منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 02 - 2015, 03:01 PM   رقم المشاركة : ( 7381 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الخلوة الشخصية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
[1] معنى الخلوة:
هى الوقت اليومى الذى يصرف فى الشركة مع الرب عن طريق الكلمة والصلاة وهو الوقت الذى نخصصه لمقابلة الله والهدف هو أن ننمو فى العلاقة الشخصية مع الرب حتى نعرفه أكثر ونسبحه أكثر ونصبح مشابهين له، والخلوة تختلف عن دراسة الكتاب وفى الخلوة: أ)نعرف عن الرب:صفاته- فكره ومشاعره-أرادته- ونعرف عن أنفسنا وأحتياجتنا وأخطائنا
ب)ندرك:عن طريق المعرفه المباشرة واستنارة الذهن وبطريقه روحية
ج)نتغير:من صورتنا لصورته- من ضعفنا لقوته- من أرادتنا لأرادته
د)نغير:فى الأخرين ويرى الأخرين فينا صورة المسيح وتتحقق مشيئة الله فى العالم

[2] لماذا يجب ان تكون لنا خلوة؟؟
*لأن الرب خلقنا لتكون لنا شركة معه فقد خلقنا على صورته ونحن المخلوقات الوحيدة التى تستطيع أن يكون لها شركة مع الخالق وكانت هذه علاقة آدم بالرب قبل السقوط (تك3،2)
*مات المسيح على الصليب ليسترد هذه الشركه ولقد دعانا المسيح لتكون لنا شركة معه
(1يو3:1-4،1كو9:1) لا تستطيع أن تكون نامياً فى المسيح بدون شركة مع الرب فلا يمكنك الامتناع عن الطعام فالكتاب المقدس هو الغذاء الروحى كما ان الطعام هو الغذاء الجسدى
-لقد اكد الكتاب المقدس على اهمية كلمة الله (مت4:4،1بط2:2،عب14:5،مز9:119، يو3:15،...)
-فإن لم تكن لك خلوة مع الرب فإنت 1.تفقد الامتياز الذى خلقك الله لأجله
2.ترفض عملاً ثميناً مات يسوع كى يجعله ممكناً
3.لن تستمتع بالقوة والانتعاش الروحى 4.ستظل ضعيفاً طوال حياتك
»الخلوة تتيح لنا:
أ-نقدم العبادة للرب: الامتياز الاول هو اننا نعطى وليس أننا نأخذ وهناك اتجاهان خاطئان 1.الاهتمام بالاخذ فيكون التركيز على الذات 2.الاهتمام بالعمل للرب واهمال عبادة الرب، والعبادة تأتى قبل الخدمه ولن تصل بالشخص بمستوى روحى أكثر مما أنت عليه
ب-نحصل على الارشاد من الرب (مز4:25-5،مز8:40،مز10:143،أش16:42) ومعرفة ما هو مهم وما هو غير مهم (اكو23:10)
ج-نفرح بالرب (مز11:16، مز8:34،مز4:37،مز1:42-2،مز1:63)
د-ننمو أكثر فى الرب: ونصبح مشابهين للمسيح
» فوائد الخلوة:
(1)الفرح(مز47:119،مز97،مز162،إر16:15)
(2)القوة(إش29:40-31))
(3)السلام(مز165:119،إش3:26،إش18:48،رو6:
(4)النجاح(يش8:1)
(5)الثبات(مز8:16-9،مز1:46-3،مز22:55،مز7:57)
(6)أستجابة الصلاة(يو7:15)
(7)سيلاحظ الأخرون حياتك المختلفة(أع13:4)



[3] كيف نحصل على وقت مثمر مع الرب؟؟
{1}أختر وقت محدد:يجب أن يكون الوقت الذى تكون فيه فى أفضل حالاتك،أفضل الاوقات بالنسبة لمعظم الناس هو الصباح الباكر مثل:1.أبراهيم(تك27:19) 2.موسى(خر4:34)
3.أيوب(أى5:1) 4.حنه وألقانه(1صم19:1) 5.حزقيال(حز8:12) 6.بطرس(أع9:10)
7.داود:رغم مشغولياته كملك ألا انه لم يتخلى عن الرب (مز5:3،مز14:90،مز8:143)
8.دانيال:اعتاد ان يختلى بالرب حتى عندما صدر امر الملك بمنع ذلك لم يأبه للأمر (دا10:6)
9.الرب يسوع(مر35:1،لو16:5،لو39:22-44،يو30:5) ..........وغيرهم
{2}خصص مكان ثابت: يجب ان يكون المكان منعزل عن الأخرين لأنه سيصبح مكان مقدس حيث كنت فيه تقابل الأله الحى
{3}خطة مبسطة:1.انتظر الرب:اجلس هادئاً لمدة دقيقة(إش15:30) لتتخلص من أفكار العالم (حب20:2، مز7:89) 2.وجه طلبة أفتتاحية تطلب من الرب أن يفرغ قلبك ويقودك للقائه ويمكنك ان تبدأ بترنيمة
3.أقرأ جزء كتابى: ومن هنا تبدأ محادثتك مع الله فهو يكلمك من الكتاب المقدس وانت تكلمه بالصلاة
وأقرأ:1)بصوت عالى ومسموع 2)ببطء 3)كرر القراءة
4.تأمل واحفظ 5.سجل ما يكشفه لك الرب
6.اقض وقت فى الصلاة: أ-ابدأ صلاتك بالترنم(مز100) ب-الاعتراف بالخطية(1يو9:1)
ج-أطلب لنفسك وللأخرين (مت7:7،مر22:11-24،يو13:14-14،أى10:42،عب16:4) ويجب ان تكون محدد فى صلاتك د-قدم نفسك للرب (رو1:12-2،رو8:14-9) ه-هيأ نفسك لحظات لسماع صوت الله وقد لا يحدث ذلك فى الأوائل ولكن استمر ولا تيأس
» تدوين الخلوة: 1)اليوم والتاريخ 2)الشاهد الكتابى 3)آيه التأمل 4)سجل الصلاة (أنظر الصلاة)
الصلاة: ↓
الصلاة ليست مجرد كلمات نقولها لكنها تحول النفس الى الله وهى تحول عن كل ما يرى الى ما لا يرى 1.صلاة تسبيح 2.صلاة الشكر 3.صلاة الاعتراف 4.صلاة المشاركة: حيث نشارك الله أمورنا وأفكارنا وهو يشاركنا عن نفسه 5.صلاة الطلب: من أجل نفسى والأخرين
۩ شروط الصلاة المستجابة :
(1) أسأل(لو9:11، يع2:4) ويجب أن يكون الطلب محدد.ليس المهم أن تصلى صلاة طويلة ولكن المهم أن تكون الصلاة من القلب ومحددة
(2) لا تطلب شيئاً ردياً (يع3:4) فإن كان الطلب لا يتفق مع ارادة الرب فلن يسمع له مثال"إن كان يعوزنى شئ وأطالب الله به فأنا أطلب طبقاً لحاجتى الفعلية ولكن أن طلبت أكثر من الحاجه أصبح الطلب ردياً"
(3)يجب حسم موضوع الخطية اولاً:قد تطلب ولم تطلب خطأ ومع ذلك لم تسمع صلاتك ربما لأنه يوجد معطل كبير كخطية تقف بينك وبين الله(مز18:66) ومراعاة الخطية تعنى ان هناك خطية فى قلبه لا يريد تركها
(4)وجوب الأيمان(مر22:11-24)فالأيمان هو الادراك إن الأمر تم فعلاً رغم عدم حدوثه وليس أن نقول سوف يتم ولا يبقى الا ان تشكر الله لأنه سمع صلاتك والصلاة مرحلتان:1.تبدأ من نقطه عدم وجود الأيمان حتى ظهور الأيمان 2.يسود فيها الشكر من نقطه ظهور الأيمان حتى ننال ما طلبناه (مر24:11)
ويمكن تلخيص ذلك كالأتى:1-الصلاة ولا شئ فى يدك 2- الأيمان حتى قبل أن تنال ما طلبت


3-الأيمان والشئ فى يدك (5) استمر مصلياً(لو1:18)
†سجل الصلاة†

التاريخ الطلـبــــــــة تاريخ الاستجابة كيفية الاستجابة
......... .............. ................. ................
......... ............. ............... ...............


ومن خلاله تعرف كم من الصلوات استجيبت وكم تحتاج لاستجابة
» ملاحظات هامة عن الخلوة:-
1-لا تحاول أن تبدأ خلوتك بساعتين:فسوف تشعر بالأحباط ودع خلوتك تحدد وقتك
2-لا تنظر للساعة حتى تستطيع أن تحصل على فائدة من الخلوة
3-ركز على الكيف لا الكم:ليس المهم القدر الذى تقرأه بل المهم أن يكون ما تقرأه تستطيع من خلاله التمتع بالرب 4-ليس من المهم ان تستمر على خطة معينة حتى لا تصبح روتين
5-اصرف وقتك فى الشكر عندما تشعر أن الصلاة صعبة وجافة
6-تذكر غايتك العظمى أن تعرف المسيح ولا تحولها لواجب رسمى 7.الرغبة الصادقة للطاعة فأنت لا تأتى لأختيار ما ستفعله وما لن تفعله ولكن عليك أن تأتى لتفعل ما يطلبه الرب منك(يو17:7)

[4] بعض المشاكل التى تواجهك فى الخلوة:-
(1)مشكلة الأنضباط:ربما من أكثر المشاكل التى تواجهك هى مغادرة السرير فى الصباح ويمكن حل المشكلة كالأتى:1.اذهب لفراشك مبكراً 2.أنهض من فراشك فور استيقاظك والا لن تقوم
3.الاحتراس من نشالى الخلوة مثل التليفزيون واعتبار الخلوة شئ طيب وليس ضرورياً
4.اذهب لفراشك متفكراً فى كتابك واسأل الرب أن يوقظك
(2)مشكلة جفاف فترة الخلوة:قد نجد بعض الايام أحلى من الأخرى ومن أسباب جفاف الخلوة:1.عدم الطاعه:فلن يريك الله جديداً ما لم تنفذ ما كشفه لك من قبل 2.حالتك الجسدية:ربما لا تكون قد حصلت على القسط الكافى من الراحة 3.المحاولة المستعجلة لأنجاز الكثير 4.الروتين النمطى:وهو ان تتحول خلوتك لروتين بدلاً من علاقه حية وتذكر نصيحة بولس(غلا9:6)
(3)مشكلة التركيز:1.ـتأكد انك استيقظت تماماً 2.أقرأ وطل بصوت عالى
3.أجعل مذكرتك فى متناول يدك وعندما يشغلك شئ اكتبه فى المذكرة وارجع له عندما تنهى خلوتك
(4)مشكلة العزيمة الخائرة:أذا لم تمارس خلوتك ليوم او فترة فلا تستسلم واستمر
(5)مشكلة ليس لدى وقت:الأمر لا يتعلق بالوقت بل بالأولويات فى حياتكفما هو الأمر الأكثر أهمية فى حياتك؟ . قال يسوع"أطلبوا اولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم"(مت33:6) ولو كان المسيح رقم (١) فى حياتك فإنك ستعطيه الجزء الاول من كل يوم وستكون خلوتك اليومية هى الاولوية

(مهما كانت مشكلتك فأعرضها أمام الرب وتأكد أنه سيحلها)
------------------------------------------------------------------
المراجع:
(1) كتاب 12 طريقة عملية لدرس الكتاب المقدس
(2) كتاب الخلوة الشخصية للقس سامح موريس
(3) كتاب الخلوة الروحية اليومية للقمص زكريا بطرس
(4) كتاب الرياضة الروحية لواتشمان نى
أ- الفصل الرابع(الصلاة) ب- الفصل الخامس(الأستيقاظ المبكر)
 
قديم 17 - 02 - 2015, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 7382 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يارب اقبل استقالتي



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب اقبل استقالتي
" يارب:..لا أنسى اليوم الذي فيه عرفتك وما زلت أذكر يوم دعوتني أنا ورفقائي لنعمل معك. أقر من قلبي أن الأعوام القليلة الماضية هي أمجد سني حياتي، ولا أنكر أنك مرارًا احتملت جهلي وتهوري، وبلطفك العجيب قوّمت سبلي وعالجتني، لكن عندما اُمتحِنَت قدراتي رسبت، وما حسبته نقاط قوة فيَّ، اكتشفت أنه الضعف بعينه. ربما رفقائي يصلحون للعمل معك أكثر مني، فهل تقبل يا رب إستقالتي؟"
الإقرار السابق هو تصوُّر لما تحتويه العبارة التي قالها بطرس لبعض التلاميذ:
«أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ»
(يوحنا21: 3)،

والتي تكشف عن مدى إحباطه وشعوره بالفشل وإحساسه بثقل الذنب وعدم استحقاقه لخدمة سيده.
غربال التجربة بين غرض العدو والمقاصد الإلهية


كلمة الله تعلِّمنا أن المؤمن الحقيقي لا يمكن أبدًا أن يُحرم من خلاصه الأبدي، لكن يمكن أن يُحرم من بهجة الخلاص في حياته. لا يوجد ما يمنعه أن يخدم كيفما شاء، لكن يمكن أن تفتقر خدمته للقوة والتأثير. قد يحضر اجتماعات الكنيسة وقتما شاء لكن يمكن أن يُحرم من رؤية الرب. ويا لتعاسة هذا الحال!
أتعلم أن هذه الحالة هي هدف رئيسي وراء تجارب الشيطان للمؤمنين؟
حينما ينحرف المؤمن عن سبيل القداسة، تتسلل العتمة لحياته شيئًا فشيئًا، فتنطفئ شهادته للرب، وتتشوه علاقاته مع الناس، وتُسلَب أفراحه وسلامه. من أجل ذلك يسعى هذا الخصم الرديء أن يوقع المؤمن في فخ الخطية ليقطع شركته مع الله، ولا يكف عن أن يصوب سهام الإحباط الحارقة للمؤمن العاثر، ليظل خائرًا حتى يستسلم لروح الفشل. لكن الرب في نعمته، كالراعي، يَرُدّ الشاردة من قطيعه، وكالطبيب الماهر يعرف كيف يعالج الفشل في حياة المؤمن العاثر، ويقيمه مرة أخرى من سقطته.
أخصائي في إنهاض العاثرين
يا لغبطتنا بهذا الراعي العظيم الذي ترنم عنه داود:
« اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ. ‎»
(مزمور145: 14).


الكتاب المقدس يرينا من خلال معاملات الله مع بعض المؤمنين الذين عثروا في سيرهم معه، كيف يردّ الرب نفوسهم بترَّفُق ولطف، وحكمة تفوق الوصف. في العهد القديم نرى ذلك واضحًا في حياة يعقوب وداود، وفي العهد الجديد نرى المسيح وهو يرد نفوس بعض من تلاميذه مثل توما وبطرس وتلميذي عمواس. عندما سقط بطرس، ذلك التلميذ المِقدام، بدا للشيطان أنه قد بلغ مقصده الذي أراد به أن يروي غليله وهو يهز غربال التجربة بكل عنف وغيظ. غرض الشيطان أن يوقع الحنطة وتُداس، لكن قصد الرب بوقوعها أن تتنقى من كل شائبة. الرب في حكمته جعل من غربلة الشيطان فرصة ليعلم تلميذه أثمن الدروس، ويظهر نعمته وقدرته على رد النفوس. ليس غرضي أن أركز على الخطإ أو المخطئ بل على سيدنا الرحيم وأسلوبه الراقي والرقيق في إقامة العاثرين.
«اَلرَّبُّ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ، لِذلِكَ يُعَلِّمُ الْخُطَاةَ الطَّرِيقَ . يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي الْحَقِّ، وَيُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ.»
(مزمور25: 8، 9).


الطبيب الماهر وروشتة العلاج
إن تأملنا في الأصحاحات :
(مرقس16؛ لوقا22؛ يوحنا21)
يمكننا أن نتتبع معًا الأسلوب الذي تعامل به الرب، ذلك الطبيب الماهر، في علاج حالة من الفشل الذريع أصيب بها بطرس. هذه المعاملات الإلهية في العلاج كأنها
“روشتة من أربع أدوية”.
دعونا نتأمل معًا في كل دواء (أسلوب) استخدمه ربنا يسوع، الطبيب العظيم مع تلميذه بطرس.


-1-
مؤازرة مبكِّرة
«الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ ! وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ»
(لوقا22: 31، 32).
تختلف هذه الخطوة على طريق العلاج عن الخطوات التالية في كونها قد سبقت “سقوط بطرس”. أي طبيب في العالم يصف الدواء لمريضه بعد الإصابة بالمرض، وهذا طبيعي، لكن الرب وحده، يعلم ما يخطط له العدو في الظلام؛ لذلك وصف مبكِّرًا لتلميذه الدواء الوقائي كتطعيم يحصِّنه ضد استفحال الداء. هذه من روائع طبيبنا السماوي العظيم. الرب يعلم أن هذه الأقوال المشجعة ستدعِّم وتؤازر بطرس وتحفظه من اليأس فور وقوعه من غربال التجربة. لم يزل الرب يفعل ذلك معنا إذ يوصينا بذات الوصية التي قالها لتلاميذه لكي يمكننا من الثبات وقت التجربة في البستان قائلاً:
« قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ»
(لوقا22: 46).


-2-
نظرة مذكِّرة
« فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ الرَّبِّ، ...»
(لوقا22: 61).
قصد الرب أن ينظر لبطرس ليذكِّره بالكلام الذي قاله له من ساعات قليلة مضت، أراد أن يكشف له عن ثقته الزائدة في ذاته. لكن ليذكِّره أيضًا بأن هذه الغربلة العنيفة وراءها خصم شرير وهو الشيطان. نظرة تذكِّره بطلب الرب من أجله لئلا يفنى إيمانه. لم يزل الرب ينظر لكل مؤمن متعثر لا من بيت رئيس الكهنة
(حيث كان وقت أن أنكره بطرس)
بل ينظر من مجده، لا ليعاقبنا بل ليتوِّبنا؛ مذكرًا إيانا بأنه يعلم محدودية أنفسنا وحاجتنا أن نستند على نعمته.


-3-
بشارة مؤثِّرة
« لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ »
(مرقس16: 7).
الرب يكلِّف الملاك بتوصيل تلك الرسالة المؤثِّرة إلى النساء اللاتي أتين إلى القبر ثم يذهبن بدورهن ليبلغن التلاميذ. كأن الرب أراد أن يعرف بطرس على مسمع من الجميع أنه لم يزل يحتفظ بمكانته كتلميذ للمسيح، وهو موضوع اهتمامه. يا لها من بشارة أنعشت الرجاء في قلبه المنكسر.


-4-
زيارة مغيرِّة.
أظهر الرب نفسه للتلاميذ عند بحر طبرية، ووضح أن بطرس هو المقصود. بعد أن شجعهم وأشبعهم أسمعهم حديثه الرقيق مع بطرس.

في أي موضوع تكلم الرب معه؟
تكلم معه عن الحب!
يا لنعمة الرب المترفقة التي شفى الرب فيها قلب تلميذه المكسور، وردَّ نفسه، وشرَّفه بتكليف عظيم أن يرعى غنمه. وتغيَّر بطرس من حينها، ولا نقرأ بعد ذلك عن السقطات ولا الإحباطات، بل نرى الشهادة القوية والشجاعة المقدسة بالاستناد على نعمة الله وعمل الروح القدس، وأظهر طاعة كاملة للوصيتين الغاليتين
«ثبِّت إخوتك» و«ارعى خرافي».
وما فعله الرب يومًا مع بطرس ما زال يفعله معنا!
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...
هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين

 
قديم 17 - 02 - 2015, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 7383 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

‏أفحص_مشاعرك‬ في ضوء الحق الإلهي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بالنسبة للاسطوانة اللي دايرة علي لسنان بعض المسيحين وهو: أن لا نصادر المشاعر باسم الدين


هو إيه موضوع لا نصادر المشاعر باسم الدين ده؟
وبعدين مين قال نصادر مشاعر؟
الموضوع كله إننا ليس من يحدد من يُنتقم منه ومن لا ننتقم منه.


وبعدين بالنسبة لمشاعر الخوف التي كانت تنتاب التلاميذ ويقوم المسيح بتوبيخهم لخوفهم ده يبقي اسمه إيه؟

حتي لعامة الشعب اليهودي في ذلك الوقت؛ المسيح كان يَعلم أن أغلبية من يخرج إليه من أفقر الناس واكثرهم احتياجاً وعوزاً وبالرغم من ذلك إلا إنه لم يمنعه من أن يكشف لهم حقيقة أنفسم وزيف حياتهم وزيف مشاعرهم.
فوبخ مشاعرهم وانتهرهم وفضح هذه المشاعر علانية قائلاً لهم: "الحق أقول لكم: أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات، بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم. اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي" (يو27،26:6).


لماذا إذاً لم يهتم المسيح بمشاعر التلاميذ ومشاعر الناس؟
وهل هو يرفض المشاعر ويحتقرها؟
بالتأكيد المسيح لا يرفض المشاعر ولا يحتقرها، فالمسيح نفسه بكي عند موت لعازر وعلي أورشليم.
ولكن عندما تتعارض مشاعرك مع الحق الإنجيلي فأعلم إنك مخطئ.
وأن المسيح لا يُجمل الحق في سبيل مشاعرك الخاطئة بل سيكشفها ويفضحها (لتُصححها)
وهذا أيضاً لأنه لا يأخذ بوجه إنسان أياً كان وضعه وأياً كان مركزه في سبيل إعلان الحق.
"فسالوه (رؤساء الكهنة والكتبة) قائلين: يا مُعلم، نَعلم إنك بالاستقامة تتكلم وتُعلم، ولا تقبل الوجوه، بل بالحق تُعلم طريق الله" (لو21:20)


إذاً لماذا لم يهتم المسيح بمشاعر التلاميذ ومشاعر الناس؟
ببساطة لأن مشاعر الخوف لدي التلاميذ كشفت ضعف إيمانهم
وأيضاً بالنسبة مشاعر الناس فهؤلاء رغم حالتهم المادية(المعروفة لديه) إلا أنه كشف لهم أنهم لا يتبعونه لذاته بل يتبعونه لأنه أشبع بطونهم واحتياجاتهم.
وهناك ايضاً من تبعوه لأنهم أبصروا آياته التي كان يصنعها (يو1:6)


كما هو الحال لدي معظم المسيحيين اليوم.
فالكثيرين يتبعون المسيح ليس لذاته، بل لأنه يُطعمهم ويُشبعهم ويعطي لهم الشعور بالامان سواء(المادي، النفسي، الروحي) والغفران والتخلص من الخطايا أو نوال الحياة الابدية أو الخوف من الجحيم.....إلخ
وهذا ما يدفع البعض لكثرة التدين والتعصب والتمسك بالطقوس والوصايا وروحنة الأمور لتعطيه شعور بالأمان وبالخلاص والطأمنينة الروحية أكثر من احتياجه للمسيح ذاته.


وهذا بالطبع ليس بخطأ أو ليس بدور المسيح، ولكن كل ذلك يأتي تباعاً.

"أطلبوا أولاً ملكوت الله (المسيح) وبره، وكل هذا يُزاد لكم" (مت33:6)

وأيضاً هذا ما نراه في مشاعرنا تجاه داعش واعمالها ونطلب من الله أن تنزل نار وتهلكهم سريعاً، كما طلبا (يعقوب ويوحنا) أن تنزل ناراً من السماء لتفني السامريين لأنهم رفضوا الرسالة منهم (لو55:9).
أو فرحاً بما فعله الرئيس السيسي بأنه أرسل طائرات لتقذف بهم في ليبيا وأعتبرنا هذا انتصاراً وانتقاماً لأنفسنا ولوطننا ولديننا.


عندما تتعارض مشاعرك مع الحق الإنجيلي فأعلم إنك مخطئ


‏أفحص مشاعرك في ضوء الحق الإلهي


 
قديم 17 - 02 - 2015, 05:11 PM   رقم المشاركة : ( 7384 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القلب القاسي يثقل بالمشقات

احذروا واهتموا بقلبكم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
+ [ فلا تخجل بشهادة ربنا ولا بي أنا اسيره بل اشترك في احتمال المشقات لأجل الإنجيل بحسب قوة الله ] (2تيموثاوس 1: 8)
+ [ فاشترك انت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح ] (2تيموثاوس 2: 3)
+ [ وعبد الرب لا يجب أن يُخاصم بل يكون مترفقاً بالجميع صالحا للتعليم صبوراً على المشقات ] (2تيموثاوس 2: 24)
+ [ وأما أنت فاصح في كل شيء، احتمل المشقات، اعمل عمل المبشر، تمم خدمتك ] (2تيموثاوس 4: 5)
+ [ خذوا يا إخوتي مثالاً لاحتمال المشقات والاناة، الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب ] (يعقوب 5: 10)
الذي يؤمن حقاً ويحيا بالأمانة هو الذي يصبر على المشقات ويثبت في الله أكثر جداً، لأن هذا دليل الأمانة، أي الإيمان الحي ودليله الواضح في القلب هو المحبة الظاهرة في احتمال المشقات بصبر عظيم وإيمان لا يهتز أو يتزعزع، ولننتبه لما هو مكتوب لأن فيه سرّ مشكلة عدم القدرة على احتمال المشقات والتزمر الذي قد يصل للبعد عن الله ورفض الإيمان، وقول لماذا هذا ولماذا يترك الله الناس تتألم على يد قساة القلوب !!! فمكتوب:
+ [ القلب القاسي يثقل بالمشقات والخاطئ يزيد خطيئة على خطيئة ] (سيراخ 3: 29)
وهذا هو الفرق بين المؤمنين بالله بالحق والفعل والعمل، وبين الذين يقولون أنهم آمنوا بالله، ولكن إيمانهم نظري، لأن حينما تأتي الرياح يُختبر أساس البيت، فأن كان مؤسس على الصخر ومبني بالحجارة الصلدة فأنه يصمُد، أما أن كان مؤسس على الرمال ومبني بالقش فأنه يتبدد هنا وهُناك ويسقط كل ما فيه ويتبدد المجهود المبذول في تجميعه وبناءه...
 
قديم 17 - 02 - 2015, 05:12 PM   رقم المشاركة : ( 7385 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

موضوع لضبط الحياة الروحية السليمة: من اي روح أنتما

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
للأسف الشديد، أجد البعض يكتب مغتاظاً من كل ما يحدث من حولنا من اضطهاد وإرهاب منتشر في كل مكان، وهو في حالة غضب طالباً عدالة السماء من أجل الانتقام، وساعات بيضعها في صورة انه مؤمن بالله أنه عادل سيرد الحق لأصحابه، مع أنه في أعماقه يرى العدل الإلهي في صورة انتقام من الناس الأشرار ويود لو تنزل نار من السماء لتحرقهم، مع أن الله يبغض أفعالهم جداً ولكنه يُريد أن يُخلِّصهم، لا على حساب من قتلوا وفعلوا بهم كل شرّ، بل يتمهل عليهم لكي يتوبوا... لكننا بكوننا غير فاهمين مشيئة الله فأننا ننتتظر الانتقام..

الله يا إخوتي محبة، وهو الذي أوصانا أن نحب أعدائنا ونبارك لاعنينا، وصلاتنا لا لأجل الانتقام بل من أجل الخلاص، لا نقبل الشر ونرفضه بشدة ولا نتعامل معه قط، وممكن نرفع قضية لإثبات حق إخوتنا ونسعى لحقوق الإنسان وللمحاكم المحلية بل والدولية بل وكل قانون، ونحزن مع الحزانى ونفرح مع الفرحين، لكننا نبارك ولا نلعن، نصلي من أجل الضالين وقساة القلوب ولا نقل أنتظروا عدالة السماء من جهة الانتقام من أحد قط، فلنصلي لأجل الذي يضطهدوننا، ومن أجل قاتلي إخوتنا ولا نلعنهم، بل لا نحب أفعالهم ونبغضها، ولكن نسعى أن الله يخلص نفوسهم، ولنا رؤية المجد العلوي الذي يجعلنا نرى روح المجد الفائق الذي حل على إخوتنا الذين ماتوا على الاسم الحسن، فلنمجد اسم الله الحي الذي دُعيَّ علينا، ولا ننسى ما قاله الرب للتلامبذ:
+ فلما رأى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا: "يا رب أتُريد أن نقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضاً".
فالتفت (الرب) وانتهرهما و قال: "لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الانسان لم يأتِ ليهلك أنفس الناس بل ليُخلِّص" (لوقا 9: 54 - 56)
ولننتبه لكلام التحذير المكتوب لكي نكون فاهمين مشيئة الله الحي متممين إرادته، ولا نكون مثل شعب إسرائيل قديماً الذي قال عنهم الله على فم إرميا النبي:
"لأن شعبي أحمق، إياي لم يعرفوا، هم بنون جاهلون وهم غير فاهمين، هم حكماء في عمل الشرّ، ولعمل الصالح ما يفهمون" (إرميا 4: 22)
"لا تكونوا أغبياء، بل فاهمين ما هي مشيئة الرب" (أفسس 5: 17)
 
قديم 17 - 02 - 2015, 05:14 PM   رقم المشاركة : ( 7386 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عظة أحد رفاع الصوم الكبير مت 6 1 - 18

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


+حب وتعريف:-
احترزوا من أن تصعنوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات(مت6:1).ما أعظمها محبة ربانية تنبهنا وتحذرنا وتعرفنا كيف نمضي في طريق الأبدية ونحن علي الأرض.بهذه المحبة عرفنا مخلصنا يسوع المسيح وبها نتمتع بنعمته وعن طريقها نعرف كيف نسلك لذلك قال بطرس الرسوللتكثر لكم النعمة والسلام بمعرفة الله ويسوع ربنا.كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوي بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمي والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة(2بط1:2-4). لقد أراد السيد بمحبته أن يعرفنا أن الصدقة والصوم والصلاة مثلث قاعدته علي الأرض ولكن رأسه في السماء بمعني أننا نأخذ من السماء ونعمل علي الأرض وما نصنعه علي الأرض لابد أن يصل إلي السماء فنعم الحب والمعرفة الإلهية التي ترتقي بنا من مستوي العالم الزائل إلي مجد السماء الباقي فحقا هذه هي نعمة الابن الوحيد لهذا قال مار إسحق أهلني يارب أن أعرفك وأحبك.
+وأبوة وتكليف:-
من دافع أبوة مخلصنا لنا يريد أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون لهذا يكلفنا بالارتباط به حينما نصنع الخير فالصدقة واجبة ونحن مكلفون أن نصنعها بحب وكل إيمان وفي الخفاء والصلاة تكليف من أبينا السماوي لكي تكون لنا صلة مستمرة معه في الخفاء والصوم تكليف أيضا من الله لنا حتي لا يكون الجسد مسلطا علينا ويبعدنا عن عشرة الله وأن يكون بيننا وبين الله في الخفاء أيضا حتي لا يضيع أجره نعم إنه تكليف بعمل الفضائل يحتاج من المؤمن جهادا روحيا يقوده إلي حياة الثبات في الله كما يقول الكتابلأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح لأن الذي ليس عنده هذه هو أعمي قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين لأنكم إذا فعلتم ذلك لن تزلوا أبدا(2بط1:8-10).ولقد اختبر الرسول بولس هذا الجهاد فقالفي تعب وكد في إسهار مرارا كثيرة في جوع وعطش في أصوام مرارا كثيرة في برد وعري(2كو11:27).فقبولنا للتكليف الأبوي بحب يؤهلنا للتشريف.
+ونعمة وتشريف:-

من خلال كلمات السيد له المجد لنا في هذا الفصل المبارك وفي يوم أحد الرفاع أكيد الكنيسة رتبت هذا لكي تعرف عمق محبة الله الأب لنا ومدي نعمة الابن الوحيد الذي أخذ جسدنا وأعطانا نعمة البنوة التي نصلي بها قائلينيا أبانا الذي في السموات(مت6) وأعطانا شرف الأبوة لنطلب منه كل احتياجتتنا ونقول لهأعطنا اليوم(مت6) وأعطانا أيضا أن نطلب باسمه كل شئ فما أجمله تشريفا أن ندعي أبناء الخالق والمعطي والرازق ما أعظمه تشريفا يجعلنا أن ندخل معه في علاقة صدقة وصلاة وصوم ويسمح لنا أن نجاهد من أجله إنها نعمة العهد الجديد التي عن طريقها يكون لنا شركة حب مع ابنه الذي عرفنا الطريق وكلفنا بعمل الفضائل التي تساعدنا علي ميراث الحياة الأبدية فتحقق قول المزموراعبدوا الرب بفرح ادخلوا إلي حضرته بترنم.اعلموا أن الرب هو الله هو صنعنا له نحن شعبه ونم مرعاه(مز100:2-3)


 
قديم 17 - 02 - 2015, 06:16 PM   رقم المشاركة : ( 7387 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة

(غلا 4: 4)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ملء الزمان:

تعبيرٌ غريبٌ على آذان الإنسان وعقله. حسب الأصل اليوناني، ورد عدة مرات في العهد الجديد. على فم الرب نفسه حين قال: “قد كمل الزمان” (مرقس 2: 5). إنه زمان قد “سبق وأنبأ به الأنبياء” (أع 3: 18)، وهو زمان الوعد الذي “حضر يوم الخمسين” (أع 2: 1)، وهو زمان تحقيق المواعيد: “لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا” (متى 1: 22-23). وهو زمان ما يحدث من أحداث سبق الأنبياء فأخبروا بها.
وتحقيق النبوات حسب التعليم الرسولي في إنجيل متى بالذات (2: 15 و17 و23 – 3: 15 – 4: 14 – 5: 17 – 8: 17 – 12: 17 – 13: 35 – 35 – 21: 4 – 27: 9)، لا يعني حسب الفهم الشائع أن الاحداث تتم حسب النبوة، ليس هذا هو المقصود؛ لأن النبوة لم تصنع الحدث –هذا مذهب القدريين– بل جاءت كل النبوات سابقة للأحداث كلها، فصارت الأحداث هي التي تشرح النبوة وتؤكد تمامها.
النبوة رؤية سابقة للزمان وللأشخاص. والحبل البتولي جاء ببشارة وبعطاء الآب، سبق وأخبر عنه أشعياء، ولم يكن في النبوة عن الحبل البتولي تحديدٌ ليومٍ أو سنةٍ أو حتى اسم القديسة مريم، لكن لما جاءت البشارة، ظهر معنى النبوة.
لعل أفضل مثل على ذلك، هو طرد الباعة من الهيكل (يوحنا 2: 12-17)، فبعدما طرد الرب الباعة “تذكر تلاميذه أنه مكتوب غيرة بيتك أكلتني” (2: 17). ولم يركب الرب الجحش لكي تتم النبوة. لم تكن النبوة استعراضاً يتم، بل سبق النبي فرأى ذلك الدخول، وأخبر عنه، وظهر معنى النبوة بالحدث. ثم ليس حسب “القضاء والقدر”، بل حسب ما هو أعظم من القضاء والقدر، وهو “التدبير” الذي سبق خلق العالم (أفسس 1: 4).
هذا التدبير سابقٌ على خلق الزمان؛ لأن خلق الزمان مرتبط بخلق الكون وخلق الشمس والأرض. ومن الخطأ أن نظن أن الأيام “حُبلى بالأحداث”، بل الأحداث هي التي تلد الزمان والأيام.
يبقى أن نتذكر أن كلمة ملء = كمال = تحقيق.
لذلك يقول الرسول: “لتدبير كمال أو ملء الأزمنة”. الأزمنة تأتي إلى موعد، وهو يحين حين “يجمع (الآب) كل شيء في المسيح ما في السموات وما على الأرض” (أفسس 1: 10-11). فالحركة والعمل الإلهي المستعلَن في الزمان هو الذي يحرك الزمان، ولم تكن حركة الزمان بما فيه من أحداث، هي القوة المحركة، فلم يكن الرب يسوع ضحية الأيام والظروف والمناسبات حسب فكر “القدريين”، بل هو “الكائن على الكل الإله المبارك” (رو 9: 5)، هو الذي يعمل، وهو الذي يحرك الأحداث. وقد رأى الأنبياء هذا، وكُتبت النبوات في سطور قليلة جداً، بل من الوقائع المدهشة في قراءة الرب يسوع لنبوة أشعياء (61: 1-2)، أنه لم يقرأ عبارة النبي التي وردت بعد “لأنادي بسنة الرب المقبولة”، أي سنة اليوبيل التي يتم فيها إطلاق سراح الأسرى ونهاية كل الديون، ولكن الرب قصد أن يترك العبارة التي بعدها، والمتصلة بواو العطف: “وبيوم انتقام لإلهنا” (أش 63: 2)، ذلك لأنه لم يأت للإنتقام، بل للخلاص.
أرسل الله ابنه:

“الزمان الحاضر” (رو 3: 26)، هو الزمان الذي استُعلِن فيه الابن “ربٌّ واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به” (1كو 8: 6)، في هذا الزمان الحاضر حدث ما يفوق كل تصور العقل عن المحبة.
جاء إلينا البِكر – خالق كل الأشياء في السموات وعلى الأرض.
الذي “الكل”، أي كل الخليقة “به”، والأهم “وله قد خلق الكل”؛ لأن الكل لأجله باقٍ.
فهو قبل كل الأشياء كإلهٍ
“وفيه يقوم الكل”، أي يبقى في الوجود (كولوسي 1: 15-17).
ثم توقفت حركة الزمان؛ “لأن فيه سُرَّ أن يحل كل الملء” (كولوسي 1: 19). لم يعد استعلان الله، حسبَ أزمنةٍ مثل الفصح أو المظال أو سائر الأعياد، ولذلك لما جاء “ملء الزمان”، واتحد اللاهوت بالناسوت، عَجَزَ الزمانُ عن أن يكون وسيطاً فاعلاً في هذا الاستعلان كما كان في العهد القديم.
لذلك السبب، بعد البشارة، يكاد الرسول يصرخ: “أتحفظون أياماً وشهوراً وأوقاتاً وسنين. أخاف عليكم أن أكون قد تعبت فيكم عبثاً” (غلا 4: 10). تلك هي “الأركان الضعيفة الفقيرة” حسب الترجمة البيروتية، أو تلك هي (المبادئ التي قامت عليها العبادة الزمانية)؛ لأن Τα στοιχεια هي Basic Principles وهي شريعة موسى التي وُصِفَت باسم “أركان العالم”، التي كانت أساس الاستعباد (غلا 4: 3) والسؤال الذي أثاره الرسول: “كيف ترجعون؟” إلى هذه الأركان، هو سؤالٌ استنكاري؛ لأن التحول الإيماني والحياتي الذي يتكلم عنه الرسول هنا (راجع مثلاً أفسس 1: 9 – لوقا 1: 16 – أعمال 3: 19)، أصبح هو الردة (2بطرس 2: 21-22) إلى الوراء.
جاء الابن مولوداً تحت الشريعة:

لو توقف الرسول عند هذه العبارة؛ لعادت الكنيسة إلى المجمع اليهودي، ولكن هكذا يجب أن نُسمع هؤلاء المقيمون في “برية السلفية” صوت الرسول الصارخ: “ليفتدي الذين تحت الشريعة. لننال التبني” (غلا 4: 5)، وليكن معلوماً أن:
فداءُ العبيد، لا يُعيد العبيد إلى مجتمع العبيد؛ لأن الكنيسة “جسد المسيح”، جسد الحر والفادي، والذي حرية يسوع تسري في كل أعضائه (1كو 12: 11-12).
لم يكن الفداءُ قاصراً على محو الخطايا، حسب التعليم الشائع، بل هو عطية التبني، تلك التي تجعل كل من نال هذه العطية يقول بالروح القدس: “أبَّا أيها الآب”؛ “لأنه بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً (صرخة الروح فينا ومعنا) يا أبَّا الآب”، فقد سقطت كل القيود، ولذلك يكمِّل الرسول: “إذاً لست بعد عبداً بل ابناً”.
حرية البنين:

من الصعب أن نَصِفَ الحريةَ للعبيد؛ لأن العبد يظن أن الحرية انفلاتٌ، وأن الوصايا قيودٌ، رغم أن كلمة “الوصية” هي أقرب ترجمة للكلمة العبرانية מצזאה لأن الوصية ليست هي الأمر Commandment بل الفهم والحكمة التي تؤدي إلى الحياة. فنحن لا زلنا نقول -حتى في العامية المصرية- إن الوصية = نصيحة حكمة = طريق حياة وسلامة. هكذا ما يجده الحر في مزمور 119 عن الشريعة أو الوصايا “المصباح للرجلين” ومحبة الوصية في هذا المزمور بالذات هي محبة الحياة.
* إن حرية البنين لها أساس واحد، وهو اتحاد اللاهوت بالإنسانية التي أخذها المخلِّص من أم النور القديسة مريم، ولذلك، الأناشيد التي تقال في شهر كيهك، تسبِّح نعمة الله الغنية التي تفوق الإدراك، وعلى هذا الأساس:
جاءت حرية الصلاة إلى أبَّا abba أيها الآب.
لم يعد لنا مواسم للصلاة ومواعيد لا تجوز الصلاة فيها إلَّا حسب التوقيت.
فتح لنا التجسد ينبوع الحياة الإلهية، فصرنا نأخذ منه في السرائر كل ما حدث في التدبير: الولادة من الروح القدس والماء (المعمودية) – مسحة الروح القدس (الميرون) – إبادة الموت وعربون الحياة (الإفخارستيا) – شركة في ميراث الملكوت (الإفخارستيا).
الإيمان بالمتجسد ودونية الإنسان:

يظل تجسد الله الكلمة أكبر تحدٍّ لكل ما ورثته الإنسانية من أفكار ومعتقدات عن دونية الإنسان. الأمثلة كثيرة: تحول الشخص إلى شيء في آلة انتاج، وحتى في الكنيسة يمكن أن يتحول الشخص إلى شيء، إذا غابت المحبة وساد التسلط وحلَّت الشريعة محل النعمة.
ولذلك، ليعلم الذين فرضوا أحكام الشريعة القديمة على أعضاء جسد المسيح من النساء بشكل خاص، أنهم لا يدركون أنهم وضعوا المسيح نفسه تحت ذات القيود. عندما قال الرب لشاول مضطهد الكنيسة: “لماذا تضطهدني؟” كان يعني أن الاضطهاد يمسَّه هو شخصياً؛ لأنه يمس جسده: “أما أنتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفراداً” (1كو 12: 27).
نحتاج إلى ترجمة جديدة إلى لغة عربية رصينة لرسائل القديس بولس الى: رومية – غلاطية – كولوسي – عبرانيين، فقد غاب من الوعي الفصل الدقيق بين العهد الأول القديم والعهد الجديد الأبدي. العهد القديم، أو الأول لا زال يضع البرقع على وجوه كثيرين لكي لا يروا مجد المسيح. مع أن مجد موسى زائل (1كو 3: 12)، ولكن يبدو أن الرسول بولس كان يكتب نبوةً عندما كتب: “أُغلظت أذهانهم لأنه حتى اليوم – (يوم بقاء شريعة تطهيرات الجسد) – ذلك البرقع ذاته عند قراءة العهد القديم باق غير منكشف. وهنا يشدد الرسول: “الذي يبطل في المسيح” (2كو 3: 14-15). وعندما لا يأخذ المجمع المقدس للكنيسة القبطية قراراً يعلن فيه أن النساء أطهارٌ بسبب سكنى الروح القدس، يتم قول الرسول: “لأنه حتى اليوم حين يقرأ موسى، البرقع موضوع على قلوبهم. ولكن عندما يرجع إلى الرب يرفع البرقع” (2كو 3: 15). على أن من يرفع ذلك البرقع هو الروح “روح الرب”، فإذا كان الروح، الأقنوم الثالث قد تحول عندهم إلى مواهب وقوة و…. الخ؛ لذا يتعذَّرُ علينا أن نتغير إلى صورة مجد المسيح.
عندما تصبح الشريعة هي سقف الكنيسة، فإن دونية الإنسان تصبح هي قاعدة التعامل غير عابئين بأن السبت جُعِلَ للإنسان، ولكن عندما يصبح الإنسان مخلوقاً لأجل السبت، فإن الخدمة تصبح عبادة، والصلوات والأصوام لم تعد وسيلة، بل هدفاً.
وحتى قراءة الكتاب المقدس، لا تفلت من هذا الطوق؛ لأن
الابن يقرأ عن المحبة والشركة والنعمة وعمل الروح القدس، أما العبد، فإنه يبحث عن الدينونة وغضب الله وجهنم النار.
الابن يرى الدينونة ويفرح بالخلاص، أما العبد فيراها ويرتعب؛ لأنه لم ينل “روح الرب”.
الابن يعرف أن غضب الله هو رفض الله للشر، وعدم قبوله له، أما العبد فيظن أنه هو محور غضب الله.
جهنم هي مصير الأشرار، ولكن من صار واحداً مع المسيح، لا يفكر في جهنم، بل يفكر في الميراث الأبدي.
وعندما نقول نحن نحتاج إلى ترجمة عربية جديدة تكشف لنا عن المعاني الحقيقية في الكتاب المقدس، فالأمر لا يقتصر على الكتاب المقدس وحده، بل يمتد ليشمل الليتورجية أيضاً، فالقطعة الليتورجية الرائعة التي تجيء في نهاية القداس الباسيلي: “قُدنا إلى ملكوتك، أو اعطنا طريقاً لدخول الملكوت – وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة “، والمقصود هنا اتحادنا معه في الإفخارستيا، تُرجمت بروح الشريعة إلى: “اهدنا إلى ملكوتك”، فأطاحت “الهداية” بالمعنى الفخم من وراء كلمات التقوى الليتورجية. أما “بروح يسوع”، فنحن في مجد الملكوت، ولا نحتاج إلى هداية؛ لأننا ورثة الملكوت والنعمة التي نحن مقيمون فيها (رو 5: 2).
كل عام وأنتم بخير، الكنيسة كلها، والوطن كله، سائلين الخير والتقدم والسلام لمصر، ولأم الشهداء.
د. جورج حبيب بباوي
 
قديم 17 - 02 - 2015, 06:18 PM   رقم المشاركة : ( 7388 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الهـــدف

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الهـــدف

في هذه الأيام الصعبة ضلّ الكثيرون الهدف، وتحوّلوا عنه...
وهكذا
تعددت الأهداف. فمنا من اهتمّ بالجسد، أو بالمال، أو بالمركز...
والكثيرون انشغلوا بأمور كثيرة، بينما يكرر الرب يسوع لنا ما قاله قديمًا:
" «مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ،
وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ ".
(لو41:10-42 )
لقد كان شعار الرسول:
"أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا:
إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ."
(فيلبي 13:3-14).

وما هو هذا الهدف؟
لقد قال:
" إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ ".
(2 كور20:5 ).
وكأني أسمعه يقول لتلميذه تيموثاوس:
"اعْمَلْ عَمَلَ الْمُبَشِّرِ. تَمِّمْ خِدْمَتَكَ."،
(2 تي4:5 )
"اهْتَمَّ بِهذَا. كُنْ فِيهِ،"
(1 تي15:4 )
يجب أن يكون هذا الهدف واضحًا أمام عيوننا جميعًا. فنحن أحيانًا نتكلم عن الخدمة ومشاغلها ومسؤوليتها وما تحتاجه، والأخطاء والعيوب، وفي نفس الوقت نترك الهدف الأساسي وهو الخدمة ذاتها. نتحدّث عن الخدمة، لكننا لا نخدم. إن النفوس من حولنا ما زالت تصرخ:
"اعبرْ... وأعنّا!"
(أعمال 9:16).

وصوت الرب يقول:
" أَنْقِذِ الْمُنْقَادِينَ إِلَى الْمَوْتِ، وَالْمَمْدُودِينَ لِلْقَتْلِ. لاَ تَمْتَنِعْ. إِنْ قُلْتَ:
«هُوَذَا لَمْ نَعْرِفْ هذَا»،
أَفَلاَ يَفْهَمُ وَازِنُ الْقُلُوبِ؟
وَحَافِظُ نَفْسِكَ أَلاَ يَعْلَمُ؟
فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ."
(أمثال 11:24-12).

هناك مؤمنون أحداث أو ضعفاء، يحتاجون إلى رعاية، وافتقاد، وتشجيع، وبنيان. لقد استؤمنا على الإنجيل، لذلك
" بَلْ كَمَا اسْتُحْسِنَّا مِنَ اللهِ أَنْ نُؤْتَمَنَ عَلَى الإِنْجِيلِ، هكَذَا نَتَكَلَّمُ، لاَ كَأَنَّنَا نُرْضِي النَّاسَ بَلِ اللهَ الَّذِي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا ".
( 1 تسالونيكي 2: 4 )

أخي، أختي ...
هيا نعمل عملاً واحدًا ونهتم اهتمامًا واحدًا، ألا وهو ربح النفوس وبنيانها، فقريبًا سنقف أمام كرسي المسيح ونسمع الصوت:
" أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ " ... فماذا نفعل
؟
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *

والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين
 
قديم 17 - 02 - 2015, 06:20 PM   رقم المشاركة : ( 7389 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إفرامية حلول أقانيم الثالوث

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لا طاقة ولا قوة، بديلاً عن الثالوث
سخاءُ المحبةِ من ذات المحبة، من الآب يُعطي
عطاءٌ من الآب في الابن بالروح القدس
تسليمٌ أمينٌ لا يعرف الطاقةَ، ولا القوة
***
قوةُ القيامة هي قيامة يسوع
وقوةُ الروح هي نعمة التبني
المحبةُ تعطي ما هو غير مخلوق
المحبة توحِّدُنا بالله
ولا يقُل أحدٌ إن المحبة توحِّدُنا بالجوهر
اللهُ كائنٌ، ولا تقسيم فيه بين جوهر وأقنوم
الزنى وحده، عَلَّمَ الزناةَ تفضيل الجزء على الكل
أفصل الأقنوم عن الطاقة؛ تبقى سيداً
أقبل الأقنوم مع إخلاء الذات (فيلبي 2 : 6) تَصِر ابناً
زناةُ الفكر في سحاب الأحلام، وفي شوقٍ يتوقون
إلى هذا وذاك، وقبول الشخص يرفضون
***
أبناءُ الملكوت الوارثون
لا يسألون
لا يقسِّمون
لا يفصِلون
يقبلون
العطية؛
لأن الواهبَ
وَهَبَ ذاته
***
النعمةُ عند زناةِ الفكر
عطرٌ غالي الثمن
عند البنين هي إقامة الثالوث
ما تبنيه المحبة هو شركة أبدية
***
إذا كان الروح المعزِّي لا يسكن في القلب،
فكيف تنال عزاءً من طاقةٍ عمياء، وقوةٍ بلا إرادة؟!!!
 
قديم 17 - 02 - 2015, 06:23 PM   رقم المشاركة : ( 7390 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خاتمة الحوار الموجز عن الثالوث

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ظلت أسئلة الأخ سامي في قلبي مثل صدى صوت آتٍ من بعيد من قرون التاريخ القديم الحي في صلواتنا وحياة قديسي الكنيسة لا سيما آباء البرية.
الثالوث هو الله الحي المتحرك الخصب وليس العقيم (اثناسيوس العظيم ضد الأريوسيين مقالة 1: 18-19).
هو المحبة التي تسكب ذاتها في تواضع مُستعلن في تجسد الابن (هيلاري أسقف بواتييه الثالوث 8: 21-22).
هو المحبة المثلثة (أوغسطينوس الثالوث كتاب 9 فصل 2).
الثالوث هو حياة واحدة عبَّر عنها الآباء بكلمة جوهر، والجوهر الواحد هو أبوة الله. الآب هو مصدر أو “ينبوع” (أثناسيوس، الرسائل إلى سرابيون الرسالة 1: 19) فالجوهر هو الآب. وعند أوغسطينوس الجوهر واحد، وفي الجوهر الواحد ثلاثة أقانيم. ولا خلاف إلَّا في النظرة. ولكن التعليم الشرقي أكثر وضوحاً وأكثر التصاقاً حتى بمفردات الكتاب المقدس؛ لأننا لم نسمع عن جوهر أرسل الابن، بل عن الآب الذي أرسل الابن، وكينونة الله هي أبوة الله، “الوجود شركة”.
تمر هذه الخلجات التاريخية الحية مثل أنغام إلهية، أحاول أن أنقلها إلى أسير شهود يهوه الذي لم تقدم له “الجماعة” أي تعليم عن الله إلَّا ما ورد في العهد القديم، وكأن العهد الجديد لا وجود له.
حيلة ومكر تهدف أصلاً إلى تقويض المسيحية برمتها.
وسامي الذي لم يسمع في فترة شبابه أي تعليم عن الثالوث، لا في مصر، ولا عندما هاجر إلى الولايات المتحدة، هو فريسة سهلة مثل غيره من الأقباط، ليس لديه مقاومة، ولا حتى حُجة تجعله يدافع بها عن الإيمان، فهو لا يعرف عِظم هذا الإيمان، ولا قيمته الغالية؛ لأن الثالوث مجرد فكرة وأسماء سمعها ولم يتحرَّ عنها. قرأ بشغفٍ شديد ما قدمته من كتب (سبق الإشارة إليها في الحوار السابع)، واشتعل قلبه بمحبة اكتشاف الله. وكنت أنا نفسي مثله، لكنني وجدت المعلمين الأمناء على الإيمان الذين كانت لديهم:
- الخبرة الحياتية.
- التذوق الروحي للثالوث.
وجاءت دراسة الآباء بعد ذلك، لا سيما أشعار النزينزي – مار افرام – يعقوب السروجي، فالله حيٌّ متحركٌ، عاملٌ فينا، مشتاقٌ لأن يسكن في داخلنا.
الثالوث والصلاة:

نحن نصلي في الابن لأنه رأس الكنيسة. حتى الاعتراف بالخطايا يتم بواسطة الرأس يسوع، الذي يعترف معنا، ليس لأنه أخطأ، بل لأنه رئيس الكهنة (أوغسطينوس عظة على مزمور 21 وهو مزمور 22). وصلاتنا في الابن مصدرها الابن نفسه، فقد جاء تجسد الرب وغيَّر الصلاة، صارت الصلاة أقوى من صلوات الأنبياء. قارن مزمور 23 “الرب راعيَّ”، ويوحنا 10 عن الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف، ويقدم حياته من أجل الخراف. يوحنا 10 نقلةٌ هائلة من مجرد التسبيح، إلى دائرة العطاء الإلهي، أي عطاء المحبة المطلقة التي تدافع عن الخراف أمام الذئب، وتبذل حتى الحياة: “أحب خاصته الذين في العالم إلى المنتهى”. يسوع الذي تجسَّد وتنازل إلينا من مجد السماء، هو مصدر الصلاة، هو سبب دعوتنا الله الآب: “أبانا” (أثناسيوس في الرد على الأريوسيين مقالة 2: 58)؛ ولذلك، الصلاة المسيحية الحقيقية، هي في الابن، وهي بالتالي صلاة في الله نفسه، وليست مجرد صلاة إلى الله. ومَن استلم الليتورجية يعرف أن كل عبارة تقال هي “التدبير الالهي الذي حرَّك اللسان والقلب لمعرفة سر المحبة الإلهية”، ولكن حركة اللسان والقلب لا تأتي من الفكر، بل هي “مسنودة بالتدبير”، والسند هو ما فعله يسوع نفسه لأجلنا، وهو محفوظٌ فيه لكي يعطى لنا.
* حَفِظَ الولادة من الروح القدس والقديسة مريم؛ لأنه نقل الجنس البشري من آدم إلى شخصه (أثناسيوس رسالة ضد الأريوسيين 3: 33 على نولد نحن من الروح القدس والماء.
* حَفِظَ إبادة الموت على الصليب؛ لأنه لم يكن موت الخطية، بل موت الفادي، ونتحد بموته، ونُصلَب معه في المعمودية (رو 6: 1-8).
* حَفِظَ القيامة؛ لأن القيامة ليست -كما يتصور البعض- جاءت لأن الرب مات على الصليب، بل لأن اتحاد اللاهوت بالناسوت القابل للموت هو الذي يعي القيامة الحقيقية.
* أدخل البعد السمائي؛ لأنه صعد إلى السماء لكي يصل تجسده إلى الهدف الأعظم، وهو الالتصاق (تعبير الالتصاق ورد في مقدمة جحد الشيطان في صلوات المعمودية)، وبصعود الرب أصبح حلوله وسكناه في كل مؤمن حقيقة.
كيف غيَّر ذلك الصلاة المسيحية؟

ليس فقط بالانتقال إلى رتبة، أي مكانة الأبناء الأحرار، فهي ليست صلاة العبيد: “متى صليتم قولوا أبانا الذي في السموات”. ولم يضع الرب يسوع نظاماً للصلاة. ونظام الصلاة في السواعي هو شركتنا في التدبير: في القيامة (باكر)، في حلول الروح القدس (الثالثة)، في الصلب (السادسة)، في الموت (التاسعة)، في الدفن (الغروب)، في انتظار مجيء الرب (نصف الليل). هذه مدرسة وليست شريعة أو حتى قانون([1]).
التدبير هو دائرة الصلاة، وهي ليست دائرة مغلقة، بل دائرة مفتوحة على حرية أبناء الله، وهي تحدد لنا رسم وحركة التنازل الإلهي في تدبير الذي شاركنا كل شيء من الولادة إلى الموت؛ لكي ينقل الولادة والموت إلى حياةٍ أعظم. ولادة روحية، وموت لقيامة أعظم من الحياة الحاضرة.
الشركة ليست بالكلمات وحدها، وإنما هي أفعال الرب التي كوَّنت حياته هو.
التجسُّد غيَّر كيان الرب، فلم يعد لاهوتاً فقط، بل لاهوتاً متجسداً إلى الأبد. والتغيُّر هو تجلي المحبة، ليس في الألوهة -حتى لا تنبح كلاب مسعورة- بل في الناسوت؛ لكي يتغير الناسوت، أي ناسوته هو، لكي يتغير ناسوت أو حقيقة كيان كل مؤمن.
هذا هو قلب لاهوت الإسكندرية، وهو قلب التدبير والتسليم الكنسي. “كل كلمة تقال في صلواتنا، هي من قلب التدبير، وتعبِّر عمَّا هو كائن”؛ لذلك “لا تفصل الكلمة عن الفعل؛ لأن الجُهَّال وحدهم يفعلون ذلك، وهم في أغلب الأحوال أسرى الشريعة وعبيد الحروف”.
إذا قلنا: “يا رب يسوع”، فهذا استعلان الروح القدس (1 كو 12: 23). فاللسان ينطق، إذا كان القلب حيَّاً بالروح، بالرب يسوع. أمَّا إذا نطق حسب العادة، فهو بالتدريج يقع أسيراً للعادة، ويفقد الهدف، وهو صلاة الأحرار من أبناء الله المدعوين حسب قصده.
إن جوهر صلاة الأبناء هو “أبَّا أيها الآب” (غلا 4: 4-6)، هو نداءٌ للروح القدس، يضعه الروح القدس فينا. يغلب كل العوامل النفسية والأفكار. هو صراع الروح القدس نفسه مع رواسب الحياة الآدمية. ويضع الروح القدس فينا ما تُسلِّمُه إلينا الليتورجية، أي “الدالة”، وحرفياً “الجسارة” والشجاعة؛ لأن “الخطية تزرع الخوف”، وهو ما يمحوه الروح القدس بالمحبة النارية مؤكداً أننا نلنا “روح التبني”، وليس روح العبودية للخوف” (رو 8: 15).
الفعل الإلهي ليس قولاً، بل القول يعبِّر عنه. ومن يمسك بالتعبير وحده، كمن يمسك بلافتة تحدد له الاتجاه ولا يتحرك في الاتجاه الذي تحدده اللافتة.
مِثَالٌ حي، وحياته هي الرب نفسه: “اللهم ارحمني أنا الخاطئ” هي صلاة العشار جامع الضرائب القاسي الذي لا يعرف الرحمة. الآن عَرِفَ رحمة الله، ولكن “الآن ظهرت رحمة الله مخلصنا” كيف؟ بالولادة من فوق في المعمودية، وهي نعمة لا تبلى، هي ختان المسيح (كولوسي 2: 11)، هي لا تضيع.
مَن يطلب الرحمة هو مَن عَرِفَ المصلوب الحي، الملتصق به، الساعي دائماً لكي يغسله من خطاياه.
الصلاةُ هي عودة الوعي، وليست عودة الكيان؛ لأن الكيان متحد إلى الأبد. هذا الأساس وضعه التجسد؛ لأننا من اتحاد ألوهية المخلص بنا، نلنا الاتحاد به على النحو الذي تغنَّى به الرسول بولس في (رو 8: 29)، حيث لا يوجد انفصال في المحبة؛ لأن المحبة توحِّد الوجود الإنساني، الكيان نفسه بالكينونة الإلهية، وهي “الله محبة” (1يوحنا 4: 7).
الصلاةُ هي فعلٌ إلهي يكشف عنه التعبير. وصحة التعبير يؤكدها الفعل نفسه. ولعل أفضل مثال هو “العثرة التاريخية في سر الإفخارستيا”، فكل تفسير لقول الرب: “خذوا كلوا هذا هو جسدي، وهذا هو دمي”، يتجاهل الحقيقة الواضحة، أنه عطاء، أي فعل أو عمل يشرح القول، وكل من يكتفي بالقول وحده، ويدخل في غياهب ومتاهات التفسير، ضاع منه العطاء، وحوَّل عطاء الرب الشخصي الأقنومي إلى فكرة.
العمل أو الفعل هو عطاء الأقنوم الذي يميِّز الأقنوم:

كانت حيرة الأخ سامي هي الانتباه إلى الواحد بعينه، وهو ما كان يظنه نسيان أو تجاهل الآخرين. سامي مثل كل مبتدئ، هو “فرد”، والفرد يتجاهل دائماً ما يميز الشخص، وعطاءُ الفرد:
أولاً: عطاءُ الفرد، مع فرض وجوده، هو عطاءُ شيءٍ، وليس عطاءاً ذاتياً، وهو مثل الحسنة، وما فيها من ترفُّعٍ، أو مثل إعطاء ملابس قديمة أو شيء زائد.
ثانياً: هو لحل مشكلة، أو لطرد المحتاج بعيداً؛ لأن المحبة بعيدة عن وعي الفرد، لكن عطاء الشخص:
أولاً: نابعٌ من إرادة الشركة.
ثانياً: على المستوى الإلهي، هو الحياة الإلهية التي وُصِفَت باسم الحياة الأبدية “هبة الله فهي حياة أبدية”، وإضافة “في المسيح يسوع ربنا” (رو 6: 22)، تؤكد أنها عطاءٌ أقنومي([2]).
لذلك السبب عينه، جاء تمييز الأقنوم في الجوهر الواحد، فهو تمييزُ عطاءِ محبةٍ شخصيةٍ أو أقنومية (مع ملاحظة أن ترجمة أقنوم إلى شخص هي أقرب كلمة عربية، ولكن شأنها شأن كل ترجمة قاصرة عن التعبير عن الحقيقة. الأقنوم، حسب السريانية التي جاءت منها كلمة أقنوم، هو كيان، وهو تعيين، وخصوصية في الحياة الإلهية أو الجوهر، لذلك، محبة الآب للابن هي محبة خاصة جعلت رسول المسيح ينحت تعبيراً غير مألوف في العهد القديم عن الابن “ابن محبته” (كولوسي 1: 12)، وهنا سر الحياة الإلهية؛ لأن “المولود من الآب قبل كل الدهور” حسب قانون الإيمان، وهو أصدق ما يقال عن الابن له المجد، هو مولود محبة؛ لأن المحبة هي جوهر الله، هي كيانه الحقيقي الذي منه يولد الابن دائماً؛ ليكون ابناً ازلياً. أزلية محبة الآب هذه، هي التي جعلت الإصرار على ألوهية الابن هو إصرارٌ على عودة الإنسانية إلى الآب، وإلى محبته في الابن المتجسد. وهي ليست عودة لفظية بالتوبة وحدها، بل عودة كيانية تعيد الإنسان كياناً لا لفظاً فقط إلى شركة كيانية تعبِّر عنها الكلمات.
تمييز الأقنوم في الجوهر لا يلغي وحدانية الجوهر:

عندما يطعن شهود يهوه في إيماننا بالثالوث القدوس مُدَّعين أننا تخطينا التوحيد الذي أعلنه العهد القديم، فهم أولاً: تجاهلوا العهد الجديد برمته، وثانياً: عندما يقتبسون من العهد الجديد، فإنهم يشرحون العهد الجديد على أساس العهد القديم، بينما العكس هو الصحيح؛ لأن شرح العهد القديم شرحاً حقيقياً لا لبس فيه هو في نور العهد الجديد، أي يسوع ابن الآب الوحيد.
وكما ذكرنا من قبل، إن توحيد العهد القديم هو ذاته توحيد العهد الجديد؛ لأن التوحيد معلن في أفعال “إله العهد”، وليس في اللفظ وحده، مثل “أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر – لا يكن لك آلهة أخرى أمامي” (خروج 2: 2 – 3)، كانت هذه مقدمة الوصايا العشر وجاءت لتؤكد أن:
* التوحيد هو اختبارٌ لحياةٍ يُستعلَن فيها الله، وليس مجرد إقرار لفظي. وكيف تُختَبَر المحبة الإلهية الذاتية الكيانية إذا لم يكن لها وجود حقيقي في الكيان الإلهي؟ إن اختبار العهد القديم للتوحيد، هو اختبارُ خلاصٍ من العبودية، وتحرُّرٍ من الأسر. أما اختبار العهد الجديد، فهو تذوُّق المحبة الإلهية، وتحرُّرٌ من الموت.
* توحيد الله في المسيحية هو توحيد الحياة الإلهية، وهو مضادٌ تماماً لكل اتجاهات الحضارة والثقافة والأمراض النفسية، ولذلك هو:
- توحيدٌ مثلثٌ لا يسمح بالتجزئة؛ لأن التجزئة هي جزء من كل نظام سياسي قديم وحديث، حتى إن بلغت الديموقراطية -على أوراق القانون أوج تطورها- إذ لا مكان فعَّال للمعارضة.
- والتقسيم هو أحد أركان كل الأنظمة الاجتماعية، ليس فقط السادة والعبيد، بل الأغنياء وهم السادة والعبيد وهم الفقراء، والمتعلم ومن يوصف بأنه جاهل.
- الفصل هو آلة الأنظمة القهرية وسكين التسلط الحاد.
وتدخل هذه كلها في الحياة النفسية، وفي الزواج، وفي إدارة الكنيسة نفسها، وفي الاجتماعات، وفي الخطاب حتى الديني نفسه، فقد تحول الأسقف من “أبونا” إلى “سيدنا”، ولا تزال “سعادة الباشا” تقال لضباط الأمن الوطني …. الخ. و”البيه” هو حتى عامل البوفيه لكي يضع السكر المضبوط في القهوة.
هذا ملفٌ كبير قدَّم صورةً متكاملةً منه أكثر من باحث وعالم ما زال كلهم أحياء بيننا: د. مصطفى حجازي، ود. على زيعور عن القهر والتسلط وقطاع النرجسية في الذات العربية. هذه أسوارٌ منيعة تقف أمام الواحد في ثلاثة والثلاثة في واحد؛ لأن وحدانية ثلاثة هي عائق أمام كل مريض بالنرجسية، أو حسب تعبير د. علي زيعور: “المستعلي” و”الأكبري”. ولا داع لأن نخوض في تحليل السلوك المريض؛ لأن مراجعة د. يحيى الرخاوي وغيره من الذين دخلوا مجاهل الثقافة والحياة الاجتماعية، قد كشفوا النقاب الذي يغطي كل هذه الضعفات الموروثة.
* التعيين والتمييز لا يلغي وحدانية الله، ولكن في المسيحية كل صفات الله -كما سبق وقلنا- هي صفات تعامل الله مع الخليقة. لكن ما هو كيان الله نفسه؟ هو الكيان الواحد. لكن هذا الكيان الواحد أعلن لنا أن في ذاته الواحدة ثلاثة، والثالوث ليس إعلاناً لفظياً، بل هو يسير في نفس مسار الاستعلان القديم: “أنا الرب إلهك الذي أخرجك من ارض مصر” (دعوة التحرر).
“أنا والآب واحد”. “الآب الحال فيَّ يعمل الأعمال التي أعملها أنا” (دعوة للشركة).
نفس الاتجاه هو أن يصبح الله الحي اختباراً حقيقياً، لا مجرد نطق يعبِّر عن فكرة هي صحيحة كفكرة، ولكن ليس لها أي “تلامس” مع الواقع الإنساني.
كان أحد شيوخ الأسقيط يقول: “كلامي واحد زي الله الواحد”. وكان يقول أحياناً: “مَن ليس له محبة الآب ليسوع، لا يعرف شيئاً عن محبة نفسه وعن محبة الآخرين”.
لقد غابت أيقونة الثالوث من خطاب الكنيسة المعاصر؛ لأننا -كما ذكر الأخ سامي- لم نعد نسمع حتى في عيد الظهور الإلهي شيئاً عن الثالوث المستعلَن في معمودية الابن. بل غاب عن تحديث الخطاب الخاص بالزيجة، وهي اتحادُ اثنين في حياةٍ واحدة، قاعدتها الشركة، وبقاء الشركة هو ما يحفظ الخصوصية. وغاب عن وصف الكنيسة بأنها أيقونة أرضية لما هو إلهي سمائي، فهو أعضاء متنوعة وجسد واحد (1كو ص 12 كله). ونقلنا التشبيهات القديمة: الشمس – النور – الحرارة، وتركنا التحول الكياني الذي يفتح الحياة على الآخر؛ لأن “الفردَ فردٌ، ومتى أَحَبَّ، تأقنم”. مقولةٌ قديمةٌ لا مجال لها في مجتمع التسلط والقهر.
نحتاج إلى أن نغوص في أعماق النفس الإنسانية الرافضة للتعليم الإلهي. وكل حُجة تقال ضد هذا التعليم، هي في النهاية رفضٌ للشركة.
انزعجَ صديقٌ قلت له بدون إعداد سابق: “الشِّرِكُ في المحبةِ توحيدٌ”. وأخذ كلمة الشِّرك، وترك كيف أن الشِّرك هو الشركة؛ لأن الشِّرك كلمة مكروهة حسب الفقه الإسلامي، ولكنها كراهية ضد التعدد، وضد الوثنية، لا ضد الشِّرك الذي تأتي به المحبة. وكلما قابلت صديقي المنزعج هذا، كلما ردَّدَ هذه العبارة: “الشِّركُ في المحبةِ توحيدٌ”. وأقول له مع ابتسامة: “نعم. لأن مَن يشترك في محبة الله يوحِّد الله فعلاً”. أمَّا مَن يوحِّد الله بالنطق بلا محبة، فتوحيده هو توحيدٌ لفظيٌ فقط.
ما أكثر الآلهة في حياتنا الدينية والسياسية والثقافية، وهي أكثر قرباً من الإله الحق الذي في المحبة لا إله سواه.

([1]) فقدت كلمة قانون معناها (دفة السفينة)، والتعليم الذي يغيِّر هذا المعنى إلى ناموس يُفرض على الإنسان، يفترض أن بولس لم يكتب غلاطية وكولوسي أو العبرانيين، حيث يؤكد الرسول أن الانجيل ليس قائماً بفرائض وشرائع وقوانين.
([2]) راجع دراستنا بعنوان: المسيح والمسيحي وشركة الجسد الواحد، منشور على موقع الدراسات القبطية والأرثوذكسية.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024