منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04 - 06 - 2015, 05:23 PM   رقم المشاركة : ( 7911 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرسالة الثالثة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإنسان العاقل الذى أعد نفسه لكى يتحرر ( يخلص ) بظهور ربنا يسوع يعرف نفسه فى جوهره العقلى , لأن الذى يعرف نفسه يعرف تدابير الخالق و كل ما يعمله وسط خلائقه .
يا أعزائى المحبوبين فى الرب ( أنتم ) أعضاؤنا و الورثة مع القديسين . نتوسل ( لأجلكم ) باسم يسوع , أن يعطيكم الله روح التمييز , لكى تدركوا و تعرفوا عظم المحبة التى فى قلبى من نحوكم , و تعرفوا أنها ليست محبة جسدية بل روحية إلهية . لأنه لو أن الأمر بخصوص أسمائكم الجسدية لما كانت هناك حاجة لأن أكتب إليكم بالمرة لأنها ( هذه الأسماء ) مؤقتة . لكن إذا عرف إنسان اسمه الحقيقى فسوف يرى ( يعرف ) أيضا اسم الحق . و لهذا السبب أيضا عندما كان يعقوب يصارع طوال الليل مع الملاك كان لا يزال اسمه يعقوب , لكن عندما أشرق النهار دعى اسمه إسرائيل أى ” العقل الذى يرى الله ” ( تك 32 : 24 – 30 ) .
و أعتقد أنكم لا تجهلون أن أعداء الفضيلة يتآمرون دائما ضد الحق . لهذا السبب فقد افتقد الله خلائقه ليس مرة واحدة فقط , بل من البدء كان هناك البعض مستعدين لأن يأتوا إلى خالقهم بواسطة ناموس عهده المغروس فيهم , هذا الناموس ( الداخلى ) الذى علمهم أن يعبدوا خالقهم باستقامة . و لكن بسبب انتشار الضعف و ثقل الجسد و الإهتمامات الشريرة جف و توقف الناموس المغروس ( فى البشر ) و ضعفت حواس النفس , حتى أن البشر أصبحوا غير قادرين أن يجدوا أنفسهم على حقيقتها بحسب خلقتهم , أى كجوهر ( طبيعة ) عديم الموت لا يتحلل مع الجسد …..
 
قديم 04 - 06 - 2015, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 7912 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرسالة الرهبانية الثانية للأنبا أنطونيوس
الرسالة الثانية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إخوتى الأعزاء المبجلين , أنا أنطونيوس أحييكم فى الرب .
حقا يا أحبائى فى الرب , ليس مرة واحدة فقط إفتقد الرب خليقته , بل منذ تأسيس العالم , حينما يأتى أى واحد من البشر إلى خالق الكل , بواسطة شريعة عهد الله المغروسة فى القلب , فإن الله يكون حاضرا مع كل واحد من هؤلاء بصلاحه و بالنعمة , بواسطة روحه . أما فى حالة تلك الخلائق العاقلة التى اضمحل فيهم عهده و ماتت بصيرتهم العقلية , فصاروا غير قادرين على أن يعرفوا أنفسهم كما كانوا فى حالتهم الأولى ( الأصلية التى خلقوا عليها ) , عن هؤلاء أقول إنهم صاروا غير عاقلين ( فقدوا الحكمة ) و عبدوا المخلوق دون الخالق , لكن خالق الكل , فى صلاحه العظيم افتقدنا بواسطة ناموس العهد المغروس فينا . فإن الله جوهر عديم الموت . إن كثيرين صاروا أهلا ( مستحقين ) لله و نموا و تقدموا بواسطة ناموسه المغروس فيهم , و تعلموا بواسطة روحه القدوس , و نالوا روح التبنى , هؤلاء صاروا قادرين على أن يعبدوا خالقهم كما يجب . و عن هؤلاء يقول بولس ” لم ينالوا المواعيد بدوننا ” عب 11 :29 .
و خالق الكل لا يتراجع عن محبته , و إنه برغب فى أن يفتقد مرضنا و حيرتنا , لذلك أقام موسى واضع الناموس , الذى أعطانا الناموس المكتوب و أسس لنا بيت الحق أو الكنيسة الجامعة التى تجعلنا واحدا فى الله , لأنه ( الله ) يرغب فى أن نعود إلى الحالة الأصلية التى كنا عليها فى البدء . و موسى بنى البيت إلا إنه لم يكمله بل تركه و مضى .
 
قديم 04 - 06 - 2015, 05:26 PM   رقم المشاركة : ( 7913 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرسالة الرهبانية الاولى للأنبا أنطونيوس
الرسالة الأولى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
( رسالة من أنطونيوس المتوحد و رئيس المتوحدين إلى الإخوة الساكنين فى كل مكان )
أولا و قبل كل شئ أهدى سلامى إلى محبتكم فى الرب …
أرى يا إخوة أن النفوس التى تقترب من محبة الله هى ثلاثة أنواع , سواء من الرجال أو من النساء.
النوع الأول ( الدعوة الأولى ) هم أولئك الذين دعوا بناموس المحبة الذى فى طبيعتهم , تلك المحبة التى غرست فيهم من الصلاح الأصلى عند خلقتهم الأولى , و عندما جاءت إليهم كلمة الله , لم يشكوا فيها مطلقا بل قبلوها و تبعوها بكل إستعداد و نشاط , مثل أب الآباء . فلما رأى الله أنه لم يتعلم محبة الله عن طريق تعليم البشر و إنما تعلمها من الناموس المغروس فى طبيعة خلقته الأولى , ظهر الله له و قال ” أخرج من أرضك و من عشيرتك و من بيت أبيك إلى الأرض التى سوف أريك ” ( تك 1 :1 ) فخرج دون أن يشك ، بل كان مستعدا لدعوته . إن إبراهيم هو نموذج لهذا النوع من الاقتراب إلى محبة الله , و الذى لا يزال موجودا إلى الآن فى أولئك الذين يسلكون فى خطواته . إنهم يتعبون طالبين مخافة الله بالصبر و السكون و يحصلون على الحياة الحقيقية لأن نفوسهم مستعدة لأن تتبع محبة الله . هذا هو أول نوع للدعوة .
 
قديم 05 - 06 - 2015, 03:22 PM   رقم المشاركة : ( 7914 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأنبا بولا أول السواح
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قدم الأنبا بولا بحياته نموذجًا يمكن أن يقتدي به الجميع، لأنه كان إنسانًا زاهدًا ناسكًا محبًا لله ولهذا فإن القديس هو أفضل النمازج التي يجب أن تقدم للشباب بصفة خاصة ولكل الشعب بصفة عامة، لأنه تحدى ببساطته العظمة والشهرة.
بعناية إلهية التقى القديس أنبا أنطونيوس أول الرهبان ومؤسس الرهبنة في العالم بأول السواح الذي سبقه بسنوات طويلة في حياة رهبانية خفية وسط البرية لا يعلم عنه أحد سوى الله الذي كان يعوله بغرابٍ يقدم له نصف خبزة يوميًا لعشرات السنين؛ يشتّم الله صلواته وتسابيحه رائحة سرور، فدعاه: ” حبيبي بولا “.
يكتب القديس أنطونيوس مصورًا ما جرى بينه وبين الأنبا بولا قائلاً: ” أما أنا فجثوت على الأرض وصرخت باكيًا وقلت: إني واثق أنك تعلم من أنا ومن أين جئت ولماذا أتيت، ولا يخفى عليك أني لا أذهب من هنا حتى أبصرك، فهل يمكن أن تطرد الإنسان يا من تقيل الحيوان؟! إني طلبتك وقد وجدتك وقرعت بابك لتفتح لي وإن لم تقبلني فسأموت هنا “.
فأجابني من داخل قائلأً: ” ما من أحد يطلب إحسانًا بإنتهار، بل ببكاء وتنهد، فإن كنت قد أتيت إليّ لكي تموت، فلماذا تتعجب إني لا أقبلك؟ “.وهنا انفتح الباب، فتعانق القديسان،ودعا كل منهما الآخر باسمه! ثم التفت الأنبا بولا للأنبا أنطونيوس وقال: ” ابصر الآن من فتشت عنه بعناء عظيم، ها هي أعضائي قد وهنت من الشيخوحة وقد أبيضت لحيتي كلها، وجف جلدي! انظر إنسانًا يرتد إلى التراب سريعًا “.
من هو الأنبا بولا:
ولد في مدينة الإسكندرية حوالي سنة 228م. ولما توفي والده ترك له ولأخيه الأكبر بطرس ثروة طائلة، فأراد بطرس أن يغتصب النصيب الأكبر من الميراث. إذ اشتد بينهما الجدل أراد القديس أنبا بولا أن يتوجه إلى القضاء. في الطريق رأى جنازة لأحد عظماء المدينة الأغنياء، فسأل نفسه إن كان هذا الغني قد أخذ معه شيئًا من أمور هذا العالم، فاستتفه هذه الحياة الزمنية والتهب قلبه بالميراث الأبدي، لذا عوض انطلاقه إلى القضاء خرج من المدينة، ودخل في قبر مهجور يقضي ثلاثة أيام بلياليها طالبًا الإرشاد الإلهي.
ظهر له ملاك يرشده إلى البرية الشرقية، حيث أقام بجبل نمرة القريب من ساحل البحر الأحمر. عاش أكثر من 80 سنة لم يشاهد فيها وجه إنسانٍ، وكان ثوبه من ليف وسعف النخل، وكان الرب يعوله ويرسل له غرابًا بنصف خبزة كل يوم، كما كان يقتات من ثمار النخيل والأعشاب الجبلية أحيانًا، ويرتوي من عين ماء هناك.
لقاء مع الأنبا أنطونيوس:
ظن القديس أنبا أنطونيوس أنه أول من سكن البراري، فأرشده ملاك الرب بأن في البرية إنسانًا لا يستحق العالم وطأة قدميه؛ من أجل صلواته يرفع الله عن العالم الجفاف ويهبه مطرًا.
إذ سمع القديس هذا الحديث السماوي انطلق بإرشاد الله نحو مغارة القديس أنبا بولا حيث التقيا معًا، وقد ناداه أنبا بولا باسمه، وصارا يتحدثان بعظائم الله. وعند الغروب جاء الغراب يحمل خبزة كاملة، فقال الأنبا بولا: ” الآن علمت أنك رجل الله حيث لي أكثر من 80 عامًا يأتيني الغراب بنصف خبزة، أما الآن فقد أتى بخبزة كاملة، وهكذا فقد أرسل الله لك طعامك أيضًا .”
في نهاية الحديث طلب الأنبا بولا من الأنبا أنطونيوس أن يسرع ويحضر الحلة الكهنوتية التي للبطريرك البابا أثناسيوس لأن وقت انحلاله قد قرب. رجع القديس أنبا أنطونيوس وهو متأثر للغاية، وإذ أحضر الحلة وعاد متجهًا نحو مغارة الأنبا بولا رأى في الطريق جماعة من الملائكة تحمل روح القديس متجهة بها نحو الفردوس وهم يسبحون ويرتلون بفرحٍ.
بلغ الأنبا أنطونيوس المغارة فوجد الأنبا بولا جاثيًا على ركبتيه، وإذ ظن أنه يصلي انتظر طويلاً ثم اقترب منه فوجده قد تنيح، وكان ذلك في الثاني من أمشير (سنة 343م). بكاه متأثرًا جدًا، وإذ صار يفكر كيف يدفنه أبصر أسدين قد جاءا نحوه، فأشار إليهما نحو الموضع المطلوب فحفرا حفرة ومضيا، ثم دفنه وهو يصلي.
حمل الأنبا أنطونيوس ثوب الليف الذي كان يلبسه القديس وقدمه للأنبا أثناسيوس الذي فرح به جدًا، وكان يلبسه في أعياد الميلاد والغطاس والقيامة، وقد حدثت عجائب من هذا الثوب.
تحّول الموضع الذي يعيش فيه القديس إلى دير يسكنه ملائكة أرضيون يكرسون كل حياتهم لحياة التسبيح المفرحة بالرب.
 
قديم 05 - 06 - 2015, 03:25 PM   رقم المشاركة : ( 7915 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة سينكليتيكي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ليست القداسة والفضيلة حكرًا على الرجال فقط، بل نجد أن النساء أيضًا وصلن إلى قامات روحية عالية، وقديستنا يعدّها بعض المؤرخين ندًا للقديس الأنبا أنطونيوس كوكب البرية، فكما كان الأنبا أنطونيوس أبًا لجميع الرهبان، كانت سينكليتيكي أمًا لتلك المجموعة المتناسقة من العذارى المتبتلات، اللاتي جعلن من وادي مصر الخصيب مقرًا للنعمة الإلهية.
نشأتها:
في مدينة الاسكندرية وفي القرن الرابع ولدت هذه القديسة من أبوين شريفين وتربت على مخافة الله وحب الفضيلة، ولا يعرف زمن مولدها بالتحديد، فلم يذكرالقديس أثناسيوس الرسولي كاتب سيرتها السنة التي ولدت فيها وكانا والديها قد أنجبا ولدين وبنتين فأرادا أن يثقفانهم بأسمى أنواع الثقافة التي لم تكن متوفرة سوى في مدرسة الإسكندرية لذا أستقرا بجوارها.
التجارب تحيط بأسرة القديسة:
فجعت هذه الأسرة بوفاة أصغر اخوة سينكليتيكي في صباه، أما الأكبر فقد انتقل إلى عالم الخلود ليلة زفافه،ولم يعد سوى بنت صغيرة مكفوفة وهذه القديسة، الأمر الذي حرك عقل وقلب سينكليتيكي إلى التفكير والتأمل وأضحت مباهج العالم ومفاتنه في نظرها سرابًا خادعًا.
حياة البتولية والنسك:
حين طغت عليها هذه الخواطر قرّرت أن تكرّس حياتها لخدمة الله، على أنها أدركت في الوقت عينه أنها لا تستطيع ترك أبويها، لأنها إن تركتهما فستزيدهما حزنًا على حزن، فاستمرت تعيش في البيت معهما ولكنها أعلمتهما بأنها ترغب في الاحتفاظ ببتوليتها.
طلبا إليها في بادئ الأمر أن تتزوج كي يتعزيا بتربية أولادها، ولكنهما نزلا على رغبتها حين اتضح لهما أنها صادقة العزم في ما قالت، ومن ثم وضعت لنفسها نظامًا نسكيًا تسير عليه بكل دقة وإخلاص وهي مقيمة في بيت أبويها.
ظلت سينكليتيكي مداومة على أصوامها وصلواتها ونسكها وتعبدها في بيت أبويها إلى أن انتقلا إلى عالم النور، وعند ذاك وزّعت أموالها على الفقراء وأخذت أختها وذهبت إلى مقبرة العائلة حيث عاشت بضع سنوات، وفي تلك الفترة ضاعفت أصوامها وصلواتها وتأملاتها.
أم العذارى المتبتلات:
بدأ عبير حياتها ينتشر في الأرجاء إلى أن ملأ الإسكندرية، فجاء لزيارتها عدد غير قليل من الشابات. البعض منهن لمجرد رؤيتها وأخذ بركتها، والبعض الآخر مستفسرات عن حل مشاكلهن. وكان من الطبيعي أن تتأثر بعضهن بقدوتها ويمكثن معها ويشاركنها حياة النسك والتأمل.
تركت مقبرة العائلة وأخذت زميلاتها ليعشن معًا في مبنى خارج المدينة، وكرست حياتها لخدمتهن صائرة قدوة وصورة حية لما تنادي به من تعاليم، ولذلك أحبتها زميلاتها وأخلصن الولاء لها وأطعنها عن رضى وحبور.
تزايد عدد الشابات اللواتي خضعن لرياستها سنة بعد الأخرى، وكان بعضهن يقضين معها فترة من الزمن يعدن بعدها إلى بيئتهن ليحملن إلى أهلهن النعمة المنعكسة عليهن من حياة سينكليتيكي.
مرضها ونياحتها:
بلغت القديسة الثمانين من عمرها وكانت حتى ذلك الوقت تتمتع بصحة تامة، وفجأة أصيبت بمرض مزعج، فقد غطت القروح جسمها من قمة الرأس إلى أخمص القدم حتى أفقدها القدرة على النطق، وتضاعف ألم القروح بحمى عالية موجعة فكان صبر القديسة شبيهًا بصبر أيوب إذ تحملت كل ما أصابها برضى وطول أناة.
قبل انتقالها بثلاثة أيام رأت جمهورًا من الملائكة ومعهن عدد من العذارى، وتقدموا إليها قائلين:
” إننا أتينا لندعوكِ فتعالي معنا “.
وما أن سمعت هذه الكلمات حتى تبدّل حالها فبدت كأنها شخص جديد إذ قد اكتنفها نور بهي، وعاشت بعد ذلك ثلاثة أيام كاملة استنار الراهبات خلالها بالنور السماوي المنعكس عليهن من رئيستهن المريضة، ثم انتقلت إلى بيعة الأبكار في هدوء.
أقوال مأثورة للقديسة:
• يكثر في البداية التعب والجهاد عند الذين يتقدمون نحو الله، لكن بعد ذلك يغمرهم فرح لا يوصف. وهم كالذين يريدون إشعال النار، يلفحهم الدخان فتدمع عيونهم لكنهم يبلغون إلى ما يرومون، لأنه يقول: “إن إلهنا نار آكلة” (عب 12 : 29). هكذا يجب علينا أن نضرم النار الإلهية بدموع وأتعاب.
• يجب علينا نحن الذين اخترنا هذه المهمة أن نقتنى التعقل الأسمى، لأن التعقل يبدو طريقًا صحيحًا لنا ولأهل العالم أيضًا. لكن يرافقه جهل بسبب ارتكاب الخطيئة بكل الأحاسيس الكثيرة الأخرى. في الحقيقة أمثال هؤلاء لا يرون كما يجب، ولا يضحكون كما يليق.
• كما تُبعد الأدوية القوية الحادة الوحوش السامة، هكذا تبعد الصلاة مع الصوم الفكر الشرير.
• بالتميز الروحي ينبغي أن نسوس أنفسنا. وعندما نكون في شركة مع الاخوة لا ينبغي أن نطلب ما هو لنا، ولا يليق أن نستعبد لرأينا، فالأحرى أن نكون مطيعين لأبينا في الإذعان.
• إذا أزعجنا المرض، لا نحزن إذا لم نقدر أن نسبح الرب بصوتنا، لأن هذا يكون لتنقية الأهواء. في الحقيقة إن الصوم والانطراح في الفراش سُمحا لنا من أجل الشهوات. هذا هو النسك العظيم: أن نحتمل الأمراض ونرفع تسابيح الشكر لله.
• لا يغريك تنعّم أهل العالم الأغنياء كما لو أن فيه شيئًا ثمينًا بسبب اللذة الجوفاء. أولئك يوقّرون فن الطهي، أما أنت فبالصوم عن الأطعمة تسمو فوق لذات وطيبات أطعمتهم، لأنه يقول: “إن النفس التي تحيا بالتنعم، تهزأ بالشهد” (أم 27 : 7). لذا لا تشبع من الخبز ولا ترغب الخمر.
• حسن أن لا تغضب. ولكن إذا حصل وغضبت، لا يسمح لك الرب بغضب يوم كامل قائلاً: “لا تغرب الشمس على غضبكم” (أفس 4: 26). فهل تنتظر أنت إذن حتى يغرب زمان حياتك كله؟ لماذا تبغض من أحزنك؟ ليس هو الذي ظلمك، بل الشيطان. فأنت مدعو أن تبغض المرض لا المريض.
• إذا كنت تعيش في شركة لا تغير مكانك، لأنك بذلك تتأذى كثيرًا. في الحقيقة كما أن الدجاجة عندما تغادر البيضة تهملها، هكذا حال الراهب أو البتول، عندما يتنقل من موضع إلى آخر، يفتر وتنطفئ جذوة الإيمان فيه.
بركة شفاعتها تكون معنا آمين.
 
قديم 05 - 06 - 2015, 03:28 PM   رقم المشاركة : ( 7916 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس يعقوب المجاهد التائب
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قديسنا كان محب للوحدة والسكون فحاربه عدوالخير بالكبرياء والإعتزاز بالنفس لدرجة أنه اتكل على ذاته فسمح الرب بسقوطه ليعلم مقدار ضعفه ولكي تنصلح نفسه وبذلك يقدم لنا مثل من أعظم الأمثلة في التوبة.
حياته الأولى:
عاش هذا الراهب في القرن الرابع الميلادي، وانفرد متوحدًا في مغارته التي أقام بها 15 عامًا أ جهد نفسه بالأصوام والصلوات المستمرة، وكان محبًا للوحدة والسكون وقطع شوطًا طويلاً في حياه الفضيلة والجهاد حتى سمى إلى درجةٍ عاليةٍ وأنعم الله عليه بفضائله ومنحه موهبة إخراج الشياطين.
مواهب الله له:
ذات مرة جاء أحد الأشخاص إلى نتريا لكي يُشفى من مرضه، وعندما كان يمر بقلاية هذا القديس صرخ الشيطان وخرج منه، وعرف سكان البلدة بهذه القصة وللحال التف حوله كثيرون ممن بهم أمراض فكان يصلي عليهم ويشفيهم بقوة الله، وقد حباه الله إخراج الأرواح الشريرة.
الشياطين تحاربه:
حاول الشيطان أن يوقعه في الشر فاحتال عليه قوم من أتباع إبليس وأوعزوا إلى زانية فتزينت وذهبت إليه ودخلت عليه المغارة، ووثبت عليه وصارت تداعبه مستدرجة إياه إلى الخطية. فما كان من القديس إلا أن وعظها وذكّرها بنار جهنم والعقوبات الدهرية، تكلم معها بثبات ووقار حتى ندمت ورجعت عن طريقها وخرجت بدموعٍ وندمٍ واشتاقت إلى التوبة. فأرسلها القديس إلى أحد الكهنة لتعترف أمامه. كانت تردد الشكر الله الذي منَّ عليها بالرجوع عن طريق الموت إلى الحياة وذلك بصلاة القديس.
مرة أخرى ظهر له الشيطان بهيئة جسمية وقال له: ” يايعقوب قد ضجرت للغاية لأنك تخرجني من كل موضع لي فأقلقت راحتي ولم تتركني استريح ساعة واحدة “، فلما أبصره القديس عرفه وقال لوقته: ” ما هي قدرتك أنت حتى تقف أمام أولاد الله وتزعجهم ؟ ” والتفت إليه القديس ورفع عكازه الذي كان موسومًا بعلامة الصليب بقوة وضرب الشيطان على رأسه ثلاث ضربات منتهرًا آياه قائلاً:” الرب يسوع المسيح يبعدك عنا أيها الشرير الطاغي يا ابن الهلاك ” فخاف الشيطان العدو وهرب.
بعد أيام ليست كثيرة جاء الشيطان مرة ثانية وقال له: ” يا يعقوب قد ضربتني ثلاث ضربات ممكن أن تداوى ولكني سأضربك ثلاث ضربات
 
قديم 05 - 06 - 2015, 03:32 PM   رقم المشاركة : ( 7917 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة إيلارية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنها محبة الله النارية التي تلهب القلب فتهبه قوة فائقة، وتعطي صاحبه قدرة للعمل الروحي العجيب!الأبدي وقديستنا صورة حية لانفتاح القلب على أمجاد السماء فتركت كل مجد بشري من أجل الملكوت.
نشأتها:
في أواخر القرن الخامس الميلادي رزق الله الملك البيزنطي زينون ابنة اسماها إيلارية، ثم اعطاه الله ابنة أخرى اسماها ثاؤبسته، ولما كان هذا الملك محبًاللإله الحقيقي يسوع المسيح ربى ابنتاه على محبة الكنيسة والعبادة فنشأتا على محبة الإيمان وتعاليم الآباء.
وقد عاشت قديستنا إيلارية في حياة تقوية تمارس نسكها الخفي وتدرس الكتاب المقدس، فمال قلبها للبتولية وتكريس حياتها للعبادة فكانت تحدث نفسها بزوال الدنيا ومجد هذا العالم الزائل، فإختارت أن تكون مزدرية وغير موجودة هاربة من أضواء العالم لتتمتع بنور المسيح.
في أحد الأيام إذ مضت إلى الكنيسة سمعت كلمات الرسول بولس عن موسى الذي بالإيمان أبى أن يُدعى ابنًا لابنة فرعون، مفضلاً بالحري أن يُذل مع شعب الله عن أن يكون له تمتع وقتي بالخطية (عب24:11-26)، فالتهب قلبها بالحنين إلى ترك القصر لتمارس حياة العبادة الخفية.
بالفعل في اليوم التالي تزينت بزي سعاة الملك وشدت وسطها بمنطقة وانطلقت إلى البحر متجهة إلى الإسكندرية، وكانت قد بلغت الثانية عشر من عمرها. هناك تباركت من كنيسة القديس بطرس خاتم الشهداء وكنيسة مار مرقس الرسول ثم سألت أحد الشمامسة أن يذهب معها إلى دير شيهيت مقدمة له مبلغًا للإنفاق على الرحلة ، بينما كان الملك يبحث عنها بمرارة ولا يجدها.
الذهاب إلى البرية:
تحدث معهما القديس بمويه ، ثم سألته إيلارية أن يقبلها في الرهبنة دون أن تكشف له عن أمرها، فأجابها أن تذهب إلى دير الزجاج لتترهب هناك، قائلاً لها: “أراك ابن نعمة، وقد اعتدت على عيشة الترف، وهذا الموضع صعب عليك لقلة العزاء الجسدي .
أصرت إيلارية على طلبها وقلت له: ” يا أبي أني لم أحضر هنا لكي أتنعم وأنما لأتعبد وأسلك مسلك الآباء في صوم ونسك وصلاة، وبصلواتك يا أبي لي ثقة كبيرة في أن الله يعطيني نعمة وجهادًا ”
فتعجب الأنبا بمويه عند سماع هذا الكلام فقبلهاواعطاها قلاية علي أنها شاب يدعى إيلاري ، ثم سلمت أموالها للشماس ليقدمه للأب البطريرك لخدمة الفقراء.
اختبر الأب بمويه إيلاري وإذ رأى مثابرته وجهاده البسه الإسكيم ودعاه ” الراهب إيلاري “، وكان يفتقدها مرتين كل أسبوع يرشدها ويدربها على الحياة النسكية.
بقيت في جهادها سبع سنوات، وكان الرهبان يدعونها ” الراهب الخصي ” بسبب رقة صوتها وعدم ظهور لحية، وفي أحد الأيام أخبرها القديس بموية أن الله كشف له أمرها بكونها ابنة الملك وسألها أن تبقى هكذا لا تبح أمرها لأحد قط.
أحزان في القصر:
كان القصر الإمبراطوري في حزن شديد على إختفاء الأميرة إيلارية وذاد الحزن أضعافًا عندما مرضت أختها ثاؤبستا بمرض عضال حار فيه الأطباء تمررت نفس الملك الذي فقد ابنته الكبرى وها هو يفقد أختها، فأرسلها إلى برية شيهيت ليصلى من أجلها الآباء النساك ، وإذ كان الراهب إيلاري قد عُرف بالتقوى طلب الشيوخ بعد صلاتهم على ثاوبستا أن تُحمل إلى قلايته ليصلي عليها، فلم تترد إيلارية، بل بسطت يديها وكانت تصلى بدموع وهي تقبل أختها ، فتحنن الله عليها وشفاها، فمجد الآباء الله.
عودة الأميرة إلى القسطنطينية:
عادت الأميرة لتخبر الملك بعمل الله معها وتعب الشيوخ من أجلها خاصة الأب إيلاري، وروت له كيف كان يبكي بدموع ويقبلها ويرقد بجوارها، الأمر الذي أدهش الملك وساوره الشك. فكتب إلى الأب بمويه يطلب منه أن يرسل إليه الراهب إيلاري ليباركه هو ومملكته.
تحت إلحاح الآباء اضطر إيلاري أن يذهب إلى القصر الذي استقبله الملك والملكة وكل رجال البلاط بحفاوة وفرح عظيم.
انفرد الملك بالراهب يسأله كيف يمكن لراهب أن يقّبل فتاة ويرقد بجوارها، عندئذ طلب الراهب منه أن يتعهد بألا يعوقه عن العودة إذ قال للملك سبب مقنع لذلك فتعهد الملك، عندئذ سالت الدموع من عيني الراهب وهو يرتمي على صدر الملك، ويقول: ” أنا ابنتك إيلارية !”. لم يحتمل الملك الخبر فصار يعانقها، ونادى الملكة ليبشرها بالخبر، وتحولت حياتهمامن حزن شديد إلى فرح شديد، بسبب عودة إيلارية وشفاء ثاؤبسته.
بقيت القديسة إيلارية معهم في القصر ثلاثة أشهر لتعود فتذكر أبيها بالوعد الذي قطعه على نفسه بأن لا يعوق عودتها إلى البرية لتكمل جهادها، غربتها وحبها لمن احبها أولاً.
عاد الراهب إيلاري ومعه خيرات كثيرة للدير ، وقد قضى خمسة أعوام في نسكه وتقواه حتى افتقده الرب بمرض ليرقد في الرب بعد رشم علامة الصليب على وجهه.
دفنها الأنبا بمويه بملابسها كطلبها وأعلن خبرها للرهبان الذين تعجبوا لعمل الله الفائق في حياتها.
بركة صلاتها تكون معنا، أمين.وتحتفل الكنيسة بعيد نياحتها في الحادي والعشرين من طوبه
 
قديم 05 - 06 - 2015, 03:34 PM   رقم المشاركة : ( 7918 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس نيقولاوس الأسقف الصانع العجائب
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحتفل كنيستنا الأرثوذوكسية بعيد القديس نيقولاوس العجائبي في يوم 6 ديسمبر وقد امتدت شهرة هذا القديس المحب للأطفال فهو سانت كلوز والشهير ببابا نويل الذي يزور الأطفال ويترك لهم الهدايا ليلة عيد الميلاد.
ولادته ونشأته:
ولد القديس نيقولاوس سنة 262م في مدينة مورا أو باتارا Patara بليكيا Lycia إحدى مقاطعات آسيا الصغرى، وكانت ميرا Myra العاصمة قريبة من البحر، وهي مقر كرسي أسقفي.
اسم أبيه أبيفانيوس وأمه تونة، وقد جمعا إلى جانب الغنى الكثير مخافة الرب، ولم يكن لهما ولد. ولما شاخا تحنن الله عليهما ورزقهما هذا القديس الذي امتلأ بالنعمة الإلهية منذ طفولته. ربّياه والداه تربية حسنة، ونشأ تحت رعاية الكنيسة في نقاوة القلب. وفي سن الخامسة بدأ يتعلم العلوم الكنسية، ويومًا بعد يوم أضاءت تعاليم الكنيسة عقله وحمَّسته إلى التدين السليم.
وعندما بلغ سن الكفاءة للتعليم سلمه أبواه الشريفان وعمه الأرشمندريت نيقولاوس إلى معلم خاص فتلقن الشاب الصغير العلوم المختلفة ونبغ فيها وفي تلقيه لهذه العلوم أظهر من النجابة ما دلَّ على أن الروح القدس كان يلهمه أكثر مما كان يتلقى من المعلم.
ولما لمع أكثر في الفضائل قدمه والداه وعمه إلى الكنيسة وسلموه لرئيس الكهنة ليكون عارية للرب مثل صموئيل النبي فرسم شماسًا.
رهبنته:
ترهب في دير كان ابن عمه رئيسًا عليه، فعاش حياة النسك والجهاد والفضيلة حتى رُسِم قسًا وهو في التاسعة عشر من عمره. وأعطاه الله نعمة عمل الآيات ومنها إخراج الشياطين وشفاء المرضى، وكان يبارك في الخبز القليل فيشبع منه عددًا كبيرًا.
زهده ومحبته:
لقد كان القديس نيقولاوس زاهدًا في المال منذ حداثته فلما توفي والداه تاركين له أموالاً وثروة، قرر أن يكرّس ميراثه في أعمال الرحمة. فلما سمع أن أحد رجال باتارا فقد كل أمواله لدرجة أنه لم يجد ما يقتات به أو ما يزوج به بناته الثلاث بسبب فقره، فنوى الرجل البائس أن يسلمهن لأعمال الدعارة.
فأخذ القديس نيقولاوس مائة دينار وجعلها في كيس وتحت ستار الظلام ألقاه من شباك منزل الرجل، الذي لما انتبه من نومه ووجد الكيس، فرح كثيرًا وزوَّج بهذا المال ابنته الكبرى.
ثم كرر القديس نيقولاوس نفس الأمر مع الابنة الثانيةعندما سمع بقرب زواجها. ولما جاء دور الابنة الثالثة اراد الأب أن يتعرَّف على شخصية هذا الرجل البار. فلبث ساهرًا في هذه المرة وحالما شعر بسقوط الكيس وسط منزله لم يأخذه بل أسرع إلى خارج البيت ليرى من الذي ألقاه فعرف أنه القديس نيقولاوس، فخرَّ عند قدميه وشكره كثيرًا لأنه أنقذ فتياته من الفقر والمذلة.
اختياره للأسقفية:
كان القديس نيقولاوس منذ حداثته مملوءًا من النعمة والقداسة ونقاوة القلب، فصارت تغمره روحانية وشفافية، فكان يرى رؤى سماوية ويكشف له الله عن أسرار وأمور كثيرة ومن هذه الأمور دعوته للأسقفية.
فقبل انتخابه لرتبة الأسقفية رأى ذات ليلة في حلم كرسيًا عظيمًا وحلة بهية موضوعة عليه وإنسانًا يقول له: ” البس هذه الحلة وأجلس على هذا الكرسي “. وفي ليلة أخرى رأى السيدة العذراء تناوله بعضًا من ملابس الكهنوت والسيد المسيح يناوله الإنجيل.
ولما تنيّح أسقف مورا اجتمع الإكليروس والشعب لاختيار الأسقف الجديد. فظهر ملاك الرب لرئيس الأساقفة في حلم وأعلمه بأن المختار لهذه الرتبة هو نيقولاوس، وعرَّفه عليه. ولما استيقظ أخبر الأساقفة بما رأى فصدقوا كلهم الرؤيا وعلموا أنها من السيد المسيح، ثم أخذوا القديس ورسموه أسقفًا على مورا.
اشتهر الأسقف القديس نيقولاوس بقداسته وغيرته وصنع الله على يديه الكثير من المعجزات واخرج الله بصلاته الكثير من الشياطين.
احتماله الآلام من أجل الإيمان:
ملك دقلديانوس سنة 284م وامر بعبادة الأوثان ثم أثار اضطهادًا شرسًا على الكنيسة ولما قبض على جماعة من المؤمنين، كان القديس نيقولاوس يُعتَبر رئيس المسيحيين في المدينة وكان يعظ ويعلم الشعب عن حقائق الإيمان بكل شجاعة، فقبض عليه الوالي هو أيضًا وعذبه كثيرًا لعدة سنين، وكان السيد المسيح يخرجه من العذاب سالمًا ليكون غصنًا كبيرًا في شجرة الإيمان.
ولما ضجر منه الوالي ألقاه في السجن، فكان وهو في السجن يكتب إلى رعيته ويشجعهم ويثبتهم. ولم يزل في السجن إلى أن مات دقلديانوس.
وحين مَلَك الإمبراطور قسطنطين البار أطلق سراح المسجونين ومن بينهم القديس نيقولاوس الذي عاد إلى كرسيه في ميرا.
ولما خرج من السجن أخذ مواقف حاسمة ضد الوثنية. فدمر معبد أرطاميس، وهو المعبد الرئيسي في المنطقة، وخرجت الأرواح الشريرة هربًا من أمام وجه القديس.
القديس في مجمع نيقية:
ويقول القديس ميثوديوس Methodius أنه بسبب تعاليم القديس نيقولاوس كان كرسي ميرا هو الوحيد الذي لم يتأثر ببدعة أريوس.
ولما أنعقد مجمع نيقية بأمر الملك قسطنطين لمحاكمة أريوس، كان القديس نيقولاوس واحدًا من أعضائه والذين قاموا بوضع قانون الإيمان من بدايته حتى عبارة وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة نؤمن بالروح القدس ).
اهتمامه برعيته:
من القصص التي تُروَى عن اهتمام القديس برعيته أن الحاكم يوستاثيوس Eustathius أخذ رشوة ليحكم على ثلاثة رجال أبرياء بالقتل. وفي وقت تنفيذ الحكم حضر القديس نيقولاوس إلى المكان وبمعجزة شلَّ يد السياف وأطلق سراح الرجال. ثم التفت إلى يوستاثيوس وحرَّكه للاعتراف بجريمته وتوبته. وكان حاضرًا هذا الحدث ثلاثة من ضباط الإمبراطور كانوا في طريقهم إلى مهمة رسمية في فريجية Phrygia ، وحين عادوا إلى القسطنطينية حكم عليهم الإمبراطور قسطنطين بالموت بسبب وشاية كاذبة من أحد الحاقدين.
تذكَّر الضباط ما سبق أن شاهدوه في ميرا من قوة حب وعدالة أسقفها، فصلّوا إلى الله لكي بشفاعة هذا الأسقف ينجون من الموت. في تلك الليلة ظهر القديس نيقولاوس للإمبراطور قسطنطين وتوعده في حالة عدم اطلاق سراح الأبرياء الثلاثة.
في الصباح أرسل واستدعاهم للتحقيق معهم، وحين سمع أنهم تشفعوا بالقديس نيقولاوس الذي ظهر له، أطلق سراحهم في الحال وأرسلهم برسالة إليه قائلاً:” لقد فعلنا كما امرتنا فلا تعود تهددنا بل صلي من أجلنا “.وقد ظلت هذه القصة لمدة طويلة من أشهر معجزات القديس نيقولاوس.
نياحته:
بعد أن جاهد القديس نيقولاوس عشرات السنين في الفضائل الروحية واحتمال الآلام والإضطهادات والسجن من أجل الإيمان، أخذ جسده النحيل يضعف وانهكه الجهاد والنسك، وتقدمت به الشيخوخة وكان قد قارب الثمانين سنة قضى منها حوالي أربعين سنة أسقفًا. فلما أكمل سعيه انتقل إلى الرب في سنة 342م ودفن في كاتدرائية ميرا، بعد أن سبق الرب وأعلمه بيوم انتقاله.
سانتا كلوز:
يعرف القديس في الغرب باسم القديس نيقولاوس العجائبي وذلك بسبب تلك المعجزات الكثيرة التي جرت
باسمه في حياته أو بعد نياحته وكان الكثيرون يتخذونه شفيعًا لهم، وكان القديس نيقولاوس مشهورًا بأنه صديق الأطفال وشفيعهم، وأنه يمنح الهبات لهم في يوم عيد الميلاد المجيد، وهذا هو السبب في ارتباط اسمه بسانت كلوز St. Clous أو مايطلق عليه بين الأطفال بابا نويل.
أصبح ذلك تقليدًا بين المسيحين في ألمانيا وسويسرا وهولندا حيث يتبادلون الهدايا باسمه في عيد الميلاد المجيد.
 
قديم 05 - 06 - 2015, 03:36 PM   رقم المشاركة : ( 7919 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة تاييس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التوبة تجعل الزناة بتوليون، تدخـل مخادع الزانيـات وتجتذب الزناة وتلدهم من حضنـها بتوليين للمسيح، تجتذب من الطرقات الى الملكوت هي تقلع الشجرة التى اثمارها سم الموت الشيخ الروحاني
نشأتها:
في مدينة الأسكندرية وفي القرن الثالث كان مولدها كانت مسيحية ولكنها كانت يتيمة الأب، ولم تكن والدتها تسير باستقامة قلب أمام الله فأستغلت جمال ابنتها البارع فألحقتها بعمل في السوق العام لتكسب الكثير، خاصة وأن الفتاة كانت ذلقة اللسان لبقة الحديث. تعرفت على أغنياء المدينة الذين قدموا لها الكثير عند قدميها من أجل شهواتهم الدنسة، وهكذا اشتهرت تاييس كإحدى الساقطات، تفتح بيتها للأغنياء الأشرار.
مع القديس بيصاريون:
إذ سمع عنها القديس بيصاريون أحد شيوخ برية شيهيت الكبار، وكيف صارت تاييس علة سقوط الكثيرين اشتاقت نفسه إلى خلاصها، فقدم صلوات كثيرة بدموعٍ ومطانياتٍ مع أصوامٍ من أجلها لكي ينتشلها الله من هذه الهوة. تخفى القديس بيصاريون وطلب مقابلتها، وإذ دخل حجرتها دار بينهما الحديث التالي:
+ ألا يوجد مكان أكثر عزلة أستطيع أن أحدثك فيه بحرية؟
+ فسخرت منه وقالت له:” إن كنت تخشى أن يرانا الناس فأطمئن لأنه لن يرانا أحد، أما إن كنت تخشى أن يرانا الله فالله موجود في كل مكان “.
+ فلما سمع القديس منها ذلك الكلام عرف المدخل إلى قلبها وبادرها بصوت حزين قائلاً:” هل تؤمنين حقًا يا ابنتي أن الله موجود، وأنه توجد مكافأة للفضيلة ومجازاة عن الخطية؟ فإن كنتِ تعرفين انه يوجد حكم ودينونة، كيف تتسببين في هلاك كل هذه النفوس؟ لأنه من أجل هذه النفوس الكثيرة سيكون عقابك أكثر “.
إذ شعرت تاييس بجدية الحديث، وتلامست مع نعمة الله الغنية، امتلأت خجلاً، ثم سقطت على الأرض لتنفجر في البكاء بلا توقف، وهي تقول: ” يا أبي، السماء هي التي أرسلتك. إني أعلم أنه توجد توبة للذين يخطئون. أريد أن أترك الحياة النجسة التي سلكت فيها منذ زمنٍ بعيد. أرجوك أن تساعدني على خلاص نفسي، وسأطيع أوامرك بكل دقة، ومهما قلت من أمرٍ سأفعله “.
صدق توبتها:
تهللت نفس القديس بيصاريون جدًا إذ رآها صادقة في توبتها، واتفق معها على موضع يلتقيان فيه. انصرف الأنبا بيصاريون ومسحت تاييس دموعها، وأخذت تجمع ملابسها وكل أمتعتها، وجاءت بها إلى السوق في وسط المدينة وأشعلت فيها النيران، وهي تقول: “تعالوا يا جميع رفاق السوء وانظروا، إني أحرق أمام أعينكم كل هداياكم وتذكاراتكم وكل ما جمعته في حياتي الشريرة…”.
انطلقت إلى القديس بيصاريون ليرشدها، فأتى بها إلى بيت للعذارى حيث أخذت قلاية صغيرة كانت تتعبد فيها ليلاً ونهارًا بنسكٍ شديدٍ.
ذهاب القديس بيصاريون إلى الأنبا أنطونيوس:
بعد ثلاث سنوات التقى القديس بيصاريون بالقديس أنبا أنطونيوس الكبير، وروى له قصة تاييس التائبة، وسأله إن كان الله قبل توبتها أم لا. طلب القديس أنبا أنطونيوس من بعض تلاميذه أن يصلوا لكي يكشف لهم الرب أمرها. وبالفعل رأى القديس بولس البسيط كأن كرسيًا مجيدًا لم يجلس عليه أحد بين كراسي القديسين، أمامه ثلاثة ملائكة يمسك كل منهما سراجًا وإكليلاً بهيًا ينزل عليه.
إذ رأى القديس بولس ذلك ظن أن هذا الكرسي لأبيه القديس أنطونيوس فقيل له:
” هذا العرش لتاييس “.
في الصباح انطلق القديس بولس يروى للقديس أنبا أنطونيوس رؤياه، وإذ سمعها الأنبا بيصاريون فرح جدًا واستأذن منصرفًا، ومضى إلى بيت العذارى ليخرج تاييس من قلايتها الصغيرة الحبيسة فيها، أما هي فبانسحاق ترجته أن يتركها فيها حتى يوم انتقالها.
لم تبقَ في القلاية سوى حوالي أسبوعين، حيث مرضت وأسلمت روحها في يديْ الله، وقد تركت لنا مثلاً حيًا لعمل الله الفائق في حياة الإنسان مهما كانت شروره ونجاساته!
وتحتفل بها كنيستنا القبطية الأرثوذكسية فى اليوم الثاني من شهر مسرى، بركة صلواتها تكون معنا جميعًا آمين.
 
قديم 05 - 06 - 2015, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 7920 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة مريم المصرية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنها امرأة خاطئة، التقت فجأة مع النعمة الإلهية وأحست بمحبة الرب يسوع الواضحة في صليبه فتركت كل شئ للوقت…وتبعته
سيرتها:
هي عذراء عاشت في القرن الرابع الميلادي، أمضت حياتها الأولى في دوامة من شرور هذا العالم الجارفة، فإرتمت في ملذاته الغير مشبعة للنفس.
لم يكن لها ما يوجه حياتها سوى والداها اللذان سرعان ما انتقلا من هذا العالم، فأصبحت حرة طليقة من بعدهما إلى ما يقرب من ( 17عام ) تتفنن في إشباع ملذاتها.
القديس زوسيما:
روى القديس زوسيما لنا سيرة هذه القديسةالعظيمة في توبتها وهو راهب قس في أحد أديرة فلسطين.
وقد عاش هذا القديس في أحد الأديرة 53 سنة، وبدأت تحاربه أفكار العظمة فأرسل الله له راهبًا اقتاده إلى دير قرب نهر الأردن وأمره أن يقضي فيه بقية حياته.
كان رهبان هذا الدير من النساك الكبار الذين أضنوا حياتهم بالنسك، وكان الدير قريبًا من البرية التي أمضى فيها السيد المسيح الصوم الأربعيني، وكانت عادة رهبان هذا الدير أن يقضوا فترة الصوم الأربعيني في هذه البرية خارج الدير ولا يعودون إليه إلا يوم أحد الشعانين. كان الرهبان يتناولون الأسرار المقدسة بعد قداس الأحد الأول من الصوم ثم يخرجون للبرية، وهكذا فعل زوسيما.
رؤيته للقديسة:
قبيل نهاية الصوم وهو في طريق عودته إلى الدير أبصر شبحًا فظنه في بادئ الأمر شيطانًا ورشمه بعلامة الصليب، ولكنه تحقق بعد ذلك أنه إنسان. أسرع زوسيما – رغم شيخوخته – نحو هذا الإنسان لكنه كان يجري منه، فكان يصرخ إليه أن يقف.
فتوقف هذا الشبح ودخل في حفرة في الأرض، فتكلم هذا الشخص المجهول وناداه باسمه وقال له أنا امرأة، إن أردت أن تقدم خدمة لخاطئة فاترك لها رداءك لتستتر به واعطها بركتك.
تعجَّب زوسيما لأنها نادته باسمه وترك لها رداءه فوضعته على جسدها وسألته أن يباركها فقد كان كاهنًا، وزاد عجبه حين علمت بكهنوته وطلب هو منها أن تباركه وتصلِّي عنه.
سألها باسم المسيح أن تعرِّفه شخصيتها ولماذا أتت إلى هذا المكان وكيف استطاعت أن تبقى في هذه البرية الموحشة المخيفة، وكم لها من السنين وكيف تعيش؟
اعتراف القديسة بحياتها الأولى:
بدأت تعترف بخطاياها، وقالت له: لا تفزع من خطاياي البشعة بل فيما أنت تسمعني لا تتوقف عن الصلاة لأجلي. وبدأت تروي قصتها.
قالت أنها مصرية من الإسكندرية، ومنذ سن الثانية عشر بدأ ذهنها يتلوث بالخطية من تأثير الشر الذي كان سائدًا، وما كان يمنعها من ارتكاب الخطية الفعلية إلا الخوف المقترن بالاحترام لوالداها.
لكن ما لبثت أن فقدت أباها ثم أمها فخلا لها الجو وانحدرت إلى مهاوي الخطية الجسدية الدنسة. أسلمت نفسها للملذات مدة سبع عشرة سنة، ولم يكن ذلك عن احتياج سوى إشباع شهواتها.
ذهابها إلى أورشليم:
وفي أحد الأيام وقت الصيف رأت جمعًا من المصريين والليبيين في الميناء متجهين إلى أورشليم لحضور عيد الصليب المقدس، ولم تكن تملك قيمة السفر في إحدى السفن الذاهبة إلى أورشليم، لكنها وجدتها فرصة لإشباع لذاتها مع المسافرين.
ونظرت إلى الأب زوسيما بخجلٍ وقالت له: ” أنظر يا أبي قساوتي. أنظر عاري. فقد كان الغرض من سفري هو إهلاك النفوس “.
فقد سافرت مع زمرة من الشبان وحدث ما حدث في الطريق، وأخيرًا وصل الركب إلى أورشليم وارتكبت شرورًا كثيرة في المدينة المقدسة.
أخيرًا حلَّ يوم عيد الصليب واتجهت الجموع إلى كنيسة القيامة وكان الزحام شديدًا، ولما جاء دوري لدخول الكنيسة، وعند عتبتها وجدت رِجلَي وكأنها مُسَمَّرة لا أستطيع أن أحركها وأدخل، وكانت هناك قوة خفية تمنعني من الدخول، وكررت المحاولة أكثر من مرة دون جدوى.
أحسّسَت أني الوحيدة المطرودة من الكنيسة فالكل يدخلون بلا عائق أو مانع. عندئذ اعتزلت في مكان هادئ بجوار بوابة الكنيسة وانتهيت في فكري إلى أن منعي من الدخول يرجع إلى عدم استحقاقي بسبب فسادي.
انفجرت في البكاء وتطلعت فأبصرت صورة العذراء فوق رأسي، فصرخت في خزي: ” يا عذراء إني أدرك مدى قذارتي وعدم استحقاقي لأدخل كنيسة الله، بل إن نفسي الدنسة لا تستطيع أن تثبت أمام صورتك الطاهرة. فيا لخجلي وصغر نفسي أمامِك “.
طلبت شفاعة العذراء من كل قلبي ووعدت بعدم الرجوع لحياتي الماضية، وطلبت إليها أن تسمح لي بالدخول لأكرم الصليب المقدس، وبعدها سوف أودِّع العالم وكل ملذاته نهائيًا وطلبت إرشادها.
أحسّسَت أن طلبتي استجيبت وأخذت مكاني بين الجموع، وفي هذه المرة دخلت كما دخل الباقون بلا مانع ولكني كنت مرتعدة. سجدت إلى الأرض وسكبت دموعًا غزيرة على خشبة الصليب المقدسة وقبَّلتها.
وأخذت أصلي – دون أن أشعر بالوقت – حتى منتصف النهار وطلبت في أعماقي معونة الله بشفاعة العذراء أن أعرف ماذا أفعل، فسمعت صوتًا يقول لي: ” اعبري الأردن فهناك تجدين مكانًا لخلاصِك “.
أمضيت تلك الليلة قرب الكنيسة وفي الصباح سرت في طريقي، فقابلني رجل أعطاني ثلاث قطع من الفضة وقال لي: ” خذي ما أعطاكِ الله “.
توقفت عند خباز واشتريت ثلاث خبزات وطلبت إليه أن يرشدني إلى الطريق المؤدي للأردن. عبرت باب المدينة وأحسسَّت أني تغيرت، وصلت إلى كنيسة على اسم يوحنا المعمدان قرب النهر، وهناك أخذت ابكي واغسل وجهي بماء النهر المقدس ودخلت الكنيسة واعترفت بخطاياي وتناولت من الأسرار المقدسة.
عبرت الأردن وطلبت شفاعة العذراء وأخذت اسير في الصحراء القاحلة حتى وصلت إلى المكان الذي تقابلت فيه معك ، وكنت قد أمضيت به 45 سنة وكان الله يعولني.
محاربتها:
بناء عن سؤال القس زوسيما أخذت تروي أخبار محاربتها. فقالت أنها أمضت سبعة عشر عامًا في حروب عنيفة مع الشهوات الجسدية كما لو كانت تحارب وحوشًا حقيقية، وكانت تمر بذاكرتها كل الخطايا والقبائح التي فعلتها، وعانت من الجوع والعطش الشديدين.
ومما قالته: “مرات كثيرة أخرى كانت تهاجمني آلاف الذكريات الحسية والأفكار الدنسة، وكانت تجعل في قلبي آلامًا شديدة بل كانت تجري في عروقي مثل جمر مشتعل، حينئذ كنت أخُّر على الأرض متضرعة من كل قلبي. بل كنت أحيانًا كثيرة أبقى على هذا الوضع أيامًا وليالٍ، إلى أن يحوطني النور الإلهي مثل دائرة من نار لا يستطيع المجرب أن يتعداها “.
وكانت العذراء معينة لي بالحقيقة في حياة التوبة، فكانت طوال هذه المدة تقودني بيدها وتصلي من أجلي. ولما فرغت الخبزات كنت آكل الحشائش والجذور التي كنت أجدها في الأرض.
أما عن ملابسها فقد تهرَّأت من الاستعمال، وكانت حرارة الشمس تحرق جسدها بينما برودة الصحراء تجعلها ترتعد لدرجة أنها كان يُغمى عليها. وقالت له أنها منذ عبرت الأردن لم ترَ وجه إنسان سواه، وقالت أن الله لقَّنها معرفة الكتب المقدسة والمزامير.
القس زوسيما يباركها:
ولما انتهت من كلامها انحنت أمام القس زوسيما ليباركها، وأوصته ألا يخبر أحدًا عنها وطلبت إليه أن يعود إليها في يوم خميس العهد من العام التالي ومعه التناول المقدس، وقالت أنها ستنتظره عند شاطئ الأردن.
وفي الصوم الأربعيني المقدس في العام التالي خرج الرهبان كعادتهم، أما زوسيما فكان مريضًا بالحمَّى على نحو ما أخبرته مريم في لقائها معه. وبعد قداس خميس العهد حمل القس زوسيما جسد المسيح ودمه الكريمين، كما أخذ معه بعض البقول والبلح وذهب لينتظر مجيء القديسة عند شاطئ النهر.
انتظرها طويلاً وكان يشخص نحو الصحراء، وأخيرًا رآها على الضفة المقابلة ورشمت بعلامة الصليب على مياه النهر وعبرت ماشية على الماء. وإزاء هذه الأعجوبة حاول القديس زوسيما أن ينحني أمامها لكنها صاحت: ” أيها الأب أيها الكاهن ماذا أنت فاعل؟ هل نسيت أنك تحمل الأسرار المقدسة؟ ”
حينئذ تقدمت وسجدت بخشوع أمام السرّ المقدس وتناولت من الأسرار المقدسة. وبعد قليل رفعت يديها نحو السماء صارخة: ” الآن يا سيد تطلق عبدتك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك “.
طلبت إليه أن يحضر إليها في العام القادم ويتقابل معها في المكان الذي تقابلا فيه أولاً، وطلبت إليه أن يصلي عنها، ورشمت على النهر بعلامة الصليب وعبرته راجعة واختفت من أمامه.
نياحتها:
في العام التالي وفي الموعد المحدد توجه إلى المكان الذي التقيا فيه أولاً، ووجدها ساجدة ووجهها متجهًا للشرق ويداها بلا حركة ومنضمتان في جمود الموت، فركع إلى جوارها وبكى كثيرًا وصلى عليها صلوات التجنيز.
وحتى هذه اللحظة كان لا يعرف اسمها، ولكن عندما اقترب منها ليفحص عن قرب وجهها وجد مكتوبًا: ” يا أب زوسيما ادفن هنا جسد مريم البائسة واترك للتراب جسد الخطية هذا، صلّي من أجلي “.
اكتشف أنها تنيحت بالليل بعد تناولها من الأسرار المقدسة، ويقال أن ذلك كان سنة 421م.
عاد زوسيما إلى ديره وهو يقول: ” حقًا إن العشارين والخطاة والزناة سيسبقوننا إلى الملكوت السماوي “. وكانت سيرتها مشجعًا أكثر على الجهاد. وتعيِّد لها الكنيسة القبطية في يوم 16 برمودة من كل عام.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024