01 - 03 - 2015, 02:15 PM | رقم المشاركة : ( 7451 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو المراد بضرورية اعتقاد وجود الله ؟ المراد من ذلك ، هو أن في الطبيعة البشرية ميلاً طبيعياً إلى اعتقاد وجوده تعالى ، لأنه ليس من سبب كاف لعمومية ذلك الاعتقاد إلا كونه مغروساً في طبيعة بني البشر . وذلك غير منقوض بإنكار البعض في وجوده تعالى ، لأن الإنسان يقدر أن يضاد طبيعته إذا أراد ، وينكر ما هو مغروس فيه من الله . والمقصود بضرورية اعتقاد وجود الله ، هو أن العقل البشري عند بلوغه قدرة النظر في أمور دينية يعتقد ذلك طبعاً كما يعتقد الإنسان في وجود الشمس عند فتح عينيه لنورها . وما ذلك إلا لأن الله خلق في الإنسان مواهب روحية تمكنه من معرفة وجوده دون إفتقاره إلى تعليم في ذلك من خارج . وإذا التفتنا إلى الكتاب المقدس رأينا أنه خال من البراهين المنظمة على وجوده تعالى ، وما ذلك إلا لأنه تعالى لم يحسب الجنس البشري في حاجة إليها . ونرى أيضاً من الكتاب والاختبار أن الشريعة الأدبية مكتوبة على قلب الإنسان ، وذلك يستلزم التسليم بمشترع قد سنها ويحكم بموجبها ، ولذلك نرى الجنس عموماً شاعراًبعلاقته ذلك الكائن العظيم الخالق أيضاً بالمسئولية لذلك المشترع الذي كتب الشريعة على القلب ، وكل ذلك يستلزم الإقرار بوجود كائن قادر وحاكم عادل فالمراد بالقول أن الاعتقاد بوجود الله غريزي هو أن البشر لا يحتاجون إلى تعليم أو تنبيه من خارج في هذا الشأن ، لأن المعرفة الكاملة به تعالى مغروسة فينا ولا أننا نعرف نسبتنا إليه غاية المعرفة ، كما هي موضحة في الكتاب المقدس . أي أن ذلك يشير إلى أصل اعتقاد وجوده لا إلى كمال معرفتنا به ، نعم إن البراهين على وجوده تعالى تستلزم البحث العقلي ، ولكنه يلزم عن ذلك اعتقاد وجوده أولاً ، الذي هو غريزي على ما تقدم |
||||
01 - 03 - 2015, 02:15 PM | رقم المشاركة : ( 7452 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف يتضح أن معرفة الله الأصلية ليست مكتسبة بالتعليم التقليدي ؟ لا ننكر أن الإنسان الأول حصل معرفته عن الله من الله رأساً ، وأن تلك المعرفة تداولها البشر بالتقليد المتوارث ، جيلاً بعد جيل . ولا أن الإعلان بالوحي ضروري لتكميل معرفتنا ، ولا أن التعليم في الله ضروري ومفيد ، وإنما نقول أن عمومية اعتقاد وجود الله ليست من التقليد لأن الإنسان يشعر ، طبعاً ، بوجود الله و يسلم بذلك بدون نظر إلى التقاليد الموروثة . نعم اعتقاد الإنسان في صفات الله وأعماله ينشأ عما يتعلمه من أهل جيله وبلاده ، غير أنه قد تعلم من فلبه ومن طبيعته ، لا من الخارج أن الله موجود بأي معنى نستطيع أن نعبر عن الله ؟ إذا أراد البشر ذكر تعريف لله ، وجب عليهم أن يحصروا كلامهم فيما عرفوه عنه تعالى ، وبما أننا مخلوقين على صورته تعالى ، كانت الوسيلة الوحيدة لذلك هي النظر إلى طبيعتنا البشرية ونسبة صفاتنا البشرية إليه . ولكن في درجة الكمال وعدم التناهي ، وعدم قبول الزيادة والنقصان. وعلى ذلك نقول أنه روح ذو عقل ، وإراة ، وذاتية ، غير أنه يختلف عنا في كونه غير محدود في كمالاته وأزليته ، وغير متغير في وجوده وجميع صفاته هل يمكن البرهان على وجود الله ؟ قد أنكر البعض إمكانية برهان وجود الله لأسباب متنوعة . فمنهم من قال أن الذين ينكرون وجود الله لا يمكن إقناعهم بذلك ، ولو قدم لهم أقوى الأدلة . وقالوا أيضاً أن الأتقياء لا يحتاجون إلى أدلة عليه . ، والأشرار لا يقتنعون من الأدلة ولو قدمت لهم ، كما أن ما يظهر للواحد جميلاً لا يمكن بيان جماله لمن ينكره . وكما لا يمكن بيان الفرق بين الحلال والحرام لمن ينكر وجوده غير أنه يجب على رجل الدين أن يبين أن إنكار وجود الله مضاد للعقل ، وأن يثبت وجوده وصفاته تعالى من أعماله وأقواله ، وأن يبين عدم إمكان تعليل وجود الكون بدون وجود الله . وبهذه الأدلة يمكن إقامة البرهان على وجوده تعالى لكل ذي عقل سليم |
||||
01 - 03 - 2015, 02:17 PM | رقم المشاركة : ( 7453 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل معرفة الله ممكنة؟
نعم ، وكما يستدل من نص الكتاب المقدس ، قال السيد المسيح له المجد أن الحياة الأبدية تقوم بمعرفة الله ، ويسوع المسيح الذي أرسله ( يوحنا17 : 3 )، وقال المرنم في المزامير ، أن الله معروف في يهوذا ( مزمور 76 : 1 ) . وتنبأ أشعياء قائلاً : " لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب " ( أشعياء 11 : 9 )، وقال بولس الرسول عن الوثنيين أنهم " عرفوا الله ولم يستحسنوا أن يبقوه في معرفتهم" ( رومية 1 : 19 و 20) |
||||
01 - 03 - 2015, 02:18 PM | رقم المشاركة : ( 7454 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو المراد بقولنا أن معرفة الله ممكنة؟
معرفة المراد بهذه العبارة ، أمر واجب ، ولذلك نقول ، على سبيل السلب ، أنه ليس المراد بها أننا نقدر أن نعرف الله معرفة تامة ، لأنه غير محدود وأزلي ، ونحن لا نقدر أن نستقصي معرفة غير المحدود ، وغير المتناهي 1 ولا أننا نقدر أن ندرك صفاته وأعماله إدراكاً تاماً ( لأن إدراك أمر ما إدراكاً تاماً هو بمثابة معرفة حقيقته ونسبته إلى ما سواه ، فنعرف مثلاً قوة النمو مما نراه من نتيجتها ، ولكن لا نعرف حقيقتها 2 ولا كيفية فعلها). والله هو فوق إدراكنا ، وإلى نهاية القدير لا نقدر أن نتنتهي ( أيوب 11 : 7 ) وعلى سبيل الإيجاب نقول أن معرفتنا بالله جزئية وناقصة . أي لا نعرف كل ما في الله ، وما نعرفه إنما نعرفه بعض المعرفة ، فنعرف أنه تعالى يعلم كل شئ ، ويعمل دائماً دون أن نفهم كيفية علمه وعمله ، ونعرف أنه ذو مشاعر ، أي يحب ويترأف ويرحم ويبغض الخطية . ولكن حقيقة مشاعره تعالى مستترة عنا كأفكاره ومقاصده ، فكيف نعرف طبيعته تماماً ، ونحن لا نعرف إلا قليلاً عن طبيعتنا وعن كيفية علاقة النفس بالجسد ، وتأثير كل منهما على الآخر . على أنه في الحالتين ، لا يقدر أحد أن ينكر هذه المعرفة ، وإن كانت جزئية وناقصة |
||||
01 - 03 - 2015, 02:19 PM | رقم المشاركة : ( 7455 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بما تقوم معرفتنا بالله؟
إن معرفتنا بالله تقوم بنزع كل ما يجعل حداً له تعالى من عقولنا ، وبنسبة كل فضيلة إليه إلى درجة غير متناهية ، وكذلك كل صفة ظاهرة في أعماله ، وبما شابهه لأننا أولاده ننسب إليه صفات طبيعتنا الروحية والعقلية إلى درجة غير محدودة . قال الرسول بولس بناء على هذا المبدأ الأصلي في الديانة ، أي مشابهتنا لله " فإذ نحن ذرية الله لا ينبغي أن نظن أن اللاهوت شبيه بفضة أو ذهب ، أو حجر نقش صناعة أو اختراع إنسان " ( أعمال 17 : 29 ). فيلزم عن كوننا ذريته تعالى أنه ليس مجرد اسم أو جوهر بدون صفات ، أو علة مجهولة ، أي قوة لا تستقصى ، بل هو مشابه لنا وصورته علينا ، ونحن مشتركون في طبيعته لأنه أبونا ، ونحن بنوه |
||||
01 - 03 - 2015, 02:19 PM | رقم المشاركة : ( 7456 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف نتأكد من أن هذه الطريقة هي الصحيحة لمعرفة الله؟
يتبين صدق هذه الطريقة لمعرفة الله مما يلي شهادة الاعتقاد العام بصحتها . إنه أمر طبيعي أن الإنسان يحسب طبيعته الإنسانية مشابهة لطبيعة الله ، وأنها صورتها ، ودليل عليها ، فإن أهل الأديان البربرية ينسبون إلى ما يعبدونه صفات كصفاتهم ، وكذلك الذين يعتقدون بآلهة كثيرة يحسبون آلهتهم أشخاصاً لهم عقول وأعمال ، ولم يذهب غير ذلك إلا قوم من الفلسفة البشرية . ولكن آراء عموم الناس تستحق أن يرتكن إليها أكثر من الإرتكان على أراء الفلاسفة بدون إرشاد الوحي . لأن ما يؤمن به الإنسان ، طبعاً ، يؤمن به عقلاً ، وعمومية الاعتقاد ترجح صحته شهادة الوجدان .إن طبيعتنا الأدبية تضطرنا إلى هذا الاعتقاد، إذ أن جميع البشر يشعرون بأنهم مسئولون لمائن أعظم منهم ، يعرف طبيعتهم وأعمالهم ، وسوف يجازيهم حسب استحقاقهم. فيلزم أن ذلك الإله يعلم ، ويقصد ، ويعمل ، لأنه يثيب ويعاقب ، وأنه عاقل ذو مشيئة وصفات أدبية . ولا ريب في صدق هذا الإعلان الطبيعي عن الله ، وإلا فتكون طبيعتنا مركبة على كيفية تنبئ بما هو غير صحيح وهو باطل بالبداهة شهادة الميل الطبيعي في البشر إلى العبادة التي هي نسبة الكمال إلى المعبودوتقديم الشكر له على بركاته ، وإلتماس دوامها منه ، والاعتراف والتضرع والتسبيح له . وفي الطبيعة البشرية ميل شديد إلى العبادة على ما تقدم ، وذلك يستلزم وجود معبود شخصي يحبه الإنسان ويخشاه ويتكل عليه ، وأن لذلك المعبود صفات مثل صفاتنا ليقدر أن يسمع اعترافنا وتسبيحنا ، ويحبنا ويملأ حاجاتنا ، ويكفي أنفسنا خيراً ، وهذا الميل دليل راهن على وجود معبود يشبهنا في طبيعته عدم بقاء الله على صورة حقيقية إذا جردنا عنه كل صفات طبيعتنا أي إن لم تصح نسبة صفات طبيعتنا إلى الله ، فيكون سبحانه على صورة مجهولة عندنا . ولو فرضنا أن الله روح وجردنا عنه صفات طبيعة الإنسان ، أي الشعور بذاته ، والعقل ، والمشيئة ، والفضل ، ... لما بقي شئ مطلقاً ، وتسميتنا ذلك اللاشئ " الله" وعبادتنا إياه لهي بمثابة " كفر" شهادة أعمال الله في الخليقة فإنها تشهد بالمشابهة الكائنة بين طبيعتنا وطبيعته ، لأنه يحق لنا أن ننسب إلى علة ما كل الصفات اللازمة لتسبيب معلولاتها ، فإن دلت المعلولات على العقل والمشيئة والفضائل ، فلابد من وجود تلك الصفات إلى حد لا يوصف ، كان لا بد من وجودها في الله إلى غير حد ، وذلك كقولنا أن إعلان الله ذاته في أعماله الخارجية يطابق إعلانه ذاته في طبيعة الإنسان شهادة الكتاب المقدس. فإنه ينسب إلى الله فضائل طبيعتنا بلا حد ، وذلك يثبت صحة ما قلناه من أن طبيعة الله تعرف من طبيعة الإنسان ، فكما أننا نحن نشعر بوجودنا ، كذلك يشعر الله بوجوده ، وكما أننا أشخاص ولنا مشيئة ، كذلك هو ، وكما أن لنا طبيعة أدبية ، وإن كانت ساقطة ، كذلك له طبيعة أدبية إلا أنها كاملة الجودة . وفضلاً عن ذلك ، كل ما بين الله وبيننا من النسب على ما جاء في الكتاب المقدس يستلزم أن طبيعته كطبيعتنا شهادة طبيعة المسيح . لأن الله قد أعلن لنا ذاته في ابنه يسو المسيح ، الذي هو إله حقيقي ، فكل ما أعلن في طبيعته أعلن عن الله ، إذ قال السيد المسيح " أنا والاب واحد " . ونعلم من طبيعة المسيح أن الله مع كونه غير محدود ، وغير متناه ، يفتكر ويشاء ويعمل ويحب ويبغض ويسمع الدعاء ويشعر باحتياجاتنا ، وأننا نقدر أن نخاطبه كما يخاطب الإنسان إنساناً آخر ، أي أن طبيعته مشابهة لطبيعتنا ، وعلى هذه الكيفية نعرف |
||||
01 - 03 - 2015, 02:20 PM | رقم المشاركة : ( 7457 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي فائدة الوحي في معرفة الإنسان لله؟
الوحي مفيد جداً لتكميل معرفتنا بالله من النظر إلى بنية طبيعتنا الأدبية العقلية . لأن الله جعل الحواس والعقل والضمير وسائط للإنسان لإكتساب المعرفة . ومادامت على وضعها الأصلي وتحكم في ما هو ضمن دائرتها فشهادتها صادقة تستحق كل الإرتكان عليها ، وهي بجملتها تكفي لبيان نسبتنا إلى العالم المادي ، وإلى جنسنا البشري ، ولولا تأثير الخطية فينا وتغير نسبتنا إلى الله ، وتعطل قوى العقل ، وقطع المشاركة بيننا وبين الله بسببها ، ربما لم نحتاج إلى مرشد آخر سواها . ولكن لما سقط الإنسا من حالته الأصلية لم يبق عقله وضميره كافيين لإرشاده في الأمور المختصة بالله ، فاحتاج إلى هداية الوحي الإلهي الذي يعلمنا تعليماً حقيقياً عن الله ومطاليبه ، وعن أنفسنا وإحتياجاتنا ، وعن وسائط الفداء . ولذلك مع كل المعرفة بالله التي نحصلها من الطبيعة ، ومن إرشاد الضمير ، لا نزال محتاجين إلى الوحي لأجل تكميل تلك المعرفة وتوسيعها وتثبيتها |
||||
01 - 03 - 2015, 02:21 PM | رقم المشاركة : ( 7458 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي الطرق المختلفة التي يعلن بها الله لنا ، من خلال الكتاب المقدس ؟ إن الله يعلن لنا في الكتاب المقدس من خلال بالأسماء والألقاب والصفات المستعملة له فيها ، مثل " يهوه " و " إيل " و " ألوهيم" و " أدوناي" و " إيل شداي" و " ملك " و " مشترع" و "قاضي " و "صخر" و....الخ 1 بالأعمال التي تنسب إليه تعالى 2 بالعبادة المأمور بها له 3 بإعلانه في يسوع المسيح |
||||
01 - 03 - 2015, 02:23 PM | رقم المشاركة : ( 7459 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو الله ؟ لا يقدر مخلوق أن يعرف الله كما هو ، وإنما يمكننا أن نعرفه بما يميزه عن كل ما سواه . فالله روح غير محدود في ذاته ومن ذاته في وجوده ، ومجده وغبطته ، وكماله كاف للكل ، سرمدي غير متغير ، غير مدرك ، حاضر في كل مكان ، قادر على كل شئ ، عالم بكل شئ ، حكيم قدوس ، عادل ، رحيم ، رؤوف ، بطئ الغضب ، وكثير الاحسان والوفاء " وقد لخص هذا الجواب في كتاب التعليم المسيحي المختصر ، والمسمى في العربية " أصول الإيمان " بما يأتي : " الله روح غير محدود ، سرمدي غير متغير في وجوده وحكمته ، وقدرته وقداسته ، وعدله وجودته وحقه " كيف يتكلم الكتاب المقدس عن الله ؟ الكتاب المقدس ، كثيراً ما يتكلم عن الله ، مستخدماً كنايات وتشبيهات ، وإستعارات مأخوذة من لغة البشر وثقافاتهم ، في ما يخص طبيعة الإنسان وأعماله ، كقوله : وجه الله ، وعيني الله ، وذراع الله " . والأقوال التي تنسب إلى الله كـ الندامة ، والحزن ، والغيرة ، وما أشبهها كيف نحصل على إدراك الوجود ، وبأي معنى ننسب الوجود إلى الله؟ بقولنا أن الله ، أكمل الكائنات ، ننسب إليه الوجود الحقيقي ، تمييزاً عن الوهمي ، وعن إعتباره بمنزلة قوة مجردة عن الذاتية . ونحن ندرك وجودنا بالوجدان ، أي علم النفس بذاتها ، وأفعالها ، إذ ننسب إلى ذواتنا أفكاراً وتصورات ، وإرادة . وهذا يلزمنا أن نتيقن وجود جوهر تصدر عنه هذه الأفكار والمشاعر فيعلم الإنسان وجوده ـ لأنه يفتكر ويحس ، لإمتناع الإدراك بلا مدرك كإمتناع الحركة بدون متحرك . والله واجب الوجود ، أي هو سرمدي غير متغير ، وهو مركز الفضائل الرحمانية ، ومصدر الأفعال الإلهية ، غير أن بسط الكلام في هذا الجوهر متعذر لعدم إدراكنا الجوهر مجرداً عن صفاته ، وفي شرح الجوهر الإلهي نصل إلى نهاية ما نقدر عليه بقولنا أنه روح ، فإذا هو منزه عن كل ما تتصف به الهيولي ، أي المادة . وهو في ذاته وفي صفاته غير محدود سرمدي غير متغير . ووجود جوهر إلهي غير محدود سرمدي غير متغير يستلزم أنه كان قبل وجود العالم ، وأن لجوهر اللاهوت وجوداً غير متعلق بوجود المخلوقات ماذا يراد بقولنا " صفات الله" ؟ أن للجوهر الإلهي غير المحدود السرمدي ، غير المتغير ، صفات خاصة به معلنة في الطبيعة والكتاب المقدس ، ومعرفته تعالى بدون تلك الصفات والفضائل الإلهية مستحيلة ، لأنها ضرورية لطبيعة اللاهوت ، فبدونها لا يكون الله . وهذه الصفات ظاهرة في الكتاب المقدس ، وفي أعمال الله وعنايته ، ولا سيما في عمل الفداء ، ولا يمكن إنفصالها عن جوهر اللاهوت ، فإذا قلنا معرفة الله ، نعني أن جوهر اللاهوت عارف بكل أمر ، وإذا قلنا محبة الله ، نعني أن جوهر اللاهوت محب . ولذلك صفات الله هي أزلية سرمدية ، غير متغيرة كالله ذاته مما يجب الاحتراس منه، في بيان النسبة بين صفات الله وجوهره؟ يجب أن نحذر في إظهار النسبة بين صفات الله وجوهره ، وبين نسبة صفاته بعضها إلى بعض من غلطتين وهما : التعبير عن الله كأنه كائن مركب من أجزاء مختلفة ، وجعل كل الصفات صفة واحدة ما هي طرق معرفتنا صفات اللاهوت ، وكيف تقسم صفاته تعالى بالنسبة إلى تلك الطرق؟ لقد قسم البعض صفات الله ، بالنظر إلى الطريقة التي بها نحصل على معرفتها ، لأننا نحصل على معرفتها بأن ننسب إليه كعلة العلل ، كل فضيلة ظاهرة في أعماله 1 بأن نعتقد أنه لا يلم به شئ مما في خلائقه من النقصان والضعف 2 بأن ننسب إليه ، إلى ما لا نهاية له ، كل الفضائل المختصة بكائن في غاية الكمال 3فالصفات التي نعرفها بالطريقة الأولى هي القسم الأول من صفات الله ، وما نعرفه بالطريقة الثانية هو القسم الثاني .. وهكذا الثالث. وعلى هذه الكيفية انقسمت صفات الله عند البعض وجعل غيرهم صفات الله ، قسمين ، وعبروا عنهما بالصفات السلبية والإيجابية . فالإيجابية ، ما نسب إليه من الفضائل ، كالقوة والمعرفة والقداسة والعدل والجودة والحق . والسلبية ، ما بنيت على نفي ما لا يليق بشأنه تعالى ، كنفي أنه مركب من أجزاء ، أو أنه حادث أو متحيز ، أي إنسان محدود في الزمان والمكان . وذلك بمعنى أنه جوهر بسيط أزلي سرمدي ( غير محدود في الزمان ) ومالئ الكون ( غير محدود في المكان) وقسم غيرهم صفات الله باعتبار نوعها إلى ذاتية وأدبية . ومن الصفات الذاتية ، أزليته وعلمه ومشيئته وقوته ، وكونه غير محدود . ومن الصفات الأدبية ، العدل والرحمة والقداسة والحق . وأما هذا التمييز ، وإن كان صحيحاً في ذاته ، فهو غير واضح بإستعمال لفظي ذاتية وأدبية ، لأن صفاته الأدبية هي ذاتية أيضاً وقسم غيرهم صفات الله إلى مشتركة وغير مشتركة . فالمشتركة هي ما وجد في الطبيعة البشرية ( وإن كانت محدودة فيها ) مثل القوة والمعرفة والمشيئة والحق والجودة . وغير المشتركة هي ما لم يوجد نظيرها في البشر مطلقاً ، مثل أزليته ، وكونه غير محدود وغير متغير |
||||
01 - 03 - 2015, 02:25 PM | رقم المشاركة : ( 7460 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو العلم باعتبار نسبته إلى عقل الإنسان؟ العلم هو حصول صورة الحقائق في العقل ، فيستلزم وجود العقل المدرك والحقيقة المدركة . وعلم الإنسان إما ضروري أو مكتسب. فحواسنا تعلمنا بما يعرض عليها من الأجسام الخارجية ، وذهننا يميز المبادئ الأصلية العقلية ، وطبيعتنا الأدبية تعلمنا أن نميز الحلال من الحرام ، والجميل من القبيح ، وأكثر علمنا يأتينا من الخارج بالتعليم والاختبار والمقابلة وغيرها . وفي كل الأحوال يمتاز العقل المدرك عن الأمر المدرك هل أنكر أحد علم الله ؟ ولماذا ؟ وما هو الرد عليه؟ توهم البعض من الناس أن الله ، لعظم سموه ، ولإرتفاع شأنه ، لا يعلم أمور العالم الجزئية ، وأنه لا يمكن العقل ، ولو كان غير محدود إدراك كل التغيرات في الكون الواسع . وخُدع بعض الفلاسفة فأنكروا إمكان علم الله لعدم موافقته لفلسفتهم والرد على ذلك ، أنه يجب علينا أن نتبع تعليم الكتاب المقدس في كل ما نعتقده من جهة طبيعة الله لا أهوائنا وتصوراتنا الفلسفية . وفي هذا الكتاب أن الله يعلم الجزئيات والكليات ، فجاء فيه " وليست خليقة غير ظاهرة قدامه ، بل كل شئ عريان ومكشوف لعيني ذاك الذي معه أمرنا"(عبرانيين 4 : 13 ) و " الظلمة أيضاً لا تظلم لديك ، والليل مثل النهار يضئ ، كالظلمة هكذا النور" ( مزمور 139 : 12 ، أنظر أيضاً مزمور 94 : 9 و 139 :1و2 و 147 : 5 و أمثال 15 : 3 و 11 و حزقيال 11 : 5 و أعمال 15 : 18 و متى 10 : 30) فهذه الآيات تبين لنا أن علم الله يشمل كل شئ ، وأنه أيضاً ذاتي فيه ، أي لا يحتاج إلى نظر وكسب ، وأنه غير متغير ، أي لا يزيد ولا ينقص ، وأنه تعالى يعلم كل الأشياء كما هي ونقول أيضاً أن علم الله غير المحدود ينتج ضرورة من كونه ذا الكمال المطلق ، كما يتضح جلياً من الكتاب المقدس. فإن الكامل لا يمكن أن يخفى عنه شئ ، ولا يمكن أن يزيد علماً ، وإلا فلا يكون كاملاً قبل ذلك . ولا يمكن أن ينقص علماً ، وإلا فلا يكون كاملاً بعد ذلك. وينتج أيضاً علم الله غير المحدود من حضوره في كل مكان ، لأن من يملأ السماوات والأرض ألا تكون كل الأحداث في محضره. ولولا وجود الله في كل مكان وعلمه بكل شئ لكانت صلواتنا وعبادتنا باطلة ، لأننا نصلي لإله نثق بأنه يعلم أحوالينا ، وحاجتنا ، ويسمع تضرعاتنا ، وأنه يدين العالم أخيراً بالعدل. ولو لم يكن علم الله شاملاً كل شئ لامتنع ذلك عليه بما يمتاز علم الله عن علم الإنسان؟ علم الله يمتاز عن علم الإنسان في جملة وجوه ، منها في كونه ذاتياً في الله لا إكتسابياً أو محصلاً بالبحث والتفتيش 1 في كونه مستقلاً ، غير متوقف على المخلوقات أو على أعمالها ، لأن الله قد علم منذ الأزل كل ما سيحدث 2 في كونه شاملاً كل الأمور في وقت واحد. أي أن الله لم يعلم كل الحوادث والأشياء على التتابع ، بل كانت جميعها في ذهنه منذ الأزل ، سواء كانت نسبتها بعضها لبعض نسبة التتابع أو نسبة العلة للمعلول 3 في كونه كلياً يحيط بصفات الأشياء وجوهرها ، فلا يقتصر على الأشياء الخارجية من الصفات والظواهر ، كعلم الإنسان 4 في كونه غير محدود وغير مقيد . أي أن الله يعلم الماضي والحال والمستقبل ، على حد سواء، وينظر إليها بنظر شامل خلافاً للإنسان الذي يعرف الحال معرفة غير كاملة ، والماضي معرفة أقل ، والمستقبل لا يعرفه مطلقاً 5 إلى كم قسم ، قسمت مواضيع علم الله؟ قسمت مواضيع علم الله إلى أقسام ثلاث ، وهي علم الله ذاته ، انه سرمدي ذو الصفات الكاملة غير المحدودة 1 علم الله لكل ما يمكن أن يحدث، سواء كان قد حدث أم لم يحدث 2 علم الله منذ الأزل لكل ما يحدث بالفعل 3 هل يطلق علم الله السابق على أعمال الإنسان الاختيارية؟ من مواضيع علم الله ، أعمال الناس الاختيارية ، التي يؤكد لنا الكتاب المقدس أن الله يعلمها قبل حدوثها . فإن النبوة عن الأمور المزمعة أن تحدث في أعمال الناس الاختيارية ، تستلزم أن لله علماً بها ، ولو لم يعلم الله ما يفعله ذوو الاختيار لكان علمه محدوداً ، ولازداد على الدوام علماً ، وذلك باطل . ولكانت سياسته للعالم غير ثابتة لكونها متعلقة على أفعال الناس التي لا يعلمها هو ، وهذا محال أيضاً . والكنيسة المسيحية ، طوعاً للكتاب المقدس قد أقرت بصوت واحد أن الله يعلم مسبقاً أفعال خلائقه الاختيارية ، ما عدا قوم معروفين بـ " السوسينيين" الذين أنكروا علم الله السابق ، توهماً منهم أن ذلك مناقض لإختيار الإنسان الأدبي ، ولكن مبدأهم هذا فاسد لإمكان حدوث أمر محقق سابقاً، مع بقاء فاعله مختاراً ، بدليل تحقق قداسة أفعال المسيح وهو فاعل مختار ، وتحقق قداسة القديسين في السماء مع أنهم فعلة مختارون كيف نوفق بين علم اله السابق المؤكد لكل ما يحدث ، واختيار الإنسان؟ بلا أدنى شك ، في أن في ذلك صعوبة ، وقد ذهب اللاهوتيون مذاهب شتى لإزالتها ، فأنكر بعضهم حقيقة اختيار الإنسان ، وقال غيرهم : كى ، بل لما كان الله حراً في معرفته استحسن أن يفرغ نفسه من معرفة أعمال خلائقه الاختيارية ، فضل الفريقان عن الصواب . وأما ما نراه في هذه المسألة فهو لما كان علم الله السابق لكل ما يحدث مؤكداً ، وكذلك اختيار الإنسان الكامل ، وجب أن نسلم بهما ، ولو عجزنا عن التوفيق بينهما 1 التأكيد السابق في علم الله من جهة أفعال الفاعل الحر ، لا ينزع ضرورة حريته ، ما لم يكن مضطراً ، وملزماً أن يفعل ضد إرادته ، وذلك لما بين الاضطرار والاخيار من المباينة 2 ما هي النسبة بين حكمة الله وعلمه؟ إن للحكمة علاقة شديدة بالعلم ، وهي تظهر بانتخاب الغايات الحسنة والوسائط المناسبة لإتمامها . فالعلم هو إدراك حقائق الأمور ونسبها المتنوعة ، والحكمة هي استعمال ما عندنا من العلم أحسن استعمال لغايات حسنة . وبما أنه في كل أعمال الله تظهر علامات الغايات الحسنة ، فهي بينة لحكمته ، ومظهرة لجودة الوسائط التي يستعملها في إتمام أعظم خير للخلائق ن وكذا إعلان مجده. وحكمة الله سرمدية غير محدودة ، وفي تاريخ العالم وأعمال الخليقة ، ولا سيما في عمل الفداء ، والعناية ، بينات كثيرة ، جلية عليها |
||||