منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 06 - 2022, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 78331 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أهم الشخصيات الإصلاحية في أوروبا في القرن الحادي عشر




من الشخصيات البارزة التي ظهرت في هذا المجمع الكاردينال هلدبرانت الذي رأى بثاقب بصره إقناع أعضاء المجمع بعدم المساس بحقوق الإمبراطور القائم وهو هنري الرابع على أن يحرم خلفاؤه من أي حق في اختيار الباباوات فيما بعد ذلك، ولم تلبث شهره هلدبراند ومكانته أن أدت إلى المناداة به بالإجماع لتولي منصب البابوية في عام 1073 تحت اسم جريجوري السابع، وبذلك بدأت صفحة جديدة في تاريخ البابوية بل في تاريخ الكنيسة الغربية الكاثوليكية في العصور الوسطي.
والواقع أن البابا جريجوري السابع (1073-1085) لم يكن مجددًا ومبتكرًا، ولم يسهم ألا بقسط ضئيل في نظرية السمو البابوي، لأن هذه النظرية القديمة ترجع إلى أيام البابا اغريغوريوس الأول (590-604) وكثير غيره من الباباوات الذين حاولوا أن يطبقوا هذه النظرية بسمو البابوية في علاقتها مع الأباطرة، ولكن إذا كانت نظرية السمو البابوي في ذاتها ليست وليده أفكار جريجوري السابع ألا أن من حقه أن يفخر بأنه أول من طبق هذه النظرية في إصرار وعناد، ذلك أنه كان يقدر ضخامة مهمة البابوية وعظم رسالتها، حتى أنه قال "أنني لا أقبل البقاء في روما يوما واحد إذا أدركت أنني عديم الفائدة في الكنيسة".
وقد بدأ جريجوري عمله بأن عقد مجمعًا في روما عام 1074 لمعالجة مشاكل الكنيسة في ذلك الوقت، وهي كما سبق وعرضنا السيمونية وزواج رجال الدين والتقليد العلماني، وقد أصدر هذا المجمع عده قرارات تنص على أن كل من توصل إلى منصبًا في الكنيسة عن طريق الشراء يحرم، وأن لا يسمح في المستقبل بشراء الحقوق الكنسية وبيعها، كذلك تقرر فصل كل عضو من الكنيسة اتهم بالاستسلام لشهواته.
أما عن زواج رجال الدين، فقد دعا جريجوري السابع الشعب المسيحي إلي عدم التعاون مع أي قس أو أسقف لا يحرص على التمسك بسُنّة الرسل وتعاليم البابوية كما منع القساوسة المتزوجين من الخدمة والوعظ في الكنائس، وحرم على الشعب الاستماع إليهم.
علي أنه إذا كان البابا جريجوري السابع قد استطاع مكافحة السيمونية وزواج رجال الدين عن طريق تشريعات داخلية في الكنيسة، فإنه كان من المتعذر عليه مكافحة مبدأ التقليد العلماني دون الاصطدام بالحكام العلمانيين.
وعلي رأسهم إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة صاحب النفوذ السياسي الواسع في ألمانيا وإيطاليا، وتتضح لنا نظره جريجوري السابع إلى الحكام العلمانيين ومكانتهم من رجال الدين في عبارته الشهيرة (أن قوة الملوك مستمدة من كبرياء البشر، وقوة رجال الدين مستمدة من رحمه الله، وأن البابا سيد الأباطرة لأنه يستمد قداسته من تراث سلفه القديس بطرس).
أما خير ما يلخص أراء البابا الخاصة بعظمة الوظيفة البابوية وسموها وسلطانها الروحي العالمي، فهي المجموعة التي تنسب إليه والتي جمعت بعد وفاته بقليل حوالي عام 1087، وتعرف باسم مجموعة الإدارة البابوية أو الأوامر البابوية وأهم ما ورد بها:
+ البابا وحده هو الذي يتمتع بسلطة عالمية.
+ البابا وحده يمتلك سلطه رسامة الأساقفة وعزلهم.
+ جميع الأمراء العلمانيين يجب أن يقبلوا قدم البابا وحده.
+ للبابا الحق في عزل الأباطرة.
+ لا يجوز عقد أي مجمع ديني عام إلا بأمر البابا.
+ ليس لأي فرد الحق في أن يلغي قرارًا بابويًا، في حين أنه من حق البابا أن يلغي قرارات بقية الشعب.
+ لا يُسأل البابا عما يفعل ولا يحاكم على تصرفاته.
+ للبابا، يجيز لرعايا أي حاكم علماني تحلل من العهود وإيمان الولاء الذي اقسموها لحاكمهم.

وهكذا يبدو من المبادئ السابقة أن جريجوري السابع أمن إيمانا قويًا بأن البابا له السلطة العليا في حكم المجتمع المسيحي، وأنه يعزل الملوك والأباطرة بوصفه نائبًا القديس بطرس، فإذا امتنع حاكم علماني عن تنفيذ تعاليم الكنيسة، فإن لها أن تحاربه بالأسلحة الروحية والمادية، وبعبارة أخري فإن جريجوري السابع رأي الطريق الوحيد لإصلاح العالم وتخليصه من الفوضى والشرور، هو إخضاعه للكنيسة، وإخضاع الكنيسة للبابوية، لذلك وجه جريجوري السابع مجمع روما الديني عام 1075 نحو اتخاذ قرار حاسم بشأن التقليد العلماني هذا نصه:
(إن أي فرد من الآن فصاعدًا يتقلَّد مهام وظيفته الدينية من أحد الحكام العلمانيين يعتبر مطرودًا من الوظيفة ومحرومًا من الكنيسة ومن رعاية القديس بطرس، وإذا جرؤ إمبراطور أو ملك أو دوق أو كونت، أو أي شخص علماني على تقليد أحد رجال الدين مهام وظيفته الدينية فإنه يحرم من الكنيسة فورًا).
ومن الواضح أن تطبيق هذا القرار يعني تحرير كافة رجال الدين في الأسقفيات والكنائس والأديرة من إشراف الملوك والأمراء في مختلف البلاد، كما يعني جعل البابا في روما هو المشرف الوحيد على جميع رجال الدين في كل العالم المسيحي الغربي: من حيث تعيينهم أو رسامتهم في مناصبهم والفصل في مشاكلهم والإشراف على أعمالهم.
وهكذا أخذت سياسة جريجوري السابع تنذر بصدام عنيف مع الحكام العلمانيين فرفض وليم الفاتح ملك إنجلترا الاعتراف بسيادة البابوية والتبعية لها، في حين لم يعبأ فيليب الأول ملك فرنسا (1060-1108) بآراء البابا وطلباته، واستمر في سياسته نحو الكنيسة.
أما أباطرة ألمانيا فكان من الطبيعي ألا يقبلوا إقرار جريجوري السابع العنيف الذي يمس سيادتهم وإشرافهم على رجال الدين في بلادهم، ولاسيما أن نحو نصف مساحة أراضى ألمانيا وثروتها كانت في أيدي رجال الدين من أساقفة وأديرة، فكان معني تنفيذ قرار البابا جريجوري السابع خروج هذه الأراضي من قبضه الإمبراطور ودخولها تحت سيطرة البابا، الأمر الذي يجعل الحكومة الإمبراطورية ضربًا من الشكليات أو المستحيلات وبهذا أوشكت البابوية على أن تقع في صدام عنيف مع السلطة السياسية وهو النزاع الذي شغل أوروبا طوال القرنيين التاليين، حتى أصبح تاريخها في هذه الفترة من العصور الوسطي يدور حول محور واحد، هو البابوية والإمبراطورية وهنا نشير إلى أن البابا جريجوري السابع عندما شرع في سياسته الإصلاحية العنيفة لم يعتمد على سلاح التشريعات والأوامر البابوية التي أصدرها فقط، وإنما اعتمد أيضًا على سلاح قوي، هم رجال الأديرة الكلونية أو كما كانوا يسمون (الرهبان السود) كما اسماهم معاصروهم، من كثرة أصوامهم وصلواتهم، وهؤلاء كانوا قوة عظمي ساندت البابا في سياسته، واعتمد عليهم في تنفيذها، كما اختار منهم مندوبيه ورسله إلى الزعماء العلمانيين والدينيين.
 
قديم 16 - 06 - 2022, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 78332 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا جريجوري السابع (1073-1085)


لم يكن مجددًا ومبتكرًا، ولم يسهم ألا بقسط ضئيل في نظرية السمو البابوي، لأن هذه النظرية القديمة ترجع إلى أيام البابا اغريغوريوس الأول (590-604) وكثير غيره من الباباوات الذين حاولوا أن يطبقوا هذه النظرية بسمو البابوية في علاقتها مع الأباطرة، ولكن إذا كانت نظرية السمو البابوي في ذاتها ليست وليده أفكار جريجوري السابع ألا أن من حقه أن يفخر بأنه أول من طبق هذه النظرية في إصرار وعناد، ذلك أنه كان يقدر ضخامة مهمة البابوية وعظم رسالتها، حتى أنه قال "أنني لا أقبل البقاء في روما يوما واحد إذا أدركت أنني عديم الفائدة في الكنيسة".
وقد بدأ جريجوري عمله بأن عقد مجمعًا في روما عام 1074 لمعالجة مشاكل الكنيسة في ذلك الوقت، وهي كما سبق وعرضنا السيمونية وزواج رجال الدين والتقليد العلماني، وقد أصدر هذا المجمع عده قرارات تنص على أن كل من توصل إلى منصبًا في الكنيسة عن طريق الشراء يحرم، وأن لا يسمح في المستقبل بشراء الحقوق الكنسية وبيعها، كذلك تقرر فصل كل عضو من الكنيسة اتهم بالاستسلام لشهواته.
أما عن زواج رجال الدين، فقد دعا جريجوري السابع الشعب المسيحي إلي عدم التعاون مع أي قس أو أسقف لا يحرص على التمسك بسُنّة الرسل وتعاليم البابوية كما منع القساوسة المتزوجين من الخدمة والوعظ في الكنائس، وحرم على الشعب الاستماع إليهم.
علي أنه إذا كان البابا جريجوري السابع قد استطاع مكافحة السيمونية وزواج رجال الدين عن طريق تشريعات داخلية في الكنيسة، فإنه كان من المتعذر عليه مكافحة مبدأ التقليد العلماني دون الاصطدام بالحكام العلمانيين.
وعلي رأسهم إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة صاحب النفوذ السياسي الواسع في ألمانيا وإيطاليا، وتتضح لنا نظره جريجوري السابع إلى الحكام العلمانيين ومكانتهم من رجال الدين في عبارته الشهيرة (أن قوة الملوك مستمدة من كبرياء البشر، وقوة رجال الدين مستمدة من رحمه الله، وأن البابا سيد الأباطرة لأنه يستمد قداسته من تراث سلفه القديس بطرس).
أما خير ما يلخص أراء البابا الخاصة بعظمة الوظيفة البابوية وسموها وسلطانها الروحي العالمي، فهي المجموعة التي تنسب إليه والتي جمعت بعد وفاته بقليل حوالي عام 1087، وتعرف باسم مجموعة الإدارة البابوية أو الأوامر البابوية وأهم ما ورد بها:
+ البابا وحده هو الذي يتمتع بسلطة عالمية.
+ البابا وحده يمتلك سلطه رسامة الأساقفة وعزلهم.
+ جميع الأمراء العلمانيين يجب أن يقبلوا قدم البابا وحده.
+ للبابا الحق في عزل الأباطرة.
+ لا يجوز عقد أي مجمع ديني عام إلا بأمر البابا.
+ ليس لأي فرد الحق في أن يلغي قرارًا بابويًا، في حين أنه من حق البابا أن يلغي قرارات بقية الشعب.
+ لا يُسأل البابا عما يفعل ولا يحاكم على تصرفاته.
+ للبابا، يجيز لرعايا أي حاكم علماني تحلل من العهود وإيمان الولاء الذي اقسموها لحاكمهم.

 
قديم 16 - 06 - 2022, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 78333 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





من المبادئ السابقة أن جريجوري السابع أمن إيمانا قويًا بأن البابا له السلطة العليا في حكم المجتمع المسيحي، وأنه يعزل الملوك والأباطرة بوصفه نائبًا القديس بطرس، فإذا امتنع حاكم علماني عن تنفيذ تعاليم الكنيسة، فإن لها أن تحاربه بالأسلحة الروحية والمادية، وبعبارة أخري فإن جريجوري السابع رأي الطريق الوحيد لإصلاح العالم وتخليصه من الفوضى والشرور، هو إخضاعه للكنيسة، وإخضاع الكنيسة للبابوية، لذلك وجه جريجوري السابع مجمع روما الديني عام 1075 نحو اتخاذ قرار حاسم بشأن التقليد العلماني هذا نصه:
(إن أي فرد من الآن فصاعدًا يتقلَّد مهام وظيفته الدينية من أحد الحكام العلمانيين يعتبر مطرودًا من الوظيفة ومحرومًا من الكنيسة ومن رعاية القديس بطرس، وإذا جرؤ إمبراطور أو ملك أو دوق أو كونت، أو أي شخص علماني على تقليد أحد رجال الدين مهام وظيفته الدينية فإنه يحرم من الكنيسة فورًا).
ومن الواضح أن تطبيق هذا القرار يعني تحرير كافة رجال الدين في الأسقفيات والكنائس والأديرة من إشراف الملوك والأمراء في مختلف البلاد، كما يعني جعل البابا في روما هو المشرف الوحيد على جميع رجال الدين في كل العالم المسيحي الغربي: من حيث تعيينهم أو رسامتهم في مناصبهم والفصل في مشاكلهم والإشراف على أعمالهم.
وهكذا أخذت سياسة جريجوري السابع تنذر بصدام عنيف مع الحكام العلمانيين فرفض وليم الفاتح ملك إنجلترا الاعتراف بسيادة البابوية والتبعية لها، في حين لم يعبأ فيليب الأول ملك فرنسا (1060-1108) بآراء البابا وطلباته، واستمر في سياسته نحو الكنيسة.


 
قديم 16 - 06 - 2022, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 78334 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





أباطرة ألمانيا لا يقبلوا إقرار جريجوري السابع العنيف الذي يمس سيادتهم وإشرافهم على رجال الدين في بلادهم، ولاسيما أن نحو نصف مساحة أراضى ألمانيا وثروتها كانت في أيدي رجال الدين من أساقفة وأديرة، فكان معني تنفيذ قرار البابا جريجوري السابع خروج هذه الأراضي من قبضه الإمبراطور ودخولها تحت سيطرة البابا، الأمر الذي يجعل الحكومة الإمبراطورية ضربًا من الشكليات أو المستحيلات وبهذا أوشكت البابوية على أن تقع في صدام عنيف مع السلطة السياسية وهو النزاع الذي شغل أوروبا طوال القرنيين التاليين، حتى أصبح تاريخها في هذه الفترة من العصور الوسطي يدور حول محور واحد، هو البابوية والإمبراطورية وهنا نشير إلى أن البابا جريجوري السابع عندما شرع في سياسته الإصلاحية العنيفة لم يعتمد على سلاح التشريعات والأوامر البابوية التي أصدرها فقط، وإنما اعتمد أيضًا على سلاح قوي، هم رجال الأديرة الكلونية أو كما كانوا يسمون (الرهبان السود) كما اسماهم معاصروهم، من كثرة أصوامهم وصلواتهم، وهؤلاء كانوا قوة عظمي ساندت البابا في سياسته، واعتمد عليهم في تنفيذها، كما اختار منهم مندوبيه ورسله إلى الزعماء العلمانيين والدينيين.

 
قديم 16 - 06 - 2022, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 78335 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

- بداية النزاع بين البابوية والإمبراطورية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

شاءت الظروف أن يتبلور النزاع بين البابا جريجوري السابع Pope Gregory VII والإمبراطور هنري الرابع إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة (1056-1105) حول شغل بعض الأسقفيات الشاغرة وبخاصة في شمال إيطاليا، إذا صر كل من البابا والإمبراطور علي أن لكل منهما الحق في سيامة الأساقفة وتمسك كل منهما برأيه لأنه رأي أن في انتصار خصمه تحطيمًا للمبدأ الذي يسعى هو من اجله.
فهنري الرابع وجد في تمسكه برأيه محافظه على حقه الذي ورثه عن أسلافه، وان تمسكه بفرض رأيه أمر تتوقف عليه هيبته في إيطاليا وغير إيطاليا من بلاد الإمبراطورية، لذلك أسرع بتعين اثنين من أتباعه على أسقفيتي فرموfermo وسبوليتو spoleto، على الرغم من أن هاتين الأسقفيتين تقعان فعلًا في دائرة اختصاص البابا.
أما جريجوري السابع فقد تمسك من جانبه بنظرته السمو البابوي بحكم أن البابا خليفة السيد المسيح على الأرض ووريث القديس بطرس في الغرب، كما اعتبر نجاحه في فرض رأيه على الإمبراطور أمرًا تتوقف عليه هيبته ومستقبل البابوية، فضلا عن سياسته في الإصلاح الكنسي – وهي السياسة التي شرع فعلًا في تنفيذها.

ثم تأزم الموقف بشكل خطير عندما عين هنري الإمبراطور أسقفًا جديدًا لميلان هو الأسقف تدالد tedald في عام 1075، وحينئذ أدرك البابا أنه لابد من العمل السريع، ويبدو أن البابا جريجوري السابع كان مستعدًا عندئذ التحدي والصراع.
فأرسل رسالة شديدة اللهجة إلى هنري الرابع في أواخر عام 1075 انذره فيها بالعزل وهدده بالويل والعذاب أن هو لم يخضع لرأي البابوية، وفي ذلك الوقت ثارت ثائرة الإمبراطور فعقد تجمعًا في ورمز worms في يناير 1076 قرر فيه بطلان انتخاب البابا جريجوري السابع بل وعزله من منصبه.
وعندما سمع البابا بذلك القرار قابله بهدوء، ودعا هو الأخر بعقد مجمع في الفاتيكان في فبراير 1076 قرر فيه توقيع الحرمان على هنري الرابع وعزله من منصبه وتحرير جميع رعاياه وأتباعه من إيمان الطاعة والتبعية التي اقسموها له.
وبذلك بدأت الحرب بينهما ومع أن موقف الطرفين كان حرجًا وصعبًا إلا أنه من الواضح أن هنري الرابع وجد نفسه في موقف أصعب من خصمه، لأن البابا كان يستطيع أن يعتمد على عطف كثير من أبناء العالم المسيحي بوصفه الأب الروحي للكنيسة، في حين كان هنري الرابع لا يستطيع حتى الاعتماد على ولاء رعاياه بعد أن وقع عليه البابا قراره بالحرمان بوصفه مسيحيًا وعقوبة العزل بوصفه ملكًا.
وبعبارة أخري فإن كفتي البابوية والإمبراطورية لم تكونا متعادلتين أبدا عند بداية النزاع بل طيلة أدوار النزاع الآتية، لأن البابا كان يستطيع أن يعتمد دائمًا على أسلحه قويه أهمها شعور الشعب من حوله، فضلًا عن الأسانيد المستفادة من الكتاب المقدس التي تعطي البابا هذا الحق العظيم، في حين استند الإمبراطور فيما ذهب إليه إلى:
1- القانون الروماني الذي يمجد الإمبراطورية وسلطتها وهو مستمد من أصول وثنية يسهل على البابوية الطعن فيها.
2- الجيش الإمبراطوري الذي ثبت عجزه في أكثر من مناسبة عن إخضاع البابوية.
3- والواقع أن الإمبراطور لم يجد له نصير سوي تلك الفئة قليلة العدد من رجال الدين والإيمان الذين عرفوا بالسيمونية وسوء السيرة، وهؤلاء لم يكن لهم من النفوذ أو المقومات الخلفية ما يجعل منهم سندًا حقيقيًا للإمبراطور، أما ذو المكانة من القديسين وكبار رجال الدين فقد شايعوا جميعًا البابوية في موقفها المعادي للملك.
وهكذا تلفت هنري الرابع حوله فلم يجد من يعتمد عليه من الدوقات والأمراء، إذ كانوا جميعًا يخشون نزعته الاستبدادية، فكان أن عقد أمراء ألمانيا وأساقفتها مجمعًا في تريبور tribur في أكتوبر 1076 وقرروا فيه الخروج على طاعة هنري الرابع وإنذاره باختيار إمبراطور غيره على ألمانيا إن لم يغفر له البابا في مده أقصاها فبراير 1077 م علي أن يقضي الفترة ما بين أكتوبر 1076 وفبراير 1077 في أحد الأديرة محرومًا من الإمبراطورية.
وكان أن انسحب هنري الرابع إلي ذلك الدير الذي جعل يفكر فيه في حاله، وان كان الموقف لم يكن في حاجه إلى تفكير، ذلك أنه وجد نفسه وحيدًا أمام خصم عنيد لا يرحم، فلابد له من التراجع والاستسلام إذا أراد إنقاذ عرشه، مما تطلب من هنري الرابع سرعة العمل قبل أن يجتمع أعداؤه في ألمانيا فيؤدي ذلك إلى مظاهره عدائية ضد الملك تضعف مركزه وتجعل البابا يتشدد في موقفه، واخيرًا لم يجد الإمبراطور هنري الرابع حلًا أمامه سوى أن يرحل سرًا إلى البابا، في الوقت الذي كان البابا قد بدأ رحلته إلى ألمانيا، ولكنه أسرع عندما علم أن خصمه هنري الرابع عبر الألب ساعيًا إليه، واحتمي البابا في قلعه "كانوسا" التابعة لماتيلدا ملكه تسكانيا، وكان البرد قاسيًا عندما اخذ هنري الرابع يصعد الطريق الجبلي الوعر إلى قلعة كانوسا، حيث بقي ثلاثة أيام واقفًا على الجليد أمام أبواب القلعة الموصدة في وجهه، حتى تعطف عليه البابا وسمح له بالمثول بين يديه على شرط بأن يسلم للبابوية بكل ما تطلبه دون أي قيد وكان ذلك في يناير 1077.
ويُقال أن الإمبراطور دخل على البابا حافي القدمين مرتديًا ثوبًا من ثياب الرهبان المصنوعة من الصوف الخشن، حتى إذا ما وجد نفسه أمام خصمه ارتمي عند قدميه وانفجر باكيًا وهو يصيح "اغفر لي يا أبتاه المقدس".
فغفر له البابا بعد أن فرض عليه شروطًا قاسيه وزوده بالنصح والإرشاد، وقد اكتسب بهذا هنري الرابع غفران البابا وطالب بولاء رعاياه ولكن بعد أن دفع الثمن غاليًا، كلفه كرامته ومكانته، فها هو حاكم الإمبراطورية العظيم بذل نفسه أمام البابا ويعترف للبابوية بحقوقها كاملة حتى حرمانه من رعاية الكنيسة وعزله من منصبه، وها هو حليفه قيصر وشارلمان ارتضى أن يقف البابا منه موقف الحكم بينه وبين شعبه أن شاء أمرهم بالخروج على طاعته، وان شاء أمرهم بالامتثال له، لذلك ليس من المبالغة أن نقرر أن الضربة التي أنزلها البابوية بالإمبراطور في كانوسا كانت قاصمه، وان الأخيرة لم تسترد هيبتها ومكانتها السابقة مطلقًا بعد ذلك.
 
قديم 16 - 06 - 2022, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 78336 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بدأت الحرب بين البابا جريجوري السابع Pope Gregory VII والإمبراطور هنري الرابع إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة (1056-1105) بدأت الحرب بينهما ومع أن موقف الطرفين كان حرجًا وصعبًا إلا أنه من الواضح أن هنري الرابع وجد نفسه في موقف أصعب من خصمه، لأن البابا كان يستطيع أن يعتمد على عطف كثير من أبناء العالم المسيحي بوصفه الأب الروحي للكنيسة، في حين كان هنري الرابع لا يستطيع حتى الاعتماد على ولاء رعاياه بعد أن وقع عليه البابا قراره بالحرمان بوصفه مسيحيًا وعقوبة العزل بوصفه ملكًا.
وبعبارة أخري فإن كفتي البابوية والإمبراطورية لم تكونا متعادلتين أبدا عند بداية النزاع بل طيلة أدوار النزاع الآتية، لأن البابا كان يستطيع أن يعتمد دائمًا على أسلحه قويه أهمها شعور الشعب من حوله، فضلًا عن الأسانيد المستفادة من الكتاب المقدس التي تعطي البابا هذا الحق العظيم، في حين استند الإمبراطور فيما ذهب إليه إلى:
1- القانون الروماني الذي يمجد الإمبراطورية وسلطتها وهو مستمد من أصول وثنية يسهل على البابوية الطعن فيها.
2- الجيش الإمبراطوري الذي ثبت عجزه في أكثر من مناسبة عن إخضاع البابوية.
3- والواقع أن الإمبراطور لم يجد له نصير سوي تلك الفئة قليلة العدد من رجال الدين والإيمان الذين عرفوا بالسيمونية وسوء السيرة، وهؤلاء لم يكن لهم من النفوذ أو المقومات الخلفية ما يجعل منهم سندًا حقيقيًا للإمبراطور، أما ذو المكانة من القديسين وكبار رجال الدين فقد شايعوا جميعًا البابوية في موقفها المعادي للملك.
وهكذا تلفت هنري الرابع حوله فلم يجد من يعتمد عليه من الدوقات والأمراء، إذ كانوا جميعًا يخشون نزعته الاستبدادية، فكان أن عقد أمراء ألمانيا وأساقفتها مجمعًا في تريبور tribur في أكتوبر 1076 وقرروا فيه الخروج على طاعة هنري الرابع وإنذاره باختيار إمبراطور غيره على ألمانيا إن لم يغفر له البابا في مده أقصاها فبراير 1077 م علي أن يقضي الفترة ما بين أكتوبر 1076 وفبراير 1077 في أحد الأديرة محرومًا من الإمبراطورية.
وكان أن انسحب هنري الرابع إلي ذلك الدير الذي جعل يفكر فيه في حاله، وان كان الموقف لم يكن في حاجه إلى تفكير، ذلك أنه وجد نفسه وحيدًا أمام خصم عنيد لا يرحم، فلابد له من التراجع والاستسلام إذا أراد إنقاذ عرشه، مما تطلب من هنري الرابع سرعة العمل قبل أن يجتمع أعداؤه في ألمانيا فيؤدي ذلك إلى مظاهره عدائية ضد الملك تضعف مركزه وتجعل البابا يتشدد في موقفه، واخيرًا لم يجد الإمبراطور هنري الرابع حلًا أمامه سوى أن يرحل سرًا إلى البابا، في الوقت الذي كان البابا قد بدأ رحلته إلى ألمانيا، ولكنه أسرع عندما علم أن خصمه هنري الرابع عبر الألب ساعيًا إليه، واحتمي البابا في قلعه "كانوسا" التابعة لماتيلدا ملكه تسكانيا، وكان البرد قاسيًا عندما اخذ هنري الرابع يصعد الطريق الجبلي الوعر إلى قلعة كانوسا، حيث بقي ثلاثة أيام واقفًا على الجليد أمام أبواب القلعة الموصدة في وجهه، حتى تعطف عليه البابا وسمح له بالمثول بين يديه على شرط بأن يسلم للبابوية بكل ما تطلبه دون أي قيد وكان ذلك في يناير 1077.
 
قديم 16 - 06 - 2022, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 78337 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الإمبراطور هنري دخل على البابا جريجوري السابع حافي القدمين مرتديًا ثوبًا من ثياب الرهبان المصنوعة من الصوف الخشن، حتى إذا ما وجد نفسه أمام خصمه ارتمي عند قدميه وانفجر باكيًا وهو يصيح "اغفر لي يا أبتاه المقدس".
فغفر له البابا بعد أن فرض عليه شروطًا قاسيه وزوده بالنصح والإرشاد، وقد اكتسب بهذا هنري الرابع غفران البابا وطالب بولاء رعاياه ولكن بعد أن دفع الثمن غاليًا، كلفه كرامته ومكانته، فها هو حاكم الإمبراطورية العظيم بذل نفسه أمام البابا ويعترف للبابوية بحقوقها كاملة حتى حرمانه من رعاية الكنيسة وعزله من منصبه، وها هو حليفه قيصر وشارلمان ارتضى أن يقف البابا منه موقف الحكم بينه وبين شعبه أن شاء أمرهم بالخروج على طاعته، وان شاء أمرهم بالامتثال له، لذلك ليس من المبالغة أن نقرر أن الضربة التي أنزلها البابوية بالإمبراطور في كانوسا كانت قاصمه، وان الأخيرة لم تسترد هيبتها ومكانتها السابقة مطلقًا بعد ذلك.
 
قديم 16 - 06 - 2022, 05:50 PM   رقم المشاركة : ( 78338 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أبنى الغالى .. بنتي الغالية
لا تخجلوا من خطاياكم مهما كبرت
لان محبتي ورحمتي تمحي كل الخطايا
توبوا ولا تترددوا او تتأخروا في توبتكم
توبوا فالحياة أقصر من ان تقضيها بعيداً عني
 
قديم 16 - 06 - 2022, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 78339 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حين تفقدوا كل فرصه للنجاة
فإلهكم قادر وقوي
يستطيع أن يحول كل شيء للخير





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 16 - 06 - 2022, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 78340 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أبو اليتامى وقاضي الأرامل
الله في مسكن قدسه
(مز 68: 5)





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025