منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 - 12 - 2013, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 71 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

تقديس الحواس

يقول الشيخ الروحاني (القديس يوحنا سابا)، عن تقديس الحواس: (أيها الأخ المشتاق برغبة حارة أن تكون في الله وأن تتصل بذاك القدوس الذي لا يعرف خطية، اسمعني بحب واغفر لضعفي).
(رتب حواسك أيها الأخ واحذر لها، إذ منها يدخل موت الإنسان الخفي... امنع نظرك عن التطلع إلى جمال الإنسان الفاني وذلك بالنظر إلى الله. وامنع أذنك عن الاستماع إلى كل سماع رديء وذلك بالاستماع إلى أسرار القدير! واحذر استنشاق الروائح الكريهة... مستبدلًا بذلك رائحة المسيح الذكية! واغلق فمك بالحذر الكلي... واحفظ فمك متحدثًا مع الله... متكلمًا مع الخالق! والحاسة الخامسة وأعني بها اللمس فسلمها إلى الحافظ الساهر، واطلب العفة في كل حركاتك ولمساتك ليحرسك الرب من الأفكار النجسة!)
(كل من يشاء الآن أن يحفظ نفسه وضميره من الأعمال الشريرة فليحفظ هذه الحواس، وليسلمها في يد الله الأمين معين الضعفاء).
عزيزي... لقد أنعم الله عليك بالحواس التي بدونها تفقد حيويتك كإنسان يحس ويشعر. والحواس فيك تختلف عنها في أي كائن أرضي حيّ آخر، لأن الله قد خصك بإرادة تقوم بالدور الأكبر في توجيه حواسك.
يمكنك إن أردت أن تنطلق بهذه الحواس الخمس لتعمل كطاقات قوية تدفع بنفسك نحو التمتع بالشركة مع ربنا، ونستطيع أيضًا إن أردت أو استسلمت أن تهوى بها إلى أعماق النجاسة فتتمرغ نفسك في الدنس وتظن أن الطهارة ليست لبشر لهم مثل هذه الحواس.
ما أريد أن أؤكده لك، أنك كشاب إن كنت متعبًا جنسيًا، ليس لك قدرة للسيطرة على عينيك وأذنيك وبقية حواسك، فاعلم أن العيب ليس في وجود هذه الحواس بل في توجيهها والانطلاق بها لتعمل في وضعها الصحيح.

كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
+ لكن كيف أوجه حواسي لتعمل للخير وحياتي كلها متقدة بالشهوة؟!
أولًا: لست أطالبك بإغلاق حواسك ولا كبت عملها فيك، بل على العكس أود أن تنطلق بها بعدما يتقدس الداخل فتصير الحواس مقدسة تدفع بك نحو النمو الروحي. الذي يقدس الحواس هو الروح القدس الذي هو ليس ببعيد عنك بل في داخلك يسكن فيك، لكن أنت لا تتجاوب معه!
فالحاجة إذًا هي أن تتعامل مع الروح القدس بأن تجاهد في الصلاة طالبًا أن يملأ قلبك ويضيء حواسك. وقد علمتنا الكنيسة أن نصلي يوميًا قائلين في صلاة الساعة الثالثة: "روحك القدوس يا رب الذي أرسلته على تلاميذك القديسين ورسلك المكرمين في الساعة الثالثة هذا لا تنزعه منا أيها الصالح لكن جدده في أحشائنا".
يشّبه القديس يوحنا ذهبي الفم نفس الإنسان (الطفل) بمدينة (2)، أبوابها هي الحواس، خلالها يدخل المواطنون ويخرجون، بمعنى أن خلالها تفسد الأفكار أو تسير حسنًا (3). مزلاج هذه الأبواب هو صليب الرب المزين بحجارة كريمة وذهب (4). هذه الأبواب للرب، خلالها يدخل البر (مز117 (118):20... (5)
ويقول القديس أنطونيوس:
(الروح القدس يساعد الإنسان على تنفيذ الوصايا التي تعلمها، ويرشده لطرد الشهوات النابعة عن النفس ذاتها مستقلة عن الجسد، أو الشهوات التي لحقت بها عن طريق الجسد.
والروح القدس يعلّم الإنسان أن يحفظ جسده كله -من الرأس إلى القدمين- في تناسق.
فيحفظ العينين لتنظرا بنقاوة!
ويحفظ الأذنين لتصغيا في سلام... ولا تتلذذا بالأحاديث عن الآخرين والافتراءات وذم الغير!
ويحفظ اللسان لينطق بالصلاح فقط معطيًا وزنًا لكل كلمة فلا يسمح لحديث نجس أو شهواني أن يختلط بحديثه.
ويحفظ اليدين لتتحركا طبيعيًا، فترتفعان لصنع الرحمة والكرم!
ويحفظ المعدة ليكون لها حدودًا مناسبة للأكل والشرب وذلك حسب القدر الكافي لقوت الجسد. فلا يترك الشهوة أو النهم ينحرفان بها فتتعدى حدودها!
ويحفظ القدمين لتسلكا حسب إرادة الله بهدف القيام بأعمال صالحة،بهذا يكون الجسد كله قد إعتاد كل عمل صالح وصار خاضعًا لسلطان الروح القدس فيتغير شيئًا فشيئًا حيث يشارك -إلى حد ما- في النهاية صفات الجسد الروحي الذي يناله في القيامة العادلة (6)).
إحتبار: احفظ قطع الساعة الثالثة واصرخ بها سريًا أو بأجزاء منها وخاصة في فترات ما بين الحصص والمحاضرات.
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 03:44 PM   رقم المشاركة : ( 72 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

الجهاد في تقديس الحواس

إن كان الروح القدس هو الذي يقوم بالتقديس لكن يؤكد القديس أنطونيوس في نفس الرسالة قائلًا: (إن الجهاد للحصول على النقاوة الكاملة يتطلب جهاد النفس والجسد معًا في أعمال التوبة بتناسق وتساوٍ (7)).
والرسول بولس أيضًا يقول: "لم تقاوموا بعد حتى الدم" (عب4:12) فالروح القدس يعمل فينا بقدر ما نتجاوب معه بالعمل والجهاد، وقد قلنا أن أول أعمال الجهاد هو الصلاة وطلب حياة الملء الدائم من الروح، هذا مع جهادنا في حفظ حواسنا بعيدًا عما يعثرها والانطلاق بها لتشبع بما هو مقدس للرب.
1- فمن جهة النظر:

يعتبره القديس أغسطينوس أأول حلقة من حلقات السقوط وإليك بعض ارشادات عملية بخصوص النظرات الشريرة:
(أ) اهرب من المكان الذي تشعر فيه بالضعف (جنسيًا) أمام شخصية معينة، ولو كان السبب هو ضعفك الداخلي وليس ذلك الإنسان. وهروبك هذا ليس بجبن بل فيه شجاعة إذ تقاوم عاطفة قوية في داخلك،لا تقف عند هذا الجانب السلبي بل اهتم أن تتوب وتصلي وتتمتع بربنا يسوع حتى تصير عيناك بسيطة فلا تعثر بأحد.
(ب) لا تجول بعينيك باحثًا عن المناظر المثيرة... متذكرًا أن النبي داود صاحب المزامير بنظرة واحدة مستهترة انحرف إلى الخطية.
(ج) لا تجعل نظرتك فاحصة تنقل إليك الشهوة متذكرًا أن من هم أمامك اخوتك واخواتك. وكما قال القديس باخوميوس للفتاة التي حاولت اغرائه وهو صبي: "هل عيناي عيني كلب حتى أضاجع أختي؟!".
(د) لا تخدع نفسك بأنك تتأمل الجمال في ذاته، لأن الجمال هو الخير المطلق؛ فاحذر لأن الشهوة مختفية فيه وأنت لا تعلم!

كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
(ه) إن أحسست بنظراتك أنها غير طبيعية نحو شخصية ما تلتقي معها بحكم العمل أو الظروف ارفع قلبك إلى الله مناديًا "اسم يسوع" حتى تتقدس نظراتك.
(و) اهتم أن تضع صورًا للسيد المسيح والقديسين في حجرتك وعلى مكتبك لكى تكِّرك هذه الصور بقداسة أصحابها ونقاوة سيرتهم.
(ز) احذر الكتب الرخيصة والمجلات السوقية والأفلام التي تستخدم الحوادث الغرامية المثيرة والمناظر الخليعة... واعلم أن وقتك أثمن من أن يضيع في مثل هذه الأمور!!
(ح) لا تعتمد على قامتك الروحية الحالية، فتترك نظراتك تجول هما وهناك حاسبًا أنك قوي، لا تتعثر. أذكر شابًا يتسم بالروحانية جاءني يومًا يعترف بأنه ذهب إلى أماكن معثرة، لكنه كان يشعر أن كل النساء اخواته بالرغم من عدم احتشامهن، وأنه لم يجد فيهن عثرة قط... مرت سنوات وجاءني ذات الشاب يشتكي بمرارة من صراعه المرّ بسبب النظرات القديمة التي مرّ عليها سنوات دون عثرة. لقد جاء وقت الضعف ليتذكرها، أو لتتراقص في ذهنه وتسحبه بكل قوة إلى أفكار دنسة محطمة. إنه رصيد خبرة خاطئة قبلها بإرادته حاسبًا في نفسه أنه قوي.
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
2- من جهة السمع:
(أ) اهرب قدر ما تستطيع من مجالس المستهزئين حتى لا يعلق بأذنيك الهزل الباطل والفكاهات المثيرة والألفاظ التي سرعان ما تراودك في الفترات التي يضعف فيها الرقيب الداخلي، مثل فترات النوم أو أحلام اليقظة أو المرض أو الارهاق البدني الشديد!
(ب) إن كنت تعشق الموسيقى فاعلم أن كثيرين قد دخلوا إلى أعماق الشركة مع الله عن طريق الألحان الكنسية الجميلة خاصة ألحان أسبوع الآلام، فإنها قادرة أن تشبع هوايتك وتفيد نفسك!
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
3- من جهة التذوق:

ليكن لمعدتك ميزانًا يتناسب مع صحتك والمجهود البدني الذي تبذله (مع الاسترشاد بأب اعترافك).
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
4- من جهة حاسة الشم:

فتذكر ألا تكون مغاليًا في التزين ومحبًا للتنعم بالأمور الأرضية، مفضلًا على ذلك حياة السهر والصلاة التي تؤهلك لتصير أنت ذاتك رائحة المسيح الذكية للذين يخلصون (2كو15:2).
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
5- من جهة حاسة اللمس:

... وخاصة في الأماكن المزدحمة ارفع قلبك لله واشغل فكرك فيه... نادِ اسمه.
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
وأخيرًا ليعطنا الرب أن نتذكر دائمًا أن كل أعضاء جسدنا وكل حواسنا هي ملك للرب... أذكر أنك ابن الله، أنك مفدي بدم ثمين هذا مقداره... تذكر دائمًا مقدار نفسك عندئذ يسهل أن تتحول كل طاقاتك لتكون عاملة حسب إرادة الله الكاملة المرضية.
______________
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 03:46 PM   رقم المشاركة : ( 73 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

الثمرة وصراع الأجيال

كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
من أهم المشكلات التي تمس حياة الشباب إحساسهم بأن غبنًا يقع عليهم بسبب اتهامهم غالبًا بالتمرد وعدم الطاعة للوالدين والمجتمع وأحيانًا ضد الدين. يرى البالغون أن هذا الاتهام حقيقة ملموسة تظهر من خلال رغبة الشباب -خاصة في سن المراهقة- في اتخاذ قراراتهم دون الرجوع إلى والديهم، وفي إصرارهم على اختيار ملابس معينة وموديلات للشعر مُغايرة لموديلات الجيل السابق لهم، والاستماع إلى أنواع معينة من الموسيقى يعتبرها بعض البالغين عنفًا وثورة نشازًا، وغير ذلك من المظاهر التي يستخف بها الجيل السابق لهم أو يمقتها،.أيضًا إصرار بعض المراهقين على عدم الاشتراك مع الأسرة في أنشطتهم الاجتماعية والثقافية والرياضية وأحيانًا الروحية مفضلين الاشتراك مع أصدقائهم الذين من ذات أعمارهم، بدعوى أن هذه الأنشطة أمور شخصية، ليس من حق الأسرة أو المجتمع يُلزم عضوًا ما بالاشتراك فيها. هذا الفكر ليس وليد القرن العشرين، إنما هو اتجاه عام يوجد في أعماق نفوس المراهقين في كل الأجيال، يسميه البعض "صراع الأجيال". كل جيل جديد يود أن يقيم لنفسه معاييره الخاصة ومفاهيمه، التي غالبًا ما لا يقبلها الجيل السابق له.
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 03:47 PM   رقم المشاركة : ( 74 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

إنصتا إليَّ... حاوراني منذ طفولتي

1- التصرفات السابقة وما على شاكلتها لا تعني اتسام الجيل الجديد بالتمرد، والدليل على هذا أننا نجد هؤلاء المراهقين الذين يحملون مظهر التمّرد داخل الأسرة غالبًا ما يسلكون بروح الخضوع والطاعة للجماعة التي ينتمون إليها أو للصديق المحبوب لديهم، تجدهم في غاية اللطف والرقة خارج البيت... فلماذا يستخدمون هذا المسلك تجاه ألأسرة أو المجتمع؟
يمكننا القول بأن ما ندعوه "تمردًا" هو في حقيقته صراع داخلي من أجل الرغبة في النمو والشعور بالاستقلال والتمتع بالحرية وإبراز شخصياتهم. إنهم يصارعون بين هذه الرغبات الصادقة والأكيدة بينما لا تزال آثار الطفولة تعمل في داخلهم. يريدون التمتع بالحرية الكاملة دفعة واحدة مع عجزهم عن الالتزام الكامل من جانبهم بتحمل المسئولية. هذا الصراع ينعكس في صورة تصرفات يبدو فيها المراهقون كمن هم في تمرد ضد الأسرة والجماعة.
ما يسلكه المراهقون في شكل تمرد أشبه بصرخات تنبع من القلب تطلب تأكيد الوالدين لهم بأنهم يحترمون نموهم ونضوجهم. فمن كلمات بعض المراهقين الصريحة التي تطالب بذلك (1):
(محتاج أن أعرف أنكما تثقان فيّ وتصدقانني).
(أريد أن أرى والدين أكثر انفتاحًا على أبنائهم، ويصيرون أصدقاءً لهم...).
(أود أن تكون لهما ثقة أكبر فيّ، وأن يعرفا أنني لا أريد أن أكذب عليهما، وإنني أحبهما).
(يوجد خمسون أمرًا أود أن أقولها لوالديّ: "دعوني أنمو""تكرر 49 مرة").
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
2- تمرد المراهقين يحمل تأكيدًا لوجود عالم خاص بهم، له قيمه ومفاهيمه واتجاهاته وأفكاره ومشغولياته، بينما يريد البالغون أن يسحبوهم إلى عالم البالغين إما بالضغط أو السخرية أو الاستخفاف.

كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
نذكر على سبيل المثال: غالبًا ما تشعر الأم بشيء من المرارة حين تجد ابنتها تتسلل إلى حجرتها الخاصة وتطلب صديقتها تليفونيًا لتحدثها ربما لساعات طويلة في مشاكلها الخاصة حتى تلك التي تمس علاقتها بالأم، في الوقت الذي فيه تصر الفتاة على الالتزام بتدريب صمت في علاقتها مع والدتها،ليت الأم تعالج ذلك بحكمة، فتدرك أن لابنتها عالمها الخاص الذي تنتمي غليه، يشبع مشاعرها وأحاسيسها، بينما تتطلع الأم كشخص ينتسب لجيل قديم له خبرات مُغايرة للجيل الجديد، وعاجز عن فهم ما للجيل الجديد.
ما أحوجنا إلى الحكمة لنقتحم عالم أبنائنا خلال واقعه الذي يعيش فيه، بروح الحب الحقيقي القائم على التقدير المتبادل.
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
3- يحتاج أولادنا إلى إدراك مفهوم الطاعة، إنها لا تعني مذلة ولا كبتًا ولا فقدانًا للحرية الإنسانية خلال دكتاتورية البالغين، أي إصدار أوامر ونواه. الطاعة هي دخول في حوار حب مشترك، فيه يتبادل الكل الخبرات، ويحترم كل شخصية الآخر أيًا كانت سنه أو قدراته أو خبراته. الله خالق الكل إذ يطالبنا بالطاعة يفتح معنا باب الحوار، في حب فائق يرفع من شأن الإنسان، ويشعره بشخصيته وقدراته. قيل عن موسى النبي أن الله كان يتحدث معه كما يكلم الرجل صاحبه (خر11:33)؛ وفي مواضع كثيرة يطالبنا الله أن نتحاجج معه ونحاوره (إش5:3). الله يفتح باب الحوار مع الإنسان، بينما نحن نغلق أحيانًا باب الحوار الجاد مع أبنائنا.
يقتطف Josh McDowell كلمات لبعض المراهقين (وآبائهم) بخصوص رغبتهم الجادة في قبول الآباء الحوار معهم، جاء فيها (2):
(إنني محتاج أن تخلقا الجو الذي فيه أشارك بخبراتي ومشاعري وتجاوب فشلي وأنا مطمئن).
(يُظهر المراهقون الحاجة الهائلة لإمكانية المشاركة بالمشاعر، خاصة تجارب فشلهم، مع والديهم. إنهم يقولون: "من فضلكم إسألوني عن إخباطي وإرتباكي فيما يخص حياتي الجنسية"... يحتاج الطفل أن يرى نعمة الله وغفرانه ويختبرهما في كل جوانب الحياة، خاصة الجنسية، أفضل طرق لتعليم أطفالنا ولمشاهدتهم نعمة الله عمليًا هو عن طريقنا نحن آبائهم).
(عندما لا يشعر الأبناء بالحرية في الحديث مع آبائهم بخصوص الجنس، يثورون كطريقة يعبرون بها عن احتياجاتهم).
(أريد أن أتحدث معكما عن الأمور التي فشلت فيها، وليس فقط فيما نجحت فيه. أريد منكما أن تخبراني أنكما تهتمان بي).
(إنهما لا يعرفان من أنا، لأنهما لم يعطياني وقتًا لذلك).
(إنى أحبكما. بالحقيقة أود أن نكون ملاصقين لبعضنا البعض في صراحة. إن استطعتما الإنصات إليّ أكثر من أن تقنعاني بقدرتكما، فإنني أشعر بالأكثر بالكمال. إنني أحبكما).
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
4- ليتنا ندرك أن الطاعة ليست خنوعًا. فالشاب الذي تدرب على محاورة والديه بدالة حب وجدية ووقار متبادل يتشرب منها روح القيادة. بهذا يتسلم الجيل الجديد القدرة على احتمال المسئولية وممارسة العمل القيادي بحكمة، بل وتسليم الأجيال التالية ذات الروح. بهذا يتخرج في مدرسة البيت الأبناء الذين يصيرون في المستقبل والدين ناضجين وكهنة وخدام ورؤساء في العمل بروح قيادي متفتح.
أذكر في إحدى اجتماعات الشباب حضر شاب كان قد انتقل إلى الإسكندرية، وكان في مظهره يحمل عنفًا وحدَّة، يحاور بشدة ويجادل. في نهاية الاجتماع همس في أذني المتنيح القمص بيشوي كامل، قائلًا: "هذا الشاب يصلح يومًا ما أن يكون قائدًا في خدمة الشباب". تحقق هذا، وكان يجتذب الشباب بانفتاح قلبه لهم.
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
5- من أجل إيجاد جو من الاحترام والتقدير المتبادل يليق بالبالغين كما بالشباب أن يميزوا بين مستوى الذكاء في حياة الإنسان والنمو العقلي خلال الخبرات المستمرة. فالشاب غالبًا ما يشعر في سن المراهقة أنه قد نضج ذهنيًا، وصار في ذكائه لا يقل عن مستوى والديه إن لم يزد. ربما يكون هذا حقيقة واقعة، إذ نجد بعض الأبناء أكثر ذكًاء من والديهم. هذا ما يجب أن يعرفه الآباء حتى يكسبوا أبناءهم، لكن من الجانب الآخر يليق بالأبناء أن يدركوا أنهم، وإن كانوا قد بلغوا بعض النضوج في ذكائهم ونموهم العقلي، غير أن هذا النمو ينقصه الخبرات المستمرة، فيبقى الإنسان الحيّ ينمو في إدراكاته العقلية، ما دام في الجسد يدخل في خبرات جديدة، بهذا يحترم الأبناء خبرات والديهم، ويتوقعوا أن ينالوا هم أيضًا نموًا مستمرًا.
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
6- كثيرًا ما يشعر المراهقون أن والديهم قد بدأوا فعلًا في الحوار معهم طالبين صداقتهم، لكنهم يشعرون بأن هذا يتم عن ضعف وتحت الضرورة. فالمراهق (أو المراهقة) يرجع بذاكرته إلى الطفولة ليجد في تصرفات والديه دكتاتورية عنيفة. هذه الصورة يصعب على الآباء محوها من مخيلة أبنائهم المراهقين مهما غيّروا من طريقة تعاملهم معهم. لذا يليق بالآباء الحكماء أن يبدأوا الملاطفة والحوار في جو الصداقة منذ بدء حياة أطفالهم دون الانتظار حتى يبلغوا سن المراهقة. ليكن حب الحوار اللطيف نابعًا من أعماقهم الداخلية، وليس عن ضرورة بسبب خوفهم من انحراف أبنائهم المراهقين.
يطالب المراهقون آباءهم أن يبدأوا الحديث معهم والحوار مبكرًا، إذ يقول أحدهم: (لم يعرف والديّ متى يبدأون تعليمي (3)).
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
7- يطال الآباء أبناءهم السلوك بروح الطاعة، متهمين إياهم بالتمرد، دون أن يدركوا هذا التمرد إنما قد تشَّربوه منهم. فالوالدان اللذان لا يمارسان الطاعة لله أو لوالديهما أو لمرشديهما أو لرؤسائهما في العمل يبثان ذات الروح في حياة أولادهما لا شعوريًا. لقد قيل: "بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ويزاد"، وأيضًا: "كما فعلت هكذا يُفعل بك".
انسكاب الوالدين بروح الطاعة والخضوع أمام الله وطلب مشورته، واحترامهما لبعضهما البعض، وعدم مهاجمتهما للغير من الخلف... هذا السلوك له فاعليته على أولادهما، يتشرَّبونه منذ نعومة أظافرهم.
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
8- كثيرًا ما يتبع تمرد المراهقين على والديهم كثمرة طبيعية لجهل الآباء مواهب أبنائهم وقدراتهم، فيطالبونهم بغير ما يناسبهم. كأن يُصرّ الطبيب أن يلتحق ابنه بكلية الطب حتى وإن كانت مواهبه أو قدراته تنصب في حب الكتابة أو الموسيقى أو الهندسة أو الأعمال اليدوية... هذا الإقحام يبعث في الأبناء الشعور بالفشل، لهذا فهم يلجأون إلى التنفيس خلال التمرد.
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
9- النقد المستمر من جانب الآباء عوض التشجيع والمساندة، وإبراز الجوانب الطيبة فيهم، والافتخار بهم ومدحهم أمام الغير... يدفع الأبناء إلى إلى الدفاع عن أنفسهم بروح التمرد.
____________________
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 03:48 PM   رقم المشاركة : ( 75 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

الشباب وعالمه الخاص

تئن كثير من العائلات بسبب انتماء أبنائهم لأصدقائهم أكثر من انتمائهم لهم، فالشباب -خاصة في سن المراهقة- يريدون أن يقضوا غالبية أوقاتهم مع أصدقائهم، يتصلون بهم بكل وسيلة، كأن يتحدث المراهق مع صاحبه تليفونيًا لساعات طويلة فيما يبدو مهمًا وما ليس بمهم، بينما لا يعطي دقائق للحديث مع والديه. وكأن يريد الشاب أن يسهر في بعض حفلات الشباب أو مع أصدقائه في أي مكان بينما يرفض مساعدة والديه في أي عمل منزلي.
هذه الظاهرة طبيعية، لأن للشباب عالمه الخاص، إليه ينتمون، وفيه يجدون من يشاركهم مشاعرهم وأحاسيسهم واهتمامهم، يقدرون آرائهم ويحاورونهم، بينما نجد أحيانًا الآباء يستتفهون آراء أبنائهم، خاصة في الأمور التي يحسبها الآباء مضيعة للوقت تشتت أذهان أبنائهم عن دراستهم الجادة والاهتمام بالمستقبل.
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
يليق بنا أن ندرك الآتي:
1- يعاني البشر من "الشعور بالعزلة feeling of loneliness"، الأمر الذي يقتل حياة المرء النفسية ويحطم شخصيته. قد يكون له أسرته التي تهتم به وترعاه، وأصدقاء يأنسون به، ومع هذا يشعر بالعزلة في أعماقه. إنه محتاج إلى من يدخل إلى أعماقه ويشاركه أحاسيسه، ويتفهم ما وراء تصرفاته. هذا ما جعل الكثيرين يتطلعون إلى "الاتصالات communications" كعاملٍ حيويٍ في حياة الإنسان، في كل مراحلها؛ عليها تقوم كل العلاقات، فتكون كالماء بالنسبة للنبات وبدونه يموت [1]، كل إنسان يشعر أنه في عزلة عن الغير يفصله خليج، لذا فهو في حاجة إلى الاتصالات ليعبر هذا الخليج ويدخل إلى الآخرين [2] وهم يعبرون إليه، محققًا وجوده الفعّال في وسطهم. هذه الاتصالات الظاهرة تحمل معانٍ داخلية في حياة الإنسان أعمق من المعنى الظاهري، تسمى meta-communication، تهب النمو والنضوج لشخصية الإنسان، وتحقق كيانها [3].

كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
إذن التجاء أبنائنا إلى الاتصالات بالغير ظاهرة صحية تعني الرغبة الأكيدة في النمو وتحقيق الشخصية، ليس من حقنا كبتها أو تحطيمها، وإنما بالحب والحوار نساعدهم على توجيهها بحكمة واتزان.
لماذا نتحدث عن حاجة المراهقين إلى الاتصالات كظاهرة رديئة، فنتهمهم بإضاعة الوقت فيما لا ينفع وعدم مبالاتهم واهتمامهم بالدراسة والمستقبل، أو بالجحود إذ يودون الحديث مع أصحابهم أكثر منه مع والديهم، بينما نحن أنفسنا انقضى فترات طويلة في اتصالاتنا بالغير لنمارس حياتنا في عالمنا الخاص، خاصة مع من يتجاوب معنا في الفكر سواء ثقافيًا أو فنيًا أو روحيًا.
إن تطلعنا إلى تاريخ الكنيسة نجد صورًا بلا حصر تكشف عن حاجة الإنسان إلى الاتصالات حتى في الحياة الروحية بين القادة أنفسهم أو أصحاب القامات العالية. نذكر على سبيل المثال كيف ارتبط القديسان مكسيموس ودوماديوس -ابنا الملك فالنديوس- ببعضهما البعض في حياتهما النسكية العالية ليعيشا في مغارة كملاكين، وعندما تنيح الأكبر بكى الصغير بدموع ولم يحتمل الحياة بدونه وطلب من القديس مقاريوس أن يصلي لأجله كي يلحق به، وقد استجاب الرب لدموعه ومشاعره المقدسة وأخذ نفسه في اليوم الثالث لنياحة أخيه.
ارتبط القديسان أبوللو وأبيب معًا في صداقة روحية حميمة، وعاشا يسندان بعضهما البعض، يلهب الواحد قلب الآخر بالحب الإلهي...
لقد أدرك القديس باخوميوس أهمية "الاتصالات" بين الرهبان في الرب، فجعلهم يسكنون أثنين أثنين أو ثلاثة ثلاثة في كل "قلاية"، قائلًا بأنه إن سقط واحد يقيمه الآخر.
إذن الإنسان، مهما بلغ عمره أو ارتفعت قامته الروحية أو انهمك في ممارسة مواهبه المحبوبة لديه، فهو محتاج إلى "الاتصالات" ليمارس إنسانيته. حقًا لقد وُجد رهبان متوحدون يقضون ربما أسابيع أو شهور وأحيانًا سنوات لا يرون أحدًا ولا يلتقون بأحد، لكنهم يحملون الاتصالات في أعماقهم، ينسكبون كل النهار بالحب نحو الله والناس،يحملون البشرية في داخلهم، ويشاركونهم آلامهم، ويصلّون من أجلهم (4).
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
2- نريد أحيانًا أن نفرض على أولادنا الاتصال بعالم البالغين وحده بأفكاره وقيمَه واتجاهاته، الأمور التي يراها المراهقون أنها لا تناسبهم، إذ لا يجدون في هذا العالم من يسمع لهم أو يقدّر رأيهم ويحاورهم بالحب... لذا سرعان ما يطلبون التحرر من قيود هذا العالم الذي يبدو لهم غريبًا عنهم.
لعل من الأسباب آلتي تدفع بعض الآباء إلى سحب أولادهم من عالمهم الخاص بطريقة خاطئة منفرة، هو ارتباطهم بالذات "ego". فالآباء يريدون ربط أبنائهم بحياتهم ومستقبلهم ورغباتهم الخاصة وأفكارهم، دون اعتبار لما لهؤلاء الأبناء من قدرات خاصة ومواهب وشخصيات لها تقديرها. إنهم يدفعون أبنائهم لتحقيق اتجاهاتهم الخاصة، فيرون أنفسهم ناجحين في أبنائهم بحسب أفكارهم، متجاهلين كل اعتبار لشخصيات الأبناء.
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
3- عدم تقديرنا لعلم أبنائنا قد يدفعه إلى أحد اتجاهين:
(أ) تحطيم نفسيتهم، وقتل كل روح قيادي فيهم.
(ب) ثورتهم العارمة وسخريتهم بكل ما يمس الجيل السابق لهم.
الحاجة ماسة إلى الإنصات إليهم بكل القلب والفكر، نصغي باهتمام، ونوجههم بالحب في اعتدال، فلا نتسيب معهم كما لا نحطمهم، مدركين أنهم يتعلمون خلال خبرتنا كما خلال خبرتهم بكل أخطائها. يليق بنا ألا ننسى أنفسنا حين كنا نسلك في عالم الشباب، وإن كانت قد تغيرت الظروف والإمكانيات.
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
4- يليق بنا نحن جميعًا -البالغين والمراهقين- أن ندرك أن نمو شخصياتنا هو عمل دائم لا يتوقف ما دمنا نمارس الحياة المتجددة في الرب. هذا النمو يقوم على الاتصالات، لا بالمعنى الضيق الذي ينحصر في المعاملات الخارجية والحديث والحوار المستمر، لكن بالأكثر الاتصال بالغير على أساس قبول الغير كما هو، فلا نطلب تشكيله على هوانا نحن، ولا نطلب لذتنا على حساب نموه وبنيانه المستمر.
أولا: لا نطلب تشكيل الغير حسب أفكارنا الذاتية، بل نقبله بشخصه وقدراته ومواهبه الخاصة به. إن كانت الذات ego تعمل في الإنسان مشتاقًا أن يرى الكل شبهه، فإن هذه الذات تقتل الإنسان نفسه وتحطم الغير. هذا ما نلاحظه في الحياة الأسرية، فالزوج الذي يريد أن يصب زوجته في قالب خاص لتحرج صورة مطابقة في كل شيء يفشل ويتحطم، حاسبًا نفسه مخدوعا في اختيار الزوجة، لأنه يستحيل أن يتحول طرف إلى صورة للطرف الآخر. يبقى هذا الزوج تقتله أفكاره ومشاعره بالفشل ويحطم زوجته معه. ذات الأمر يتكرر إن أرادت الزوجة أن تمارس ذات العمل مع زوجها، وأيضًا إن مارس الآباء ذلك مع أبنائهم.
ليتنا ندرك أن الله أوجد هذا العالم جميلًا بتنوعه وتكامل وظائفه، كل إنسان هو شجرة خاصة أو نبات له نموه الخاص به ليحمل ثمره اللائق به. عملنا أن نحاول أن نفهم الغير ونحترم مواهبه وقدراته ونقبله كما هو، لا أن نشكِّله حسب هوانا الذاتي. هذا لن يتحقق ما لم يعرف الإنسان أولًا أعماقه هو ليحترم أعماق الغير، ويقدر النفس "self" فيه كما في الغير.
ثانيًا: لا نطلب ما يسعدنا وقتيًا على حساب نمو الغير وبنيانه المستمر. هذا مبدأ الحب الذي يلزم أن يكون دستورًا لكل اتصالاتنا، سواء بين من هم في عالمنا كبالغين أو كشباب أو في عالم الغير، أي معاملات البالغين مع الشباب أو العكس.
كتب أحد المراهقين عن خبرته الأولى حين مارس الجنس قبل الزواج، فقال إنه إذ أكد حبه للفتاة، وطلب منها تسليم جسدها تأكيدًا لحبها له، ومارس معَها رغبته بدأ يتألم جدًا، لأنه استحوذ عليها على حساب طهارتها وعفتها كما بدأ يفكر في مشاعرها المجروحة حين تركها ولا يرتبط بها. هذه هي الاتصالات المريضة، بل والقاتلة له ولها، لأنها على حساب بنيانهما وخلاصهما.
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 03:49 PM   رقم المشاركة : ( 76 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

معالجة "الحاجة إلى الاتصالات"

على المستوى الاجتماعي يحتاج شبابنا إلى جماعات شبابية روحية صحية متفتحة، يمكنها بالحب واتساع الفكر أن تجتذب الشباب لملكوت الله. هنا يبرز دور الكنيسة في إيجاد قيادات شبابية روحية جذابة، قادرة أن تُشبع فكر الشاب وتنمي شخصيته من كل جوانبها.

كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
أما على المستوى الروحي غير المنفصل عن الاجتماعي، فإن الحاجة إلى الاتصالات في الواقع أمر يمس حياة كل إنسان، أيًا كان عمره، وأيًا كانت ثقافته وقدراته ومركزه الاجتماعي، فالكل يود أن يحقق شخصيته بالاتصالات مع الغير. لقد عالج السيد المسيح هذا الأمر من جذوره، كيف؟
جاءت الحاجة إلى الاتصالات ثمرة فراغ داخلي، إذ يلجأ الإنسان إلى الغير لكي يحقق لنفسه الإحساس بأنه موضع اهتمام الغير وتقديره. لذا قد يوجد كثيرون حوله يهتمون به ويعطفون عليه ويظهرون إعجابهم به ومع هذا يبقى في عزلة داخلية في عوز إلى من يشبع بالداخل. والدليل على ذلك رغبة بعض المشاهير والنجوم في التخلص من الحياة بالانتحار بالرغم من إعجاب الملايين بهم، فإن هذا الإعجاب والالتفاف حولهم عاجز عن أن يملأ الفراغ الداخلي. أما كلمة الله الحيّ، القادر وحده على الدخول إلى الأعماق، فقد جاء ليقيم اتصالات داخلية بين النفس والسماء، أساسها الشبع الداخلي وتذوق الفرح السماوي،فالقديس أنبا أنطونيوس عاش في مغارته بالجبل في وحدة أدهشت الفلاسفة، إذ رأوه فرحًا متعزيًا كمن هو في غير عوز إلى شيء. وعندما سألون عن سر تعزيته مع عدم وجود رفقاء معه ولا أطباء حوله إن مرض ولا كتب للقراءة، أجابهم إنه لا يقيم في المغارة في عزلة، إنما يرافقه الله نفسه. كان مع الله، فكان يحمل الكنيسة كلها في قلبه، بل يحمل العالم كله بالحب، يشارك الكل آلامهم، ويصلي بانسحاق من أجلهم؛ لم يشعر بفراغ ولا بنقص في الاتصالات.
الأسرة هي المعلم الأول، إن ملأ الرب كل جوانبها، تمتعت بالاتصالات فيما بينها في الرب، فيشعر الأبناء بالشبع والدفء مع الفرح وبهجة القلب، عوض الشعور بالعوز والفراغ فيلجئون إلى أساليب خاطئة لتحقيق شبعهم من الخارج.
خلال الشركة العميقة الحقة مع الله يختبر المراهقون مركزهم في الرب كأولاد لله، لا تعوزهم الكرامة ولا يطلبون من الغير كلمة مديح أو يستجدونهم عاطفة ما، بل بالحب يفيضون على زملائهم ينبوع حب يملأ جوانب حياتهم.
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 03:53 PM   رقم المشاركة : ( 77 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

عالم البالغين

قلنا أن بعض البالغين يتجاهلون احتياجات أبنائهم، فيريدون أن يسحبونهم من عالمهم الخاص إلى عالم البالغين بالعنف أو السخرية مما يولد في المراهقين كراهية لعالم البالغين ومقاومة ضد كل ما يمسه.

كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
على العكس نجد أحيانًا بعض البالغين ينتكسون إلى "الحياة المراهقة"، فيعيشون وهم بالغون سنًا مراهقين فكرًا وجنسًا (إن صح هذا التعبير)؛ هؤلاء يطلبون ملذاته الخاصة وإشباع عواطفهم على حساب نموهم الأسري والاجتماعي والروحي. مثل هؤلاء لا يستطيعون أن يجتذبوا الشباب المراهق، بل على العكس غالبًا ما نجد المراهقين أنفسهم يمقتون البالغين الذين يتركون عالمهم إلى عالم الصغار. بمعنى آخر هؤلاء المنتكسون يفقدون حياتهم الخاصة، وتقدير البالغين كما المراهقين لهم، ويصيرون أمثلة سيئة لهم.
ليبق البالغ في عالمه لكن في اتساع قلب نحو المراهقين، حتى بالحب يمد يده ليسند كل مراهق في نموه، ويرتفع به تدريجيًا إلى الحياة الناضجة.
أريد أن أقتطف عن القديس يوحنا ذهبي الفم تشبيهه الخاص بتربية الأطفال وتعليمهم المشي. فالمربية الحكيمة هي التي تنحني بظهرها حتى تصير كطفلة لتمد يديها وتمسك يدي الطفل وتمشي به قليلًا ثم تتركه فجأة، وتكرر ذلك مرة ومرات فيتعلم المشي،إنها تنحني أمام الطفل وتسير معه لكنها لا تصير طفلة، بل تسنده وتعلمه وتنميه بلمسات الحب والاهتمام. هكذا بالحب ننحني نحو أبنائنا المراهقين، ونمد أيدينا لهم لا في عجرفة واعتداد بالذات وإنما بروح الخضوع والود، لكي نسير معًا في طريق النمو المستمر.
إن كان أحد المراهقين قد انحرف وسقط فإنه يليق بمن يريد أن يقيمه -كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم- أن يثِّبت قدميه أولًا ثم ينحني قليلًا قليلًا ليمسك بيده، ويرتفع به الحب. إنه ينزل إليه ليسقط معه بل ليرتفع الاثنان معًا!
أختم حديثي بتأكيد تقديرنا لعالم المراهقين كما لعالم البالغين إن تقدّس هذا وذاك في الرب لكي ينمو الكل معًا نحو هدف أسمى من أجله نعيش.
________
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 03:54 PM   رقم المشاركة : ( 78 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

الانحرافات الجنسية

حاولت في المقالات السابقة إبراز الجانب الإيجابي لمفهوم الجنس والعفة دون التركيز على السلبيات، حتى يمكننا أن نسند كل نفس جريحة لتجد رجاءها في القيام في حياة مقدسة في الحب. الآن، أشعر بواجبي أن أكتب في شيء من الإيجاز عن الانحرافات الجنسية لأجل الكشف عنها حتى لا يسقط الشباب فيها، ولمعالجة من كان ساقطًا.
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 79 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

تزايد نسبة ممارسة الانحرافات الجنسية

كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
اكتشف أول حالة لمرض الإيدز Aids في صيف 1981 بأمريكا (1) تبعها دراسات جادة لهذا المرض الذي يعتبر أخطر مشكلة صحية في العالم في القرن الحاضر (2)، تنتقل العدوى به غالبًا بواسطة الممارسات الجنسية الشاذة وخلال الممارسات الجنسية بين الجنسين إن كان أحدهما قد أُصيب خلال علاقته الجنسية بآخر مارس الشذوذ (3)... لقد حَسب الكثيرين هذا المرض صوتًا منذرًا للبشرية التي تجري سريعًا نحو قبول الانحرافات الجنسية بكل صورها كأمر طبيعي وكحق للإنسان ليشبع احتياجاته...هذا الاكتشاف جعل البعض يعطي اهتمامًا لدراسة الانحرافات الجنسية بصورة أعمق. لقد صارت ظاهرة انتشار الممارسات الجنسية قبل الزواج، أو الممارسات خارج الزواج بين الجنسين، أو الشذوذ الجنسي وغير ذلك في تزايد مستمر في السنوات الأخيرة كثمرة طبيعية لعد إدراك المفهوم الإيجابي والقدسي للجنس والجسد، ولانحراف البشرية نحو الفردية القاتلة والذاتية عوض بث الروح الجماعي المِعطَاء، ولتجاهل الإنسان للنعمة الإلهية المجانية واهبة التقديس.
إن كانت بعض المجتمعات القديمة خلال الكبت وحرفية التدين وجمود الفكر مع الجهل قد دفعت الكثيرين إلى الانحراف، فإن بعض المجتمعات الحديثة خلال الإباحية التي بلا ضابط وفقدان قدسية النظرة لكل ما هو في داخل الإنسان وخارجه قد سحبت الكثيرين أيضًا إلى الانحراف... وكما سبق فكررت أن الإنسان في كل عصر يحتاج إلى الشبع الداخلي مع اتساع الفكر والتمتع بأبوة الله المشبعة والحانية لكي يعيش الحياة المقدسة بفرح وبهجة قلب.
إن عدنا إلى العصور القديمة نجد الأمم قد اغمست في الانحرافات الجنسية بسبب الفراغ الداخلي، تستَّرت عليه بالتدين. فيذكر لنا Otto karrer (4) أن الأمم تطلعت إلى الجنس أنه هو الحياة، فنسب البعض لله الجنس الإنساني بكونه واهب الحياة،وربط البعض قدسية هياكل العبادة بالدعارة، ووُجدت تماثيل وصور للأعضاء الجنسية للذكور والإناث في الهياكل، يتعبدون لها (5). يذكر (6) E.C. Messenger أن اليونان والرومان كانوا يتعبدون للآلهة أحيانًا بتقديم عبادة دنسة كمقدسات لها، مثل عبادة الآلهة Aphrodite، وأن المهاتما غاندي Mahtsma Gandi نفسه في دفاعه عن الهندوسية أشار إلى تصرفات فاسدة شوهت المعابد الهندية، ومع ذلك فهو يحبها (7).
فالانحرافات ليست وليدة هذا العصر إنما هي وليدة فراغ داخلي في الإنسان أينما وُجد ومتى وُجد، مقدمًا كل المبررات لممارستها، ظانًا أنه يجد فيها شبعه.
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 80 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

أنواع الانحرافات

غالبًا ما تقسم الانحرافات الجنسية إلى ثلاثة أنواع:
1- ممارسات خاصة بالشخص نفسه Autosexual.
2- ممارسات مع ذات الجنس (الشذوذ) Homosexual.
3- ممارسات مع الجنس الآخر Heterosexual.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب القديس كيرلس الأورشليمي - القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب مصر في تاريخ خلاصنا - القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي


الساعة الآن 05:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024