18 - 03 - 2015, 05:35 PM | رقم المشاركة : ( 7611 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حرب الآشوريين وهزيمتهم حرب الآشوريين وهزيمتهم (إش 37: 32) وهي تشجيع للمجاهدين في طريق الصوم أن عدوهم الروحي مهما كان جبروته ومهما كانت تعييراته وحربه النفسية إلاَّ أن إشعياء يؤكد لحزقيا الملك أن لا يخف وأن الهزيمة أكيدة لجيش إبليس (سنحاريب) الذي قتل منه 185 ألف جندي مرة واحدة ونجا جيش الله. هذه هي تعزية الله لنا في منتصف رحلة الصوم مع إشعياء النبي. وتقرأ الكنيسة في نفس اليوم من إشعياء (38: 1- 6). عن شفاء حزقيا الملك وزيادة عمره 15 سنة. وهذا بلا شك إشارة إلى المخلع الذي سينتهي الأسبوع به، أن يسوع وهبه عمر ا جديدا ً وقال له لا تعد تخطئ لئلا يكون لك أشر. وما هي خطية حزقيا الملك ؟ إن حزقيا الملك بعد انتصاراته على سنحاريب، جاء إليه الملوك ليهنئوه... فجاء إليه ملك بابل فكشف حزقيا الملك أسراره الداخلية للعدو. إن جهادنا الروحي في الصوم الأربعيني ينبغي أن يكون في الخفاء ، كما أوصانا ربنا في الأسبوع الأول عن الصدقة والصلاة والصوم... كلها في الخفاء وكما علمنا إشعياء في الإصحاح الرابع أن لكل مجد غطاء (إش 4: 5). وأخيرا ً بكى حزقيا. فشفاه الله وكأنه يقول له لا تعد تخطئ لئلا يكون لك أش ر كما قال للمخلع. |
||||
18 - 03 - 2015, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 7612 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله بذاته سائر معنا في الرحلة وهي تبدأ من إشعياء 40 إلى إشعياء 43. وكلها تدور حول تعزيات الله وتأكيد ه لنا أنه بذاته سائر معنا في الطريق، وأنه يبارك جهادنا، وأنه الراعي الصالح لقطيع الصائمين في الرحلة، أنه سيجعلنا بركة للآخرين السالكين في الظلمة، وأنه سيسير معنا إلى نهاية الرحلة حتى في وسط النار لكي لا تؤذينا. وأترك لك أيها القارئ العزيز أن تتأمل بمهل في كل هذه الأمور فهي كلها مواعيد أكيدة أعطاها لك إلهك السائر معك في رحلة الكنيسة كلها في هذا الصوم. إنك لو تأملت في هذه التعزيات وثبتها في قلبك أو كما يقول الله لك في إشعياء "فمكنه بمسامير حتى لا يتقلقل"، . فبكل تأكيد ستصل إلى نهاية الرحلة مع الله الذي سيجتاز بك النار وغمر المياه. وإليك القليل من هذه الآيات: • " نادوها بأن جهادها قد كمل إن إثمها قد عفي عنه " (40: 1)، هذه أجمل تعزية للصائم في الرحلة وهي أن الرب يكمل جهاد. ويعفي عنه إثمه. • الله هو راعى الرحلة : "كراع يرعى قطيعه بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات" (40: 11)... هذا هو إلهنا الذي حمل الخروف الضال على منكبيه، وهو الذي حضن الابن الضال ، وهو الذي يقودنا في موكب معرفته ونصرته عالما ً بضعفنا أننا في مستوى الرضعان اللائي يعطلن المرضعات عن السير فيحمل الرضعان على كتفه ليعطى الفرصة للمرضعات للسير في الرحلة... إنها رحلة ما أجملها في رعاية الذي بذل نفسه عن الخراف. • الثبات في السير في الطريق : إشعياء يؤكد أن الله يثبت سيرنا. لا يكفيه اللحام على السندان بل يُمكنَّه بالمسامير حتى لا يتقلقل (41: 7). ربنا أوصانا أن نثبت فيه قائلًا: "أثبتوا فيَّ". هل رأيت تعبيرا ً أجمل من ذلك الذي ذكره إشعياء عن اللحام والتثبيت بالمسامير... ما أحوج السائر في الطريق أن لا ينظر للوراء ولا يهتم بأباطيل العالم المعطلة ولا يضطرب من تجربة العدو، ولا يخاف من الغد. بل يتأكد أنه ثابت بمسامير في الطريق ويقول مع المرتل: "توسع خطواتي فلم تتقلقل عقباي" (مز 18: 36). ما أجمل أن يثبت المخلع في المسيح ولا يعود يخطئ لئلا يكون له أشر. • الله بذاته سائر معنا طول الرحلة : هذا إيمان الكنيسة أن السيد المسيح صام عنا ومعنا أربعين يوما ً وأربعين ليلة، هو رئيس إيماننا ومكمله الذي يضيف صومه على صومنا فيجعله كاملًا مع أن صومنا ناقصا ً دائما ً. "لا تخف لأني معك لا تتلفت لأني إلهك". "قد أيدتك وأعنتك بيمين برى" (إش 41: 10). "لأني أنا الرب إلهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف أنا أعينك" (41: 13)... لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك أنت لي. إذا اجتزت في المياه فأنا معك وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك لأني أنا الرب إلهك مخلصك" (43: 1- 3). • "وأجعلك... نور للأمم ... وتخرج من بيت السجن الجالسين في الظلمة" (42: 6، 7). "وأسير العمى في طريق لم يعرفوها في مسالك لم يدروها أمشيهم". "أجعل الظلمة أمامهم نورا ً والموجات مستقيمة" (42: 16). هذه النبوات تشير للسيد المسيح رب المجد، وهي تشير إلى حال الكنيسة أو النفس التائبة المجاهدة في طريق الصوم. إنها تصير ونورا للعالم في وسط الظلمة وتجذب الآخرين للسير في طريق النور. |
||||
18 - 03 - 2015, 05:48 PM | رقم المشاركة : ( 7613 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إيمان السامريين به "فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين، بسبب كلام المرأة التي كانت تشهدأنه قال لي كل ما فعلت". [39] لم يرَ أهل سوخار معجزة ما، لكن ما اجتذبهم إلى السيد المسيح هو شخصه وحديثه الإلهي. تمتعوا بكلمة المسيح الواهبة الحياة، هذا ما سيؤكده الإنجيلي في الحقبة التالية... في حواره الأول السابق مع نيقوديموس القائد الديني ركز السيد على الميلاد الجديد بالمعمودية، وهنا يركز السيد على شخصه لكي يقبله الأمم ويتمتعوا بعمله الخلاصي. إن تطلعنا إلى ما يُقال بخصوص السامرة، والمرأة السامرية وبئر يعقوب فإنه ليس من الصعب أن نرى كيف أن هؤلاء الذين أُحبطوا بالتعاليم الباطلة تركوا مدينة آرائهم كما لكي يتمتعوا بالتعليم الصادق. وإذ تركوها آمنوا بحق بالتعليم الخلاصي بسبب امرأة واحدة سبق فقبلت تعليم الخلاص عند بئر يعقوب، وقد تركت جرتها السابقة المُشار إليها لكي تدعو الآخرين لكي ينتفعوا بنفس الطريقة[546]. العلامة أوريجينوس "فلما جاء إليه السامريون، سألوه أن يمكث عندهم، فمكث هناك يومين". [40] يرى العلامة أوريجينوس أن يسوع مكث معهم ليس في مدينتهم، إذ خرجوا إليه خارج مدينتهم [٣٠]، أي مكث في عقولهم. لم يذكر الكتاب أنه صنع آيات بينهم، إذ كانوا بسطاء محتاجين ومستعدين لسماع الكلمة، تعلقوا بالسيد المسيح من أجل الحق. ولم يطلبوا آيات لكي يتحققوا من شخصه كما طلب كثير من القيادات اليهودية. في إنجيل لوقا نجد سامريين رفضوا أن يعبر يسوع بمدينتهم (لو ٩: ٣٥). هنا نجد سامريين يسألونه أن يمكث معهم، ففي كل شعب نجد من يقبل الحق، ومن لا يطيقه. مع أن السيد المسيح كان في طريقه من اليهودية إلى الجليل، ومرّ عابرًا بالسامرة، فإنه إذ وجد فرصة للخدمة، وقبولًا للكلمة لم يرفض طلب السامريين بل مكث معهم يومين. * يبقى يسوع مع الذين يطلبونه، خاصة عندما يترك سائليه مدينتهم، ويأتون إلى يسوع، مقتدين بإبراهيم عندما أطاع الله الذي قال له: "أخرج من مدينتك ومن شعبك ومن بيت أبيك" (تك ١٢: ١)[547]. يبقى يسوع يومين مع الذين يسألونه، لأنهم لم يدركوا بعد يومه الثالث، إذ كانوا غير قادرين على إدراك أي شيء معجزي مثل هؤلاء الذين أكلوا مع يسوع في اليوم الثالث في عرس قانا الجليل (يو ٢: ١)[548]. العلامة أوريجينوس "فآمن به أكثر جدًا بسبب كلامه". [41] لقاؤهم مع السيد وهبهم نموًا في الإيمان وتزايدًا في عدد المؤمنين. * نال اليهود معرفة أكثر من السامريين، وتعرفوا دومًا على الأنبياء، وأكلوا معهم، فظهروا في هذا أنهم متأخرون عنهم، لأن هؤلاء السامريين آمنوا بالمسيح بناء على شهادة امرأة، دون أن يبصروا منه معجزة واحدة، وخرجوا مسرعين يطلبون من المسيح أن يقيم عندهم، أما اليهود فشاهدوا بأعينهم عجائبه، وليس أنهم لم يستبقوه معهم بل طردوه بعيدًا، واستخدموا كل وسيلة لاستبعاده عن بلادهم، مع أنه قد جاء أصلًا لأجلهم[549]. سيدين هؤلاء السامريون اليهود بإيمانهم بالمسيح وقبولهم إياه، لأن أولئك اليهود بعد كل أعماله وعجائبه قاوموه دفعات متصلة، أما السامريون فبدون آيات أظهروا إيمانهم به. القديس يوحنا الذهبي الفم "وقالوا للمرأة: إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن، لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم". [42] رؤيتهم للسيد المسيح وسماعهم له ثبَّت إيمانهم الذي تسلموه من المرأة، وانجذب كثيرون معهم في ذات الإيمان، كما تعرفوا عليه أنه ليس مخلص اليهود وحدهم ولا معهم السامريون فحسب، بل هو بالحقيقة مخلص العالم الذي قال عنه إشعياء النبي: "جعلتك نورًا للأمم، لتكون خلاصي إلى أقصى الأرض" (إش ٤٩: ٦). إيمانهم حمل يقينًا "بالحقيقة المسيح مخلص العالم"، وكما قالت ملكة سبأ لسليمان الملك: "صحيحًا كان الخبر الذي سمعته في أرضي عن أمورك وحكمتك، ولم أصدق، حتى جئت وأبصرت عيناي، فهوذا النصف لم أُخبر به" (١ مل ١٠: ٦-٧). هذه هي البذار التي غرسها السيد المسيح في السامرة في خلال يومين، نسمع بعد حوالي أربع أو خمس سنوات عن تبشير فيلبس في السامرة، حيث وجد بذارًا صالحة في الأرض (أع ٨: ٥-٦، ٨). كما وجد أيضًا أشرارًا مثل سيمون الساحر (أع ٨: ٩-١٠). تفوَّق الدارسون على معلمتهم، وصار لهم الحق في إدانة اليهود بقبولهم له وإيمانهم به... أدركوا في الحال أنه سوف يجتذب العالم إليه، وأنه جاء ليصنع خلاصًا لنا شاملًا، ولا تقتصر رعايته على اليهود وحدهم... إنه المخلص الحقيقي الذي يهب الخلاص الحقيقي الأبدي وليس الزمني.[550] القديس يوحنا الذهبي الفم لم يصفوا المسيح مخلصًا على بسيط ذات الوصف، لكنهم قالوا: "نحن نعلم أن هذا هوبالحقيقة المسيح مخلص العالم"، الواهب الخلاص الحقيقي لا الخلاص الوقتي فقط. وهذا القول كان عن إيمان خالص، والدليل على ذلك أولًا لأن إيمانهم كان خاليُا من عجائب شاهدوها. ثانيًا على الرغم من أنهم سمعوا المرأة قائلة في ارتياب "ألعل هذا هو المسيح" لم يقولوا إننا نظن أنه المسيح، لكنهم قالوا: "نحن نعلم أن هذا هوبالحقيقة المسيح مخلص العالم".فإنهم لم يعترفوا بالمسيح كأنه واحد من كثيرين، لكنهم أقروا أنه بالحقيقة المخلص، ومع أنهم لم يبصروه قد خلص، وإنما سمعوا كلامه قالوا هذا القول، فلو أنهم أبصروا عجائبه لقالوا أقوالًا كثيرة عظيمة. وإذ قالوا عن المسيح إنه مخلص العالم أوضحوا أنه مخلص العالم الضال. القديس يوحنا الذهبي الفم لقد جحدوا إيمانهم القائم على حديث المرأة، وذلك عندما اكتشفوا أن سماعهم للمخلص نفسه أفضل من هذا الإيمان. فقد عرفوا هم أيضًا "أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم" [٤٢]. حقًا إنه من الأفضل أن تكون شاهد عيان للكلمة، وأن تسمع له، دون استخدام الأعضاء الجسمانية وتدَّخل المعلمين، هذا الذي يعلم ويقدم صورًا أمام العقل لإظهار الحق بأكثر وضوح، أفضل من الاستماع للرسالة عنه خلال الخدام الذين رأوه بينما لا يراه الشخص ولم يستنر بقوته[551]. ليس بالأمر المدهش في الحقيقة أن البعض يُقال عنهم أن يسلكون بالإيمان لا بالعيان، وآخرين يسلكون بالعيان (الداخلي) الذي هو أعظم من السلوك بالإيمان (دون خبرة الرؤية الداخلية)[552] العلامة أوريجينوس |
||||
18 - 03 - 2015, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 7614 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ذهاب يسوع إلى الجليل قضى يومين في السامرة فآمن به السامريون، وقضى أيامًا كثيرة في الجليل ومع ذلك لم يؤمن به الجليليون... لم ينتظر السامريون آية، بل آمنوا بمجرد كلمته... بحديثه وحده آمن كثير من السامريين، وبالمعجزة التي فعلها لم يؤمن في الموضع سوى ذلك البيت[53][553]. القديس أغسطينوس "لأن يسوع نفسه شهد أن ليس لنبي كرامة في وطنه". [44] يرى البعض أن الإنجيلي يقصد أن يسوع ذهب إلى الجليل وليس الناصرة، وإن كان قد اعتاد السيد أن يذكر هذا المثل مشيرًا إلى وطنه "الناصرة" (مت ١٣: ٥٧؛ مر ٦: ٤؛ لو ٤: ٢٤). لم يذهب السيد المسيح إلى وطنه بل إلى الجليل ليس طلبًا للكرامة الزمنية، وإنما لأنه لا يقحم نفسه علي شعب يرفضه. حتى عندما ظهر لتلاميذه وسط العاصفة يقول الإنجيلي: "ولما قبلوه دخل السفينة". يشتهي السيد أن يعبر إلينا، ويدخل إلى مدينتنا، ويقود سفينة حياتنا، لكن ليس قهرًا بل عندما نطلبه. هذا ومن جانب آخر فإن الذين يطلبونه ويكرمونه يطلبهم ويكرمهم. "أكرم الذين يكرمونني، والذين يحتقرونني يصغرون" (أم 2: 30). إنه لجأ إلي الجليل بعد أن قدم كل فرصة ممكنة لشعبه ووطنه، إذ يقول: "بسطت يدي طول النهار إلي شعب متمرد" (إش 65: 2؛ رو 10: 21). * لماذا أضاف هذا (المثل)؟ لأنه لم يرحل إلي كفرناحوم بل إلي الجليل، ومن هناك إلى قانا. ولكي لا تسأل لماذا لم يمكث مع شعبه بل مع السامريين، أضاف الإنجيلي السبب، مظهرًا أنهم لم يكونوا يبالون به. لهذا لم يذهب إلي هناك، حتى لا تكون دينونتهم أعظم. لأنني أظن أنه يتحدث هنا عن كفرناحوم أنها "وطنه". ولكي يظهر أنه لم ينل كرامة هناك اسمعه يقول: "وأنت ياكفرناحوم المرتفعة إلى السماء، ستهبطين إلى الهاوية" (مت 11: 23). لقد دعاها وطنه، لأنه هناك حقق تدبير الكلمة (التجسد الإلهي) وسكن فيها علي وجه الخصوص[554]. القديس يوحنا الذهبي الفم "فلما جاء إلى الجليل قبله الجليليون، إذ كانوا قد عاينوا كل ما فعل في أورشليم في العيد، لأنهم هم أيضًا جاءوا إلى العيد". [45] قبله الجليليون بكونه المسيا الموعود به، وذلك بسبب ما رأوه من آيات وعجائب صنعها في أورشليم حين كان في عيد الفصح (يو ٢: ٢٣). * ها سامريون وجليليون قد آمنوا بالمسيح لخزى اليهود وتخجيلهم، فالسامريون وُجدوا أفضل من الجليليين، لأن أولئك السامريين قبلوه من كلام المرأة، أما الجليليون فقبلوه من معجزاته. يذكر الإنجيلي السامع بالمعجزة (تحويل الماء خمرًا في قانا الجليل) ليرفع من مديح السامريين، فقد قبله رجال قانا بسبب المعجزة التي تمت في أورشليم، ولم يكن هذا حال السامريين، إذ قبلوه من أجل تعليمه وحده[555]. القديس يوحنا الذهبي الفم "فجاء يسوع أيضًا إلى قانا الجليل حيث صنع الماء خمرًا، وكان خادم للملك ابنه مريض في كفرناحوم". [46] كانت قانا على الطريق من الناصرة إلى كفرناحوم وبحر طبرية. يرى العلامة أوريجينوس أن زيارتي يسوع إلى قانا الجليل تشيران إلى مجيئيه الأول والأخير. ففي المجيء الأول حول الماء خمرًا، وفي الثاني وهب الحياة لابن خادم الملك الذي أوشك على الموت. [توجد أيضًا زيارتان للكلمة في النفس. في الأولى يهبها خمرًا من الماء، لأجل بهجة الذين يعيدون معًا، والثانية فيها ينزع كل مرض لمدى طويل، وكل تهديد للموت[556].] * في الرحلة الأولى بعد عمادنا يجعلنا نحن الذين نسكن معه مبتهجين، واهبًا إيانا خمر قوته لكي نشرب. هذا الماء عندما سُحب أولًا صار خمرًا عندما حوَّله يسوع. لأن الكتاب المقدس كان بالحق ماءً قبل مجيء يسوع، ولكن منذ مجيئه صار لنا خمرًا. في زيارته الثانية حيث سلمه الله الدينونة، يحررنا من حمى وقت الدينونة. إنه يحل ابن الملك من الحمى، ويشفيه تمامًا، سواء يُفهم أنه ابن إبراهيم، أو ابن حاكم يدعى خادم الملك[557]. العلامة أوريجينوس * جاء إلي الجليل بسبب حسد اليهود، ولكن لماذا جاء إلى قانا؟ جاء إليها أولًا بكونه مدعو إلي عرس، ولكن لماذا جاء الآن؟ حسب ظني أنه جاء لكي بحضوره يثبت الإيمان الذي زرعه بمعجزته، ولكي يجتذبهم إليه أكثر بحضوره إليهم مدعوًا من نفسه، تاركًا مدينته ومفضلًا إياهم عنهم[558]. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
18 - 03 - 2015, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 7615 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شفاء ابن خادم الملك "هذا إذ سمع أن يسوع قد جاء من اليهودية إلى الجليل، انطلق إليه وسأله أن ينزل ويشفي ابنه، لأنه كان مشرفًا على الموت". [47] لم يفعل السيد المسيح شيئًا سوى أنه تكلم، مقدمًا كلماته واهبة للحياة، إذ كان الابن قد قارب الموت [47]. خادم الملك Basilibos، وهو حارس في القصر الملكي.يرى كثير من الدارسين أن الملك هنا هو هيرودس أنتيباس رئيس ربع علي الجليل، كان الشعب يدعوه "الملك". يرى القديس چيروم أن اسمه Palantinus، بينما يرى آخرون أنه خوزي Chuza (لو ٨: ٣) وهو زوج يونا السيدة التي كانت تتبع السيد المسيح مع النساء اللواتي كن يخدمنه من أموالهن الخاصة، وآخرون أنه مناين Manaen (أع ١٣: ١). جاء الوصف هنا دقيقًا، إذ يقول: "سأله أن ينزل..."، لأن السيد كان في قانا الجليل وهي علي هضبة عالية جدًا بينما كفرناحوم تقع على شاطئ بحر الجليل في مستوى البحر. هذا يؤكد أن الكاتب يدرك تمامًا طبيعة المنطقة. جاء خادم الملك من كفرناحوم إلى قانا، وهي مسافة تبلغ حوالي 16 ميلًا. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن هذا الشخص إما أن يكون من الأسرة الملكية، أو نال كرامة عظيمة بسبب وظيفته، لهذا لقب بالنبيل أو الشريف. كما يقول أن البعض يحسبونه ذات الشخص الوارد في مت 8: 5، لكن القديس يرفض ذلك، فإن الاختلاف بينهما ليس من جهة الكرامة فحسب، وإنما من جهة الإيمان أيضًا. فالوارد في إنجيل متى حتى عندما أراد يسوع أن يذهب إليه توسل إليه أن يبقى؛ أما هذا فقد طلب من السيد أن يأتي إلى بيته دون أن يسأل السيد هذا. الأول قال "لست مستحقًا أن تدخل تحت سقفي" والثاني حثه علي المجيء قائلا: "انزل قبل أن يموت ابني". في الحالة الأولى كان السيد نازلًا من الجبل داخلًا كفرناحوم، أما هنا فجاء من السامرة ولم يدخل كفرناحوم بل قانا حيث قابله الرجل. الأول كان خادمه مصابًا بفالج، أما هنا فابنه مصاب بحمى[559]. "فقال له يسوع: لا تؤمنون إن لم تروا آيات وعجائب". [48] لم يقل له السيد أنه ليس له إيمان، بل كان ضعيفًا في إيمانه. لم يكن قادرًا أن يؤمن بأن السيد يشفيه ما لم يحضر بنفسه من قانا إلى كفرناحوم.إنه الإيمان الضعيف الذي يقوم علي أساس المعجزات، وهو إيمان كثيرًا ما لا يتعدى العقل، لذا يتعرض للضعف والشك. هذا بخلاف الإيمان خلال إعلان الله للنفس، وتمتعها بأسرار الكلمة الإلهية. يتساءل القديس يوحنا الذهبي الفم لماذا قال السيد المسيح هذا مع أنه واضح أن هذا الشخص كان مؤمنًا، وما أن سمع كلمة من السيد المسيح حتى آمن [50]؟ ويجيب علي ذلك بقوله: [إما أنه استخدم هذه الكلمات لتزكية السامريين، لأنهم آمنوا دون آيات، أو لكي يلمس بها كفرناحوم التي يظن إنها وطنه، والتي جاء منها هذا الشخص. أضف إلى هذا ما قاله شخص ما "أؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني" (مر 9: 24). هكذا إن كان هذا الحاكم قد آمن، فإن إيمانه لم يكن كاملًا، أو لم يكن سليمًا، هذا يظهر من سؤاله عن الساعة التي فيها أخذ يتعافى[52]، ليعرف إن كان ما قد حدث طبيعيًا أم بناء على أمر المسيح[560]. "قال له خادم الملك: يا سيد انزل قبل أن يموت ابني". [49] مع إيمانه الذي جعله يتحرك ليقطع هذه الرحلة، ويلتقي مع السيد المسيح، تاركًا ابنه علي فراش الموت، لكنه في ضعف لم يدرك أنه يتحدث مع غالب الموت وواهب القيامة. في مرارة كان يتعجل تحرك السيد المسيح إلى بيته قبل أن يموت ابنه. لقد ملك الفزع علي قلب أب كاد أن يفقد ابنه، وقد أظهر السيد نوعًا من التباطؤ، ليس في عدم مشاركة لمشاعر الأب المرتعب من موت ابنه، وإنما لبنيان نفسه ونفوس كثيرة. يريد السيد أن يوجه أنظار الأب وكل من حوله إلى سرّ الحياة والقيامة، إلى شخصه كمخلص العالم. أما عمل الآية فيُعطى كهبة إضافية كمن يطلب ملكوت الله وبره. كثيرا ما تحدث القديس أغسطينوس عن ضعف علاقتنا بالله وانحرافها، حينما لا يشغلنا سوى التمتع بالنعم والبركات الزمنية من الله صانع الخيرات عوض الانشغال به واقتناءه في داخلنا. بنفس الروح يطالبنا القديس بولس ألا تكون علاقتنا بالقديسين مجرد علاقة للتمتع بمعونتهم، خاصة في حل المشاكل المادية أو المعنوية أو الاجتماعية، إنما في الدرجة الأولى علاقة حب داخلي كأساس للإقتداء بسيرتهم في المسيح يسوع. " انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم". * انظر إلى أقوال خادم الملك، كيف تبين ضعفه، لأنه كان واجبًا عليه أن يتصور في ربنا تصورًا عظيمًا من أجل ابنه. لأن بقوله للمسيح: "يا سيد انزل قبل أن يموت ابني" أنزله بمنزلة من هو ليس مقتدرًا أن يقيم ابنه بعد موته، وكما لو كان غير عارفٍ بحال الغلام. لهذا السبب فإن المسيح لامه، لامسًا ضميره، مظهرًا أن معجزاته تتم لحساب النفس. هنا يشفي الأب المريض في ذهنه لكي يحثنا أن نهتم به لا لأجل الآيات بل بتعليمه. فإن الآيات ليست للمؤمنين بل لغير المؤمنين[561]. القديس يوحنا الذهبي الفم * لديه إيمان قليل في ذاك، إذ ظنه لا يقدر أن يشفي ما لم يكون حاضرًا بالجسد. لو أنه آمن بالكامل لعرف أنه لا يوجد موضع ليس فيه الله حاضرًا... فالذي خلق كل شيء بإرادته يحقق الشفاء بمجرد أمر منه[562] البابا غريغوريوس (الكبير) "قال له يسوع: اذهب ابنك حي؟ فآمن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع وذهب". [50] اهتمام السيد المسيح بتوجيه خادم الملك إلي الإيمان الحي القوي لا يعنى تجاهله الجهد الذي بذله بحضوره إليه وقطعه هذه الرحلة، فإن مسيحنا لا ينسى تعب المحبة، ولا يتجاهل كأس ماء بارد يُقدم باسمه. هذا وهو الكلي الحب لا يتجاهل مشاعر أب يرى ابنه علي سرير الموت، وقد اعتصر قلب الآب. وأخيرًا فإن لجاجة الرجل لها تقديرها، إذ يطالبنا أن نصلي ولا نمل، وقد مدح الأرملة التي من أجل لجاجتها سمع لها القاضي الظالم. بقوله: "اذهب ابنك حي" أعلن سلطانه المطلق، فهو ملك الملوك ورب الأرباب له "الحياة في ذاته"، صاحب سلطان، ينتهر الأمراض فتهرب، والموت فيولي هاربًا. أما خادم الملك فيعرف ما للأوامر الملكية من سلطان وقوة، فلا تًقاس فيها. تقبل الكلمة كأمر ملكي وانطلق في يقين بلا جدال ولا حوار ليتمتع بهذا الكنز الثمين: الأمر الإلهي النافذ العمل! آمن القائد، لكن بقي الإيمان مشروطًا في داخله، وهو أن يتأكد بأن ابنه قد شُفي، لذلك قيل فيما بعد: "فآمن هو وبيته كله" (٥٣). "وفيما هو نازل استقبله عبيده وأخبروه قائلين: إن ابنك حيّ". [51] "فاستخبرهم عن الساعة التي فيها أخذ يتعافى، فقالوا لهأمس في الساعة السابعة تركته الحمى". [52] بسؤاله كشف خادم الملك عن ضعف إيمانه، لكن كما قيل عن السيد: "فتيلة مدخنة لا يطفئ، وقصبة مرضوضة لا يقصف" (مت 12: 20). إنه الراعي الذي يهتم بالخراف الضعيفة حتى يسندها، ويدخل بها إلى حظيرة الإيمان. "ففهم الآب أنه في تلك الساعة التي قال له فيها يسوعإن ابنك حي، فآمن هو وبيته كله". [53] "هذه أيضًا آية ثانية صنعها يسوع لما جاء من اليهودية إلى الجليل". [54] سبق فأشار الإنجيلي إلي معجزة تحويل الماء خمرًا عندما قال بأن يسوع جاء إلى قانا الجليل [46]، وها هنا يشير إليها بقوله: "هذه أيضًا آية ثانية صنعها يسوع..." وكأن الإنجيلي أراد أن يربط بين الآيتين، الأولي في بداية خدمة السيد المسيح حيث حوَّل العالم إلي عرس أبدي ليتمتع الكل بخمر محبة الله وفرح السماء الذي لا ينقطع. والثانية حيث أشرف ابن خادم الملك علي الموت، وغالبًا ما كان أمميًا، فوهبه الشفاء ليعلن أنه يطلب سلامة الشعب أو سلامة عروسه. تمجد السيد المسيح في المعجزة الأولى أمام صاحب العرس اليهودي، وتمجد هنا أمام الجموع التي جاءت في بيت خادم الملك الأممي. ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الإنجيلي ذكر هذا ليكشف عن سمو السامريين الذين آمنوا بالسيد المسيح دون أن يروا المعجزة الأولى أو الثانية، بل قبلوه من خلال تعليمه. يحوى هذا القول أيضًا مديحًا للسامريين، موضحًا أن اليهود بعد أن تمت "آية ثانية" لم يصلوا بعد إلى علو أولئك السامريين الذين لم يبصروا ولا آية واحدة. لم يذكر الإنجيلي كلمة "ثانية" بلا هدف، وإنما لكي يزيد من دهشة السامريين بإظهار أنه حتى عندما تمت آية ثانية فإن الذين شاهدوها لم يبلغوا بعد إلى سمو الذين لم يشاهدوها[563]. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
20 - 03 - 2015, 03:28 PM | رقم المشاركة : ( 7616 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي علاقة الإيمان بالمحبة ؟ (( سلام على الإخوة ومحبة بإيمان من الله الاب والرب يسوع المسيح .. اف 6 : 23 )) إن الإيمان والمحبة صفتان متلازمتان لا يمكن فصل الواحدة عن الأخرى بل هما متداخلتان متشابكتان , فالمؤمن يجب أن يكون مُحِباً والمُحِّب ينبغي أن يكون مؤمناً , ومفهوم المؤمن يعني انه يحب الله ويطيعه ويعمل بوصاياه , فالشخص الذي يدّعي الإيمان وهو لا يحب الآخر يعتبر إنسان منافق كاذب مرائي .. إذا قال أحدٌ : أنا أحب الله وهو يكره أخاهُ كان كاذباً , لان الذي لا يحب أخاه وهو يراه , لا يقدر أن يحب الله وهو لا يراه ( 1 يو 4 : 20 ) والشخص الذي يدعّي انه مُحِّب وبعيد عن الإيمان بالمسيح ووصاياه وتعاليمه وعمله ألكفاري على صليب المجد , ستكون محبته ناقِصة , لان المسيح هو نبع المحبة المتدفّق الصافي الذي يُفيض على الجميع بِنعمِهِ الوفيرة والغزيرة , ولان المسيح جسّد المحبة عندما قبل وخضع لمشيئة الله الآب وقبل موت الصليب ليتمّم المشروع ألخلاصي , وكذلك بيّن الله الآب محبته الكبيرة لنا والتي تفوق العقل البشري المحدود , بأن ضحّى بابنه الوحيد حتى يكون جسر عبور وخلاص إليهِ وواسطة مصالحة معه .. فالإنسان الذي لا يغرف المحبة من نبعها الأصلي لا يدرك سرّها وعظمتها ولا يتمكن أن يعيشها , إلاّ أن تكون حيّة في داخلهِ في قلبهِ . من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حيّ (يو 7 : 38 ) لان المحبة مبادرة من الله ومحبتنا هي رد فعل ومبادلة لمحبته .. تلك هي المحبة , نحنُ ما أحببنا الله , بل هو الذي أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا (1 يو 4 : 10) فعلينا أن نحب لأن الله أحبنا أولا (1 يو 4 : 19 ) بكل تأكيد هناك أُناس يحبّون لكنهم بذات الوقت غير مؤمنين الإيمان الحق (المبني على قبول المسيح مُخلِّصاً وفادياً ورباً ) بل مبني على ضمائرهم أو عقائدهم التي هي انعكاس بسيط لصورة المسيح الباهرة المُشِّعة . لكن ليس هناك أناس مؤمنون الإيمان الحق وبذات الوقت لا يحبون ... وصية المسيح لنا : مَن أحب الله أحبَّ أخاهُ أيضاً ( 1 يو 4 : 21) فالإنسان يتدرّج في نموِّهِ المعرفي الروحي في حياته (بالدنيا) سالكاً درب الإيمان فَيَصِل إلى الرجاء فالمحبة بدرجاتها , لكن بعد الانتقال , دور الإيمان والرجاء ينتهي , لان المؤمن يكون قد وصل إلى الملكوت حيث المحبة المطلقة التي ستبقى إلى اللانهاية حيث مملكة الله الأبدية , فلذلك قال الرسول .. أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة ..(1كو 13: 13 ) وأعمال المحبة يجب أن تكون ثِمار الإيمان , أي إيمان مشبّع بروح المحبة والتي تُترجَم (في حياة المؤمن) لأعمال صالحة مع الآخر وعلاقة عهد حيّة صادقة أمينة مستمرة ومتواصلة مع الله لأنه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا ولا الغرلة بل الأيمان العامل بالمحبة ( غل 5: 6 ) منقول |
||||
20 - 03 - 2015, 03:33 PM | رقم المشاركة : ( 7617 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
امتحن نفسك هل تحب الله من قلبك
أن كنت تسأل الله في صلاتك أن يسكب في قلبك محبته، وأنت دائماً تقول أحبك يا رب يا قوتي وأومن بك واثق في وعدك بأن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبونك، ولتعطني غيرة المحبة الطاهرة على هيكلك أي جسدي هذا ليكون طاهراً بطُهر المحبة، حتى أرفض الخطية تماماً وأحيا لك بإخلاص في سرّ التقوى، ومع ذلك حينما تأتي الأوجاع والآلام وأمراض الجسد عليك فأنك تتذمر وتتمرد على الله ولا تتحملها بصبر واضعاً ثقتك في محبته لأنك عزمت أن تستودع نفسك لخالق أمين، فأنت بذلك صدقت ما نطقت به كاذباً أنك تحب الله محبة شديدة وتثق به، فتذمرك فضح كذب قلبك، فتب توبة صادقة ولا تحزن حينما يصيبك البلايا وتفقد إيمانك في جود الرب وصلاحه، ولا تنظر نظرة الغير عارفي الله الحي، وترى أنك مرفوض وطريد فتنسب بجهالة الظلم لله وتعتقد أنه يعاملك بقسوة وينتقم منك أو يُريد أن يذل نفسك ويسحقك، فهذا هو فكر غير عارفي الحق والذين ليس لهم شركة مع الله المحبة...+ أجعلني كخاتم على قلبك، كخاتم على ساعدك، لأن المحبة قوية كالموت، الغيرة قاسية كالهاوية، لهيبها لهيب نار لظى الرب (نشيد 8: 6) فأن كنت تحب الله فعلاً ولك إيمان حي وثقة في كلمته، ففي أشد نوبات المرض وأشد الأوجاع التي تأتي عليك، فأنك تستودع نفسك لخالق أمين بكل ثقة المحبة، وتُسلم له نفسك بالتمام كما أعطى إبراهيم ابنه اسحق ذبيحة بكل رضا وقبول وبدون تأخير أو تلكُأ وعن طيب خاطر بلا تذمر أو قلق، بل وثق في الله من أعطاه ابنه، هكذا ثق في الله الذي أعطاك كل شيء حتى ذاته لأجل حياتك وخلاص نفسك، وبذلك يَظهر إيمانك الحي بالله وتزداد محبة ويرتاح الله فيك ويشع فيك نوره ومجده، لأن الله أقسم لإبراهيم بالبركة حينما أطاعه وقدم أغلى ما عنده بلا تردد، وبذلك أصبح عن جدارة أباً للإيمان وشهادة حيه عن كيف تكون المحبة الحقيقية لله على مستوى الواقع العملي المُعاش. |
||||
20 - 03 - 2015, 03:34 PM | رقم المشاركة : ( 7618 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هامة في الحياة الروحية لخلاص النفس آمن بكل قلبك بنعمة الله المُخلِّصة وتمسك بها ولا تدع عطية الله تكون فيك باطلاً، فأنت أخذت نعمة التجديد بالروح القدس، فلا تطفأ روح الله بتكاسلك وإهمالك بأن تأتي دائماً لتقف في الصلاة أمام شمس البرّ ليشع فيك نوره ويبدد ظلمة نفسك الداخلية ويهبك الصحة والعافية الروحية ويزيل من داخلك كل الشوائب المؤلمة للنفس والأوجاع المُمرضة الناتجة عن خبرة الشر القديمة قبل توبتك...لا تتعلق بالعالم من جهة شهوة العيون والجسد وتعظم المعيشة، لأنك حينما تتحرر ولا تجذبك هذه الشهوات وكرست وقتك الذي يضيع فيها للصلاة والتمتع بكلمة الحياة الخارجة من فم الله، فسيُضيئ نور المسيح فيك ويشتعل قلبك بنار الروح القدس وتعيش كل لحظة بالثالوث القدوس المُحيي، لأنك ستحيا بالوصية بقوة المسيح الذي يشعها فيك، وتزداد محبتك له لأن الرب قال: + أن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً (يوحنا 14: 23)غرض حياتنا هو الاتحاد بالله في هذه الحياة الحاضرة الآن، وذلك بالإيمان والرجاء والمحبة وبالكمال في الحياة الآتية عند استعلان يسوع المسيح في مجيئه حسب وعده الصادق، ولكن للأسف كثيراً ما نلوي هذه الحقيقة إذ نتحد في قلوبنا بأشياء متنوعة كثيرة تبعدنا عن هذا القصد وتشدنا لأسفل وتُقيدنا، فنتوه ونحيد عن الطريق المستقيم ونظل منشغلين في المأكل والمشرب وحاجات الجسد وتمتعه الوقتي، بل وأحياناً بالمعرفة حتى الروحية والفكرية حتى ننسى الله تماماً كشخص حي وحضور مُحيي، فلا نقف أمامه ولا نستقبل كلامه كروح وحياة وشفاء وعلاج فعال للنفس، وقوة تطهير وتنقية لمعاينة مجده، وبذلك نشوه صورته فينا ونضعف إنساننا الجديد ونُطفأ الروح القدس وبذلك نخضع لعدو الخير وفي النهاية نعود لخطايانا القديمة حتى تتفاقم وتكثر ومن كثرة الإثم تبرد محبتنا، وان استمرينا في هذا بدون أن ننتبه سنتجمد وقد تصعب جداً عودتنا لله مرة أخرى وندخل في حالة قساوة القلب في عدم توبة لذلك قال الرسول: + انظروا أيها الإخوة أن لا يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان في الارتداد عن الله الحي (عبرانيين 3: 12) |
||||
20 - 03 - 2015, 03:36 PM | رقم المشاركة : ( 7619 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
س: في الاناجيل ترد على لسان الرب: من له اذنان للسمع فليسمع .. مثلاً، كما في متى 10 : 15 اما في رؤيا يوحنا، الاذنان، تصبح اذناً واحدة، كما في رؤ 3 : 22، هل السبب هو اختلاف التوقيت، في الاناجيل هو: زمن التوبة والخلاص، وفي الرؤيا زمن: الحساب والدينونة؟ ام هناك تفسيراً آخر؟ سلام لشخصك العزيز، هو المضمون واحد من جهة السمع وبالطبع له علاقة بالتأديب أولاً ثم الدينونة، والسمع في الأساس له علاقة بالإصغاء وتمييز صوت الله والعمل بالكلمة، لأن السمع في الكتاب المقدس يعني الإصغاء بالأذن الداخلية الروحية التي انفتحت على صوت الروح القدس لأجل الطاعة، لأن الإنسان الذي تاب ودخل في الحياة المقدسة مع الله الحي بالتوبة والإيمان يسمع بالأذن الروحية لكي يطيع، يسمع = يطيع، فالسمع لأجل الإصغاء للروح القدس للطاعة، لأن كل من يطيع تنضبط حياته ويحيا لله وفق إرادته ومشيئته المعلنة في كلمته، لأن الرب نفسه بيكلمنا في الإنجيل لكي نطيع صوته، وحتى على مستوى العهد القديم كان الرب يُريد أم الشعب يسمع صوته ويطيعه لأجل أن يخلصهم وينجيهم: + فقال أن كنت تسمع لصوت الرب إلهك وتصنع الحق في عينيه وتصغي إلى وصاياه وتحفظ جميع فرائضه فمرضاً ما مما وضعته على المصريين لا أضع عليك فإني أنا الرب شافيك (خروج 15: 26)* وعلى مستوى العهد الجديد: + لماذا لا تفهمون كلامي لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا قولي (يوحنا 8: 43) |
||||
20 - 03 - 2015, 03:38 PM | رقم المشاركة : ( 7620 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سؤال بيدور فى بالى ونفسى اﻻقى ليه اجابة مقنعة فى ايه فى اﻻنجيل بتقول من اراد احد ان يأتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى كلنا دايما بنقول ان حمل الصليب انى استحمل المرض او اﻻلم لكن معنى حمل الصليب شايفاه اعمق من كده ماهوالمقصود بحمل الصليب ؟؟؟؟؟ الرب: [ قال للجميع أن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني... و من لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً ] (لوقا 9: 23؛ 14: 27) طبعاً لو دققنا في الكلام سنجد أن هناك إنكار النفس، وحمل الصليب باختيارنا وإرادتنا، أما من جهة المرض فهو ليس بإرادتنا وليس باختيار أحد ولا هو يجعل أحد يضطهدني، لأن المرض بيأتي على الجميع في كل مكان ولكل إنسان بسبب عوامل الفساد التي في الطبيعة، وهذا ليس صليب في ذاته، ولكن احتماله بشكر يُظهر صدق النفس في ثقتها ومحبتها للمسيح الرب، لأن الذي يحتمل المرض بالشكر وصبر فهو واثق في محبة الله لأن عن طريق المرض التعب يتحول إلى تعزية بتنقية النفس، لأن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله المدعوين حسب قصده، لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابيهن صورة ابنه... وحينما يكون هذا وعي الإ نسان الحقيقي فأنه يحتمل ألم المرض، لأن في أمراض الجسد يظهر صبر النفس وثقتها في الله أبوها، لأن لما الإنسان يأتي عليه المرض بيصلي أن الله يرفع عنه هذا المرض، ولكن أحيناً لا يرفعه الله يا إما لحماية الإنسان من الكبرياء، أو لأجل تهذيب النفس أو تزكيتها أو تأديبها، لكن حمل الصليب لا نُصلي أن يرفعه الله عنا بل نحمله ونتقبله باختيارنا عن وعي ومسرة أننا نسير خلف المسيح لذلك قال الرسول: [ فلنخرج إذاً إليه خارج المحلة حاملين عاره ] (عبرانيين 13: 13) فالصيب عار، غير المرض لأن المرض ليس عار ولا يتبرأ أحد من شخص مريض أو ينظر إليه نظرة ازدراء، لكن مكتوب عن عار الصليب:
ويطرس الرسول يوضح عملياً معنى الصليب وحمله في كلامة في رسالتة الأولى قائلاً: [ أيها الأحباء لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة لأجل امتحانكم كأنه أصابكم أمرٌ غريب. بل كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضاً مبتهجين. أن عُيرتم باسم المسيح فطوبى لكم، لأن روح المجد والله يحل عليكم، أما من جهتهم فيجدف عليه وأما من جهتكم فيمجد. فلا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق أو فاعل شرّ أو متداخل في أمور غيره. ولكن أن كان كمسيحي فلا يخجل بل يُمجد الله من هذا القبيل ] (1بطرس 4: 12 - 16) فواضح هنا معنى الصليب، وهو قبول الاضطهاد وعدم قبول الناس لنا لأننا نتبع المسيح بإخلاص وامانة، وحتى لو انا تبت فأن تعييرات من كانوا معي في حياة الشرّ ستنصب عليا، وايضاً الغير قابلين للتقوى سيرفضونيي، وأيضاً لو كنت امين في خدمتي سيحدث رفض بل ربما طرد وتعييرات لا تنتهي، فأن لم أنكر نفسي واقبل الصليب وانحني مع المسيح واقبل التعييرات فأني سأتمرد على الله ولن أصير تلميذاً للمسيح حسب قوله، لأنتي ساتضايق جداً ولن اقبل تعييرات الناس:
|
||||