![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 73831 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لم يُلزم الأب ابنه بالرجوع إليه، بل عامله كانسان له إرادته المستقلة، وأعطى له فرصة للعودة. وإذ راه من بعيد أنطلق نحوه يركض مُسرعًا لا ليعاتبه أو يوبِّخه وإنما ليضمَّه إلى عنقه ويقّبِّله. إنه ينصت لاعتراف ابنه الخاطئ، لكنه لا يسمح له أن يصبح عبداً، فلا يتركه يقول: " اجعَلْني كأَحَدِ أُجَرائِكَ"، إنما يطلب له ثوب الابن وخاتمه، مُكرِّمًا إيَّاه في بيته! إذا كان الابن الأصغر نسي أباه في الغربة، وفترت محبته له، لكنه لم يستطعْ أن يقتلَ محبة أبيه له. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73832 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الأب لم يحكم عل على ابنه ولم يلمْه ولم يُعنّفه ولم يذكر أخطاءه كي لا يحطّ من شرف ابنه، ولم يذكر أيّ شيء من الماضي بل عامله بمحبة مهما كان سبب ضياعه، وأراد له أن يبدأ حياة جديدة. وأخيرا عبّر ألاب عن فرحه بالعثور على ابنه المفقود، وأقام وليمة، لأنّ الابن الذي كان ضالاً قد وُجد، والّذي كان ميّتاً قد عاد إلى الحياة. هل هناك عيداً أجمل من اختبار رحمة الآب غير المحدودة؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73833 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يكشف مثل الابن الضال أبوة الله ألاب وقلبه الأبوي وعاطفته نحو عالم الخاطئين. ويُبيِّن يسوع رحمة الله الذي يصفح عن الخطأة التي لا تدرك. فلكل منهم منزلٌة، هو يحبهم، لا عن جدارة واستحقاق منهم، بل يحبهم لذواتهم. ومحبته "تَعذِرُ كُلَّ شيَء وتُصَدِّقُ كُلَّ شَيء وتَرْجو كُلَّ شيَء وتَتَحمَّلُ كُلَّ شيَء"(1 قورنتس 13: 7). ويُعلمنا يسوع من خلال هذا المثل أن الله هو أب (مزمور 103: 13). أب يصفح ويرحم (أشعيا 55: 7، دانيال 9: 9). والرحمة هي صفة خاصة بلله (مزمور 78: 38): "الله رحيم ورؤوف"، هو اللقب الأول الذي يتمسك به الله (الخروج 64: 6)، والذي سيعترف له به الأنبياء خاصة النبي يوئيل (2: 13). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73834 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كل خاطئ يستطيع أن يعتمد على رحمة الله المذهلة وغير المحدودة كما جاء في سفر المزامير "رحَمْني يا أَللهُ بِحَسَبِ رَحمَتِكَ وبِكَثرَةِ رأفَتِكَ اَمْحُ مَعاصِيّ"(مزمور 51: 3)؛ وهذه الرحمة ليس ليخطئ الإنسان أكثر كما جاء في تعليم يشوع بن سيراخ "لا تَكُنْ واثِقًا مِن نَيلِ الغُفْران حَتَّى تَزيدَ خَطيئَةً على خَطيئَة. ولا تَقُلْ: ((رَحمَتُه عَظيمة فيَغفِرُ كَثرَةَ خَطايايَ فإِنَّ عِندَه الشَّفَقةَ والغَضَب وسُخطُه يَحِلّ على الخاطِئين. لاُ تؤَخِّر التَّوبَةَ إلى الرَّبّ"(سيراخ 5: 4-7)، بل ليعود الخاطئ للآب الذي ينتظره (لوقا 15: 20). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73835 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يقدم لنا الكتاب المقدس في مثل الابن الضال الإنسان الخاطئ كشخص مديون يُبرُّئه الله من دينه بالصفح عنه كما جاء في تشفع موسى لشعبه "اغفِرْ إِثْمَ هذا الشَّعبِ بِحَسَبِ عَظيمِ رَحمَتِكَ" (عدد 14: 19). وهذا الغفران فعَّال لدرجة أن الله لا يعود ينظر بعد إلى الخطيئة، وكأنه قد نبذها وراء ظهره كما جاء في سفر أشعيا "نَبَذتَ جَميعَ خَطايايَ وَراءَ ظَهرِكَ"(أشعيا 38: 17). وهنا صدق قول شكسبير المأثور " الله ينسى والإنسان يغفر". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73836 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الرحمة الإلهية مثل الابن الضال ليست ضعفاً، بل دعوة إلى التوبة: "توبوا عن طُرُقكُمُ السًّيئة " (2 ملوك 13: 17) فان "الرَّبُّ رؤوفٌ رَحيم طَويلُ الأَناة كَثيرُ الرَّحمَة" (مزمور 103: 8). ويفهم إسرائيل تدريجياً أنه ليس هو وحده الذي يجني ثمار هذه الرحمة: فالأمم أيضاً هم موضع محبة الله، وتذكّرنا قصة يونان أنَّ باب الرحمة الإلهية مفتوحٌ أمام كل أمَّة تتّقي الله وتتوب إليه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73837 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ليس مستغربا أن يدعو بولس الرسول المسيحيين لكي "يلبسوا الأحشاء الرحيمة"، أحشاء الله وأحشاء ابنه "وأَنتُمُ الَّذينَ اختارَهمُ اللهُ فقَدَّسَهم وأَحبَّهم، اِلبَسوا عَواطِفَ الحَنانِ واللُّطْفِ والتَّواضُع والوَداعةِ والصَّبْر"(قولسي 3: 12). فإن على أبناء الله جميعهم أن يقتدوا بأبيهم السماوي "كونوا رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم"(لوقا 6: 36)، وبأن يكون لهم قلب مثل قلبه، كله شفقة وحنان نحو القريب "قد وَجَبَ أَن نَتَنعَّمَ ونَفرَح، لِأَنَّ أَخاكَ هذا كانَ مَيتاً فعاش، وكانَ ضالاًّ فوُجِد"(لوقا 15: 31)، أي نحو جميع بني البشر، دون استثناء، على نحو محبة السامري الصالح المثالية؛ ولم تكن هذه المحبة عاطفية فحسب، بل إيجابية (لوقا 10: 33). إنهم على هذا النحو فقط يندمجون في حركة الرحمة الإلهية، التي تأتيهم من عند الله الآب، وابنه يسوع المسيح، بفضل روح المحبة (فيلبي 2: 1)، وهو يرفعهم نحو السعادة التي لا نهاية لها، بالتفوق على الخطيئة والموت. إن محبة الله تنتظرنا على الدوام، ويبحث الله عنا، ويعطينا فرصا للاستجابة له والعودة إليه مهما كان سبب ضياعنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73838 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كان هذا الابن (الأكبر) مطيعًا ملتزمًا. إنّه يُلبّي جميع رغبات الأب «ولا يعصيه» في أمرٍ واحدٍ. إنّه نموذج الملتزم بشريعة الربّ، ويطبّق جميع وصاياه. بيد أنّ محنة أخوه الأصغر كانت بمثابة كشفٍ عن حقيقة إيمانه وطبيعته. إنّه المؤمن الذي يلتزم بالشريعة مُرغمًا؛ المؤمن الذي لا يرتاح مع أبيه السماويّ، بل يخشى بطشه أو عقابه؛ هو المؤمن الذي لا تزال شريعته مكتوبة على لوح حجر وليس في قلبه. إنّه يسبّح الربّ بشفتيه ولكنّ قلبه بعيدٌ عنه. كما وَرَدَ في الكِتاب: ((هذا الشَّعبُ يُكَرِمُني بِشَفَتَيه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي" (مرقس 7: 6)؛ انه يُتمّم جميع الوصايا والأوامر: يصوم ويصلّي، ويمتنع عن المحرّمات، ويلتزم بالواجبات، ولكنّه يفعل هذا بدون محبّة. كان في بيت أبيه بالجسد ولكن ليس بالروح ولا بالقلب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73839 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الابن (الأكبر) يبيّن حواره مع أبيه أنّه ليس سعيدًا: " فما أَعطَيتَني جَدْياً واحِداً لأَتَنعَّمَ به مع أَصدِقائي" (لوقا 15: 29). فأنه يحس بالبر الذاتي والخضوع لأبيه، ولكن في أنانية واستغلال. وقام بواجبه لكن منتظرا جزاء وشكرا، إنّه مثل أخيه الصغير تمامًا ليس سعيدًا، ليس مرتاحًا، يشعر بأنّ العيش تحت كنف الأب نير؛ والفارق الوحيد بين الاثنين هو أنّ هذا لم يترك البيت مثل ذاك بل بقي مع أبيه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73840 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حوار الابن الأكبر مع أبيه لا يقول أبدًا "أخي"، بل " ابنُكَ". وكأنَّ يقول "هذا ليس أخي، هذا ابنكَ، وأنا أتبرّأ منه " وألحَّ على ذكر ذنوب أخيه القبيحة، ورفض أن يدخل البيت ويسلِّم عليه تحت تأثير حقده وكبريائِه ورغبته في الانتقام منه. في حين أنّ الأب، وبطريقةٍ في غاية الوداعة، يذكّره ويقول: انه أخوك. إن رحمة الأب لأخيه الأصغر والفرح لعودته كان له سبب عثار، لأنه عاجزٌ عن إدراك هذه الرحمة (لوقا 15: 28). فلا عجب أن صفة "رحيم " لم تطبق على الإنسان إلا مرّة واحدة (مزمور 112: 4). وهنا يحثُّ يسوع على المحبة الأخوية التي على المسيحي أن يمارسها نحو الجميع كما جاء في تعليم بولس الرسول " كُونوا لِلقِدِّيسينَ في حاجاتِهِم مُشارِكين" (رومة 12: 13). |
||||