![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 73851 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَحَدَثَ نَوْءٌ عَظِيمٌ فِي الْبَحْرِ ( يونان 1: 4 ) فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ ( مرقس 4: 37 ) يا له من اختلاف بين هاتين العاصفتين! في الأولى نرى نبي الله يونان يفكر في مركزه الشخصي أكثر من تفكيره في تحذير وخلاص البشر المُسرعين إلى الدينونة والهلاك، حتى إنه أثناء العاصفة الناتجة عن عصيانه، أسلَم نفسه وضميره للنوم. أما العاصفة الثانية فقد ذُكرت في الإنجيل الذي يصف بطريقة خاصة الخدمة الكاملة والمتواصلة لذاك «الذي إذ كان في صورة الله، لم يَحسِب خُلسَةً أن يكون مُعادلاً لله. لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورةَ عبدٍ». |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73852 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَحَدَثَ نَوْءٌ عَظِيمٌ فِي الْبَحْرِ ( يونان 1: 4 ) فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ ( مرقس 4: 37 ) فنحن نرى هنا أعظم جميع الأنبياء، الذي ستر صورة الله تحت صورة العبد، وحجب أمجاد لاهوته في حجاب ناسوته، وأتى إلى العالم؛ مكان الخطية والبؤس والموت والدينونة، لكي يُحذر الخطاة العصاة ليهربوا من الغضب الآتي، ولكي يُريهم الطريق الوحيد للخلاص، بالإيمان بشخصه، قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي». كانت خدمته في الأرض خدمة متواصلة، وكانت أعماله كثيرة حتى إن التلميذ الذي كان يتكئ في حضنه، وصف هذه الأعمال بأنها «إن كُتبت واحدة واحدة، فلستُ أظن أن العالم نفسه يَسَع الكتب المكتوبة» ( يو 21: 25 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73853 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَحَدَثَ نَوْءٌ عَظِيمٌ فِي الْبَحْرِ ( يونان 1: 4 ) فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ ( مرقس 4: 37 ) لقد أوشك يوم آخر من أيام خدمة محبته التي لا تكلّ في طريق الطاعة والبر أن ينتهي، فأمر تلاميذه أن يجتازوا إلى الجانب الآخر من البحيرة. لقد صرفوا الجمع الذي كان يُحيط به، وتحرّكت السفينة بحملها الثمين إلى الشاطئ الآخر. لكن الشيطان ”رئيس سلطان الهواء“ عرف أيضًا ما تحمله هذه السفينة الصغيرة، لذا فهو يحاول أن يُغرقها بالذين عليها، لأنهم مكروهون جدًا لديه . كانت هذه العاصفة مُغايرة تمامًا لتلك التي أرسلها الله في حالة يونان؛ فهي لم تأتِ من الله، بل من الشيطان بسماح من الله، وذلك لمجد ابنه ولامتحان التلاميذ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73854 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَحَدَثَ نَوْءٌ عَظِيمٌ فِي الْبَحْرِ ( يونان 1: 4 ) فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ ( مرقس 4: 37 ) نعم. يا له من اختلاف بين هاتين العاصفتين! في الأولى نرى نبي الله يونان، تابعًا لإرادته الخاصة، وهو نائم نومًا عميقًا دون اكتراث وسط العاصفة التي أتت نتيجة لعصيانه. أما في الثانية فنرى ابن الله المُطيع؛ أكثر الخدام اتضاعًا وأكثرهم استعدادًا، وسط الريح العاصفة نائمًا على وسادة في مؤخر السفينة، بينما الأمواج الهائجة تضرب السفينة وتملأها بالمياه، مُهددة إيّاها في كل لحظة بالغَرَق. لكن كان في تلك السفينة مَن هو أعظم مِن يونان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73855 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إنكار بطرس ورَّد نفسه ![]() «وإن شك الجميع فأنا لا أشك!» ( مرقس 14: 29 ) كان بطرس مملوءًا ثقة في ذاته. ولو اتضع لقال: أنا لا أستطيع أن أفعل شيئًا بدونك، ولصلَّـى في البستان كسيده ( مر 14: 28 ). إما أن نسلك بإحساس دائم بقصورنا وعجزنا، وإما سنحتاج لاختبار مُذِّل لفضح الجسد؛ فنتعلَّـم كيف يخذلنا ويذلّنا، كما خذل بطرس؛ فأنكر سيده. ïپ¯ ردّ نفس بطرس: صلَّى الرب لأجل بطرس، وأخبرَهُ بهذا، فالنعمة سبقت سقطته ( لو 22: 32 ) وإنكاره. والرب الذي طلب من أجله ظل مُتذكِّـرًا إيَّاه طوال المحاكمة، وبمجرَّد صياح الديك نظر إليه ( لو 23: 63 ). طَلَب الرب من أجله حَفَظَ إيمانه، أما نظرته له فكسرت قلبه حزنًا على خطيته. نظرة الرب كان فيها سلطان النعمة المُحتضنة للقلب، وقوة النور الإلهي الموبِّـخ والمُخترق للنفس. ففُتح القلب ومُسَّ الضمير وانكشفت الخطية على مائدة النعمة، فأحس بطرس بخزيه وعاره، وخرج وبكى بكاءً مُرًا ( لو 23: 62 ). ïپ¯ على بحيرة طبرية: بقيَ علاج الذات في بطرس ، وتباهيه بمحبته الأكثر من الكل. لذلك بدأ السيد حديثه، أمام ستة من التلاميذ؛ «أ تحبني أكثر من هؤلاء؟» ( يو 21: 15 )، فأجابه إجابة، لا اعتراف فيها بضآلة محبته أقل من هؤلاء؛ ”نعم يا رب أنت تعلم أني أودَّك“ ( يو 21: 15 ). كرَّر الراعي سؤاله مرات ثلاث، مُلمِّحًا بإنكاره المُثلَّث. وفي المرة الثالثة استخدم الفخاري تعبير ”أ تودَّني“؛ أقل كثيرًا، من «أ تُحبني»؛ مؤكدًا له ضعف محبته. هنا تضاءل جدًا، بطرس، في عيني نفسه، وحَزن، وانكسرت ذاته، واحتكَم للمعرفة الإلهية بكل شيء، لاكتشاف محبته الضعيفة جدًا؛ قائلاً: «يا رب أنت تعلم كل شيء، أنت تعرف أني (أودَّك)». إن محبتي، أقل من الكل، أضعف من أن يحسها قلب، وأصغر من أن تراها الأعين، ولكنها في جوانب قلبي موجودة، ولعِلمك الإلهي معروفة. ïپ¯ الثقة في الله: عولجت أصول الخطية، وتجلَّت ثقة بطرس في ربه؛ ثقته في المعرفة والقدرة الإلهيتين «أنت تعلم كل شيء» ( يو 21: 17 ). وكأنه يقول: أنت أخبرتني بسقطتي قبل حدوثها، ولأجلي طلبت، وإليَّ نظرت، وبرجوعي أخبرت، وإياي حفظت. أنت تعلم كل شيء. هنا السيد يسند ثقة قلب تلميذه المكسور، لئلا يُجرِّده الشيطان من ثقته في سيده. فيشجعه قائلاً: ارع غنمي، مُكررها مرات ثلاث. مُذكِّـرًا له بما قاله قبلاً: «وأنت متى رجعت ثبِّت إخوتك». بسقوطنا نتعلَّم خرابنا، وبرَّد نفوسنا نتعلَّم الثقة في إلهنا. . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73856 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «وإن شك الجميع فأنا لا أشك!» ( مرقس 14: 29 ) كان بطرس مملوءًا ثقة في ذاته. ولو اتضع لقال: أنا لا أستطيع أن أفعل شيئًا بدونك، ولصلَّـى في البستان كسيده ( مر 14: 28 ). إما أن نسلك بإحساس دائم بقصورنا وعجزنا، وإما سنحتاج لاختبار مُذِّل لفضح الجسد؛ فنتعلَّـم كيف يخذلنا ويذلّنا، كما خذل بطرس؛ فأنكر سيده. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73857 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «وإن شك الجميع فأنا لا أشك!» ( مرقس 14: 29 ) ردّ نفس بطرس: صلَّى الرب لأجل بطرس، وأخبرَهُ بهذا، فالنعمة سبقت سقطته ( لو 22: 32 ) وإنكاره. والرب الذي طلب من أجله ظل مُتذكِّـرًا إيَّاه طوال المحاكمة، وبمجرَّد صياح الديك نظر إليه ( لو 23: 63 ). طَلَب الرب من أجله حَفَظَ إيمانه، أما نظرته له فكسرت قلبه حزنًا على خطيته. نظرة الرب كان فيها سلطان النعمة المُحتضنة للقلب، وقوة النور الإلهي الموبِّـخ والمُخترق للنفس. ففُتح القلب ومُسَّ الضمير وانكشفت الخطية على مائدة النعمة، فأحس بطرس بخزيه وعاره، وخرج وبكى بكاءً مُرًا ( لو 23: 62 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73858 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «وإن شك الجميع فأنا لا أشك!» ( مرقس 14: 29 ) على بحيرة طبرية: بقيَ علاج الذات في بطرس ، وتباهيه بمحبته الأكثر من الكل. لذلك بدأ السيد حديثه، أمام ستة من التلاميذ؛ «أ تحبني أكثر من هؤلاء؟» ( يو 21: 15 )، فأجابه إجابة، لا اعتراف فيها بضآلة محبته أقل من هؤلاء؛ ”نعم يا رب أنت تعلم أني أودَّك“ ( يو 21: 15 ). كرَّر الراعي سؤاله مرات ثلاث، مُلمِّحًا بإنكاره المُثلَّث. وفي المرة الثالثة استخدم الفخاري تعبير ”أ تودَّني“؛ أقل كثيرًا، من «أ تُحبني»؛ مؤكدًا له ضعف محبته. هنا تضاءل جدًا، بطرس، في عيني نفسه، وحَزن، وانكسرت ذاته، واحتكَم للمعرفة الإلهية بكل شيء، لاكتشاف محبته الضعيفة جدًا؛ قائلاً: «يا رب أنت تعلم كل شيء، أنت تعرف أني (أودَّك)». إن محبتي، أقل من الكل، أضعف من أن يحسها قلب، وأصغر من أن تراها الأعين، ولكنها في جوانب قلبي موجودة، ولعِلمك الإلهي معروفة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73859 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «وإن شك الجميع فأنا لا أشك!» ( مرقس 14: 29 ) الثقة في الله: عولجت أصول الخطية، وتجلَّت ثقة بطرس في ربه؛ ثقته في المعرفة والقدرة الإلهيتين «أنت تعلم كل شيء» ( يو 21: 17 ). وكأنه يقول: أنت أخبرتني بسقطتي قبل حدوثها، ولأجلي طلبت، وإليَّ نظرت، وبرجوعي أخبرت، وإياي حفظت. أنت تعلم كل شيء. هنا السيد يسند ثقة قلب تلميذه المكسور، لئلا يُجرِّده الشيطان من ثقته في سيده. فيشجعه قائلاً: ارع غنمي، مُكررها مرات ثلاث. مُذكِّـرًا له بما قاله قبلاً: «وأنت متى رجعت ثبِّت إخوتك». بسقوطنا نتعلَّم خرابنا، وبرَّد نفوسنا نتعلَّم الثقة في إلهنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73860 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فابتدأ يلعن ويحلف: إني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه! ( مر 14: 71 ) ما أقل ما عرف بطرس، ما نحن بطيئون أيضًا في معرفته، وهو أن «القلب أخدع من كل شيء وهو نجيسٌ» ( إر 17: 9 ). لقد انخدع بثقته في ذاته ففشل في إدراك كم أن قلبه كان نجيسًا لدرجة أن ينكر سيده بحَلف ولعن لأتفه الأسباب. ولقد سجل الوحي هذه الأحداث المؤسفة بالنسبة لبطرس، لا لكي نتخذها فرصة لكي نقلل من شأن خادم مكرس للرب، لكن لكي نعرف شر قلوبنا ولكي نتحذر لأنفسنا من ذلك. |
||||