منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 05 - 2022, 12:00 PM   رقم المشاركة : ( 76231 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




في اليوم الثاني لوجوده في أورشليم (لوقا 21: 18)
دخل يسوع ساحات الهيكل واخذ يجيب على سؤال الفرّيسيين والهيرودسيين
" أَيحِلُّ دَفعُ الجِزيَةِ إِلى قَيصَر أَم لا؟" قائلا
((أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله)).
 
قديم 30 - 05 - 2022, 12:01 PM   رقم المشاركة : ( 76232 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




على الصعيد اللاهوتي

اظهر لنا يسوع من خلال مبدئه " أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله" (متى 22: 21) ان لنا انتماء مزدوجاً: الله والدولة. إن الإشارة إلى صورة قيصر المحفورة على العملة، تقول إنه من العدل أن نشعر بأنّنا مواطني الدولة ولنا الحقوق والواجبات، لكنّها رمزيًّا تجعلنا نفكّر في الصورة الأخرى المحفورة في كلّ إنسان: صورة الله. هو ربّ كلّ شيء، ونحن، الذين خُلِقنا "على صورته"، إننا ننتمي إليه. ويعلق البابا فرنسيس "لمن أنتمي أنا؟ للعائلة، للمدينة، للأصدقاء، للعلم، للعمل، للسياسة، للدولة؟ أجل، بالطبع. لكن قبل كلّ شيء، يذكّرنا يسوع أنت تنتمي لله. هذا هو الانتماء الأساسي. هو الذي أعطاك كلّ ما أنت عليه وكلّ ما لك" (عظة الاحد 22/10/2017).
انتماؤنا للدولة يقتضي منا دفع الأموال للخدمات التي نتمتع بها، وانتماؤنا لله يقتضي ان نقدم لله، ولاء نفوسنا وطاعتها. فيسوع لا يقارن هنا بين مملكتين متوازيتين، بل يفصل بينهما. فصل الدّين عن السّياسة، فالسّياسة مصالح والدّين مبادئ وتقوى وأخلاق. فالمؤمن الذي يُعطي لله ما لله يضع الله في المقام اللائق به: المقام الأول. الله الذي لا يقارن بأحد ولا بأي شيء آخر، لأنه فوق الجميع وفوق كل شيء. وكل الخليقة يجب أن تؤدِّي لله ما هو لله أولاً، وكل شيءٍ آخر يتبع.
ويطالبنا سيدنا يسوع المسيح "اطلُبوا أَوَّلاً مَلَكوتَه وبِرَّه تُزادوا هذا كُلَّه" (متى 6: 66)؛ ويشدِّد على ذلك بطرس الرسول "اِتَّقوا الله، أَكرِموا المَلِك" (1 بطرس 2: 17)، وهكذا يطلب بولس الرسول من أتباعه ان يصلوا لأصحاب السلطة "فأَسأَلُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ أَن يُقامَ الدُّعاءُ والصَّلاةُ والاِبتِهالُ والشُّكرُ مِن أَجْلِ جَميعِ النَّاس ومِن أَجْلِ المُلوكِ وسائِرِ ذَوي السُّلْطَة، لِنَحْيا حَياةً سالِمةً مُطمَئِنَّة بِكُلِّ تَقْوى ورَصانة" (1 طيموتاوس 2: 1-2).
راح جواب يسوعُ إلى أبعدِ من ذلك، "أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله" (متى 22: 21) مُشيراً إلى ما هو محور الموضوع وجوهره: "اعطوا لله ما هو أصلاً له"، فكما ان القطعة النقدية الرومانية تحملُ صورة القيصر، هكذا يحملُ قلب كل كائن بشري صورة الله، لقد خلقنا الله على صورتهِ كمثاله، إذا نحنُ له وإليه يجبُ ان نعود، وحده يستحق جزية ذاتنا الكاملة، يستحق منا الشكر والحمد والتسبيح والسجود والعبادة. أن ندفع الجزية للقيصر هو أمرٌ مهم، ولكن الأهم هو أن نُعطي الله حياتنا وقلبنا كأبنائه الاحرار. ليست هنا ثنائيّة بين عطاء قيصر حقّه وعطاء الله حقّه، فإن كليهما ينبعان عن قلبٍ واحدٍ يؤمن بالشهادة لله خلال الأمانة في التزامه نحو الله والآخرين.
إن نشر الرومان للقطع النقدية التي تحمل صورة قيصر في الأراضي الخاضعة للإمبراطورية لم تكن طريقة لممارسة السيادة فحسب، بل أيضًا لتعزيز عبادة الإمبراطور. لكن مبدأ المسيح أشار " أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله" يعترف بسلطة قيصر على الأشياء وسلطة الله على الحياة، والسلطة على الحياة لا يملكها أي شخص سوى مَن يمنحه إياها. ومن هذا المنطلق يعترف يسوع أيضا ان الواجبات تجاه الله غير الواجبات تجاه القيصر. مطلوب في الدرجة الأولى الاعتراف بسيادة الله وابنه يسوع المسيح على العالم وعلى التاريخ إذ "صارَ مُلكُ العالَمينَ لِرَبِّنا ولِمَسيحِه. فسَيَملِكُ أَبَدَ الدُّهور" (رؤيا 11: 15)؛ ويشير ايضا الى الاعتراف بانه لا يجوز للإنسان ان يخضع حريته الشخصية، اخضاعا مطلقا، لأي سلطان ارضي، بل للآب وحده، وللرب يسوع المسيح "الله أَحَقُّ بِالطَّاعَةِ مِنَ النَّاس" (اعمال الرسل 5: 29). والكنيسة "تؤمن أنَّ مفتاح تاريخ البشر، ومركزه، وغايته هي في ربِّها ومعلمها "(التعليم المسيحي الكاثوليكي، 450)، وليس في "قيصر" فقيصر ليس "الرب".
ان حق الله فوق كل حق. والطاعة لله لها طابع مطلق ونهائي. فاذا كانت الواجبات تجاه البشر لا تعارض واجباتنا تجاه الله ينبغي ان نقوم بها كما جاء في تعليم بولس الرسول " لِيَخضَعْ كُلُّ امرِئٍ لِلسُّلُطاتِ الَّتي بأَيدِيها الأَمْر، فلا سُلْطَةَ إِلاَّ مِن عِندِ اللّه، والسُّلُطاتُ القائِمة هو الَّذي أَقامَها"(رومة 13: 1). لذلك يتوجب علينا ان نعطي للحكام المدنيِّين كل ما هو واجب لهم، طالما ان ذلك لا يتنافى مع واجبات تجاه الله. فكما يطلب قيصر صورته على عملته هكذا يطلب المسيح صورته فينا. نحن نحمل صورته. هل نعطي لله كل ما هو له؟
 
قديم 30 - 05 - 2022, 12:01 PM   رقم المشاركة : ( 76233 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




على الصعيد الأخلاقي

يقتضي مبدأ المسيح "أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله" (متى 22: 21) وجها أخلاقيا، لموقف المسيحي حيال الحكومة. جواب يسوع له الأثر العميق على مجرى الفكر المسيحي في المشاكل الادبية لموقف المسيحي حيال الحكومة؛ فواجبنا نحو الله لا يتعارض مع واجبنا نحو الحكومة، فنحن مدينون لكليهما.
يطالب يسوع المسيحيِّين ان يؤدوّا واجباتهم تجاه السلطة السياسية، ولا يقلبوا النظام الذي أساسه العدل، ولا يعطلوا القوانين التي تنفع الخير العام بل أن يُميّزوا ما هو لله وما هو لقيصر، دون ان يقاوم الواحد الآخر، وأن الأولويّة هي دائمًا لله. وان نتعاون بإخلاص، من أجل صالح الدولة والخير العام. ويعلق البابا فرنسيس "المسيحي هو مدعوّ إلى الالتزام في الواقع الأرضي إنما ملقيًا عليه النور الآتي من الله. إن تسليم الذات بالأولوية لله والرجاء به لا ينطويان على الهروب من الواقع، إنما الجهد في إعادة ما هو لله، لله. ينظر المؤمن إلى واقع الله، كي يحيا الحياة الأرضية بملئها، ويواجه تحدّياتها بكلّ شجاعة" (عظة الاحد 22/10/2017).
من الممكن ان نكون مسيحيين حقيقيين ومواطنين موالين في الوقت نفسه. فالمسيحي يعيش كمواطن صالح في بلده ويحترم قوانينها، يقوم بواجباته ويدفع الضرائب، ويساهم في الجمعيات ويشارك في الحياة السياسيّة. وهذا ما جعل اتباع يسوع يتبعون هذه الوصية. فقال القديس بطرس: "إتَّقوا الله، أَكرِموا المَلِك" (1 بطرس 2: 17)؛ أمَّا القديس بولس فقال: "أَدُّوا لِكُلٍّ حَقَّه: الضَّريبَةَ لِمَن لَه الضَّرِيبة، والخَراجَ لِمَن لَه الخَراج، والمَهابةَ لِمَن لَه المَهابَة، والإِكرامَ لِمَن لَه الإِكرام" (رومة 13: 7). وان نكون دوما أمناء تجاه الله كما نحن أمناء تجاه السلطات المدنية. وبهذا المعنى قال بولس الرسول " يَخضَعْ كُلُّ امرِئٍ لِلسُّلُطاتِ الَّتي بأَيدِيها الأَمْر، فلا سُلْطَةَ إِلاَّ مِن عِندِ اللّه، والسُّلُطاتُ القائِمة هو الَّذي أَقامَها " (رومة 13: 1). لذلك يحضُّ بولس المسيحيين على دفع الضرائب، لأن السلطات خدّام لله. يجب أن نطيع السلطة السياسية وندفع الضرائب، لأن السلطة " في خِدمَةِ اللّهِ في سَبيلِ خَيرِكَ" يقول بولس الرسول (روم 13: 4 أ). هذه هي تعليمات الكتاب المقدس على الانسان المسيحي ان يلتزم بها.
ويستطيع الانسان أن يوفّق بين التزامه الدينيّ والمـدنيّ، خاصةً إذا كانت قرارات الدولة لا تتنافى مع النظام الأدبيّ الذي أراده الله. لكن على المواطن واجب ضمير بأن لا يخضع لأوامر السلطات المدنية عندما تفرض ما يتعارض ومقتضيات النظام الخلقي، والحقوق الاساسية للأشخاص وتعاليم الانجيل والضمير المستقيم والكرامة الانسانية. وهذا الرفض يجد تبريره في التمييز بين خدمة الله وخدمة الجماعة السياسية "أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله"، وهذا كان رد فعل بطرس والرسل امام مجلس اليهود "الله أَحَقُّ بِالطَّاعَةِ مِنَ النَّاس" (اعمال الرسل 5: 29).
ونستنتج مما سبق انه للمؤمنين التزامات قانونية تجاه كل من الله والحكومة. لكن المهم ان نحفظ اولوياتنا سليمة، فعندما يتصارع الواجبان، فدائما ما يأتي واجبنا نحو الله أولا. "ويحق للمسيحيين ان يدافعوا عن حقوقهم وحقوق مواطنيهم، ويقاوموا تجاوزات هذه السلطة، على ان يراعوا الحدود التي رسمتها الشريعة الطبيعية والشريعة الانجيلية" (وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني، ك ع 74).
 
قديم 30 - 05 - 2022, 12:02 PM   رقم المشاركة : ( 76234 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




على الصعيد السياسي


لم يقسم يسوع من خلال المبدأ "أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله" (متى 22: 21) مجالات العمل بين الله وقيصر، بين السياسة والدين. أن الواجبات للدولة مقدسة وضمن الواجب الديني. فحين نُعطي ما لنا لله فإننا نعطيه كل شيء، نسلمه حياتنا كلها مع التزاماتنا الشخصية والسياسية ايضا. داخل ما نعطيه لله هناك التزاماتنا الدينية تجاه قيصر، تجاه المسؤولين عن حياة الجماعة والدولة ومؤسساتها.
يدفعنا كلام يسوع الى خدمة قيصر حين يكون قيصر في خدمة جماعة يؤمِّن لها المساعدة؛ ويدفعنا الى معارضته حين يقود الى شقاء شعبه ولا سيما الضعفاء والفقراء او الابتعاد عن عبادة الله الحق كما حدث مع رجال الله مثل دانيال شَدرَكَ وميشَكَ وعَبدَ نَجو الذين كانوا خاضعين لنَبوكد نصَّر ما عدا ما يخالف وصايا الرب (دانيال 2: 49). فيتوجب على المسيحيين ان يقوموا بدورهم في حياة الجماعة السياسية كما أكدت تعليم الكنيسة. (التعليم المسيحي الكاثوليكي، 2231). فهناك احترام الكنيسة لقيصر، فلا تتدخل في السياسة بل تعطيه حقّه في تدبير أموره، لكن ليس على حساب حق الله وشهادتها له.
ويُرشدنا النص الإنجيلي (متى 22: 15 -21) الى التعامل مع السياسة. و"السياسة" ليست سوى فنّ العمل من أجل الصالح العام للشعب. وفي هذا النص نجد أولا فضائل يسوع المطلوبة للتعامل في السياسة وقد أقرّها خصومه" يا مُعَلِّم، نَحنُ نَعلَمُ أَنَّكَ صادق، تُعَلِّمُ سَبيلَ اللهِ بِالحَقّ، ولا تُبالي بِأَحَد، لأَنَّكَ لا تُراعي مَقامَ النَّاس" (متى 22: 16). انه رجل نزيه لا يُشْتَرى، ولا يتورط في غش او خداع او تحكيم، ولا يتذلل امام قوى العصر الغاشمة، إنه رجل سديد الرأي. وهذه الصفات النادرة تؤهل الانسان ليمارس السياسة ممارسة مسيحية.
وثانيا، قبل الخوض في قرارات سياسية يتوجب على الانسان ان يدرس السؤال ويدقّق فيه، وأن يفكر فيه ويُحلله، وواجبه ايضا ان يتفحص الامر قبل ان يصدر حكمه، وألاّ يتصرّف على هواه لكيلا يقع في فخ السياسة. لذلك قال يسوع للفِرِّيسيُّينَ والهيرودُسِيِّينَ" أَروني نَقْدَ الجِزيَة. فَأَتَوهُ بِدينار" (متى 22: 19)؛ ومن هنا يتوجب علينا ان نطرح الأسئلة أيضا على الآخرين وان نتباحث ونتدارس الامر معاً كما فعل يسوع "فقالَ لَهم: لِمَنِ الصُّورَةُ هذه والكِتابة؟ (متى 22: 20).
وثالثا، يُدلى الانسان برأيه صريحا ن وهو ان في العالم سلطة مدنية " أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله “. فجاءت عبارته حكمة على كل لسان كدستور يقضي بالتعايش بين السلطتين الدينية والمدنية. ويسوع يريدنا ان نؤدي لكل صاحب صورة عندنا حقه، فصورة القيصر قد صُكت عندنا على النقود، فله الجزية نقوداً، وأمَّا صورة الله قد صُكت عندنا على القلوب، فله الجزية عبادة وسجودا. يعلق القديس أوغسطينوس "كما يطلب قيصر صورته على العملة هكذا يطلب الله صورته فينا".
وأمَّا انتماؤنا للدولة فيقتضي دفع الاموال للخدمات التي نتمتع بها والمشاركة في المسؤولية عن الخير العام بما فيه المشاريع الاجتماعية العامة الضرورية، كجلب الماء والكهرباء والبريد وفتح الشوارع لفائدة الجميع، كما ولا ننسى دفع معاشات موظّفيِّ الحكومة الّذين يخدمون الشعب. وماذا نقول عن بناء المدارس ورياض الطفال والمستشفيات وملاجئ العجزة والدفاع عن البلد. وقد أوضّح ذلك القديس بولس الرسول " أَدُّوا لِكُلٍّ حَقَّه: الضَّريبَةَ لِمَن لَه الضَّرِيبة، والخَراجَ لِمَن لَه الخَراج، والمَهابةَ لِمَن لَه المَهابَة، والإِكرامَ لِمَن لَه الإِكرام. (رومة 13: 7).
والعجيب اننا نريد أن تُؤمِّن لنا الدولة كل أنواع الخدمات مثل المياه والكهرباء والمجاري والطرق والمدارس والمواصلات والشرطة لحمايتنا، ولكنّنا لا نريد أن نعطي الدولة حقها حتى تستطيع أن تؤدي تلك الخدمات. فواجب المسيحيين كمواطنين هو ان يساهموا مع السلطات المدنية لخير المجتمع بروح الحقيقة والعدالة والتضامن والحرية. وتعلّم الكنيسة أن الانتماء الاجتماعي للإنسان هو من حُكْم طبيعته نفسها، وطليعة هذا الانتماء هي العائلة والجماعة القريبة، ثم المدينة والوطن. فالوطن يضمن حرّية الناس لا يسلبها.
المواطن الحقيقي هو ذاك الشخص الأمين لمسؤوليته الدينية والمدنية، والملتزم بكل الواجبات الوطنية، لا يهرب من عمل صالح، ولا من خدمة الآخرين، ولا من مسئوليات وظيفته، ولا من واجبه الوطني المدني والعسكري، ولا من إداء الضرائب، ولا من دوره في بناء المجتمع من خلال الأحزاب والنقابات والجمعيات واتحادات الطلاب وكافة مؤسسات المجتمع المدني. فواجبه نحو الله لا يتعارض مع واجبه نحو الحكومة، فهو مديون لكليهما. فحقوق الله وحقوق الدولة لا ينفي الواحد منهما الآخر (رومة 13: 1-7)، لذلك يُكرر البابا والأساقفة القول "لا يحق لأي مسيحي ان يظل خارج الطوق، وبعيداً عن هذا الإطار.
 
قديم 30 - 05 - 2022, 12:15 PM   رقم المشاركة : ( 76235 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله" (متى 22: 21)


كيف يمكننا ان نعيش واجباتنا السياسية؟


يفصل يسوع بين الدين والدولة، معتبراً أن لكل منهما وجهاً ودوراً يلتقيان في خدمة الانسان. إن انتظام الانسان في دولة ما هو لحمايته وتأمين سلامته وإعطائه صفة المواطن الذي يتنازل عن حقه بالحكم لصالح الجماعة الكبيرة التي تتعهده، ضمن إطار الحقوق الانسانية المشروعة والواجبات العادلة. لكن السؤال الصعب الذي أمامنا اليوم: هل ندفع الضرائب للدولة الحاكمة أم لا؟ خاصة في الحالات الصعبة، أي في حالة كانت الدولة معادية للإنجيل، أو كانت دولة محتلة أو دولة ظالمة؟
أن الواجبات للدولة مقدسة وضمن الواجب الديني. أراد يسوع بعبارة "أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر" (متى 22: 20) أن يعترف بحقِّ الحكومة القائمة التي تنظِّم حياة المواطنين. إذ كل سلطة هي من الله" يقول بطرس الرّسول (2 بطرس 1: 3). ويتوجب علينا أن نطيع القوانين ما دامت هذه القوانين لا تطلب منا ما يخالف إيماننا وضمائرنا وولاءنا الرئيسي للربّ. أنّه في المكان الذي يُحترَم فيه الله، يستطيع الإنسان أن يتنفّس بحريّة وتُصبح الدولة المكان الذي يجد كلُّ واحدٍ فيه مكانهُ.
نعيش واجباتنا السياسية ليس بإقامة مملكة روحية بعيدة عن واقعنا، مملكة مثالية، بعيدا عن عبء الحياة، لكن بقدر ما نحافظ على كرامتنا وكرامة الانسان الذي "خلقه اللهُ على صُورَتِه ومثاله (التكوين 1: 26)، ولا نسمح لأي شخص او شيء، او قوة تقضي عليها.
 
قديم 30 - 05 - 2022, 12:16 PM   رقم المشاركة : ( 76236 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله" (متى 22: 21)


نعيش واجباتنا السياسية والمواطنة بالتحلي بروح المسؤولية
والالتزام بمبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية

والتحرر من التعصب والتحيِّز، وباهتمامنا بالخير العام،

وباحترامنا القوانين والنظام العام والانتماء والعطاء
وحب الوطن والتضحية من أجله والدفاع عنه.
 
قديم 30 - 05 - 2022, 12:17 PM   رقم المشاركة : ( 76237 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله" (متى 22: 21)


نعيش واجباتنا السياسية بدفع "الضريبة" حيث نكون مساهمين في تمويل خزينة الدولة التي تعود وتوزِّع المداخيل على شكل معونات اجتماعية ضمن إطار السياسات الاجتماعية من صحة وتعليم وسكن لائق وغيرها الهادفة الى رُقي المواطن وصولاً الى مجتمع الرفاه. لذلك إنّ دفْعَ الضرائب لقيصر ليس فقط مشروعًا، لكنّهُ أيضاَ واجِب، إنهُ واجبٌ مدنيّ. مَن لا يدفع الضرائب المُترتّبة عليه هو سارق ويمنع الدولة من رعاية الخير العام ونمو الشعب.
 
قديم 30 - 05 - 2022, 12:17 PM   رقم المشاركة : ( 76238 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله" (متى 22: 21)


نعيش واجباتنا السياسية والمواطنة بالعمل على حماية الحياة

والدفاع عنها، واحترام حقوق الانسان والتسامح

وقبول الآخر وحرية التعبير وبالحرص على الممتلكات العامة

من طُرقات ومبان ووسائل نقل وسلامة البيئة.
 
قديم 30 - 05 - 2022, 12:18 PM   رقم المشاركة : ( 76239 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله" (متى 22: 21)


نعيش واجباتنا السياسية عندما نتخلى عن مواقفنا السلبية

ونشارك بفاعليةٍ بتطوير بلدتنا ووطنناً، ونقدم الأفكار

والاقتراحات بحس نقدي بنَّاء، وننخرط في النسيج الاجتماعي
من خلال الجماعات والمؤسسات التطوعية التي تربط المواطنين بحياة مجتمعاتهم.
 
قديم 30 - 05 - 2022, 12:19 PM   رقم المشاركة : ( 76240 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,302,984

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله" (متى 22: 21)


نعيش واجباتنا السياسية عندما نتطوعُ لخدمةِ

المجالات الصحية والاجتماعية والمدنية،

وعندما نتقنُ عملنا ونساهم في خلق مجتمع أفضل.

ونقوم بكل عملٍ بكفاءةٍ ومحبة،

لأننا هكذا نخدمُ يسوع من خلال خدمتنا للأخرين
ومساهمتنا حتى نجعل الدولة والمجتمع في خدمة الإنسان،

فيستجيبان لمشروع الله على البشرية.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025