![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 75541 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الأنبا أنطونيوس الكبير دعنا نستيقظ من النوم طالما نحن ما نزال في الجسد. دعنا نصرخ على أنفسنا ونبكى على ذواتنا من كل قلوبنا ليلًا ونهارًا لكي نتحرر من العذاب الرهيب والبكاء والعويل والنار التي لا نهاية لها. ليتنا نحذر من الباب الواسع والطريق الذي يقود للهلاك الذي يسير فيه الكثيرون ولكن دعنا نسير في الباب المستقيم والطريق الضيق الذي يقود للحياة وقليلون هم الذين يسيرون فيه. والذين يتبعون ذلك الطريق الأخير هم الفعلة الحقيقيون الذين يحصلون على المكافأة لجهادهم بفرح وسوف يرثون الملكوت. وأما أولئك الذين لم يستعدوا بعد للاقتراب منه فأنا أتوسل إليهم ألا يصيرون مهملين مادام يوجد وقت لئلا يجدوا أنفسهم في ساعة الاحتياج بلا زيت ولا يجدون من يبيع لهم. وهذا ما حدث للخمس عذارى الجاهلات اللاتي لم يجدن من يشترون منه وعندئذ صرخن وبكين قائلات: "يا سيد يا سيد أفتح لنا فأجاب وقال الحق أقول لكن إني ما أعرفكن" (مت 11:25-12) وهذا قد حدث للخمس عذارى الجاهلات ليس لسبب أخر غير الجسد. إنهن نمن أخيرًا وبدأن تشغلن أنفسهن ولكن بلا فائدة لأن رب البيت قد جاء وأغلق الباب كما هو مكتوب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75542 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الأنبا أنطونيوس الكبير من كتاب سيرة الأنبا أنطونيوس بقلم الأنبا أثناسيوس: * نستقى من تعاليم الأنبا أنطونيوس من خلال ما كتبه الأنبا أثناسيوس عن حياته... نقطتف هذا الجزء. * وفي أحد الأيام إذ خرج، لأن جميع الرهبان اجتمعوا إليه وطلبوا أن يسمعوا كلماته وخاطبهم باللغة المصرية قائلًا إن الأسفار المقدسة كافية للتعلم ولكنه جميل تشجيع الواحد لآخر في الإيمان وإنهاضه بالكلام لذلك أطلب كبنين أن تحملوا ما تعرفونه إلى أبيكم، وأنا كأخيهم الأكبر أشارككم معرفتي وما علمني إياه الاختبار، ليكن الهدف العام للجميع بصفة خاصة أن لا تتراجعوا بعد أن بدأتم، أو تخور عزائمكم في الضيق ولا تقولوا: لقد عشنا طويلًا في النسك بل بالحري لنزدد غيرة كأننا كل يوم مبتدئين لأن كل حياة الإنسان قصيرة جدًا إن قيست بالدهور القادمة، ثم إن كان زماننا ليس شيئًا إن قيس بالحياة الأبدية. وفي العالم كل شيء يباع بثمنه، والإنسان يبادل السلعة بنظيرها، أما وعد الحياة الأبدية فيشترى بأمر زهيد جدًا لأنه مكتوب " أيام حياتنا فيها سبعون سنة وإن كانت مع القوة فثمانون سنة وما زاد على هذه فهو عناء وحزن " لذلك فحينما نعيش ثمانين سنة كاملة أو حتى مائة في النسك فإننا لا نملك مائة سنة فقط بل نملك إلى الأبد بدلًا من مائة سنة. ورغم أننا جاهدنا على الأرض فإننا لا ننال ميراثنا على الأرض بل ننال المواعيد في السماء وإذا ما خلعنا الجسد الفاسد نسترده غير فاسد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75543 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الأنبا أنطونيوس الكبير * لذلك يا أبنائي يجب أن لا نُكل، أو نحسب الزمن طويلًا، أو أننا نعمل أمرًا عظيمًا "لأن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا". كذلك يجب أن لا نظن ونحن ننظر إلى العالم إننا قد تركنا شيئًا ذا أهمية كبيرة، لأن كل الأرض تافهة جدًا إذا قيست بكل السماء. وحتى لو كنا أسيادًا على كل الأرض وتركناها كلها فإنها لا تقاس بالمرة بملكوت السماء. لأنه كما أن الإنسان يحتقر درهمًا من نحاس لكي يربح مائة درهم من ذهب هكذا لو كان سيدًا لكل الأرض وتركها فإن ما يتركه زهيد وينال مائة ضعف. إن كانت كل الأرض لا توازى السموات في قيمتها فأن من يترك أفدنة قليلة كأنه لم يترك شيئا. حتى إن كان قد ترك بيتًا أو ذهبًا وفيرًا وجب ألا يفتخر أو يكتئب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75544 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الأنبا أنطونيوس الكبير حتى إن كان قد ترك بيتًا أو ذهبًا وفيرًا وجب ألا يفتخر أو يكتئب يجب أن ندرك بأننا حتى إن لم نتركها من أجل الفضيلة فإننا فيما بعد حينما نموت سوف نتركها وراءنا -في غالب الأحيان- لمن لا نحب كما يقول الجامعة. إذن فلماذا لا نتركها من أجل الفضيلة لكي نرث ملكوتًا؟* لهذا يجب أن لا تتملك على أي واحد رغبة الامتلاك، لأنه أي ربح نجنيه من الحصول على تلك الأشياء التي لا نستطيع أخذها معنا؟ ولماذا لا نحصل بالحري على تلك التي نستطيع أخذها معنا: الحكمة، والتعقل، العدل، الاعتدال والشجاعة والفهم والمحبة والرحمة على الفقراء والإيمان بالمسيح والتحرر من الغضب، وكرم الضيافة؟ إن امتلكنا هذه وجدناها من تلقاء ذاتها تعد لنا ترحيبًا هناك في أرض الودعاء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75545 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الأنبا أنطونيوس الكبير * وهكذا على المرء أن يقنع نفسه من أمثال هذه الأمور بأن لا يستخف بها سيما إذا عرف أنه هو نفسه خادم الرب، ويجب أن يخدم سيده. وكما أن الخادم لا يتجاسر على القول، لم أعمل عملًا اليوم لأنني عملت بالأمس، ولم أعمل عملًا في المستقبل نظرًا لما عملته في الماضي، ولكنه كما هو مكتوب يظهر كل نفس الاستعداد لإرضاء سيده وتجنب الخطر، هكذا يجب علينا كل يوم أن نلبث ثابتين في نسكنا، عالمين بأننا إن تغافلنا يومًا واحدًا لا يغفر لنا الرب من أجل الماضي، بل يغضب علينا من أجل تغافلنا، كما سمعنا أيضًا في حزقيال، وكما أضاع يهوذا تعبه السابق بسبب ليلة واحدة |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75546 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الأنبا أنطونيوس الكبير لذلك يا أبنائي وجب أن نتمسك بنسكنا ولا نتغافل. لأن الله عمل معنا فيه، كما هو مكتوب "كل الذين يختارون الخير الله يعمل معهم الخير" ولكن لكي نتجنب حركة التراخي والإهمال يحسن بنا أن نتذكر كلمة الرسول "أموت كل يوم"،لأننا نحن أيضًا إن كنا نعيش كأنما نمات كل يوم يجب أن نعتبر بأننا سوف لا نقوم. لأن حياتنا غير مؤكدة بطبيعة الحال. والعناية الإلهية تهبها لنا كل يوم. إن رتبنا حياتنا اليومية على هذا المنوال فلن نسقط في الخطية، أو نشتهى أي شيء، أو نحقد على أحد، أو نكدس أي كنز على الأرض. بل -كأننا نتوقع الموت كل يوم- نكون بلا ثروة ونغفر كل شيء لكل الناس ولن تكون لنا على الإطلاق شهوة للنساء أو لأية لذة قذرة أخرى بل نتحول عنها كإننا قد عبرت وولت، ونجاهد دومًا متطلعين بصفة مستمرة إلى "يوم الدينونة" لأن الخوف من عذاب يخلنا من الشهوات ويدعم النفس إن كانت على وشك السقوط. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75547 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الأنبا أنطونيوس الكبير * وإذ قد بدأنا السير في طريق الفضيلة فعلًا، وسرنا فيه، وجب أن نزداد جهادًا للحصول على تلك الأمور التي أمامنا ويجب أن لا يلتفت أي امرئ إلى الأمور التي خلفه كامرأة لوط، سيما وقد قال الرب "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله" وهذا الالتفات إلى الوراء ليس إلا الشعور بالندم والتفكير في العالم مرة أخرى لكن لا تخافوا من أن تسمعوا عن الفضيلة، ويدهشنكم اسمها، فهي ليست بعيده عنا ولا هي خارجة عنا، بل هي في داخلنا. وهى ميسورة لو إننا أردنا. لكي يحصل اليونانيون على المعرفة فإنهم يعيشون في الخارج ويعبرون البحار، أما نحن فلا داعي لكي نرتحل عن أوطاننا من أجل ملكوت السماء، أو نعبر البحار من أجل الفضيلة. لأن الرب سبق أن قال "ملكوت الله داخلكم". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75548 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الأنبا أنطونيوس الكبير وطالما كانت الفضيلة فينا وتنشأ منا. لذلك فإنها لا تتطلب منا سوى الإرادة لأنه إذا أدت النفس وظيفتها الروحية في حالة طبيعته نشأت الفضيلة. وهى تكون في حالة طبيعية إذا لبثت كما أتت إلى الوجود كانت جميلة ومتزايدة في النيل لأجل هذا قال يشوع بن نون للشعب في نصحه "اجعلوا قلوبكم مستقيمة نحو الرب إله إسرائيل" وقال يوحنا "اصنعوا سبله مستقيمة، لأن تقويم النفس يتضمن جعل ناحيتها الروحية في حالتها كما خلقت. ولكنها من الناحية الأخرى إن انحرفت وتباعدت عن حالتها الطبيعية فهذا ما يدعى رذيلة النفس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75549 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الأنبا أنطونيوس الكبير هكذا ترى أن المسألة ليست عسيرة فإننا إن لبثنا كما خلقنا صرنا في حالة الفضيلة أما إذا فكرنا في الأمور السالفة حسبنا أشرارًا ولذلك لو كان هذا الأمر لابد من الحصول عليه من الخارج لكان عسيرًا حقًا أما إن كان فينا فلنحفظ أنفسنا من الأفكار الدنسة، كما أننا قبلنا النفس وديعة فلنحفظها للرب لكي يدرك أن عمله هو بعينه كما خلقه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 75550 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الأنبا أنطونيوس الكبير * ولنحرص على أن لا يتملك علينا الغضب أو تغلبنا الشهوة لأنه مكتوب "إن غضب الإنسان لا يصنع بر الله. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية والخطية إذا كملت تنتج موتًا". وإذ نعيش هكذا فلنأخذ كل حذرنا، وكما هو مكتوب "لتحفظ قلوبنا بكل حرص، لأن لنا أعداء مروعين في غاية الدهاء -الأرواح الشريرة- ومصارعتنا معها كما قال الرسول، ليست مع لحم ودم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على هذه الظلمة مع أجناد الشر الروحية في السماويات". وما أكثر عددها في الهواء المحيط بنا وهى ليست بعيدة عنا. ويمكن ذكر الكثير عن طبيعتها والفوارق التي بينها على أن وصفا كهذا يترك لغيرنا ممن هم أقدر منا، أما في هذا الوقت فمن المحتم والضروري لنا أن نعرف فقط حيلها ضدنا. |
||||