21 - 05 - 2020, 08:51 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
عموماً الإيمان المسيحي الأصيل الواعي
الذي أدرك حقيقة ذبيحة مُخلِّص العالم ربنا يسوع، يعترف بأن ذبيحة المسيح يسوع التي قُدمت مرة واحدة، فيها الكفاية وحدها ولا يعوزها تكرار ذبيحة أخرى على وجه الإطلاق، أو تقديم أي تكفير عن أي خطية أو أي عمل صالح ونافع لمحوها، بل تقديم توبة وإيمان ليسكن بدوام برّ الرب يسوع في القلب، ويطهر بدمه كل إنسان ويغسل الضمير ويرفع ويزيل أي شكاية لأنه هو برنا الحقيقي وسرّ تطهير القلب أبدياً: [وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً.. فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي[12]؛ ولكن الآن في المسيـــح يســـوع أنتـــم الذين كنتـــم قبـــلاً بعيدين صرتـــم قريبين بــــدم المسيــح[13]؛ عالمين إنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح.[14]، فقد أصبح الآن كل يوم، بسبب ذبيحة الرب يسوع، يقدر كل مسيحي مؤمن إيمان حي حقيقي يُقدم ذبيحة غير دموية [فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم [15] ذبيحة حية [16] مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية] [17]
ويقول أثيناغوراس في دفاعه عن المسيحيين بسبب رفضهم تقديم ذبائح للآلهة الوثنية: [يليق بنا أن نُقدم ذبيحة غير دموية، هي خدمة أذهاننا]، وذلك جاء وفق ما نُصلي به في القداس الإلهي في صلاة الصلح للقديس يوحنا إذ يتكلم عن الذبيحة قائلاً [والسرّ الخفي الذي لهذه الذبيحة، هذه التي ليس دم الناموس حولها ولا برّ الجسد. أما الخروف فروحي، والسكين فعقلية وغير جسمية، هذه الذبيحة التي نُقدمها لك]
وهنا واضح الإيمان المسيحي الحي، بكفاية ذبيحة المسيح التي قُدمت مرة واحدة وإلى الأبد ولا يعوزنا معها شيء آخر نهائياً، مع استمرارية فعلها الممتد دون توقف في زمان ما أو مكان ما، أو عند حدٍ ما، لذلك تُقدَّم باستمرار في كل صلاة ليتورچية، لا لكي يُعاد تقديمها مرة أخرى لأن هذا مستحيل في المُطلق، بل من نفس ذات الذبيحة الواحدة عينها تُقدَّم كل ذبيحة كامتداد لها على مر الأيام والتاريخ المسيحي كله، ولا عجب لأن هذه الذبيحة ذبيحة ابن الله الحي القائم من الأموات بمجد عظيم يفوق كل إدراكات الإنسان ومعرفته.
+ [فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي[18]؛ وليس بــدم تيوس وعجول بل بـــدم نفســـه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجـــد فـــداء أبديـــاً][19]
================
[1] (حزقيال 13: 16)
[2] (إشعياء 48: 22)
[3] (كولوسي 3: 9)
[4] (رومية 9: 7)
[5] (رومية 7: 8)
[6] (مزمور 55: 6)
[7] (يوحنا 1: 29)
[8] (1تسالونيكي 5: 5)
[9] (عظات القديس مقاريوس الكبير عظة 2: 1 – 4)
[10] (1بطرس 1: 12)
[11] (تفسير سفر اللاويين منسوب للقديس مار إفرام في المخطوطين الماروني هونت 112 والمخطوط السرياني اليعقوبي 7/1)
[12] (عبرانيين 9: 13، 14)
[13] (أفسس 2: 13)
[14] (1بطرس 1: 18، 19)
[15] تقدموا أجسادكم: طبعاً ليس المقصود الجسد بصفته مميزاً عن النفس، بل المقصود الإنسان بجملته، أو الإنسان ككل، [ فنحن بجسدنا أعضاء المسيح، الجسد للرب والرب للجسد ] (أنظر 1كورنثوس 6)، ولذلك علينا أن نقرب مع المسيح أجسادنا ذبيحة [ أجسادكم هيكل للروح القدس، وأنتم لستم لأنفسكم فمجدوا الله إذاً في أجسادكم أو بأجسادكم وأرواحكم التي هي لله ] (أنظر 1كورنثوس 6 : 19 – 20)
[16] عبادتكم العقلية: قد تُترجم بـ (عبادتكم الروحية) أو (عبادة منطقية عقلية) وفقاً لاشتقاقها، أي تأتي بمعنى: عبادة مطابقة لطبيعة الله والإنسان، وهي تأتي عموماً للتمييز بين العبادة الشكلية المظهرية، والعبادة الحقيقية التي تُلزم الإنسان بجملته، وهذه هي العبادة التي نادى بها أنبياء الله في إسرائيل أي عبادة باطنية كما سبق وشرحنا في بدايات هذا البحث [ إني أريد رحمة لا ذبيحة ومعرفة الله أكثر من محرقات ] (هوشع 6: 6)؛ [ فاطرحوا كل خبث وكل مكر والرياء والحسد وكل مذمة. وكأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به. إن كنتم قد ذقتم أن الرب صالح الذي إذ تأتون إليه حجراً حياً مرفوضاً من الناس ولكن مختار من الله كريم. كونوا أنتم أيضاً مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً كهنوتاً مقدساً لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح ] (1بطرس 2: 1 – 5)
[17] (رومية 12: 1)
[18] (عبرانيين 9: 14)
[19] (عبرانيين 9: 12)
|