![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7931 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الأنبا بفنوتيوس ![]() جاء عن الأب بفنوتيوس انه لما كان في البرية كان مزاجه صعباً،وأعماله بحرارة كثيرة،ولكنه لما صار أسقفاً تغير الحال قليلاً،فطرح ذاته قدام الله قائلاً ![]() نسكه وتقشفه: قيل عن انبا بفنوتيوس انه لم يكن يشرب النبيذ حتي في حالة المرض. أمانته: قيل أيضاً انه عندما كان فتي،وكان يرعي الثيران مع أصحابه،حدث أن مضوا ذات مرة ليحضروا بعض الخيار للحيوانات،فسقطت واحدة في الطريق والتقطها انبا بفنوتيوس وأكلها. يقال انه كلما تذكر هذا الحادث كان يجلس ويبكي بحزن شديد. انكاره لذاته: يقال أنه لم يكن يشرب النبيذ،ولكن دفعة مر أمام عصابة من اللصوص كانوا يشربون.وكان رئيس العصابة يعرف عن أنبا بفنوتيوس أنه ناسك ولا يشرب النبيذ.فملأ كأسا له وأخرج بيده سيفاً وهدده قائلاً ![]() ![]() وهكذا من أجل أن بفنوتيوس قد رفض مشيئته استطاع أن يصنع خيراً لعصابة اللصوص. – ربما كان هناك أكثر من بفنوتيوس.ويتعسر تحقيق شخصياتهم وما ينسب الي كل منهم من قصص . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 7932 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الأب الكبير الأنبا سرابيون ![]() سيرته: كان هذا القديس من أهل مصر من الآباء المشهورين بالفضل وكان يعرف (بالسباني) لأنه كان في كل زمانه يلبس (سبانية) وهي عبارة عن ثوب من كتان سميك. وما كان يمتلك شيئاً البته حتي ولا عصا ولا حذاء، سوي انجيلاً صغيراً، وكان في كل أموره يفضل راحة قريبه علي راحة نفسه، وكان يجول في كل السراري والمدن سعياً وراء اقتناء الفضائل وعمل الصالحات، بحيث لا يبالي بشئ من أمور الدنيا حتي ولا بجسمه، ولذلك بلغ كافة الفضائل التي أصبحت لديه كأمور طبيبعة. فضائله: 1- بساطته: قيل عنه أنه أراد مرة الذهاب الي رومية فأتي الي البحر وبتدبير الله وجد سفينة تريد الذهاب اليها فألقي بنفسه فيها ولم يكن معه وقتئذ لا خبز ولا دراهم ولا شئ البته، فساروا خمسة أيام لم يأكل فيها ولم يشرب، ولا كلمه انسان، ولكنه كان جالساً صامتاً فظن النواتية أن دوار البحر منعه من الأكل، أما هو ففي الحقيقة لم يمنعه سوي العدم لأنه ما كان لديه شئ البته، فسألوه: ما هو أمرك أيها الشيخ فانك لا تأكل ولا تشرب ولا تتكلم؟ فقال لهم، ليس معي ولا طعام ولا دراهم ولذلك فاني صائم، أما صمتي فهذه سنة الرهبان، فانهم يفضلون السكوت فلم يصدقوا أقواله وفتشوه، ولما لم يجدوا معه شيئاً تضجروا وانتهروه قائلين: من أين توافينا بالأجرة؟ فقال لهم الشيخ ردوني من المكان الذي بدأت منه الركوب معكم ثم أمضوا بعد ذلك بسلام: فقالوا له: أبعد أن سافرنا خمسة أيام تريدنا أن نرجع الي الوراء فتؤخرنا بذلك عشرة أيام دون أن نتقدم، كما أننا لا نعلم أن كانت الرياح توافقنا كما الآن أم لا لأننا قطعنا مسافة طويلة لطيب الريح الذي لم نر مثله قط، ولم يعلم القوم ان الله سهل طريقهم من أجله. أما هو فقال لهم: أن لم تردوني الي مكاني فهانذا بين أيديكم لأنه ليس لي ما أعطيكم، وحدث بعد ذلك أنهم تحننوا عليه ورحموه وأطعموه وأولوه جميلاً. 2- القديس يطلب هداية الخطاة: حدث مرة أن عبر الأب سرابيون علي قرية من أعمال مصر فنظر امرأة زانية قائمة علي باب المخور. فقال لها الشيخ ![]() ![]() ![]() 3- عطفه الشديد علي المساكين: ومرة مضي أنبا سرابيون الي الاسكندرية فوجد هناك انساناً مسكيناً عرياناً في السوق فوقف يحدث نفسه قائلاً: كيف وأنا الذي يقال عني أني راهب صبور عمال، أكون لابساً ثوباً، وهذا المسكين عريان، حقاً ان هذا هو المسيح والبرد يؤلمه: وعندئذ وثب بقلب شجاع وتعري من الثوب الذي كان يلبسه وأعطاه لذلك المسكين. ثم جلس هو عرياناً والانجيل في يده.. واتفق أن كان (البرخس) أي المحتسب مجتازاً. فلما أبصره عرياناً قال له: يا أنبا سرابيون من عراك؟ فأشار الي الانجيل وقال: هذا هو الذي عراني. فبعد ما كسوه قام من هناك، فوجد انساناً عليه دين وهو معتقل من صاحب الدين. وحيث لم يكن لديه شئ يوفيه عنه باع الانجيل ودفع ثمنه للدائن، ولما كان ماشياً لا قاه في الطريق انسان يستعطي، فأعطاه الثوب وجاء عرياناً، فدخل القلاية. فلما أبصره تلميذه هكذا قال له: يا معلم، أين الثوب الذي كنت تلبسه؟ أجابه قائلاً: لقد قدمته يا ولدي قدامنا حيث نحتاجه. فقال له أيضاً (وأين انجيلك يا أبتاه الذي كنا نتعزي به) قال له ![]() ![]() 4 – أنبا سرابيون رجل المعجزات: (أ) اقامة الميت: حدث أن كان لانسان ولد. ومات هذا الولد،فأخذه الي الشيخ ووضعه قدامه علي وجهه. واذ خاف أن يطلب من القديس اقامته من الموت لئلا يرفض اتضاعا ضرب مطانية وتراجع قليلاً ولم يعرف الشيخ أن الصبي ميت. وظن أن ساجد له وانتظر ليقوم فلم يقم، فقال له: قم يا ولدي الرب يبارك عليك فقام الصبي حيا، فأخذه أبوه وعاد الي بيته شاكراً الله ولقديسه. (ب) اقامة المقعد: كان بمصر انسان له ولد مقعد. فحمله الي أنبا سرابيون وتركه عند باب قلايته وابتعد عنه قليلاً مترقباً. فبكي الولد، فلما سمع الشيخ صوت بكائه خرج وقال له: من جاء بك الي ها هنا؟ فقال له: أبي. قال له: قم اجر والحقه، فقام وجري ولحقه، فأخذه أبوه الي منزله وهو يمجد الله. (جـ) اخراج روح نجس من انسان: حدث مرة أن أتوا بانسان الي الكنيسة وكان قد اعتراه جنون (بروح نجس) وصلوا عليه فلم يخرج لأنه كان صعباً. فقال الكهنة: ما الذي نعمله بهذا الجن لأنه لا يستطيع أحد منا أن يخرجه الا أنبا سرابيون. وان نحن أعلمناه وسألناه امتنع عن المجئ الي الكنيسة. فلنجعل هذا الرجل المعذب راقداً في الموضع الذي يقف فيه ليصلي: فعند دخوله، نقول له يا أنبا سرابيون. أيقظ هذا الرجل الراقد في البيعة. ففعلوا كذلك. اذ أنه لما دخل الشيخ ووقفوا للصلاة. قالوا له: أيها الشيخ. أيقظ هذا الرجل الراقد. فقال له: قم. وللوقت نهض معافي بكلمة الشيخ.. مع الحبيسة: لما وصل الي رومية مرة أخذ يجول في المدينة سائلاً عن حبيسيها وصالحيها ليعرف سيرتهم وكيف حالهم في العبادة فدلوه علي راهبة حبيسة لها ذكر فاضل وصلاح طاهر. فأحب أن يعرف سيرتها في رهبانيتها، فذهب اليها، وكانت تلك الحبيسة، كثيراً ما تمسك نفسها عن التكلم مع الناس وكانت لها خادمة عجوز. فقال لها الشيخ: كلمي الحبيسة أن تكلمني واعلميها بأني حبا في المسيح جئت اليها. فقالت له العجوز. ان الحبيسة ليس لها عادة أن تكلم انساناً وأبت أن تخبرها. فمكث القديس ثلاثة أيام وهو لا يفارق العجوز، فلم يأكل ولم يشرب. فلما شعرت به الحبيسة وأبصرت صبره رحمته، فأشرفت عليه وقالت ما الذي يبقيك ها هنا يا أبي وماذا تطلب، فقال لها: أحية أنت أم ميتة؟ فقالت أنا حية بالله. وميتة عن العالم، فقال لها: الي أين تسيرين قالت: الي السيد المسيح: فقال لها القديس. أريد أن أتأكد صحة كلامك. فان فعلت ما أقوله لك علمت أن صادقة: أخرجي من حبسك وانزعي ثيابك وأنا أيضاً أنزع ثيابي ونمشي عراة الواحد منا خلف الآخر وسط سوق المدينة . فقالت له: يا أبي ان لي حتي اليوم 25 سنة وأنا في هذا الحبس، فكيف تطلب مني الآن أن أخرج منه وأفعل هذه الجاهلة؟ قال لها القديس: ألست تزعمين بأنك قد مت عن العالم. فالميت أي شئ يرتبك؟ والميت عن العالم لا يبالي بهزء الناس ولا بمدحهم. من مات عن الدنيا لا يبالي بما يصيب جسده من أجل الرب، فحياؤك هذا يدل علي أنك لم تموتي بعد عن العالم كما قلت، وأنما مخدوعة ولم تنتصري بعد. فقالت له: اني لم أصل بعد الي هذه المنزلة. التي أخبرتني عنها. فقال له القديس:اياك بعد هذا اليوم أن تعتقدي بأنك غلبت الجسد ومت عن العالم. فقالت له: لو أننا أتينا هذا الفعل أما كانوا يتشككون فينا ويقولون: لولا ان هذين فاسدان لما فعلا ذلك قال لها القديس: كل ما تصنعينه في سبيل الله لا تبالي بقول الناس ازاءه. ان الراهب اذا كان يغتم من الشتيمة والهوان فقد دل علي انه علماني لم يترهب بعد.. فقالت له: اغفر لي يا أبي فاني لم أصل بعد الي هذه الدرجة. فقال لها القديس ![]() مع أخ يلوم نفسه ملامة باطلة: حدث أن زاره أخ، فطلب منه الشيخ أن يصلي كما هي العادة فاعتذر قائلاً: اني خاطئ لا أستحق ولا لاسكيم الرهبنة. فأراد الشيخ أن يغسل رجليه فأبي ولم يدعه واعتذر أيضاً بمثل هذا الكلام وقال: أن يخاطئ ولست مستحقاً. ثم هيأ الشيخ طعاماً فلما جلسا يأكلان أخذ الشيخ يعظه بمحبة ويقول له: يا ابني ان كنت تريد أن تنتفع فاجلس في قلايتك. واترك عنك الدوران واجعل اهتمامك في نفسك وفي عمل يديك فانك لا تنتفع من الجولان مثلما تنتفع من الجلوس في قلايتك. فلما سمع الأخ ذلك الكلام وهذه العظة، تململ وتغير لون وجهه حتي ان الشيخ لاحظ ذلك في وجهه. فقال له الشيخ: بينما أنت تقول ان خاطئ وتصف نفسك أنك لست أهلا لأن تحيا في هذه الدنيا فاذا بي – لما عاتبتك بمحبة أراك وقد تململت وتلون وجهك حتي صرت مثل السبع. أن كنت بالحقيقة تريد أن تكون متضعاً فاحتمل ما يأتيك من الاغتنام من الآخرين، ولا تلم نفسك ملامة باطلة بالرياء وبالكلام الباطل. فلما سمع الأخ هذا الكلام انتفع به وصنع له مطانية قائلاً ![]() – نسبت هذه القصة أيضاً للقديس بيصاريون – و نسبت هذه القصة أيضاً للقديس بيصاريون – لم يقصد القديس فعل هذا الأمر وانما قصد أن يريها أنها في داخلها لا زالت تحس بالعالم ونحن نتعلم الا ندعي أن روابطنا بالعالم قد انقطعت بل علينا أن نسلك دائماً بحرص واتضاع. لأن الانسان العتيق لا ينتهي منا الا مع موت الجسد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 7933 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الأب زينون ![]() ترك زينون العالم في فجر حياته وذهب ليضع نفسه تحت ارشاد القديس سلوانس أحد مشاهير الآباء المتوحدين في هذا الوقت.ومثل كل أبطال الرهبنة الشجعان،تدرب في ممارسة أكثر الفضائل صعوبة. عناية الله بالقديس: في أثناء وجوده في الاسقيط ترك مرة قلايته ليلاً بقصد ذهابه الي المستنقعات القريبة،لكنه ضل الطريق ومشي في البرية ثلاثة أيام بلياليها فتعب ووقع كالميت.فوقف مقابله شاب ومعه خبز وماء قائلاً ![]() ![]() ![]() ![]() انتصاره في التجربة: مرة كان سائراٍ باحدي نواحي فلسطين،فتعب وجلس ليأكل بقرب مقثاة،فقال له فكره ![]() ![]() محبته للغرباء: هذا القديس قيل عنه في الابتداء انه ما كان يأخذ من احد شيئاً.وكان اذا جاء.انسان بشئ لم يأخذه منه،فكان ينصرف ذلك الانسان حزيناً.وكذلك الذين كانوا يأتون اليه يطلبون منه شيئاً مثل شيخ كبير لم يكن يعطيهم،فكانوا ينصرفون أيضاً حزاني.فقال ![]() – أي يطلبون منه شيئاً علي سبيل البركة معتبرين أنه شيخ قديس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 7934 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك ![]() حياة القديس أرسانيوس الأولي ونشأته: جاء عن القديس أرسانيوس أنه كان من روما العظمي وكان من أفاضل فلاسفتها. وكان والده من أكابر البلاط المقربين الي الملك فلما ملك تاؤدسيوس أرسل الي الملك والبابا بروما طالباً رجلاً فليسوفاً يحسن اللغتين الرومية (اللاتينية) واليونانية لكي يعلم أولاده الحكم والأدب، فلم يجدوا في كل فلاسفة روما رجلاً يشبه أرسانيوس في الحكمة والفضل ومخافة الله فأرسلوه الي الملك بالقسطنطينية ففرح به الملك وأحبه لفيض معرفته، ولأجل نعمة الله التي كانت عليه. فسلم له الملك اولاده وقدمه علي كل أكابر مملكته. وكان اذا ركب يكون قريباً من الامبراطور وكان له أمر نافذ وعبيد كثيرون يقومون بخدمته ولم يتخذ في بيته امرأة. خروجه من العالم: لما بلغ مركزاً عظيماً هكذا بدأ يفكر في نفسه قائلاً ![]() ![]() ![]() وصوله الاسقيط: قام لوقته وترك كل شئ ونزل الي البحر فوجد سفينة اسكندرية تريد السفر، فركب فيها وجاء بها الي الاسكندرية ومن هناك اتي الي الاسقيط، الي الأب مقاريوس، ذاك الذي أسكنه في احدي القلالي الخارجية عن الدير لانه وجده عاشقاً للهدوء. وبعد حضوره بأيام قلائل تنيح الأب مقاريوس. حياته الرهبانية الأولي بدأ القديس أرسانيوس حياته الرهبانية بنسك عظيم وصلاة وقداسة وزهد حتي فاق كثيرين وسمع فضله أولاد أكابر القسطنطينية وأمرائها وابتدأ كثيرون منهم يتزهدون ويجيئون الي ديار مصر ويترهبون. + ميله الشديد للتعليم: بدأ القديس حياته الرهبانية بميل شديد للتعليم، فقد قيل عنه: كان أنبا أرسانيوس دفعة يسأل أحد الشيوخ المصريين عن أفكاره فرآه شيخ آخر وقال له: يا أبتاه أرسانيوس كيف – وأنت المتأدب بالرومية واليونانية – تحتاج الي أن تسأل هذا المصري الأمي عن أفكارك؟.. أجابه أنبا أرسانيوس قائلاً: (اما الأدب الرومي واليوناني فاني عارف به جيداً. اما ألفا فيطا التي أحسنها هذا المصري فاني الي الآن لم أتعلمها) وكان يقصد طريق الفضيلة. + طريقة تدريبه: أن أنبا أرسانيوس لأجل أنه ربي في الملك ونشأ في الملك وكان ذا جسد مترفه كأولاد الملوك، لم يقدر سريعاً أن يعبر في طريقة رهبان المصرين ولا صعوبة مسلكهم عاجلاً، بل كان يأخذ نفسه بقطع شهوته بالتدريخ قليلاً قليلاً حتي يصل الي درجاتهم . والعجيب انه لم يكن محتاجاً الي طريقة مباشرة في تعليمه بل كان يستقي الحياة النسكية مما يحدث حوله واحياناً كثيرة كانت تكفيه الاشارة كما حدث في القصتين التاليتين: 1- جلس الأب أرسانيوس في بعض الأيام يأكل فولا مسلوقاً مع الأخوة وكانت عادتهم أن لا ينقوه. أما هو فكان ينقي الفول الأبيض من بين الأسود والمسوس ويأكله فلم يوافق رئيس الدير علي ذلك وخشي أن يفسد نظام الدير. فاختار رئيس الدير أحد الأخوة وقال له ![]() ![]() ![]() 2- قيل أن أحد الأخوة المجاورين لقلاية أنبا أرساني خرج يوماً ليقطع خوصاً. وكان يوماً حره شديد. فلما قطع الخوص ورجع أراد أن يأكل. فلم يمكنه أن يبلع الخبز اليابس لأن الحر كان قد يبس حلقه. وفي ذلك الوقت كان الأخوة بالاسقيط يسلكون بتقشف عظيم ونسك زائد فاخذ الأخ وعاء به ماء وأذاب فيه قليلاً من الملح، وبل الخبز وبدأ يأكل.. فدخل اليه الأب أشعياء ليفتقده، فلما أحس الأخ بالأنبا أشعياء رفع الوعاء وخبأه تحت الخوص. وكان أنبا أشعياء رجلاً ذكياً حاراً في الروح جداً. وكان يعلم بأن أنبا أرسانيوس يعمل صنفين من الطعام: بقلا وخلا ولكن لأجل احتشامه لم يرد الآباء أن يكسروا قلبه سريعاً. فوجد أنبا أشعياء انها فرصة مناسبة لأن يؤدب أنبا أرسانيوس بواسطة هذا الأخ. فقال للأخ: ما هذا الذي خبأته مني؟.. فقال الأخ ![]() + موته عن العالم: دفعة أتي اليه رجل يدعي جسريانوس بوصية من رجل شريف من جنسه مات وأوصي له بمال كثير جدا. فلما علم القديس بذلك هم بتمزيق الوصية فوقع جسريانوس علي قدميه وطلب اليه ألا يمزقها والا فرأسه عوضها، فقال له القديس: أنا قد مت منذ زمان وذاك مات أيضاً. وبذلك صرفه ولم يأخذ منه ولا فلساً واحداً. حياته في التوحد 1 – جهاده في الصلاة والسهر + قيل عنه أنه كان يستمر الليل كله ساهراً. فاذا كان الغد كان يرقد من أجل الطبيعة مستدعياً النوم قائلاً: هلم يا عبد السوء وكان يغفو قليلاً وهو جالس، ولوقته يقوم وكان يقول ![]() + وقيل أيضاً أنه في ليلة الأحد كان يخرج خارج قلايته ويقف تحت السماء ويجعل الشمس خلفه ويبسط يديه للصلاة حتي تسطع الشمس في وجهه ثم يجلس. وفي جهاده مع الشياطين ورد ما يلي: قصده الشياطين مرة ليجربوه: فلما جاء الذين يخدموه سمعوا صوته وهم خارج القلاية وهو يصرخ الي الله ويقول ![]() + وقد أخبر عنه دانيال تلميذه فقال ![]() + حدث مرة أن ذهب أحد الاخوة الي قلاية القديس أرسانيوس في الاسقيط، وتطلع من النافذة فأبصر الشيخ واقفاً وجسمه كله مثل نار، وهذا الاخ كان مستحقاً لرؤية ذلك المنظر. فطرق الباب وخرج اليه الشيخ ولما رأي الشيخ أن الأخ كان مندهشاً من المنظر الذي رآه قال له ![]() + مرة دعا تلميذيه الكسندر وزويل وقال لهما: ان الشياطين تقاتلني ولكوني لا أدري ان كانت تحاربني بالنوم فهلما اتعبا معي في هذه الليلة واسهروا وراقباني وانظرا ان كنت أغفو أثناء سهري، فجلسا واحد عن يمينه والآخر عن يساره من غروب الشمس الي شروقها، وقد قالا: اننا نمنا واستيقظنا ولم نلاحظ انه نام بالمرة ولكن لما بدأ النهار يلوح نفخ ثلاث نفخات كأنه نائم وسواء أكان ذلك عن قصد حتي نظن نحن أنه نام او ان النعاس قد غلبه لسنا ندري – ثم نهض وقال لنا: هل كنت نائماً؟.. فقلنا له: لاندري يا أبانا لأننا أنفسنا قد غلبنا النوم. وهكذا كان القديس يخفي فضائله ويتظاهر انه يغلب بالنوم لكنه كان يقظاً ساهراً. 2- صمته.. وهدوئه + قيل عن أنبا أرسانيوس انه بعدما هرب من القسطنطينية واتي الي الاسقيط كان يداوم علي الصلاة والتضرع الي الله أن يرشده الي ما ينبغي له أن يعمل وكيف يتدبر. وبعد مضي ثلاث سنين جاءه صوت يقول له ![]() فما أن سمع الصوت دفعة ثانية حتي كان يهرب من الاخوة ويلزم نفسه الهدوء والصمت. + ذكر عنه أيضاً انه لما ابتدأ أن يتعلم الصمت كما جاءه الصوت لم يقدر سريعاً. فوضع حصاة وزنها اثنا عشر درهما في فمه ثلاث سنين ولا يخرجها الا وقتما كان يأكل أو يجيئه غريب فكان يعزيه لأجل الله. وبهذه الفضيلة قوم السكوت وعلم فمه الصمت (820 ميامر) ص5 + وخبر عن أيضاً أنه من كثرة الهدوء والسكينة التي كانت له، دخلت عليه في قلايته الشياطين وتقدم منه واحد ومعه سكين يريد أن يقطع بها يديه فلم ينزعج القديس ولا اختبل بل مد يده وقال اعمل ما شئت لأجل محبة المسيح. فلما رأي العدو الشيطان هذا الهدوء وهذا الصبر صاح ![]() + قال: (كثيراً ما تكلمت وندمت، أما عن السكوت فما ندمت قط). والقصة التالية توضح مقدار محبة القديس أرسانيوس للسكوت من جهة ومن جهة أخري كيف أن مواهب الروح القدس في الكنيسة متعددة. + حدث مرة أن جاء أخ غريب الي الاسقيط ليبصر الأنبا أرسانيوس فأتي الي الكنيسة وطلب من رجال الاكليروس ان يروه اياه، فقالوا له: كل كسرة خبز وبعد ذلك تبصره. فقال: لن أتذوق شيئاً حتي أبصره. فأرسلوا معه أخا ليرشده اليه لأن قلايته كانت بعيدة جداً. فلما قرع الباب فتح له فدخل وصليا وجلسا صامتين. فقال الأخ الذي من الكنيسة: انا منصرف فصليا من أجلي. اما الأخ الغريب فلما لم يجد له دالة عند الشيخ قال: وانا منصرف معك كذلك. فخرجا معاً. فطلب اليه أن يمضي به الي قلاية أنبا موسي الذي كان أولا لصاً. فلما أتي اليه قبله بفرح ونيح وغربته وصرفه. فقال له الأخ الذي أرشده: ها أنا قد أريتك اليوناني والمصري. فمن من الاثنين أرضاك؟ أجابه قائلاً: أما أنا فأقول: ان المصري قد أرضاني. فلما سمع أحد الأخوة ذلك صلي الي الله قائلاً: يارب اكشف لي هذا الأمر، فان قوماً يهربون من الناس من أجل اسمك وقوماً يقبلونهم من اجل اسمك أيضاً. وألح في الصلاة والطلبة فتراءت له سفينتان عظيمتان في لجة البحر. ورأي في احداهما أنبا أرسانيوس وهو يسير سيراً هادئاً وروح الله معه. ورأي في الأخري أنبا موسي وملائكة الله معه وهم يطعمونه شهد العسل . 3- حياة التخشع المستمرة والدموع + قيل عنه: انه اذا جلس يضفر الخوص كان يأخذ خرقة ويضعها علي ركبته لينشف بها الدموع التي كانت تتساقط من عينيه. وفي زمان الحر كان يرطب الخوص بدموعه وهو يضفر من أجل ذلك كان شعر جفونه يتساقط من كثرة البكاء. + قيل عنه أيضاً: انه في كل بكرة وعشية كان يحاسب نفسه ويقول: (ماذا عملنا مما يحب الله، وماذا عملنا مما لا يحب الله)، وهكذا كان يفتقد حياته بالتوبة. + وكان يقول كل الأوقات ![]() 4- تقشفه: (أ) الأكل بقدر: + قال عنه دانيال أحد تلاميذه: ان مؤونته في السنة كان تليس قمح واذا جئنا الي عنده كنا نأكل منها. + وقيل عنه أيضاً: أنه عندما كان يسمع أن الفواكه نضجت علي الأشجار كان يطلب من الأخوة أن يحضروا له بعضاً منها، اذ اعتاد يأكل مرة واحدة في السنة كل نوع من أنواع الفواكه حتي يقدم التمجيد لله. (ب) التعري من الترف: وما كان يجدد ماء الخوص الا دفعة واحدة في السنة فكلما نقص الماء أضاف اليه قليلاً منه وهكذا صارت له رائحة كريهة جداً ونتن لا يطاق وكان يعمل الضفيرة ويخيط الي ست ساعات يومياً. وحدث أن زاره الأب مقاريوس الاسكندري. فلما اشتم قال له ![]() ![]() (ج) عمل اليدين: + ذكر عن أنبا أرسانيوس أنه من يوم أخذ الاسكيم لم يبق في قلايته أكثر من حاجته بل كان يتصدق بالباقي للجميع. وكان قد تعلم ضفر الخوص من الرهبان، وكان يضفر القفف والمراوح وغيرها ويبيع ويأكل منه ويشتري خوص الضفائر ويتصدق بما يبقي. وهكذا كان عمله دائماً . اتضاع القديس وانكاره ذاته + جئ الي الاسقيط مرة بقليل من التين فاقتسمها الرهبان فيما بينهم ولأجل أنه شئ ضئيل استحوا أن يرسلوا له منه شيئاً قليلاً وذلك لجلالة منزله. فلما سمع الشيخ أمتنع عن المجئ الي الكنيسة وقال ![]() + قيل عن أنبا أرسانيوس وتادرس الفرمي أنهما كانا مبغضين للسبح الباطل جدا أكثر من غيرهم من الناس. أما أنبا أرسانيوس فلم يكن يلتقي بالناس كيفما اتفق. واما تادرس فانه وان كان يلتقي بهم لكنه كان يجوز بسرعة كالرمح. + مرض الانبا أرسانيوس مرة واحتاج الي شئ قيمته خبزة واحدة. واذ لم يكن له ما يشتري به، أخذ من انسان صدقة وقال ![]() + وحدث وهو في الاسقط أن مرض فمض القسيس وجاء به الي الكنيسة ووضعه علي فراشر صغير ووضع تحت رأسه وسادة من جلد الغنم، فلما جاء بعض الشيوخ ليتفقدوه ورأوا الفراش والوسادة قالوا: أهذا هو أرسانيوس المتكئ علي هذا الفراش..؟! فما كان من القسيس الا أن اختلي بأحدهم قائلاً: ماذا كان عملك في بلدتك قبل ان تترهب؟ قال: راعياً. قال له: وكيف كان تدبيرك في عيشتك؟ أجابه: تدبير المشقة والتعب. والآن كيف حالك في قلايتك فاجابه: بكل ارتياح أفضل مما كنت في العالم. فقال له القسيس: ألا تعلم ان أنبا أرسانيوس هذا كان في العالم أبا لملوك. وكان له ألف غلام من أصحاب المناطق الموشاة بالذهب وأطواق اللؤلؤ.. وكان له عبيد وخدم يقومون بخدمته وهو جالس علي الكرسي الملوكية وتحته البرفير والحرير الخالص الملون. فأما أنت فقد كنت راعياً ولم يكن لك في العالم ما هو لك الآن من النياح، أما هذا فليس له شئ من النعيم الذي كان له في العالم. فالآن أنت مرتاح أما هو فمتعب. فلما سمع الشيخ ذلك ندم وصنع مطانية قائلاً: اغفر لي يا أبي فقد أخطأت. بالحقيقة هذا هو الراهب لانه أتي الي الاتضاع واما أنا فقد أتيت الي نياح وانصرف منتفعاً. + قال أنبا دانيال عن أنبا أرسانيوس أنه بتمسكه بالسكون كان يمتنع عن الكلام في تفسير الكتاب المقدس بالرغم من قدرته علي ذلك، اذا رغب. كما انه لم يكن ليكتب حرفاً واحداً بسرعة. محبته للوحدة وتجلده فيها قيل ان قلايته كانت علي بعد اثنين وثلاثين ميلاً. وما كان يأتي بسرعة وكان آخرون يهتمون به. فلما خرب الاسقيط خرج باكياً وقال: أهلك العالم رومية: وأضاع الرهبان الاسقيط. لماذا يهرب من الناس: سأل الأب مقاريوس أنبا أرسانيوس مرة قائلاً: (لماذا تهرب منا يا أبتاه؟) فأجابه الشيخ قائلاً ![]() الخروج الي الدير ثم الي الوحدة: + سأل الاخوة: (.. لماذا اعتبر الشيوخ أنبا أرسانيوس في خروجه من العالم الي الدير ثم خروجه من المجمع الي الوحدة مثالا سجلوه في الكتب؟) هنا رد أحد الشيوخ ![]() وقد فسر أحد الشيوخ القدماء هذين الندائين فقال: سأل بعض الأخوة أحد الشيوخ القديسين ![]() ![]() أجاب الشيخ: ان النداء (فر واهرب من الناس وأنت تحيا) معناه ان أردت أن تخلص من الموت الكامن في الخطية، وان تحيا الحياة الكاملة التي في الصلاح أترك ممتلكاتك وعائلتك ووطنك، وأرحل الي البرية (أي الصحاري والجبال الي الرجال القديسين واتبع معهم وصاياي وانت تحيا حياة النعمة. والمقصود من: (اهرب، الزم السكون، عش حياة التأمل في السكون). انك لما كنت في العالم وكنت مسوقاً بمشاغل الأمور التي في العالم جعلتك تخرج منه وأرسلتك للسكني مع الرهبان، حتي بعد فترة قصيرة من السكني في مجمع الرهبان يمكنك أن تسمو باتباع وصاياي بانطلاق، وللتأمل في السكون. والآن اذ قد تدربت التدريب الكافي في النداء الأول تستطيع أن تهرب من الدير (مجمع الاخوة) وتدخل الي الوحدة في قلايتك، تماماً كما انطلقت من العالم ودخلت الدير. أما معني (احفظ السكون وعش حياة التأمل في السكون) فهو: انك اذ قد دخلت الي الوحدة في قلايتك فلا تعط للزائرين فرصة المجئ اليك والتحدث معهم بلا ضرورة الا في الأمور التي تتعلق بسمو الروح، فاذا فعلت هذا فسوف تجني ثمار الجلوس في السكون والتامل، لأنه بالنظر وبالسمع وبالحديث مع الزائرين الذين يأتون اليك فقوة الأفكار التي تطيش فيها تنقلك بعيداً فتشتت تأملاتك وسكونك، ولكن لا تظن أن مجرد ترك الأخوة في الدير أو عدم قبول زائرين في قلايتك يكون كافياً ليجعل عقلك هادئاً أو يمكنك من التأمل في الله واصلاح ذاتك ما لم تحترس بالأكثر الا تشغل عقلك بهم بأية طريقة حينما يكونون بعيدين عنك.. فان الراهب عندما يتذكر أي انسان انما يتذكره مرتبطاً ببعض الميول أي بميول الاشتياق أو الغضب أو المجد الباطل، فان حدث أن العقل جال في أمور عادية فانه ما لم يقطعها عنه لا بد أن يتجه تفكيره بالضرورة الي الذكريات المتصلة ببعض هذه الأمور. وهكذا الحال مع المبتدئ في حياة التأمل في السكون اذا ما تذكر النساء فانه يسقط في شهوة الزنا. واذا ما تذكر الرجال يسقط في الغضب بالفكر. ويحاججهم ويؤنبهم ويدينهم أو يطلب منهم تكريماً له ثم يميل الي الحياة السلبية. وكذلك لما سألوا أنبا مقاريوس: ما هو الطريق السليم للمبتدئ في قلايته؟.. قال ![]() ![]() أرسانيوس والأب البطريرك: + أتي ذات يوم البابا ثاؤفيلس البطريرك ومعه والي البلاد الي أنبا أرسانيوس وسألوه كلمة فسكت قليلاُ ثم قال لهم ![]() ![]() + وحدث أيضا مرة ان اشتهي البابا البطريرك ان يراه، فأرسل اليه يستأذنه ان كان يفتح له فأجاب: ان جئت فتحت لك. وان فتحت لك فلن استطيع أن أغلق في وجه أحد. وان أنا فتحت لكل الناس فلن أستطيع الاقامة ها هنا). فلما سمع الأب البطريرك هذا الكلام: (ان مضينا اليه فكأننا نطرده: فالأفضل الا نمضي اليه). زيارة أخ للقديس: دفعة أتاه أحد الأخوة وقرع بابه ففتح له ظانا أنه خادمه، فلما رآه أنه ليس هو وقع علي وجهه – فقال له الأخ: قم يا أبي حتي أسلم عليك ولو علي الباب. فقال له الشيخ: لن أقوم حتي تنصرف. والح الأخ في الطلب فلم يقم. فتركه الأخ وانصرف. زيارة بعض الآباء للقديس: زاره مرة بعض الشيوخ وسألوه عن السكوت وعن قلة اللقاء فقال لهم: ان العذراء ما دامت في بيت والديها فكثيرون يريدون خطبتها. فان هي دخلت وخرجت فانها بذلك لن ترضي كل الناس لأن بعضهم يزدريها وبعضهم يشتهيها، ولن تكون لها الكرامة الا وهي مختفية في بيت أبيها. هكذا النفس المهتدية الهادئة المعتكفة متي أشتهرت تهلهلت… زيارة احدي العذاري من بنات رؤساء البلاط في روما: سمعت بخبره عذراء من بنات رؤساء البلاط في روما. وكانت غنية جداً وخائفة من الله، فلما جاءت لتبصره ومعها مال كثير وحشم وجنود، تلقاها البابا ثاؤفليس البطريرك بوقار كثير وأضافها. فسألته أن يطلب الي الشيخ بأن يفسح لها الطريق للمضي اليه. فكتب يقول له: ان السيدة (ايلارية السقليكي) ابنة فلان من بلاط ملك رومية تريد أن تأذن لها برؤيتك لأخذ بركتك. وكتب كذلك لمقدم الأديرة بأن يمكن السيدة (ايلارية السقليكي) من زيارة الآباء القديسين وأخذ بركتهم. فلن يشاء الأنبا أرسانيوس أن تأتي الي البرية وأنفذ لها بركة من عنده وقال لها ![]() ![]() ![]() أما هي فمن احتشامها لم تستطيع النظر في وجهه. فقال لها ![]() ![]() ![]() ![]() + حدث مرة أن كان أنبا أرسانيوس قلقاً فعزم علي أن يترك قلايته دون ان يأخذ معه شيئاً منها، وذهب الي تلميذيه الكسندر وزويل بشخصه وقال لألسكندر قم واذهب الي المكان الذي كنت فيه (وفعل الكسندر ذلك)، وقال لزويل قم وتعالي معي الي النهر وابحث لي عن سفينة قاصدة الاسكندرية ثم ارجع واذهب الي أخيك، وقد تعجب زويل من هذا الحديث، وعلي ذلك فقد افترقوا – أما القديس أرسانيوس فقد انطلق الي الاسكندرية حيث مرض مرضاً خطيراً. وعاد تلميذاه الي المكان الذي كانا يسكنان فيه قبلاً وقال أحدهما للآخر: (ربما أساء أحدنا الي الشيخ ولهذا افترق عنا)ولكن لم يمكنهما أن يجدا في نفسيهما سببا يكون قد ضايقه. وكان لما عوفي الشيخ انه قال (أقوم وأذهب الي الآباء) وارتحل وعاد الي (البترا) حيث كان تلاميذه، وأثناء عبوره النهر رأته جارية حبشية وأتت من ورائه وأمسكت بثوبه وجذبته، فزجرها الشيخ. أما هي فأجابته ![]() ![]() من ثم استقبله تلميذاه الكسندر وزويل وخرا عند قدميه فطرح هو أيضاً نفسه قدامهم. وبكوا جميعاً فقال الشيخ: (أما سمعتم أني كنت مريضاً؟) أجابوه ![]() (فلماذا لم تأتوا لتبصروني!) أجابه الكسندروس قائلاً ![]() قال لهم الشيخ ![]() حياته الأخيرة ونياحته + أخبر عنه دانيال تلميذه فقال: كان كاملا في الشيخوخة وصحيح الجسم مبتسماً. وكانت لحيته تصل الي بطنه. وكان طويل القامة، لكنه انحني أخيراً من الشيخوخة وبلغ من العمر سبعا أو خمسا وتسعين سنة. أربعون سنة منها حتي خروجه من بلاط الملك. وباقيها في الرهبنة والوحدة. وكان رجلا صالحاً مملوءاً من الروح القدس والايمان. وقد ترك لي ثوباً من الجلد وقميصاً من الشعر من ليف وبهذه الأشياء كنت انا الغير المستحق أتبارك. وقال تلميذه أيضاً عنه: أنه لما قربت أيامه أوصي قائلاً ![]() + ولما قرب وقت نياحته دعا تلاميذه وعزاهم ووعظهم وقال لهم ![]() ![]() ![]() وقال أيضاً ![]() ![]() (أرساني أرساني تأمل فيما خرجت لأجله) .. وهكذا رقد القديس ودموعه تسيل من عينيه. فبكي تلاميذه بكاء مرا وصاروا يقبلون قدميه ويودعونه كانسان غريب يريد السفر الي بلده الحقيقي. ولما سمع الأنبا بيمين بنياحته تنهد وقال ![]() ولما حضر البابا ثاوفيلس البطريرك الوفاة قال: (طوباك يا أنبا أرسانيوس لأنك لهذه الساعة كنت تبكي كل أيام حياتك). ولما كان بلاديوس قد أورد سيرة مختصرة حول بعض أمور لم ترد فيما سبق فاننا نوردها كما هي اتماماً للمنفعة: قيل عن أنبا أرسانيوس انه حين كان في العالم كان رداؤه أنعم من أي انسان آخر، وحين عاش في الاسقيط كان رداؤه أحقر من الجميع. ولما كان يأتي الي الكنيسة – علي فترات متباعدة – كان يقف وراء عامود حتي لايري أحد وجهه ولا يري هو وجوه الآخرين. وكان وجهه مثل وجه ملاك، وشعره أبيض كالثلج وكثيقاً، أما جسده فكان جافا من الأتعاب ولحيته مستطيلة الي وسطه ورموش عينيه قد تساقطت من البكاء. وكان طويل القامة مع انحناء خفيف من الكبر، وقد انتهت حياته وهو في سن الخامسة والتسعين وقد عاش في العالم أربعين سنة في البلاط أيام الملك ثيئودوسيوس الكبير والد الامبراطورين أونوريوس وأركاديوس، وقضي في الاسقيط أربعين عاماً، وقضي عشرة أعوام في طرة التي بجانب بابلون في مواجهة منف التي في مصر. وسكن ثلاثة أعوام في كانوبيس الاسكندرية. وفي العامين الباقيين جاء الي طرة مرة أخري حيث رقد، ولقد أنهي حياته في سلام وخوف الرب. – 280ميامر: صـ5. – توجد قصة مماثلة لها في خبر أبي مقار. وهو علي النخلة يقطع خوصاً. – للناس طبائع مختلفة، ومحبة الله تعامل كل فرد بالطريقة التي تنميه. والله كشف هذه الرؤيا للأخ مبيناً كلا طريقتي أنبا أرسانيوس وانبا موسي سليمة. – 280ميامر. – نسبة الي scilla احدي مدن ايطاليا قرب صخرة Scylla علي طريق سينا في الجنوب الغربي تشرف علي جزيرة صقلية sicily . – هكذا وردت في بلاديوس – جميل أن يعترف الشيخ بخطئه وان يقول انه لم يجد راحة بعيداً عنهم فعاد، وجميل أن يتكلم التلميذان معه بهذه الصراحة، وأن يسمح ويعترف لهما هكذا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 7935 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الشهيد بروفوريوس ![]() ولد هذا القديس من أسرة وثنية وكان يعمل ممثلاً في الملاهي ثم انتشلته النعمة الإلهية فصار معترفًا ونال اكليل الشهادة. جمع الإمبراطور يوليانوس الجاحد في عيد ميلاده أرباب الملاهي العالمية المشهورين، وكان من بينهم الممثل الوثني بروفوريوس أو بورفيروس Porphry . ولما كان بروفوريوس ماهرًا جدًا في عمله وأراد أن يرضي الإمبراطور، عمل على تقليد المسيحيين كنوعٍ من السخرية، ورغب في تقليد المعمودية بصفة خاصة لأنها المدخل إلى المسيحية. أمر أتباعه بعمل جرن شبيه بجرن المعمودية ووضع فيه الماء وبنوع من التهكم رشم على المياه علامة الصليب باسم الآب والابن والروح القدس مثلما يفعل الكهنة المسيحيين ثم غطس فيها وكان الكل يضحك ساخرًا مؤكدين على قدرات بروفوريوس التي ليس لها مثيل. وصعد ليلبس الثياب البيضاء، ؛ ثم وقف بروفوريوس أمام الإمبراطور يشهد أنه مسيحي، فحسب ذلك أحد أدوار التمثيلية، لكنه صار يشدد أنه مسيحي. دُهش الملك وكل الحاضرين، وإذ رآه جادًا في حديثه سأله عن السبب، فأجاب أنه إذ غطس في المياه أبصر نعمة الله حالة على المياه، وأضاء الرب عقله، وأن نورًا كان يشع من المياه. إذ شعر الإمبراطور أن من جاء به ليسخر بالمسيحيين صار كارزًا بالمسيحية على مشهد من العظماء وكل الشعب، صار يتوعد الرجل ويهدده في ثورة عنيفة، أما بروفوريوس ففي أدب حازم تمسك بالإيمان الجديد. بدأ الملك يلاطفه واعدًا إياه بعطايا جزيلة وكرامات فلم يجحد مسيحه، عندئذ أمر بقطع رأسه.وتحتفل كنيستنا القبطية بتذكار إستشهاده يوم 18توت. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 7936 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الأنبا يوساب السائح كان شيخ سائحاً في برية الأسقيط، اسمه يوساب قد أضعف جسده بالصيام والصلاة والسهر والتعب والصبر علي حر الصيف وبرد الشتاء، ولباسه من الليف الخشن، وكان لسانه مع ذلك لا يفتر من التسبيح والتقديس. فانتهت به عبادته الي أن صار يركب علي السحاب، ويتغذي من طعام يأتيه من السماء في أوقات معلومة. وحصل له من العناية الربانية قوة تمنع عنه الحر والبرد، وهو يزيد في فضائله محتقراً لذاته وهو يشعر بأنه غير مستحق لما قد صار اليه. ومع هذا اشتهي من الله أن يعرفه من الذي يماثله في نعيم الآخرة. وبعد طلبة وخضوع وتضرع وابتهال، أتاه صوت من السماء يقول: (ملك انطاكية في هذا الزمان سيكون نظيرك في ملكوت السموات). وحينئذ ركب الشيخ علي سحابة وطلب من الله أن يوصله الي انطاكية، فأجاب طلبته فنزل خارج المدينة واخذ جريدته بيده وقصد باب المدينة، فلما انتهي الي الباب وجد الملك قد ركب قي ذلك اليوم، وهو خارج المدينة، وحوله عسكر كبير بالتبجيل العظيم فبعضهم يمشي في ركابه وبعضهم علي خيلهم. فاستند الراهب الي باب المدينة حتي يشاهد الملك وجهاً لوجه، واذا الملك قد أقبل راكباً وفرسه مثقل بالحلي والمجوهرات التي عليه، وكان شعاع الجواهر المختلفة الألوان التي في التاج الذي علي رأس الملك يضئ. فحينئذ ندم الشيخ وحزن لما أبصر هذه العظمة التي للملك، وقال: من يكون هذا الملك العظيم كيف يكون له ارث في ملكوت السماء؟! وصار حزيناً باكياَ، ووقع الازدحام في الباب وصار الشيخ من الازدحام في بلبلة وتعب عظيم، ولما وصل الملك الي الباب خف الازدحام. حينئذ التفت الملك الي الشيخ وقال له ![]() فلما سمع الشيخ قول الملك فرح جداً وقال: لولا ان الله ساكن في هذا الانسان ما عرفني ولا عرف قصتي. فلما وصل الي الدار جلس في الدهليز. حتي عاد الملك، فأخذ بيد الشيخ ودخل الي مجلس عظيم، قد هيئ فيه الطعام للعسكر. فجلسا ناحية عن الطعام ودخل العسكر جميعهم، فأكلوا وشبعوا من تلك الأطعمة اللذيذة وانصرفوا. وحينئذ دخل الملك والشيخ الي داخل القصر اذ التقتهما الملكة زوجة الملك وعليها من الحلي والجواهر شئ يفوق الوصف، وحولها جوار حسان الصور مجملات باللباس والحلي مما يفوق وصفه جهد الواصف. فلم يزلن في خدمة الملك حتي جلس علي عرشه وحينئذ انعزلت الملكة وجواريها عنهما. ثم عادت اليهما وهي لابسة مسحا من الشعر، ثم نهضا وخرجا من ذلك الموضع والسائح معهما واتوا الي مكان آخر في القصر وفيه راهب جالس يعمل في شغل فلما رآهم الراهب وقف ودنا من السائح وقبلا بعضهما بعضاً وصلوا جميعهم الساعة وقالوا البركة وجلسوا. ثم أتي خادم الي الملك والملكة بشغل أيديهما فتناول كل واحد منهما صنعته ليعمل فيها. فقال الراهب للسائح من حيث لا يعرفه: يا أنبا يوساب: ان الله تبارك اسمه أراد بك خبرة عظيمة لأنه أوقفك علي سيرة الملك وزوجته. وتحدثوا جميعهم لعظائم الله الي وقت الساعة التاسعة. فأتي الخادم بمائدة وعليها خبز وطعام رهبان، فصلوا وأكلوا ورفعت المائدة. فعزم السائح علي الانصراف فتباركوا منه وقال له الراهب سراً يا أخي أتعظ بهذه السيرة لأنك قد نظرت عظمة هذا الملك وزوجته وها أنت تري حالهما وتواضعهما، حتي أنهما لا يتناولان شيئاً من الطعام البته، ألا من شغل ايديهما وفي هذا كفاية. ثم ودعهم السائح وانصرف، فركب علي السحاب وعاد الي موضعه ببرية الأسقيط متعجباً مما رأي من مجد الله الذي له التسبيح والعظمة والاكرام الي الأبد آمين. – أخذت عن مخطوطة رقم 289 ميامر بمكتبة دير السيدة العذارء (السريان) العامر بوادي النطرون. – صلوا الساعة المناسبة من ساعات النهار. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 7937 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الأنبا بيشوي حبيب مخلصنا الصالح ![]() لقد كان الله مع القديس الأنبا بيشوي في كل أفعاله، وكان جهاده عظيمًا حتى إن سيرته شاعت في كل مكان، وكان يأتي إليه الكثيرون ليتعلموا منه، وكان يجعل منهم جنودًا للمسيح رهبانًا مطيعين وصاروا له أغصانًا روحانية تنمو وتزدهر في كرم الرب. نشأته: وُلد في شنشا، قرية بمحافظة المنوفية، حوالي سنة 320م، وكان أحد ستة اخوة بنين تنيح والدهم وقامت والدتهم بتربيتهم. رأت الأم ملاكًا يطلب منها: ” إن الرب يقول لكِ اعطني أحد أولادكِ ليكون خادمًا له جميع أيام حياته “، وكانت إجابتها: ” هم جميعهم للرب يا سيدي، الذي يريده يأخذه “. مدّ الملاك يده ووضعها على هذا القديس وهو يقول: ” هذا فاعل جيد للرب “. وإذ كان ضعيف البنية نحيف الجسد سألته أن يختار آخر، وكانت الإجابة: ” إن قوة الرب في الضعف تكمل “. إنطلاقه للبرية وحبه لحياة للوحدة: إذ بلغ العشرين من عمره، في عام 340م، انطلق الشاب بيشوي إلى برية شيهيت ليتتلمذ على يديْ القديس أنبا بموا تلميذ القديس مقاريوس. وقد عكف القديس على العبادة في خلوة دامت ثلاث سنوات لم يفارق فيها قلايته، فنما في الفضيلة والتهب قلبه حبًا لله. ولما تنيح الأنبا بموا اتفق تلميذاه أنبا بيشوي وأنبا يحنس القصير أن يقضيا ليلة في الصلاة يطلبان إرشاد الله، وكان من ثمرتها أن ظهر ملاك لهما وطلب أن يبقى القديس يحنس في الموضع وحده، فأطاع الأنبا بيشوي وخرج من الموضع مفارقًا صديقه، وصنع لنفسه مغارة بقرب الصخرة القبلية تبعد حوالي ميلين عن القديس يحنس. أعماله النسكية: إذ كان محبًا للصلاة صنع ثقبًا في أعلى المغارة جعل فيه وتدًا، وأوثق فيه حبلاً ربط به شعر رأسه، حتى إذا غلبه النعاس وثقلت رأسه يشدها الحبل فيستيقظ . أما من جهة الصوم فصار يتدرب عليه حتى صار يصوم طوال الأسبوع ليأكل يوم السبت. وقد امتزجت صلواته وأصوامه بحبه الشديد لكلمة الله، فحفظ الكثير من أسفار الكتاب المقدس، وكان لسفر ارميا مكانة خاصة في قلبه. قيل انه كثيرًا ما كان يرى ارميا النبي أثناء قراءاته للسفر، وقد دُعيّ ” بيشوي الإرميائي “. أما عن العمل اليدوي، فكان يراه جزءًا هامًا لبنيان حياته الروحية، وقد آمن بأن من لا يعمل لا يأكل . روى عنه أخيه الروحي القديس يحنس القصير أن أحد الأغنياء جاء إليه بمال كثير يقدمه له، أما هو فقال له: ” ليس لسكان البرية حاجة إلى الذهب، وليس لهم أن يأخذوا منه شيئًا، امضِ إلى قرى مصر، ووزعه على الفقراء، الله يباركك “. وإذ مضى الرجل، ودخل القديس قلايته لاقاه إبليس وهو يقول: ” لقد تعبت معك جدًا يا بيشوي ” . أجابه بإيمان: ” منذ سقطت وتعبك باطل “. الإعلانات الإلهية: خلال قلبه النقي البسيط كان يلتقي بالسيد المسيح على مستوى الصداقة، يدخل معه في حوار، وينعم بإعلاناته الإلهية، وينظره. قيل إنه إذ كان مثابرًا في نسكه الشديد وصلواته. ظهر له السيد المسيح ليقول له: ” يا مختاري بيشوي، السلام لك، قد نظرت تعبك وجهادك، وها أنا أكون معك “. مرة أخرى إذ ظل قديسنا صائمًا مدة طويلة، ظهر له السيد، وقال له: ” تعبت جدًا يا مختاري بيشوي “. فأجابه القديس: ” أنت الذي تعبت معي يا رب، أما أنا فلم أتعب البتة “. مرة ثالثة ، ظهر له السيد، وقال له: ” افرح يا مختاري بيشوي، أتنظر هذا الجبل؟ إني أرسل لك رهبانًا يملأونه، ويعبدونني “. قال له القديس: ” أتعولهم يا رب في هذه البرية؟ ” أجاب الرب: ” إن أحبوا بعضهم بعضًا وحفظوا وصاياي فإنني أرزقهم وأعولهم في كل شيء “. قال له: ” هل تنجيهم من كل الشدائد المذكورة في الإنجيل؟ ” فقال له الرب: ” الذي يخافني ويحفظ وصاياي أخلصه، وأنجي من يطيعني من كل تجاربه “، ثم باركه وارتفع. ظهر له السيد المسيح تحف به الملائكة، فسجد له القديس ثم أخذ ماءً وغسل قدميه وعزاه الرب وباركه واختفى. شرب القديس من الماء وترك نصيبًا لتلميذه، وإذ جاء التلميذ طلب منه القديس أن يشرب من الماء الذي في الإناء داخل المغارة، وألحّ عليه وإذ لم يطع ذهب أخيرًا ليجد الإناء فارغًا. روى له القديس ما حدث فندم التلميذ وصار في مرارة من أجل عدم طاعته. إذ كان الرهبان يعرفون عن القديس أنه يرى السيد المسيح مرارًا ، طلبوا منه أن يشفع فيهم لينعموا برؤيته مثله، وإذ سأل ذلك من أجلهم وعده الرب أنه سيظهر على الجبل في ميعاد حدده، ففرح الإخوة جدًا. انطلق الكل نحو الجبل وكان القديس بسبب شيخوخته في المؤخرة. التقى الكل بشيخ تظهر عليه علامات الإعياء والعجز عن السير فلم يبالِ أحد به، أما القديس أنبا بيشوي فاقترب منه وسأله إن كان يحمله، وبالفعل حمله وسار به ولم يشعر بالتعب. فجأة صار الشيخ يثقل عليه شيئاً فشيئًا فأدرك أنه السيد المسيح جاء في هذا الشكل، فتطلع إليه وهو يقول له: ” السماء لا تسعك، والأرض ترتج من جلالك، فكيف يحملك خاطئ مثلي؟ ” وإذا بالسيد المسيح يبتسم له، ويقول له: ” لأنك حملتني يا حبيبي بيشوي فإن جسدك لا يرى فسادًا “، ثم اختفى. ولا يزال جسده محفوظًا بديره لا يرى فسادًا. وإذ عرف الإخوة بما حدث حزنوا إذ عبروا بالشيخ ولم ينالوا بركة حمله. لقاءاته الروحية: مع إرميا النبي: كان يرى ارميا النبي أثناء قراءاته للسفر، وقد دُعيّ ” بيشوي الإرميائي “. مع القديس مار إفرآم السرياني: جاء إليه القديس إفرآم السرياني بناء على دعوة إلهية، التقيا معًا، وكان مار إفرآم يتكلم بالسريانية والأنبا بيشوي بالقبطية، لكن الأخير سأل الله أن يعطيهما فهمًا، فكانا يعظمان الله دون حاجة إلى مترجمٍ. سمع القديس مار إفرآم السرياني من الأنبا بيشوي عن خبرة آباء مصر الرهبانية، وخاصة سيرة القديس مقاريوس الكبير، وبعد أسبوع رحل. جاء أخ إلى القديس أنبا بيشوي طالبًا أن ينال بركة مار إفرآم، وإذ عرف إنه رحل أخذ يجري لكي يلحق به، لكن القديس بيشوي ناداه وقال له إنه لن يلحق به لأن سحابة قد حملته. جاء عن أنبا إفرآم أنه غرس عصًا أمام مغارة القديس أنبا بيشوي صارت فيما بعد شجرة، وهي لازالت موجودة بدير السريان وتعرف باسم ” شجرة مار إفرام السرياني “. مع الملك قسطنطين: إذ مضى القديس يحنس القصير إلى صديقه أنبا بيشوي سمعه وهو خارج القلاية يتحدث، ولكن لما قرع الباب وفتح له لم يجد أحدًا، فسأله عمن كان يتحدث معه، فأجاب: ” قسطنطين الملك، حضر عندي، وقال: ليتني كنت راهبًا وتركت ملكي، فإني لم أكن أتصور هذه الكرامة وهذا المجد العظيم الذي للرهبان. إني أبصر الذين ينتقلون منهم يُعطون أجنحة كالنسور، ولهم كرامة عظيمة في السماء “. حبه لخلاص كل نفسٍ: كان للقديس تلميذ يُدعى إسحق نزل إلى العالم والتقت به امرأة يهودية أغوته فتهوّد وعاش معها. إذ رأى إسحق بعض الرهبان سألهم عن القديس أنبا بيشوي وطلب منهم أن يقولوا له: ” ابنك إسحق اليهودي سقط، ويطلب منك أن تصلي لأجله لكي ينقذه الرب “، وإذ سمعت المرأة ذلك، قالت: ” ولو حضر بيشوي إلى هنا لأسقطته “. رجع الرهبان إلى أبيهم ونسوا ما حدث، فقال لهم القديس: ” ألم يقل لكم أحد كلامًا لأجلي؟ ” أجابوا “: ” لا “. قال لهم: ” ألم تلتقوا بإسحق اليهودي ؟ ” عندئذ قالوا له ما حدث فتراجع إلى خلف ثلاث خطوات، وفي كل مرة يرشم نفسه بعلامة الصليب. تعجب أولاده من ذلك، وقالوا له: ” حتى أنت يا أبانا تخاف من هذه المرأة ؟ ” أجاب في اتضاع: ” يا أولادي إن المرأة التي أسقطت آدم وشمشون وداود وسليمان، من يكون بيشوي المسكين حتى يقف أمامها ؟ ليس من يغلب حيل الشيطان في النساء إلا من كان الله معه ” وقد بقيّ صائمًا ومصليًا يطلب من أجل ابنه إسحق حتى خلصه الرب وتاب. تركه شيهيت: إذ حدث الهجوم الأول للبربر على برية شيهيت سنة 407 م هرب الرهبان من البرية؛ ولما سأل القديس يحنس القصير الأنبا بيشوي: “هل تخاف الموت يا رجل الله ؟ ” أجاب: ” لا، لكنني أخاف لئلا يقتلني أحد البربر ويذهب إلى جهنم بسببي “. مضى الأنبا يحنس إلى جبل القلزم عند دير الأنبا أنطونيوس حيث تنيح هناك، ومضى الأنبا بيشوي إلى مدينة أنصنا (قرية الشيخ عبادة بملوي) وسكن في الجبل هناك حيث توثقت علاقته هناك بالقديس أنبا بولا الطموهي حتى طلب من الرب ألا يفترقا حتى بعد نياحتهما، وتحقق لهما ذلك. نياحته: ظل القديس في غربته حتى تنيح في 8 أبيب (سنة 417م)، وقد بلغ من العمر 97 عامًا، ودُفن في حصن منية السقار بجوار أنصنا، ثم تنيح القديس بولا الطموهي، وتولى الأنبا أثناسيوس (من أنصنا) جمع القديسين، ودفنهما معًا في دير القديس أنبا بيشوي بأنصنا (دير البرشا). وفي زمن بطريركية الأنبا يوساب الأول في القرن التاسع أُعيد الجسد إلى برية شيهيت و حاليًا بدير القديس أنبا بيشوي بوادي النطرون. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 7938 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس تادرس الإسقيطي ![]() تواضعه: لما صار شماساً في الاسقيط، لم يؤثر أن يقبل الخدمة، فهرب الي أماكن شتي. فكان الشيوخ يأتون به قائلين ![]() ![]() ![]() فلما سمع ذلك أوجب علي نفسه من ذلك أن لا يطيع. فلما جاء الي الكنيسة وصنعوا له مطانية قائلين ![]() ![]() ارشاده: أتاه أخ مرة، وابتدأ يكلمه ويستقصي عن أمور لم يصل اليها بعد، حتي ولا مارسها فقط، فقال له الشيخ ![]() فاعلية صلاته قيل عنه: انه لما كان جالساً في قلايته في الأسقيط أتاه شيطان محاولاً الدخول، فربطه خارج القلاية، ووافاه شيطان آخر محاولا دخول القلاية كذلك، فربطه أيضاً خارج القلاية، فجاء شيطان ثالث، ولما وجد زميليه مربوطين، قال لهما ![]() ![]() ![]() تجردة: + قيل عنه أيضاً: أنه أتاه بعض الشيوخ الآباء، فوجده لابساً ثوباً ممزقاً وصدره مكشوف، وكاكوليته من قدام، واتفق وقتئذ أن وافاه انسان غني ليراه فلما قرع الباب، خرج الشيخ وفتح له واستقبله وأجلسه علي الباب. فأخذ التلميذ قطعة من ثوب، وغطي بها أكتافه، فمد الشيخ يده ورماها عنه. فلما انصرف ذلك الانسان الغني، سأله التلميذ قائلاً ![]() ![]() ثم أوصي تلميذه قائلاً ![]() + كما جاء مرة انسان يبيع بصلاً، فابتاع منه كيلا وقال لتلميذه ![]() ![]() + وقيل عنه لما خرب الاسقيط أتي فسكن الفرما وشاخ وضعف، فجاءوه بالأطعمة. فكان ما يجئ به الأول يعطيه للثاني وهكذا علي طقس وترتيب كان يعمل بكل ما يأتون به. وفي آخر الوقت عندما يحين موعد الأكل يأكل مما كان عنده. – الياقة . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 7939 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البابا ثاؤفيلس البابا الثالث والعشرون ![]() ولد من أبوين مسيحيين في مدينة ممفيس وتيتم وهو طفل، كان تلميذًا للقديس أثناسيوس حتى رقاه إلي درجة الكهنوت. نتخب بطريركا بالإجماع بعد نياحة البابا تيموثاوس عام 385م في عهد ثيودوسيوس قيصر الملك الأرثوذكسي الذي اعتبر الديانة المسيحية الديانة الرسمية للمملكة الرومانية، وضع البابا ثاؤفيلس تقويمًا للأعياد لمدة 418سنة وأهتم ببناء الكنائس في كل مكان. حدث خلاف بينه وبين القديس يوحنا فم الذهب وعقد مجمع في السنديانة بمقتضاه تم نفي ذهبي الفم عام 403م، وقد أبدي أسفه لما أصاب ذهبي الفم من مرارة النفي. البابا ثاؤفيلس هو أول من أطلق علي الكنيسة اسم ” الكنيسة القبطية “، كان محبًا للأديرة والرهبنة وتتيح بسلام في الرب عام 412م . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 7940 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البابا كيرلس الأول عمود الدين البابا الرابع والعشرون ![]() ابن أخت البابا ثاؤفيلس مكث خمس سنوات في وادي النطرون وتتلمذ خلالها علي يد سرابيون الحكيم ،عندما حضر إلي الإسكندرية رسمه خاله شماسا، درس علوم الفلسفة مدافعا عن الدين المسيحي ضد الهراطقة والمبتدعين . انتخبه الشعب والإكليروس بصوت واحد للجلوس على الكرسي المر قسي خلفا لخاله عام 412م، في عهد ثيؤدوسيوس الصغير ظهرت في عهده بدعة نسطور التي تقوم علي إنكار لاهوت السيد المسيح وإنكار كون السيدة العذراء والدة الإله، حضر مجمع أفسس الأول عام 431م ومعه 50 أسقف مصري وحكم المجمع ببطلان تعاليم نسطور وأن التعليم الصحيح المحفوظ من عهد الرسل بأن سر تجسد ابن الله قائم في اتحاد لاهوته مع ناسوته في اقنوم الكلمة الأزلي بدون انفصال ولا امتزاج ولا تغيير وأن مريم العذراء هي والدة الإله، لذلك لقب البابا كيرلس الأول بـ “عمود الدين “. أمر القيصر بسجنه ثم أعاده مرة أخري و بعد جهاد طويل تنيح بسلام عام 444م بعد أن قضي ثلاثين عاما علي رئاسة الكرسي المر قسي . |
||||