وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

[Mary Naeem]

ولمَّا قَرُبَ مِن بَيتَ فاجي وبَيتَ عَنْيا عِندَ الجَبلِ الَّذي
يُقالُ لهُ جَبَلُ الزَّيتون، أَرسَلَ اثْنَينِ مِن تَلاميذِه





" اثْنَينِ " فتشير إلى رقم 2 للدلالة على الحب،

إذ يجعل الاثنين واحدًا، ولأن الحب جاء في وصيتين:
محبة الله ومحبة القريب، لذلك بدأت إرساليته لتلميذين
وهو بالقرب من قريتين، أي خلال الحب،

الذي بدونه لا ننعم بدخول السيد إلى اورشليم.

[Mary Naeem]

وقالَ لَهما: اِذهَبا إلى القَريةِ الَّتي تِجاهَكُما، تَجِدا عِندَما تَدخُلانِها

جَحشاً مَربوطاً ما رَكِبَه أَحَدٌ قَطّ، فَحُلاَّ رِباطَه وأْتِيا بِه

تشير عبارة "اِذهَبا إلى القَريةِ" إلى الإرسالية للأمم ولليهود حيث أرسل السيِّد تلميذيْه ليحلاّ باسمه المربوطين، ويُدخلانهم بالقلوب إلى أورشليم العُليا؛
أمَّا عبارة "جحش" فتشير إلى صغار الحمير، وقد ورد ذكره في بَرَكة يعقوب لابنه يهوذا "رابطٌ بِالجَفْنَةِ جَحشَه وبَأَفضَلِ كَرمةٍ آبنَ حِمارتِه" (تكوين 49: 11)؛ وكان يركب الجحش الشرفاء (قضاة 10: 4).

وكان الجحش مطيَّة الآباء (تكوين 49: 11).
ولوقا الإنجيلي يلمح هنا إلى قول زكريا النبي (زكريا 9: 9)، أي إلى دخول الملك، المسيح المنتظر إلى اورشليم على جحش، ولا يتم هذا الدخول على جياد الأغنياء والأقوياء، بل على حمار متواضع كما ورد في سفر التكوين (تكوين 49: 11).

ندر ركوب الخيل في السفر العادي يومئذ في اليهودية لقلتها واستخدامها في الحرب خاصة. واعتدا الملوك الإسرائيليون وأشرافهم ركوب الحمير (قضاة 10: 4)، فركوب الحمار لا يدل على الفقر ودناءة المقام.

[Mary Naeem]

وقالَ لَهما: اِذهَبا إلى القَريةِ الَّتي تِجاهَكُما، تَجِدا عِندَما تَدخُلانِها

جَحشاً مَربوطاً ما رَكِبَه أَحَدٌ قَطّ، فَحُلاَّ رِباطَه وأْتِيا بِه

"مَربوطاً" فتشير إلى الآخرين الذين يربطوه ليمتلكوه،

أمَّا يسوع فيأمر بحلِّه دلالة أن السيد المسيح يَحلنا

ويحفظنا في يده؛ فالنعمة أعظم من القيود، والحلّ أقوى من القيود.

ولنبتهل مع القديس أثناسيوس الرسول "لكي يرسل الرب يسوع

تلاميذه إلينا فيحلّوننا من القيود المُكبَّلين بها جميعًا،

إذ بعضنا مُكبل بحب الفضة وآخر بقيود الزنا،

وآخر بالسكر، وآخر بالظلم ".

[Mary Naeem]

وقالَ لَهما: اِذهَبا إلى القَريةِ الَّتي تِجاهَكُما، تَجِدا عِندَما تَدخُلانِها

جَحشاً مَربوطاً ما رَكِبَه أَحَدٌ قَطّ، فَحُلاَّ رِباطَه وأْتِيا بِه

"ما رَكِبَه أَحَدٌ قَطّ" فتشير إلى طبيعة الموكب
أنه ديني سماوي روحي إلهي (2 صموئيل 6: 3)،
ويُعلق العلامة أوريجانوس "أن الأمم لم يسبق لهم عبادة الله الحيّ،

ولا تسلموا شريعته، ولا عرفوا مواعيده كما عرفوها اليهود،
إنهم بلا خبرة روحية، فهم صورة للجَحش الذي ما رَكِبَه أَحَدٌ قَطّ".

[Mary Naeem]

القديس باسيليوس الكبير


"يليق بنا حتى إن أوكل إلينا أقل الأعمال
أن نمارسه بغيرةٍ عظيمةٍ وحبٍ،

عالمين أن ما يُصنع بالله ليس تافهًا،
بل يقابله ملكوت السماوات".

[Mary Naeem]

فإِن سأَلَكما سائِل: لِمَ تَحُلاَّنِ رِباطَه؟
فقولا: لأَنَّ الرَّبَّ مُحتاجٌ إِليه

تشير عبارة "فإِن سأَلَكما سائِل" إلى اعتراضهما.
أمَّا عبارة "الرَّبَّ" فتشير إلى لقب يُطلقه يسوع على نفسه،
ولا يَرد إلاَّ في هذا النص الإنجيلي.

وبهذا اللقب سمّى المسيحيون الأولون المسيح الذي قام من بين الأموات.

في حين أن أسفار العهد القديم جعلت لقب "الرب" لله (متى 21: 3-4). وأمَّا للمسيح المنتظر فأطلق له لقب الملك.

[Mary Naeem]

فإِن سأَلَكما سائِل: لِمَ تَحُلاَّنِ رِباطَه؟
فقولا: لأَنَّ الرَّبَّ مُحتاجٌ إِليه

"مُحتاجٌ إِليه" فتشير إلى صاحب الدابة الذي كان واحداً من أصدقاء يسوع غير المعروفين، ربما يرمز إلى يسوع المحتاج إلى البشريّة كلها لا كمن يتعالى عليها، بل كمن هو محتاج إلى قلوب البشرية جمعاء مسكنًا له.

ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "أن السيِّد لم يطلب منهما أن يقولا: "ربَّك محتاج إليه"، ولا أن يقولا "ربّنا محتاج إليه"، بل قال "الرب"، وذلك لكي يُدركوا أنه رب البشريّة كلها، حتى الخطأة منتمون إليه، وإن كانوا بكامل حرّيتهم قد اِنتموا إلى الشيطان".

[Mary Naeem]

القديس يوحنا الذهبي الفم



"أن السيِّد لم يطلب منهما أن يقولا: "ربَّك محتاج إليه"،
ولا أن يقولا "ربّنا محتاج إليه"، بل قال "الرب"،
وذلك لكي يُدركوا أنه رب البشريّة كلها،

حتى الخطأة منتمون إليه،

وإن كانوا بكامل حرّيتهم قد اِنتموا إلى الشيطان".

[Mary Naeem]

فذَهَبَ المُرْسَلانِ فَوَجَدا كما قالَ لَهما

تشير عبارة "المُرْسَلانِ" إلى "شَهادَةُ شاهِديْنِ تَصِحّ" (يوحنا 8: 17)؛

ورقم أثنين يشير لعمل الخير والتجسد

"فإِنَّه سَلامُنا، فقَد جَعَلَ مِنَ الجَماعتَينِ جَماعةً واحِدة" (أفسس 14:2).

وبإرسالهما يقوم يسوع اليوم بإرشاد التلاميذ مثلما أرشدهم سابقا.

[Mary Naeem]

فذَهَبَ المُرْسَلانِ فَوَجَدا كما قالَ لَهما


"فَوَجَدا كما قالَ لَهما"

فتشير إلى التلميذين الذين وجدا
كل شيء يجري وفق طلب يسوع المعلم

حيث ينبغي عليهما التحلي بالثقة بأن كلمة المعلم ستتحقق.