07 - 07 - 2012, 04:30 AM | رقم المشاركة : ( 771 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
تعليم النعمة إن تعليم النعمة لنا يشمل الماضي والحاضر والمستقبل. ففيما يتعلق بالماضي، ننكر الفجور والشهوات العالمية، أما بالنسبة للحاضر، فنعيش بالتعقل والبر والتقوى، وبالنسبة للمستقبل ننتظر الرجاء المبارك. وسنتأمل الآن في الوجهين الأوليين من تعليم النعمة: إنكار الفجور والشهوات العالمية: الإنكار يتضمن الإقرار علانية بعدم معرفتنا لشخص أو شيء كنا نعرفه فيما سبق مثال ذلك إنكار بطرس ليسوع. ومعنى ذلك أن المسيحي المتعلم من النعمة، قد قطع عملياً كل علاقة له بهذه الأمور الماضية، فالفجور هي العيشة بدون الله في هذا العالم. والشهوات؛ شهوة العيون وشهوة الجسد وتعظم المعيشة، تخص العالم وليس لها علاقة البتة بالطبيعة الجديدة، فصليب المسيح لا يتفق وهذه الأشياء. بالصليب قد صُلبنا عن هذه الشهوات، وكل مجد العالم لا يليق بمجد المسيح. إن طريق المسيحي تنحصر كلها بين نقطة الانطلاق (الصليب)، ونقطة الوصول (المجد)، وهذا الطريق بتنافى تماماً مع ما كانت تتصف به حياتنا الماضية التي قضيناها في البُعد عن الله. نعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر: بالتعقل فيما يتعلق بأنفسنا، بالبر فيما يتعلق بالآخرين، بالتقوى فيما يتعلق بالله. هذا ما يجب أن تتميز به حياتنا كلها على طول الخط إلى أن نصل بسلام إلى راحتنا الأبدية. هذا ولنلاحظ أن الأشياء الثلاثة التي تعلمنا إياها النعمة هنا، تتناول في الصميم الناحية العملية من حياة جميع طبقات المؤمنين التي تكلمنا عنها هذه الرسالة. فأولاً التعقل أو الحكمة، أو الاعتدال في كل شيء وضبط النفس وامتلاكها، ثم البر. وهنا نقول إنه إذا كان البر العملي يقتضي منا أولاً أن لا ندع الخطية تتسرب إلى قلوبنا وطرقنا، وبعبارة أخرى إذا كان يجعلنا قساة على ذواتنا، فإنه من الناحية الأخرى يجعلنا لطفاء ورحماء من جهة الآخرين بحيث نعطى لكل واحد ما يستحقه. والتقوى نجد أنها هي أرفع وأسمى الثلاثة. فالحياة بالتقوى معناها الاحتفاظ بعلاقات نفوسنا المستديمة مع الله في حياة الشركة، في المحبة والإجلال والطاعة والخوف من عدم مرضاته. |
||||
07 - 07 - 2012, 04:31 AM | رقم المشاركة : ( 772 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
تقديم إسحاق لقد أعطى الله إسحاق لإبراهيم، وكبر إسحاق وترعرع ولمع في عيني إبراهيم، فأحبه جداً. ولو خُير إبراهيم بأن يخسر كل شيء لقبِلَ ذلك بكل سرور بشرط أن يبقى له إسحاق. ولكن تأملوا كلام الله لإبراهيم « خُذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحاق، واذهب إلى أرض المُريا واصعده هناك مُحرقة على أحد الجبال الذي أقول لك » (تك22: 2). لقد كان قلب إبراهيم كله لله قبل وجود إسحق. وما كان يوجد فيه أثر للغنم والبقر والذهب والفضة ولا أي شيء غير الله. ولكن بمجرد أن أعطى له إسحاق، ابتدأ يدخل قلب إبراهيم شيئاً فشيئاً، لقد قال الرب: « مَنْ أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني، ومَنْ أحب ابناً أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني » (مت10: 37). ولما رأى الله أن إسحاق تربع في قلب إبراهيم، لم يسكت عن طلب حقوقه، لأن القلب ملكه الخاص الذي لا شريك له فيه. وماذا يقول الله لكل واحد؟ « يا ابني أعطني قلبك » (أم23: 26) وهو لا يرضى بأقل من القلب. فطلب من إبراهيم أن يُصعد إسحاق مُحرقة، فكتم الأمر عن سارة، فإيمانه جعله لا يستشر لحماً ولا دماً، بل بكَّر صباحاً علامة الطاعة والمحبة للرب. وفي اليوم الثالث أبصر الموضع الذي قال له الله، وهذه مدة كافية لإبراهيم بأن يخرج فيها إسحاق من قلبه. نعم وإن كان الألم عظيماً، ولكن الطاعة لله كانت أعظم، إذ كان في كل خطوة من مسيرة الثلاثة أيام يخرج إسحاق من قلبه رويداً رويداً إلى أن أخذ السكين ليذبح إسحاق. فكما دخل إسحاق في قلب إبراهيم، هكذا خرج تماماً بكُليته. عندئذ ناداه ملاك الرب من السماء وقال: إبراهيم إبراهيم فقال هأنذا، فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً، لأني الآن علمت أنك خائف الله، فلم تُمسك ابنك وحيدك عني ... ثم باركه قائلاً: أباركك مُباركة، وأكثِّر نسلك تكثيراً كنجوم السماء .. ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض (تك22: 11-18). وهكذا رجع إبراهيم بعد أن قدم ذبيحة بدلاً عن ابنه. فلا توجد خسارة من وراء طاعتنا لله، بل نكسب العطية كما حدث مع إبراهيم إذ رجع إسحاق معه وكسب رضى الله ورجع فرحاً بإسحاق. جرجس روفائيل |
||||
07 - 07 - 2012, 04:31 AM | رقم المشاركة : ( 773 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
تواضع المؤمنين كما كانت الكبرياء علة سقوط ملائكة (إش14، حز28) وكانت علة سقوط الإنسان (تك3) فإن التواضع يرفع الإنسان في نظر الله. وهذا ما ترنمت به المطوَّبة مريم « أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين » (لو1: 52). ويحلو للرب أن يسكن مع المتواضع « لأنه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الأبد القدوس اسمه، في الموضع المرتفع المقدس أسكن، ومع المنسحق والمتواضع الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين » (إش57: 15). وقد طوَّب الرب أولئك المساكين بالروح في موعظته على الجبل (مت5)، بينما وبخ الفريسيين في قوله « إن المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله » (لو16: 15). وفي ختام مَثَل الفريسي والعشار قال لهم « لأن كل مَنْ يرفع نفسه يتضع ومَنْ يضع نفسه يرتفع » (لو18: 14). ويعطينا الوحي أمثلة للمستكبرين ونتائج كبريائهم لنتحذر منها، وأمثلة للمتضعين لنتمثَّل بها. فلنذكر نبوخذ نصر الذي كان يتمشى على قصر مملكة بابل وقال « أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت المُلك بقوة اقتداري ولجلال مجدي. والكلمة بعد في فم الملك وقع صوت من السماء قائلاً لك يقولون يا نبوخذ نصر الملك إن المُلك قد زال عنك ويطردونك من بين الناس » (دا 4: 30ـ32). وقد تظهر الكبرياء في المؤمن نفسه كواحدة من أعمال الجسد، كما نرى في عُزيا الملك التقي، حيث يعلن الكتاب: « ولما تشدد ارتفع قلبه إلى الهلاك وخان الرب إلهه ودخل هيكل الرب ليوقد على مذبح البخور » وكانت النتيجة أن ضربه الرب بالبرص وطرده الكهنة بل أنه هو نفسه بخزي الوجه بادر إلى الخروج وظل أبرص إلى يوم وفاته (2أخ 26: 16ـ21). لكن ما أحلى أن نتمثل بالمتواضعين مثل إبراهيم الذي قال « شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد » (تك18: 21) ولذلك أعلن الرب له أسرار قلبه من جهة سدوم. وموسى الذي قال لله « مَنْ أنا حتى أذهب إلى فرعون وحتى أُخرج بني إسرائيل من مصر » (خر3: 11) ولهذا كان يحلو للرب أن يتكلم معه وجهاً لوجه، وليس بالرؤى والأحلام. ليتنا نسلك في التواضع متعلمين من سيدنا فنجد راحة لنفوسنا. |
||||
07 - 07 - 2012, 04:32 AM | رقم المشاركة : ( 774 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
ثمر الروح المحبة هى طبيعة الله، وهى أيضاً ما يجب أن نكون عليه نحن. ويصف هذه المحبة كورنثوس الأولى13، في حين أن عمل المسيح الكفاري فوق الصليب يجسمها لنا تماماً. أما الفرح فهو اكتفاء المؤمن وشبعه بالله ومعاملاته الطيبة، وقد جسّم المسيح ذلك في يوحنا4: 34. والسلام يشمل سلام الله كما يتضمن أيضاً العلاقة المتناغمة بين المؤمنين المسيحيين. ويمكننا الرجوع إلى لوقا8: 22-25 لنرى السلام في حياة الفادي. وطول الأناة هو الصبر في الضيقات والضرورات والاضطهادات، ويمكننا إيجاد المثال الأعلى لهذه الفضيلة في لوقا23: 34. واللطف هو الوداعة في المعاملة، وأفضل مثال له هو الرب يسوع في تصرفه مع الأولاد الصغار في مرقس10: 14. أما الصلاح فهو الخير الذي نُظهره للآخرين، وعلينا أن نقرأ لوقا10: 30-35 حتى نرى الصلاح مجسماً. الإيمان، أو الأمانة، قد يعني الثقة بالله، والثقة بإخوتنا المؤمنين، والإخلاص، أو أن نكون أهلاً للثقة. وربما يكون هذا المعنى الأخير هو المقصود هنا. أما الوداعة فهى أخذ مركز التواضع دائماً كما فعل الرب يسوع عندما غسل أرجل تلاميذه (يو13: 1-17). وأخيراً التعفف يعني حرفياً ضبط النفس، خاصة بالنسبة للأمور الجنسية. يجب أن تخضع حياتنا لضبط النفس، فالشهوات والميول والأهواء والطباع؛ جميعها أمور يجب التحكم فيها. وينبغي أن نمارس - آذار - الحشمة والاعتدال في كل شيء. قال أحدهم في هذا الشأن: لو كُتب هذا المقطع بلغة الجرائد لقرأناه على الشكل التالي: ثمر الروح هو تصرف مُحب حنون، روح مُشرق وطبع مرح، فكر مطمئن وسلوك هادئ، صبر يحتمل الظروف الصعبة والناس، نظرة تعاطف ومساعدة فعالة، صواب في الحكم وقلب واسع في أعمال الرحمة، ولاء وجدارة بالثقة في جميع الأحوال، وداعة تنسى النفس في فرح الآخرين، سيطرة على الذات وضبط النفس في كل شيء، وهو تاج صفات الكمال. يا لشدة ترابط هذه الصفات مع 1كورنثوس13. لكن كيف نحصل على هذا الثمر؟ أبواسطة الجهد البشري؟ كلا البتة. إذ يحصل المؤمنون على هذا الثمر عندما يعيشون في شركة مستمرة مع الرب. وإذ ينظرون إلى المخلّص بمحبة وتكريس ويطيعونه في حياتهم اليومية، يصبحون مثله إذ ينظرون إلى وجهه (2كو3: 18). |
||||
09 - 07 - 2012, 03:30 AM | رقم المشاركة : ( 775 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
جسد المسيح إن جسد المسيح مجموع أعضاء حية - مجموع تميزه الحياة والنمو - وليس هو منظمة أو هيئة تضم أعضاء يناصرون عقيدة واحدة أو يتفقون في وجهات نظر واحدة. وكل من افتداه الرب، سواء عرف أو لم يعرف، هو عضو في جسد المسيح. ومن واجبنا أن نُظهر وأن نعبر عن حقيقة ما نحن عليه بالفعل كأعضاء هذا الجسد. والجسد واحد لكنه يتكوَّن من أعضاء كثيرة لها وظائف مختلفة ومزوَّدة بتشكيلة منوّعة من العطايا والمواهب (رو12: 5-8) وليس لأحد أن يختار الخدمة التي يرغبها، بل « قد وضع الله الأعضاء كل واحد منها في الجسد كما أراد » (1كو12: 18). على أن هناك ثلاثة أخطار تهدد أعضاء الجسد. (1) الخطر الأول: والأكثر شيوعاً هو عدم تمييز الخدمة التي يُناط بها العضو، وعدم الاهتمام بحمل أعبائها. هذا هو مرض عدم المُبالاة بمصالح كنيسة الله وعدم التدرب، سواء على إدراك أية مواهب ائتمنا الرب عليها، أو على الجد، نحو ما هو أفضل بين المواهب الحُسنى. ويا للخسارة!! ليس فقط خسارة العضو نفسه، بل أيضاً خسارة المجموع. (2) والخطر الثاني: الحسد الذي يجعلنا نقلل من قيمة الخدمة التي قُسمت لنا ونطمع في خدمة قُسمت لآخرين. هذا خطر وبيل العواقب. آه لو علم الأخ صاحب الخدمة البسيطة التي تبدو له كأنها قليلة الأهمية، أن صاحب الخدمة البارزة لا يستطيع أن يستغني عن تلك الخدمة البسيطة، بل « هي ضرورية »، لارتاح ولخدم راضياً (1كو12: 14-17). (3) والخطر الثالث: الانتفاخ الذي يجعلنا نتفاخر بالموهبة التي أُعطيناها، ونظن أننا بها نستغني عن خدمة الآخرين (1كو12: 21-23). فهل نسينا التحريض الوارد في 1كورنثوس4: 7 « أي شيء لك لم تأخذه؟ وإن كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ ...؟ » . والمقصود هنا أن ما لدى المؤمن ليس من عندياته بل أخذه من الرب فلا فضل له ولا سبب للافتخار. على أن تعرضنا لهذه الأخطار ينبغي أن لا يغيّب عن أعيننا جمال هذه الحقيقة الثمينة، ألا وهي حقيقة « الجسد الواحد » الذي يضم جميع مفديي الرب من جميع الشعوب والألسنة. |
||||
09 - 07 - 2012, 03:31 AM | رقم المشاركة : ( 776 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
جعلت الرب أمامي كل مؤمن يستطيع الآن أن يعيش وأمام قلبه المثال الكامل الرب يسوع المسيح، ويستطيع أن يقول « جعلت الرب أمامي في كل حين ». وينبغي، أول كل شيء، أن يكون الرب أمام قلوبنا في محبته الفادية. كنا هالكين وقد جاء إلينا ليفدينا « الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ». هذه هي الترنيمة التعبدية لجميع الذين اغتسلوا بالدم الكريم. وجميع الذين يعرفون الثمن الذي دُفع للفداء، يذكرون كل يوم أن المسيح أحبنا وأنه « حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة » (1بط2: 24). إننا نحتاج أن نتزود بنظرة جديدة إلى تلك المحبة العظيمة ليزداد تقديرنا لشخصه العزيز. أما تذوب قلوبنا فينا إن كنا حقاً نذكر أنه اشترانا بدمه؟! وينبغي أيضاً أن يكون الرب المبارك أمامنا في تواضعه على الأرض، هو « وديع ومتواضع القلب ». وكم تتبارك نفوسنا إذا نحن تعلمنا منه دائماً، أليست دعوتنا هي أن نسلك كما سلك ذاك؟ هل نمر في حزن أو ضيق؟ لقد سلك هو في الحزن والضيق قبلنا، وكان كاملاً في خضوعه وفي صبره. هل يسيء الناس فهمنا ويسيئون الحكم علينا؟ هذا كان نصيبه من جيل معوّج وملتوِ. هل نحن في عوز أو احتياج؟ هو يعرف كل شيء عن ذلك، وينفعنا كثيراً إن كنا نضع حياته على الأرض مادة للتأمل أمام قلوبنا، لأننا ننال بذلك قوة ونجد عوناً. وبقوة الروح القدس نُظهر للناس صورته الجميلة. نجعله أيضاً أمامنا كالمُكلل بالمجد والكرامة على عرش أبيه. لقد جلس هناك لأجلنا. إن محبته لم تتغير وقوته تعضدنا. إنه هناك لأجلنا ونحن منقوشون على صدره. إنه يعرفنا بعلمه الواسع ويعرف ظروفنا وهو الكفيل بها. لنكلمه عن أعوازنا وننتظره وحده، ونتقبل من يده المُحسنة كل ما يقدمه لنا. هذه هي الحياة التي دُعينا لأن نحياها كمفدييه. ثم ينبغي أن نجعله كمن سيأتي إلينا. في كل مساء ننتظر قدومه إلينا قبل شروق شمس الصباح. وفي كل صباح نتوقع مجيئه قبل أن يميل النهار. لا بد أن يأتي سريعاً وسنلاقيه وجهاً لوجه، ونشاركه مجده ونُشابه صورته ويدوم حالنا هكذا إلى أبد الآبدين. |
||||
09 - 07 - 2012, 03:32 AM | رقم المشاركة : ( 777 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
حاجتنا إلى السهر إن الطبيعة البشرية وعدو الخير لا يؤمَن لهما جانب! فهذه الطبيعة مهما تهذبت وارتقت، لا يطرأ عليها تغيير، بل إنها تظل كما هي بكل ميولها وغرائزها حتى نهاية الحياة على الأرض. كما أن عدونا لا يضعف ولا تثبط همته، فهو دائماً أبداً العدو اللدود الحقود الذي إن هدأ حيناً، لا يهدأ إلا لكي يترقب الفرصة المناسبة له، حتى ينفث فينا كل الأهواء التي يراها كافية لسقوطنا في الخطية. ومن ثم إذا لم يحيا المؤمنون حياة اليقظة والسهر، عرّضوا أنفسهم للسقوط في الخطية في وقت لا ينتظرونه وفي ظروف لا يعملون لها حساباً. لذلك قال الرب لنا « اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة » (مت26: 41). وقال الرسول بطرس « لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً مَنْ يبتلعه هو، فقاوموه راسخين في الإيمان » (1بط5: 8،9). ويقصد بالسهر؛ المواظبة على الشركة مع الرب، وحفظ القلب تحت تأثيره. وهذا العمل ليس من العسير علينا القيام به، لأنه لا يتطلب منا مجهوداً عقلياً كما يظن البعض، إذ أن كل ما يتطلبه هو الإيمان الحقيقي بوجود الرب معنا ومحبته لنا ورغبته الخالصة في أن نحيا معه. والطبيعة نفسها تعلمنا هذا الدرس الثمين. فالنباتات مثلاً لا تبذل مجهوداً في سبيل نموها، إذ أن كل ما تفعله هو أنها تظل في مكانها هادئة مطمئنة. وفي هدوئها واطمئنانها تمتص من الشمس والهواء والأرض، ما تحتاج إليه من غذاء، وبذلك تنمو وتُثمر أيضاً. وإذا لم نستطع التمتع بالشركة مع الرب وقتاً ما، فلا نفشل، بل لنتذكر في الحال أن الرب يحبنا أكثر مما نحبه، ويهتم بنا أكثر مما نهتم به، ويشتاق إلينا أكثر مما نشتاق إليه. فهو القائل أيضاً « محبة أبدية أحببتك، من أجل ذلك أدمت لك الرحمة » (إر31: 3)، وبذلك تتجه نفوسنا إليه وتستريح في حضرته، ومن ثم لا تستطيع الخطية أن تخدعنا أو يكن في نفوسنا ميل إليها. |
||||
09 - 07 - 2012, 03:32 AM | رقم المشاركة : ( 778 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
حق الرب علينا إن الرب له الحق في حياتنا، حق المحبة التي بها دفع ثمن فدائنا. لقد أحب المسيح الكنيسة، وأسلم نفسه لأجلها، حتى تكون له خالصة كما يريدها هو لنفسه (أف25:5-27) . لقد دفع الثمن عنها كاملاً، بل لقد باع كل ما له ليمتلكها (مت46:13) . لقد « أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس، وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب » (فى7:2، 8). هذا هو الثمن الذي دفعه لكي يخلصنا من الدينونة الأبدية وليعطى لنا أسمَى البركات السماوية، أفلا يعطيه هذا الثمن الغالي الذي دفعه، الحق فينا؟ بلى، إن له الحق في أن يأخذ كل محبتنا، وقدرتنا، وطاعتنا له. بل له الحق في أجسادنا ونفوسنا وأرواحنا. له الحق فينا بكل ما لنا. وفوق ذلك. فمازال هناك من الأسباب ما يُنشئ علينا حقوقاً له. فهو الذي خلقنا، لذا فله الحق في أن نطيعه، لأن كل الأشياء « به وله » قد خُلقت » (كو16:1) . لقد عمل العالمين، وأيضاً قد خلق الإنسان ليخدمه ويمجده. ومعنى ذلك أن الإنسان قد تكوَّن في الخلق بطاقات وقدرات روحية وإمكانات طبيعية لتوظف جميعها لخدمة الرب، وهذا حقه. ثم سبب ثالث تحدثنا عنه رسالة العبرانيين في مطلعها. فابن الله هو الذي له حق السلطان. وكل شيء أخيراً بحسب مشورات ومقاصد الله لابد وأن يخضع تحت قدميه كابن الإنسان (عب5:2-8،كو15:1). والسؤال الآن هو: هل نحن نعترف بحق الرب هذا علينا؟ وهل نأتي إليه بكل رغباتنا وحاجاتنا؟ هل نحن نسأله في كل أمر عما يريدنا أن نفعله؟ هل نسأله عن نوعية العمل الذي يريدني أن ألتحق به؟ أو ماذا أفعل من أجل المستقبل أو أعد له؟ هل نطلبه لكي يكشف لنا عمن يريدنا هو أن نكون في شركة معهم؟ أو نسأله عن المكان الذي يريد لكل منا أن يسكن فيه؟ هل سألته عن الأثاث والأجهزة التي يريدها هو في بيتك؟ هل استشرته في كيفية تربية أولادك؟ هل نسأله عن كل كبيرة وصغيرة في حياتنا؟ هكذا يجب علينا دقيقة بعد دقيقة أن نسأله دائماً « يارب ماذا تريد أن أفعل؟ » (أع6:9) . |
||||
09 - 07 - 2012, 03:33 AM | رقم المشاركة : ( 779 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
حكماء وبسطاء إن الخالق العظيم، وإن كان لم يُعطِ النعامة الجميلة قسطاً وافراً من الحكمة (أي39: 17)، لكنه لم يحرم الحية من تلك الميزة الهامة التي نحن في حاجة أن نتعلمها منها. فالحية لا تعرِّض نفسها قط للمخاطرة بدون لزوم. إنها تتجنب قدر الإمكان المواقف الخطرة. وكم نحن في أشد الاحتياج أن نتعلم هذا الدرس. يقول الحكيم « الذكي يبصر الشر فيتوارى. والأغبياء يعبرون فيُعاقبون » (أم27: 12). تفكّر في يوشيا الملك التقي، الذي اندفع بلا مبرر إلى معركة لا تعنيه في شيء، فعرَّض نفسه للخطر ومات. ولم يكن هذا بحسب فكر الله قط (2أخ35: 20-25). بينما من الجانب الآخر نقرأ عن بولس الرسول الشجاع عندما طلب إليه الأخوة مرة ألاّ يعرِّض نفسه لخطر لا فائدة من ورائه، فقد استجاب لهم (أع19: 29-34). لكن الرب إذ ذكر حكمة الحية، فقد أشار بعدها مباشرة إلى بساطة الحمامة. ذلك لأننا عُرضة أن نتمادى في ما يعتبره الناس حكمة فنتصرف تصرفاً خالياً من البساطة تماماً. فهل يليق بالمؤمن مثلاً أن يكذب ليتفادى الوقوع في مشكلة؟ كلا بكل تأكيد. لقد فعل أبو المؤمنين إبراهيم ذلك عندما قال عن سارة إنها أخته (تك12: 11-20؛ 20: 1-13)، وكان ذلك خطأ في حياة ذلك البطل العظيم لا يفعل الحمام نظيره! أو قد يتمادى المؤمن في الحكمة ليجنب نفسه المشاكل فيوقع فيها غيره. هذا أيضاً ليس من بساطة الحمام. ولقد فعل ذلك الرسول العظيم بولس لينجي نفسه من مأزق، فأوقع المجمع كله في معركة عندما قال أنا فريسي ابن فريسي (أع23: 6-10). نعم لقد كان بولس في هذا الموقف حكيماً كالحية لكنه لم يكن بسيطاً كالحمام. إن الحية، وإن كانت من الجانب الواحد لا تعرِّض نفسها بلا لزوم للأذى، فإن الحمام من الجانب الآخر لا يؤذي غيره قط. ما أعجب يوسف ذلك الشاب الحكيم البسيط، ما أعظم حكمة الحية التي ظهرت فيه عندما هرب من فخ وغواية امرأة فوطيفار. وما أروع بساطة الحمام التي أظهرها عندما لم يدافع عن نفسه ليجنب تلك المرأة الفاجرة الأذى!! يوسف رياض |
||||
09 - 07 - 2012, 03:34 AM | رقم المشاركة : ( 780 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
حياة الأسرة من الداخل والخارج تقدم لنا هذه الأعداد من كلمة الله وصفاً صحياً لحياة روحية أسرية صحيحة، إذ يبدأ البناء الأسري من كلمة الله المنقوشة على القلوب والعقول لأولئك المرتبطين بالزواج المسيحي. وتُعتبر كلمة الله المخبَّأة في القلب هي الجوهر الفعَّال في طابع حياة الوالدين المسيحيين حيث كلمة الله تؤثر في حياتهما وأفعالهما تأثيراً مباشراً، وهذا هو المقصود بالاستعارة في قول الكتاب « علامة على أيديكم ». « ولتكن عصائب بين عيونكم » لتعطي المقدرة على رؤية العالم بالارتباط بالشركة مع الله. وبعبارة أخرى فإن الوالدين يصوّران ويعلّمان طريق الله لأولادهما عندما لا تكون هناك تناقضات بين أقوالهما وأفعالهما. وماذا من جهة الأولاد ؟ .. الأمر واضح « وعلِّمها ـ أي كلمة الله ـ لأولادك » فيجب أن يكون للكلمة مكان بارز، فتأخذ الجزء الأكبر من الأحاديث سواء كانت داخل البيت أو خارجه. والمظهر الثاني للتنشئة يعتمد على طبيعة الاختبارات الروحية في البيت، ومظهر العائلة أمام العالم، إذ أن عبارة « أبواب بيتك » تصوّر لنا الأجواء الداخلية وحياة الأسرة الاختبارية، أما « أبوابك » فتعرض لنا مظهر العائلة في الخارج. غالباً ما تهتم العائلات بالوجهة الروحية في ناحية واحدة، في حين تهمل الأخرى. فثمة مجهود ضخم يُبذل للظهور الخارجي بمظهر يُشبه العائلة المسيحية في عيون الآخرين، أو العكس، حيث يكون البناء الداخلي نفسه مسيحياً حقاً، ولكن من الخارج تصعب التفرقة بين هذه الأسرة وأية أسرة أخرى. وعندما يبدو المظهر الخارجي مسيحياً ولكن الداخلي ليس كذلك فالنتيجة مروِّعة! إذ بمجرد أن تحتك هذه الأسرة بالعالم، تجد نفسها وقد تهاوت! وعندما لا يعكس المظهر الخارجي الحقيقة الداخلية، يترك الأولاد جانباً السلوك المسيحي الحقيقي في المنزل عندما يخرجون للعالم. وبإيجاز، فإن عملية التنشئة لبناء الأسرة المسيحية الصحيحة بحسب المكتوب مبنية على إصلاح الأبواب الداخلية doors والخارجية gates لتكون النتيجة الأكيدة مظهراً أسرياً بلا تناقضات بين الداخل والخارج. |
||||
|