17 - 02 - 2015, 06:25 PM | رقم المشاركة : ( 7391 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المذبح والهيكل “المذبح البحري والمذبح القبلي”. ليس لدينا مذبح شمال ومذبح يمين. هكذا قال أبونا مينا، ثم أضاف: ويكون مذبحٌ للرب في وسط أرض مصر، حسب نبوة اشعياء. ووسط أرض مصر ليس وسطية جغرافية، بل الوسط هو مكانٌ مميزٌ وسط غيره، وهو مميزٌ لأنه لرب القوات. المذبح البحري هو وجه بحري، والمذبح القبلي هو وجه قبلي، ونحن نطوف حول المذبح أثناء صلوات الأواشي لكي يكون مذبحاً للرب في وادي النيل. ونحن نطوف حول المذبح؛ لأن المذبح هو مركز حياتنا المذبوحة بالمحبة، والذي هو الشاهد المنظور على المذبوح لأجلنا ربنا يسوع المسيح. ثم علَّق على كتابٍ يشرح طقوس الكنيسة، كنَّا ندرسه في الكلية الإكليريكية، وقال لو احتجت إلى نار زيادة، حُط الكتاب في الفرن لما تخبز القربان. كان يضايقه تفسير الشمعتين([1]) على أنهما الملاكين اللذين ظهرا عند قبر المخلص، وقال إن المذبح ليس قبرا،ً ولا هو أسوار أريحا ندور حولها كما دار يشوع. الشمعة الأولى هي شهادة الشريعة، والشمعة الثانية هي شهادة الأنبياء، وكان أبونا عبد المسيح المسعودي يقول إنهما شهادة العتيقة (العهد القديم) والجديدة (العهد الجديد) على المائدة السماوية التي توضع لأجلنا نحن. هما شهادة للرب يسوع. ولما قرأ معي الجزء الخاص بالابروسفارين والختم (اللفافة المثلثة)، قال إن تغطية التقدمة حتى في اللغة الدارجة “الستر” هو سبب وجود الموعوظين، فلا علاقة لهذا الطقس بدفن المسيح، ورفع اللفافة ليس لرفع ختم بيلاطس؛ لأن الرب قام والملاك ميخائيل دحرج الحجر، وإنما لأن سر المسيح قد أُعلن. التقدمة مستورة عن الموعوظين، وتُعلَن بعد الاعتراف بالإيمان وصلاة الصلح. الكاهن يغسل يديه أثناء الاعتراف بالإيمان؛ لأنه يعلن براءته من الهرطقات، ولسببٍ آخر، وهو “نظافة اليدين”. الغسل هنا أمام الشعب براءةٌ من كل تعليم غريب. مصرُ هي الهيكل، هي استعلان بركة وحضور ربنا يسوع المسيح في وادي النيل. رشم الصليب استلمه من الرب يسوع: قال لي أيضاً: مع كل رشم في الخدمة الإلهية (القداس)، لازم ترشم نفسك علشان توحَّد نفسك مع الأب الكاهن في الصلاة وقبول السر، لا سيما عند ذكر رشومات الخبز والخمر، وفي رشومات التقديس أثناء استدعاء الروح القدس؛ لكي تكون أنت ذبيحة موحَّدة برشم الصليب، وبقوة الروح القدس لكي تتحول أنت أيضاً إلى جسد المسيح. وبعد استدعاء الروح القدس، عندما ينحني الكاهن أمام المخلِّص، ويقول السلام للكل، فالتسليم الكنسي هو أن رئيس الكهنة الرب يسوع هو الذي يعطي البركة برشم الصليب، وأنت لمَّا ترشم نفسك، تأخذ رشم الصليب من الرب يسوع المسيح نفسه؛ لأنه يرشمك سرياً، وأنت ترشم نفسك لقبولك هذا الرشم. كانت هذه هي المرة الثانية التي ذَكَرَ فيها أبونا مينا المتوحد هذا التسليم، ليس بنفس الألفاظ، وإنما بنفس التعليم. لماذا نسجد عند استدعاء الروح القدس؟ لأننا بالسجود نخضع خضوع المحبة، وليس خضوع العبيد. أنت عارف إننا قبل السجود بنرشم أنفسنا بعلامة المصالحة (رشم الصليب)؛ لأننا بهذا الرشم نقدِّم ذواتنا بالروح القدس أنقياء بموت الرب وقيامته، ولأننا عندما نقول: “باسم الآب والابن والروح القدس”، نحن نعود بالقلب إلى تغطيس المعمودية وولادتنا الجديدة. نحن نقبل جسد ودم الرب من الروح القدس الذي أعطى للابن له المجد ربنا يسوع هذا الجسد في تجسده، وباستدعاء الروح القدس نبقى في ذات التدبير. ([1]) يحمل من نال سر المعمودية شمعةً عند الطواف به في الكنيسة؛ لأنه استنار، ولأن ما يعرف باسم “الزفة” هو تقديم من نال السر للشعب الحاضر الخدمة الالهية لكي يتعرف عليه ونصلي له أيضاً. |
||||
17 - 02 - 2015, 06:28 PM | رقم المشاركة : ( 7392 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تنقية القلب
- لم يستخدم أبي كلمتين: “جهاد”، أو “صراع”، ولا حتى وردت كلمة “حرب” على لسانه. - كان يرى أن ما ساد في أروقة مدارس الأحد في ذلك الزمان (1956 – 1971) قد ترك الأساسات. وكان يردد كلمات المزمور: “أساساته في الجبال المقدسة. يحب الرب أبواب صهيون (أي “مخارج القلب”) أكثر من كل بيوت يعقوب (أي من كل الممارسات النسكية السلبية تلك التي لا هدف لها إلَّا هدفٌ واحد، وهو انشغال الإنسان بذاته، وهو بداية الانحراف عن الالتصاق بالرب يسوع)”. - كانت الإبصاليات هي أول ما تعلمت. “تعلم الالتصاق بالرب لكي تتحد به”. وجاءت بعد ذلك الثيئوطوكيات، أو كما هو شائع التذاكيات، وهي ليست تمجيداً للقديسة مريم كما تبدو القراءة السطحية العابرة الباحثة عن أفكار، وإنما هي تمجيدُ “سر تجسد” ذاك “الذي أخذ لنا وأعطانا الذي له”. - السهر ليس هو عدم النوم كما يشاع، بل هو يبدأ:أولاً: “بيقظة القلب”، القلب الذي يرفض كل ما هو ضد المسيح، وهذا الرفض له سببٌ واحد، وهو اختيار الرب يسوع “النصيب الصالح”، و”اسمه القدوس”؛ لأن الاسم القدوس “أعطى فرحاً لنفوسنا”، فهو “اسم الخلاص”، وهو “الاسم” الذي من الفكر يبدأ لكي يوحِّد القلب بالإحساس، وهو ليس العواطف وحدها، بل الالتزام “والعزيمة”، أو “قرار الإرادة” أن يتبعَ القلبُ “المخلِّصَ الواحدَ” يسوع المسيح الذي لا خلاص آخر بدونه، والذي “هو خلاصنا وحياتنا كلها”. وحرية القلب مما هو “زائد” أي ما هو “غير ضروري”، وما هو “بلا نفع”، وما هو “غير أبدي”، هو الذي يعطي القلب حرية المحبة. ولكن “التحرر من الأهواء” ليس غايةً، بل وسيلة؛ لأن الغاية هي المسيح الرب. وكلما نقول: “يا ربي يسوع المسيح”، فنحن نعود بالوعي والإدراك إلى مصدر حياتنا الأبدية، وإلى مَن هو حياتنا الأبدية. ثانياً: بعد رفض ما هو غير ضروري، يجب أن يبحث القلب “بيقظة”، أو “القلب السهران يُفتِّش عن المحبوب”، وهو لا يُفتِّش عنه في فضاءٍ، أو في كتاب. وقد ظللت أسأل نفسي عدة مرات عن السبب الذي جعله يطلب مني في إلحاح أن أحفظ القداسات الثلاثة، وكل ما فيها من صلوات. كانت الإجابة أحياناً سهلة: علشان تعرف تصلي من غير كتاب ولا ينشغل قلبك بالقراءة، بل يطلع الكلام من قلبك. وكانت الإجابة الأكثر صعوبة هي: علشان تعرف دائرة التدبير الإلهي للخلاص، فأنت لست وحدك، بل مع الكنيسة. وزادت الصعوبة عندما قال: “خلِّي صلوات القداسات يا ابني في قلبك علشان تحفظ الإيمان وتوحَّدك الصلوات بالرب يسوع”. ولعل الإجابة الثالثة هامة؛ لأن حِفظ الإيمان ليس في التكوين اللفظي والعبارات، بل في المعاني التي “تفيض بمحبة الثالوث للبشر”، واستغرق هذا وقتاً. لكن عَبر هذا التعليم، بدأت الرؤيا تظهر بوضوح. التمسُّك بما هو أبدي كضرورة لحرية القلب للبقاء في شركة، وللالتصاق بالرب يسوع المسيح. وبدأت دائرة الفهم تتسع، أولاً بالممارسة؛ لأن التعليم الصادق هو ممارسة، وليس عرض أفكار. وثانياً عدم الخلط بين الوسيلة والغاية. - “النسك المزيف” هو “تداريب روحية”، وهي عودة الوعي إلى الوعي، أي انفصال الإنسان عن المخلص، وبقاء الإنسان في دائرة الوعي بما يجب أن يفعله، وهنا تصبح الذات هي الوسيلة والغاية معاً، وتتحول الحياة المسيحية إلى دائرة مغلقة على الذات .. أخذ هذا وقتاً طويلاً، فقد كانت فترة الخمسينيات والستينيات هي فترة “التداريب الروحية”، وكان لها مدرسة تقود التعليم في تلك الفترة، أضاعت على الذين دخلوها اكتشاف غنى الحياة الليتورجية. طبعاً، من المعروف أن أبي كان يصلي باكر – عشية – نصف الليل – قداس كل يوم، واحتفظ بهذا حتى عندما صار بطريركاً. ماذا سُلِّم إلى جيلٍ تعلَّم منه، ولم يُكتَب؟أولاً: التصاق القلب باسم “الخلاص”، أي اسم ربنا يسوع المسيح. ليس في ترديد الاسم بشكل ميكانيكي، فقد كانت “صلاة يسوع”، وجاءت كاكتشاف روحي في “مذكرات سائح روسي على دروب الرب”، نشرها أستاذنا يسى حنا، وكان تعليق القمص مينا المتوحد: هذا جيد؛ إذا حَفِظَ القلبُ الإبصاليات حتى لا ينفصل مَن يمارس صلاة يسوع، عن الكنيسة. وعندما سألته: ما هو الانفصال عن الكنيسة؟ قال في وداعة: حتى لا تصبح الإنسان الوحيد الذي يصلي؛ لأن صلوات الكنيسة أحلى ما فيها أنك تصلي مع غيرك، ومُتَّحد معهم في نفس الحياة والهدف. ثانياً: وكان هذا درساً ضد تيار التعليم السائد، وهو: أن الاعتراف ضروري؛ إذا كانت لديك مشكلة. ولم يكن يقبل أن يتحول الاعتراف إلى “إدمان” الشعور بالراحة والاطمئنان لأن الرب غفر، بل لكي يتعلم التلميذ -إذا كانت التلمذة حقيقية- الإفراز؛ لأنه “مدرسة الحكمة الالهية”. والإفراز كان سؤالاً كان غامضاً في البداية، وهو: أيه اللي جوه جوه قلبك؟ أي ما هي حركة القلب الحقيقية، ما هو مصدرها، وما هي غايتها. البحث ليس عن خطية، بل عن الضعفات التي تقود إلى الخطية. ليس “التعدي”، بل سبب التعدي، وهو ليس “العصيان”، بل “ضعف المحبة”، وانعدام رؤية ما هو “أبدي”. لقد تقدم بي العمر، وصار من الضروري فتح كل الملفات مهما كانت |
||||
18 - 02 - 2015, 04:11 PM | رقم المشاركة : ( 7393 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أن قلبي يشتعل
أن قلبي يشتعل بروح الحب الذي يُثبتني في كنيسة الله الحي، ويشركني في مجد آلامها المُعزية والمشددة لإيماني بالسيد الرب القائم بمجد وبهاء عظيم، فأصير كاملاً لا بقدرة أعمالي ولا بمجهودي الخاص، لأني كالسقط ليس لي قوة أو حياة أو جمال خاص في ذاتي، لأني شوهت ذاتي ولوثت قلبي بالخطية المُميتة للنفس واستهنت بقدوس إسرائيل رأس الكنيسة الذي خلصني بوافر محبته واتضاعه العجيب... بل إني كامل بقوة الله ونعمته وكمال نصرته التي تشع في كنيسته المقدسة التي كلها بهاء بكساء مجد مخلصها الصالح، التي تتشح به فتزداد جمالاً يسطع منها كشمس النهار ويزداد إشراق عبر الزمان وتقدم الأيام، إذ أنها ممجده بمجد الشهادة الحية لله القدوس بدم أبناءها الأطهار في المسيح يسوع، الذي سُفك باسم رب الحياة والنصرة الأبدية... |
||||
18 - 02 - 2015, 04:13 PM | رقم المشاركة : ( 7394 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حوار بين طفل وأبوه عن شهداء ليبيا الأبرار
القس قسطنطين يوسف - مين دول يا بابا اللى لابسين أحمر وماشيين طابور؟ -- دول يا حبيبى ناس غلابه كانوا مش عارفين يعيشوا فى بلدهم فراحوا سافروا بلد تانية علشان يشتغلوا وويجيبوا فلوس. بس هناك فى ناس مسكتهم وموتمهم عشان هما مسيحين وبيحبوا بابا يسوع. هما صحيح كانوا غلابه فى المال. بس طلعوا أغنى مننا كلنا فى الإيمان والشجاعة. - اللى لابسين أسود دول هما الناس الوحشين اللى موتوهم ؟ -- بص كويس عليهم كده هما مش وحشين هما مش شايفين. عارف لو شالوا الغمامة السودة اللى حاطينها على عينيهم دى هايشوفوا النور وساعتها مش هيبقوا وحشين تانى. وانت بتصلى افتكر تصلليلهم علشان بابا يسوع يفتح عنيهم زى ما فتح عينين المولود أعمى. - هو يابابا اللى قاعد على ركبه ده يبيص على ايه ؟ -- صدقنى مش عارف. يمكن يكون شايف السما مفتوحة زى أسطفانوس، ويمكن تكون جاتله العدرا زى سيدهم بشاى ويمكن يكون شايف الملايكة شايله الأكاليل زى شيوخ شيهيت. مش مهم شايف ايه بس الأكيد أنه شايف اللى احنا مش شايفينه .. عاوز تعرف هو شايف ايه؟ صلى لبابا يسوع وقوله هو صحيح أحسن منى وأنا مستاهلش أبقى زايه بس يارب أنا نفسى أشوف اللى شافه. - واللى بيحرك شفايفه ده ومغمض عينيه بيقول ايه؟ -- ده بقى أنا عارف بيقول ايه. أصل الشيطان لما جه يصورهم جه عند اللى قالوه ومقدرش يمسحه اصل اللى كانوا بيقولوه الشيطان بيترعب قدامه. اتعلم السر ده ... عاوز ترعب الشيطان قول زى ما قالوا "يا ربى يسوع المسيح ... " - طب هما بيصوروهم ليه وهما بيموتموهم؟ -- أصلهم فاكرين أنهم كده هيخوفوا أخوتهم الباقيين. بس ما يعرفوش أن الفيلم اللى أتصور ده قديم ومتكرر أن السنكسار مليان حكايات زيه كتير وأن الوعد موجود "إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها" - هو البحر لونه بقى عامل كده ليه ؟ -- ماتخافش البحر مش زعلان أن لونه بقى بلون دمهم. أصلها مش أول مرة هو متعود على كده يا ما شال دم جدودهم من زمان وهيجى يوم ويشهد قدام ربنا عن كل الدماء الزكية اللى أتسفكت فيه عشان بتحب بابا يسوع. - بابا... أنا بحب بابا يسوع قووووى القس قسطنطين يوسف الصوم الكبير - 1731 ش فبراير 2015 م |
||||
18 - 02 - 2015, 04:16 PM | رقم المشاركة : ( 7395 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رُحت أدور على الجثامين
رحت أدور عل الجثامين وقفت عل الشط محتار أدور فين قلت أنادى يا ولادى ياخواتى يا نور العين يا لوقا يا جرجس يا هانى يا قديسين يا أبطال يا مصريين ماكنتوش خايفين مش مرعوشين طيب مش بردانين واقفين راكعين بعنيكم إيه شايفين بتكلموا مين بسكاكين تلمين بيقطعوا فى الشرايين إنتوا إيه طبيعيين ولا مش حاسيين ولا سكرانيين ولا زى مابيقولوا المفسرين كنتم متخدرين؟ آه حقيقى مخمورين ما انتو من دمه شاربين ومن حلاوته شبعانين ولسماه مشتاقين ومن إستيفانوس ومرقس والمسيح نفسه متعلمين وإنتم فى دمكم غرقانين تطلبولهم الغفران مسامحين إنتو إيه طبيعيين؟ ﻷ إنتو مسيحيين نزلت دموعى على الخدين تكوى بنار فراق مرتين فراقكم وفراق الرحمه م البنىآدمين لقيت إديكم ممدودين لسه دافيين بتطبطو على الكتفين وكف مليان ميه من بحر مالح أحمر بدم ثمين وصوت بيقولى إشرب طفى نارك واﻷنين دقت المالح كان فى حلقى شربات عروسه لعريسها زافيين دمكم خبط على كل باب من أمريكا للصين بيقول للكل المسيح إلهكم من غير قنابل ولا سكاكين رشوا الورد يا صبايا رشوا الفل والياسمين فى بحور شهدت بإيمان الواحد والعشرين منقوول |
||||
18 - 02 - 2015, 04:18 PM | رقم المشاركة : ( 7396 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
النعمة والسلام
النعمة والسلام لِتُكْثَرْ لَكُمُ ٱلنِّعْمَةُ وَٱلسَّلاَم (1بطرس 1: 2) هذه أثمن تحية رسولية وأجمل دعاء وأعظم وصية. وما أحوجنا الى أن نتخذها شعاراً لحياتتنا لندرك البركات المذخرة لنا. فنحن لا نحتاج الى مزيد من المعارف وفلسفة الكلام، لانها وأمثالها قد تملأ عقولنا ولكن قلوبنا تبقى جائعة عطشة ولا يشبعها إلا ملء النعمة ولا يرويها إلا فيض السلام. في حياتنا اليومية نرسل المزيد من التحيات الحارة نحو أصدقائنا ونبعث الكثير من التمنيات الى كل من نحب. ولكن قلما نفكر في الخير الذي لنا من الله والذي يحقق سعادتنا وهذا الخير في أن تكثر لنا النعمة والسلام وفيها ثلاث نقاط: النقطة الاولى: أهمية النعمة في حياتنا فكثيرون منا درجوا على تقدير الخيرات الزمنية الى درجة انهم جعلوها الغرض الاهم لحياتهم. حتى انهم حين يعبرون عن اعجابهم بانسان ما يقولون: لقد انعم الرب عليه غنى وجاها ومركزا مهما. ولكن هذه الامتيازات ليست سوى قشور النعمة. فقد يكون أغنى الناس ماديا وأوسعهم جاها وأرفعهم مركزا أشقاهم روحيا. وقديما قال المسيح: «مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟» (متّى 16: 26) النعمة الحقيقية هي قبل كل شيء نعمة الخلاص بالايمان كما هو مكتوب: «لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ» (أفسس 2: 8). فالخلاص هو من عمل النعمة، وهو يبدأ بالنعمة، ويسير بالنعمة ويتوج بالنعمة. هكذا صارت مسرة الاب السماوي ان يعد الخلاص بالفداء تمشيا مع محبته، وما على الإنسان إلا أن يقبل ما أعده الله. هذه الحقيقة قررها المسيح حين قال على الصليب «قَدْ أُكْمِلَ». وكم يجب ان نشكر الله لان نعمته المخلصة قد ظهرت لجميع الناس وأكملت على الصليب. وهي مجانية يستطيع كل طالب الله أن ينالها بالإيمان، ليظهر في الدهور الآتية غنى نعمة الله الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع. وهناك نعمة الامتلاء، والوصية تقول لنا «امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ،» هذه هي البركة التي وعد بها الرب يسوع لما قال: «مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ» (يوحنا 7: 38). هذه البركة حلت على تلاميذ الرب في يوم الخمسين وهم يصلون. وأنت يا أخي صل لكي تمتلئ من الروح القدس المبارك قل له: تعال أيها الروح القدوس يا حمامة السلام، واشعل المحبة السماوية في قلبي هذا البارد. وتأكد ان الروح المبارك لم يغادر الارض منذ يوم الخمسين. انه في كنيسة المسيح، وفي قلب كل مؤمن مولود من الله. قال يسوع: «وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ ...، ورُوحُ ٱلْحَقِّ ٱلَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ ٱلْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ» (يوحنا 15: 26 و14: 17). ان العالم الذي نعيش فيه مظلم ومعقد جدا بحيث نضل الطريق اذا ما تركنا لأنفسنا. ولكن شكراً لله بربنا يسوع المسيح لأّنه لم يتركنا يتامى، بل أرسل لنا الروح القدس لكي يرشدنا الى جميع الحق، ويعلمنا طريق الحق ويذكرنا بكل ما قاله المسيح لنا. انه يقودنا بالنعمة، كما يقود الربان الماهر السفينة الى الميناء. انه يرشدنا دوما الى جميع الحق لتصير معرفتنا بالمسيح معرفة اختيارية. فنتأثر بروحانية المسيح، ويكون في قلوبنا فرح المسيح وفي حياتنا رائحة المسيح وفي أعمالنا قوة المسيح. وهناك نعمة القناعة، التي كانت أهم ما تعلمه بولس في مدرسة الله. قال : « فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ . أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ. أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي.» ( فيلبي 4: 11-13 ) فواعجبا!!! من أين جاءته هذه القناعة بعد ان كان شاول المضطهِد الذي لا يشبع، بل كان ينفث تهدداً وقتلاً على تلاميذ الرب. بلا شك انها جاءته من فيض النعمة الملخصة التي غيرت مجرى حياته. آه،! لو تعلم الناس درس القناعة هذا، اذاً لأدركوا سر السعادة. لأن القناعة مع التقوى تجارة رابحة. النقطة الثانية: أهمية السلام. السلام هذه الكلمة العذبة التي ترهف اليها آذان الناس في العالم حيث يسيطر شبح الحرب في بلدان كثيرة... آه ! لو عرف الناس مصدر السلام وتطلع الكل الى رئيس السلام. اذن لاستطاع العالم ان يحقق ما جاء في انشودة الملائكة في يوم الميلاد السعيد «وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ،». هذا السلام ليس بالسلام الهزيل الذي يعطيه العالم وليس هو الطمأنينة الكاذبة التي يتشدق بها ساسة هذا العالم. بل هو السلام الذي يعطيه رئيس السلام، ربنا ومخلصنا يسوع الذي بررنا تجاوبا مع الايمان به، الذي أشار اليه بولس بقوله «فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رومية 5: 1). هذا السلام ينشئ الفرح في وقت الضيق ويشيع الرجاء في وقت اليأس. انه من نوع سلام استفانوس الشهيد وهو يُرجم حتى الموت. انه من نوع سلام بولس وسيلا وهما في السجن وأرجلهما مضبوطة بالمقطرة انه من نوع سلام الفتيان الثلاثة وهم في أتون النار انه من نوع سلام دانيال وهو في جب الأسود. انه سلام الله الذي يفوق كل عقل. انه السلام الذي يغير حياة المرء ويصيره في المسيح إنساناً جديداً صانعاً سلاماً. قال أحدهم: قبل ان أعرف المسيح رئيس السلام كنت أنهض صباحا لأتشاجر مع امرأتي وعند المساء كنا ننام متخاصمين. ولكن لما عرفت المسيح ولى الشجار والخصام وتحول بيتنا الى سماء على الأرض. هل تريد أن تكون صانع سلام؟ هذا ممكن شرط ان تكف عن مخاصمة الله أولا، وتسلم له أمورك ولا تفر من الاشرار. عندئذ ترى الامور سهلة، لانك تنظر اليها بعين يسوع وتفحصها بالنية الحسنة. النقطة الثالثة: كيف تكثر لنا النعمة والسلام؟ الجواب بالمسيح الذي قال الانبياء: انسكبت النعمة على شفتيه. وقال الإنجيل: انه الوحيد من الآب مملوؤا نعمة وحقا. وانه لمن دواعي شكرنا وتعبدنا لشخصه انه يعطينا من ملئه ونعمة فوق نعمة. وعندما يعطي يقول خذ، هذه عربون بسيط وسأعطيك وأعطيك الى ان تمتلئ الى كل ملء الله. وانه لمن دواعي غبطتنا ان يسوع حبيبنا هو رئيس السلام. وهو الذي قال «سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا» (يوحنا 14: 27). ومن أمتيازات النعمة انها ظهرت مخلصة لجميع الناس معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية، ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر. فلنعش بالتعقل وكأولاد الطاعة لا نشاكل شهواتنا السابقة هذا هو واجب الانسان نحو نفسه. ولنعش في البر هذا هو اجب الإنسان نحو الآخرين. ولنعش بالتقوى هذا هو واجب الإنسان نحو الله. هل ترغب في أن تحقق لك طلبة الرسول فتكثر لك النعمة والسلام؟ هذا متاح لك من الله ان تبعت الخطوات التالية: + كن دائما شكوراً محتملاً ممتلئاً من الروح القدس. + كن ثابتاً غير متقلقل بسبب ما عليك من ضيقات. ولكي يكثر لك السلام كن قريبا من رئيس السلام. تعلم منه الوداعة واللطف ووضع النفس فتمتلئ بسلامه. واذكر ان السلام هو رسالة الله في المسيح لكل قلب. فهو سلامنا وقد صالحنا مع الله بموته، فصار لنا سلام. «لِتُكْثَرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ» (1بطرس 1: 2) قال الرسول. ويقينا اية قيمة لحياة انسان بدون النعمة والسلام؟ والحق لو فارقتنا كل مسرات هذا العالم، وبقيت لنا نعمة الله وسلامه لكان لنا كل شيء. لذلك قال الله لبولس في ظروفه القاسية: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ» (2كورنثوس 12: 9). أيها الأحباء ان من أروع الطلبات التي تقدم بها بولس من أجل الغلاطيين قوله: «نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ رُوحِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَة» (غلاطية 6: 18). وتماثلها طلبته من اجل الفيلبيين اذ قال: «وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (فيلبي 4. 7). فشكرا لله بربنا يسوع المسيح، لأنه عندما تكثر البلايا التي تربكنا وتبعدنا عن مصدر النعمة نسمع ذلك الصوت المطمئن: نعمة لكم. وعندما يكثر الاضطراب وتزداد المخاوف يرن في آذاننا ذلك القول: لا تضطرب قلوبكم سلام لكم. من أجل ذلك لنلق رجاءنا على النعمة. ومن أجل ذلك لنلق رجاءنا على رئيس السلام فتكثر لنا النعمة والسلام. أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
||||
18 - 02 - 2015, 04:20 PM | رقم المشاركة : ( 7397 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أين إيمانكم - لا تتعجبوا أو تستغربوا الأحداث
في الحقيقة الإنسانية، نجد بسبب الانعزال عن الله أن الإنسان يحيا أسير العبودية نتاج الخوف الناشئ من سلطان الموت، وهذا هو السبب الذي اتى شخص ربنا يسوع لكي يفكنا منه: [ ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية ] (عبرانيين 2: 15) فالخوف يدل على ضعف الإيمان أو عدم وجوده من الأساس، لأن ساعات الظلمة هي عينها امتحان ثقة الإيمان الحي، لذلك فأن كل ضيق أو كل صعوبة تقف أمامنا في واقع حياتنا المعاش هي امتحان حقيقي لإيماننا لا لكي يميزه الله لأنه يعرف خفايا القلب الداخلي، ولكن لكي نعرف أنفسنا بامتحان إيماننا: [ جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان، امتحنوا أنفسكم، أم لستم تعرفون أنفسكم، أن يسوع المسيح هو فيكم أن لم تكونوا مرفوضين ] (2كورنثوس 13: 5) فصدق الإيمان يظهر وقت الأزمات، ويظهر في حفظ الوصية وطاعة قول الله بثقة شديدة بلا مناقشة بل في قبول ورضا تام، وعدم دخول فلسفتي في تزويق الكلمة وتحويرها لتتناسب مع وضعي أنا الشخصي كما فعل شعب إسرائيل كما قيل في التثنية !!!
فرفض الوصية، وصية المحبة، وصية ربنا يسوع الذي يحورها الكثيرين لتتناسب معهم ومع وضعهم ليقلبوها لبغضة وحنق وحكم دينونة أبدية ونقمة على الآخرين، بحجة أن هذا هو الحق، وان الرب لا يقصد أن نحب أعداءنا بالمعنى المباشر للكلمة، ووضع أمثلة من العهد القديم وكلام عن العدل والقصاص، وطلب الصلاة من أجل الانتقام، كل هذا يدل على التمرد والتذمر على الله الحي الذي نراه لا يتدخل وينزل نار من السماء لتحرق المضادين بل يتأنى عليهم جداً، كما انه ترك الزوان مع الحنطة ينميان معاً، ولم يفصل بينهما ولم يوقع القضاء فور ارتكاب المعاصي والشرور، لأنه لم يأتي ليهلك أحد بل ليُخلِّص، حتى انه غفر لصالبيه وقال: [ يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ] (لوقا 23: 34) فان كنا بني النور والنهار، مصلوبين مع المسيح، مائتين عن اركان هذا العالم الضعيف، عالمين أننا مرفوضين لأن العالم لا يعرف يسوع المسيح، كيف لا نغفر ونصفح عن صالبينا ومُعيرينا بل وقاتلينا !!!
|
||||
18 - 02 - 2015, 04:21 PM | رقم المشاركة : ( 7398 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالتك أيها المسيحي
الله بعد ما كلّم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا هذه الأيام الأخيرة في ابنه (عب 1:1 ،3) حديثاً عملياً علي الصليب مكتوباً بالدم. علي الصليب أحنى رأسه في حب لتضع كل البشرية أياديها عليه فيحمل شوكة لعنة خطايانا في رأسه لنشاركه نحن إكليل مجده. تمزق كفاه بالمسامير ليُعلن أن أسماءنا نحن الخطاة منقوشة عليها عليها بالجراحاتز وسمرت رجلاه قصراً ألا يُفارق بيت خطايانا بل في لجاجة يتوسل أن يأخذ من معه حيث هو كائن. وأنفتح جنبه لتدخل وتهيم في أحشائه الملتهبة بنيران حُبه المتأججة. ذُبح وانحنى علي الصليب وانفصلت نفسه عن جسده لكنه كأسد رابض مخوف (تك 9:49) إذ لاهوته لم يفارق ناسوته قط. فتح الرب الهيكل السماوي، طالباً بسلطان غفراناً من أجل البشرية الجاحدة العاصية. هذا هو عمل الرب المتجسد، شاهداً لمحبته الإلهية العملية، إذ نحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا، "ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت أبنه" (رو 10:5). بهذا الحب اجتذب الله اللص القاتل ولا زال بنفس الحب يجتذب الخطاة والزناة والعشارين ليصعدوا به إلي حيث موضوع قدسه كأعضاء في جسد الرب المحب. + أنت رائحة المسيح الذكية... كل من يتلامس مع محبة ربنا يقول مع الرسول "الذي كان في البدء الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة" (1يو 3:1). + كيف تشهد للرب؟؟ شهادتك للرب أيها العزيز ليست أمراً صعباً كما قد تظن، لأن كرازتك لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح (1كو 17:1) بل بإعلان عمل الصليب في حياتك العملية، بالصليب تدوس سطوة الخطية، شاهداً للرب في حياتك الداخلية وسلوكك الخارجي... في أفكارك الخفيه وتصرفاتك... في عواطفك وأحاسيسك. باختصار أنك كعضو حي في جسد الرب -الكنيسة الحقيقية- يلزمك أن تكون مثل رأسك الحقيقي -ربنا يسوع- سالكاً بروحه المتسع لمحبة الجميع. هذه هي شهادتك له أن تكون سفيراً للرب... لك رائحة الحب الذكية نحو البشرية كلها... يتسع قلبك للمسيئين إليك وناكري الإيمان حتي المجدفين أيضاً "لأنه إن كنت تحب الذين يحبونك فقط فأي أجر لك، أليس العشارون يفعلون ذلك، وإن سلّمت علي إخوتك فقط فأي فضل تصنع، فكن كاملاً مثل أبيك السماوي (مت 46:5 -48). لقد أرسلك الرب حملاً بين ذئاب (مت 16:10) بفترسونك ويلتهمونك لكن كما يقول القديس أغسطينوس "سرعان ما تتحول الذئاب إلي حملان". (القمص تادرس يعقوب ملطي) |
||||
18 - 02 - 2015, 04:54 PM | رقم المشاركة : ( 7399 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
معاً …
جئنا معاً أنتَ من جوهرِ الآبِ وُلِدت وأنا من ترابِ الأرضِ خُلِقت بتجسُّدِكَ التقينا بصلبك وقيامتك اتَّحدنا -2- صار جسدي جسدَكَ وانصهرتْ روحي بنارِ حبِّكَ فاتحدنا -3- صار مصيرُنا واحداً مجداً واحداً عرشاً واحداً -4- في صومكَ، أمتنعُ عن كلِّ أنواعِ العبوديةِ، فأنتَ لم تعطني البنوةَ لأُستَعبَد بل وهبتني روحَ الحقِ لكي أصومَ عن كلِّ زِيفٍ -5- محبتُكَ تناديني باتحادِكَ بالجسدِ جعلتَ ليَّ أساسَ اتحادٍ أبديٍّ لكي أحيا معكَ، وبكَ |
||||
18 - 02 - 2015, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 7400 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تقدُمة محبة تلزمُني محبتكم جميعاً أن أسلِّم لكم ما استلمته من شيوخ الكنيسة: القمص مينا المتوحيد. القمص ميخائيل إبراهيم. القمص متى المسكين. الراهب فليمون المقاري. لا تسأل مَن قال هذا، أو أشار إلى ذلك. هذا لا يهُم بالمرة، ولكن إذا كان ما أذكره هو من واقع صلوات الكنيسة، ومتناغم مع العقيدة الأرثوذكسية، فلا تنزعج، بل إقرأ من أجل الإستنارة. أولاً: رشم الصليب:- نأخذ رشمَ الصليبِ على دفعات: عند قبولنا موعوظين. الرشم بزيت الموعوظين، وهو طلب الاستنارة. يدخل رشم الصليب بالرشم بزيت الموعوظين في خدمة المعمودية المقدسة: “زيت عظة في الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية”. وبعد جحد الشيطان، وهو زيت الفرح والبهجة؛ بسبب كسر كل علاقة مع الشيطان. وفي الــ 36 رشماً بالميرون بعد التغطيس في الماء ثلاث مرات باسم الثالوث. فالصليب هو ختم بشارة الإنجيل، أي خبر الحياة أو بشارة الفرح. والصليب هو قوة رب المجد الذي هزم كل قوات العدو، وهو ما تؤكده صلوات المعمودية، ويسلمه لي ولك رسول المسيح (كولو 2: 14-15)، ولذلك يرافقنا رشم الصليب في حياتنا اليومية. ورشم الصليب بزيت الميرون (مسحة الروح القدس)، حيث يعطي لنا الروح القدس قوة المصلوب ربنا يسوع المسيح. لا يمكن فصل يسوع المصلوب والحي بالروح القدس الذي أقامه (رو 8: 11)، وحياة الحي إلى الأبد بالروح، وختم ملكه الإلهي هو الذي يبقي لنا شركتنا في الرب بالروح القدس؛ لأننا صُلبنا معه، ومُتنا معه، ودُفنَّا معه وقمنا معه (رو 6: 1-8). رشم الصليب يأتي بقوة من الداخل من القلب:* ارشم ذاتك بعزم، عزم مَن يقدِّم حياته للرب ذبيحةً حيَّةً؛ لكي توحِّد ذاتك بالمصلوب، فتجد الحياة الغالبة فيه. * لا تهمل رشم الصليب لئلا تنسى أنه ختم المصالحة. اختم نفسك عندما يحتدم النقاش حتى تغلب الغضب وتطرد القوة التي تحرك البغضة في القلوب. * ارشم ذاتك قبل أن تنام؛ لأنك مزمع أن تسلِّم جسدك وروحك للرب يسوع وقل معه: “يا أبتاه في يديك استودع روحي”. * ارشم ذاتك عندما تقوم من النوم؛ لأن الصليب هو قوة تجديد الحياة، وعند ارتداء ملابسك لأنك تخلع القديم وتلبس الجديد. * ارشم ملابسك لأنها هدية وقربان من الله لك حتى وإن كانت من مالك وبنقودك لأنه أعطاك الصحة لتعمل. * ارشم ذاتك قبل أي عمل؛ لأنك مصلوبٌ مع الرب، وخدمتك حتى للذين لا يحبونك هي ضرورية من أجل اتقان محبة الأعداء. من أتقن محبة الأعداء أتقن أول درس في محبة الثالوث الذي صالحنا لنفسه رغم أننا خطاه (راجع 2كو 5: 19)؛ لذلك ضع ختم المصالحة على قلبك وارشمه بقوة المعمودية لكي لا تسقط في البغضة. * ارشم الصليب قبل الصلاة لأنه قوة المصالحة. * ارشم الصليب عند صلاتنا “يارب ارحم”؛ لأن رحمة الله العظمى قد تجلت في موت ابنه. * ارشم الصليب قبل بدء أي صلاة؛ لأنها علامة عهد المصالحة وخدمة كهنوت الوسيط ربنا يسوع الذي باسمه نقدِّم الصلوات، لا سيما قبل قراءة الكتب المقدسة، لأن الصليب هو قوة الله للخلاص. * ارشم ذاتك عند تقديم القربان؛ لأنك برشم الصليب توحِّد ذاتك مع يسوع قربان محبة الله الآب للإنسانية، ولكي تسري فيك قوة المحبة الإلهية. * ارشم ذاتك عند سماع كلمات التقديس: “قدوس. قدوس. قدوس”؛ لأننا صولحنا مع القوات السمائية. * ارشم ذاتك عند سماع كلمات الرب: “شَكَرَ – وباركَ – وقدَّسَ” لكي تشكر الآب على هبة الحياة، ولكي تنال بركة العهد الجديد، ولكي تتقدس بالذي قدس ذاته لأجلنا لكي نتقدس نحن فيه. * ارشم ذاتك عند تمجيد الثالوث؛ لأن الصليب هو مجد المحبة الإلهية الثالوثية. * ارشم ذاتك قبل تناول السرائر؛ لأنك –بالتناول- صرتَ واحداً مع الذبيح الأعظم. بعد تناول الدم الكريم ارشم ذاتك بما في فمك واختم جبهتك وعينيك بعلامة الصليب” (كيرلس الأورشليمي عظة عن تناول السرائر في تعليم الموعوظين). تسبيح المصلوب بعلامة الصليب، وهو تسبيح الآب والروح القدس:+ “باسم الآب مصدر حياتي والابن خلاصي والروح القدس حياتي وشركتي”. + “أُسبِّحك يا رب لأنك أرسلت ابنك الوحيد هذا الذي نزل من السماء لأجلنا وبموته المحيي نقلنا من الشمال إلى اليمين وأجلسنا معه في السماويات”. + عندما ترفع يدك لترسم علامة الصليب، وتلمس جبهتك قل: باسم الآب الذي دعاني من العبودية للحرية، والابن الذي فداني وحررني وبموته وقيامته أعطاني الروح القدس الذي نقلني من الشمال إلى اليمين”. + ألمس عهدك الأبدي يا ربي يسوع المسيح برشم علامة عهدك الذي وهبه لنا أبيك الصالح بقوة روحك القدوس”. + “قدوسٌ أنت أيها الآب الذي صالحنا في ابنه. قدوسٌ أنت يا ربي يسوع لأنه بموتك وقيامتك صار لنا غفران وميراث الملكوت. قدوسٌ أنت يا روح الآب الذي أنارنا لمعرفة المحبة الأزلية. أنرني يا ربي الصالح روح الحق لكي أجد في نورك الحق والحياة”. حركة اليد اليمنى:+ هي ذات اليد التي رُفعت إلى فوق عند الاعتراف بالمسيح ربَّاً بعد جحد الشيطان في المعمودية. وهي ذات اليد التي ترشم علامة الصليب. + “باليد والفم والقلب وبقوة الروح القدس نختم ذواتنا؛ لأننا نضع انفسنا وجهاً لوجه مع ذات الاعتراف الذي قبلناه في خدمة سر التبني المعمودية المقدسة”. + ارشم (اختم) ذاتك لأنك روحاً وجسداً تتحول إلى مجد البنوة وختم ذاتك بعلامة “الملك الأبدي” علامة يسوع رب الحياة. + عندما ترشم ذاتك بعلامة الرب والمخلص، فأنت تدخل جسداً وروحاً سر التبني، وعلى يمين الآب في المسيح الرب تقف عندما تقول: باسم الآب والابن والروح القدس. + اليد اليمنى واليد اليسرى قد غطستا معاً في مياه الحميم الجديد؛ لأن الجسد الذي خُتِمَ 36 ختماً بالميرون الإلهي يخدم الثالوث؛ لأن الجسد برشومات الميرون قد وُحِّدَ مع الروح ليقف عند عرش الثالوث القدوس. رشم الصليب وتمجيد الثالوث:حسب التسليم الكنسي، كلما ذُكر اسم الثالوث الآب والابن والروح القدس تشاهد الذين استلموا الإيمان يرشمون ذواتهم، وكل مرة نذكر فيها السجود للآب والابن والروح القدس يرشمون أنفسهم ايضاً. الرشم عند ذِكر الثالوث هو عودة الوعي إلى رشومات الميرون ونعمة التبني والمصالحة والخلاص. أما عند السجود، فهو لأننا -برشم الصليب- نُسلِّم حياتنا للثالوث القدوس، ونتعلم خضوع ذلك الذي خضع للموت طواعية (يوحنا 10: 18) لكي يغرس فينا طاعة المحبة. القارئُ اليَقِظ: إن كنت قد عشت مع القمص ميخائيل إبراهيم، فسوف ترى بعض ملامحه في السطور السابقة، حيث كان أكثر إنسان يرشم الصليب. وإن كنت قد ذقت الجانب السري Mystical في صلاة القداس، فسوف ترى بعض ملامح القمص مينا المتوحد. رجاء مراجعة كتاب “معاني رشم الصليب |
||||