03 - 03 - 2015, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 7501 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل توجد قواعد لتفسير الكتاب المقدس؟ : يوجد في هذا الباب كتب كثيرة ومشهورة ، سواء بالعربية أو باللغات الأجنبية ، إلا أننا نوجز هنا بعض بعض القواعد والقوانين البسيطة لإرشادنا في تفسير الكتاب المقدس وهي . ينبغي أن تؤخذ كلكمات الكتاب بمعناها البسيط المشهور كما فهمه الذين خوطبوا بها أولاً 1 . أن الكتاب يفسر نفسه ، أي يتضح معناه من مقابلة أجزائه بعضها ببعض أو من ملاحظة القرائن أو قصد الكاتب العام . فإن ما يحتمل منه تفاسير مختلفة يجب مقابلته بتعاليم الكتاب في ذات الموضوع واختيار التفسير الموافق لوحدة المعنى في كل الكتاب ، وذلك لأنه ناشئ عن عقل واحد وهو عقل الله فلا بد من الموافقة بين كل تعاليمه 2 . ينبغي اعتبار المجاز مجازاً وتفسيره كذلك . وأيضاً الحقيقي أنه حقيقي وتفسيره كذلك 3 . ينبغي ملاحظة الصفة الرمزية في العهد القديم والوقوف على الرموز تماماً وتفسيرها باعتبار أنها رموز 4 . ينبغي مطالعة النبوات بكل دقة وتفسيرها بحسب ما قد تم منها وبإرشاد العهد الجديد 5 . يجب إسترشاد الروح القدس في تفسير الكتاب بالتواضع واللجاجة . وذلك لأن شعب الله موعودون به معلماً ومرشداً لهم إلى معرفة الحق . وأيضاً لأن الإنسان الطبيعي لا يقبل التعاليم الروحية بدون إرشاد الروح القدس ، الذي هو روح الله نفسه |
||||
03 - 03 - 2015, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 7502 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا يقول المسلمون بتحريف الكتاب المقدس؟ . يقول المسلمين بتحريف الكتاب المقدس ، لسبب عدم وجود اسم " محمد " أو " أحمد " فيه ، وهو ما ادعى وجوده القرآن هل يقول القرآن بتحريف الكتاب المقدس ؟ . هل تصدم لو قلت لك بأن القرآن لا يتهم المسيحيين بهذه التهمة ، إذ خص بها اليهود فقط ! قد يذكر القرآن لليهود ، ولليهود وحدهم " تحريفاً " في الكتاب . وسندرس هنا معناه ومداه . لكنه لا ينسب للنصارى ، وبالتالي للإنجيل ، أية شبهة من التحريف . وشبهة التحريف عند اليهود تأتي في المدينة ، ولا ذكر لها في القرآن المكي ؛ فهي من زمن الصراع بين محمد واليهود في العهد المدني الأول ، لأن تصفية اليهود من المدينة كانت قد تمت في مطلع العهدالثاني بالمدينة ما هي النصوص القرآنية التي تحمل تهمة التحريف ؟ : النصوص التي تحمل تهمة التحريف هي سورة البقرة : " يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون . وأمنوا بما أنزلت مصدقاً لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً وإياي فاتقون . ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتمون الحق بالباطل وأنتم تعلمون . أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب ، أفلا تعقلون " ( 4. – 44 ) . سورة البقرة : " أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون . وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا : آمنا ! وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا : اتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون ؟ فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون : هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً ! فويل لهم مما كتبت أيديهم ! وويل لهم مما يكسبون ! " ( 75 – 79 ) سورة البقرة :" ......أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ؟.... " ( 85 ) سورة البقرة :" ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين . بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده . فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين . وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله ، قالوا : نؤمن بما أنزل علينا ، ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقاً لما معهم .... " ( 89 – 91 ) سورة البقرة :" ولما جاءهم رسول من عند الله مصدقاً لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب ، كتاب الله ، وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلو الشياطين " ( 101 ) سورة البقرة :" الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم . وأن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون " ( 146 ) سورة البقرة : " إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً ، أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار .... ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق . وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد" ( 174 و 176 ) . سورة البقرة : " كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين . وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه . وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جآءتهم البينات بغياً بينهم . فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه " ( 213 ) : سورة الأنعام : وهي مكية ؛ فيها آية مدنية في المعنى نفسه " وما قد روا الله حق قدره إذ قالوا : ما أنزل الله على بشر من شئ ! قل : من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيراً وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم ؟ قل : الله ! ثم ذرهم في خوضهم يلعبون " ( 91) " أفغير الله ابتغى حكماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً . والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين " ( 114) سورة آل عمران : " ألم تر إلى الذين اوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون " ( 23 ) سورة آل عمران : " ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم . وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون . يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ! يا أهل الكتاب لم تُلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ! . وقالت طائفة من أهل الكتاب " آمنوا بالذي أنزل على الذين أمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون . ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم " ( 69 – 73 ) سورة آل عمران : " وان منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب ، وما هو من الكتاب . ويقولون هو من عند الله ، وما هو من عند الله . ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " ( 87 ) سورة آل عمران : " قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله ، والله شهيد على ما تعملون ! قل : يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن ، تبغونها عوجاً وأنتم شهداء ، وما الله بغافل عما تعملون . يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين " ( 98 – 99 ) . سورة آل عمران : " ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم . وتؤمنون بالكتاب كله . وإذا لقوكم قالوا آمنا . وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ " ( 119 ) . سورة آل عمران : " وإذا أخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ! ولا تكتمونه ! فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً ! فبئس ما يشترون " ( 187 ) . سورة آل عمران : " وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً . أولئك لهم أجرهم عند ربهم " ( 199 ) . سورة النساء : " ألم تر إلى الذين اوتوا نصيباً من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل ... من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون : سمعنا وعصينا ! واسمع غير مسمع وراعنا ؛ لياً بألسنتهم وطعناً في الدين ، ولو أنهم قالوا : سمعنا وأطعنا ، واسمع وانظرنا لكان خيراً وأقوم . ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا" ( 44 , 46) سورة النساء :" يا أيها الذين اوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها ، أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا " ( 47 ) . سورة المائدة : " ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل .... فيما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية . يحرفون الكلم عن مواضعه . ونسوا حظاً مما ذكروا به . ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنيين " ( 12-13 ) . سورة المائدة : " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير . قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " ( 15 ) . سورة المائدة : " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يُسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم . ومن الذين هادوا سماعون للكذب ، سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه ، يقولون إن اوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا... " ( 41 ) . سورة المائدة : " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزؤاً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار ، أولياء ... وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزؤاً ولعباً " ( 57 و 58 ) تلك كانت مجموعة النصوص القرآنية التي وردت فيها تهمة التحريف والكتمان والإخفاء واللي والكذب والهزء وإلباس الحق بالباطل . فما معنى هذه التهمة الخطيرة ؟ وما قصد القرآن بإسناده إليهم التحريف ؟ |
||||
03 - 03 - 2015, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 7503 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو معنى التحريف الذي حملته تلك النصوص القرآنية ؟ تأخذ شبهة التحريف في القرآن ثلاثة أشكال : . كتمان بعض الكتاب عن الناس . اللي بالألسن طعناً في الدين . تحريف الكلم عن مواضعه ومن مجموعة النصوص القرآنية التي وردت فيها تهمة التحريف والكتمان والإخفاء واللي والكذب والهزء وإلباس الحق بالباطل . كل هذا يقودنا إلى السؤال ؛ ما معنى هذه التهمة الخطيرة ؟ وما قصد القرآن بإسناده إليهم التحريف ؟ : ملاحظات عامة .. هامة . لا حظ أنها تهمة واحدة من الأول إلى الآخر ، ولو تنوع التعبير عنها .لذلك لا يجوز تفسير تلك الآيات مجزأة ، بل يجب أن يفسر بعضها بعضاً وإلا مسخ المعنى 1 . لقد أوردنا الآيات بحسب ترتيب نزولها فيبدو من ذلك أن تهمة التحريف ما وردت إلا في السور المدنية فقط ، ولا ذكر لها مطلقاً في السور المكية . وإذا وجدت بعض آيات في السور المكية كما في سورة الأنعام مثلاً فالمصاحف تدل على أن هذه الآيات مدنيات أُقحمت في السور المكية لغاية نجهلها . ومن ثم فلو كانت تهمة التحريف قديمة لوجدنا لها أثراً في حياة النبي المكية حيث نرى محمداً يستشهد بالكتاب المقدس وبمن عنده " علم الكتاب " على صحة قرآنه .. أيجوز أن يستشهد بمحرفين وبكتاب محرف ؟ ( سورة الشعراء 197 ) 2 . لاشك أنك لاحظت أيضاً أن النزاع قائم منذ البداية وحتى النهاية ( المائدة : 85) بين محمد واليهود ؛ فلا ذكر هناك مطلقاً لنزاع بين النصارى ومحمد .. وإن قال مرة واحدة أنهم غير راضين عن تغيير القبلة وافتراقه عنهم ( البقرة : 121 ) ؛ ولا هو يتهمهم بالكفر والتحريف ( مائدة : 15 ) . فتهمة التحريف إذن – مهما كان معناها – لا يلصقهاالقرآن بالمسيحيين ولا بإنجيلهم ، إنما يوجه التهمة دائماً إلى اليهود وحدهم ، بل إلى فريق منهم : " وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه " ( البقرة : 75 ) ، و " نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم " ( البقرة : 101 ) ، و " إن فريقاً منهم ليكتمون الحق " ( البقرة : 146 ) ، و " تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيراً " ( أنعام : 91 ) .. فتهمة التحريف والكتمان إذن تقع على التوراة من قوم موسى . وكل أهل الكتاب المقصودين بالتحريف ومقاومة النبي في آل عمران هم اليهود وحدهم ( 23 و 69 – 73 و 78 و 98 ) بدليل أنه يستثني منهم رهبان المسيح وملته (113 ) . وكذلك في سورة النساء :" الذين اوتوا نصيباً من الكتاب هم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه " ( 44 ) . والتمييز في سورة المائدة بين اليهود والنصارى ، في شأن هذه التهمة ، أصرح :" ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل ... يحرفون الكلم عن مواضعه " ( المائدة : 13 – 14 ) ، " ومن الذين هادوا يحرفون الكلم من بعد مواضعه " ( المائدة : 44 ) ز فالتهمة تعني صراحة قوماً من اليهود لا جميعهم ، وهم الذين كانوا يقاومونه ويتآمرون عليه بأقوالهم وأعمالهم 3 فلا أثر إذن البتة لهذه التهمة بحق النصارىوإنجيلهم . إنه يذكر النصارى مرتين بقوله : " لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " ( البقرة : 121 ) وقوله : " ومن الذين قالوا انا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظاً مما ذكروا به " ( المائدة : 15 ) ، وهذا القول لا يمت من قريب أو بعيد إلى تهمة التحريف التي يذكرها قبله ( الآية 14 ) وبعده (الآية 44 ) بحق فريق من اليهود . ولئن هو أضاف في المائدة ، بعد ذكر اليهود والنصارى (الآية 14 و 15 ) ، تهمة الإخفاء من الكتاب المقدس (الآية 16 ) فلا يقصد إلا قوماً من اليهود فقط لأنه لا يخص النصارى بمثل هذه التهم على الإطلاق ، ثم لأن سياق الحديث لا يزال عن تغيير الرجم بالجلد (الآية 14 ) وإخفاء نص الرجم عن الناس ( الآية 16 ) كما ذكرت أسباب نزول هذه الآية . . ويستثني القرآن النصارى ، وبخاصة رهبانهم ن من مقاومة النبي الجديد من أول القرآن إلى آخره ، في سورة التوبة . ويصرح بهذا الاستثناء حيث يذكر تهم المقاومة والتحريف والكتمان والعداوة في سورة آل عمران : 113 ، والمائدة : 85 . إن تهمة التحريف بحق فريق من اليهود تقتصر على آية أو آيتين لا غير : الأولى في حد الزنى بحسب التوراة ، هل هو رجم أم جلد ؛ ومدار الجدال وتغيير الكلم عن مواضعه في ( سورةالمائدة : 14 و 44 ) هو عليه . قال الزمخشري في تفسيره : " روي أن شريفاً من خيبر زنى بشريفة وهما محصنان ، وحدهما الرجم في التوراة ، فكرهوا رجمهما لشرفهما فبعثوا رهطاً منهم إلى بني قريظة ليسألوا رسول الله عن ذلك وقالوا : إن أمركم محمد بالجلد والتحميم فاقبلوا وإن أمركم بالرجم فلا تقبلوا . وارسلوا الزانيين معهم فأمرهم بالرجم . فأبوا أن يأخذوا به ، فجعل بينه وبينهم حكماً ابن صوريا من فدك ، فشهد بالرجم وشهد للنبي : إنك رسول الله النبي الأمي العربي الذي بشر به المرسلون "! وعليه المحدثون ، والمفسرون بالإجماع في تفسيرهم ( المائدة : 14 و 44 ) ، وعليه أسباب النزول كلها ( السيوطي ، تفسير الجلالين ) . والثانية ؛ في صفة ونعت " النبي " الذي يذكره موسى في توراته ، كان أهل مكة والمدينة يسمعون هذا الوصف قبل مبعث محمد . فلما بُعث ظنوا أن الوصف يعنيه . وقام بينهم وبين اليهود جدل كبير حول ذلك . وكان محمد يؤكد أنه هو هو " النبي الآتي " ويطالب اليهود بإظهار نص التوراة في وصف النبي المذكور فيحاولون كتمانه وإخفاءه ، وإذا اضطروا لووا ألسنتهم في التلاوة ليميلوا الألفاظ إلى غير معنى . ولا نجد في القرآن والأحاديث والتفاسير غير هاتين الآيتين يقصدهما القرآن عندما يتكلم على تحريف أو كتمان يجريه بعض اليهود على بعض ما في التوراة 4 : النصوص الصريحة : لقد حددنا الفاعل والمفعول في تهمة التحريف التي يذكرها القرآن عند أهل الكتاب . والآن ؛ فما هو معنى تلك التهمة ؟ لنراجع النصوص الواردة ، حيث نجد أن الصريح منها أربعة ! النص الأول من سورة البقرة : " أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه " ( البقرة : 75 ). يذكر المفسرون ، ومنهم الزمخشري والبيضاوي ، أن السامعين كلام الله والمحرفين " طائفة من آسلافهم ( أسلاف اليهود ) ؛ وقيل هؤلاء من السبعين المختارين سمعوا كلام الله حين كلم موسى بالطور ثم قالوا سمعنا الله يقول في آخره : إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا ، وإن شئتم فلا تفعلوا . والمعنى أن أحبار هؤلاء ومقدميهم كانوا على هذه الحالة فما بالك بسفلتهم وجهالتهم اليوم " . فالنص يعني بعض معاصري موسى ، ويعني أنهم يتاولون كلام الله على هواهم لا التغيير في النص النازل على موسى والذي سجله في التوراة . وما كان لهم أن يفعلوا ذلك بحضوره ، وما كان لهم إليه سبيل مع وجوده والقرآن صريح : أن هؤلاء القوم " يحرفون كلام الله من بعد ما عقلوه " أي فهموه بعقولهم ولم يبق لهم فيه ريبة . وهذا لا يعني تغييراً في النص بل التأويل المغرض ، ولا يقصد به اليهود والتوراة في زمان محمد بل التوراة واليهود في ايام موسى . . وهب أنه يقصد به توراة زمانه فالآية التالية ( 75 و 76 ) تفسر التحريف بالكتمان " وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا : أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم ؟" يحاول فريق منهم أن يكتم على المسلمين " نعت النبي " في التوراة ، فيحدثهم به الفريق الثاني الموالي للمسلمين ؛ فيختصم الفريقان اليهوديان حول البوح بسر الكتاب إلى قوم محمد . وهذا دليل قاطع على أن لفظة " يحرفونه " لا تدل على تغيير النص بل على " تفسيره بما يشتهون " كما ارتأى البيضاوي . ومما يزيد الدليل وضوحاً وقوة الخصام الناشب بين الطرفين . ولا يمكن مع الخصام التواطؤ على تغيير النص لأنه لو اعتزم على التغيير فريق لتصدى الفريق الآخر الموالي للمسلمين وأطلع هؤلاء على النص الحقيقي ومعناه الراهن ، فالنص إذن لم يُمس . والنصوص الأخرى من سورة البقرة تبين أن التحريف المذكور هو الكتمان ، أي كتمان نص التوراة أو كتمان معناه . إنهم يكتمون الحق ( الآية 42 ) أي نعت النبي في التوراة ؛ ويؤمنون ببعض ويكفرون ببعض ( الآية 85 ) أي لا يعلمون به ؛ ويؤمنون بما أنزل عليهم ويكفرون بما وراءه ( الآية 9.) أي بالقرآن ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم لما عرفوا أنه يشهد لمحمد ( الآية 101 ) . فكل محاولاتهم إذن تعني كتمان حقيقة الكتاب على المسلمين :" وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون " ( الآية 146 ) ، " يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً " ( الآية 175 ) . ومع ذلك فإن هناك فريقاً آخر ، هم الراسخون في العلم منهم " يتلون الكتاب حق تلاوته " ( الآية 121 ) ويظهرونه للمسلمين بالقرآن . وهكذا لا يوجد أي أثر في سورة البقرة للقول بتغيير وتبديل في نص التوراة ، بل هناك شهادة صريحة بأن الراسخين في العلم منهم " يتلون الكتاب حق تلاوته " أي " يقروؤنه كما أنزل " ( الجلالان ) . النص الثاني من سورة النساء : " من الذين هادوا يحرفون الكلم عن بعض مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا . واسمع غير مُسمع ! وراعنا ! لياً بألسنتهم وطعناً في الدين ! " ( الآية 45 ) . ولعل أول ما يتبادر إلى الذهن هنا هو هذا السؤال : ما المحرف في هذه الآية .. أهو كلام التوراة أم كلام القرآن ومحمد ؟! وإنا لنجزم في يقين أن التحريف يقع على كلام القرآن أو النبي لا على كلام التوراة ، بدليل قوله قبل تلك الآية " يريدون أن تضلوا السبيل " ( الآية 43 و 44 ) ؛ وفيها " لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً منهم " ( الآية 45 ) ؛ فلا يعقل أن يكفر اليهود بتوراتهم ، بل قد يجوز أنهم فسروها على هواهم ، ولا سيما وأنه قد وصف حال تحريفهم الكلم عن مواضعه بقوله :" ويقولون : سمعنا وعصينا ! واسمع غير مُسمع ! وراعنا ! ليا! بألسنتهم وطعناً في الدين ! " ( الآية 45 ) وهي صفات أربع تشف عن تهكم لاذع وطعن في الدين .. ولا يعقل أن تكون من اليهود بحق كتابهم ودينهم ! بل أنها في كتاب لا يدينون به ، وفي نبي لا يؤمنون برسالته ، لهذا السبب يلعنهم لكفرهم وقلة إيمانهم ( الآية 45 ) . وقد يكون المقصود كلام محمد لا كلام القرآن نفسه . وهب أن " التحريف " المقصود يُسند إلى التوراة ، فهو لا يعني ضرورة تغيير النص بل يفيد أيضاً تفسير المعنى بوحي الهوى .. إنه يقول " يحرفون الكلم عن مواضعه " التي وضعه الله فيها ، أي عن معانيه ، لا عن ألفاظه . وقد جمع البيضاوي مجمل التفاسير لهذه الآية بقوله :" اي من الذين هادوا قوم يحرفون الكلم اي يميلونه عن مواضعه التي وضعه الله فيها بإزالته عنها وإثبات غيره فيها ؛ أو يؤولونه على ما يشتهون فيُميلونه عما أنزل الله فيه " فالتحريف على رأيهم يتناول التغيير في اللفظ أو التغيير في المعنى ؛ إذن ليس هناك ما يقول حتماً بتغيير اللفظ . ونستغرب منهم موقفهم المغرض إذ يقولون بتغيير اللفظ مع أن الآية صريحة في وصفها التحريف بأربع صفاتلا يمكن إرجاعها إلى اللفظ بل غلى المعنى :" ويقولون : سمعنا وعصينا ! واسمع غير مُسمع ! وراعنا ! ليا! بألسنتهم وطعناً في الدين ! " ( الآية 45) . وهب أيضاً أن قوماً من الذين هادوا قد فسقوا وكفروا حتى " يلوون ألسنتهم " في توراتهم " ويطعنون في دينهم " ذاته ، فكيف يسكت عنهم الراسخون في العلم منهم الذين " يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك " ؟! ( الآية 162 ) . فالآية إذن لا يُقصد بها التوراة ، ولا يقصد بها تغيير لفظي في النص المذكور . النص الثالث من سورة المائدة :" ولقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل .... فيما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية ، يحرفون الكلم عن مواضعه . ونسوا حظاً مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلاً " ( الآية 14 ) .هذا النص يقع في مقطع واحد لا يتجزأ ( 13- 21 ) ، وهو حمله على اليهود بني إسرائيل ( الآية 13 ) لنقضهم الميثاق الذي عاهدهم الله فيه على الإيمان برسله وتعزيزهم ( الآية 17 ) ؛ ولا يذكر النصارى فيه إلا عرضاً ( الآية 15 ) ليذكرهم بميثاقهم ، ولا ينسب إليهم فيه تحريفاً ولا مؤامرة على النبي . وأما أسباب نزول هذه الآية (14 ) والتي بعدها ( 44 ) فهي تعديل اليهود حد الزنى من الرجم إلى التحميم والجلد ، كما ذكر السيوطي والزمخشري . فتحريف الكلم عن مواضعه يعني إذن هذا التأويل لا غير . وإذا أمعنا النظر في دقائق النص نرى أن الله لعن اليهود بسبب نقضهم ميثاقهم الذي عهد الله فيه إليهم بافيمان بالرسل ومناصرتهم ( الآية 13 ) ، ومنهم محمد ، فقست قلوبهم وباتت لا تلين لقبول الإيمان ، بل مضت تحاول تأويل الميثاق والميل به عن معناه بحسب أهوائهم ؛ وقد نسوا حظاً مما ذكروا به على لسان الأنبياء بوجوب الإيمان بالنبي الآتي ؛ فجاء محمد على فترة من الرسل يبين لهم ام نسوه ( الآية 21 ) ويبين لهم الكثير مما كانوا يخفون من الكتاب ( الآية 16 ) . فتحريف الكلم من ثم مقصور على نقض الميثاق وتناسي ذكر الأنبياء ، وإخفاء أشياء من الكتاب على الناس فالتعبير " يحرفون الكلم عن مواضعه" يفسره ما قبله وما بعده من هذا المقطع كله ( 13 – 21 ) . لقد أخذ الله على اليهود العهد بأن يؤمنوا برسله ( الآية 13) ، فنقضوا العهد ولم يؤمنوا بيحيى ولا بعيسى ولا بمحمد ؛ ووجدوا في أنبيائهم نعت " النبي الآتي " فلما ظهر محمد كتموه وفسروه بمعنى آخر فغيروا الكلم عن مواضعه أي معانيه . فهم لم يغيروا النص الأصلي بل " نقضوا ميثاقهم " وأهملوا العمل بما جاء في " ذكرهم " من نعت " النبي " وضرورة قبول نبوته ؛ ودسائسهم على النبي العربي لا تنتهي " فلا تزال تطلع على خائنة منهم " . بيد أن جميع محاولاتهم هذه قد باءت بالفشل لأن الرسول " يبين لهم كثيراً مما كانوا يخفون من الكتاب " ( الآية 16 ) . وهذه الآية ( 16) الناطقة بالإخفاء والكتمان تفسر الآية 14 عن التحريف . فالتحريف المذكور إذن لا يُقصد به سوى كتمان النص أو كتمان معناه على الناس ، لا غير . . النص الرابع من سورة المائدة أيضاً : " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ز ومن الذين هادوا سماعون للكذب ، سماعون لقوم آخرين لم يأتوك ، يحرفون الكلم من بعد مواضعه ، يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاذروا . ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً . أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم " ( الآية 45 ) . يعزى الله لرسوله عن كفر المنافقين من المشركين الذين آمنوا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم ، وهؤلاء المنافقون من اليهود ؛ ونفاق اليهود يقوم على " تحريف الكلم من بعد مواضعه " في حادثة معينة يذكر من ظروفها .. سماع قوم منهم لكذب قوم آخرين ، وتحريضهم لهم :" إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا " . وأجمع المحدثون والمفسرون أن الحادثة المذكورة ترجع إلى تفسير اليهود لآية الرجم في التوراة بالجلد . فالتحريف المنصوص عنه ههنا في القرآن يُقصد به آية واحدة بعينها . وهذا التحريف يفسره النص ذاته بتغيير المعنى لا بتغيير اللفظ حيث يقول : " يحرفون الكلم من بعد مواضعه ، يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا " فالتحريف إذن إنحراف في المعنى لا تبديل في اللفظ . ومما يدعم قولنا أن " تحريف الكلم من بعد مواضعه " يراد به تأويل آية الرجم لا تغيير لفظها ، هو ما نُعت به اليهود في قوله :" سماعون للكذب ، سماعون لقوم آخرين " فالكذب على الكتاب هو تبديل معنى لا تغيير لفظ وتحريف مبنى . وإذا اقتصرنا على التعبير بحد ذاته " يحرفون الكلم من بعد مواضعه " فصيغة التعبير نفسها " من بعد مواضعه " تعني تحريف المعنى لا تغيير الألفاظ . وقد لخص البيضاوي مجمل التفاسير السابقة بقوله :" يحرفون الكلم من بعد مواضعه ، أي يميلونه عن مواضعه التي وضعه الله فيها إما لفظاً بإهماله أو تغيير وضعه ، وإما معنى بحمله على غير المراد وإجرائه في غير مورده " . وكلاهما لا يعني تبديل ألفاظ في النص بألفاظ غيرها ، فيقع التحريف بالمعنى الحصري . والمقطع كله " سماعون للكذب ... يحرفون الكلم من بعد مواضعه ... يقولون : إن اوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا " قبل ذكره التحريف ومعه وبعده لا يُقصد به سوى حمل الكلم ، المقصود بسؤالهم ، على غير المراد منه وإجرائه في غير مورده فليس هناك دليل على تبديل ألفاظ غيرها . وقد لاحظت ، ولا شك ، إن محاولة التحريف المعنوي المذكور قام بها قوم " من الذين هادوا " ( "من " التبعيضية ) ، لا جميع اليهود معاً . والتحريف من جانب أفراد لمعنى آية يستحيل أن يتواطأ عليه الجميع ولا سيما إذا كانوا على اختلاف كما هم عليه إذ نراهم يختصمون إلى النبي ويستفتونه فينتصر للتفسير الحق . فليس من هذا القبيل أيضاً خوف على تحريف وتغيير في لفظ التوراة . ويختم هذا المقطع بذكر عداوة اليهود ومودة النصارى للمسلمين ( الآية 85 ) ؛ وفيه حصر آخر لفاعل التحريف ومعناه ومرماه . فيكون مما تقدم أن تهمة التحريف تنحصر في تغيير نفر من اليهود لمعنى آية واحدة لا غير فقل بربك ، بربك ، ألا ترى تلك التهمة الخطيرة المدوية أنها مجرد قرقعة ! وهل يستحق تغيير نفر من اليهود لمعنى آية الرجم بالجلد كل هذه الضجة الصاخبة ، واتهامهم اليهود تعسفاً بتحريف الكتاب اجمالاً ؟! " وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون " ! ( الآية 41 ) : تهم غير صريحة . وهناك تُهم غير صريحة بمجموعها معنى التحريف المذكور في القرآن . أنهم يتهم اليهود بالكفر بالوحي الجديد مع أنه مصدق لما معهم ( البقرة : 41 ، 89 و آل عمران : 69 ) . ويتهمهم أنهم يُلبسون حقيقة معنى الكتاب بباطل تفسيرهم : " ولا تلبسوا الحق بالباطل " ( البقرة : 41 ، آل عمران : 61 ) . ويتهمهم أكثر الأوقات بكتمان معنى الكتاب عن الناس " لا تلبسوا الحق بالباطل ، وتكتموا الحق وأنتم تعلمون " البقرة : 41 ) ، أو كتمان نص بعض الآيات :" يكتمون ما أنزل الله من الكتاب " إذ " تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيراً " ( الأنعام : 91 ) بيد أنه " يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب " ( المائدة : 16 ) . يتهمهم بلي ألسنتهم في تلاوة الكتاب " لتحسبوه من الكتاب " ( آل عمران : 78 ) وفي قراءة القرآن " لياً بألسنتهم وطعناً في الدين " ( النساء : 45 ) . يتهمهم بالإعراض عن التوراة عند تحكيمها .. فإذا استشهد محمد بالتوراة " نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون " ( البقرة : 101 ) و " يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون " ( آل عمران : 23 ) . يتهمهم بإخفاء الكتاب عن الناس لمآربهم وقد أمرهم الله أن يبينوه لهم " لتبيننه للناس ! ولا تكتمونه ! فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً " ( آل عمران : 187 ) . يتهمهم بنقض المياق الذي عقده معهم باتباع رسله والإيمان بالرسول الأعظم الذي يختمهم فنقضوا العهد ( المائدة : 13 ) . يتهمهم بالتظاهر بالإيمان مع إضمار الكفر وهذا هو النفاق :" وغذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ " ( آل عمران : 119 ) ، وينافقون دائماً :" آمنوا بالذي أنول على الذين آمنوا وجه النهار وكفروا آخره لعلهم يرجعون " ( آل عمران : 72 ) . فكل هذه التهم ترجع في جوهرها إلى موقف واحد .. كتمان بعض اليهود لبعض آيات التوراة ، كتمان نص الآية أو كتمان معناها الحقيقي كي لا يستشهد بها محمد وقومه :" اتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم ، أفلا تعقلون ؟" ( البقرة : 76 ) ؛ كانوا يخفون معنى بعض الآيات بشتى محاولات التأويل الباطل والتفسير العاطل ، وهذا كله ليس من التحريف الحقيقي في شئ لأن التحريف بمعناه الحصري هو تغيير النص بنص آخر غيره ! وهذا التحريف اللفظي كان مستحيلاً بشهادة القرآن نفسه إذ عنى تلميحاً وتصريحاً ، كما رأينا ، التحريف المعنوي لا اللفظي لبعض الآيات . وقد أظهر النبي " كثيراً مما كانوا يخفون من الكتاب " ( المائدة : 16 ) خاصة ىية الرجم ( مائدة : 44 ) ، وآية نعت محمد ( المائدة : 14 ) . فلا مجال بعده للخوف من خطر التحريف ؛ فضلاً عن أن القرآن قد جاء مصدقاً للكتاب ومهيمناً عليه فلا يمكن أن يشهد للتحريف ؛ ويشهد أيضاً أن المحاولة بإفساد بعض معاني الكتاب كانت فاشلة فضحها الموالون للنبي والمسلمين :" زإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً " ( آل عمران : 169 ) ، ولا سيما وأن من هذا الفريق الكتابي رجالاً راسخين في العلم : " والراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أننزل من قبلك " ( النساء : 162 ) ، وكانوا يتلون الكتاب حق تلاوته :" الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته ، أولئك يؤمنون به " بالكتاب والقرآن ( البقرة : 121 ) . فكيف يمكن أن يسمح ذلك النفر الصالح من الراسخين في العلم ، يؤيدهم محمد بقوته وقوة المسلمين ، أن يمس خصومهم نص التوراة عابثين محرفين ؟! إن محاولة الخصوم فاشلة من كل الوجوه |
||||
03 - 03 - 2015, 05:04 PM | رقم المشاركة : ( 7504 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل من الممكن تحريف الكتاب المقدس ، ولماذا ؟ . إن قراءة ممعنة هادئة لنصوص القرآن لتؤكد باستحالة التحريف " كتابياً " ، موضوعياً . وإذا ارتقينا إلى جو أوسع وأعم اتضحت لنا استحالة التحريف من كل الوجوه : يستحيل التحريف تاريخياً . إن تهمةالتحريف لا تستند أبداً عند المسلمين إلى فاعل أو مفعول بعينه ، ولا إلى زمان ومكان معين . فإذا سألت : من المحرف : أهم اليهود أم النصارى أم الإثنان معاً ؟ الأقدمون منهمأم المحدثون ؟ أهم العرب أم الأجانب ؟ ما أحاروا جواباً ! .. وإذا استوضحت عما هو محرف : الكتاب كله ، أم جله ،أم بعضه ؟ ما نبسوا قط ببنت شفة ! .. يظنون أنالتحريف واقع في الآيات التي تنبأت عن محمد ؛ ولكن ما هي ؟ ومن يعرفها ؟ ومهما يككن من أمر فإن إثبات تهمة التحريف تاريخياً تقتضي إظهار النص الأصلي والنص المحرف ، ثم مقابلتهما بالآخر : فأين الأول وأين الآخر ؟ : يستحيل التحريف فلسفياً . من المسلمات البديهية أنه لا يجتمع الإيمان بشئ والكفر به على صعيد واحد وفي آن واحد ؛ فلا يمكن من ثم أن يؤمن اليهود بكتابهم ويحرفونه ! لا يمكن أن يؤمن النصارى بإنجيلهم ويغيرونه ! لا يمكن أن يؤمن المسلمون بقرآنهم ويبدلونه ! وهب أن نفراً فاسقاً قصد ذلك فلا يعقل أن يكفر جميع المؤمنين معاً حتى يفعلوا بكتابهم ما يفعلون . وإذا ما قله فاسدة حاولت التحريف تصدت لها الكثرة الصالحة وأبطلت محاولتها : يستحيل التحريف اجتماعياً من اليقين الثابت أن الإنجيل والتوراة كانا قد انتشرا قبل مجئ محمد في كل زمان ومكان إنتشاراً عظيماً جداً حتى أُسميا " الكتاب " وسُمي اليهود والنصارى " أهل الكتاب " فهو علم معُلم على جميع الكتب المبثوثة في العالم ، وأصحابه معروفون به ، كما يظهر ذلك من القرآن نفسه الأمر الذي يجعل محاولة التحريف شيئاً مستحيلاً إذ لا يمكن أن يتواطأ جميع الناس من كل الأمم والألسنة والأجناس على جمع كل النسخ وكل النشرات وكل الترجمات ويحرفون كلام الله وما يكون من بقية باقية تنتصر للوحي الكريم وتبعث صرخة الاعتراض مدوية . وإذا ضيقنا رقعة الزمان والمكان لتصل إلى زمن نزول التوراة أو الإنجيل نرى أنهما نزلا على مسمع ومشهد من أمة بكاملها ، ونقلا بالسماع قبل أن ينقلا بالكتابة . وقد لخص الرازي الرأي العام الصحيح بقوله : " إن الكتاب المنقول بالتواتر لا يتأتى فيه تغيير اللفظ " . : يستحيل التحريف منطقياً ! لقد اختلف اليهود شيعاً متضاربة واختلف النصارى فرقاً متحاربة ، واختلف المسلمون بدعاً متباغضة . وقد قال في ذلك حديث شريف :" افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتي وسبعين فرقة ، وتفرقت أمتي على ثلاث وسبعين فرقة " ! ومع ذلك فالكتاب واحد بنصه عند الجميع كل يقر هذا النص بلفظه ، وكل يؤيد رأيه بما يشتق من هذا النص ومن آيه ! فهل يمكن التحريف والكل عين على خصمه ؟ : يستحيل التحريف أثرياً . قبل محمد بمئات السنين كان كتاب اليهود وبخاصة كتاب النصارى قد فسروا في كتابهم آيات الكتاب بأحمعها حتى لو ضاع لجمعوه من تلك النصوص المبثوثة . ونقدر اليوم أن نتحقق كل ذلك ونقارن بين الأصل والاقتباسات . أفمن المعقول أن تتلاشى من الوجود كل هذه الكت والمنشورات والنسخ في جميع الأمم والبلدان حتى يمكن التحريف ؟ إن القول بمثل ذلك لا يأخذ به عاقل . وأخيراً توجد اليوم في كبريات المكتبات ودور الكتب نسخ عن الإنجيل والتوراة مع ترجمات متعددة ، من كل العصور ، قبل المسيح ، وبعده ، خاصة من القرن الأول الميلادي إلى القرن السادس أي إلى ظهور " محمد " ؛ وهناك نسخة ملكية من القرن الرابع ، من عهد قسطنطين الملك النصراني الأول ، بل بالحري أربع نسخ متجانسة ترتقي إلى ما قبل محمد بمئتي سنة ونيف ، وتعرف باسم مصدرها أو مقرها الأثري بالفاتيكانية والسينائية والإسكندرية والإفرامية في مكتبات روما ولندن وباريس ، يمكن مقابلتها بالنص المتداول اليوم وكل يوم . فلا تحريف ولا تباين يذكر ! وعن هذه النسخ العريقة ينقل علماء المؤمنين وغير المؤمنين النص الكريم ولا أحد يقدر أن يقول بتحريف ! إن الكتاب المقدس يحمل كلمة " الخلاص " إلى كل زمان وكل مكان ، فلئن ضاعت هذه الكلمة أو فسدت أو حرفت ضاع على الله سبحانه قصده الخلاصي ! فهو مسئول عن حفظ كتابه :" إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون " ، ونعم المسئول ونعم الوكيل ونعم الحفيظ |
||||
03 - 03 - 2015, 05:05 PM | رقم المشاركة : ( 7505 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي المخطوطة ، وما هي فائدتها لنا اليوم ؟ المخطوطة تعني الوثيقة التي دونت بخط اليد ، سواء كانت كتابة ، أو بالحفر ( أي النقش ) .. لذا تسمى مخطوطة ، وجمعها مخطوطات . وأما بخصوص مخطوطات الكتاب المقدس ؛ فإنه يعلم كل من درس شيئاً عن المخطوطات القديمة أن هناك آلافاً من المخطوطات القديمة سواء كانت للعهد القديم أو للعهد الجديد أو الكتاب المقدس بكامله . وهذه المخطوطات موجودة في مختلف متاحف العالم الشهيرة . والاكتشافات الحديثة لبعض المخطوطات تعطينا مزيداً من اليقين بشأن صحة الكتاب المقدس كما هو بين أيدينا اليوم . والذي يقارن بين مخطوطات الكتاب المقدس القديمة ، ومخطوطات بعض الكتابات الكلاسيكية القديمة أيضاً ، مثل كتابات هوميروس وما إلى ذلك ، يدهشه حقاً أن يرى توافقاً كبيراً بين مخطوطات الكتاب المقدس ، بينما تظهر اختلافات كثيرة بين مخطوطات سائر تلك الكتابات الأخرى رغم ما تحظى به من شهرة عالمية كبيرة |
||||
03 - 03 - 2015, 06:03 PM | رقم المشاركة : ( 7506 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف يحدد العلماء تاريخ المخطوطات بدقة ؟ يستطيع العلماء أن يحددوا تاريخ المخطوطات المختلفة بدقة عن طريق استخدام جهاز خاص لذلك يقوم بتحليل الحبر أو المادة المكتوب عليها وفحص ما يسمى بالكربون المشع أو الكربون رقم 13 كما يمكن التعرف على تاريخ كتابة المخطوطات من نوع الخط المكتوب به كالكوفي والكوفي المعدل والنسخ في اللغة العربية ، وفي الكتابة بحروف منفصلة أو حروف متصلة في المخطوطات اليونانية ، وما إلى ذلك : ومخطوطات الكتاب المقدس الموجودة بين أيدينا اليوم تعود في تاريخ نقلها عن مخطوطات سابقة إلى سنوات قريبة جداً من تاريخ كتابة نسخها الأصلية كما سيليبيانه ، بينما نجد أن أقدم مخطوطات كتابات أفلاطون مثلاً تعود إلى 1300 سنة بعد وفاته . ولا توجد مخطوطة لكتابات ديموشين أقدم من 1200 سنة بعد وفاته . وبينما دون تاسيتوس أربعة عشر كتاباً في " التاريخ " عام 1.. ميلادية تقريباً ، لا يوجد لدينا اليوم منها سوى مخطوطات أربعة كتب ونصف ، يعود أقدمها للقرن التاسع الميلادي ! يوجد لدينا اليوم أكثر من عشرة آلاف مخطوطة للكتاب المقدس أو أحد أجزائه ، |
||||
03 - 03 - 2015, 06:04 PM | رقم المشاركة : ( 7507 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي أشهر الموارد لهذا السؤال ، والموجودة الآن ؟ ما زال يحفظ لنا ، ناشري التراث الإسلامي ، كتباً حوت من ضمنها تناول هذا السؤال . بل أن كاتبوها أجهدوا أنفسهم في محاولة البرهنة على وجود " النبي الأمي ؛ و أحمد " في الكتاب المقدس ، بعهدية القديم والجديد ، أي التوراة والإنجيل . وأشهر هذه الكتب – وليس كلها : الملل والنحل للشهرستاني الفصل في الملل والنحل لابن حزم السيرة النبوية لابن هشام ، وبخاصةالجزء الأول منها الفارق بين المخلوق والخالق ، لـ عبد الرحمن بك باجه جي زاده الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة لـ شهاب الدين أحمد بن إدريس المالكي المعروف بالقرافي هداية الحيارى من اليهود والنصارى ، لـ ابن القيم الجوزية ومن المعاصرين : الوحي المحمدي ، لـ محمد رشيد رضا النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام ، لـ أحمد عبد الوهاب التفسير الحديث ، لـ محمد عزة دروزة تفسير المنار ، لـ محمد عبده وقد دونه وأكمله ونشره محمد رشيد رضا |
||||
03 - 03 - 2015, 06:07 PM | رقم المشاركة : ( 7508 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا تخبرنا المخطوطات عن الكتاب المقدس؟ بكل تأكيد تخبرنا هذه المخطوطات بقدم الكتاب المقدس ، وأصالته ، وأيضاً بعدم تحريفه . وإذا تأملنا تواريخها لوجدنا بأن البعض منها يرجع إلى زمن يسبق من يقولون بتحريفها . وإليك عرض لبعض هذه المخطوطات أولاً: شهادة المخطوطات للعهد الجديد. يقول أ. ت . روبرتس مؤلف أقوى كتاب فى قواعد اللغة اليونانية للعهد الجديد : أنه يوجد نحو عشرة آلاف مخطوطة للفولجاتا اللآتينية ، وعلى الأقل ألف مخطوطة من الترجمات القديمة ، ونحو 5,3.. مخطوطة للعهد الجديد بكامله ، كما يوجد لدينا اليوم 24 ألف مخطوطة لأجزاء من العهد الجديد ، كما أننا نقدر أن نجمع أجزاء كثيرة من العهد الجديد من إقتباسات الكتاب المسيحيين الأولين: وإليك أسماء وتواريخ بعض المخطوطات مخطوطة جون رايلاند(RYLAND) ( 130 م ) فى مكتبة مانشستر بإنجلترا وهى أقدم المخطوطات ، وقد وجدت فى مصر .بها إنجيل يوحنا ، مع أن المعروف أن هذا الإنجيل كتب فى أسيا الصغرى . وهى تؤكد أن الإنجيل كتب حوالى نهاية القرن الأول الميلادى . مخطوطات تشسترى بيتى (CHESTER BEATTY PAPYRI ) ( 200 م ) موجودة فى متحف بيتى فى دبلن ، وجزء منها فى جامعة ميتشجان .. وهى من ورق البردى ، وتحتوى ثلاثة منها على معظم العهد الجديد . وهى أقرب المخطوطات إلى النص الأصلى من جهة تاريخية بردية بدمر ( BODMER ) ( 150 - 200 م ) موجودة بمكتبة بدمر وتحوى معظم إنجيل يوحنا ، وهى أهم مخطوطة بعد مخطوطات تشستر بيتى ، وكثيرون من العلماء يرجعون بتاريخها إلى منتصف القرن الثانى ، إن لم يكن إلى النصف الأول منه النسخة الفاتيكانية ( CODEX VATICNUS ) (325 -350 م ) موجودة فى مكتبة الفاتيكان وتحوى كل الكتاب المقدس تقريباً ، وهى من أثمن مخطوطات الكتاب المقدس بباليونانية النسخة السينائية ( CODEX SINAITICUS ) ( 350 م ) موجودة فى المتحف البريطانى ، وتحوى كل العهد الجديد ما عدا ( مرقس 16: 9- 2. ، يوحنا 7: 53- 8: 11)كما تحوى أكثر من نصف العهد القديم . وقد عثر عليها تشندروف فى سلة للمهملات فى دير جبل سيناء عام 1844 م ، وسلمها الدير هدية لقيصر روسيا عام 1859 م وإشترتها الحكومة البريطانية من الإتحاد السوفيتى بمائة ألف جنيه يوم عيد الميلاد سنة 1933 م النسخة الأسكندرية ( CODEX ALEXANDRINUS ) ( 400 م ) بالمتحف البريطانى ، وتقول الموسوعة البريطانية أنها المخطوطات القديمة ، وتحوى كل الكتاب المقدس تقريباً وهذه المخطوطات القديمة ، وغيرها كثير ، تطهر : (أ) أن مخطوطات الكتاب المقدس أكثر جداً من مخطوطات أى كتاب قديم آخر (ب) أن تاريخ المخطوطات الموجودة عندنا قريب جداً من تاريخ كتابة النص الأصلى ، إذا قارنا ذلك بأى مخطوطة أخرى لأى كتاب قديم ويقول العلامة ف ز هورت الذى قضى 28 سنة فى دراسة نصوص العهد الجديد : " إن الكثرة من مخطوطات العهد الجديد والتى يعود الكثير منها إلى العصور الأولى التى تكاد تتصل بتاريخ كتابة النص الأصلى ، تجعل نص العهد الجديد يقف فريداً بين كل الكتابات الكلاسيكية القديمة ، ولا تدانيه فى ذلك أى كتابات أخرى " مخطوطات العهد القديم وحده: يرجع تاريخ أقدم مخطوطة للعهد القديم إلى القرن الأول الميلادي أو ربما القرن الثاني ، وهي جزء من مخطوطة مطكتوبة على ورق البردى تُعرف باسم " بردية ناش " وتشمل الوصايا العشر كما نجدها في الإصحاح الخامس من سفر التثنية ، وكذلك : " اسمع يا إسرائيل ... " ( سفر التثنية ، الإصحاح السادس ، والآيات من 4 – 6 ، وهي التي بمثابة إقرار إيمان شعب الله القديم . كما عثر أيضاً على أجزاء كثيرة من العهد القديم ، والتي يعود بعضها إلى القرن الخامس الميلادي التي اكتشفت في مجمع اليهود بحي مصر القديمة بالقاهرة . على أن أهم المخطوطات ذات الشأن التي كانت بين أيدينا قبل اكتشاف مخطوطات البحر الميت عام 1947 هي ما يلي - مجلد القاهرة Cairo Codex الذي اكتشف في مجمع اليهود بمصر القديمة بالقاهرة ويشمل كتابات الأنبياء وتاريخ كتابته سنة 895 ميلادية - مجلد ليننجراد الخاص بالأنبياء ويشمل نبؤات أشعياء وأرمياء وحزقيال والأنبياء الصغار الاثني عشر ، وتم نسخه عام 916 ميلادية - مجلد حلب الذي يشمل العهد القديم بكامله وتاريخ كتابته 925 ميلادية - مجلد المتحف البريطاني وهو يشمل الكتب الخمسة الأولى وتاريخه 95. ميلادية - مجلد روشلين الذي يشمل الأنبياء ، وقد تم نسخ هذا المجلد عام 1105 ميلادية - مجلد ليننجراد الذي تم نسخه عام 1108 ميلادية ، ويشمل العهد القديم كله وهناك أيضاً بردية ترجمة يونانية لحوالي خمس عشرة آية من سفر التثنية تعود بنا إلى القرن الثاني الميلادي وهي موجودة في مكتبة جون رايلاندز في مانشستر بإنجلترا إلا أن مخطوطات البحر الميت ( قمران ) والتي اكتشفت في منطقة خرائب قمران في الساحل الشمال الشرقي لمدينة القدس ، وضعت بين أيدينا درجين لسفر أشعياء أحدهما يشمل النص كاملاً ، ويعود للقرن الثاني قبل الميلاد ، والدرج الآخر ضاعت بعض أجزائه ، ومعه نص سفر حبقوق وتفسير له . وقد اكتشفت كل هذه في الكهف الأول .ودأب علماء الحفريات والبدو على البحث والتنقيب في هذه المنطقة ما بين سنة 1952 و سنة 1956 واكتشفوا مزيداً من النصوص في عشرة كهوف أخرى فوجدوا في الكهف الحادي عشر 41 مزموراً من المزامير التي بين أيدينا اليوم ، كما اكتشفوا أجزاء من أكثر من مائة درج أخرى تشمل بعض الآيات من كل أسفار العهد القديم ما عدا سفر أستير وتعود هذه المخطوطات إلى القرنين الأول والثاني قبل الميلاد . ويلاحظ كل من يدرس هذه النصوص أنها تتطابق مع بعضها تطابقاً كاملاً مع النص الموجود بين أيدينا اليوم ، فيما عدا بعض الاختلافات الطفيفة التي يتوقع المرء أن يجدها نتيجة نقل مخطوطة عن مخطوطة أخرى على مدى قرون طويلة مخطوطات البحر الميت ، وإليك موجز تعريفي عنها هو الاسم الذي يطلق على مجموعة من المخطوطات ترجع في أصلها إلى جماعة دينية قديمة كانت تعيش بالقرب من البحر الميت الإكتشافات الأولى : لا نعلم على وجه اليقين متى اكتشفت أولى هذه اللفائف ، ولكن الأرجح أن ذلك حدث في سنة 1947 . فقد جال أحد البدو يبحث عن شاته الضالة فدخل إلى أحد الكهوف في المنحدرات العالية في وادي قمران على بعد نحو ميل إلى الغرب من الطرف الشمالي الغربي للبحر الميت . وعلى بعد يزيد قليلاً عن ثمانية أميال إلى الجنوب من أريحا . تعثرت أقدام البدوي في عدة جرار يبلغ إرتفاع الجرة منها أكثر من قدمين ، ونحو عشر بوصات في العرض ، وجد بها رقوقاً من الجلد ملفوفة في نسيج من كتان ، فأخذها من الكهف سراً وذهب بها لأحد محال التحف الأثرية في بيت لحم ، فأشترى البعض منها ، ووصل الباقي إلى يد رئيس دير السريان الأرثوذكسي في أورشليم وقام عدد من العلماء بفحص اللفائف في 1947 ، وقد ظن البعض في البداية أنها مخطوطات مزيفة ، ولكن أ . ل . سوكنك من الجامعة العبرية بأورشليم ، أثبت أنها مخطوطات أثرية قديمة واستطاع شراء ثلاث منها . ونقلت بعض المخطوطات إلى المعاهد الأمريكية المختصة بالأبحاث الشرقية ، حيث تحقق مديرها مستر ج . تريفر من قيمتها ونجح في تصويرها ، وأرسل بعض صورها إلى و.ف.أولبريت – العالم في الأركيولوجية الكتابية . وقد قرر هذا العالم أن هذه اللفائف تعتبر أهم كشف لمخطوطات العهد القديم ، وهو ما أيدته الأبحاث التالية وعندما تأيديت أهمية هذه اللفائف ، قامت الحرب بين العرب وإسرائيل في سنة 1948 ، فحالت دون تحديد موقع الكهف الأول والتنقيب فيه تنقيباً علمياً ، وهو ما قام به في 1949 ج.ل.هاردنج من إدارة الأثار الأردنية ، ومستر ى.ديفو من مدرسة التوراة في أورشليم فاستطاعا استعادة مئات القصاصات من المخطوطات الكتابية وغير الكتابية ، والأبوكريفية التي لم يكن بعضها معروفاً من قبل . لقد كان الكهف مستودعاً لمكتبة تتكون من نو مائتي لفافة ، ويحتمل أن الأيدي قد إمتدت إليها من قبل إذا صحت رواية يوسابيوس من أن أوريجانوس استخدم ترجمة يونانية لسفر المزامير وجدت في كهف بالقرب من أريحا . وقد تكون هي نفس المكتبة التي وصفت بأنها " بيتالكتب الصغير " الذي وجده أحد الرعاة بالقرب من أريحا في نحو عام 8.. م ، وبلغ خبره البطريرك النسطوري تيموثاوس الأول وكانت الحرب الفلسطينية دافعاً إلى نقل اللفائف ، التي كانت في حوزة البطريرك السرياني إلى الولايات المتحدة في 1948 حيث نشرها م.باورز ، ج.تريفر ، و هـ . براونلي . وقد اشتملت هذه اللفائف على لفافة كاملة لنبوة إشعياء ، وتعليق على سفر حبقوق ، ووثيقة أطلق عليها باروز اسم " كتاب النظام " لأنه كان يشتمل على القواعد التي تحكم حياة الجماعة في قمران ولم يمكن في البداية فض إحدى اللفائف التي ظنوا في البداية أنها " سفر لامك " الأبوكريفي ، فلم تفتح اللفافة إلا في 1956 وثبت أنها الإصحاحات الأولى من سفر التكوين بصياغة أخرى وقد نشر في 1956 تحت اسم " التكوين الأبوكريفي " . أما اللفائف التي حصل عليها أ.ل.سوكنك ، فكانت تشتمل على لفافة غير كاملة لسفر إشعياء ، ومخطوطة عن الحرب ، وأربعة أجزاء من مجموعة من ترانيم الشكر ، وقد نشر كل المجموعة في 1954 ، يادين بن سوكنك – بعد موت أبيه – تحت عنوان :" كنز اللفائف المخبوءة ". كما نشر دكتور بارثلمي ، ج.ت.ميليك القصاصات التي وجدت في الكهف الأول في قمران في 1955 تحت اسم " قمران – الكهف الأول " ثم تتالت الإكتشافات من عام 1951 وحتى عام 1955 ، ولكن على ما تدل هذه المخطوطات ؟ مستوطنة قمران عندما بدأ التنقيب في منطقة قمران رسمياً في 1949 ، لاحظ العلماء الأركيولوجيون بعض الخرائب على هضبة صخرية تبعد نحو ميل إلى الجنوب من الكهف الأول . وبعد بعض الفحوص الأولية ، بدأ التنقيب في كل هذه الخرائب في عام 1952 مما أسفر عن اكتشاف جرة سليمة تماثل في الحجم والشكل الجرار التي وجدت في الكهف الأول بمنطقة قمران ، مما دل – بلا أدنى شك – على وجود صلة مباشرة بين من كانوا يشغلون هذه الخرائب التي سميت " خربة قمران " والمخطوطات التي وجدت في الكهف الأول ، وواضح أن جماعة دينية عاشت يوماً ما في ذلك الموقع ، وهم الذين خلفوا وراءهم الوائق التي وجدت في الكهوف المجاورة . كما وجدت مقبرة متصلة بالخربة بها هياكل عظمية لرجال ونساء ، مما أيد وجود هذه الصلة . وقد كشفت الحملات التيتلت ذلك عن كل آثار تلك الجماعة .وكان في الركن الشمالي الغربي من المبنى الرئيسي ، برج كبير حصين ، يبدو أنه قد تم ترميمه وتدعيمه عقب زلزلة شديدة في 31م، أحدثت به تلفاً في الجانب الشرقي وفي الركن الجنوبي الشرقي منه . وكان المبنى الرئيسي للجماعة يشغل مساحة 12.قدماً مربعاً تقريباً في الجانب الشمالي من حجرة الطعام والمطبخ . وإلى الجنوب الغربي كانت توجد خمس حجرات ، لعلها كانت تستخدم أماكن للدراسة والصلاة . وكان في إحدى الغرف ( غرف النساخ ) بقايا مقاعد رخامية ، يرجح جداً أن بعض لفائف قمران قد كتبت فوقها . ووجود محبرتين من العصر الروماني احداهما من الخزف والثانية من النحاس الأصفر ، ساعد على تحديد التاريخ بدقة وفي الركن الجنوبي الشرقي من الموقع ، أزاح المنقبون التراب عن بقايا مصنع به الآلات التي كان يستخدمها أعضاء الجماعة .كما اكتشف قمينة للفخار بالقرب من المكان ، مما دل على أن الجماعة كانت مكتفية ذاتياً . كما كانيوجد بالموقع مراحيض وقنوات وأحواض للمياه .وتدل كثرة الأحواض والخزانات على أن تلك الجماعة الدينية كانت شديدة الاهتمام بطقوس الاغتسال ، كما أن مجتمعاً من 5.. شخص مثلاً ، يحتاج إلى موارد كبيرة للمياه . ويظن أن تلك الجماعة كانت تستمد احتياجاتها من الحبوب والخضراوات واللحوم من " عين فشكة " ، وهي واحة نخيل تقع على بعد ميلين إلى الجنوب من الخربة علىالشاطئ الغربي للبحر الميت كما أن قطع الفخار والنقود التي وجدت في أثناء التنقيب ساعدت بدورها على تأكيد الصلة بين تلك الطائفة الدينية ولفائف قمران . وقد جاءت قطع الفخار من ثلاثة مستويات ، تمل ثلاثة عهود مختلفة ، هي بالتقريب : من 11. – 31 ق.م ، من 1 – 68م ، من 66 – 1..م. على التوالي . وفي أواخر 1954 وجدت غرفة المخزن للمبنى الرئيسي ، جرة إسطوانية من نفس شكل وحجم الجرار التي وجدت في كهف قمران الأول ، مما دعم أكثر وجود الصلة بين تلك الطائفة ومخطوطات الكهوف . كما عثر أيضاً على نقود تمثل عصور الولاة الرومانيين على اليهودية ، وكذلك لاث وعشرون قطعة من عهد هيرودس أغريباس الأول ( 37 – 44م.) ، وترجع بعض النقود إلىما بعد سقوط أورشليم في سنة 7.م ، بينما عثروا في المستوى الالث على نحو اثنتي عشرة قطعة من النقود ترجع إلى زمن الثورة اليهودية الثانية مجتمع الأخوة في قمرانأصلهم لقد أوضحت الخصائص العامة لجماعة قمران من المخطوطات التي اكتشفت في الكهوف ، وبخاصة من محتويات كتاب نظام الجماعة ( من الكهف الأول ) ، ولو أننا لم نصل إلى معرفة كل ما نريد عنهم ، فما زالت هناك مسائل عن طبيعة شركتهم لم نجد لها حلاً كانت الطائفة تتكون من جماعة من الكهنة والعلمانيين يحيون حياة مشتركة في تكريس متزمت لله . وقد كشفت أسرار النبوة لمؤسس الطائفة وهو كاهن يوصف بأنه " المعلم البار " . وكان من أهم مظاهر حياة الجماعة تفسير الكتب المقدسة بما يتفق مع شهادة الطائفة ونهاية الدهر . وقد أرسل الله " المعلم البار " ليعلن الدينونة التي ستحل بإسرائيل . وبناء على ما جاء في تفسير حبقوق ، لقد عرف المعلم البار من مضمون النبوة أكثر مما عرفه النبي نفسه ، ورغم التأخير – حسب الظاهر – فإن النهاية ستأتي ، ولكن " بقية " ستنجو ، وهذه البقية هي جماعة قمران التي أرضت الله بولائها للتوراة وإيمانها بـ " المعلم البار " وقد رفض هذه الرسالة رفضاً باتاً ، الكاهن الشرير وأتباعه الذين يهتمون بحرفية التوراة لا بروحانيتها . وواضح أن الإشارة إلى الكاهن الشرير كانت تعني رئيس الكهنة في أورشليم حيث يقال عنه " الحاكم في إسرائيل " والذي يحمل " الاسم الحقيقي " . وحيث توجد إشارة واضحة لرياسة الكهنوت ، فلا بد أنه قد حدث صدام معين في بدء تاريخ الجماعة ، بين " المعلم البار " و رئيس الكهنة الأورشليمي ، لأن التفسير يتحدث عن اضطهاد الكاهن الشرير للمعلم البار والإضرار به جسدياً ، وقد بلغ الدام ذروته في يوم الكفارة حين قضى الكاهن الشرير على المعلم البار وجعل أتباعه يعثرون . وهذه بلا شك ، إشارة إلى موت القائد وتبدد الأنصار الحياة المشتركة إن قانون الجماعة بالغ الأهمية لمعرفة نظام تلك الطائفة التي كانت تتكون من مجموعة من الكهنة و العلمانيين يعيشون حياة مشتركة في تكريس لله . وبناء على ما جاء في " كتاب النظام " ، كان على الذين يرغبون في الدخول إلى العهد " أن يخضعوا لبعض الطقوس التمهيدية ، يوضعون بعدها تحت الاختبار ، ويحصلون على العضوية الكاملة بعد ثلاث سنوات . وكان يجب على كل عضو أن يجدد كل سنة تعهده بالطاعة . وفي نفس الوقت يحذر من الأخطاء التي تؤدي إلى طرده من الجماعة . ويبين العمود الخامس من " مخطوطة النظام " القواعد المختصة بإدارة الجماعة ، ويتضح منها أن الجماعة كان يحكمها الشيوخ والكهنة للإنشغال بدراسة الكتاب والإشتراك في نوع من العبادة السرية وكانت الطائفة تعتبر نفسها إسرائيل الحقيقي ، تنتظر إقامة الحكم السماوي على الأرض . وكان إنتظار ظهور المسيا يتردد كثيراً في فكر الجماعة ، لأن أعضاء الجماعة كان يطلب منهم أن يعيشوا حسب التوراة حتى يأتي النبي وشخصان مسياويان يسميان " مسيحي هرون وإسرائيل ". . وفي وثيقة معنونة باسم " المؤلف الصدوقي " – عن جماعة دينية تعرف باسم " متعاهدي دمشق " ، شديد الشبه بجماعة قمران ، وكثيراً ما خلط بينهما العلماء – يُذكر " مسياهرون وإسرائيل " ، وهكذا يحدد انتظارهم لشخص واحد . ونجد ملخص مفاهيهم للمسا في وثيقة جاءت من الكهف الرابع تحتوي على سلسلة من الآيات الكتابية ، فتبدأ بالوعد لموسى بقيام نبي مثله ( سفر التثنية 18 : 18 ) وتذكر أقوال بلعام ( سفر العدد 24 : 15 – 19 ) وتختتم ببركة موسى ( التثنية 33 : 8 وما بعدها ) ، ثم اقتباس من كتاب زائف مجهول ويصور لنا " قانون الجماعة " المسيا مشتركاً في وليمة في العصر الجديد ، وكان الحاضرون يجلسون بحسب مقامهم . وقام الكاهن الرئيسي ببركة الخبز والخمر ، ثم قام المسيا – الذي كان يشغل مركزاً ثانوياً – ببركة الطعام أيضاً . وواضح أن الوليمة رؤوية ، ولو أنه قد أجريت في نفس الوقت بعض الأسرار المقدسة . وكان توقعهم للأحداث التي ستسفر عن الملكوت السماوي ، هي الموضوع الرئيسي للمواعظ . وكانت الجماعة تعتقد أن الملكوت سيظهر بعد هزيمة " الكتيم " من الأقطار المختلفة ، وخروج إسرائيل منتصرة ، وسيكون لها نظام ثيوقراطي وذبائح وكهنوت أشبه بما جاء في حزقيال . وكانت للتطهيرات الطقسية مكانة كبيرة في ممارسات الجماعة ، وكانوا يجلبون كميات كبيرة من المياه لهذه الأغراض ، وكانوا يشددون على المفاهيم الروحية لتلك الطقوس ، فكانوا يؤكدون بوضوح أن التطهير الحقيقي يتم بهذه الطقوس متى توفرت التوبة الحقيقية والخضوع لله . وكانوا يدرسون التوراة نهاراً وليلاً في قمران ويحفظون الأعياد المقدسة بكل تدقيق . ويظن أن " المتعاهدين " كانوا يعتنقون فكراً ثنائياً عن الكون الذي فيه أرواح النور وأرواح الظلمة ، الله والشرير ، في تعارض أخلاقي كما في الزرادشتية ، ولن ينتهي الصراع بينهما إلا في يوم الدينونة ، الذي هو موضوع " لفافة الحرب " في وصف المعركة بين أبناء النور وأبناء الظلمة ، والتي كان يجب على الجماعة الاستعداد لها . ورغم ميلهم للثنائية ، كان الأعضاء يتمسكون بالصدق والعدالة والتواضع والتكريس ، محاولين تحقيق هذه الفضائل بحياتهم المنضبطة علاقتهم بالأسينيينكثيراً ما قيل عن جماعة قمران بأنهم أسينييون ، ولكن رغم الكثير من وجوه الشبه مثل حياة الأديرة ، والعمل اليدوي ، والتكريس الروحي ، فإن هناك وجوه اختلاف واضحة بينهما ، فجماعة قمران يختلفون عن الأسينيين بممارستهم الزواج وتقديم الذبائح الحيونية ، كما أنهم لم يكونوا مسالمين ، وقد تجنبوا كل اتصال بالعالم الخارجي ، ولو أن يوسيفوس قد ذكر أن كلمة " أسينيين " كانت فضفاضة في استخدامها . ويحسن في الوقت الحاضر ألا نعتبر جماعة قمران جماعة أسينية بمعنى الكلمة حيث أنهم قد يكونون أقرب جداً " للمغاريين " سكان الكهوف الذين ظهروا في أوائل العصر المسيحي جماعة قمران والمسيحية حاول بعض العلماء أن يروا في جماعة قمران إرهاصاً واضحاً بالمسيحية باعتبار أن أقوى وجوه الشبه هو المعلم البار بالمسيا ، والحياة المنضبطة المنظمة التي لها أسرارها المقدسة . ولكن جماعة قمران لم تعتبر مطلقاً أن مؤسسها هو المسيا ، ولم تكن حياة الدير عندهم شبيهة بالحياة المسيحية في عصرها الأول ، كما أن الأسرار المقدسة في الإنجيل لها أسس لاهوتية تختلف عن أسس جماعة قمران ، كما أن الفكر المسيحي عن الخطية والكفارة يختلف تماماً عن فكر جماعة قمران . والقول بأن يوحنا المعمدان بل ويسوع نفسه قد قضيا وقتاً للتعلم في مقر الجماعة ، إنما هو محض تخمين ، حيث توجد – في الواقع – اختلافات جوهرية بين لاهوت وممارسات جماعة قمران ، وبين حياة وتعاليم يوحنا المعمدان وحياة وتعاليم المسيح مما ينفي وجود أي صلة بهم . وبالرغم من استناد جماعة قمران وكذلك يسوع ، إلى الإعلان الإلهي في العهد القديم ، فإن الشبه الوحيد بين تعاليم جماعة قمران وتعليم المسيح ينحصر في الإصحاح الخامس من إنجيل متى ، كما أن أصداء أسلوب قمران في العهد الجديد تقتصر على بعض العبارات مثل " ابناء النور " ، " الحياة الأبدية " ، " نور الحياة " ، " أعمال الله " ، و " ليكونوا واحداً " أهمية مخطوطات البحر الميت مخطوطات قمران بالغة الأهمية في دراستنا الكتابية للفترة بين العهدين القديم والجديد ، فهي في الدرجة القصوى من الأهمية لتحقيق نصوص العهد القديم . فدراسة هذه المخطوطات تؤيد أن النص الميسوري جدير بالثقة وتبين الدقة المتناهية التي انتقل بها طيلة العصور ، كما يمتد هذا التأييد للسبعينية والسامرية ومع أن مخطوطات قمران مازالت في حاجة إلى دراسة دقيقة ، فإنه من الجلي الواضح أن المخطوطات ليس بها ما يمس سلامة الإيمان المسيحي ، كما حدث عند ظهور المخطوطات ، بل بالحري لقد أثبتت صحة الكثير مما كنا نؤمن به من جهة الأسفار المقدسة ، بل بالحري قد جعلت من اللازم أن يراجع النقاد الكثير من نظرياتهم والآن نعود إلى السؤال المطروح : ماذا تخبرنا المخطوطات عن الكتاب المقدس ؟ هل تعرف الإجابة الآن، نأمل في ذلك ! |
||||
04 - 03 - 2015, 02:45 PM | رقم المشاركة : ( 7509 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صمت صمتا، سكت عن الخير، فتحرك وجعي مرثاة شخصية ينشدها إنسان متألم في مستهل حياته، يشعر بثقل الخطية إنه يقف في صمت يتأمل بطلان الحياة الزمنية، مشتاقًا أن يثب قافزًا فوق الزمنيات ليتهيأ للخروج من أرض غربته ليحيا مع الله مخلصه ومقدسه. يعتقد ثيؤدورت وآخرون أن كُتب بمناسبة تمرد أبشالوم، حيث أدرك داود الملك زوال المجد الزمني وتعرض الإنسان لنكبات لم تكن في مخيلته. ألزم داود نفسه ألا يتذمر ولا يشتكي أمام أعدائه، بل يفضي بكل هواجسه عن زوال الحياة البشرية وبطلانها أمام الله وحده، إنه غريب على الأرض، أشبه بضيف ينتظر الاستقرار في الأمجاد الأبدية. السؤال المتقد في هذا المزمور هو: لماذا يؤدب الله مخلوقًا ضعيفًا وزائلًا كالإنسان؟ تستخدم الكنيسة الإنجليزية الآيات [4-13] في خدمة دفن الموتى[760]. العنوان: "لإمام المغنين ليدوثون، مزمور لداود"؛ وجاء في النسخة السبعينية: "لداود في الانتهاء وعلى يديثون وتسبحة". سبق التعليق في مزامير سابقة عن مثل هذا العنوان عدا كلمة "يدوثون Iduthun أو Jedithun". يرى البعض أنه ليس من دليل كافٍ إنه إيثان المعروف بحكمته (1 مل 4: 31). أقام داود النبي يدثون وآساف وهيمان قادة لخدمة التسبيح (1 أي 16: 41-42؛ 25: 1-6؛ 2 أي 5: 12؛ 35: 15). وقد خلفه أبناؤه في هذه الخدمة حتى وقت متأخر في أيام نحميا، وهذه بركة خاصة أن يتلمذ القائد أبناءًا له - سواء لهم قرابة جسدية أم لا - يمارسون ذات العمل لحساب ملكوت الله. سلم النبي داود هذه المرثاة الشخصية ليدوثون ليقوم بتلحينها، كما لحَّن مرثاة أخرى لآساف (مز 77). يرى القديس أغسطينوس أن اسم "يدثون" يناسب المزمور؛ ففي رأيه يعني "التخطي overleaping"، ويرى بعض الدارسين أنه يعني "يلقي (بحجر...)[761]". * من هو هذا الشخص الذي يتخطاهم؟ أو من هم هؤلاء الذين يتخطاهم...؟ إذ يوجد أشخاص ملتصقين بالأرض، ينحنون نحو التراب، ويضعون قلوبهم في الأمور الدنيا، ويكمن رجاؤهم في أشياء زائلة، هؤلاء هم الذين يتجاوزهم (أو يتخطاهم المرتل واثبًا فوقهم)... * ليت يدوثون هذا يأتي إلينا؛ ليته يثب فوق الذين يجدون بهجتهم في الأمور الدنيا، وليتهلل بكلمة الرب ويبتهج بناموس العلي. القديس أغسطينوس |
||||
04 - 03 - 2015, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 7510 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل حقا جاء الله تعالى في جسم بشر ؟ طبعاً ، هذا هو أهم سؤال من الممكن أن يوجه لنا كمؤمنين بالمسيح ،. فجوهر عبادتنا للمسيح مبني على حقيقة أن الله قد تجسد ، أي أتى في جسم بشري . وأنت ، أيها السائل ترفض إيماننا بهذه الحقيقة وقبل أن نبدأ إجابتنا على هذا السؤال يجب علينا أولاً أن نجهز. الأرض المنبسطة لها بالواجهة الصريحة مع النفس بكل حيثياتها ، بدلا من ا ن نهرب منها . لأنه لحساب من يكون رفضي كسامع أو كقارئ لمثل هذا الموضوع الجوهري ؟ بكل تأكيد سيكون لحساب جهلي ، فهل تعصبي لما اعتد ته من سمع وقراءة ، واستقاء لتعاليم موروثة ، ومحاولة منى للحفاظ عليها اكثر من حفاظي على أي شئ آخر ، دون بحث وتأمل و في روح الابتهال والدعاء لله تعالى ، بخشوع العابد وتواضعه لأمور الحكيم العليم الذي تتعالى وتتسامى حكمته فوق كل حكمة وفلسفة فلنفتح عيوننا على أمر ظهور الله سبحانه وتعالى في جسم بشر، الذي أعلنه لنا وحي كلمته الشريف ، ليس اليوم فقط كأمر جديد علينا ،لأنه لم يظهر لنا فجأة، بل منذ زمن بعيد ، وان كان هذا الأمر يبدوا غريبا اليوم على البعض ، إلا أن هذه الغرابة ترجع بالأكثر، إلى ما تعودنا عليه ، لا إلى ما درسناه.. ولنؤكد هذه الحقيقة ، علينا أن نرجع إلى دستور حياتنا وأساس تحرك أفكار كل باحث أو محك في هذا المضمار ، نرجع إلى وحي الله عز وجل في التوراة - باعتبارها أول ما انزل من وحي ، وفي أذهاننا هذا السؤال ، هل تخبرنا الكتب المقدسة عن ظهور الله للإنسان ؟ فلنقرأ ، ولنتدبر جيداً ما نقرأ من سفر التكوين الآتي : - أولا : ظهور الله تعالى لآدم:"وسمعا (آدم وحواء ) - صوت الرب الإله ماشيا في الجنة ." -( تكوين 3 : 8) - ترى كيف سمع كل منهما صوت الرب الإله ماشيا أن لم يكن لسير الله تعالى صوتا مسموعا؟ "فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة ." – (تكوين3: 8)- ترى في أي اتجاه اختبأ آدم وامرأته ؟ بعد أن سمعا صوت الرب الإله ماشيا ، ألم يلمحا اتجاه ذلك السير الذي جعلهما يتجها في الاتجاه المضاد للاختباء منه ظنا منهما أنهما يستطيعا الاختباء ؟ ثانيا : ظهور الله تعالى لإبراهيم:. ظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار فرفع عينيه ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه . فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض وقال : يا سيد أن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك ...." - (تكوين 18 : 1،2) .. كيف يكون ظهور الله عز وجل في جسم ثلاثة رجال ، مع أن حديث إبراهيم كان موجها إليهم في صيغة المفرد؟ يتضح لنا أن هؤلاء الثلاثة هم الله عز وجل وملاكان ونستدل على ذلك من بقية القصة ، عندما نعلم أن الملاكان ذهبا إلى سدوم وعمورة وليس الثلاثة ، فقد جاء في الآية الأولى من الفصل التاسع عشر من سفر التكوين : "فجاء الملاكان إلى سدوم مساء ……" وقد ذكر وحي الله تعالى كلمة الملاكان هنا معرفة بالألف واللام إشارة إلى أن هذان الملاكان هما نفسهما اللذان قد سبقا وتحدثا مع إبراهيم في الفصل السابق . وقد ذكرهما الوحي الشريف أيضا في (تكوين 18 :22 ) ، فقال : "وانصرف الرجال من هناك وذهبوا نحو سدوم .. بينما كان إبراهيم لا يزال مع ثالثهما ، لم يعبأ أو يهتم بأمر ذهابهما بقدر اهتمامه بالوجود مع الشخص الثالث . لقد عرف إبراهيم ذلك الشخص جيدا . ونستطيع نحن كذلك أن نعرفه إذا قرأنا الحديث الذي دار بينهما الوارد ذكره في الفصل الثامن عشر من سفر التكوين والآيات من 23 – 33 "فتقدم إبراهيم وقال : أفتهلك البار مع الأثيم ؟ …أفتهلك المكان ولا تصفح ……. حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر أن تميت البار مع الأثيم … حاشا لك أديان كل الأرض …. فأجاب إبراهيم وقال : أنى قد شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد … فقال : لا يسخط المولى فأتكلم هذه المرة فقط .. وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم ورجع إبراهيم إلى مكانه ." أن إبراهيم خليل الله كان يتشفع عن أهل سدوم وعمورة أمام الله تعالى ، لأنه من ذا الذي يستطيع أن يهلك البار أو الأثيم أو المكان ؟ ومن هو ذاك الذي يرجو من إبراهيم الصفح والعفو والغفران ؟ من هو الذي يستطيع أن يميت ويحيى ؟ من هو المولى ، ديان كل الأرض ؟ . واضح جدا التباين في صيغة الحوار بين المخلوق الذي هو تراب ورماد وبين الخالق المولى ، ديان كل الأرض من هو سوى الله جل جلاله الذي جاء في جسم بشر؟ ثالثا : ظهور الله تعالى ليعقوب:. "فبقى يعقوب وحده وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر . ولما رأى انه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه. فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه . وقال : "اطلقني " فقال : " لا أطلقك أن لم تباركني "فقال :"اسمك ؟" فقال "يعقوب ". فقال : "لا يدعى اسمك يعقوب في ما بعد بل إسرائيل . لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت ......" (تكوين 32 : 24 - 28) من هو الذي يترجى يعقوب منه البركة ؟ من هو الذي يملك تغيير اسم يعقوب شكلا وموضوعا؟ من هو الذي يتجرأ أو يقول ليعقوب : " جاهدت مع الله والناس ؟" . ويذكر لنا وحي الله تعالى تعليق يعقوب نفسه على هذه القصة فيقول : " دعي يعقوب اسم المكان – الذي ظهر له فيه الله – فنيئيل قائلا : " لأني نظرت الله وجها لوجه ونجيت نفسي " (تكوين 32: 3.) رابعا : ظهور الله تعالى لموسى:إذا كنا رأينا كيف جاء الله تعالى في جسم بشر وكلم كل من آدم ، وإبراهيم ويعقوب ، وان كنا قد اعتدنا على ذلك ، سوف نرى هنا تجليا جديدا للمولى عز وجل ، ففي التوراة ، قال تعالى :" ظهر ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقه فنظر وإذا العليقه تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق . فقال موسى : أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم ، لماذا لا تحترق العليقة ؟ فلما رأى الرب انه مال لينظر ناداه الله من وسط العليق…." (خروج 3) والذي في وسط العليقة قال :" أنا اله أبيك اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب ." فقال الرب أني رأيت مذلة شعبي …" كما يسجل القرآن هذه القصة في كل من( سورة النمل 27 : 7 - 12)، (وسورة القصص 28 : 29 - 35) " إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا ، سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون ، فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين ، يا موسى انه أنا الله العزيز الحكيم والق عصاك. فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب . يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدى المرسلون إلا من ظلم بدل حسنا بعد سوء فأني غفور رحيم . وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه انهم كانوا قوما فاسقين "وأيضاً من سورة القصص: "فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا ، قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منه بخبر أو جذوة من النار لعلك تصطلون ، فما آتاهم ودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى أني أنا الله رب العالمين وان الق عصاك . فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا." من هو ذلك الشخص الذي ظهر لموسى ؟ ألم يكن هو الله تعالى ؟ كذلك عندما أخرج الله تعالى شعب بنى إسرائيل من ارض مصر قال الوحي الشريف عنه تعالى : - . "كان الرب يسير أمامهم نهار ا في عامود سحاب ليهديهم في الطريق وليلا في عامود نار ليضئ لهم ."(خروج 13: 21) . وعندما حاول عسكر المصريين أن يلحقا بشعب بنى إسرائيل الأذى "انتقل ملاك الله السائر أمام عسكر إسرائيل وسار من وراءهم . وانتقل عمود السحاب من أمامهم ووقف وراءهم ... الرب اشر ف على عسكر المصريين في عامود النار والسحاب وأزعج عسكر المصريين" (خروج 14 : 19 - 24) . من هو يا ترى الذي له القدرة أيضا على أن يزعج عسكر المصريين بالطريقة التي كان بها يقود ويحمى شعب بنى إسرائيل سوى صاحب القدرة العليا والحكمة التي تتسامى فوق معرفة المخلوق الضعيف الذي لا حول له ولا قوة إلا الله ؟ ذاك هو الذي جاء في جسم بشر ، وظهر في العليقة المشتعلة ، وفى عمود النار والسحاب خامسا : ظهور الله تعالى للعالم كله:. إذا كان في مقدور الله تعالى القادر على كل شئ أن يأتي من قبل في جسم بشر وبطرق أخرى كثيرة متنوعة ، هل يستحيل عليه أن يأتي لنا في جسم يسوع عليه السلام؟ أن أنكرنا أن الله تعالى هو الذي جاء في جسم بشر يسوع عليه السلام فأننا بذلك ننسب له عدم القدرة على فعل كل شئ، ونشك في حكمته العليا التي تفعل ذلك الشيء . وفى نفس الوقت نكذب وحيه تعالى الشريف كما جاء في الميثاق الجديد أن : الله كلم آباءنا في قديم الزمان بواسطة الأنبياء وبطرق كثيرة ومتنوعة ، ولكن في هذه الأيام الأخيرة كلمنا بواسطة ابنه الذي جعله مالكا لكل شئ ، والذي بواسطته خلق الكون كله . فالابن - يسوع المسيح- هو ضياء جلال الله وصورة جوهره --- أي حقيقة كاملة لكيان الله نفسه - وضابط الكون كله بقوة كلمته (عبرانيين 1 : 1 - 3) ولكن رب معترض يقول هنا : " أن عقلي لا يقبل فكرة أن يأتي الله في جسم بشر ، لان هذا يبد و مفاجأة للمنطق ويطيح بالمعقولية في حياتي." . وقبل الإجابة على هذا السؤال يلزمنا أن نجيب على سؤال آخر : لماذا يأتي الله في جسم بشر؟ هب انك ترى فلاح يحرث حقله ، وأنت تلاحظ في طريق المحراث عش نمل ، وهب أيضا انك تحب النمل جدا ، فماذا تفعل ؟ قد تفكر في أن تركض إليهم صارخا محذرا إياهم إلا انهم لن يتحركوا من أمام المحراث بل يستمرون في موقعهم أو عملهم ، فتلجأ مثلا إلى لغة الإشارة أو إلى وسيلة أخرى تعرفها أنت ، لكن النمل لا يتحرك أو ينتبه . لماذ1؟ لأنك عاجز عن الاتصال بهم ، هم لا يفهمون لغتك ، ولا إشاراتك وتحذيراتك مع أنها في مصلحتهم ، وأنا لا تهدأ عن إنقاذهم لأنك تحبهم . فماذا تفعل ؟ وما هي افضل طريقة لإنقاذهم ؟ هي أمام تصير نملة مثلهم فيفهمون ما تقول . وهذا ما فعله الله تعالى معنا ، فلما أراد الله عز وجل أن يتصل بنا ، وجد أن افضل طريقة هي أن يصير إنسانا مثلنا، فيكون على اتصال مباشر بنا . فقد كلمنا من قبل بطرق كثيرة ومتنوعة كما هو مكتوب ليحذرنا من الهلاك المحقق الذي نسير إليه وتقتر ب منه أقدامنا دون أن نراه ، ولكننا لم نفهم تحذيراته ، ولم نعلق إشاراته لنا أي اهتمام ، لذلك جاء أخيرا في جسم بشر ، في جسم يسوع المسيح عليه السلام الذي اظهر كل صفاته لبنى البشر أديان أن يسوع المسيح له طبيعة الله ، لكنه لم يفكر في أن يستغل مساواته لله لمنفعته هو ، بل من نفسه ، ترك كل ما له من امتيازات، واخذ طبيعة عبد ، صار مثل البشر ، وظهر في هيئة إنسان ، وتواضع جدا ، وأطاع في كل شعبي إلى الموت ، لدرجة انه مات على الصليب ، لذلك عظمه الله جدا ، وانعم عليه بالاسم الذي هو اعظم من كل اسم ، حتى تسجد كل الكائنات الآية في السماء والتي على الأرض ، والتي في العالم السفلي ، على ركبها، إكراما لاسم يسوع ، ويشهد الجميع علنا قائلين أن يسوع هو الرب إجلالا لله الأب " (فبليبي 2 : 6 - 11) الدليل على ذلك:. لنعرف أولا معنى كلمة دليل فالدليل القاطع في لغة القانون هو الدليل الذي لا يقبل بديل هو ذلك الذي وحي من مصدر موثوق منه ، وما اكبر ثقة كل باحث حاذق في وحي كلمة الله تعالى الآية لا تقبل الشك أو الجدال ، ومن خلال قراءتنا لوحي كلمته الشريف من البداية إلى النهاية نعرف أن مجمل قول ما يذكره هو : أن شخصا عجيبا وفريدا أسمى من كل البشر سيأتي من السماء متسربلا بطبيعة البشر ليكون فاديا ، ومنقذا لكل العالم ، وهذا الشخص يكون من نسل إبراهيم بحسب الجسد وعلى وجه التحديد آل يهوذا ، بيت داود النبي . يولد من عذراء ، ويكون معصوما من الخطأ ، وهو في الوقت نفسه يكون الله الواحد الأحد الذي لا اله إلا هو القدير السرمدي ، الأزلي الأبدي ، وإذ كان من الصعب أن نورد كل هذه النبوات، نكتفي الأرض إلى واحدة أو اكثر كل كتاب أوحى به الله تعالى ، على سبيل المثال لا الحصر من التوراة: . وجاءت على فم أشعياء النبي : " ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل - (أش 7 : 14) "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا ، وتكون الرياسة على كتفه ، ويدعى اسمه عجيبا مشيرا ، إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام ...." ( أش 9 : 6) ومن المزامير (الزبور ): قال داود النبي : " قال الرب لربى اجلس عن يميني حتى أضع أعدائك موطئا لقدميك ." (مزمور 11. : 1) فكيف يمكن لنا أن نجد لهذه الآية حلا دون إيماننا بالمخاطبة الأزلية بين الأقانيم الثلاثة الآب والابن والروح القدس ." ومن سفر الأمثال: . قال سيدنا سليمان : " من صعد إلى السماوات ؟ ومن جمع الريح في حفنتيه ؟ من صر المياه في ثوب ؟ ومن ثبت جميع أطراف الأرض ؟ ما اسمه وما اسم ابنه ؟" (أمثال 3. : 2 - 4) ومن الإنجيل الشريف: قال سيدنا يسوع عن نفسه : " من قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " (يوحنا 8 : 58) وتعبير "أنا كائن " هو نفس التعبير الذي أطلقه الله على ذاته تعالى عندما سأله موسى قائلا : " ها أنا آتى إلى بنى إسرائيل وأقول لهم اله آبائكم أرسلني إليكم فإذا قالوا ما اسمه فماذا أقول لهم ؟ فأجاب الله موسى قائلا : أهيه الذي أهيه ." ( خر 3 : 13 ، 14) ومعناها : " الكائن والذي يكون." وهذا هو نفس التعبير أيضا الذي جاء في وحي الله تعالى عن يسوع عليه السلام سفر الرؤيا " أنا الألف والياء … " هو القدير على كل شعبي الكائن الذي كان وسيأتي " (رؤيا 1 : 8) وهذا يتضح من قول آخر ليسوع لما كان في جسم بشر قال : - " والآن أيها الاب أعطني الجلال عند ذاتك بنفس الجلال الذي كان لي عندك قبل كون العالم . لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم ." ( يوحنا 17 : 5 ، 24). وهذا يؤكد لنا انه كان يتحدث عن ذاته الأزلية القائمة في اتحاد بالله تعالى قبل إنشاء العالم وتكوينه. وعلى هذا الأساس قال يسوع لشيوخ اليهود وعلما ء الدين : انتم من اسفل : أما أنا فمن فوق انتم من هذا العالم ، أما أنا فلست من هذا العالم ، (يوحنا 8 : 33) قال أيضا : "ليس أحد صعد إلى السماء (يوحنا 3 : 13). ونفهم من الآية الإجابة أن سيدنا يسوع المسيح لا يتحدث فقط عن مجيئه من السماء ، بل وعن وجوده كذلك في السماء أثناء وجوده على الأرض. فمن يجرؤ أن يقول هذا إلا مالئ السماوات والأرض؟ . ومن ذكرنا لقليل من كثير لنبوات وحي الله الشريف ، نفهم أن يسوع له كل الجلال جاء إلى هذا العالم ليس كرسول فقط أو مجرد نبي بل كإله في جسم بشر. " حقا أن هذا السر عظيم ، جاء الله في جسم بشر ، شهد الروح انه صالح ، شاهدته الملائكة ، نادى به اتباعه بين الشعوب، آمن به الناس في العالم ، رفعه الله إليه بجلال." (1تيماثوس 3:16)ولكن ترى ماذا يسجل لنا القرآن ؟قصة مولد سيدنا يسوع المسيح ( أو كما في القرآن " عيسى المسيح ) في (سورة مريم 19 : 16 – 21) "واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا ، فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ، قالت إني أعوذ بالرحمن منك أن كنت تقيا ، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ، قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا ، قال كذلك قال ربك هو على هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا." والزكي هو الطاهر المعصوم من الخطأ ، وإذا كانت العصمة لله وحده فلماذا يا ترى قيل عن يسوع أنه معصوم من الخطأ إن لم يكن هو نفسه الله الذي جاء في جسم بشر؟ كذلك في سورة آل عمران 3 : 36 "وأنى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " فقال الجلالان تفسيرا : " ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا ، إلا مريم وابنها عيسى ،" رواه الشيخان وفى سورة آل عمران 3 : 45 : قال " المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ، قال البيضاوي تعليقا على هذه الآية : " وجيها في الدنيا بالنبوة وفى الآخرة بالشفاعة." وقال الرازي : " الوجاهة في الدنيا هي النبوة أو استجابة دعائه وبراءته من العيوب ، وفى الآخرة الشفاعة أو علو الدرجة والمنزلة وكثر ة ثوابه ." لم نسمع أحدا قال عن أي نبي أو رسول آخر انه معصوم من الخطأ ، ولم يصرح أي نبي أو رسول بهذا التصريح عن نفسه . مهما كانت درجة نقاءه وصلاحه إلا يسوع وحده والذي برهن على شهادته وحي الله تعالى بذلك أيضا." أما كل من سبقوه أو جاءوا من بعده كانت صرخة واحدة ، هي صرخة المغفرة وطلب العفو عن الذنب ، نذكر من هؤلاء على سبيل المثال : آدم الذي عصى أمر الله تعالى واكل من الشجرة الآية حرمها الله وأطاع بذلك الشيطان اكثر من قول الله تعالى كما هو واضح من الفصل الثالث من سفر التكوين في التوراة ، وكما يسجله أيضا القرآن في( سورة الأعراف 7 : 23،24) " قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكو نن من الخاسرين ." وموسى الذي قال عنه القرآن في سورة القصص 28 : 15 "ربى أني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له." وأيوب الصابر قال : " أخطأت ماذا افعل لك يا رقيب الناس ولماذا لا تغفر ذنبي ولا تزيل إثمي ؟ لأني الآن أضجع في التراب تطلبني فلا أكون." (أيوب 7 : 2. ، 21) مع أن أيوب هذا الذي قال عنه الله تعالى "ليس مثله في كل الأرض ، رجل مستقيم يتقى الله ويحيد عن الشر." (أيوب 1 : 8). وداود النبي صرخ قائلا : " اللهم ارحمني لأنك رحيم امح ذنوبي لأنك عظيم الرأفة ، اغسلي جيدا من ذنبي ، وطهرني من خطيئتي . أنا عالم بمعاصي ، وخطيئتي موجودة أمامي دائما … فأنا أثيم منذ اليوم الذي ولدت فيه وخاطئ منذ حبلت بي أمي." (مزمور 51) ويسجل هذه الحادثة القرآن ويقول : " وظن داود إنما فتنة فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفر له ." (سورة ص 38 : 24، 41) مع أن داود قد شهد الله تعالى له وقال عنه " وجدت داود بن يسى رجلا بحسب قلبي الذي سيصنع كل مشيئتي ." ( أعمال الرسل 13: 22) ومحمد نبي الإسلام : الذي جاء عنه في (سورة محمد 47 : 19 ) فاعلم انه لا اله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم ." (وفى سورة الفتح 48 : 2) قيل عنه أيضا : " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما." وفى (سورة يونس 1.: 94) "فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ." . أن كل من طلب الغفران من أولئك ، لم يطلبه إلا لشعوره بالذنب الذي اقترفه ، وعرف حقيقة نفسه وكونه مذنبا يحتاج إلى العفو والمغفرة ، أما يسوع فقد شهد أولا عن نفسه وقال لعلماء الدين والشيوخ والفقهاء : "من منكم يبكتني على خطيئة " (يوحنا 8 : 46) ولم يجاوبه أحد ، ولو كان مذنبا فعلا كالسابق ذكرهم لما استطاع أن يوجه مثل هذا السؤال أن الإنجيل الشريف يخبرنا بأن الشيطان قد جرب المسيح لكنه لا يقول انه أخطأ ، ولم نسمعه يقر بالذنب أو يطلب غفرانا عن خطيئة أو معصية ، مع انه علم حواريه طلب المغفرة في كل دعاء وابتهال . من الواضح أنه لم يكن لديه أي شعوره بالذنب أديان كان فريدا في ولادته ، معصوما من الخطأ ، فريدا في قدرته المعجزية فريدا في تعاليمه ، فريدا في سلطانه حتى على الموتمن هو المسيح أذن ؟. سأل يسوع تلاميذه هذا السؤال من قبل : " من يقول الناس أني أنا؟ فقالوا :البعض يقولون انك يحيى المغطس ( المعمدان ) ، والبعض إلياس ( إيليا ) ، وآخرون يقولون انك واحد من الأنبياء …" (مرقس 8: 27- 29) . ومن خلال هذه الآيات نرى أنه من الواضح أن يسوع نفسه قد شجع الحرية الفكرية على الدوام ، ولم يعرف عنه يوما ما أنه أرغم إنسانا على الإيمان به، أو اعتناق دينه ورسالته ، فهو لم يقبل أن يكون إيمان أحدا به قائما على أسنة الرماح والسيوف ، بل تاركا الفرصة كلها لإرادة الإنسان الحرة الآية وهبت له وميزته عن سائر مخلوقات الخالق الكريم : ولهذا نحن نذكر ما قاله الفيلسوف البريطاني "كليف لويس " في هذا الصدد إذا قال أن المسيح أعلن انه الله عز وجل - وهناك احتمالان لهذا . الاحتمال الأول : إما أن هذا القول صحيح أو أنه كاذب . فإن كان القول صحيحا وإن المسيح يسوع فعلا هو رب وإله واحد أحد لا شريك له ، فهناك احتمالان: يمكن أن ترفض أنت ألوهيته أو يمكن أن تقبله إلها لك وسيدا على حياتك. فان رفضته هو فعلا الله الذي لا إله إلا هو ، تكن بهذا قد عرضت نفسك للهلاك ، أما إن قبلته فإنك ستهنأ بنصيب في جنة النعيم وتنجو من عذاب الجحيم . الاحتمال الثاني : أن يكون هذا القول كاذب فإن كان المسيح كاذبا ، ولم يكن هو الله فهناك احتمالان : أن المسيح لم يكن يعر ف أن ما يقوله كذب ، فيكون مخدوعا عن إخلاص إذ أنه يدعى ما ليس له إذا فهو غير عاقل - بالاحترام نقول ما قاله كليف لويس - وهو ليس كذلك بالطبع الاحتمال الآخر أن كان القول كاذبا . أن المسيح عرف أن ما يقوله كذب وأنه أعلن عن نفسه أنه إله بسبق الإصرار وعن قصد - فيكون كاذبا ، مرائيا ، أحمق لأنه مات بسبب إدعاء كاذب وهذا الاحتمال الآخر غير وارد طبعا ، لأن المسيح لم يخطئ ... لقد كانت تعاليمه كاملة مكملة لتعاليم موسى والأنبياء . لم يعد النظر فيما سبقوه ، لم يتراجع أو يغير ما علم به ، لم يخمن ، ولم يظن ، لم يفترض لكنه تكلم دوما بثقة مطلقة على خلاف كل سائر الأنبياء والرسل والمعلمين البشر . يبقى لنا احتمال واحد وهو : أن ما قاله المسيح يسوع عن نفسه صحيح ، فهو رب وإله ، عليك في ضؤ هذا أن تختار ، إما أن تقبله أو ترفضه ومصيرك الأبدي سيتقرر بناء على قرارك |
||||