![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 71 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البذل والعطاء وهنا امتزج الحب بالطاعة، وبالتضحية والبذل.. المحبة العملية هي المحبة الباذلة، التي فيها يعطى الإنسان: يبذل وقته وجهده وماله، وكل شيء ويقدمه لأجل الذي يحبه.. وعندما تنمو المحبة وتصل إلى كمالها، يبذل ذاته أيضًا، كما قال السيد الرب: "ليس لأحد حب أعظم من هذا، أن يضع نفسه لأجل أحبائه" (يو 15: 13). وبهذا كان حب الشهداء لله، هو أعظم ألوان الحب، لأن فيه بذل للذات.. ![]() وفي مقدمة هذا الحب، بذل السيد المسيح ذاته عنا.. وهكذا بين محبته لنا " ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا" (رو 5: 8).. مات البار لأجل الأثمة والفجار. وكان على الصليب ذبيحة حب. لأنه "هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16). ويقول الرب في هذا أيضًا، إن الراعي يبذل نفسه عن الخراف (يو 10: 11). ![]() هذا هو مقاييس المحبة: البذل والعطاء. يبذل الإنسان كل شيء. ويعتبر كل شيء رخيصا في سبيل من يحبه.. كشعور الأم من جهة رضيعها. هي تعطيه كل ما تستطيع، وفوق ما تستطيع. وتجد لذة في إعطائه، في بذل راحتها، وصحتها لأجل صحته. إنها مثال للحب الذي يعطى. لذلك ضرب الله هذا المثل في محبته لنا: حتى وإن نسيت الأم رضيعها، هو لا ينسانا" (أش 49: 15). ![]() هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس (متى 4: 19) - دعوة التلاميذ بطرس سمعان و أندراوس الرسول أخيه ويعطينا القديس بطرس الرسول مثالا آخر في محبة الرب، إذ قال له: "تركنا كل شيء وتبعناك" (مت 19: 27). من أجل محبتهم له، تركوا البيت والأهل والعمل. وساروا وراءه، وهم لا يعلمون إلى أين يذهبون.. متى الرسول، لما دعاه الرب وهو في مكان الجباية، عبر عن محبته بأن ترك مكان الجباية وتبعه (مت 9: 9)، وتاركا الوظيفة والمال والمسئولية.. وكذلك تلاميذه المرأة السامرية، تركت جرتها وذهبت إلى المدينة لتبشر به (يو 4: 28). وكذلك تلاميذه الصيادون: يعقوب ويوحنا، وبطرس وأندراوس: تركوا الشباك، وتركوا السفينة وتبعوه (مت 4: 18 - 22). والقديس بولس الرسول يقول في ذلك: "خسرت كل الأشياء وأنا احسبها نفاية، لكي أربح المسيح، واوجد فيه" (في 3: 8، 9). خسر كل شيء، ولم يندم عليه، بل حسبه نفاية.. ويقول أكثر من هذا: "ما كان لي ربحا، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة. بل إني أحسب كل شيء أيضًا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى" (عب 11: 24 - 26) ![]() نفس الوضع بالنسبة إلى موسى النبي. كان أميرا ً في القصر "ابن ابنه فرعون" محاطا بكل مظاهر الرفاهية والعظمة،ولكنه من أجل محبة الشعب، ومن أجل خدمة الله، ترك كل شيء. وهكذا "لما كبر، أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون، مفصلا بالأحرى أن يذل مع شعب، ومن أجل خدمة الله، ترك كل شيء. وهكذا "لما كبر، أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون، مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب الله.. حاسبا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر.." (عب 11: 24-26). ![]() كذلك أيضًا كان آباء البرية الرهبان والنساك. تركوا كل شيء. وسكنوا في الجبال والقفار، وفي المغائر وشقوق الأرض، من أجل عظم محبتهم للملك المسيح. فقد كل شيء قيمته في نظرهم، العالم وكل ما فيه.. عندما تدخل محبة الله في قلب إنسان، يحدث أن يكون في القلب شيء أو أشياء من أدران هذا العالم. ولكن كلما تزداد محبة الله في القلب، تتناقص بنفس القياس هذه الأدران، وتطرد محبة الله الله كل ما في القلب من أمور العالم، حتى تنتهي جميعًا، ويبقى الله وحده. وتنطبق وصية "تحب الرب من كل قلبك" (مت 22: 37). ![]() إذن من علامات المحبة العملية، زوال محبة العالم من القلب. وفي ذلك قال معلمنا يوحنا الرسول {لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب} {1يو15:2}. هل تظنها محبة، حقيقية، أن يدعي أحد بأنه يحب الله، بينما يقبض يده عن دفع العشور والبكور؟!.. أو يقف قلبه مترددًا بين محبة الله ومحبة المال!! إن المحبة العملية نحو الله والناس هي أن يشرك المحتاجين في ماله، حتى لو تعب بعض الشيء في تدبير أموره المادية.. ![]() وتظهر المحبة العملية في قصة أرونة اليبوسى: حدث لما أراد داود النبي أن يشتري بيدر أرونة اليبوسي، لكي يقيم فيه مذبحًا للرب، {قال أرونة لداود: فلتأخذ سيدي الملك.. انظر البقرة للمحرقة. والنوارج وأدوات البقر حطبًا. الكل دفعه أرونة المالك للملك} {2صم24: 21-23}. أراد أن يتبرع بالكل من أجل حبه لله وللمذبح وللملك داود. ولكن داود النبي قال لأرونة في حكمة {لا، بل أشتري منك بثمن ولا أصعد للرب إلهي محرقات مجانية..} {2صم24:24}. |
||||
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 72 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() احتمال التعب إن المحبة العملية تحتمل التعب لأجل من تحبه.. ![]() قول: إذا انطفأت شعلة الحب التي تلهبك، فإن كثيرين حولك سيهلكون بردًا - القديس سيرافيم ساروفيسكي، ساروفيم ساروف وهكذا نري السيد المسيح يقول لملاك كنيسة أفسس: {أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك.. وقد احتملت، ولك صبر، وتعب من أجل اسمي، ولم تكل} {رؤ2: 2،3}. حقًا، إن كل الذين أحبوا الله، وتعبوا من أجله، ووجدوا لذة في هذا التعب. ويقول القديس بولس الرسول {كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه} {1كو8:3}. ويقول أيضًا في رسالته إلي العبرانيين {إن الله ليس بظالم حتى ينس عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه، إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم} {عب10:6}. لذلك فإن الرسول يشجع على بذل المزيد من التعب في العمل، لأجل الرب قائلًا {إذن يا أخوتي الأحباء، كونوا راسخين غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب في كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلًا في الرب} {1كو58:15}. ![]() وأيضًا تظهر محبتنا للناس، بتعبنا لأجلهم. يعقوب أبو الآباء، تعب كثيرًا من أجل محبته لراحيل. خدم لأجلها سنوات طويلة، قال عنها {كنت في النهار يأكلني الحر وفي الليل الجليد، وطار النوم من عيني} {تك40:31}. ويقول الكتاب عن تلك السنوات {فخدم يعقوب براحيل سبع سنين. وكانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها} {تك20:29}. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 73 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المحبة في مجال الخدمة كذلك المحبة الروحية تظهر عمليًا في مجالات الخدمة. تظهر في تعب الرعاية والافتقاد والتعليم في الأسفار والسهر وحل مشاكل الناس والتعب في الإقناع، وفي الصبر، أما الذي لا يحتمل كل هذا، فلا تكون محبته عملية. انظر إلي بولس الرسول ومحبته لملكوت الله، كيف يقول: {بل في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام الله، في صبر كثير، في شدائد في ضرورات في ضيقات، في ضربات في سجون في اضطرابات، في أتعاب في أسهار في أصوام.. في محبة بلا رياء.. بمجد وهوان، بصيت دري وصيت حسن..} {2كو6: 4-8}.. وهكذا كانت محبته لله وملكوته عملية.. ولم يكتف بأن يصلي {ليأت ملكوتك}... إننا -كتعليم الكتاب- ننادي بالإيمان والأعمال معًا. ![]() خادم مدارس أحد يأخذ بعض الأطفال للكنيسة فالإيمان بدون أعمال ميت {يع2: 17،20}. وأما الإيمان المقبول عند الله، فهو الإيمان العامل بالمحبة {غل6:5}. والمحبة شجرة ضخمة، لها ثمارها الشهية، ومن ثمارها تعرفونها {مت20:7}. فما هو ثمر المحبة يظهر في حياتنا العملية، من نحو علاقتنا بالله والناس؟ ما هي محبتنا العملية نحو الخطاة، ونحو المحتاجين؟ هل نحتقر هؤلاء الخطاة ونبعد عنهم، أم نوبخهم وننتهرهم؟ أم نقودهم بوداعة إلى التوبة، حسبما قال الرسول "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا، اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 6: 1). وهكذا في محبة شفع إبراهيم في سادوم (تك 18) وشفع موسى في الشعب (خر 32). لابد من جهاد لأجل الساقطين، لكي يعودوا إلى الله، كما قال داود النبي في المزمور "لا أدخل إلى مسكن بيتي، ولا أصعد على سرير فراشي، ولا أعطى لعيني نومًا، ولا لأجفاني نعاسًا، ولا راحة لصدغي، إلى أن أجد موضعا للرب ومسكنا لإله يعقوب" (مز 132). ![]() لتكن محبتنا أيضًا للفقراء محبة عملية. فلا نكتفي بمجرد مشاعر الإشفاق، أو بإلقاء العظات وكتابة المقالات عن ذلك، وإنما نعطى حتى من أعوازنا (لو 21: 4). ولعل من أبرز الأمثلة القديس سرابيون الذي باع إنجيله وأعطى ثمنه لفقير. ورأى فقيرا آخر عريانا فأعطاه ثوبه. وعاد إلى قلايته بلا إنجيل ولا ثوب. فلما سأله تلميذه أين إنجيله؟ أجابه القديس قائلا: لقد كان الإنجيل يقول لي "بع كل مالك وأعطه للفقراء" (مت 19: 21). ولما لم يكن عندي شيء أملكه سوى الإنجيل، فقد بعته وأعطيت ثمنه للفقير.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 74 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تصور إستشهاد القديس أغناطيوس الأنطاكي الثيوفوروس لا شك أن المحبة هي الفضيلة الأولى في المسيحية. وقد جعلها السيد المسيح علامة للمسيحيين فقال "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، عن كان لكم حب بعضكم نحو بعض" (يو 13: 35). والقديس بولس فضل المحبة على الإيمان والرجاء فقال "هذه الثلاثة، ولكن أعظمهن المحبة" قال "إن المحبة لا تسقط أبدا" (1كو 13: 13، 8). ![]() ومع ذلك فقد توجد محبة ضارة. ويذكرنا هذا بقصة استشهاد القديس أغناطيوس الأنطاكى، حين أحضروه إلى رومية، لكي يلقى إلى الأسود الجائعة فتأكله. فلما عرف ذلك المسيحيون في رومية، أرادوا أن يخطفوه لينقذوه من الموت، فأرسل لهم القديس أغناطيوس رسالة روحية مؤثرة، منعهم من ذلك قائلا: "أخشى أن محبتكم تسبب لي ضررًا". لقد وصل إلى نهاية المطاف في غربته في هذا العالم، وعما قليل سينال إكليل الشهادة ويصل إلى الفردوس ولكنهم بخطفهم له -ولو بعامل المحبة- سيعطلون مسيرته عن الوصول إلى تلك المتعة الروحية، التي تنتظره بعد الاستشهاد.. فتكون محبتهم له ضارة روحيا. ![]() ولعل من أسباب المحبة الضارة، أن تكون بغير حكمة، أو بعيدة عن الروح، أو تتصف بالذاتية، أو متعارضة مع محبة الله. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 75 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() فاحتقر عيسو البكورية - تكوين 25: 34 لا يستطيع أحد منا أن ينكر محبة الأم، حتى أنه يضرب بها المثل في الحنان وفي العمق. ومع ذلك يمكن أن أما تحب ابنها بطريقة ضارة! لقد أحبت رفقة ابنها يعقوب بطريقة ضارة. كانت تريده ينال بركة أبيه إسحق قبل أن يموت. والمفروض أن عيسو كان البكر الذي ينال البركة. فدبرت رفقة حيلة يخدع بها يعقوب أباه إسحق (الضرير وقتذاك) مدعيا أنه عيسو! ولما أدرك يعقوب خطورة هذا الخداع، وخاف أن يكشف الأمر فخدعه، فقال لأمه في خوف "فأجلب على نفسي لعنة لا بركة". أجابت أمه "لعنتك على يا ابني. اسمع لقولي" (تك 27: 6 - 13).. وسمع لقولها، وخدع أباه، فماذا كانت النتيجة؟! لقد أضرته أمه بمحبتها. وكما خدع أباه، دخلت الخديعة إلى حياته!! فخدعه خاله لابان، وزوجته ليئة بدلًا من راحيل (تك 29: 25). واضطر أن يتزوج الاثنتين وقاسى من تنافسهما وغيرتهما الواحدة من الأخرى. وخدعه خاله أيضًا فغير أجرته عشر مرات (تك 31: 41)،.وخدعه أولاده. قالوا له إن وحشا افترس ابنه يوسف، وأروه قميص يوسف بعد أن غمسوه في الدم. فناح عليه وبكى "ورفض أن يتعزى" (تك 37: 31-35). وأخيرًا لخص يعقوب حياته بقوله لفرعون "أيام سنى غربتي.. قليلة وردية" (تك 47: 9). ونال يعقوب جزاء طاعته لمحبة أمه الضارة. ![]() * لعل من أساليب المحبة الضارة بأسلوب الطريق الخاطئ: الأخطاء الخاصة بالتزويج: إما الإسراع بالتزويج قبل النضوج، أو قبل التوافق.. أو اختيار زوج تطن فيه الم بكل الحب أنه صالح لابنتها، فتدفعها إلى الزواج به دفعا. ويكون في ذلك ضرر لها كل الحياة.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 76 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المديح الضار لقد أعجب الشعب بالفتى داود في انتصاره على جليات الجبار. وهتف النسوة قائلات في إعجاب "ضرب شاول ألوفه، وداود ربواته". وكان هذا المديح سبب غيرة سبب غيرة شاول الملك وحسده وحقده على داود. وفي ذلك يقول الكتاب "فاحتمى شاول جدًا، وساء هذا الكلام في عينيه. وقال: أعطين داود ربوات، وأما أنا فأعطينني الألوف. وبعد فقط تبقى له المملكة" (1صم 18: 7، 8). ![]() وكان مديح النساء لداود سب تعب لداود سبب تعب لداود، إذ عمل شاول الملك على قتله.. طارده من برية على برية إلى برية. وعاش داود مشردا مستهدفا طول فترة حياة شاول كلها. لأن المديح الذي مدحته به النساء لم يكن بحكمة، وصادف مشاعر رديئة عند الملك. ![]() مثال آخر: مديح الشعب لهيرودس. لبس هيرودس الحلة الملوكية، وجلس على عرشه يخاط الشعب. فصرخ الشعب هذا صوت إله لا صوت إنسان" (أع 12: 22). وصادف هذا الهتاف كبرياء دفينة في قلب الملك، فلم يعتف منه. لذلك ضربه ملاك الرب في الحال، لأنه لم يعط مجدًا لله، فأكله الدود ومات.. ![]() ويماثل المديح الخاطئ في ضرره، الدفاع عن الأخطاء. إنسان تدافع عن أخطائه -بدافع من الحب الخاطئ له- يجعله ذلك يثبت في أخطائه. وقد يؤدى ذلك إلى هلاكه..! وقد يحدث هذا في جو الأسرة والأصدقاء، أو في تملق الملوك والزعماء. كما حدث أيضًا في المجال الديني من أتباع الهراطقة والمبتدعين. لولا دفاع الهراطقة عنهم، والتفافهم حولهم ن ما نما خطرهم وهلكوا.. ويحدث هذا مع اتباع أي شخص، حينما يؤلهونه أو يعصمونه من الخطأ، ويدافعون عنه بكل قوة، . فيستمر في الخطأ ويهلك. إنها محبة خاطئة، بل محبة ضارة. سواء كانت عن ثقة واقتناع، أو عن تملق رخيص. ![]() إن الأنبياء الكذبة لما تملقوا آخاب ملك إسرائيل، تسببوا في موته. كان خارجا للحرب ضد الأراميين. وكان يسأل الأنبياء: هل سيكون الله معه وينتصر أم لا؟ وميخا النبي تنبأ له بالصدق إنه إن حارب سينهزم. بينما الأنبياء الكذبة مدحوا الملك وبشروه بالانتصار "وَعَمِلَ صِدْقِيَّا بْنُ كَنْعَنَةَ لِنَفْسِهِ قَرْنَيْ حَدِيدٍ وَقَالَ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: بِهذِهِ تَنْطَحُ الأَرَامِيِّينَ حَتَّى يَفْنَوْا»" (سفر الملوك الأول 22: 11). وأطاع ملك إسرائيل كلام أولئك المادحين، وخرج للحرب. وانهزم ومات (1مل 22: 37 - 39). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 77 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تسهيل الشر ![]() ! في يوم من الأيام رجع الملك آخاب حزينًا إلى بيته، إذ كان له شهوة في الاستيلاء على حقل نابوت اليزرعيلى، فساعدته زوجته الملكة إيزابل على تحقيق رغبته الخاطئة. شرحت له كيف يدبر مؤامرة يتهم فيها نابوت ظلما بأنه جدف على الله، ويحكم عليه بالرجم، ثم يرث حقله. وتمت المؤامرة بشهود زور. وورث آخاب الحقل.. وحققت إيزابل وعدها لآخاب: "أنا أعطيك كرم نابوت اليزرعيلى" (1مل 21: 7).. وكانت محبة ضارة تسببت في هلاك آخاب. وأرسل الله إليه إيليا النبي قائلًا "هل قتلت وورثت أيضًا؟.. في المكان الذي لحست فيه الكلام دم نابوت، تلحس الكلاب دمك أيضًا" (1مل 21: 19). ومثل هذه المحبة الضارة تسهيل كل إجراء غير شرعي: مثل تسهيل زواج غير شرعي، أو طلاق خاطئ، أو تزويج مطلقين ضد تعليم الكتاب.. ومثله أيضًا طالب يغشش زميله في الامتحان بدافع من الشفقة والمحبة!! أو يكتب شهادة مرضية وهمية.. أو صديق يشهد شهادة زور تأييدا لصديقه.. أو محاسب يساعد ممولا على اختلاس حقوق الدولة في الضرائب.. أو أستاذ باسم الرحمة أو المحبة يخفض المقرر لتلاميذه، ويقدم لهم في الامتحان أسئلة تافهة، لكي ينجحوا ولم ينالوا من العلم شيئا. ويكون قد أضر بهم علميا، وأعطاهم ما لا يستحقون.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 78 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() النصح الخاطئ
باسم المحبة ما أكثر ما تقدم نصيحة لشخص، غرضها الظاهري مساعدته أو رفع شأنه، بينما هي تضره كل الضرر. مثال ذلك نصيحة الشباب لرحبعام. أتى رجال إسرائيل إلى رحبعام بعد موت أبيه الملك سليمان، وقالوا له: "إن أباك قسى نيرنا، وأما أنت فخفف من عبودية أبيك القاسية". فاستشار الشيوخ فقالوا "إن صرت اليوم عبدًا لهذا الشعب، وخدمتهم وأحببتهم وكلمتهم كلاما حسنا يكون لك عبيدًا كل الأيام" (1مل 12: 7). أما الشباب فبحبتهم لسليمان، أرادوا رفع قدره، وتثبيت هيبته وقوته أمام الشعب فنصحوه بأن يتشدد ويقول لهم "إن خنصري أغلظ من متني أبى.. أبى.. أبى أدبكم بالسياط، وأنا أؤدبكم بالعقارب" (1مل 12: 10، 11). ونفذ هذه الوصية، فضاع.. وكانت محبة ضارة، قسمت المملكة، وضيعته. فانشق عليه أسباط، وكونوا مملكة مستقلة عنه. وأضرته محبة الشباب له، إذ كانت محبة خالية من الحكمة، فيها عدم اتضاع، وعدم محبة للشعب.. ![]() وبالمثل كانت نصيحة أخيتوفل لأبشالوم. قال لأبشالوم "ادخل إلى سراري أبيك اللواتي تركهن لحفظ البيت. فيسمع كل إسرائيل أنك قد صرت مكروهًا من أبيك، فتتشدد أبدى جميع الذين معك" (2صم 16: 21). ففعل هكذا. وكانت نصيحة ضارة به روحيًا، وضارة بعلاقته بأبيه.. ثم قدم له نصيحة أخرى، تقضى على أبيه حربيًا.. ولكن كانت هناك صلوات داود مرفوعة إلى الله "حمِّق يا رب مشورة أخيتوفل" (2صم 15: 21). فلم يأخذ أبشالوم بتلك المشورة.. ![]() كم من أصدقاء لهم نصائح ضارة، يقدمونها باسم المحبة!! لست اقصد فقط أصدقاء السوء، إنما حتى أصدقاء قديسون يقدمون نصائح ضارة ولعل من بينهم القديس بطرس أحد الاثني عشر، الذي لما سمع السيد المسيح يتكلم عن صلبه وقيامته "أخذه بطرس إليه، وابتدأ ينتهره قائلا: حاشاك يا رب. لا يكون لك هذا"،كأنما بهذا يمنعه عن الصليب والفداء. فأجابه الرب قائلًا "اذهب عنى يا شيطان. أنت معثرة لي" (مت 16: 21-23). ![]() ومن المحبة الخاطئة أيضًا قطع بطرس الرسول لأذن العبد. فعل ذلك باسم المحبة، دفاعا عن السيد المسيح وقت القبض عليه. استل سيفه، وضرب عبد رئيس الكهنة، فقطع أذنه اليمنى (لو 22:47-50). فانتهره الرب، ولمس إذن العبد فأبرأها. وقال لبطرس "رد سيفك إلى غمده، لأن كل الذين يأخذون بالسيف، بالسيف يهلكون" (مت 26: 52). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 79 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المحبة غير العادلة مثالها مشكلة قميص يوسف الملون لقد أحب أبونا يعقوب ابنه يوسف "أكثر من سائر بنيه، لأنه ابن شيخوخته فصنع له قميصًا ملونًا" (تك 37: 3). فماذا كانت نتيجة هذه المحبة غير العادلة؟ يقول الكتاب "فلما رأى أخوته أن أباهم أحبه أكثر من جميع أخوته، أبغضوه ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام" (تك 37: 4) ومعروف ما أصاب يوسف من ضرر على أيدي أخوته.. كذلك من أمثلة المحبة الضارة، محبة يعقوبلراحيل أكثر من ليئة. وهكذا دخلت هاتان الأختان في صراع حول محبة الزوج وإنجاب البنين، حتى قالت ليئة في بعض الأوقات "مصارعات الله قد صارعت أختي" (تك 30: 8). بل إنها في إنجاب بنيها، قالت عبارات تدل على حالتها النفسية مثل "إن الرب قد نظر إلى مذلتي إنه الآن يحبني رجلي"، "إن الرب قد سمع إني مكروهة، فأعطاني هذا أيضًا"، "الآن هذه المرة يقترن بي رجلي" (تك 29: 31-34). محبة ضارة أخرى، وهى محبة الاستحواذ. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 80 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() محبة الاستحواذ وهى المحبة التي تحبس محبوبها في حيزها الخاص. كالأم التي تمنع ابنها من سفر بعيد يفيده جدًا، لأنها تريده إلى جوارها وبهذا تضره وتضيع مستقبله بسبب محبتها الضارة. هذا من الناحية العلمانية، ومن الناحية العلمانية، ومن الناحية الروحية قد تقف بشدة في طريق تكريسه. ![]() وكذلك قد تفعل الزوجة أيضًا، لأنها تريده لها وحدها. وما أكثر ما تحدث أمثال هذه المشاكل في محيط الزوجية، أو الحياة العائلية بصفة عامة.. وهنا تتصف (المحبة) الضارة بالأنانية الواضحة.. ![]() مثل الزوج الذي تدعوه أنانيته في محبته إلى التضييق على زوجته، في الدخول والخروج، وفي الكلام وفي الابتسام، في الزيارات وفي اللقاءات. كمن يحبس عصفورًا في قفص، ويمنعه من الطيران، ليصير له وحده.. يتأمله وحده، ويغنى العصفور له وحده! ولا تهمه حرية العصفور في شيء ويحدث أن مثل هذه المحبة الضارة تتصف بالعصبية وربما بالعنف كذلك. ويجمع الرجل بين نقيضين: الحب والقسوة!! ![]() ومحبة الاستحواذ قد توجد عند المرأة، وتصيبها بالخوف والشك والقلق.. وفي نفس الوقت تضر الرجل بمحبتها، فتضيق عليه الخناق أيضًا، وتكثر من أسئلتها وتحقيقاتها حول مواعيده ومقابلاته وعلاقاته، بطريقة تصيبه بالضجر والضيق النفسي،وكل ذلك باسم الحب. وكما يضغط الرجل على المرأة بالعنف في محبته الضارة، قد تضغط المرأة على الرجل (زوجا كان أو ابنًا) بالدموع والمرض والحزن المتواتر.. ![]() ومحبة الاستحواذ قد توجد أيضًا في محيط الأصدقاء. فيضيع الشخص وقت من يحبه. وبسبب المحبة يشغل وقته. وكثيرًا ما يؤثر ذلك على دراسته أو عمله، فيضره بمحبته.. أو باسم المحبة يريده أن يتحيز له، فيصادق من يصادقه، ويعادى من يعاديه. وهكذا يضره من جهة علاقاته ومن جهة روحياته كذلك.. |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المحبة راس الفضائل |
المحبة قمة الفضائل |
المحبة كنز الفضائل |
المحبة هي قمة الفضائل |
المحبة هي قمة الفضائل |