منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 05 - 2015, 07:03 PM   رقم المشاركة : ( 7841 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس مارمرقس الرسول
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لما كان القديس مارمرقس هو مؤسس الكنيسة المصرية لذا فهو البابا الأول للإسكندرية ويدعى كل من يأتي بعده خليفة مار مرقس، وهو من أصل يهودي ولد في المدن الخمس الغربية في بلدة تسمي ايرياتولوس تابعة لمدينة تسمى القيروان.
أبوه أرسطوبولس ابن عم زوجة القديس بطرس، ومرقس أيضًا ابن أخت برنابا الرسول، هاجرت الأسرة من القيروان إلى فلسطين في بداية خدمة السيد المسيح فتبعه القديس مرقس وصارت أمه من المريمات اللاتي تبعن يسوع.
كان مرقس أحد السبعين رسولاً الذين ارسلهم رب المجد يسوع أمام وجهه، وقد كرز مع القديس بطرس في اليهودية وفي أورشليم وبيت عنيا.
كرز أيضًا مع القديس برنابا والقديس بولس في رحلته الأولى وبشر معهم في سوريا وخاصةً أنطاكية عام 45م (أع25:13)، كذلك بشر معهم في قبرص (أع 4:13).
بعدها فارق القديس مرقس بولس في برجه، وبشر في الإسكندرية بعد مجمع أورشليم سنة 50م، آمن على يديه أنيانوس الإسكافي، وفي عام 62م رسم أنيانوس أسقفًا لتدبير أمور الكنيسة أثناء غيابه.
بعد عودته من أحد رحلاته التبشيرية بشر في الإسكندرية حتى تحول الكثيرين من عبادة الأوثان إلى الديانة المسيحية، مما أثار الوثنيين عليه فنال اكليل الشهادة بعد الكثير من العذابات في 30برموده سنة 68م.
بركاته تكون معنا جميعًا ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.
 
قديم 25 - 05 - 2015, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 7842 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اما انا فصلاة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكثير منا يصلي ويطلب من الله بلجاجة وكان الله لا يسمع ولا يفعل شيئا ازاء الظروف التي يمر بها العالم كله وهذا تصور خاطئ اذ ان الله يعمل وما زال يعمل ولا يحدث شئ حولنا دون علم مسبق منه وسماح منه ولكنه يتمهل وهو كامل التحكم في تمهله ايضا ولكن دورنا نحن المؤمنين فصلاة باستمرار اذ نحن الخليقة الجديدة في المسيح تعني تغيرنا وتغير طبيعتنا البشرية ونمونا الروحي وزيادة عمق علاقتنا الحميمة والشركة الحقيقية مع الله
وهذا يعني ان طبيعتنا الجديدة تجعلنا في حال نعمة الله وهذه الطبيعة الجديدة لا تسمح لنا بالغضب او بالتفوه بكلمات ردية او اتخاذ قرارات خاطئة نتيجة غضبنا لعدم فعل الله شيئا لنا وبالتالي نندم طول عمرنا على سرعة اتخاذ هذه القرارات ونحن غاضبين
ونحن ان كنا في حال النعمة نتغير باستمرار الى الصورة عينها التي ترضي ربنا رب المجد يسوع عنا ونحب بلا حدود ونغفر بلا حدود ونخدم بلا حدود والا لما كانت النعمة عاملة فينا ونصلي وبلجاجة وحتى ان ازدادت الضيقة يزداد ايماننا وتنضج وتتعمق ارواحنا وعلاقتنا الحميمة مع الله ونتعلم الصبر واحتمال انتظار الرب وتمهله علينا اذ له حكمة الهية في ذلك لا تستطيع عقولنا البشرية ادراكها او تفهمها اذ كيف العقل المحدود يفهم ويستوعب الله اللامحدود
 
قديم 25 - 05 - 2015, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 7843 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الا تعود فتحيينا من جديد - تامل روحي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الا تعود وتحيينا من جديد
وتحيي عظامنا اليابسة
وتحيي ارواحنا الدنسة
الا تعود وتسكن في اوانينا
الا تعود وتسكن في وسطنا
فشلنا في حياتنا الماضية
لا بقدراتنا ولا بقوانا بل بك وفيك يا رب
الا تعود وتحيي شعوبنا البائسة
الا تعود وتزرع السلام والامان حيثما حللنا
الا تعود وتزرع المحبة والغفران اللامحدودان وسط شعوبنا المخدوعة
الا تعود وتجعل العيون المغمضة تفتح وترى نورك البهي
الا تعود وتكشف حقيقة كونك اله فادي ومخلص للانسانية جمعاء
الا تعود وتزرع فينا ايمانا وحبا فيك اقوى واعظم
الا تعود ربنا الحبيب يسوع المسيح فلقد غطت الخطية عالمنا الشرير
الا تعود وتبسط سلامك ومسرتك العالم اجمع
 
قديم 25 - 05 - 2015, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 7844 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صليبي وانا فخورة بحمله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صليبي وانا فخورة بحمله هو شكله ومنظره ثقيل للاخرين ولكن بالنسبة لي هي علامة محبة بل محبة قوية متفانية لامتناهية لامحدودة لا مشروطة من قبل الله لي وصليبي يخليني اتقرب وادنو من خالقي وجابلي الفريد واشعر بحنوه وبرافته وبرحمته الواسعة اللي شايلاني وانا غير مستحقة مطلقا اذ انا نجسة نتنة وخاطئة ودنسة ولا اعلم كيف يغفر الله لي ذنوبي وخطاياي كلما تبت وتندمت ولكن هذا هو الهنا جميل وعظيم ورائع وحلو وطيب المذاق وكله حلاوة ومشتهيات وعسل والذ من الشهد ورحمته واسعة تسع كل خاطئ كل خطيئة هللويا تبارك اسمه القدوس الى الابد امين
 
قديم 25 - 05 - 2015, 04:22 PM   رقم المشاركة : ( 7845 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الذي نزل هو الذي صعد..
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نحن نعيّد عيد صعود رب المجد لأنه أعطانا قبلاً عيد التجسد.. فلابد أن يسبق الصعود إلى الأعالي نزول و اخلاء واتضاع.. فرب المجد الذي هو مالئ كل مكان قد علمنا أن نقبل النزول بإتضاع وإخلاء الذات.. ونحن واثقين أنه إن اتضعنا أمامه فهو سيرفعنا في زمان الإفتقاد.. وكلما ضربنا الجذور في أعماق الأرض نزولاً، كلما ارتفعت الأغصان في السماء علواً!

فعلى من يريد الصعود إلى السماء أن يقبل النزول أولاً، ذاكراً أن الساكن في الأعالي لم ينزل إلى عالمنا فحسب، بل إلى المذود، بل وعند الأقدام.. بل نزل حتى إلى الجحيم! إذ محبته جذبته إلينا وأخلى مجده.. ولنا رجاء في محبته أن تعود وتجذبنا إليه إذا قبلنا الخضوع له والنزول معه..

تدريب: اقبل فكر الاتضاع وانكار الذات، ذاكراً أن مع كل نزول هناك وعد بالصعود.
 
قديم 25 - 05 - 2015, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 7846 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كل من اشتهى فقد انتهى!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"لأن كل ما فى العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم. والعالم يمضى وشهوته وأما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد" (رسالة القديس يوحنا الاولى 2 :16-17 )

هنا يختصر القديس يوحنا العالم، ويجمع كل ما فيه فى سطر واحد! هذا العالم الذى ضيع ملايين الأجيال، وأهلك أقوى وأجمل الرجال والنساء، ودفن سيرتهم مع أجسادهم تحت التراب، يصفه القديس يوحنا فى كلمتين، شهوة الجسد وشهوة العيون!

وكقول الأستاذ الكبير مكرم عبيد إن كل من اشتهى فقد انتهى! نعم. هذا حق. فأين شهوات الأجساد، وأين شهوات العيون التى لكل الأجيال السالفة، التى أحبت العالم وتركت الحق والله؟ كلها تحولت إلى دود وتراب. فهل ينتصح شباب اليوم، فلا يسلموا أجسادهم وعيونهم لشهوات العالم الفانى؟

إليكم يا من تطلبون المزيد فى المرتبات ورأس المال، وتسلق الدرجات وبناء المخازن الكبيرة لتسع مخزوناتكم. يقول لكم المسيح: " اطلبوا اولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم". ويقول أيضاً لا يمكن أن تخدموا سيدين، "الله والمال" فإن طلبتم الواحد تحتم عليكم أن تتركوا الثانى.

المال سيد قاس، لايسمح قط لمن يطلبه أن يطلب معه الله. تقول: ولماذا خلقه الله إذن؟ الجواب يقوله القديس يوحنا: "ليس من الآب". ومعروف جيداً أن العالم بقاراته وجباله وبحاره وأنهاره أعطى للشيطان، وإنسان الله عليه أن يعبره دون التوقف عند جماله، لأن جماله من تزويق الشيطان حتى يجذب إليه الجهلاء.

والدليل على ذلك أن جماله يتغير كل يوم، ولا يبقى فيه حال على حال. هل سمعتم بالتسونامى؟ كيف أغرق البحر مئات الألوف من الناس، وخاصة أهل السياحة والفرجة.

وهكذا سيودع العالم كل عشاقه ومحبيه بضربات مروعة يكيلها، من زلازل وبراكين، وأويئة وأمراض مستعصية، والشمس تظلم والقمر لا يعطى ضوءه، ونجوم السموات تتساقط ويكون فزع ورعب يحيط بالعالم كله. ويطلب الناس الموت فلا يجدونه. وهكذا ينتهى جمال الطبيعة وعشاق السياحة، التى أصبحت بضاعة الحاضر المطلوبة.

وما العمل أيها الإخوة؟ إن كان هذا هو خط العالم وعشاقه، الذى ينتهى به وتنتهى معه كل آمال الناس ورجائهم، فى حياة مترفة ومقتنيات من كل صنف حتى لا يبقى شىء لم يقتنوه.

يقول القديس يوحنا: أنا أريكم طريقاً أفضل، كل من سلكه بلغ كل آماله ورجائه ومشتهاه، وهو العمل بحسب مشيئة الله وخوفه، واقتناء سيرة القناعة فى كل شىء، وكل ما يرضى الله من قول وعمل. لأن العالم سيمضى وكل شهواته، وكل ما تشتهيه العيون يتغير ويتبدل، والجسد يمرض والعيون تذبل، ويكاد الإنسان لا يرى العالم إلا ظلالاً من وراء عيون كلت عن النظر، ونفوس مرضت وما عادت تشتهى ولا تنظر. فاسمع يا صديقى نصيحة الإنجيل: " وأما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد ".

أبونا متى المسكين
 
قديم 25 - 05 - 2015, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 7847 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

موسى النبى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ميلاده ونشأته:
ولد هذا القديس في بيئة كلها تعب ومشقة، لا توحي بأن هذا الطفل سيحيا حياة روحية بل لا توحي بأنه سيحيا علي الإطلاق فقد ولد فى وقت كان المصريون يستعبدون بنى إسرائيل بعنف (خر 1: 13) وكان هناك أمر من فرعون بقتل المواليد الذكور من بنى إسرائيل (خر 1: 22). ولذلك عندما ولد خبأته أمه ثلاثة أشهر ثم اضطرت أن تصنع له سفطاً من البردي وطلته بالحمر والزفت ووضعت موسى فيه ووضعت السفط بين الحلفاء على حافة النهر وجعلت أخته تراقبه. ولكن اللـه يرسل ابنة فرعون الى النهر فتراه وترق له وتتخذه لها ابناً.
وهكذا تدخلت عناية اللـه ليس فقط لحفظ الصبى ولكن لتأهيله لرسالته فى المستقبل فتربيته كأمير فى قصر فرعون جعلته يتهذب بكل حكمة المصريين (عب 7: 22) كما جعلت له الحق فى الدخول بحرية إلى القصر.
بدء رسالته وإعداده:
تربي موسى في قصر ملك، في جو من الرفاهية و العز و الغني… علي عكس الحياة التي عاشها أخوته في ذلك الزمن. ولكن لما كبر – كان عمره وقتئذ أربعون سنة – يقول عنه بولس الرسول “أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون، مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية ( ) ” (عب 11: 24،25).
خرج موسى إلى إخوته لينظر في أثقالهم “فرأى رجلا مصريا يضرب رجلا عبرانيا من إخوته فالتفت إلى هنا وهناك ورأى أن ليس أحد فقتل المصري وطمره في الرمل” (خر 2: 11،12) وظن أن إخوته يفهمون أن الله على يده يعطيهم نجاة وأما هم فلم يفهموا (أع 7: 25) بل رفضوه فعندما خرج في اليوم الثاني ورأى رجلان عبرانيان يتخاصمان فقال للمذنب: “لماذا تضرب صاحبك؟” رفض هذا الشخص كلامه وقال له “من جعلك رئيسا وقاضيا علينا؟ أمفتكر أنت بقتلي كما قتلت المصري؟”. (خر 2: 13،14).
هروبه إلى أرض مديان ( ) :
سمع فرعون بما حدث من موسى وطلب أن يقتله (خر 2: 12) فاضطر موسى أن يهرب من مصر إلى أرض مديان وجلس عند البئر. وهناك يتكرر نفس الموقف، بنات كاهن مديان السبعة أتين واستقين وملأن الأجران ليسقين غنم أبيهن فأتى الرعاة وطردوهن فنهض موسى وأنجدهن واستقى لهن أيضا وسقى الغنم وعندما عدن بسرعة إلى أبيهن وعرف منهم ما حدث أرسل ودعى موسى للطعام ثم أقام موسى عنده وتزوج ابنته صفورة ( ) التى ولدت له ابنا أسماه جرشوم ( ) .
ظهور الرب له ودعوته:
قضى موسى أربعين سنة فى أرض مديان يرعى غنم حميه، واستخدم اللـه هذه الفترة لتهيئة موسى لرسالته وخدمته التى سيرسله فيها فاختفي موسى الأمير ساكن القصر، وظهر موسى الراعي رجل وعندما ظهر له اللـه فى العليقة المشتعلة وقال له “فالآن هلم فأرسلك إلى فرعون وتخرج شعبي بني إسرائيل من مصر” (خر 3: 10) قدم موسى الأعذار الواحد تلو الآخر إلى أن استسلم فى النهاية. (خر 3: 11- 4: 17).
• تحول من موسى الذي يندفع إلي العمل بلا دعوة. إلي موسى الذي يدعوه الله، فيستعفي من الدعوة.
• تحول من موسى الواثق بقدراته. إلي موسى الذي يقول “من أنا ؟”
• تحول موسى من الإنسان الذي يستخدم العنف و القتل، إلي إنسان حليم جداً … لقد تحول من إنسان يغضب ويقتل، إلي إنسان يهدئ غضب الله !!
• تحول من موسى الذي تهذب بكل حكمة المصريين، إلي موسى الذي يقول أنا ثقيل الفم واللسان. بدأ يشعر بضعفه، وأنه ليس أهلاً للمسئولية. وصار هذا الشعور هو أكبر مؤهلاته لأنه جعله يشعر بأنه محتاج إلي قوة الله لتعمل فيه، وتعمل به.
موسى وفرعون:
عاد موسى إلى مصر وتكلم مع بنى لإسرائيل ففرحوا أن اللـه افتقدهم (خر 4: 31) ثم دخل إلى فرعون هو وهرون أخيه وطلبوا منه أن يطلق بنى إسرائيل حسب أمر الرب ولكن تقسى قلب فرعون وازداد فى قسوته على بنى إسرائيل مما يجعلهم يتذمرون على موسى. (خر 5: 21)
وتدخل اللـه وبدأ فى إرسال الضربات على فرعون والمصريين حتى اكتملت عشر ضربات، بعدها أطلق فرعون بنى إسرائيل من مصر. (خر7: 8 – 12: 33) ثم عاد وندم فخرج ورائهم بستمائة مركبة ولكن اللـه يتدخل ويشق البحر الأحمر ليعبر بنى إسرائيل والأمر الذى لما شرع فيه المصريون غرقوا. (خر 14)
1 – تحويل ماء النهر إلي دم. (خر 7: 19 )
2 – ضربة الضفادع. ( خر 8: 5)
3 – ضربة البعوض. ( خر 8: 16 ) .
4 – ضربة الذبان. ( خر 8: 21 – 24 )
5 – وبأ المواشى. ( خر 9 : 3 – 6 ) .
6 – ضربة الدمامل. ( خر 9 : 8 )
7 – ضربة البرد. ( خر 10 :13)
8 – ضربة الجراد. ( خر 10 : 13 )
9 – ضربة الظلام. ( خر 10 : 22 )
10 – ضربة الأبكار. ( خر 12: 29)
وقد أدرك المصريون ان الضربات أحداث غير طبيعية :
• لشدة الضربات وتوقيتها ومدتها.
• تجلى مصدرها الإلهى فى تزايد شدتها.
• حدوثها فى الوقت وعلى الصورة كما أنبأ موسى وهرون، وزوالها أيضا بناء على صلاة موسى وفى الوقت الذى حدده.
• عدم امتدادها إلى أرض جاسان حيث يقيم بنى إسرائيل.
كما أثبتت هذه الضربات عجز آلهة المصريين وعدم نفعها، أو بالحرى ثبت أنها بطل وأوهام لا وجود لها فى الحقيقة، لأنها لم تستطع أن تحمى نفسها من سطوة الإله القدير الحي الحقيقى (خر 7: 5 و 17، 8: 19، 9: 27 ).
أما بالنسبة لبنى إسرائيل فقد أدركوا أن اللـه هو:
• الإله القدير الحافظ العهد. (تك 15: 13 و خر 12: 40)
• كل الأشياء تتم بحسب إرادته. (خر 6: 6-9 و 12: 31-42)
وبخروج موسى وبنى إسرائيل من مصر يكون اللـه أنقذ موسى من ثلاث فراعنة:
• فرعون الذي أراد قتله وهو طفل (خر 1: 15، 16).
• فرعون الذي أراد قتله عندما قتل المصرى (خر 2: 15).
• فرعون البحر الأحمر (خر 15: 19).
موسى فى البرية:
قضى موسى مع بنى إسرائيل فى البرية أربعون سنة كانت مليئة بالأحداث والتى ذكرت فى أربعة اسفار من الكتاب المقدس، ولكن ممكن تلخيص أهم احداثها فى النقاط التالية:
• في برية سين، تذمر الشعب بسبب الطعام فأعطاهم الرب المن والسلوى. (خر 16)
• في رفيديم، تذمر الشعب بسبب الماء فأخرج لهم الرب ماء من الصخرة. (خر 17: 1-7)
• الحرب مع عماليق وانتصار بنى إسرائيل. (خر 17: 8-16)
• اللـه يترائى لبنى إسرائيل على جبل سيناء وسط سحاب وبروق ورعود. (خر 19)
• اللـه يعطى موسى بعض الشرائع. (خر 20 – 23)
• موسى على الجبل مع اللـه أربعين يوما ليأخذ لوحى الشريعة. (خر 24-31)
• العجل الذهبى وشفاعة موسى عن بنى إسرائيل. (خر 32)
• موسى على الجبل مع اللـه أربعين يوما ثانية. (خر 34)
• صنع خيمة الاجتماع (الشهادة) وإقامتها وتكريسها . (خر 35-40)
• التجسس على كنعان وإشاعة الخوف والتذمر بين الشعب وعقاب الله لهم بتيههم فى البرية أربعون سنة. (عد 13-14)
• اللـه يعاقب موسى وهارون بعدم دخولهم أرض كنعان من أجل أنهما لم يؤمنا به حتى يقدساه أمام أعين بني إسرائيل عند صخرة ماء مريبة. (عد 20: 12-13)
• الانتصار على ملك عراد، سيحون ملك الأموريين وعوج ملك باشان. (عد 21)
• زنى بنى إسرائيل مع بنات مؤاب وانتشار الوباء بينهم. (عد 25)
• الانتصار على المديانيين. (عد 31)
• إعطاء الأرض شرق الأردن لسبطى جاد ورأوبين ونصف سبط منسى. (عد 32)
• صعود موسى إلى جبل نبو حيث أراه الرب جميع الأرض التى أقسم لإبراهيم واسحق ويعقوب أن يعطيها لنسلهم. وموته على الجبل. (تث 34: 1-6)
موسى شخصية فريدة فى التاريخ:
إن موسى النبى شخصية فريدة فى الكتاب المقدس. من عدة نواحى:
• قيل عنه أنه كان رجلاً حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض (عد 12: 3) إلا أنه مر ببعض المواقف القليلة التى جعلته يغضب مثل:
• عندما نزل من الجبل ووجد بنى اسرائيل يعبدون العجل الذهبى غضب جداً وكسر لوحى الشريعة. (خر 32: 19)
• عندما احترق تيس الخطية سخط على ألعازار وإيثامار ابني هارون. (لا 10: 16)
• غضب على قورح وداثان وأبيرام بسبب مقاومتهم. (عد 16: 15).
• قال عنه الرب ” فما إلى فم وعيانا أتكلم معه لا بالألغاز. وشبه الرب يعاين” (عد 12: 8)
• تكررت جملة “كلم الرب موسى” 104 مرة فى الكتاب المقدس وهو ما لم يحدث مع أى شخص آخر فى كل الكتاب المقدس.
رموز للسيد المسيح فى أسفار موسى الخمسة:
أسفار موسى الخمسة (التكوين، الخروج، اللاويين، العدد والتثنية) مليئة برموز وإشارات عن السيد المسيح لعل من أشهرها:
• الوعد بالفداء. (تك 3: 15)
• ملكى صادق. (تك 14: 18-20)
• ذبح إسحاق. (تك 22: 1-19)
• يعقوب يبارك ابنى يوسف واضعاً يديه عليهما على صورة الصليب. (تك 48: 13-16)
• خروف الفصح. (خر 12)
• الخروج من مصر. (خر 13: 17-22)
• عبور البحر الأحمر. (خر 14: 21-29)
• الذبائح بأنواعها. (لا 1-7)
• الحية النحاسية. (عد 21: 4-9)
• الصخرة التى أنبعت ماء (خر 17: 1-7، عد 20: 8-11) والتى يقول عنها بولس الرسول “لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح” (1كو 10: 4)
أسفار موسى فى القراءات الكنسية:
فى أثناء الصوم الكبير وفى أسبوع الآلام تقوم الكنيسة بتهيئة عقول المؤمنين للصليب والقيامة ولذلك تقوم بقراءة أجزاء كبيرة من العهد القديم خاصة تلك التى فيها إشارة للسيد المسيح وذبيحة الصليب وذلك فى رفع بخور باكر فى أيام الصوم الكبير وساعات أسبوع الآلام.
فمن حوالى 115 فصل من العهد القديم تقرأ أيام الصوم المقدس عشرون منهم من أسفار موسى الخمسة وهى:
التكوين (6 فصول)
تك 22 : 1 – 18
تك 27 : 1 – 41
تك 28 : 10 – 22
تك 32 : 1 – 30
تك 49 : 33 – 50 : 26
تك 49 : 1 – 28
الخروج (7 فصول)
خر 2 : 11 – 20
خر 2 : 23 – 3 : 5
خر 3 : 6 – 14
خر4 : 19 – 6 : 13
خر7 : 14 – 8 : 18
خر 8 : 20 – 9 : 35
خر 10 : 1 – 11 : 10
العدد (فصل واحد)
عد 10 : 35 – 11 : 34
التثنية (6 فصول)
تث 5 : 15 – 22
تث 6 : 3 – 7 : 26
تث 8 : 1 – 9 : 4
تث 9 : 7 – 10 : 11
تث 10 : 12 – 11 : 28
تث 11 : 29 – 12 : 27
أما فى أسبوع الآلام فيقرأ 23 فصلاً هم:
التكوين (8 فصول)
تك 1 : 1 – 2 : 4
تك 2 : 15 – 3 : 24
تك 6 : 5 – 9 : 6
تك 14 : 17 – 20
تك 18 : 1 – 23
تك 22 : 1 – 19
تك 24 : 1 – 9
تك 48 : 1 – 19
الخروج (10 فصول)
خر 12 : 1 – 14
خر 13 : 17 – 22
خر 14 : 13 – 15 : 1
خر 14 : 29 – 15 : 1
خر 15 : 23 – 16 : 3
خر 17 : 1 – 7
خر 17 : 8 – 16
خر 19 : 1 – 9
خر 32 : 7 – 15
خر 32 : 30 – 33 : 5
لاويين (فصل واحد)
لا 23 : 5 – 11
العدد (فصلين)
عد 20 : 1 – 13
عد 21 : 1 – 9
التثنية (فصلين)
تث 8 : 11 – 20
تث 8 : 19 – 9 : 24
( 1) يفسر قداسة البابا شنوده قول القديس بولس الرسول “تمتع وقتى بالخطية” هى أن يعيش موسى النبى في عز ورفاهية فى قصر فرعون، ويترك إخوته مذلولين ومطحونين.
(2) مديان: هو الابن الرابع لإبراهيم من زوجته قطورة، ونسله كانوا شعباً من البدو الرحل فلم يكن لهم مقر ثابت، إذ كانوا كثيرى التنقل من مكان إلى مكان سعياً وراء الكلأ لمواشيهم. ويتفق معظم العلماء على أن “بلاد مديان” كانت تطلق أساساً على المنطقة الواقعة شرقى خليج العقبة فى شبه الجزيرة العربية .
(3) صفورة: اسم مديانى معناه عصفورة.
(4) جرشوم: اسم معناه نزيل أو غريب.
 
قديم 25 - 05 - 2015, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 7848 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يونان النبى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن قصة يونان النبي هي قصة صراع بين الذات الإنسانية والله‏، فيونان النبي كان إنسانا تحت الآلام مثلنا‏.
من هو يونان النبى؟
يونان اسم عبرى معناه “حمامة” وهو ابن أمتاى، وأحد أنبياء إسرائيل (يون 1:1)، وكان من مدينة جت حافر فى سبط زبولون (2مل 14: 25). كان نبى فى مملكة إسرائيل (المملكة الشمالية) وتنبأ فى الفترة بين 793 – 735 ق.م. حيث عاصر يربعام الثانى ويذكر سفر الملوك الثانى أنه قد تنبأ بأن يريعام بن يهوآش ملك إسرائيل سيرد تخم إسرائيل من مدخل حماة إلى بحر العربة (خليج العقبة).
كلف الله يونان بالذهاب إلي نينوى ‏ , ‏والمناداة بهلاكها‏، ‏وكانت نينوى عاصمة كبيرة فيها أكثر من 120‏ ألف نسمة، ولكنها كانت أممية وجاهلة وخاطئة جدا. ولكن بدلاً من الذهاب إلى نينوى التى تقع الى الشمال الشرقى من السامرة ذهب الى يافا – مدينة على البحر – وأخذ سفينة ذاهبة إلى ترشيش والتى تقع إلى غرب مدينة السامرة فى البحر المتوسط.
لماذا هرب يونان من وجه الرب؟
هناك عدة أسباب لذلك:
• كان يونان يعلم أن الله ”إله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الإحسان“ (خر 34: 6) ولذلك إذا تاب أهل نينوى فسوف يصفح الله عنهم وهكذا تسقط كلمته‏, ‏ويكون الله قد ضيع كرامته علي مذبح رحمته ومغفرته.
• كان اليهود يعتبرون أن الله (يهوه) هو إلههم الخاص – كما كانت لكل أمة آلهتها – ولذلك كانت فكرة أن الله (يهوه) يطلب خلاص وتوبة الأمم غير مقبولة بالنسبة لهم.
• البعض يرى أن هروب يونان كان إعلان لرفضه القيام بهذه المهمة وليس الهروب من الله ذاته وهكذا يرسل الله شخصاً آخر غيره، فهو أعلن أنه يؤمن بأن الله هو ”إله السماء الذي صنع البحر والبر“ (يون 1: 9).
• وهناك رأى آخر يقول أن يونان كان يعلم أن أشور هى الآلة التى سيستخدمها الرب لعقاب أمَّـته إسرائيل فأراد أن تفنى بسبب خطاياها بدلا من أن تبقى وتقضى على مملكة إسرائيل.
لم يشأ الله أن يصل يونان إلي ترشيش‏, ‏وإنما أمسكه في البحر‏, ‏وهيج الأمواج عليه وعلي السفينة كلها‏… ‏والعجيب أن يونان كان قد نام في جوف السفينة نوما عميقا‏. ‏لا أيقظه الموج‏, ‏ولا صوت الأمتعة وهي تلقي في الماء‏, ‏ولا صوت ضميره‏!!‏
نام يونان‏, ‏لم يهتم بمشيئة الله وأمره‏, ‏ولم يهتم بنينوى وهلاكها أو خلاصها‏, ‏ولم يهتم بأهل السفينة وما تجره عليهم خطيئته‏… ‏لكنه تمركز حول ذاته‏, ‏وشعر أنه حافظ علي كرامته فنام نوما ثقيلا‏…‏
هذا النوم الثقيل كان يحتاج إلي إجراء حاسم من الله‏ ‏ ينقذ به ركاب السفينة جسديا وروحيا‏, ‏وينفذ مشيئته من جهة نينوى وخلاصها‏, ‏وينقذ نفس هذا النبي الهارب‏, ‏ويعلمه الطاعة والحكمة‏. ‏مستبقيا إياه في خدمته بطول أناة عجيبة‏, ‏علي الرغم من كل أخطائه ومخالفته‏…‏
وهكذا استخدم الله خليقته الغير عاقلة من جماد وحيوانات ( الموج‏, الرياح‏, البحر‏ والحوت ) ليبكت خليقته العاقلة (الإنسان).
أمر الله الرياح‏, ‏فهاج البحر‏, ‏وهاجت أمواجه‏, ‏وصدمت السفينة حتى كادت تنقلب‏. ‏وتصرف ركاب السفينة بحكمة وحرص شديدين‏… ‏وبذلوا كل جهدهم, صلوا كل واحد إلي إلهه وطرحوا الأمتعة التي في السفينة إلى البحر ليخففوا عنهم. الوحيد الذي لم يذكر الكتاب أنه صلي كباقي البحارة‏, ‏كان يونان‏. ‏وحتى بعد أن نبهه أو وبخه رئيس النوتية‏, ‏لم يلجأ إلي الصلاة‏. كأن عناده أكبر من الخطر المحيط به . وعندما ألقوا قرعا ليعرفوا بسبب من كانت تلك البلية‏, أصابت القرعة يونان‏.‏
”خائف من الرب إله السماء الذي صنع البحر والبر“ (يون 1: 9)
اعترف يونان أنه خائف من الرب إله السماء الذي صنع البحر والبر‏!! إذا فهو يؤمن بسلطان اللـه على الخليقة كلها ولكن كبريائه كانت ما تزال تسيطر عليه
‏كان يونان يدرك الحق‏, ‏ومع ذلك تمسك بالمخالفة‏, ‏من أجل الكرامة التي دفعته إليها الكبرياء‏, ‏فتحولت إلي عناد‏… ‏قالوا له‏: ‏ماذا نصنع بك ليسكن البحر عنا؟‏. ‏فأجابهم‏: ‏خذوني واطرحوني في البحر.
علي الرغم من كل هذه الإنذارات والضربات الإلهية‏, ‏لم يرجع يونان‏. ‏لم يقل أخطأت يارب في هروبي‏, ‏سأطيع وأذهب إلي نينوى‏… ‏فضل أن يلقي في البحر‏, ‏ولا يقول أخطأت‏..!‏ لم يستعطف الله‏. ‏لم يعتذر عن هروبه‏. ‏لم يعد بالذهاب‏. ‏لم يسكب نفسه في الصلاة أمام الله‏. ‏إنما يبدو أنه فضل أن يموت بكرامته دون أن تسقط كلمته‏!! ‏وهكذا القوه في البحر‏…
اللـه ينفذ مشيئته:‏
مشيئة الله كانت لابد أن تنفذ‏. ‏هل ظن يا يونان أنه سيعاند الله وينجح؟‏! ‏هيهات‏, ‏لابد أن يذهب مهما هرب‏, ‏ومهما غضب‏. إن الله سينفذ مشيئته سواء أطاع يونان أو عصى‏, ‏ذهب أو هرب‏…‏
ألقي يونان في البحر‏, ‏وأعد الرب حوتا عظيما فابتلع يونان‏.‏ وكأن اللـه يقول له: ”يا يونان‏, ‏صعب عليك أن ترفس مناخس‏. ‏إن شئت فبقدميك تصل إلي نينوى‏. ‏وإن لم تنشأ فستصل بالبحر والموج والحوت‏. ‏بالأمر‏, ‏إن لم يكن بالقلب‏“.‏
صلاة يونان:
فى جوف الحوت وجد يونان خلوة روحية هادئة‏, ‏ففكر في حاله‏. ‏إنه في وضع لا هو حياة‏, ‏ولا هو موت‏. ‏وعليه أن يتفاهم مع الله‏, ‏فبدأ يصلي‏. ‏إنه لا يريد أن يعترف بخطيئته ويعتذر عنها‏, ‏وفي نفس الوقت لا يريد أن يبقي في هذا الوضع‏. ‏فاتخذ موقف العتاب‏, ‏وقال‏: ‏”دعوت من ضيقي الرب‏, ‏فاستجابني‏… ‏لأنك طرحتني في العمق‏… ‏طردت من أمام عينيك‏“ (يون 2: 6).‏
من الواضح أن الله لم يضع يونان في الضيق‏, ‏ولم يطرحه في العمق‏, ‏ولم يطرده ولكن خطيئة يونان هي السبب‏.‏
هو الذي أوقع نفسه في الضيقة‏, ‏ثم شكا منها‏, ‏ونسب تعبه إلي الله‏… ‏ولكن النقطة البيضاء، هي أنه رجع إلي إيمانه في بطن الحوت‏. ‏فآمن أن صلاته ستستجاب‏, ‏وقال للرب‏: ”‏أعود أنظر هيكل قدسك“‏. لقد ‏آمن أنه حتي لو كان في جوف الحوت‏, ‏فلابد سيخرج منه ويري هيكل الرب‏.‏
أتت هذه القضية الكبرى بمفعولها‏. ‏ونجح الحوت في مهمته‏. ‏والظاهر أن يونان نذر نذراً بأنه إن خرج من جوف الحوت‏, ‏سيذهب نينوى لأنه قال للرب وهو في جوف الحوت ”أما أنا فبصوت الحمد أذبح لك‏, ‏وأوفي بما نذرته“ (يون 2: 9). ‏أي نذر تراه غير هذا؟‏!
”قم اذهب إلى نينوى“:
‏لما قذف الحوت يونان إلي البر‏, صدر إليه أمر الرب ثانية‏ ”قم اذهب إلى نينوى“ (يون 3: 1-2), فنفذ نذره‏, ‏وذهب إلي نينوى‏. ولكن الظاهر أنه ذهب بقدميه مضطراً‏, ‏وليس بقلبه راضياً‏. ‏ذهب من أجل الطاعة‏, ‏وليس عن اقتناع‏، والدليل على ذلك أنه لما تاب أهل نينوى وندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه غم ذلك يونان غما شديدا فاغتاظ. (يون 3: 5 – 4: 1)
اللـه يبكت يونان:
عاتب يونان الله‏, ‏وبرر ذاته‏, ‏وظن أن الحق في جانبه‏. ‏فصلي إلي الله وقال‏: ”آه يا رب أليس هذا كلامي إذ كنت بعد في أرضي؟ لذلك بادرت إلى الهرب إلى ترشيش لأني علمت أنك إله رؤوف ورحيم بطيء الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر“ (يون 4: 2)
اغتاظ يونان من أجل محبة اللـه ورحمته وقبوله توبة أهل نينوى ونسى (أو تناسى) أنها نفس المحبة التى قبلت توبته عندما كان فى بطن الحوت. ولذلك قال أحد الآباء ”إذا وجدت أن اللـه يطيل أناته على من أساء إليك لا تحزن بل تذكر أن اللـه أطال أناته عليك من قبل عندما أسأت أنت إلى آخرين“.
خرج يونان وجلس شرقي المدينة ليري ماذا يحدث فيها‏. ‏كما لو كان ينتظر أن يعود الله فيهلك الشعب كله إرضاء لكرامة ؟‏!!
ولكن الله للمرة الثانية يستخدم خليقته الغير عاقلة من جماد وحيوانات (اليقطينة، الدودة، الرياح، والشمس) ليبكت الإنسان. فجعل يقطينة ترتفع فوق يونان لتكون ظلاً على رأسه وفى الصباح أرسل دودة فضربت اليقطينة فيبست ثم أرسل ريحا شرقية حارة فضربت الشمس على رأس يونان فذبل. وعندما يتذمر يونان يبكته الله قائلاً: ”أنت شفقت على اليقطينة … أفلا أشفق أنا على… اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم !“ (يون 4: 10-11).
سفر يونان:
سفر يونان يلقى الضوء على:
• طول أناة الله. فهو لم يهلك أهل نينوى بسبب خطيئتهم بل أرسل لهم يونان لينذرهم ولم يهلك يونان عندما هرب من وجهه بل أرسل له حوتاً لينقذه.
• محبة الله للإنسان وفرحه بتوبته. فهو الذى قبل صلاة يونان فى بطن الحوت وفرح بتوبة أهل نينوى بل العجيب إنه التمس لهم العذر – إن جاز التعبير- ”اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم“ (يون 4: 11).
• محبة الله تظهر أحياناً فى عدم تنفيذ صلواتنا وطلباتنا. فيونان طلب الموت ثلاث مرات (عندما طلب من النوتية أن يلقوه فى البحر ثم مرتين قال لله ”يا رب خذ نفسي موتي خير من حياتي“ (يون 4: 3، 8)
• الخليقة الغير العاقلة تبكت الإنسان على تمرده فهى تطيع الله والإنسان يعصى خالقه.
• خطورة الذات والكبرياء على الإنسان فقد تؤدى إلى هلاكه. بل العجيب أن يونان اهتم بكرامته وكيف يقول كلمة ثم لا تتحقق بسبب محبة الله، أما الله لم يفكر بنفس الطريقة فقبل أن لا ينفذ تهديده لأهل نينوى عندما تابوا بل فرح أيضاً بتوبتهم.
يونان النبى في الكتاب المقدس:
بالإضافة إلى السفر المسمى باسمه ذكر يونان أيضاً في الكتاب المقدس في المواضع التالية:
• ”هو (يربعام الثانى) رد تخم إسرائيل من مدخل حماة إلى بحر العربة حسب كلام الرب إله إسرائيل الذي تكلم به عن يد عبده يونان بن أمتاي النبي الذي من جت حافر.“ (2مل 14: 25)
• فأجاب (السيد المسيح) وقال لهم: ”جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال. رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان وهوذا أعظم من يونان ههنا!“ (مت 12: 39-41)
• جيل شرير فاسق يلتمس آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي”. ثم تركهم ومضى. (مت 16: 4)
• وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدأ يقول: “هذا الجيل شرير. يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى كذلك يكون ابن الإنسان أيضا لهذا الجيل. (لو 11: 29-30)
• رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان وهوذا أعظم من يونان ههنا! (لو 11: 32)
يونان النبى كرمز للسيد المسيح:
يونان يرمز لموت السيد المسيح وقيامته، فكما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا أيضاً كان السيد المسيح في القبر ثلاث أيام وثلاث ليال.
نينوى :
”نينوى“ هو اسم الإلهة ”عشتار“ مكتوبا بالرموز المسمارية على شكل سمكة داخل إطار، والأرجح أنه من أصل حورانى . كانت نينوى تقع على بعد نحو نصف الميل إلى الشرق من نهر الدجلة، وتدل الاكتشافات الأثرية على أن الموقع يرجع إلى ما قبل التاريخ (نحو 4500 سنة ق.م.) ويذكر سفر التكوين (10: 11) أن نمرود أو أشور هو الذي بناها. وقد كانت فى أيام يونان مدينة عظيمة تبلغ مساحتها نحو خمسة كيلومترات طولاً، ونحو اثنين ونصف كيلومتر عرضاً محاطة بسور يبلغ طوله نحو ثلاثة عشر كيلومتر وكان يلزم مدة ثلاثة أيام لاختراقها والمرور بكل أحيائها (يون 3: 3). وكانت عاصمة للإمبراطورية الأشورية في أوج عظمتها وهذه الإمبراطورية هى التى أفنت مملكة إسرائيل سنة 722 ق.م. وسبت أهلها إلى آشور.
ترشيش :
ومعناها فى العبرية ”الزبرجد“ ويرى البعض أنها كلمة فينيقية بمعنى ”معمل تكرير“. تذكر دائما بالارتباط بالسفن ”لأنه كان للملك (سليمان) في البحر سفن ترشيش مع سفن حيرام“ (1مل 10: 22 )، مما يدل على أن ترشيش كانت تقع على البحر. كما أن يونان نزل فى سفينة ذاهبة إلى ترشيش (يونان 1: 3، 4: 2) من ميناء يافا ليهرب إلى أرض بعيدة (إش 66: 19). وكانت تلك البلاد غنية بالمعادن مثل الفضة (ارميا 10: 9) والحديد والقصدير والرصاص التي كانت تصدر إلى البلاد الأخرى مثل صور ويافا (حز 27: 12) والأرجح أنها كانت بلادا فى غربى البحر المتوسط .
 
قديم 25 - 05 - 2015, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 7849 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الآباء الأولون
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من هم؟
هم الآباء الذين عاشوا قبل الطوفان أى منذ آدم والى نوح حيث إننا نجد فى سفر التكوين الاصحاح الخامس سجل لهؤلاء الآباء. ولا يذكر الكتاب المقدس عن كل من هؤلاء الآباء سوى عبارة واحدة هى:
” وعاش (…) (…) سنة وولد (…). وعاش (…) بعد ما ولد (…) (…) سنة وولد بنين وبنات. فكانت كل أيام (…) (…) سنة ومات.“
(تك 5: 3-32)
و الملاحظ عند دراسة ما ذكر فى الكتاب المقدس عن هؤلاء الآباء أنهم امتازوا بالعمر الطويل فالأعمار تراوحت بين 895 سنة (مهللئيل) و996 (متوشالح) – باستثناء أخنوخ الذى لم يمت بل اللـه نقله – وبالتالى نجد أن آدم عاصر لامك (أبو نوح) حيث كان عمر لامك وقت وفاة آدم 56 سنة.

فى عام … من الخليقة
مولد
وفاة
عمر الشخص وقت الحدث
آدم
شيث
انوش
قينان
مهللئيل
يارد
أخنوخ
متوشالح
لامك
نوح
130
شيث

130









235
انوش

235
105








325
قينان

325
195
90







395
مهللئيل

395
265
160
70






460
يارد

460
330
225
135
65





622
أخنوخ

622
492
387
297
227
162




687
متوشالح

687
557
452
362
292
227
65



874
لامك

874
744
639
549
479
414
252
187


930

آدم
930
800
695
605
535
470
308
243
56

987

أخنوخ

857
752
662
592
527
365
300
113

1042

شيث

912
807
717
647
582

355
168

1056
نوح



821
731
661
596

369
182

1140

انوش


905
815
745
680

453
266
84
1230

قينان



905
835
770

543
356
174
1290

مهللئيل




895
830

603
416
234
1422

يارد





962

735
548
366
1456









769
582
400
1556
سام – حام – يافث








869
682
500
1651

لامك







964
777
595
1656

متوشالح







969

600
2006

نوح









950

شيث:
اسم سامى معناه “بديل أو عوض أو مُعيّن”. وهو الابن الثالث لآدم وحواء، وقد وُلد لهم بعد مقتل هابيل، فدعته أمه “شيث” قائلة لأن اللـه قد وضع لى نسلاً آخر عوضاً عن هابيل (تك 4: 25).

انوش :
بمعنى “زائل” وهو ابن شيث وحفيد آدم (تك 4: 26، 5: 6، 1أخ 1:1، لو 3: 38)، والاسم يدل على أن الإنسان ضعيف وزائل. وبأنوش بدأ طور دينى جديد “حينئذ ابتدئ أن يدعى باسم الرب” (تك4: 26) ويبدو أن هناك مقابلة بين هذه العبارة وما جاء عن فرع آخر لآدم عن طريق حنوك بن قايين (تك 4: 17)

قينان:
بمعنى “مقتنى” وهو قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، وأبو مهللئيل (تك 5: 9-14 ( .

مهللئيل:
معنى الاسم “حمد اللـه” وهو مهللئيل بن قنان بن أنوش. وجاء ذكره فى سلسلة نسب المسيح حسب الجسد (لو 3: 37 ( .

يارد:
معنى الاسم “نزول” وهو الخامس من آدم، وهو ابن مهللئيل بن قنان.

أخنوخ:
والاسم العبرى هو “حنوك” ولعل معناه “مكرس” أو “محنك” وهو نفسه اسم الابن الأكبر لقايين “حنوك” (تك 4: 17 و 18). وأخنوخ هو ابن يارد وأبو متوشالح، وهو السابع من آدم من نسل شيث (يهوذا 14) وقد عاش 365 سنة (تك 5: 23) وبهذا يكون أصغر الشخصيات سناً فى هذه السلسلة.
وقد شهد الكتاب المقدس ببره حيث قال “سار أخنوخ مع اللـه ولم يوجد لأن اللـه أخذه” (تك 5: 24). وعبارة “سار مع اللـه” تدل على حياة مكرسة عاشها فى شركة وثيقة مع اللـه , وهو ما أكده بولس الرسول فى رسالته الى العبرانيين حيث وضعه مع أبطال الإيمان “قبل نقله شُهد له بأنه أرضي اللـه” (عب 11: 5). وشرح المقصود من عبارة “لم يوجد لأن اللـه أخذه” بأنها تعنى “بالإيمان نقل أخنوخ لكى لا يرى الموت، ولم يوجد لأن اللـه نقله” (عب 11: 5).
لعل ما ورد عن أخنوخ هنا وسط سلسلة الآباء، تأكيد أن سرّ سعادة الإنسان ليس طول بقائه على الأرض وإنما انتقاله إلى حضرة الرب ليعيش معه وجها لوجه.
وكأن “أخنوخ” يمثل استرداد الإنسان لحالته الأولى الفردوسية، بانطلاقه من الأرض -التي فسدت- إلى مقدس اللـه. وكما يقول يهوذا الرسول: “وتنبأ عن هؤلاء أيضًا أخنوخ السابع من آدم قائلاً: “هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه، ليضع دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجورهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها على جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار” (يه 14: 15). انتقال أخنوخ إلى اللـه هي نبوة عملية عن الحياة الأبدية وشهادة ضد الأشرار ودينونتهم العتيدة، بجانب نبوته النطقية التي تسلمتها الكنيسة اليهودية خلال التقليد الشفوي وسجلها الرسول يهوذا.
أخنوخ يمثل القلب الذي يتحد مع الذي ويصير موضع سروره ورضاه في المسيح يسوع الابن المحبوب، فلا يمكن للموت (الروحي) أن يجد له فيه موضعًا، بل يكون في حالة انطلاق مستمر نحو الأبدية، لا يقدر العدو أن يمسك به أو يقتنصه.
لم نعرف عن حياة أخنوخ شيئًا سوي هذه العبارة “وسار أخنوخ مع اللـه ولم يوجد لأن اللـه أخذه” (24)، إذ لم يذكر لنا الكتاب شيئًا عن تصرفاته أو مثلاً لمعاملاته، لكنه بحياته الخفية سحب قلوب الكثيرين عبر الأجيال نحو التوبة والحياة مع اللـه. يقول أبن سيراخ: “نُقل أخنوخ كمثال للتوبة لجميع الأجيال” (سى 44: 16). ورأى فيه القديس أمبروسيوس صورة للحياة الرسولية التي لا يهزمها الموت إذ يقول: [حقًا لم يعرف الرسل الموت كما قيل لهم: “الحق الحق أقول لكم إن كثيرين من القيام ههنا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان قادمًا في ملكوته” (راجع مت 16: 28). فمن ليس بداخله شيء يموت (يحيا أبديًا)، هذا الذي ليس فيه من مصر (رمزيًا) أي نعل أو رباط، إنما خلع عنه هذا كله قبل تركه خدمة الجسد. ليس أخنوخ وحده هو الحيّ ولا وحده أُخذ إلى فوق، إنما بولس أيضًا ارتفع ليلتقي بالمسيح].
بنفس الفكر يرى القديس كبريانوس مثلاً حيًا للمنتقلين إلى الرب سريعًا إذ تركوا عنهم محبة الزمنيات: [إنك تكون (كأخنوخ) قد أرضيت اللـه إن تأهلت للانتقال من عدوى العالم. لقد علّم الروح القدس سليمان أن الذين يرضون اللـه يؤخذون مبكرين ويتحررون سريعًا لئلا بتأخيرهم في هذه العالم يتدنسون بوبائه. وكما قيل: “خطفه لئلا يغير الشر عقله، إنه كان مرضيًا لله فأحبه وكان يعيش بين الخطاة فنقله” (حك 4: 10، 11). وفي المزامير تسرع النفس المكرمة لإلهها نحوه قائلة: “ما أحلى مساكنك يارب الجنود، تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب” (مز 84: 1)].
ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن “أخنوخ” فاق هابيل في إيمانه، إذ يقول: [فاق هذا الرجل هابيل في إيمانه. ربما تسأل كيف؟ لأنه بالرغم من مجيئه بعده فإن ما أصاب هابيل كان كافيًا بصده عن سعيه… ومع هذا لم يدخل أخنوخ إلى اللامبالاة، ولا قال في نفسه: ما الحاجة إذن إلى التعب؟!]. كان أخنوخ عظيمًا في إيمانه، فمع عدم رؤيته أمثلة حية يحتذي بها، ومع سماعه ما حدث مع هابيل عاش مع اللـه يسلك بالبر فاستحق أن يأخذه اللـه.
ولكن ما السر وراء هذا الإيمان العظيم؟
إذا راجعنا الجدول السابق سنجد أن أخنوخ عاصر كل من سبقوه منذ آدم، حيث ولد عندما كان عمر آدم 622 سنة وعاش مع جده (آدم) حوالى 308 سنين ولا شك كان أبينا آدم كان يجلس مع أصغر أحفاده وقتئذ ليحكى له عن جنة عدن وحلاوة الحياة مع اللـه وكان هذا الحفيد يقارن بين ما يسمعه من جده وبين ما يراه على الأرض من شقاء وفناء وحينئذ أدرك بشاعة الخطية وفداحة نتائجها ولذلك اشتعل قلبه بمحبة اللـه وسار فى طريق البر. والعجيب أننا نجد أن اللـه يأخذ أخنوخ من هذا العالم سريعاً بعد وفاة آدم حيث أن الفارق بين موت آدم ونقل أخنوخ هو 57 سنة فقط وبذلك يكون أخنوخ أول شخص تنتهي حياته على الأرض بعد موت آدم.
موت أخنوخ:
ترى الكنيسة الأرثوذكسية – فى تفسيرات آبائها مثل العلامة ترتليان – أن أخنوخ سيعود هو وإيليا الى الأرض مرة أخرى فى آخر الأيام ويقاوما ضد المسيح ثم يذوقا الموت الجسدى إذ هما الشاهدين المذكوران فى سفر الرؤيا (رؤ 11: 3-14) وكلاهما لم يمت بل اختُطِفَا إلى السماء.

متوشالح:
اسم سامى معناه رجل الرمح أو عابد (الإله) “شالح”، وهو ابن أخنوخ من نسل شيث، وأبو لامك وجدّ نوح (تك 5: 21- 27). وقد عاش تسع مئة وتسعاً وستين سنة ومات قبل الطوفان، فهو أطول الناس المذكورين عمراً. ويذكر بين أسلاف الرب يسوع المسيح حسب الجسد (لو 3: 37).
وقد مات متوشالح عندما كان عمر حفيده نوح حوالى 600 سنة وهى السنة التى أرسل فيها اللـه الطوفان على الأرض وأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء.

لامك:
اسم عبرى معناه شاب قوي أو رجل بري أو إنسان وحشي أو مدمِّر. بن أخنوخ من نسل شيث، وقد ولد نوحاً، وهو ابن مئة واثنتين وثمانين سنة. وقد دعا ابنه “نوحاً قائل: هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا من قبل الأرض التى لعنها الرب. فقد أحس لامك هذا بتعب العمل فى الأرض وقلة إنتاجها، نتيجة لعن اللـه إياها بسبب سقوط آدم (تك 3: 17 – 19)، وكان يتطلع إلى مجيء النسل الموعود، وتوقع أن يكون الابن المولود له، هو هذا النسل، فدعاه “نوحاً” أى “عزاء”.
وقد مات لآمك قبل أبيه متوشالح بحوالى 5 سنوات وهى نفس الفترة تقريباً قبل مجيء الطوفان على الأرض.
 
قديم 25 - 05 - 2015, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 7850 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سمعان الشيخ وحنة بنت فنوئيل
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فى ميلاد السيد المسيح نجد أن السماء تُسَبِّح والأرض تفرح وتتهلل بميلاد رب المجد، حيث سَبَّحَ الملائكة وتهلل الرعاة وسجد المجوس للطفل المولود فى بيت لحم.
وبعد أربعين يوماً نجد أن بقية البشرية تشترك فى التسبيح والتمجيد. فإن كان الشيوخ لم يتمكنوا من الذهاب الى بيت لحم فها هم ينتظرونه فى الهيكل يقودهم سمعان الشيخ وحنة بنت فنوئيل ليقدموا له التسبيح والتمجيد.
من هما سمعان وحنة؟
لما ملك بطليموس الملقب بالغالب حوالي سنة 269 قبل الميلاد. أرسل بتدبير من الله إلى أورشليم، واستحضر سبعين رجلا من أحبار اليهود وعلمائهم، وأمرهم إن يترجموا له أسفار العهد القديم من العبرية إلى اليونانية (وهى الترجمة المعروفة بالترجمة السبعينية).
ولكى لا يتفقوا علي ترجمة واحدة، عزل كل اثنين منهم في مكان منفرد، حتى يضمن نسخة صحيحة بعد مقارنة هذه الترجمات. وكان سمعان الشيخ من بين السبعين رجلاً الذين قاموا بهذه الترجمة.
وقد حدث انه لما وصل إلى ترجمة قول أشعياء النبى “ها العذراء تحبل وتلد ابنا” (أش 7: 14) خشي أن يكتب “عذراء تحبل” فيهزأ به الملك فأراد إن يكتب كلمة “فتاة” عوض كلمة “عذراء” ولما تألم في داخله لهذه الترجمة غير الصحيحة، أعلن له الله في رؤيا انه لا يرى الموت قبل إن يرى مسيح الرب المولود من العذراء. وقد تم ذلك وعاش هذا البار نحو ثلاثمائة سنة حيث ولد السيد المسيح. وكان بصره قد كف فلما حمل الصبي علي ذراعيه أبصر واعلمه الروح القدس إن هذا هو الذي كنت تنتظره “فبارك الله وقال الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لان عيني قد أبصرتا خلاصك. الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل” (لو 2: 25-32).
أما حنة بنت فنوئيل فهى أرملة من سبط أشير يتجاوز عمرها المئة عام. كانت تزوجت لمدة سبع سنوات ثم مات زوجها فبقيت أرملة لم تتزوج لمدة أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا. ويقول الكتاب أنه عندما أتى يوسف ومريم بالطفل يسوع الى الهيكل لممارسة طقس ختانه “وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم” (لو 2: 36-38).
تسبحة سمعان:
“الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ وَمَجْداً لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ” وَكَانَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ. وَبَارَكَهُمَا سِمْعَانُ وَقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: “هَا إِنَّ هَذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ. وأنْتِ أيْضاً يَجُوزُ فِى نَفسِكِ سِيْفٌ لِتُعلَنَ أفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ.” (لو 2: 29-35)
ويلاحظ في تسبحة سمعان الشيخ الآتي:
أولاً: يعلن عموميّة الخلاص وجامعيّة الكنيسة، فإن كان شعبه إسرائيل الذي تجسّد منه وحلّ في وسطه قد تمجَّد، وقبِلَ بعض اليهود الإيمان به، لكن إسرائيل الجديد ضم من كل الأمم.
ثانياً: إن كان الله الآب قد أرسل ابنه لخلاص العالم (يو 3: 16) خلال علامة الصليب، لكن ليس الكل يقبل هذه العلامة ويتجاوب مع محبَّة الله الفائقة، بل يقاوم البعض الصليب ويتعثَّرون فيه. هذا ومن ناحية أخرى فإنَّ سقوط وقيام الكثيرين يشير إلى سقوط ما هو شرّ في حياتنا لقيام ملكوت الله فينا، فعمل السيِّد المسيح أن يهدم الإنسان القديم ليُقيم الإنسان الجديد؛ يقتلع الشوك ليغرس في داخلنا شجرة الحياة.
ثالثاً: إن كان السيِّد المسيح الذي جاء لخلاص العالم قد صار موضع مقاومة، فإنَّ القدِّيسة مريم تشارك ابنها الصليب بكونها تمثِّل الكنيسة، التي تحمل صورة عريسها المصلوب المقاوَم. وكما يقول القدِّيس كيرلس الكبير: [يُراد بالسيف الألم الشديد الذي لحق بمريم وهي ترى مولودها مصلوبًا، ولا تعلم بالكليّة أن ابنها أقوى من الموت، وأنه لابد من قيامته من القبر، ولا عجب أن جهلت العذراء هذه الحقيقة فقد جهلها أيضًا التلاميذ المقدَّسون، فلو لم يضع توما يده في جنب المسيح بعد قيامته، ويجس بآثار المسامير في جسم يسوع لما صدق أن سيِّده قام بعد الموت.] وجاء في قطع الساعة التاسعة: [عندما نظرت الوالدة الحمل والراعي مخلِّص العالم علي الصليب معلَّقا، قالت وهي باكية: أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص، وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل يا ابني وإلهي.]
وتعيد الكنيسة القبطية فى يوم 8 أمشير بعيد دخول السيد المسيح الهيكل ونياحة سمعان الشيخ.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024