26 - 02 - 2015, 05:11 PM | رقم المشاركة : ( 7431 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مشكلة التقلب في الحياة الروحية وعلاجها + الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات (غلاطية 5: 24)* كل من يرضى أن يسير ويعيش حسب أهواء قلبه، يكون مثل ورقة شجر تحملها الرياح في أي اتجاه وكل اتجاه وهي لا حول لها ولا قوة، لأنها محمولة بما هو أقوى منها، وهكذا تحمل أفكار الإنسان المضطربة نفسه وتسوقه في كل اتجاه وهذا هو سرّ التقلب في الحياة الروحية، لأن الإنسان غير ثابت في المسيح الكرمة الحقيقية، الذي كل من يثبت فيه لا يتقلب أو تحمله أي ريح تعليم أو ريح ضلال أو فكر مشوش، أو شهوه غريبة، لأن جذر ثباته في المحبة، والمحبة طبيعتها غالبة، لأن طبيعة المحبة البذل والعطاء بلا توقف، ولا تهدأ حتى تُعطي نفسها إلى التمام... * والمحبة مثل النار المشتعلة تُعطي الدفء لكل عمل روحي، وتحرق كل شهوة ردية تخالف وصية المحبوب، وطبيعتها أنها تمتد وتتوسع لتعلن المجد المستتر فيها، فدائرتها لا تقتصر على الإخوة في الجسد الواحد فقط، بل تمتد لتشمل كل الأعداء لأن أساس قاعدتها صليب مجد قيامة يسوع، وملؤها من سكيب الروح القدس، روح الحق المعزي المُعلن محبة الله الأزلية |
||||
26 - 02 - 2015, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 7432 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طريق الكاملين
طريق الكاملين هو في ولادة المشاعر والعاطفة والأحاسيس المقدسة من الحكمة الإلهية في حرارة الروح القدس والالتصاق بالمسيح يسوع كمصلوب ومتألم ومطرود ومُشتكى عليه، وأحياناً في مجد جبل طابور، مجد التجلي... لأن لن تتولد فينا مشاعر صالحة تولد فينا شوق متزايد نحو التقديس في نمو مستمر مُثمر، إلا بتبعية الرب والسير معه في طريق الجلجثة نحو الصليب بروح القيامة، وذلك لكي نتعرى ونُصلب لنموت معه لكي تظهر حياته فينا. فحينما يمس كياننا الروح القدس الناري، فأن عواطفنا وأفكارنا المائتة التي حسب إنسانيتنا الساقطة تُصبح ليست بذات قيمة أو نفع بل ولا نحتاج إليها، لأن المحبة النارية التي من الروح مسكوبة في قلبنا، تجعلنا أحراراً عُراة من كل ما نعرفه ونفهمه ونعيشه ونفكر فيه حسب إنساننا العتيق، حتى ولو كان صالح أمام الناس والمجتمع أو حتى كان متفق مع الناموس الصالح، لأن الروح القدس يُجردنا بالتمام ويظل يعمل فينا بالصليب والآلام لكي ننسلخ عن جلدنا أي طبعنا القديم كله، ويدخلنا سراً في أعضاء الجسد الحي، أعضاء المسيح، أي جسم الكنيسة، حتى نصير أعضاء لبعضنا البعض، مطحونين معاً ومملحين بملح صلاح الله، ومعجونين بماء الحياة، ومخبوزين في نار التجارب والضيقات المتنوعة، موحَدِّين في محبته لكي نتحرر من الأهواء، عاملين معه وبه وفيه إرادته السماوية بطاعة الإيمان الحي العامل بالمحبة، وبذلك نقدم أجسادنا ذبائح حية روحية.فلا تسكتوا ولا تدعوه يسكت منذ الآن، طالبين أن يمسنا بنار روحه القدوس المُحيي، لكي يصور المسيح فينا حسب قصده... + فيا الله القدوس وحدك: |
||||
26 - 02 - 2015, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 7433 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة تتأنى وترفق
المحبة تتأنى وترفق كل طرق الله ومعاملاته مع الإنسان تتصف بطول الأناة. ولعل كل فرد منا لو تأمل في نفسه لأدرك كم كان الله ولا يزال طويل الأناة معه. وعندما نزل الرب في سحاب لعبده موسى في سفر الخروج نقرأ .. فَاجْتَازَ الرَّبُّ قُدَّامَهُ، وَنَادَى الرَّبُّ: " الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ (طويل الأناة) وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ". (سفر الخروج 34: 6) ولما تكلم بولس عن رجوعه إلى الرب يشهد عن طول أناة الله بقوله: "لكِنَّنِي لِهذَا رُحِمْتُ: لِيُظْهِرَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ فِيَّ أَنَا أَوَّلاً كُلَّ أَنَاةٍ، مِثَالاً لِلْعَتِيدِينَ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ" (1تيموثاوس 16:1). ثم نقرأ أيضًا عن طول أناة الله في أيام نوح حين كان الفلك يُبنى. كما نسمع هذه الكلمات المباركة جوابًا عن أولئك الذين يحسبون أن الرب يتباطأ: "لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ" (2بطرس 9:3). والآن، دعنا نطبّق مبدأ طول الأناة علينا نحن: يقول بولس الرسول أنه كان يخدم في "صَبْرٍ كَثِيرٍ، ... فِي أَنَاةٍ، " (2كورنثوس 6)، ونقرأ عن "طول الأناة" أيضًا أنه من ثمر الروح وهو يقترن دائمًا بالمحبة (غلاطية 5). إن المحبة تدفع العامل والخادم لكي يخطو إلى الأمام بقدم ثابتة في وسط الصعاب والمقاومات، رافعًا قلبه إلى مصدر العون والقوة، كما صلى داود قائلاً: "لأَنَّنِي إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَرْفَعُ نَفْسِي. لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ صَالِحٌ وَغَفُورٌ، وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ لِكُلِّ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ... أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَإِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ" (مزمور 4:86-5 و15). مرة أخرى دعنا نتفكّر في السبب الذي ساعدنا على التوبة والرجوع إلى الله، ألم يكن هذا السبب هو "غنى لطفه وإمهاله وطول أناته" (رومية 4:2)؟ لقد أظهر الله هذا الصبر وطول الأناة من نحونا أيضًا، إذ بالنعمة خضعت قلوبنا وانحنت أمام صبره وطول أناته، وعرّفنا أنفسنا، كما يعرفنا هو، مذنبين قدامه وأمواتًا في الذنوب والخطايا، فرجعنا إليه لنتذوّق محبته التي طالما استخففنا بها. ليت الله يجمّل حياتنا بالصبر وطول الأناة في سعينا وراء النفوس لكي ترجع إليه. لنذكر أن محبة الله وحدها هي التي كسرت إرادتنا العاصية، وبنفس المحبة الصبورة والطويلة الأناة نكسب الآخرين. ليتنا نتتلمذ في مدرسة المسيح لنتعلّم منه، فنكون آلات نافعة لخدمته واجتذاب الآخرين إليه. * * * أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
||||
26 - 02 - 2015, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 7434 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
Jonah The Prophet The history of Jonah contains a great mystery. For it seems that the fish signifies Time, which never stands still, but is always going on, and consumes the things which are made by long and shorter intervals. But Jonah, who fled from the presence of God, is himself the first man who, having transgressed the law, fled from being seen naked of immortality, having lost through sin his confidence in the Deity.
The ship in which he embarked, and which was tempest-tossed, is this brief and hard life in the present time. Just as though we had turned and removed from that blessed and secure life, to that which was most tempestuous and unstable, as from solid land to a ship. For what a ship is to the land, that our present life is to eternal life.
The storm and the tempests which beat against us are the temptations of this life, which in the world, as in a tempestuous sea, do not permit us to have a fair voyage free from pain, in a calm sea, and one which is free from evils.
The casting of Jonah from the ship into the sea, signifies the fall of the first man from life to death, who received that sentence because, through having sinned, he fell from righteousness: “You are dust, and unto dust you shall return.”
His being swallowed by the whale signifies our inevitable removal by time. For the belly in which Jonah, when he was swallowed, was concealed, is the all-receiving earth, which receives all things which are consumed by time.
As Jonah spent three days and nights in the belly of the fish and was delivered up sound again, all of us who have passed through the three stages of our present life on earth—the beginning, middle, and end— rise again. For our present time consists of three intervals: the past, the future, and the present. Thus, the Lord spent three days in the earth as a symbol to teach us clearly that our resurrection shall take place after these intervals of time have been fulfilled. Our resurrection shall be the beginning of the future age and the end of this. In that age, there is neither past nor future, but only the present.
Moreover, Jonah having spent three days and three nights in the belly of the fish, was not destroyed by his flesh being dissolved, as is the case with that natural decomposition which takes place in the belly, in the case of those meats which enter into it, on account of the greater heat in the liquids, that it might be shown that these bodies of ours may remain undestroyed. For consider that God had images of Himself made as of gold, that is of a purer spiritual substance, as the angels; and others of clay or brass, as ourselves. He united the soul which was made in the image of God to that which was earthy. As, then, we must here honor all the images of a king, on account of the form which is in them, so also it is incredible that we who are the images of God should be altogether destroyed as being without honor. Whence also the Word descended into our world, and was incarnate of our body, in order that, having fashioned it to a more divine image, He might raise it incorrupt, although it had been dissolved by time. And, indeed, when we trace out the dispensation which was figuratively set forth by the prophet, we shall find the whole discourse visibly extending to this. St. Methodius |
||||
26 - 02 - 2015, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 7435 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
Changed Water in Jars Symbolize Changed Nature in Womb You are the God who works wonders; you have made known your might among the peoples. You with your arm redeemed your people, the children of Jacob and Joseph. Selah When the waters saw you, O God, when the waters saw you, they were afraid; indeed, the deep trembled. Psalms 77: 14 - 16 This, the first of his signs, Jesus did at Cana in Galilee, and manifested his glory. And his disciples believed in him. John 2: 11 Ⲕⲁⲛⲁ ⲛ̀ⲧⲉ ϯⲄⲁⲗⲓⲗⲉⲁ̀ Why then did our Lord change the nature [of water] in the first of his signs? Was it not to show that the divinity, which had changed nature in the depths of the jars, was that same [divinity] that had changed nature in the womb of the Virgin? At the completion of his signs he opened the tomb to show that the greed of death had no hold over him. He sealed and confirmed these two uncertainties, that of his birth and of his death. For these waters, with regard to their nature, were transformed into the [fruit of the] vine, but without the stone jars [themselves] undergoing change in their nature inwardly. This was a symbol of his body, which was wondrously conceived in a woman, and, without a man, miraculously formed within the Virgin. He made wine from water, therefore, in order to give proof concerning how his conception and his birth took place. He summoned "six water jars" as witness to the unique virgin who had given birth to him. The water jars conceived in a novel way, not in keeping with their custom, and gave birth to wine. But they did not continue to give birth. Similarly the Virgin conceived and gave birth to Emmanuel, and she did not give birth again. The giving birth by the jars was from smallness to greatness and from paucity to abundance; from water indeed to good wine. In her case, however, it was from greatness to weakness and from glory to ignominy. Those jars were for the purification of the Jews, but our Lord poured his teaching into them, so that he might make it known that he was coming through the path of the Law and the Prophets to transform all things by his teaching, just as he had [transformed] water into wine. St. Ephrem the Syrian (306-373) |
||||
26 - 02 - 2015, 05:36 PM | رقم المشاركة : ( 7436 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قداسُنا … قداسنا يا أحبائي هو شركتنا في الثالوث. إنساننا يسوع في جوهر اللاهوت، حياً، ممجداً بالاتحاد الأقنومي. من نهر حياة ألوهيته يسكب الابن حياته التي لا تموت، الحياة الغالبة بالقيامة. عطاءٌ من أُلوهيته التي تهبَ الوجود والحياة والحركة للناسوت. الرب الواحد الحي وواهب الحياة يعطي الخلود وقوة القيامة، ذات خلود إنسانيته. من اتحاده الأقنومي ننال ذات الاتحاد، لا لكي يتكاثر المسيح، ويتعدد، بل لكي يأخذ كل عضو في جسده ذات الحياة، وينمو متحداً ومتمايزاً رغم شركة الحياة الواحدة بما يشتعل به من لهيب المحبة، فلا درجات في النعمة، وذلك لأن الميراث واحد، ولكن كل عضو ينمو حسب محبته، وحسب اختياره. |
||||
27 - 02 - 2015, 03:36 PM | رقم المشاركة : ( 7437 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طريق الكاملين
طريق الكاملين هو في ولادة المشاعر والعاطفة والأحاسيس المقدسة من الحكمة الإلهية في حرارة الروح القدس والالتصاق بالمسيح يسوع كمصلوب ومتألم ومطرود ومُشتكى عليه، وأحياناً في مجد جبل طابور، مجد التجلي... لأن لن تتولد فينا مشاعر صالحة تولد فينا شوق متزايد نحو التقديس في نمو مستمر مُثمر، إلا بتبعية الرب والسير معه في طريق الجلجثة نحو الصليب بروح القيامة، وذلك لكي نتعرى ونُصلب لنموت معه لكي تظهر حياته فينا. فحينما يمس كياننا الروح القدس الناري، فأن عواطفنا وأفكارنا المائتة التي حسب إنسانيتنا الساقطة تُصبح ليست بذات قيمة أو نفع بل ولا نحتاج إليها، لأن المحبة النارية التي من الروح مسكوبة في قلبنا، تجعلنا أحراراً عُراة من كل ما نعرفه ونفهمه ونعيشه ونفكر فيه حسب إنساننا العتيق، حتى ولو كان صالح أمام الناس والمجتمع أو حتى كان متفق مع الناموس الصالح، لأن الروح القدس يُجردنا بالتمام ويظل يعمل فينا بالصليب والآلام لكي ننسلخ عن جلدنا أي طبعنا القديم كله، ويدخلنا سراً في أعضاء الجسد الحي، أعضاء المسيح، أي جسم الكنيسة، حتى نصير أعضاء لبعضنا البعض، مطحونين معاً ومملحين بملح صلاح الله، ومعجونين بماء الحياة، ومخبوزين في نار التجارب والضيقات المتنوعة، موحَدِّين في محبته لكي نتحرر من الأهواء، عاملين معه وبه وفيه إرادته السماوية بطاعة الإيمان الحي العامل بالمحبة، وبذلك نقدم أجسادنا ذبائح حية روحية.فلا تسكتوا ولا تدعوه يسكت منذ الآن، طالبين أن يمسنا بنار روحه القدوس المُحيي، لكي يصور المسيح فينا حسب قصده... + فيا الله القدوس وحدك: |
||||
27 - 02 - 2015, 03:40 PM | رقم المشاركة : ( 7438 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا …
يا مسرة الآب. المتجسد بالمحبة الأزلية، هكذا (بك) صرنا عيد الثالوث. يفرح الآب بك يا يسوع، فرحاً بالحبيب. لنسمع يا أحبائي ذلك؛ لأن الابن متجسداً، هو بشارة المحبة، هو بشارة مسرة الآب بنا. فرحٌ ومسرةٌ أبدية، تجعل النعمة الإلهية تنسكب من الآب بالابن في الروح القدس، ولذلك استُعلِن الروحُ معزياً؛ لأنه ينقل المسرة الثالوثية، ويعمل فينا كما عمل في المتجسد. يعمل بذات مسرة الآب والابن، فقد حلَّ على الوسيط يسوع المسيح؛ لكي يعطي كل ما ليسوع لطالبي الاتحاد الذي وُهِبَ بمسرةٍ أبدية. لنسمع البشارة، بشارة المحبة. يا يسوع أنت عيدنا الأبدي. وعندما نعيِّد لك، ننال مسرة الآب: أن نكون شركاء ملكه الإلهي. بهذه الشركة نحن متألِّهون. |
||||
27 - 02 - 2015, 03:45 PM | رقم المشاركة : ( 7439 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“على هامش حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية” إذا حزنا كثيراً السنة المنصرمة، فلتفتح أبواب السماء لنرث الرجاء. لا نستطيع أن ننسى آلام البشر وتبقى الذاكرة موسومة بالأوجاع حتى يغرس فينا الرب شوقاً إلى الفرح الذي وعدنا به المسيح. نمتد إلى الآتي النازل علينا من فوق حتى تتجدد أبديتنا في كل لحظة. الأبدية دفق علينا. لا نصنعها بأشواق. نتلقاها نعمةً، ونوزِّعها بالحب على الجائعين إليها، ولكن ماذا نعمل بالعقل المحلل والمضني. هو يقول إن الكوارث قد تحل، قد تعيد إلينا الأحزان والفقر والمرض. تتشابه الأزمان في الشقاء ويقع الموت علينا كما تحل المسرة. وما يسمى تاريخاً هو تاريخ الخوف الذي فتك أو الذي نتوقعه، ما خلا القداسة التي تحمينا وحدها من مخافة الموت. السنة التي نستهلها اليوم موصولة بالتي عبرت وقد لا تكون أفضل منها؛ لأن للأحقاد استمراراً، وللتوترات بقاءً، والعداوة حاكمة حتى نهاية الدهور، والهويات متناحرة، فأنا عدوك لأني أنا أنا وأنت أنت وثروتي كثروتك، تشبهني فأكرهك أو أنت أذكى مني ولا أعترف بذلك، فأنمّ عليك وكامنةٌ فيّ ذئبيّةٌ مفترسةٌ لأقضي عليك، وهذا كله يبيت في السياسة بغلاف الأيديولوجية، إذ الكلام كالمقول سترٌ لكلام غير مقول. البشرية قذارات ودم حتى يتجلى الله ويغسلنا من كل ذلك. كيف إذاً نغير الكون؟ من يغيره؟ السؤال يفترض أن ثمة جماعات قادرة على تغيير السياسة. الناس عندنا يحسبون أن تغيير البلد في أيدي أهل الحكم، لكن القلة تؤمن أن الساسة يريدون بلداً جديداً، وأن ليس لهم مصلحة في ظهور بلد حسن وجميل. ويؤتى بهم لمصالح الناس في آلية انتخابات نزيهة. ولكن لم يتبين حتى الآن إرادة تغيير. ماذا نعمل إذاً. هنا اليأس والقنوط يسودان وهذا يؤدي إلى تفجع ناتج من أن القديم على قدمه، والتفجع من عدم ظهور دولة حاكمة أي قادرة. إنها لأعجوبة أن يعيش الناس في بلد لا حكم فيه، أي لا عدالة فيه، بلد انقطع فيه الحوار بين الحاكم والمحكوم إذ لا يبدو فيه إرادة التعامل بينهما. وإذا نظرنا إلى غير لبنان، إلى الجوار العراقي مثلا أو الجوار المصري كل شيء يدل أن العنصرية تسود بشكل بشع عنوانه حسب الظاهر أن المطلوب تفريغ البلاد من المسيحيين. من هو العامل، من المخطط لكل ذلك، لمصلحة من؟ عند التحليل البسيط ليس ما يدل على أن المسيحيين العراقيين انحازوا في العراق إلى فريق. تعذرونهم إذا خافوا على وجودهم الجسدي وعلى شهادتهم الحضارية. وهم لا يربحون شيئا من فتنة إسلامية التي إذا حصلت، لا سمح الله، لا توفرهم. يقتلهم الغير مجاناً فإن موتهم ليس مربحاً لأحد. لماذا صلاتهم في الكنائس يجب أن يحميها الجيش؟ هل جميل أن يصلي القوم خائفين أم يقبعون في بيوتهم لتصبح معابدهم أثاراً للسياح؟ من يمنع الذابحين أن يقضوا عليهم في منازلهم؟ كيف نشأت هذه البغضاء والمسيحيون قلة ليس لها قدرة أن تبغض أحداً، قلة ليس لها أية وسيلة لتثبت نفسها في الوجود الجسدي فقط. أليس عيباً أن تلتمس حماية بعد أن أقنعوها أن النظام في خدمة المواطنين جميعاً. ومن الثابت أن الدول الكبرى وكلها علمانية غير مهتمة بهذه الأقليات للحفاظ عليها جسدياً، وهم لا ينفعون الدول بشيء. الصغار لا يدخلون في أية معادلة سياسة ولا يبدو أن أحداً يتحرك لبقائهم واتكالهم على الله وحده. الدنيا كلها ذبح حتى يعطل الرب أيدي الذابحين. لماذا لا يفهم القتلة أن الأخوة البشرية غير مستحيلة، أنها أطيب عيش؟ حلول عالمية أو كونية ما بانت بعد. هل تنفع مناشدة الضمائر؟ السنة التي نستهلها اليوم ستراق فيها دماء ما لم تحصل أعجوبة سلام إلى هذا تفرغ فلسطين التاريخية منا بلا دم مهراق. ولكن من يقول هناك للمسيحيين ألا يهاجروا؟ هل أرض المسيح معقولة حضاريا بلا أتباعه؟ هل تصبح كنيسة القيامة وكنيسة المهد أثرا بعد عين؟ هل يقال بعد بضع من سنين، هنا صلى قوم اسمهم المسيحيون ليذكرهم السياح ذكر قوم انقرضوا؟ معيب على العرب جميعا أن يتكلم يوماً على كنيسة القيامة كما يتكلم الدليل عندنا على قلعة بعلبك. بلا المسيح عيسى ابن مريم أين تبقى بلاغة العرب؟ خارج الحديث عن الدول وحكامها، خارجاً عن السياسة والدعاء يبقى الإنسان الفرد عربياً كان أم غير عربي وحده أمام الله. كان على كل منا أن يقول وحده لربه: ها آنا لك مرمياً في حضرتك، أمام وجهك وحده إذ لم يبقَ لي وجه إزاء أحد. أنا لك في فقري وتعبي وأولادي الذين نسي القتلة أن يقتلوهم. أنا وهم في رحمتك. أنت طالبنا ونحن طالبوك. أحينا أنت في هذا الزمان الرديء الذي خلقه الأشرار وأهملنا فيه حكامنا. نعيش بفتات من الخبز وقد لا يبقى فتات. نحيا على الرجاء به نحن مخلصون. ادخل محبتك على ما تبقى لنا من هذا الجسد. ادخلها على تعبنا، على ضعف أجسادنا. نحن عاهدناك ألاَّ نكره أحدا من حكامنا والمواطنين. ليس لنا سلاح نحمله ولا نريد. سوف نجوع إلى حبك إذ لم يبقَ لنا خبز نجوع إليه. بقوتك وحدها نحمل رجاءنا معنا ولو تشتتنا في دنياك الواسعة إذ ستكون أنت وطننا الوحيد. وفي شقاء سعينا سوف نجاهد الجهاد الحسن ونحفظ الإيمان بهذا القليل الذي سيبقى لنا من التنفس. علمنا أن نحب الذين يحبوننا والذين يبغضوننا. سنحب العراق ومصر وفلسطين حيثما استبقينا. سنحافظ على الجميع إذ لا ندين أحداً ولا نرى فيه السوء. ونسألك أن تفتقد كل البشر برحمتك الواسعة وتهديهم إلى الحق والدينونة لك وحدك في اليوم الآخر. لا نريد أن نقيم على أحد خطيئة فالقاتلون والراحمون كلهم أبناؤك. امتحنا على قدر طاقتنا حتى لا تخور قوانا واجعل هذه السنة مرتعا لقدرتك أنت لنقول إنها سنة جديدة. الجدة منك. أعدنا إليك وحدك حتى لا يخذلنا احد ولا نتمرمر فالتمرمر هو الجحيم. كل يوم، كل لحظة شدنا إليك حتى لا نموت حزنا. انك قضيت على الحزن بميلاد المخلص وموته وقيامته. بسبب منها نصبو إلى قيامتنا فيك كل يوم على رجاء القيامة الأخيرة والحياة الأبدية. هل نفتتح معك السنة هذه بفضل من كلمتك ووعدك لنا بأرض يسكنها العدل. فإذا أتى أو لم يأتِ أنت وحدك مطرحنا ومطرح المطيعين لك الذين أعددت لهم ملكوتا لا يفنى. المطران جورج خضر – عن جريدة النهار اللبنانية - 1/1/2011 |
||||
27 - 02 - 2015, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 7440 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل الله يحرض على العنف كما يبدو في العهد القديم؟؟
أولا: مسيحنا علّمنا أن الردع للخاطئ تحذير مطلوب، وأما التشفي والعنف فهو شر مرفوض. أثارت بعض التعليقات على حكم قضية شهداء نجع حمادي من بعض الأخوة والآباء، ومنهم قيادات كنسية، ألماً كبيراً وحسرة فيَّ. وذلك لأنه تُشتَم من بعض هذه التعليقات رائحة “تشفى” و”شماتة” في القاتل، وهذا غريب عن روح المسيح وكنيسته. البعض عبّر عن ارتياحه وارتياح أهل الشهداء أساساً؛ لأن حكم الإعدام يحقق قصاص الموت في القاتل، وهذا يشفى الغليل، معللين ذلك أن أمر الرب (حتى في العهد الجديد) هو أن القاتل يُقتل، وسافك دم إنسان يُسفك دمه، كما في العهد القديم!!! و أيضا يقولون: لأن الرب قد قال: “كل من يأخذ بالسيف بالسيف يؤخذ”. مع أنه واضح أن هذا التعليم من الرب كان ليمنعنا نحن من استعمال السيف والعنف مع أي إنسان، وليس لكي “نستريح و نتشفى” ويرتوي غليلنا عندما يؤخذ من يعادينا من البشر بالسيف، فليس هذا هو العدل عند الله كما سنرى!!! الإنسان الذي يؤذيني أو يقتلني ليس هو عدوى الحقيقي، بل هو في الحقيقة “مجنيٌ عليه بالإضافة” معي من العدو الشرير الوحيد لنا كلينا، بحسب تعليم الرب لنا. وهذا العدو هو إبليس فقط، والذي يستعمل البشر كأداة لشره. نحن شعب المسيح وملكوت الله، ليس لنا أعداء من البَشَر، فأعدائنا هم أجناد الشر الروحية فقط. فالرب لم يتشف ولم يشمت في أيٍ من أعداءه، حاشا. وقديسي الكنيسة الشهداء أتباع المسيح في تاريخنا الطويل كانوا يطلبون الرحمة والمغفرة لقاتليهم، كما فعل إستفانوس أول الشهداء، وليس الرب وحده على الصليب هو الذي غفر لقاتليه لكونه الله. إن كان هناك قبول ورضا على حكم المحكمة، فيجب أن يكون من باب أننا نوافق على الحكم لأنه سيكون رادعا في المستقبل لمن تسول له نفسه أو فكره أن يقتل الأبرياء لكي – كما يظن مخدوعاً من إبليس – أنه يقدم خدمة لله، كما لو أن الله يحتاج لمن ينقذه!!! وليس الرضا المسيحي أبدا من باب التشفي بأن إعدام أي إنسان سوف يقيم عدلاً. أيُ عدلٍ خيالي هذا الذي يضيف إلى القتيل الواحد قتيلاً آخر (بإعدام القاتل)، ويقولون عنه إنه عدل الله وأمر الله؟؟؟ هذا عدل البشر. الرب يسوع المسيح لم يطلب موت أحد أبداً، بل حياة الكل، ولم يقتص بإرادته من أحد. الشرير يموت بشره “الخطية هي التي متى كمُلت تنتج موتاً. لا تضلوا يا أخوتي الأحباء” يقول يعقوب الرسول (يع 1: 15 – 16). الموت الروحي بانفصال الخاطي غير التائب عن الله يتم بحرية الخاطي وحده، وليس بإرادة الله، محب البشر ومعطى الحياة. ثم أتساءل: أي عدل يمكنني أن أحققه بأن أكسر ذراع أخي الذي كسر ذراعي، أو أن أكسر سِنّه كما كسر سني، أو أصيب عينه إن أصاب عيني؟؟؟ فيكون الناتج الواضح عندنا: قتيلين وذراعين مكسورين وسِنَّين مكسورين وعينين قد أعمتهما عدالة البشر القبيحة في عيني الله؟؟!!! قال المهاتما غاندي: “العين بالعين نظام يجعل العالم كله أعمى!!!”. إنما العدل حقا هو أن يُصلَحَ ذراعي وسني وعيني ويُصلَحَ قلب وفكر من آذاني، ويعود لصواب المحبة والإنسانية الحقة ويرجع إلى الله بكل قلبه، وأن يُحيى الله القتيل والقاتل كلاهما، وهذا قطعاً سوف يعمله الله في التجديد والقيامة قريباً، وهو يُحيى السلام والمغفرة في قلوب المؤمنين من أهل الشهداء بالعزاء على الأرض مؤقتاً الآن، حتى نكمّل جميعنا في الملكوت، إن كنا نؤمن حقاً بوعود المسيح لنا. أعتقد أن شهدائنا الجدد أنفسهم و الرب يسوع المسيح المخلص الذي رفض تعليم العنف بجميع أشكاله يوافقونني على ندائي: الردع مطلوب ولكن التشفي والعنف شر مرفوض. ثانيا: ما هو بالضبط الذي قد “كمّله” الرب من ناموس العهد القديم، وما قد “حررنا منه” كما تُعلِّمنا عبارات بولس الرسول (كولوسى 2: 22 – 21)، ودسقولية الآباء الرسل الأطهار؟؟نحن نعلم أن الرب عندما قال: “ما جئت لأنقض بل لأكمل” أنه أيضا رفض عنف الناموس وحررنا من عبودية ما أسمته دسقولية الآباء الرسل “أثقال – رباطات – أو كتافات الناموس” والتي شرحتها الدسقولية في الفصل 33، كما قدمها لنا المستشار د. وليم سليمان قلادة. وأقتبس منها هذه الفقرة الرائعة جداً: “فلأجل قساوة قلوبهم (شعب إسرائيل) ربطهم بهذا: الذبيحة و الامتناع (لا تمس ولا تذق ولا تستعمل أو تجس – أنظر أدناه مرجع الدسقولية هنا من: كولوسى 2 عدد 22 – 21) والتطهير …. فأما أنتم أيها المؤمنون الذين آمنوا بإله واحد … فقد حلكم من هذه الرباطات وجعلكم أحرارا من العبودية … لأن المسيح ابن الله لما جاء حقق الناموس وكمّله، وحمل الأثقال [رباطات أو كتافات ناموس موسى] التي كانت عليهم وبطّلها بالكمال، و الناموس الطبيعي ثبّته [الذي عاش به الآباء بدون وصية مكتوبة قبل موسى] و جعل سلطان الناس حرا.” (صفحة 727 من الطبعة الأولى عام 1979). الرب إذن لم يُصدّق على، أو يوافق ويقبل أو يُثبّت، ما وصفه الرسل في الدسقولية على أنه “الأثقال”، بل على العكس تماما تؤكد الدسقولية أن هذه الأثقال قد “حررنا منها الرب بالكمال”. أما الذي ثبَّته وأكمله الرب، فهو “ناموس المحبة” وليس ناموس الذبائح والامتناعات الطقسية والنجاسات والتطهيرات والعنف ورجم القاتل والزاني والمُجدّف، وقطع اليد، وقتل وتحريم المدن بكل من فيها حتى الأطفال والرضّع، ونظام بيع الناس عبيداً، وأخذ النساء سبايا حرب … إلخ، ذلك العنف الذي أوصى به كله موسى في الناموس “لغلاظة قلوبهم”، وقد حررنا منه كله الرب المتجسد (إقرأوا بدقة الأسفار الخمسة – التوراة). والقطعة السابقة من أقوال الرسل، في الدسقولية، هي جوهرة ثمينة جدا وهامة جداً؛ لأنها تشكل إجابة يسأل عنها الجميع و لا يجروء على مناقشتها إلا القليلون جدا منا: ما هو بالضبط ما كمّله الرب من الناموس، وما هو ما حررنا منه في العهد الجديد؟ هذه الفقرة من الدسقولية تجيب بكل دقة، فهي ميزان حساس ودقيق للتمييز بين ما قد ثبته وكمّله الرب في قوله “ما جئت لأنقض بل لأكمل”، وبين ما قد ألغاه نهائيا وحررنا منه بالكمال والتمام من أثقال وعنف التعليم القديم. هناك أيضا مقياس آخر سهل جدا للتأكد مما هو تعليم إلهي مائة في المائة وما هو “وصايا وتعاليم الناس”، في العهد القديم، كما سمّاها بولس الرسول في رسالته لأهل كولوسي. هذا المقياس السهل والجميل هو: إن كانت الفقرة أو التعليم الذي تقرأه في العهد القديم يتطابق ويتناغم بكل دقة مع تعليم وشخص وأسلوب حياة ومحبة الرب يسوع المسيح في العهد الجديد (مثل كل ما يدعو للمحبة والمغفرة)، فهذا بلا أدنى شك تعليم إلهي؛ أما إن كان النص التعليمي لا يتفق ويتطابق مع تعليم الرب في العهد الجديد (مثل كراهية العدو أو أي قتل أو عنف كما ذكرت سابقا)، فهذا يكون غالباً تعليماً ينتمي إلى ما أسماه بولس الرسول “وصايا وتعاليم الناس” وهو أيضا ما أسمته الدسقولية “رباطات” أو “أثقال” أو “كتافات” الناموس. وهذه الرباطات، بما أن الدسقولية تؤكد أن المسيح قد حررنا منها، تكون بالتبعية وصايا وتعاليم الناس، وإلاَّ لماذا يحررنا منها الله إن كان هو معطيها، وبهذا تكون مطلقة الكمال؟؟؟!!! وأقول هذا لأن البعض يسيئون فهم قول الرب: “ما جئت لأنقض بل لأكمل” (عن جهل أو قصد، الله وحده يعلم)، فينسبون إلى الله ما لا ينسب لإنسان صاحب أخلاق معتدلة في أيامنا، ظانين أن الدفاع عن مصداقية الكتاب المقدس لا يتحقق إلاَّ بأن ننسب كل ما علّم به العهد القديم من عنف لله نفسه، وأن كل كلمة وحرف في الكتاب المقدس هي إرادة الله المؤكدة، مهما كانت عنيفة ولا يليق نسبها لله. هذا وإلاَّ نُتهم بالتشكيك في مصداقية الكتاب المقدس!!! هؤلاء المسيئون لمحبة الله، بدافع الدفاع عن مصداقية الكتاب المقدس، يقتبسون ما يحلو لهم من قسوة العهد القديم على أنه لم يُنقض بعد، مثل العنف المذكور، أو قوانين النجاسات و الطهارات خاصة للمرأة!!! و هنا قد يتساءل القارئ متخوفا: أليس كل ما كتبه وعلَّمه موسى إذن هو من الله ذاته ومن الله مباشرةً، وفقط من الله؟؟؟!!! كيف تصف الدسقولية أجزاء من ناموس موسى أنه “أثقال” وقد حررنا منها ابن الله؟؟؟ هذا أمر غريب، بل ويدعوا للشك والريبة قطعاً، فالله في الكتاب المقدس لا “ينسخ” أقواله وتعاليمه، فهي كلها تعاليم مطلقة الصحة وكاملة، إن كانت من الله ذاته. ولكن ها هو القديس بولس الرسول بشخصه يقول ما هو أشد جرأةً من الدسقولية، في الرسالة لأهل كولوسى الإصحاح الثاني عدد 21 – 22، ويبدو أن قوله هذا هو مرجع الدسقولية للاقتباس المذكور سابقاً، فهو يؤكد أن تعاليم ناموس موسى عن “الامتناع”، والتي حسب الدسقولية قد حررنا منها المسيح، وهي جزء ليس بقليل من حجم الناموس الموسوي، هي حقيقةً وصايا وتعاليم الناس وليس الله: “تفرض عليكم فرائض، لا تمس ولا تذق ولا تجس التي هي جميعها للفناء في الاستعمال حسب وصايا و تعاليم الناس”!!!!!!! [وليس الله]. ونحن أيضا نذكر جميعا أن الرب في (لو 9 أعداد 54 – 56) قد وبخ تلميذيه وانتهرهما بشدة عندما اقترحا عليه أن يطلبا (هما وليس هو!!! يا للجرأة) أن يرسل الله نارا من السماء لتحرق من لم يقبلوا المسيح، كما فعل إيليا في الماضي!!! فإن كان الله ذاته هو فعلاً و حقاً من حرّض على العنف في القديم، وهو الذي أمر أن يقتل صموئيل النبي وإيليا النبي الكثيرين بالسيف والنار، فلماذا إذن ينتهر الرب تلميذيه بشدة عندما اقترحا (مجرد اقتراح!!!) أن يقتل ويحرق الرب أعداءة، مجرد “كما فعل إيليا”؟؟ لماذا وكيف حسب الرب التلاميذ أنهم يستحقون الانتهار: “لأنهما لا يعلمان من أي روح هما” ؟؟ الظاهر جدا هنا أن التلاميذ لم يخطئوا أبدا في هذا الطلب، إن كان الله هو الفاعل الحقيقي في هذا الأمر أيام إيليا!!! ألا يدل هذا الانتهار وعدم رضا الرب يسوع بموقف التلاميذ، المُطالب بالعنف والقتل للأعداء، على أن هذا العنف هو ليس من روح المسيح، بل من فكر وحضارة أنبياء العهد القديم، لضرورات حضارية وليس لمطلب إلهي من الله نفسه، وأن هذا العنف كله يُدرج ويُفهم في قول الرسول بولس: “وصايا و تعاليم الناس”؟؟ والتي تشهد عنها الدسقولية أيضا أنها ليست تعاليم إلهية، ولذلك تجرأ الرسل وكتبوا أن المسيح قد حررنا منها بالكمال؟؟؟ وقطعا ما كان يمكن أبدا أن يكتب لنا بولس الرسول وبقية الرسل الأطهار هذا التعليم لو كان الله هو مصدر هذه “الأثقال” و”الرباطات” التي في ناموس موسى!!! وإن كان الله هو الذي قال في القديم “تحب قريبك و تكره عدوك”، فكيف يكون هو نفسه قائل ومعلم “أحبوا أعدائكم …”؟ أمن الفم الإلهي الواحد تخرج اللعنة والكراهية وتنبع المحبة والمغفرة؟؟؟ حاشا لله. وإن كان الرب حقيقةً هو الذي أوصى موسى أن “يأذن لكم بالطلاق لأجل غلاظة قلوبكم” وليس أن موسى هو الذي أذن بالطلاق قديما، فلماذا قدَّم الرب يسوع تعليما عن الطلاق يرفض ما قد أذن به موسى قبلا، إن كان الله هو الآمر في القديم بذلك ؟؟ فكروا بعمق أيها القراء حتى لا يُجدّف على الاسم الحسن بسبب تفسيراتنا، العنيفة الغير مسيحية قطعا، التي تحتاج إلى مراجعة. هناك احتمالان إذن لتفسير العنف في العهد القديم: إما أن الرب المسيح كان “ينسخ” ما قد قاله هو بنفسه في القديم (حاشا لله)، وإما أن بعض مما “قيل للقدماء” هو فعلا كما وصفه القديس بولس: “وصايا و تعاليم الناس” لضرورة حضارية، نعم، وسمح الله بها، نعم، ولكن لم يكن هذا السماح أبدا بأمر من مشيئته هو أو برضاه على قواعد الإنسان الأخلاقية قديما، بل كان سماحه لأن الله يترك لحرية الإنسان تدابيره السياسية والاجتماعية والقانونية بحسب تخلف أو تقدم ظروف الإنسان الحضارية. لنا خيار من اثنين فقط، وبناء على الخيار المختار علينا أن نراجع أنفسنا قبل أن يراجعنا منتقدونا يوميا ويكوُّون ظهور أبنائنا في المدارس وعلى الفضائيات، بأن إلهنا هو إله لا يختلف أبدا عن الإله الذي يحُض تابعيه أن يقتلوا من يختلف معهم في الفكر، حتى ولو كانوا من دينهم ذاته، لكي يقدموا خدمة لله!!! علينا أن نجاوب من روح المسيح، وليس من روح العهد القديم وفلسفات أخرى. علينا أن نحكم بروح المسيح الذي هو وحده قادر أن يحكم على العهد القديم وليس أن العهد القديم يحكم في تعليم المسيح – هذا مبدأ غاية في الأهمية لغسل أفكار مريضة كثيرة ورثناها ممن يساوون عهد النعمة بالعهد القديم، على مبدأ أن “الله هو هو أمس واليوم وغداً”، بلا تغيير في مواقفه من العنف والقصاص قديماً وحديثاً، وكأن المسيح لم يتجسد ولم يعلمنا أي جديد يستحق الذكر مادمنا نُعلّم ونطالب بأننا لن نستريح إلاَّ بإعدام أعدائنا لكي نرى عدلاً؛ لأنه كما قيل للقدماء “سافك دم الإنسان يُسفك دمه”، يبدو أن هذا هو تعليم الله أمس واليوم وغداً، عند البعض … فهل هذا هو إنجيل المسيح كما تعلَّمناه يا أهل بيت الله؟؟؟!!! أم يكفينا موسى والناموس للكرازة بالخلاص؟؟!!!! العهد القديم أسماه بولس الرسول “العهد القديم، خدمة الموت، خدمة الدينونة” (2 كو 3 أعداد 7 – 9)، بالمقارنة مع العهد الجديد “العهد الأفضل” (عب 7 عدد 22). فهل لنا أن نراجع الخطاب الديني (أي التفسير) في هذا الأمر؟؟ هل حقا إلهنا يختلف في موقفه من العنف عن آلهة أخرى، أم أنه ذات الإله العنيف … فما الداعي والجاذبية فيه لأن يأتي إليه ويتبعه غير المسيحيين إذن، إن لم يجدوا فيه إلاَّ العنف البشرى ذاته؟؟؟ الرب إذن قد كمّل وثبت “ناموس المحبة” فقط (وليس تعاليم عنف ناموس موسى ولا طقوس الامتناع والذبائح والطهارات والنجاسات … إلخ). الرب ثبت الناموس القلبي الطبيعي الذي عاش به الآباء كلهم، وبدون وصية مكتوبة، مئات السنين قبل موسى، بل وعاشت به حضارات أخرى مثل مصر الفرعونية – راجع موقف فرعون مع إبراهيم وسارة عندما كذب إبراهيم قائلا إن سارة أخته، ولكن فرعون خاف ناموس الله في قلبه وأرجع سارة بدون أن يأخذها لحريمه!!! الرب نفسه صاحب ناموس المحبة والمغفرة قد رفض بكل حزم وشدة كل تعليم القسوة والعنف والرجم والضرب بالسيف وتحريم المدن وقتل الأطفال والرضع، والتشفي في الأعداء، وسبى النساء في الحرب و بيع الناس كعبيد … إلخ، والذي إتبعة اليهود والبشر القدماء (قيل للقدماء … أما أنا فأقول لكم …). بل وكما تؤكد الدسقولية، كما رأينا، أن جزءً ليس بقليل من ناموس موسى هو من تعليم موسى والناس (كولوسى 2 عدد 21 – 22)، وليس الله، حتى وإن كان الله قد سمح لموسى والأنبياء بتقديم هذا التعليم باسمه مؤقتاً لتفعيل حريتهم هم أيضا في إدارة شئون حياتهم، على مضض وليس عن موافقة (كما يسمح الله لنا جميعا أن نخطئ بحريتنا وهو غير راض ولا موافق). وقد يكون هذا العنف قديما لترتيب قيادة شعب غليظ الرقبة في عصر ساده العنف الحضاري. وهذا ما يؤكده بولس الرسول في تعليمه أيضا. أعرف أن البعض سوف يضطرب جداً من هذا الحديث، للجرأة الغير مألوفة في المناقشة الصريحة، والضرورية جداً في أيامنا. وذلك لأن هذا الحديث معناه أن الكتاب المقدس ليس تنزيلا من الله ذاته (كما يود ويعتقد الكثيرون لتسهيل المناقشة والحوار مع آخرين!)، والحقيقة أن كتابنا المقدس هو مقدس جداً، و ليس بـ “مكدس” كما أدعى غير العارفين. ولكن قداسة الكتاب ليست مرهونة ومثبتة بكونه “منزّل” وذلك لأن بطرس الرسول يقول إن الوحي عندنا ليس تنزيلاً، بل “إلهاما” لا يلغى حضارة الإنسان ولا لغته أو حرية إدراكه بحسب عصره لذا كتب: “تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس.” 2 بط 1 عدد31. هذا معناه اشتراك الله والإنسان معاً في كتابة الكتاب المقدس. فليس الله وحده كاتب الكتاب المقدس ولا الإنسان وحده. ولكن الله هو الذي أوحى لكتّابه بسرد ما جاء فيه من تاريخ الإنسان الساقط ومعاناته بعيداً عن الله وفرحه مع الله – قصة الحب الإلهي منه لنا، والخيانة البشرية مِنَّا لله، والأمانة الإلهية المذهلة والعجيبة للإنسان بحسب العهد الذي أعطاه الله للإنسان. ولا يتغير الله في عهده بسبب خيانة الإنسان لأنه أبٌ بالحقيقة. وهو أمين وعادل ويعدل معنا ويوفينا حقنا بأن يحقق كل وعوده لنا وفينا وبنا، بأن تجسد في بشريتنا وكرّمها وافتداها من الموت للحياة ومن الضلال للوجود الأبدي، لمجد اسمه العظيم القدوس. الكتاب المقدس مقدس إذن لأنه قصة الله القدوس معنا، وإن كنا غير قديسين، وليس لأنه منزّل تنزيلاً، ولا لأنه يخلو من أخطاء البشر في رحلتهم نحو الكمال المُعد للمؤمنين. والكتاب المقدس مقدس وصالح لتعليمنا ونموَّنا في معرفة نقائصنا وخطايانا وتخلفنا الروحي والإنساني لنكافح بمؤازرة الله للنمو في كل ما هو إنساني وروحي. هذا كله يؤكده شرح أستاذ اللاهوت الكتابي د. موريس تاوضروس في كلية اللاهوت القبطية، في كتابه “الوحي والتقليد” صفحة 38، أن “الوحي المقدس لم يكن بالإملاء بل قُدم لنا بأسلوب كتابه (الوعاء الخزفي) والروح القدس الموحِى لهم لم يلغ شخصية الكاتب ولا أثر حضارته المعاصرة”. خاتمةإذن الآن، وحتى استعلان مجد الرب بكامله، نُعزِّى أنفسنا بمجد أبنائنا الشهداء، ونستعد لمشاركتهم في أي لحظة الآن إن كنا حقا مستحقين معهم لهذا النصيب المكرّم جدا في أحضان الرب المجيد. وفي الآن ذاته، نطالب بالعدل الحقيقي بـ “الإصلاح التعليمي والتشريعي” في كافة المجالات، لإصلاح المخدوع من ينصت لشيطان القتل متخفياً ومخادعاً، كما لو كان هو الله نفسه. ونطالب بإعدام روح التمييز بين البشر والتعصب والشر من قلوب البشر جميعا بالحسنى. و نطالب بردع من لا يريد أن يتعلم، بـالنصيحة الحسنى ويتوب. ولكن يكون هذا المطلب بحسب وباسم قوانين المجتمع الوضعية. ولا يصح أبداً أن نطالب بإعدام القاتل باسم المسيح أو أقوال العهد القديم (عهد خدمة الموت وخدمة الدينونة) التي لا تتفق مع تعليم العهد الجديد (العهد الأفضل). وأبناء المسيح لا يتشفون في قاتليهم، حاشا. بل نغفر لقاتلينا في قلوبنا، ونطلب لهم الرحمة من الله ونصلى لهم للعودة للحق والسلامة العقلية والروحية. آمين |
||||