هدية اليهود إلى الرومان) كما يتضح أن هذا الجزء مُقحم في هذا المكان من السفر بطريقة غير مريحة. [الخطاب الذي أشار إليه يوسيفوس يختلف عن مثيله المذكور هنا، ويؤكد بعض العلماء أن أحد وزراء الرومان في سنة 138 ق.م. كان يُدعى "لوقيوس كالبرينوس بيسو" وهو المقصود في نص المكابيين، ويؤكد العالم "مومسن" أن الخطابين غير متشابهين (1)، ويمكنا اعتبار المرجعين صحيحين كل في موضعه. 26 - يعترض البعض على أن (الآية24) يجب أن تكون في الأصحاح الرابع عشر قبل (الآية16) حيث يرد في (آية24) إرسال سفير سمعان إلى روما في حين كان يجب أن يذكر ذلك في البداية، أو يُذكر الإسبرطيون والرومان معًا في (آية16). [ صاحب هذا الرأي هو العالم "بيفنوت Bevenot" ويجب أن نضع في الاعتبار أن تحالف روما جاء بعد إسبرطة، كما سيجيء ذلك في (15: 15) (2). 27 - كما يعترضون بأن ما ورد في (14: 40) غير منطقي، إذ يرد أن ديمتريوس ثبّت سمعان في الكهنوت، في حين كان ديمتريوس في ذلك الوقت مأسورًا في "برثية". [الامتيازات الواردة في (14: 38- 40) منحها ديمتريوس بالفعل لليهود من قبل، أما بقية الامتيازات التي نالها اليهود فلربما سمع بها وهو في الأسر (راجع التفسير). |
||||
|