25 - 03 - 2015, 06:24 PM | رقم المشاركة : ( 7641 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيد بشارة سيدتنا مريم العذراء 25-3
تعيد الكنيسة اليوم لبشارة الفاثقة القداسة سيّدتنا والدة الإله مريم الدائمة البتولية. وهو المعروف بعيد بشارة العذراء أو عيد البشارة. عنوان هذا العيد يشرح معناه: فهو عيد موضوع بشارتها: الكلمة المتجسّد سيّدنا يسوع المسيح. وهوعيد مريم الممتلئة نعمة. التي قبلت بشارة السماء، وقالت "نعم فليكن لي حسب قولك". ولذا فإن الكنيسة تعتبر هذا العيد السيّد والسيّدة. وهذا ما يقوله رومانوس المرنّم الملهم في مطلع بيوت المدائح المشهورة: "إن الملاك المتقدم أُرسل من السماء ليقرأ السلام على والد ة الإله. فلما شاهدك يا رب متجسدًا مع صوته المجرد عن الجسد هتف إليها صارخًا. . .". ومع صوته يبدأ الخلاص: "اليوم بدء خلاصنا وظهور السر الذي منذ الأزل. لأن ابن الله يصير ابن البتول وجبرائيل بالنعمة يبشر". ولهذا السبب تنشد الكنيسة في أسابيع الصوم المبارك، قانون المدائح، استعدادًا لعيد التجسد في يوم البشارة. إن هذا القانون هو نشيد كوني مسيحاني (أو مسيحي) وهو نشيد مريمي في آن . إنه خير تعبير عن سرّ يسوع وسرّ مريم. من الكلمة المتجسد أتت نعمةُ مريم. فأصبحت "الممتلئة نعمة" عيد البشارة هو عيد لقاء الله مع الإنسان. هو عيد التجسد. هو عيد مريم أم الكلمة المتجسد. إنه عيد الحقيقة التي هي في قلب بشارة السيّد المسيح المتجسد في إنجيله: عيد التأله! وهذا ما نقرأه مرارًا وتكرارًا في خدمة عيد البشارة وعيد الميلاد، لا بل في كل صلاة من صلواتنا بدون استثناء: "لقد أصبح الله إنسانًا لكي تصبح أنت الإنسان إلهًا". "آدم اشتهى أن يصير إلهًا فخاب قصده ولم يصر. فصار الإله إنسانًا لكي يصير آدم إلهًا" ) الألقاب الكثيرة التي تطلقها الكنيسة على سيدتنا مريم العذراء في هذا العيد وفي كل الأعياد المريميّة، تستقيها من رموز وإشارات العهد القديم في تاريخ الخلاص، في الكتاب المقدس. وكلها إنما هي تعبير عن سرّ التجسد أو التأله، الذي يمتاز به الشرق المسيحي. وهكذا فإن بشارة الملاك لمريم : الرب معك، عمانوئيل معك، أعني يسوع معك، تصبح بشارة عمانوئيل معنا جميعًا! إنه نعمة مريم ويصبح نعمتنا. وخلاص مريم يصبح خلاصنا |
||||
25 - 03 - 2015, 06:38 PM | رقم المشاركة : ( 7642 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عمى القلوب
من الانجيل بحسب ما سجله معلمنا مار يوحنا الحبيب الانجيلي : الاصحاح الخامس نص:"[ 7. أَجَابَهُ الْمَرِيضُ: «يَا سَيِّدُ لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ ]:م ESV [ 7. The sick man answered him, "Sir, I have no one] البشيطا [7. ܥܢܐ ܗܘ ܟܪܝܗܐ ܘܐܡܪ ܐܝܢ ܡܪܝ ܠܝܬ ܠܝ ܕܝܢ ܐܢܫ ܕܡܐ ܕܐܬܬܙܝܥܘ ܡܝܐ ܢܪܡܝܢܝ ܒܡܥܡܘܕܝܬܐ ܐܠܐ ܥܕ ܐܢܐ ܐܬܐ ܐܢܐ ܐܚܪܝܢ ܡܢ ܩܕܡܝ ܢܚܬ ܀ ] NIV [ . Sir, the invalid replied, "I have no one to help me ] ASV [7. The sick man answered him, Sir, I have no man] ****************** إلى كل نفس يائسة محطمة من تصاريف هذه الحياة . إلى من فقدوا الاحباء الغاليين وأعوزهم السند والمعين . الى كل من اختبروا تخلى الاصدقاء و جحود الابناء وحماقات شركاء الحياة وجحودهم . إلى من تعتل هماً بشأن مستقبلها مع تأخر تمام زواجها. إلى من يحملون لوماً على رجال الكنيسة من قمامصة واساقفة ..فى شبهة الاهمال والتقصير وربما والابتعاد. كثيراً جداً جداً ما نئن ونلوم ليس لى أو لنا إنسان يسدى لى أو لنا الخدمة الفلانية او يجود على بالعاطفة العلانية بيد أن فى اغلب التقديرات يكون الرب يسوع المسيح نفسه موجودا سامعا مفتقداً ..على بعد بوصات قليلة من مكانك ... هل لا زلتى يا نفسي تبحثين عن إنسان وتأملين فى إنسان وتنتظرين إنسان .. لهذا خاب امللك وطال انتظارك . ولإن عيناكى يا نفسي مشغولتان بالبحث عن إنسان[..] عميت عن إدراك درجة قرب الراعى الامين الساهر والصديق الألصق من اخ .. هل ممكن تنتظرى الرب الذى لا يخزى منتظروه[1] - بل منتظروه يجددون قوة [2] هل ممكن ترتجى الرب[*] اطلبى الرب [3]مادام يوجد .:.ادعوه فهو قريب [4] قريب جدا [5]- ربما ستصعقك المفاجأءة من درجة قربه سيقول لكى كما قال للسامرية وللمفلوج وللمولود أعمى [6] [الذى يكلمك هو هو ] [أنا هو ] انا هو الرب الذى لا يخزى منتظروه رجاء من خاب رجاه. ومعين من ليس له معين . ياريت يا احبائى نكف عن الارتجاء بالروؤساء وببنى البشر[7] وننتظر الرب انه قريب : : :::::::: 1] أش23:49ـ ــــ 2] أش31:40 ـــــــ 3] 1أخ11:16و مز4:105 و مز8:27 4] أش6 :55 عا 6:5 [*]مز 62 ايات1و5 ــــ و مز 1:40 | و مز7:39 | و مز37 أيات7و34. [5] قريب : مز18:34| مز9:85 | مز151:119 ـ| مز18:145 | أش55:6 أش1:56 عو15:1 [6] نتأمل الاعلان المفاجئ المـُفرح فى يو26:4 و يو15:5 و يو 37:9 [7] مز9:118 : : |
||||
25 - 03 - 2015, 06:45 PM | رقم المشاركة : ( 7643 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(بين الوفاق والفراق) رسالة الى خدام الرب الذين يختلفون مع شعبهم والى شعب الرب الذين يختلفون مع شعبهم (موقف رجال الله الامناء من شعب الرب وموقف شعب الرب من رجال الله الامناء) رجل الله فى عائلته..... فى وسط الجماعة المؤتمن عليها لا يطلب ما لنفسه لايمجد نفسه بل يعطى يبذل بكل سروره وهذا دوره الذى أقامه الرب لاجله وليس تفضلا منه!! ..... رَجُلُ اللهِ فِي عَائِلَتِهِ..... فِي وَسَطِ الجَمَاعَةِ المُؤْتَمِنِ عَلَيْهَا. لَا يَطْلُبُ مَا لَ نْفُسِهُ. لايمجد نَفْسُهُ. بَلْ يُعْطَى يُبْذَلُ. بِكُلِّ سُرُورِهِ. وَهَذَا دَوْرُهُ الذى أَقَامَهُ الرَّبُّ لِأَجَلِهِ وَلَيْسَ تَفَضُّلًا مِنْهُ!! ○○●●●●●●□□○○●○●●●●●●●●○•○○••• هُوَذَا الْمَرَّةُ الثَّالِثَةُ أَنَا مُسْتَعِدٌّ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ وَلاَ أُثَقِّلَ عَلَيْكُمْ. لأَنِّي لَسْتُ أَطْلُبُ مَا هُوَ لَكُمْ بَلْ إِيَّاكُمْ. لأَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنَّ الأَوْلاَدَ يَذْخَرُونَ لِلْوَالِدِينَ، بَلِ الْوَالِدُونَ لِلأَوْلاَدِ. (2كو 12 : 14) ♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡ وَأَمَّا أَنَا فَبِكُلِّ سُرُورٍ أُنْفِقُ وَأُنْفَقُ لأَجْلِ أَنْفُسِكُمْ، وَإِنْ كُنْتُ كُلَّمَا أُحِبُّكُمْ أَكْثَرَ أُحَبُّ أَقَلَّ! (2كو 12 : 15) ♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧ وَلاَ طَلَبْنَا مَجْدًا مِنَ النَّاسِ، لاَ مِنْكُمْ وَلاَ مِنْ غَيْرِكُمْ مَعَ أَنَّنَا قَادِرُونَ أَنْ نَكُونَ فِي وَقَارٍ كَرُسُلِ الْمَسِيحِ. (1تس 2 : 6) ....................................... موقف شعب الرب من خدام الرب الامناء:- أَمَّا الشُّيُوخُ الْمُدَبِّرُونَ حَسَنًا فَلْيُحْسَبُوا أَهْلاً لِكَرَامَةٍ مُضَاعَفَةٍ، وَلاَ سِيَّمَا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ فِي الْكَلِمَةِ وَالتَّعْلِيمِ، (1تيمو 5 : 17) وَتَجْرِبَتِي الَّتِي فِي جَسَدِي لَمْ تَزْدَرُوا بِهَا وَلاَ كَرِهْتُمُوهَا، بَلْ كَمَلاَكٍ مِنَ اللهِ قَبِلْتُمُونِي، كَالْمَسِيحِ يَسُوعَ. (غل 4 : 14) كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ، وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ، لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضًا. (رو 16 : 2) ............. بالاجمال لاينظر ولا يطلب كل منا ماهو لنفسه بل باتضاع لا يتمسك اى منا بما هو له بل امام عرش النعمة بعتاب المحبة دون كبرياء ودون جفاء ودون وشاية ونميمة نرجع كلنا للرب وان افترقنا لنفترق بكل محبو وحتى بعد الافتراق لنطبق مافعله ابراهيم مع لوط أَلَيْسَتْ كُلُّ الأَرْضِ أَمَامَكَ؟ اعْتَزِلْ عَنِّي. إِنْ ذَهَبْتَ شِمَالاً فَأَنَا يَمِينًا، وَإِنْ يَمِينًا فَأَنَا شِمَالاً". (تك 13 : 9) فَلَمَّا سَمِعَ أَبْرَامُ، أَنَّ أَخَاهُ سُبِيَ جَرَّ غِلْمَانَهُ الْمُتَمَرِّنِينَ، وِلْدَانَ بَيْتِهِ، ثَلاَثَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ، وَتَبِعَهُمْ إِلَى دَانَ. (تك 14 : 14) وَاسْتَرْجَعَ كُلَّ الأَمْلاَكِ، وَاسْتَرْجَعَ لُوطاً أَخَاهُ أَيْضًا وَأَمْلاَكَهُ، وَالنِّسَاءَ أَيْضًا وَالشَّعْبَ. (تك 14 : 16) ما اعظم ياابراهيم يارجل الله بالرغم من اعتزالك عن لوط لم نسمع منك كلمة شماتة او مذمة عندما اسره العدو لم نسمع كلمة واحدة تثبت حقه وباطل لوط بل عرض نفسه لمخاطر حقيقة قد تؤدى الى موته أو اسره فى الحرب ليتسترجع لوط * هل لنا قلب الاسترجاع ام قلب الشماته بحجة انه ترك طائفتنا.. كنيستنا يستاهل اللى جرى له ماهو جسدى اذا يارب اخلق فى كيانى( قلب الاسترجاع لا قلب الشماتة) .. وليكن لنا قلب بولس فِي احْتِجَاجِي الأَوَّلِ لَمْ يَحْضُرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ الْجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ. (2تيمو 4 : 16) ما اعظمك يارجل الله بالرغم انهم تركوك فى ازمتك الا ان قلبك المحب لم يغضب لم يطلب النقمة منهم لا يحسب عليهم |
||||
25 - 03 - 2015, 06:47 PM | رقم المشاركة : ( 7644 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
استفيدوا من اخطائكم ..
كل إنسان معرض للخطأ، ولكن الإنسان الحكيم يستفيد من أخطائه: يستفيد خبرة روحية، ومعرفة، وحرصاً حتى لا تخطئ فى المستقبل. وفى هذا قال أحد الآباء "لا أذكر أن الشياطين أطغونى فى خطية واحدة مرتين".. والإنسان الروحى يقتنى من أخطائه تواضعاً.. فيعرف ويتأكد أنه إنسان ضعيف، معرض للخطأ مثل باقى الناس، ومعرض للسقوط. فلا يتكبر ولا يتعجرف ولا يظن فى نفسه أنه شئ. وكما قال بولس الرسول "إذن من يظن أنه قائم، فلينظر لئلا يسقط" (1كو 10: 12). الجاهل إذا أخطأ، قد يضعف ويستمر فى خطئه، ويتعود السقوط، وقد ييأس ويتملكه الحزن وينهار. أما الحكيم، فإنه بخطيئته يتفهم حيل الشياطين وحروبهم، ومداخلهم إلى النفس البشرية، فيحتاط، ويكون أكثر تدقيق. وقد يساعده هذا على إرشاد غيره، إذ يكون أكثر دراية بالطريق.. والإنسان الروحى يستفيد من أخطائه إشفاقاً على الآخرين، كما قال الرسول "أذكروا المقيدين، كأنكم مقيدون معهم. واذكروا المذلين كأنكم أنتم أيضاً فى الجسد" (عب 13: 3) ولهذا فإن الروحى إذا سقط، يكون أكثر عطفاً على غيره، لا أكثر إدانه وتوبيخاً لأنه يعرف بنفسه مدى قوة الشياطين، وضعف النفس البشرية. والإنسان الروحى يستفيد من أخطائه تدرباً على الصلاة، من أجل نفسه ومن أجل غيره، لأنه يوقن تماماً أن نصره الإنسان لا تعتمد على قوته ومهارته، إنما على معونة الله الذى يقودنا فى موكب نصرته، لذلك هو دائما يلتصق بالصلاة، ويقول للرب "إسندنى فأخلص".. حارب عنى.. إن الإنسان الباحث عن المنفعة، كما ينتفع من أخطائه، ينتفع أيضاً من أخطاء غيره.. ولهذا سمح الله فى كتابه المقدس أن يذكر لنا أخطاء البعض، حتى الأنبياء والصديقين، لكى ننتفع من أخطائهم.. إن الله الذى "يخرج من الجافى حلاوة "، هو أيضاً قادر أن يعطينا من كل خطية درساً نافع الخلاص أنفسنا.. وهكذا نستفيد من كل أحد نقابله فى حياتنا: من بر الأبرار نستفيد قدوة، ومن خطيتنا وخطايا غيرنا نستفيد خبرة وحرصاً. (البابا شنوده الثالث) |
||||
25 - 03 - 2015, 06:48 PM | رقم المشاركة : ( 7645 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك - فلنُسرع إلىه ونرتمي عليه
ناموس روح الحياة في المسيح يسوع هو شريعة العتق والحرية والفرح الأبدي، فلا يوجد الآن شريعة لتدين الخاطي بلا رحمة، بل هي شريعة رحمة تزيل العقوبة، وسكيب نعمة مُخلِّصة... فالأبواب لم تُغلق بعد، والعريس يسمع للعروس وينتظر أن تركض إليه: [ في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك، هوذا الآن وقت مقبول، هوذا الآن يوم خلاص ] (2كورنثوس 6: 2) * هل تعثرت؟ قُم. والذي يحس بشدة فقره، ويأتي إلى الرب ويسأله أن يغنيه بنعمته بالصلاة باستمرار، فانه حالاً يحصل على الفداء والكنوز السماوية الفائقة والمُبهجة للنفس المتعبة في هذا العالم القفر: "أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين إليه نهاراً و ليلاً وهو متمهل عليهم، أقول لكم أنه ينصفهم سريعاً" (لوقا 18: 7)+ لأن الأبوة تعني عطاء فائض دائم مستمر بلا حدود |
||||
25 - 03 - 2015, 06:50 PM | رقم المشاركة : ( 7646 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هية الصلاة
إنما الصلاة هي حركة شوق داخلية في الإنسان للتلاقي مع وجه الابدية، لقاء مع شخص الله، فيه التعبير عن الحب والشكر وكل ما نشعر به كأنما نتحدث إلي أقرب قريب الله محبوب النفس [لأَنَّهُ أَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لهُ آلِهَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْهُ كَالرَّبِّ إِلهِنَا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِنَا إِليْهِ؟.. تث 4: 7]، [لاَ تَقُلْ فِي قَلْبِكَ مَنْ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ؟» أَيْ لِيُحْدِرَ الْمَسِيحَ،7أَوْ «مَنْ يَهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ؟» أَيْ لِيُصْعِدَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ... رو 10: 6-7]، فالله قريب منا بل في داخلنا يسكن القدوس ذاته [أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟.. لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ.. 1كو 3: 16، 17]. ويعلق علي ذلك القديس يوحنا ذهبي الفم قائلاً: [البشر هم هياكل المسيح. فكما تُصنع بيوت الملوك بالذهب والأحجار الكريمة والمرمر، هكذا الصلاة تصنع هياكل المسيح. يقول الرسول بولس " ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم". وأى مدح تُمدح به الصلاة أعظم من أنها تصنع هياكل لله؟ هذا الذى لا تسعه السموات يأتى ويسكن فى النفس بالصلاة. " السموات كرسيّ والأرض موطئ قدميّ. أين البيت الذى تبنون لى، هكذا قال الرب وأين مكان راحتى؟ " (إش1:66)[1]]. وايضاً القديس جيروم يقول: [فكروا في النفس القديسة كيف أنها أقدس من أن تُوصف. إنها تضم المسيح الذي ليست السماء متسعة لتحويه!... يتحرك فيها! فبالتأكيد هي بيت متسع، فيه يسير. قيل: "أنتم هيكل الله، والروح القدس يسكن فيكم" (راجع 1 كو 3: 16). لنُعِد هيكلنا حتى يأتي المسيح، ويجد مسكنه فينا، وتصير نفوسنا صهيون، وتكون برجًا يُقام في الأعالي، فتكون دومًا إلى فوق وليس إلى أسفل[2]]. والقديس باسيليوس الكبير ايضاً يقول: [الصلاة أيضًا بعد القراءة تنعش النفس وتثيرها بهمَّةٍ نحو حب الله. الصلاة صالحة، إذ تطبع فكرة واضحة عن الله في النفس، وبتذكُّر سكنى الله يقيم الله فيها. بهذا نصير هيكل الله، بتذكُّرنا الدائم الذي لا تفسده الاهتمامات الأرضيَّة[3]]. لذلك فكثيراً ما أكد الاباء أن الصلاة الحقيقية هي إستجماع العقل والقلب والدخول بهما في عمق الذات، وهكذا قال ايضاً القديس انطونيوس إننا بمعرفتنا لأنفسنا نعرف الله و ما أخذنا منه[4]. فيقول: لأن من عرف نفسه عرف الله ومن عرف الله يستحق أن يعبده بالحق[5]. و الصلاة هي التأمل في الجمال، فعندما سأل القديس يوحنا الصليب إحدى المعترفات قائلاً: "مما تتكون صلاتك؟" فأجابته، قائلة: "التأمل في جمال الله، وفي التهليل والفرح لأن له مثل هذا الجمال"[6]. هذه هى طبيعة العبادة. أن نصلى وأن نعبد هو أن نحس بالجمال الروحانى للملكوت السماوى؛ وأن نعبّر عن ذلك الجمال بواسطة الكلمات كما بالشعر والموسيقى، ومن خلال الفن والأعمال الرمزية، ومن خلال كل حياتنا؛ وبهذه الطريقة فإننا ننشر الجمال الإلهى في العالم حولنا، وهكذا نحوّل الخليقة الساقطة ونجعلها تتجلّى[7]. ويصفها ماراسحق بأنها: تليق بالكمال, وهي استقامة الضمير, ووعظ الأنواع الحسنة, والحرية إلى الأمور المرتفعة, وهذيذ الروح وتذكار السمائيات والهمّ بالخفيات[8]. و يقول ايضاً: الصلاة هي عمل مرتفع متعال على جميع الفضائل، وفضيلة أشرف من كل الأعمال. وليس منها أو بها تقتنى الصلاة, بل إن الصلاة تتولد عند الإنسان من أمور أخرى, والذي لم يقتن واجباتها لا تصدِّق أن له صلاة . فالصلاة هي ذكر الله الدائم الذي يكون في قلوب خائفيه, أعني بذكر الله شخوص النظر الفاضل الذي يكون في قلب الإنسان. فهذا العمل هو الذي يكمل لنا الصلاة, إذا كان منا بإفراز[9]. ويقول القديس اغسطينوس: الصلاة هي بلوغ العقل المملوء حبًا إلى الله، إنها تشغل الذهن والقلب، الفكر والرغبة، المعرفة والحب. الحياة الكاملة للمسيحي الصالح هي رغبة مقدسة[10]. ويقول الاب ثيؤفان الناسك: الصلاة هي وسيلة الأخذ، و هي اليد التي نستلم بها كل البركات الموهوبة لنا بغني من حب الله و صلاحه كما من مصدر لا ينفذ[11]. فالصلاة ليست مجرد كلمات نرددها او خُطب رنانة، بل الصلاة هي تعبير إرداي عن شوق اللقاء مع الله والدخول في حالة الابدية والإتحاد به، وبهذا فليس المهم فيها حجم الكلمات وبلاغتها وعددها، بل المهم ان تكون بسيطه صادرة بنقاء من داخل القلب. فيقول القديس باسيليوس: [ الصلاة هى سؤال ما هو صالح، ويقدمها الأتقياء إلى الله. ولكننا لا نحصر هذه "الصلاة" فقط فى حدود ما نذكره بالكلمات.. فلا ينبغى أن نعبّر عن صلاتنا بواسطة مقاطع الكلام فقط، بل ينبغى أن يُعبّر عنها بالموقف الأخلاقى والروحى لنفسنا، وبالأعمال الفاضلة التى تمتد خلال حياتنا كلها.. هذه هى الطريقة التى تصلى بها بلا انقطاع ـ ليس بأن تقدم الصلاة بالكلام، بل بأن توحد نفسك بالله خلال كل مسيرتك فى الحياة، حتى تصير حياتك صلاة واحدة متواصلة وبلا توقف ][12]. و يقول ايضاً: لا يحتاج الله إلى خُطب رنَّانة، ولا إلى كلمات فصيحة، إذ يعرف ما هو مفيد لنا. وهكذا يمكننا أن نحدِّد الصلاة بأنها عمل يتم في ضمير الإنسان وفي داخله، وهي عمل يمتد إلى كل الأعمال التي تنسج حياة الإنسان[13]. يقول القديس اغسطينوس: لقد نهانا ربَّنا عن كثرة الكلام، حتى لا تقدَّم له كلمات كثيرة كما لو كنَّا نعلمه بكلامنا. لذلك لا تحتاجون في الصلاة إلى الكلام، بل إلى التقوى. "لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه" (مت ٦: ٨)، ولئلاَّ يشك أحد فيقول: إن كان الله يعلم ما نحتاج إليه فما الداعي إلى الصلاة سواء كانت بكلمات كثيرة أو قليلة؟! نعم إنه يعلم كل ما نحتاج إليه، ولكنَّه يريدكم أن تصلُّوا حتى يهبكم حسب اشتياقكم، فلا تستخفُّوا بعطاياه، ناظرين إلى أنه قد وضع فينا هذه الصلاة لتكون أساسًا ونموذجًا لاشتياقاتنا، فلا نطلب شيئًا غير ما ورد فيها. ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم: بداية نقول إن الصلاة هى حقيقة أساسية، بحيث إن كل من يصلى فهو يتحدث مع الله . فأنت تتحدث مع الله على الرغم من أنك إنسان فانٍ، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك . لكن أن يتقدم أحد إلى هذه الكرامة بالكلام فقط ، فهذا أمر غير مقبول لأن هذه الكرامة تسمو عظمة الملائكة . هذا الأمر يدركه الملائكة أنفسهم . يظهر الملائكة فى نصوص الأنبياء وهم يقدمون تسابيحهم وصلواتهم إلى السيد الرب بخوف ورعدة، مغطين وجوههم وأرجلهم بورعٍ ومخافة وهم يطيرون بغير أن يبقوا فى سكون . هكذا يعلموننا أن ننسى طبيعتنا الإنسانية الفانية وقت الصلاة، وننحصر فى الغيرة المقدسة ومخافة الله، غير مهتمين بالأمور الحاضرة[14]. والصلاة ايضاً أهم ما يميزها أنها ذبيحة كما اسماها الرسول بولس:[ فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ.. رو 12: 1]، ففي الصلاة اقدم ذاتي ذبيحة لله –ليس ذبيحة بأن اتلاشي انا و اكون بلا قيمة- بل الحمد والشكر والتسبيح والتمجيد الذي يُقدم بفهم و ذهن حاضر و إحساس كياني وتذوق لكل كلمة تخرج من الفم موجهة إلي الله هي بالنسبة إليه كذبيحة مقدمه له يستأنس بها الله ويتلذذ ويقبلها ويُنميها. فالذبائح الدموية لا ترضي الله ولا هي حسب مشيئته بل فقط وضعها الله من اجل ان يتذكره الشعب دائماً وأيضاً يتذكرون انهم في حاجة إلي الخلاص من الخطيه، وليعرفوا ان هذه الذبائح والافعال البشرية لا تنفع الإنسان شيئاً وإننا نحتاج إلي تدخل إلهي في حياتنا بل إلي اعماق النفس، وهذا ما أعلنه الوحي بطول الكتاب المقدس.. + "ذابح الحمد يمجدني" (مز 50: 23) +"أسبح اسم الله بتسبيح، وأعظمه بحمدٍ، فيُستطاب عند الرب أكثر من ثور بقر ذي قرون وأظلاف" (مز 69: 30-31) +"لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ. 15فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ لِلَّهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ."(عب 13: 14- 15) و الصلاة ايضاً هي سكيب للنفس أمام الله، في الصلاة آاتي وأُسكب نفسي في يدي الله، حالة من الاشتياق للدخول في شركة فيه، والإحساس بإنسداد كل الطرق وضعفها وطلبه وحده. أعتقد هذا ما كان يشعر به كاتب المُرنم حين قال:[ بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِّ أَصْرُخُ. بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِّ أَتَضَرَّعُ. 2أَسْكُبُ أَمَامَهُ شَكْوَايَ. بِضِيقِي قُدَّامَهُ أُخْبِرُ. 3عِنْدَ مَا أَعْيَتْ رُوحِي فِيَّ.. مز 142: 1- 3]، وما أختبرته ايضاً حنه ام صموئيل: [إِنِّي امْرَأَةٌ حَزِينَةُ الرُّوحِ وَلَمْ أَشْرَبْ خَمْراً وَلاَ مُسْكِراً, بَلْ أَسْكُبُ نَفْسِي أَمَامَ الرَّبِّ.. 1صم 1: 15]، فنأتي إلي الله مُحملين بأثقال كثيرة من خطايا وضيقات وتجارب يمر بها الاحباء وضعفات الجسد، وآاتي لاسكب ذاتي بكل ما أحمل امام الله علي مذبح الصلاة طالباً أخذ القوة التي غلبت العالم والتي ترفعني بدورها فوق ضيق العالم، لا ان لا ادخل في الضيق بل ان املك القوة الإلهيه علي تحمل الضيق بصبر وثقة ورجاء وإرادة علي عبور الضيق. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ [1] الصلاة، ترجمة د/سعيد حكيم، ص 14، 15 [2] On Ps. Hom. 46. [3] Ep. 2: 4. [4] لأنه إذا اقترب إنسان من النعمة فإن يسوع سيقول له " سوف لا أدعوكم عبيدًا، بل أدعوكم أصدقائى وإخوتى لأن كل الأشياء التى سمعتها من أبى أخبرتكم بها" (يو15:15) فإن كل الذين اقتربوا من النعمة وتعلّموا من الروح القدس قد عرفوا أنفسهم حسب جوهرهم العقلى. وفى معرفتهم لأنفسهم صرخوا قائلين " لأننا لم نأخذ روح العبودية للخوف ولكن روح التبنى الذى به نصرخ يا أبا الآب" (رو15:8) حتى نعرف ماذا اعطانا الله " إذا كنا أبناء فإننا ورثة أيضًا، ورثة الله، ووارثون مع القديسين" (رو17:8). (الرسالة الرابعة) [5] الرسالة الرابعة [6] E. Underhill, Worship, 5. [7] الاب كاليستوس وير، العباده الارثوذكسيه، ص 19 [8] الميمر 1: 39 [9] الميمر2: 14 [10] Tr. on 1 John 4:6. [11] المحاربات الروحيه 3: 46 [12] Homily on the Martyr Julitta 3-4 (P.G. 31: 244A, 244D). [13] عظة 5. [14] الصلاة، ترجمة د/ سعيد حكيم، ص 8، 9 |
||||
25 - 03 - 2015, 06:52 PM | رقم المشاركة : ( 7647 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كُن التجلى.
-لِم أندهش كثيراً عندما سِمعت قداسة البابا "ثيؤفيلوس الثالث بطريرك أورشليم"يقدم فى إحدى عظاته نصيحة جميلة إذا يقول"كُن التجلى"[1],فلِم أندهش لإن تلك النصيحة هيا بالحقيقة[دِعوة إلهية],بِل وهيا دعوة الإنسان العُليا,بِل وغِاية الإيمان المسيحى هو[التجلى].فهو قلب وجوهر الديانة المسيحية. -إن كُنا نرجو أن نُصبح فى حالة من السمو الروحى ,ولا نتقيد بزمان ولا مكان ,لحالة من التقيد باللاشئ,فهذا دافع داخلى ورغبة دفينه تُحِرك الإنسان الداخلى إلى أن يتجلى, فالتجلى رحلة خارج الزمان والمكان,هو رؤية الإنسان الجديد فى يسوع فى الفردوس الجديد ملكوت النور...فإنسان العهد القديم نال نعمة التجلى من خارجه,إنما إنسان العهد الجديد نال نعمة التجلى من داخله[2]. -فالتجلى [μετεμορφώθη ][ميتا مورفوز][3]فى اللغة الأصلية اليونانى يُعنى:ـ[تِغيير الشكل,التحويل,تغير المظهر,التجلى,التحول][4],وتأتى بمعنى تغيير الشكل] تماشياً مع الواقع الداخلى[5],ويأتى ايضًا بمعنى[تبديل الهيئة][6],كما إن بعض الترجمات الإنجلزية ترجمت تلك الكلمة إلى[, change the way you think ], [renewing ],أى تغيير طريق التفكيرأو التجديد[7].وهكذا نُطلِق على عيد التجلى****morphosis اى الانتقال من صورة إلى صورة اخرى[8]. -وردت كلمة[μετεμορφώθη ][ميتا مورفوز]أربعة مرات فى العهد الجديد اثنتان منها للاشارة الى تجلى السيد المسيح(مت2:17)و(مر2:9 )ومرتان للإشارة إلى التغير الذى يحدث للإنسان المسيحى بسبب شركته مع المسيح(رو2:12)و(2كو18:3)[9]. -بقدر امانة الإنسان فى حياته الروحية وتقدمه بقدر ما يتجلى من صورة إلى صورة ومن أفضل إلى الأفضل, فتجلى الإنسان خبرة روحية صوفية فريدة من نوعاها,يختبرها الإنسان بإتحاده بفاديه الرب يسوع ,الذى سبق أن تجلى على جبل تابور مظهراً نور لاهوته غير المخلوق امام عيون الرسل[10], -إن عمليه التجلى[التغيير]هيا عمليه قائمة على دور الروح القدوس فينا,لكى ما نكون على صورة الله,بل هى[عملية] تجلى للصورة التى فينا بالفعل[11].فالتجلى هو بمثابة إنجلاء للشكل الظاهر فى الجسد ليظهر المسيح الإله المولود من الآب قبل كل الدهور[12]. -فإن كان هذا هو المعنى,فعندما أقول [كُن التجلى]فانا اُعنى ان تِتِحول,وتتغير تِلك الطبيعة الإنسانية إلى تِلك الصورة عينها ,التى كُنا فيها قبل السقوط,فإن كان السقوط تِسبب فى فقدان [صورة الله ,والنعمة الإلهية,وشركة الروح القدوس][13],فإن التجلى هو العودة إلى صوره الإنسان الإلهية والعودة إلى الشركة مع|فى الروح القدوس[14]. -ويقول القمص تادرس يعقوب ملطى:ـ[التجديد حالة تجلٍ مُستمر..فى حادثة التجلى كما وردت فى إنجيل مرقس,ذُكرت كلمة"ميتافورسز"أو تجلٍ,بمعنى إنتقال من الشكل البشرى المنظور إلى الشكل النورانى..فالتجلى هو إنفتاحاً لأعين التلاميذ فيرو قبساً من النور الإلهى قدر ما يستطيعون..وخلال هذا التجلى تنموا الكنيسة الجامعة .والمؤمن فيها[الكنيسة]فى تحرك نحو الحياة الإنقضائية أى نحو الحياة الأبدية ولا معنى للزمن خارج الإنقضاء أو الآبدية[15]. -فالإنسان مخلوق كائناً على صورته(الله)سيداً على كل الخليقة,له مطلق الحرية والسيادة على إرادته واُغدِقَ عليه الحب والرحمة وملائه كرامة أمام كل هذه,أراد الله أن يُشاركه الإنسان حباً بحُب,وهذه الشركة هيا إحدى أسباب خِلقته[16].فإنا كان هذا هو الغِرض والهدف من الخلقة والحال هكذا قبل السقوط,فإن[دِعوة التِجلى]هيا دعوة صريحة للعودة لحالتنا قبل السقوط,دعوة للعودة إلى الحرية [التى كُنا عليها,بعد ما كُنا أسرى تحت الخطية],فإن كان[ الإنسان بسقوطه هذا أتت بالشر على الحيونات,إذ حينما تعدى الإنسان تعدت هى أيضاً][17]وهذا ما اراد ان يقوله القديس بولس الرسول (رو22:8)فيقول القديس يوحنا ذهبى الفم [ ما هى هذه الخليقة ؟إنها لا تُعنيك أنت وحدك وإنما معك أيضاً الخليقة الأدنى التى لا تشترك معك فى العقل أو الحس ,هذه تشاركك بركاتك][18].فحالتنا الأولى لا تقتصر علينا فقط بل على كُل الخليقة التى تئن وتتمخص. -فإن كان تجلى الإنسان فى مضمونه ومعناه هكذاَ,فإنه هذا المفهوم ليس ببعيد عن معنى μετάνοια""اى "التوبة",فهيا فى اللغة اليونانية تعنى تغيير العقل والقلب ,وتحوليه من الأهواء إلى الله,وتغيير فى الإرادة بإتجاه هدف جديد مُغاير للهدف االأول ,وتغير فى النفس وفى العقل الأعلى,كما تعنى فى اللغة السريانية(اللغة التى تكلم بها المسيح)كما فى اللغة العبرية:الرجوع والعودة إلى الوضع الأساسى [19]. -وهذا التجلى او تجديد العقل والقلب لن يأتى مرة واحدة,بل إن التجلى والتجديد هو تجدداً يومياً وتوبة مُستمرة ,خلصوا[الاباء القديسون] مرة واحدة على الصليب فى الجلجثة ولكن كانوا ينالون الخلاص بشكل مُستمر من خلال تسلم إرادتهم للرب يسوع كانوا يخطئون يومياً وكانوا يتوبون يومياً,كانوا يسقطون كل يوم وكل يوم كانوا يقومون[20]. -هكذا كان الأباء يعيشون التوبة بإستمرار,وهكذا كانت حياتهم تجلى دئماً,فبعد ما كانت الخطية تبدلاً وتغيراً فى الوجود الإنسانى[21],فإن التجلى هو ايضاً تبدُل وتِغِيِر فى الوجود الإنسانى الذى أوجدته الخطية,فهو تغيير إلى "الحالة الأولى"تجلى صورتى التى هيا صورة الله . -فتلك الصورة هيا صورة قابله لـ[التجديد,والنمو الروحى],فصورة الله فى الإنسان ليست صورة ساكنة قد خُلقنا على نِسقها وانتهى الأمر,ولكنها صورة تحمل طبيعة حركيةdynamicتقودنا باطنياً نحو الله [22].ولهذا هُناك دعوة قائمة فينا بأن نتغير وننمو دائماً إلى تِلك الصورة عينها التى عليها المسيح.إنها دعوة للتجلى. -وتِلك الصور الإلهية أو الايقونة الإلهية قد رسمها الله فينا بالروح القدوس,لذا لا يُمكن أن نستحضر تِلك الأيقونة التى فينا ونتمتع بجمالها إلا حينما نسلك بالروح ونحيا فى الروح[23].ونجد نفس المفهوم يؤكده القديس كيرلس السكندرى إذ يقول:ـ[لا يستطيع أحد إن يصل الى الإتحاد بالله إلا بشركة الروح القدوس الذى يُثِبِت فينا قداسته الخاصة ويعيد تشكيل طبيعتنا التى فسدت إلى شكل حياته الخاصة وهكذا يرجع إلى الله وإلى التشبه به...لذلك فإن الروح حينما يعيد تشكيل -بنوع ما- نفوس الناس إلى شكله الخاص فهو يِطبِع عليها الشكل الإلهى ويختمها بصورة الجوهر الفائق الكل [24]. -فالتجلى له دور هام فى تجديد صورة الإنسان التى خُلق عليها,فبما إن كُل واحد منا هو إله حى وصورة الله وأيقونته فبوسعنا العصور على الله إذا نظرنا إلى صميم قلبنا,وهذا ما جٍعل القديس انطونيوس يقول:ـ[إعرف نفسك اذاً من يعرف نفسه يعرف الله][25],إذا يقف[الإنسان] فى شوق وحب وخشوع عبادى أمام الأيقونة الإلهية التى فيه(يدخل إلى ذاته الحقيقية)فتحدث داخله حركة ,يستشعر بتغيير يجرى فى أعماق أعماقه ويلقى هذا التغيير بظلاله على كل ما فى الإنسان [26]. -فدعوة الله لـ[التجلى]هيا دعوة لـ[الخلاص],فالخلاص حسب اللاهوت الأرثوذكسى ليس حالة وجود[أصم],ولكنه عمليه تحول وتحرك مُستمر نحو الإتحاد بالله الذى لايُمكن ابداً ان يتحقق كاملاً فى هذه الحياة فهو عمليه تبداء هُنا وتكتمل وتزداد كمالاً فى السماء[27].فبِعد هذا التحول نؤكد مع القديس أغسطينوس إن[ملامحك طُبعت علينا!لقد أوجدتنا على صورتك ومثالك!لقد حعلتنا عُملتك[خاصتك]..فإرسل شعاع حكمتك لتُبِدِد ظُلمتنا فتُشِرق صورتك فينا[28]. -إنها حقاً نِعمة عظيمة,إذ يُشِرق الرب بصورته فينا,وعلى قدر تِلك العظمة ,على قدر عظمة الصعوبة علينا أن نرُد للرب المكافئة,فيكفى فقط أن نقول مع أغسطينوس:ـ[رد له صورته فهو لا يطلب شيئاً غير هذا][29] . -ومن شِدة إشتياقنا [نحن المسيحيين]إلى كمال تِلك الصورة الإلهية,فإننا نِرسِم صوراً وأيقونات للسيد المسيح فى حياتنا كل يوم,ولإننا دائما فى حالة[تجلى]يومياً ننمو ونتحول بإستمرار ,فإن أفضل لوحة[ايقونة]لم نرسمها بعد[30]. -وكمال التجلى لا يتِم إلا من خلال اللِقاء بين الله والإنسان,وأين يلتقى الطرفين؟؟!سوى فى جِسد الكلمة؟فغاية التجسد إعادة الشركة بين الله والإنسان,وهُنا يكون اللِقاء,فغاية التجسد إتمام[الإمتزاج]بين الإنسان والكلمة فيصير بذلك إبناً لله ,ويكون قادر أن يتقبل اللاهوت[31]. إن محور تعاليم القديس إيرينيؤس اللاهوتية إنما هو"الإنجماع الكُلى فى المسيحى"ἀνακεφαλαιόω.وهذا اللفظ إستخدمه القديس بولس الرسول فى(اف10:1)[32].وما يقصده إيرينيئوس هو إنجماع الخليقة مع الخالق نفسه فى المسيح[33]. -ولا بد فى الختام ان نؤكد إن التجلى قد بداء هُنا على الارض و سيمتد معانا فى حياتنا الأخرى فى الملكوت الابدى,لكن سينال هذا التجلي، من لم يخضع للمادة في حياته على الأرض، هذا سيصير نورانيًا في الأبدية. إن التجلي في الأبدية، لا يكون تجليًا للجسد فقط، وإنما للروح أيضًا....وتجلى الروح معناه أن تلبس إكليل البر، فلا يعود للخطأ والخطيئة سلطان على الإنسان فيما بعد.. هذا التجلي هو رجوعنا إلى الصورة الإلهية.. كان آدم وحواء على صورة الله في النقاوة والبراءة والبساطة ولكن التجلي في الأبدية سيكون بطريقة أسمى من طبيعة آدم وحواء ويقتربون بالأكثر إلى صورة الله، كما على جبل طابور.. ليتنا نعد أنفسنا من الآن لنكون مستحقين لهذا التجلي. [34].. إلى هُنا اعاننى الرب مينا فوزى ___________________ [1]نقلا عن عظة الاب مارتيروس الاثوسى-عظة الحب والتأله. [2]الدكتور عدنان طرابلسى الرؤية الأرثوذكسية للإنسان(الإنثروبولوجيا الصوفية)ص282. [3]وهيات تاتى من metل بمعنى التغير ,تغيير شكل تماشياً مع الواقع الداخلى,اى التغيير إلى الطبيعة الاولى التى كان عليها ابوينا ادم وحواء قبل السقوط ,وفى الإنجلزية تأتى بمعنى التحول[****morphize]وهيا تحوى فيها الثلاث تصريفات للزمن[الماضى والحاضر والمستقبل]لان التحول والتغيير مُتسمر.. [4]قاموس سترونج3339. [5]Ibid. [6]ترجمة بين السطور[يونانى-عربى]الجامعة الانطونية كلية العلوم البيبلية والمسكونية والاديان 2003,ص86. [7]وحسب بعض المراجع الإنجلزية فإن كلمة [renewing ]تاتى بمعنى تجديد النشاط والنهضةوالإحياء والإصلاح والترميم والإستعادة,وإنبعاث روحى,صحوة,إبداع,حداثة. [8] فإحتفالنا بعيد التجلى لابد أن يكون إحتفال على مستوى الحياة الروحية وليس على مستوى العادات والتقليد,فلابد ان كل عيد تجلى من سنة إلى الإخرى احتفل بتجلى إنسانى الداخلى وتقدمى الروحى,فيتحول العيد من مجرد طقس وتقليد غير مُعاش,إلى حياة مُعاشة ومُختبرة. [9]القمص اثناسيوس المقارى معجم المصطلحات الكنسية-الجزء الاول ص258. [10]. الدكتور عدنان طرابلسى الرؤية الأرثوذكسية للإنسان(الإنثروبولوجيا الصوفية)ص277. [11]التلاقى بين الله والإنسان- للراهب سارافيم البرموسى ,ص60. [12] المرجع السابق ص62 [13] أنظر امجد بشارة فى كتابه( الخلق والسقوط والفداء فى تعاليم اباء الكنيسة) ص10إصدارات فريق اللاهوت الدفاعى. [14]فحسب النص اليونانى لعبرانين(4:6)[حسب ترجمة Greek Orthodox Church 1904]نجد النص يقول:ـ{شركاء الطبيعة الإلهية}[μετόχους γενηθέντας Πνεύματος Ἁγίου],بينما فى عبرانيين(10:12)نجده يقول:ـ{نشترك فى قداسته}فسواء قولنا شركاء الروح القدوس أو فى الروح فأى منهم يعطى نفس المعنى. [15]سلسلة المفهوم الارثوذكسى-الروح القدوس بين الميلاد الجديد والتجديد للقمص تادرس يعقوب ملطى-ص198. [16] أنظر امجد بشارة فى كتابه( الخلق والسقوط والفداء فى تعاليم اباء الكنيسة) ص12إصدارات فريق اللاهوت الدفاعى. [17]انظر الراهب باسليوس المقارى إيماننا المسيحى -الجزء الاول ص153. [18]راجع تفسير القمص تادرس يعقوب ملطى ,تفسير الرساله إلى اهل رومية ص167. [19]الأب مشيل نجم-التوبة فى مفهومها الأبائى وممارستها الخفية-مجلة النور ع3,2لسنة1985,ص80. [20]انظر كتاب[ تحقيق طاقتك الكامنة فى المسيح-الاتحاد بالله] مراجعة وتقديم الانبا اثناسيوس مطران بنى مزار والبهنسا,ص32 [21]كيف نفهم اليوم الخطيئة الأصلية,الأب عزيز الحلاق اليسوعى,دار الشرق بيروت-ص6و7. [22]التلاقى بين الله والإنسان- للراهب سارافيم البرموسى ,ص57. [23]المرجع السابق ص58,59. [24] الدكتور نصحى عبد الشهيد شرح انجيل القديس يوحنا لكيرلس السكندرى-ج2,ص 404&وايضاً عظة الروح القدوس يُعطينا شركة لا يُنطق بها مع الله للقديس كيرلس الكبير- اقوال مضيئة لأباء الكنيسة. [25]رسائل القديس أنطونيوس الرساله الساسة. [26]التلاقى بين الله والإنسان- للراهب سارافيم البرموسى ,ص59. [27]فى الايمان الارثوذكسى 12,2 [28]تفسير سفر التكوين للقديس اغسطينوس ص56. [29]المرجع السابق [30]تحقيق طاقتك الكامنة فى المسسيح,للانبا اثناسيس اسقف بنى مزار والبهنسا ص22 [31]ضد الأريوسيين59:2. [32]قاموس سترونج 346 [33]مجلة مرقس يناير1977 [34]البابا شنودة الثالث فى كتاب كلمة منفعة -التجلى -الجزء4 ,ص43. |
||||
25 - 03 - 2015, 07:16 PM | رقم المشاركة : ( 7648 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كم مرة نمت وانت حزين بقلب مكسور كم مرة بللت الفراش بدموعك وكم مرة جه عليك وقت ولقيت إن اﻷمل مفقود والظﻻم موجود والشمس ملهاش وجود فى الظروف دي أول حاجة بنعملها بنجرى على اﻷشخاص اللى حوالينا ولو خذلونا بننعزل عن العالم وبنعيش فى انطواء ياترى فكرت تلجأ للرب فكرت تقوله ساعدنى فكرت تقوله يارب داوى قلبى المكسور بنلجأ لكل شخص فاكرين إنه ممكن يساعدنا إﻻ شخص واحد لﻷسف مش بنلجأ ليه هو شخص يسوع المسيح الطبيب اﻷعظم وشافى منكسرى القلوب اعرف الهك ﻷنه بيحبك أطلبه من قلبك وادعيه ملك على قلبك هيداوى جرحك ويشفى المك ويعطيك قلب جديد. |
||||
26 - 03 - 2015, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 7649 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شجرة التين ونهاية العالم حين تكلم الرب يسوع عن نهاية العالم، اشار الى ان شجرة التين هي اكبر علامة على خاتمة كل ما في هذه العالم وزوال الارض والسماء وخلق ارض وسموات جديدة. وشجرة التين في الكتاب المقدس هي رمز للتدين الشكلي من دون تقوة قلبية، اي الاهتمام بالمظهر الديني الخارجي ، واهمال القلب امام الله. ويبدأ ذكر اوراق شجر التين لاول مرة في الكتاب المقدس في سفر التكوين الاصحاح الثالث، بعدما اخطأ آدم وحواء فاختبئآ ووضعا على جسميهما اوراق التين، لانهما خشيا الرب وخجلا اذ كانا عريانين. ظنّ ابوانا الاوّلان ان اوراق التين الكبيرة يمكنها ان تغطي جسميهما العريانين امام الرب لئلا يخجلا، مع ان اوراق التين حين تقطفها وتضعها على الجسم العاري، تسبب عدم الراحة والالم والانزعاج بسبب لبن التين الابيض الذي يتساقط على اطراف الجسم.. فلجوء الانسان العاري الى التغطية باوراق التين هو رمز للجوء الانسان الخاطي والفاسد امام الله بالتغطي بالاعمال الدينية الشكلية التي لا تفيد شيئا، بل هي تسبب اكثر واكثر الشعور بالذنب. وغاب عن بال الانسان ان الرب يقدر ان يرى الى اعماقه، ولن تنجح اوراق التين من تغطية عريه امام الرب فاحص القلوب والكلى....فشجرة التين هي رمز لمحاولة الانسان اللجوء الى التدين من اجل قبول الرب له، لكن اوراق التين يبست بعد ساعات، فهوت الى الارض، فهي لا تدوم.. والرب رفض اوراق التين، بل ذبح احد الحيوانات والبس آدم وحواء اقمصة من جلد والبسهما (تك 3: 21). فالرب بنفسه اختار اللباس للانسان من جلد حيوان مذبوح، وهو الذي صنع الالبسة وهو الذي البسهما، ولا دخل للانسان في ذلك... فعندما يشعر الانسان ويقتنع بابتعاده عن الرب ويرى خطاياه، كثيرا ما يحاول ان يلتجئ الى اعمال صالحة وممارسات دينية وطقوس وشعائر وواجبات دينية كاوراق التين لا تنفع شيئا بل تزيد الامر تعقيدا وسرعان ما تسقط، بل الحل يجب ان يكون من الرب، ويجب ان يكون ذبيحة كفارية تكفر عن الانسان، فالرب لا يقبلنا الا بالبسة صنعها الرب بنفسه، وهو ايضا يلبسنا فليس لدى الرب لباسا الا المسيح المصلوب، وهو يلبسنا رداء البر الالهي ويكسينا ثياب الخلاص (اش 61: 10).. وفي العهد الجديد عبَر يسوع من جانب التينة، وكان قد جاع فلم يجد الا ورقا بلا ثمر ، فاصدر عليها حُكمه ان لا يكون منها ثمر الى الابد، فيبست في الحال من الاصول (متى 21: 18/ مر 11: 13/ )، وبطرس قال ان يسوع لعنها، لكن يسوع لم يلعنها، بل اصدر الحكم عليها..والتينة هنا رمز للامة المتدينة المليئة بالاوراق، لكنها عديمة الثمر لاطعام النفس الجائعة، فهي قوية من الناحية الدينية الخارجية والشكلية لكنها عديمة الثمر الروحي لاشباع وارضاء خالقها..وما زالت حتى يومنا هذا، يزداد التدين والتمسك بقشور التدين وفي نفس الوقت خالية من الايمان والمحبة والامانة الحقيقية والقلبية للرب... وحين تحدث الرب يسوع في متى 24 عن النهاية وعلامات رجوعه ثانية ، طلب منا ملاحظة شجرة التين (32)، متى صار غصنها رخصا واخرجت اوراقها تعلمون الصيف قريب.. وبعد ان يبست التينة لالفي عام، عادت وصار غصنها رخصا اي طريا ويانعا واخرجت اوراقها.. والرب يصرح ان اقوى علامة وبرهان على النهاية، هي شجرة التين التي عادت واورقت بعد ان يبست لمئات السنين.. ولا شك ان القصد من ذلك، الامة اليهودية المتدينة وهي صاحبة الدين الاول وهي رمز للدين الالهي، ومنها خرجت باقي المعتقدات... والرب يسوع يؤكد هنا ان اكبر دليل على مجيئه الثاني هو اعادة بناء كيان او دولة مستقلة للامة اليهودية بعد ان يبست او تشتت الفي عام، اي عام 1948... صار غصنها رخصا اي عادت الى الحياة (حزقيال 37) وعادت العظام الى الحياة من جديد بعد ان يبست جدا وانتهى اي رجاء... واخرجت اوراقها، اي تدينها فتمسكت بالتدين الخارجي الشكلي من جديد، لكن من دون ثمر، فاكتفت بالاوراق. والتاريخ يعيد نفسه، ففعلوا كما فعل آدم وحواء رافضين اللباس الالهي اي عمل الفداء على الصليب.. واليوم صار التدين قويا جدا ويزداد كل يوم اكثر واكثر ويزداد النداء ببناء كيان ديني فيه هيكل ومذبح وكاهن والبسة دينية سوداء وتمسك شديد بكل اشكال التدين اليهودي، لكن من دون ثمر الروح الداخلي والاصيل.. ويقول يسوع من شجرة التين اذا اورقت، تعلمون ان الصيف قريب (مر 13: 28) والصيف رمز للحصاد والدينونة والنهاية وجمع الحنطة وحرق العصافة والقش (مز 1).. فمن الكيان الديني العائد الى الحياة، نعلم ان النهاية قريبة جدا وان الدينونة النهائية على الابواب .. وفي انجيل لوقا يقول يسوع انظروا شجرة التين وكل الاشجار (لو 21: 29) والمقصود ان نلاحظ الدولة اليهودية وباقي الدول من حولها التي اعلنت عن استقلالها في نفس الفترة تقريبا.. فكيان مستقل للامة المتدينة اليهودية وايضا كيانات مستقلة لكل الدول من حولها كسوريا ولبنان ومصر والاردن وتونس وباقي الدول، استقلالها هو مؤشر قوي جدا لبداية النهاية واقتراب الدينونة الختامية.... كان على الامة المتدينة ان تفعل كما فعل آدم وحواء، اسقاط ااوراق التين من التدين الشكلي، وقبول الرداء الالهي الذي صنعه الرب والبسه للابوين، فيكونا مقبولين من القدير. وكان يجب عليهم ان يفعلوا كما فعل زكا (لو 19)، ان يصعد الى الجميزة، ومن هناك يبحث عن يسوع ويطلب المخلّص. والجميزة هي شجرة مشابهة لشجرة التين، فيمكن من وسط التدين الفارغ والعقيم، البحث عن يسوع الفادي. وعند اللحظة الحاسمة سنسمع الفادي يقول "يا زكا انزل عن الجميزة اي اترك التدين، لأنه ينبغي ان امكث في بيتك".... بقلم القس ميلاد ديب يعقوب |
||||
27 - 03 - 2015, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 7650 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما بين الكمال والممكن لقداسه البابا شنوده كلنا مطالبون بأن نصل إلى الكمال، أو على الأقل نسعى إلى ذلك. ولكن الكمال المطلق هو لله وحده. أما نحن فأقصى ما نصل إليه هو الكمال النسبي أو الكمال الممكن. نسبة لمقدراتنا، ونسبة لما يمنحه الله لنا من نعمة ومن قدرة. فالكمال المطلوب منا هو ما يمكننا عمله. مثال ذلك طفل صغير في بداية التعليم، يدرسونه الجمع والطرح في علم الحساب. فينجح في الامتحان ويحصل على الدرجة النهائية. فنقول إنه وصل إلى درجة الكمال في الرياضة (في الحساب)، طبقًا لمستواه. على الرغم من أن مستواه يعتبر لا شيء إذا ما قورن بالمستويات العليا في الرياضيات. ولكنه حصل على الكمال النسبي. ** نحن مثلًا نطالب بالسلام مع الناس. ولكن عمليًا حسب طاقتنا نُسالم جميع الناس. مثال ذلك زوجة لا تستطيع إطلاقًا أن تعيش في سلام مع حماتها، ليس من جهتها هى، وإنما من جهة معاملة حماتها لها. لذلك إن كانتا تعيشان معًا في بيت واحد: فبدلًا من أن يتكرر الشجار بينهما كل يوم، من الأفضل أن ينفصلًا، كل منهما في بيت. وبهذا تعيشان في سلام. ** مثال آخر من جهة التعليم والإرشاد: نلاحظ أن بعض المعلمين أو المرشدين الذين يحبون المثاليات، نراهم يطالبون الناس بما هو فوق طاقتهم من جهة الوصايا والتعاليم مما لا يستطيعون تنفيذه عمليًا فيفشلون. بينما الأمر يحتاج إلى تدرج للوصول إلى الوصية في كمالها. وهذا أيضًا نقوله للآباء والأمهات ومن يعملون في مجال التربية أو في مجال الإرشاد: أعطوا الناس الممكن الذي يقدرون عليه. ** إن الله -تبارك اسمه- في محاسبته للناس، يحاسب كل واحد منهم حسب مستواه، من جهة إمكانيات كل شخص، حسب طاقته، وحسب ظروفه، وحسب سنه وصحته. وليس الجميع في مستوى واحد ولا في إمكانيات واحدة. فإن الناس يتنوعون في مستوياتهم، حتى الروحية منها: فالشخص المبتدئ هو غير المُخْتَبِر الناضج. وكلاهما غير الإنسان الروحي صاحب المواهب التي منحه الله إياها. والناس يختلفون أيضًا من جهة السن. فما يستطيعه الشاب غير ما يقدر عليه الشيخ، غير ما يستطيعه الطفل. كذلك ما يقدر عليه القوى في صحته، غير ما يقدر عليه المريض... إن الكمال الممكن هو لكل هذه النوعيات. ولكن درجته تختلف من واحد إلى آخر، كل واحد على قدر طاقته. هناك أشخاص يقدرون على حياة الوحدة والتأمل، وأشخاص لا يستطيعون ذلك وإنما يحاولون الوصول إلى الكمال النسبي والممكن في وسط الناس وخدمتهم. ونلاحظ أيضًا أن الناس يختلفون في نوعية نفسياتهم، وفي نوعية ذكائهم وأيضًا يختلفون ما بين البساطة والعمق وكل من هؤلاء له قدرته الخاصة التي تختلف عن غيره. وكل منهم يمكنه أن يصل إلى الكمال النسبي بدرجة يختلف فيها عن غيره. وكل منهم يحاسبه الله حسب الطاقات التي عنده. وينال بركة إذا كان أمينًا في التصرف حسب إمكانياته وحسب جهاده في الوصول إلى الكمال النسبي الذي يقدر عليه. ** نلاحظ أيضًا في التجارب التي يسمح بها الله، نرى من مراحم الله أن الناس لا يُجربون فوق ما يستطيعون. فما يقدر القوى على احتماله، هو غير ما لا يحتمله الضعيف. كذلك مستوى الذين يعيشون وسط شعوب وثنية، أو شيوعية، أو مؤمنة بديانات أخرى، هو وغير ما يطلبه الناس من مؤمنين في عمق الإيمان. كل هؤلاء يحاسبون حسب إمكانياتهم ولا يطلب منهم إلا الكمال النسبي حسب الجو الذي يعيشون فيه. ** وفي عمل الفضائل يطلب الله من كل فرد ما يستطيع أن يصل إليه من الكمال النسبي. فمن جهة فضيلة العطاء مثلًا، عليك أن تعطى ما تستطيعه. فإن استطعت أن تعطى كل ما يكون في طاقة يدك أن تفعله، فهذا حسن جدًا. وإن استطعت أن تعطى الغير من أعوازك وأن تفضله على نفسك، فهذا أفضل. وإن لم تستطع فعلى الأقل تعطى المستوى الأدنى، سواء من العشور أو الزكاة. وإن طلب منك المحتاجون ما لا تقدر عليه، فعلى الأقل يمكنك أن حولهم إلى الهيئات الخيرة التي تعتني بأمثالهم وتعطيهم. وبهذا تكون قد أعطيت ولو بطريق غير مباشر. أما إن كنت لا تفعل هذا ولا ذاك، ولا الكمال النسبي ولا الممكن ولا العطاء غير المباشر، فلا شك أن ضميرك يكون مقصرًا يلومك ولابد أن يلومك. ** من جهة خدمة الآخرين: هناك درجة من الكمال أن يكرس الإنسان نفسه للخدمة ويعطيها كل حياته. ولكن ليس كل إنسان يستطيع هذه الدرجة من الكمال وظروفه العائلية والمادية لا تسمح بذلك. فعلى الأقل من جهة الكمال النسبي، أن يعطى وقت فراغه لخدمة الله والناس. فإن لم يستطع، فعلى الأقل يُعطى جزءًا من وقته لخدمة الآخرين على قدر إمكانه. وإن لم يقدر، فعلى الأقل كل من يرسله الله إلى طريقه، يقوم معه بالخدمة التي يستطيعها. ويكون مستعدًا في قلبه أن يخدم كل أحد بقدر طاقته. ** من جهة الصلاة، فإن القديسين يصلون كل حين. وهذا نوع من الكمال. والذي لا يستطيع ذلك عليه أن يصلى صلوات الساعات حسب الوصية. وإن كانت إمكانياته لا تسمح بكل ذلك، فعلى الأقل يبدأ اليوم بالصلاة، ويختم يومه بالصلاة أيضًا قبل نومه. وبإمكان كل أحد أيضًا أن يرفع قلبه في كل وقت إلى الله بصلاة قصيرة ولو بكلمة أو بضع كلمات، يطلب فيها من الله البركة أو المعونة أو المغفرة وباختصار إن لم تقدر على الوضع الكامل، فلا تهمل الممكن. كذلك من جهة معاملة المسيئين: إن لم تقدر أن تحب من يسيء إليك وتصلى من أجله، فعلى الأقل إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فاسقه... وإن لم تقدر على كل ذلك، فعلى الأقل احتمل المسيئين، ولا تنتقم لنفسك، ولا ترد الإساءة بمثلها. وصل أن يغفر الله لمن أساء إليك، ويبعد شره عنك. ** كلمة أخيرة أقولها وهى: إن سرت في الممكن وليس في الكمال، فلا تحول الممكن إلى تسيب. لا تقصر في تنفيذ وصية الله، ولا تغطِ تقصيرك بالأعذار، وبأنه لم يكن في إمكانك غير ذلك! كلا، بل ليكن لك ضمير صالح أمام الله وأمام نفسك، في صدق وتدقيق. لئلا تصل إلى تدليل النفس في هروبها من الواجب وفي استهتارها. |
||||