![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 71 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() غذاء الروح ![]() *أنت تعطى جسدك غذاءه، كل يوم. بل ثلاث مرات كل يوم. وتعطيه الغذاء بكميات كافية حسبما يلزمه. فهل أنت تعطى روحك غذاءها، كل يوم؟ وأنت تعطى الجسد غذاءه من كل العناصر والأصناف اللازمة: تعطيه الكلسيوم لبناء العظام، والحديد لبناء الدم، والبروتين لبناء الأنسجة. وتعطيه ألوانًا متعددة من الفيتامينات والعناصر.. فهل أنت تعطى الروح كل ما يلزمها من أصناف الغذاء. الروح تحتاج في غذائها إلى القراءات الروحية، وإلى التأمل الروحي، وإلى القداسات والاجتماعات الروحية، وإلى الألحان والتراتيل، وإلى الفكر الروحي والتأثير الروحي، والمعاشرات الروحية... فهل أنت تقدم لها كل هذا الغذاء. لمنفعتها وتقويتها؟ * وأنت تعطى الجسد راحته. والروح تحتاج إلى الهدوء والخلوة الروحية.. فهل تقدم لها ذلك؟ وهل تريحها أيضًا بالإيمان والسلام القلبي؟ * الجسد أيضًا إذا مرض، تعرضه على أطباء. وحسبما أمروا تنفذ، وتأخذ الدواء اللازم والعلاج. والروح أيضًا في مرضها تحتاج إلى أطباء روحيين، هم الآباء الروحيون، المرشدون الروحيون الذين يلزمك أن تأخذ ما يصفونه لك من علاج. وإن كان في الطب الجسدي، الوقاية خير من العلاج. ففي الطب الروحي كذلك أيضًا: تبعد عن كل ما يضعف روحك، عن كل أسباب الخطية. تبعد عن"المعاشرات الردية التي تفسد الأخلاق الجيدة" (1كو33:15). لأنه "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفى طريق الخطاة لم يقف، وفى مجلس المستهزئين لم يجلس" (مز1). وهكذا تقوى الروح بالبعد عن الأجواء التي تضعف الروح أو تحطمها... كل هذه تقويات عادية. فكم بالأكثر يكون حال الروح، إن كان روح الله يعمل فيها ويتولى قيادتها. وهنا نرى للروح مسحة من الجمال بما يسمى (زينة الروح). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 72 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() زينة الروح ![]() عجيب أن الإنسان -قبل أن يخرج من بيته- يقف أمام المرآة يتأمل نفسه، ليطمئن على أناقته وزينته وحسن مظهره، بينما لا تهمه روحه ومنظرها وحسن زينتها. فما هى زينة الروح إذن؟ الروح تتزين بالفضائل. مثال ذلك قول القديس بطرس الرسول: زينة الروح الوديع الهادئ" (1بط4:3). إن أورشليم السمائية، التي تمثل الكنيسة في العالم الآخر، قيل عنها في سفر الرؤيا "مهيأة كعروس مزينة لعريسها" (رؤ2:21). وقيل في سفر النشيد عن الكنيسة بالإجمال، أو عن الروح البشرية بصفة خاصة إنها "معطرة بالمر واللبان وكل أذرة التاجر" (نش6:3)... أمام الله تكون هكذا، وأمام الناس أيضًا، يرونها مزينة بالوداعة والرقة والاتضاع واللطف. فهل تطمئن على روحك هكذا -قبل أن تخرج من بيتك، وقبل أن تتقابل مع الناس- حتى لا تعثر أحدًا. بل على العكس -في زينتك الروحية- يرى الناس أعمالك الحسنة. فيمجدوا أباك الذي في السموات" (مت16:5). عن هذه الزينة الروحية نغنى نحن في التسبحة ونقول: "زينت نفوسنا يا موسى النبي. بكرامة القبة، التي زينتها". وبهذه الزينة تتجمل الروح في مقابلتها للرب في السماء. يترك الإنسان جسده على فراش الموت وتخرج الروح صاعدة إلى الله، لها رائحة المسيح الزكية، كذبيحة مقدسة يتنسم منها الله رائحة الرضا (تك8)... إن الروح المزينة بالفضائل هى حقًا صورة الله على الأرض. لقد خلقنا الله في البدء، بهذه الصورة الجميلة، بروح رأيناها في آدم وحواء، مزينة بالبراءة والبساطة، لا تعرف شرًا على الإطلاق. كما يقول عنها سفر النشيد "مشرقة كالشمس، جميلة كالقمر.." |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 73 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كنت في الروح ![]() هكذا قال في سفر الرؤيا "كنت في الروح، في يوم الرب". فما هو معنى "كنت في الروح"، لو أتيح لنا أن نتأمله؟ إنها حالة روحية تذكرنا بقول القديس بولس الرسول في صعوده إلى السماء الثالثة" كنت في الجسد، أم خارج الجسد، لست أعلم، الله يعلم" (2كو2:12). إنها حالة إنسان كان في الروح. الروح وحدها تعمل، والجسد معطل تمامًا عن العمل معها وهى في رؤياها. ليست حواس الجسد هى التي ترى، بل حواس الروح. ولا هو الذي يسمع، بل هى حواس الروح، تسمع أشياء لا ينطق بها (2كو4:12). لأن النطق الجسداني خارج عن هذا النطاق. هذا النطق الجسدي لا يعرف هنا أن يدخل في غير اختصاصه..! كذلك من جهة النظر.. إنها حالة "رجل مفتوح العينين، يرى رؤى القدير" (عد3:24-5). تذكرنا بصلاة أليشع النبي من أجل تلميذه جيحزي: افتح يا رب عيني الغلام فيرى (2مل6)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. أو بقول السيد الرب لتلاميذه القديسين".. أما أنتم فطوبى لعيونكم لأنها تبصر.." (مت16:13). إنه بلا شك لا يتحدث هنا عن عيون الجسد، بل عن بصيرة الروح. وبنفس المعنى نفهم قوله لهم".. ولآذانكم لأنها تسمع".. فى الأبدية نرى ما لا تره عين، ولم تسمع به أذن (1كو9:2). لأنه أسمى من حواس الجسد، وأعلى من مستواها في الإدراك.. نراه في الروح، وبالروح... متى يعطينا الرب هذه البصيرة الروحية، ويصبح كل منا إنسانًا مفتوح العينين؟ ليتنا على الأقل نعطى لروح الله فرصة ليعمل فينا، وندخل في شركة الروح.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 74 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شركة الروح ونقصد أن تحيا أرواحنا في شركة دائمة مع روح الله. هذه التي قال عنها معلمنا بولس الرسول ".. وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم" (2كو14:13). إذ نسلم ذواتنا لروح الله يعمل فينا وتشترك أرواحنا مع روح الله في العمل. فتصبح حياتنا كلها حياة روحية. يصبح كلامنا كلامًا روحيًا، ومحبتنا للناس محبة روحية، وتصرفاتنا تصرفات روحية. وحينما نسلك بحكمة، تكون حكمة روحية، نازلة من فوق من عند أبى الأنوار. وحينئذ ينطبق علينا قول الرسول: "لا دينونة الآن على الذين هم في المسيح، السالكين ليس حسب الجسد، بل حسب الروح" (رو1:8) ![]() الذين هم في المسيح يسوع، هم الذين بدونه لا يقدرون أن يعملوا شيئًا (يو5:15). هؤلاء الذين قال عنهم الرب".. وأكون أنا فيهم" (يو26:17)... وكلما نموا في الروح، يستطيعون أخيرًا أن يقولوا مع القديس بولس الرسول "أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فى" (غل20:2). ما دام المسيح هو الذي يحيا في، إذن لا دينونة على الذين هم في المسيح يسوع، الذي يعمل هو فيهم، مادام يحيا فيهم.. وكأنك -وأنت في هذا الوضع- تقول للرب: عن أي شيء يا رب تدينني؟! وأنا من ذاتي لم أعمل شيئًا!! لآن كل شيء بك كان، وبغيرك لم يكن شيء مما كان... هذه العبارة قيلت في البدء عن الخليقة،ولكنها يمكن أن تقال أيضًا بالمثل عن حياتك الروحية، في شركتك مع الله وروحه. لأن الذي في المسيح، هو خليقة جديدة" (2كو17:5). وهذه الحياة التي لا دينونة عليها، هى حياة التسليم الكامل الدائم لروح الله. لا نعنى بها شركة مؤقتة مع الروح القدس، إنما شركة شاملة معه، بحيث يشترك روح الله في كل عمل من أعمالك، في كل كلمة تنطق بها: كما قال الرب "لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم السماوي هو المتكلم فيكم(مت20:10)... ما أجمل هذا أن يشترك معك روح الله في كل شيء. لا ينفصل عنك، ولا تنفصل أنت عنه. بل يسكن فيك، وتصبح هيكلًا له (1كو16:3).. وهكذا تكون أيضًا أداة في يديه يعمل بها ما يريد هو أن يعمله. إن صرت هكذا، تكون لك أيضًا هيبة الروح. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 75 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هيبة الروح ![]() إن روحك تفقد هيبتها، حينما تخضع للشيطان وتعطيه مجالًا أن يعمل فيها ويوجهها. أما الروح التي تصمد في قوة أمام الشيطان، مستندة على الرب حبيبها (نش3).. فإن هذه تصبح لها هيبة أمام الشيطان. إنها روح الإنسان الذي وعده الله قائلًا "يسقط عن يسارك ألوف، وعن يمينك ربوات. وأما أنت فلا يقتربون إليك.." (مز7:91). هؤلاء تصرخ الشياطين أمامهم خوفًا أو عجزًا. حاولوا أن يجسبوا نبضهم، ليجدوا مدخلًا إليهم، فلم يستطيعوا. فأصبحوا لذلك يخافون، ولا يجسرون على الاقتراب منهم. يخيفهم أن يروا فيهم صورة الله. هيبة أرواحهم ليست عن عظمة أو كبرياء، بل بسبب تواضعهم. كما اعترف الشيطان قائلًا للقديس مقاريوس الكبير "بل بتواضعك تغلبنا".. لأن الإنسان المتواضع يرى فيه الشيطان صورة الله المتواضع، الذي في تجسده "أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد" (فى7:2)،. لأن التواضع هو حلة اللاهوت التي لبسها، لما تجسد لخلاصنا... إن الأرواح التي تهابها الشياطين، هي أيضًا الأرواح التي جاهدت وغلبت. إنها الرواح التي لا تستطيع الشياطين أن تغويها أو تغريها، ولا حتى بصعوبة.. إنها أرواح لا تستسلم لعدو الخير، ولا في الهفوات التي تبدو بسيطة. بل هي أرواح مخلصة لخالقها، لا تخونه في شيء، بل تسلك بتدقيق (اف15:5)... هي أرواح لم تطلب من الشيطان شيئًا، وليست لها شهوة على الإطلاق يحققها لها الشيطان. إنما أرواح كبيرة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 76 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أرواح كبيرة ![]() كبيرة في محبتها، وكبيرة في عفتها، وكبيرة في قوتها واستطاعتها... إنها أروح كبيرة في مستواها الروحي. لم تقف عند حدود التوبة والجهاد، وإنما ظلت تنمو في حياة البر، حتى وصلت إلى القداسة، وظلت تنمو في القداسة ساعية نحو الكمال،حسب وصية الرب "كونوا أنتم أيضًا كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت48:5). أرواح لا تسعى فقط لخلاص ذاتها، بل لخلاص الذين يسمعونها أيضًا (1تى16:4). إنها أرواح تبنى الملكوت. هناك أرواح كبيرة، لم يقتصر عملها على خدمة الله هنا على الأرض، بل حينما تترك الجسد وتصعد إلى السماء، ينتدبها الله أيضًا لبعض خدمات على الأرض. ينتدبها لإنقاذ بعض أولاده في العالم، أو لأداء رسالة معينة، كما يحدث مثلاً لروح مثل مارجرجس، أو روح مارمينا، وبعض الشهداء والقديسين الذين نطلب شفاعتهم. ولم تنته حياتهم بالموت، بل مازالوا يعملون... هذه الأرواح الكبيرة غير الأرواح الصغيرة الضعيفة، التي لا تزال تكافح ضد الجسد. والتي إن تابت بضعة أيام، تعود مرة أخرى إلى خطاياها وإلى عاداتها المسيطرة في ضعف أو في عجز. الأرواح الكبيرة هى أيضًا كبيرة في معرفتها، لها روح الحكمة والإفراز. وهبها الله الفهم والإدراك، وأصبحت لها قدرة على إرشاد الآخرين وقيادتهم،وهذه الحكمة التي يسلكون بها ليست عملًا بشريًا، إنما هي من مواهب الروح (1كو12). وفى تنفيذ وصايا الله، تسلك هذه الرواح بالروح لا بالحرف (2كو6:3). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 77 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الروح.. وليس الحرف ![]() يركز القديس بولس الرسول على عبارتين: السلوك حسب الروح، والاهتمام بالروح (رو1:8،6). ولا شك أن المتهمين بالروح، يهتمون بالروح في سلوكهم بروح الوصية، وليس بحرفيتها. وذلك لآن "الحرف يقتل، ولكن الروح يحيى" (2كو6:3). وهكذا يقول الرسول في نفس الآية: "جعلنا خدام عهد جديد: لا الحرف، بل الروح". الذي يسلك بالحرف، هو إنسان فريسي أو ناموسى.. مثل اليهود في موقفهم في وصية حفظ السبت! الفريسيون كانوا يتمسكون بالحرف، كما فعلوا مع الرب في وصية السبت مثلًا. حتى أنه حينما منح البصر للمولود أعمى، وكان ذلك في يوم سبت، قالوا "هذا الإنسان ليس من الله، لأنه يحفظ السبت" (يو16:9)،. وقالوا للمولود أعمى "أعط مجدًا لله. نحن نعلم أن هذا الإنسان خاطئ" (يو24:9). ولما شفى السيد مريض بيت حسدا، بعد مرضه 38 عامًا، يقول الكتاب إن اليهود "كانوا يطلبون أن يقتلوه، لأنه فعل ذلك في يوم السبت" (يو16:5). إنه الحرف الذي يقتل، لأنه يدل على عدم فهم لروحانية الوصية. كيف يسلك بالروح إذن؟ هنا ونود أن نتأمل السلوك في بعض الفضائل: 1- الصوم مثلًا، وكيف يكون بالروح؟ |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 78 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الصوم كثيرون يصومون، ويظنون أن الصوم هو فقط الطعام النباتي. ويحاولون أن يجهزوا لأنفسهم أطعمة نباتية شهية جدًا في أكلها، ومغذية جدًا فيما يضيفونه عليها من ألوان الطعام النادرة والغالية الثمن، والشكيولاتة النباتي. وينسون قول دانيال النبي عن صومه: "كنت نائحًا ثلاثة أسابيع أيام. لم آكل طعامًا شهيًا، ولم يدخل فمي لحم ولا خمر. ولم أدهن" (دا2:10،3)... ![]() وأحب أن أركز هنا على عبارة "لم آكل طعامًا شهيًا".. لأنه حيث يأكل الإنسان أطعمة شهية أثناء صومه، كيف يمكنه أن يسيطر على رغبات الجسد، وهو يعطيه ما يشتهيه من الطعام؟! ![]() كيف تشترك الروح إذن مع الجسد في الصوم؟ حتى لا يكون صومنا مجرد صوم جسداني، بطريقة حرفية بعيدة عن الروح! أما الصوم الروحي ففيه تكون الروح زاهدة، ومرتفعة عن مستوى المادة، وعن مستوى طعام الجسد. كذلك أثناء الصوم نعطى الروح طعامها الروحي. ونعطيها الفرصة أن تسيطر على الجسد |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 79 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المطانيات ![]() المطانيات هى السجود. فما المقصود بهذا السجود. ليس السجود هو مجرد انحناء الجسد. إنما أيضًا: انحناء الروح مع الجسد. لذلك يقول المرتل في المزمور "أنا فبكثرة رحمتك ادخل بيتك، وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك".. وعبارة (مخافتك) تدل على خشوع الروح أثناء السجود. وعبارة "بكثرة رحمتك أدخل إلى بيتك" تعنى الشعور بعدم الاستحقاق. وهكذا يصيح الشماس أثناء القداس: "أسجدوا لله بخوف ورعدة..". هنا المشاعر الروحية تصحب حركة الجسد. أحيانًا تعتذر لإنسان وتضرب له مطانية، فلا يقبلها منك. إذ يشعر أنها عمل جسداني لا روح فيه. وقد تقول بعد ذلك: ماذا أفعل له أكثر من هذا؟ لقد ضربت له مطانية، وانحنيت برأسي إلى الأرض!! يا أخي، المهم أن تنحني روحك،لا تتمسك بحرفية المطانية دون روحها. ولذلك نسمع داود النبي يقول: "لصقت بالتراب نفسي" (مز25:119). ولم يقل "لصقت بالتراب رأسي"... |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 80 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الصلاة الصلاة حرفيًا هي الحديث مع الله. وهى روحيًا: اتصال روح الإنسان بروح الله. وقد يصلى إنسان، أو يظن أنه يصلى، بينما لا توجد هذه الصلة بينه وبين الله!! لذلك وبخ الله اليهود بقوله"هذا الشعب يكرمني بشفتيه. أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا" (أش13:39) (مت8:15). إنها صلاة غير مقبولة، لأن الله يريد القلب... أتظن أنك تصلى، لأنك تحرك شفتيك أمام الله؟! وقد يكون ذلك بلا فهم، وبلا روح، وبلا مشاعر: بلا حب، بلا خشوع، بلا اتضاع..!! أتريد أن ترضى ضميرك من جهة الصلاة؟! حتى لو كانت هكذا!! أم تصلى بروحك، وتصلى بذهنك، تقصد كل كلمة تقولها في صلاتك... صدق مار أسحق عندما قال عن مثل هذه الصلاة: قل لنفسك: أنا ما وقفت أمام الله لكي أعد ألفاظًا. ذلك لأن كثيرين يهمهم أن يطيلوا الصلاة بغير فهم، أو أنهم يتلون عددًا كبيرًا من المزامير، بسرعة لا تأمل فيها، ولا يتابعون معنى الألفاظ أثناء صلاتهم!! والمزامير كلها روحانية، لكنهم يقتصرون على الحرف. وبالمثل من يرددون كلمات التسبحة في الأبصلمودية بسرعة عجيبة، لا يتابعون فيها المعنى.. وكذلك بالنسبة إلى كثير من الألحان.. المهم أمامهم هو الحرف وليس الروح،والشعور بأن إنسان أدى (قانونه) في الصلاة، واستراح ضميره بذلك، بينما لم تصعد هذه الصلاة إلى الله، لأنه لم تكن هناك صلة، ولم تشترك الروح فيها ولا القلب.. ما أجمل قول القديس بولس الرسول: "أصلي بالروح، وأصلي بالذهن أيضًا" (1كو15:4). "أرتل بالروح، وأرتل بالذهن أيضًا". |
||||
![]() |
![]() |
|