![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 79041 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن العالم اليوم قد غرق كله في الكثير من القلق والهموم بما في ذلك الدول الثرية. أما في إطار المجتمع والنظام الاجتماعي المنبثق من السيد المسيح، فيمكن للقلق وللهموم وللمخاوف أن تتوقف بل يجب عليها ذلك. فهناك يجب أن يهتم بعضنا ببعض. وعندما قال الرسول بولس: «لا تهتمّوا»، فهو يسلّم بأن هؤلاء الناس متحدون معا برباط التضامن والتعاضد بحيث لا أحد منهم يقول بَعْدُ: «هذا لي»، بل يقول الجميع: «يجب أن يزيل تضامننا، ورباطنا، كل قلق وكل همّ. ويجب على كل ممتلكاتنا التي نتشارك بها أن تكون مصدر عون لكل فرد فينا، وبالتالي تخلّصنا من الهموم». وبهذه الطريقة يأتي ملكوت السماوات. فهو يأتي أولا في قطيع صغير من الناس المتحررين من الهموم. وهكذا يعلمنا يسوع: لذلِكَ لا تَهتمّوا فتقولوا: ماذا نأكُلُ؟ وماذا نشرَبُ؟ وماذا نَلبَسُ؟ ... فاَطلبوا أوَّلاً مَلكوتَ اللهِ ومشيئَتَهُ، فيزيدَكُمُ اللهُ هذا كُلَّه. (متى 6: 31 و 33). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79042 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فمنذ البداية، ومنذ ولادة المسيح، كان الناس يسعون إلى تحقيق مجتمع كهذا، أي بمعنى جماعة تتسم علاقات أفرادها بسمات الملكوت، ومتحررة من القلق والهموم. فهناك قوة جسيمة يستمدها الناس حينما بعضهم يؤازر ويعاون بعضا، وحينما يتحدون معا في أسلوب معيشي مشترك. وهكذا تتلاشى فكرة الملكية الخاصة، ويرتبط الناس بشدة معا في الروح القدس بحيث يقول كل منهم: «إن ما أملكه هو مُلكٌ للآخرين، ولو وقعت في حاجة أو ضيق، فسوف يساعدني الآخرون». ومثلما ما يوصينا الإنجيل: لا أَعني أنْ تكونوا في ضِيقٍ ويكونَ غَيرُكُم في راحَةٍ، بَلْ أَعني أنْ تكونَ بَينَكُم مُساواةٌ، فيَسُدُّ رَخاؤُكُم ما يُعوِزُهُمُ اليومَ، حتّى يسُدَّ رخاؤُهم ما يُعوِزُكم غدًا، فتَتِمَّ المُساواةُ. فالكِتابُ يَقولُ: «الّذي جَمَعَ كثيرًا ما فَضَلَ عَنهُ شيءٌ، والّذي جمَعَ قليلاً ما نَقصَهُ شيءٌ». (2 كورنثوس 8: 13- 15). فمثل هذا التلاحم الأخوي القوي والوقوف الثابت جنبا إلى جنب والمطلق - بلا حدود - فيما بين الإخوة والأخوات ضمن الجماعة المسيحية في حياة متقاسمة مشتركة حيث كل فرد يتحمّل مسؤولية رعاية غيره من الأفراد الآخرين في مجتمع الكنيسة، ففي مثل هذه الحياة يمكنك حقا أن تقول: «لا تهتمّ». |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79043 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لقد كانت هناك محاولات عديدة باستمرار ليعيش الناس حياة مسيحية مشتركة على هذا النحو. إلا أن ظهورها إلى حيز الوجود لم يكتمل تماما قط. وهذا هو السبب الذي أودى بالمسيحية إلى هذا الضعف الشديد على عكس ما قصده المسيح لها. وللتأكد من ذلك، نرى الناس وعلى مر العصور قد عرفوا أن هذا البناء الاجتماعي الذي لا يقلق ولا يهتمّ فيه المرء هو بالحقيقة إرادة المسيح الأصلية. لقد أوصانا المسيح بأن لا نسعى وراء غنى وأمجاد العالم. وقال هذا بالتحديد لأنه سلّم بأن شعبه المتّحد سيكون له دائما سبل الحياة الضرورية. وأخبر أتباعه بأن وحدتهم في المحبة وأسلوب حياتهم الذي يعتمد على المشاركة سيوفر لهم ما يكفيهم من ملبس ومأكل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79044 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كان الناس دائما يعتبرون المجتمع بأنه يجب أن يكون على هذه الشاكلة الأخوية المتشاركة. لكن بسبب عدم اكتمال حدوثه، فقد تخلوا عنه في آخر أمرهم واستبدلوه بما يسمى بالجمعيات الخيرية، حيث يقدم أولئك الميسورين وبدافع الصدقة شيئا يسيرا للفقراء. وهكذا كان الحال دائما. فيجد العديد من الناس طرقا ووسائلا للتصدُّق على الفقراء بما يفيض عن حاجتهم - هنا وهناك. لكن هذا ليس ما يريده يسوع المسيح. فالعكس صحيح تماما! فلو ألقينا نظرة فاحصة على الواقع، لرأينا مدى الهمّ والقلق الناتجين عن العديد من المؤسسات الخيرية اليوم. فنرى أن الملايين من الناس يستمر همّهم على كيفية إمكانية حصولهم على القليل من هنا والقليل من هناك. وغالبا ما تصرفهم هذه المؤسسات الخيرية نفسها. هل فاجأك هذا الأمر؟ لا تتعجب حينما يفشل محسني هذا العالم المتمكنين من تقديم المساعدة. فالجمعيات الخيرية ليست الطريق. لأن المتبرعين فيها يستبقون لأنفسهم الأموال ولا يجري بذلك سدّ الحاجات الرئيسية وحلّ المشاكل من جذورها. لذلك يجب أن ينضم بعضنا إلى بعض. فلابد أن تنشأ جماعة متشاركة متحدة ليسوع المسيح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79045 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() من بين الأسباب التي جعلت من أتباع المسيح غير مرتبطين معا كالجسد الواحد، مثلما كان المسيحيون الأوائل «قَلبًا واحدًا ورُوحًا واحِدَةً» في يوم الخمسين، أي عيد العنصرة (يوم حلول الروح القدس عليهم)، هو أن المسيحيين أرادوا إدخال العديد من العناصر الغريبة. فأراد أعضاء الكنائس تغيير العالم كله وجعله يهتدي إلى الإيمان قبلما أن يتغيروا هم أنفسهم بالكامل ويهتدوا إليه. فمن البديهي أنه يستحيل على الناس تجميع مئات الألوف غيرهم إلى حياة مسيحية مشتركة قبل أن يكون الأعضاء أنفسهم مستعدين لهذا. ويصح هذا الأمر بصفة خاصة إذا أَدخَلتَ إلى الجماعة المسيحية أشخاصا ماديين، وحسودين، و غير متحررين من عبودية الخطيئة، ولا يرغبون في إكمال الطريق. فسوف يكون من الأفضل لو أنهم بقوا خارجا منشغلين في هموم وقلق الدنيا. فهم لا يصلحون أن يكونوا شركاء المعركة. فيجب أن يكون هناك تحرر قلبي أولا، تحرر من كل ما يعبث ويتسلى به العالم ومن كل ما يغرينا وما يجذبنا إليه. فسوف نتمكن عندئذ من طرح كل المخاوف والهموم عنا. فكم ستتمكن الناس من العمل والعطاء ساعة تحررها من كل الهموم وساعة انتهاء قلقها على خبزها اليومي! فالمسألة لا تتطلب الكثير من الصعوبات، فحين يقدم الناس التزاماتهم بعضهم ببعض، سيقولون آنذاك: «عندما أقع في ضيق، فالآخرون موجودون للمساعدة». لكن لو قلتُ: «سأدخر ما يكفي لنفسي حتى لا يكون عليّ الاعتماد على الآخرين أبدا»، أو، لو أصررتُ على أن أصبح غنيا وغيري فقير، لجلب هذا وقتذاك الخراب لأي مجتمع مسيحي كان. بل إنه استهزاء وسخرية بجسد المسيح (أي كنيسة المسيح المقدسة). لهذا السبب لا أفكر كثيرا في المجتمعات المسيحية «الروحية». فهي لا تدوم. فيتصادق الناس لفترة معينة، لكن تنتهي علاقتهم في النهاية. ولو أردنا لأي شيء أن يدوم لوجب أن يكون له أساس أعمق من مجرد تجربة روحية معينة. فما لم يكن لدينا مجتمع جسماني منظور، ومشاركة في الأمور المادية، فلن يكون لنا مجتمع ووحدة في الأمور الروحية. وها هي الكنيسة الرسولية تشهد لنا بذلك في الإنجيل: وكانوا يُداوِمونَ على الاستِماعِ إلى تَعليمِ الرُّسُلِ وعلى الحياةِ المُشتَركَةِ وكَسْرِ الخُبزِ والصَّلاةِ. وتَمَّت عجائِبُ وآياتٌ كثيرةٌ على أيدي الرُّسُلِ، فاَستَولى الخَوفُ على جميعِ النُّفوسِ. وكانَ المُؤمِنون كُلُّهُم مُتَّحِدينَ، يَجعَلونَ كُلَّ ما عِندَهُم مُشتَركًا بَينَهُم، يَبيعونَ أملاكَهُم وخَيراتِهِم ويَتقاسَمونَ ثَمَنها على قَدرِ حاجَةِ كُلِّ واحدٍ مِنهُم. وكانوا يَلتَقونَ كُلَّ يومٍ في الهَيكَلِ بِقَلبٍ واحدٍ، ويكسِرونَ الخُبزَ في البُيوتِ، ويَتَناولونَ الطَّعامَ بِفرَحِ وبَساطةِ قَلبٍ، ويُسبِّحونَ اللهِ، وينالونَ رِضى النّاسِ كُلِّهِم. وكانَ الرَّبُّ كُلَ يومِ يَزيدُ عَددَ الّذينَ أنعمَ علَيهِم بالخلاصِ. (أعمال 2: 42 - 47) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79046 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فنحن البشر لسنا بمجرد أرواح. لكننا بشر من دم ولحم. ونحتاج إلى طعام كل يوم. كما نحتاج إلى ملابس تتناسب مع فصول السنة. ويجب أن نتشارك بمعداتنا وأدواتنا؛ ويجب أن نعمل معا؛ ويجب أن نعمل عملا مشتركا لا أن يعمل كل فرد منا لنفسه. وإلا لن نتحد أبدا في محبة المسيح، ولن نصبح أبدا قطيع المسيح، أي مجتمع يسوع المسيح، الذي يقف في العالم قائلا: «آن الأوان لوجوب تغيّر الأمور كليا. وآن الأوان ليتوقف الفرد عن العيش مجرد لنفسه. وآن الأوان لوجوب انبثاق مجتمع من الأخوة والأخوات». فهذه هي الطريقة التي يريدنا بها يسوع أن نطرح عنا همومنا وقلقنا. لكن مع ذلك، فنحن المسيحيين نتوقع من الناس أن يكون لديهم إيمان حتى في أكثر المواقف المستحيلة، وفي الظروف التي يفنون فيها تقريبا من جراء الحاجة والحالة المزرية، وعندما يسكنون في أكواخ متهرئة، ولا يعلمون كيف يبعدون الذئب عن باب بيتهم. أما نحن فنمرّ عليهم وننادي: «آمنوا فقط!» لكن الصراخ في خضم ضيق كهذا قائلين: «آمنوا! وكل شيء سيكون على ما يرام، فالسماء في انتظاركم!» إنما هو مطلب غير منطقي لا يمكن أن يُنَفّذ، مثلما يشدّد الإنجيل على ذلك: ماذا يَنفَعُ الإنسانَ، يا إخوَتي، أنْ يَدَّعيَ الإيمانَ مِنْ غَيرِ أعمالٍ؟ أيَقدِرُ هذا الإيمانُ أنْ يُخلِّصَه؟ فلَو كانَ فيكُم أخٌ عُريانٌ أو أُختٌ عُريانةٌ لا قوتَ لهُما، فماذا يَنفَعُ قَولُكُم لهُما: «إِذهَبا بِسَلامٍ! استَدفِئا واشبَعا»، إذا كُنتُم لا تُعطونَهُما شيئًا مِمّا يَحتاجُ إلَيهِ الجَسَدُ؟ وكذلِكَ الإيمانُ، فهوَ بِغيرِ الأعمالِ يكونُ في حَدِّ ذاتِهِ مَيتًا. ورُبَّما قالَ أحَدُكُم: «أنتَ لكَ إيمانٌ وأنا لي أعمالٌ»، فأقولُ لَه: «أرِني كيفَ يكونُ إيمانُكَ مِنْ غَيرِ أعمالٍ، وأنا أُريكَ كيفَ يكونُ إيماني بأَعمالي». (يعقوب 2: 14- 18). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79047 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فيجب ألا يكون ملكوت الله مجرد ملكوت المستقبل. لكن في نظر الأغلبية العظمى فإنه بالتأكيد ما زال في المستقبل، أما في مجتمع كنيسة المسيح فيجب أن نسعى إلى الوحدة، ونبدأ في التحرّر بأسلوب بحيث تنتهي الهموم على الأقل ضمن الأخويات المسيحية التي يحب فيها بعضنا بعضا. وينبغي أن يكون مجتمعنا المسيحي أقوى من أبواب الجحيم والموت. وينبغي أن يكون ذا نوعية خالصة ممتازة في كل المجالات، ليس على صعيد الحياة المشتركة فحسب بل أيضا على صعيد المصداقية والشفافية. فلو صادف أن حصل أحد الأفراد على فائدة معينة، فينبغي أن لا ينتفخ ويشعر بأنه يستحق تكريما خاصا به لمجرد حصوله على ذلك. فالفضل هو فضل الله لا البشر. فلا التقاليد والعادات، ولا وجهات نظر الناس، ولا آخر التقليعات، ولا ما تعتقده دولة معينة بأنه صائب، وإنما ما هو حق لدى الله فقط. فعندما يحدث هذا سيكره الناس شعب الله. لأنه يحكي بصراحة في وجه العالم كله: إن تقاليدكم زائفة! هل تفترضون بأننا سنقرّ بأساليبكم الحربية؟ هل تظنون بأننا سوف يعجبنا انتفاخكم وحسدكم، ومحبتكم للذات، وشتى أنواع الدجل الذي تختلقونه وتمارسونه لكي تصبحوا أغنياء؟ كلا! أننا نفضّل الانتماء إلى المعدمين والفقراء بدلا من أن نستمر في إجلالنا لهذا الدجل والاحتيال! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79048 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن مجتمع يسوع المسيح الأخوي يثير حقد وكراهية الآخرين ضده لأنه يصرّ على مواقفه وطريقه هذا رغم المعارضة. فهو لم يعد يريد طرق العالم، أو آخر الأفكار وأحدثها - فما نريده هو الله وسيادته! لكن سوف يسبب هذا صراعا عنيفا، فلهذا يقول المُخَلِّص: لكِنْ ما أضيقَ البابَ وأصعبَ الطَّريقَ المؤدِّيةَ إلى الحياةِ، وما أقلَّ الّذينَ يَهتدونَ إلَيها. (متى7: 14). إن معظم الناس بما في ذلك المسيحيين قد أعجبهم هذا العالم. فهم يقدمون المهابة له. وعندما يأتي رئيس هذا العالم [إبليس] ويقدم غناه لهم، لا يفعلون مثلما فعله المُخَلِّص. فقد قال له بما معناه: «أغرب عني! فلن أحكم بأساليبك». فعندما يأتي الشيطان ينحني معظم الناس أمامه ويقولون: «نعم، طبعا، أنا متأكد بإمكانية مصالحتي مع الله مع قبولي استلام الفخر الدنيوي، والمديح، والثراء منك. وسوف تسير الأمور بالحقيقة أفضل بكثير بعدئذ!» هذا ما يفعله معظمنا، ولهذا فأننا نرى الآن الكثير من المسيحيين قد صاروا دنيويين وعولميين بشكل كبير جدا. لا تخدعوا أنفسكم! فهذا لا ينطبق على غير المؤمنين فقط. وفي الواقع، أعرف غير مؤمنين يُظهِرون إيمانا عمليا أكبر من المؤمنين. علما أن المؤمنين بالحقيقة معرضون أكثر من غيرهم إلى خطر الانزلاق في السعي لنيل كل تقدير وتكريم لأنفسهم ولتلميع شخصياتهم أمام الناس، وذلك عن طريق تقواهم الزائفة من جهة، في حين تراهم ويقولون: «نعم! نعم!» لكل شيء ويوافقون على المساومة والغش من جهة أخرى. ومما يزيد الطين بلّة، أنهم يستعينون بالكتاب المقدس لإيجاد ما يدعم مزاعمهم. فليس من الصواب أن توزَع النصوص الكتابية هنا وهناك. فهناك الذين قد توقفوا عن استعمال أي نصٍ كتابي، ومع هذا تراهم يجاهدون في سبيل الله والحق والمحبة والعِشْرة والعلاقات الأخوية. ويجاهدون من أجل واقع أفضل للفقراء لإخراجهم من بؤسهم في النهاية. وقد لا يستعملون اسم الله، لكني على يقين من أنهم سوف يسمعون هذه الكلمات التالية: - «اَدخُلْ نَعيمَ سيِّدِكَ». (متى 25: 23) - «لكني لا أدري ما فعلته في خدمتكَ». - «نعم، نعم! لقد خدمتني. فكل ما فعلتَه لتخفيف المآسي الإنسانية، وكل ما حاولته لتحسين الأمور على الأرض، إنما فعلته لي». لكن من يدري بأن هؤلاء غير المؤمنين بحد ذاتهم سوف لا يشكلون غالبية الداخلين إلى ملكوت السماوات، لأن ما يهم هنا هو النوعية الخالصة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79049 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أما أهل الإيمان فينبغي أن يحققوا شيئا ملموسا. فلا تظنوا أبدا ولا تتوهموا بأنه لا يلزمكم تحقيق أي شيء أو القيام بأي عمل أو تقديم أي خدمة للآخرين، ...إلخ. لقد تم تبشيرنا بأننا لن نخلص إلا بالنعمة الإلهية. وأنا مؤمن بذلك. لكن لو كنتُ قد نلتُ الخلاص بالنعمة لكان لابد وأن أحقق شيئا ما أو أعمل شيء ما أو أنجز عملا ما. فربما قد يقبلون بك - ومن باب الإحسان والمعروف - كشريك في أحد المشاريع التجارية؛ لكن سيُطلب منك، فور دخولك، أن تبدأ بالعمل. فليس من الممكن، لا في السماء ولا في الأرض، أن لا تفعل سوى الاسترخاء بشكل مستريح في ما يسمى نعمة. فلو كنتُ مخَلَّصا بالنعمة، لأصبحت عاملا بفضل النعمة. فبِنِعمَةِ اللهِ نِلتُمُ الخَلاصَ بالإيمانِ. فما هذا مِنكُم، بَلْ هوَ هِبَةٌ مِنَ الله، ولا فَضْلَ فيهِ لِلأعمالِ حتّى يَحقّ لأحدٍ أنْ يُفاخِرَ. نَحنُ خَليقَةُ اللهِ، خُلِقنا في المَسيحِ يَسوعَ لِلأعمالِ الصَّالِحَةِ الّتي أعَدَّها الله لنا مِنْ قَبلُ لِنَسلُكَ فيها. (أفسس 2: 8- 10). ولو تبررتُ بالنعمة لأصبحت عاملا بفضل النعمة في سبيل العدالة. ولو أنعم الله عليّ ووضعني في وسط الحقّ بفضل النعمة، لأصبحتُ بفضل النعمة خادما للحقّ. ولو أنعم الله عليّ ووضعني في وسط السلام بفضل النعمة، لأصبحتُ بفضل النعمة خادما للسلام. فعندما أجعل كل ما وُهِبَ لي بالنعمة مقتصرا على ذاتي فقط ولا أهتم بشأن الآخرين - فهذا ليس الطريق السليم. ولما كان العمل والحركة والهمّة هي ما تهمّ، فسأقول بدوري وأشدّد على كل ما يجعلني بفضل النعمة عاملا: «لا للكسل أبدا». |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 79050 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في نظر الله، ليس هناك أهمّ من أن يكون الإنسان عاملا. لذلك ينبغي أن نأخذ دائما بنظر الاعتبار، وفي صميم قلوبنا، السؤال التالي: ما هي إرادة الله؟ لكن آه، فهذا الأمر بالذات لا يمكننا أن نفعله! فكيف للمرء أن يفعل ذلك؟ فها هنا يبدأ إنكار الذات. فهذه هي إرادة الله. لذلك، فهي إرادتي أيضا، وملك وكنز قلبي أيضا. وأريدها لأن الله يريدها، ولابد وأن تتحقق لأنها إرادة الله. وسأكرّس حياتي في سبيلها، وسأبذل جسدي وحياتي في سبيلها. فهذا هو الأسلوب الذي يمكننا فعلا أن نقدم به حياتنا كذبيحة حية لله، ونعمل حق العمل من خلال تلك الذبيحة، فهذه ذبيحة حياتنا كلها. أيها الأصدقاء الأعزاء، هناك قوة عظيمة كامنة في هذا. ضحُّوا بأنفسكم، ولو مرة واحدة، في سبيل إرادة الله! فلن يذهب عملكم سدىً. وضحُّوا بأنفسكم في سبيل الحق، وفي سبيل عدل الله. ضحُّوا بأنفسكم، على خلاف المنطق البشري، في سبيل أمر صالح حقا. ضحُّوا بأنفسكم في سبيل المسيح في كل الأشياء، وفي سبيل مجتمع الكنيسة المتقاسم الذي يطلب ملكوت الله أولا. فهناك قوة هائلة كامنة في هذا. ولقد سيق في العصور الماضية آلاف الناس للموت بسبب هذه القضية. وقدموا حياتهم بفرح، على الرغم من أنهم تعرضوا لأشد وأقسى تعذيب، إلا أنهم بقوا أقوياء وأشداء لأنهم ثبتوا على إرادة الله بكامل الحزم. أما في هذه الأيام فنرى الناس يتجنبون ويتهربون من حمل أعباء أي صليب كان. فلا يتجرّأ أحد على القيام بأي شيء بعد الآن. ولا يخاطر أحد بأي شيء. وترانا نصاب بالجبن بمجرد أن يحدث شيء على عكس الأسلوب الدارج. ونخشى من آراء الآخرين. لكن لو أردنا أن نفرح في المسيح فرحا أبديا لا ينتهي، لوجب علينا أن نتعلم التضحية بأنفسنا. فلا يوجد سبيل آخر. فلن تتحسن الأمور في العالم ما لم يسترخص الناس ذواتهم ويصيروا عَمَلَة لله. فلن تغيّر المسيحية المسترخية العالم أبدا. |
||||