منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 03 - 2015, 06:49 PM   رقم المشاركة : ( 7601 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصوم الكبير
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الصوم الكبير تبلغ* ‬مدته* ‬55* ‬يوما دعي بالكبير لأنه يحتوي علي ثلاث أصوام هي*: ‬أسبوع الاستعداد أو بدل السبوت*.. ‬والأربعين يوما المقدسة التي صامها الرب يسوع صوما انقطاعيا وأسبوع الآلام*.‬

وفي هذا الصوم لا يؤكل السمك الذي يؤكل في الصوم الصغير* "‬صوم الميلاد*" ‬وذلك زيادة في التقشف والتذلل أمام الله ونحن نمضي من وراء السيد المسيح مشاركين له في صومه عنا وفي تألمه وموته من أجلنا وهكذا نحمل الصليب معه بقدر استطاعتنا*.. ‬ويختلف موعد هذا الصوم من عام إلي آخر بحسب تاريخ يوم عيد القيامة المجيد الذي يحدد في أي سنة من السنين بحسب قاعدة حسابية مضبوطة بحيث لا يأتي قبل يوم ذبح خروف الفصح أو معه وإنما في يوم الأحد التالي له حسب تعاليم كنيسة الإسكندرية والتي تبعها العالم كله في القرون الأولي للمسيحية بحيث لا يأتي المرموز إليه قبل الرمز وبحيث لا نعيد مع اليهود،* ‬مع الاحتفاظ بيومي الجمعة لتذكار صلب السيد المسيح والأحد لقيامته*.‬

ولابد في الصوم من الانقطاع عن الطعام لفترة من الوقت،* ‬وفترة الانقطاع هذه تختلف من شخص إلي آخر بحسب درجته الروحية واختلاف الصائمين في سنهم واختلافهم أيضًا في نوعية عملهم ولمن لا يستطيع الانقطاع حتي الساعة الثالثة من النهار فإن فترة الانقطاع تكون بحسب إرشاد الأب الكاهن*.‬

وأيضًا فإن الأب الكاهن هو الذي يحدد الحالات التي تصرح فيها الكنيسة للشخص بعدم الصوم ومن أهمها حالات المرض والضعف الشديد*.‬

أما عن الأسماء التي تعرف بها أسابيع الصوم الكبير فهي تتفق مع قراءات هذه الأسابيع فقد قسمت الكنيسة الصوم الكبير إلي سبعة أسابيع يبدأ كل منها يوم الاثنين وينتهي يوم الأحد،* ‬وجعلت لأيام كل أسبوع قراءات خاصة ترتبط ببعضها البعض ويتألف منها موضوع عام واحد هو موضوع الأسبوع*.‬

وموضوعات الأسابيع السبعة هي عناصر لموضوع واحد أعم هو الذي تدور حوله قراءات الصوم الكبير كلها وهو* "‬قبول المخلص للتائبين*".‬

الأحد الأول يدعي أحد الكنوز أو الهداية إلي ملكوت الله*: ‬فيه تبدأ الكنيسة بتحويل أنظار أبنائها عن عبادة المال إلي عبادة الله وإلي أن يكنزوا كنوزهم في السماء*.‬

الأحد الثاني أحد التجربة*: ‬تعلمنا فيه الكنيسة كيف ننتصر علي إبليس علي مثال ربنا يسوع الذي انتصر عليه بانتصاره علي العثرات الثلاث التي يحاربنا بها وهي الأكل* "‬شهوة الجسد*" ‬والمقتنيات* "‬شهوة العيون*" ‬والمجد الباطل* "‬شهوة تعظم المعيشة*".‬

الأحد الثالث أحد الابن الشاطر*: ‬فيه نري كيف يتحنن الله ويقبل الخاطئ علي مثال الابن الضال الذي عاد إلي أبيه*.‬

الأحد الرابع أحد السامرية*: ‬يشير إلي تسليح الخاطئ بكلمة الله*.‬

الأحد الخامس أحد المخلع*: ‬يرمز إلي الخاطئ الذي هدته الخطيئة وقد شدده المخلص وشفاه*.‬

الأحد السادس أحد التناصر*: ‬فيه تفتيح عيني الأعمي رمزا إلي الاستنارة بالمعمودية*..
الأحد السابع أحد الشعانين*: ‬فيه نستقبل السيد المسيح ملكا*.. ‬ونختتم بعيد القيامة المجيد*.‬

 
قديم 13 - 03 - 2015, 06:50 PM   رقم المشاركة : ( 7602 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السهر والحذر من التجارب اليومية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



يتطلب السهر الروحي الكفاح ضد التجارب اليومية وهذا لا يأتي إلا من واقع محبة النفس لظهور يسوع على سُحب المجد : [ عالمين هذا أنهُ سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات أنفسهم وقائلين أين هو موعد مجيئه ، لأنهُ من حين رقد الآباء كل شيء باقٍ هكذا منذ بدء الخليقة ...
ولكن لا يُخفى عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء أن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة ، وألف سنة كيومٍ واحد . لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يُهلك أُناس ، بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة ، ولكن سيأتي كلصٍ في الليل يوم الرب ، الذي فيه تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر مُحترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها ، فبما أن هذه كلها تنحل ،أي أُناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مُقدسة وتقوى منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب ... ] (2بطر3: 3 – 4 و 8 – 12)



وفي الوقت الذي كان ينبغي أن يسهر فيه التلاميذ كانوا نياماً وهذا يُمثل الزمان الأخير : [ أسهروا وصلوا لئلا تدخلوا [ تقعوا ] في تجربة ، أما الروح فنشيط [ يُريد بنشاط ورضا كامل ] أما الجسد فضعيف [ واهن ، مرتخي ] ] (مت26: 41)


فعلينا أن نكون متيقظين ، صاحين ومنتبهين ، غير متكاسلين في الجهاد والاجتهاد ضد التجارب المتنوعة صارخين إلى الرب ليلاً ونهاراً كما علمنا : [ ولا تدخلنا في تجربة لكن نجينا من الشرير ] (مت6: 13)



– السهر وأخطار الحياة الحاضرة

أن حياتنا الحاضرة مملوءة بالأخطار الشديدة بسبب أن العالم موضوع في الشرير ، ولا زال في كل تقدم – من جيل لجيل – يزداد سوء في الشر والفساد حتى أن الخطية تظهر خاطئة جداً ومدمرة لكل قوى الإنسان ، وتزداد في العنف والشدة وعلى الأخص في جيلنا هذا ، فينبغي علينا – لو كنا نؤمن إيمان حي بالمسيح الرب – أن نستيقظ ونسهر : [ أصحوا واسهروا (كونوا صالحين ساهرين ، حذرين ومنتبهين) لأن إبليس خصمكم كأسدٍ زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو (يبحث ويفتش عن فريسة له) ، فقاوموه راسخين (ثبات دائم بحزم ) في الإيمان .. ] (1بطر5: 8 و9)


[ أسهروا أثبتوا في الإيمان كونوا رجالاً تقووا ] (1كور16: 13)
والمعنى في الآية يأتي هكذا [ استيقظوا وانتبهوا بشدة صامدين بحراسة قوية ، ثابتين وراسخين في الإيمان ، كونوا شجعان بواسل كرجال أقوياء ، أو بمعنى أدق : تصرفوا كرجل جريء باسل وشجاع ]
[ واظبوا (بمداومة) على الصلاة ساهرين فيها (مع) الشكر ] (كو4: 2)



عموماً فأن السهر الروحي واليقظة من متطلبات الإيمان الجوهرية للاستعداد لمجيء الرب ثانية ، وهي الطابع والسلوك المُميز للمسيحي الحقيقي الذي ينبغي لهُ أن يُقاوم برودة وجحود الأيام الأخيرة الذي فيها تفشى الشر بصورة مركزة ، حتى أنه قُنن وصار هو الصحيح عند الناس بحجة الحرية ...


فعلى المسيحي أن يظل مستعداً كل لحظة لاستقبال المسيح له المجد الذي سيأتي سريعاً حسب وعده ، وينبغي الهروب السريع والدائم من الفساد الذي في العالم : [ كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة اللذين بهما قد وَهَبَ لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا شركاء الطبيعة ألإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة ، ولهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد ، قدموا في إيمانكم فضيلة ، وفي الفضيلة معرفة ، وفي المعرفة تعففاً ، وفي التعفف صبراً ، وفي الصبر تقوى ، وفي التقوى مودة أخويه ، وفي المودة الأخوية محبة ، لأن هذه إذاً كانت فيكم وكثُرت تُصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح ] (2بط1: 3 – 8)



يقول الشيخ الروحاني (القديس يوحنا سابا) : [ لا يدخل مدينة الروحانيين مَن كانت لهُ صلة بالعالم وبشهوة العالم . لا يدخلها إلا كل من يُمقت دالة الناس وغرور الحياة .


فكل من انطلقت في نفسه وفي عظامه محبة المسيح ، لا يقدر أن يحتمل قذارة الشهوة المرذولة ، وكل من صار رفيق الملائكة واستُأنس بأسرارهم لا يقدر أن يحتمل عِشرة العالم ومكائده . وكل من ربط عقله بالله والانشغال بالسماء لا يستطيع أن يربط عقله بالعالم والانشغال بالأرض ] ( حياة الصلاة فصل 1: 421)
 
قديم 13 - 03 - 2015, 06:52 PM   رقم المشاركة : ( 7603 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الناموس والنعمة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يتعين علينا أن نورد هنا عبارتين كتابيتين تلقيان الضوء على هذا الموضوع وهما:

"أن الناموس بموسى أُعطي. أما النعمة والحق بيسوع المسيح صارا" (يو1: 17)

و"الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة" (رو6: 14)

وأولى هاتين العبارتين تُرينا التغيير التدبيري العظيم الذي حدث بمجيء ربنا يسوع المسيح، والعبارة الثانية تُرينا نتيجة هذا التغيير بالنسبة للمؤمن لأنه تحت هذا التدبير الجديد يحصل المؤمن على حرية من عبودية الخطية.

من وجهة نظر واحدة، الناموس والنعمة متشابهان، لأن كليهما يضعان أمامنا مستوى رفيعاً سامياً- رغم أنه حتى في هذا، تزيد النعمة وتسمو. أما في سائر النواحي الأخرى فهما متعارضان تماماً.

على جبل سيناء أُعطي ناموس موسى (خر19و20). والله الذي لم يكن يُعرف إلا قليلاً- لأنه كان محجوباً وراء ظلام كثيف، قد وُضع بتفصيل واضح مطاليبه المقدسة العادلة. فإذا أطاعها الناس، تباركوا، وإذا هم عصوها وقعوا تحت لعنة الناموس (غل3: 10). وفي الحقيقة الناموس كُسر وحقَّت اللعنة عليهم قبل أن يصل لوحا الحجر إلى الشعب (خر32). وفي الإصحاح التالي نقرأ كيف تعامل الله معهم بالرحمة، ولولا أنهم عوملوا بالرحمة لهلكوا في الحال.

والنعمة من جهة أخرى، معناها أن الله إذ أعلن لنا عن ذاته تماماً في ابنه فإن جميع مطاليبه العادلة والمقدسة قد وُفيت بموت المسيح وقيامته حتى أن البركة جاهزة وفي متناول الجميع- كل من يؤمن له غفران الخطايا وعطية الروح القدس حتى بقوة الروح القدس يتشكل المؤمنون كما يحق لذلك المستوى الرفيع الذي لو ليس شيئاً أقل من المسيح نفسه.

إذاً فجوهر الناموس هو المطالبة والمساءلة وجوهر النعمة هو المنح والعطاء.

تحت الناموس، الله، إن جاز القول، يواجهنا قائلاً "قدم لي محبتك وفروض الطاعة" أما تحت النعمة فالله يواجهنا وبيد ممدودة ملآنة بالعطايا قائلاً "خذوا تقبلوا محبتي لكم وقوتي المخلصة".

الناموس يقول (اعمل وخذ الحياة) أما النعمة فتقول (خُذ حياة واعمل).

والآن نحن المؤمنين، كما سبق القول لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة فكيف حدث هذا؟ نقرأ في (غل4: 4و5) "لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني".. فالتغيير الذي حدث يتركز في كلمة واحدة هي "ليفتدي". وابن الله لكي يفتدي الذين تحت الناموس كان يلزم أن يموت. نعم لكي يحصل فداء يلزم موت الفادي. كان يلزم أن يصير المسيح لعنة لأجلنا بموته على الخشبة (غل3: 13) من هنا تعين على المؤمن أن يحسب نفسه أنه "قد مات للناموس" (رو7: 4) إنه قد مات بموت الذي مات بديلاً عنه- الرب يسوع المسيح- ونلاحظ أن الناموس (القانون الإلهي الأدبي) لم يمت، بل على العكس، لم يتعظم جلال الناموس ولم تُراع قدسيته، مثلما تعظم واحتُرم عندما مات المسيح تحت لعنته. حينئذ حدث أمران أولهما أن الناموس وقد تعظم، وتنفذ حكم لعنته، فإن الله أعلن عن نعمته لكل بشر. والأمر الثاني هو أن المؤمن بموت المسيح قد مات للناموس بموت هذا البديل العظيم، وله أن يستعمل لغة الكتاب "ليصير الآخر للذي قد أُقيم من الأموات" أي أنه الآن تحكمه سلطة شخص آخر هو شخص ابن الله المُقام من الأموات، وترتبط بهذين الأمرين حقيقتان عظيمتان. الأولى هي أن الناموس ليس هو قاعدة تبرير الخاطئ. إنه يتبرر بالنعمة بدم المسيح، بالإيمان. وهذا فصّله الوحي تفصيلاً بالبرهان المُقنع في (رو3و4)، والثانية هي أن الناموس ليس هو قاعدة سلوك المؤمن في الحياة، بل القياس هو المسيح. فارتباطنا الآن ليس بالناموس بل بالمسيح، وهذا مفصل بكل وضوح في (غل3و4).

لقد ابتدأ الغلاطيون المؤمنون بداءة حسنة لقد تجددوا بواسطة إنجيل نعمة الله الذي كرز لهم به الرسول بولس. وبعد ذلك دخل إليهم جماعة غيورون للناموس. وعَلّموا بوجوب الختان وحفظ الناموس. ووقع الغلاطيون في هذا الفخ أما جواب بولس فكان هكذا: "إن الناموس كان ترتيباً مؤقتاً" (ص3: 17) أُدخل لكي يكشف للشعب القديم تعدياتهم، وكانت مهمته مثل مهمة "المُؤدِّب" أي مهمة ناظر المدرسة الذي من اختصاصه تأديب وتهذيب تلامذته إلى أن يجيء المسيح (ص3: 19و24). أما وقد جاء المسيح، وتم الفداء، وأُعطي الروح القدس: فإن المؤمن يترك مركز التلميذ القاصر أو مركز العبد ويحتل مركز الابن في عائلة الله، وبذلك يأخذ مكانه في حرية النعمة (ص6: 1-7).

وبقدر ما أن مستوى النعمة الذي رُفعنا إليه أعلى جداً من مستوى الناموس الذي تركناه، فإن الرجوع مرة أخرى ولو بالفكر إلى ما تركناه، إنما يعني السقوط من النعمة. وهكذا يقول الرسول لمن فعلوا هكذا "قد تَبَطّلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس سقطتم من النعمة".

إن مثل الابن الضال يُصور هذه النقطة. لأن أسمى ما وصل إليه فكر الابن الراجع من ضلاله لم يرتفع أكثر من مستوى الناموس، عندما قال في نفسه أقول لأبي "اجعلني كأحد أجراك" لكنه مع ذلك، قوبل بنعمة خالصة وأُعطي في البيت مركز الابن. ولنفرض أنه بعد أيام قليلة، قام هذا الابن، تحت زعم منه بأنه يريد أن يحتفظ بالامتيازات التي أُعطيت له مجاناً، وراح يشتغل في البيت كواحد من الخدم ملتزماً بقوانين الخدمة التي يلتزم بها المأجورون في البيت. فماذا تكون الحال؟ هذا الشخص يكون قد سقط من النعمة، وأحزن قلب أبيه، لأن هذا التصرف من جانب الابن يعني تماماً أنه لا يثق في موقف أبيه منه. لذلك "حسن أن يُثبَّت القلب بالنعمة" (عب13: 9).

والآن نستكمل توضيح هذا الموضوع بطرح بعض الأسئلة. يقول قائل: ما رأيك فيما يقول البعض من أن النعمة جاءت لتساعدنا على حفظ الناموس حتى بحفظه يمكن أن ندخل السماء؟

هذا الفكر يتعارض تماماً مع الكتاب، فإن فكرة دخول السماء على أساس حفظ الناموس هي أكذوبة. جاء مرة ناموسي يسأل الرب "ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية"؟ فقال له الرب "ما هو مكتوب في الناموس. كيف تقرأ"؟ وكانت إجابة الناموسي تلخيصاً للناموس تلخيصاً صحيحاً فقال له الرب "بالصواب أجبت افعل هذا فتحيا" (لو10: 25-28) ولم يقل الرب كلمة واحدة مفردة عن دخول السماء. بل قال "افعل هذا فتحيا" فالحياة على الأرض هي مكافأة حفظ الناموس، ثم أن النعمة جاءت ليس لكي تساعدنا على حفظ الناموس بل جاءت لنا بالخلاص من لعنة الناموس إذ قد حمل اللعنة شخص آخر نيابة عنا. هذا الأمر يفصّله الإصحاح الثالث من رسالة غلاطية بكل وضوح. ولزيادة التأكيد لنقرأ (رو3) مع ملاحظة أنه لما أدان الناموس كل إنسان، وبذلك استد كل فم، برزت النعمة ليتبرر الخطاة مجاناً بدون الناموس (رو3: 20-24) وأخيرا لنقرأ أيضاً (1تي1) حيث الناموس قد وضع للخطاة والدنسين أما إنجيل النعمة فيُقدّم يسوع المسيح الذي "جاء إلى العالم ليخلص الخطاة" وليس ليساعد الخطاة على حفظ الناموس لكي يحاولوا تخليص أنفسهم.

حسناً، إذا كان الناموس لم يُعط لنا لنحفظه وبذلك نتبرر فلماذا أعطي إذاً؟ على هذا السؤال يجاوب الكتاب قائلاً: "نحن نعلم أن كل ما يقوله الناموس فهو يكلم به الذين في الناموس لكي يستد كل فم ويصير كل العالم تحت قصاص من الله" (رو3: 19)". "وأما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية" (رو5: 20). "فلماذا الناموس؟ (أي ما المنفعة من الناموس)؟. قد زيد بسبب التعديات" (غل3: 19). فالناموس مثل أي ترتيب آخر رتبه الله في الماضي قد خدم غرضه ووصل إلى هدفه. أنه يستذنب ويُسكت المتدينين المتصلفين المخدوعين في ذواتهم. أما النعمة فهي وحدها التي تخلصهم.

حسناً، فهل النعمة طرحت الناموس جانباً ونسخته إلى الأبد؟ إن النعمة ممثلة في الرب يسوع المسيح وضعت عليه، له المجد، لعنة الناموس المكسور وبذلك تفدي كل من يؤمن به من لعنة الناموس (غل3: 13) وأكثر من ذلك فإن النعمة افتدت المؤمن من تحت الناموس نفسه وجعلت كل علاقاته مع الله على أساس جديد (غل4: 4-7) (أي أن له التبني ويسكن الروح القدس في قلبه، ويتعامل مع الله كأبيه، وليس بعد عبداً بل ابناً، ووارثاً لله بالمسيح). فإذا كان المؤمن الآن ليس بعد تحت الناموس لكن تحت النعمة فليس معنى هذا أن الناموس قد طُرح جانباً أو أنه قد نسخ. إن هيبة وجلال الناموس لم يظهرا بوضوح أكثر مما ظهرا عندما تألم البار كبديل عنا تحت لعنة الناموس على الصليب. ثم إن جماهير غفيرة من غير المؤمنين سوف ترتعب أمام اتهامات الناموس في يوم الدينونة (رو2: 12).

لكن دعنا نسأل أيضاً: أي ضرر يلحق بالمؤمن إذاً هو اتخذ الناموس قاعدة للعيشة؟

الجواب: هناك من الضرر الشيء الكثير أنه إذا فعل ذلك "سقط من النعمة". لأن النعمة تُعلّم كما تُخلّص (تي2: 11-14) كما أن هذا يخفض من المستوى الإلهي. هذا المستوى هو المسيح وليس الناموس، وزيادة على ذلك هو يمسك بمصدر قوة غير صحيح، فإن الخوف (من العقاب) قد يدفع شخصاً لأن يحاول جهده. ولو بغير طائل- لأن يحفظ الناموس ويحاول ضبط قوة (الجسد) في الداخل. لكن الروح القدس هو القوة الصحيحة التي تضبط الجسد وتشكل النفس لكي تتوافق مع المسيح- "اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد... ولكن إذا انقدتم بالروح فلستم تحت الناموس" (غل5: 16و18) ثم أيضاً بهذا المسلك يُصرّ على وضع نفسه تحت لائحة وضعت للعبيد رغم أنه ابن في حرية بيت الآب وحرية الشركة القلبية مع الله أبيه. فهل لا يوجد ضرر في هذا؟ بالقطع هناك ضرر.

لكننا نسمع السائل يقول: إذا كنت تُعلّم بأن المؤمن ليس تحت الناموس فهل لا يقود ذلك إلى كل نوع من الشرور؟.

الجواب: كان يمكن أن يكون هذا الاستنتاج صحيحاً لو كان هذا الذي تسميه مؤمناً قد صار مؤمناً بدون الولادة من فوق وبدون قبول عطية الروح القدس. ولكن هذا مستحيل. إذاً فالسؤال نفسه دليل على جهل تام بحق الإنجيل. إن مفهوم هذا السؤال هو أن الطريقة الوحيدة للعيشة المقدسة هي أن يكون المؤمن دائماً تحت تهديدات الناموس كما لو كان له طبيعة واحدة هي طبيعة الخنزيرة والطريقة الوحيدة لمنعها من الحمأة هي العصا. لكن الحق الإلهي هو أنه وإن كان الجسد (الطبيعة الجسدية) لا يزال في المؤمن ولكن للمؤمن أيضاً طبيعة جديدة، والله لا يعترف بالمؤمن إلا في هذه الطبيعة الجديدة، وروح المسيح يسكن فيه ويقوده وهو بذلك تحت النعمة، والنعمة هي التي تملك عليه وتسوده. وإذا كان أحد يجادل في هذا فهو يجادل المكتوب: "الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة". إن غير المتجددين بعمل الروح القدس يمكن أن يستعملوا النعمة كسُترة للشر لكن هذا لا يقوم سبباً لإنكار حق الإنجيل المُقرر في هذه العبارة التي اقتبسناها من (رو6: 14). ونقول أيضاً أن الناس الأردياء المُزوِرِين قد زوروا في الواقع كل الحقائق الإلهية الصحيحة.

 
قديم 13 - 03 - 2015, 06:55 PM   رقم المشاركة : ( 7604 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التوبة هي الهدف من الصوم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أولاً: الخطية و الذات:

الخطية مدمرة للإنسان "كل الرأس مريض ليس فيه صحة" (أش 5:1).

ازدواج الشخصية والرياء هما بداية البعد عن الله "كالفضة المغشوشة " (إش 1: 22)

الذات هي أخطر عدو في رحلة الصوم "كفوا عن الإنسان" (إش 2: 23).

"لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ..." (مت 6: 25).

ثاانيا: التوبة و الاعتراف
• الاعتراف بالخطية ضرورة للتوبة- والاعتراف دعوة من الله وبدون الاعتراف تضعف قوة الصوم، لذلك تقرأ لنا الكنيسة من سفر إشعياء هذه الأقوال: "هلم نتحاجج يقول الرب: إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف" (إش 18:1).

• الاعتراف والصوم كلاهما صلب للذات: "ادخل إلى الصخرة، اختبئ في التراب من أمام هيبة الرب" (إش 2: 10).

ثالثا: الإيجابية في التوبة:
• "تعلموا فعل الخير" (إش 1: 17).

لا بد في الصوم من الإكثار من عمل الخير:

طوبى للرحماء على المساكين فإن الرحمة تحل عليهم

والمسيح يرحمهم في يوم الدين ويحل بروح قدسه فيهم.

• "صهيون تفدى بالحق و تائبوها بالبر" (إش 1: 27).

فالصوم أروع مجال لظهور بر الله في حياة التائبين. ما أجمل التوبة التي تؤهل الإنسان لبر الله.

• التوبة مسيرة في نور الرب "هلم فنسلك في الرب" (إش 2: 5).

فالسلوك في وصايا السيد المسيح الرب- المكملة لمسيرة التوبة هي مسيرة في نور الرب.

• الإنسان التائب يجذب النفوس البعيدة للحياة مع الله "وتسير شعوب كثيرة ويقولون هلم نصعد إلى جبل الرب، إلى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله..." (إش 2: 3).

• في أول الرحلة الله يسألني: أنت تعبد كم إله؟ هل بالحقيقة تؤمن بإله واحد؟... الله أم المال؟ الله أم الجسد؟ الله أم اللبس؟ الله أم المظاهر؟ الله أم الذات.


• والتعليمات الأولى في أول هذه الرحلة هي:

1- وضوح الرؤيا "اطلبي ملكوت الله وبره (فقط) ".

2- لاتهتموا بالغد.

هذه تعليمات أساسية للسائرين في رحلة الصوم- إنهم يطلبون ملكوت الله وبره... والباقي يزداد، هم يسيرون بلا هم. فالله هو حياتهم ونور طريقهم وقوتهم ومعونتهم... إنها خطوات ثابتة وقوية نحو الحياة الأبدية التي نعيشها الآن بلا هم وبلا تعريج.

تبدأ الرحلة في دعوة واضحة وصريحة في إنجيل قداس أحد الاستعداد للدخول إلى المخدع والحديث مع الآب.

"إذا صليت فأدخل مخدعك وأغلق بابك وصل إلى أبيك الذي في الخفاء... كذلك إذا صنعت صدقة أو صمت فليكن كل شيء للآب في الخفاء." (مت 6: 4- 7).
 
قديم 13 - 03 - 2015, 06:56 PM   رقم المشاركة : ( 7605 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

((هل أنت مسيحي حقيقي .؟ ))
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أنا عارف أعمالك , أن لك اسما انك حي وأنت ميت ) رؤ 3: 1 ))

كثيرا ما يتصور البعض متوهمين بما انه ولد من أبوين مسيحيين فهو إذا مسيحي حقيقي, أو أن كل من اعتمد في صغره فهو إذا مسيحي حقيقي وهذا وهم, لكن الكتاب المقدس لم يقل هذا بل علمنا بان هناك ثلاثة أنواع من المسيحيين المؤمنين , ويكشف بالتالي زيف ادعاء البعض بالمسيحية , بل بالعكس أنهم يشوهون سمعتها,,وكلمة الله تفرزهم مثل هؤلاء وتعلن عنهم وتنذرهم , وهم :

1- المسيحيون الاسميين ,,,

2- المتدينون المظهريون ,,,

3- المؤمنون الحقيقيون ,,,1-


المسيحيون الاسميين ,,

وهم الذين تقول عنهم كلمة الله (( واكتب إلى ملاك الكنيسة التي في ساردس هذا يقوله الذي له
سبعة أرواح الله والسبعة الكواكب, أنا عارف أعمالك أن لك اسما انك حي وأنت ميت ) رؤ 3: 1))

رباه ما أعظم هذا الصوت الخطير الذي ينبئ بموت الإنسان وهو يعتبر انه مؤمن, ولكن الصوت خطير,
نعم هم أحياء جسديا, ولكنهم أمواتا روحيا, فبرغم من أنهم يحضرون القداسات كواجب أو كعادة,
وقد يتناولون, لكنهم يأخذون جسد الرب ودمه بدون استحقاق, وبذلك يكونون مجرمين في جسد الرب,
لديهم المعرفة النظرية, ولديهم الأسماء المسيحية, ويعرفون أنواع المعرفة, لكنهم في نظر الله أمواتا بالذنوب والخطايا, يعبدون المال والشهوات ويهرعون إليها بشتى الطرق, فهؤلاء بالنسبة لله هم أمواتا, لان ( أجرة الخطية هي موت ) رو 6: 23) هذا هو النوع الأول من المسيحيين , مسيحيين بالاسم فقط, وهناك نوع آخر

2- المتدينون المظهريون

وهم الذين قال عنهم الكتاب: (( لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها فاعرض عن هؤلاء. 2 تي 3: 5 ))
فهؤلاء يذهبون إلى الكنيسة, ويصومون, ويأخذون جسد الرب, وتراهم يرنمون ويسبحون ويمجدون الله , وهكذا فإنهم يمارسون كل هذا كمظهر, وهم ابعد ما يكون عن عمق وفاعلية هذه الممارسات, بل هم يريدون أن يظهروا للناس أنهم متدينون, وإذا سألتهم حال خروجهم من الكنيسة عن ماذا قرأ الكاهن في الإنجيل, يجيبونك لا اعرف, فما ابعد الفرق بين الذهب الحقيقي, والذهب القشرة أو ( المطلي بالذهب) حتى وان بدا الذهب القشرة أكثر لمعانا, لكن جوهره الحقيقي هو نحاس, فهؤلاء هم الذين قال عنهم الرب أنهم :
(( قبور مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة, ) مت 23: 27))
وقد ضرب الرب مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات ليفرق بين نوعين من المسيحيين, هما المتدينون المظهريون , والمؤمنون الحقيقيون, فالجاهلات كنا يحملن نفس المصابيح التي كان يحملها الحكيمات, فلا اختلاف في المظهر, لكن الاختلاف كل الاختلاف هو في جوهر هذه المصابيح, لقد كانت مصابيح الجاهلات فارغة من زيت نعمة المسيح الذي يضئ في الظلمة , لذا أغلق الباب في وجوههم يقول القديس يوحنا فم الذهب :

هذا الرياء( رياء المتدينين المظهريين ) يمثل لصا خطيرا يسلب المتدينين كل ما لديهم فهم لا يخدعون الآخرين فحسب, وإنما يخدعون أيضا أنفسهم, فيرون في أنفسهم أنهم أفضل من الآخرين, ولا يقبلون التعاليم او النصح,,
هذا هو النوع الثاني , المسيحيون المظهريون, أما النوع الأخير, وهو النوع الذي أصلي الى الله من اعماق قلبي أن يمنحنا الرب بركة ويجعلنا ان نكون منهم, وهو:

3- المؤمنون الحقيقيون

وهم الذين قال عنهم الكتاب المقدس:

( وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه) يو 1: 12)ونرى في هذه الآية نوعا رائعا من المسيحيين, هم المؤمنين باسمه, والذين هم أولاد الله,, وهم الذين قبلوا الرب يسوع في حياتهم وفي قلوبهم, فالمسيح يقول: ( هنذا واقف على الباب واقرع إن سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل إليه وأتعشى معه وهو معي, ) رؤ 3: 20)
هؤلاء هم الذين فتحوا قلوبهم للمسيح ليدخل ويضئ بنوره قلوبهم فيملاها بحضوره , مثل العذارى الحكيمات الذين امتلأت قلوبهم بزيت النعمة وبمحبة المسيح, فيشع نور المسيح من قلوبهم ومن حياتهم,, ولنا في تاريخ كنيستنا المجيدة الكثير والكثير من الآباء القديسين الذين تحولوا من مسيحية التدين الظاهري إلى واقعية الإيمان القلبي,
أمثال شاول الطرطوسي الذي صار فيما بعد القديس بولس الرسول, وليديا بائعة الأرجوان فتحت قلبها للمسيح فصارت مؤمنة حقيقية ,( أع 16), بل هناك الكثير أيضا ممن تحولوا من البعد والزيغان عن الله إلى قبول المسيح فصاروا مسيحيين حقيقيين أمثال القديس اغسطينوس, والقديس موسى الأسود, والقديسة مريم القبطية , وغيرهم الكثير,,

أخي / أختي المحبوب/ة ترى من أي نوع أنت.؟

هل أنت من المسيحيين الاسميين الذين عندهم المسيحية مجرد اسم.؟
أم انك من المتدينين المظهريين الذين عندهم المسيحية ممارسات جوفاء, وهم ابعد ما يكون عن عمق التمتع بسكنى المسيح في قلوبهم.؟ أم من الذين فتحوا حياتهم للمسيح فصاروا مؤمنين حقيقيين .؟ أرجو أن يجلس كل منا جلسة مع نفسه ويطلب فيها حضور الله ويجيب بأمانة على هذه الأسئلة بتوبة قلب حقيقية, فان كل الخطر أن نهمل نفوسنا نحن الذين عرفنا الرب يسوع المسيح,,

صلاة

يا رب نفتح قلوبنا لك لأجل أن تسكن أنت فيها , وتقود حياتنا للمعرفة الحقيقية الدائمة,
نتضرع إليك يا رب أن تفتح عيون وقلوب الذين هم في الظلام والمسيحيين الاسميين والمظهريين ,
أن ينظروا نورك الساطع بعيونهم ويفتحوا لك قلوبهم ليقبلوك ربا ومخلصا وسيدا على حياتهم ,
لنكون جميعنا مكملين إلى الواحد الذي هو أنت, وهذا هو فرحنا أيها الأب السماوي ان يخلص
الجميع والى طريق الحق يقبلون ليتمجد اسمك القدوس إلى الأبد , باسم الرب يسوع اطلب امين ,,,

منقول

 
قديم 13 - 03 - 2015, 07:01 PM   رقم المشاركة : ( 7606 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القيامة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«ٱلَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ ٱلْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مِنَ ٱلأَمْوَات»
(1بطرس 1: 3)
«مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ»
(1بطرس 1: 3)
بهذه الأنشودة الرائعة استهل الرسول بطرس رسالته الأولى، فبين لنا من اختباره الشخصي مدى ما يفعله رجاء القيامة في حياة الذين عرفوا يسوع في قوة قيامته وشركة آلامه. ومن غير سمعان بن يونا شاهد العيان الذي في ساعة ضعف انهزمت محبته، فأنكر سيده ثلاثاً وكاد يهلك لو لم تتداركه رحمة المسيح بالغفران. من غيره يستطيع أن يحدثنا عن قوة القيامة في إقامة الهمم الساقطة.
ومن غير الرسول الذي أنهض من كبوته يستطيع أن يحدثنا عن فعل القيامة في ترميم حياة الذين تعرضوا لغربلة الشيطان؟
ومن غير التلميذ الذي صلى يسوع لأجله لكي لا يفنى إيمانه، يستطيع أن يحدثنا عن عمل إيمان ابن الله في حياة الذين قبلوه؟
أو ليست قوة القيامة هي التي جعلت من سمعان بن يونا المتقلب، بطرس ذا الرأي الممكن، الذي دعي ليثبت إخوته الذين نالوا إيماناً ثمينا ببر إلهنا. أو ليست قوة القيامة هي التي جعلت من الرعديد الذي أخافه ظل الصليب بطلاً مقداماً، وشهيداً يلتمس من قاتليه أن يصلبوه ورأسه الى أسفل؟
أو ليست هي قوة القيامة التي جعلت من الصياد العامي كاتبا بارعا في موضوع الرجاء الحي، ومفكرا عميقا يفلسف البلوى المحرقة ويحسبها امتحان ايمان واشتراكا في آلام المسيح كمقدمة للاشتراك في أمجاده؟

أجل، انها قوة القيامة وقد ظهرت آثارها في حياته وأفكاره وشهادته. وانطلاقاً من منظر القبر الفارغ أدى شهادته الرائعة أمام الرؤساء والشعب بأن الله أقام يسوع من الأموات، وبأن قيامته حدثت وفقا للنبوة القائلة
«لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا»
(أعمال 2: 27).

أيها الأحباء
انكم لتذكرون معي قول الرب يسوع:
«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ»
(يوحنا 12: 24).
هذا هو سر الحياة المنتصرة، انها تنطلق من الصليب والقيامة على أجنحة الرجاء الحي. وهذا السر تكشف لبطرس على ضوء قيامة رب المجد، فاختبره في حياته ثم كتبه ليكون درسا للأجيال القادمة. فقد كان موت المسيح موتا لآماله، وكان دفن المسيح دفنا لدعوته، وكان قبر المسيح قبراً لرجائه. ولكن ما أن قام المسيح منتصراً على الموت ومتحدياً القبر والحجر الكبير، حتى تفجر ينبوع حياة جديدة بقوة قيامته في سمعان بن يونا. فبعثت آماله وترممت دعوته وتزكى رجاؤه!

فصار بطرس رجل الله ورسول يسوع المسيح، لإشاعة الرجاء في قلب من لا رجاء لهم. ويقينا انه لانقلاب جذري في حياة الصياد وفي أقواله وفي مواقفه. وأول ما لوحظ عنده، هو أن قيامة يسوع من الأموات صارت موضوعا رئيسيا لكرازته. وأصبحت الشركة في آلام المسيح من أبرز تعاليمه في موضوع بلوغ الفرح الحقيقي في استعلان مجد المسيح. ومن لا يذكر وصيته للأجيال حين قال:
«كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ، افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِين!»
(1بطرس 4: 13).

أيها الأحباء
حين نتتبع تصرفات بطرس في الليلة التي اسلم يسوع فيها، نرى ان علة سقوط مقدام التلاميذ، كان ذلك الضعف الذي غزى نفسه منذ أن منعه الرب من المقاومة في جثسيماني. فهذا الضعف لم يلبث أن تحول الى خيبة حين رأى سيده يساق الى الموت بقسوة، دون أن يفتح فاه. وهذه الخيبة ما عتمت ان تحولت الى هزيمة نكراء حين علق المعلم على صليب العار بين لصين. وهزيمته تحولت الى يأس حين رآه يوضع في القبر ويختم عليه. فحزن وابتأس وتمررت نفسه ومات رجاؤه. ولكن هذا كله لم يكن سوى نهاية قصة سمعان بن يونا، صياد السمك، لتبدأ قصة سمعان بطرس صياد الناس.

فالقبر مع حجره الكبير وحراسه شاكي السلام لم يستطع احتجاز رب الحياة، ولهذا قال بطرس محمولا باليقين نحن:
«لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَه»
(2 بطرس 1: 16).
كان ينبغي ان يقوم لأنه هكذا قال:
«انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ»
(يوحنا 2: 19).
وقد أقامه حقا ويقينا وانهزم الموت وفشل القبر ودحر الفناء.

قام يسوع قوياً، فوهب الحياة والقوة لكل من آمن بموته وقيامته وصعد الى السماء فوق كل اسم وسيادة ورياسة وسلطان.
«لِكَيْ تَجْثُوَ بِٱسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى ٱلأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ ٱلأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ ٱللهِ ٱلآبِ»
(فيلبي 2: 10-11 ).
أجل هكذا عملت القيامة في بطرس، وقد بدأ أولا في جرأته، فهذا الجليلي الذي ارتجفت ركبتاه، وهلع قلبه وخارت عزيمته على أثر سؤال خادمة في دار قيافا. هو نفسه صار جبار بأس يقف في وجه الرؤساء موبخا في الهيكل اذ قال:
اسمعوا هذا الأقوال،
«يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ ٱللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا ٱللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. هٰذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ ٱللهِ ٱلْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ ٱلسَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ ٱللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ ٱلْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ»
(أعمال 2: 22-24).

وما أعظم تلك القوة التي انبعثت من قيامة رب المجد عبر الصياد لتعمل في نفوس السامعين تقريعا وتبكيتا. اذ نقرأ في سفر الأعمال انهم نخسوا في قلوبهم، وقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف.

في رجائه، فقد بعث فيه رجاء حي بقيامة يسوع وبدت آثار هذا الرجاء في سلوكه منذ أن رمم الرب المقام دعوته على شاطئ بحيرة طبريا. واستطاع بقوة هذا الرجاء الحي أن يتمم وصية المسيح الاخيرة «ارع خرافي». ومن اختباره كراع للخراف، علم رعاة الأجيال كيف يرعون رعية الله، لا عن اضطرار بل بالاختبار لا بالربح القبيح بل بنشاط. ولا كمن يسود على الأنصبة بل صائرين أمثلة للرعية. وهذا الرجاء عينه ظهر في حياة بولس بعد أن تقابل مع الرب المقام على طريق دمشق. فكتب لنا اختباره الرائع عن القيامة، اذ قال:
أقامنا معه وأجلسنا معه في السمويات ليظهر في الدهور الاتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا. وقد ظهر هذاالغنى المنطلق من رجاء القيامة فعلا خلال الدهور التي تعاقبت في حياة كل الذين آمنوا.

واننا لنراه كل يوم في حياة أولاد الرب أشد قوة من أي يقين ملموس. فهو معجزة الايمان الذي يرى ما لا يُرى، ويعمل بحسب غنى المسيح الذي لا يستقصى. وسيظهر في حياة كل الذين عمرت قلوبهم بالايمان بقيامته. وبانتظار اليوم الذي فيه سيأتي الرب لكي يأخذهم سيحيا هؤلاء المختارون بحياته ويتقدسون يوما فيوما في حقه. ويمتدون الى ما هو قدام، ويسعون نحو الغرض، لاجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع.

توفي شاب مسيحي في القرن الثالث ..
فحزن والده حزناً شديداً إلا أنه لم يفقد التعزية في الرب. وبينما هو سائر لدفن وحيده في سراديب روما مر بقبور أموات القرن الثالث فقال:
آه!
يا ابني هوذا أجداث إخوتنا ولعلهم أحياء ولعلك أنت حي أيضا. ولما مر بقبور القرن الثاني ..
تقوى قلبه بالرجاء فقال:
يا ابني هذه قبور آبائنا الذين سبقونا في المسيح وقد يكونون أحياء وقد تكون أنت حياً مثلهم. وأخيراً مر بمدافن القرن الأول ..
فانفجر نور القيامة في قلبه وتلألأ رجائه ولم يلبث ان قال:
يا ابني هوذا رموث أجدادنا وهم أحياء في المسيح وأنت حي حقا ويقينا.

قال كاتب الرسالة الى العبرانيين:
«لِنُمْسِكَ بِٱلرَّجَاءِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، ٱلَّذِي هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ ٱلْحِجَابِ، حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِقٍ لأَجْلِنَا»
(عبرانيين 6: 18-20).
ويقينا انه بدون الرجاء الموضوع تصبح الحياة بدون هدف مملة جافة يائسة بائسة.

قال أبو العلاء المعري :
تعبٌ كلها الحياة فما أعجب إلا من (طالب) راغبٍ في ازدياد .
وقوله هذا يدل على تبرم بالحياة وفقدان الرجاء ومسكين هو الإنسان بدون الرجاء لأن فقدان الرجاء هو موت معنوي.

عرفت سيدة في جنوب لبنان حكمت أعباء المعيشة على زوجها بالاغتراب وعليها هي بالوحشة. فظنت انها تستطيع التخفيف من وطأة وحشتها بالانصراف الى مباهج الحياة. فراحت ترتاد دور السينما وتكثر من الولائم لصديقاتها وجاراتها. وكرست قسما من وقتها لزيارة بيوت الأزياء ومخازن مواد التجميل. ولكن لا السينما استطاعت ان تملأ فراغ نفسها ولا الصديقات قدرت لها ولائمها. ولا الثياب الجميلة التي عمرت بها خزانة ملابسها قدرت ان تشبع نهمها الى الموضة. ولا مواد التجميل استطاعت ان تشبع خيلاءها وغرورها. فبقيت في وحشتها وبقيت في مللها وبقيت في ضجرها. ثم أخذ فراغ نفسها يتسع ويتسع كل يوم وقد شرحت لي حالها ذات يوم بهذه الكلمات:
أنا حزينة أنا قرفانة من الحياة. لقد مللت الناس ومللت من نفسي أيضا. أنا ميتة معنويا ولست أعلم السبب.

فقلت لها:
يا سيدة ان السبب ظاهر وهو انك تعيشين بلا هدف. لقد وضعت رجاءك كل رجاءك على العالم وعلى الأشياء التي في العالم. غير عالمة ان كل ما في العالم هو شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة. وهذه كلها لا تستطيع ان تشبع نفسك أو تخرجك من مللك ووحشتك. هناك شخص فريد وحيد يستطيع ان يخرجك من قوقعة غرور نفسك. وهذا الشخص هو يسوع القادر ان يشبع نفسك ويرويها الى الملء والى الفيض. لأن يسوع أمامه شبع سرور وفي يمينه نعم الى الأبد.
أنت في حاجة الى حلول يسوع في قلبك لكي يقيمك معه، وحينئذ تطلبين ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. وحينئذ يثير المسيح فيك رجاء المجد فتصبح سيرتك في السمويات. وحينئذ لا تتعتى متعتك الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب بل زينة النفس التي عرفها الرسول انسان القلب الخفي العديم الفساد. زينة الروح الوديع الهادي الذي هو قدام الله كثير الثمن. فانه هكذا كانت قديما النساء القديسات المتوكلات على الله. ليت الرب يعطينا النعمة والحكمة لكي نتقوى برجاء القيامة. ونسلك بلياقة كمن قاموا مع المسيح وأصبح اهتمامهم بما فوق.

أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين

 
قديم 13 - 03 - 2015, 07:11 PM   رقم المشاركة : ( 7607 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

غفران الخطايا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غفران الخطايا

قال الرسول بطرس عن الرب يسوع المسيح:
" لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا "
(أعمال 43:10).
من المواضيع الهامة التي تعالجها كلمة الله، فيما يتعلّق بالإنسان هو موضوع الغفران. فهي تخبرك أن لك حق التمتّع بثقة غفران الخطايا، والخلاص الأبدي.
كما توضّح أن هذا الغفران مبني على عمل الله الكامل لأجلك. ليس على عملك أنت.

وكل إنسان خاطئ له حق التمتّع بهذه الثقة، عن طريق الإيمان بيسوع الذي يقول عنه الكتاب:
أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا.
فإن كنت تؤمن إيمانًا بسيطًا قلبيًا، أنه قد غُفرت لك الخطايا، لأنها وُضعت على يسوع عندما سمّروه على خشبة اللعنة، فاعلم إذًا أنك الآن إنسان مبرر، لأن المسيح الذي لم يعرف خطية صار خطية لأجلنا، لكي نصير نحن بر الله فيه.

وإن كنت تثق أن الآب هو الذي وضع خطاياك على يسوع، الذي حملها وأبطلها إلى الأبد، وهو الآن في السماء وسيط لك. وأنت يكفيك عزاء وطمأنينة، أن الذي حمل خطاياك هو الآن جالس عن يمين العظمة في الأعالي، أي لم يبق عليك خطية واحدة، بل قد حملها جميعها وطرحها في أعماق بحر النسيان الإلهي وبذلك تستطيع بواسطة عمله الكفاري الاقتراب إلى عرش النعمة، كأنك لم تفعل خطية كل أيام حياتك. ذلك لأن مطاليب عدل الله التي كانت ضدك قد أكملها يسوع، حمل الله الذي يرفع خطية العالم.

وأنت يا من تقبل إليه تصبح مقبولاً في شخصه المبارك كمسامَح، ومبرَّر، وممجَّد إلى الأبد، وعلى هذا الأساس الوطيد والمتين يُبنى غفران خطاياك، وهذا هو الإنجيل:
أي البشارة المفرحة.

فهل تؤمن بيسوع الذي حمل هو نفسه خطاياك بجسده على الصليب؟
هل تؤمن من كل قلبك بالمسيح الذي مات من أجل خطاياك، وقام لأجل تبريرك، وهو الآن عن يمين الله، وسيط بينه وبينك ليصالحك معه مسامحًا إياك بجميع الخطايا، يا من تقبل إليه؟
هل أتيت إليه كخاطئ هالك، عاجز وفاشل من جهة التحرر من عبودية الخطية، وإرضاء الله في حياتك؟
هل وضعت ثقتك فيه، كمخلص حي قدير، يقدر أن يخلّص إلى التمام؟
هل تثق أنه مات ليطهرك، وهو حي ليحفظك طاهرًا، وأنه بموته قد ضمن لك حياة لا يسود عليها الموت، وبحياته يحفظ لك هذه الحياة بمقدار قوة حياته لأجلك؟
إن كنت تؤمن بهذا فثق بأنه أمين وعادل حتى يغفر لك خطاياك ويطهرك من كل إثم.
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين
 
قديم 13 - 03 - 2015, 07:13 PM   رقم المشاركة : ( 7608 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سقوط و نهوض

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سقوط و نهوض

يقول البعض:
الإنسان يخطئ...
هذا أمر عادي، لأنه ليس إنسان لا يخطئ. الإنسان بطبيعته خاطئ ويخطئ، وليس من داع للاستغراب. أما الذي يدعو للعجب والاستغراب هو أن الإنسان الساقط في وحل الخطية يحبّ أن يتمرّغ فيها، ويبقى حيث هو، رغم يد الفادي الممدودة أبدًا لانتشاله. فمن يسقط في الخطية إنسان، ومن يتوب ويرجع عنها قديس. أما من يبقى حيث سقط، متمسكًا بخطيته مفتخرًا بها، فهو من مملكة الشيطان.

لم يمت يسوع المسيح على الصليب لمجرد محو خطية الإنسان المتعدي، بل وهب حياته الغالية عن جنسنا الساقط ليمنحنا القوة الإلهية التي بها نتسلح فلا نعود نخطئ. وبتعبير آخر، لا نعود نميل إلى الخطية...
فالمؤمن يخطئ ويعثر لا لأنه يحب أن يخطئ، بل لأنه إنسان وطبيعته خاطئة. فتدبير الفداء العجيب لا يقوم فقط على مسامحة الإنسان الخاطئ على تعدياته وخطاياه السالفة، بل يقوم أيضًا على منح القوة الإلهية للخاطئ الضعيف امام التحديات والتجارب التي تواجه وكذلك يعينه على بناء قلعة حصينة ضد هجمات إبليس لإيقاعه في الخطية .
وبكلمة أخرى يصير الإنسان الخاطئ المؤمن بيسوع المسيح فاديه - شريكًا في الطبيعة الإلهية بحيث لا يخطئ فيما بعد، وإن سقط في الخطية فإنه يقوم ليواصل الكفاح من جديد لأنه يحب فاديه ويكره الخطية التي كانت سببًا لموت المسيح على الصليب.

أيامنا القادمة كلها مجيدة وجديدة أذ أنتقلنا أو بقينا .. أما اليوم ، فلنبدأ من جديد مسيرتنا الظافرة للكفاح في دروب الكمال والبر والقداسة. ولننس سقطاتنا في الأيام التي مضت وكذلك في العام الماضي ومعها الأعوام السالفة ، ولنذكر على الدوام يد الرب القوية التي انتشلتنا وخلصتنا في كل مرة سقطنا، متمسكين أبدًا بالوعد الإلهي القائل:
" لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. "
(ميخا 8:7).

وفي عزمنا هذا على النهوض في كل مرة نسقط، سنجد أن وعد الله لنا سيتحقق، فهو لا ييأس منا عندما يرانا نخطئ...
لأنه بمحبته لنا وصبره علينا لا يرانا كما نحن الآن، بل يتطلع إلينا كما يمكن أن نكون، فهو لا يتخلى عنا لأنه يرانا في وحلة الخطية والنجاسة غارقين، بل يرانا ممسكين بيده الممدودة.
حين صرخ الرسول بولس متسائلاً في ساعة يأسه من طبيعته الخاطئة:
"وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ؟"
(رومية 24:7)،
أجاب عن تساؤله:
" أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي. "
(فيلبي 13:4).
فلنشكر الرب على إمدادات نعمته المخلصة، ولنتيقن أن اختبار الرسول بولس، اختبار الغلبة والانتصار على الخطية، يمكن أن يكون اختباري أنا، واختبارك أنت ..
لهذه الأيام الصعبة التي نعيش أيامها بصبر كثير ..
وَانْتِظَارِ مَا يَأْتِي عَلَى الْمَسْكُونَةِ،
لما يحدث من حولنا .. لكن ..
وبحسب إيماننا بالمسيح سيكون لنا.
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين
 
قديم 18 - 03 - 2015, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 7609 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تحذير من اليأس في الطريق
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
. لا يأس ولا فشل بعد في المسيح... فالمخلع قام وحمل سريره بعد 38 سنة مرضًا، بعد 38 سنة شللًا، 38 سنة خطية، 38 سنة ضائعة.
إن ربنا يسوع لا يحسب السنين بل عندما نعرفه يجدد مثل النسر شبابنًا. نحن نقول احسبنا مع أصحاب الساعة الحادية عشر. إن الحياة في المسيح هي جديدة كل يوم.
والمشاكل الخطيرة والضيقات تسبب لنا في المسيح انطلاقة جبارة. إن الأنبا بولس البسيط ابتدأ بعد 60 سنة- بعد خناقة مع زوجته الشابة الخائنة. وذهب إلى القديس أنطونيوس الكبير، ووصل إلى درجته العالية في الصوم والصلاة... بعد 65 سنة!
ليس في المسيحية شيخوخة ولا يأس، بل أمل متجدد... هذا هو دستور سيرنا في رحلة الصوم، أمل وحياة جديدة في المسيح، وفرح وشجاعة وعدم يأس... وانطلاقات روحية ونمو مستمر... إنها رحلة لا تعرف التوقف أبدًا.
 
قديم 18 - 03 - 2015, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 7610 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كرازة السامرية الناجحة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"وعند ذلك جاء تلاميذه،
وكانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة،
ولكن لم يقلأحد ماذا تطلب؟
أو لماذا تتكلم معها؟" [27]
لم يكن في ذهن التلاميذ أن معلمهم الذي كانوا يترقبون ملكوته العظيم على الأرض يتحدث مع امرأة فقيرة سامرية. إنها ليست من قطيع إسرائيل الضال، وفي ذهنهم لا يمكن أن يكون لها دور في ملكوته، فلماذا يتحدث معها؟
هذا ومن جانب آخر فإنه لم يكن من عادة الرجال أن يتحدثوا مع نساء في الطريق، حتى وإن كانت زوجاتهم، وقد وجدت قوانين كثيرة سنها الحاخامات في هذا الشأن.
* أجاز المسيح لنفسه أن يخاطب امرأة سامرية فقيرة، إلا أن تلاميذه مع انذهالهم من ذلك لم يسألوه عن سبب مخاطبته إياها، لأنهم كانوا بهذه الصفة متأدبين بحفظ ترتيب التلاميذ، وبهذه الصورة تهيبوه واستحيوا منه واحتشموه كاحتشامهم صاحبًا عجيبًا.
* ترى ممَ تعجب التلاميذ؟ من تواضعه الشديد وبُعده عن الكبرياء، إذ تبادل الحديث مع امرأة فقيرة بل وسامرية أيضًا[513].
القديس يوحنا الذهبي الفم
"فتركت المرأة جرتها،
ومضت إلى المدينة،
وقالت للناس". [28]
إذ تمتعت السامرية بالحق الإلهي تركت جرتها، ونسيت ما جاءت من أجله، وعادت إلى المدينة دون الماء، إنما لتقدم ماء الحق لأهل المدينة. تركت جرتها لأنها لم ترد أن تعوقها الجرة عن الإسراع نحو المدينة لتشهد للحق. أخبرت الجميع في الشوارع أنها وجدت الكنز الذي تبحث عنه، ووجدت ينبوع سرورها الداخلي.
سبق أن طلب السيد منها أن تدعو زوجها [١٦]، وها هي قد دعت كل رجال المدينة ونجحت في مهمتها.
لم تخبرهم أنه حاورها في أمور دينية خطيرة خاصة بمكان العبادة وطريقة ممارستها، بل ما لمس قلبها حقًا أنه عرف أسرارها واجتذبها بقوة كلمته إليه، فتعرفت على شخصه، إنه هو المسيا.
ربما تركت جرة الماء التي كانت في بئر تعتز بعمقها، أي بالتعاليم، إذ احتقرت الأفكار التي سبق أن قبلتها، وتقبلت جرة أفضل من جرة الماء، تحوي ماءً ينبع إلى حياة أبدية (يو ٤: ١٤)[514]
* هنا امرأة أعلنت عن المسيح للسامريين، وفي نهاية الأناجيل أيضًا امرأة رأته قبل كل الآخرين تخبر الرسل عن قيامة المخلص (يو ٢٠: ١٨)[515].
* كل ما فعلته المرأة السامرية هو علاقتها بالخمسة أزواج، وبعد ذلك ارتباطها بالسادس الذي هو ليس بزوجها الشرعي. تبرأت من الرجل السابق، تركت جرتها واستراحت بوقار في السبت.
لقد جلبت أيضًا نفعًا للذين سكنوا معها في ذات المدينة، على أساس معتقداتها القديمة، أي شاركوها تعاليمها الخاطئة. إنها العلة التي جعلتهم يخرجون من المدينة ويأتون إلى يسوع[516].
العلامة أوريجينوس
إذ استقبلت الرب المسيح في قلبها ماذا يمكنها أن تفعل سوى أن تترك جرّتها وتجري لتكرز بالإنجيل؟ لقد طردت الشهوة، وأسرعت تعلن عن الحق. ليتعلم الذين يريدون أن يكرزوا بالإنجيل أن يتركوا جرتهم عند البئر[517].
القديس أغسطينوس
جاءت لتستقي ماءً، وعندما استنارت وعرفت الينبوع الحقيقي للتو احتقرت الينبوع المادي. وهي في هذه الواقعة البسيطة تعلمنا أن نتجاوز عن أمور الحياة المادية عندما نصغي للروحيات... دون أن يوجه لها أحد أمرًا تركت جرتها، وعلى جناحي الفرح والبهجة أسرعت وصنعت ما فعله الإنجيليون، ولم تدعُ واحدًا أو اثنين، كما فعل أندراوس وفيلبس، إنما دعت مدينة بأكملها، وأتت بهم إلى الرب يسوع[518].
آمنت المرأة السامرية على الفور، وبذلك اتضح أنها أكثر حكمة من نيقوديموس، بل وأكثر شجاعة وثباتًا. لأن نيقوديموس بعد أن سمع قدر ما سمعت المرأة آلاف المرات لم يذهب ويدعو آخرين لسماع هذه الكلمات، ولا تحدث بصراحة على الملأ. لكن هذه المرأة فعلت ما لم يفعله الرسل، إذ قامت بالكرازة للجميع تدعوهم إلى المسيح. بذلك قادت مدينة بأكملها إلى الإيمان بيسوع المسيح[519].
القديس يوحنا الذهبي الفم
"هلموا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت،
ألعل هذا هو المسيح؟" [29]
كلمات السامرية تكشف عن سعادتها الداخلية بلقائها مع المسيا مخلص العالم، وتمتعها بمن يملأ أعماقها. لم يهبها الرجال الستة سعادة، لكن لقاءها مع مخلصها بعث فيها روح السعادة والعمل من أجل الآخرين لخلاصهم.
لم تكن الدعوة أن يأتوا ليروا أمرًا غريبًا، ولا أن يدخلوا معه في حوارٍ، بل أن يتمتعوا بفاحص القلوب، المسيا مخلص العالم. فمن أهم السمات التي كان اليهود ينتظرونها في المسيا أنه عالم بما في القلوب.
في نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني ادعى Barchochab أنه المسيا، وإذ خدع كثيرين جاءوا إليه بأشخاصٍ لا يعرفهم بعضهم كانوا مجرمين وآخرون أبرياء، وطلبوا منه أن يميز بين الأشرار والأبرار، وإذ لم يستطع قتلوه.
كانت السامرية حكيمة في كرازتها، إذ لم تملي عليهم إيمانها فيه بل بحكمة طلبت منهم أن يأتوا وينظروا ليتحققوا من شخصه: "ألعل هذا هو المسيح؟!" [٢٩].
* مرة أخرى لاحظوا حكمة المرأة العظيمة. فإنها لم تعلن الحقيقة بوضوح، ولا بقيت صامتة، ولا رغبت في إحضارهم باقتناعها هي، بل لتجعلهم يشتركون في هذا الرأي باستماعهم له، حيث صارت كلماتها لهم مقبولة فعلًا[520].
* لم تخجل من قولها أنه قال لها كل مع فعلته... فإنها لم تعد تنظر إلى ما هو أرضي، ولا تعود تلقي بالًا إلى مجد دنيوي أو عارٍ، لكنها أصبحت منتمية إلى شيءٍ واحدٍ فقط، وهي تلك الشعلة المقدسة المتقدة داخلها والممتلئة بها[521].
* "ألعل هذا هو المسيح؟!" [٢٩] لم ترغب في أن تأتي بهم بإرادتها هي واقتناعها، بل أرادت أن يكون لهم الرأي عندما يستمعون إليه. هذا ما جعل كلماتها أكثر قبولًا لديهم... لم تقل "هلموا آمنوا" بل "هلموا انظروا"، وهو تعبير أكثر رقة وجاذبية لهم[522].
القديس يوحنا الذهبي الفم
* ليس إنسان أسعد من المسيحي، إذ له الوعد بملكوت السماوات. ليس أحد يجاهد بقوة أكثر منه إذ يخاطر بحياته كل يوم. ليس من أقوى منه إذ يغلب الشيطان... هل يوجد من هو أكثر خسة من المرأة السامرية؟ لكن ليست هي وحدها آمنت... وجدت بعد رجالها الستة الرب الواحد، ليس فقط تعرفت على المسيّا عند البئر، هذا الذي فشل اليهود في التعرف عليه في الهيكل، إنما قدمت الخلاص لكثيرين، بينما كان الرسل يشترون طعامًا لسدْ جوعالمخلص وإراحته من تعبه[523].
القديس جيروم
* الأقوال التي قيلت للمرأة ألهبتها إلى أن أوصلها الشوق المتقد إلى ترك جرتها وإهمال الحاجة التي جاءت بسببها، ورجعت إلى مدينتها لتجتذب إلى المسيح كافة الجموع التي كانت فيها. تأمل حرص المرأة وفهمها، لأنها جاءت تستقي، فلما وجدت الينبوع الحقيقي احتقرت الينبوع المحسوس، فأصبحت معلمة لنا. وعلى حسب قوتها عملت العمل الذي عمله رسل ربنا، لأن أولئك لما دُعوا تركوا شباكهم، وهذه فمن ذاتها تركت جرتها وعملت عمل المبشرين. ولم تستدعِ واحدًا أو اثنين، لكنها استنهضت مدينة بأكملها وجمعًا جزيلًا تقديره، واقتادتهم إلى المسيح.
تأمل كيف اقتادت المرأة أهل المدينة بأوفر فهمٍ، لأنها لم تقل لهم: تعالوا أبصروا المسيح، لكنها اجتذبت الناس بالمقارنة التي اقتنصها بها المسيح فقالت: "هلموا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت".
قالت المرأة السامرية: "هلموا انظرواإنسانًا قال لي كل ما فعلت"،لم تخجل أن تقول ذلك، مع أنه كان يمكنها أن تقول قولًا غير هذا، وهو: تعالوا انظروا من يتنبأ. إذا أضرمت النار الإلهية نفوس أحدنا لا ينظر إلى شيءٍ من الأمور الأرضية، لا إلى الشرف ولا إلى خجل.
انظر حكمة المرأة إنها لم تجزم أنه هو المسيح بحكم واضح ولا صمتت، لأنها أرادت أن تجتذبهم إليه، ليس بحكمها هي، وإنما باستماعهم له.
القديس يوحنا الذهبي الفم
عندما جاء المسيح رفضه اليهود، بينما اعترفت به الشياطين.
داود جده لم يجهله عندما قال:"رتبت سراجًا لمسيحي" (مز 7:132)، هذا السراج الذي فسره البعض أنه بهاء البنوة (2 بط 19:1) وفسره البعض أنه الجسد الذي أخذه من العذراء...
لم يجهل النبيأمر المسيح إذ قال:"وأعلن بين البشر بمسيحه His Anointed" (عا 13:4 الترجمة السبعينية).
موسى أيضًا عرفه، وإشعياء، وإرميا. لم يجهله أحد من الأنبياء، بل حتى الشياطين عرفته إذ انتهرها...
رئيس الكهنة لم يعرفه، والشياطين اعترفت به.
رئيس الكهنة لم يعرفه، والسامرية أعلنت عنه قائلةً: "انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت،ألعل هذا هو المسيح؟!" (يو29:4)[524].
القديس كيرلس الأورشليمي
"فخرجوا من المدينة وأتوا إليه". [30]
لقد جاء الوقت الذي فيه بشر البرص بالخلاص العظيم لأصل السامرة (٢ مل ٧: ٣ الخ). ها هي امرأة سامرية لها ماضٍ مؤلم تصير أول كارزة بالأخبار المفرحة للسامرة، فتكسب المدينة كلها لحساب السيد المسيح.
"وفي أثناء ذلك سأله تلاميذه قائلين:
يا معلم كلْ". [31]
القديس يوحنا الذهبي الفم
بينما انطلقت المرأة السامرية للكرازة بكل قوة، إذ بالتلاميذ ينشغلون بتقديم طعام للسيد المسيح، لأنه كان جائعًا ومُتعب.
"فقال لهم:
أنا لي طعام لأكل لستم تعرفونه أنتم". [32]
يقول العلامة أوريجينوس أن للأجسام طعام يختلف عما للأرواح، وكما أن الأجسام نفسها تختلف في احتياجاتها من جهة نوع الطعام وكميته، هكذا أيضًا بالنسبة للأرواح والنفوس.
كان السيد المسيح ينتهز كل فرصة ليرفع عقول تلاميذه وقلوبهم إلى ما فوق الزمن، إلى السماء عينها. لقد أعلن لهم عن مدى بهجته بخلاص النفوس بكونه طعامه الشهي. لقد وجد شبعه وراحته في التعب من أجل كل نفسٍ، ومن أجل تحقيق خطة أبيه. إنه لن يستريح، بل يبقى مثابرًا على العمل حتى يعبر من هذا العالم.
فإنه حتى ذات النوعية للكلمات المغذية والأفكار التأملية والأعمال المناسبة لهذه الكلمات والأفكار ليست مناسبة لكل النفوس.
إنه بالحقيقة يوجد البقول وأيضًا الطعام القوي (رو ١٤: ٢؛ عب ٥: ٢) الذي لا ينعش النفوس المحتاجة إلى تقدم في نفس الوقت.
وكما يقول بطرس ليت الأطفال حديثو الولادة يشتهون اللبن العقلي النقي (١بط ٢: ٢). ويطبق نفس الشيء إن كان أحد ما مثل الطفل كأهل كورنثوس الذين يقول لهم بولس: "سقيتكم لبنا لا طعامًا" (١ كو ٣: ٢).
ليت الضعيف يأكل بقولًا لأنه لا يؤمن (رو ١٤: ٢). هكذا علَّم بولس عندما قال: "واحد يؤمن أن يأكل كل شيء، وأما الضعيف فيأكل بقولًا" (رو ١٤: ٢).
ويوجد بالحقيقة وقت فيه "أكلة من البقول حيث صداقة مع نعمة خير من ثور معلوف ومعه بغضة" (راجع أم ١٥: ١٧). أما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر" (عب ٥: ١٤). ولكن يوجد أيضًا طعام بغيض كما يعلمنا سفر الملوك الرابع عندما قال بعض الرجال لأليشع: "موت في القدر يا رجل الله" (٢ مل ٤: ٤٠)...
يليق بنا أن نرتفع بالفكر من الكائنات غير العاقلة والبشرية إلى الملائكة الذين هم أيضًا ينتعشون بالطعام، فإنهم ليسوا في عدم عوز تمامًا. "أكل الإنسان خبز الملائكة" (مز ٧٧: ٢٥).
لكن الآن يلزمنا أن نعبر إلى العبارة التي أمامنا بخصوص طعام المسيح، الذي لم يكن يعرفه التلاميذ عندئذ، إذ يقول يسوع الحق: "أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم" (يو ٤: ٣١). لأن التلاميذ لم يكونوا يعرفوا ما كان يسوع يفعله حينما كان يفعل إرادة من أرسله ويتمم أعماله الكاملة[٣٤]. إنه يفعل إرادة الآب التي هي واحدة مع إرادته[525].
العلامة أوريجينوس
يرى القديس أغسطينوس أن طعام السيد المسيح هو أن يتمم إرادة الآب، وأن يشرب من إيمان المرأة به. بهذه يطعِّمها جسده الذي هو الكنيسة، أي تصير عضوًا في الجسد. يرى العلامة أوريجينوس أنه ليس الإنسان وحده بل وكل كائن عاقل سيتمتع بالكمال بيسوع بكونه عمل الله[526].
حينما يكمل كل واحدٍ منا، بكونه عمل الله، بواسطة يسوع، يقول: "جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا وضع لي إكليل العدل" (راجع ٢ تي ٤: ٧-٨)[527]
العلامة أوريجينوس
كان الرب جالسًا جائعًا وعطشانًا اقتات بإيمان المرأة السامرية[528].
القديس جيروم
أي عجب إن كانت تلك المرأة لم تفهم الماء؟ انظر فإن التلاميذ لم يفهموا بعد الطعام[529].
القديس أغسطينوس
"فقال التلاميذ بعضهم لبعض:
ألعل أحدًاأتاه بشيءٍ ليأكل؟" [33]
لم يدرك التلاميذ أن الكلمة الإلهي هو الذي عال إيليا في البرية عند نهر كريت، فكان يُرسل له طعامًا يوميًا بواسطة غراب (١ مل ١٧: ٤-٦). وأنه في البرية جاءت ملائكة تخدمه (مت ٤: ١١).
"قال لهم يسوع:
طعامي أن اعمل مشيئة الذي أرسلني،
وأتمم عمله". [34]
يرى القديس أمبروسيوس أن حديث السيد المسيح هنا يشير إلى عمل المسيح في حياة الناس لكي يعملوا إرادة الآب، ويتمموا عمله، لأن ما يفعله الناس كأعضاء في جسد المسيح، يُحسب كأنه هو نفسه قد عمله[530].
أكلنا وشربنا وقراءتنا وخدمتنا وعبادتنا كلها إنما لخدمة خلاص النفوس. هذه هي إرادة أبينا السماوي، طعام نفوسنا الشهي.
لقد هلكت النفوس بسبب عدم المعرفة. وقد وهبنا الله مفتاح الملكوت الذي هو إنجيله ومعرفة كلمته.
* الوليمة التي يتحدث عنها سليمان لا تتحقق فقط بالطعام العادي بل تُفهم بأنها تتحقق بالأعمال الصالحة. إذ كيف يمكن للنفس أن تتمتع بوليمة بحكمة أفضل إلا بالأعمال الصالحة، أو ماذا يمكن أن يملأ أذهان الأبرار بسهولة مثل معرفة تحقيق العمل الصالح؟ أي طعام أكثر بهجة من عمل مشيئة اللَّه؟ يخبرنا الرب أن لديه هذا الطعام وحده بفيضٍ. كما جاء في الإنجيل: "طعامي أن أعمل مشيئة أبي الذي في السماوات" [34]. فبهذا الطعام يبتهج الذين يتعلمون بمعرفة عجيبة أن يصعدوا إلى المباهج العلوية، الذين يقدرون أن يعرفوا أيّة بهجة هي هذه، وأيّة نقاوة لها والتي يمكن للعقل أن يفهمها. إذن ليتنا نأكل خبز الحكمة، ونشبع بكلمة اللَّه. لأن حياة الإنسان التي خُلقت على صورة اللَّه لا تتحقق بالخبز وحده، بل بكل كلمة تخرج من فم اللَّه (مت 4:4). ويقول القديس أيوب عن الكأس بوضوح كامل: "كما تترقب الأرض المطر، هكذا فقل هؤلاء بالنسبة لكلماتي" (أي 23:29)[531].
* إن كان طعامه هو أن يعمل مشيئة أبيه، هكذا أيضًا طعامه أن يشترك في آلامنا[532].
القديس أمبروسيوس
"ليأتِ حبيبي إلى جنته ويأكل ثمرة النفيس" (نش 16:4). إنه لتعبير جرئ من نفس ممتلئة حماسًا وروعة ترتفع على كل تعجب.
من تدعوه العروس لوليمتها التي تتكون من فاكهتها الخاصة؟
لمن تُجهز العروس وليمتها التي أقامتها من مصادرها الخاصة؟
من تدعوه العروس لكي يأكل مما عرضته؟ "هو الذي منه وبه وله كل الأشياء" (رو 36:11). إنه يعطى كل شخص طعامه في حينه (مز 15:145)، يفتح يده ويملأ كل كائن حي بالنعيم. هو الخبز النازل من السماء (يو 41:6)، هو الذي يعطى الحياة للعالم ويجعل المياه تفيض من نبعه الخاص للحياة.
هذا هو الواحد الذي ترتب العروس له مائدتها. وهي الحديقة التي تنبت منها أشجار حيّة.
ترمز الأشجار إلينا وتُشير أرواحنا المُخلّصة إلى الطعام المُقدم له. وقال لتلاميذه: "أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم" (يو 32:4، 34). تتميم إرادة اللّه المقدسة: "فهو يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تي 4:2).
هذا الخلاص هو الغذاء الذي يُجهز له. تعطى إرادتنا الحرة الثمرة للّه وهي أرواحنا، ليقطفها من على غصنها الصغير. تمتعت العروس في البداية بثمرة التفاح الحلوة المذاق قائلة" وثمرته حلوة لحلقي" (نش 3:2). ثم أصبحت هي نفسها الثمرة الجميلة الحلوة التي قُدمت للراعي ليتمتع بها[533].
القديس غريغوريوس النيسي
"أما تقولون أنه يكون أربعة أشهر ثم يأتي الحصاد.
ها أنا أقول لكم:
ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيضت للحصاد". [35]
أخفى السيد المسيح المعنى الروحي السرائري وراء حديثه عن الحصاد، فإن ما يعنيه هو حصاد ملكوت السماوات الذي يتحقق بعد أربعة حقبات زمنية. الحقبة الأولى الإنسان في جنة عدن حيث لم يقدم الثمر اللائق، وجاء عصر الناموس الطبيعي (الآباء البطاركة)، ثم عصر الناموس الموسوي، وأخيرًا الحقبة الرابعة حيث عهد النعمة. فيتم حصاد كل الحقبات لحساب ملكوت السماوات، ويتحقق كمال الحصاد في مجيء المسيح على السحاب حيث ينتهي العصر الأخير.
يطلب السيد المسيح الحصاد الذي لن يتحقق بدون العمل الجاد بسرورٍ ومثابرة. فالعملٍ ضرورة حتمية وملحة للتمتع بالحصاد.
إنه يرى الحصاد القادم حيث يأتي كثير من السامريين إليه خلال خدمة المرأة السامرية، يؤمنون به ويتأهلون للبس الثياب البيضاء.
* "ارفعوا أعينكم"، وردت في مواضع كثيرة في الكتاب المقدس حيث يحثنا الكلمة الإلهي على رفع أفكارنا وبصيرتنا إلى فوق. كما جاء في إشعياء: "ارفعوا إلى العلاء أعينكم، وانظروا من جعل هذه الأمور معروفة" (راجع إش ٤٠: ٢٦).
* إذ بدأ يتحدث المخلص عن التطويبات رفع عينيه نحو تلاميذه وقال: "طوبى" لهؤلاء وأولئك (راجع لو ٦: ٢٠). فإنه لا يوجد تلميذ حقيقي ليسوع في الأسفل، ولا أحد ممن يستريح في حضن إبراهيم. فالغني الذي كان يتعذب رفع عينيه ليرى إبراهيم ولعازر في حضنه (لو ١٦: ٢٣)[534].
ليس أحد يرفع عينيه إن كان مستمرًا في إتمام أعمال الجسد[535].
* يحث الكلمة الحاضر مع التلاميذ سامعيه أن يرفعوا أعينهم إلى حقول الكتاب المقدس وإلى حقول الغاية من كل شيء موجود، فيرى الإنسان بياض نور الحق وبهاءه الحال في كل مكان. فإنه بحسب سليمان: "كلها واضحة لدى الفهماء، ومستقيمة لدى الراغبين في الشركة في المعرفة الحسية" (راجع أم ٨: ٩)[536].
العلامة أوريجينوس
كتب القديس جيروم إلى أبيغيوس Abigaus كاهن Baetica بأسبانيا يعزّيه في عماه الجسدي ويبعث فيه روح الفرح من أجل ما يتمتع به من بصيرة داخلية:
* يليق بك ألا تحزن، إنك محروم من هاتين العينين الجسديتين اللتين لدى النملة والحشرات والزحافات، بل بالأحرى أن تفرح أن لديك العين الواردة في نشيد الأناشيد: "قد سبيْتِ قلبي يا أختي العروس، قد سبيْتِ قلبي بإحدى عينيك" (نش5:4). هذه هي العين التي بها يُرى اللَّه، والتي أشار إليها موسى عندما قال: "أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم" (خر 3:3)... وقال نبي: "يدخل الموت خلال نوافذك" (إر21:9LXX)... وقد أمر (الرسل) أن يرفعوا أعينهم، ويتطلعوا إلى القول، فإنها قد ابيضّت للحصاد [35][537].
القديس جيروم
"والحاصد يأخذ أجرة،
ويجمع ثمرًا للحياة الأبدية،
لكي يفرح الزارع والحاصد معًا". [36]
الآن يتقدم السيد المسيح بكونه الزارع الذي غرس الكلمة في قلب السامرية، وفي ساعات قليلة جدًا قام بدور الحاصد، وفرح وتهلل من أجل الثمر حيث آمن به كل أهل المدينة قائلين: "إن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم" [٤٢].
* يقصد المسيح هنا الحاصد الروحاني، لأن ثمرة الحصاد الجسداني لا تبلغ إلى الحياة الأبدية، بل إلى هذه الحياة الوقتية، أما ثمرة الحصاد الروحاني فإنها تبلغ إلى حياة خالية من الشيخوخة والموت. أرأيت كيف أن أقواله محسوسة ومعانيها روحانية؟
القديس يوحنا الذهبي الفم
* ضعوا في اعتباركم أنه إن كان موسى والأنبياء هم الذين زرعوا، إذ كتبوا الأمور "لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور" (١ كو ١٠: ١١)، وأعلنوا عن رحلة المسيح. وانظروا إن كان الذين حصدوا هم الرسل الذين قبلوا المسيح، ورأوا مجده الذي يتفق مع بذار الأنبياء العقلية الخاصة به، التي حُصدت بواسطة إدراك السرّ المخفي منذ الدهور، وأُعلن في أواخر الأزمنة" (أف ٣: ٩؛ ١ بط ١: ٢٠). "الذي في أجيال آخر لم يعرف به بنو البشر كما قد أُعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه" (أف ٣: ٥).
الآن فإن الخطة الكاملة الخاصة بإعلان السرّ المحفوظ في كتمان لأزمنة أبدية، والآن أُعلن خلال الأسفار النبوية وظهور ربنا يسوع المسيح، وذلك في الوقت الذي فيه جعل النور الحقيقي الحقول مبيضة للحصاد، إذ أشرق عليها بكونه البذرة.
حسب هذا التفسير الحقول التي غُرست فيها البذور هي كتابات الناموس والأنبياء التي لم تكن قد ابيضت بالنسبة للذين لم يتقبلوا حضور الكلمة. لكنها صارت هكذا بالنسبة للذين صاروا تلاميذ ابن الله، وأطاعوه، هذا القائل: "ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيضت للحصاد"[٣٥][538].
* كتلاميذ حقيقيين ليسوع لنرفع أعيننا وننظر الحقول التي غرسها موسى والأنبياء، لكي نرى بياضها، وكيف قد أُعدت لحصاد ثمارها، وجمعه لحياة أبدية، في رجاء نوال أيضًا مكافأة من رب الحقول ومانح البذور[539].
* كل إنسان، أيًا كان، يقرأ: "إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب، ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السماوات" (مت ٨: ١١)، سيتفق في إن الزارع والحاصد يفرحان معًا، حيث يهرب كل أنين وحزن ووجع في الدهر الآتي (إش ٣٥: ١٠).
إن تردد أحد في قبول أنه حتى الآن الذي يزرع يفرح مع كل من يحصد، ليذكر ما حدث في تجلي يسوع كنوعٍ من الحصاد عندما ظهر في مجدٍ، ليس فقط للحصادين بطرس ويعقوب ويوحنا الذين صعدوا معه على الجبل، بل وأيضًا للغارسين موسى وإيليا من قبل، فاستناروا إلى هذا الحد بواسطة الآب وأناروا الذين رأوه. هكذا الآن يُرى موسى وإيليا معًا مع الرسل القديسين[540].
العلامة أوريجينوس
"لأنه في هذا يصدق القول:
إن واحدًا يزرع،
وآخر يحصد". [37]
هوذا السيد المسيح يرسل تلاميذه للحصاد، الحقل الذي تعب فيه آباء وأنبياء العهد القديم زمانًا هذا مقداره.
* يمكننا القول أن واحدًا ينتمي إلى الناموس، والآخر إلى الإنجيل، لكنهما يفرحان معًا[٣٦]، لأن لهما هدف واحد من الله الواحد بيسوع المسيح الواحد، المخزن لهما في الروح القدس الواحد[541].
العلامة أوريجينوس
* الأنبياء هم الذين زرعوا ولم يحصدوا، وأما الذين حصدوا فهم الرسل. لكن لم يُحرم الذين زرعوا فقط من الفرح بالمكافأة على أتعابهم، إنما تهللوا وابتهجوا بالرغم من أنهم لم يحصدوا[542].
القديس يوحنا الذهبي الفم
"أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه.
آخرون تعبوا وأنتم قد دخلتم على تعبهم". [38]
* ولِمَ قال المسيح هذه الأقوال لتلاميذه؟ حتى إذا أرسلهم للمناداة لا يضطربوا كأنهم مرسلون إلى عملٍشديد الصعوبة، لأن عمل الأنبياء كان أكثر تعبًا... إذ جاء التلاميذ إلى الأعمال الأسهل من غيرها، لأنه كما أن الثمرة تجمع في الحصاد بسهولة كذلك يصير عملهم الآن. بهذاشجع المسيح تلاميذه كثيرًا، لأن هذا العمل إذا كان يُظن أنه متعب، إذ يجولون المسكونة وينادون بالتوبة، بيَن لهم أنه سهل، لأن العمل الذي كان متعبًا جدًا، إنما كان ذاك العمل الذي احتاج تعبًا كثيرًا، وهو بذر البذور وأن يدخلوا نفسًا بعيدة إلى معرفة الله[543].
* الآن عمل الحصاد غير الزرع. لقد حُفظتكم لعمل أقل مشقة بينما المسرة أعظم، ليس أن تزرعوا لأنه يحتاج إلى جهد أصعب وإلى ألم.
في الحصاد ننال عائدًا عظيمًا بينما الجهد والألم ليسا هكذا عظيمًا، حقًا أنه أكثر سهولة... العمل الشاق الذي يتطلب جهدًا هو غرس البذور ودخول النفس التي لم تنل العضوية (الكنسية) إلى معرفة الله... هذه هي رغبة الأنبياء أن يحضروا كل البشر إليّ، هذا ما كان يعده الناموس. بسبب هذا كانوا يغرسون لكي يأتوا بهذا الثمر. بهذا كله يظهر أنه أرسلهم أيضًا وأن العلاقة بين الجديد والقديم عظيمة، وقد أظهر هذا كله بهذا المثل[544].
القديس يوحنا الذهبي الفم
* الكلمة دائمًا يجعل أتعاب الناس القدامى أكثر وضوحًا للتلاميذ الحقيقيين حتى لا يمارسوا ذات الأتعاب التي واجهت الغارسين[545]
العلامة أوريجينوس
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024