![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 78041 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة هناك عقل يقوده مبدأ معين يؤمن به: فهو يعيش داخل هذا المبدأ، سواء كان سليمًا أو خاطئًا.. ولا يحب أن يتزحزح عنه، بل يستمر حبيسًا فيه. ويشكل هذا المبدأ هيكلًا أساسيًا لحياته.. صدقوني، حتى بالنسبة إلى كثير من الفلاسفة، الذين يحكمهم العقل فرضًا، ينطبق عليهم المثل القائل بأن نقطة البدء في الفلسفة أحيانًا تكون غير فلسفية.. أي ربما يبدأون بعامل نفساني معين، يبنون عليه كل فلسفتهم. مثل كرة ألقيتها من على جبل: إن ألقيتها شرقًا، تستمر بكل قوتها في هذا الاتجاه الشرقي، وأن ألقيتها غربًا، تستمر في هذا المجال الغربي بكل قوتها.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78042 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة نوع أخر من العقل يسيره أب أو معلم. فهو منقاد إلى عقل آخر يسيره كيفما يشاء، سواء كان عقل أب بالجسد، أو أب روحاني، أو معلم أو مرشد. وليست لديه فرصة أن يتصرف أو حتى يفكر. إلا داخل دائرة هذا المعلم وتفكيره وإرشاده. وتكاد شخصيته أن تكون مفقودة تمامًا. وبخاصة لو كان هذا الأب أو المرشد شديدًا في سلطته، يتطلب لونًا من الطاعة العمياء.. ويزيد هذا الانقياد العقلي الكامل، إن كان عقل من يطيع مدفوعًا بثقة كاملة فيمن يطيعه. أو اعتقاده أنه سيهلك إن هو خرج عن حدود الطاعة، أو إن اقتنع بأن مجرد المناقشة أو الحوار مع من يرشده، لون من الكبرياء.. هنا عقله لا يعمل، إنما يطيع عقلًا آخر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78043 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة العقل قد تقوده أيضًا الأخبار أو الشائعات. أو يقوده أي كتاب يقرؤه، أو تأثير فيلم يراه في السينما أو في التلفزيون أو في الفيديو.. لأن عقله قد تعود الاستسلام والخضوع لقيادة أخرى تؤثر عليه.. حتى لو كانت الصحافة، أو الأخبار التي يسمعها من الناس أو أي شخص أقوى منه فكرًا ومنطقًا.. وقد يثبت بعد فترة كذب الشائعات، أو عدم صحة الأخبار.. ولكن بعد أن تكون قد تركت في نفسه أثرًا، ليس من السهولة أن يزول.. أما العقل السليم القوي، فهو يفحص ويدقق. كل ما يسمعه، يفحصه ويحلله. ويقبل منه ما يقتنع به، ويرفض الباقي. أو يترك بعض الأخبار الأخرى لمزيد من الدراسة والاستقصاء. ويمكنه أن ينتفع ببعض ما يقوله الناس. ولكنه لا يسلم ذاته لهم تسليمًا كاملًا ولا يكون مثل ببغاء "عقله في أذنيه". بعض القيادات ما أسهل أن تضيعهم التقارير المضللة، وبخاصة لو تأثروا بها لدرجة اتخاذ قرارات سريعة مبنية على باطل.. وما أكثر ما انحلت عائلات، نتيجة تصديق كل ما يقال. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78044 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة العقل قد تقوده الأعصاب أحيانًا. إن كان سريع التأثر، وسريع الانفعال. ويفكر مدفوعًا بانفعالاته. شمشون أطاع دليله، لأن كثرة إلحاحها عليه، كان ضاغطًا على أعصابه، التي دفعت عقله بلون من الضيق واليأس كشف فيه سره. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78045 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة كثيرًا ما يخضع العقل لمؤثرات عائلية أو اجتماعية: فكثيرًا ما تستطيع زوجة أب أن تؤثر على عقله وفكره، حتى يسئ معاملة أبنه من زوجته الأولى، مصدقًا ما تصبه في أذنه من مؤثرات. كذلك المجتمع كثيرًا ما يترك تأثيره على عقول الناس. فيكون الإنسان في وسط الجماعة متأثرًا بفكر الجماعة وانفعالها. مثل تلميذ في مظاهرة، يردد كل ما يقوله زعماء المظاهرة. فإذا قبض عليه وألقى في سجن، وجلس وحده، حينئذ يفكر عقله بطريقة أخرى، وقد يلوم نفسه على اندفاعه وراء المظاهرة.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78046 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة يوجد عامل آخر يسميه البعض (غسيل المخ). وفيه يقع عقل تحت تأثيرات متوالية، وشكوك متعددة، وضغوط فكرية، بحيث تقتلع منه كل ما كان فيه، وتحشوه بفكر آخر جديد عليه.. ويخرج من هذه الدائرة التي حبسوا عقله فيها، وإذا به يفكر بطريقة أخرى، عكس ما كان قبلًا. بل قد يتحمس للفكر الجديد تمامًا، الذي عاش فيه دون إتاحة فرصة للفكر الآخر أن يقيم توازنًا مع ما يقع عليه من ضغوط فكرية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78047 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة قد تؤثر على العقل طوائف ومذاهب أخرى. كإنسان يختلط فترة بمجموعة من الشيوعيين، تحول عقله إلى فكر شيوعي. أو يختلط بشهود يهوه فترة، فيصبح وأحدًا منهم وداعية لهم. وكذلك نقرأ عمن اختلطوا بالوجوديين، أو بالهيبز والبيتلز، وبطوائف أخرى متعددة. تركت تأثيرها على عقولهم، فأصبحوا يفكرون بطريقة أخرى. إنسان يخالط متشددين، فيتحول إلى متشدد. أو يختلط بمستهترين، فيتحول إلى مستهتر. يضيق فكره أو يتساهل، حسب تأثير الواقع عليه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78048 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة وقد تؤثر على العقل نوعية نفسيته: فالإنسان صاحب النفسية الرقيقة الحساسة، ما أسهل أن يتأثر تفكيره بأية كلمة تقال له، ويصور له فكره أنها خطيرة وصعبة. والإنسان صاحب النفسية البسيطة، كثيرًا ما يتقبل عقله أمورًا لا يمكن أن يصدقها متعمق باحث عن الحقيقة.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78049 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة قد يتأثر العقل بعاداته وطباعه: تسيره العادة أو الطبع، في أمور لا يقبلها العقل المتزن، بل ربما أكثر من هذا، يبدأ العقل في تبرير تلك العادات وتلك الطباع، وما يصدر عنها من سلوك. وقد يثق العقل بأن هذه العادة تضره، ومع ذلك تنتصر العادة. لأن القيادة لا تكون وقتذاك في يد العقل، وعلى رأي المثل "الطبع يغلب". هل بعد كل هذا نقول إن الإنسان مخلوق عاقل، بمعنى أن العقل هو الذي يقوده؟! كلا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 78050 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة هناك عقل آخر يقوده الخوف: الخوف يشل عقله عن التفكير، ويقوده بنفسه.. مثل أبينا آدم، خاف فاختبأ من الله خلف الشجرة!! بينما العقل يقول إنه مهما اختبأ، لابد أن يراه الله. ولكن الذي كان يقوده، كان هو الخوف وليس العقل.. وقد يقود الخوف هذا العقل ليشتغل لحسابه. كأن يخطئ إنسان، ويخاف من نتائج أخطائه، فيدفع العقل إلى تغطيتها بحيل أو أكاذيب أو اتهام غيره ظلمًا. كل ذلك ليستره.. الإنسان الخائف لا تطمئن إلى سلامة تفكيره. |
||||