![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 73791 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وتَقَدَّمَ قَليلاً فَرأَى يَعقوبَ بْنَ زَبَدى وأَخاهُ يوحَنَّا، وهُما أَيضاً في السَّفينَةِ يُصلِحانِ الشِّباك فدَعاهُما لِوَقتِه فتَركا أَباهُما زَبَدى في السَّفينَةِ معَ الأُجَراءِ وتَبِعاه تشير عبارة "لوقته" في الأصل اليونانيخµل½گخ¸ل½؛د‚ (معناها في الحال او للوقت) الى سمعان وأندراوس اللذين تركا الشباك في الحال. أمَّا عبارة "فتَركا أَباهُما زَبَدى في السَّفينَةِ " فتشير الى يعقوب ويوحنا اللذين تركا أباهما والأجراء والشباك في الحال، بمعنى أن اتباع يسوع يستلزم هجر الحرفة وقصم عرى الروابط العائلية. ومن هنا نجد التجرد التام المطلوب من تلاميذ يسوع واتباعه. كان هذان الاخوان يعرفان بسوع من قبل (يوحنا 1: 41-42)، وعندما دعاهما يسوع، كانا يعلمان أي رجل هو، وكانا على استعداد لاتباعه، بل كانا مقتنعين بأن اتباعهما له سيغيّر حياتهما الى الابد. ها هو يسوع يجتذب إليه أربعة رجال لم ولن يتخلوا عنه بل نشاهدهم دوما يحيطونه. وهؤلاء الرجال هم اللبنة الأولى في صرح الكنيسة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73792 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فدَعاهُما لِوَقتِه فتَركا أَباهُما زَبَدى في السَّفينَةِ معَ الأُجَراءِ وتَبِعاه "الأُجَراءِ " فتشير الى يعقوب ويوحنا اللذين كانا على جانب من الغنى لان أبهما كان يمللك عدداً من الخدم المأجورين لم يتركا اباهما وحده بل تركاه وعنده اجراء. وهذا يدل على انهما لم يتركا اباهما لقساوة او عدم اكتراث بواجباتهما له. في حين واقتصر متى على ذكر ان يوحنا ويعقوب تركا اباهما وتبعا المسيح، والجدير بالذكر ان أولئك التلاميذ الأربعة بطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنا كانوا مجتهدين في مهنتهم في الصيد عندما دعاهم المسيح الى خدمة سامية روحية وهي صيد النفوس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73793 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بدأ يسوع بإعلان البشرى السارة حول ملكوت الله قائلا "اقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة". هذه الكلمات الاولى هي لُب تعليم يسوع في انجيل مرقس. فيسوع لا يكتفي بإعلان الملكوت، إنّه يجسِّده بنفسه، وكما يقول القديس ايرينيوس "إنّه الملكوت شخصياً"، إنّه حضور الله في قلب إنسانيتنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73794 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يعلن يسوع عهداً جديداً، وهو عهد النعمة والخلاص، ويدعو يسوع الناس بكلماته إلى احتضان النبأ الجديد، حقيقة ملكوت الله بالذات، تلك البُشرى العظيمة التي يَضعها في مُتناول الجميع، وهي قريبة من كل إنسان؛ إنه يدلنا فوراً على الطريق التي يجبُ إتباعها، طريق التوبة والإيمان بالإنجيل، أي التغيير الجذري لحياتنا وقبول الكلمة التي يوجِّهها الله، من خلالِ يسوع، إلى البشرية في الأزمنة كلها. والتوبة والإيمان مُتلازمان، لا تقوم التوبة من دون إيمان، فالاثنان ينبعان من تلاقيهما بالكلمة الحيَّة ومن حُضور يسوع الذي لا يزالُ يُردِّد اليوم أيضاً " توبوا وآمنوا البشارة". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73795 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن المسيح الذي طال انتظاره قد جاء ليبدأ ملكوت الله على الأرض مكمّلاً زمن الانتظار؛ وعلى الناس في كل مكان ان يتوبوا ويؤمنوا حيث ان التوبة والايمان هما مفتاح الانجيل. وأمَّا غالبية الناس الذين سمعوا تعليمه كانوا من الفقراء والمساكين والمظلومين والخطأة والعشارين والمرضى، وبالتالي فاقدي الرجاء. فكانت كلمات يسوع سارة لهم، لأنها بُشرى الحرِّية والبركة والوعد بالحياة الابدية. ملكوت الله هو حكم الله في قلوب الناس وفي المجتمع. وقد عُرف بشارة الانجيل يسوع منذ أكثر من ألفيّ سنة، ولكنّه يُعلنه دائماً، بواسطة الكنيسة، في كلّ مرّة نسمع فيها: تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة"(مرقس 1: 15). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73796 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في بدء رسالته في الجليل اختار يسوع أربعة تلاميذ له لكي يعترفوا به "رابي" او معلما، وهؤلاء التلاميذ هم الصياَّدون: سمعان واندراوس ويعقوب ويوحنا، وكانوا يعملون بصيد السمك على شاطِئِ البحيرة، دعاهم الرب "لِكَي يَصحَبوه، فيُرسِلُهم يُبَشِّرون» (مرقس 3: 14)،ويشتركون معه في إعلان بشارة الملكوت، وحمل لواء الدعوة بعد صعوده. وهنا تعلق القدّيسة تيريزا الطفل يسوع على سر الدعوة بقولها "هذا هو سرّ دعوتي وحياتي كلّها وبخاصّة سرّ امتيازات الرّب يسوع على روحي. إنّه لا يدعو الذين يستحقّونه، بل الذين يختارهم، أو كما أخبر القدّيس بولس: فقَد قالَ لِموسى: ((أَرحَمُ مَن أَرحَم وأَرأَفُ بِمَن أَرأَف)). فلَيسَ الأَمرُ إِذًا أَمرَ إِرادَةٍ أَوسَعيٍ، بل هو أَمرُ رَحمَةِ اللّه. ويكمن الكمال في أن نعمل إرادته ونكون ما يريد هو أن نكون نحن عليه" (MS A, 2 r°-v°). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73797 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() رأى هؤلاء التلاميذ الاربعة في يسوع ملكوت الله في متناول اليد، فغيّروا حياتهم، إذ تخلوا عن نظرتهم الى العالم، من أجل مخطط الله. ومخطط الله هو تهيئتهم ليُصبحوا شهوداً للتدبير الخلاصيّ الذي جاء يُتمّمه يسوع المسيح، فيكرزوا بمحبّة الله ورحمته لبني البشر.ودفعتهم دعوته الى ترك أعمالهم فورا. فلم يحاولوا الاعتذار بان الوقت لم يكن ملائماً، بل تركوا عملهم في الحال وتبعوه. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "انظروا بإعجاب إلى إيمان التلاميذ وطاعتهم. سمعوا في منتصف عملهم نداء يسوع، فلم يتردّدوا لحظة ولم يقولوا: "دعنا ندخل إلى المنزل لنكلّم أقاربنا". كلاّ، بل تركوا كلّ شيء وتبعوه، كما فعل أليشاع مع إيليّا (1ملوك 19: 20). هذه هي الطاعة التي يطلبها المسيح منّا، بدون أيّ تردّد، حتّى لو كانت تضغط علينا أمور ملحّة أكثر ظاهريًّا". المسيح يدعو الناس، ليس لما هم عليه، بل لما يجعلهم ان يكونوا. الشرط الاساسي للدعوة ان يكونوا مستعدِّين لطاعته، لان "لأسمى مظاهر الكرامة الإنسانية يكمن في دعوة الإنسان للاتحاد بالله وطاعته" دستور راعوي في الكنيسة في عالم اليوم، 19). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73798 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لم يكن من داعٍ للعنصرة لدى العذراء كما لم يكن من ضرورة لمعموديتها. ما اختبره الرسل في يوم العنصرة عندما أصبحوا أعضاء جسد المسيح بالروح القدس، وما يحدث لنا جميعاً خلال سر المعمودية، حدث للعذراء مريم قبل يوم العنصرة. لقد تحررت من الخطيئة الأصلية ليس بمعنى أنّها تخلّصت من الذنب بل قد بلغت التألّه بنفسها وتجسّدها بسبب اتحادها بالمسيح. في هذه الأطر ينبغي تفسير كلام القديس يوحنا الدمشقي بأن العذراء مريم في يوم البشارة تلقّت الروح القدس الذي طهّرها وأعطاها قوة تقبّل ألوهية الكلمة مع قوة الولادة في وقت واحد. أي أن العذراء مريم تلقّت من الروح القدس نعمة مطهِّرة ولكن أيضاً نعمة لتتقبل كلمة الله كإنسان وتكون قادرة على ولادته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73799 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن رد العذراء مريم على إعلام رئيس الملائكة لها بأنها سوف تُعطى أن تلد المسيح كان معبِّراً: “هئنذا أمة للرب. ليكن لي بحسب قولك” (لوقا 38:1). هنا تظهر طاعة العذراء مريم لقول رئيس الملائكة وأيضاً طاعتها لله أمام حدث غريب وشاذ بحسب المنطق البشري. هكذا أخضعت منطقها لإرادة الله. يدّعي البعض بأنه في تلك اللحظة كل أبرار العهد القديم، لا بل كل البشرية، انتظرت بقلق لتسمع جواب العذراء مريم، خوفاً من أن ترفض وألا تطيع إرادة الله. إنهم يتمسّكون بهذا لأن في كل مرة يقع الإنسان في هكذا مأزق، وبالضبط لأنه حر، يستطيع أن يقول نعم أو لا، كما حدث في حالة آدم وحواء، الشيء نفسه كان ممكناً حدوثه مع العذراء مريم. في أي حال، لم يكن ممكناً لها أن ترفض، ليس لأنها كانت بلا حرية بل لأن كان عندها الحرية الحقيقية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 73800 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يميّز القديس يوحنا الدمشقي بين الإرادة الطبيعية والإرادة العنيدة. يتشبث المرء بإرادته عندما يتميّز بجهله لأمر ما، بالشك وفي النهاية بعجزه عن الاختيار. هذا يشير إلى التردد حول ما يفعله. يكون المرء ذا إرادة طبيعية عندما ينقاد بطريقة طبيعية من دون تردد ولا جهل إلى تحقيق الحق. وهكذا يبدو أن الإرادة الطبيعية مرتبطة بالرغبة، بينما العناد مرتبط بكيفية ما نريد، وفوق هذا أن يتحقق ما نريد إنما بشكوك وتردد. بالنتيجة، تتضمن الإرادة الطبيعية كمال الطبيعة بينما الإرادة العنيدة تتضمن نقص الطبيعة، لأنها تفترض مسبقاً شخصاً من دون معرفة للحق وغير واثق مما عليه أن يقرره. ومع أن للمسيح إرادتان بسبب طبيعتيه الإلهية والبشرية، إلا إن له إرادة طبيعية من وجهة النظر التي ندرسها هنا. لم يكن لديه إرادة معاندة. كإله، هو دائماً يعرف إرادة الله الآب، وليس فيه أي تردد أو شك. يختبر القديسون هذا الأمر بالنعمة أيضاً، وخاصةً العذراء مريم. فلأنها بلغت التألّه كان من المستحيل أن ترفض إرادة الله وألاّ تقبل بالتجسد. لقد كان عندها الحرية الكاملة ولهذا فقد عملت حريتها دوماً طبيعياً وليس بخلاف الطبيعة. |
||||