03 - 04 - 2017, 11:33 AM | رقم المشاركة : ( 761 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: فضفضه شبابيه (متجدده)
اقتُل الغضب قبل أن يقتلك في الحياة اليومية، وبالذات في الحياة الزوجية، الغضب يُنافس الشهوة في قتل الحياة النفسية والسلام العائلي. وأعتقد أن الغضب هو عدو أسوأ من الشهوة. إنه يُحطِّم العلاقات الأخرى في الحياة الإنسانية والاجتماعية. ويوجد عند بعض الناس طاقة غضب أكثر مما يظنون، لأن الغضب له من وسائل التنكُّر والتمويه الشيء الكثير. وحينما تتدخل قوة الإرادة في إخفاء الغضب، يتخفَّى الغضب تحت السطح، بينما تصطك أسنان النفس بالغيظ. وقد يظهر ذلك في شكل دموع تبدو وكأنها أكثر أذية وألماً من الغضب الظاهر. لكن النفس بحيلها تعلَّمت بأن هذه أفضل طريقة لردِّ الأذيَّة بأذى أكبر. وقد يظهر الغضب في شكل صمت، حينما يعزم الإنسان ألاَّ يهاجم. ولكن هذا الصمت قد يخفي الغضب وراء نقدٍ شديد، وتصحيح قاسٍ لأخطاء مزعومة لِمَن يعيش معك وحولك. وقد يُعكِّر هذا النوع من الغضب المتخفي سلام وراحة كل أفراد العائلة. وهذا النوع من الغضب ينصبُّ على ويؤذي الأشخاص الذين لا يعرفون مصدر هذا النكد الحاصل في البيت من الشخص الغضوب. وقد يتحصَّن الغضوب ببعض الآيات في الإنجيل ما يُبعد عنه شُبهة الخطأ. فالمسيح نفسه غضب في الهيكل (مر 3: 5)، والقديس بولس يقول: "اغضبوا ولا تخطئوا" (أف 4: 26 - وإن كانت الترجمة الحديثة للكتاب المقدس ترجمتها هكذا: "وإذا غضبتم فلا تخطأوا"). ولكن المُشاهَد أن الغضب الحميد نادرٌ جداً بين الغضوبين وحتى لدى الكاملين. وهذا هو السبب الذي دفع القديس يعقوب الرسول أن يقول في رسالته: "... ليكن كل إنسان مُسرعاً في الاستماع، مُبطئاً في التكلُّم، مُبطئاً في الغضب؛ لأن غضب الإنسان لا يصنع برَّ الله" (يع 1: 19و20). كما يقول بولس الرسول: "فأريد أن يُصلِّي الرجال في كل مكان، رافعين أيادي طاهرة، بدون غضب ولا جدال" (1تي 2: 8)، وأيضاً: "ليُرفع من بينكم كل مرارة، وسخط، وغضب، وصياح، وتجديف، مع كل خبث"؛ ثم يُعطي علاج الغضب: "وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين، متسامحين، كما سامحكم الله أيضاً في المسيح" (أف 4: 31و32). وعلاج الغضب يظهر في آية رسالة يعقوب السابق ذِكرها: الإبطاء في التكلُّم، والإسراع في الاستماع، لأن معظم حالات الغضب تنجم عن الإسراع في الكلام (سواء من الغضوب أو من المغضوب عليه). وكذلك الإبطاء في الاستماع، لأن الغضوب إذا استمع إلى خصمه جيداً، فغالباً سيتوقف عن الغضب عليه! لذلك، فإن أعظم المعارك في حياتنا اليومية هي معركة "كفُّوا عن الغضب"، وليس فقط التحكُّم في مظاهره. ولكي تنتصر في معركة الغضب هذه نزوِّدك ببعض وصايا الإنجيل: 1. تمعَّن في حقِّ المسيح في أن يغضب، ولكن تبصَّر في كيف تحمَّل الصليب في صمت دون غضب أو عراك ليمنعه، إنه آية ما بعدها آية في احتمال الألم بشكر. فهل أنت لك نفس هذا التصرُّف نحو الصليب. لأنه لهذا السبب، أنت دُعيِتَ لتصير مسيحياً، فلأن المسيح تألَّم من أجلك، فقد ترك لك مثالاً حتى تقتفي آثار خطواته في تحمُّل الألم (1بط 2: 21). 2. تمعَّن في حقيقة كم من الخطايا التي تُغضب الله قد سامحك الله عليها ولم يغضب عليك، وكم أظهر لك رحمة بدلاً من غضب. فكُن لطيفاً نحو الآخرين الذين تغضب عليهم، على زوجتك أو ابنك أو ابنتك، شفوقاً، متسامحاً كما سامحك الله أيضاً في المسيح. 3. تبصَّر في خطاياك وتعدِّياتك، وانزع العارضة الخشبية التي في عينك. لماذا تجيد النظر والتفحُّص في ذرَّة الخشب التي في عين أخيك، ولا ترى الخشبة الكبيرة التي في عينك، ما يدفعك إلى الغضب عليه؟ أو كيف تقول لأخيك: إني أغضب عليك محبةً لك لكي أنزع ذرة الخشب من عينك، وأنت معميٌّ بسبب لوح الخشب الذي في عينك أنت، ويقول لك المسيح: "يا مرائي، أخرِجْ أولاً لوح الخشب من عينك، حتى يمكنك أن تُبصر ذرة الخشب المتناهية في الصغر التي في عين أخيك لتُخرجها" (مت 7: 3-5). اسأل أحد أطباء العيون كيف يُعالج عين مريض أصابه "رايش" دخل في عينه؟ 4. تفكَّر جيداً في أنك إذا لم تكفَّ عن الغضب، فإنك ستُعطي للشيطان مكاناً بارزاً ومتيناً في نفسك، وفي بيتك، وفي نفوس زوجتك (أو زوجكِ) وأولادك وبناتك؛ كما يقول بولس الرسول: "اغضبوا ولا تُخطئوا. لا تغرب الشمس على غيظكم، ولا تُعطوا إبليس مكاناً" (أف 4: 26و27). 5. تبصَّر في حماقة التضحية بنفسك، أي بإصابتك بالآثار المدمرة العديدة للغضب: بعضها آثار روحية، والبعض الآخر عقليٌّ، والبعض جسديٌّ، والبعض الآخر يصيب علاقاتك بالدمار. لا تكن "حكيماً، في عينيِّ نفسك. اتَّقِ الرب، وابْعِِدْ عن الشرِّ. فسيكون في هذا شفاءٌ لجسدك، وشدة لعظامك" (أم 3: 7و8). 6. لا تتوانَ ولا تتأخر عن الاعتراف بخطاياك أمام أب اعترافك، وإن أمكن لِمَن غضبتَ عليه أيضاً، فهذا عمل شفائي سرِّي تصحبه نعمة كبيرة لك. لذلك "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلاَّت، وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تُشفَوْا" (يع 5: 16). 7. ليكن غضبك مفتاحاً تفتح به سجن كبريائك وإشفاقك على نفسك، لتنطلق من عبوديته وتخرج إلى حرية المحبة والمغفرة. + "المحبة تتأنَّى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر، ولا تنتفخ. ولا تُقبِّح (غيرها)، ولا تطلب ما لنفسها. ولا تحتدُّ ولا تظن السوء. ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق. المحبة تحتمل كلَّ شيء، وتصدِّق كلَّ شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط أبداً" (اقرأ أصحاح المحبة في رسالة كورنثوس الأولى - الأصحاح 13 كله). 8. تذكَّر أن الله يعمل على أن يوفِّر لك كل ما هو لصالحك، طالما أنت تثق في نعمته الآتية حتماً. وعدوُّك سيكون سبباً لكل خير لك، إذا رددتَ عليه بالمحبة. وتاريخ المسيحية 21 قرناً أصدق شاهد على ذلك، تمثَّل بالآباء الشهداء والقديسين الذين عاشوا بالمحبة قبلك. + "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوُّون حسب قصده" (رو 8: 28). + "احسبوه كل فرح، يا إخوتي، حينما تقعون في تجارب متنوعة. عالمين أن امتحان إيمانكم يُنشئ صبراً. وأما الصبر فليكن له عمل تام، لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء" (يع 1: 2-4). وأخيراً، 9. تذكَّر أن الله سوف يحكم بالعدل في قضيتك، ويسدِّد كل ديونك، ويعوِّض كل خسائرك، بسبب محبتك، أكثر مما تظن أو تفتكر. وسيردُّ لك الرب أضعافاً، ويُبرئ ساحتك بصليب ابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا. + "لا تنتقموا لأنفسكم، أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب (الإلهي، أي لدينونة الله)، لأنه مكتوب: لي النقمة (أي الانتقام)، أنا أُجازي، يقول الرب" (رو 12: 19). + "الذي إذ شُتِم، لم يكن يشتم عِوَضاً. وإذ تألَّم، لم يكن يُهدِّد، بل كان يُسلِّم لِمَن يقضي بعدلٍ" (1بط 2: 23) وهذه هي شهادتنا المسيحية للعالم الذي حولنا، وليس من شهادة أخرى سواها. |
||||
03 - 04 - 2017, 12:17 PM | رقم المشاركة : ( 762 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: فضفضه شبابيه (متجدده)
المزامير 145: 8 اَلرَّبُّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. المزامير 30: 5 لأَنَّ لِلَحْظَةٍ غَضَبَهُ. حَيَاةٌ فِي رِضَاهُ. عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ. المزامير 37: 8 كُفَّ عَنِ الْغَضَبِ، وَاتْرُكِ السَّخَطَ، وَلاَ تَغَرْ لِفِعْلِ الشَّرِّ، الأمثال 14: 17 اَلسَّرِيعُ الْغَضَبِ يَعْمَلُ بِالْحَمَقِ، وَذُو الْمَكَايِدِ يُشْنَأُ. الأمثال 16: 32 اَلْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْجَبَّارِ، وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً. الأمثال 15: 18 اَلرَّجُلُ الْغَضُوبُ يُهَيِّجُ الْخُصُومَةَ، وَبَطِيءُ الْغَضَبِ يُسَكِّنُ الْخِصَامَ. الأمثال 29: 22 اَلرَّجُلُ الْغَضُوبُ يُهَيِّجُ الْخِصَامَ، وَالرَّجُلُ السَّخُوطُ كَثِيرُ الْمَعَاصِي. الأمثال 15: 1 اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ، وَالْكَلاَمُ الْمُوجعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ. الأمثال 19: 11 تَعَقُّلُ الإِنْسَانِ يُبْطِئُ غَضَبَهُ، وَفَخْرُهُ الصَّفْحُ عَنْ مَعْصِيَةٍ. الأمثال 21: 19 اَلسُّكْنَى فِي أَرْضٍ بَرِّيَّةٍ خَيْرٌ مِنِ امْرَأَةٍ مُخَاصِمَةٍ حَرِدَةٍ. الأمثال 25: 21-22 21 إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ خُبْزًا، وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ مَاءً، 22 فَإِنَّكَ تَجْمَعُ جَمْرًا عَلَى رَأْسِهِ، وَالرَّبُّ يُجَازِيكَ. كولوسي 3: 8 وَأَمَّا الآنَ فَاطْرَحُوا عَنْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ. كولوسي 3: 21 أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ لِئَلاَّ يَفْشَلُوا. أفسس 4: 26 اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، أفسس 4: 31-32 31 لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. 32 وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ. يعقوب 1: 19-20 19 إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ، 20 لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ |
||||
04 - 04 - 2017, 01:11 AM | رقم المشاركة : ( 763 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: فضفضه شبابيه (متجدده)
مواضيع جميلة
ميرسى ربنا يباركم |
||||
04 - 04 - 2017, 01:41 PM | رقم المشاركة : ( 764 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: فضفضه شبابيه (متجدده)
هل الغضب خطية ؟ وهل يمكن ان اسيطر على الغضب؟ أجد انه قد اسيء فهم معنى الغضب، ولذلك نجد البعض يشير الى الغضب على انه خطية او شيء خاطيء، ولكن بدراسة متأنية ومتفهمة للكتاب المقدس نجد ان الغضب في حد ذاته ليس خطأ وانما الخطأ هو ما ينتج عن الغضب، دعني اوضح قصدي. الغضب هو مؤشر طبيعي خلقه الله في الانسان، يستشعر ويقيس به بعض الأمور غير الصحيحة، فمثلا اذا شاهدت انسان كبير وضخم يمسك طفلا صغيرا ويضربه بعنف لدرجة تؤذي الطفل جسديا ولم تثور فيك مشاعر الغضب فانت انسان غير طبيعي، اذا شاهدت موقفا لحاكم يظلم فيه بعضا من البشر الضعفاء (يفترض انهم رعيته ليرعاهم) ولم تشعر باي مشاعر بالغضب فيجب ان تراجع موقفك كانسان. الغضب في حد ذاته ليس خطية، فالكتاب المقدس يتحدث عن غضب الله ( لان غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس واثمهم الذين يحجزون الحق بالاثم.) (روميه 1: 18)، ويذكر ايضا غضب الله على اسرائيل في القديم عندما اغاظوه بعبادة الاوثان في اوقات مظلمة وحالكة من تاريخهم (21 لذلك سمع الرب فغضب واشتعلت نار في يعقوب وسخط ايضا صعد على اسرائيل. 22 لانهم لم يؤمنوا بالله ولم يتكلوا على خلاصه) (مزمور 78: 21-22) ( 58 اغاظوه بمرتفعاتهم واغاروه بتماثيلهم.59 سمع الله فغضب ورذل اسرائيل جدا) (مزمور 78: 58-59)، وايضا (الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية.والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله) (يوحنا 3: 36) وكذلك يخبرنا الكتاب المقدس عن أمور خاطئة جعلت المسيح يغضب عندما رأي قساوة قلب اليهود عن اجراء المعجزات للمحتاجين في يوم السبت ثم قام السيد المسيح باجراء المعجزة للشفاء ( ثم قال لهم هل يحل في السبت فعل الخير او فعل الشر.تخليص نفس او قتل.فسكتوا. 5 فنظر حوله اليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم وقال للرجل مد يدك.فمدها فعادت يده صحيحة كالاخرى.) (مرقس 3: 1 - 6) وقد غضب السيد المسيح أيضا على الباعة الذين انتهكوا حرمة وقدسية الهيكل (متى 21: 12- 17) و (يوحنا 2: 12- 17) بالطبع لا يمكن لاحد ان يقول ان الله او المسيح عندما يغضب انه يرتكب خطية الغضب؟؟ بل أن الكتاب المقدس ينصح المؤمنين ان يغضبوا لانه كما قلنا (او فهمنا حتى الان) ان الغضب في حد ذاته مؤشر صحي وطبيعي للتمييز بين الحق والباطل، ما ينصح به الكتاب المقدس مباشرة بعد الامر بالغضب هو تجنب نتائج الغضب بفعل امرا خاطئا (اغضبوا ولا تخطئوا) (افسس 4: 26) اذا نستطيع ان نقول باطمئان ان الغضب نفسه لا يمكن وصفه بالخطية، فهو مؤشر يقود الانسان لاتخاذ قرارات نتيجة لرؤية ما يثير الغضب، الفعل الناتج عن الموقف الغاضب هو الذي يكون خطية او لا خطية. ولهذا فيجب ان يكون الانسان منقادا بروح الله دائما حتى لا يتخذ قرارات انسانية او بشرية نتيجة الانفعال الخاطيء (19 اذا يا اخوتي الاحباء ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب.20 لان غضب الانسان لا يصنع بر الله. ) (رسالة يعقوب 1: 19-20)، وهنا كما نرى الرسول يعقوب ينصح الانسان بأن يسرع في الاستماع ويبطيء في التكلم، في اشارة واضحة الى التروي والتفكير جيدا في رد الفعل الذي يتخذه الانسان بناء على المعطيات التي تصله أو حقائق الامور سواء بالاستماع او الرؤية، لان الاسراع في اتخاذ موقف مبني على الغضب فقط بدون حكمة الله واستشارة الله في ماذا نفعل هو الذي يقود للافعال الخاطئة، فغضب الانسان لايصنع بر الله. وكما قلنا واشرنا سابقا، فان الكتاب المقدس يشجع على استخدام المؤشر الطبيعي الذي وضعه الله فينا بالغضب ولكن ينصحنا بالتروي قبل اتخاذ موقف مبني على الغضب فقط، (25 لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه.لاننا بعضنا اعضاء البعض.26 اغضبوا ولا تخطئوا.لا تغرب الشمس على غيظكم 27 ولا تعطوا ابليس مكانا.) (افسس 4: 26)، وهنا مرة اخرى فان كلمة الله واضحة، فالغضب وهو موشر طبيعي يثور في الانسان عندما يرى ما ينافي الحق الذي يعرفه، ولكن يجب ان يعطي الانسان نفسه فرصة للتروي والهدوء (لا تغرب الشمس على غيظكم)، كما تنصح الانسان ان يراجع نفسه وربما يراجع الاخرين لاستكشاف واستنباط ما فعلوه واثار فيه مشاعر الغضب، فربما تكون رؤيتك قاصرة في الكشف الكامل عن الحقيقة، مما يستدعي ان (نتكلم بالصدق بعضنا مع بعض) عندما نتكاشف او نتصارح بسبب بعض الامور التي جعلتنا نغضب، وبهذا فاننا نكشف فورا اذا ما كان الغضب بحسب قداسة الله او بسبب حسد ابليس لاثارة الفتنة والخلاف (ولا تعطوا ابليس مكانا). الغضب في حد ذاته هو مؤشر وما ينتج عنه هو الشيء الخاطيء او الصائب، لقد غضب السيد المسيح ولكنه ابدا لم يغضب لامور تختص به، فقد تحمل السيد المسيح اهانات شخصية وقت المحاكمة قبل الصلب، وخلال تجواله ليصنع المعجزات والخيرات اذ اتهمون بانه يستعين بالشياطين او ببعلزبول (احد آلهة الوثنيين) (متى 12: 24)، ولكن الكتاب المقدس يقول عنه انه لم يغضب لهذه الاسباب ولم ينتقم لنفسه (21 لانكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تالم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته. 22 الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر 23 الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا واذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل.) (بطرس الاولى 2: 21- 23) لقد كان غضب السيد المسيح من اجل ظلم الآخرين من المساكين والفقراء والمحتاجين، هذا هو الغضب المقدس الذي مصدره الله اشياء تحمد الله وتمجده (لان غضب الانسان يحمدك. بقية الغضب تتمنطق بها) (مزمور 76: 10) اذا لا ينبغي لنا ان نسرع في الحكم على الغضب او على الانسان الغاضب، بل يجب علينا التروي والهدوء والتفكير في ضوء كلمة الله وارشاد روح الله القدوس لكي نميز بين ردود الفعل للغضب لكي يكون متوافقا مع كلمة وارادة الله في حياتنا، فنمجد الله دائما، واخيرا لا تنزعج من مشاعر الغضب اذا ما ثارت في نفسك، بل ناقشها بهدوء ربما هناك ما يخالف الحق قد اغضبك، ورجوعا الى المثل الافتتاحي ، اذا رأيت رجلا كبير الحجم يضرب طفلا صغيرا، اجعل غضبك يقودك الى انقاذ الطفل الصغير وليس ايذاء الرجل الكبير، ولكن لا تهمل فتور المشاعر فهذا هو الشيء الذي يجب ان تراجعه حقا. |
||||
05 - 04 - 2017, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 765 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: فضفضه شبابيه (متجدده)
شرح كلمة غَضب
يفرق الكتاب المقدس بين غضب الرب وغضب الإنسان. فغضب الرب لصالح الإنسان. لأنه سخط على الشر: "اسكب غضبك على الأمم التي تعرفك وعلى العشائر التي لم تدع باسمك" (ار 10: 24) وسخط على الخطيئة (نح 5: 6). إلا أن غضب الله مقرون بالعدل والشفقة والرحمة، وهي صفات إلهية تجعل من غضب الله رحمة للبشر، فالله "قاض عادل وإله يسخط في كل يوم" (مز 7: 11). أما غضب الإنسان فخطيئة لأن الإنسان خاطئ، غير كامل، وتحق عليه الدينونة، والله يكره الغضب في الإنسان . الغضب: هو السخط وهو استجابة لانفعال يتميز بالميل إلى الاعتداء، فهو ضد الرضى. والكتاب المقدس يميز بجلاء بين غضب الله وغضب الإنسان. (1) غضب الله: عندما يُنسب الغضب إلى الله، فيجب أن يُفهم على أنه يخلو تمامًا من الانفعال والجموح والتقلب، وهي الأحوال التي تميز غضب الآلهة الوثنية، وكذلك غضب الإنسان. فغضب الله هو التعبير المنطقي عن طبيعة الله كلى القداسة التي لا يمكن أن ترضى عن خطية الإنسان وتمرده وعناده. فغضب الله على الدوام عادل يتفق مع قداسته وبره، فهو الله القدوس "الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يع 1: 17) وهو "لا يسر بالشر" (مز 5: 4) ولا يمكن أن يتغاضي عنه (انظر عد 11: 1-10، تث 29: 27، 2 صم 6: 7، مز 79: 6، إش 5: 25، إرميا 44: 6). وغضب الله جزء من طبيعته، وعنصر هام من عناصر حكمته ومحبته ورحمته، لأنه يؤدي إلى مخافة الله. وقد أعلن الله غضبه مرارًا كثيرة في عقابه للشر بطرق مختلفة وفي أزمنة متعددة كما حدث في الطوفان (تك 6: 5-7)، وتدمير سدوم وعمورة (تك 19: 23-27)، وسقوط نينوى (انظر تث 29: 23، نا 1: 2-6). ولكن إلى أن يأتي "يوم غضبه العظيم" (رؤ 6: 17) الذي تنبأت عنه الكثير من نبوات الكتاب المقدس بعهديه وبخاصة في سفر الرؤيا سيظل غضب الله ممزوجًا بالرحمة (حب 3: 2) وبخاصة في معاملاته مع شعبه (انظر هوشع 11: 8 و9). أما الخاطئ الذي يستهين "بغنى لطف الله وإمهاله وطول أناته، فإنه يذخر لنفسه غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" (رو 2: 4-9). وقد أعلن الرسول بولس أن أحد أسباب انحدار إسرائيل أدبيًا إلى مستوى الأمم الوثنية هو إساءة فهمهم لطول أناة الله الذي كثيرًا ما تمهَّل عليهم ولم يوقع بهم ما كانوا يستحقونه من قصاص، ولم يدركوا أن لطف الله إنما كان القصد منه أن يقتادهم "إلى التوبة" (رو 2: 4). والإنسان الطبيعي الذي لا يقبل نعمة الله، بل يظل في عصيانه وتمرده على الله، هو إنسان ميت بالذنوب والخطايا وهو "ابن المعصية"، و"ابن الغضب" (انظر أف 2: 1-3)، و"آنية غضب مهيأة للهلاك" (رو 9: 22). ولم يكن في استطاعة ناموس موسى أن ينقذ الإنسان من الغضب، لأن الناموس نفسه ""ينشئ غضبًا (رو 4: 15) لأنه يتطلب طاعة كاملة لكل وصاياه، ومن "عثر في واحدة فقد صار مجرمًا في الكل" (يع 2: 10)، مما يجعله أكثر استحقاقًا للغضب الإلهي. وغضب الله يبرز في العهد القديم بأقوى مما في العهد الجديد، وذلك لأن العهد الجديد أكثر تركيزًا على نعمة الله ومحبته كما تتجليان في المسيح يسوع، ولكن ليس معنى هذا أن الغضب على الشر، كجزء من طبيعة الله قد اختفى تمامًا وراء نعمته ومحبته، بل بالحري يشتد غضبه بسبب رفض الإنسان لعطية نعمته في الرب يسوع المسيح، فالله محبة فقط، بل بر وقداسة أيضًا، لذلك يقول الرسول: "لأن إلهنا نار آكلة" (عب 12: 19) "ومخيف هو الوقوع في يدي الله الحي" (عب 10: 31)، لأن "من يعرف قوة غضبك؟" (مز 90: 11، 89: 46، 76: 7). فلا تعارض إطلاقًا بين محبة الله ورحمته ونعمته، وبين غضبه العادل المقدس ضد الخطية (1 بط 1: 17، عب 10: 29) وليس من سبيل للنجاة من هذا الغضب إلا بتدبير نعمة الله في عمل الصليب فليس "بأحد غيره الخلاص" (أع 4: 12) ومحبة الله للخطاة التي تجلت في حياه وموت وقيامة الرب يسوع تقدم الخلاص هبة مجانية، فكل من يؤمن به يتبرر بدمه وهكذا يخلص "به من الغضب" (رو 5: 8 و9). ولذلك يقول الرسول بولس للمؤمنين في تسالونيكى: "رجعتم إلى الله من الأوثان لتعبدوا الله الحي الحقيقي، وتنظروا ابنه من السماء الذي أقامه من الأموات يسوع الذي ينقذنا من الغضب الآتي" (1 تس 1: 9 و10) "لأن الله لم يجعلنا للغضب بل لاقتناء الخلاص" (1 تس 5: 9). وفى الجانب الآخر يظل غضب الله معلنًا من السماء (رو 1: 18) على جميع الذين يرفضون عمل نعمته في المسيح يسوع، الذي أحبنا وأسلم نفسه "من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا" (رو 4: 25، انظر غل 2: 20). (2) غضب الإنسان: عندما يُنسب الغضب للإنسان، فإنه إنما ينبع من طبيعته الساقطة، لذلك فهو على الدوام لا مبرر له (انظر تك 4: 5 و6، 49: 7، أم 15: 18، 19: 19، 29: 22، أي 5: 2، لو 4: 28). "وتعقل الإنسان يبطئ غضبه" (أم 19: 11) ولذلك يقول الكتاب: "كف عن الغضب واترك السخط" (مز 37: 8)، "واغضبوا ولا تخطئوا، ولا يغرب الشمس على غيظكم، ولا تعطوا إبليس مكانًا" (أف 4: 26 و27). ويجب ألا يغضب الإنسان على أخيه (مت 5: 22) ويقول الرسول بولس: "ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف. وكونوا لطفاء.. متسامحين كما سامحكم الله أيضًا في المسيح" (أف 4: 31 و32). كما يطلب من المؤمنين أن يميتوا أعضاءهم عن "الأمور التي من أجلها يأتي غضب الله على أبناء المعصية... وأما الآن فاطرحوا عنكم أنتم أيضا الكل الغضب، السخط..." (كو 3: 5-8) وأن يرفع المؤمنون في صلواتهم "أيادي طاهرة بدون غضب ولا جدال" (1 تي 2: 8) وأن يعطوا مكانًا للغضب لأن النقمة للرب وهو الذي يجازي (رو 12: 19). ويقول الرسول يعقوب: "ليكن كل إنسان مسرعًا في الاستماع مبطئًا في الغضب لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 1: 19 و20). (3) الغضب الصالح وغير الصالح: هناك حالات يصبح الغضب فيها واجبًا على الإنسان، فيكون عليه أن "يبغض الشر" (مز 97: 10) فلا يكفي أن يحب شعب الله البر، بل عليهم أيضًا أن يغضبوا على الخطية (وليس على الخاطئ). فمن لا يستطيع أن يغضب على فعل الشر، هو في الواقع ليست له محبة صادقة للبر وعليه فهناك أوقات يحق فيها القول: "اغضبوا ولا تخطئوا" (أف 4: 6) فالغضب على الخطيئة وفجور الناس، يمكن أن يسمى "الغضب البار أو العادل" . فقد غضب الرب يسوع على قساوة قلوب الناس، إذ "نظر حوله إليهم بغضب حزينًا على غلاظة قلوبهم" (مر 3: 5 -انظر أيضًا غضب موسى- خر 7: 8، 32: 19، لا 10: 16، عد 16: 15)، وغضب نحميا - نح 5: 6، 13: 17 و25) فالغضب في مثل هذه الحالات لا خطأ فيه، أما متى كان الغضب لأن أحدًا جرح مشاعرنا أو أساء إلينا، فهو خطية ويستوجب العقاب مثل: غضب قايين (تك 4: 5 و6) وغضب عيسو (تك 27: 45)، وغضب موسى (عد 20: 10 و11)، وغضب بلعام (عد 22: 27)، وغضب شاول (1 صم 20: 30) وغضب أخاب (1 مل 21: 4) وغضب نعمان السرياني (2 مل 5: 11)، وغضب هيرودس (مت 2: 16)، وغضب اليهود (لو 4: 28)، وغضب رئيس الكهنة (أع 5: 17، 7: 54...). |
||||
05 - 04 - 2017, 04:20 PM | رقم المشاركة : ( 766 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: فضفضه شبابيه (متجدده)
ماذا يقول الكتاب المقدس عن الغضب؟
الجواب: إن التعامل مع الغضب موضوع هام. الغضب يمكن أن يكسر التواصل ويقطع العلاقات ويقضي على صحة وسعادة الكثيرين. وللأسف فإن الناس يتجهون لتبرير غضبهم بدلاً من الإعتراف به ومواجهته. يصارع الجميع الى حد ما مع مشاعر الغضب. ولكن شكراً لله فإن كلمة الله تحتوي مباديء التعامل مع الغضب بطريقة مرضية لله ومباديء التغلب على خطية الغضب. ليس الغضب خطية دائماً. فهناك نوع من الغضب يتوافق مع كلمة الله ويشار إليه غالباً "بالغضب المقدس". الله يغضب (مزمور 7: 11؛ مرقس 3: 5)؛ ويوصى المؤمنين بأن يغضبوا (أفسس 4: 26). إستخدمت كلمتان يونانيتان في العهد الجديد للإشارة إلى "الغضب". إحداهما معناها "حماس، طاقة" والأخرى معناها "إثارة، غليان". بحسب الكتاب المقدس فإن الغضب هو طاقة معطاة من الله لمساعدتنا في حل مشاكلنا. من أمثلة الغضب في الكتاب المقدس نجد مواجهة بولس الرسول لبطرس الرسول بسبب القدوة السيئة في غلاطية 2: 11-14؛ وغضب داود عند سماعة ناثان النبي يتكلم عن الظلم (صموئيل الثاني 12)؛ وغضب الرب يسوع بشأن تدنيس بعض اليهود للعبادة في هيكل الله في أورشليم (يوحنا 2: 13-18). لاحظ أن هذه الأمثلة للغضب لم تكن دفاعاً عن النفس، بل دفاع عن آخرين او عن مبدأ. يتحول الغضب إلى خطية عندما تكون دوافعه أنانية (يعقوب 1: 20)، وعندما تشوه أهداف الله (كورنثوس الأولى 10: 31)، أو عندما نسمح للغضب أن يسكن فينا (أفسس 4: 26-27). فبدلا من أن نستخدم الطاقة الناتجة عن الغضب في معالجة المشكلة التي نواجهها فإننا نهاجم الأشخاص. تقول رسالة أفسس 4: 15-19 أننا يجب أن نقول الحق بمحبة وأن نستخدم كلماتنا لبنيان الآخرين، ولا نسمح للكلمات السيئة أو الهدامة أن تنساب من بين شفاهنا. ولكن للأسف فإن الكلام المسموم هو سمة من سمات الإنسان الساقط (رومية 3: 13-14). يصبح الغضب خطية عندما نسمح له بأن يغلي ويفور دون ضابط مما ينتج عنه حوار تتضاعف فيه الجروح (أمثال 29: 11)، تاركاً وراءه دماراً غالباً لا يمكن إصلاحه. يصبح الغضب خطية أيضاً عندما يرفض الغاضب المصالحة، أو يحتفظ بالغضب داخله (أفسس 4: 26-27). هذا يمكن أن يسبب الإكتئاب والتضايق من أتفه الأمور والتي غالباً لا تكون ذات صلة بالمشكلة الأساسية. يمكننا التعامل مع الغضب بطريقة كتابية بأن ندرك أنانية غضبنا ونعترف بها بالإضافة إلى الإعتراف بأن تعاملنا الخاطيء مع الشعور بالغضب هو خطية (أمثال 28: 13؛ يوحنا الأولى 1: 9). يجب أن يكون إعترافنا بهذا لله وللذين تسبب غضبنا في أذيتهم. لا يجب أن نقلل من شأن الخطية بأن نجد لها أعذار أو نلوم الآخرين عليها. يمكننا التعامل مع الغضب بطريقة كتابية عندما نرى الله في وسط التجربة. هذا مهم خاصة عندما يكون الناس قد فعلوا شيئاً أغضبنا. يشير كل من يعقوب 1: 2-4 و رومية 8: 28-29 وتكوين 50: 20 إلى حقيقة سيادة الله وسلطانه الكامل على كل الظروف والناس الذين يأتون في طريقنا. لا يحدث أي شيء دون إرادته أو سماحه. وكما تقول هذه الآيات فإن الله إله صالح (مزمور 145: 8، 9، 17) يسمح بكل ما يحدث في حياتنا لخيرنا وخير الآخرين. إن التأمل في هذه الحقيقة وتحولها من مجرد معرفة عقلية إلى إيمان قلبي سوف يغير ردود أفعالنا تجاه الذين يسيئون إلينا. يمكننا أن نتعامل مع الغضب بطريقة كتابية عندما نفسح المجال لغضب الله. هذا مهم خاصة عند التعرض للظلم، أو عندما يستغل "الأشرار" الناس "الأبرياء". يخبرنا كل من تكوين 50: 19 ورومية 12: 19 ألا نقوم بدور الله. الله بار وعادل، ويمكننا أن نثق فيه لأنه يعرف الكل ويرى الكل وسوف يقضي بعدل (تكوين 18: 25). يمكننا أن نتعامل مع الغضب بأسلوب كتابي بأن لا نجازي الخير بالشر (تكوين 50: 21؛ رومية 12: 21). هذا مهم لتحويل غضبنا إلى محبة. كما أن أفعالنا تنبع من قلوبنا كذلك يمكن أن تتغير قلوبنا بأفعالنا (متى 5: 43-48). أي أننا يمكن أن نغير مشاعرنا تجاه بعضنا البعض بتغيير تصرفاتنا تجاه بعضنا البعض. يمكننا التعامل مع الغضب بطريقة كتابية بأن نعمل على التواصل لحل المشكلة. هناك أربعة قواعد أساسية للتواصل في أفسس 4: 15، 25-32: 1) كن أميناً وتكلم (أفسس 4: 15، 25). لا يقدر الناس أن يقرأوا أفكارنا. يجب أن نقول الحق بمحبة. 2) تعامل مع اللحظة الحالية (أفسس 4: 26-27). يجب ألا نسمح لما يضايقنا أن يتراكم حتى نفقد السيطرة. من المهم التعامل مع ما يضايقنا والتحدث عنه قبل أن يصل إلى هذه المرحلة. 3) واجه المشكلة، وليس الشخص (أفسس 4: 29، 31). وهنا يجب أن نتذكر أن نحافظ على أصواتنا منخفضة (أمثال 15: 1). 4) كن فعل وليس رد فعل (أفسس 4: 31-32). بسبب طبيعتنا الساقطة فإن أول رد فعل لنا غالباً ما يكون مخطيء (الآية 31). إن الوقت الذي نقضيه في "العد لعشرة" يجب أن يستخدم للتفكير في طريقة استجابة ترضي الله (الآية 32) ولكي نذكر أنفسنا كيف يمكن أن تستخدم طاقة الغضب لحل المشاكل وليس لخلق مشاكل أكبر منها. وأخيراً، علينا أن نعمل على حل جانبنا من المشكلة (أعمال 12: 18). لا يمكننا أن نتحكم في تصرفات او استجابات الآخرين ولكننا يمكن أن نقوم بالتغييرات المطلوبة من جانبنا. إن التغلب على إنفلات الأعصاب والغضب لا يتم بين ليلة وضحاها. ولكن من خلال الصلاة، ودراسة كلمة الله، والإتكال على الروح القدس يمكننا أن نتغلب على خطية الغضب. كما سمحنا للغضب أن يتأصل في حياتنا بحكم العادة، يمكننا أيضاً أن نتدرب على الإستجابة الصحيحة حتى تصبح هي أيضاً عادة. |
||||
05 - 04 - 2017, 11:54 PM | رقم المشاركة : ( 767 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: فضفضه شبابيه (متجدده)
مواضيع جميلة
ميرسى ربنا يباركم |
||||
06 - 04 - 2017, 01:54 PM | رقم المشاركة : ( 768 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: فضفضه شبابيه (متجدده)
كلام جميل
ربنا يساعدنا اننا نقدر عيشه |
||||
06 - 04 - 2017, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 769 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: فضفضه شبابيه (متجدده)
غضب المسيح
لماذا غضب؟... وكيف غضب؟ «وَلا تَجْعَلُوا قَرْعَةً بَيْنَ أَعْيُنِكُمْ لأَجْلِ مَيِّتٍ» (تث 14 :1) «اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا» (أف 4 :26) «كُونُوا رِجَالاً» (1كو 16 :13) «هُوَذَا الرَّجُلُ!» (هُوَذَا الإنْسَانُ! ... Behold the man!) (يو 19 :5) يتصف الكنعانيون بوجود الشعر مُتصلاً فى منطقة ما بين الحاجبين، مما يُضفي عليهم مظهر العبوسة والتجهم وقوة الشكيمة، لا سيما في حالة الغضب. وكان من عاداتهم ان يَخمشُوا أجسامهم، ويحلقوا ما بين الحاجبين ويجعلوا قَرْعَةً بين العينين لأجل الأموات، أي لإظهار العواطف الإنسانية ومشاعر الحزن نحو أحبائهم المائتين، وكأن لسان حالهم يقول: "إن الحزن على موتانا قد جعلنا أقل قوة وصرامة ورجولة". أما شعب الله فكان في مستوى سام ومقدس؛ مستوى القرب إلى الله. وهذا القرب كان يجب أن يؤثر على عاداتهم وأخلاقهم. فجميع خصالهم وعاداتهم، أعمالهم وتصرفاتهم، طعامهم ولباسهم، الكل يجب أن ينبع من هذا الحق العظيم والامتياز السامي: «أَنْتُمْ أَوْلادٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ ... لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ» (تث14 :1,2)، ولذلك جاءت الوصية الإلهية أن لا يتشبهوا بشعوب الأرض وأن «لا تَجْعَلُوا قَرْعَةً بين أَعيُنكُم لاجل مَيْتٍ» (تث 14 :1). والمدلول الحرفي لهذه الوصية الإلهية هو عدم الحزن المفرط والمبالغة فى إظهار العواطف البشرية إلى درجة تشويه المظهر الرجولي فى حالة وقوع ضربة الموت، باعتبار الموت دخل كقضاء عام نتيجة الخطية (رو 6 :23) ويقابل هذا، أدبيًا وروحيًا وكنسيًا، عدم المساومة في أمور الله، ومحاولة تخفيف الأمور بغية التقاء وجهات النظر المشتركة، وخاصة فى وجود شر أدبي أو ضلال تعليمي يستوجب القضاء الإلهي! فلا يجوز أن يكون عندنا أقل تردد عندما نجد حقوق الله غير مُصانة وخاصة فى بيته. ويجب أن تقترن صلواتنا من أجل هذه الأمور بإيجابية التصرف والعلاج. ولا يجوز لنا بأي حال أن نُظهر السلبية وعدم الاهتمام، ونتراخى فى الأمر، ونقف على الحياد وكأن الأمر لا يعنينا فى شيء، أو كأننا لسنا مسئولين أو حراسًا لمقادس الرب في وسطنا، بل المبدأ الإلهي «لا تَجْعَلُوا قَرْعَةً بَيْنَ أَعْيُنِكُمْ لأَجْلِ مَيِّتٍ» (تث 14 :1) و«كُونُوا رِجَالاً» (1كو 16 :13) و«اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا» (أف 4 :26). وتبقى مسئوليتنا قائمة إلى أن نأخذ مواقف جادة في صالح الله وقداسة بيته، ونحكم على الشر وننفذ المكتوب بالنسبة للشر الأدبي أو التعليم الخطأ بكل حزم وصرامة وشجاعة أدبية ورجولة روحية. بل إنه توجد ظروف لا يصلح فيها إلا الغضب المقدس المتقد كالنار. ولا نغالي إذا قلنا إنه في بعض الحالات يكون عدم الغضب شرًا لا يليق بالمؤمن الذي يحب الرب ويغار على مجده. ويجب أن يتأكد كل منا أن التراضي والإهمال فيما له علاقة ببيت الله، مكروه جدًا في نظر الله، ولهذا نحن مطالبون بأن نرفض بكل حزم، ونقف بكل شدة في وجه كل التعاليم التي تمس تطبيق مبادئ قداسة الله داخل بيته، وفي مواجهة كل المحاولات التي يريد بها المعلمون الكذبة إفساد هيكل الله (1كو3: 17). والإهمال والحياد والتراخي والسلبية في كل ماله مساس بأمور الله، معناه الخيانة العظمى في نظر المحكمة العليا السماوية. والرب يسوع المسيح هو مثالنا الكامل في هذا الأمر. إنه الشخص المبارك الذي عظَّم الناموس وأكرمه، وثبت الناموس وأكمَّله لمجد الله وخير شعبه الأبدي. لقد كانت الغيرة المقدسة على بيت الله، وهذه الغيرة جعلته يُطهِّر الهيكل مرتين في أيام جسده على الأرض. المرة الأولى في مستهل خدمته الجهارية (يو 2 :14-17)، والمرة الثانية على مشارف نهاية خدمته (مت 21 :12‚13 ؛ مر 11 :15-18 ؛ لو 19 :45-47). لقد أكرم الله أباه قائلاً: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي» (يو 2 :17 ؛ مز 69 :9). وبلغة تثنية 14 :1 فإنه كالرجل الكامل، لم يحلق ما بين حاجبيه، ولم يجعل قَرْعَةً بين عينيه في مشهد الموت الأدبي والروحي الذي رآه في الهيكل «فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ» (يو 2 :15). وإننا نتعلم منه – تبارك اسمه – لماذا وكيف يكون الغضب المقدس في حياة الرجل القوي، البطيء الغضب والذي له سلطان على روحه (أم 25 :28 ؛ 16 :32). أولاً: لماذا غضب المسيح؟ إنه من المهم جدًا أن ننتبه إلى الحافز أو الدافع إلى الغضب، لأن كثيرًا من غضبنا نحن مرجعه حب الذات والأنانية لأن شخصًا ما أساء إلينا. ولكن ربنا المبارك لم يغضب قط بسبب إساءة لحقت بشخصه. إنه – تبارك اسمه – في ناسوته الكامل، كان له ملء الشعور والإحساس المرهف عندما وقف أحباؤه وتلاميذه بعيدًا عنه، وعندما كان أعداؤه يطلبون حياته، ويلتمسون له الشر، وعندما كانوا ينصبون له الشراك، ويتكلمون بالكذب ضده اليوم كله. لكنه كان يقول: «أما أنا فَكَأصَمَّ لا أسمع. وكَأبْكَمَ لا يفتحُ فاهُ. وأكون مثل إنسان لا يَسمعُ، وليس في فَمِهِ حُجَّةُ» (مز 38 :13‚14)، وهو «الذي إذ شُتِمَ لم يكن يَشْتِمُ عوضًا، وإذ تألمَّ لم يكن يُهدِّدُ بل كان يُسَلِّم لمن يَقْضي بعدلٍ» (1بط 2 :22) لقد «ظُلِمَ أما هو فَتَذَلَّلَ ولم يفتح فاهُ. كشاةٍ تُساق إلى الذَّبح، وكنعجةٍ صامتةٍ أمام جازِّيها فلم يفتح فاهُ» (اش 53 :7). وتأملوا – أيها الأحباء – أمام رئيس الكهنة، وأمام بيلاطس، وأمام هيرودس، انظروا إليه مُكللاً بالشوك، ومضروبًا على الوجه، ومجلودًا ومُحتقرًا، وهو في كل ذلك لا يفقد هيبته وجلاله، ولا يتخلى عن هدوئه وصمته. لقد بقي ساكتًا في كل مشاهد الإهانة. ونقرأ عن سكوته في الأناجيل سبع مرات (مت 26 :63 ؛ 27 :12‚14 ؛ مر 14 :61 ؛ 15: 5؛ لو 23 :9 ؛ يو 19 :9). ولكننا نراه يغضب لأن الهيكل، الذي يقترب فيه الإنسان من الله، انتشر فيه الفساد وخُرِّبَ روحيًا وأدبيًا، وأصبح مجالاًً لإشباع طمع وجشع القادة الدينيين واستغلالهم لشعب الله. ونراه يغضب لأن الباعة والتجار والصيارفة يدنسون كرامة بيت الله، وبيت الصلاة أصبح بيت تجارة (اش 56 :7 ؛ يو 2 :16)، ومجالاً للربح القبيح بل ومغارة لصوص (ار 7 :11 ؛ مت 21 :13). لقد كان لربنا يسوع الغيرة المقدسة على بيت الله «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي» (مز 69 :9 ؛ يو 2 :17). لقد كانت غضبته موجَّهة ضد الإهانة التي لحقت ببيت أبيه. وغيرته جعلته، ليس فقط يُطهِّر بيت الله، بل أن يمضي أيضًا إلى الصليب لكي يموت عليه، إذ قال بعد ذلك مباشرة: «ﭐنْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ وَفِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ ... وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ» (يو 2 :19-21). ثم نراه يغضب لأن نفرًا من متعصبي اليهود، ذوي العقول الضيقة، يفرضون قواعد عقيمة لحفظ السبت تحول بينه وبين فعل الخير وشفاء شخص مريض متألم يده يابسة «فَنَظَرَ حَوْلَهُ إِلَيْهِمْ بِغَضَبٍ حَزِيناً عَلَى غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ وَقَالَ لِلرَّجُلِ: مُدَّ يَدَكَ. فَمَدَّهَا. فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى» (مر 3 :1-6). لقد كان غضبه مقدسًا ومقبولاً، والسبب واضح، لقد حزن على غلاظة قلوبهم، وغضب لأنهم في ناموسيتهم لم يكن لديهم الرحمة والشفقة على الفقراء والمتألمين. ومع عجزهم التام لأن يسددوا تلك الحاجة، قاوموا بمرارة ذلك الشخص الوحيد الذي عنده القدرة والمحبة لأن يبارك ولأن يسدد كل احتياج. إن هذا النوع من الغضب المقدس الغير أناني؛ الغضب الذي هو صورة من صور الغيرة على مجد الله وخير الآخرين، هو الذي يحرضنا عليه الرسول بولس قائلاً: ««اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا» (أف 4 :26). ويا له من درس خطير لنا نحن المؤمنين أن نهتم بمجد الله وكرامة بيته، وبصالح قطيعه، وبخير النفوس الغالية التي مات المسيح من أجلها. ثانيًا: نوع غضب المسيح؟ إننا نعلم من الرب يسوع المسيح كيف يجب أن يكون الغضب في حياة الرجل القوي المالك روحه (أم 16 :32 ؛ 25 :28)، لأن كثير من غضبنا هو الضعف بعينه لا القوة. هو الصياح والصراخ وحدة الطبع وسوء الخلق وجموح العاطفة التي تعجز عن السيطرة عليها. وكثير من غضبنا قاس لا يلين ولا يرحم، ومُرّ لا أثر فيه للرقة والعذوبة، وحاقد لا يغفر ولا ينسي. ولكن ماذا عمل الرب يسوع المسيح عندما غضب؟ إنه «لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. 3قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ» (إش 42 :2‚3). نعم، لقد غضب «سَيًِدي» في مناسبات مختلفة، ولكنه – تبارك اسمه – لم يُخطئ قط في غضبه. فيا للكمال!!... ويا للجمال!! ولقد كان غضب الرب دائمًا مقترنًا بالحزن. إن حزنه على الخطاة كان يمضي جنبًا إلى جنب مع غضبه على خطيتهم. والغضب الذي شعر به إزاء الخطية كان دائمًا مقترنًا بالإشفاق والعطف نحو الخطاة الذين ارتكبوها، ولم يكن في دخيلة نفسه أية كراهية شخصية. ففي مرقس 3 :5 نقرأ ««فَنَظَرَ حَوْلَهُ إِلَيْهِمْ بِغَضَبٍ حَزِيناً عَلَى غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ». لقد نظر إليهم بغضب مقدس، ولكن خلف هذا الغضب كان هناك حزن شديد في قلبه لقساوة قلوبهم التي ظهرت في عدم المبالاة لحاجة الإنسان المسكين ذي اليد اليابسة. ولقد نطق الرب بثمانية ويلات خطيرة على أولئك القادة الدينيين الذين أضلوا شعبه وقادوهم إلى رفضه، وأعلن أن الدينونة تنتظرهم، هم وأتباعهم (مت 23 :13-36)، ثم صرَّح بالحكم النهائي على أورشليم المدينة المحبوبة (مت 23 :37-39). ولكن كم كان قلبه مفعمًا بالحزن المقدس، فقد بكى عليها عند إقباله إليها (لو 19 :41-44). وما زالت هذه هي مشاعره نحو الخطاة الذين يموتون في خطاياهم. وإن غضب الرب لا يتعارض مع محبته واستعداده الدائم للصفح والغفران. بل إن غضب المسيح هو الوجه الآخر لمحبته. فإن المحبة الصحيحة هي التي تغار للحق ولا تتساهل مع الشر. إنها «لاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ» (1كو 13 :6). ولا يليق أن تكون المحبة على حساب حق الله وكرامة بيته، فإن المحبة في هذه الحالة لا تكون محبة صادقة، بل رياء. بل إن المحبة القوية كالموت هي التي تنتج الغيرة القاسية كالهاوية (نش 8 :6). أفلا نرى في محبة الرب يسوع المسيح لهيب نار متقدة وغيرة لا يمكنها أن تتحمل أية إهانة تلحق مجد أبيه وبيته. وهذا ما حدث عند زيارة اللاب يسوع للهيكل في يوحنا2 فعندما «صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً وَالصَّيَارِفَ جُلُوساً. فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: ﭐرْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا. لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ. فَتَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي» (يو 2 :13-17). لقد كان غضب الرب موجَّهًا ضد الإهانة التي لحقت ببيت أبيه، ولكنه لم يخطئ في غضبه. والمرء عادة عندما يغضب لا يكون متمالكًا لنفسه، ولربما يندفع إلى قول أو فعل خاطئ. لقد غضب موسى عند ماء مريبة لما رآه في الشعب، ولكنه لم يتصرف حسنًا وأخطأ إذ فرط بشفتيه (عد 20 :9-13 ؛ مز 106 :32‚33). لكن «رَبِّي وإلهي» لم يكن كذلك، فلا ترى منه أبدًا تهورًا أو اندفاعًا. حاشا! لقد لاحظ التلاميذ غيرة الرب، فعندما رأى الشر لم يسكت، لكننا يمكننا أيضًا أن نلاحظ حكمته واتزانه. ولاحظ كيف تعامل «سيَّدي» مع المشكلة: لقد صنع سوطًا من حبالٍ، لكنه لم يضرب به أحدًا، بل طرد به الجميع – بدون استثناء – من الهيكل. وبالنسبة للغنم والبقر، طردها، ولا خطورة من ذلك. ودراهم الصيارف كبَّها. وهذه يمكن جمعها بسهولة. أما بالنسبة للحمام، فإنه قال للباعة: « ﭐرْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا!» ولو فعل أكثر من ذلك لكان ممكن للحمام أن ينزعج ويطير بعيدًا ويستحيل جمعه ثانية ويضيع على أصحابه. يا للروعة!! ويا للجمال!! ويا للكمال!! هذا هو الرب يسوع الوديع الحكيم حينما يغضب! ما أروعك يا سَيِّدي! ما أروعك في وداعتك وتواضعك! وما أروعك في غضبك وغيرتك! وما أروعك في حكمتك واتزانك! أيها الأحباء... إن الطمع الذي أفسد هيكل الله في أورشليم، قد دخل أيضًا إلى هيكل الله الروحي في المسيحية، بنتائجه المدم!ِرة. وها المُعَلِّمُونَ الكَذَبَةٌ – وما أكثرهم في هذه الأيام « يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلاَكٍ... وهم في الطمع يَتَّجِرُونَ بكم بأقوالٍ مُصنَّعةٍ» (2بط 2 :1-3)، وهم «يَظُنُّونَ أَنَّ التَّقْوَى تِجَارَةٌ» (1تي 6 :5)، ولذلك أتى الوقت لابتداء القضاء من بيت الله (1بط 4 :17). وإني إذا كنت أرى أو أسمع كلمات التجديف المهينة لشخص ربنا يسوع المسيح ولمجده، ومحاولات إفساد هيكله الروحي، ومحاولات التشكيك في صحة الوحي الكامل واللفظي للكتاب المقدس، إن كنت أرى أو أسمع هذه الأمور وأبقى جامدًا ولا تحتد روحي فيَّ، فإني لا أكون في الحالة التي يجب أن تميِّز المسيحي الذي يُحبّ الرب يسوع المسيح، ويعتز بمجده وكرامته. إن عدم الغضب في هذه الحالة هو عدم تقدير لمجد وكرامة سَيَّدنا المعبود المبارك. نعم، إنه يليق بنا أن نغضب، وكلما تمكنت فينا محبة المسيح وصفات النبل والكرامة المسيحية الحقيقية، كثرت حالات غضبنا، وخاصة في هذه الأيام الأخيرة الصعبة. إنما ليكن هذا الغضب على مثال غضب المسيح. فاغضب ما شئت يا عزيزي المؤمن، بشرط أن تكون مثله في غضبك. |
||||
06 - 04 - 2017, 04:15 PM | رقم المشاركة : ( 770 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: فضفضه شبابيه (متجدده)
علاج الغضب:
هناك وسائل كثيرة لتفادي الغضب، ولمقاومته، ولعلاجه بالكلية. ونذكر من بين هذه الوسائل: * تواضع القلب: قال القديس دوروثيؤس عبارة جميلة هي: "الإنسان المتواضع لا يُغضِب أحدًا، ولا يغضب من أحد". ذلك لأنه باستمرار يأتي بالملامة على نفسه في كل شيء، ولا يحسب أن أحدًا قد أساء إليه، بل أنه يرى كل ما يحدث له هو سبب خطاياه.. وإن كان ألا يسمح لنفسه بأن يلوم أحدًا، ولا في فكره، فبالتالي لا يغب على أحد.. المتواضع يطلب بركة كل أحد، وصلاة كل أحد.. لذلك هو لا يُغضب أحدًا، بل بالحري يطلب صلواته. * لوم النفس: الإنسان الذي يلوم نفسه في كل ما يحدث له، لا يلوم غيره. وهكذا لا يجد سببًا للغضب. فأنت تغضب لأنك تأتي باللوم على غيرك وتراه مستحقًا لغضبك. أما إذا وصلت إلى فضيلة لوم النفس، فإن الغضب يبعد عنك تلقائيًا، أقصد غضبك على الآخرين. لأنك إن كانت بارًا في عيني نفسك، يظهر لك جميع مَنْ اصطدموا بك مخطئين. ولكن، إذا لم أخطئ حقًا، فكيف أفعل ذلك؟! فكر جيدًا ربما تجد السبب داخلك، إما بكلمة أو بفعل أو بنظرة.. أو قد تكون قد أسأت إلى ذلك الشخص مسبقًا، بطريقة أو بأخرى.. أو حتى ربما تكون قد أسأت إلى إنسان آخر، وعليك أن تحتمل من أجل ذلك.. أو ربما يكون السبب من أجل خطية أخرى ارتكبتها.. * اعتبار المسيء كطبيب: يرى الآباء أن المتكلم عنا بالسوء، ربما رأى فينا عيوبًا لا نراها نحن، فتحدث عنها، كاشفًا لنا أخطاءنا لنتفاداها. فالأولى بنا أن نشكره، بدلًا من الغضب عليه. إنه بمثابة مرآة روحية، أو هو بمثابة طبيب. كما أنه يعالجنا من البر الذاتي.. * الرد بالآيات: احفظ الآيات الخاصة بذم الغضب، ورددها، ولتكن موضع تأملاتك، وتذكرها كلما حوربت بالغضب. وسنذكر لك هنا أمثلة من هذه الآيات: غضب الإنسان لا يصنع بر الله (يعقوب 20:1). الغضب يستقر في حضن الجهال (جامعة 9:7). ملعون غضبهما فإنه شديد، وسخطهما فإنه قاس (تكوين 46:49). لا تستصحب غضوبًا، ومع رجل ساخط لا تجيء (أمثال 24:22). الرجل الغضوب يهيج الخصام، السخوط كثير المعاصي (الأمثال 22:29). الحكماء يصرفون الغضب (سفر الأمثال 8:29). لينزع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح (أفسس 31:4). الغضب قساوة.. (أمثال 4:27). لا تتغاضبوا في الطريق (التكوين 24:45). الحجر ثقيل، والرمل ثقيل، وغضب الجاهل أثقل منهما كليهما (الأمثال 3:27). كذلك احفظ بعض الآيات الخاصة بالوداعة والهدوء ورددها. * الإبطاء في الغضب: الغضب هو حركة سريعة، تثار فتندفع. والإبطاء يمنعها. الإبطاء في الغضب يعطي فرصة للتحقق، ولتهدئة النفس من الداخل، والتحكم في الأعصاب وفي اللسان. ولذلك يقول معلمنا يعقوب الرسول: "ليكن كل إنسان مسرعًا في الاستماع، مبطئًا في التكلم، مبطئا في الغضب. لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (رسالة يعقوب 20،19:1). ولهذا أيضًا يقول سليمان الحكيم في سفر الأمثال: "تعقل الإنسان يبطئ غضبه" (أمثال 11:19). فالإنسان العاقل لا يسلم نفسه بسرعة إلى انفعال الغضب، إنما يتناول الأمر بكل هدوء ورزانة وبموضوعية، ويدرسه، ويفكر في نتائجه، وفي أسلم الحلول لمعالجته. كما يتحقق هل الكلام الذي سمعه وأثاره هو حق أو باطل. وهكذا يكون بطيئًا في غضبه. وقد قال الحكيم: "لا تسرع بروحك إلى الغضب، لأن الغضب يستقر في حضن الجهال" (جامعة 7:9). وبهذا رأى أن الإسراع في الغضب، يؤدي إلى جهالة. وهذا واقع عملي؛ فكثيرا ما نرى أشخاصًا يغضبون بسرعة، ثم يرجعون فيندمون على كل ما فعلوه، ويرونه اندفاعًا غير حكيم، ينقصه التروي والفحص. إن لم تعرف كيف تتصرف: اسكت. فالسكوت في حالة الغضب فضيلة. لأن تبادل الكلمات الشديدة، يشعل الغضب بالأكثر بين الطرفين. والكلمة الانفعالية التي هي نتيجة لإساءة سابقة، تصبح مبررًا لإهانة لاحقة. وتزيد الجو توترًا. على أن هناك وسيلة تصلح أحيانًا أكثر من السكوت، وهي الجواب اللين. *الجواب اللين: يقول الوحي الإلهي في سفر الأمثال: "الجواب اللين يصرف الغضب، والكلام الموجع يهيج السخط" (أمثال 1:15). إذا احتدم الغضب، فإنه لا يُعالَج بالكلمات الموجعة، لأنه كما قال القديسون: "النار لا تطفئ نارًا، لكن يطفئها الماء". ولذلك فإن الكلمة اللطيفة قد تكون أقدر على إطفاء نار الغضب. ربما يكون الكلام اللين، في كلمة فكاهة أحيانًا. تُظهِر أنه لا غضب ولا بغضة في قلبك، وتبسط جوًا من المرح يزول فيه الغضب. وينطبق عليها قول الكتاب: "وللضحك وقت" (الجامعة 4:3). ولكن ليكن ذلك بروح مودة، لئلا ضحكك يثير الطرف الآخر أو يشعر أنك تتهكم عليه.. *الحكمة: ربما لا يصلح أسلوب واحد للتهدئة مع جميع أنواع الغضوبين، ومع مختلف الحالات والأسباب: فمع إنسان قد يصلح السكوت، إن كانت كل كلمة يمكن أن تثيره بالأكثر. ومع آخر ربما يثيره صمتك، ويحتاج إلى كلمة تهدئه. والأمر يحتاج إلى حكمة: متى تتكلم؟ ومتى تصمت؟ وهنا نجد الحكيم يضع أمامنا تصرفين مختلفين تمامًا للتعامل مع نوعيات مختلفة من الناس فيقول: "لا تجاوب الجاهل حسب حماقته، لئلا تعدله أنت" (أمثال 4:26)، ثم يعود فيقول: "جاوب الجاهل حسب حماقته، لئلا يكون حكيمًا في عيني نفسه" (الأمثال 5:26). إذن، حسب ظروف الحالة تتكلم أو تصمت، وكذلك حسب ما تتوقعه من نتائج . المسألة تتوقف على الحكمة والإفراز وتقدير الظروف. انظر إلى الشخص الذي أمامك: ما الذي يريحه ويهدئه. إن وجدت أن الاعتذار إليه يهدئ غضبه ويريحه، فلا مانع، اعتذر إليه. وإن رأيت أنه سيتخذ الاعتذار إثباتًا لإساءتك إليه، فتزيد ثورته من أجل كرامته، تكون الحكمة إذن في تبرير الموقف، وتوضيح تقديرك لكرامته. *تذكر نتائج الغضب السيئة: ولعل من أهم هذه النتائج: هزيمة الإنسان من الداخل، وعثرته للناس في الخارج، وخسارته للآخرين، بل خسارته لصحته أيضا ولروحياته وأبديته، مع تعقد الأمور بالأزيد نتيجة لهذا الغضب. *عدم التدرج إلى أسوأ: في كل مرحلة تصل إليها في غضبك، احترس من أن تتمادى وتصل إلى ما هو أسوأ. فإن دخل الغضب إلى فكرك، احترس من أيصل إلى قلبك، ويربك مشاعرك تجاه الآخرين. وإن وصل إلى قلبك احترس من أن يصل إلى ملامحك، فيكفهر وجهك وتظهر بأسلوب غير مشرف. وإن ساد الغضب على ملامحك، احترس من أن يسود على لسانك، فتتلفظ بألفاظ قاسية. وإن أدرك الغضب لسانك، اجعله يقف عند حد في أخطاء اللسان فهي متعددة. وإن سقطت في أخطاء اللسان، احترس من أن يصل غضبك إلى يدك، فتقع في الإيذاء والاعتداء. وإن وصلت إلى ذلك، احترس من القسوة بكل أنواعها.. ضع للغضب حدودًا في كل مرحلة، ولا تجعله يصل إلى مستوى الحقد والكراهية. *نقاوة القلب وليس الانطواء: البعض يظن أن علاج الغضب يكون بالوحدة والهروب من المجتمع، وفي الواقع أن هذا نوع من الانطواء وليس الوحدة. الوحدة يلجأ إليها إنسان ناجح في حياته الاجتماعية، يحب الناس ويحبونه. ولكنه يحب الوحدة بالأكثر لأنها تعطيه فرصة للتأمل والانشغال بالله والصلاة والقراءة. وليس لأنه عاجز عن التكيف مع المجتمع المحيط به، وليس كراهية للناس وتعقد القلب من جهتهم.. فالشخص الغضوب إن ذهب إلى الوحدة، يرافقه غضبه فيها! إذن يجب على الإنسان أن يهدئ قلبه من الداخل، وينقي قلبه من الغضب والغيظ. ولا ينفعه أن ينطوي على ذاته، وقلبه ساخط نافر مملوء بمشاعر خاطئة. *المحبة والإحسان والهدايا: إن أحببنا الناس، أمكننا أن نحتملهم، لأن المحبة "تحتمل كل شيء" (رسالة كورنثوس الأولى 6:13). فإن كان فعل المحبة هو طول الروح، فهي غريبة عن الغضب. لأن الغضب يقيم البغضة والرجز، والمحبة تبطل الثلاثة. يقول سفر الأمثال: "الهدية في الخفاء تفثأ الغضب" (أمثال 14:21). ولكن موضوع الهدايا هذا يحتاج إلى حكمة. لأنها في حالة قبولها يمكن أن تدل على محبة وتعالج الغضب. أما إن كان قلب إنسان مملوءًا بالسخط، فهناك احتمال أنه قد يرفض مثل هذه الهدية، فيسوء الوضع ويزداد الغضب. فيجب أن يكون مقدم الهدية حكيمًا، ويدرس الموضوع بروية. أما مقابلة الإساءة بالإحسان، فإنها مبدأ روحي. كما يقول الكتاب: "لا يغلبنك الشر، بل اغلب الشر بالخير"، ويقول أيضًا: "إن جاع عدوك فأطعِمهُ، وإن عطش فاسقه" (رومية 21،20:12). ويقول السيد في العظة على الجبل: "أحسنوا إلى مبغضيكم" (إنجيل متى 44:5). إن مثل هذا الإحسان يستطيع أن ينزع البغضة من القلب، وبالأولى الغضب. وفي حالة غضبك من إنسان، ضع في قلبك قول الكتاب: "رابح النفوس حكيم" (سفر أمثال 30:11). وقل لنفسك: لماذا أخسر الناس؟! وهل هذه حكمة أن أخسرهم؟! *التفاهم والعتاب: وهذه القاعدة وضعها السيد المسيح نفسه، وتعامل بها مع الكتبة والفريسيين الذين كانوا يقابلون تصرفاته بالغضب. فكان السيد يستخدم معهم طريقة الإقناع، ومناقشة الفكر. ومن أجمل ما كُتِب عن هذا ما قاله الحكيم يشوع ابن سيراخ: "عَاتِبْ صَدِيقَكَ فَلَعَلَّهُ لَمْ يَفْعَلْ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ فَلاَ يَعُودُ يَفْعَلُ. عَاتِبْ صَدِيقَكَ فَلَعَلَّهُ لَمْ يَقُلْ، وَإِنْ كَانَ قَدْ قَالَ فَلاَ يُكَرِّرُ الْقَوْلَ. عَاتِبْ صَدِيقَكَ فَإِنَّ النَّمِيمَةَ كَثِيرَةٌ. وَلاَ تُصَدِّقْ كُلَّ كَلاَمٍ، فَرُبَّ زَالٍّ لَيْسَتْ زَلَّتُهُ مِنْ قَلْبِهِ" (سفر يشوع بن سيراخ 19: 13-16). *التصرف وليس الترسيب: أما التصريف، فمعناه أنه قد صرف الغضب تمامًا من أعماق قلبه، ولم يعد في داخله أي شيء ضد أخيه. ولا يتم هذا إلا عن طريق المغفرة الكاملة، التي تنسى الإساءة، بل ربما تلتمس العذر للمسيء.. أو عن طريق التواضع العميق.. وعن تصريف الغضب، قال الرسول: "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكانًا للغضب" (روميه 19:12)،أي افسحوا له مكانًا ينصرف منه.. ولا تكتموه.. "أما الحكماء فيصرفون الغضب" (الأمثال 8:29). أما الترسيب، فهو صفاء خارجي، مع وجود الغضب كامنًا في أعماق النفس، ثابتًا في الفكر! مثال ذلك زجاجة دواء مكتوب عليها: "رج الزجاجة قبل الاستعمال"!! يكون فيها الدواء صافيًا ورائقًا من فوق، مع وجود مواد مترسبة في القاع. بحيث إذا رججت الزجاجة، يتعكر السائل الرائق كله، إذ يختلط بما رسب في القاع.. فيحدث لأحد تكررت الإساءة ضده، أن يغضب ليس بسبب هذه الإساءة الجديدة، إنما بسبب القديمة أيضًا! الترسيب كثيرًا ما يؤثر على المحبة، وعلى نقاوة القلب. وقد يبعد سلبيات الغضب، بينما لا توجد له إيجابيات المحبة. وهو يجعل الآخرين لا يثقون فيك بعد ذلك.. *معالجة الغضب بست فضائل: 1- فضيلة المغفرة: وفي ذلك يقول القديس أوغسطينوس: "فلا يستبقِ أحد ضد نفسه شيئًا، برفضه أن يغفر، لئلا يتبقى ذلك ضده عندما يصلي". 2- فضيلة الزهد: لأن الزاهد في العالم لا يجد سببًا يجعله يغضب. إنه قد ارتفع فوق مستوى الكرامة والحقوق، وارتفع فوق كل ما يتنازع حوله الناس في العالم. 3- فضيلة الرقة واللطف: "كونوا جميعًا متحدي الرأي بحس واحد، ذوي محبة أخوية، مشفقين لطفاء" (رسالة بطرس الأولى 8:3). 4- الصلح والسلام: على أن نسرع بالمصالحة، لأننا كلما تباطأنا فيها، تزداد الأمور تعقيدًا، ويتطور الأمر داخل القلب إلى أسوأ. 5- بالصلاة والترتيل: قال مار أوغريس: "إذا تحرك الغضب يمكن أن يهدأ بالمزامير والكرم والرحمة.. الغضب إذا هاج يخمده الترتيل وطول الأناة والرحمة". 6- طول البال وسعة القلب: بعض الناس صدرهم ضيق، يغضبون بسرعة، ولأتفه الأسباب. أما أنت فكن واسع الصدر وطويل البال. *تذكر مثال الله: إننا عندما نغضب حينما يسيء الناس إلينا، لا تكون راسخة فينا الأمثولة التي تركها الله أمامنا: إذ يسيء الناس إليه بكل أنواع الإساءات، ويكسرون كل وصاياه، ويغضبون عليه أحيانًا ويجدفون، ومع ذلك فهو يغفر، ولا يرد عليهم بنتيجة أخطائهم.. فإن حوربنا بالغضب على أحد، فلنتذكر كم مرة أخطأنا إلى الله، ولم يغضب علينا..! ولنتعلم من الله: الصبر، والاحتمال، والمغفرة، وعدم الغضب، وعدم المعاملة بالمثل، وعدم المجازاة عن كل خطأ.. *هدوء الصوت والملامح: يمكن للإنسان أن يدرب نفسه على أمرين، هما: درجة علو الصوت، وحدة الصوت. حتى لا يتحول غضبه إلى صياح وعراك. بعلو الصوت تريد أن تغلب بأعصابك، لا بإقناعك! أما الإنسان القوي في رأيه، الواثق بأدلته وبراهينه وإقناعه، فإنه لا يحتاج مطلقًا إلى علو الصوت. ولا يشعر في داخله بضعف أو نقص يحاول تعويضه بالصوت العالي. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تلميذ السيد المسيح قوته متجدده بالرب |
مجرد فضفضه في زمن الكورونا |
فضفضه مع ابويا السماوى |
نصايح شبابيه كل يوم (متجدده) |
فضفضه شبابيه |