منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 02 - 2015, 06:22 PM   رقم المشاركة : ( 7421 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كلمات يسوع الأخيرة (باراباس)
بقلم جبران خليل جبران
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قد أطلقوني واختاروه . أما هو فنهض وأما أنا فسقطت . وقد قبضوا عليه ضحية وتقدمة للفصح .قد تحررت ُ من قيودي ومشيت ُ مع الجمع وراءه,ولكنني كنت ُ رجلا" حيا" يسير إلى قبره.كان الأليق بي أن أهرب إلى الصحراء حيث يحترق العارُ بأشعة الشمس . ولكنني مشيت ُ مع الذين اختاروه ُ ليحمل جريمتي . وعندما سمروه على الصليب كنت واقفا ً هناك . وقد رأيت ُ وسمعت ُ ولكن ما يُدرك في َّ كان خارج جسدي .فقال له اللص الذي صُلب عن يمينه : وأنت تنزف دماؤك معي يا " يسوع الناصري" ؟ فأجاب "يسوع " وقال :إنني لولا هذا المسمار المغروس في يدي لكنت أمد يميني وأصافحك .إننا قد صُلبنا معا , وياليتهم رفعوا صليبك ليكون قريبا من صليبي . ثم نظر إلى الأرض وتأمل وجه أمه ِ ووجه شاب ٍ كان واقفا بجانبهما . وقال : ياأمي , هوذا ابنك واقفا بجانبك.يا امرأة,هوذا الرجل الذي سيحمل نقط دمي إلى بلاد الشمال . وعندما سمع نواح نساء "الجليل " قال :تأملوا : فهن يبكين وانا أعطش . قد رفعوني كثيرا فلا أستطيع أن أصل إلى دموعهن .إنني لن أشرب الخل والمرارة لأطفئ لهيب هذا العطش .ثم انفتحت عيناه فنظر نحو السماء وقال : يا أبتاه , لماذا تركتنا ؟ وبعد أن سكت هنيهة ً قال والرحمة تملأ صوته : يا أبتاه اغفر لهم ,لأنهم لايدرون ما يفعلون . وعندما تلفظ بهذه الكلمات ظهر لي أنني أرى أمام عيني جميع الناس ساجدين أمام الله يطلبون مغفرة عن صلب هذا الرجل الواحد . ثم صرخ ثانية ً بصوت عظيم : يا أبتاه ,في يديك أستودع روحي.وأخيرا ً رفع رأسه وقال : قد انتهى , وأغمض عينيه . فمزقت سهام البرق وجه السماء الأسود , وحدث رعد عظيم . إنني لم أعرف اليوم أن الذين قتلوه عوضاً عني قد عملوا على عذابي الذي لن ينتهي . لأن صلبه ُ لم يأخذ سوى ساعة واحدة . أما أنا فسأظل مصلوبا" إلى نهاية أيامي.........
كانت هذه كلمات تخيلها الكاتب جبران خليل جبران على لسان باراباس اللص الذي أُطلق حرا ً بدل يسوع .
 
قديم 21 - 02 - 2015, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 7422 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أنثر الحب
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يحكى عن رجل كان يسكن مدينة كبيرة، كان كل يوم يركب القطار ليتوجه إلى عمله في أحد المصانع الكبيرة وكانت رحلة الطريق تستغرق خمسين دقيقة.وفي إحدى المحطات التي يقف فيها القطار صعدت سيدة كانت دائما تحاول الجلوس بجانب النافذة وكانت تلك السيدة أثناء الطريق تفتح حقيبتها وتخرج منها كيساً ثم تمضي الوقت وهي تقذف شيئاً من نافذة القطار. وكان هذا المشهد يتكرر مع السيدة كل يوم.أحد المتطفلين سأل السيدة: ماذا تقذفين من النافذة؟!فأجابته السيدة: أقذف البذور!قال الرجل: بذور!! بذور ماذا؟!!قالت السيدة: بذور ورود، لأني أنظر من النافذة وأرى الطريق هنا فارغة ورغبتي أن أسافر وأرى الورود ذات الألوان الجميلة طيلة الطريق، تخيل كم هو جميل ذلك المنظر؟!!
قال الرجل: لا أظن أن هذه الورود يمكنها أن تنمو على حافة الطريق؟!!
قالت السيدة: أظن أن الكثير منها سوف يضيع هدراً ولكن بعضها سيقع على التراب وسيأتي الوقت الذي فيه ستزهر وهكذا يمكنها أن تنمو.
قال الرجل: ولكن هذه البذور تحتاج إلى الماء لتنمو!!!
قالت السيدة: نعم، أنا أعمل ما علّي وهناك أيام المطر إذا لم أقذف أنا البذور، هذه البذور لا يمكنها أن تنمو ثم أدارت رأسها وقامت بعملها المعتاد، نثر البذور.
نزل الرجل من القطار وهو يفكر أن السيدة تتمتع بالقليل من الخرف.
مضى الوقت، ويوم من الأيام، وفي نفس مسلك القطار جلس نفس الرجل بجانب النافذة ورفع بصره فنظر في الطريق فإذا به تملأه الورود على جانبيه، ياه! كم من الورود! إنها كثيرة، وما أجملها! أصبح الطريق جميلا يمتع الناظر، معطر، ملون، يزهو بالورود والأزهار.
تذكر الرجل السيدة الكبيرة في السن التي كانت تنثر البذور فسأل عنها بائع التذاكر في القطار الذي يعرف الجميع، السيدة كبيرة السن التي كانت تلقي بالبذور من النافذة، أين هي؟ فكان الجواب: "أنها ماتت إثر نزلة صدرية الشهر الماضي". عاد الرجل إلى مكانه وواصل النظر من النافذة ممتعاً عيناه بالزهور الرائعة.
وفكر في نفسه وقال: الورود تفتحت، ولكن ماذا نفع السيدة الكبيرة في السن هذا العمل؟! المسكينة ماتت ولم تتمتع بهذا الجمال. وفي نفس اللحظة سمع الرجل ابتسامات طفل في المقعد الذي أمامه من طفلة جلست كانت تؤشر بحماس من النافذة وتقول: انظر يا أبي، كم هو جميل الطريق! يا إلهي! كم تملأ الورود هذه الطريق!!!
الآن فهم الرجل ما كانت قد عملته السيدة الكبيرة في السن. حتى ولو أنها لم تتمتع بجمال الزهور التي زرعتها فإنها سعيدة أنها قد منحت الناس هدية عظيمة. يا لها من رسالة جميلة حقاً..
ألق أنت بذورك، لا يهم إذا لم تتمتع برؤية الأزهار، بالتأكيد أحد ما سيستمتع بها ويستقبل الحب الذي نثرته.

 
قديم 22 - 02 - 2015, 10:23 AM   رقم المشاركة : ( 7423 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يا حارس ما من الليل؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



يا حارس، ما من الليل؟ يا حارس، ما من الليل؟ قال الحارس: أتى صباح وأيضًا ليلٌ. إن كنتم تطلبون فاطلبوا. ارجعوا، تعالوا ( إش 21: 11 ، 12)
«ما من الليل؟» وإلى متى سيستمر ليل الشر والحزن؟ إلى متى يا رب، إلى متى؟ لقد تساءلت الأجيال جيلاً بعد جيل عن هذا الأمر، واشتاقت نفوسنا إلى الصباح الموعود به. لا زال الوقت ليلاً، ولم يَفح النهار، ولم تنهزم الظلال بعد، بل إن حلوكة الظلام تشتد وتشتد بصورة لم يسبق لها مثيل قبل اليوم. الزمن صعب، وعلى كل جانب اضطراب وقلق وحيرة. والإثم يتزايد وكلمة الله مرفوضة، وابن الله يُهان حتى وسط المسيحية الاسمية.
«يا حارس، ما من الليل؟» أجاب إشعياء وقال: «أتى (يأتي) صباح». وههنا رجاء الخلاص والعتق من هذا السواد المتكاثف. سيأتي حتمًا صباح على كنيسة الله الحقيقية. نستطيع أن نقول بفرح: «يأتي صباح». الصباح قريب وحتمًا سيأتي. والعريس سيُقبل عما قريب. العريس الذي طالما انتظرته العروس وتاقت إليه. إنه لن يخلف وعده، وسريعًا سيدوي صوت الهتاف الذي سيدعو كل قديسيه لمُلاقاته في الهواء، ولرؤيته وجهًا لوجه، وللوجود معه في بيت الآب كل حين وإلى أبد الآبدين. فهل يهزنا هذا الرجاء المقدس؟ وهل يدفع ألسنتنا بالقول: «آمين. تعالَ أيها الرب يسوع»؟ ليت هذا هو حال كل قارئ لهذه الكلمات. وليتنا جميعًا، أمام ما نتوقع من صباح جديد ومجيد، أن نعيش ونسلك كأُناس ليسوا بعد من العالم. وليت الرب ـ بهذا الرجاء المبارك ـ رجاء مجيئه إلينا ـ يحفظنا قريبين منه، له المجد.
والنبي إشعياء يقول بعد ذلك «وأيضًا ليل». إن الصباح يأتي لمنتظريه، ولكن للمسيحية المرتدة وللعالم السائر في تحديه لله ولجميع الناسين الله من يهود وأمم سيأتي ليل. ذلك الليل الذي سيعقب صباح مجيء الرب لخاصته وقديسيه هو ليل الدينونة؛ ليل الضيقة. ليل يستخدم فيه الشيطان قوته وسلطانه الرهيب في أروع صورة وفي أوسع مدى. هذا هو الليل الذي تسعى إليه المسيحية المرتدة والعالم.
ولنتفكر في أن مِن حولنا نفوسًا مسكينة احتواها الليل البهيم، وعن قريب ستواجه دينونة وغضب الله، فهل تتحرك فينا العواطف لكي نسعى جهد الطاقة لأجل خلاص الهالكين؟
 
قديم 22 - 02 - 2015, 12:08 PM   رقم المشاركة : ( 7424 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«نفتخر بكم»
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أستأذنك، قارئى العزيز، فى التوقف قليلاً عن تسلسل مقالاتنا لنستعيد معاً ما يتعرض له المِصريون فى تاريخهم بين الماضى والحاضر. فكما حدث فى مِصر، على سبيل المثال، فى عصر الطاغيتين «نيرون» و«دقلديانوس» اللذين وقف إزاءهما المِصريون أشداء صامدين، وانتهى هذان الطاغيتان وأمثالهما، وسُطرت صفحات التاريخ بسيرة هؤلاء الشهداء السابقين والحاليين، هكذا قبل أيام، احتفل المِصريون باستشهاد 21 من أبناء وطنهم بيد الإرهاب فى ليبيا، ليُعِيد إلى الأذهان ما عانَوه، وليشد من أزرهم، وليكتُبوا تاريخاً جديداً.
معنى كلمة «شهـيـد»..
الكلمة العربية «شهيد» مشتقة من الفعل الثلاثى «شهِد»، وفى الأصل اللُّغوى، كانت دلالة على الشخص الذى لديه معلومات عن حدث شهِده فقدم هذه المعلومات وشهد بها، وفى هذا المعنى يقال «استُشهد» أى طُلبت شهادته فيما عاينه. وفعل «استشهد» يحمل أيضاً معنى اشتقاقياً فقهياً هو «سُئل الشهادة» أو «طُلب للشهادة»، والشهادة تعنى الشهادة للإيمان الذى يدين به. أمّا المعنى الاصطلاحى له، فهو يشير إلى الإنسان الذى يُقتل فى سبيل الله. وأيضاً استشهد فى سبيل كذا: أن بذل حياته تلبيةً لغاية كذا.
فى المسيحية.. أُطلقت الكلمة أولاً على تلاميذ السيد المسيح والرسل الذين جالوا فى الأرض مبشرين، ففى سفر أعمال الرسل: «… وتكونون لى شهودًا فى أورُشليم وفى كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض». ثم أُطلقت على الذين احتملوا الشدائد بسبب الإيمان قُتلوا أو لم يُقتلوا. وأخيرًا أصبحت الكلمة تصف الذين قبِلوا أن يقدِّموا حياتهم من أجل إيمانهم.
لمــــاذا المــــوت؟..
يسعى الإنسان دائماً للحياة، ويسعى فزِعاً للهروب من الموت. إلا أن ما يشُد الانتباه فى الشهداء المَسيحيِّين، أنهم يلاقون الموت كأنهم على موعد طالما انتظروه! فهم يتقدمون إليه بشجاعة وإيمان ووداعة وفرح ما يُذهل معذبيهم ومضطهديهم. وهذا أدعى إلى التساؤل: لماذا يُقبلون على الموت بهدوء واحتمال وصبر؟ لماذا لا يرتعبون فى ملاقاة الموت مثل كثيرين؟ إذ لابد من أن تكون لهم الأفكار والدوافع التى تجعلهم يفعلون هذا.
العالـــم والأبديـــــة..
لقد أدرك الشهداء أن الحياة فى هذا العالم وقتية وقصيرة جدًا فى مقابل الحياة بعد الموت، يقول يعقوب الرسول: «أنتم الذين لا تعرفون أمر الغد! لأنه ما هى حياتكم؟ إنها بخار، يظهر قليلًا ثم يضمحل»، فعاشوا حياتهم غرباء مؤمنين بأنهم سيعودون يومًا إلى وطنهم السمائى، وأن أمور هذا العالم إلى زوال. وحين انتهت رحلتهم، عادوا إلى وطنهم فرحين. وهنا دائمًا تتردد فى عقلى وفكرى كلمات البابا «شنوده الثالث»:«تذكَّر دائمًا أنك غريب على الأرض، وأنك عائد إلى وطنك السماوى».
التعـب والراحــــــة..
لقد أدرك الشهداء أن الحياة على الأرض هى حياة تعب، لا تحمل فى طِياتها راحة حقيقية. إلا أنهم سعَوا فيها بكل جد واجتهاد وأمانة لأنها هبة الله لهم. فهم يُدركون تعب هذه الحياة، ولكنهم يؤدون رسالتهم فى الحياة على أفضل وجه ممكن. وحينما يوضعون أمام الموت، لا يهابونه لأنهم يُدركون أن الراحة الحقيقية والحياة الفُضلى هما فى السماء.
حـيــــاة الشهـــــداء..
حين نتعمق فى حياة الشهداء، نجد أنها حياة امتلأت بكثير من الفضائل، وجاء الاستشهاد ليكلل هذه الحياة المباركة النقية الممتلئة بتلك الفضائل، التى منها:….
الشجــاعــــــة
لقد أثبت الشهداء شجاعتهم فى ملاقاة الموت، فلم يخافوا اجتيازه، متذكرين كلمات السيد المسيح: «ولكن أقول لكم يا أحبائى: لا تخافوا من الذين يقتُلون الجسد، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر. بل أُريكم ممن تخافون: خافوا من الذى بعدما يقتُل، له سلطان أن يُلقى فى جَهنم. نعم، أقول لكم: من هذا خافوا!».
الاحتمـــــال
قدَّم الشهداء مشاهد رائعةً لاحتمالهم الآلام والأتعاب بدرجة أبهرت حتى أعدائهم، فهم لم يتحدثوا عن احتمال الآلام بل كانوا هم أنفسهم نماذج له. وقد تعجب الوُلاة والحكام من تلك القدرة الفائقة على الاحتمال التى امتلكها الجميع: شيوخًا، ورجالًا ونساءً، وأطفالًا.
الـصــــــبر
استمرت اضطهادات الشهداء وآلامهم فى بعض الأحيان على مدى سنوات، يحاول فيها الطغاة إضعاف عزيمتهم واستنفاد صبرهم. لٰكنّ الأيام كانت تشدهم وتجذبهم نحو وطنهم السمائى الذى يشتهون العودة إليه. بل لقد نفِد صبر الحكام أمام صبر الشهداء، فكانوا عندما يتعبون من ثبات أحد الشهداء، يُرسلونه إلى حاكم آخر ليعذبه، وأمّا هم فكانوا يملكون صبرًا فولاذيًا لا يَلين ولا ينتهى، وقوة لا تخور.
الــوداعـــــة
إن حياة الوداعة هى جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان المَسيحى. وقد قدَّم الشهداء مشاهد عظيمة لتلك الوداعة، فلم نجدهم يتمردون أو يُثيرون الشغب، أو يقاتلون من يقتلونهم، بل كانوا يحملون فى قلبهم وداعة فائقة. وتُعد «الكتيبة الطِّيبية» التى استُشهد أفرادها جميعًا مثالًا لذلك، فقد كتبوا رسالة إلى الإمبراطور الرومانى يقولون فيها: «أيها القيصر العظيم، إننا جنودك، لكن فى الوقت نفسه عبيد الله… لسنا ثوارًا، فالأسلحة لدينا، وبها نستطيع أن ندافع عن أنفسنا ونعصاك، لكننا نفضل أن نموت أبرياء، على أن نعيش ملوَّثين. ونحن على أتم الاستعداد أن نتحمل كل ما تصبه علينا من أنواع التعذيب، لأننا مَسيحيون، ونُعلن مَسيحيتنا جهارًا…».
المحبـــــــة
أمّا عن المحبة، فقد كانت لآلئ تضىء فى حياة الشهداء. فقدموا محبة إلى الجميع، وبخاصة أعداؤهم، تفوق التصور متمِّمين قول السيد المسيح: «… أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ويطردونكم…».
الســـــــلام
عاش الشهداء فى حياتهم متمتعين بالسلام الذى يهبه الله لهم طوالها، وقابلوا الموت بهذا السلام العظيم الذى يحتار فيه العالم! فسلام الله الموهوب منه لا يستطيع أحد أن ينتزِعه منهم. وهنا تبرُق أمام عينى كلمات البابا «كيرلس السادس»: «لا يوجد شىء تحت السماء يقدر أن يكدرنى أو يزعجنى لأنى مُحتَمٍ فى ذلك الحصن الحصين داخل الملجأ الأمين، مطمئن فى أحضان المراحم، حائز على ينبوع من التعزية». إنه مشهد لحياة الشهداء، فقد عاشوا ممتلئين سلامًا، ورحلوا يظللهم السلام الذى لا ينتزعه السيف.
لقد استشهد 21 من أبنائنا فى ليبيا، وقد رأينا صورًا وفيلمًا عنهم قبل استشهادهم، وقدمت د. «مشيرة حنفى» خبيرة علم الباراسيكولوچى تفسيرًا فقالت: «بالنظر إلى وجوه الشهداء، يتضح أنهم جميعـًا يتمتعون بدرجة عالية من الإيمان والرضا بالمقسوم، والدليل على ذلك أنهم فى أثناء جلوسهم على الأرض، وحالة الصمت الشديد التى سيطرت عليهم، كانوا يصلون ويدعون الله، وكانوا يتمتعون بالصمود الشديد والسكينة النفسية». وتُفسر: «عندما تتحد الروح الذاتية، يصل الشخص إلى أعلى درجات الإيمان، وما جعلهم يصلون إلى ذلك أنهم كانوا مُغمَضى العيون، وهذا دليل على أنهم شاهدوا مكانة أفضل من الدنيا ما جعلهم فى حالة استسلام».
وعبر التاريخ، كانت نهايات المضطهِدين نهايات سيئة وماتوا أشر ميتة، إذ إن الله العادل لا ينسى حق كل من ظلم، ومن أمثلة هؤلاء: «نيرون» الذى أُبعد عن السلطة وهو مايزال شابًا ثم اختفى ولم يُعثر له على جثة أو قبر، و«دومتيان» الذى قُتل فى قصره بيد أعدائه، وقرر مجلس الشيوخ الرومانى محو اسمه، و«ديكيوس» الذى سقط فى يد أعدائه وذُبح هو وابنه وكثير من جيشه، و«أُوريليان» الذى ذبحه أصدقاؤه المقربون إليه، و«دقلديانوس» الذى اعتزل الحكم ومرِِض بشدة حتى قيل إنه أنهى حياته بيديه. إن الله ضابط الكل يتأنى لكنه لا ينسى، هو يُمهل ولا يُهمل، ويسلِّم ولكن ليس إلى الانقضاء.
إلى شهدائنا نحن نفتخر بكم من أجل شجاعتكم، واحتمالكم، وصبركم، ووداعتكم، ومحبتكم، وسلامكم، وإيمانكم، فهنيئًا لكم إكليل الشهادة!!
وعن مصر الحلوة الحديث لا ينتهى…!
الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى
 
قديم 23 - 02 - 2015, 06:49 PM   رقم المشاركة : ( 7425 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا لا يستجيب الله لصلاتي ودُعائي؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا لا يستجيب الله لصلاتي ودُعائي؟

لماذا يبدو في بعض الأحيان بأن الله يتجاهل أو يتغاضى عن طلباتنا عندما نصلي إليه سائلينه أن يستجيب لنا ويساعدنا عندما نواجه مشاكل عويصة ومواقف أليمة؟
هنالك الكثير مِن الذين صلـُّوا إلى الله طالبين منه العَوْنَ والتـَّدخل في حل مشاكلهم، إلا أن الإجابة التي استلموها كانت الصَّمْت...!
فلماذا لا يستجيب الله مع أنَّه وعد قائلاً:
" وَقَبْلَ أن يَدْعُوا أَسْتَجِيبُ، وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ أُنْصِتُ إِلَيْهِمْ."
(إشعياء-65-24 )
لماذا لا يستجيب الله مع أنَّ السيد المسيح قد أكـَّد لنا بأن الله يُعطي كل مَن يسأله، وحثـَّنا على أن نطلب من الله ونسأله إذ قال:
"اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ."
(إنجيل متى 7: 7)!
الله سبحانه يعرف الأنسب والأفضل لنا
إننا كبشر خُطاة وغير كاملين لا نعرف أن نطلب لأنفسنا طلبات صالحة وجيدة، كما أننا لا نعلم ما هو الأفضل لنا. ولهذا عليك ألا تتوقع بأن استجابة الله لصلاتك يجب أن تكون "نعم"، إذ قد يستجيب الله أحياناً بالرفض، أو قد يصمت عن الإجابة ويطلب منا الصبر والانتظار.

إذا كُنت أباً/أماً، أو راقبت بعض الوالدين وكيفية تعاملهم مع أبنائهم، لا بد وأنك تذكر بعض المواقف التي رفض فيها الأهل تلبية طلب الطفل لأنه كان يطلب أشياءً غير صالحة له وقد تتسبب بأذيته. ونتيجة لأسباب منطقية وصحيحة وبدافع المحبة يرفض الأهل أحياناً تحقيق بعض مطالب أبنائهم التي يسألونهم عنها ويطلبونها. قد لا يفهم الأطفال حكمة الأهل خلف الرفض، إلا أننا نعلم بأن الوالدين يسعون لإعطاء أبنائهم ما هو الأفضل والأنسب لهم حتى وإن لم يبدُ هذا جلياً للأطفال.

نفس هذا الأمر ينطبق على تعامل الله معنا وكيفية استجابته لصلواتنا وأدعيتنا التي نرفعها إليه. فنحن أبناء الله، وهو سبحانه يعطينا دائماً ما هو الأفضل والأنسب لنا وكل ما هو لخيرنا. إن الله خالقنا، وهو وحده الذي يعرف أكثر بكثير مما نعرفه نحن عن أنفسنا ومستقبلنا. إنه يعرف ما هو الأفضل لنا وما ليس لصالحنا. ولهذا قد يمتنع أحياناً عن إعطائنا كل ما نطلبه منه لأننا بعلمنا المحدود لا نعرف أن نطلب ما هو لصالحنا. فإذا كانت إجابة الله هي "لا" عليك ألا تفشل وتيأس من الصلاة، بل اصبر وثق بأن الله سيستجيب بطريقته بكل ما هو لخيرك وصالحك – إذا لم يكن على هذه الأرض، فمن المؤكد بأنه لخيرك في الأبدية.

بعد أن أوضحت لك ما سبق، حريٌّ بي أن أعلمك بأنَّ هناك بعض الأمور التي قد تـُعيق استجابة الله لصلواتك وأدعيتك...

الأكتفاء
عدم الشعور المُخلص بالحاجة إلى مساعدة الله ومعونته. هل يمكنك إضافة الماء إلى كأس مملوء بالماء!
بالطبع لا. هكذا أيضاً لا يمكنك الامتلاء ببركات الله عليك إذا لم تكن شاعراً بالعطش والحاجة إليه. لقد وعد الله قائلاً:
"لأَنِّي سَأَسْكُبُ مَاءً عَلَى الأَرْضِ الْظَمْأَى، وَأُجْرِي السُّيُولَ عَلَى التُّرْبَةِ الْيَابِسَةِ، "
(إشعياء 44: 3).
فالذي يجوع ويعطش ويشتاق إلى الله ويشعر بالحاجة الشديدة إليه لا بُدَّ أن ينال الشبع والبركات كما وعد الله.

المعاصي
التـَّعلـُّق بمعاصي مُعيَّنة ورفض التـَّخلي عنها. إذا كنا نفعل بعض الأمور التي لا يتوجَّب علينا فعلها مخالفين بذلك تعاليم الله ووصاياه، لا يمكننا أن نتوقـَّع منه أن يستجيب لصلواتنا. والله سبحانه لن يستجيب لصلواتنا إذا كنا نرفض الاعتراف والإقرار بمعاصينا والتوبة عنها وتركها.

الشك وعدم الإيمان
قال السيد المسيح:
" كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ."
(مرقس 11: 24).
عندما يبدو لك بأن صلواتك غير مُستجابة، لا تشُكْ بل تمسَّك بوعود الله لأنه لا بُدَّ مِن أن يستجيب لصلاتك فتنال البركة التي أنت في أشدِّ الحاجة إليها. إلا أنَّ إصرارنا على استجابة الله لطلباتنا بطريقتنا نحن إنما هو تصلـُّف وتكبُّر على الله...
فالله أحكم مِن أن يُخطيء وهو أصلح مِن أن يمنع خيراً عن السالكين بالاستقامة. فلا تشك ولا تخشَ الاتكال عليه حتى إذا كنت لا ترى الاستجابة المرجوَّة لصلواتك، بل آمن وثق بوعوده فهي صادقة وحق.

المسامحة
أن رفض مسامحة المُذنبين إلينا. لقد أوضح لنا السيد المسيح بأننا إذ نأتي إلى الله لنطلب منه رحمة وغفراناً يجب أن يملأ قلوبنا روح التسامح والمحبة للآخرين، إذ كيف يمكننا أن نصلي قائلين:
" وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. "
(إنجيل متى 6: 12)
ومع ذلك ننغمس في روح عدم التسامح؟
فعلى قدر ما نتوقع أن يسامحنا الله، علينا أن نصفح نحن عن الآخرين ونسامحهم.

الملل مِن الصلاة والانقطاع عنها
أحد الأمور التي تجعلنا نشعر بأن صلواتنا لا تـُستجاب هو التوقـُّف عن الصلاة. في الرسالة الأولى إلى أهل :
(تسالونيكي 5: 17) ...
تقول كلمات الوحي:
" صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. "
علينا ألا نقلق كثيراً حول ما إذا كان الله سبحانه يسمع صلواتنا أو يستجيب، إذ أنه في الحقيقة يسمع ويعتني ويرعى ويستجيب. ما يجب أن يشغل بالنا هو إذا كانت التجارب أو الأوقات الصعبة أو المِحَن قد أصابتنا بالفشل وأحبطت من عزيمتنا فمللنا من الصلاة وتخلينا عنها وتوقفنا عن رفعها باستمرار إلى الله. في :
( إنجيل لوقا 18: 1- )
ضَرَبَ لنا السيد المسيح مثلاً في وجوب الصلاة دائماً ودون ملل، إذ قال:
"كان في مدينة قاض لا يخاف الله ولا يحترم إنسانا. وكان في تلك المدينة أرملة كانت تأتي إليه قائلة:
أنصفني مِن خصمي!
فظل يرفض طلبها مُدَّة مِن الزمن. ولكنه بعد ذلك قال في نفسه:
حتى لو كنتُ لا أخاف الله ولا أحترم إنسانا، فمهما يكن، فلأن هذه الأرملة تزعجني سأنصفها، لئلا تأتي دائما فتـُصدِّع رأسي!
وقال المسيح:
«اسمعوا ما يقوله القاضي الظالم. أفلا يُنصِفُ الله مختاريه الذين يصرخون إليه نهارا وليلا؟
أما يُسرع في الاستجابة لهم؟
أقول لكم:
إنه ينصفهم سريعا»".

عدم تقديم الشكر لله.
يوجِّه الرسول بولس نصيحة وتوصية مُباشرة بخصوص هذا الأمر في الرسالة إلى :
( أهل فيلبي 4: 6 ) .. إذ يقول:
" لاَ تَقْلَقُوا مِنْ جِهَةِ أَيِّ شَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ أَمْرٍ لِتَكُنْ طَلِبَاتُكُمْ مَعْرُوفَةً لَدَى اللهِ، بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ، مَعَ الشُّكْرِ".
علينا كمؤمنين أن نـُكثِر مِن الحمد لله على رحمته وعجائبه وبركاته علينا وألا تقتصر عبادتنا في الصلاة والدُّعاء على الطلب والأخذ. علينا ألا نـُفكـِّر دائماً في احتياجاتنا ونغض الطرف عمَّا بين أيدينا من نِعَم وبركات. قد نكون من الأشخاص الذين يُصلـُّون كثيراً، إلا أننا نبخل في تقديم الحمد والشكر لله على كل ما صنعه لأجلنا.

انعدام الصبر
"يَوْماً وَاحِداً فِي نَظَرِ الرَّبِّ هُوَ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ."
(2 بطرس 3: 8) ..! نعم،
فالوقت الذي نحسبه بالثواني والدقائق والساعات والأيام يختلف عن أوقات الله السرمدي الأبدي والصبور على ضلالنا وعصياننا. لقد
" انْتَظَرَ إِبْرَاهِيمُ بِصَبْرٍ فَنَالَ مَا وُعِدَ بِهِ."
(الرسالة إلى العبرانيين 6: 15)
فلما لا تنتظر بصبر كإبراهيم لتنال تحقيق وعود الله في حياتك؟
ربما ستنتظر أياماً وشهوراً وحتى سنين... لكن الله سبحانه سيستجيب في وقته هو وبما فيه مصلحتك به. فآمن به واصبر لتنال البركات.

عدم الطلب حسب مشيئة الله
كل صلاة ودعاء نرفعهما أمام الله يجب أن يُختتما بعبارة :
لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك
"وَلٰكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُك"
(إنجيل لوقا 22: 42).
إن صلاة الإيمان بعظمتها لا يمكن أن تفرض على الله أن يستجيب للصلاة، إذ لا بُدَّ أن نسأل في صلاة الإيمان أن يتم كل شيء حسب مشيئته تعالى. في الرسالة الأولى إلى
(1 يوحنا 5: 14 ) ... نقرأ:
" وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا."
إذا لم تصلي وتطلب حسب مشيئة الله، فهذا ليس إيماناً حقيقياً بالله.

أسمه القدوس يسوع المسيح
إنهاء الصلاة أو الدُّعاء باسم السيد المسيح . إنه تعالى يسمع صلواتنا ويستجيب لكل دعاء مُخلص يـُرفع له باسم السيد المسيح. إلا أن الطلب باسم المسيح لا يعني مجرَّد ذكر اسمه، بل يعني أن يكون فينا فكر المسيح وروحه وأن نكون مؤمنين به ومُتـَّكلين عليه وممارسين أعماله.

طلب الأمور الأرضية لا السماوية.
من أكثر الأمور التي تمنع استجابة الله لصلواتنا هي طلبنا وتضرعنا من أجل الحصول على بركات أرضية. لكن السيد المسيح علـَّمنا بأننا يجب أن نهتم أولاً بما هو سماوي إذ قال:
" فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ:
مَاذَا نَأْكُلُ؟
أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟
أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟
فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا. لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ."
(إنجيل متى 6: 31 و33).
إذا كان اهتمامك هو عمل مرضاة الله وتنفيذ إرادته والسير حسب تعاليمه والاسترشاد بروحه لتعرف السبيل لنيل الحياة الأبدية ولتحيا في حضرته، ستشعر بعظيم بركات الله عليك وستتيقـَّن من استجابته لصلواتك وأدعيتك وسيُغدق عليك الكثير من من البركات النـِّعَم.

كل ما سبق وذكرته لك لا يعني أن هنالك أموراً مُعيَّنة يجب أن تعملها ليستجيب الله لصلواتك، ولا يعني أيضاً أنه بإمكانك إقناع الله لتلبية طلباتك وأدعيتك...
ولكن، علينا أن نجتهد دائماً في إزالة كل ما يُمكن أن يُعيق تواصلنا مع الله حتى يُكمل هو تعالى عمله من أجلنا ويغدق علينا بركاته حسب مشيئته.

إنَّ أهم شيء في موضوع الصلاة واستجابة الله لها هو علاقتنا بالله. إن الصلاة هي دورنا في التواصل مع الله، وعلينا أن نجتهد ونسعى لننمِّي هذه العلاقة يوماً بعد يوم. وكلما زاد اقترابنا إلى الله من خلال الصلاة الحقيقية النابعة من القلب، كلما استطعنا أن نفهم ونـُميِّز مشيئته في حياتنا وكيفية إستجابته لصلواتنا. إن الله يهتم بكل مجريات وتفاصيل حياتنا. فاعرض حاجاتك وأفراحك وأحزانك وهمومك ومخاوفك أمام الله بصورة دائمة لأنه لا يمل من كثرتها ولا يمتنع عن إغداق نعمه على عابديه. اذهب إليه دائماً بكل ما يحيِّرك واثقاً من أنَّ الذي يحمل العالمين بكلمته ويُسيِّر الكواكب حسب إرادته لا يعسر عليه أمر، ولا يستصغر أمراً يهمُّ أحد خلائقه.

إذا كان لدينا إيمان وثقة صادقة بالله، لن نبالي أو نهتم بكيفية استجابة الله لنا سواء كانت
"الصبر والانتظار" أو "الموافقة" أو "الرفض".
علينا فقط أن نثق ونصبر لنرى إن كان الله في وقته سيستجيب لطلبنا، أو ربما يريد تعالى أن يفعل لنا أمراً أفضل مما طلبناه أو حتى تخيَّلناه!
" تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ . فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ."
(أمثال 3: 5 -6).

أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين

 
قديم 23 - 02 - 2015, 06:51 PM   رقم المشاركة : ( 7426 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سر مسحة المرضى؟ ما هو وما هي أهميته؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإجابة:

سر مسحه المرضى Unction of the sick في الكتاب المقدس:

1. هذا السر من أسرار الكنيسة السبعة وهو لشفاء من امراض النفس والجسد والروح بمغفرة الخطايا وأسسه الرب يسوع له المجد في العهد الجديد وهذا الزيت عباره عن زيت نقي ثم يصلي عليه الكاهن ويوضع فيهم سبع فتائل من القطن ويصلي عليهم سبع صلوات مرتبه منذ عهد الرسل ومتفق عليها من جميع الكنائس الرسوليه ويوقدون سبع فتائل رمز لكمال حلول مواهب الروح القدس لشفاء المريض بأسم الرب يسوع و صلاة الأيمان تشفي المريض.

2. أوصي الرب يسوع له المجد لتلاميذه لاتمام هذا السر عند ارسالهم للكرازة قائلا "واشفوا المرضى الذين فيها وقولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت الله" (لو10: 9). "واخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم" (مر6 : 13) (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) وحتى السامري الصالح حينما كان يقدم يد العون والخدمه للإنسان المسافر الذي خرج عليه اللصوص". فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا واركبه على دابته واتى به الى فندق واعتنى به (لو 10 : 34). هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.

3. حث القديس يعقوب الرسول المؤمنين بان يدعوا القسوس وشيوخ الكنيسه عند مرض احد منهم "أمريض احد بينكم فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب وصلاة الايمان تشفي المريض والرب يقيمه وان كان قد فعل خطية تغفر له" (يع5: 14و15).

4. أما عن الوصيه لشفاء المرضي فهناك الكثير من الشواهد علي ذلك فعند ارسالهم للكرازه اوصاهم الرب بشفاء المرضي "ثم دعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف" (لو9: 1). و"يضعون ايديهم على المرضى فيبرأون" (مر16: 18). "واقام اثني عشر ليكونوا معه وليرسلهم ليكرزوا ويكون لهم سلطان على شفاء الامراض واخراج الشياطين" (مر3: 15)
 
قديم 23 - 02 - 2015, 06:55 PM   رقم المشاركة : ( 7427 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

‏أفيقوا_يرحمكم_الله‬ (2)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

موضوع أن ربنا ها يقبلني علي أساس طائفتي ده موضوع لازم اعيد التفكير فيه مرة واتنين وعشرة ومليون.
مش تراجع موقفك من طائفتك وفكرها وعقيدتها فقط لكن تراجع موقفك من الله نفسه.
لو ربنا ها يقبلك علشان انت ارثوذكسي ومش ها يقبل غيرك علشان كاثوليكي أو برتستانتي (والعكس صحيح) فأنت هنا بتعترف أن ألهك اله عنصري ومتطرف ومتعصب.

وبالتالي الفكرة عن ألهك ده بتمتد لتشمل فكر أسرتك وكنيستك وطائفتك واستاذك وواعظك والخادم بتاعك كمان اللي اكيد وصلولك الفكرة ديه عن ربنا في مراحل عمرك المختلفة.

وبالتالي سوف تخرج ليس لأن تدافع أو تخدم الإله الحق بل سوف تدافع وتخدم أله فكر أسرتك وكنيستك وطائفتك وخادمك الذي نشأت عليه وأنت لا تشعر بذلك.


بالتاكيد أنت لا ترضي أن يكون الله بمثل هذه الصفات السيئة التي لا نستطيع أن نقولها بلساننا ولكننا نقولها بأفعالنا وردود أفعالنا التلقائية.
أعزل نفسك عن فكر المجموع، وأخرج عن ثقافة القطيع، لأن في النهاية سوف تقف امام الله وحدك منفرداً بدون اسرتك أو كنيستك أو طائفتك وليس من يقوم بالدفاع عنك.

راجع الأفكار اللي زُرعت فيك منذ الصغر، وصحح أفكارك عن الله وبالأخص الأفكار اللي تتعلق بمعاملة الإنسان بالإنسان.


ولك الحق أن تعترض(اعتراض من اجل الفهم) علي ما كُتب في الكتاب المقدس وما يوجد بداخله من تناقضات واضحة في معاملة الله مع الإنسان، وتناقضات وظاهرة لكل شخص يفكر فيما يقرأ.
وبالأخص إذا كانت تُسيء للإنسان وللإنسانية ككل. علي سبيل المثال وليس الحصر: كيف يقول الله لا تقتل وفي مواقف أخري يأمر البعض بالقتل في العهد القديم
.

ليس كل شخص يقرأ يُفكر فيما يقرأ، وليس كل شخص يسمع هو يفكر فيما يسمعه.

"مبصرين لا يبصرون و سامعين لا يسمعون و لا يفهمون. فقد تمت فيهم نبوة إشعياء القائلة: تسمعون سمعاً ولا تفهمون، ومبصرين تُبصرون ولا تنظرون .لان قلب هذا الشعب قد غلظ و آذانهم قد ثقل سماعها و اغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم و يسمعوا باذانهم و يفهموا بقلوبهم و يرجعوا فاشفيهم" (مت14،13-15).


وبالتأكيد هذه النبوة لا تنطبق فقط علي اليهود في أيام المسيح فقط بل تنطبق علينا نحن أيضاً الأن.

لأن في الاول وفي الاخر علاقتك مع الله علاقة شخصية فردية وليست علاقة جماعة أو كنيسة أو طائفة لها فكر معين.

الله روح وحق ولم يتنازل عن أن تعبده سوي بالروح والحق، مهما تنوعت أو اختلفت صور العبادة فيما بيننا سيظل يبحث عن الروح والحق في العبادة.

"يا أمرأة صدقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للأب. انتم تسجدون لما لستم تعلمون، وأما نحن فنسجد لما نعلم. لأن الخلاص هو من اليهود. ولكن تأتي ساعة، وهي الأن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق، لأن الاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يو21،4-24).

ما الفائدة من امتلاك عقيدة أو فكر صحيح بدون حياة صحيحة!؟
الحياة الصحيحة والخبرة الشخصية مع الله اولاً ثم العقيدة وليس العكس.

الإيمان المُسلم إلينا هو إيمان وحياة وخبرة السابقين وليس عقيدة أو أفكار الاخرين السابقة.

أصبحنا بدل أن نُأصل علاقتنا مع الله ونفحصها ونختبرها اصبحنا نبحث عن الأفكار والمعتقدات ونفحص ما هو الصواب وما هو الخطأ ما الحقيقي وما المزيف لكل طائفة.

"جربوا أنفسكم، هل أنتم في الإيمان؟ أمتحنوا أنفسكم. أم لستم تعرفون أنفسكم، أن يسوع المسيح هو فيكم، إن لم تكونوا مرفوضين؟" (2كو:5:13)

 
قديم 23 - 02 - 2015, 06:58 PM   رقم المشاركة : ( 7428 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إلك .....ماريا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إلى الإنسانة النقية الذي سكب الله فيها طهر السرائر
كما سكب الفجر في البنفسج نقاء الندى ...
إلى ماريا الزهرة التي لم تسئ لبشرتها بمساحيق الزيف والخداع المزيف .
انت ِ أغلى إنسانة في قلبي أقولها من أعماق قلبي ....
حاولت ان اتعود على بعدّ عنكِ فارتسمت صورتك واسمك في كل شئ
حاولت أن اكتب فتحولت كلماتي من حبر ازرق إلى دمي الأحمر
الذي كل نقطة منه تقول بانكِ أختي الحبيبة ...
ولو نفذ الحبر من قلمي سأبدله بحبر احمر هو دمي ....
حاولت ان ابكي ....فصرخت
حاولت ان اضحك ...فبكيت
حاولت ان اضعكِ بين عينيّ وانام ...لكني وجدتكِ توقظي السهر وتجافي منامي بكلماتكِ..
ذكراكِ تسقيه دمعات من عينيّ كمالمطر الغزير بللت صفحتي ذكراكِ..
لاأقدر ان انساكِ لامفر من ذكراكِ وانه يزداد في قلبي شوقا" ووفاءا" وحب أخوي تجاهك ...
حينما اكتب إليكِ لا أشعر بأني أضيف شيئا" جديدا" على ملامح المعاني
فالطيف منكِ يجول بين نواظري ....
ورنين صوتكِ بات بين مسامعي ...
الله يشهد ماذكرتك ساعة
هذا لأني..لن ...ولم انساكِ أبدا""""
انتِ دائماا" معي صديقتكِ وأختكِ وحبيبتكِ




 
قديم 25 - 02 - 2015, 04:40 PM   رقم المشاركة : ( 7429 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حاجاتنا الأساسية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حاجاتنا الأساسية

ينظم الإنسان العصري حياته بدقة تامة، ويقسِّم أوقاته بكل إتقان وترتيب.. يرسم للحاضر مخططات واسعة، ويضع للمستقبل خطوطاً عريضة، ويخط البرامج النظامية لتجعله جباراً أمام مهامه ومسؤولياته العظام. فهو ينشد الأفضل، ويمسك بدقة الأهم بحسب اقتناعه وتقديره، فلكل يوم عملٌ مُعَدّ، ولكل أسبوع برنامجٌ محضَّر، ولكل شهر بل لكل سنة أهدافٌ واسعة النطاق، بعيدة المدى، تتناول جميع مرافق الحياة وتشعباتها، فحياته مليئة بالمشغولية وأيامه تتمخض تعباً وكداً واجتهاداً.

هذا الإنسان، المبدع الحاذق، صاحب الفكر الثاقب والنظر البعيد المسمَّر في لوحة الطموح، يعمل لحاضره الدنيوي جاداً مجتهداً، ويهتم لمستقبله الزمني مترجياً متفائلاً. هذا الإنسان، قد يواجه في المستقبل خطراً داهماً رغم اهتمامه الحيوي، ونظاماته المنسقة، وتخطيطاته الواسعة! أجل!
ذلك لأنه أسقط الله من حسابه، وداس القيم الروحية، وأهمل مستقبله الأبدي، أو على الأقل سطَّر موضوع علاقته بالله الذي يجب أن يأخذ مركز الصدارة بين مسؤولياته وإهتماماته.. سطَّره في أسفل البرنامج بخط صغير باهت لا يلفت النظر ولا يثير الاهتمام، وهكذا انقلبت المقاييس الصحيحة، وانزلق الإنسان عن مفهومية قصد الله بوضعه القاعدة الذهبية القائلة:
".. اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ،.. "
( متى 6: 33 )
فارتقت المواضيع التافهة عرش الصدارة في حياته ووجوده، والأمور الحيوية الجوهرية أصبحت نسياً منسياً، فإذا بالجسد يفضَّل على الروح، والأمور الأبدية تتقهقر لتحتل مكانها الأشياء المادية الفانية.

فعظمة الإنسان هو أنه مخلوق خالد فان، يتكوَّن من عنصرين أساسيين:
روح خالدة وجسم مضمحل.. نسمة من الله وقبضة من تراب، وسر العظمة في هذا الكائن كامن في روحه الخالدة وليس في جسده الترابي الفاني. وامتيازه الرفيع عن سائر المخلوقات الحية هو وجود حلقة اتصال بينه وبين الله غير المنظور فيعبده ويؤسس شركة روحية معه، وبالتالي يقرر مصيره الأبدي حراً مختاراً.

أما أن يهمل الإنسان قيمته وغاية الله من وجوده، أو أن يضع متطلباته الروحية في أسفل القائمة، بينما يجب أن يكون مركزها الأول والرئيسي، فهذا تعدٍّ سافر على الروح وانتقاص لكرامة الإنسانية الحقة. إذ أن الإنسان لا تتكامل شخصيته إلا بروح وجسد.. جسد بلحمه ودمه وعظامه، وروح بقيمها وسموها وذاتها الكامنة وامتيازاتها المجيدة كما خلقها الله. فحينما ندلّل الجسد على حساب الروح، أو نمتهن حقوق الروح تحيزاً لنزوات الجسد، هذا يولِّد نقصاً لا يعوَّض في إنسانيتنا، وفراغاً في كياننا البشري لا يمكن سده بوسائل أخرى.

فيسوع المسيح الذي أخلى نفسه مشتركاً بالناسوت البشري، عظّم قيمة الإنسانية الصالحة باتحاده بها، معتزاً بلقب
"ابْنُ الإِنْسَانِ"
الذي أطلقه على نفسه مراراً وتكراراً، وعاش مثال الإنسان الكامل ينمو نمواً متوازياً بالروح والجسد أمام الله والناس، وبهذا أيضاً ترك لنا مثالاً كي نتبع خطواته.

فعلينا اليوم في عصر انعكست فيه المفاهيم الروحية والاجتماعية، وطغت موجة المادة على أفكار الجميع، فأنستهم واجباتهم تجاه نفوسهم الثمينة الخالدة، واجبنا أن نستعيد المركز الصحيح الذي وضعنا الله فيه، ونتمتع بحالة روحية سليمة.

لنرفِّع قيمنا، ونعيد النظر في أهدافنا.. لننظم برامجنا الحياتية من جديد، ونحوِّل غايتنا نحو مفهوم حقيقي سامٍ، ولنرتب لوائح اهتماماتنا المشوَّهة.

لنصنِّف الأهم قبل المهم، ونفضِّل الجوهري على الثانوي، لنقدِّر الروح الخالدة حق قدرها، ونعتبرها أعظم وأثمن من الجسد الزائل، ونعطي الأمور الأبدية الأسبقية على الأمور الزمنية الفانية، فتُسَدّ حاجاتنا الأساسية، ونتمتَّع بإنسانية مثالية كاملة.

أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين
 
قديم 26 - 02 - 2015, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 7430 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا»

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا»
(متى 16: 17)


سأل يسوع تلاميذه ذات يوم :
«مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟
فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ:
أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!.
فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:
طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ»
(متّى 16: 13، 16، 17).
بيد ان اقرار بطرس هذا، لم يذهب الى أبعد من شاطئ معرفة المسيح وان لا بد لنا من رؤى بولس لكي نصل الى عمق هذه المعرفة. ففي الأصحاح الأول من رسالة الكولوسيين أعلن لنا:


-1-
ان المسيح هو صورة الله غير المنظور، هكذا نقرأ في الانجيل
«اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَط»
(يوحنا 1: 18).
حتى الملائكة لم تره، اذ يخبرنا اشعياء النبي ان الملائكة تغطي وجهها في حضرة الله. ونعلم من الكتاب المقدس ان كل المرات التي اعلن الله ذاته للبشر كانت تجليات جزئية، يصدق عليها القول
«فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ»
(1كورنثوس 13: 12).
ولكن هذا اللغز قد حل حين جاء المسيح الى العالم حيث أعلن سر التقوى ان الله ظهر في الجسد. وقد قال لتلاميذه
«لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ. اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ»
(يوحنا 14: 7-9 ).


قال أحد الأتقياء:
لو اجتمع أصحاب العقول الكبيرة من الناس . وأخذوا يشحذون الفكر للتوصل الى معرفة صفات الله لوجدوا ان صفاته الأدبية والروحية طبقاً لصفات المسيح:
قداسة تامة قدرة فائقة محبة كاملة كمال مطلق.
وفي يقيني انه لم تزف للعالم بشرى أعظم من هذه ان الله شبيه بالمسيح. قال الرسول :
«وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِ»
(عبرانيين 1: 3).


-2-
بكر كل خليقة، والبكورية هنا تعني الازلية فهو أزلي وقد أعلن ذلك بقوله
«أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ»
(رؤيا 1: 8).
وكذلك البكورية هنا تعني الشرف والكرامة والمثال الاعلى، اذ نقرأ في رسالة :
( رومية 8: 29 )
«لأَنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ٱبْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ».
وقد شهدت بذلك الكلمة الالهية في :
( مزمور 89: 27 )
«أَنَا أَيْضاً أَجْعَلُهُ بِكْراً أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ ٱلأَرْضِ».
بالفعل ان الفداء الذي أكمله يسوع على الصليب أعاد لكل من قبله صورة الله التي خلق عليها الإنسان في البر وقداسة الحق.


-3-
فيه خلق الكل، فهو اذن خالق. خالق الملائكة والسحب والكواكب والأرض وما عليها. قال الإنجيل بحسب يوحنا:
«كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ»
(يوحنا 1: 3).
وقال الرسول:
«فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ»
(كولوسي 1: 16)
انه ذو الجلال العظيم الذي هو قبل كل شيء. هذا هو الذي رأى اشعياء مجده في الهيكل وسمع الملائكة تسبح له قائلة:
«قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ»
(إشعياء 6: 3).
«فِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ»
(كولوسي 1: 17)،
وقد أعلن ذلك في بيت عنيا اذ قال :
«أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا»
(يوحنا 11: 25).
وقال أيضا :
«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ»
(يوحنا 5: 25).
لعازر أيها الميت هلم خارجا. أيها الميت بالذنوب والخطايا مغفورة لك خطاياك قم ولا تخطئ بعد.


-4-
هو رأس الجسد الكنيسة، الذي به البداءة واليه النهاية. المسيح الرأس والكنيسة أعضاء الجسد بأوامر الرأس. وكما ان الجسد بدون الرأس يصبح بلا حياة، هكذا الكنيسة بدون المسيح تصبح بلا حياة. قال الرسول بولس :
" الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا "
(كو 3: 4 )
وقال يوحنا:
«فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ»
(يوحنا 1: 4).
والمسيح بداءة الكنيسة وحجر الزاوية في هيكلها المقدس وكما ان الألف يبدأ حروف الهجاء، وكما ان الواحد يبدأ الأعداد هكذا بالمسيح بداءة الكنيسة. قال أحد الأتقياء:
ان العالم هو خليقة المسيح القديمة والكنيسة هي خليقة المسيح الجديدة. ولكن العالم خليقة فسدت، أما الكنيسة فخليقة طهرها المسيح بدمه وقدسها بغسل الماء بالكلمة، لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب. ولهذا وجب على المؤمن ان يحفظ اناءه بقداسة وكرامة. والكلمة الإلهية تقول:
«مَنْ هُوَ مُقَدَّسٌ فَلْيَتَقَدَّسْ بَعْدُ»
(رؤيا 22: 11).


-6-
المسيح بكر من الأموات. فالقبر لم يستطع ان يمسكه بل قام في اليوم الثالث، فأبطل الموت وأنار الحياة والخلود. صحيح انه أقام قبلاً لعازر، وابنة يايرس، وابن ارملة نايين، ولكن هؤلاء ماتوا أيضا. أما المسيح فهو حي الى آبد الآبدين وله مفاتيح الهاوية والموت. قال له المجد:
«بَعْدَ قَلِيل لاَ يَرَانِي الْعَالَمُ أَيْضًا، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي. إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ»
(يوحنا 14: 19).
نعم انه حي والكنيسة تشعر بوجوده الدائم فيها. وكل مؤمن مولود من الله يستطيع ان يدلي بشهادته عن وجود المسيح فيه. على غرار شهادة بولس حين قال:
«مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ»
(غلاطية 2: 20).
المسيح متقدم في كل شيء لأن فيه سر ان يحل كل الملء. فيه يحل كل ملء الله، وفيه يحل كمال الله، وفيه إعلان الله.


يقول الكتاب انه بعد قيامته صعد وجلس في يمين الله في السماوات، فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمى.وأخضع كل شيء تحت قدميه واياه جعل رأسا فوق كل شيء للكنيسة التي هي جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل. هذا هو يسوع يا اخوة ، متساو في الجلال مع الآبَ . فان كنت له ، ينبغي ان تجعله الأول في حياتك والسيد على قلبك هذا حقه المطلق باعتبار كونه إلهك الذي كونك وأعطاك الحياة. صحيح انه لا يحتاج اليك ولكنه يحبك ويريد ان تحيا في البر وقداسة الحق. ولهذا صار جسداً لكي يرتفع على الصليب ويفتدينا بذبيحة نفسه. ويصالحنا مع الله بدم صليبه، ومن هنا صارت الكلمة الرسولية:
«إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ»
(2 كورنثوس 5: 19).
بدون ذبيحة المسيح كنا سنبقى في حالة البعد عن الله بلا إله ولا رجاء في العالم. قال إشعياء النبي:
«كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا»
(إشعياء 53: 6).
أجل كلنا أخطأنا والخطية صيرتنا أعداء لله.
«اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيح»
(أفسس 2: 4 - 5).


كنا أعداء في الفكر في الأعمال الشريرة ولكنه قتل العداوة بالصليب فغلب قوات الشر بدم صليبه، وأعطى كل من آمن به الغلبة.كما هو مكتوب
«وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ»
(رؤيا 12: 11).
تأكدوا يا اخوة ان كل من يجعل صليب المسيح محور حياته وأفكاره لا يُغلب بل يبقى له نور ذلك الرجاء الحي الذي لا ينطفئ. بأن ليل كل جلجثة لا بد أن يعقبه فجر قيامة مفعم بالرجاء الحي بيسوع المقام من الأموات.


أراد استاذ من مذهب اللاأدريين ان يتهكم على رجل الله سندر سنغ فسأله ماذا وجدت في المسيحية ولم يكن في دين آبائك الذي تركته؟
فأجابه بكل بساطة:
لقد وجدت المسيح. فقال الأستاذ متضجرا:
أنا أعرف انك تبعت المسيح ولكن ما هو المبدأ الخاص الذي وجدته ولم تكن تعرفه؟
فأجابه:
ان المبدأ الخاص الذي وجدته هو المسيح. حينئذ خجل الأستاذ وانصرف عن ذلك المؤمن المنتصر بالمسيح. انصرف ولسان حاله يقول:
يبدو ان سنغ قد أصاب كبد الحقيقة، فقد يكون في الأديان الأخرى أشياء جميلة ولكن يعوزها المسيح. في الواقع ان الناس في حاجة الى هدف تصوب إليه الأخلاق ويسوع هو ذلك الهدف.


قال المبشر المشهور ستانلي جونس:
اني اعرف ان لا شيء اسمى وأجدر بالله والإنسان من مشابهة المسيح. فطوبى للإنسان الذي يستيقظ ضميره ليطلب المسيح لأن المسيح والضمير قد وُجد أحدهما للآخر. ومتى اجتمعا حصل الشعور المتبادل والتقارب المنشود وحينئذ:
يتم الخلاص هللويا رنموا لربنا يسوع


أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024