منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 10 - 01 - 2014, 05:14 PM   رقم المشاركة : ( 71 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,871

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

حاجته إلى الصلاة

الإنسان المتواضع هو إنسان شاعر بضعفه وباحتياجه إلى قوة تسنده، لذلك فهو دائمًا يصلي، طالبًا هذه القوة.
إنه يتذكر دائمًا قول الرب "بدوني لا تقدرون أن تعلموا شيئًا" (يو15: 5). لذلك فهو دائمًا يتطلع إلى الله، ويقول له: أنت معيني يا رب، منك استمد المشورة والقوة التي بها أعمل عملًا. بل منك استمد حتى مجرد الرغبة في عمل الخير. أليس الرسول يقول "الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا لأجل المسرة" (في2: 13). إذن اعمل فيّ يا رب لكي أريد..

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
وأحيانًا يا رب أريد "الإرادة حاضري عندي. ولكن أن أفعل الحسني، فلست أجد. لأني لست أفعل الصالح الذي أريده. بل الشر الذي لست أريده، إياه أفعل!" (رو7: 18، 19).
حياتي الروحية هي بين يديك: أنت تعطيني الرغبة، وتعطيني القوة للعمل.
وأنت أيضًا تعطيني الاستمرارية في عمل ما يرضيك، وعدم النكسة في الرجوع إلى الوراء، أو في الفتور..
أما المتكبر، فهو واثق بنفسه وبقدرته، لذلك فهو لا يطلب. إنه نادرًا ما يصلي، لأنه لا يشعر بالاحتياج إلى الصلاة!! إنه يعتمد على ذراعه البشري وليس على ذراع الله! حتى إن كان خادمًا في الكنيسة، يندر أن يصلي لأجل ذلك لأنه "حكيم في عيني نفسه". يعرف جيدًا ما سوف يقول، ويفهم ما يريد أن يقوله. ناسيًا قول الكتاب "توكل على الرب بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد"، "لا تكن حكيمًا في عيني نفسك" (أم3: 5، 7).
المتكبر يشعر بقوته الذاتية، فلا يصلي طالبًا قوة. تكفيه قوته!
لهذا كتبت مرة في مذكراتي الخاصة هذه العبارة:
قال الشيطان لله: "أترك لي الأقوياء، فإني كفيل بهم. أما الضعفاء فإذ يشعرون بضعفهم، يطلبون القوة منك، فتعطيهم، فلا أقدر عليهم".
نعم المتواضع الشاعر بضعفه، إنما يحارب العدو بقوة الله التي يحصل عليها بالصلاة، وبها ينتصر،فيسبح الله ويقول "قوتي وتسبحتي هو الرب، وقد صار لي خلاصًا" (مز118: 14).
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:14 PM   رقم المشاركة : ( 72 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,871

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

طريقة الصلاة

المتواضع أيضًا يتميز بالخشوع في صلاته.. إنه يشعر بضآلته، وهو يكلم ملك الملوك ورب الأرباب (رؤ19: 16) خالق السموات والأرض.

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
وهكذا يقول له: من أنا يا رب حتى أتحدث إليك؟! ومن أنا حتى تميل بإذنك وتسمعني؟! إن كان إبراهيم أبو الآباء والأنبياء -حينما تحدث إليك- قال "عزمت أن أكلم المولى، وأنا تراب ورماد" (تك18: 27)، فماذا أقول أنا؟! أنا الذي لست شيئًا..
من أنا حتى أكلمك، أنت الذي يقف أمامك الملائكة ورؤساء الملائكة، الشاروبيم والسارافيم."ألوف ألوف وقوف قدامك، وربوات ربوات يقدمون لك الخدمة". كيف أحشر نفسي وسط طغمات القديسين وأتحدث إليك؟!
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
المتواضع يبدأ صلاته بالسجود والركوع، وبتمجيد الله.
وإن وقف يصلي، يرفع يديه إلى فوق، ويحفظ حواسه جيدًا حتى لا تنشغل بشيء أثناء صلاته، مما يتعارض مع مهابته لله.
إن سفر الرؤيا يرينا صورة عجيبة من المهابة والخشوع. فيما يخرّ الأربعة والعشرون قسيسًا قدام الجالس على العرش، ويسجدون للحي إلى أبد الآبدين. ويطرحون أكاليلهم قائلين: أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة.." (رؤ4: 10، 11). فإن كان أولئك السماويون لابسو الأكاليل التي من ذهب يفعلون هكذا في خشوعهم أمام الله، فكم خشوع يجب علينا نحن الأرضيين؟!
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
حقًا، إنه تنازل من الله أن يقبلنا مصلين، وأن ينصت إلينا ونحن نصلي. لذلك فالمتواضع يقول في صلاته: "لتدخل طلبتي إلى حضرتك" (مز119)..
مجرد دخول صلواتنا إلى حضرة الله، أمر لا نستحقه. ففي اتضاع قلب، نطلب من الله أن يقبل صلواتنا، وأن يسمعنا.،لأنه ليست كل الصلوات مقبولة. كصلاة الفريسي التي كانت بكبرياء قلب، وكصلوات أولئك الذين قال لهم الرب في سفر إشعياء النبي "حين تبسطون أيديكم، استر وجهي عنكم. وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دمًا" (أش1: 15).
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:15 PM   رقم المشاركة : ( 73 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,871

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

عدم الاستحقاق
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
والإنسان المتواضع، يذكر في صلاته أنه غير مستحق، معترفًا بخطاياه. كما في صلاة الاستعداد التي يصليها الأب الكاهن قبل القداس:
ويقول فيها:أيها الرب العارف قلب كل أحد، القدوس المستريح في قديسيه. الذي بلا خطية وحده، القادر على مغفرة الخطايا.. أنت يا رب تعلم أني غير مستحق ولا مستعد ولا مستوجب. وليس لي وجه أن أقترب وافتح فأي أمام مجدك الأقدس".
ثم يقول "بل ككثرة رأفاتك اغفر لي أنا الخاطئ. وامنحني أن أجد نعمة في هذه الساعة. وأرسل لي قوة من العلاء لكي ابتدئ وأهيئ وأكمل خدمتك المقدسة كما يرضيك". ثم يقول أيضًا "أنت دعوتنا نحن عبيدك الأذلاء غير المستحقين لنكون خدامًا لمذبحك المقدس.. أعطِ يا رب أن تكون مقبولة أمامك ذبيحتنا عن خطاياي وجهالات شعبك.."
إنها صلاة كلها اتضاع. ليتنا نتأمل معها تواضع القديسين في صلواتهم.
وهذا موضوع طويل، لست أرى هذا المقال يتسع له. بل ليتنا أيضًا نتأمل التواضع في باقي صلوات القداس الإلهي، وفي صلوات الأجبية.. لنرى ليس فقط العلاقة بين التواضع والصلاة، بل بالحري التواضع في الصلاة..
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 74 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,871

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

التواضع في الطلب

إذا وصل الإنسان إلى التواضع في عمقه، لا يجد شيئًا يطلبه..
يقول للرب: ماذا أطلب، وأنت "لم تدعني معوزًا شيئًا من أعمال كرامتك". أنت يا رب ترعاني، فلا يعوزني شيء.." (مز23: 1). كل ما قد أعطيتني حتى الآن هو كثير على. أعطيتني فوق ما أطلب، وفوق ما استحق، بحيث أشعر بفيض منك، لا ينقصه شيء يزاد عليه.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
ثم أنني يا رب لا أعرف ما هو الصالح لي لأطلبه..
أنت الذي تعرف ما أحتاج أنا إليه. تعرف ما ينفعني، وتعطيني إياه دون أن أطلب.
جرأة منى أن أذكرك بما يحسن في عينيك أن تعمله لأجلي، حسب وفرة حنان أبوتك. كل ما أطلبه هو أن تغفر لي خطاياي، كذلك أطلب ملكوتك في حياتي، كما سبق أن علمتنا "لا تهتموا بما للغد" "أطلبوا ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم" (مت6: 34، 33).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
كذلك أنا يا رب في خجل أن أطلب، على الرغم مما أقترفه من خطايا!
استحي من الطلب، وقد خالفت الكثير من وصاياك، وقصرت في واجباتي من نحوك. ولم تعد لي دالة أطلب بها شيئًا. الخجل يغطي وجهي، وتذكر خطاياي يعقد لساني عن الطلب. أنت تعرف يا رب كل شيء.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
وأيضًا كيف أطلب شيئًا جديدًا، وأنا لم أشكر على عطاياك السابقة؟!
أقول "باركي يا نفسي الرب، وكل ما في باطني ليبارك أسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب، ولا تنسي كل إحساناته" (مز103: 1، 2). أنت يا رب قد أعطيتني الكثير والكثير، ولم أشكر بعد على كل ما غرقتني به من كرمك. فليتني أحيا حياة الشكر لا الطلب. أقول مع المرتل في المزمور: "بماذا أكافئ الرب عن كل ما أعطانيه؟! كأس الخلاص آخذ، وباسم الرب أدعو.. قدام كل شعبه" (مز116).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
إن وضعنا أمامنا كل هذا، يستحيل على المتواضع أن يطلب العظائم!
إن كان ما معه كثيرًا عليه، فكيف يُعقل أن يطلب عظائم الأمور؟! فإن المتواضع لا يطلب المواهب العالية. لا يطلب أن يصنع القوات والعجائب، ولا أن يتكلم بالسنة (1كو 12)،يقول لنفسه: إن كنت لم أسلك في المستوى الطبيعي العادي الذي يليق بأولاد الله، فكيف أطلب من الله ما هو فوق الطبيعة؟! وهل أنا أستطيع أن أحتمل تلك المواهب، أم تقودني إلى الكبرياء والمجد الباطل، إن حدث ونلت شيئًا منها..!
لذلك فالمتواضع "لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي" (رو12: 3). ولا يطلب نصيبًا من الإيمان غير ما قسمه الرب له.. لاشك أن الشخص الذي في صلاته يطلب العظائم والمواهب الفائقة، هذا يوجد في قلبه شيء من حب العظمة، شعر بذلك أو لم يشعر!
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:17 PM   رقم المشاركة : ( 75 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,871

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

يطلب الصلاة لأجله

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
والمتواضع أيضًا -إذ يشعر بضعف صلواته، وقلة دالته عند الله- فهو لا يكف عن طلب صلوات الناس من أجله، وشفاعة القديسين..
إن القديس بولس العظيم، كان يقول "صلوا لأجلنا" (1تس5: 25) (عب13: 18). بل حتى في خدمته ومن جهة عظاته، نراه يقول في رسالته إلى أهل أفسس "مصلين بكل صلاة وطلبة، كل وقت في الروح.. لأجل جميع القديسين ولأجلي، لكي يُعطي لي كلام عند افتتاح فمي، لأعلم جهرًا بسر الإنجيل" (أف6: 18، 19)، فإن كان القديس بولس الذي اختطف إلى السماء الثالثة (2كو 12: 4).. يطلب في تواضعه الصلاة من أجله، فماذا نفعل نحن الضعفاء؟! ألسنا نسند ضعفنا بطلب الصلاة لأجلنا، من أخوتنا الأحياء معنا على الأرض، ومن الذين انتقلوا.. بغير غرور أن صلواتنا فيها الكفاية!
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
نقطة أخيرة أقولها في خجل: إن المتكبر قد يدعي أنه ليس لديه وقت للصلاة!
كما لو كان غير محتاج إلى الصلاة! أو أنه في صلاته يعطي وقتًا لله!! أما المتواضع فيصلي لأنه محتاج إلى الله في كل شيء، وفي كل وقت. ويرى الصلاة عونًا له، وأيضًا بركة له، إذ يتكلم مع الله، ويقف في حضرته..
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 76 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,871

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

التواضع واحترام الآخرين

الإنسان المتواضع يحترم غيره، كبيرًا كان أم صغيرًا. أما المتكبر فإنه يتعالى على من هو أصغر منه، ولا يحترم الكبار سواء في الكلام أو التصرف.
  1. مثال المسيح في التواضع
  2. احترام الكبار
  3. احترام الأبوة والأمومة
  4. احترام أبوة الله
  5. احترام الأبوة الجسدية
  6. احترام الأبوة الروحية
  7. احترام الأمومة
  8. احترام الصغار
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 77 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,871

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

مثال المسيح في التواضع

إن ربنا يسوع المسيح، رب المجد، في كل عظمته وفي لاهوته غير المحدود، يقدم لنا مثالًا في ذهابه ليعتمد من يوحنا. ولما قال له يوحنا "أنا المحتاج أن أعتمد منك"، نراه يجيبه بعبارة كلها اتضاع "اسمح الآن" (مت3: 14، 15).

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
ما أعجب هذا السيد، يقول لأحد عبيده: اسمح الآن!!
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
وفي احترام الآخرين، نراه خاضعًا للناموس في كل شيء: عندما شفى الرجل الأبرص، قال: "اذهب أرِ نفسك للكاهن، وقدم القربان الذي أمر به موسى شهادة لهم" (مت8: 4). عجيب أن رئيس الكهنة الأعظم يقول له "اذهب أرِ نفسك للكاهن"!! إنه يعطي لكل ذي حق حقه.. كذلك عندما دعا شاول الطرسوسي، أرسله إلى حنانيا (أع9). ولما قبل إليه كرنيليوس الأممي، أرسله إلى بطرس الرسول.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
بل الأعجب من هذا كله، أنه حينما جاء يهوذا الخائن ليسلّمه بقبلة، قال له "يا صاحب لماذا جئت؟" (مت26: 50). يقول للخائن "يا صاحب"، لأنه لا يريد أن يخدش شعوره!!
نفس الوضع في تعامله مع المرأة السامرية: لم يوبخها على خطاياها، ولم يحدثها عن التوبة والندم، بل كلمها إيجابيًا عن الماء الحي، وعن السجود لله بالروح والحق. ولما بدأ يمس حياتها الخاصة، قال لها "كان لك خمسة أزواج" (يو4: 18)، وفي الواقع لم يكونوا أزواجًا لها، ولكنه تحاشى الوصف الجارح لعلاقتها بهم، حرصًا على شعورها. وحتى هذه العبارة بدأها بقوله لها "حسنًا قلتِ" وختمها بقوله "هذا قلتِ بالصدق..".
بنفس هذا الأسلوب الرقيق، لم يخدش شعور المرأة "المضبوطة في ذات الفعل" بل أنقذها من الذين يطلبون رجمها ولما مشوا، قال لها "ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي أيضًا" (يو8: 2- 11).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
وفي احترامه للأمومة، كان خاضعًا لأمه مريم وليوسف (لو2: 51).
ولما طلبت منه إجراء معجزة في عرس قانا الجليل -مع أن ساعته لم تكن قد أتت بعد- (يو2: 4)، استجاب لطلبتها، ونفذ لها ما أرادت.
وفي احترامه لتلاميذه، ولو أني لا أريد لاهوتيًا أن استخدم هنا كلمة احترام، ولكن عذري أن اللغة عاجزة عن التعبير، نراه يقول لهم:
"لا أعود أسميكم عبيدًا .. لكني قد سميتكم أحباء" (يو15: 15).
بل أكثر من هذا سمّاهم أخوة له. وقال للمجدلية بعد القيامة "اذهبي إلى أخوتي وقولي لهم.. "(يو20: 17). إنه لم يستحِ أن يدعوهم أخوة (عب2: 11) بل أكثر من هذا أيضًا، قال عنهم للآب "المجد الذي أعطيتني، قد أعطيتهم" (يو17: 22). وأعطاهم احترامًا في نظر الناس بالمواهب التي منحهم إياها..
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 78 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,871

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

احترام الكبار

الإنسان المتواضع يتكلم عن كل شخص باحترام، ويتصف باللطف في حديثه مع كل أحد، وبخاصة مع كبار السن. كما يقول القديس بولس الرسول لتيموثاوس الأسقف :
لا تنتهر شيخًا، بل عظه كأب، والأحداث كأخوة، والعجائز كأمهات" (1تي5: 1).
مع أن القديس تيموثاوس كان أسقفًا، وكل هؤلاء يعتبرون أبناء له من جهة كهنوتية، ولكنه يجب أن يعاملهم باحترام معين كآباء وأمهات وأخوة. والقديس بولس الرسول نفسه
اتبع نفس هذا الأسلوب، فقال في رسالته إلى روميه "سلموا على روفس المختار في الرب، وعلى أمه أمي" (رو16: 13).

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
ليس فقط في احترام كبار السن، كآباء وأمهات، بل حتى في التعامل مع الصغار "الأحداث كأخوة، والحدثات كأخوات (1تي5: 1).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
واحترام الشيوخ والآباء، نجده واضحًا جدًا في "بستان الرهبان".
وكذلك في جميع سير القديسين: فالقديس بولس البسيط حينما كان يتكلم عن معلمه الأنبا أنطونيوس، كان يقول "أبي القديس الأنبا أنطونيوس". ولما أحضروا إليه شخصًا عليه شيطان ليخرجه منه، قال للشيطان: "أبي القديس الأنبا أنطونيوس يقول لك أخرج منه. بصلاة أبي القديس أخرج منه" تعبير جميل..
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
يذكرنا هذا بقصة عن القديس يوحنا القصير حينما أرسله أبوه الروحي القديس الأنبا بموا ليحضر له ضبعة من مكان معين. فذهب إلى هناك ولم يخف. ولما رأى الضبعة، جرى وراءها وقال لها : أبي القديس الأنبا بموا يقول لكِ تعالى...
وما أكثر ما كان أحد الرهبان يقع في ضيقة، فيقول للرب "بصلاة أبي، يا رب نجني"..
حقًا إن الاستشفاع بالقديسين فيه لون من الاتضاع..
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
إن أول وصية في العلاقات البشرية هي: أكرم أباك وأمك (خر20: 12).
سواء الروحيين منهم أو الجسديين. ومن مظاهر هذا الإكرام، الاحترام.
قال القديس الأنبا بيجيمي السائح: في بدء رهبنتي، قضيت سنوات مع آباء شيوخ أبرار، لم أرفع عينيّ لأرى وجه واحد منهم.
كان الرهبان عندهم هذا اللون من الحياء، الذي يدل على أدب في التعامل فما كان أحدهم يملأ عينيه من وجه إنسان، كما ينصح الشيخ الروحاني.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
ومن احترام الكبار، ذلك المبدأ الرهباني الذي يقول:
إذا جلست وسط الشيوخ فكن صامتًا. وإن سألوك عن شيء، فقل لا أعرف.
يقصد: لا أعرف المعرفة التي استطيع أن أتكلم بها أمام الكبار. فإن جلسنا مع الكبار، فإنما لكي نتعلم، وليس أن نتكلم.
ونرى أمثولة لهذا الأمر: أليهو في قصة أيوب الصديق:
أصحاب أيوب الصديق تبادلوا الكلام معه في 28 إصحاحًا من سفر أيوب، وكان معهم رابع هو أليهو، ظل صامتًا طول ذلك الوقت كله. ولما حانت الفرصة له أن يتكلم، قال: "أنا صغير في الأيام، وأنتم شيوخ. لأجل ذلك خفت وخشيت أن أبدي لكم رأيي. قلت الأيام تتكلم، وكثرة السنين تظهر حكمة" (أي32: 6، 7).
حقًا، كان الصغير لا يتكلم في حضرة الكبار، إنما ينصت ويتعلم. يأخذ من الكبار خبرة الأيام، وحكمة التجارب التي مرت عليهم.. ويحترم سنهم..
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
وكان هذا الأمر في الرتب الكهنوتية: في وجود أحد الآباء الأساقفة، لا يستطيع كاهن أو شماس أن يلبس التونية لخدمة المذبح، إن لم يقدمها للأب الأسقف ليرشمها له.. وإن احتاج أسقف إلى تحليل، وقال لأحد الآباء القسوس "حاللني"، يرد عليه قالًا "من فمك الحِلّ يا سيدنا"..
من احترام الكهنوت الذي تعلمه لنا الكنيسة، أن نقول للأب الكاهن يا أبانا، ونقول للأب الأسقف يا سيدنا. ونقبّل يد كل منهما. وقديمًا، وفي الريف، كان الشخص يقبّل يد أبيه، ويد أمه، ويد جده، ويطلب بركتهم. إنه لون من احترام الكبار.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
في الاتضاع، يوجد احترام الأبوة، واحترام الكبار، واحترام الكهنوت.
يقول الكتاب "الخوف لمن له الخوف، والإكرام لمن له الإكرام، (رو13: 7). إن داود النبي كان يحترم شاول الملك احترامًا فائقًا، على الرغم من أن شاول قد فارقه روح الرب، وبغته روح رديء من قِبل الرب" (1صم16: 4). وكان داود يقول "حاشا لي أن أمد يدي إلى مسيح الرب. إنه مسيح الرب هو" (1صم24: 6). وكان يخاطبه بعبارة أبي، وسيدي (1صم24: 10، 11).
والقوانين الكنسية تقول: إن كان من يقول لأخيه يا أحمق يستحق نار جهنم (مت5: 22) فكم بالأكثر من يقول كلمة سوء على أسقفه، الذي بوضع يده ينال الروح القدس. ويعطينا الكتاب المقدس مثالًا عن احترام (مسيح الرب):
* وفي احترام الكبار نذكر احترام الممسوحين من الرب كما فعلت أبيجايل.
كان داود قد قرر قتل زوجها نابال الكرملي بسبب بخله وتعييره لداود. فأخذت أبيجايل هدية من الأطعمة التي كان يحتاجها داود ورجاله وحملتها إليه" ولما رأت أبيجايلداود، أسرعت ونزلت عن الحمار، وسقطت أمام داود على وجهها، وسجدت إلى الأرض. وخاطبت داود بعبارة سيدي، وعن نفسها بكلمة أمتك. وقدمت له الهدية قائلة له "والآن هذه البركة التي أتت بها جاريتك إلى سيدي، فلتعطَ للغلمان السائرين وراء سيدي" (1صم 25: 23- 27).
ولما كانت في موقف تشعره فيه بخطأ إتيانه للدماء وانتقام يده لنفسه، مزحت ذلك بالمديح والاحترام اللائقين، وقالت له: "إن سيدي يحارب حروب الرب، ولم يوجد فيك شر كل أيامك.. ويكون عندما يصنع الرب لسيدي حسب كل ما تكلم به من الخير من أجلك، ويقيمك رئيسًا على إسرائيل، أنه لا تكون لك هذه مصدمة ومعثرة قلب لسيدي، أنك قد سفكت دمًا عفوًا، أو أن سيدي قد انتقم لنفسه. وإذا أحسن الرب إلى سيدي، فاذكر أمتك" (1صم25: 28- 31).
وأحدث هذا الحديث المتضع أثره في نفس داود، وأزال غضبه، فقال لها "مبارك عقلك ومباركة أنتِ، ولأنك منعتني اليوم عن إتيان الدماء، وانتقام يدي لنفسي" وصرفها بسلام.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
ويظهر احترامنا للكبار أيضًا في حديثنا عن الرسل والقديسين.
فلا نقول: كما يقول بولس أو بطرس أو أثناسيوس. إنما نقول القديس بولس الرسول، والقديس بطرس الرسول، والقديس أثناسيوس الرسولي.
بل قد يتطاول البعض، ويتحدث عن الرب "يسوع" باسمه المجرد!! بينما نحن في قراءة الإنجيل نقول "ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، ربنا يسوع المسيح الذي له المجد الدائم إلى الأبد آمين.
ونقول القديسين مار جرجس، ومار مينا. وكلمة (مار) معناها سيد. ونقول سيدي الملك جوارجيوس. وسيدتنا وملكتنا كلنا العذراء الطاهرة مريم...
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
ليتنا نتعود الاحترام في حديثنا عن الآباء القديسين، متذكرين قول الرب "من يكرمكم يكرمني". ولا نتعود نطق أسمائهم مجردة، كما يفعل علماء الغرب في حديثهم عن الآباء، فيقولون جهاد أثناسيوس، وتأملات أوغسطينوس، ورسائل أنطونيوس، وحرومات كيرلس.. كل ذلك بدون ألقاب!!
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
* ومن جهة احترام الكبار، احترام الأنبياء:
* إن أليشع النبي كان يحترم معلمه إيليا النبي. ولما رآه صاعدًا في مركبة نارية إلى السماء، قال "يا أبي، يا أبي، يا مركبة إسرائيل وفرسانها" (2مل2: 12).
* نذكر حديث قائد الخمسين الثالث مع إيليا النبي، بعد أن أمر إيليا، فنزلت نار من السماء وأكلت قائد الخمسين الأول وقائد الخمسين الثاني، لأنهما تكلما مع النبي العظيم بكبرياء، بعبارة : يا رجل الله، الملك يقول لك انزل (2مل1: 9، 11).
* أما رئيس الخمسين الثالث، فإنه -في تواضع- صعد إلى حيث كان إيليا، "وجثا على ركبتيه أمام إيليا، وتضرع إليه وقال له: يا رجل الله، لتكرم نفسي وأنفس عبيدك هؤلاء الخمسين في عينيك. هوذا قد نزلت نار من السماء وأكلت رئيسي الخمسينيين الأولين وخمسينيهما. والآن لتكرم نفسي في عينيك" (2مل5: 13، 14).
وأمر ملاك الرب إيليا أن ينزل معه. ولم يمت رئيس الخمسين الثالث لاتضاعه.
والشخص المتواضع كما يحترم الله وقديسيه، يحترم كل ما يتعلق بالله.
يحترم بيت الله، وهيكل الله، ومذبح الله. فيدخل بيت الله في مخافة. ويقول للرب كما في المزمور "أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل إلى بيتك، واسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك" (مز5). ويحترم الكتاب المقدس ويقبله، ولا يضع شيئًا فوقه في مكتبه. ويحترم اسم الله ولا ينطق به باطلًا (خر20: 7). ويحترم رجال الله وخدامه.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
إننا نحترم الرهبان وندعوهم آباء، حتى ولو لم يكونوا كهنة.
ونحترم الراهبات وندعوهن أمهات. ونلتمس بركة هؤلاء وأولئك. ونحترم مواضعهم المقدسة وأديرتهم. ونحترم رفاتهم ونضمخها بالأطياب.
ومن احترامنا لهم، نذكرهم في الذكصولوجيات والألحان، ونطلب صلواتهم وشفاعتهم فينا. ونقيم لهم التذكارات والأعياد.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
والمتواضع يتطور من احترام الآباء والقديسين إلى احترام كل الكبار.
فيحترم التلميذ مدرسه وأستاذه، ويحترم الموظف رئيسه، ويحترم الجميع قوانين الدولة وأنظمتها. ويذكرون قول الكتاب "اخضعوا لكل ترتيب بشري من أجل الرب" (1بط2: 13). "أكرموا الجميع.. أكرموا الملك" (1بط2: 17). "أيها الأحداث اخضعوا للشيوخ" (1بط5: 5).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
* ومن جهة احترام السادة:
نذكر قول الملاك لهاجر وهي هاربة من سيدتها "يا هاجر جارية ساراي، ارجعي إلى مولاتك، واخضعي تحت يديها" (تك16: 8، 9).
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 79 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,871

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

احترام الأبوة والأمومة

* أول احترام نقدمه هو احترام الأبوة والأمومة بكل تفاصيلها...
* والأبوة تشمل أبوة الله لنا، وأيضًا أبوة البشر لنا بما في ذلك الأبوة الجسدية والروحية، ومن هم في مركز الأب. وكذلك أبوة السن.
  1. احترام الأبوة والأمومة
  2. احترام أبوة الله
  3. احترام الأبوة الجسدية
  4. احترام الأبوة الروحية
  5. احترام الأمومة
  6. احترام الصغار
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2014, 05:23 PM   رقم المشاركة : ( 80 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,871

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث

احترام أبوة الله

كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
الله -تبارك اسمه- ندعوه "أبانا الذي في السموات" في كل صلواتنا اليومية (مت6: 9). وفي العهد القديم قال له إشعياء النبي "أنت يا رب أبونا.." (أش64: 8). واحترامنا له هو لون من الخشوع أمام عزته الإلهية. وهو -بالنسبة إلينا- لا يدخل في باب التواضع، بل في مجال العبادة. ويعتبر التواضع هو من جانب الله الذي يقبل صلواتنا، والذي من تواضعه شرفنا بأن ندعى أبناء له (1يو3: 1).
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
* واحترامنا لله يدعونا إلى احترام كتابه المقدس.
هذا الذي قبل قراءته في الكنيسة، يقول الأب الكاهن للرب "أجعلنا مستحقين أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة بطلبات قديسيك". ويصيح الشماس "قفوا بخوف من الله لسماع الإنجيل المقدس"...
* واحترامنا للكتاب المقدس يدعونا إلى الإيمان به كله، مع العمل به.
لا نكون مثل الذين يقبلون أسفارًا من الكتاب ويرفضون أسفارًا أخرى... أو الذين يقيمون أنفسهم رقباء على الكتاب لا يطيعون منه إلا ما يوافق هواهم! ولا يقابلون كلمات الرسل بنفس الاحترام اللائق بمن ينطق الروح على ألسنتهم!
في أحدى المرات زارني في الدير أحد رؤساء الكنائس الكبرى. وفي حوارنا معًا حول مشكلة قبول كهنوت المرأة، سردت عليه آيات من رسائل القديس بولس الرسول. فقال لي "ولكن هذا ما يقوله بولس".. فقلت له وهل ما يقوله القديس بولس موحى به من الله أم لا؟ فصمت لحظة ثم قال "نعم موحى به". فقلت إذن لماذا لا نقبله؟ لأن "كل الكتاب موحى به من الله ونافع للتعليم.." (2تي3: 16).
واحترام الكتاب المقدس يعني أيضًا عدم ترجمته ترجمة محرفة، كما يفعل شهود يهوه لكي يثبتوا ما ينادون به من عقائد لا تقبلها الغالبية العظمى من المسيحيين..! أو تفسير الكتاب حسب الهوى الخاص وضد الحق الإلهي. في كل هذه الأمثلة يختفي الكتاب ويختفي الوحي، وتظهر الذات البشرية.
كتاب حياة التواضع والوداعة - قداسة البابا شنودة الثالث
* واحترامنا لله يدعونا أن نطيع وصاياه، وأن نعيش في مخافة الله.
نهابه هذا الذي يقف أمامه الملائكة ورؤساء الملائكة في هيبة ووقار. نهاب أيضًا هيكله المقدس، فلا ندخله بأحذيتنا حسب وصية الله لعبده موسى (خر3: 5). بل نسجد أمام هذا الهيكل، ونقبل المذبح المقدس في خشوع وتوقير. كذلك نصلي إلى الله في مهابة، ولا نفعل كالذين يصلون على موائدهم وهم جلوس!
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من كتاب حياة التواضع والوداعة - الوداعة
من كتاب حياة التواضع والوداعة -التواضع واحترام الآخرين
من كتاب حياة التواضع والوداعة لقداسة البابا شنودة الثالث علاقة التواضع بالصلاة
من كتاب حياة التواضع والوداعة - علاقة الاتضاع
حياة التواضع والوداعة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 01:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024