15 - 05 - 2015, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 7761 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أنا عرفت ما فعله المسيح،
لكن لو كنت أقبل هذا وأشعر بالاكتفاء إن النفوس التي تواجه هذه الصعوبة، تظن أن بإمكانها أن تعرف ما عمله المسيح على الصليب. ولكن لو عرفت هذه النفوس حقيقة هذا العمل الكامل وطبيعته ما كانوا قد تكلموا بمثل هذا الكلام. خّذ هذه الحادثة مثلاً، بقصد الإيضاح- أن ولداً كسر لوحاً من زجاج واجهة إحدى المحال التجارية، وهو يُلقي حجراً. فأمسكوا الولد وعرف المطلوب منه في هذا الموقف، أن يسدد قيمة اللوح الزجاجي المكسور. ولكن لم يكن معه المال، فقالوا له ليس أمامك سوى السجن أو التسديد. ويتقدم واحد وهو قريب لصاحب المحل وصديق للولد في ذات الوقت وكان موجوداً وقت هذه الحادثة. فيضع يده في جيبه- ويلتفت إلى الولد ليوبخه بلطف فيهتز قلب الولد، ويتحول إلى صاحب المتجر قريبه ليقول له كم قيمة التلفيات؟ -عشرة جنيهات، قالها بلهجة حاسمة. -هاهي، ثم يضعها أمامه، ويقول "هل أنت راض الآن؟" فيمد يده ويأخذ المبلغ قائلاً: تمام -والآن أعطني إيصال باستلام المبلغ. ويستلم الإيصال، وصاحب المتجر أصبح راضياً تماماً. أما الولد فهل يظل يطلب العفو من صاحب المتجر؟ كلا. وهل عليه أن يتردد فيما فعله صديقه له؟ كلا أيضاً. إنه وجد فيه الرحمة، وهو الآن حر من أي مطلب أو دين. فليست المسألة أن يكون المخطئ متراضياً ومستريحاً بما فعله صديقه، كلا. ولكنه يقول إذا كان صاحب المتجر الذي كسرت له لوح الزجاج قد تراضى فلماذا لا أكون مستريحاً أنا كذلك؟. فإذا قابلت الولد وسألته عما حدث، فإنه لا يتحدث عن خطئه دون أن يتكلم عن الرحمة التي أظهرها صديقه. وإذا سألته كيف تعرف إن كان صاحب المتجر لا يأتي ويطالبك ثانية بالمبلغ بعد ذلك؟ فيرد: إنه لا يفعل ذلك بحسب العدالة. ولكنني مدين فقط لمن سدد عني الدين فأعطاني العفو. إنه صديقي الذي طوق عنقي بهذا الجميل الذي لن أنساه. - أتريد أن تقول أنك تثق في بره وعدالته؟ - بكل تأكيد، فإن عدالته تمنعه أن يأخذ حقه مضاعفاً. والآن إذا طبقنا الشرح. ألم يقف المسيح في الثغرة التي صنعتها الخطية بين الله القدوس والبشر الخاطئين؟ ألم يقدم نفسه لله وهو بلا عيب لأجل إيفاء كل مطاليب عدالة الله وبره تجاه الخطية؟ ألم يكن المسيح أيضاً هو عطية محبته، الحمل الذي أعده لكي يقدمه؟. والمسألة الآن ليست أيها الصديق إن كنت تقبل ما عمله المسيح؟ بل بالحري هل قبل الله ما عمله المسيح ووجد فيه الاكتفاء التام لكل مطاليب عدالته إزاء خطايانا؟ ألست تؤمن بأن الله قد قبل ما تحمّله الابن على الصليب لأجل خطايانا، فإذا آمنت الآن فلتسبح ذاك الذي تألم لأجلك. والله الذي بذله بمحبة لكي يتمم العمل. ولقد تبرهن رضا الله وقبوله لعمل هذا البديل فالحجاب المشقوق، والقبر الفارغ والمجد الذي به أقيم ذاك الذي حمل الخطايا، وجلوسه على يمين العظمة، وإشراق مجد الله في وجه يسوع المسيح، والأكاليل التي طوقت جبينه- كل هذه تؤكد لنا أن عمله الكفاري قد قُبل. ويضاف إلى كل هذا كلمات الرب نفسه الخارجة من شفتيه قبيل أن يصعد إلى الآب: "أنا مجدتك على الأرض العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته" (يو17: 4). وما أحب وما أقوى هذه الكلمات الموحى بها التي تُخصص عمل المسيح للخاطئ: "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة" (1تي1: 15) (اقرأ أيضاً رو5: 6- 8). ودعونا نتصور حالة شخص يقبع تعيساً في زنزانته انتظاراً ليوم الإعدام شنقاً، وإذا برسول يدخل عليه بنبأ سعيد قائلاً له: إن شخصاً ما تقدم ليضع حياته لأجلك تطوعاً منه. هنا تأخذ الدهشة ذلك السجين فيسأل "من هو هذا؟" وبلهفة يسأل مرة بعد أخرى "من هو هذا الصديق؟" "هل يقصد فعلاً أن يفعل ذلك؟"، "هل يثبت على قصده أم يغير رأيه؟" فيقول له الرسول "لا تفكر يا أخي هكذا إنه مات فعلاً من أجلك. إني أبشرك". فيسأل ذلك السجين "وهل قبلت المحكمة هذه البدلية؟" "هل صدَّق رئيس الدولة على تنفيذ الحكم؟" يقول الرسول "نعم قُبلت بدليته ونُفذ الحكم فعلاً وأنا أُرسلت من قبل الرئيس لأخبرك بأنك الآن طليق. لقد وُهبت حريتك بسبب هذا البديل وصدَّق رئيس الدولة على مرسوم العفو". والآن ليس فقط أن المسيح قدم نفسه لله بلا عيب لأجلك (عب9: 14و 10: 9) بل أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار من أجل الأثمة لكي يُقربنا إلى الله" (1بط3: 18). ولماذا؟ يقول بطرس هنا "لكي يُقربنا إلى الله؟". ذلك لأن الله يريد أن نكون قريبين منه. والآن الله ليس فقط يعلن اكتفاء قلبه بهذا العمل بل إن قلبه المحب ومطاليب قداسته قد وجدت كل الكفاية وتمجد أيضاً. هذا أمر هام جداً. لأنه إذا كان ذلك الصديق قد مات عن صديقه فماذا كان يفيده هذا الموت إذا يرضى به رئيس الدولة؟ ماذا يقول الرسول يوحنا؟ "إن كان الله قد تمجد فيه فإن الله سيمجده في ذاته ويمجده سريعاً" (يو13: 32). وقد مجده فعلاً لأننا نقرأ عن المسيح أنه: 1- أُقيم من الأموات بمجد الآب (رو6: 4) 2- وأنه رُفع في المجد (1تي3: 16) 3- وأنه "مكللٌ بالمجد والكرامة" (عب2: 9) 4- وقد رفعّه الله وأعطاه اسماً فوق كل اسم (في 2: 9). فأية براهين أعظم من هذه يقدمها الله تعبيراً عن شبعه واكتفائه بعمل المسيح؟ ليس أن الله شبع واكتفى بنا في ذواتنا أو بأعمالنا الحقيرة القاصرة بل بالمسيح وبالعمل الذي مجّد الله تمجيداً أبدياً وضمن بركة أبدية للإنسان. ليتك يا أخي لا تنشغل فيما بعد بأفكارك الخاصة عن سلام مزعوم أو راحة أساسها عمل يديك وليتك تقول مع المرنم: راحة عذبة وسلاماً يغمران نفسي حلو تسبيح لساني به ترنماً فالله اكتفى بيسوع ابنه فماذا لي غير أن أكتفي به |
||||
15 - 05 - 2015, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 7762 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جربت أن أكون في سلام مع الله،
لكنني لم أشعر بالراحة وأخشى أن أكون قد حاولت بطريقة خاطئة. لا يوجد شيء اسمه "حاولت بطريقة خاطئة" لأجل أن تكون في سلام مع الله. أولاً أنت لست في حاجة إلى المحاولة إذا أنت استطعت، وثانياً أنت لا تستطيع إن أنت أردت لأنك لكي تكون في سلام مع الله من جهة خطاياك معناه أن تواجه مطاليبه العادلة من جهتها وأن تحمل دينونته العادلة ضدها. فمن هو الكفؤ القادر على أن يتخذ مثل هذه المواجهة؟ طبعاً ولا واحد. وشكراً لله لأنه لم يطلب من أحد أن يفعل هذا. لأن العمل كله من جانب واحد خارج الإنسان. المسيح هو الذي "صنع الصلح بدم صليبه". والروح القدس المرسل من السماء الآن "يبشرنا بالسلام بربنا يسوع المسيح". إنه بالإيمان بما عمله المسيح يمكن أن يكون لنا سلام. "إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح". (رو 5: 1). إن أكثر الناس يقصدون من وراء قولهم "حاولنا أن نكون في سلام مع الله" أي أنهم حاولوا إرضاءه أو كسب عطفه بعمل صالح يشفع لهم عنده كما فعل يعقوب لكي يستدر رضاء عيسو أخيه. قال "أستعطف وجهه بالهدية السائرة أمامي وبعد ذلك أنظر وجهه عسى أن يرفع وجهي" (تك 32: 20). إنهم يتمنون ولكنها مجرد أماني لعل وعسى أن يتجاوز الرب- بحسب تفكيرهم- عن خطاياهم السالفة، ويأخذهم إلى السماء. ولكن هل الخطية والتكفير عنها بمثل هذه السهولة؟ إنهم يكونون على حق إذا كانت الخطية، على حد قول القائل "تشبه شمعة تطفئها نفخة من فمي أو قطرة ماء أسكبها عليها. لو كانت كذلك لسكبت عليها صلاة وأخرجت من قلبي زفرة وصببت عليها قطرات من دموعي لكي أهدئ غضب الله". هؤلاء القوم يتعين عليهم أن يعرفوا أن مجرد إبداء الأسف أو إظهار الندم لا يمكن قبولهما لسداد دين بين إنسان وإنسان. لكنهم عميان إلى الدرجة التي معها يفتكرون أن شيئاً من الأسف أو بعض الندم كافيان لمواجهة مطاليب الله القدوس عن خطايا عمرهم. ليست الخطية بالشيء الذي يُستخف به. إنها استخفاف بما هو الله في صفته كالنور وكالمحبة؟ إن كانت الخطية كما هي فعلاً في نظره وكما هي في ميزان مطاليبه العادلة، فإن كل دموع النادمين التائبين جميعهم في هذا العالم لا تسد ولا توفى لأن السداد والوفاء بسفك الدم لا بسفح الدمع. "لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" فما هي إذن فحوى الإنجيل؟ هي هذه "المسيح تألم لأجل الخطايا، البار من أجل الأثمة لكي يُقربنا إلى الله" (1بط3: 18). ولاحظوا القول "تألم" لأن "الألم" هو الاستحقاق العادل لخطايانا. لذلك بدلاً من أن نبين بأعمالنا محبتنا لله، الله نفسه بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رو5: 8). وإذا كان يلزم سداد الدين فأظن أن ملء المحيط بالدموع لا ينفع، ولا الأسف على الماضي ينفع مهما كان الأسف صادقاً، ولا العهود من جهة المستقبل تنفع مهما كانت مُخلصة- كل هذه لا تستطيع أن تسوي حساب الخطية. لكن إذا عرف المدين أن صديقاً كفواً تقدم وسدد الدين كاملاً فإنه سوف يكف عن محاولة التصالح مع الدائن. طبعاً وبلا شك، تبدأ النفس القلقة بهذا الفكر وهو صحيح إنه إذا كان لابد من أن تتصالح مع إله قدوس، وأمام عينيها شريط طويل من الخطايا، فإنه يلزم أن يُعمل عمل. وهنا يدخل الشيطان من أوسع الأبواب ويهمس إليها قائلاً: نعم هذا الإله قدوس وحق لا يتجاوز عن ذرة من حقوقه، فهيا اعملي في الحال ومن هذه اللحظة. ليس أحد مثل الشيطان يعرف تماماً أن عمل الإنسان ليس هو عمل الله. وإن عمل الإنسان ليس هو طريق الله ولا هو ما رسمه الإنجيل- ليس الطريق هو أن عملاً ينبغي أن يُعمل ومن ثم أعمله أنا، بل فكر الله بالحري هو هذا: إن العمل الذي ينبغي أن يُعمل قد عُمل فعلاً. قد عمله المسيح وأكمله ولأجل كمال عمله رفعه الله. ومن هنا جاءت إشارة الرسول بولس بالروح القدس إلى الرب يسوع كما لو كان يشير إلى مُخلّص جالس على عرشه قائلاً لنا "لأنه هو سلامنا". وجروحه التي نراها في السماء تشهد بأن عمل الفداء قد أكمل. وكما يعود الجيش الغالب ناشراً لواء النصر مبشراً بالسلام والأمان لبلاده هكذا يسوع المسيح المقام من الأموات يبشرنا بسلام أحرزه لنا... "سلام لكم" (يو20: 19) ومع الكلمات "أراهم يديه وجنبه" ليعرفوا ثمن السلام الذي صنعه على الصليب وبه أسكت العدو إلى الأبد. هل بعد هذا الانتصار وبعد جلوس هذا الغالب على يمين العظمة في الأعالي، لا نزال نتلكم عن عمل نعمله نحن لنحصل على سلام مع الله؟ لقد صدق المرنم حين قال: يا قائد النصر يا محطم القيود ذقت الموت حقاً فقربت البعيد أي دمع قد بذلت مع الجهد الجهيد كل مجهود الناس طراً صفر لا يفيد بك عشنا وخطونا على درب الخلود |
||||
15 - 05 - 2015, 06:00 PM | رقم المشاركة : ( 7763 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إثمي أعظم من أن يغتفر
يقول سامعي: أخشى أن أكون خاطئاً أعظم من أن أخلص وأشر من أن أستحق الرضا ولست أهلاً لأن أدخل في علاقة مع الله على أية حال اسمعني أيها الصديق: يُخشى أن ألوفاً في جهنم كانوا يفتكرون في أنفسهم إنهم طيبون وصالحون ومحسنون جداً وأبعد ما يكونون عن الهلاك، إلى أن تجرعوا هذه الحقيقة المُرة المتضمنة في معنى الهلاك بعد أن مالت شمسهم وراء غروب يوم النعمة. ولكن بكل يقين مؤكد لا يوجد بين ملايين المفديين في المجد واحد بمفرده يستطيع أن يقول إنه وصل إلى هناك لأنه كان على الأرض صالحاً مؤهلاً للخلاص. هناك يوجد الرسول بطرس الذي مرة قال عن نفسه إنه "رجل خاطئ". وهناك يوجد الرسول بولس الذي اعترف على نفسه أنه "أول الخطاة"، وهناك باقي المؤمنين المُخلّصين بالنعمة- وبالنعمة وحدها. والحقيقة هي أن فكرة استحقاق الخلاص فكرة طبيعية تنبت في قلب الإنسان الطبيعي، تماماً كما تنبت الحشائش المرة والضارة في بستان مهجور. والشيطان يعرف كيف يستفيد من هذا ويعرف كيف يُخفي عن عيني الإنسان جمال "نعمة الله المتنوعة" التي بها وحدها يستطيع أن يخلص. إن الشيطان يكره الحديث عن قصة نعمة الله، لأن نعمة الله لا يمكن أن يُعلن عنها بدون الإعلان عن أمجاد الفداء الذي بيسوع المسيح النعمة وحدها هي التي تملك بالبر الذي أُعلن في الصليب حيث انصبّت الدينونة التي يستحقها الخاطئ على البديل الذي رضى طوعاً أن يموت في مكانه. ولأجل هذا الدم الكريم المسفوك يُنادى للمذنبين والأثمة بغفران مجاني. فالاستحقاق كله للرب وحده والمذنوبية كلها لنا نحن. ونحن أردياء بدرجة كافية تجعلنا نستحق الدينونةن والرب صالح بدرجة كافية حتى أنه جاء ليشرب كأس الدينونة لأجلنا وقد شربها حتى قرارها العكر وقال "قد أكمِل". والله ليس عنده غير طريقين للتعامل مع الخطاة إما أن يعطيهم نصيبهم الذي يستحقونه بالتمام والكمال حتى آخر فلس إذا هم جاءوه وعلى أساس استحقاقهم، وإما أن يعطيهم ما يستحقه المسيح بالتمام والكمال إذا هم جاءوه كمذنبين هالكين. من أجل ذلك طوبى لمن يستطيع أن يتغنى بالقول: قد وفى ديني كله الحمل ربنا يسوع إذ مات قد كمل ولو أن القارئ استوعب لمحة عن ما هي النعمة لما تكلم أبداً عن شرٍ فيه يحول دون خلاصه. لنفترض أن رجلاً وضع لافتة على منزله وكتب عليها هذه الكلمات: (يمكنك أن تتناول وجبة الإفطار مجاناً في هذا البيت كل صباح، ومن الباب المجاور لهذا الباب تأخذ تذكرة مدفوعة الأجر لك، والدعوة مقدمة لكل الملونين والسود، وغير مسموح بالدخول بعد التاسعة صباحاً). فأي شخص ملون أو أسود البشرة، صغيراً أم شيخاً عبداً أم حراً، يمتنع عن الوقوف أمام الباب- ليأخذ التذكرة التي تؤهله إلى تناول طعام الإفطار- بحجة أنه أسود البشرة، نقول عنه أنه غبي. فكلما اسوّدت بشرتك صار لك الحق في تذكرة مجانية. ولكن إذا تقدم رجل أسود إلى باب الدخول دون أن يمر أولاً على الباب الذي يحصل منه على تذكرة. فهل سيندهش إذا مُنع من الدخول؟ وإذا ادّعى قائلاً لأنني أسود فقد رفضتم قبولي، فكلامه مرفوض لأنه غير صحيح، وإذا حاول أن يجادل كثيراً فلا نفع من جداله. ولا يجد أمامه غير الرفض والذهاب بعيداً. فالتذكرة هي التي تؤهله لتناول طعام الإفطار. هناك كثيرون يفتكرون إنه لأن الجميع خطاة ولأنهم يسمعون أن الله يريد أن يُخلّص منهم جماعة تدخل السماء، فإنهم يظنون إن أفضل الخطاة وأحسنهم هم الذين يدخلون ويقولون في أنفسهم إنه إن كان فلان هذا وفلان ذاك يدخلون السماء فأمامهم هم فرصة أفضل للدخول. لكن نريد أن يتيقن القارئ إن كان هو خاطئاً أمام الله فإن أفضل ما يدّعيه وينسبه إلى نفسه لا يمكن أن يؤهله للسماء. إنه خاطئ وكفى. وكونه خاطئاً فهذا سبب كافٍ لأن يجعله يرمي بنفسه على أذرع المخلص. أما أهليته للسماء فهي هبة مجانية يقبلها من مُخلّصه. "هذا يقبل خطاة" (لو15: 2) هذا عنوان منقوش على باب الرب يسوع. ولا يستطيع أحد أن يتعلل بأنه رديء جداً. اقرأوا مرة أخرى "ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" "من يُقبل إليّ لا أخرجه خارجاً" (يو14: 6، 6: 37). ومرة أخرى "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت: 28) و "إن دخل بي أحد يخلص" (يو10: 9) و" التفوا إليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض" (أش45: 22) و "كل من يدعو باسم الرب يخلص" (رو10: 13). فلا يخدعن أحد نفسه بأنه بفضل ما هو عليه من أدب أو خلق أو بر ذاتي أو عمل صالح ولو كان ذلك عنده كرمل البحر وكانت خطاياه قليلة ومتباعدة، فإنه يستطيع أن يخلص بدون المسيح. ولو توفر له كل أولئك وليس له المسيح لما كان أهلاً إلا للبحيرة المتقدة بالنار والكبريت. وخطية واحدة كافية لإدانة صاحبها- كلمة عاطلة أو فكر شرير أو عمل واحد من أعمال الذات والإرادة الساقطة فيها كل الكفاية لإبعاد صاحبها من السماء كما طردت خطية واحدة آدم من الجنة. لا تُضيّعوا وقتكم الثمين في محاولة لتحسين أنفسكم قبل الإتيان إلى المسيح بالإيمان. وحقيقة أنكم تطلبون إصلاح نفوسكم دليل على أن ماضيكم رديء فإذا كنتم تُلحّون على تحسين حالكم لتقابلوا الله على أساس من الاستحقاق فاعلموا أنه مكتوب "والله يطلب ما قد مضى" (جا 3: 15). إن قلتم إنكم "أردياء جداً" فأنتم تقللون من مجد نعمة الله الفائقة وتحدون من كفاية القوة المطهرة لدم يسوع المسيح. إنه من السهل جداً على مياه المحيط أن تحمل مركباً حمولتها خمس آلاف طن بنفس السهولة التي تحمل بها ريشة طائرة من جناح عصفور، فإذا كان الرب يطلب قلوبنا وإذا كان الذين يُغفر لهم كثيراً يحبون كثيراً فلنتيقن أنه يرحب بالأردأ بنفس الدرجة التي بها يقدر أن يُخلص أشر الخطاة. منذ سنوات قليلة مضت طُلب من صاحب هذا الكتاب أن يقوم بزيارة إحدى الشابات، كانت تعاني سكرات الموت على فراشها بدون رجاء. كانت ابنة وحيدة لأحد رجال الأعمال الأغنياء وحاولت أمها أن تبدد مخاوفها من المستقبل الأبدي قالت لها "لماذا الخوف يا حبيبتي؟ ومع أن الصيف الماضي هو آخر صيف لك على الأرض لكننا نشهد لك أنك كنت الشابة المثالية وسط حفلات لندن الصاخبة. لقد كنت فيها كلها الشابة الطيبة الطاهرة الذهن"، وبعد محاولات مع والديها سُمح لي أخيراً أن أصعد إلى غرفة مرضها. وأسرع والدها المتلهف عليها فأخرج الممرضة من حجرتها، وركع الزائر بجانب السرير ومن أعماق نفسه صرخ إلى الله طالباً بركته الأبدية على أمته التي تموت، مُسترحماً لأجل خلاص نفسها ثم قام وفتح الكتاب المقدس عند الإصحاح الخامس من رسالة رومية وأعاد قراءة العدد الثامن "ولكن الله بيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا". وهنا قالت تلك المسكينة المضطربة في دهشة ممزوجة بالعجب "أنت لا تعرف ماذا كنت وإلا فما كنت تكلمني عن محبة الله. إنني لا أستحق الرحمة ولا رحمة لمثلي".وهنا قال صاحب الكتاب: "يا آنستي أنا واثق من أنك إذا رأيت نفسك كما يراك الله فإنك سوف ترين نفسك أردأ عشرة آلاف مرة مما تظنين لكنك ارتكبت اليوم غلطة كبيرة جداً". فنظر أبوها نظرة زائغة من خلال الدموع كأنه يسأل "وما هي هذه الغلطة الكبيرة جداً؟" واستطرد كاتب هذا الكتاب قائلاً للفتاة "إنني لم أقطع هذه الأحد عشر ميلاً لكي أستفهم عما إذا كنت مستحقة أن يستودعك الله بركة أم لا، بل أتيت اليوم لكي أحمل إليك خبراً مباركاً هو أن الله يعتبر ابنه الحبيب ربنا يسوع أهلاً كل الأهلية لأن تثقي فيه. هل تؤمنين بمحبته؟ إنه على هذا الإيمان تتوقف بركتك الأبدية". وفي لحظة واحدة تغير وجه الفتاة كأن سحابات من النور أنارت قلبها وفعلاً كان هنالك عمل إلهي. لأن أباها كتب عن ابنته يقول: "هي الآن حيث لا تستطيع سحابة أن تغشى سماءها أو أن تحجب سيدها ولو إلى لحظة عن عينيها". ليت الرب يعطيكم من ضياء مجد نعمته ما يبدد القلق من قلوبكم حتى تدركوا أن الله لا يطلب فيكم صلاحاً من جهة الماضي كما لا يطالب بأن تصمموا على أن تبلغوا درجة من الاستحقاق في المستقبل. لكنه يريدكم أن تعرفوا الكثير عن استحقاقات ابنه الحبيب يسوع المسيح. هو الرب- الوتد المثبت في موضع أمين ونستطيع أن نُعلّق عليه رجاءنا بكل ثقة. إن سقط هذا الوتد فلابد أن يسقط كل ما عُلّق عليه من آنية ذهبية وفخارية. وسلامة هذه الآنية المعلّقة ليست في نوعها أو ثمنها بل هي تعتمد على ثبات الوتد- (اقرأ اش 22: 23). فليثق كل واحد فيه لأنه يستحق ذلك وليتمسك كل منا بكلمته حتى تكون البركة من نصيبنا. "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16). |
||||
15 - 05 - 2015, 06:03 PM | رقم المشاركة : ( 7764 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أما ينبغي أن أنمو في النعمة حتى أخلص؟
بمعنى أن أنمو في النعمة حتى أكون أهلاً للسماء. هذه الصعوبة تشبه كثيراً سابقتها. والجواب البسيط هو أن نتذكر من جديد أنه بسبب أن خلاصنا يرتكز أولاً وأخيراً على استحقاقات ما عمله المسيح لأجلنا على الصليب، لا يمكن أن يكون هناك نمو في ما يُعطى المؤمن ضماناً، ولا يمكن أن يكون في أمر الخلاص "من الغضب الآتي" لأنه لا يمكن أن يكون هناك تدرج في عمل تم فعلاً وتم كاملاً. "ظهرت نعمة الله المُخلّصة لجميع الناس" (تي2: 11) "واليوم يوم خلاص" (2كو6: 2) و"اليوم حصل خلاص لهذا البيت" (لو19: 9) و"الذي خلَّصنا... بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية" (2تي1: 9) "وبالنعمة أنتم مخلّصون" (أف2: 8). ويجب أن نعرف أيضاً أنه إلى جانب هذا المفهوم عن الخلاص الحاضر، هناك أيضاً خلاص زمني مستقبل هو خلاص الجسد عند مجيء ربنا يسوع (في3: 21). هذا الخلاص ليس موضوع كلامنا الآن. وهناك خلاص من الضيقات ومن المضايقين ومن المقاومات والتجارب. هذا هو ما نسميه خلاص كل يوم "إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله.... فبالأولى كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته" (رو5: 10). لقد سبق الله وأعلن أنه لا يسمح بأن يكون للمذبح دَرَج "وإن صنعت لي مذبحاً من حجارة فلا تنبه منها منحوتة. إذا رفعت عليه إزميلك تدنسها، ولا تصعد بدرج إلى مذبحي كيلا تنكشف عورتك عليه" (خر20: 25و 26) فلاحظوا هذا: لا مهارة لليدين في العمل ولا تدرج خطوات للقدمين. هذا هو معنى رفع الإزميل أو الصعود بدرج وباللغة الرمزية معنى ذلك "قفوا وانظروا خلاص الرب" (خر14: 13). نعم ومذبح كهذا يتناسب كل التناسب مع لص مصلوب يستقبل الموت. وماذا كان يستطيع أن يعمل لو أن عملاً باليد أو أن خطوة بالرجل كان يتحتم عليه أن يُجريها. كل ما كان مطلوباً منه هو أن يلتفت إلى الرب. لقد أتت به خطاياه وجهاً لوجه أمام حمل الله على المذبح. ونور الحياة أيقظ ضميره، والمحبة جذبت قلبه، ودون أن ينتظر يوماً واحداً حتى يتحسن أدبياً صار بالإيمان مؤهلاً للفردوس وأُعطي الضمان الإلهي من فم الرب نفسه وفي الحال. يسأل السائل: (أليس هناك ما يسمى التقديم المسيحي أو النمو؟) نعم، وشكراً لله إنه يوجد ما يسمى التقدم والنمو، لكننا نقول ونؤكد القول أنه لا يوجد نمو في أهليتنا للسماء ولا تدرج في خلاصنا من الدينونة العتيدة. مكتوب "يسوع الذي ينقذنا من الغضب الآتي" (1تس1: 10) وأيضاً "الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته (كو 1: 13). خذوا مثالاً: نفترض أن رجلاً لا يعرف السباحة وسقط في قاع نهر عميق. وجاء إنسان نبيل يشق الطريق بسرعة ويخلع ملابسه ويلقيها على الشاطئ، ثم يرمي بنفسه إلى حيث الرجل الغريق يغوص ويطفو وهو يكافح الموج وينقذه من موت محقق ويخرج به سالماً ليتقبل المديح من الواقفين على جانبي النهر، وتنتهي التحيات والتشكرات، وينصرف هذا وذاك كل إلى حال سبيله. وإذا برجل ثالث كان يرقب كل ما حدث يتقابل مع هذا الرجل الذي نجا من قبضة الموت ويسأله قائلاً: "هل تعرف هذا الشخص الذي أنقذ حياتك؟" فيقول الرجل: "لقد ذكر اسمه لي، ولكني أحب أن أعرف الكثير عنه"- "هل تحب أن ألتقي معك لكي أحدثك عنه أكثر؟ إنه يتحلى بصفات عجيبة" -"من فضلك، لا تتأخر عن أن تحدثني عنه. ليتك تأتي هذا اليوم إلى بيتي لنقضي ساعة في المساء". ويقضي الشخصان الساعات الطويلة حول ذلك الشخص النبيل وعطفه وخلاصه الثمين وتتكرر المقابلة ويتكرر الحديث عن صفات وأخلاق ومحبة ذلك الإنسان النبيل. وبعد أيام جميلة وطويلة يعرف الرجل قدراً كبيراً من المعلومات عن شخص مُخلصه أكثر كثيراً جداً مما كان يعرف عنه يوم أن عرفه أول مرة. ولكن هل بازدياد المعرفة عن الشخص المُخلّص، كان هناك تدرج في عملية الإنقاذ نفسها؟ كلا ومع ذلك كان هناك فعلاً تدرج في المعرفة عن الشخص الذي خلَّص. هناك نمو في إدراك صفات وأخلاق هذا المخلص. والآن لنطبق هذا المثل. لقد رأى ابن الله المبارك في سابق علمه إنه إن لم يتداخل لمصلحتنا فلا مفر من أن نغوص في أعماق الدينونة بسبب خطايانا. لا عيناً تشفق ولا ذراعاً تخلص. لكن المحبة في قلبه حركته لكي يموت، وفي ملء الزمان جاء لينقذ. جاء من ملء مجده الإلهي إلى أعماق لجج الجلجثة لقد تعهد أمر خلاصنا، ومات عنا موت الصليب، وعلى رأسه عجَّت ميازيب الغضب، وكأس حكمنا شرب، حتى لم يبق فيها ولا قطرة واحدة. واكتفى العدل وتمجد الله بالذبيحة الكفارية، وبذلك العمل الكامل. وكل مذنب يؤمن به قد بُرّئ من الدينونة تماماً. لقد أُنقذ من الغضب الآتي، وأصبح بالإيمان ابناً لله (غل3: 26) ولأنه من أولاد الله يرسل الله روحه القدوس ليسكن في قلبه صارخاً أيها الآب (غل4: 6). ولاحظوا هذا: إننا لا نأخذ الروح القدس لكي نصير أبناء، بل "بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب" وبذلك تصير أجسادنا هيكلاً للروح القدس (1كو6: 19). والروح القدس يسكن فينا ختماً ليوم فداء الأجساد (أف4: 30، رو 8: 23). إن الروح القدس لا يفتقدنا لمجرد الزيارة العابرة بل يأتي إلى قلوبنا ساكناً مالكاً "ماكث معكم ويكون فيكم" هذا هو الوعد الصادق في (يو14: 16). وما هو غرضه وعمله؟ ليشهد للمسيح. "هو يشهد لي" (يو15: 26) و"ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يو16: 14). وإليكم قصة رجل خدم الرب أكثر من خمسين عاماً. تجدد هذا الرجل في سنة 1813 وفي الكورة التي عاش فيها خدم الرب هذه السنين الطويلة قطع فيها حوالي 15 ألف ميل متجولاً، ومع ذلك فهذا الخادم لم يزد أهليته للسماء قيد أنملة في آخر حياته عما كانت عليه عندما قَبِل المسيح مُخلصاً له. عاش هذا الرجل إلى سن الخامسة والسبعين اختبر خلالها صعوبات وتجارب وتعلّم خلالها الشيء الكثير عن نفسه وعن مُخلّصه، ما لم يكن يعرفه في بدء إيمانه. لكن الدم وحده كان المؤهل الوحيد لحقه في السماء. كان هو مؤهله ومُستنده في بداية الطريق وكان هو وحده أيضاً مؤهله ومستنده في نهايتها. أما نموه في النعمة في كل هذه المدة فكان يتوقف على درجة استعداده للسير في شركة الروح القدس. فإن كنت لا تستطيع أن تضيف شيئاً إلى قيمة دم المسيح فكذلك لا نستطيع أن نضيف شيئاً إلى أهليته للسماء. وطبعاً لو قضى هذا الرجل كل حياته بعد الإيمان في تصحيح أخطائه وتقويم سلوكه ما كانت له فرصة للنمو في معرفة سيده. وأليس هذا للأسف، هو الحال مع كثيرين، فإن سلوكنا يجعل الروح القدس حزيناً، فينشغل بتصحيح إعوجاجنا والتواء طرقنا بدلاً من أن تكون مسرته في إظهار أمجاد المسيح. وبذلك لا نتعجب إذا توقفنا عن النمو. إذن بينما ينبغي أن يتدرج المؤمن في النمو في النعمة لكن هذا النمو ليس هو الخلاص من الدينونة التي تستحقها خطايانا. ومن الجدير بالملاحظة أن الرسول بطرس لا يُحرّضنا فقط على النمو بل يُعرفنا أيضاً كيف ننمو. "كأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به" (1بط2: 2). فهل يسأل أحد عن كيف ننمو بالتغذي على لبن الكلمة؟ ذلك لأن الكلمة تتكلم عن المسيح "فتشوا الكتب... هي التي تشهد لي" (يو5: 39) وعلى ذلك فإن: الروح القدس يشهد للمسيح والكتب أيضاً تشهد للمسيح كلاهما يستحضران المسيح أمام قلوبنا بل بالحري يستخدم الروح القدس الكلمة لاستحضار المسيح أمام قلوبنا وبذلك ننمو في النعمة وفي المعرفة الشخصية بالمسيح نفسه. لكن مرة أخرى نعيد القول مؤكداً إنه لا تدرج في مسألة أمننا وخلاصنا. فالرجل الغريق وهو في الماء كان يحتاج إلى خلاص ولو لم يُنقذ لكان الهلاك من نصيبه، ولكنه خارج الماء وقدماه على الشاطئ هو خالص وفي أمان من الهلاك. هكذا ونحن في خطايانا نحن غير مُخلّصين. أما ونحن خارج خطايانا بسبب دم المسيح الكريم نحن مخلّصون. ومن وقت إيماننا يتخذ الروح القدس مسكنه فينا. وأي شهادة أقوى من شهادة الروح بأننا مؤهلون لمحضر الله. أليست سكناه في أجسادنا أقوى من كل شهادة. لكن لنتيقن هذا أن الروح القدس يسكن فينا ليس بسبب ما نحن عليه في ذواتنا بل بسبب قيمة الدم المبذول لأجلنا. كان الزيت قديماً (وهو رمز للروح القدس) يوضع على الدم (دم ذبيحة الإثم التي يُقدمها الأبرص المتطهر) وليس على جسده مباشرة (لا 14: 17). |
||||
15 - 05 - 2015, 06:04 PM | رقم المشاركة : ( 7765 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"أريد أن أفعل الحسنى فأجد الشر حاضراً عندي"
من حال إلى حال أردأ- هذه صعوبة أخرى أمام النفس. ربما لا توجد غلطة أكثر شيوعاً من افتراض أن الخلاص معناه تحسن مستمر في حياة المؤمن الأدبية ونمو تدريجي من حسن إلى أحسن إلى أن يصبح المؤمن في النهاية مؤهلاً لحضرة الله وجاهزاً للسماء. لكن الكتاب المقدس بصريح اللفظ يُعرفنا أن الخلاص هو بالإيمان بعمل المسيح وحده- بالعمل الذي تم وأكمل مرة واحدة وإلى الأبد على الصليب. يعرفنا الكتاب أن بطرس "امتلأ من الروح القدس" لما جاهر أمام حكام وشيوخ إسرائيل قائلاً "ليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن تخلص" (أع4: 12). وليس أكثر وضوحاً من أن الكتاب لا يستحضر أمامنا الروح القدس كمُخلّص لنا، لأن الروح القدس لم يتجسد ويموت لأجلنا. وإن كان المسيح بروح أزلي قدَّم نفسه لله بلا عيب (عب9: 14) إنه بعمل الروح القدس في نفوسنا شعرنا بحاجتنا إلى المسيح وإلى ذبيحته. وبالروح القدس تتيقظ النفس إلى ما صنعه المسيح لأجلها لكن عمل الروح القدس فينا ليس هو أساس السلام. "إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" ذلك لأنه هو "الذي أًسلم لأجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا" (رو4: 25). خذوا هذا المثال في كلمة "عطش" التي تستعمل كثيراً في الكتاب للتعبير عن حاجة الإنسان الخاطئ المسكين. يقول الكتاب "وقف يسوع ونادى قائلاً: إن عطش أحد فلُيقبل إليّ ويشرب" (يو 7: 37). فالطفل يدرك، إن طلبنا أن نتعلم من الأطفال، أن العطش شيء يتولد في داخلنا. فإذا أردنا الارتواء كان ذلك بمدد يأتي من خارجنا ويحصل الارتواء فعلاً بدخول هذا المدد إلى داخلنا ليطفئ العطش. فإذا ما قُبلت شهادة كلمة الله عن موت المسيح وذلك بالإيمان، في نفس الخاطئ المتعب الضمير، فالنتيجة سلام في القلب. أنا في خطاياي كنت أستحق الموت والدينونة. لكن شهادة كلمة الله تقول أن المسيح قد شرب كأس الدينونة ومات بدلي. كانت خطاياي بلا عدد، لكن الله الذي يعرفها جميعها وضعها كلها على ابنه الحبيب بديلي وعليه وقعت دينونتها الكاملة. لقد كُشفت كل رداءتي ولم يُستر منها شيء. وكلها دِينت ولم يُستثن منها شيء "مجروح لأجل معاصينا" و"أسلم لأجل خطايانا" والله أقامه من يكون لنا سلام في النفس. فليست هي مسألة "نمو من حسن إلى أحسن" وهذا النمو يكون من جانبنا، لأنه إن كان الله لا يُخلّصنا حتى يرانا أننا صرنا أهلاً لذلك، إذن فلا رجاء لنا. لكنه بدلاً من أن يطالبنا بالوصول إلى درجة معينة من الاستحقاق، رأى أن يُعلّمنا حقيقتين مخجلتين عن أنفسنا: الأولى مذنوبيتناالثانية عجزنا فينبغي أن نتعلم ليس فقط أننا مذنبون، عديمو البر، بل أيضاً أننا ضعفاء عن أن نكون ما نحاول أن نكون عليه. إنه بعد محاولات التحسين المتكررة وبعد تصميمات للوصول إلى حالة أفضل، وصل كاتب الرسالة إلى أهل رومية إلى العدد السادس من الإصحاح الخامس وطبقها على نفسه: "لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء، مات في الوقت المعين لأجل الفجار". هذه العبارة صادفت في نفسه قبولاً كما يصادف الماء قبولاً عند نفس عطشانة في أرض ناشفة ويابسة. كل تاريخه الماضي أقنعه بأنه كان "فاجراً"، وكل محاولاته وتصميماته أقنعته بأنه "ضعيف". لكن الآن يستطيع أن يقول: الشهد أسقاني وعطشي أروي بلغني المنى واللذة القصوى نفسي التعوبة فرحانة نشوى |
||||
15 - 05 - 2015, 06:06 PM | رقم المشاركة : ( 7766 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"كيف أنجو من عقوبة خطاياي إذا كان الله باراً وأنا خاطئاً؟"
هذا سؤال قديم كقدم سفر أيوب "كيف يتبرر الإنسان عند الله؟" (أي25: 4) هو سؤال يمس كل أساسات السلام القلبي وراحة الضمير. فإن الله لا يمكن أن يتنكر لقداسته أو لصفة عدالته. إن الخطية بدخولها بواسطة الإنسان جعلت الله يأخذ مركز القاضي الديان، كما أن الله عادل هكذا يتحتم أن تأخذ الخطية عقوبتها الكاملة. والناس يرون بحسب عواطفهم محبة الله وينسون أنه عادل، أما الله فإنه حين يفتح باب السماء أما إنسان خاطئ على أساس عمل المسيح، يكون باراً وعادلاً تماماً كما يكون باراً وعادلاً حين يرسل الخاطئ إلى أعماق الجحيم على أساس أعماله. ولما رفع الله الإنسان يسوع المسيح وأجلسه عن يمينه في المجد فقد أعلن الله بذلك العمل بره (أي عدالته). وعندما يرسل الشيطان حياً مقيداً إلى مصيره الأبدي في بحيرة النار فهذا سيكون وفقاً لبره وعدالته عينها، صحيح أنه يتعذر على البعض أن يدركوا جيداً أنه إذا أعطى الله خلاصاً لخاطئ يكون في ذلك باراً تماماً كما يجلس المسيح في بهاء المجد السماوي أو عندما يطرح الشيطان إلى ظلمة الدينونة الأبدية. والله الآب نفسه استلفت أنظار السماء والأرض أكثر من مرة إلى حقيقة أنه بهذا المبارك المتواضع قد سُرَّ وقد شبعت نفسه، فهل هو مزمع أن يفتح السماء مرة أخرى ليقول لنا لماذا "ترك" هذا القدوس؟ كلا لقد ترك ذلك المتألم، حامل الخطايا، في ثلاث ساعات مظلمة ليقاسي وحده مرارة الترك في أشد صورها، لكن أنصتوا إلى كلماته الخارجة من أعماق الظلمة الدامسة والتي تمزق القلوب "إلهي... أدعو فلا تستجيب". فهل كفّ الله عن أن يجيب على سؤاله؟ تبارك الله. هناك جواب وإلا فوداعاً لكل رجاء عند أمثالي وأمثالك. لقد وجد الإيمان الجواب. ومن أين كان الجواب؟ إن كانت الشياطين والملائكة والناس قد عجزوا جميعاً عن إعطاء الجواب. وإن كان الله لم يستجب فمن أين الخلاص؟ لقد جاء الخلاص من شفتي المتروك نفسه. إنه برر الله في تركه. وما أعظم هذا وما أغلاه... فحدثني وأعد عليّ الحديث ... لقد برر الله في تركه إياه، وأسمعه حين يقول في (مز22: 3) "وأنت القدوس"- أنت القدوس حتى أنك لا ترضى بأقل من أن تدير وجهك عن الخطية حتى ولو كان ابن المحبة هو الذي يحملها. "أنت القدوس" تحجب وجهك فلا خلاص ولا مناص إذا كان لابد أن تدان الخطية. ولا جواب على صراخ حتى تفرغ كأس الدينونة إلى آخرها. ما أرهبه أمراً ولكن ما أعذبه وما أحلاه. يجذب قلب الخاطئ ويهدئ ضميره المتعب ويملأه سلاماً فيفيض شكراً وتسبيحاً. وأي دليل أقوى وأعظم من هذا على أن كل خطايا المؤمنين بيسوع المسيح قد سويت بالعدل ودينت دون محاباة في شخص بديلهم المعبود؟ والآن يمكن لله أن "يكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع" (رو3: 26). هل يتبررون لأن شيئاً من الخطايا لا ينسب إليهم؟ كلا. بل هم يتبررون بالدم الكريم الذي واجه مرة واحدة كل اتهام يمكن لله أن يوجهه إليهم. وهكذا ترون أن خطايا المؤمن لم تفلت من الدينونة. والإنجيل لا يُخبرنا عن إله تتغاضى محبته عن الخطايا، بل عن إله يحب الخطاة ومحبته لهم ظهرت في مواجهة مطاليب عدله ضد خطاياهم واحتمال العقوبة بكل هديرها وعجيجها. |
||||
15 - 05 - 2015, 06:11 PM | رقم المشاركة : ( 7767 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قلق النفس
في العالم كله لا يوجد تعب أو قلق يعادل قلق النفس وعذابات ضمير يشعر بالذنب من يحتملها؟ "وأما الروح المكسورة فمن يحملها (أو يتحملها)؟" (أم18: 14). وأي كرب لنفس هالكة سائرة نحو الأبدية! فإذا استيقظت تلك النفس في هذا الزمان على حالتها فأي مرارة اكتشاف لهذه الحقيقة على الرغم أن الهوة الرهيبة لم تثبت نهائياً والمصير الأبدي لم يتقرر فعلاً ولم يختم بعد. هب أن إنساناً تيقظ ضميره إلى هذه الحقيقة وهي أن نهاية حياة الشر هي جهنم، وأن هذه الحياة هي حياته التي يبعثرها بإسراف. وهب أن روح الله أيقظ ذهنه ليشعر بأن الدقة التالية من دقات قلبه، وأن النبضة التالية من نبضات عروقه هي الدقة الأخيرة والنبضة الأخيرة، وأن الله، الذي إليه أخطأ كثيراً بإرادة معاندة، هو الذي يمسك بأنفاسه في قبضته القوية- هب أن هذا حدث، فهل نعجب إذا ارتمى هذا الشخص على فراشه، بدون عشاء، يترقب هزع الليل ساهراً خائفاً يتقلب مرتعشاً ويئن باكياً ويسترحم الله بكل الدموع؟. إن الدينونة الأبدية أو الخلاص الأبدي للنفس ليسا من الأمور الهنية وكيف يستريح هذا الشخص قبل أن يُسوّى مشكلة مصيره الأبدي؟ إنه بكل معاني العدالة يستحق اللعنة ولكنه بكل معاني الاسترحام يرجو الخلاص. إنه يرجو ما ليس له حق فيه ومع ذلك يظل يرجوه. يقف أمامه "الحق" بنوره الكشاف ليريه مصيره المحتوم كما يريه ماضيه، الذي لا سبيل لإنكاره، مصيره وماضيه يظهران واضحين كاملين مكشوفين. كما تقف "النعمة" شاهدة له بأنه رغم كل الشر الذي عاشه، وعلى حساب استحقاقات شخص آخر- الرب يسوع المسيح- يمكن أن تكون البركة الأبدية من نصيبه. يا لهول المعركة التي في داخله وما أرهبها ولن تهدأ حتى ينال الغفران والسلام وحتى تتحقق النفس نصيبها الأبدي بكل يقين بعيداً عن كل شك. هناك أيضاً عامل هام جداً في هذه المعركة الرهيبة القاسية، هناك الشيطان بهمساته بخداعه بأكاذيبه بهجماته وبكل حيله يتحرك ويحرك أشياء كثيرة. كان ساكتاً لأنه كان قادراً أن يحفظ غنائمه في حوزته، لكنه الآن يستخدم كل سهامه وأسلحته لكي يفسد، إن أمكن مقاصد النعمة، وإلا ضاع منه هذا العبد الذي طالما أطاعه، وصار شاهداً لقيمة دم الفادي الذي يطهر من كل خطية، ولقوته المُخلّصة إلى التمام. مرة يهمس هذا العدو: "إنك لا يمكن أن تهلك لأن فيك من الصلاح ما لا يمكن معه أن تهلك". ثم مرة أخرى يهاجم بالقول "لو خلص العالم كله لما خلصت أنت بسبب كثرة معاصيك، الأفضل لك أن تنتظر حتى تبيّض صفحتك" ولقد صدق من قال "إن ساعة الشيطان بصفة دائمة إما تتقدم مسرعة أو تتأخر متباطئة" إنه في خداعه الخطير يقول "أمامك وقت طويل لتفكر في أمور آخرتك أو يقول "الله حريص جداً فلا يبعثر رحمته حتى تصل إلى خاطئ مثلك. كفى لقد فاتك القطار". |
||||
15 - 05 - 2015, 06:16 PM | رقم المشاركة : ( 7768 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
Jonah The Prophet The history of Jonah contains a great mystery. For it seems that the fish signifies Time, which never stands still, but is always going on, and consumes the things which are made by long and shorter intervals. But Jonah, who fled from the presence of God, is himself the first man who, having transgressed the law, fled from being seen naked of immortality, having lost through sin his confidence in the Deity.
The ship in which he embarked, and which was tempest-tossed, is this brief and hard life in the present time. Just as though we had turned and removed from that blessed and secure life, to that which was most tempestuous and unstable, as from solid land to a ship. For what a ship is to the land, that our present life is to eternal life.
The storm and the tempests which beat against us are the temptations of this life, which in the world, as in a tempestuous sea, do not permit us to have a fair voyage free from pain, in a calm sea, and one which is free from evils.
The casting of Jonah from the ship into the sea, signifies the fall of the first man from life to death, who received that sentence because, through having sinned, he fell from righteousness: “You are dust, and unto dust you shall return.”
His being swallowed by the whale signifies our inevitable removal by time. For the belly in which Jonah, when he was swallowed, was concealed, is the all-receiving earth, which receives all things which are consumed by time.
As Jonah spent three days and nights in the belly of the fish and was delivered up sound again, all of us who have passed through the three stages of our present life on earth—the beginning, middle, and end— rise again. For our present time consists of three intervals: the past, the future, and the present. Thus, the Lord spent three days in the earth as a symbol to teach us clearly that our resurrection shall take place after these intervals of time have been fulfilled. Our resurrection shall be the beginning of the future age and the end of this. In that age, there is neither past nor future, but only the present.
Moreover, Jonah having spent three days and three nights in the belly of the fish, was not destroyed by his flesh being dissolved, as is the case with that natural decomposition which takes place in the belly, in the case of those meats which enter into it, on account of the greater heat in the liquids, that it might be shown that these bodies of ours may remain undestroyed. For consider that God had images of Himself made as of gold, that is of a purer spiritual substance, as the angels; and others of clay or brass, as ourselves. He united the soul which was made in the image of God to that which was earthy. As, then, we must here honor all the images of a king, on account of the form which is in them, so also it is incredible that we who are the images of God should be altogether destroyed as being without honor. Whence also the Word descended into our world, and was incarnate of our body, in order that, having fashioned it to a more divine image, He might raise it incorrupt, although it had been dissolved by time. And, indeed, when we trace out the dispensation which was figuratively set forth by the prophet, we shall find the whole discourse visibly extending to this. St. Methodius |
||||
15 - 05 - 2015, 06:17 PM | رقم المشاركة : ( 7769 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
Sober and Pray The devil approaches the God-man with temptations. Who among men is free of them? He who goes according to the will of the evil one does not experience attacks, but is simply turned more and more toward evil. As soon as one begins to come to himself and intends to begin a new life according to God’s will, immediately the entire satanic realm enters into action: they hasten to scatter good thoughts and the intentions of the repentant one in any way they can. If they do not manage to turn him aside, they attempt to hinder his good repentance and confession; if they do not manage to do that, they contrive to sow tares amidst the fruits of repentance and disrupt his labors of cleansing the heart. If they do not succeed in suggesting evil they attempt to distort the truth; if they are repulsed inwardly they attack outwardly, and so on until the end of one’s life. They do not even let one die in peace; even after death they pursue the soul, until it escapes the aerial space where they hover and congregate. You ask, “What should we do? It is hopeless and terrifying!” For a believer there is nothing terrifying here, because near a God-fearing man demons only busy themselves, but they do not have any power over him. A sober man of prayer shoots arrows against them, and they stay far away from him, not daring to approach, and fearing the defeat which they have already experienced. If they succeed in something, it is due to our blundering. We slacken our attention, or allow ourselves to be distracted by their phantoms, and they immediately come and disturb us more boldly. If you do not come to your senses in time they will whirl you about; but if a soul does come to its senses they again recoil and spy from afar to see whether it is possible to approach again somehow. So be sober, watch, and pray—and the enemies will do nothing to you. St. Theophan the Recluse |
||||
15 - 05 - 2015, 06:18 PM | رقم المشاركة : ( 7770 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
The Man Born Blind The word of God is a spring of light. The light therefore fills, and the light shines, and illumines the senses of the faithful. For from Him and in Him shines, and those who partake of Him shine. And He does not only enlighten the minds of the faithful, but grants the name of light. For the divine Scripture, for those who dwell with the ignorant and who live in disbelief, rightly calls them darkness, not receiving the lamp of truth, that they might be sons of light. Therefore, the divine Apostle Paul writes: "We were not sons of the night, nor of the darkness, but sons of the light and day." And regarding the sons of light was the evangelical word spoken from the mouth of God: "I am," as Christ said, "the light of the world. He who follows me will not walk in darkness, but will have the light of life." His word is light, that if any of us might believe in him, that they might be made to be born as a son of light. Therefore the Savior said: "As long as you have the light, believe in the light, that you be born sons of the light." For as this sensible light is for the body, thus noetically is the word of God for souls. And as there is the darkness at night, thus is there delusion in ignorant souls. Because of this, the blessed David writes of this, saying: "They did not know, nor did they perceive that they were walking in darkness..." It is right therefore for good students to imitate the teacher, as Paul says: "Be imitators of me, as I am of Christ." Do you wish to learn how the simple student can benefit from the zeal of piety? Hearken to how Christ healed the man born blind. Likely you have heard this story from the beginning. Among other things, the evangelical word says: "As Jesus was passing by, He saw a man blind from birth. And His disciples asked Him..." "And he spat, and made clay, and anointed his eyes and told him: 'Go, wash in the pool of Siloam.' And having washed, he began to see. The Judeans recognized him and said: 'Was not this the man who was sitting blind and receiving alms?' Some said yes, others said no, but he is like him. He said: 'It is me.'" The Pharisees therefore and the rulers of the Judeans, beholding that this wonder was drawing many to Christ, overcome with the zeal of impiety, and struck by the sting of the truth, asked him how long he was blind. And behold this evil theater that has gathered to try piety, and the evil judges who judge, and the great gathering that has gathered, to look into and study God. They called him who was once blind, and when the children of the Judeans saw him in the council, they asked him: "How did you see, and who opened your eyes, and who accomplished it?" This they said not that they might learn, but that the form of the question might give way to fear. For many times, by the form of the question, the teacher who is asking [seeks] an answer, or silence. But he told them that he might bear witness to the reality. "Did you see this deed? Were you there? How did you see the reality?" The form of this teaches denial. Therefore they asked: "How did you see? Who opened your eyes?" But he, having cultivated fearlessness, or more so the truth, said: "A man named Jesus took clay and anointed my eyes and told me: 'Go, wash at Siloam.' And I went and washed, and I began to see..." Because they could not deny the miracle, they hastened to cover it, saying: "Give glory to God. We know that that man is a sinner." The Son is the glory of the Father, and His glory is inseparable. And he fought the good fight against the Judeans to defend Christ ... Though they spoke with him till now, they then commanded that he be cast out. And they cast him out, as the Evangelist said. Blessed is he who hastens from the council of evil men. And behold what happened. Because he fought the good fight, and gave glory to God, and confessed the Savior gloriously with much boldness, and completed the battle in the stadium, being cast out as a wrestler, without receiving the crown, the Referee called to him outside. Jesus, hearing therefore that they cast him out, found him and spoke to him. The Word found him who spoke of Him, whom He delivered from delusion, and found the Truth... For when He sent him to the pool of Siloam to wash, He sent him blind. And when he began to see, he did not see the Savior among the multitude that had gathered around him, but immediately, before he saw the Master, he was called to struggle in the contest. For the Master put clay on his eyes before this, that the following might be fulfilled. For when they cast him out, Christ found him and said to him: "Do you believe in the Son of God?" For he did not see him as a prophet and struggle, but as the Son of God. He did not recognize His face, but he recognized His voice. "Do you believe," He said, "in the Son of God?" He hearkened to the voice, and with joy he said: "And who is He, O Lord, that I might believe in Him?" Why did He ask "Do you believe" of him? "Do you believe in the Son of God?" I see that Your word is truth. However, if you give me the knowledge, I will not neglect to believe You. "And who is He, O Lord, that I might believe in Him?" And the Foreseer was before him. And he looked upon Him, Who spoke to you previously. He Who was with you within the council, and outside speaks with you. "Do you believe in the Son of God?" He who was enlightened in body and in mind said: "And who is He, O Lord, that I might believe in Him?" He replied to him: "You have seen Him, and it is He Who is speaking to you." He, therefore, said: "I believe, O Lord," And he worshiped Him. I said these things, that all of you might learn, and that I might call all to fall before the teacher, and to imitate the Good Shepherd, and to struggle on behalf of the Truth... Excerpt from St. John Chrysostom's homily: "On zeal and piety, and on the man born blind" |
||||