05 - 03 - 2015, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 7551 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غيِّرني يا ابي يا رب اريد أن ارفع لك كلماتي بدموع عيناي. فأنا أجهل مما اتصور. أنا كبهيم عندك. اريد ان اعرفك. اريد ان المسك و اشعر بك. اريد ان اسمع قلبك اريد ان ارتمي في حضنك لا اعرف شيئا سوى أنك الهي احبك بحب وضعته انت في قلبي و لولاك ما كان حبي لك. فأنا منك و أنت لي. أنت ينبوعي. تفيض في بكل ما لك و كل ما عندك. فأرجوك وسع قلبي ليسع ما هو عندك. حطم هذه الحدود التي حول قلبي و تجعله محدوداُ فأنا اريد أن اراك و اريد أن استوعب قبس من روحك من لاهوتك في داخلي لقد اتحد لاهوتك بالناسوت في شخص الابن الرب يسوع المسيح فهل لي ان أسألك ان تتحد بي بشيء من هذا الاتحاد، فأنا طامع و طامح ان أكون بحسب محدوديتي على صورة ابنك اضرم فيَّ نيران حبك و حبك الآخرين حتى تهال دموعي و لا تسكت من فرط الحب و من فرط البكاء على نفسي و على اخوتي في البشرية هل لي أن أسألك يا سيدي أن تحتضني في حضن لاهوتك فأنا اريد ان اذوب و افني فيك اريد أن لا أوجد فيما بعد بل توجد انت فقط فيَّ اسلمك مشاعري و ارادتي قلبي و فكري روحي و نفسي و جسدي اسلمك ماضي و حاضري و مستقبلي اسلمك ضعافاتي و وساخاتي فها هى بين يديك ابي افعل بي ما تريد عد و شكلني اناءً آخر يناسب مجدك يا ابي ارحمني و اقبلني و سامحني اضع قلقي بين يديك و اضع حزني و اكتئابي اضع فقري و مرضي اضع فشلي و نجاحي اضع خوفي و انيني بين يديك و اقول لك يا أبي خذها كلها و ضع بدلاُ منها القليل من لاهوتك و روحك حتى لا أكون أنا و تكون أنت سيدي حتى أفني و أذوب في لاهوتك كما يذوب الملح في مياه البحر اصلح كل افسدته الايام فيّ اصلح كل ما فسده الشيطان و كل ما صار فيّ بسبب الخطية كل معقل اتخذته الخطية و الفساد و اتخذه الشيطان مكاناً له و احتله في قلبي و في كل كياني حرره انت و طهره ليكون بحسب صورة ابنك الحبيب امسك مشرط الروح القدس ايها الجراح الاعظم و استأصل كل ما فيّ ليس منك لتفن إنساني العتيق و لتجدد الجديد الفاخر بحسب برك فأنا اشتاق لصورتك الحقيقية اعني يا أبي حتى أكون كما تريد أنت لا كما أريد أنا. في اسم الرب يسوع المسيح أمين. |
||||
05 - 03 - 2015, 03:22 PM | رقم المشاركة : ( 7552 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قصــــة ملفتــــة للنظـــــــر كان الطريق السريع مزدحماً على غير عادة ، فقد توقفت السيارات فى صفوف طويلة فى الليل البارد ولم يدر الاكثرون سبب ذلك بالتحديد ولكن الناس أخذوا يتناقلون خبراً أن صورة المسيح تظهر كل ليلة على صهريج مرتفع فى جوار الطريق . واتضح بعدئذ أن الصورة لم تكن سوى خيال تحدثه أضواء الليل على صفحة الصهريج المبقعة الصدئة . وكان رد فعل واحد من السائقين المتوقفين فى زحمة الطريق لافت للنظر على نحو خاص فعندما مد رأسه خارج سيارته وسأل أحد العابرين عما يجرى فنظر اليه العابر وقال :- المسيح هنا . فإذا بالسائق يصرخ صرخة مرة تعبر عن الفزع الشديد الذى انتابه وبالرغم من ملابسه الثقيلة وسيارته المكيفة فقد ظل يرتجف ويرتعش واسنانه تصطك والعرق البارد يتصبب من جسمه ولما سأله أحد مراسلى الصحف عن سبب اضطرابه وهلعه علق السائق قائلاً :-عندما سمعت أن المسيح جاء انتابنى الذعر فى الحال واستبد بى الهلع الشديد فانا لم اكن مستعد ليوم الدينونة عزيزى إن رد فعل ذلك السائق يثير بعض الاسئلة ؟؟؟ ما هو شعورك ازاء مجئ المسيح المؤكد؟ أيسيطر عليك الخوف والقلق؟ هل انت متلهف لمجيئه لدرجة أنك تتمنى ان يحدث اليوم؟ أم أن خبر مجيئه سريعاً يسبب لك الخوف والفزع والهلع؟ الرب يسوع أت ثانية فهل هذا عندك خبر سار أم خبر سئ؟ عزيزى ... (أستعد للقاء الهك) "عاموس 4 : 12" لأنه إن أجلا أو عاجلاً لابد أن تُقابل المسيح. وإن لم تلتقى به كالمخلص الآن سوف تلتقى به فيما بعد كالديان وإذا لم تلتقى به عند الصليب ليمنحك الخلاص سوف تقابله أمام عرش الدينونة العظيم لتنال منه القصاص . عزيزى إن الغد ليس ملكا لنا وبين لحظة واخرى قد ياتى المسيح حسب وعده (ها أنا آتى سريعاً) "رؤيا 3 : 11 ، 22: 7 ، 12 ، 20" أو قد نُدعى نحن للقائه وهو السيد القدوس العادل ولن يعامل خاطئاً كأنه بار لذلك ما ألزم الأستعداد لذلك اللقاء !!! |
||||
06 - 03 - 2015, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 7553 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الزمن الجديد الذي لنا - زمن الخليقة الجديدة
+ نحن الآن نحيا في زمن الروح القدس، زمن سرّ إعلان ملكوت الله في أعضاء المسيح جسم الكنيسة الحي الذي يجمع فيه الرب بنفسه عناصر الخليقة الجديدة، يجمعهم حجارة حية مبنية معاً على أساس الحق وقاعدته، أي إنجيل قيامة يسوع، وصليب المصالحة، الذي به قتل العداوة مصالحاً الكل بدمه برباط المحبة المنسكب بروحه فينا... ++ لذلك حينما نجتمع للصلاة فأننا نقف حسناً (حسب نداء الشماس في القداس الإلهي)، نقف في جمال قيامة ابن الله الحي الجالس عن يمين العظمة بجسم بشريتنا، مُعلنين دخولنا في الزمان الأبدي الجديد والحياة حسب الدهر الآتي، زمن الخليقة الجديدة المُعتقة من ناموس الخطية والموت، التي صار لها رؤية ما هو فائق حيث المسيح جالس، طالبين لا ما على الأرض بل المجد المذخر لنا في الواحد الوحيد الذي صرنا منه لأنه صار جسداً وجعلنا واحداً معه بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير. +++ فنحن لم نعد نصلي كخليقة عتيقة منقسمة تحيا تحت ظلال الناموس وقصور الحرف في حالتنا الأولى قبل الإيمان الحي بالمسيح ربنا الذي فيه وُهِبَ لنا الميلاد الفوقاني من الماء والروح فصرنا ابناء لله الآب فيه كالتدبير، بل في الصلاة نجتمع كأعضاء جسد المسيح الواحد، ولذلك فأن صلاتنا هي خدمة ملء الكنيسة الجامعة، حيث نُصبح كلنا واحد بسرّ عمل الروح الواحد فينا، وتُعلن وحدتنا في سرّ الذبيحة الإلهية التي نلتف حولها، والتي فيها نُصبح عملياً معاً مُقدسين في المسيح يسوع مع كل الذين سبقونا إلى كورة الأحياء خالعين خيمة مسكنهم الأرضي أي الجسد، لذلك فأن صلواتنا معاً ومعهم تتحد في اشتراك سري يجمعنا معاً في وحدة واحدة في شركة الثالوث القدوس، لذلك نحن لا نستجدي طلباتهم ولا نُنادي عليهم كأنهم منفصلين عنا، بل نحن معهم في وحدة نقف وقفة واحدة أمام الله القدوس الحي الحاضر معنا حسب وعده المعلن في الإنجيل والظاهر أمام أعيننا التي انفتحت بسرّ الإعلان الذي أُعلن لنا حينما آمنا، والذي لازلنا نأخذ منه ونفرح على الدوام ++++ ليتنا نستيقظ الآن وننتبه لعطية الله ونعرف المجد المذخر لنا في الابن الوحيد حتى لا نتكاسل أو نتراخى، بل نزداد نشاط دائم ونحيا في نمو متواصل حسب فيض النعمة المُعطاة لنا، لكي نحيا في فرح القيامة ونكتسي ببر الله لنصل لذلك الميناء الهادئ مع جميع القديسين أعضاء جسد المسيح الذي نحن معهم منه وفيه، ونحيا نور للعالم وملح الأرض فنكون شهود لقيامة يسوع، نبشر بموته بقيامته وصعوده نعترف، ونسبحه ونمجده ونعلن مجد مجيئه منادين نداء التوبة، توبوا وآمنوا بالإنجيل لأنه اقترب ملكوت الله آمين |
||||
06 - 03 - 2015, 04:07 PM | رقم المشاركة : ( 7554 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أن أردت أن تحيا حياة مقدسة
+ الصليب هو العار الظاهر في شكل الضعف ببذل الذات حتى الموت، لذلك الصليب يسحق عجرفة الفكر ويُبطل كبرياء النفس، والإنسان المنحصر في ذاته المهتم بالأرضيات وسعيه الدائم لأجل الجسديات والحسيات والتمتع الوقتي بملذات الأرض والعالم، سيظل سجين الكبرياء يخاف أن يمسه سوء من أي نوع، ولا يقبل الضيقات أو الآلام بشكر، بل يتذمر ويتململ سريعاً حتى أنه يتمرد بشدة على الله نفسه في النهاية، وهذه هي علامات حياة لم تدخل بعد في سرّ قيامة يسوع لأنها لم تُصلب معه بعد، إذ أنها لا تقبل الصليب في حياتها عملياً، بل تقبله فقط على مستوى الشعار وليست الحياة كخبرة "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيا"... ++ فإذا كان الرب فعلاً هو حياتك وصلبت ومت وقمت معه على مستوى الخبرة، فلماذا تخاف من الغد ومن المرض وتقلق من أجل الأمور المُحيطة بك، وتخشى الموت أو فقدان عزيز لديك، أو تفقد أياً من ما جمعته أو تقتنيه !!! +++ أما أن أردت أن تحيا حياة مقدسة في الرب ولا تقتلك أوجاع الخطية المؤلمة للنفس، فحارب خوفك بالصليب، وامسك في الحياة ونالها من الذي قال: "أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا" ++++ وأعلم أن المحبة الحقيقية أساس الحياة بالوصية وهي قوية جداً حتى العداوة لا تقوى عليها ولا تستطيع أن تقتلها لأن قوة غفران المحبة تسحق العداوة وتبطلها، فطبيعة المحبة ذات سلطان إلهي إذ تنقل من الموت للحياة بالبذل والشركة في الحياة الإلهية، ولا يضعفها سوى الأنانية والشهوات المدمرة للنفس، لأن من كثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين، ومن حب الذات تُهمل الوصية ويفقد الإنسان قوة عمل النعمة في القلب. |
||||
06 - 03 - 2015, 04:11 PM | رقم المشاركة : ( 7555 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شكرا لك يا رب شكرا لك يا رب لأنك خلقتني مختلفا عن الآخر ليس حتى أتصادم أو أختلف معه او أتعالى عليهِ بل حتى هذا الاختلاف يكمّل بعضنا ويعزّز وحدتنا يعوّضني عمّا ينقصني واعوِّضه عمّا ينقصه يا رب وهبتَ عطاياك الوفيرة ومنحتَ المواهب العديدة لكل فرد منّا كل حسب توّجّههِ وقابليته وقدرته على تنميتها وصقلها والابداع فيها والمتاجرة بوزناتها شكرا لك يا رب , لأنك لم تعطِ شيئا لأبنائك الاّ لغاية وسبب وهدف وأولها محبتك اللامتناهية لهم اجعلنا يا رب أن نمجّد اسمك القدوس من خلال عطاياك ولا تدعنا أن ينال منا روح الكبرياء والتفاخر واجعلنا أن نشكرك بكل الظروف والأحوال في الحزن والتجربة كما في الفرح والسِعة لأنك أب والأب أدرى بمصلحة أبناءه مِن الابناء أنفسهم لأننا ندرك يا رب بان كل الامور تسير للخير معا للذين يحبون الله وان شعرة واحدة من رأسنا لا تسقط الا بعلمك شكرا شكرا شكرا ومجدا نقولها لك يا رب .... آمين |
||||
06 - 03 - 2015, 04:12 PM | رقم المشاركة : ( 7556 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَنَا هُوَ ٱلْبَابُ ...
أَنَا هُوَ ٱلْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعىً (يوحنا 10: 9) لئن دخلت بيت أبيك، فإنك لا تنفذ إليه من الشباك. ولا تثقب الحائط، بل تعبر من الباب عبوراً. وإن أردت الدخول إلى السماء، فعليك أن تعرف الباب الحق، إن كان مقفلاً أو مفتوحاً. فالطرق عديدة إلى السماء، وكثير من الناس يدعون معرفة الصراط المستقيم إلى الله تعالى. ولكنهم بالحقيقة، لا يعرفون الباب المؤدي إلى قدس الأقداس. وأما يسوع فيقول: " أَنَا هُوَ ٱلْبَابُ ". كل من يدخل إلى بيت محترم ينظف قدميه أولاً، قبل الدخول. وأحياناً نشاهد بعض الداخلين إلى معابدهم يخلعون أحذيتهم. فسائل نفسك: أضميرك طاهر لتستحق القدوم إلى الله؟ فإن تنظيف القلب لهو أهم من تنظيف الرجلين! ومن يرد اليوم ركوب طيارة فعليه أن يمر من باب التفتيش، حيث تكشف الأشعة الكهربائية إن كان في حوزته أسلحة سرية مخبأة تحت لباسه. هكذا الذي يريد أن يدخل إلى السماء، فعليه أن يمر من المسيح، لتكشف أشعة قداسته كل خطايانا الآثمة. فالمسيح هو الباب الكاشف لخطاياك. وأخطاؤك أكثر مما تعلم. وذكرى أعمالك السيئة تحملها في نفسك. وأما نواياك فهي غير عادية أيضاً. ولكن المسيح هو الباب الضيق. فقبل دخولك السماء، عليك بإلقاء كل هموك وذنوبك لتتقدم إلى الله خالياً. فبدون الاعتراف بخطاياك لن تدخل السماء البتة. إنما المسيح لا يكشفك فقط، بل هو بنفس الوقت الباب المطهر لصميمك. ففي العواصم تجد اليوم أماكن لغسل السيارات أوتوماتيكياً. فتدخل السيارات بالتتابع في طريقة التنظيف، فإذا بآلة حديدية ترشها بمنظف كيماوي، وبرش صابون وماء. وبعدئذ تدور خمسة فراش ضخمة تمسحها وتنظفها. ثم يفيض ماء صاف على السيارة أثناء انتقالها بتتابع مراحل التنظيف. وأخيراً إذا بريح ناشفة ساخنة تهب عليها فتخرج من باب التنظيف متألقة كيوم صنعها الأول. وبصورة أعظم، فإن المسيح هو الباب الذي من يدخل منه لا يموت، بل يتطهر وبتقدس. ويخرج نظيفاً مقبولاً للسماء. ادخل فيه، تختبر تطهير ضميرك وتجديد ذهنك. وتكون خليقة جديدة، مقبولة عند الله. كيف تقدر أن تدخل إلى المسيح؟ ليس بدفع اشتراك كما للدخول إلى الجمعيات الدنيوية. ولا يستطيع إنسان أن يدخل بآخر، لأننا مواد. فالدخول في المسيح هو أمر روحي معناه الاتحاد به. فمن يقترب منه ويدرسه مصلياً، يعرف محبته الكبرى، ويثق به أكثر فأكثر. وفجأة تنفتح عيناك فترى الباب المؤدي إلى السماء مفتوحاً على مصراعيه. فلم يرفضك المسيح لأجل خطاياك بل يطهرك، ويقدس ضميرك. وهذا المخلص يمنحك روحه القدوس، وقوته السماوية تغير عقلك وجوهرك. وهكذا تستحق الاقتراب من الله. فالإيمان بالمسيح يخلصك من الدينونة والهلاك، ويؤهلك للدخول إلى بيت الله. ماذا نجد بهذا الباب العجيب ووراءه؟ إن الله محبة ويشبه أباً له قصر عظيم. وأحباؤه يحيطون به ويحمدونه لأن محبته ورحمته حلت في الجميع. فمن يدخل إلى الله بالمسيح اليوم، يتغير من الأنانية إلى اللطف والرأفة. والسماء لا تبتدئ بعد الموت بل اليوم. فمن يدخل بالمسيح مؤمناً يثبت في شركة رعوية الله، ويجد في راعيه الصالح غنى عظيماً من الحكمة والمعرفة والمحبة والبركة والوداعة والخدمة والفرح والسلام. إن قلبك يشتاق إلى الروح القدس. أنت محتاج إلى مرعى الله، وإلا فقلبك يموت جوعاً. اقرأ الإنجيل يومياً وكل كلمة الله بشهية. املأ نفسك بأوامره، واصغ إلى وعوده المهمة. آمن بأمانته الغير المتغيرة، واحفظ تعزيات الله غيباً. فتتقوى بروحك ونفسك وجسدك. وأتباع المسيح لا يرعون أنفسهم فقط، ويخلدون للراحة السماوية بأنانية، بل ينظرون فيرون أن باب السماء ليس فقط مفتوحاً للدخول بل للخروج أيضا. فيفكرون بالضالين الكثيرين، الذين لا يرون المسيح الباب المفتوح رغم وجود أعينهم المفتوحة. فينطلق أولئك المؤمنون مدفوعين بالرحمة الموهوبة لهم، ويخرجون إلى عالم البغضاء والهلاك، جارين المستعدين بصبر ومحبة إلى المسيح، ليدخلوا معهم من الباب إلى الداخل، فيدركون جميعاً الله الحنان أباهم. أيها الأخ العزيز، نؤكد لك أن الباب المؤدي إلى الله مفتوح لأجلك. فتعال إلى المسيح، متكلاً على محبتك. وهو لا يرفضك، بل يطهرك من كل سيئاتك، ويمنحك قوة الله للحياة الأبدية. وهذا ما اختبره أخ مؤمن في حياته، فكتب فوق عتبة باب بيته هذا الشعر الجميل الذي يستحق أن نحفظه غيباً: يا داخلاً وخارجاً من بابنا كن ذاكراً ما دمت في هذي الحياة إن المسيح ربنا باب السما ليس من باب سواه للخطاة * * * أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
||||
06 - 03 - 2015, 04:15 PM | رقم المشاركة : ( 7557 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
واغلق الباب والمستعدات دخلن معه إلى العُرس، وأُغلق الباب ( مت 25: 10 ) في هذا المَثَل كان هناك عشر عذارى متشابهات في كل شيء بحسب الظاهر. فكُلهن عذارى، وكُلهن أخذن مصابيح، وكُلهن خرجن للقاء العريس، ولكن كان هناك فرق بين خمس منهن والخمس الأخريات، إن خفيَ على الناس فلن يخفى على الله، ذلك الفرق هو الذي أوجد الفارق في التسمية. فاللواتي أخذن زيتًا في آنيتهن دعاهن الرب حكيمات، واللواتي لم يأخذن زيتًا في آنيتهن حسبهن الرب جاهلات. وقد تكون أيها القارئ مسيحيًا، أي مُنتسبًا إلى المسيح لا إلى ديانة أخرى، وقد يكون لك معتقد، كما كان لكل عذراء منهن مصباح، وقد تكون لك كثير من المظاهر الدينية، كما خرج جميع أولئك العذارى لمُلاقاة العريس، ولكن هل لك أيها العزيز زيت نعمة الله بعمل الروح القدس في آنية قلبك؟ هذا هو المهم والخطير في الأمر. فليس السر في المصابيح، ولا في المعتقدات، ولكن السر في الزيت. والزيت لم يكن في المصابيح، ولكنه، كما يقول الوحي: كان في أواني الحكيمات. فإذا كان لك عمل الروح القدس في قلبك، فأنت الحكيم، وإذا لم يكن لك سُكنى وعمل الروح القدس في قلبك، فأنت الجاهل والشقي والبائس والأعمى والعريان. وربما تصوَّر الجاهلات أنهن يستطعن أن يذهبن لكي يبتَعن زيتًا عندما يسمعن أن العريس مُقبل، ولكن أي زيت يمكن أن يُشترى بعد نصف الليل؟ وأية فرصة تسمح بذلك؟ ربما يتصوّر البعض أنهم يستطيعون أن يقبلوا المسيح في آخر لحظة، ولكن كيف تكون آخر لحظة؟ وأين هي آخر لحظة في حياتك؟ هل تعلمها؟ هل تستطيع أن تعيِّنها؟ وهل تستطيع أن تؤخرها قليلاً؟ لا تَقُل إني أنتظر فرصة مناسبة، فإنه لا توجد في الحياة فرصة مناسبة حسب تصورك، إذ عدو الخير يعلم هذا ولذلك يملأ حياتك بالارتباكات، فما أن تخرج من مشغولية حتى تدخل في أخرى، وهكذا يملأ حياتك بالهموم لكي لا يعطيك فرصة بل تظل مشغولاً حتى تنظر فجأة فترى نفسك على حافة القبر، وما هي إلا لحظة حتى تهوي فيه. أما الله المُحب القدير الذي يعرف أفكار العدو، ويريد أن ينبهك فيقول لك إن أنسب فرصة هي الآن: «الآن وقت مقبول واليوم يوم خلاص»، «واليوم، إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم». يارب لا تجعلنا كالعذارى الجاهلات عندما نسمع كلمة الله نؤجل خلاصنا الى فترى اخرى , بل نسلم كل فكرنا وعقلنا ونفوسنا وارواحنا بيدك لنكون كالعذارى الحكيمات لتملانا من زيتك دائما , من روحك القدوس اروينا واشبعنا كي نكون مستعدين على الدوام لاستقبالك عند اللحظة الاخيرة , لكي يكون الباب مفتوحا بك لتستقبلنا انت ولتقول لنا تعالوا يا مباركي ابي رثو الميراث المعد لكم منذ انشاء العالم , نشكرك يارب لانك اعطيتنا الحكمة في الاختيار ولك كل المجد والشكر والحمد من الان والى الابد امين ,, |
||||
06 - 03 - 2015, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 7558 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأملات وقراءات فى سفر نشيد الأنشاد الإصحاح الأول (2) مقدمة سفر نشيد الأنشاد هو سفر البالغين والناضجين روحيا وهو يقدم علاقة حب بين حبيب وحبيبته أو عريس وعروسه أو حب السيد المسيح للنفس البشرية أو للكنيسة ككل , وهذه العلاقة نفهم من خلالها لماذا تسمى عبادة الأوثان زنا روحى , نجد في هذا السفر حواراً بين العريس وعروسه. فالعريس يعلن حبه، ونجده يبحث عن عروسه باذلاً كل جهده لتقبله عريساً لها، معلناً جماله الإلهي مادحاً جمالها مع أنها من عمل يديه ونجده ساتراً عليها. أما العروس ففي فترات ضعفها لا تقبله، ثم ينفتح قلبها فتناجيه ومرة أخرى تعاتبه ومرة ثالثة تشكو نفسها (مقدمة توبة) وأخيراً في غمرة فرحها وتلذذها بحبه نجدها لا تنسى إخوتها،وعبارة أجذبنى ورائك فنجرى ليها قصة جميلة قرأتها عن واحد من الجنود اللى كانوا بيحرسوا ثياب السيد المسيح فبيقول كنت واحد من الجنود اللى كنا بنحرس ثياب السيد المسيح وقسمنا ثيابه بيننا فوقع حذائه من قرعتى وهذا واضح من الأنجيل (على ثيابه ألقوا قرعة) فبيقول ولبست ذلك الحذاء ووجدته يقودنى إلى طرق لم أكن أمشى فيها من قبل يعنى لما لبس الحذاء فى رجليه , وجد أن رجليه أبتدأت تمشى فى سكة ماكانيتش بيمشى فيها قبل كده وبعدين بيكمل : وظل هذا الحذاء يقودنى إلى أن وجدتنى فى جبل الزيتون وأنا الذى لم لأكن اعرف الصلاة من قبل وجدت نفسى راكعا عند أحدى الأشجار أصلى , يعنى من غير ما يشعر هو ماشى فين قعد يمشى حتى أقتاده للإيمان وهى دى عبارة أجذبنى ورائك فنجرى أجذبنى يارب بقوتك وبملائكتك و بكل ما عندك من وسائط أجذبنى بيها فنجرى وأنا مش بأقول ورائك فين لكن فقط ورائك , فى الجلجثة أنا معاك وفى جثسيمانى أنا معاك وفى الإضطهادات وفى الضيقات معاك وعلى شاطىء البحيرة معاك وعلى جبل التجلى معاك فى أى مكان معاك أجذبنى ورائك ولا أحدد وضعا ولا حالة ولا مكان إنما أجذبنى ورائك وهى دى طبيعة أى أنسان بينجذب لربنا مش بيمشى وراه لأ ده بيجرى جرى زى ناس كثيرين أغسطينوس اللى كان بعيد عن الله ولما أنجذب ليه لقى نفسه بيجرى وراه وقال له تأخرت كثيرا عن حبك أيها الجمال الفائق وبسرعة وصل إلى القمة وبسرعة صار قائدا للروحيات , وهو ده عمل الله لما بيجذب الخطاة فهم ليس فقط بيتحولوا إلى تائبين لكن أيضا إلى أبعد من كده لأنهم بيصبحوا قديسين زى مريم القبطية وكلنا نعرف الحكاية وكيف صارت واحدة من السواح , وموسى الأسود وكما قلت أغسطينوس وبيلاجيا التائبة , وهى دى يا أخوتى علامة دخول يد الله فى حياتنا أنك تشعر أنك بتجرى جرى وهو ده اللى قاله بولس الرسول فى كورونثوس الأولى 9: 24 24أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْميْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ وَلَكِنَّ وَاحِداً يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هَكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا. أركضوا لكى تنالوا وأمشوا جريا فى طريق ربنا ولا تقفوا ولا تتباطئوا ولا ترجعوا إلى الوراء وكمان كل اللى معاكم أجعلوهم يجروا وده شفناه فى قصة سجان فيليبى عندما خلص أعتمد هو وكل الذين معه وكل أهل بيته , وأيضا لما كيرنيليوس عرف طريق ربنا هو وكل بيته وكل أهله ولذلك النفس البشرية تطلب من ربنا وتقول يارب أجذبنى ورائك وأنا مش حاجى لوحدى لأ ده أنا حاجى ومعايا ثلاثين وستين ومائة وهو ده اللى شفناه لما ربنا جذب المرأة السامرية جائت المدينة كلها ولما جذب أليه الأثنى عشر مش فقط جريوا وراه ولكن جرى ورائهم ثلاثة ألاف فى أول يوم وبعدين بقوا خمسة ألاف وبعدين بقت مدن وجماهير , هكذا كل نفس بشرية مس الله قلبها ودخل الروح القدس فى حياتها وأخيرا لما نجرى يارب أبتدى أدخل فى حياة الشركة معاك وفى حياة الفرح وأبتهج بيك يا رب وهكذا صاروا كل الذين وراء الله شعروا بالإبتهاج والفرح بيملأ حياتهم وشعروا بسلام يفوق كل عقل بعد أن قاسوا من شهوات العالم ونجوا وبعد أن قاسوا من عذابات الضمير والضيقات وأما الذى يسير وراء الرب فيعيش فى الفرح هو وكل الذين معه وفرحانين بالحب الذى يربطهم بيه وفرحانين بالشركة التى تربطهم بيه ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحنا منا لأنك حبك أطيب من الخمر لأن لما أحببناك سكرنا بهذا الحب ولم نعد ندرى بالعالم ولا كل مافيه, ولذلك سٌمِّي هذا السفر قدس أقداس العلاقة بين النفس وبين الله . تعالوا نتابع هذه السيمفونية الرائعة ونتحسس بتأنى جمال هذا الحوار وعروس النشيد كل خطوة كانت بتخطوها كانت بتسلمها للخطوة التانية , أجذبنى فجذبها لحد ما أدخلها الحجال ففرحت وأبتهجت ولما فرحت وأبتهجت أحبته فعلا لأن هو صار موضع أبتهاجها وفرحتها وبعدين أبتدأت تنظر لنفسها. 5* 5أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ كَخِيَامِ قِيدَارَ كَشُقَقِ سُلَيْمَانَ. نظرت لجواها وجدت فيها تعارض عجيب جدا , سوداء ولكن فى نفس الوقت جميلة وعلشان تعطى مفهوم قالت أنا سوداء كخيام قيدار , وقيدار هذا هو واحد من العرب وكانت عشيرته بتسكن فى خيام مصنوعة من جلد الماعز الأسود , ولذلك قالت أنا سوداء كخيام قيدار ولكن جميلة كشقق سليمان , شقق معناها ستائر , وكانت ستائر سليمان مصنوعة من الكتان الأبيض النقى بجمال وبتطريز وبفن , فهى بتكشف عن سوادها وعن سواد طبيعتها لكى ما تزداد جمالا وهنا بنشوف التعارض العجيب , كيف أن واحدة سودة تبقى جميلة ؟ إذا كان اللون الإسود مرفوض ومذلول ومضطهد لكن كيف يصير هذا اللون الأسود جميل جدا , وحتى فى المثل لما يعيبوا على واحدة يقولوا دى فحمة سودة , أو سودة زى الفحم , ولكن أنا عايز ألفت أنتباهكم أن سواد الفحمة ده لما يضرم فيها جمر النار يتحول هذا السواد إلى الأحمر أو إلى نور , يعنى الإظلام اللى فيها بيتحول إلى نور ونلاقيها جمرة مشعة ملتهبة ومنظرها جميل جدا , ما هى دى طبيعتى أنا سودة , نعم سودة بطبيعتى اللى بتميل للخطية وللشر وللأثم , لكن جميلة بإلهى اللى بيطهرنى من كل أثم , أنا سودة بضعفاتى وبفتورى لكن جميلة بالقوة اللى إلهى بيعطيها لى وبالجذبة اللى بيشدهانى , والمعنى الرمزى الجميل , والناس كانت ولازالت تتسائل هل السيد المسيح كان أسود واللا أبيض ؟ أن السيد المسيح كان أبيض ولأنه عاش فى فلسطين أصبح أسمر لأن الشمس لوحته , ولحد دلوقتى نشوف صورة العذراء الحبشية بيرسموا العذراء سمراء , دى طبيعتى , وهم بيحبوا أنهم يرتبطوا بهؤلاء , ولو رسموا صورة السيد المسيح فى الهند حايرسموه زى الهنود , ولو رسموه فى أفريقيا حايرسموه زى الأفارقة لأن الحب يجعلنى أنتمى له وهو ينتمى لى , أنا سودة بخطاياى لكن جميلة بدم إلهى , راحاب كانت زانية يعنى سودة بطبيعتها لكنها تقدست بالإيمان وصارت من شعب الله ومن نسلها أتى السيد المسيح , وداود أسود بخطيته لكن تبرر بدموعه وصرخ إلى الله والله غفر ليه خطيته , وكلنا فاكرين أشعياء 6: 5- 7 5فَقُلْتُ: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ». 6فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّرَافِيمِ وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ 7وَمَسَّ بِهَا فَمِي وَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ». لما شاف منظر ربنا وقال (ويل لى إنى هلكت لأنى إنسان نجس الشفتين وساكن وسط شعب نجس الشفتين ) فراح ربنا على طول طيّر له واحد من السيرافيم وفى يده جمرة ومس شفتيه وقال له هذه مست شفتيك فإنتزع أثمك وكفر عن خطيتك , وعلشان كده الشيطان بإستمرار يحب يفكّرنى بإنى أسود ,وليست غايته فى ذلك فقط أنه يوقعنى فى الخطية لكن أيضا يجعلنى أيأس بعد ما أقع فى الخطية , ويقول لى مفيش فايدة أنت أسود وحاتفضل أسود وحياتك كلها بقعة سودة , والحقيقة هدف الشيطان مش أنه يسقط الإنسان لكن هدف الشيطان أنه ييأس الإنسان , يعنى يجعله ييأس , لأن السقوط هو مرحلة أولى , وعلشان كده فى نغمتين والشاطر اللى ياخد النغمة الصحيحة منها , ففى واحد يقول أعمل أيه كل ما بأقوم بأقع أو أسقط , وفى واحد تانى يقول ,كلما أسقط أقوم , طبعا الأولانى ده إنسان يائس لكن التانى بيقول لا تشمتى بى يا عدوتى لأتى إن سقطت أقوم , وعلشان كده أنا سوداء وجميلة , فأنا سوداء بطبعى ولما ييجى يحاربنى بالكبرياء وبالبر الذاتى ويقول لى ده أنت بتخدم وأنت بتعمل , وده أنت بتصوم , وده أنت بتصلى , فأقول له أنا أيه ؟ أنا سوداء , ولما ييجى يحاربنى بصغر النفس وتقول لى ليس منك فائده , فأقول له أنا جميلة , وحانشوف سر جمال هذه العروس التى بالرغم من أن طبيعتها سوداء لكنها جميله بماذا؟ , كان زمان خيمة الإجتماع منظرها من الخارج كئيب , جلود تخس وجلود ماعز ومنظر كئيب من الخارج , ولكن من الداخل إسمانجونى وإرجوان وفضة وبوص مبروم , وكان اللى يشوف الخيمة من الخارج يقول لأ دى وحشة , لكن اللى يدخل الخيمة من الداخل يتمتع بمجد , الحقيقة قد تكون الكنيسة بهذا المنظر أو الحياة الروحية بهذا المنظر , ونسمع يوه حاتروحوا تصلوا وتسمعوا درس كتاب وتقفوا على أرجلكم .. لالالالا , دى سوداء , ده الواحد يتعب , ده الواحد يملّ , وده الواحد بيتضايق , لأن منظرها من بره فيها ألم وحرمان وليس فيها أنبساط للمزاج وليس فيها إشفاق على الذات , ولكن آه لو النفس بتدخل داخل أعماقها , نبتهج بك ونفرح لأن حبك أطيب من الخمر , ولذلك بيقول بولس الرسول فى رسالته الثانية لأهل كورنثوس 4: 16 16لِذَلِكَ لاَ نَفْشَلُ. بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْماً فَيَوْماً. إذا كان إنساننا الخارجى بيفنى فالداخل يتجدد يوما فيوم , وكما يقول المزمور45: 13 13كُلُّهَا مَجْدٌ ابْنَةُ الْمَلِكِ فِي خِدْرِهَا. مَنْسُوجَةٌ بِذَهَبٍ مَلاَبِسُهَا. كل مجد أبنة الملك من داخل , ولما أكون فى الضيقة وفى التجربة بيكون شكلى أسود لأن ربنا بيقول ما أكرب الطريق وما أضيق الباب , ولكن لما أمشى مع الذى يقودنى فى الطريق ده أقول أنا جميلة ومش سوداء , وتكون التجربة مره , لكن جميلة بالإيمان وجميلة بالسلام الذى يعطيه الله أثناء التجربة , جميلة بالتعزية بالفرح وجميلة بقبول التأديب اللى ربنا بيرسله للتجربة , وإذا كان بولس الرسول بيتكلم عن سواد الإنسان وبيقول فى رومية 7: 18 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. عالم أنه ليس فى جسدى شىء صالح , ولكن بطرس بيتكلم عن جمال الإنسان ويقول فى رسالته الثانية 1: 4 4اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلَهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ. أن أحنا شركاء الطبيعة الإلهية . 6* 6لاَ تَنْظُرْنَ إِلَيَّ لِكَوْنِي سَوْدَاءَ لأَنَّ الشَّمْسَ قَدْ لَوَّحَتْنِي. بَنُو أُمِّي غَضِبُوا عَلَيَّ. جَعَلُونِي نَاطُورَةَ الْكُرُومِ. أَمَّا كَرْمِي فَلَمْ أَنْطُرْهُ. لا تنظروا لسوادى أو لوحاشتى , وإذا كان هنا فيه رمز لكنيسة الأمم اللى كان اليهود دايما يطلقوا على الأمم كلمة كلاب وكلمة أنجاس وكلنا نعرف أن فى العهد القديم هناك رموز جميلة لأشخاص سوداء اللون وعرفوا السيد المسيح , منهم المرأة الكوشية التى تزوجها موسى , ومريم أخته أخذت تعايره وتقول له أنت تزوجت واحدة سوداء , وهى كانت رمز لإتحاد الأمم بشعب الله أو بالكنيسة , وأيضا ملكة سبأ التى جائت لتنظر حكمة سليمان وهى أيضا كانت سوداء , وهى كانت رمز للأمم الغريبة التى تأتى وتتحد بربنا , وكأنها بتقول لا تنظرى لى يا كنيسة اليهود كأنى سوداء , لأن شمس التجارب لوحتنى , والشمل لما بتخبط فى لوح الخشب بتقوسه وتثنيه , فإذا كانت التجارب التى نعيش فيها تحت الشمس هنا هى التى قوستنى وأثنتنى بسبب الخطية بسبب الضيقات وبسبب المتاعب , لكن مهما إن عملت الشمس ومهما إن عملت الظروف ومهما إن عملت الخطية , ومهما إن عمل العالم فىّ وشهونى , لكن السيد المسيح يضمن جمالى , ويضمن أن يرجعنى جميلة جداجداجدا , وهو ده اللى حانشوفه أن السيد المسيح بيعمله , وكأنها عايزة تقول لهم حاجة جميلة أن السواد هذا لم يخلقنى الله عليه , لأن هذا السواد هو شىء مكتسب , سكبه الشيطان علىّ , لكن الله لما خلقنى , قد خلقنى جميلة جدا , لأنه عندما خلق الإنسان فقد خلقه حسن جدا , وبعدين بتقول بَنُو أُمِّي غَضِبُوا عَلَيَّ. أو اللى هم قريبين جدا منى قد رفضونى , وأه لما النفس تشعر أنها مرفوضة حتى من أقرب الناس , وكأنها بتقول محدش راضى بى ومحدش عايزنى ومحدش بيحبنى ومحدش إختارنى حتى من القريبين جدا منى , فإذا كان بنوا أمى غضبوا علىّ , والشمس لوحتنى لكن فى واحد قابلنى , نعم فى واحد مازال ينظر إلىّ كأنى جميلة وجميلة جدا , وبعدين بتقول جَعَلُونِي نَاطُورَةَ الْكُرُومِ. أَمَّا كَرْمِي فَلَمْ أَنْطُرْهُ. وناضورة من كلمة ناضورجى التى تعنى حارس أو مراقب , وناطورة الكروم يعنى جعلونى أقعد أحرس الكروم وأنشغل بكروم كثيرة جدا وأقعد أراقبها وأنظر إليها , لكن كرمى أنا لم أراه ولم أهتم بيه , لما تفضل النفس مشغولة بالعالم والناس اللى حواليها بيشغلوها بحاجات كثيرة , يعنى تقعد مشغولة شوية بالمذاكرة ومشغولة شوية بالعلاقات ومشغولة شوية بالشغل ومشغولة شوية بالمناسبات , ومشغولة شوية بإهتمامات , يعنى أنشعلت بكل حاجة وفى كل حاجة ولم تنشغل بحاجة واحدة فقط وهى نفسها أو كرمها , وبيقول السيد المسيح بماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه , يعنى عمل علاقات , وسوى ونجح وحصل وكون فلوس وعمل ثروات وعمل مستقبل وعمل عيلة لكن خسر نفسه , يعنى قعد ينظر لكل حاجة ويراقب كل شىء ويهتم بكل شىء إلا نفسه وإلا حياته الروحية ,(أما كرمى فلم أنظره) , وحتى لو كان الإهتمام بالحاجات التانية على مستوى الخدمة ومش على مستوى الشغل والأكل واللبس , وممكن تلاقى واحد عمال يروح هنا ويروح هنا وعمال يخدم هنا ويخدم هنا ويتكلم هنا ويتكلم هنا , أما حياته الروحية مش مهتم بيها , وبولس الرسول قال كده فى كورنثوس الأولى 9: 27 27بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أنَا نَفْسِي مَرْفُوضاً. بعد ما كرزت للآخرين أصير أنا نفسى مرفوضا , ولما بتقول أما كرمى فلم أنظره يعنى لم أهتم بحياتى الروحية ولم أهتم بنفسى التى هى أغلى وأثمن شىء , وعلشان كده ياريت نراجع نفسينا فى دقيقة وأحنا قاعدين ونسأل نفسنا ياترى أيه أخبار الكرم بتاعى , ويا ترى كرمى نظرته ؟ واللا لغاية دلوقتى لم أهتم بيه وهو حياتى الداخلية وخلاصى ومستقبلى الروحى , وياترى نظرته وأعطيته إهتمام واللا لأ , وفى سفر الأمثال بيتكلم عن واحد ويقول فى إصحاح 24: 30- 31 30عَبَرْتُ بِحَقْلِ الْكَسْلاَنِ وَبِكَرْمِ الرَّجُلِ النَّاقِصِ الْفَهْمِ 31فَإِذَا هُوَ قَدْ عَلاَهُ كُلَّهُ الْقَرِيصُ وَقَدْ غَطَّى الْعَوْسَجُ وَجْهَهُ وَجِدَارُ حِجَارَتِهِ انْهَدَمَ. عبرت بكرم الرجل الناقص الفهم , يعنى عديت بكرم واحد ناقص الفهم , والقريص والعوسج هذه نباتات شوكية , والكرم المفروض أنه للعنب , والكرم أتغطى بالقريص والعوسج والشوك , يعنى ناقص الفهم ترك كرمه بدلا ما ينتج عنب أخرج قريص وعوسج وشوك وحجارته مهدومة وسوره خربان وكل واحد بيدخل ويدوس فى هذا الكرم أو يدوس عليه , وهى النفس التى أصبحت مفتوحة لكل فكرة ولكل مشاعر ولكل تقليد ولكل كلمة ولم تصبح كرمة بالرغم من أن ربنا أعطاها كل الإمكانيات ويقول لها فى سفر أشعياء 5: 3- 6 3«وَالآنَ يَا سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ وَرِجَالَ يَهُوذَا احْكُمُوا بَيْنِي وَبَيْنَ كَرْمِي.4مَاذَا يُصْنَعُ أَيْضاً لِكَرْمِي وَأَنَا لَمْ أَصْنَعْهُ لَهُ؟ لِمَاذَا إِذِ انْتَظَرْتُ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً صَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً؟ 5فَالآنَ أُعَرِّفُكُمْ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَرْمِي. أَنْزِعُ سِيَاجَهُ فَيَصِيرُ لِلرَّعْيِ. أَهْدِمُ جُدْرَانَهُ فَيَصِيرُ لِلدَّوْسِ. 6وَأَجْعَلُهُ خَرَاباً لاَ يُقْضَبُ وَلاَ يُنْقَبُ فَيَطْلَعُ شَوْكٌ وَحَسَكٌ. وَأُوصِي الْغَيْمَ أَنْ لاَ يُمْطِرَ عَلَيْهِ مَطَراً». ماذا يصنع لكرمى وأنا لم أصنعه , وهى لما نظرت وجدت أنها أهتمت بحاجات كثيرة إلا حياتها هى وشعرت بإحتياجها وبضياعها وأنها فقدت حاجات كثيرة جدا فراحت على طول صرخت ليه : 7* 7أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي أَيْنَ تَرْعَى أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ. لِمَاذَا أَنَا أَكُونُ كَمُقَنَّعَةٍ عِنْدَ قُطْعَانِ أَصْحَابِكَ؟ أبتدأت تصرخ لعريسها وتقول له ده أنا فى ضياع وكرمى مهدوم وخربان والقريص والعوسج وأهتميت بكل حاجة إللا كرمى وقعدت أحرس فى كل حاجة إللا كرمى ولذلك كانت عبارة (أخبرنى يا من تحبه نفسى) وكلمة أخبرنى فيها دالة أو من غير تكلّف وتقول له قول لى ولم تقل له يا راعينى أو يا إلهى أو يا معلمى ولكنها بتعطيه لقب حلو قوى وهو يا من تحبه نفسى , ولما تصبح النفس فى ضيق أصرخوا إليه وقولوا أخبرنى يا من تحبه نفسى , لما تصبح النفس يائسة ولما تصبح خاطئة وساقطة فأنظرى إليه وقولى له أخبرنى يا من تحبه نفسى , ولما تصبح النفس تائهة ومش عارفة تروح يمين واللا شمال وتدخل فين , تمشى واللا تقف , تكلم هذا أو لا تكلمه , ولما تصبح النفس خائرة وضعيفة وحائرة , فتقف وتقول له أخبرنى يا من تحبه نفسى أين ترعى أين تربض عند الظهيرة , والرعى هذا هو وقت المشى ووقت العمل ووقت المجهود , والربض هو وقت الراحة , وبتحدد له فى وقت الظهيرة , طيب لماذا الظهيرة ؟ لأن الشمس بتكون فى أشد قوتها وعنفها والنفس محتاجة لأى شىء يضللها , وتكون النفس عطشانة جدا ومحتاجة أنها ترتاح فى وقت الظهيرة , والحاجة اللطيفة جدا لما نقعد نعمل اللقاءات التى تمت بين الله وبين شخصيات كثيرة نجد أنها بإستمرار كانت بتتم فى وقت الظهيرة , يعنى إبراهيم أبو الآباء لما شاف ثلاثة وأستقبلهم على باب الخيمة هذا كان وقت الظهيرة , والمرأة السامرية لما أتقابلت مع السيد المسيح هذا أيضا كان وقت الظهيرة , وبولس الرسول لما أبرق نور من حوله كان أيضا وقت الظهيرة , وكلنا نعرف أجمل حاجة فى وقت الظهيرة أنه كان وقت الصلب (الساعة 12 ظهرا) , ولذلك نجد أن الراعى كان بييجى ويقود خرافه فى وقت الظهر إلى مكان راحة , إلى مكان ظل , فهى نفس حيرانة وتعبانة ومش عارفه ومش قادرة تعرف متى وأين تسلك وأين تذهب ومش عارفة ترتاح , فتقول له أخبرنى يا من تحبه نفسى , عرّفنى يا رب , ويمكن البعض لا يعرف أن من ضمن طقس الكنيسة الحلو فى مزامير باكر صباحا وبالتحديد آخر مزمور بنصليه فى صلاة باكر فيه آية جميلة جدا بنقولها (عرفنى يارب الطريق التى أسلك فيها , لأنى إليك رفعت نفسى , علمنى أن أصنع مشيئتك لأنك أنت هو إلهى , روحك القدوس فليهدنى إلى الإستقامة ) وكأن الكنيسة بتعلمنى قبل ما أنزل وأذهب إلى شغلى وأرعى وأستريح وأربض قول لربنا كده (عرفنى يارب الطريق التى أسلك فيها) , أين ترعى وأين تربض عرفنى الطريق التى أسلك فيها , عرفنى طريقك يا رب وعلّمنى , وبنشوف فى أشعياء 40: 11 بيقول 11كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ». كراعى يرعى قطيعه وبذراعه يجمع الحملان وفى حضنه يحملها , النفس التى تطلب الرعاية يأتى إليها ربنا كراعى يرعى قطيعه وبذراعه يجمع الحملان , يعنى يقعد يلم بيده , وفى حضنه يحملها , وكمان أجمل من كده بنشوف فى سفر حزقيال 34: 15- 16 15أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 16وَأَطْلُبُ الضَّالَّ, وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ, وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ, وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ, وَأُبِيدُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ, وَأَرْعَاهَا بِعَدْلٍ. أنا أرعى غنمى وأربضها وأرعاها بعدل وغنمى المشتتة أجمعها وعلشان كده أذا كنت من هذا النوع الفاقد للرعاية وبأقول مش لاقى أى أحد يهتم بى ومش لاقى أحد يرشدنى ومش لاقى أحد يحبنى ومش لاقى أحد يريحنى ومش لاقى أحد يرعانى , فأنت أمامك راعى الخراف الأعظم اللى قال عنه داود فى مزمور 23: 1 1 اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فإذا كانت هى بتطلب الرعاية وبتطلب الراحة فمش ممكن تجد الرعاية ومش ممكن تجد الراحة إلا فى الصليب , وعلشان كده يا أحبائى الصليب هو قمة الرعاية , ففى الصليب قمة الحب وفى الصليب قمة الغفران وفى الصليب قمة البذل الذى أعطاني الله وفى الصليب أيضا قمة الراحة وأنى مش ممكن أرتاح إلا فى الصليب , فالصليب الذى يغفر لى والصليب هو الذى يجددنى والصليب هو الذى ينصرنى والصليب هو الذى يقوينى , وهى بتقف تحت قدمى الصليب وتقول له أخبرنى يا من تحبه نفسى أين ترعى أين تربض عند الظهيرة , وبعدين بتقول لِمَاذَا أَنَا أَكُونُ كَمُقَنَّعَةٍ عِنْدَ قُطْعَانِ أَصْحَابِكَ؟ وكلمة مقنعة يعنى عايناى متغميتان ومش شايفة , وطبعا واحدة مش شايفة لأنها مش قادرة أن تنال رعاية ومش قادرة تنال راحة لأنها مش شايفة عينيها متغمية , وعمالة تتنطور من هذا القطيع إلى هذا القطيع وتقول طيب ما أروح لفلان يمكن أشوف منه رعاية وإهتمام , طيب ما أروح لفلانة , طيب ما أعمل هذه العلاقة . طيب ما أبحث عن الفلوس يمكن أجد فيها رعاية , طيب ما أبحث عن الصداقات , طيب ما أبحث عن العلاقات ومش قادرة تشوف ومش قادرة ترتاح لأنها بتبحث عن رعاية خارج قطيع السيد المسيح , فهى بتبحث عن الأصحاب وتتلمس منهم رعاية وحب وتتلمس منهم قوة وتتلمس منهم راحة لكن للأسف كل هذا برقع , لكن هى محتاجة أنها تصل إلى شخص السيد المسيح , وهى دى رحلة البحث . 8* 8إِنْ لَمْ تَعْرِفِي أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ فَاخْرُجِي عَلَى آثَارِ الْغَنَمِ وَارْعَيْ جِدَاءَكِ عِنْدَ مَسَاكِنِ الرُّعَاةِ. ولأول مرة يتكلم العريس لأنه إلى العدد السادس كان هذا هو كلام العروس , وقال لها أخرجى, وكلمة أخرجى يعنى خذى خطوة عملية ومدى أرجلك لبره وأخرجى خارج الدائرة اللى أنتى بتدورى فيها , دائرة الناس ودائرة الشهوات ودائرة الذات ودائرة الأصدقاء ودائرة العلاقات , فخذى خطوة عملية وأخرجى من مشاغلك وهمومك وأخرجى من خطاياكى , هو بيقول لها أن لم تعرفى , يعنى أن كنتى جاهلة ومش عارفة بسبب جهلك فالله مستعد أن يتغاضى عن أزمنة الجهل , فالله مستعد أن يسامح جهلنا , ولذلك بيقول لها أطلعى على آثار اللى سبقوكى , وهو هنا بيؤكد لها بقوله أيتها الجميلة بين النساء , بيؤكد لها جمالها , فإذا كانت النفس فاقدة الإحساس بالجمال وبالأهمية , فالله يعطى النفس هذا الإحساس بالأهمية والجمال , ولذلك بيقول لها شوفى اللى سبقوكى قبل كده وأمشى على أثارهم , وإذا كان إيمانك ضعيف ومحتاجة لإيمان أمشى وراء إبراهيم أبو الإيمان , وإذا كنتى محتاجة لطاعة أمشى وراء أسحق حتى يعلمك الطاعة , وإذا كنتى محتاجة لعفة أمشى وراء يوسف لكى يعلمك حياة الطهارة , وإذا كنتى محتاجة لصبر فأمشى وراء أيوب علشان يعلمك الصبر , وإذا كنت محتاجة لجهاد فأمشى وراء بولس ذلك المجاهد الذى جاهد الجهاد الحسن , وإذا كنتى محتاجة إلى حب فأمشى وراء يوحنا ليعلمك الحب , شوفى اللى سبقوكى وأخرجى وأمشى على أثارهم , على أثار أنطونيوس وعلى أثار الأنبا بولا وعلى أثار مكاريوس وشوفى اللى سبقوكى مشيوا إزاى وأمشى وراهم , وماتنسيش تأخذى جدائك , وكلنا نعرف أن الجدى دايما رمزا للضعف وأن السيد المسيح فى الدينونة بيقول الخراف عن اليمين بينما الجداء عن اليسار لأن الجداء رمز للضعف ورمز للغلط , ولذلك بيقول أمشى على آثار اللى سبقوكى وإذا كان فى حياتك ضعفات فخذيها لمساكن الرعاة علشان يعلموكى كيف تتخلصين من ضعفاتك من جداءك , وسلّمى ضعفاتك للرعاة اللى أنا أقمتهم لكى يرعوكى , والرعاة هم الكهنة وآباء الإعتراف أو المرشدين الروحيين الذين يساعدون الإنسان على التخلص من الجداء , أو يعرض ضعافاته عليهم لكى يريحوه , ربنا بيتكلم وبيرد على النفس اللى بتشتاق وبيقول لها إذا كنتى متضايقة أفتكرى ياهوشافاط اللى قال لربنا (لست فىّ قوى ولا أعلم ماذا أفعل ولكن نحوك أعيننا ) , وإذا كنت ضعفان أفتكره , وإذا كنت متضايق زى حزقيا فقول له يا رب (لقد تضايقت كن لى ضامنا), وإذا كنتى متضايقة زى حنة أم صموئيل فأبكى أمامه , وإذا كنتى خاطئة زى المرأة الخاطئة فقولى له أين ترعى , وأفتكرى داود فى توبته , وإذا كنتى فاترة ومتكاسلة فخذى جداء الفتور والكسل وأفتكرى يعقوب أبو الآباء الذى ظل يصارع ربنا حتى طلوع الفجر , فأخرجى على آثار اللى سبقوكى ولكن وأنتى فى خروجك حاتخرجى بمنظر معين وهذا ما سنكمله فى الجزء الثالث. والى اللقاء مع الجزء الثاالث وبقية الإصحاح الأول راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين. |
||||
06 - 03 - 2015, 04:18 PM | رقم المشاركة : ( 7559 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
((((( يسوع المصلوب ))))) قال بولس الرسول: "فإنني سلّمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب" (1كورنثوس 2:15). إن موت المسيح على الصليب كان لدى بولس الرسول مهماً جداً وأعظم وأقوى أساس في قاعدة إيمانه. إنه الركن الأساسي بل هو مفتاح العقد، وحجر الزاوية لهيكل الحق. وتتّضح صحة هذا الأمر من المكان الذي يملؤه موت المسيح في الأسفار المقدسة وفي خدمة الفريضتين في كنيسة العهد الجديد وفي الترانيم المسيحية قديمة كانت أم حديثة. فليس الصليب هو الرمز العام الوحيد للمسيحية بل هو رسالتها الحقة العامة. إنه صميم قلب الإنجيل والكلمة الفاعلة القوية وأمضى من كل سيف ذي حدين فلا شيء يظهر بشاعة الخطية مثل الصليب: فيه نستطيع أن نرى "خطايانا الخفية في ضوء وجه" الذي عيناه كلهيب نار. إن صليب الفادي هو نور الله الكشاف لأنه يعلن محبة الله وخطية البشر، قوة الله وعجز البشر، بل قداسة الله ونجاسة البشر. وكما أن المذبح والذبيحة كانا " "أول الكل" في العهد القديم، كذلك الصليب والكفارة هما "أول الكل"في العهد الجديد. وكما أنه يمكن مد خط مستقيم من أية نقطة في محيط الدائرة إلى مركزها، فكذلك تعاليم العهد القديم والعهد الجديد عن الخلاص في كل محيطها الواسع ومع كل ما تشمله من حياة جديدة وخليقة جديدة بل من سماء جديدة وأرض جديدة ترجع جميعها في خط مستقيم إلى مركز الكل وهو حمل الله يسوع المسيح المذبوح على صليب الجلجلة. تأمل أيها القارئ في المكان الذي تملؤه قصة الصليب في العهد الجديد. أن الأناجيل الأربعة تخصص لقصة الصليب أكثر مما تخصص لأي مظهر آخر في حياة المسيح وتعالميه. أما سفر الأعمال فإن كل التبشير الذي فيه يرتكز على موت ربنا وقيامته. هذه كانت البشارة المفرّحة أنه "أراهم نفسه حياً يعدما تألم" وفي رسائل بولس نرتبك لكثرة القرائن ووفرة البراهين الدالة على أن رسالته الوحيدة كانت الصليب والكفارة ونرى ان الصليب والكفارة كانا قلب رسائله. أنه يظهر من جميع رسائل بولس أن مصدر قوة بشارته هو جبل الجلجثة لا بيت لحم. فالتجسد حدث حتى يتم به الفداء والصليب إذ يقول:"ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. من الذين يدين، المسيح الذي مات". وجميع المسيحيين المتجددين عندما يشربون الكأس في ذكرى العشاء الأخير "يذكرون موت الرب إلى أن يجئ". إن ذلك الصلب هو حقاً مركز الإنسانية وتاريخها وسوف يشهد بمصالحة الكل بواسطة الدم سواء كان ما على الأرض أم ما في السموات. أما في الرسالة إلى العبرانيين فموت المسيح، كونه الكاهن والذبيحة والمذبح، ظاهر بجلاء حتى لا نحتاج للاستشهاد. فالمسيح هو رئيس الكهنة العظيم الذي "قد أظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه". فيسوع هو رئيس إيماننا ومكمله إذ احتمل الصليب، ودم الرش هو دم العهد الأبدي الذي سفكه راعي الخراف العظيم عن الخراف. وماذا نقول عن رسالتي بطرس الرسول ورسائل الحبيب يوحنا ورؤيا فعصارتها هي دم المسيح الذي سأل على الصليب. نعم ... "مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة. وكل خليقة قائلة البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين آمين". لو كان يسوع الناصري إنساناً فقط ولم يكن كما هو حقيقة أي كلمة الله ومخلصنا، تبقى حادثة موته أعظم حادثة في تاريخ البشرية، وتعدد وصف هذه الحادثة في كتابات معاصرية من مؤيدين ومعاندين، وذكر آلامه وصلبه، بل أن الحوادث المريعة التي رافقت موته في عالم الطبيعة وكلماته السبع التي فاه بها على الصليب وتأثير كل ذلك في من رأوه وسمعوه وفي الذي آمنوا به في جميع العصور ومن جميع الشعوب تثبت أهميتها العامة ومركزها العالمي. ونحن لا ينبغي لنا أن نقلل من أهميتها. فإن أهم حادثة في حياة المسيح بل أهم حادثة في نظر المسيح نفسه هي موته على الصليب من أجل الخطية، ولا مبالغة في قول أحد المؤمنين عندما يقول: "إذ كان الفداء مجرداً عن تعاريفه الدقيقة – شيئاً، فهو كل شيء. إنه أعمق الحق وأكثر ما فيه ابتكاراً، إنه يحدد أكثر من كل شيء آخر إدراكنا ماهية الله وحقيقة البشرية بل معنى التاريخ وحقيقة الطبيعة. إنه يحددها جميعاً إذ ينبغي لنا أن نوفق بينها وبينه. إنه مصدر الإلهام للفكر بل هو المفتاح في آخر لحظة لجميع الآلام. إن الفداء لحقيقة لا تقبل التجزئة ولذلك فعلى هذه النقطة في عصر التمدن كما كان في العصور الخوالي ترتكز جاذبية المسيحية أو رفضها. والصليب ما زال مجد الإنسان الوحيد أو حجر عثرته الأخير ,,,,, |
||||
06 - 03 - 2015, 04:20 PM | رقم المشاركة : ( 7560 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل من طريق؟ سؤال حائر طالما تردد في أذهان وقلوب البشر، ردد صداه تاريخ الإنسانية: "كيف يتبرر الإنسان أمام الله؟" إنه موضوع كل إنسان على اختلاف الجنس واللغة والدين كيف أكون مقبولاً لدى الله؟ إن الله القدوس البار يكره الخطية، ولا يقبل أن يكون في علاقة مع إنسان خاطئ، مع أنه في نفس الوقت محب ورحيم وغفور. ولكن الله لا يغفر ولا يرحم بغضّ النظر عن اعتبارات برّه وعدله التي لا بد وأن تقتص من الإنسان الخاطئ "لأن أجرة الخطية هي موت". لقد دخلت الخطية للإنسان فصار خاطئاً عاصياً مذنباً، ونجست الخطية الإنسان فصار نجساً، وفصلت بينه وبين الله (وهو الحياة)، فصار ميتاً روحياً، واستحق الموت الأبدي. محب >>>>>>>>>> <<<<<<<<<<< عادل رحيم >>>>>>> الله <<<<<<< قدوس غفـور >>>>>>>>>> <<<<<<<<<< بار الخطية خاطئ ----- مذنب >>>>> الإنسان <<<<< نجس ----- ميت أين الطريق إذاً؟ وهل يمكن أن يُقْبَل إنسان خاطئ، مذنب، نجس، ميت أمام الله القدوس العادل؟ إن للإنسان طرقه التي يحاول أن يصل بها إلى الله. وأول هذه الطرق هي الأعمال الحسنة من صلاة وصدقة زيارة الأماكن المقدسة.. وغيرهما مما يمكن عمله. ولكن يبقى السؤال: هل تقدر هذه الأعمال أن تُبرر الإنسان أمام الله؟ إن الأعمال التي قد تبدو حسنة أمام الناس ليست كذلك أمام الله. فالإنسان ينظر إلى العينين، أما الرب فإنه ينظر إلى القلب. وماذا يجد الله في القلب سوى نجاسة الخطية وشناعتها؟ وهل يقبل الله عملاً خارجاً من قلب وكيان نجستهما الخطية؟ إن العمل دائماً يتصف بصفات المصدر، لذا فإن أعمال برنا هي نجاسة في نظر الله. هب أني أعطيتك تفاحة ليس بها عيب... ولكن قدمتها لك بيد قذرة.. فهل تقبلها مني؟ إن كان جوابك لا... فهل يقبل الله عملاً – مهما كان حسناً - من إنسان نجس؟ فالإنسان عاجز عن فعل الصلاح. لكن دعونا نفترض جدلاً أنه استطاع أن يعمل حسناً، أيُحسب هذا العمل تفضّلاً؟ أم واجباً بحيث يُعدّ التقصير فيه خطية؟ وعلى فرض أن الإنسان استطاع أن يعمل أعمالاً حسنة، هل هذه الأعمال كافية للتكفير عن خطاياه السالفة ومنحه غفراناً إلهياً؟ دعونا نفكر ونزن ليس كل السيئات، بل سيئة واحدة أمام كل ما يستطيع الإنسان أن يعمله من أعمال حسنة. إن الخطية تُقاس بالشخص الذي أُخطئ ضده، بحيث يُحسب الخطأ بالكبير كبيراً، وحيث أن خطايانا هي في الأصل كسر لشرع الله، فهي موجهة أساساً ضده تعالى. وحيث أن الله غير محدود في عظمته، فخطية واحدة ضد الله غير محدودة. أما كل ما نعمله من أعمال، فهي صادرة من إنسان محدود فهي محدودة في قيمتها. وهنا نقول هل يستقيم ميزان في إحدى كفتيه خطية غير محدودة وفي الأخرى أعمال محدودة؟! إلى أي جهة يميل؟ إن أعمالنا غير مجدية للتكفير عن خطايانا ولقبولنا لدى الله. الطريق الثاني هو التوبة لكن دعونا نسأل مع ماذا تتعامل التوبة؟ مع الماضي؟ أم أنها تتعامل مع المستقبل؟ الحقيقة أن لسان حال التائب "إنني لن أعملها مرة أخرى"، ولو أنه يعود ويعملها. حسناً... ولكن ماذا عن الخطايا التي عُملت بالفعل؟ دعوني أوضّح فكرتي: هب أن مجرماً قاتلاً مَثـُل أمام العدالة نادماً على ما اقترفت يداه، معلناً توبته وواعداً ألا يقتل إنساناً أبداً.. هل يقضي القاضي ببراءته ويأمر بإطلاق سراحه؟ كلاّ، بل يقول له: "حسناً لقد تُبْتَ، ولكن ماذا عن القتيل الذي قتلت؟" هل نظن أن الله القدوس أقلّ عدلاً من القاضي البشري؟ حاشا. فمع أن التوبة مطلوبة لكنها وحدها لا تكفي. إذاً ما الحل؟ إن كانت الأعمال لا تُجدي، والتوبة لا تكفي، وليس لدينا طريق آخر، لكن الله عنده الطريق.. إنه الفداء... الذي يوفي مطالب الله العادلة ويفتح باب الغفران للإنسان. ولقد أوضحه الله لنا رمزياً في قصة فداء ابن إبراهيم: إن الحل كان من عند الله، فالله هو الذي رتب الفداء، ممثـَّلاً في هذا الكبش الذي قدمه إبراهيم فداء عن ابنه... وقد كان ذبحاً عظيماً!! فالعظمة ليست في الكبش، بل في قيمة الفداء عند الله. ولكن... هل يكفي الكبش، أو أية ذبيحة حيوانية أخرى لفداء الإنسان؟ كلا، فإن قيمة الحيوان أقل من قيمة الإنسان، وما الذبيحة الحيوانية إلا رمزاً فقط للفداء الحقيقي. فقد أمر الله في القديم بتقديم الذبائح ليعلم الإنسان شيئاً عن قداسته، وعن كراهيته للخطية.. لكي يعترف الإنسان بخطيته وأنه يستوجب الذبح جزاء خطاياه. لكن، من هو إذاً الفادي الحقيقي؟ وما هي الشروط الواجب توافرها فيه؟ أولاً: يجب أن يكون إنساناً لكي يكون بديلاً عن الإنسان، فإن ما هو أقل قيمة لا يكفي. يمكن للأعلى أن يفدي الأقل ولكن الأدنى لا يكفي لفداء الأعلى. ثانياً: يجب أن يكون هذا الإنسان بلا خطية وإلا استحق الموت جزاء خطاياه الشخصية.. ثالثاً: يجب أن تكون قيمته غير محدودة بحيث تغطي قيمته كل البشر لأن كل البشر يحتاجون إلى الفداء. رابعاً: يجب أن يكون الفادي غير مخلوق: لماذا؟... لأنه لو كان مخلوقاً لكانت نفسه ملك خالقه، ولم يكن له الحق أن يضع ذاته فداء لآخرين ولا أن يضحي بما لا يمتلكه. إنها حقاً شروط إعجازية!! أين لنا بمثل ذلك الفادي.. الإنسان.. الذي بدون خطية.. غير محدود القيمة.. وغير مخلوق؟ مرة أخرى نقول: نحن ليس لدينا حل هذه الأحجية، لكن الله عنده الحل. فهو القادر على كل شيء. إن الله يُعلن لنا نفسه في الكتاب المقدس، كالله الواحد، ولكنه يعلن لنا أيضاً، أن وحدانيته هي من فريد خاص به تعالى فهي وحدانية جامعة. وهل يوجد غير الوحدانية المطلقة البسيطة؟ نعم... ففي الإنسان نفسه ظل لذلك، فالكيان الإنساني الواحد للفرد ليس كياناً بسيطاً، فهو يضم ثلاثة عناصر متميزة في كيان إنساني واحد، وهي: الروح، والنفس، والجسد في الإنسان الواحد الفرد. فإن كنت أنا المخلوق البسيط لي وحدانية ليست بسيطة، فإن أعلن لي الله خالقي أن له وحدانية جامعة خاصة به، هل أستطيع أن أنكر عليه ذلك؟ كلا البتة. لقد أعلن الله أنه الواحد الجامع للأقانيم. وأقنوم هي كلمة سريانية، وتعنى شخص مميز، لكن غير منفصل. وأقانيم الله الواحد، الآب والابن والروح القدس: إن علاقة الآب والابن ليست جسدية، حاشا... بل هي علاقة روحية خاصة بالله، وتعني المساواة، والمعادلة، والمحبة المتبادلة، والإعلان. ولأن الله أحب العالم، فهو المحب الودود، الذي أراد أن يفديه ويفتح أمامه طريق الخلاص والغفران، فقد أرسل الله ابنه، بمعنى أن أقنوم الابن قد تجسّد. والسؤال هنا: هل يستطيع الله - لو أراد - أن يتجسّد، أي يأخذ لنفسه جسداً ليصير إنساناً؟ نقول نعم، لأنه سبحانه قادر على كل شيء. فقد تجسد الابن الأزلي، وولد المسيح من عذراء بدون أب بشري، لأنه هو في الحقيقة ابن الله. وهكذا وُلد المسيح إنساناً، وهو في ذات الوقت الله الظاهر في الجسد؛ أي له طبيعة إنسانية وإلهية في ذات الوقت. لقد ظهرت في المسيح كل الصفات الإنسانية، فقد وُلد وكبر، وأكل، وشرب، وحزن، وتهلل، وأخيراً أسلم نفسه للموت. وفي ذات الوقت أظهر كل الصفات الإلهية، وعمل الأعمال الإلهية. وكان المسيح الإنسان الوحيد الذي عاش على الأرض بلا خطية، فهو القدوس، البار، الزكي، الخالي من العيوب، الذي لم يستطع الشيطان أن يمسه من قريب أو من بعيد. ولأنه ابن الله فهو غير محدود في قيمته. ولأنه الله الظاهر في الجسد؛ فهو الخالق وليس مخلوقاً. وبذلك تكون كل شروط الفادي قد تحققت في المسيح وهو الوحيد الذي يستطيع أن يفدي، بل جاء لكي يفدي. لقد قال عن نفسه: "إن ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليَخدِم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين". وأيضاً "إن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويُخلص ما قد هلك." ويعد حياة رائعة، مجيدة، شهد فيها الكل عن بره، أسلم نفسه للموت، ليس لأنه يستحق، حاشا، بل لكي يفدي جنسنا العاصي الأثيم. وليس خافياً أنه كان يمكن للمسيح أن يتحاشى الصلب إن أراد، فهو الذي صنع المعجزات العظيمة ومعجزة صغيرة كانت كافية لتفريق الأعداء من حوله. لكنه ذهب لموت الصليب طوعاً واختياراً، فهو الذبيح العظيم الذي كانت ترمز إليه كل الذبائح. لكنك قد تسأل: لماذا يقبل المسيح وهو الإله أن يموت عني؟ إنها المحبة الإلهية للإنسان، فإن طبيعة الله محبة وهو المصدر والمنبع لكل محبة في قلوب خلائقه. دعني أوضح ذلك: هب أنك في بيتك، وابنك يلعب وفجأة هبّت النيران في غرفة الابن فكيف ستتصرف كأب؟ أنا واثق أنك ستندفع نحو الغرفة غير عابئ بالنيران... ولا ما قد يصيبك من أذى... غير خائف من الموت... لأنك تحبه ولأنه ابنك. دعني أسألك من علمك أن تفعل هذا؟ إنه الله المحب الذي وضع في قلبك تلك المحبة المضحية تجاه ابنك. فإن كنت وأنت إنسان محدود تحب ابنك حتى الموت؛ فهل محبة الله - وهو مصدر كل حب - أقل من محبتك لابنك؟ لذلك رضِيَ المسيح أن يموت، "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 16:3). وهكذا في موته الكفاري على الصليب بديلاً عن الخطاة، وبسبب قيمة شخصه غير المحدودة، فقد وفي الله كل مطالب بره وعدله. وعلى هذا الأساس، فإن الله، وقد وُفيت مطالبه العادلة في المسيح، فقد قبل عمل المسيح الكفاري، والدليل هو قيامة المسيح من الأموات في اليوم الثالث وصعوده إلى السماء. والله الآن يقبل كل من يؤمن بالمسيح وبعمله الفدائي ويأتي إليه عن طريق المسيح، ويمنحه غفراناً أبدياً وحياة أبدية. وبالإضافة إلى ذلك فإن من يأتي إلى ا لله في المسيح، فإن الله يخلقه خليقة روحية جديدة، ويعطيه طبيعة تتوافق معه... تحب العلاقة والشركة معه، وتميل إلى الصلاح، وتكره الشر. هل فهمت عزيزي معنى الفداء؟ هل أدركت طريق الله للتبرير والقبول لديه؟ لقد قال المسيح "أنا هو الطريق والحق والحياة". ولقد قال الكتاب المقدس" ليس بأحد غيره (أي المسيح) الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص". عزيزي، "توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت". هل الطريق الذي تسير فيه من هذا النوع؟! أطلب إلى الله الذي يعرفك، ويحبك، ويسمعك؛ وبالتأكيد سوف يجيبك، قل له: "يا رب، افتح قلبي وذهني من فضلك، واهدني إلى طريقك القويم، وأنر قلبي بمعرفتك المعرفة الحقيقية. آمين." أشجعك أن تقرأ الكتاب المقدس، الذي تجد فيه الطريق الوحيد للقبول أمام الله. |
||||