منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 06 - 2022, 05:55 PM   رقم المشاركة : ( 77101 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,290

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







ذا كنا لا نعدل في التمييز بين الخطايا، فإننا ندخل في نزاعٍ مع الكتاب المقدس والواقع. صحيحٌ أن الناس، بمعنى أدبي، يولدون متساويين؛ فهم في بداية أمرهم يحملون الذنب نفسه ويتنجسون بالدنس عينه. غير أنهم عندما يكبرون يختلف أحدُهم عن الآخر، ويكون اختلافُهم بيّناً. حتى المؤمنون يقعون أحياناً في خطايا فادحة، وينبغي لهم أن يحاربوا كل حين الإنسان العتيق الذي في طبيعتهم، ولا يتأتى لهم على هذه الأرض إلا تحقيق بداءة يسيرة من الطاعة الكاملة. وبين الذين يعرفوا اسم المسيح، أو لم يؤمنوا به، قومٌ يستسلمون لكل نزوةٍ من نزوات الفجور ويشربون الإثم كالماء. ولكن بين أولئك عديدين ممن يميزون أنفسهم بحياةٍ محترمة اجتماعياً ورفيعة أدبياً، بحيث يصلح أن يكونوا نماذج في الفضيلة حتى للمسيحيين الحقيقيين. حقاً إن بذور الشر كانت في كل قلبٍ بشري، وكُلَّما ازددنا معرفةً بذواتنا تأكد لنا حقُّ الاعتراف أننا بالطبيعة ميالون إلى كره الله والقريب وغير قادرين على أي صلاح ونزاعون إلى كلِّ شر. غير أن هذه النزعة الشريرة لا تصل بجميع الناس، على حد سواء، إلى نقطة ارتكاب الأعمال الشريرة. فليس جميع السائرين في الطريق الرحب يسيرون بالسرعة عينها أو يتقدمون التقدم نفسه.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 05:56 PM   رقم المشاركة : ( 77102 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,290

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







سبب هذا التفاوت في الخطايا فليس كامناً في الإنسان، بل في نعمة الله الضابطة. فالقلب هو هو في الناس أجمعين. إذ في كل زمان ومكان تطلع في جميع البشر التصورات والرغبات الشريرة عينُها. وتصورات القلب إنما هي شريرةٌ منذ الحداثة. ولو تخلى الله عن البشر وأسلمهم إلى أهواء قلوبهم، لصارت الأرض جحيماً ولم يكن يُطاق مجتمع بشري ولا تاريخ بشري. ولكن مثلما تبقى النار في جوف الأرض مكبوتة بفعل قشرة الأرض اللبة، بحيث لا تتفجر في صورة ثورات بركانية رهيبة إلا بين حينٍ وآخر وفي أماكن محدودة، فكذلك تبقى الأفكار والشهوات الشريرة داخل القلب البشري مكبوتةً ومقيدة من كل ناحية بفعل الحياة الاجتماعية. فالله لم يُلقِ حبل الإنسان على غاربه، بل يجعل الحيوان الوحشي الذي في داخل الإنسان مشدوداً بزمام ولجام، وذلك في سبيل أن يحفظ تعالى مشورته من جهة الجنس البشري ويتمِّمها. إذ يُبقي الله في داخل الإنسان على عمل المحبة الطبيعية، والشوق إلى العشرة، والإحساس الديني والخُلُقي، والضمير وفكرة القانون، والعقل والإرادة. ثم يضع تعالى الإنسان في أسرة ومجتمع ودولة تعمل جميعها على ضبطه وإلزامه وتدريبه كي يعيش حياة محترمة مدنياً واجتماعياً. وذلك بما تشيعه تلك المؤسسات من رأي عام، ومفاهيم عن الكرامة والشرف، ورغبةٍ في العمل، ونظامٍ وانضباط، وقانونٍ وعقاب، وما إلى هذا.
بواسطة هذه العوامل العديدة والفعالة كلِّها، يُتاح للإنسان الخاطئ، رُغم كل شيء، أن يحقق خيراً كثيراً. فعندما تقول العقيدة المعروفة "بإقرار إيمان هايدلبرج" إن الإنسان عاجزٌ كلياً عن فعل أي خير وميالٌ إلى كل شر، تقصد بهذا الخير - على حد ما تُبين بكل وضوحٍ بنود الرد على المعترضين - الخير المخلِّص.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 05:56 PM   رقم المشاركة : ( 77103 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,290

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







أن الإنسان بالطبيعة عاجزٌ كلياً عن فعل أي خير من شأنه أن يخلِّصه. فلا قِبَل له بعمل أي صلاحٍ يكون خيراً روحياً داخلياً، نقياً في نظر الله الفاحص القلوب، خيراً ينسجم انسجاماً كلياً - بمعنىً روحيٍّ وحرفيٍّ على السواء - مع مطالب الناموس، وبالتالي يكسب له الحياة الأبدية والسعادة السماوية بحسب وعد ذلك الناموس. ولكننا لا نقصد بهذا على الإطلاق أن ليس للإنسان، بنعمة الله المشتركة، أن يكون في وضعٍ يعمل فيه على تحقيق كثيرٍ من الخير. ففي حياته الشخصية، يمكنه أن يكبح، بعقله وإرادته، تصوراته الشريرة وشهواته الرديئة، وينصرف إلى الفضيلة.
وفي حياته العائلية والاجتماعية، يستطيع أن يفي بالتزاماته، باستقامةٍ وأمانة، ويُساهم في نشر الخير العام والحضارة، وفي تقدم العلم والفن. باختصار، فإن الله يمكِّن الإنسان من أن يحيا هنا على الأرض حياةً بشرية صالحة، وذلك بواسطة جميع القوى التي يُحيط تعالى الإنسان الطبيعي الخاطئ بها.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 05:57 PM   رقم المشاركة : ( 77104 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,290

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







هذه القوى كلَّها لا تكفي لتجديد الإنسان داخلياً، وغالباً ما يتبين أنها غير وافية، ولو لضبط الإثم ضمن حدود. وليس علينا هنا أن نفكر فقط، في هذا الإطار، في عالم الجريمة الذي يوجد في كل مجتمع والذي يحيا حياته الخاصة. إذ أن ذلك واضح أحياناً في الفتوحات وحركات الاستعمار، والحروب الدينية والعِرقية، والثورات الشعبية والقومية، وما إلى ذلك، حيث يتبدى للعيان ما في القلب البشري من إثمٍ رهيب لا يسبر غوره. أما تهذيب الحضارة فلا يستأصل الشر المتأصل في القلب، بل بالأحرى يُنشئ صفاقةً في تنفيذ الإثم. حتى أنبلُ الأعمال ظاهرياً، إذا ما فُحصت عن كثب، لا يندر أن يكون قد دفع إليها أنواعٌ شتى من الاعتبارات الآثمة من أنانية وطموح قتال. وأيُّ من يفهم شيئاً من أمر شرِّ القلب البشري وخداعه، لا يُدهش البتة إزاء وجود شرٍّ في العالم كثير بهذا المقدار. بل إنه بالأحرى ليتعجب من كون خيرٍ كثيرٍ بهذا المقدار ما زال موجوداً في العالم، ويسجد لحكمة الله الذي يعرف دائماً كيف يُنجز هذا المقدار العظيم بمثل هذا الجنس البشري. إنه من إحسانات الرب أننا لم نَفْنَ، لأن مراحمه لا تزول (مراثي إرميا 3: 22). أجل، إن الصراع المتواصل بين خطية البشر التي تحاول أن تتفجر ونعمة الله التي تقمعها وتُحيل فكر البشر وفعلهم إلى خدمة مشورته وقصده تعالى.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 77105 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,290

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







في وسع نعمة الله هذه أن تحمل الإنسان على الاتضاع، ولو كان ذلك فقط بمعنى ما حصل لآخاب (1 ملوك 21: 29) ولأهل نينوى (يونان 3: 5 وما يلي). ولكن من الممكن أيضاً، على المدى البعيد، أن يقاوم الإنسان هذه النعمة. في تلك الحال تحدث الظاهرة الرهيبة التي تدعوها الكلمة المقدسة تقسية القلب، ومثَلُها النموذجي فرعون. وبينما تنسب كلمة الله التقسية إلى آخرين أيضاً، تظهر بأجلى بيانٍ طبيعة التقسية وتطورها في حالة فرعون.

فقد كان رئيساً مقتدراً ورأساً لمملكة عظيمة، متكبر القلب وغير راغبٍ في الانحناء أمام آيات قدرة الله. وقد حدثت هذه الآيات واحدة إثر واحدة، وكانت تزداد في قوتها المعجزية وفاعليتها الفتاكة. ولكن فرعون، حسب الموجة التصعيدية عنها، ازداد شراً وعناداً. وأخذت اقتراحاته بأن يستسلم وينحني أمام هذه القوة المعجزية، تفقد شيئاً فشيئاً طابَع الصدق. وإذا به أخيراً يُسارع الخطو إلى مصيره المحتوم وعيناه مفتوحتان على الحقائق القاطعة.
وفي مأساة فرعون هذه، نرى بأم العين صراع نفس هائلاً، صراعاً تُمكن رؤيته من جانب الله كما من جانب الإنسان. فمرة يُقال إن الرب قسَّى قلب فرعون،[61] ومرة أخرى إن فرعون نفسه قسَّى قلبه، [62] أو إن قلبه تقسَّى.[63] ففي ظاهرة التقسية هذه عملٌ إلهي وآخر بشري؛ فيها عملٌ للنعمة الإلهية التي تصير باستمرار أكثر فأكثر ميلاً إلى الدينونة، وعملٌ للمقاومة البشرية التي تصير بطبيعتها أكثر فأكثر اتصافاً بأنها عداوةٌ لله واعيةٌ متعمدة. وبهذه الطريقة نفسها يصف الكتاب المقدس هذه التقسية في مواضع أخرى. ففي (تثنية 2: 30) و (يشوع 11: 20) و (إشعياء 63: 17)، الرب هو من يُقسّي. وفي مواضع أخرى، [64] الناس يُقسُّون أنفسهم. فهنا تفاعلٌ متبادل وصراعٌ أو نزاعٌ بين الأمرين لا ينبغي فصله عن إعلان النعمة الإلهية. هذا التفاعل مرتبطٌ بالإعلان العام، غير أنه - على وجه الخصوص - يعود إلى نعمة خاصة لها مزيةُ الإتيان بالدينونة وإحلالُ فصل أو تفرقة بين الناس (يوحنا 1: 5؛ 3: 19؛ 9: 39). حتى إن المسيح قد وضع لسقوط كثيرين وقيام كثيرين (لوقا 2: 34).

فهو صخرة خلاص، وصخرة عثرة وصدمة (متى 21: 44؛ رو 9: 32). والإنجيل أيضاً يُفضي إما إلى موت وإما إلى حياة (2 كورنثوس 2: 16)، ومضمونه مخفي عن الحكماء والفهماء ومعلَن للأطفال (متى 11: 25). وفي هذا كله تتوضح مشورة الله ومسرة صلاحه، كما يتوضح في الوقت ذاته ناموس الحياة الدينية والأدبية.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 77106 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,290

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







إن خطية التقسية تبلغ ذروتها القصوى في التجديف على الروح القدس. وعن هذا الموضوع يتحدث المسيح في مناسبة خلافٍ جذري مع الفريسيين. فبعدما شفى إنساناً كان أعمى وأخرس ومسكوناً من قبَل إبليس، دُهش الجمهور الحاضر جداً حتى هتفوا: أليس هذا هو ابن داود، المسيّا الذي وعد به الله آباءنا؟
إلا أن هذا الإكرام المقدم للمسيح لم يُثِر بين الفريسيين غير البغضاء والعداء، فصرحوا - على عكس الجموع - أن المسيح ما طرد إبليس إلا ببعلزبول رئيس الشياطين. وبذا وقفوا موقفاً مناقضاً لموقف الجموع كلياً. بدلاً من أن يعترفوا بيسوع أنه المسيح ابن الله وقد طرد الشياطين بروح إله وأسس ملكوت الله على الأرض، قالوا إن المسيح شريكٌ للشيطان وإن عمله شيطاني. وفي وجه هذا التجديف الرهيب حافظ المسيح على كرامته.

فقد رد التهمة وبيَّن كم هي غير منطقية، إلا أنه في نهاية دفاعه زاد هذا التحذير الخطر على ما قاله: كل خطية وتجديف يُغفر للناس؛ أما التجديف على الروح القدس فلن يُغفر للناس .. لا في العالم ولا في الآتي (متى 12: 31 و 32).
 
قديم 07 - 06 - 2022, 06:02 PM   رقم المشاركة : ( 77107 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,290

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







إن هذه الكلمات في حد ذاتها، والسياق الذي ترد فيه، تبين بوضوح أن التجديف على الروح القدس لا يحدث في بداية طريق الخطية ولا في وسطها بل في نهايتها. وليس قوام هذه الخطية الشك أو عدم الإيمان في الحق الذي أعلنه الله، ولا مقاومةُ الروح القدس وإحزانه، إذ إن خطايا كهذه قد يقع فيها المؤمنون، وغالباً ما يحدث ذلك فعلاً. وإنما التجديف على الروح القدس قد يحدث فقط حينما يمثُل أمام الوعي إعلانٌ إلهيٌ غنيٌ وإنارةٌ قوية من الروح القدس بحيث إن الإنسان يقتنع تماماً في قلبه وفي ضميره بحق الإعلان الإلهي.[65]
فهذه الخطية تشمل بالأحرى على ما يفعله شخصٌ حظي بوافر الإعلان الموضوعي والاستنارة الذاتية. إلا أنه - رغم حقيقة كونه قد عرف الحق وذاقه باعتباره حقاً - يدعو الحق كاذباً ويندد بالمسيح كما لو كان، له المجد، أداةً بيد الشيطان. وفي هذه الخطية يصير الإنساني شيطانياً.
لا، إنها ليست عبارةً عن الشك وعدم الإيمان، ولكنها تقطع احتمال هذين كما تقطع تأنيب الضمير والصلاة (1 يوحنا 5: 16). إذ تكون قد جاوزت بعيداً لحظة الشك وعدم الإيمان والتبكيت والصلاة. وبصرف النظر عن حقيقة كون الروح القدس يُعترَف به بوصفه روح الآب والابن، فإنه يُجدَّف عليه رغم ذلك بشر شيطاني. فعند الذروة، تُصبح الخطية صفيقة جداً في فجورها بحيث تنفض عنها كل أثرٍ من آثار الحياء، وتطرح جانباً كل ستر فتقف في عريها المعيب، وتزدري كل دواعي التعقل، وتقوم ضد حق الله ونعمته، يدفعها في ذلك سرورها بالشر وحسب. إنه إذاً لتحذير خطير هذا الذي يضعه المسيح أمامنا في تعليمه المختص بالتجديف على الروح القدس. ولكن علينا ألا ننسى ما يتضمنه هذا التعليم من تعزية: فإن كانت هذه الخطية هي الخطية التي لا تغفر، فسائر الخطايا الأخرى، حتى أعظمها وأكثرها قباحةً، يُمكن أن تغفر ذا لتعليم من تعزية: فإن كانت هذه الخطية هي الخطية التي لا تغفر، فسائر الخطايا الأخرى، حتى أعظمها وأكثرها قباحةُ، يُمكن أن تغفر حقاً. وهي تُغفر لا عن طريق الممارسات البشرية التكفيرية، بل بفضل غنى النعمة الإلهية.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 06:03 PM   رقم المشاركة : ( 77108 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,290

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







ما دامت الخطية لا تُغفر ويُطهر منها إلا بالنعمة، فذلك يعني - فيما يعنيه - أنها في حد ذاتها تستحق القصاص. من هذه المُسَلمة ينطلق الكتاب المقدس حين يهدد الخطية بعقوبة الموت، حتى قبلما دخلت الخطية إلى العالم (تكوين 2: 17). ثم إن الكتاب ما ينفك يُعلن دينونة الله على الخطية، بصرف النظر عما إذا كانت تلك الدينونة تُجرَى فعلاً في هذه الحياة (خروج 20: 5) أو في يوم الدين العظيم (رومية 2: 5 - 10). ذلك لأن الله هو العادل القدوس الذي يكره كل شر.[66] والذي لا يبرئ المذنب بأي حال،[67] بل يُعلن غضبه على كل فجور وإثمٍ (رو 1: 18) ولعنته (تثنية 27: 26؛ غلاطية 3: 10) وانتقامه (ناحوم 1: 2؛ 1 تسالونيكي 4: 6)، وهو تعالى سيُجازي كل إنسان بحسب أعماله.[68] ويشهد الضمير لهذا في كل إنسان حين يلومه على أفكاره وأقواله وأفعاله الشريرة، وحين يطارده غالباً بإحساس الذنب والتبكُّت، أو الارتعاد والخوف من الدينونة. وعلى أساس هذه الفكرة المتعلقة بملومية الخطية واستحقاقها للعقاب يقوم إجراء القضاء عند جميع الشعوب.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 06:04 PM   رقم المشاركة : ( 77109 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,290

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







غير أن القلب البشري يدخل دائماً أبداً في صراعٍ مع هذه الدينونة الشديدة لأنه يشعر أنه محكومٌ عليه بها.

وغالباً ما دخل العلم والفلسفة في خدمة القلب فحاولا تقديم أسبابٍ بالغة الجاذبية لفصل العمل عن الجزاء، والشر عن العقاب.

فكما أن الفن يجب أن يُمارس لأجل ذاته، فكذلك ينبغي - بحسب قياس التمثيل هذا - أن يتم فعل الخير لأجل ما هو في ذاته، لأن العقاب منوط به.

ويزعمون أنه لا ثواب للفضيلة ولا عقاب للرذيلة. أما العقوبة الوحيدة المنوطة بالخطية، فهي العاقبة تجلبها معها حتما طبيعتُها الخاصة بسببٍ من الناموس الطبيعي.
فكما ينعم الفاضل بسلام القلب، كذلك يشقى الخاطئ ويتعذب من جراء شعوره بالذنب والقلق والخوف، أو هو يُعاني سوء الصحة إذا كانت خطاياه من نوع الإدمان والانغماس في الشهوات.
 
قديم 07 - 06 - 2022, 06:04 PM   رقم المشاركة : ( 77110 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,303,290

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







في الزمن الحديث، وجَدَت هذه الفكرة المختصة بفساد القلب البشري وشره سنداً قوياً لها في نظرية التطور التي تذهب إلى أن الإنسان تحدر من الحيوان، وهو في صلب كيانه يبقى حيواناً، ولا بد له حتماً أن يفعل ما يفعله ويبقى على ما عليه.

فليس الإنسان مخلوقاً حراً وعاقلاً أدبياً، ولا هو بمسؤول عن أفعاله، وليس ممكناً أن يؤاخذ على أعماله باعتباره مذنباً، إذ إنه هو ما يجب أن يكون وحسب. فمثلما توجد أزهار عطرة الرائحة وأخرى نتنة، ومثلما توجد حيوانات أليفة وأخرى مفترسة، هكذا يوجد أناس نافعون للمجتمع وآخرون ضارون.

صحيح إن المجتمع، في سبيل الحفاظ على الذات، له الحق أن يميز أولئك الفارد الضارين ويحبسهم، غير أن هذا ليس عقاباً.

فما من إنسانٍ فرد له الحق أن يحكم على الآخرين أو يدينهم. ذلك أن المجرمين ليسوا أشراراً بقدر ما هم فاقدو الصواب. فهم يُعانون ضعفاً موروثاً أو نوعاً من النقص غذّاه المجتمع بالذات وعزّزه. وعليه، فإن أناساً.

كهؤلاء ليسوا أهلاً للسجن بل يحتاجون إلى علاج في المستشفى أو المصح حيث من حقِّهم أن يخضعوا لمعالجةٍ طبية أو تثقيفية تهذبهم إنسانياً.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025